موسوعة النحو والصرف والإعراب

موسوعة النحو والصرف والإعراب

المؤلف:


الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٢٢

أ ـ المؤنّث الحقيقيّ ، وهو الذي يلد ويتناسل ، نحو : «هند ، فاطمة ، عصفورة ، عقاب».

ب ـ المؤنّث المجازيّ ، وهو الذي لا يلد ولا يتناسل ، نحو : «ورقة ، شمس ، دار».

ج ـ المؤنّث اللفظيّ فقط ، وهو الذي ينتهي بعلامة تأنيث ظاهرة ومدلوله مذكّر ، نحو : «حمزة ، زكرياء».

د ـ المؤنّث المعنويّ فقط ، وهو ما كان لفظه خاليا من علامة تأنيث ظاهرة ، ومدلوله مؤنّث سواء أكان حقيقيّا أم مجازيّا ، نحو : «هند ، سعاد ، بئر ، عين».

ه ـ المؤنّث اللّفظي المعنويّ ، وهو ما كانت صيغته مشتملة على علامة تأنيث ظاهرة ومدلوله مؤنّث ، نحو : «فاطمة ، سعدى ، عليا ، شجرة».

و ـ المؤنّث التأويليّ : وهو ما كانت صيغته مذكّرة في أصلها اللغويّ ، ولكنّها تؤوّل بكلمة مؤنّثة تؤدّي معناها ، نحو قول العرب : «أتتني كتابك فسررت بها» ، حيث أنّث الفعل مريدا بـ «الكتاب» : الرسالة ، ونحو قول الشاعر :

يا أيّها الرّاكب المزجى مطيّته

سائل بني أسد : ما هذه الصّوت؟

حيث أنّث «الصوت» مريدا به : الضجّة ، أو الصرخات.

ز ـ المؤنّث الحكميّ ، وهو ما كانت صيغته مذكّرة ، ولكنّها أضيفت إلى مؤنّث ، فاكتسبت التأنيث بسبب الإضافة ، نحو الآية : (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ) (ق : ٢١) حيث اكتسبت كلمة «كل» التأنيث ، وهي مذكّرة في الأصل ، لإضافتها إلى كلمة «نفس» المؤنّثة.

٣ ـ علامات التأنيث : للتأنيث ثلاث علامات ، وهي :

أ ـ التاء المربوطة ، وتلحق الصفات لتفرّق بين المذكّر منها والمؤنّث ، نحو : «عالم عالمة ، محمود محمودة» ، ولا تدخل على أسماء الأجناس الجامدة إلّا سماعا كما في أسد وأسدة ، رجل ورجلة ، فتى وفتاة ، غلام وغلامة ، امرؤ وامرأة ، إنسان وإنسانة. وتكثر زيادة التاء لتمييز الواحد من الجنس ، نحو : ثمر وثمرة ، شجر وشجرة ، سفين وسفينة ، وقد يؤتى بها للمبالغة ، نحو : «علّامة ، فهّامة ، رحّالة» ، وقد تكون بدلا من ياء «مفاعيل» ، نحو : «زنادقة» ، أو بدلا من ياء النسبة ، نحو : «دماشقة ، مغاربة» ، أو للتعويض من فاء الكلمة المحذوفة ، نحو : «صفة» (أصلها : وصف) ، أو من عينها المحذوفة ، نحو : «إقامة» (أصلها : إقوام) ، أو من لامها المحذوفة ، نحو : «لغة» (أصلها : لغو).

ب ـ ألف التأنيث المقصورة ، نحو :

٦٠١

«حبلى ، سكارى ، ذكرى ، قتلى».

ج ـ ألف التأنيث الممدودة ، نحو : «صحراء ، حمراء ، أربعاء ، قرفصاء ، عاشوراء ، خيلاء».

٤ ـ ما يستوي فيه المذكّر والمؤنّث : انظر : الاستواء.

المؤوّل :

راجع : المصدر المؤوّل.

مئون :

جمع «مئة» في بعض اللهجات العربيّة ، اسم ملحق بجمع المذكّر السالم ، يرفع بالواو ، وينصب ويجرّ بالياء.

المبالغة :

ـ هي ، في النحو ، هي الزّيادة في المعنى ، وهي من معاني : أفعل ، افتعل ، افعلّ ، افعوعل ، افعولّ ، افعالّ ، افعللّ ، افعنلل ، وصيغ المبالغة.

انظر كلّا في مادّته.

مبالغة اسم الفاعل :

انظر : صيغ المبالغة.

المباني :

حروف المباني هي حروف الهجاء العربيّة ، أو «حروف المعجم» ، التي تتركّب منها كلمات اللغة العربيّة.

المبتدأ والخبر :

١ ـ تعريف المبتدأ والخبر : المبتدأ اسم مرفوع ، يقع في أول الجملة غالبا ، مجرّد من العوامل اللفظيّة الأصليّة ، ومحكوم عليه بأمر. وقد يكون وصفا مستغنيا بمرفوعه في الإفادة وإتمام الجملة ، ومثال الأوّل : «زيد مجتهد» ، ومثال الثاني : «ما ناجح المتقاعسون» (١). أمّا الخبر ، فهو اللفظ الذي يكمل الجملة مع المبتدأ ، ويتمّم معناها الأساسيّ بشرط أن يكون المبتدأ غير وصف (٢) ، نحو : «الجوّ جميل».

٢ ـ أقسام المبتدأ : المتبدأ قسمان : قسم لا يحتاج إلى خبر وهو الوصف الرافع لما يكتفي به معناه ، نحو : «ما قادم الأميران» (٣) ،

__________________

(١) «ما» : حرف نفي مبني ... «ناجح» : مبتدأ مرفوع بالضمّة. «المتقاعسون» فاعل «ناجح» سدّ مسدّ الخبر ، مرفوع بالواو لأنه جمع مذكّر سالم.

(٢) أمّا إذا كان المبتدأ وصفا ، فقد يكتفي بمرفوعه كما سيجيء.

(٣) «ما» حرف نفي مبنيّ. «قادم» مبتدأ مرفوع. ـ ـ «الأميران» فاعل «قادم» سدّ مسدّ الخبر مرفوع بالألف لأنه مثنّى.

٦٠٢

وقسم يحتاج إلى خبر ، ويكون إما اسما صريحا ، نحو : «زيد قادم» وإمّا مصدرا مؤوّلا بالصريح ، نحو : «أن تصوموا خير لكم» (١) (أي صيامكم خير لكم) وإمّا ضميرا منفصلا ، نحو : «أنت مجتهد».

٣ ـ مسوّغات الابتداء بالنكرة : الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة لأنّه موضوع الكلام ، أو المسند إليه ، أو المتحدّث عنه ، إذ لا معنى أن تتحدّث عن مجهول.

لكن النكرة ، إذا أفادت ، يجوز الابتداء بها.

وتكون النكرة مفيدة في مواضع عدّة ، أهمّها :

أ ـ إذا أضيفت ، نحو : «طالب العلم مجتهد».

ب ـ إذا وصفت لفظا ، نحو : «حادث مهم وقع» ، أو تقديرا نحو : خطب وقع» ، والتقدير : «خطب عظيم وقع» ، ونحو : «شويعر أنشدنا» ، والتقدير : «شاعر صغير أنشدنا» (لأن التصغير يتضمّن معنى الوصف).

ج ـ إذا كان الخبر شبه جملة مقدّما عليها ، نحو الآية : (وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) (البقرة : ٧).

