موسوعة النحو والصرف والإعراب

موسوعة النحو والصرف والإعراب

المؤلف:


الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٢٢

«مررت بالطالبات عامّتهن» (١) («عامتهن» : توكيد مجرور بالكسرة ...).

٢ ـ حالا (بمعنى : مجتمعين) منصوبة بالفتحة الظاهرة ، وذلك إذا نكّرت وأتت بعد جمع ، نحو : «جاء الطلاب عامّة».

٣ ـ مفعولا مطلقا إذا أضيفت إلى مصدر الفعل ، نحو : «اجتهدت عامّة الاجتهاد».

٤ ـ حسب موقعها في الجملة ، وذلك في غير المواضع السابقة ، نحو : «هؤلاء عامّة الطلاب» («عامّة» : خبر مرفوع بالضمّة الظاهرة) ، ونحو : «كافأت عامّة المجتهدين» («عامّة» : مفعول به منصوب بالفتحة).

العامل :

١ ـ تعريفه : هو ما يؤثّر في اللّفظ ، فيجعله منصوبا ، أو مرفوعا ، أو مجرورا ، أو مجزوما.

٢ ـ أنواعه : العوامل ، من حيث أصالتها وعدمها ، ثلاثة أقسام :

أ ـ أصليّة لا يمكن الاستغناء عنها ، كأحرف النصب ، والجزم ، وبعض حروف الجرّ ، والأفعال ...

ب ـ زائدة وهي التي يمكن الاستغناء عنها من غير أن يترتّب غالبا على حذفها فساد المعنى المقصود ، كبعض حروف الجرّ الزائدة ، مثل الباء و «من» وغيرهما من باقي الحروف التي لا تجيء بمعنى جديد ، وإنّما تزاد لمجرّد تقوية المعنى ، وتوكيده.

ج ـ شبيهة بالزائدة ، وتنحصر في بعض حروف الجرّ التي تؤدّي معاني جديدة ، دون أن تحتاج مع مجرورها إلى متعلّق ، انظر : الجر ، الرقم ٤ و ٨.

وتنقسم ، من حيث ظهورها في النطق وعدمه ، قسمين :

أ ـ لفظيّة ، وهي التي تظهر في النطق والكتابة ، كالعوامل السابقة.

ب ـ معنويّة ، وهي التي تدرك بالعقل دون أن تلفظ أو تكتب ، ومنها «الابتداء» الذي يرفع به المبتدأ ، والتجرّد من النواصب والجوازم الذي يرفع به الفعل المضارع.

والحق أن هذه العوامل ليست هي التي ترفع ، أو تنصب ، أو تجرّ ، وإنّما الذي يفعل ذلك هو المتكلّم دون غيره ، لكنّ النحاة نسبوا إليها الرفع والنصب والجزم والجرّ ، لأنها المرشدة إلى حركات الإعراب.

عاملا التنازع :

انظر : التنازع (٢).

__________________

(١) لا حظ أنّ الضمير اللّاحق «عامّة» يطابق المؤكّد.

٤٤١

عاه :

اسم صوت لزجر الإبل مبني على الكسر لا محلّ له من الإعراب.

عباديد :

بمعنى : أباديد ، وتعرب إعرابها. انظر : أباديد.

العبارة :

كلمتان أو أكثر تترابط فيما بينها حسب قواعد اللغة ، تتضمّن معنى معيّنا ، أو هي الكلام الذي يبيّن ما في النفس من معان.

عبثا :

تعرب مفعولا مطلقا (١) ، لفعل محذوف تقديره : عبث ، منصوبا بالفتحة الظاهرة ، في نحو : «حاول العدوّ عبثا إذلال وطني».

عتمة :

تعرب إعراب «أسبوع». راجع : أسبوع.

عجبا :

تعرب مفعولا مطلقا لفعل محذوف تقديره : أعجب ، منصوب بالفتحة الظاهرة.

