إعراب الألفيّة

الشيخ خالد بن عبد الله الأزهري

إعراب الألفيّة

المؤلف:

الشيخ خالد بن عبد الله الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: المكتبة العصريّة للطباعة والنشر
الطبعة: ٠
ISBN: 9953-432-40-6
الصفحات: ١٩١

١
٢

٣
٤

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرّحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :

إنّ تحقيق المعرفة بالشيء تتم بمعرفة أصوله ، وتحقق المعرفة في اللغة هو في علم النحو أولا ، إذ به يضبط اللسان ، ويصان عن الخطأ ، وهو سبب في معرفة الأحكام الشرعية.

وإنّ كتاب «تمرين الطلاب في صناعة الإعراب» والذي بهامشه «موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب» للشيخ خالد بن عبد الله الأزهري قد حققا مسلكا لطالب علم النحو ومنفذا إلى الفكر في فهم المعاني ، وشرحا لغريب اللغة وضابطا في الأشكال من الألفاظ ، إذ لا يمكن الاستغناء عنهما.

ولهذا فإن الدار إذ تقدم هذا الكتاب ضمن إصداراتها ، تأمل أن يلاقي من القراء الكرام كل استحسان وقبول.

ونسأل الله تعالى أن يكون ما بذلناه من جهد في خدمة هذا العمل خالصا لوجهه الكريم ، وأن يثيب العاملين في هذا الكتاب وكل من ينظر فيه خير الجزاء ، وإنه سميع مجيب الدعاء.

الناشر

٥
٦

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الفقير إلى عفو ربه الغني خالد بن عبد الله الأزهري عامله الله بلطفه الخفي :

الحمد لله الذي رفع قدر من أعرب بالشهادتين ، ونصب الدليل على وجود ذاته ، وخفض قدر من لم يجزم بوحدانيته ولم يعترف بقدم صفاته. والصلاة والسّلام على سيدنا محمد الذي ضم شعث الدين. وجاءه الفتح المبين وكسر جيش الكافرين. وأسكن الرعب في قلوب المنافقين ببركاته. وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذرياته صلاة وسلاما دائمين عدد حركات كل حرف وسكناته.

أما بعد : فإن معرفة الإعراب من الواجبات التي لا بد لكل طالب علم منها ومن المهمات التي لا يستغني الفقيه عنها وإن من أنفع المسالك وأقرب المدارك إلى هذا النحو ألفية ابن مالك غير أن شارحيها أتعبوا الفكر في فهم معانيها ولم يمنعوا النظر في إعراب مبانيها إلا مواضع اقتصروا عليها لمسيس حاجتهم إليها فانقدح في خاطري أن أعرب جميع أبياتها. واشرح غريب لغاتها. واضبط ما أشكل من ألفاظها. ليسهل تناولها على حفاظها. وأحيل حل معانيها على شراحها خوف الإطالة فإن اشتغال الفكر بشيئين مما يورث الملالة. وأضع في أول كل بيت دائرة لأميّز أوله وآخره لكن ربما خالفت بعض الناس في مواضع قال فيها بالقياس. مع أنها بلا نزاع من أماكن السماع. وفي مواضع أدخلها في بابي الاشتغال والأعمال وليست منهما في أصح الأقوال. وفي مواضع هجر فيها الحقيقة واستعمل المجاز وما أظن شيئا من ذلك يسمح المعربون فيه بالجواز. كقوله الفاء جواب الشرط وإنما هي لمجرد الربط. ولا ينبغي أن يسلك مثل هذه المسالك إلا حيث لا يجد المعرب غنى عن ذلك. هذا وباب الانتقاد علينا مفتوح ورايات الاعتراض علينا تلوح.

فسبحان من تفرد كلامه بالكمال والتأييد. وتنزه عن شوائب النقص والتعقيد. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وسميته تمرين الطلاب في صناعة الإعراب والله المسؤول. أن يتلقى بالقبول ، ويكف عنه ألسنة الحاسدين وأقلام المفترين أنه على ذلك قدير. وبالإجابة جدير. وقد آن أن نشرع في المقصود فنقول :

(بسم) جار ومجرور متعلق بمحذوف اتفاقا قدره البصريون ابتدائي والكوفيون أبتدئ قيل ويلزم على الأول أن يعمل المصدر محذوفا ويجاب عنه بأن عمل المصدر في الظرف وعديله بما فيه من رائحة الفعل لا بالحمل على الفعل ولهذا يجوز تقديمه عليه عند المحققين خلافا لمن منع مطلقا ولمن خص المنع بأن يكون

______________________________________________________

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله الملهم لحمده. والصلاة والسّلام على سيدنا محمد رسوله وعبده. وعلى آله وصحبه وجنده.

وبعد : فيقول العبد الفقير إلى مولاه الغني خالد بن عبد الله الأزهري هذا شرح لطيف على قواعد الإعراب سألنيه بعض الأصحاب يحل المباني ويبين المعاني (سميته) «موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب» نافع إن شاء الله تعالى. (بسم الله الرحمن الرحيم) الباء متعلقة بفعل محذوف تقديره أفتتح يقدر مؤخرا لإفادة الحصر عند البيانين وللاهتمام عند النحويين (أما) بفتح الهمزة وتشديد الميم حرف فيه معنى الشرط بدليل دخول الفاء في جوابها (بعد) بالنصب على الظرفية الزمانية واختلف في ناصبه فقيل فعل محذوف وهو الذي نابت أما عنه وقيل أما لنيابتها عن المحذوف وهو مذهب سيبويه والأصل عنده مهما

٧

المصدر منحلا بحرف مصدري. وهل الباء للاستعانة أو للمصاحبة أو الملابسة كما في قوله تعالى : (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) [المؤمنون : ٢٠] استظهر الزمخشري الثاني و (الله) مجرور لأنه مضاف إليه وهل الجار له المضاف أو معنى اللام ذهب سيبويه إلى الأول والزجاج إلى الثاني و (الرحمن) نعت لله و (الرحيم) نعت بعد نعت هذا هو المشهور. وقال في المغني الرحمن بدل لا نعت والرحيم بعده نعت له لا نعت اسم الله إذ لا يتقدم البدل على النعت اه وهذان القولان مبنيان على أن الرحمن علم أو صفة قال بالأول الأعلم وابن مالك وبالثاني الزمخشري وابن الحاجب. قال في المغني والحق قول الأعلم وابن مالك اه ويظهر أثر الخلاف في الجار للرحمن ما هو فعلى القول بأنه نعت يجري فيه الخلاف في التابع للمجرور في غير البدل أهو مجرور بما جر المتبوع أو بنفس التبعية والأصح منهما الأول وعلى القول بأنه بدل يكون مجرورا بمحذوف ممائل للعامل في المتبوع لما تقرر أن البدل على نية تكرار العامل على الصحيح. (قال) فعل ماض أجوف عينه واو أصله قول بفتح الواو قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ومن حكم القول وما تصرف منه أنه لا ينصب إلا جملة أو مفردا يؤدي معنى الجملة كقلت قصيدة وشعرا وكذا المفرد المراد به مجرد اللفظ على الصحيح كقلت كلمة (محمد) فاعل قال وهو علم منقول من اسم مفعول حمد بتشديد الميم و (هو) مبتدأ و (ابن) خبره وكان حق ابن أن يتبع محمد على أنه نعت له ولكنه قطعه عنه وجعله خبرا لضميره وإنما يجوز ذلك إذا كان المنعوت معلوما بدون النعت حقيقة أو ادعاء وحيث قطع فإن كان لمدح أو ذم وجب حذف العامل وإن كان لغير ذلك جاز قال الشاطبي وقول الناظم هو ابن مالك بالقطع وإظهار المبتدأ أتى به كذلك لأن الصفة التي هي ابن مالك صفة بيان وذلك فيها جائز وإن كان قليلا والأكثر الاتباع في نعوت البيان انتهى.

و (ملك) مضاف إليه وهو علم منقول من اسم فاعل و (أحمد) بفتح الميم مضارع حمد بكسرها من باب علم يعلم وفاعله مستتر فيه وجوبا وكان مقتضى الظاهر أن يقول يحمد بياء الغيبة ولكنه التفت من الغيبة إلى التكلم واختار هو وغيره مادة الحاء الحلقية والميم الشفوية والدال اللسانية في استعمالها في الثناء على رب البرية حتى لا يخلو مخرج من نصيبه من ذلك بالكلية و (ربي) منصوب على المفعولية وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الباء الموحدة منع من ظهورها اشتغال آخر الكلمة بحركة المناسبة وياء المتكلم في موضع جر بإضافة رب إليها واجتمع في قوله أحمد ربي الإعراب اللفظي والتقديري والمحلى فأحمد إعرابه لفظي ورب إعرابه تقديري وياء المتكلم إعرابه محلى قال الكافيجي رحمه‌الله تعالى والفرق بين التقديري والمحلى أن المانع في التقديري هو الحرف الأخير من الكلمة كألف الفتى والمانع في الإعراب المحلى هو الكلمة بتمامها كأنا وأنت اه و (الله) بالنصب عطف بيان لرب لكونه أوضح من المتبوع أو بدل منه لأن نعت المعرفة إذا تقدم عليها أعرب بحسب العوامل وجعلت المعرفة بدلا منه كقوله تعالى : (إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [إبراهيم : ١٠] الله في قراءة الجر والأول هنا أولى لأن المبدل منه إنما يؤتى به توطئة لذكر البدل ولأنه في حكم الطرح غالبا ولا يخفى أن الناظم أشد اعتناء بالمتبوع حيث أعقبه بقوله خير مالك