د ـ بعد «لو لا» أو «إذا» الفجائيّة ، نحو : «لولا حادث لزرتك» ، و «خرجت فإذا صديق ينتظرني».

ه ـ بعد الاستفهام ، نحو : «أمنّة بالدفاع عن الوطن؟» ، أو بعد النفي ، نحو : «ما كسل بنافع» (٢).

و ـ إذا كانت من الألفاظ التي لها حق الصدارة كأسماء الشرط ، نحو : «من يدرس ينجح» أو أسماء الاستفهام ، نحو : «من زارك؟» أو «ما» التعجبيّة ، نحو : «ما أكرمك!» (٣) أو «كم» الخبريّة ، نحو : «كم مأثرة لك» (٤) أو إذا كانت مضافة إلى ما له

__________________

(١) «أن» حرف مصدريّ ونصب مبنيّ. تصوموا» فعل مضارع منصوب بحذف النون لأنّه من الأفعال الخمسة.

والواو ضمير متّصل مبنيّ في محل رفع فاعل. والمصدر المؤوّل من «أن تصوموا» أي «صيامكم» في محل رفع مبتدأ. «خير» خبر مرفوع بالضمّة. «لكم» جار ومجرور.

وشبه الجملة متعلّق بـ «خير».

(٢) يمكن إعراب «ما» في هذا المثال على أنّها من أخوات «ليس» ، فتكون «كسل» اسما لها و «نافع» خبرها.

(٣) «ما» : نكرة تامة للتعجب مبنيّة في محل رفع مبتدأ.

«أكرمك» فعل ماض للتعجّب مبنيّ على الفتح لفظا ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا على خلاف الأصل ، تقديره هو. والكاف ضمير متّصل مبنيّ في محل نصب مفعول به. وجملة «أكرمك» في محل رفع خبر «ما».

(٤) «كم» الخبريّة اسم مبنيّ على السكون في محل رفع مبتدأ ، وهو مضاف. «مأثرة» مضاف إليه مجرور ، وهو في محل نصب تمييز. «لك» جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلّق بالخبر المحذوف ، والتقدير : كم مأثرة موجودة لك.

٦٠٣

حقّ الصدارة ، نحو : «كتاب من استعرت؟ (١).

ز ـ إذا كانت عاملة فيما بعدها نصبا ، نحو : «إطعام جائعا حسنة» (٢) ، أو جرّا ، نحو : «رغبة في الخير خير» (٣) ، أو رفعا ، نحو : «مشرق وجهه محبوب» (٤).

ح ـ إذا أريد بها حقيقة الجنس وعموم أفراده لا فرد واحد منه ، نحو : «إنسان خير من بهيمة».

ط ـ إذا دلّت على دعاء ، نحو : «رحمة عليك» ، و «ويل له».

ي ـ إذا دلّت على تفصيل ، نحو : «يوم لك ويوم عليك».

ك ـ إذا وقعت في صدر جملة حاليّة ، نحو : «دخلت الصفّ ومحفظة في يدي».

٤ ـ إعراب المبتدأ : المبتدأ مرفوع دائما ، وقد يجرّ لفظا بحرف جرّ زائد في المواضع التالية :

أ ـ إذا كان نكرة مسبوقة بنفي أو استفهام (وفي هذه الحالة يجرّ بـ «من») :

نحو : «ما في الرّبع من أحد» و «هل في الصفّ من غائب؟».

ب ـ إذا كان كلمة «حسب» (وفي هذه الحالة يجرّ بالباء) ، نحو : «بحسبك النضال» (٥).

ج ـ إذا كان نكرة (وفي هذه الحالة يجر بـ «ربّ») ، نحو : «ربّ أخ لم تلده أمّك» ، و «ربّ ضارّة نافعة».

٥ ـ المبتدأ الوصف : قد يأتي الوصف (٦) مبتدأ ، إذا تقدّمه نفي أو استفهام ولم يطابق موصوفه تثنية وجمعا ، نحو : «ما ناجح الكسولان» (٧) و «ما مذموم المجتهدون» (٨) ، و «ما نبيل القتلة». أمّا إذا طابق موصوفه تثنية وجمعا ، كان خبرا مقدّما ، وما بعده مبتدأ

__________________

(١) «كتاب» مبتدأ مرفوع. «من» اسم استفهام مبني في محل جرّ مضاف إليه. «استعرت» فعل وفاعل ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ.

(٢) «إطعام» مبتدأ مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره «هو». «جائعا» مفعول به لـ «إطعام» منصوب. «حسنة» خبر مرفوع بالضمّة.

(٣) «في» حرف جر متعلّق بـ «رغبة».

(٤) «مشرق» مبتدأ مرفوع. «وجهه» فاعل «مشرق» مرفوع ، والهاء مضاف إليه. «محبوب» خبر مرفوع.

(٥) «بحسبك» : الباء حرف جر زائد. «حسب» مبتدأ مرفوع بالضمّة المقدّرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجرّ الزائد. والكاف ضمير متّصل مبني في محل جرّ مضاف إليه. «النضال» خبر مرفوع بالضمّة.

(٦) نقصد بالوصف الأسماء المشتقّة أي اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبّهة وأفعل التفضيل والاسم المنسوب.

(٧) «ما» حرف نفي مبنيّ. «ناجح» مبتدأ مرفوع بالضمّة.

«الكسولان» فاعل «ناجح» سدّ مسدّ الخبر ، مرفوع بالألف لأنّه مثنّى.

(٨) «ما» حرف نفي مبنيّ ... «مذموم» مبتدأ مرفوع بالضمّة ... «المجتهدون» نائب فاعل سدّ مسدّ الخبر ، مرفوع بالواو لأنّه جمع مذكّر سالم.

٦٠٤

مؤخّرا ، نحو : «هل ناجحان الكسولان؟».

وأمّا إذا طابق موصوفه في الإفراد ، فيجوز الوجهان ، نحو : «ما ناجح الكسول» (١).

٦ ـ حذف المبتدأ : إنّ وجود المبتدأ ضروريّ في الجملة ، لأنه الركن الأساسيّ فيها ، فلا نستطيع تصوّر جملة اسميّة من دونه. لكنّه قد يحذف أحيانا إن دلّ عليه دليل ، ولم يتأثّر المعنى أو التركيب بحذفه.

وهذا الحذف قد يكون جائزا أحيانا ، وقد يكون واجبا أحيانا أخرى. أمّا الحذف الجائز ، فيكون في جواب عن سؤال ، كأن تسأل مثلا صديقك : «أين أخوك؟» فيجيبك : «مسافر» ، أي : «أخي مسافر». أمّا الحذف الواجب ، فيكون في مواضع عدّة ، أهمها :

أ ـ إذا أخبر عنه بنعت مقطوع إلى الرفع في معرض مدح أو ذم أو ترحّم ، نحو : «مررت بالرجل الأديب ـ أو السفيه ـ أو البائس» أي «هو الأديب أو السفيه أو البائس» (٢).

ب ـ إذا كان خبره مخصوص «نعم» أو «بئس» أو «ساء» التي للذمّ ، نحو : «نعم الرجل زيد» (٣) ، أي : «هو زيد».

ج ـ إذا كان خبره مصدرا نائبا عن فعله ، نحو : صبر جميل» أي «صبري صبر جميل».

د ـ إذا أخبر عنه بقسم صريح ، نحو : «في ذمّتي لأكافحنّ» ، أي : «في ذمّتي قسم لأكافحنّ».

ه ـ إذا كان مبتدأ للاسم المرفوع بعد «لا سيّما» ، نحو : «أحب التلامذة ولا سيما زيد» (٤).

