موسوعة النحو والصرف والإعراب

موسوعة النحو والصرف والإعراب

المؤلف:


الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٢٢

أربعة وستون ـ أربعة وعشرون :

مثل «ثلاثة وأربعون» في الأحكام والاستعمال. (انظر : ثلاثة وأربعون) ، نحو : «نجح أربعة وأربعون طالبا» ، ورأيت أربعة وخمسين تلميذا» ، و «مررت بأربعة وعشرين تلميذا».

أربعون :

اسم من ألفاظ العقود ، يرفع بالواو ، وينصب ويجر بالياء ، لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، ويعرب حسب موقعه في الجملة ، ومعدوده ينصب على التمييز ، نحو : «نجح أربعون طالبا» («أربعون» : فاعل «نجح» مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. «طالبا» : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة) ، ونحو : «اشتريت أربعين كرسيّا» («أربعين» : مفعول به منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. «كرسيّا» : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة) ، ونحو : «طفت بأربعين مصنعا» («أربعين» : اسم مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. «مصنعا» تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة).

أربعين :

هي «أربعون» في حالتي النصب والجر.

راجع : أربعون.

ارتدّ :

تأتي :

١ ـ فعلا ماضيا ناقصا يرفع المبتدأ وينصب الخبر ، إذا كانت بمعنى «صار» ، نحو الآية : (أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً) (يوسف : ٩٦) («ارتدّ : فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح الظاهر ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. «بصيرا» : خبر «ارتدّ» منصوب بالفتحة الظاهرة).

٢ ـ فعلا تامّا ، إذا لم تكن بمعنى «صار» ، نحو : «ارتدّ الجراد عن أرضنا» («الجراد» : فاعل «ارتدّ» مرفوع بالضمّة).

أرضون ، أرضون :

جمع «أرض» : اسم ملحق بجمع المذكّر السالم ، يرفع بالواو وينصب ويجر بالياء ، نحو : «لله الأرضون وما عليها» ، ونحو : «اشتريت الأرضين من أصحابها».

إرون :

جمع «إرة» بمعنى : النار أو موضعها ، اسم ملحق بجمع المذكر السالم ، يرفع بالواو ، وينصب ويجر بالياء.

أريتك :

لغة في «أرأيتك» انظر : أرأيتك.

٤١

إزاء :

ظرف مكان بمعنى : «مقابل» منصوب بالفتحة الظاهرة ، نحو : «جلست إزاء الخطيب».

الازدواج :

ـ هو ، في علوم اللغة ، المشاكلة بين لفظين بالإبدال في حروف أحدهما ، ويسمّى أيضا المزاوجة ، نحو : «ليرجعن مأزورات غير مأجورات» فأصل «مأزورات» : موزورات ، فهمزت مشاكلة للمأجورات.

إسّ ، إس :

اسم صوت لزجر الغنم مبنيّ لا محلّ له من الإعراب.

أسبوع :

كلمة تعرب حسب موقعها في الجملة ، فإذا دلّت على الزمان ، وصحّ أن نضع أمامها «في» كانت ظرفا ، نحو : «تزوّجت الأسبوع الماضي» («الأسبوع» : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة ، متعلّق بالفعل «تزوّجت».

«الماضي» : نعت منصوب بالفتحة الظاهرة).

وفيما عدا ذلك تعرب حسب موقعها في الجملة ، نحو : «مضى الأسبوع الأخير من السنة» («الأسبوع» : فاعل مرفوع بالضمّة) ، ونحو : «أمضيت أسبوعا في الدرس» («أسبوعا» مفعول به منصوب بالفتحة) ، ونحو : «مرضت في الأسبوع الماضي».

الاستئناف :

هو الابتداء بجملة بعد قطعها عمّا سبقها وعن حكمها الإعرابيّ ، وحرفا الاستئناف هما : الواو ، والفاء. انظرهما ، وانظر : الجملة الاستئنافية.

الاستئنافيّة :

راجع «الجملة الاستئنافيّة» في «الجمل التي لا محل لها من الإعراب».

الاستثناء :

١ ـ تعريفه : هو إخراج الاسم الواقع بعد أداة الاستثناء من حكم ما قبلها ، مثل : «جاء التلاميذ إلّا سميرا».

٢ ـ عناصره : تتكوّن جملة الاستثناء من عناصر ثلاثة ، هي على التوالي : المستثنى منه ، وأداة الاستثناء ، والمستثنى ، نحو : «نام الأطفال إلّا هندا».

٣ ـ أدواته : أدوات الاستثناء أربعة أنواع :

١ ـ حرف ، هو : «إلّا».

٢ ـ فعلان ، هما : «ليس» ، و «لا يكون».

٤٢

٣ ـ أدوات تتردّد بين الفعل والاسم ، وهي : خلا ، وحاشا ، وعدا.

٤ ـ اسمان هما : «غير» ، و «سوى» (١).

٤ ـ أنواعه : الاستثناء أنواع منها :

١ ـ الاستثناء التام ، وهو ما ذكر فيه المستثنى منه ، مثل : «ركب الطلاب الطائرة إلّا زيدا».

٢ ـ الاستثناء المفرّغ ، وهو ما حذف منه المستثنى منه ، ويكون فيه الاستثناء غير موجب ، مثل : «ما يكتم السرّ إلّا الأصدقاء».

والتقدير : «ما يكتم من الناس السرّ إلا الأصدقاء».

٣ ـ الاستثناء الموجب أي غير المنفيّ بأحد أدوات النفي وشبهها (٢) ، كقوله تعالى : (فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ) (البقرة : ٢٤٩). وفي الاستثناء الموجب التام يجب نصب المستثنى.

٤ ـ الاستثناء غير الموجب ، وهو ما تضمّنت جملته النفي (٣) أو شبهه ، مثل : «ما رسب سوى زيد».

٥ ـ الاستثناء المتصل ، وهو ما كان فيه المستثنى بعضا من المستثنى منه ، مثل : «خاطت الخيّاطة الثوب إلّا أكمامه».

٦ ـ الاستثناء المنقطع ، وهو ما لم يكن المستثنى بعضا من المستثنى منه (٤) كقوله تعالى : (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلَّا سَلاماً) (مريم : ٦٢) ومثل : «حضر الأساتذة إلا سياراتهم».

٥ ـ أحكام المستثنى بـ «إلّا» : إذا كانت الأداة «إلّا» ، فللمستثنى أحكام ثلاثة :

١ ـ إذا كان الاستثناء تامّا ، موجبا ، يجب نصب المستثنى ، مثل : «حفظت الدروس إلّا درسا واحدا» ، وذلك سواء تقدم المستثنى منه كالمثل السابق ، أو تأخّر ، نحو : «حفظت إلّا درسا واحدا الدروس».