عدّ :

تأتي :

١ ـ فعلا من أفعال الظنّ ، تفيد في الخبر رجحانا ، وهي تامّة التصريف ، وتنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر ، نحو : «عدّ المعلّم زيدا ناجحا» ، ونحو قول النعمان بن بشير :

فلا تعدد المولى شريكك في الغنى

ولكنّما المولى شريكك في العدم.

٢ ـ فعلا بمعنى «حسب» و «أحصى» ، ينصب مفعولا به واحدا ، نحو : «عددت دراهمي».

عدا :

تأتي :

١ ـ فعلا ماضيا غير متصرّف ، ينصب مستثنى بعده ، ويكون فاعله ضميرا مستترا وجوبا على خلاف الأصل يعود على مصدر الفعل المتقدّم عليه ، فإذا قلت : «نجح الطلّاب عدا زيدا» ، يعنى : عدا نجاحهم زيدا.

٢ ـ حرف جرّ مبنيا على السكون لا

__________________

(١) وتستطيع إعرابها حالا منصوبة بالفتحة ، بمعنى : فاشلا أو خائبا ...

٤٤٢

محل له من الإعراب ، وذلك إذا لم تتقدّمها «ما» المصدريّة ، نحو : «نجح الطلاب عدا زيد». ويلاحظ أنّنا نستطيع في هذه الحالة اعتبار «عدا» فعلا ماضيا غير متصرّف ، فننصب الاسم بعدها على أنه مستثنى ، كما في وجهها الأوّل الذي ذكرناه.

٣ ـ فعلا ماضيا وجوبا (١) ، وذلك إذا تقدّمتها «ما» المصدريّة ، نحو : «نجح الطلاب ما عدا زيدا» («زيدا» : مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة) ، ونحو قول الشاعر :

تملّ النّدامى ما عداني فإنّني

بكلّ الذي يهوى نديمي مولع

وتؤوّل «ما» مع ما بعدها بحال منصوبة أو بظرف منصوب ، فإذا قلت : «حضر الناس ما عدا زيدا» يكون التأويل : حضر الناس مجاوزين زيدا ، أو : حضر الناس وقت مجاوزتهم زيدا.

٤ ـ فعلا ماضيا متصرّفا تاما بمعنى : ركض ، مضارعه : يعدو ، نحو : «عدا زيد في الملعب» («زيد» : فاعل «عدا» مرفوع بالضمّة الظاهرة).

العدد

١ ـ تعريفه : هو ما دلّ على رقم المعدود.

٢ ـ نوعاه : العدد نوعان : أصليّ وترتيبيّ. والعدد الأصليّ هو ما دلّ على كميّة الأشياء المعدودة ، أمّا العدد الترتيبيّ ، فهو ما دل على رتب الأشياء. ومثال الأوّل : تسعة ، خمسة عشر ، تسعون ، ثلاثة وعشرون ، ومثال الثاني : الرابع ، الخامس عشر ، العشرون ، الخامس والثلاثون.

٣ ـ أنواع العدد الأصليّ : العدد الأصليّ أربعة أنواع : مفرد ، ويشمل الأعداد من الواحد إلى العشرة مع المئة والألف وأمثالهما كالمليون والمليار ... ، مركّب ، ويشمل الأعداد من أحد عشر إلى تسعة عشر ، عقود ، وهي : عشرون ، ثلاثون ... تسعون ، ومعطوف من واحد وعشرين إلى تسعة وتسعين.

٤ ـ حكم العددين : واحد واثنين : هذان العددان يذكّران مع المذكّر ويؤنّثان مع المؤنّث ، فتقول : «رجل واحد ، وامرأة واحدة ، ورجلان اثنان وامرأتان اثنتان (٢).