٧ ـ تقديم المبتدأ على الخبر وجوبا : الأصل في المبتدأ أن يتقدّم على خبره ، لأنّه محكوم عليه بالخبر ، وهذا التقديم واجب في حالات عدّة ، أهمّها :

أ ـ إذا كان المبتدأ من الأسماء التي لها

__________________

(١) يعرب هذا المثل على الوجهين التاليين) :

أ ـ «ما» حرف نفي مبنيّ ... «ناجح» مبتدأ مرفوع بالضمّة ... «الكسول» فاعل مرفوع سدّ مسدّ الخبر.

ب ـ «ما» حرف نفي مبنيّ .. «ناجح» خبر مقدّم مرفوع بالضمّة. «الكسول» مبتدأ مؤخّر مرفوع بالضمّة.

(٢) «الأديب» أو «السفيه» أو «البائس» خبر لمبتدأ محذوف تقديره «هو».

(٣) «نعم» فعل ماض مبنيّ .. «الرجل» فاعل مرفوع بالضمّة. «زيد» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو. وتقدير الجملة «نعم الرجل هو زيد» ونستطيع أن نعرب «زيد» أيضا مبتدأ مؤخّرا ، والجملة الفعليّة في محلّ رفع خبر مقدّم ، وتقدير الكلام : «زيد نعم الرجل».

(٤) لهذا الأسلوب أكثر من وجه إعرابي ، ويهمنا نحن الوجه التالي : «أحبّ» فعل مضارع مرفوع بالضمّة.

وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره «أنا».

«التلامذة» مفعول به منصوب. الواو اعتراضيّة. «لا» حرف لنفي الجنس مبنيّ .. «سيّ» اسم «لا» منصوب لأنه مضاف. «ما» اسم موصول مبنيّ في محل جر بالإضافة.

«زيد» خبر لمبتدأ محذوف تقديره «هو». والجملة من المبتدأ والخبر لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وخبر «لا» محذوف تقديره «موجود».

٦٠٥

حقّ الصدارة في الكلام ، مثل أسماء الشرط ، نحو : «من يدرس ينجح» ؛ وأسماء الاستفهام ، نحو : «من تكلّم؟» ؛ و «ما» التعجبيّة ، نحو : «ما أجمل السماء!» ؛ و «كم» الخبريّة ، نحو : «كم كتاب عند معلّمي».

ب ـ إذا كان المبتدأ مقترنا بلام الابتداء ، نحو : «لفلاح نشيط خير من طبيب متكاسل».

ج ـ إذا كان الخبر جملة فعليّة ، فاعلها ضمير مستتر يعود على المبتدأ ، نحو : «الولد يدرس».

د ـ إذا كان المبتدأ والخبر متساويين في درجة تعريفهما أو تنكيرهما بحيث يصلح كل منهما أن يكون مبتدأ ، نحو : «أخي صديقي» (١) ، و «أعزّ مكان في الدنى سرج سابح».

ه ـ إذا كان المبتدأ محصورا في الخبر بـ «إلّا» أو بـ «إنّما» ، نحو : «ما محمد إلا رسول» ، و «إنما محمد رسول».

و ـ إذا كان الخبر مفصولا عن المبتدأ بضمير الفصل أو العماد ، نحو : «الله هو القادر».

ز ـ إذا كان الخبر جملة طلبيّة ، نحو : «وطنك دافع عنه» (وهذا على رأي من يجيز الإخبار بالجملة الطلبيّة).

ح ـ إذا كان الخبر مقرونا بالفاء ، نحو : «الذي ينصحني فمخلصّ».

٨ ـ أنواع الخبر : الخبر ثلاثة أنواع : مفرد ، وجملة ، وشبه جملة. والخبر المفرد هو ما ليس بجملة ولا بشبه جملة (٢) ، ويكون إمّا مشتقّا ، نحو : «معلّمنا نشيط» ، وإمّا جامدا ، نحو : «الأمومة عطاء (٣). كما قد يكون نكرة كالمثلين السابقين ، أو معرفة بشرط أن يكون المبتدأ معرفة أيضا ، نحو : «أبي صديقي». أمّا الخبر الجملة ، فيكون إمّا جملة اسميّة ، نحو : «زيد خلقه كريم» (٤) ، أو جملة فعليّة ، نحو : «العلم ينير العقول». وأمّا الخبر شبه الجملة فيكون متعلّق ظرف أو حرف جر ، نحو : «أمام الجامعة حديقة» (٥) ، و «المحاضر في القاعة».

٩ ـ رابط الجملة الواقعة خبرا بالمبتدأ : لا بدّ للجملة الواقعة خبرا من أن تكون مشتملة على رابط يربطها بالمبتدأ ،

__________________

(١) في هذا القول تريد أن تحكم على أخيك بأنه صديقك. وإن كنت تريد العكس ، عليك أن تقول : «صديقي أخي».

(٢) يتضمّن المصطلح «المفرد» هنا المثنى ، نحو : «مجتهدان» في قولك : «الولدان مجتهدان» والجمع ، نحو : «مجتهدون» في قولك : «الأولاد مجتهدون».

(٣) على اعتبار أنّ المصدر أصل المشتقّات.

(٤) «زيد» مبتدأ أوّل مرفوع بالضمة. «خلقه» مبتدأ ثان مرفوع بالضمّة. والهاء ضمير متّصل مبنيّ في محل جرّ بالإضافة. «كريم» خبر المبتدأ الثاني مرفوع ، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأوّل.

(٥) «أمام» ظرف مكان منصوب ، وشبه الجملة متعلّق بخبر مقدّم محذوف تقديره «موجود».

٦٠٦

وهذا الرابط يكون :

أ ـ ضميرا مستترا ، نحو : «الولد يدرس» أي : يدرس هو.

ب ـ ضميرا ظاهرا ، نحو : «زيد خلقه كريم».

ج ـ ضميرا مقدّرا ، نحو : «العنب الرطل بعشرين ليرة» (١) ، والتقدير : «الرطل منه».

د ـ اسم إشارة يشير إلى المبتدأ ، كقوله تعالى : (وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ) (الأعراف : ٢٦).

ه ـ لفظ المبتدأ نفسه ، نحو : «الحرية ما الحرية؟» (٢).

١٠ ـ تطابق المبتدأ والخبر : يتطابق المبتدأ والخبر تذكيرا وتأنيثا وإفرادا وتثنية وجمعا ، فتقول : «الطالب مجتهد» ، و «الطالبة مجتهدة» ، و «الطالبان مجتهدان» و «الطالبتان مجتهدتان» ، و «الطلاب مجتهدون» ، و «الطالبات مجتهدات».

١١ ـ تعدّد الخبر : قد يتعدّد الخبر والمبتدأ واحد ، نحو : «جبران أديب رسّام شاعر» (٣).

١٢ ـ حذف الخبر : الخبر هو الركن الثاني بعد المبتدأ في الجملة الاسميّة ، وبه نحكم على المبتدأ. لذلك فالأصل ذكره ، لكنه قد يحذف جوازا أحيانا ووجوبا أحيانا أخرى.

أمّا الحذف الجائز ، فلا يكون إلّا إن دلّ عليه دليل. ويكون ذلك في جواب عن سؤال ، نحو قولك : «زيد» (٤) ، ردّا على من يسألك : «من في القاعة؟» ، أو بعد «إذا» الفجائيّة ، نحو : «خرجت فإذا معلّمنا (٥)» (والتقدير : فإذا معلّمنا موجود أو منتظر ...). أمّا الحذف الواجب ، فيكون في مواضع عدّة ، أهمها :

أ ـ بعد «لولا» إذا كان الخبر كونا مطلقا (٦) ، نحو : «لو لا الحكم لسادت

__________________

(١) «العنب» مبتدأ أوّل مرفوع ... «الرطل» مبتدأ ثان مرفوع ... «بعشرين» جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلّق بخبر المبتدأ الثاني المحذوف ، والتقدير : الرطل منه.

والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأوّل. «ليرة» تمييز منصوب.

(٢) «الحرية» مبتدأ أوّل مرفوع بالضمّة. «ما» اسم استفهام مبنيّ في محل رفع خبر مقدّم. «الحرية» مبتدأ مؤخّر مرفوع بالضمّة. وجملة «ما الحريّة» في محل رفع خبر المبتدأ الأوّل.

(٣) «جبران» مبتدأ مرفوع ... «أديب» خبر أوّل مرفوع ... «رسّام» خبر ثان مرفوع ... «شاعر» خبر ثالث مرفوع. ولك أن تعرب «رسّام» صفة أولى للخبر «أديب» و «شاعر» صفة ثانية لـ «أديب» أو صفة لـ «رسام». لكنك إن قلت :

«التعليم أدبي هندسي تجاري» لا تستطيع إعراب الخبرين : الثاني والثالث صفة للخبر الأوّل لأن المعنى لا يستقيم.

(٤) «زيد» مبتدأ مرفوع وخبره محذوف ، والتقدير : زيد موجود ـ أو كائن ـ في القاعة.

(٥) وفي هذه الحالة وسابقتها يجوز ذكر الخبر ، فتقول :

«زيد في القاعة» و «خرجت فإذا معلّمنا موجود».

(٦) أمّا إذا كان الخبر كونا خاصّا ، فيجب ذكره إن لم ـ ـ يدل عليه دليل ، نحو : «لو لا السفينة واسعة لما استعملت للنقل» ، فكلمة «واسعة» خبر من نوع الكون الخاص ، الذي لا دليل يدل عليه عند حذفه ، ولذا يجب ذكره. أما إذا كان الخبر كونا خاصّا يدل عليه دليل ، فيصح فيه الحذف والذكر ، نحو : «الصحراء خالية من الماء فلولاه لأنبتت» ، أي «... لو لا الماء موجود لأنبتت».

٦٠٧

الفوضى» ، والتقدير : «لو لا الحكم موجود».

ب ـ إذا كان لفظ المبتدأ نصّا في القسم (١) ، نحو : «لعمر الله لأجتهدنّ» ، والتقدير : «لعمر الله قسمي أو يميني».

ج ـ بعد واو المعيّة إذا أفادت المصاحبة ، نحو : «الطالب واجتهاده» ، والتقدير : «الطالب واجتهاده متلازمان أو متصاحبان ...».

د ـ إذا كان المبتدأ مصدرا مضافا ، أو أفعل تفضيل مضافا إلى المصدر ، والخبر الذي بعده حال تدل عليه وتسدّ مسدّه من غير أن تصلح في المعنى لأن تكون هي الخبر ، نحو : «تحقيري التلميذ متكاسلا» ، والتقدير : «تحقيري التلميذ حاصل إذا كان متكاسلا» ، ونحو : «أحسن قراءتي اللغة العربيّة مشكّلة» ، والتقدير : «أحسن قراءتي اللغة العربية حاصل إذا كانت مشكّلة».

١٣ ـ تقديم الخبر على المبتدأ وجوبا : الأصل أن يتأخّر الخبر عن المبتدأ لأنّه الحكم الذي نحكم به على المبتدأ ، ومع ذلك فإنه يتقدّم أحيانا عليه. وهذا التقديم يكون واجبا في حالات عدّة أهمّها :

أ ـ إذا كان المبتدأ نكرة غير مفيدة والخبر متعلّق شبه جملة ، نحو : «أمامك مدرسة».

ب ـ إذا كان الخبر مستحقّا للصدارة ، كأن يكون اسم استفهام ، نحو : «أين الطريق؟» أو مضافا إلى اسم استفهام ، نحو «مساء أيّ يوم زفافك».

ج ـ إذا كان الخبر محصورا في المبتدأ بـ «إلّا» ، نحو : «ما ناجح إلّا المجتهد» ، أو بـ «إنّما» ، نحو : «إنّما ناجح المجتهد».

د ـ إذا كان المبتدأ مشتملا على ضمير يعود إلى الخبر ، نحو : «في الحديقة صاحبها» (٢).

١٤ ـ اقتران الخبر بالفاء : تدخل الفاء على الخبر لتقوية ارتباطه بالمبتدأ ، وبخاصّة إذا كانت جملة المبتدأ والخبر تشبه جملة الشرط. وهذا الاقتران واجب (٣) في خبر

__________________

(١) من كلمات القسم النصّيّ «عمر» ، و «ايم» و «ايمن».

أما قولك : «عهد الله عليّ لأفعلنّ» ، فلا يوجب حذف متعلّق الخبر «عليّ».

(٢) في ما عدا هذه المواضع ومواضع تقديم المبتدأ وجوبا ، يصحّ تقديم هذا الأخير وتأخيره.

(٣) أما الاقتران الجائز ، فيكون في مواضع عدّة ، أهمها إذا كان المبتدأ :

أ ـ اسما موصولا مقرونا بـ «أل» ، نحو : «الذي تفعله من شرّ فهو ضارّ بك» ، أو «هو ضارّ بك».

ب ـ نكرة موصوفة بشبه جملة ، نحو : «جنديّ في الخندق فله احترام ـ أو له احترام» ، أو موصوفة بجملة ـ ـ فعلها فعل مضارع ، نحو : «جنديّ يستشهد دفاعا عن الوطن فهو خالد ـ أو هو خالد».

ج ـ نكرة مضافة إلى نكرة موصوفة بشبه جملة ، نحو : «كلّ جنديّ في الخندق فله احترام ـ أو له احترام». أو موصوفة بجملة فعلها فعل مضارع ، نحو : «كلّ جنديّ يستشهد دفاعا عن الوطن فهو خالد ـ أو هو خالد».

د ـ نكرة مضافة إلى اسم موصول صلته شبه جملة أو جملة فعلها مضارع. ومثال الأولى : «كل الذي في الخندق فله احترام ـ أو له احترام». ومثال الثانية : «كل الذي يدافع عن الوطن فله احترام ـ أو له احترام».

ه ـ اسما موصوفا باسم الموصول ، نحو : «الجنديّ الذي يستشهد فله احترام ـ أو له احترام».

٦٠٨

المبتدأ الواقع بعد «أمّا» الشرطيّة ، نحو : «أمّا النحو فصعب ، وأمّا الأدب فسهل».

المبدل :

هو البدل. انظر : البدل.

المبدل منه :

هو الذي يتبعه البدل في إعرابه ، نحو كلمة «الخليفة» في قولك : «عدل الخليفة عمر». وانظر : البدل.

المبنى :

هو الأسلوب أو طريقة التعبير عن المعاني.

المبنيّ :

انظر : البناء ، والفعل المبنيّ ، والاسم المبنيّ.

المبنيّ للمجهول :

انظر : الفعل المبنيّ للمجهول.

المبني للمجهول بناء لازما :

انظر : نائب الفاعل (٦).

المبنيّ للمعلوم :

انظر : الفعل المبنيّ للمعلوم.

المبنيّات :

انظر : البناء.

المبهم :

انظر : الاسم المبهم.

المبيّن :

هو التمييز. راجع : التمييز.