٢ ـ إذا كان الاستثناء تامّا ، غير

__________________

(١) «سوى» : يقال فيها : «سوى» كـ «رضى» ، و «سوى» كـ «هدى» ، و «سواء» كـ «سماء» ، و «سواء» كـ «بناء» ، والكسر هو الأفصح.

(٢) شبه النفي هو : النهي ، كقوله تعالى : (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (العنكبوت : ٤٦) ، والاستفهام الإنكاري ، كقوله تعالى : (فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ) (الأحقاف : ٣٥) والاستفهام التوبيخي ، نحو : «أتأكلون حقوق الناس بالباطل؟»

(٣) النفي يكون لفظيا أو معنويا. فاللفظي هو ما تضمّن أحد أحرف النفي ، نحو : «ما نجح إلّا زيد» ، والمعنوي هو ما يفهم من المعنى ، كقوله تعالى : (يَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ) (التوبة : ٣٢). («يأبى» أي لا يريد ، معناه النفي) ، ومثل : «قلّ رجل يكذب».

(٤) ومع ذلك ، يكون هناك نوع من الاتصال المعنويّ بينهما ، لذلك يصحّ في كل استثناء منقطع وقوع الحرف «لكن» (الساكن النون أو مشددها) موقع أداة الاستثناء.

ولا يجوز في الاستثناء المنقطع أن تكون أداته فعلا.

٤٣

موجب (أي منفي) ، يجوز نصب المستثنى ، أو ضبطه حسب حركة المستثنى منه ، وإعرابه بدلا منه ، مثل : «ما تخلّف المتبارون إلّا واحدا ، أو واحد» (١).

٣ ـ إذا كان الاستثناء مفرّغا ، يعرب ما بعد «إلّا» حسب ما يتطلّبه العامل قبلها ، مثل : «ما أخطأ إلّا سمير» (٢) ، ومثل : «ما سمعت إلّا المتكلمين» (٣) ، ومثل : «ما سلّمت إلّا على الفصحاء» (٤).

٦ ـ حالات المستثنى بتكرار «إلّا» : تتكرر «إلّا» لغرض لفظيّ أو معنويّ.

تكرار «إلّا» لفظا : تتكرّر «إلّا» لفظا إمّا :

١ ـ للتوكيد اللفظيّ المحض ، وذلك إذا كانت بعد حرف العطف «الواو» (٥) ، والمستثنى يكون بسبب العطف لا بسبب تكرار «إلّا» ، مثل : «أحبّ ركوب السيارة إلّا الكبيرة وإلّا الشاحنة» (٦).

٢ ـ وإمّا للتكرار المحض ، فيكون الاسم بعدها مماثلا لما قبلها دون اعتبار «إلّا» (٧) ، مثل : «جاء القوم إلّا عليّا إلّا ابن أبي طالب» (٨).

تكرار «إلّا» معنى» تتكرّر «إلّا» معنى (أي لاستثناء جديد) ، ويكون لحكم المستثنى بعدها مسائل عدة :

١ ـ إذا كان الاستثناء تامّا موجبا فالمستثنيات بعد «إلّا» كلها منصوبة ، مثل : «ظهرت الكواكب إلّا الزهرة إلّا المريخ» (٩).

٢ ـ إذا كان الاستثناء تامّا غير موجب يجب نصب المستثنيات المتقدّمة على المستثنى منه ، مثل : «ما ظهرت ـ إلا الزهرة إلا المريخ ـ الكواكب». أما إذا تأخرت ، فالأوّل منها يكون منصوبا أو بدلا من

__________________

(١) «واحدا» : (بالنصب) مستثنى منصوب. «واحد» : (بالرفع) بدل من «المتبارون» مرفوع.

(٢) «سمير» : فاعل «أخطأ» كأن «إلّا» غير موجودة ، وهي ، هنا ، حرف حصر.

(٣) «المتكلمين» : مفعول به لفعل «سمعت» منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم.

(٤) «الفصحاء» اسم مجرور بـ «على».

(٥) دون غيرها من حروف العطف.

(٦) «الشاحنة» : معطوف على «الكبيرة» بسبب العطف لا بسبب «إلا» المكرّرة التي لا يستفاد منها إلّا معناها ، ونعرب «إلّا» الثانية حرفا زائدا للتوكيد.

(٧) أي كأنها غير موجودة.

(٨) «إلا» الثانية أفادت توكيدا لفظيا للأولى ، ولا تأثير لها في إعراب الكلمة ، فكأنها غير موجودة. «عليا» هو نفسه «ابن أبي طالب» ، لذلك نعرب «ابن» بدل كل من المستثنى منه «عليا».

(٩) «الزهرة» مستثنى منصوب ، ومثلها «المريخ» بعد «إلا» الثانية.

٤٤

المستثنى منه ، مثل : «ما ظهرت الكواكب إلّا الزهرة إلا المريخ» (١).

٣ ـ إذا كان الاستثناء مفرّغا ، وجب في المستثنى الأوّل أن يخضع لحكم العامل قبل «إلّا» ، وتنصب المستثنيات الباقية ، مثل : «ما طبخت إلّا سمكة إلّا خضرا إلّا لحما» (٢) ونحو : «ما جاء إلا سمير إلّا محمّدا» («سمير» فاعل «جاء» ... «محمدا». مستثنى منصوب ...).

٧ ـ حكم المستثنى بعد «غير» : إنّ كلمة «غير» هي في الأصل نعت لنكرة أو لشبهها (٣) ، مثل : «جاء رجل غير عليّ» ، ومثل قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) (الفاتحة : ٦ ـ ٧). وقد تقع مبتدأ كقول الشاعر :

وغير تقيّ يأمر الناس بالتّقى

طبيب يداوي الناس وهو عليل

أو خبرا للأفعال الناسخة ، كقول الشاعر :

وهل ينفع الفتيان حسن وجوههم

إذا كانت الأعمال غير حسان

وتقع فاعلا ، مثل : «جاء غير سمير» ، ومفعولا به ، مثل : «ما سمعت غير سمير» ، ونائب فاعل ، مثل : «سمع غير صوت».

أمّا إذا استعملت «غير» في الاستثناء ، فإنّ المستثنى بعدها يجرّ بإضافته إليها ، ويكون إعرابها :

١ ـ النصب على الاستثناء ، وذلك إذا كان الاستثناء تامّا موجبا ، مثل : «فرح المتبارون غير سمير».