______________________________________________________

يكن من شيء بعد (حمد الله) بدأ بالحمد تأدية لحق شيء مما وجب عليه والجلالة اسم للذات المستجمع لسائر الصفات (حق حمده) أي واجب حمده الذي يتعين له ويستحقه كمال ذاته وقدم صفاته وتقدس أسمائه وعموم آلائه وانتصابه على المفعولية المطلقة (والصلاة والسّلام) بالجر عطفا على حمد الله (على سيدنا) متعلق بالسلام على اختيار البصريين ومتعلق الصلاة محذوف تقديره عليه ولا يجوز أن يتعلق المذكور بالصلاة لأنه كان يجب ذكر المتعلق بالسلام على الأصح وفي نسخة (وعبده) وهو معطوف على سيدنا وفيه من أنواع البديع المطابقة (محمد) بدل من سيدنا لأن نعت المعرفة إذا تقدم عليها أعرب بحسب العوامل وأعربت المعرفة بدلا وصار المتبوع تابعا كقوله تعالى : (إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [إبراهيم : ١] الله في قراءة الجر نص على ذلك ابن مالك (و) على (آله) هم كما قال الشافعي أقاربه المؤمنون من بني هاشم والمطلب ابني عبد مناف (من بعده) أي من بعد محمد وأشار بذلك إلى أن الصلاة على الآل مترتبة وتابعة للصلاة على محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم (فهذه فوائد) جملة مقرونة بالفاء على أنها جواب إن وأشار بهذه إلى أشياء مستحضرة في ذهنه والفوائد جمع فائدة وهي ما يكون الشيء به أحسن حالا منه بغيره (جليلة) أي عظيمة في قواعد جمع قاعدة وهي قضية كلية يتعرف منها أحكام جزئياتها (الإعراب)

٨

لما كان ربي بمعنى مالكي و (خير) بالنصب حال لازمة أو بتقدير أمدح أو أعني وليس بيانا ولا نعتا لأنه نكرة والمتبوع معرفة والقول بأنه بدل مبني على غير الغالب إذ الغالب في البدل الجمود على أن ابن هشام الأنصاري قال في حد النعت في القطر والشذور هو التابع المشتق أو المؤول به قال في شرح القطر والمشتق والمؤول به مخرج لبقية التوابع فإنها لا تكون مشقة ولا مؤولة بالمشتق اه وحيث أمكن غير البدل فلا حاجة إليه على هذا وأضعف من هذا قول من قال إنه بدل بعد بدل إذ تعدد البدل غير مرضي عند الجمهور و (مالك) مضاف إليه وليس تكرار مالك هنا بإيطاء لاختلافهما بالتعريف والتنكير فإن الأول علم والثاني صفة ولهذا يكتب الأول بغير ألف والثاني بالألف تفرقة بينهما وإنما هو من محاسن البديع إذ هو من الجناس التام لتوافقهما في أنواع الحروف وأعدادها وهيئاتها وترتيبها ولكونهما من نوع واحد يسمى متمائلا أيضا و (مصليا) حال مقدرة إذا قلنا أنها من فاعل أحمد كما سيجيء والحال المقدرة هي المستقبلة كمررت برجل معه صقر صائدا به غدا أي مقدرا ذلك ومنه ادخلوها خالدين قاله في المغني و (على الرسول) متعلق بمصليا والرسول بمعنى المرسل قليل و (المصطفى) نعت للرسول مجرور بكسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر وأصله المصتفى قلبت تاء الافتعال فيه طاء لمجاورتها حرف الصفير و (آله) معطوف على الرسول والهاء المتصلة به مضاف إليه و (المستكملين) بكسر الميم جمع مستكمل اسم فاعل من استكمل بمعنى تكمل نعت لآله وعلامة جره الياء واسم الفاعل المقرون بأل وتثنيته وجمعه يعمل عمل فعله بلا شرط فيرفع الفاعل وينصب المفعول إن كان فعله متعديا ويقتصر على رفع الفاعل إن كان فعله لازما وأل في المستكملين اسم موصول على الأصح ظهر إعراب محلها فيما بعدها لكونها على صورة الحرف وفي المستكملين ضمير مستتر يعود على آل مرفوع على الفاعلية و (الشرفا) بفتح الشين مفعول المستكملين وقال ابن خطيب المنصورية في شرحه وفي بعض النسخ الشرفا بضم الشين فيكون صفة أخرى ويكون مفعول المستكملين محذوقا تقديره المستكملين كل شرف أو كل المجد ونحوه انتهى والألف على الأول للإطلاق بخلاف الثاني. (وأستعين) فعل مضارع والسين فيه للطلب وأصله استعون بكسر الواو نقلت حركة الواو إلى ما قبلها فقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها وفاعله مستتر فيه وجوبا و (الله) منصوب باستعين و (في ألفيه) بسكون اللام نسبة إلى ألف متعلق باستعين على تضمين في الفعل أو مجاز في الحرف أو على لغة قليلة و (مقاصد) مبتدأ على تقدير مضاف و (النحو) مضاف إليه و (بها) متعلق بمحوية والباء بمعنى في و (محويه) خبر المبتدأ وهي اسم مفعول من حوى يحوي وأصلها محووية اجتمع فيها الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو الثانية ياء وأدغمت الياء في الياء وقلبت الضمة كسرة ونائب الفاعل مستتر فيها يعود إلى مقاصد والتقدير جل مقاصد النحو محوية فيها وإنما قدرنا هذا المضاف ليلتئم مع قوله آخرا.

______________________________________________________

الاصطلاحي (تقتفي) من القفو وهو الاتباع يقال قفوت فلانا إذا تبعت أثره وضمنه معنى تسلك (بمتأملها) أي الناظر فيها (جادة) بالجيم أي معظم طريق (الصواب) وهو ضد الخطأ (وتطلعه) أي توقفه (في الأمد) أي الزمن (القصير) خلاف الطويل ولو قال القليل بدل القصير لكان أنسب لكثير في قوله (على نكت كثير) بالإضافة والنكت بالمثناة جمع نكتة وهي الدقيقة (من الأبواب) جمع باب ويجمع أيضا على أبوبة للازدواج كقول ابن مقبل :

هتاك أخبية ولاج أبوبة

يخالط البر منه الجد واللينا (عملتها) بكسر الميم (عمل) بفتحها (من طب لمن حب) لغة في أحب والأصل كعمل من طب لمن أحب والمراد أنني بالغت في النصح فجعلت هذه الفوائد لطلبة العلم كما يجعل الطبيب الحاذق الأدوية النافعة لمحبوبه والغرض من هذا التشبيه بيان كمال الاجتهاد في تحصيل المراد وإلا فقد قال الأطباء الأب لا يطب ولده والمحب لا يطب حبيبه والعاشق لا يطب معشوقه (وسميتها) أي الفوائد الجليلة (بالإعراب) لغة وهو البيان (عن قواعد الإعراب) اصطلاحا وهو علم النحو وفي هذه التسمية من البديع التجنيس التام اللفظي والخطي (ومن الله استمد) أي أطلب المدد قدم معموله عليه لإفادة الحصر و (التوفيق) خلق قدرة الطاعة في العبد وضده الخذلان (والهداية) الإرشاد والدلالة وضدها الغواية

٩

نظما على جل المهمات اشتمل (تقرب) فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه و (الأقصى) بمعنى البعيد مفعوله على تقدير موصوف و (بلفظ) متعلق بتقرب و (موجز) صفة للفظ والموجز المختصر والتقدير تقرب المعنى الأقصى بلفظ مختصر (وتبسط) بمعنى توسع فعل مضارع وفاعل و (البذل) بسكون الذال المعجمة بمعنى العطاء مفعول تبسط و (بوعد) متعلق بتبسبط و (منجز) بمعنى سريع نعت لوعد وهذا البيت من جملة الأبيات التي وافق الصدر فيها العجز في الإعراب حرفا بحرف إذا قطعنا النظر عن الموصوف المحذوف. (وتقتضي) بمعنى تطلب فعل وفاعل و (رضا) بكسر الراء مفعول تقتضي وهو مصدر رضي على غير قياس والقياس بفتح الراء (بغير) متعلق بمحذوف نعت لرضي لا متعلق بتقتضي و (سخط) بضم السين وسكون الخاء مضاف إليه والقياس فتحهما والتقدير تقتضي رضا كائنا بغير سخط أي خالصا و (فائقة) حال من ألفية أو من ضمير تقتضي والضمائر المستترة في تقرب وتبسط وفائقة تعود إلى ألفية من قوله وأستعين الله في ألفية. وفائقة اسم فاعل والضمير المستتر فيه فاعله و (ألفية) مفعول فائقة وإنما عملت لاعتمادها على صاحب الحال وكونها بمعنى الحال أو الاستقبال و (ابن) مضاف إليه بالنسبة إلى ألفية ومضاف أيضا بالنسبة إلى معطى و (معطى) مضاف إليه لا غير (وهو) مبتدأ يرجع إلى ابن معط و (بسبق) متعلق بحائز والباء للسببية و (حائز) بالحاء المهملة والزاي خبر المبتدأ وفاعله مستتر فيه و (تفضيلا) مفعوله على تقدير مضاف إليه والتقدير هو بسبق حائز تفضيلي من إقامة السبب مقام المسبب إذ الحائز للشيء هو الذي يضمه إلى نفسه و (مستوجب) خبر بعد خبر وفاعله مستتر فيه (وثنائي) مفعول مستوجب ومضاف إليه و (الجميلا) نعت لثنائي والألف فيه للإطلاق وهل هو نعت كاشف أو مخصص مبني على قولين فمن قال إنّ الثناء مختص بالخير قال بالكشف ومن قال إنّه مشترك بين الخير والشر قال بالتخصيص والأكثرون على الأول. (والله) مبتدأ وجملة (يقضي) بمعنى يحكم خبره و (بهبهات) متعلق بيقضي و (وافره) نعت لهبات ولم يقل وافرات المطابق لهبات لأن جمع السلامة من جموع القلة عند سيبويه وأتباعه و (لي وله في درجات) متعلقات بيقضي و (الآخرة) مضاف إليه.