المبيّنة :

راجع الحال المبيّنة أو المؤسّسة في «الحال».

٦٠٩

متى :

تأتي بثلاثة (١) أوجه : ١ ـ اسم استفهام.

٢ ـ اسم شرط. ٣ ـ حرف جر.

أ ـ متى الاستفهاميّة :

اسم استفهام مبنيّ على السكون في محل نصب مفعول فيه ، يتعلّق بخبر مقدّر إذا تلاها اسم ، نحو الآية : (مَتى نَصْرُ اللهِ؟) (البقرة : ٢١٤) ، وبخبر الفعل الناقص إذا أتى بعدها هذا الفعل ، نحو : «متى كان زيد صائما؟» ، وبالفعل التامّ ، إذا جاء بعدها هذا الفعل ، نحو : «متى ذهبت إلى البحر؟».

ب ـ متى الشرطيّة :

اسم شرط جازم مبنيّ على السكون في محل نصب مفعول فيه متعلّق :

١ ـ بفعل الشرط ، إذا كان غير ناقص ، نحو : «متى تزرني تلقني».

٢ ـ بخبر فعل الشرط ، إذا كان هذا الفعل ناقصا ، نحو : «متى تكن مجتهدا تحترم».

ج ـ متى الجارّة :

وردت «متى» حرف جرّ في بعض كلام العرب ، ومنه قول الشاعر :

شربن بماء البحر ثمّ ترفّعت

متى لجج خضر لهنّ نئيج

متى ما :

لفظ مركّب في الأصل من «متى» الشرطيّة و «ما» الزائدة ، اللذين أصبحا كلمة واحدة. وهي اسم شرط للزمان ، بمعنى «متى» الشرطيّة ، ولها أحكامها وإعرابها.

انظر : متى الشرطيّة.

متسع :

اسم معدول عن «تسعة تسعة» ، ممنوع من الصرف ، ويعرب في نحو : «دخل الطلاب المدرسة متسع» حالا منصوبة بالفتحة الظاهرة.

المتصرّف :

انظر : الفعل المتصرّف.

المتّصل :

راجع الضمير المتصل في «الضمير».

المتعدّي :

انظر : الفعل المتعدّي.

المتفجّع عليه :

راجع : النّدبة (١).

المتمكّن ـ المتمكّن الأمكن ـ المتمكّن غير الأمكن :

انظر : الاسم المتمكّن.

__________________

(١) ومنهم من يقول : بأربعة أوجه معتبرين «متى» في قول العرب «وضعتها متى كمّي» بمعنى : وسط.

٦١٠

المتنازع عليه ، أو فيه :

انظر : التنازع (٢).

المتوجّع منه :

انظر : النّدبة (١).

المثال :

ـ انظر : الفعل المثال.

ـ هو ، عند بعضهم ، الميزان الصّرفيّ.

انظر : الميزان الصّرفيّ.

المثبت :

هو غير المنفيّ. راجع : النفي ، والموجب.

المثل :

هي ، عند بعضهم ، الموازين الصّرفيّة.

انظر : الميزان الصّرفي.

مثلا :

تعرب في نحو قولك : «المفعول المطلق هو مصدر أو ما ينوب عنه ... مثلا : جلست جلسة العلماء» مفعولا به لفعل محذوف تقديره : أضرب ، (والجملة بعده في محل نصب بدل) أو مفعولا مطلقا منصوبا (والجملة بعده في محل نصب عطف بيان).

مثلث :

اسم معدول عن «ثلاثة ثلاثة» ، ممنوع من الصرف ، يعرب إعراب «متسع». انظر : متسع.

مثمن :

اسم معدول عن «ثمانية ثمانية» ، ممنوع من الصرف ، يعرب إعراب «متسع». انظر : متسع.

المثنّى :

١ ـ تعريفه : هو اسم معرب ناب عن مفردين اتّفقا لفظا ومعنى ، بزيادة ألف ونون مكسورة ، أو ياء ونون مكسورة ، قبلهما فتحة ، وكان صالحا لتجريده منهما.

٢ ـ شروطه : يشترط في كل ما يثنّى ، ثمانية شروط :

أ ـ الإفراد ، فلا يثنّى المثنّى ، ولا الجمع ، ولا اسم الجنس ، ولا اسم الجمع. وإذا ثنّي الجمع فعلى تأويل الجماعتين أو الفرقتين أو النوعين ، ومنه الحديث : «مثل المنافق كالشاة العاثرة بين الغنمين».

ب ـ الإعراب ، فلا يثنّى المبنيّ ، أمّا نحو «اللذان» ، «اللتان» فملحقان به.

٦١١

ج ـ عدم التركيب ، فلا يثنّى ، بنفسه ، المركّب تركيبا إسناديّا ، ولا المركّب تركيبا تقييديّا ، ولا المركّب تركيبا مزجيّا (١) ، أمّا المركّب تركيبا إضافيّا ، فيستغنى بتثنية المضاف عن تثنية المضاف إليه ، نحو : «عبد الرحمن ـ عبد الرحمن».

د ـ التنكير ، فلا يثنّى العلم إلا بعد قصد تنكيره ، فيجب بعد التثنية والجمع إرجاع التعريف إليه إذا اقتضى المقام ذلك ، وذلك بإدخال «أل» عليه ، أو مناداته بأحد أحرف النداء ، أو إضافته إلى معرفة ، نحو : «زيد ـ زيدان ـ جاء الزيدان أو جاء زيدا المدرسة».

ه ـ اتفاق اللفظ ، فلا يقال «قلمان» في «دفتر وقلم» ، أمّا نحو «الأبوان» في «الأب والأم» ، و «القمران» في «الشمس والقمر»

فمن باب التغليب. انظر : التغليب.

و ـ اتفاق المعنى فلا يثنّى المشترك اللفظيّ ، فلا يقال «عينان» لعين الماء والعين الباصرة ، ولا أسدان» لأسد حقيقيّ ، ورجل نطلق عليه لفظة أسد من قبيل المجاز.

ز ـ ألّا يستغنى بتثنية غيره عن تثنيته ، فلا يثنّى «سواء» ، لأنهم استغنوا بتثنية «سيّ» عن تثنيته ، فقالوا : «سيّان» ، ولم يقولوا «سواءان» ، وألّا يستغنى بملحق المثنّى عن تثنيته ، فلا يثنّى «أجمع» ، و «جمعاء» استغناء بـ «كلا» و «كلتا».

ح ـ أن يكون له ثان في الوجود ، فلا يثنّى «الشمس» ، ولا «القمر» ، أمّا قولهم «القمران» فمن باب التغليب.

٣ ـ حكمه : يرفع المثنّى بالألف ، وينصب ويجرّ بالياء ، ومن العرب من يلزمه الألف في جميع أحواله ، ويعربه بحركات مقدّرة على الألف ، وهذا الإعراب غير متّبع الآن.

٤ ـ الملحق بالمثنّى : يلحق بالمثنّى ، في إعرابه ، ما جاء على صورة المثنّى ، ولم يكن صالحا للتجريد من علامته ، ومنه «كلا» و «كلتا» مضافان إلى الضمير (٢) ، و «اثنين» ، و «اثنتين» ، وما ثنّي من باب التغليب كالعمرين والأبوين والقمرين ، وكذلك ما سمّي به من الأسماء المثنّاة ، نحو : «حسنين» ،

__________________

(١) نثنّي المركّب عن طريق لفظة «ذوا» للمذكّر المرفوع ، و «ذوي» للمذكّر المنصوب أو المجرور ، و «ذاتا» أو «ذواتا» للمؤنّث المرفوع ، و «ذاتي» أو «ذواتي» للمؤنّث المجرور ، نحو : «مر ذوا سيبويه بذاتي زاد الجمال» («زاد الجمال» اسم امرأة).