٢ ـ جواز نصبها على الاستثناء أو اتباعها للمستثنى منه ، إذا كان الاستثناء تامّا غير موجب ، مثل : «ما تحقّقت الآمال غير بعضها» (٤).

٣ ـ في الاستثناء المفرّغ تعرب «غير» بحسب العامل قبلها ؛ فقد تكون فاعلا ، أو مفعولا به ، أو مجرورا ، مثل : «ما أسرع غير المتسابق» ومثل : «سمعت غير عصفور يشدو» ، «ما سلّمت على غير سعيد». وما يجري على «غير» من إعراب يجري على «سوى» ويكون ما بعدها مجرورا بإضافته إليها.

__________________

(١) «الزهرة» : المستثنى الأول منصوب على الاستثناء ، أو مرفوع على أنه بدل من المستثنى منه «الكواكب». أمّا المستثنى الثاني «المريخ» فهو منصوب على الاستثناء.

(٢) «سمكة» : مفعول به للفعل «طبخ». «خضرا» : مستثنى منصوب. «لحما» : مستثنى منصوب.

(٣) شبه النكرة هو المعرفة التي يراد منها الجنس.

(٤) «غير» (بالرفع) بدل من «الآمال» ، وبالنصب مستثنى منصوب. وهي في الحالتين مضاف ، و «بعضها» مضاف إليه.

٤٥

٨ ـ المستثنى بعد «ليس» و «لا يكون» : المستثنى بعدهما واجب النصب على أنه خبر لهما. أما اسمهما فهو ضمير مستتر يعود إلى المعنى السابق. وجملة الفعل الناسخ في محل نصب حال ، أو استئنافية. والاستثناء معهما يكون تامّا ، متصلا ، موجبا أو غير موجب ، مثل : «حصدت القمح ليس قمح حقل» (١).

٩ ـ المستثنى بالأدوات التي تكون أفعالا وحروفا : الأدوات المتردّدة بين الحروف والأفعال ثلاثة : عدا ـ خلا ـ حاشا (وكلها بمعنى : جاوز). والاستثناء معها يجب أن يكون تامّا ، متّصلا ، وهي أفعال ماضويّة جامدة إذا تقدّمتها «ما» المصدريّة ، نحو : «أحب العلماء ما خلا البخلاء» (٢). أمّا إذا لم تتقدّمها «ما» المصدريّة ، فيجوز اعتبارها أفعالا ماضويّة ، فينصب المستثنى بعدها ، كما في المثل السابق ، ويجوز اعتبارها حروف جرّ ، فيجرّ المستثنى بعدها ، والجار متعلق بالفعل ، مثل : «أحبّ العلماء خلا السفهاء».

١٠ ـ ملحوظة : تفترق «حاشا» عن غيرها في أنها غير مقتصرة على الاستثناء وإنما هي على ثلاثة أوجه :

١ ـ للاستثناء ، فتكون فعلا ماضيا جامدا ، والاسم بعدها منصوب بها ، أو تكون حرف جر ، فتجرّ المستثنى كالأمثلة السابقة.

٢ ـ فعل ماض متعد متصرّف بمعنى استثني ، مثل : «حاشيت أملاك معلمي من الهدم» (٣).

٣ ـ للتنزيه (٤) مثل : «حاشا لله» (٥) أو «حاش لله» (٦) ، أو «حاش الله» (٧) ، أو :

__________________

(١) أي : حصدت مواسم القمح دون موسم حقل واحد. «قمح» : خبر «ليس» منصوب بالفتحة ، واسم «ليس» ضمير مستتر وجوبا على خلاف الأصل تقديره : هو ، والجملة في محل نصب حال أو استئنافية.

(٢) «ما» مصدريّة. «خلا» : فعل ماض جامد ، فاعله ضمير مستتر وجوبا على خلاف الأصل تقديره هو.

«البخلاء» : مفعول به والجملة من الفعل والفاعل والمفعول به في محل نصب حال أو ظرف ، والتقدير : مجاوزين البخلاء ، أو وقت مجاوزتهم. أو تكون الجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب.

(٣) «حاشيت» : فعل وفاعل. «أملاك» : مفعول به وهو مضاف. «معلمي» : مضاف إليه ... و «حاشى» عندما تكون فعلا متصرّفا فإن ألفها الأخيرة تكتب بصورة الياء ، أما في النوعين الآخرين فتكتب ألفا «حاشا».

(٤) أي تنزيه ما بعدها من العيب. فتكون منصوبة باعتبارها مفعولا مطلقا لفعل محذوف من معناه ، وتقديره : أنزّه تنزيها.

(٥) «حاشا» : مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره : أنزّه.

«لله» : جار ومجرور ، والجار متعلق بالفعل المحذوف.

(٦) «حاش» : مفعول مطلق ... «لله» : جار ومجرور ، والجار متعلق بالفعل المحذوف.

(٧) «حاش» : مفعول مطلق ... وهو مضاف. «الله» : اسم الجلالة مضاف إليه.

٤٦

«حاشا الله».

استحال :

تأتي :

١ ـ فعلا ماضيا ناقصا يرفع المبتدأ وينصب الخبر ، إذا كانت بمعنى : صار ، نحو : «استحال الخشب فحما» («استحال» : فعل ماض ناقص مبني على الفتح الظاهر.

«الخشب» : اسم «استحال» مرفوع بالضمة الظاهرة. «فحما» : خبر «استحال» منصوب بالفتحة الظاهرة). وانظر : كان وأخواتها.

٢ ـ فعلا تامّا ، إذا لم تكن بمعنى «صار» ، نحو : «استحالت المصالحة بين زيد وسالم» («المصالحة» : فاعل «استحالت» مرفوع بالضمّة الظاهرة).

الاستدراك :

ـ هو ، في النحو ، رفع التوهّم المتولّد من كلام سابق بلفظة «لكنّ» ، او «لكن» او «على» أو ما يقوم مقامها من أدوات الاستثناء ، نحو : «فلان غنيّ لكنّه بخيل» ، ونحو قول الشاعر :

وإخوان تخذتهم دروعا

فكانوها ، ولكن للأعادي

الاستشهاد :

ـ هو ، في اللغة ، سوق المثال المرويّ احتجاجا للقاعدة. والمثال يكون مأخوذا من عرب عصر الاحتجاج (انظر : عصر الاحتجاج). أي لا يكون إلّا من الأدب العربي الذي قيل قبل منتصف القرن الثاني الهجري ، أو من القرآن الكريم. من هنا الفرق بينه وبين «التمثيل» الذي هو سوق المثل توضيحا للقاعدة دون أن يشترط فيه أن يكون من القرآن أو من أدب عصر الاحتجاج.