قاعدة : الجمل التي لا محل لها من الإعراب سبع الاستئنافية والمعترضة والواقعة جواب قسم والواقعة جواب شرط غير جازم مطلقا أو جازم ولم يقترن بالفاء ولا بإذا الفجائية والتفسيرية والواقعة صلة والتابعة لما لا محل له.

والجمل التي لها محل سبع أيضا الواقعة خبرا والحالية والواقعة مفعولا والمضاف إليها والواقعة جوابا لشرط جازم إذا كانت مقترنة بالفاء أو إذا الفجائية والتابعة لمفرد والتابعة لجملة لها محل قال في المغني والحق أنها تسع والذي أهملوه الجملة المستثناة والجملة المسند إليها اه ملخصا. إذا عرفت هذه القاعدة فيقال جملة قال محمد استئنافية لا محل لها من الإعراب وجملة هو ابن مالك قال ابن خطيب المنصورية في شرحه حالية من محمد محلها النصب ويجوز أن تكون اعتراضية بين فاعل قال والمحكي به فلا موضع لها وجملة أحمد ربي الله محكية بالقول ويجوز أن تكون حالا ومحكي القول الكلام وما يتألف منه الخ وعلى هذا يجوز أن يكون مصليا حالا من ضمير أحمد أو من

______________________________________________________

والضلالة (إلى أقوم طريق) قدم الصفة على الموصوف وأضافها إليه رعاية للسجع والأصل إلى طريق أقوم أي مستقيم وهو كناية عن سرعة الوصول إلى المأمول لأن الخط المستقيم أقصر من الخط المنحني (بمنه) أي إنعامه ويطلق المن على تعداد النعم الصادرة من الشخص إلى غيره كقوله فعلت مع فلان كذا وكذا وتعديد النعم من الله مدح ومن الإنسان ذم ومن بلاغات الزمخشري طعم الآلاء أحلى من المن وهو أمر من الآلاء عند المن أراد بالآلاء الأولى النعم وبالآلاء الثانية الشجر المر وأراد بالمن الأول المذكور في قوله تعالى : (الْمَنَّ وَالسَّلْوى) [البقرة : ٥٧] وبالثاني تعديد النعم (وكرمه) أي جوده يقال على الله تعالى كريم ولا يقال سخي إما لعدم الورود وإما للإشعار بجواز الشح (وينحصر) يقرأ بالتحتية على إرادة المصنف أو الكتاب وبالفوقانية على إرادة الفوائد الجليلة أو المقدمة (في أربعة أبواب) من حصر الكل في أجزائه وهي الجملة وأحكامها والجار والمجرور وتفسير الكلمات والإشارات إلى عبارات محررة وستمر بك هذه الأبواب بابا بابا.

١٠

محمد فاعل قال وعلى الأول يكون حالا من ضمير أحمد فيكون من جملة المحكي اه فعلى تقدير صحة هذه التجويزات تكون جملة هو ابن مالك على تقدير الحالية حالا لازمة وجملة أحمد ربي الله على تقدير الحالية أيضا حالا منتقلة وعلى تقدير أن يكون مصليا حالا من محمد فهي حال ثالثة وتكون من قبيل الأحوال المترادفة لترادفها أي تتابعها لواحد ومن النحويين من منع ذلك كالفارسي وعلى تقدير أن يكون مصليا حالا من فاعل أحمد يكون من قبيل الأحوال المتداخلة لأن الحال الأولى مشتملة على صاحب الحال الثانية فهي داخلة فيها لدخول صاحبها في ضمن الحال الأولى وقد اجتمع في النظم غالب أقسام الحال من اللازمة والمنتقلة ومن المقارنة في الزمان والمستقبلة ومن وقوع الحال مفردا وجملة اسمية وفعلية ومن المترادفة والمتداخلة والمعطوفة وهي جملة أستعين فإنها معطوفة على جملة أحمد باحتماليها وجملة مقاصد النحو بها محوية نعت لألفية فهي في موضع جر والرابط بينهما الضمير من بها وجملة تقرب ومتعلقها يحتمل أن تكون في موضع الحال من ألفية لوصفها بالجملة الاسمية بعدها ويحتمل أن تكون نعتا ثانيا لألفية فعلى الأول محلها النصب وعلى الثاني محلها الجر وجملة تبسط وتقتضي معطوفتان على جملة تقرب بوجهيها ويرشح الحالية نصب فائقة على الحال وعلى هذا تكون فائقة معطوفة على ما قبلها من الأحوال بإسقاط العاطف وجملة وهو إلى قوله الجميلا مستأنفة أو حال من ابن معطى مرتبطة بالواو والضمير وجملة والله يقضي الخ دعائية مستأنفة لا محل لها.

الكلام وما يتألف منه

(الكلام) خبر لمبدأ محذوف على تقدير مضافين والأصل هذا باب شرح الكلام فحذف المبتدأ وهو هذا ثم خبره وهو باب وأنيب عنه شرح ثم شرح وأنيب عنه الكلام ونظيره في حذف المضافين قوله تعالى : (فَقَبَضْتُ قَبْضَةً) [طه : ٩٦] من أثر الرسول والأصل من أثر حافر فرس الرسول ففعل به ما ذكرنا على التدريج وقيل دفعة واحدة (وما) موصول اسمي جارية على محذوف على تقدير مضاف معطوف على الكلام و (يتألف) فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا يعود إلى الكلام و (منه) متعلق بيتألف والجملة صلة ما فلا محل لها والعائد إلى ما الضمير في منه والتقدير هذا باب شرح الكلام وشرح الكلم الذي يتألف منه الكلام وتذكير ضمير منه العائد إلى ما مراعاة للفظها مع أنها واقعة على الكلم وهو من أسماء الأجناس التي يجوز معها التذكير والتأنيث وفي التنزيل نخل منقعر وفي موضع آخر نخل خاوية (كلامنا) مبتدأ ومضاف إليه و (لفظ) خبره وتوقف الفائدة على ما بعده لا يمنع من جعله خبرا كتوقف الخبر على بعض متعلقاته و (مفيد) نعت للفظ لا خبر بعد خبر و (كاستقم) في موضع النعت لمفيد على تقدير كونه من تمام الحد وخبر مبتدأ محذوف على تقدير كونه مثالا بعد تمام الحد وعلى التقديرين مجرور الكاف محذوف والتقدير على الأول كفائدة استقم وعلى الثاني وذلك كقولك استقم (واسم) خبر مقدم (وفعل ثم حرف) معطوف على اسم وثم نائبة عن الواو التقسيمية (والكلم) هنا بمعنى الكلمات مبتدأ مؤخر ونعته محذوف

______________________________________________________

الباب الأول

في شرح (الجمل و) ذكر (أقسامها وأحكامها) جمع حكم وهو النسبة التامة بين الشيئين (وفيه) أي في الباب الأول (أربع مسائل) جمع مسألة مفعلة من السؤال وهي ما يبرهن عليه في العلم.

المسألة الأولى :

في شرحها أي الجملة ويستتبع ذلك ذكر أقسامها وأحكامها والمراد بالأقسام الجزئيات لا الإجزاء (اعلم) أيها الواقف على هذا المصنف (أن اللفظ) المركب الإسنادي يكون مفيدا كقام زيد وغير مفيد نحو إن قام زيد وأن غير المفيد يسمى جملة فقط وأن (المفيد يسمى كلاما) لوجود الفائدة (و) يسمى (جملة) لوجود التركيب الإسنادي (ونعني) معشر النحاة (بالمفيد)