(٢) أمّا إذا أضيفا إلى اسم ظاهر ، فيعربان إعراب الاسم المقصور بحركات مقدّرة على الألف رفعا ونصبا وجرّا ، نحو : «جاء كلا الرجلين» ، و «مررت بكلتا المرأتين».

٦١٢

و «زيدان» (١) ، وما ثنّي من أسماء الإشارة والموصول على الأفصح.

٥ ـ تثنية المقصور : يثنّى المقصور الثلاثيّ بقلب ألفه واوا إن كان أصلها الواو ، وياء إن كان أصلها الياء ، نحو : «عصا عصوان ، فتى فتيان» ، وما له أصلان يجوز فيه الوجهان ، نحو : «رحى رحيان رحوان». وأمّا ما فوق الثلاثيّ فنقلب ألفه ياء ، نحو : «مستشفى مستشفيان ، مصطفى مصطفيان».

٦ ـ تثنية الممدود : يثنّى الممدود بإبقاء همزته إذا كانت أصليّة ، نحو : «وضّاء وضّاءان» ، وبقلبها واوا إذا كانت مزيدة للتأنيث ، نحو : «حسناء حسناوان» ، وبإبقائها على حالها ، أو قلبها واوا إذا كانت مبدلة من واو أو ياء أو كانت مزيدة للإلحاق ، نحو : «كساء كساءان وكساوان ، غطاء غطاءان وغطاوان ، علباء علباءان وعلباوان».

٧ ـ ملحوظة : من العرب من يعامل المثنّى معاملة الجمع.

المجازي :

راجع : المؤنّث المجازي ، في «المؤنّث».

المجاورة :

انظر : الجرّ (٩).

المجاوز :

انظر : الفعل المتعدّي.

المجاوزة :

هي ، في النحو العربيّ ، ابتعاد ما قبل حرف الجرّ عمّا بعده ـ بعد أن يكون قد مرّ به ـ ابتعادا حسّيّا أو مجازيّا ، وهي من معاني حروف الجر : من ، اللام ، الباء ، على ، عن ، راجع كلّا في مادته ، وراجع «الازدواج»

المجرّد :

انظر : الاسم المجرّد ، والفعل الثلاثيّ المجرّد ، والفعل الرباعيّ المجرّد. والمجرّد ، في علم العروض ، ما سلم من زيادة الخزم.

راجع : الخزم.

المجرور بالإضافة ـ المجرور بحرف الجرّ :

هو الاسم المعرب الذي أصابه الجرّ.

انظر : الإضافة ، والجرّ.

__________________

(١) وهناك لغة تعرب ما سمّي من الأسماء المثنّاة إعراب الاسم الممنوع من الصرف.

٦١٣

المجزوم :

هو الفعل المضارع الذي سبقه أحد أحرف الجزم ، أو الذي يكون جوابا للطلب.

انظر : الفعل المضارع (٦).

المجهول :

راجع : الفعل المبنيّ للمجهول.

المحذّر منه :

راجع : التحذير (٣).

المحرّك :

صفة الحرف الذي فيه حركة ، ويقابله الساكن.

المحصور :

راجع : المقصور.

المحصور فيه :

انظر : المقصور عليه.

المحض :

راجع «النفي المحض» في «النفي» ، و «الطلب المحض» في «الطلب». ومما يوصف بالمحض أيضا الأمر والنهي ، وتعني المحضيّة فيهما كونهما مؤدّيين بفعل صريح.

المحضة :

راجع «الإضافة المحضة» في «الإضافة» ، و «النكرة المحضة» في «النكرة».

المحكوم ، المحكوم به :

هما المسند والمسند إليه ، راجع : الإسناد.

المحلّ :

هو ، في النحو العربيّ ، مكان الحركة الإعرابيّة ، فنقول مثلا في إعراب «نجح طلابي» : «طلابي» : فاعل مرفوع بضمّة مقدّرة منع ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء ...».

المحلّى بـ «أل» :

هو ما دخلت عليه «أل». راجع : أل.

المحلّيّ :

راجع «الإعراب المحلّي» في «الإعراب».

٦١٤

المحمول :

هو المسند. راجع : الإسناد.

مخبثان :

يا مخبثان ، بمعنى : يا خبيث ، منادى مبنيّ على الضم في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف.

المخبّر عنه :

هو المبتدأ ، أو ما في حكمه ، كأسماء النواسخ. راجع : المبتدأ والخبر ، والنواسخ.

المخصوص :

راجع : أفعال المدح والذم (٢ ـ رابعا) ، والاختصاص (٢ ـ ٣).

مخمس :

اسم معدول عن «خمسة خمسة» ، يعرب إعراب «متسع». انظر : متسع.

المدّ :

راجع أحرف المدّ في «العلّة».

مدّ المقصور :

انظر : المقصور (٥).

المدارس النحويّة :

هي المدرسة البصريّة ، والكوفيّة ، والبغداديّة ، والأندلسيّة. راجع كلّا في مادته.

المدّة :

راجع : آ.

المدرسة :

هي ، في الفكر والأدب واللغة والعلوم والفنون ، اتجاه ينتمي إليه مبدعون وأنصار محبّذون ، يتفّقون على مبادئ وأهداف وتعاليم معيّنة.

المدرسة الأندلسيّة :

دخل الإسلام الأندلس ، فأقبل أهلها على تعلّم العربيّة وتعليمها. وكان ذلك بعد أن استقرّت مناهج النحو في المشرق ، في البصرة والكوفة وبغداد. وكان أكثر علماء الأندلس من قرّاء الذكر الحكيم ، فكان كثير منهم يرحلون إلى المشرق لتلقّي هذه القراءات ، ثمّ يعودون إلى بلادهم لتعليم ما

٦١٥

أخذوه من العلماء المشارقة.

وبسبب الإقبال على القراءات ، كان العلماء الأندلسيّون أكثر إقبالا على نحو الكوفة من نحو البصرة. وكان جوديّ بن عثمان المورويّ الذي رحل إلى المشرق ، وتتلمذ للكسائيّ والفرّاء ، أوّل نحاة الأندلس بالمعنى الدقيق لكلمة نحويّ ، وأوّل من أدخل إلى بلاده كتب الكوفيّين.

وإن كانت الأندلس قد صبّت عنايتها أوّلا على النحو الكوفيّ ، فإنّها ما لبثت أن أقبلت على النحو البصريّ ، فاحتلّ «كتاب» سيبويه عندهم مكان الصدارة من حيث الدرس والحفظ والشرح والتعليق.

وقد نهج العلماء الأندلسيّون نهج البغداديّين في مبدأ الاختيار من آراء نحاة الكوفة والبصرة ، لكنّهم أضافوا إلى ذلك اختيارات من آراء البغداديّين ، وبخاصّة اختيارات أبي عليّ الفارسيّ وابن جنّي. ولم يكتفوا بذلك ، بل ساروا في اتجاههم من حيث كثرة التعليلات والآراء الجديدة ـ ما عدا ابن مضاء القرطبيّ ـ كما أضافوا ما توصّلوا إليه هم أنفسهم.