__________________

(١) يختلف هذا الوجه من الإعراب عن الوجه الأوّل في أنّ «عدا» هنا لا تكون إلا فعلا غير متصرّف. أما في الوجه الأول ، أي إذا لم تتقدّمها «ما» ، فيجوز اعتبارها فعلا ينصب المستثنى بعده ، ويجوز اعتبارها حرف جرّ يجر الاسم بعده ، كما أوضحنا في الوجه الثاني.

(٢) العدد اثنان يعرب إعراب المثنى ، فيرفع بالألف وينصب ويجر بالياء ، نحو : «مرّ رجلان اثنان بامرأتين اثنتين».

٤٤٣

٥ ـ حكم العدد المفرد من ثلاثة إلى عشرة (١) : يؤنّث هذا العدد مع المعدود المذكّر ، ويذكّر مع المعدود المؤنّث فتقول : «ثلاثة كتب وثلاث ورقات ، وثمانية (٢) رجال ، وخمسة حمّامات» (٣). ويكون الاسم بعد العدد المفرد مجرورا بالإضافة.

٦ ـ حكم المئة (٤) والألف ، والمليون ، والمليار : هذه الأعداد تبقى بلفظ واحد مع المذكّر والمؤنّث ، ويكون تمييزها مفردا مجرورا (٥) ، نحو : «اشتريت ألف كتاب ومئة دفتر ومليون قلم ومليار ورقة».

٧ ـ ملاحظات حول العدد المفرد وتمييزه : أ ـ إن شرط تأنيث العدد مع المذكّر ، وتذكيره مع المؤنّث ، هو تقدّمه على معدوده ، أمّا إذا تأخّر عنه ، فيجوز الوجهان ، نحو : «شاهدت تلميذات ثلاثا أو ثلاثة» ، لكنّ مراعاة القاعدة أفضل.

ب ـ إذا ميّز العدد المفرد بتمييزين أحدهما مذكّر والآخر مؤنّث ، روعي في تأنيث العدد وتذكيره السابق منهما ، نحو : «شاهدت ستة طلاب وطالبات ، وسبع فتيات وفتيان».

ج ـ إذا كان العلم المذكّر مؤنّث اللّفظ ، جاز تذكير العدد وتأنيثه ، فتقول : «جاء ثلاث حمزات ، أو ثلاثة حمزات». ومن الأفضل مراعاة اللفظ وتذكير العدد.

__________________

(١) إن شين «عشرة» تكون مفتوحة في المفرد ، وساكنة أو مفتوحة أو مكسورة في المركّب ، أمّا شين «عشر» فهي ساكنة في المفرد ، ومفتوحة في المركّب.

(٢) إذا كان العدد «ثمان» مؤنّثا ، لزمته الياء والتاء في كل أحواله ، وأعرب إعراب الأسماء الصحيحة ، فتقول : «جاء ثمانية رجال ، ورأيت ثمانية أولاد ، ومررت بثمانية شيوخ». أمّا إذا كان مذكّرا مضافا إلى تمييزه ، فإنّنا نثبت الياء في آخره ، ونحذف التاء ، ونعربه إعراب الاسم المنقوص ، أي بالفتحة الظاهرة على الياء في آخره إذا كان منصوبا ، وبضمة وكسرة مقدّرتين على الياء في آخره إذا كان مرفوعا أو مجرورا ، نحو : «جاء ثماني فتيات ، شاهدت ثماني مدارس ، مررت بثماني فتيات». وأمّا إذا كان مذكّرا غير مضاف ، فيعرب إعراب المنقوص أيضا ، أي إننا نحذف ياءه في حالتي الرفع والجر ، نحو : «جاء من النساء ثمان ، ورأيت من النساء ثماني ، ومررت من الفتيات بثمان».

(٣) إن الحكم على العدد بالتأنيث أو التذكير لا يكون بمراعاة لفظ المعدود إذا كان هذا المعدود جمعا ، وإنما يكون بالرجوع إلى مفرده ، لذلك قلنا : «خمسة حمّامات» بتأنيث العدد «خمسة» مع أن المعدود (حمّامات) مؤنّث ، وذلك لأن مفرد المعدود ، وهو : «حمّام» مذكّر.