١١

والتقدير والكلم الثلاث المؤلف منها الكلام اسم وفعل وحرف وعلى هذا فلا حاجة إلى أنها بمعنى أسماء وأفعال وحروف كما زعم المكودي وظاهر حل التوضيح أن الكلم مبتدأ أول وواحده مبتدأ ثان وكلمة خبر المبتدأ الثاني والثاني وخبره خبر الأول والرابط بين المبتدأ الأول وخبره الهاء من واحده وإن اسم وفعل ثم حرف خبر لمبتدأ محذوف وأن في النظم تقديما وتأخيرا وحذفا والأصل والكلم واحده كلمة وهي اسم وفعل ثم حرف فعلى الأول (واحده كلمة) مبتدأ وخبر جملة مستأنفة لا محل لها وعلى الثاني محلها لرفع على الخبرية ويشبه أن يقال الكلم مبتدأ له خبر أن تقدم أحدهما عليه وتأخر الآخر فاكتنفاه (والقول) مبتدأ و (عم) يحتمل أن يكون فعلا ماضيا وفاعله مستتر فيه والجملة خبر المبتدأ وأن يكون اسم تفضيل وأصله أعم حذفت منه الهمزة ضرورة كما حذفت سماعا من خير وشر ويحتمل أن يكون اسم فاعل والأصل عام حذفت منه الألف كما في بر والأصل بار وعلى كل حال لا بد في الكلام من حذف فعلى الأول حذف المفعول والأصل والقول عم الثلاثة أي شملها وعلى الثاني حذف المفعول مع من الجارة له والأصل والقول أعم من الثلاثة وعلى الثالث حذف المتعلق والأصل عام في الثلاثة وعموم الثاني أشمل من جهة المعنى لأنه يصدق في مادة لا يوجد فيها واحد من الثلاثة كغلام زيد بخلاف الأول والثالث إذ معناهما أنه عم الثلاثة أو عام فيها ولا يلزم منه الزيادة عليها إذ يحتمل أنه وقف عندها وأنه تعداها والخبر على الأول من قبيل الجمل وعلى الثاني والثالث من قبيل المفردات وعلى كل احتمال لا محل لجملة المبتدأ والخبر من الإعراب لأنها مستأنفة (وكلمة) بكسر الكاف وفتحها وسكون اللام مبتدأ أول وسوغه التنويع و (بها) متعلق بيؤم و (كلام) مبتدأ ثان وسوغه كون المبتدأ نائب فاعل في المعنى و (قد) هنا للتقليل النسبي أي قليل بالنسبة إلى استعمالها في الاسم والفعل والحرف وإن كان استعمالها في الكلام كثير الورود فإن استعمالها في الأنواع الثلاثة أكثر و (يؤم) بضم الياء وفتح الهمزة بمعنى يقصد فعل مضارع مبني للمفعول ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه يعود إلى كلام وجملة قد يؤم خبر المبتدأ الثاني وهو وخبره خبر الأول والرابط بين المبتدأ الثاني وخبره الضمير المرفوع بيؤم وبين المبتدأ الأول وخبره الهاء من بها والأصل وكلمة كلام قد يؤم بها في اللغة فحذف متعلق يؤم الثاني للعلم به وقدم معمول الخبر على المبتدأ الثاني وفصل به بين المبتدأ الأول وخبره للضرورة ثم هذا التركيب يشتمل على جملة كبرى وهي كلمة الخ وجملة صغرى وهي قد يؤم وعلى جملة كبرى وصغرى باعتبارين وهي كلام قد يؤم فباعتبار كونها خبرا عما قبلها فهي صغرى وباعتبار وقوع الخبر فيها جملة فهي كبرى وضابط الكبرى هي التي يقع الخبر فيها جملة وضابط الصغرى ما وقعت خبرا. (بالجر) متعلق بحصل (والتنوين والندا وأل ومسند) معطوفات على الجر ومسند بضم الميم وفتح النون قال الشارح اسم مفعول أقامه مقام المصدر وقال الشاطبي مصدر من أسند إسنادا وقال المرادي صالح لأن يكون مفعولا به ومصدرا انتهى وصلته محذوفة والتقدير ومسند إليه (للاسم قال المكودي خبر مقدم و (تمييز) مبتدأ مؤخر وجملة (حصل) في موضع رفع نعت لتمييز ثم قال وهذا أظهر الأوجه انتهى. ويلزم عليه تقديم معمول الصفة أعني بالجر وما عطف عليه على الموصوف وهو تمييز والصفة لا تتقدم على موصوفها فمعمولها أولى بالمنع وفي نسخة الشاطبي التي اعتمد عليها كما زعم ومسند للاسم ميزه حصل قال ميزه مبتدأ وحصل خبره وبالجر متعلق بحصل انتهى ويلزم عليه الفصل بين العامل ومعموله بأجنبي وتقديم معمول الخبر الفعلي

______________________________________________________

حيث أطلقناه في بحث الكلام (ما يحسن) من المتكلم (السكوت عليه) بحيث لا يصير السامع منتظرا لشيء آخر وبين الجملة والكلام عموم مطلق (و) ذلك (أن الجملة أعم من الكلام) لصدقها بدونه وعدم صدقه بدونها فكل كلام جملة لوجود التركيب الإسنادي (ولا ينعكس) عكسا لغويا أي ليس كل جملة كلاما لأنه تعتبر فيه الإفادة بخلافها (ألا ترى إن جملة الشرط نحو إن قام زيد من قولك إن قام زيد قام عمرو يسمى جملة) لاشتمالها على المسند والمسند إليه (ولا يسمى كلاما لأنه لا) يفيد معنى (يحسن السكوت عليه) لأن إن الشرطية أخرجته عن صلاحيته لذلك لأن السامع ينتظر الجواب (وكذلك) أي وكالقول في

١٢

على المبتدأ. وكلاهما ممنوع وبهذا رد على من قال في قوله تعالى : (أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ) [مريم : ٤٦] إن راغب خبر مقدم وأنت مبتدأ مؤخر لما فيه من الفصل بين العامل والمعمول بأجنبي لأن أنت أجنبي من راغب لأنه مبتدأ فليس لراغب فيه عمل لأنه خبر والخبر لا يعمل في المبتدأ على الصحيح قاله ابن عقيل وغيره ويمكن أن يجاب عن الشارحين معا بأن المعمول ظرف فيتوسع فيه أو بأن التقديم والتأخير في مثل ذلك من ضرورات الشعر كما صرح به ابن معطي في آخر الفصول واستشهد عليه بقول الفرزدق :

وما مثله في الناس إلا مملكا

أبو أمه حي أبوه يقاربه

حيث فصل بين المبتدأ والخبر أعني أبو أمه أبوه بالأجنبي الذي هو حي وبين الصفة والموصوف أعني حي يقاربه بالأجنبي الذي هو أبوه وليس هذا بأولى مما نحن فيه (بتا) بالقصر للضرورة متعلق بينجلي و (فعلت) بتثليث التاء مضاف إليه (وأتت) بالسكون معطوفا على فعلت (ويا) بالقصر للضرورة معطوف على تاو (افعلي) مضاف إليه و (نون) بالجر معطوف على تاو (أقبلن) بتشديد النون مضاف إليه و (فعل) بكسر الفاء مبتدأ وسوغ ذلك كونه قسيما للمعرفة وجملة (ينجلي) بمعنى يتضح وينكشف خبره وهو مطاوع جليت الخبر بمعنى كشفته فانجلى وفيه ما مر من تقديم معمول الخبر على المبتدأ وتقدم جوابه والتقدير فعل ينجلي بتاء فعلت وبتاء أتت وبياء افعلي وبنون أقبلن (سواهما) خبر مقدم ومضاف إليه و (الحرف) مبتدأ مؤخر ويجوز العكس عند من يجعل سوى من الظروف المتصرفة كالناظم والأول أولى لأن الحرف هو المخبر عنه في المعنى و (كهل) خبر لمبتدأ محذوف والتقدير وذلك كهل (وفي ولم) معطوف على هل و (فعل) مبتدأ و (مضارع) نعت لفعل وهو الذي سوغ الابتداء به و (يلي) فعل مضارع وفاعله مستتر فيه يعود إلى فعل و (لم) مفعول يلي وجملة يلي لم في موضع رفع خبر فعل وجملة المبتدأ والخبر مستأنفة و (كيشم) بفتح الشين خبر لمبتدأ محذوف على إضمار القول والتقدير وذلك كقولك يشم.

(وماضي) مفعول مقدم بمز و (الأفعال) مضاف إليه و (بالتا) بالقصر للضرورة متعلق بمز وأل فيه للعهد و (مز) بكسر الميم وبالزاي فعل أمر من ماز يميز إذا بين والتقدير مز ماضي الأفعال بالتاء (وسم) بكسر السين فعل أمر من وسم يسم إذا علم بتشديد اللام (وبالنون) متعلق بسم و (فعل) مفعول سم و (الأمر) مضاف إليه و (إن) حرف شرط و (أمر) بمعنى طلب مرفوع على النيابة عن الفاعل بفعل مضمر يفسره فهم على حد قوله تعالى : (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ) [النساء : ١٧٦] إلا أن الفعل هنا مبني للفاعل وفي النظم مبني للمفعول والفعل المضمر فعل الشرط والجواب محذوف جوازا لتقدم ما يدل عليه ومضى الشرط والتقدير أن فهم أمر فسمه بالنون و (فهم) مبني للمفعول ونائب الفاعل مستتر فيه يعود إلى أمر وهو مرفوعه لا محل له لأنه مفسره. (والأمر) مبتدأ على حذف مضاف تقديره ومفهم الأمر و (إن) حرف شرط و (لم) حرف جزم و (يك) مجزوم بلم لا بأن و (للنون) في موضع نصب خبر يك مقدم على اسمها و (محل) اسمها و (فيه) متعلق بمحل ويجوز العكس و (هو اسم) مبتدأ وخبر في موضع جزم جواب الشرط على حذف الفاء للضرورة وجملة الشرط وجوابه في موضع رفع خبر المبتدأ الذي هو والأمر وقال الشاطبي وهو اسم في موضع رفع خبر المبتدأ الذي هو والأمر لا جواب الشرط لأن جملة المبتدأ والخبر دالة على جوابه انتهى وهذا أيضا ضرورة لأن حذف الجواب مشروط بشرطين وجود الدليل وكون الشرط فعلا ماضيا ومتى كان الشرط

______________________________________________________

جملة الشرط (القول في جملة الجواب) أي جواب الشرط وهي جملة قام عمرو من المثال المذكور فتسمى جملة ولا تسمى كلاما لما قلناه والحاصل أنه جعل في كل من جملتي الشرط وجوابه أمرين أحدهما تبوتي وهو التسمية بالجملة والآخر سلبي وهو عدم التسمية بالكلام ففي ذلك دليل على ما ادعاه من عدم ترادف الجملة والكلام ورد على من قال بترادفهما كالزمخشري وعلى من قال جمل جواب الشرط كلام بخلاف جمل الشرط كالرضى (ثم الجمل) تنقسم أولا بالنسبة إلى التسمية إلى اسمية وفعلية وذلك أنها تسمى (اسمية إن بدئت باسم) صريح (كزيد قائم) أو مؤول نحو : (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ

١٣

مضارعا لا يجوز حذف الجواب إلا في الضرورة فليست إحدى الضرورتين بأولى من الأخرى إلا بكثرة الاستعمال و (نحو) بالرفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره وذلك نحو وبالنصب مفعول به أو مطلق لعامل محذوف تقديره أعني أو أنحو وعليه يقاس أمثاله و (صه) بسكون الهاء مضاف إليه (وحيهل) معطوف على صه.