ومن أهمّ النحاة الأندلسيّين محمّد بن يحيى الرباحي ، وأبو بكر محمّد الزبيديّ صاحب كتاب «طبقات السيّد البطليوسي» ، وابن الطّراوة ، وابن مضاء القرطبيّ ، وابن خروف ، وابن هشام الخضراوي ، وابن عصفور ، وابن مالك صاحب الألفيّة المشهورة التي ظلت مسيطرة على مناهج التدريس النحويّ حتّى وقتنا الحاضر.

المدرسة البصريّة :

الحديث عن مدرسة البصرة هو الحديث عن النحو العربيّ منذ نشأته حتى عصرنا الحاضر ، فممّا لا شك فيه أن النحو العربيّ نشأ بصريّا وتطوّر بصريّا ، إذ عند ما كانت البصرة تشيد صرح النحو ، كانت الكوفة مشغولة عن ذلك كله ، وحتّى منتصف القرن الثاني للهجرة ، بقراءات الذكر الحكيم ، ورواية الشعر والأخبار.

وقد سعت هذه المدرسة إلى أن تكون القواعد مطّردة اطّرادا واسعا ، ومن ثم كانت تميل إلى طرح الروايات الشاذّة دون أن تتّخذها أساسا لوضع قانون نحويّ ، رافضة الاستشهاد بالحديث النبويّ الشريف لما ادّعي من جواز روايته ، متشدّدة أشدّ التشدّد في رواية الأشعار ، وعبارات اللغة. وتفصيل ذلك أن البصريّين تحرّوا ما نقلوا عن العرب ، ثم استقرؤوا أحواله ، فوضعوا قواعدهم على الأعم الأغلب من هذه الأحوال ، فإن وجدوا نصوصا قليلة لا تشملها قواعدهم ، اتبعوا إحدى طريقتين : إمّا أن يتأوّلوها حتّى

٦١٦

تنطبق عليها القاعدة (١) ، وإمّا أن يحكموا عليها بالشذوذ ، أو بالحفظ دون القياس عليها.

وقد غلّبت القياس على المسموع ، مؤوّلين الشواهد التي تخالف قياسهم ، كما قالوا بما سمّوه مطّردا في السماع شاذّا في القياس ، وذلك مثل «استحوذ» ، و «استصوب» ، والقياس فيهما الإعلال ، مثل «استقال» ، «استجاد» ، و «استطال» ، فقالوا : تحفظ الكلمات النادرة التي وردت عن العرب في هذا الباب ، ولا يقاس عليها ، ومنهم من ذهب إلى أنّ اتخاذ القياس ، والقول «استحاذ» ، و «استصاب» غير خطأ.

ومن أهم أعلام هذه المدرسة ابن أبي اسحق الحضرميّ ، وعيسى بن عمر الثقفيّ.

وأبو عمرو بن العلاء ، ويونس بن حبيب ، وقطرب ، وأبو عمر الجرميّ ، وأبو عثمان المازنيّ ، والمبرّد ، والزجّاج ، وابن السراج ، والسّيرافي ، والخليل بن أحمد. وسيبويه.

راجع : الخلاف بين البصريّين والكوفيّين.

المدرسة البغداديّة :

نشأ النحو في أحضان البصرة والكوفة ، وتطوّر على أيدي علماء البلدين حتّى وصل إلى درجة عالية من النضج والاستقرار.

وذهبت البصرة بالشهرة الكبرى في الميدان مع منافسة مريرة من قبل مدرسة الكوفة.

وعند ما رأس أبو العبّاس ، أحمد بن يحيى ، ثعلب ، علماء الكوفة ، ومحمد بن يزيد المبرّد علماء البصرة ، انتقل هذان العالمان للتعليم في بغداد ، فاشتدّ بينهما الصراع ، وكثرت المناظرات ، ممّا جعل الدارسين يقبلون عليهما كليهما ، ويأخذون عنهما معا ؛ ثم يتخيّرون من هذا وذاك ما يراه كل واحد مناسبا لتفكيره واتجاهه. وهكذا قامت المدرسة البغداديّة على مبدأ الانتخاب من آراء المدرستين البصرية والكوفيّة معا. وما كاد القرن الرابع الهجريّ يبدأ حتّى أخذت مدرسة بغداد تتميّز بمنهجها الخاص. ولم يكن هذا المنهج جديدا من حيث الأسس ، أو طرق الاستنتاج ، ولكنّه منهج يقوم على الانتقاء من المدرستين مع ميل إلى المدرسة الكوفيّة أشدّ حينا ، وإلى المدرسة البصريّة أكثر حينا آخر (٢) ، وأخذ

__________________

(١) قالوا مثلا الفاعل لا يأتي جملة ، فاصطدموا بنصوص عربيّة لا يرقى إليها الشك ، تثبت وقوع الجملة فاعلا ، فأوّلوها ، ومنها الآية : (ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ) (يوسف : ٣٥) ، فقد قالوا فيها إنّ فاعل «بدا» ضمير مستتر تقديره : هو يعود على المصدر المفهوم من الفعل. والتقدير : «ثم بدا لهم بداء هو ...» ، وجملة «ليسجننه» تفسيريّة تفسّر هذا الضمير المستتر.

(٢) وافق ابن جنّي مثلا البصريّين في أن المصدر أصل والفعل مشتق منه ، وأن المبتدأ رافعه الابتداء ، وأنّ ناصب المفعول به هو الفعل السابق له ، وأنّ المضارع منصوب بعد «حتّى» بـ «أن» مضمرة وجوبا ، وكذلك ـ ـ بعد «او» وفاء السببيّة وواو المعيّة ، وأنّ العامل في باب التنازع هو الفعل الثاني ... ووافق الكوفيّين في أنّ «إن» النافية تعمل عمل «ليس» وأن «حاشى» في مثل «حاشى لله» فعل ، وفي جواز نحو : «ضرب غلامه محمّدا» ، وكان الجمهور يمنع ذلك لما يترتّب عليه من عودة الضمير المتصل بالفاعل على متأخر لفظا ورتبة ، كما يعتبر «حاشى» في مثل القول السابق اسما لا فعلا.

٦١٧

بالتعليلات الكثيرة ، إذ يظهر أن علماء بغداد ، عندما وجدوا أن أسس النحو ومصطلحاته وقواعده قد اتّخذت شكلها النهائيّ على يد علماء البصرة والكوفة ، رأوا أنه لم يبق أمامهم للاستزادة سوى التعليلات (١).

وأشهر علماء بغداد النحويّين الزجّاجيّ ، وأبو عليّ الفارسيّ ، وابن جنّي ، والزّمخشريّ ، وابن الشجريّ ، وابن الأنباريّ ، والعكبريّ ، وابن يعيش ، والرضيّ الاستراباذيّ.

المدرسة الكوفيّة :

لا تذكر البصرة إلّا وتذكر معها الكوفة ، وإن كان لمدرسة البصرة فضل تأسيس النحو وتعليمه الكوفة ، فإنّ ازدهار النحو يعود إلى ما كان بين المدرستين من تنافس شديد ارتفع إلى درجة الخلاف حول كثير من ظواهر اللغة العربيّة.

وإن كانت الكوفة تعلّمت النحو من البصرة ، فإنّها ما لبثت أن اتّخذت لنفسها منهجا خاصّا فيه ، حتّى لا تكاد تجد مسألة من مسائل النحو إلّا فيها مذهبان : بصريّ وكوفيّ ، وهكذا شكّلت الكوفة مدرسة لنفسها متميّزة بالاتساع في رواية الأشعار ، وعبارات اللغة ، عن جميع العرب بدوا وحضرا ، في حين كان البصريّون يتحرّجون في الأخذ عمّن سكن من العرب في حواضر العراق.