(٤) كانت «المئة» تكتب قديما بالألف «مائة» لتمييزها ـ ـ من «منه» ، أمّا الآن فقد أمن الالتباس بفعل الضوابط الكتابيّة ، لذلك من الأفضل مراعاة النطق والاختصار وكتباتها هكذا : مئة.

(٥) من القليل تمييز «المئة» بمفرد منصوب ، كقول الشاعر :

إذا عاش الفتى مئتين عاما

فقد ذهب اللذاذة والفتاء

كذلك من القليل تمييزها بجمع مجرور ، ومنه الآية (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) (الكهف : ٢٥).

٤٤٤

د ـ إذا كان المعدود مما يذكّر ويؤنّث ، جاز تذكير العدد وتأنيثه ، فتقول : «شاهدت ثلاثة من البقر ، أو ثلاثا من البقر».

ه ـ إذا كان المعدود اسم جنس ، مثل «قوم» ، «رهط» ، أو اسم جنس جمعيّ ، مثل «بط» ، «نخل» ، وجب مراعاة الصّيغة مباشرة وما هما عليه من تذكير أو تأنيث أو صلاح للأمرين. وقد اصطلح على تأنيث العدد مع «قوم» و «رهط» (نحو : أربعة من القوم ، سبعة من الرهط) وعلى تذكيره وتأنيثه مع «البط» و «النخل» ، نحو : «خمس من البط أو خمسة من البط ، ست من النخل وستة من النخل».

و ـ إذا كان المعدود اسم جمع أو اسم جنس جمعيّ ، فالغالب جرّه بـ «من» ، نحو : «ثلاثة من الجيش كوفئوا» ، أما الجرّ بالإضافة فقليل ، ومنه الآية : (وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ) (النمل : ٤٨).

٨ ـ حكم العدد المركّب (من أحد عشر إلى تسعة عشر) : الجزء الأوّل من العدد المركّب ، ويدعى «الصدر» يؤنّث مع المذكّر ويذكّر مع المؤنّث ، أمّا الجزء الثاني ، ويدعى «العجز» ، فيذكّر مع المذكّر ، ويؤنّث مع المؤنّث ما عدا أحد عشر واثني عشر ، فإن الجزءين منهما يذكّران مع المذكّر ، ويؤنّثان مع المؤنّث ، نحو : «أحد عشر معلّما ، إحدى عشرة معلّمة ، اثنا عشر قلما ، اثنتا عشرة ممحاة ، ثلاثة عشر رجلا ، ثماني عشرة امرأة».

٩ ـ إعراب العدد المركّب : يكون جزءا العدد المركّب مبنيّين على الفتح دائما في محلّ رفع ، أو في محلّ نصب ، أو في محل جرّ ، حسب موقع العدد من الإعراب ، ويستثنى من هذا الحكم اثنا عشر واثنتا عشرة ، فإن صدرهما يعرب إعراب المثنّى ، أي يرفع بالألف ، وينصب ويجرّ بالياء ؛ أما العجز فيبقى مبنيّا على الفتح ، نحو الآية : (إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ : يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً ...)(١) (يوسف : ٤) ، ونحو : «شاهدت اثنتى عشرة امرأة» (٢).

١٠ ـ حكم تمييز العدد المركّب ونعته : يكون تمييز العدد المركّب مفردا (٣) منصوبا على أنه تمييز ؛ أما نعت تمييز العدد المركّب ، فيجوز فيه الإفراد مراعاة للفظ المنعوت ، كما يجوز فيه أن يكون جمعا مراعاة

__________________

(١) «أحد عشر» اسم مبني على فتح الجزءين في محل نصب مفعول به. «كوكبا» تمييز منصوب بالفتحة.

(٢) «اثنتي» مفعول به منصوب بالياء لأنه ملحق بالمثنّى.