الاستعانة :

ـ هو ، في النحو : التأدّي إلى شيء بوسيلة ما ، وهي من معاني حروف الجر : الباء ، و «من» ، و «عن» ، فالمجرور بهذه الحروف يكون آلة لحصول المعنى الذي قبلها ، نحو : «كتبت بالقلم». انظر : الباء ، و «من» ، و «عن».

الاستعلاء :

ـ في علم القراءة والتجويد : استعلاء اللسان إلى أعلى الحنك. وأحرف الاستعلاء هي : خ ، ص ، ض ، ط ، ظ ، غ ، ق.

ـ في النحو : يعني أنّ شيئا وقع فوق شيء آخر وقوعا حسّيّا أو معنويّا. وحروف الجر التي تفيد هذا المعنى هي : من ، الباء ، على ، في ، عن ، الكاف ، ونحو : «القلم على الطاولة».

٤٧

ـ في علم المعاني : من معاني الأمر ، وهو أن ينظر الآمر إلى نفسه على أنه أعلى منزلة ممّن يوجّه الأمر إليه سواء أكان أعلى مرتبة منه أم لا.

الاستعمال :

دوران الكلمة أو التركيب على الألسن ، ومنه قولهم : «شاذّ قياسا لا استعمالا».

الاستغاثة :

١ ـ تعريفها : هي نداء المستغاث له ، عند توقّع أمر مكروه لا يقدر على دفعه ، للمستغاث به ، لينقذه ممّا وقع فيه. أو هي نداء شخص لإغاثة غيره ، مثل : «يا للناس للغريق» (١).

٢ ـ حكم المستغاث به :

أ ـ أن يلي حرف النداء مجرورا بلام (٢) مبنيّة على الفتح وجوبا ، مثل : «يا للأحرار للمستضعفين» ، إلّا إذا كان ياء المتكلّم أو مستغاثا به غير أصيل (٣) ، فيجر بلام مكسورة ، مثل : «يا لي للمحروم».

و «يا للأخ وللأخت للفقير».

ب ـ أن يكون منصوبا ولو كان علما ، أو نكرة مقصودة ؛ أمّا إذا كان مبنيّا في الأصل ، فيبقى مبنيّا في محل نصب ، مثل : «يا لهذا للمظلوم» (٤).

ج ـ يجوز في تابع المستغاث به الجر مراعاة للفظ ، والنصب مراعاة للمحل ، مثل : «يا للطبيب الرحيم للمريض».

د ـ يجوز في المستغاث به الجمع بين «يا» و «أل» بخلاف المنادى بشرط أن تفصل اللام المفتوحة بينهما ، مثل : «يا للملك للرعيّة».

٣ ـ حذف المستغاث به : يحذف المستغاث به في موضعين :

الأوّل : في ما سمع فيه الحذف وهو «يا لي» مثل : «عرفت الشرير ، فآلمني ، فيا لي» ، والتقدير : «... فيا للإخوان لي».

الثاني : في ما أمن فيه اللبس ، مثل : «يا

__________________

(١) «يا» : حرف نداء ، «للناس» «اللام» حرف جرّ ...

«الناس» : اسم مجرور باللام في محل نصب منادى ، والجارّ متعلّق بـ «يا» أو بالفعل المحذوف. «للغريق» : جار ومجرور ، والجار متعلق بـ «يا» أو بالفعل المحذوف ، أو بمحذوف حال.

(٢) قد تحذف هذه اللام ويستعاض عنها بألف في آخر المستغاث به ، فيبنى المنادى على الضم المقدّر. وقد تلحق هذه الألف هاء السكت.

(٣) المستغاث به غير الأصيل هو ما كان معطوفا على المستغاث به. أمّا إذا ذكرت معه «يا» فيعتبر أصيلا ، مثل : «يا للأخ ويا للأخت للمسكين».

(٤) «لهذا» : اللام حرف جر. «الهاء» : للتنبيه. «ذا» اسم إشارة مبنيّ على السكون في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف. والجار متعلّق بـ «يا» أو بالفعل.

٤٨

للمدمن الذي يأبى مناصحة» ، والتقدير : «يا للناس للمدمن».

٤ ـ حكم المستغاث له : للمستغاث له أحكام عدة ، منها :

أ ـ أن يأتي بعد المستغاث به ، مثل : «يا للشباب للوطن».

ب ـ أن يجرّ بلام مكسورة (١) كالأمثلة السابقة ؛ أمّا إذا كانت الاستغاثة عليه لا له ، فيجر بـ «من» ، مثل : «يا للأحرار من الخونة المستبدين».

ج ـ يجوز حذفه إذا كان معلوما ، وقد أمن اللبس ، مثل : «قد هلكنا ، وهل بالذل يا للناس حياة» ، والتقدير : «... يا للناس للهالكين حياة».

٥ ـ ملاحظات : أ ـ يجوز وقوع المستغاث به والمستغاث له ضميرين ، مثل : «يا لك لي» (٢).

ب ـ يجوز أن يكون المستغاث به هو المستغاث له في المعنى ، كأن تقول لمن يهمل نفسه : «يا لعليّ لعليّ» (٣).

ج ـ إذا وقع بعد «يا» اسم غير عاقل ، جاز جرّه بلام مفتوحة على أنه مستغاث به ، أو مكسورة على أنه مستغاث له ؛ مثل : «يا للعجب ، ويا للمروءة».

قد تخرج الاستغاثة عن الغرض الأصليّ ، فيفيد النداء عندئذ التعجب من شيء ، أو كثرته ، أو أمر غريب فيه ، وذلك إذا حذف المستغاث به ولم يطلب المستغاث له التخلّص من مكروه. ويجوز أن يشتمل المنادى هنا على لام الجر مفتوحة أو مكسورة ، أو أن يجرّد منها ، فيعوّض منها بالألف. ولا يجوز أن تجتمع اللام والألف (وعند الوقف تلحق هذه الألف هاء السكت) ، مثل : «يا حسنا ... ويا عجبا من جمال البلاد» ، ويكون هذا المنادى إما مبنيّا على ضمة مقدّرة ، مثل : «يا عجبا» (٤) أو مجرورا على اللفظ منصوبا على المحل ، مثل : «يا لربّي ما أجمل الحياة» (٥).

__________________

(١) أمّا إذا كان المستغاث له ضميرا غير ياء المتكلم ، فيجرّ بلام مفتوحة ، مثل : «يا للطبيب لنا».

(٢) «لك» : اللام حرف جر ... متعلّق بـ «يا» أو بفعل النداء المحذوف. والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب منادى (وهو المستغاث به). «لي» جارّ ومجرور ، والجار متعلّق بـ «يا» ، أو بالفعل المحذوف ، أو بمحذوف حال.