وخالف الكوفيّون البصريّين في مسألة القياس ، وضبط القواعد النحويّة ، فقد اشترط البصريّون ، في الشواهد المستمدّ منها القياس ، أن تكون جارية على ألسنة العرب وكثيرة الاستعمال ، بحيث تمثّل اللغة الفصحى خير تمثيل ، أمّا الكوفيّون فقد اعتدّوا بأقوال وأشعار المتحضّرين من العرب ، كما اعتدّوا بالأشعار والأقوال الشاذّة التي سمعوها من الفصحاء العرب ، والتي نعتها البصريّون بالشذوذ ، وقد قيل : «لو سمع الكوفيّون بيتا واحدا فيه جواز مخالف للأصول ، جعلوه أصلا وبوّبوا عليه».

كل ذلك دفعهم إلى أن يدخلوا على القواعد الكليّة العامّة قواعد فرعيّة متشعبّة ، وربّما كان ذلك السبب في سيطرة النحو البصريّ على المدارس النحويّة ، وعلى النحو التعليميّ.

__________________

(٢) قالوا مثلا : ما علّة رفع «محمد» في قولك : «ضرب محمد زيدا» ، ثم أجابوا : لأنه فاعل ، ثم سألوا : «ولماذا رفع الفاعل ونصب المفعول ، ولم يكن العكس؟ فأجابوا مجدّدا ، وهكذا.

٦١٨

وخالف الكوفيّون البصريّين في أصل الاشتقاق (١) ، وفي العوامل (٢) ، كما كان لهم بعض المصطلحات الخاصّة بهم (٣) ، ومن أهم علمائهم الكسائيّ ، وهشام بن معاوية ، والفرّاء ، وأبو بكر الأنباريّ ، وكان الفرّاء إمامهم كما كان سيبويه إمام البصريّين.

والجدير بالذكر أنّ ابن الأنباري ، عبد الرحمن بن سعيد ، أفرد كتابا خاصّا لمسائل الخلاف بين مدرسة الكوفة ومدرسة البصرة سمّاه : «الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويّين : البصريّين والكوفيّين».

راجع : الخلاف بين البصريّين والكوفيّين.

مذ :

تأتي بوجهين : ١ ـ حرف جرّ. ٢ ـ ظرف.

أ ـ مذ الجارّة :

حرف جرّ مختصّ بالزمان المعيّن الماضي أو الحاضر ، لا المستقبل (٤) ، وذلك إذا أتى بعدها اسم مجرور ، نحو : «لم أره مذ يومين».

وتكون :

١ ـ بمعنى «من» الابتدائيّة ، إذا كان المجرور ماضيا معرفة ، نحو : «ما شاهدتك مذ يوم الأربعاء».

٢ ـ بمعنى «في» ، إذا كان المجرور حاضرا معرفة ، نحو : «ما قرأت مذ اليوم ، أو هذا الشهر». ولا يجوز في الحاضر بعدها إلا الجرّ عند أكثر العرب.

٣ ـ بمعنى : «من» ، و «إلى» معا ، وذلك إذا دخلا على الزمان الذي وقع فيه ابتداء الفعل ، وانتهاؤه ، ويشترط ، حينئذ ، أن يكون الزمان نكرة ، معدودا لفظا ، نحو : «مذ يومين» أو معدودا معنى ، نحو : «مذ سنة».

ب ـ مذ الظرفيّة :

ظرف مبنيّ على السكون في محل نصب مفعول فيه ، وذلك إذا أتى بعدها :

١ ـ اسم مرفوع ، نحو : «ما رأيتك مذ يومان» («يومان» : فاعل للفعل «كان» التامّة

__________________

(١) قال الكوفيّون إن الفعل هو أصل الاشتقاق ، في حين ذهب البصريون إلى أنّ المصدر هو الأصل.

(٢) ذهب الكوفيّون مثلا إلى أنّ عامل الرفع في المبتدأ هو الخبر ، كما أن عامل الرفع في الخبر هو المبتدأ ، فهما يترافعان ، في حين قال البصريون إن عامل الرفع في المبتدأ هو الابتداء عند بعضهم. واعتبر الكوفيّون أنّ «إنّ» وأخواتها تعمل النصب في اسمها فقط ، أمّا الخبر فإنها لا تعمل فيه شيئا ، بل هو باق على رفعه قبل دخولها ، أما البصريّون فقالوا إنّه مرفوع بها.

(٣) ومنها مصطلح «الخلاف» وهو عامل معنويّ كانوا يجعلونه علّة النصب في الظرف إذا وقع خبرا في مثل :

«الولد أمامك» في حين كان البصريّون يجعلون الظرف متعلّقا بمحذوف خبر للمبتدأ السابق. وكانوا لا يطلقون مصطلح «المفعول» إلّا على المفعول به ، أمّا بقيّة المفاعيل فكانوا يسمّونها «أشباه مفاعيل». وأطلقوا على «البدل» مصطلح «الترجمة» وسمّوا «لا» النافية للجنس «لا» التبرئة. ولهم بعض المصطلحات التي سادت النحو العربي ، ومنها «النعت» ، و «عطف النسق».

(٤) لذلك لا يجوز القول : «لا أراه مذ غد»

٦١٩

المحذوفة ، مرفوع بالألف لأنه مثنّى) (١).

٢ ـ جملة اسميّة ، نحو قول الأعشى :

وما زلت أبغي الخير مذ أنا يافع

وليدا وكهلا حين شبت وأمردا

(جملة «أنا يافع» في محل جر بإضافة «مذ» إليها).

٣ ـ فعل ماض ، نحو : «سافر أخي مذ طلعت الشمس».

المذاهب النّحويّة :

راجع : المدارس النحويّة.

المذكّر :

هو ما يصحّ أن تشير إليه بقولك : هذا.

وهو قسمان :

١ ـ حقيقيّ ، وهو ما يدلّ على ذكر من الناس ، أو الحيوان ، نحو : رجل ، صبيّ ، أسد.

٢ ـ مجازيّ ، وهو ما يعامل معاملة الذّكر من الناس أو الحيوان ، وليس منهما ، نحو : حجر ، ثوب ، باب.

وهناك أسماء يجوز فيها التذكير والتأنيث ، ومنها : إبط ، إزار ، حال ، حانوت ، خمر ، درع ، دلو ، روح ، رقاق ، سبيل ، سرى ، سراويل ، سلاح ، سكّين ، سلم ، سلّم ، سماء ، سوق ، صاع ، ضحى ، طرس ، طريق ، عجز ، عضد ، عقاب ، عقرب ، عنق ، عنكبوت ، فردوس ، فرس ، فهر ، قدر ، قفا ، قميص ، كبد ، لسان ، مسك ، ملح ، منجنيق ، موسى ، نفس ، وأسماء الحروف الهجائيّة.

ومن الأسماء ما يكون للمذكّر والمؤنّث ، وفيه علامة التأنيث ، نحو : السّخلة (ولد الغنم ، ذكرا كان أو أنثى) ، الرّبعة (المتوسّط القامة من الذكور والإناث) ، الشاة (للواحد من الغنم ذكرا أو أنثى).

المذهب :

راجع : المدرسة.

المذهب الأندلسيّ :

راجع : المدرسة الأندلسيّة.

المذهب البصريّ :

راجع : المدرسة البصريّة.

المذهب البغداديّ :

راجع : المدرسة البغداديّة.

__________________

(١) منهم من يعرب «مذ» في محل رفع مبتدأ ، والاسم المرفوع بعدها خبرا ، والتقدير : ما رأيتك أوّل انقطاع الرؤية يومان.

٦٢٠