المعرب والمبني

(والاسم) مبتدأ أول و (منه) خبر مقدم و (معرب) مبتدأ مؤخر وهو على حذف الموصول وجملة المبتدأ الثاني وخبره خبر الأول والرابط بينهما الضمير في منه و (مبني) مبتدأ حذف خبره لدلالة خبر المتقدم عليه والذي سوغ الابتداء به كونه نعتا لمحذوف والجملة من المبتدأ المذكور والخبر المحذوف معطوفة على جملة منه معرب والأصل والاسم منه ضرب معرب ومنه ضرب مبني و (لشبه) متعلق بمبني لأنه اسم مفعول وأصله مبنوي كمضروب اجتمع فيه الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء وقلبت الضمة كسرة والأولى أن يتعلق لشبه بخبر مبتدأ محذوفين أي وبناؤه ثابت لشبه لأن المبني مقابل المعرب من غير تقييد و (من الحروف) متعلق بشبه والأقرب من جهة المعنى أن يكون متعلقا بمدني و (مدني) نعت لشبه والتقدير مبني لشبه مدن من الحروف.

(كالشبه) خبر لمبتدأ محذوف تقديره وذلك كالشبه الخ و (الوضعي) نسبة إلى الوضع نعت لشبه على معنى المنسوب إلى الوضع و (في اسمي) بالتثنية متعلق بمحذوف نعت للوضعي والتقدير الوضعي الثابت في اسمي (جئتنا) مضاف إليه (والمعنوي) نسبة إلى المعنى معطوف على الوضعي و (في متى وفي هنا) متعلقان بمحذوف نعت للمعنوي والتقدير والمعنوي الثابت في متى وفي هنا. (وكنيابة) معطوف على كالشبه و (عن الفعل) متعلق بنيابة و (بلا تأثر) متعلق بمحذوف نعت لنيابة ولا هنا اسم بمعنى غير نقل إعرابها إلى ما بعدها لكونها على صورة الحرف وتأثر مصدر حذف متعلقه والتقدير وكنيابة كائنة بغير تأثر بعامل (وكافتقار) معطوف على كنيابة وجملة (أصلا) بالبناء للمفعول نعت لافتقار وفي أصلا ضمير مستتر فيه مرفوع على النيابة عن الفاعل يعود إلى افتقار والألف فيه للإطلاق ولو جعلت ضميرا عائدا على نيابة وافتقار لصح واستغنى عن قوله بلا تأثر المسوق لإخراج المصدر النائب عن فعله لأن نيابته عنه عارضة في بعض التراكيب دون بعض ولذلك كان معربا. (ومعرب) مبتدأ و (الأسماء) مضاف إليه و (ما) موصول اسمي نعت لمحذوف في موضع رفع خبر المبتدأ وجملة (قد سلما) صلة ما والعائد ضمير مستتر في الفعل والألف للإطلاق و (من شبه) متعلق بسلم و (الحرف) مضاف إليه من إضافة المصدر إلى مفعوله بعد حذف الفاعل وهو أحد المواضع الأربعة التي ينقاس فيها حذف الفاعل و (كأرض) خبر لمبتدأ محذوف (وسما) بضم السين المهملة والقصر أحد لغات الاسم معطوف على أرض وتقدير البيت ومعرب الأسماء الاسم الذي قد سلم من شبه الحرف وذلك كأرض وسما. (وفعل) مبتدأ و (أمر) مضاف إليه و (مضى) بالرفع معطوف على فعل بعد حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه والأصل وفعل مضى بالجر على تقدير حذف المضاف وإبقاء المضاف إليه على حاله لدلالة ما تقدم عليه وعليهما فالألف في بنيا للتثنية كما قاله المكودي ويجوز في توجيه الجر أن يكون معطوفا على أمر والألف للإطلاق وعلى كل حال فجملة (بنيا) بالبناء للمفعول في موضع رفع خبر المبتدأ (وأعربوا) فعل وفاعل والضمير للعرب (ومضارعا) مفعول أعربوا و (إن) حرف شرط و (عريا) فعل الشرط والألف للإطلاق وجواب

______________________________________________________

لَكُمْ) [البقرة : ١٨٤] أي صومكم خير لكم أو بوصف رافع لمكتف به نحو أقائم الزيدان أو اسم فعل نحو هيهات العقيق (و) إذا دخل عليها حرف فلا يغير التسمية سواء غير الإعراب دون المعنى أم المعنى دون الإعراب أم غيرهما معا أم لم يغير واحدا منهما فالأول نحو (إن زيدا قائم و) الثاني نحو (هل زيد قائم و) الثالث نحو (ما زيد قائما و) الرابع نحو (لزيد قائم و) الجمل تسمى (فعلية إن بدئت بفعل) سواء كان ماضيا أم مضارعا أم أمرا وسواء كان الفعل متصرفا أم جامدا وسواء كان تاما أم ناقصا وسواء كان مبنيا للفاعل أو مبنيا للمفعول (كقام زيد ويضرب عمرو واضرب زيدا) ونعم العبد وكان زيد قائما (قُتِلَ

١٤

الشرط محذوف و (من نون) متعلق بعريا و (توكيد) مضاف إليه و (مباشر) نعت لنون و (من نون) معطوف على من نون توكيد و (إناث) مضاف إليه و (كيرعن) الكاف جارة لقول محذوف في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف ويرعن فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون الإناث التي هي في محل رفع على الفاعلية و (من) بفتح الميم اسم موصول في محل نصب على المفعولية بيرعن وجملة (فتن) بالبناء للمفعول صلة من والعائد إليها الضمير المستتر في فتن النائب عن الفاعل وجملة يرعن خبر مبتدأ محذوف وجملة المبتدأ وخبره مقولة لمدخول الكاف المحذوف والتقدير وذلك كقولك الإناث يرعن من فتن (وكل) مبتدأ و (حرف) مضاف إليه و (مستحق) بكسر الحاء خبر المبتدأ و (للبنا) بالقصر للضرورة متعلق بمستحق (والأصل) مبتدأ و (في المبنى) متعلق بالأصل و (أن) بفتح الهمزة وسكون النون حرف مصدري و (يسكنا) بضم الياء وفتح الكاف المشددة على البناء للمفعول منصوب بأن مؤول معها بمصدر مرفوع على الخبرية للمبتدأ والتقدير والأصل في المبني تسكينه. (ومنه) خبر مقدم والضمير في منه راجع إلى المبنى من حيث هو مبني و (ذو) مبتدأ مؤخر و (فتح) مضاف إليه (وذو) معطوف على ذوو (كسر) مضاف إليه (ضم) معطوف على كسر على تقدير مضاف والتقدير وذو ضم و (كأين) خبر لمبتدأ محذوف والتقدير وذلك كأين و (أمس حيث) معطوفان على أين بإسقاط حرف العطف (والساكن) خبر مقدم و (كم) مبتدأ مؤخر وهذا أولى من العكس (والرفع) مفعول أول باجعل مقدم من تأخير (والنصب) معطوف على الرفع و (اجعلن) فعل أمر مؤكد بالنون الخفيفة و (إعرابا) مفعول ثان لأجعلن و (لاسم) متعلق بإعرابا (وفعل) معطوف على اسم والأصل اجعلن الرفع والنصب إعرابا لاسم وفعل (نحو) خبر لمبتدأ محذوف كما مر و (لن) حرف نفي ونصب واستقبال و (أهابا) بفتح الهمزة مضارع هاب منصوب بلن وألفه للإطلاق. (والاسم) بالرفع مبتدأ وجملة (قد خصص) بالبناء للمفعول خبر المبتدأ و (بالجر) متعلق خصص و (كما) الكاف حرف تشبيه وما مصدرية وجملة (قد خصص الفعل) من الفعل المبني للمفعول ونائب الفاعل صلة ما وما صلتها في تأويل مصدر مجرور بالكاف و (بأن) الباء متعلقة بخصص وأن حرف مصدري و (ينجزما) منصوب بأن وأن ومنصوبها في تأويل مصدر مجرور بالباء وتقدير البيت والإسم قد خصص بالجر كتخصيص الفعل بالجزم (فارفع) فعل أمر وفاعله مستتر فيه و (بضم) متعلق بارفع (وانصبن) فعل أمر مؤكد بالنون الخفيفة معطوف على ارفع و (فتحا) منصوب باسقاط الباء والأصل بفتح (وجر) بضم الجيم فعل أمر معطوف على ما قبله (وكسرا) منصوب بإسقاط الباء كما مر على وزان بضم الماضي وبتسكين الآتي و (كذكر) الكاف جارة لقول مطروح خبر لمبتدأ محذوف كما مر وذكر مبتدأ مرفوع بالضمة و (الله) مضاف إليه مجرور بالكسرة من إضافة المصدر إلى فاعله و (عبده) مفعول ذكر منصوب بالفتحة وجملة (يسر) بضم السين خبر ذكر وهو وخبره محكى بالقول المحذوف والتقدير وذلك كقولك ذكر الله عبده يسره. (واجزم) فعل أمر وفاعله مستتر فيه و (بتسكين) متعلق بالجزم (وغير) مبتدأ و (ما) موصول اسمي مضاف إليه وجملة (ذكر) بالبناء للمفعول صلة ما والعائد إليها الضمير المستتر في ذكر النائب عن الفاعل وجملة (ينوب) من الفعل والفاعل خبر غير و (نحو) خبر مبتدأ محذوف ومضاف إلى قول محذوف والتقدير ونحو ذلك قولك و (جا) بالقصر على لغة قليلة أو ضرورة فعل ماض و (أخو) فاعل جاء مرفوع بالواو و (بني) جمع ابن مضاف إليه مجرور بالباء و (نمر) بفتح النون وكسر الميم اسم لأبي قبيلة من قبائل العرب