(٣) أما الآية (وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً) (الأعراف : ١٦٠) فكلمة «أسباطا» بدل من «اثنتي عشرة» والتمييز محذوف. والتقدير : اثنتي عشرة فرقة أسباطا. إذ لو كانت كلمة «أسباطا» تمييزا لذكّر العدد المركّب ، لأن «سبط» مذكّر.

٤٤٥

لمعناه ، نحو : «كافأت أربعة عشر تلميذا مجتهدا ـ أو مجتهدين».

١١ ـ إضافة العدد المركّب : يصحّ في العدد المركّب ـ ما عدا اثني عشر واثنتي عشرة ـ الاستغناء عن تمييزه ، وإضافته إلى شيء يستحقه ، نحو : «عندي خمسة عشر علي» (١).

١٢ ـ مميّز العقود من عشرين إلى تسعين وحكمها مع معدودها : إنّ المعدود مع العقود يكون مفردا منصوبا. أما العدد نفسه ، فيبقى بلفظ واحد مع المذكّر والمؤنّث ، ويعرب إعراب جمع المذكّر السالم ، أي يرفع بالواو ، وينصب ويجرّ بالياء ، نحو : «سافر عشرون رجلا وثلاثون امرأة» (٢) ونحو : «شاهدت أربعين صبيّا يمرّون بخمسين فتاة» (٣).

١٣ ـ مميّز العدد المعطوف وحكمه مع معدوده : إنّ تمييز العدد المعطوف (من واحد وعشرين إلى تسع وتسعين) ، يكون مفردا منصوبا. أما الجزء الأوّل من العدد المعطوف فيعطى حكم العدد المفرد من ثلاثة إلى عشرة ، أي يذكّر مع المؤنّث ، ويؤنّث مع المذكّر ، ويعرب بالحركات حسب موقعه في الجملة. أمّا الجزء الثاني منه ، فإنه يتبع الأوّل في الإعراب ، نحو : «جاء ثلاثة وعشرون ولدا» و «رأيت أربعا وخمسين امرأة».

١٤ ـ أنواع العدد الترتيبيّ : العدد الترتيبيّ أربعة أنواع :

أ ـ المفرد : من أوّل إلى عاشر ، يذكّر مع المذكّر ويؤنّث مع المؤنّث. نحو : التلميذ الأوّل ، والتلميذ الثاني ، الثالث ، الرابع ... الخ ، ونحو التلميذة الأولى ، والتلميذة الثانية ، الثالثة ، الرابعة ... الخ. أما إذا كان العدد والمعدود مجرّدين من «أل» التعريف ، وكان العدد مفردا سابقا للمعدود ، فإن العدد يذكّر مع المذكّر والمؤنّث معا ، نحو : أول معلمة ، أول معلم ... الخ.

ب ـ المركّب : من حادي عشر إلى تاسع عشر ، يذكّر مع المذكّر ويؤنّث مع المؤنّث ، نحو : «المعلم الحادي عشر ، المعلمة الرابعة عشرة ... الخ».

ج ـ العقود : من عشرين إلى تسعين

__________________

(١) الجزآن في العدد المركّب المضاف ، إما أن يبقى بناؤهما على الفتح ، كالمثل السابق ، وإما أن نعرب العجز ، نحو : «عندي خمسة عشر عليّ» وإما أن يعرب الأوّل ، فيضاف إلى الثاني ، نحو : «عندي خمسة عشر عليّ».

(٢) «عشرون» : فاعل «سافر» مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكّر السالم. «ثلاثون» : اسم معطوف مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكّر السالم.

(٣) «أربعين» : مفعول به منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكّر السالم. «خمسين» : اسم مجرور بالباء وعلامة جرّه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.