(٣) أي أدعوك يا علي لتنصف نفسك من نفسك.

(٤) «يا» : حرف نداء .. «عجبا» منادى مبنيّ على الضمّة المقدّرة على آخره منع ظهورها اشتغال المحل بالفتحة المناسبة للألف. و «الألف» حرف عوض من لام الجر ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

(٥) «يا» : حرف نداء. «لربي» : «اللام» : حرف جر.

«ربي» : اسم مجرور باللام وعلامة جره الكسرة المقدّرة على ما قبل الآخر منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة المناسبة للباء. و «ياء المتكلّم» : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة ، وهو في محل نصب ـ ـ مفعول به لفعل النداء المحذوف.

٤٩

٦ ـ ملحوظة : لا يستعمل للاستغاثة من أحرف النداء إلّا «يا» ، ولا يجوز حذفها.

الاستغراق :

هو الاستيعاب والإحاطة ، وهو أحد معاني «أل» ، فإذا قلت : «الإنسان خير من البهيمة» فهذا يعني أنّ أيّ إنسان خير من أيّ بهيمة. فـ «أل» في «البهيمة» جعلت المراد أيّ نوع من أنواع البهائم ، وكذلك «أل» في الإنسان.

الاستفال :

هو ، في القراءة والتجويد ، انحطاط اللسان من الحنك إلى قعر الفم. وحروف الاستفال هي جميع الحروف الهجائيّة ما عدا أحرف الاستعلاء. انظر : الاستعلاء.

الاستفتاح :

هو ابتداء الجملة بأحد حرفي الاستفتاح : «ألا» و «أما» ، نحو : «ألا إنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة». وغاية استخدام حرف الاستفتاح تنبيه السّامع إلى ما سيقوله المتكلّم.

استفعال :

مصدر «استفعل». راجع : استفعل.

استفعل :

أحد أوزان الفعل الماضي الثّلاثي المزيد فيه ثلاثة أحرف ، ومن معانيه :

١ ـ الطلب الحقيقيّ ، نحو : «استرحمت الله» ، (أي : طلبت إليه الرحمة) ، أو المجازيّ ، نحو : «استنبتّ الأرض» ، فمحاولة إخراج النبات من الأرض نوع من الطلب المجازيّ.

٢ ـ الصّيرورة الحقيقيّة ، نحو : «استحجر الطين» ، (أي : صار حجرا) ، أو المجازيّة ، نحو : «استأسد الجنديّ» (أي : صار كالأسد في شجاعته وقوّته).

٣ ـ المطاوعة ، نحو : «أرحت المريض فاستراح».

٤ ـ التكلّف ، نحو : «استجرأ» ، أي : تكلّف الجرأة.

٥ ـ وجدان المفعول على صفة ، نحو : «استعظمت الجهاد واستحسنته» ، أي : وجدت الجهاد عظيما حسنا.

٦ ـ معنى الفعل المجرّد ، نحو : «استقرّ» ، بمعنى : قرّ.

ومصدر «استفعل» هو «استفعال» ،

٥٠

نحو : «استعلم استعلاما ، واسترحم استرحاما». أمّا إذا كانت عينه حرف علّة ، فإنها تحذف ويعوّض عنها بالتاء في آخر المصدر ، نحو : «استراح ، استراحة ،» الأصل : «استرواح» : حذفت الواو وعوّض عنها بالكسرة.

الاستفهام :

هو طلب معرفة اسم الشيء ، أو حقيقته ، أو عدده ، أو صفة لاحقة به. وأسماء الاستفهام هي : من ، منذا ، ماذا ، متى ، أيّان ، أين ، كيف ، أنّى ، كم ، أيّ. وحرفا الاستفهام هما : الهمزة ، و «هل». (انظر كلّا في مادته).

وجميع أدوات الاستفهام لطلب التصوّر (أي : إدراك المفرد ، ويكون الجواب بالتعيين ، نحو : «كيف صحّتك؟» ـ جيّدة) ، إلّا «هل» فإنها لطلب التصديق (أي : طلب إدراك النسبة ، ويكون الجواب بـ «نعم» ، أو «لا» ، نحو : «هل نجحت؟» ـ نعم). أمّا الهمزة ، فتأتي للتصوّر والتصديق (انظر : أ).

وجميع أدوات الاستفهام مبنيّة ما عدا «أيّ» ، فهي معربة. ولها حقّ الصدارة في الجملة ، فلا يسبقها إلّا حرف جرّ ، نحو : «بمن تفكّر؟» ، أو مضاف ، نحو : «سيارة من هذه؟».

قد يخرج الاستفهام عن معناه الأصليّ (أي قصد السؤال عن أمر وطلب الجواب عنه) إلى معان أخرى ، منها :

ـ النفي ، نحو : (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ؟).

ـ التعجّب ، نحو قول المتنبّي :

أبنت الدهر! عندي كلّ بنت

فكيف وصلت أنت من الزّحام؟

 ـ التقرير ، أي حمل المخاطب على الإقرار بما يعرفه ، على أن يكون المقرّر تاليا لهمزة الاستفهام ، نحو : «أأنت الذي سرق البيت»؟ إذا أردت أن تقرّره بأنه السارق ، ونحو : «أشعرا نظمت؟» إذا أردت أن تقرّره بأن منظومه شعر.

ـ التحقير ، نحو قول الشاعر :

أيشتمنا عبد الأراقم ضلّة؟

فماذا الذي تجدي عليك الأراقم؟

 ـ الاستبعاد ، نحو : «أين شرق الأرض من أندلس»؟ ونحو : «أين أنا من الجبناء».

ـ الإنكار ، وهنا يجب أن يقع المنكر بعد همزة الاستفهام ، نحو : «أتأكل في وقت الصّوم؟». ونحو : أتقود سيارتك بهذه السرعة؟». راجع : الإنكار.

ـ التسوية ، وتأتي الهمزة للتسوية المصرّح بها نحو قول المتنبّي :

٥١

ولست أبالي بعد إدراكي العلا

أكان تراثا ما تناولت أم كسبا؟

 ـ النهي ، نحو قول الشاعر :

أتقول : أفّ للّتي

حملتك ثمّ رعتك دهرا؟

أي لا تقل : أفّ لأمّك.

ـ العرض ، وهو طلب الشيء برفق ولين ، نحو قول الشاعر :

ألا تقول لمن لا زال منتظرا

منك الجواب كلاما يبعث الأملا؟

 ـ التحضيض ، وهو طلب الشيء بحثّ ، نحو : «ألا تواظب على الحضور إلى المدرسة؟».