______________________________________________________

الْخَرَّاصُونَ) [الذاريات : ١٠] (و) لا فرق في الفعل بين أن يكون مذكورا أو محذوفا تقدم معموله عليه أم لا تقدم عليه حرف أم لا نحو (هل قام زيد و) نحو (زيدا ضربته ويا عبد الله) فزيدا وعبد الله منصوبان بفعل محذوف (لأن التقدير) في الأول (ضربت زيدا ضربته) فحذفت ضربت لوجود مفسره وهو ضربته (و) في الثاني (ادعو عبد الله) فحذف ادعو لأن حرف النداء نائب عنه ونحو : (فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) [البقرة : ٨٧] ففريقا مقدم من تأخير والأصل كذبتم فريقا (ثم) الجملة (تنقسم) ثانيا بالنسبة إلى الوصفية (إلى صغرى وكبرى) فالصغرى هي المخبر بها عن مبتدأ في الأصل نحو إن زيدا قام أبوه أو في

١٥

مجرور بإضافة بني إليه. (وارفع) فعل أمر وفاعله مستتر فيه و (بواو) متعلق بارفع (وانصبن) فعل أمر مؤكد بالنون الثقيلة معطوف على ارفع و (بالألف) متعلق بانصبن (واجرر) فعل أمر معطوف على ما قبله (وبياء) متعلق باجرر و (ما) موصول اسمي في محل نصب على المفعولية باجرر وهو مطلوب أيضا لا رفع وانصب من جهة المعنى على سبيل التنازع و (من الأسما) متعلق بأصف وجملة (أصف) بفتح الهمزة وكسر الصاد المهملة مضارع وصف بمعنى ذكر صلة ما والعائد إليها محذوف والتقدير واجرر بياء الذي أصفه لك من الأسماء (من ذاك) خبر مقدم وتابعه محذوف و (ذو) مبتدأ مؤخر والأصل ذو من ذاك الموصوف (وإن) بكسر الهمزة حرف شرط و (صحبة) مفعول مقدم بأبانا و (أبانا) فعل ماض والألف فيه للإطلاق وفاعله مستتر فيه يعود إلى ذو والفعل وحده في موضع جزم بأن على أنه شرطها وجوابها محذوف جوازا لكون فعل الشرط ماضيا وتقدم ما يدل عليه والتقدير أن أبان ذو صحبة أي أظهرها فارفعه بالواو وانصبه بالألف واجرره بالياء (والفم) معطوف على ذو و (حيث) هنا ظرف مكان ضمن معنى الشرط كما هو رأي بعض الكوفيين و (الميم) مبتدأ و (منه) متعلق بيانا وجملة (بانا) بمعنى انفصل خبر المبتدأ وألفه للإطلاق. (أب) مبتدأ ولشهرته مع ما بعده لا يحتاج إلى مسوغ و (أخ حم) معطوفان على أب بإسقاط العاطف (كذاك) خبر المبتدأ وما عطف عليه (وهن) مبتدأ حذف خبره لدلالة خبر الأول عليه والتقدير وهن كذاك فهو من عطف الجمل (والنقص) مبتدأ و (في هذا) متعلق بالنقص وقال المرادي متعلق بأحسن و (الأخير) عطف بيان لهذا أو نعت له وعلى الأول ابن مالك وعلى الثاني ابن الحاجب و (أحسن) اسم تفضيل خبر النقص ومتعلقة محذوف والتقدير والنقص في هذا الأخير أحسن من الإتمام. (وفي أب) متعلق بيندر (وتالييه) بالتثنية معطوف على أب والضمير المضاف إليه يعود إلى أب و (يندر) فعل مضارع بالدال المهملة بمعنى يقل وفاعله مستتر فيه يعود إلى النقص والتقدير ويندر النقص في أب وتالييه الأخ والحم (وقصرها) مبتدأ ومضاف إليه (من نقصهن) متعلق بأشهر مقدم عليه وتقديم من ومجرورها على اسم التفضيل في غير الاستفهام لا يجوز عند الجمهور خلافا للناظم وأما قوله :

فأسماء من تلك الظعينة أملح

فضرورة و (أشهر) اسم تفضيل خبر قصرها والشهرة ضد الخفاء فتجامع الندرة وضمير قصرها ونقصهن راجع إلى أب وأخ وحم وأفرد ضمير الجمع أولا وأتى به بصيغة الجمع ثانيا اشعارا بجواز الأمرين إلا أن الاكثر أن تعودها على جمع الكثرة وهن على جمع القلة (وشرط) مبتدأ و (ذا) اسم إشارة مضاف إليه في موضع جر (الإعراب) بالجر عطف بيان على ذا على رأي ابن مالك أو نعت له على رأي ابن الحاجب و (أن) بفتح الهمزة موصول حرفي ينصب المضارع ويخلصه للاستقبال و (يضفن) بالبناء للمفعول فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بالنون النائبة عن الفاعل والفعل في موضع نصب بأن وأن الفعل في تأويل مصدر مرفوع على الخبرية لشرط ومتعلق يضفن محذوف يظهر في التقدير و (لا) عاطفة و (لليا) معطوف على متعلق يضفن المحذوف والتقدير وشرط هذا الإعراب اضافتهن لسائر الأسماء مظهرها ومضمرها للياء و (كجا) الكاف جارة لقول محذوف ومدخولها في اللفظ مقول لذلك المحذوف وهو ومقوله خبر لمبتدأ محذوف والتقدير وذلك كقوله جاء إلى آخره

______________________________________________________

الحال اسمية كانت أو فعلية والكبرى هي التي خبرها جملة كزيد قام أبوه فجملة قام أبوه صغرى لأنها خبر عن زيد وجملة زيد قام أبوه كبرى لأن الخبر المبتدأ فيها جملة (و) قد تكون الجملة صغرى وكبرى باعتبارين كما (إذا قيل زيد أبوه غلامه منطلق فزيد مبتدأ أول وأبوه مبتدأ ثان وغلامه مبتدأ ثالث ومنطلق خبر) المبتدأ (الثالث) وهو غلامه (و) المبتدأ (الثالث وخبره) وهما غلامه ومنطلق (خبر) المبتدأ (الثاني) وهو أبوه والرابط بينهما الهاء من غلامه (و) المبتدأ (الثاني وخبره) وهما أبوه غلامه منطلق (خبر) المبتدأ (الأول) وهو زيد والرابط بينهما الهاء من أبوه (ويسمى المجموع وهو زيد ومنطلق وما بينهما جملة

١٦

وجا بالقصر على لغة قليلة أو للضرورة فعل ماض و (أخو) فاعل جاء وعلامة رفعه الواو و (أبيك) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء و (ذا) بمعنى صاحب منصوب على الحال من فاعل جاء وعلامة نصبه الألف و (اعتلا) بكسر التاء مضاف إليه وهو مصدر اعتلى يعتلي اعتلاء قصر للضرورة (بالألف) متعلق بارفع و (ارفع) فعل أمر وفاعل و (المثنى) مفعول ارفع (وكلا) معطوف على المثنى و (إذا) ظرف مضمن معنى الشرط وهل الناصب له فعل الشرط أو فعل الجواب قولان أشهرهما الثاني عند الأكثرين قال ابن هشام في شرح بانت سعاد وأصحهما الأول إذ يلزم على قول الأكثرين أن يقع معمولا لما بعد الفاء وإذا الفجائية وما النافية وذكر أمثلتها ثم قال فإن قلت كيف يعمل المضاف إليه في المضاف قلت القائل بهذا الا يدعى أنها مضافة بل أنها بمنزلة متى في قولك متى تقم أقم في أنها مرتبطة بما بعدها ارتباط أداة الشرط بجملة الشرط لا ارتباط المضاف بالمضاف إليه اه وفي المغني نحوه و (بمضمر) متعلق بوصلا و (مضافا) حال من الضمير المستتر في وصلا وجاز تقديم الحال على عاملها لأنه فعل متصرف و (وصلا) فعل ماض مبني للمفعول ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه يعود إلى كلا وألف وصلا للإطلاق ومتعلقه محذوف وهو ومتعلقه في موضع جر بإضافة إذا إليها وجواب إذا محذوف لدلالة ما قبله عليه والتقدير وكلا إذا وصل بمضمر حال كون كلا مضافا إلى ذلك المضمر فارفعه بالألف (كلتا كذاك) مبتدأ وخبر و (اثنان واثنتان) مبتدأ ومعطوف عليه و (كابنين) في موضع الحال من فاعل يجريان (وابنتين) معطوف على ابنين وجملة (يجريان) في موضع رفع خبر اثنان وما عطف عليه والتقدير اثنان واثنتان يجريان حال كونهما مشابهي ابنين وابنتين (وتخلف) فعل مضارع و (اليا) بالقصر للضرورة فاعل تخلف و (في جميعها) متعلق بتخلف و (الألف) مفعول تخلف و (جرا ونصبا) مفعول لأجله ومعطوف عليه وقيل منصوبان بنزع الخافض أو مصدر إن في موضع الحال وكلاهما لا يقاس عليه إلا إذا كان الأول مع أن أو أن أوكي لا غير و (بعد) متعلق بتخلف و (فتح) مضاف إليه و (قد) هنا للتحقيق و (ألف) مبني للمفعول ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه يعود إلى فتح وجملة قد ألف في موضع جر نعت لفتح ومتعلق ألف محذوف وتقدير الكلام بعد فتح مألوف في حالة الرفع. (وارفع) فعل أمر وفاعل و (بواو) متعلق بارفع (وبيا) مقصور للضرورة متعلق باجرر مقدم عليه و (اجرر) فعل أمر بفك الإدغام على أحد الأوجه الأربعة من الضم والفتح والكسر والفك الجارية في فعل الأمر المضعف المضموم العين (وانصب) بكسر الصاد المهملة أمر معطوف على ما قبله ومتعلقه محذوف لدلالة ما قبله عليه والتقدير واجرر بياء وانصب بياء فهو من باب الحذف لا من باب التنازع في المتقدم خلافا للمكودي لأن الناظم لا يراه واستدل المجيز بقوله تعالى : (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) [التوبة : ١٢٨] ورد بأن الثاني لم يجيء إلا بعد أن استوفاه الأول و (سالم) تنازع فيه ثلاثة وهي ارفع واجرر وانصب فأعمل الأخير منها فيه لقربه وأعمل الأولين في ضميره ثم حذفه لأنه فضلة (وجمع) مضاف إليه من إضافة الصفة إلى موصوفها و (عامر) مجرور بإضافة جمع إليه (ومذنب) معطوف على عامر والأصل جمع عامر ومذنب السالم فقدم الصفة على الموصوف وحذف أل ليتمكن من الإضافة ثم أضاف الصفة إلى موصوفها كجرد قطيفة وفاضل رجل للضرورة. (وشبه) مجرور بالعطف عن مت مرّ ومذنب وذين مضاف إليه وهو إشارة إلى عامر ومذنب (وبه) متعلق بألحق والهاء راجعة إلى الجمع السالم (عشرونا) مبتدأ (وبابه) معطوف على