٤٤٦

وتتبعها المئة والألف والمليون والمليار ، تبقى بلفظ واحد مع المذكّر والمؤنّث ، نحو : «التلميذ العشرون ، التلميذة الخمسون ، الطالبة المئة ، الطالب المئة ، الرقم الألف ، الصفحة الألف ... الخ».

د ـ المعطوف : من حاد وعشرين إلى تاسع وتسعين يذكّر مع المذكّر ويؤنّث مع المؤنث ، نحو : الطالب الحادي والعشرون ، الطالبة الحادية والعشرون ، الرقم الرابع والعشرون ، الصفحة الخامسة والثلاثون ...».

وبكلمة مختصرة ، فإن العدد الترتيبي بأنواعه الأربعة يذكّر مع المعدود المذكّر ، ويؤنث مع المعدود المؤنث ، ما لم يكن مفردا مجرّدا مع معدوده من «أل» ، حيث يلازم في هذه الحالة التذكير.

١٥ ـ إعراب العدد الترتيبيّ : يعرب العدد الترتيبيّ نعتا لمعدوده إذا ذكر هذا المعدود ، نحو : «حضر الطالب العاشر والطالبة الحادية عشرة» («العاشر» : نعت مرفوع بالضمة الظاهرة. «الحادية عشرة» : عدد مركّب مبني على فتح الجزءين في محل رفع نعت «الطالبة») أمّا إذا لمّ يذكر المعدود ، فيعرب حسب العامل (موقعه في الجملة) ، نحو : «مررت بالثالث والرابع عشر» («الثالث» : اسم مجرور بالكسرة الظاهرة.

الواو حرف عطف مبني ... «الرابع عشر» : اسم معطوف مبني على فتح الجزءين في محل جر) ، ونحو : «جاءت الثالثة عشرة» («الثالثة عشرة» : عدد مركّب مبني على فتح الجزءين في محل رفع فاعل «جاءت»).

عدس :

اسم صوت لزجر البغل مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب. وقد يسمّى المزجور باسم صوت زجره ، كقول الشاعر :

إذا حملت بزّتي على عدس

على التي بين الحمار والفرس

فلا أبالي من غزا أو من جلس

(«عدس» : اسم مجرور بالكسرة المقدّرة منع ظهورها حركة الرّويّ).

العدل :

هو ، عند النحاة ، نقل الاسم من حالة لفظيّة إلى حالة لفظيّة أخرى مع بقاء معناه الأصليّ ، بشرط ألّا يكون النقل للقلب (نحو : «أيس» المقلوبة من «يئس») ، ولا للتخفيف (نحو : «فخذ» المخفّفة من «فخذ») ، ولا للإلحاق (نحو : «كوثر» المزيدة فيها الواو لإلحاقها بوزن «جعفر») ، ولا لإفادة معنى (نحو ، «نهير» تصغير «نهر»).

٤٤٧

وللعدل في اسم العلم وزنان :

١ ـ «فعل» معدولا عن «فاعل» ، نحو : «عمر ، زفر ، زحل ، ثقل ، جشم ، جمح ، قزح ، دلف ، عصم ، جحى ، بلع ، مضر ، هبل ، هذل ، قثم» ، المعدولة عن : عامر ، زافر ، زاحل ، ثاقل ...

٢ ـ «فعال» علما لأنثى معدولا عن فاعلة ، نحو : «حزام» و «رقاش» المعدولتين عن : حازمة وراقشة. ومثله : «يا خباث» و «يا كذاب» ، بمعنى : يا خبيثة ويا كاذبة.

وللعدل في الصّفات ثلاثة أوزان :

١ ـ «فعل» معدولا عن «فعلاوات» ، وذلك في أربعة ألفاظ تستعمل للتوكيد ، وهي : كتع ، بصع ، جمع ، وبتع ، المعدولة عن : كتعاوات ، بصعاوات ، جمعاوات ، وبتعاوات.

وهي تستعمل لتأكيد المؤنّث المعرفة.