ـ الاستبطاء ، نحو قول الشاعر :

حتّى متى أنت في لهو وفي لعب

والموت نحوك يهوي فاتحا فاه

الاستقبال :

هو دلالة الجملة على معنى المستقبل ، ويكون :.

١ ـ بأحد حرفي الاستقبال : السين ، وسوف ، نحو : «سأزورك».

٢ ـ بأحد نواصب المضارع ، أو بلام الأمر ، أو بـ «لا» الناهية ، أو بـ «إن» و «إذما» الجازمتين ، أو بفعل الأمر ، نحو : «لن أكذب».

٣ ـ بقرينة في الكلام تدلّ على المستقبل ، نحو : «أزورك غدا» (كلمة «غدا» دلّت على المستقبل).

استنادا :

تعرب في نحو : «استنادا إلى ما تقدّم ...» مفعولا مطلقا لفعل محذوف تقديره : استند ، منصوبا بالفتحة ، أو حالا منصوبة بالفتحة ، أو مفعولا له منصوبا بالفتحة.

الاستنطاء :

هو النطق بالعين الساكنة نونا إذا جاورت الطاء ، نحو : «أنطيناك» في «أعطيناك». وكان الاستنطاء شائعا في اللهجة الحميريّة.

راجع : اللهجات العربيّة.

الاستواء :

هو اطراد المذكّر والمؤنّث في أوزان ، منها :

ـ فعول بمعنى : فاعل ، نحو : صبور ، شكور ، غيور. تقول : رجل صبور وامرأة صبور. وذلك فيما إذا عرّفت به الموصوف ، فإن لم تعرّف ، وجب التفريق بالتاء ، نحو : «شاهدت رحوما ورحومة» ، وقد أجاز مجمع اللغة العربيّة في القاهرة إلحاق التاء بوزن «فعول» الذي بمعنى «فاعل» كما أجاز جمعه

٥٢

جمع مذكر سالما ، نحو : «جاءت امرأة صبورة» ، و «جاء رجال صبورون».

ـ فعيل بمعنى مفعول ، نحو : قتيل ، جريح ، ذبيح. تقول : رجل قتيل وامرأة قتيل. وذلك فيما إذا عرّف به الموصوف ؛ فإن لم يعرّف ، وجب التفريق بالتاء ، نحو : «شاهدت قتيلا وقتيلة».

ـ مفعال ، نحو : معطار (كثير العطر والتطيّب). تقول : رجل معطار وامرأة معطار والتفريق بالتاء واجب إذا لم يعرّف به الموصوف ، نحو «شاهدت معطارا ومعطارة».

ـ مفعيل ، نحو : معطير (كثير العطر).

ـ فعّالة ، نحو : رجل فهّامة وامرأة فهّامة.

ـ مفعل من الصّفات ، نحو : مقول (الحسن القول).

ـ فعل بمعنى مفعول ، نحو : ذبح ،

أسفل :

لفظ له أحكام «بعد» ، وإعرابها. راجع : بعد.

الاسم :

١ ـ تعريفه : هو ما دلّ بذاته على شيء محسوس ، نحو : «رجل ، عصفور» ، أو غير محسوس يعرف بالعقل ، نحو : «شجاعة شرف». وهو ، في الحالتين ، غير مقترن بزمن.

٢ ـ علاماته : أهم علامات الاسم ما يلي :

أ ـ قبوله الجرّ ، سواء كان الجرّ بالإضافة ، أو بحرف الجرّ ، نحو الآية : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ). (الفاتحة : ١)

ب ـ التنوين ، نحو : «شاهدت طالبا مجتهدا».

ج ـ قبوله النّداء ، نحو : «يا سمير».

د ـ دخول «أل» غير الموصولة عليه (١) ، نحو «الولد ، الفارس ، الشجاعة».

ه ـ قبوله الإسناد ، أي قبوله أن يكون متحدّثا عنه ، نحو : «المعلّم في بيتنا» («المعلّم» هو المسند إليه ، أو موضوع الكلام ، أو المتحدّث عنه).

و ـ قبوله الجمع ، نحو : «رجل ، رجال ـ معلم ، معلمون».

ز ـ قبوله التصغير ، نحو : «كتاب كتيّب ، رجل رجيل».

ح ـ كون لفظه موافقا لوزن اسم آخر ، لا خلاف في اسميّته ، نحو : «نزال». (اسم فعل بمعنى : انزل) ، فإنه موافق في اللفظ

__________________

(١) أمّا «أل» الموصولة ، فقد تدخل على الفعل المضارع ، نحو قول الفرزدق :

ما أنت بالحكم الترضى حكومته

ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل

أي : ما أنت بالحكم الذي ترضى حكومته.

٥٣

لوزن «حذام» (اسم امرأة) ، وهو وزن لا خلاف في أنه مقصور على الأسماء.

٩ ـ قبوله أن يكون مضافا ، نحو : «معلّم الصفّ حضر».

١٠ ـ قبوله أن يبدل منه اسم صريح ، نحو : «كيف سمير أمجتهد أم كسول؟ فكلمة «مجتهد» اسم واضح الاسميّة ، وهي بدل من كلمة «كيف» ، فكلمة «كيف» ، بالتالي ، اسم ، لأن الأغلب في البدل والمبدل منه أن يتّحدا معا في الاسميّة والفعليّة.

والجدير بالملاحظة أنّ هذه العلامات لا تصلح مجتمعة لجميع أنواع الأسماء ، فبعضها قد يصلح لبعض الأسماء دون بعضها الآخر.

فالجرّ مثلا يصلح علامة ظاهرة للكثير من الأسماء ، ولكنّه لا يصلح لضمائر الرفع ، كالتاء في «نجحت» ، ولا لبعض الظروف مثل «قطّ» ، و «عوض». والتنوين أيضا يصلح لكثير من الأسماء المعربة المنصرفة ، ولكنه لا يصلح لكثير من المبنيّات نحو : هذا ... الخ.

٣ ـ أقسامه : ينقسم الاسم ، بحسب معيار التقسيم ، إلى أقسام ، فمنه الموصوف والصفة ، والمذكّر والمؤنث ، والمقصور والممدود والمنقوص ، واسم العلم واسم الجنس ، والظاهر والمضمر والمبهم ، والمعرفة والنكرة ... انظر كلّا في مادته.