______________________________________________________

كبرى) لا غير لأن خبر مبتدئها جملة (و) تسمى جملة (غلامه منطلق جملة صغرى) لا غير لأنها وقعت خبرا عن مبتدأ وهو أبوه (و) تسمى جملة (أبوه غلامه منطلق جملة كبرى بالنسبة إلى جملة غلامه منطلق و) تسمى جملة أبوه غلامه منطلق أيضا جملة (صغرى بالنسبة إلى زيد) لكونها وقعت خبرا عنه والمعنى غلام أبي زيد منطلق ولك في الروابط طريقان أحدهما أن تضيف كلا من المبتدآت غير الأول إلى ضمير مثلوه كما مثل المصنف والثاني أن تأتي بالروابط بعد خبر المبتدأ الأخير نحو زيد هند الإخوان الزيدون ضاربوهما عندهما بإذنه فضمير التثنية للأخوين وضمير المؤنث لهند وضمير المذكر لزيد وتتفرع من

١٧

عشرون و (ألحق) فعل ماض مبني للمفعول ونائب الفاعل مستتر فيه وهو ومرفوعه في موضع رفع خبر المبتدأ وما عطف عليه وكان حقه أن يقول ألحقا بالتثنية ولكنه أفرده على ما ذكر (والأهلونا. أولو وعالمون عليونا وأرضون) معطوفات على عشرون بإسقاط العاطف في بعضها وجملة (شذ) في موضع الحال منها كلها وقيل حال من أرضون خاصة وقال الشاطبي قوله شذ خبر قوله والأهلونا وما عطف عليه اه وقيل خبر عن أرضون خاصة (والسنونا. وبابه) معطوفان على عشرون وقيل على أرضون خاصة وقال الشاطبي مبتدأ محذوف الخبر أي شذ على حد قولك زيد قائم وعمرو (ومثل) منصوب على الحال من فاعل يرد ومتعلق مثل محذوف (حين) مضاف إليه و (قد) هنا حرف تقليل و (ويرد) فعل مضارع و (إذا) اسم إشارة في موضع رفع على أنه فاعل يرد و (الباب) بالرفع نعت لذا أو عطف بيان له والتقدير وقد يرد هذا الباب مثل حين في الإعراب (وهو) مبتدأ و (عند) متعلق بيطرد و (قوم) مضاف إليه وجملة (يطرد) في موضع رفع خبر المبتدأ والأصل وهو يطرد عند قوم. (ونون) مفعول مقدم بافتح و (مجموع) مضاف إليه (وما) اسم موصول معطوف على مجموع و (به) متعلق بالتحق وجملة (التحق) صلة الموصول والعائد إليها الضمير المستتر في التحق وضمير به يعود إلى مجموع (فافتح) فعل أمر (وقل) فعل ماض و (من) موصول اسمي مرفوع المحل على أنه فاعل قل و (بكسره) متعلق بنطق والضمير يعود إلى نون المجموع والملحق به وأفرده على إرادة المذكور وجملة (نطق) صلة من وتقدير فافتح نون مجموع ونون الذي التحق به وقل من نطق بكسره. (ونون) مبتدأ و (ما) موصول اسمي في محل جر بإضافة نون إليه و (ثني) مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر فيه يعود إلى ما وهو ومرفوعه صلة ما (والملحق) اسم مجرور بالعطف على محل ما و (به) متعلق بالملحق والهاء ترجع إلى ما ثنى وأل في الملحق اسم موصول واسم المفعول صلتها والعائد إليها ضمير مستتر فيه مرفوع على النيابة عن الفاعل و (بعكس) متعلق باستعملوه و (ذاك) مضاف إليه وهو إشارة إلى نون المجموع والملحق به والكاف من ذاك حرف خطاب لا موضع لها من الإعراب وجملة (استعملوه) من الفعل والفاعل والمفعول في موضع رفع خبر نون ما ثنى و (فانتبه) فعل أمر وفاعل ومتعلقه ومحذوف وهذه الجملة مستأنفة وتقدير البيت ونون الذي ثنى ونون الملحق به استعملوه بعكس ذاك فانتبه لما استعملوه من الفرق بين النونين وأفراد الضمير لما مر. (وما) موصول اسمي في محل رفع على الابتداء و (بتا) بالقصر للضرورة متعلق بجمعا (وألف) معطوف على تاوعتها محذوف و (قد) للتحقيق و (جمعا) فعل ماض مبني للمفعول ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه يعود إلى ما وجملة قد جمعا صلة ما وألف جمعا للإطلاق و (يكسر) فعل مضارع مبني للمجهول ومرفوعه مستتر فيه يعود إلى ما عاد إليه مرفوع جمع و (في الجر وفي النصب) متعلقان بيكسر و (معا) منصوب على الحال وجملة يكسر ومتعلقة في موضع رفع خبر المبتدأ الذي هو ما والتقدير والذي جمع بألف وتاء مزيدتين يكسر في الجر وفي النصب معا (كذا) خبر مقدم و (أولات) مبتدأ مؤخر (والذي) مبتدأ أول و (اسما) مفعول ثان بجعل و (قد) للتحقيق هنا و (جعل) فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مفعول جعل الأول مستتر فيه وتقدم مفعوله الثاني عليه وجملة قد جعل اسما صلة الذي و (كأذرعات) خبر مبتدأ محذوف تقديره وذلك كأذرعات و (فيه) متعلق بقبل و (ذا) اسم إشارة مبتدأ ثان ونعته محذوف و (أيضا) مفعول مطلق وهو مصدر آض بمعنى عاد و (قبل) بالباء الموحدة مبنى للمفعول ونائب الفاعل مستتر فيه يعود إلى ذا وهو ومرفوعه

______________________________________________________

هذين الطريقين طريق ثالثة مركبة منهما وهي أن تجعل بعض الروابط مع المبتدأ وبعضها مع الخبر نحو زيد عبداه الزيدون ضاربوهما (ومثله) في كون الجملة فيه صغرى وكبرى باعتبارين قوله تعالى : (لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي) [الكهف : ٣٨] إذ أصله أي أصل لكنا (لكن أنا) فحذفت الهمزة بنقل الحركة أو بدونه وتلاقت النونان فأدغم وفي قراءة ابن عامر بإثبات ألف نا وصلا ووقفا والذي حسن ذلك وقوع الألف عوضا عن همزة أنا وقراءة أبي بن كعب لكن أنا على الأصل (وإلا) أي وإن لم يكن أصله لكن أنا بالتخفيف بل كان أصله لكن هو بالتشديد وإسقاط الألف (لقيل لكنه) لأن لكن المشددة عاملة عمل إن فإذا كان