٤ ـ صيغه : للاسم الثلاثيّ المجرّد عشرة أوزان ، وهي : فعل ، نحو : «بحر» ؛ وفعل ، نحو : «فرس» ؛ وفعل ، نحو «كتف» ؛ وفعل ، نحو : «عضد» ؛ وفعل ، نحو «عنب» ؛ وفعل ، نحو «إبل» ؛ وفعل ، نحو : «قفل» ، وفعل ، نحو : «صرد». أما أوزان الاسم الثلاثيّ المزيد فمن الصعوبة حصرها ، وأمّا صيغ الاسم الرباعي المجرّد ، فأشهرها : فعلل ، نحو : «جعفر» ؛ وفعلل ، نحو : «زبرج» ؛ وفعلل ، نحو : «برثن» ؛ وفعلل ، نحو : «درهم» ؛ وفعلل ، نحو : «ممطر».

٥ ـ ملحوظة : المراد بكلمة «الاسم» في باب جمع التكسير والممنوع من الصّرف ما ليس بوصف.

اسم الإشارة :

١ ـ تعريفه : هو «اسم يعيّن مدلوله تعيينا مقرونا بإشارة حسيّة إليه». وأسماء الإشارة تنقسم ، عند جمهور النحاة ، إلى ثلاثة مراتب : القريب ، والمتوسط البعد ، والبعيد. ومنهم من يقسّمها إلى مرتبتين : للقريب والبعيد ، جاعلا ما فيه كاف الخطاب للبعيد ، وتقسيمه هو الأصح بنظرنا. وأسماء الإشارة ، عند الجمهور ، ينتظمها الجدول الذي في الصفحة التالية :

٢ ـ بناء ضمائر الإشارة : تعتبر أسماء

٥٤

الإشارة من الكلمات المبنيّة لفظا والمعربة محلّا ، أي إنّ حركات أواخرها لا تتغيّر باختلاف وظائفها النحويّة. واختلف النحاة في إعراب صيغة مثنّى الإشارة : ذان ، وتان ، فقال بعضهم إنها مبنيّة في حالة الرفع على الألف ، وفي حالتي النصب والجر على الياء ، ورأى بعضهم الآخر أنها معربة كالمثنّى : ترفع بالألف ، وتنصب وتجر بالياء. والأصح اعتبارها من الملحقات بالمثنّى ، فتعرب إعرابه.

٣ ـ وظائفها النحويّة : تقع أسماء الإشارة موقع الأسماء المعربة ، فتأخذ وظائفها النحويّة ، وأهم هذه الوظائف ما يلي :

أ ـ في النداء : تستخدم أسماء الإشارة وصلة لنداء الاسم المقترن بـ «أل» (١) ، نحو :

__________________

(١) فهي تشبه «أي» الوصلة في النداء ، ولكن لا تلزمها «ها» التنبيه ، كما تلزم «أي».

٥٥

«يا هذا القادم» (١) ، ويجوز حذف وصفها ، نحو : «يا هذا» ، ولا يجوز نداء ضمائر الإشارة المتّصلة بالكاف ، لأنك إذا قلت : «يا ذاك» ، يكون المنادى غير ممّن له الخطاب ، ولا ينادى من ليس بمخاطب. ومنع بعض النحاة حذف حرف النداء في الإشارة ، وجوّزه بعضهم استنادا إلى بعض الشواهد ، ومنها الآية : (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ) (البقرة : ٨٥) ، أي : يا هؤلاء.

ب ـ في النعت : يشترط النحاة في النعت أن يكون مشتقّا ، لكنهم أوّلوا ما هو غير مشتق ، ومنه أسماء الإشارة ، بالمشتق ، نحو : «مررت بزيد هذا» ، أي : بزيد المشار إليه. ولمّا كان شرط النعت ألّا يكون أعرف من المنعوت ، أو مساويا له على الأقل ، لم تقع أسماء الإشارة نعتا إلّا للعلم وللمضاف إلى المضمر.

وتوصف أسماء الإشارة لما فيها من الإبهام ، ويكون وصفها معرّفا بـ «أل» ، وهذا الوصف إمّا جامد ، نحو : «هذا الرجل جميل» ، وإما مشتق ، نحو : «هذا الطالب مجتهد» ، وإمّا اسم موصول ، نحو : «هذا الذي نجح».

وجمهور النحاة يرى أن وصف اسم الإشارة يجب أن يكون مشتقا ، وإلا اعتبر بدلا أو عطف بيان. ويجب في النعت أن يتطابق مع اسم الإشارة في الإفراد والتذكير وفروعهما ، وألّا يفصل عنه مطلقا ، وألّا يقطع عنه في الإعراب.

وإذا كان اسم الإشارة لغير الواحد ، لم يجز ، في نعته المتعدّد ، التفريق ، لأن نعته لا يكون مختلفا عنه في المطابقة اللّفظيّة ، فلا يصح : «مررت بهذين الطويل والقصير» على اعتبارهما نعتين ، أمّا على اعتبارهما بدلا أو عطف بيان ، فيصحّ.

وأمّا أسماء الإشارة المكانيّة : هنا ، ثمّ ، ثمّت .. فظروف مكان لا تقع بنفسها نعتا ، ولكنها تتعلّق بمحذوف يكون هو النعت ، وذلك في نحو : «جاء الطلاب إلى معلم هنا».

٤ ـ باقي وظائفها النحويّة : تستخدم أسماء الإشارة في كل المواقع من رفع ونصب وجرّ ، إلّا أنها لا تقع مضافة إلى غيرها ، وفي الصفحة التالية جدول يمثّل هذه المواقع :

٥ ـ الإخبار عن الضمير الداخلة عليه «ها» التنبيه بغير الإشارة : من المعروف في إعراب التركيب «ها أنا ذا» ، أنّ «أنا» فيه تعرب مبتدأ ، و «ذا» خبره. وقد خطّأ بعضهم من يخبر عن الضمير بغير الإشارة ، فيقول : «ها أنا أفعل كذا» ، لكنّ أحد الباحثين المعاصرين أورد أربعين شاهدا من

__________________

(١) بنصب «القادم» تبعا لمحلّ «هذا» ، والرفع تبعا للضمّ المقدّر على «هذا».

٥٦

الشعر والنثر عن جواز الإخبار بغير اسم الإشارة عن الضمير المسبوق بأداة التنبيه (١). وقد جوّز مجمع اللغة العربيّة في

__________________

(١) محمد شوقي أمين : تحقيق القول في «ها أنا» ، ـ ـ و «ها أنذا». مجلة مجمع اللغة العربية في القاهرة ، ج ٢٨ ، سنة ١٩٧١.

٥٧

القاهرة ذلك.