١٨

خبر ذا وذا وخبره الذي وجملة كأذرعات مع مبتدئه معترضة بين المبتدأ الأول وخبره والتقدير والذي قد جعل اسما هذا الإعراب قبل فيه أيضا وذلك كأذرعات. (وجر) بضم الجيم فعل أمر ويحتمل أن يكون ماضيا مبنيا للمجهول والأول أنسب بما بعده و (بالفتحة) متعلق بجر على الاحتمالين و (ما) موصول اسمي في موضع نصب على المفعولية بجر على الاحتمال الأول وفي موضع رفع على النيابة عن الفاعل على الاحتمال الثاني والمنعوت بها محذوف و (لا) نافية و (ينصرف) فعل مضارع وفاعله مستتر فيه وجملة لا ينصرف صلة العائد إليها الضمير المستتر في ينصرف و (ما) مصدرية ظرفية و (لم) حرف نفي وجزم و (يضف) بالبناء للمفعول صلة ما المصدرية و (أويك) عاطف ومعطوف على يضف وأصل يك يكون حذفت الضمة للجازم والواو لالتقاء الساكنين والنون للتخفيف و (بعد) متعلق خبر يك واسمها مستتر فيها جوازا و (أل) مضاف إليه (ردف) فعل ماض وفاعله مستتر فيه وهو وضمير يضف ويك راجعة إلى ما لا ينصرف والأفصح في ردف كسر الدال لا فتحها وهو فعل متعد إلى واحد بمعنى تبع ومفعوله ضمير محذوف راجع إلى أل وجملة ردف في موضع الحال من اسم يك على إضمار قد وتقدير البيت وجر بالفتحة الاسم الذي لا ينصرف مدة عدم إضافته أو مدة كونه مستقرا بعد أل حال كونه قد ردفها أي تبعها. (واجعل) فعل أمر وفاعل و (لنحو) متعلق باجعل و (يفعلان) مضاف إليه و (النونا) مفعول أول باجعل والألف للإطلاق و (رفعا) مفعول ثان باجعل على تقدير مضاف (وتدعين وتسألونا) بالتاء الفوقية فيهما معطوفان على يفعلان وتقدير البيت واجعل النون علامة رفع لنحو يفعلان وتدعين وتسألونا والألف للإطلاق. (وحذفها) مبتدأ و (للجزم) متعلق بسمه (والنصب) معطوف على الجزم و (سمه) بكسر السين بمعنى علامة خبر حذفها والتقدير وحذفها أي النون علامة للجزم والنصب و (كلم) الكاف جارة لقول محذوف ولم حرف جزم و (تكوني) مضارع كان الناقصة وياء المخاطبة اسمها وهو مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون و (لترومي) فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام الجحود وعلامة نصبه حذف النون و (مظلمه) بفتح اللام على القياس والأكثر الكسر مفعول ترومي وترومي ومفعوله في موضع نصب خبر تكوني وتكوني وخبرها في موضع نصب بالقول المحذوف والقول ومقوله في موضع رفع خبر لمبتدأ محذوف والتقدير وذلك كقولك لم تكوني الخ. (وسم) فعل أمر من سمى المتعدي إلى اثنين و (معتلا) مفعول سم الثاني و (من الأسماء) متعلق بحال محذوفة من ما و (ما) موصول اسمي في موضع نصب على أنه المفعول الأول لسم و (كالمصطفى) صلة ما (والمرتقي بكسر القاف معطوف على المصطفى و (مكارما) جمع مكرمة مفعول والمرتقي أو حال منه على تقدير مضاف فيهما والتقدير على الأول درج مكارم وعلى الثاني ذا مكارم أو تمييز محول عن الفاعل والأصل المرتقية مكارمه أو منصوب على الظرفية مجازا كأنه ارتقى في نفس المكارم أو مفعول لأجله أي لأجل المكارم وتقدير البيت وسم

الذي استقر كالمصطفى والمرتقى مكارما حال كونه كائنا من الأسماء معتلا ففيه تقديم المفعول الثاني على الأول وتقديم الحال على صاحبها وكلاهما جائز. (فالأول) مبتدأ أول و (الإعراب) مبتدأ ثان و (فيه) متعلق بقدر وجملة (قدرا) بالبناء للمفعول خبر المبتدأ الثاني والعائد إليه الضمير المرفوع على النيابة عن الفاعل بقدرا والمبتدأ الثاني وخبره خبر الأول والرابط بينهما الضمير المجرور بفي و (جميعه) توكيد للإعراب والأصل فالأول الإعراب جميعه قدر فيه ففصل بين التوكيد والمؤكد بالمعمول على حد قوله تعالى : (وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِما

______________________________________________________

اسمها ضميرا وجب اتصاله بها وقد تسامح المصنفون بدخول اللام في جواب إن الشرطية المقرونة بلا النافية في قولهم وإلا لكان كذا حملا على دخولها في جواب لو الشرطية لأنها أختها ومنع الجمهور دخول اللام في جواب إن وأجازه ابن الأنباري ولكن حرف استدراك من أكفرت كأنه قال أنت كافر بالله ولكن أنا هو الله ربي فأنا مبتدأ أول وهو ضمير الشأن مبتدأ ثان والله مبتدأ ثالث وربي خبر المبتدأ الثالث والثالث وخبره خبر الثاني ولا يحتاج إلى رابط لأنها خبر عن ضمير الشأن والثاني وخبره خبر الأول والرابط بينهما ياء المتكلم ويسمى المجموع جملة كبرى والله ربي جملة صغرى وهو الله ربي جملة كبرى بالنسبة

١٩

آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَ) [الأحزاب : ٥١] ويجوز أن يكون جميعه توكيدا للضمير المستتر في قدر وعلى هذا فلا فصل (وهو الذي) مبتدأ وخبر وجملة (قد قصرا) بالبناء للمفعول صلة الذي والألف للإطلاق. (والثاني منقوص) مبتدأ وخبر (ونصبه ظهر) مبتدأ وخبر (ورفعه ينوى) مبتدأ وخبر و (كذا) متعلق بيجر و (أيضا) مفعول مطلق و (يجر) فعل مضارع مبني للمفعول. (وأي فعل) قال المكودي شرط وهو مبتدأ وكان بعده مقدرة ويحتمل أن تكون شانية و (آخر منه ألف) جملة من مبتدأ وخبره مفسرة للضمير المستكن في كان الشانية المقدرة ويحتمل أن تكون ناقصة وآخر منه اسمها وألف خبرها ووقف عليه بالسكون على لغة ربيعة (أو واوا وياء فمعتلا) الفاء جواب الشرط ومعتلا حال من الضمير في عرف مقدم على عامله وفي (عرف) ضمير مستتر عائد على فعل انتهى وفيه أمور الأول أنه لم يذكر خبر أي الواقعة مبتدأ ما هو وفي خبر أسماء الشرط الواقعة مبتدأ خلاف والأصح أنه جملة الشرط وقيل هي وجملة الجواب وقيل جملة الجواب فقط فعلى الأصح يشكل جعل كان المقدرة شانية لأن خبرها يجب أن يكون جملة مشتملة على رابط يعود إلى اسمها وضمير منه إن عاد على اسم كان بقي المبتدأ بلا رابط وإن عاد إلى المبتدأ بقي اسم كان بلا عائد الثاني أن قوله وجملة آخر منه ألف مفسرة ربما يفهم منه أنه لا محل لها مع أن محلها النصب على أنها خبر لكان المقدرة وكذا كل جملة وقعت خبرا عن ضمير الشأن في الأصل أو في الحال لها محل لأنها عمدة أما التفسيرية التي لا محل لها فهي الواقعة فضلة الثالث أن قوله ويحتمل أن تكون ناقصة بما يعشر بأنها على الاحتمال الأول تامة ويؤيده أنه لم يتعرض لخبرها بل اقتصر على قوله مفسرة للضمير مع أنهما لا يختلفان إلا في مجرد التسمية الرابع أنه لم يتعرض لإعراب قوله أو واوا وياء ولا يخلو إمّا أن يكونا مرفوعين في جميع النسخ أو منصوبين كذلك أو مرفوعين في بعض النسخ ومنصوبين في بعضها فإن كان الأول نافى الاحتمال الثاني إذ لا يعطف مرفوع على منصوب وإن كان الثاني نافى الاحتمال الأول إذ لا يعطف منصوب على مرفوع وإن كان الثالث ففي

______________________________________________________

إلى الله ربي وصغرى بالنسبة إلى أنا وقد تكون الجملة لا صغرى ولا كبرى لفقد الشرطين كقام زيد وهذا زيد.

المسألة الثانية : في بيان (الجمل التي لها محل من الإعراب) الذي هو الرفع والنصب والخفض والجزم (وهي سبع) على المشهور (إحداها الواقعة خبرا) لمبتدأ في الأصل أو في الحال (وموضعها) إما رفع أو نصب فموضعها (رفع في بابي المبتدأ وإن) المشددة فالأول (نحو زيد قام أبوه) فجملة قام أبوه في موضع رفع خبر عن زيد (و) الثاني (إن زيدا أبوه قائم) فجملة أبوه قائم في موضع رفع خبر إن والفرق بين البابين من وجوه أحدها أن العامل في الخبر على الأول المبتدأ وعلى الثاني إن ثانيها إن الخبر في الأول محكم وفي الثاني منسوخ ثالثها إن الخبر في الأول يلقى إلى خالي الذهن من الحكم والتردد فيه وفي الثاني يلقى إلى الشاك أو المنكر في أول درجاته (و) موضعها (نصب في بابي كان وكاد) فالأول (نحو كانوا يظلمون) فجملة يظلمون من الفعل والفاعل في موضع نصب خبر لكان والثاني نحو (وما كادوا يفعلون) فجملة يفعلون في موضع نصب خبر لكادوا والفرق بين البابين من وجوه الأول أن جملة خبر كان قد تكون جملة اسمية وفعلية وجملة خبر كاد لا تكون إلا فعلية فعلها مضارع الثاني أن خبر كان لا يجوز اقترانه بأن المصدرية ويجوز في خبر كاد الثالث أن خبر كان مختلف في نصبه على ثلاثة أقوال أحدها أنه خبر مشبه بالمفعول عند البصريين والثاني أنه مشبه بالحال عند القراءة والثالث أنه حال عند بقية الكوفيين الجملة (الثانية والثالثة الواقعة حالا والواقعة مفعولا به ومحلهما النصب فالحالية نحو قوله تعالى : (وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ) [يوسف : ١٦] فجملة يبكون من الفعل والفاعل في محل نصب على الحال من الواو وعشاء منصوب على الظرفية وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فجملة وهو ساجد من المبتدأ والخبر في محل نصب على الحال من العبد (و) الجملة (المفعولية تقع في أربع مواضع الأولى أن تقع محكية بالقول نحو قال إني عبد الله) فجملة إني عبد الله في موضع نصب على المفعولية محكية بقال والدليل على أنها محكية بقال كسر إن بعد دخول قال (والثاني أن تقع تالية للمفعول الأول في باب ظن نحو ظننت زيدا يقرأ) فجملة يقرأ من الفعل وفاعله المستتر فيه في موضع نصب على إنها المفعول الثاني لظن (و) الثالث أن تقع (تالية للمفعول الثاني في باب أعلم نحو أعلمت زيدا عمرا أبوه قائم) فجملة أبوه

٢٠