٦ ـ مراتب أسماء الإشارة : لأسماء الإشارة ثلاث مراتب (١) : قريبة ومتوسطة وبعيدة. فالمجرّد من الكاف (ذا ، ذاء ، ذاء ، ذاؤه ، ذي ، تي ، تا ، ذه ، ذه ، ذهي ، ذان ، ذين ، تان ، تين ، أولى ، أولاء) للقريب ، والمتصل بالكاف (ذاك ، هذاك ، تاك ، تيك ، ذانك ، ذينك ، تانك ، تينك ، أولاك ، أولئك) للمتوسّط البعد ، والمتّصل بالكاف واللام ، أو بالكاف والنون المشدّدة (ذلك ، آلك ، تلك ، ذانّك ، تانّك ، أولالك) للبعيد.

٧ ـ تصغير أسماء الإشارة : تصغّر «ذا» على «ذيّا» ، و «تا» على «تيّا» ، و «أولا» على «أوليّا» ، و «أولاء» على «أوليّاء»

٨ ـ إلحاق «ها» التنبيه بأسماء الإشارة : لا تلحق «ها» التنبيه إلّا أسماء الإشارة التي للقريب ، أي المجرّدة من الكاف واللام (٢). وقد يفصل بينها وبين أسماء الإشارة بضمير الرفع المنفصل ، فيقال : ها أنا ذا (٣) ، ها نحن ذان ، ها نحن تان ، ها نحن أولاء ... وقد يفصل بين «ها» واسم الإشارة بغير الضمير كالكاف ، وهو كثير ، نحو : هكذا ، ولفظ الجلالة ، نحو : «ها الله ذا» (٤) ، وواو العطف كقول لبيد :

ونحن اقتسمنا المال نصفين بيننا

فقلت لهم هذا لها ها وذا ليا

أي : وهذا لي ، والقسم ، نحو : «ها لعمر الله ذا قسمي» :

٩ ـ تتصل كاف الخطاب ، وهي حرف مبني لا محل له من الإعراب ، بأسماء الإشارة للدلالة على الخطاب ، وتتصرّف للدلالة على أحوال المخاطب من كونه مذكّرا ، أو مؤنّثا ، مفردا أو مثنّى أو جمعا ، وإليك جدولا بتصريفها :

__________________

(١) وبعضهم يرى أنّ لها مرتبتين فقط : قريبة وبعيدة ، فالمجرّد من اللام والكاف للقريب ، والمقترن بهما أو بالكاف وحدها للبعيد.

(٢) وقد ندر إلحاقها بـ «ذاك» و «أوليّاء».

(٣) يجوز هنا إثبات ألف «ها» وحذفها ، كذلك في «ها ـ ـ أنت ذا» و «ها أنت ذا» و «ها الله ذا».

(٤) يجوز حذف ألف «ها» وإثباتها ، كما يجوز وصل ألف «الله» وقطعها.

٥٨

اسم الآلة :

١ ـ تعريفه : هو اسم يصاغ للدلالة على آلة الفعل ، نحو : مبرد ، منشار.

٢ ـ أوزانه : لاسم الآلة سبعة أوزان قياسيّة ، وهي :

ـ مفعال (١) ، نحو : مزمار ، منشار.

__________________

(١) هذه الصّيغة مشتركة بين اسم الآلة و «صيغة المبالغة» ، والتفرقة بينهما تكون بإحدى القرائن اللفظيّة أو المعنويّة ، فكلمة «مذياع» مثلا في قولك : «اشتريت مذياعا» هي اسم آلة ، وهي في قولك : «زيد رجل مذياع» ـ ـ صيغة مبالغة من «ذاع» ، بمعنى أن «زيد» يتكلّم كثيرا في الإذاعة.

٥٩

ـ مفعل ، نحو : مصعد ، مبرد ، مقصّ.

ـ مفعلة ، نحو : ملعقة ، مسطرة ، مبراة.

ـ فاعلة ، نحو : ساقية.

ـ فاعول ، نحو : ساطور.

ـ فعّالة ، نحو : كسّارة ، ثلّاجة.

ـ فعّال ، نحو : إرّاث (ما تؤرّث (أي : توقد) به النار)

وهناك أسماء آلة جاءت على غير هذه الأوزان شذوذا ، نحو : منخل ، المدهن (آلة الدهن) ، المكحلة (الأداة التي تستخدم للكحل). ويجوز في هذه الأسماء اشتقاق صيغة قياسيّة من مصدر أفعالها الثلاثيّة تؤدّي معناها ومهمّتها ، بحيث تأتي الصّيغ الجديدة على وزن «مفعل» ، أو «مفعلة» ، أو «مفعال» ... الخ ، فنقول في أداة النخل : منخال ، منخل ، منخلة ، ناخلة ، ناخول ، نخّالة. وهكذا في «المدهن» ، إلّا أنّه يستحسن الاقتصار على ما هو مسموع.

٣ ـ اشتقاقه : يصاغ اسم الآلة من الفعل (١) الثلاثي المجرّد المتعدّي ، نحو : «ملقط» من «لقط» ، أو من الفعل الثلاثي المجرّد اللازم ، نحو : «مدخنة» من «دخن» ، وقد يكون من الأسماء الجامدة ، نحو : سكّين ، قلم ، فأس ، قدّوم.

٤ ـ حكمه : لا يعمل اسم الآلة عمل فعله ، فهو لا يرفع فاعلا أو نائب فاعل ، ولا ينصب مفعولا أو غيره ، وكذلك اسم المكان واسم الزمان ومصدر المرّة.

اسم التفضيل :

١ ـ تعريفه : هو اسم مشتق على وزن «أفعل» ، يدلّ غالبا (٢) على أنّ شيئين اشتركا في معنى ، وزاد أحدهما على الآخر في هذا المعنى ، نحو : «سمير أجمل من زيد». فـ «سمير» المفضّل ، و «زيد» المفضول أو المفضّل عليه.

٢ ـ وزنه : لاسم التفضيل وزن واحد هو «أفعل» ، ومؤنّثه «فعلى» ، نحو : «أصغر ، وصغرى». وقد حذفت الهمزة في «خير ، حبّ ، شرّ» وأصلها : أخير ، أحبّ ، أشرّ ، ويجوز استعمال هذا الأصل.

٣ ـ صوغه : يصاغ اسم التفضيل من مصدر الفعل الذي يراد التفضيل في معناه ، على وزن «أفعل» بشرط أن يكون هذا الفعل ثلاثيّا ، متصرّفا ، تامّا ، مبنيّا للمعلوم ،

__________________

(١) أو من المصدر على اختلاف في ذلك بين البصريّين والكوفيّين.

(٢) قد يستعمل اسم التفضيل عاريا من معنى التفضيل ، نحو : «أكرمت القوم أصغرهم وأكبرهم» ، أي : صغيرهم وكبيرهم.

٦٠