٢ ـ «فعال» في الأعداد من واحد إلى عشرة : أحاد ، ثناء ، ثلاث ، رباع ... عشار ، وهي معدولة عن : واحد واحد ، اثنين اثنين ، ثلاثة ثلاثة ... عشرة عشرة.

٣ ـ «مفعل» في الأعداد من واحد إلى عشرة : موحد ، مثنى ، مثلث ... معشر ، وهي معدولة عن : واحد واحد ، اثنين اثنين ، ثلاثة ثلاثة ... عشرة عشرة.

والعدل قسمان :

١ ـ تحقيقيّ : وهو الذي يدلّ عليه دليل غير منع الصّرف ، بحيث لو صرف هذا الاسم لم يكن صرفه عائقا عن فهم ما فيه من العدل ، وملاحظة وجوده ، كالعدل في «سحر» و «أخر» و «ثلاث» ، فإنّ الدليل على العدل فيها ورود كل لفظ منها مسموعا عن العرب بصيغة تخالف الصّيغة الممنوعة من الصرف ، وبمعناها ، فـ «سحر» بمعنى : السّحر ، و «أخر» بمعنى آخر ، و «ثلاث» بمعنى : ثلاثة ثلاثة.

٢ ـ تقديريّ : وهو ما لم يوجد دليل على عدله ، ولكنّ النحاة وجدوه ممنوعا من الصّرف ، من غير أن يكون فيه علّة لمنع الصّرف ، فقدّروا العدل فيه لئلّا يكون المنع بالعلميّة وحدها ، والعدل التقديريّ خاص بالأعلام ، ومنها : عمر ، زفر ، جمح ...

وفائدة العدل إمّا تخفيف اللّفظ باختصاره غالبا ، كما في «ثلاث» و «أخر» ، وإمّا تخفيفه مع تفرّعه وتمحّضه للعلميّة ، فيبتعد عن الوصفيّة ، كما في «عمر» و «زفر» المعدولين عن «عامر» و «زافر» ، لاحتمالها الوصفيّة قبل العدل.

العراك :

تعرب حالا منصوبة بالفتحة الظاهرة في قول العرب : «أرسلها العراك» (بمعنى : أرسل

٤٤٨

إبله معاركة ، مقاتلة). و «أل» فيها زائدة شذوذا.

العرض :

هو الترغيب في فعل شيء أو تركه ترغيبا مقرونا بالعطف والملاينة ، ويظهر الفرق بين العرض والتحضيض في نغم الصوت والكلمات المختارة. وأجرف العرض هي : ألا ، أما ، ولو. وأحكام العرض هي أحكام التحضيض نفسها. انظر : التحضيض.

والعرض ، أيضا ، من معاني «أفعل». انظر : أفعل.

عرضا :

تعرب مفعولا مطلقا منصوبا بالفتحة الظاهرة في نحو : «صادفته عرضا» ، ومنهم من يعربها حالا منصوبة بالفتحة الظاهرة ، والإعراب الأوّل أصحّ.

عز :

اسم صوت لزجر الضأن مبنيّ على السكون لا محل له من الإعراب.

عزون :

مفرده : عزة وهي العصبة من الناس ، ملحق بجمع المذكّر السالم ، يرفع بالواو وينصب ويجرّ بالياء ، نحو الآية : (فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ) (المعارج : ٣٦ ـ ٣٧) («عزين» : حال منصوبة بالياء لأنها ملحقة بجمع المذكر السالم).

عسى :

تأتي :

١ ـ فعلا ماضيا ناقصا جامدا من أفعال الرجاء ، يرفع المبتدأ وينصب الخبر ، وخبره جملة فعليّة (١) فعلها مضارع يجوز اقترانه بـ «أن» وعدم اقترانه ، والاقتران أكثر ، نحو قول الشاعر :

عسى الكرب الذي أمسيت فيه

يكون وراءه فرج قريب

(«عسى» : فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف للتعذّر. «الكرب» : اسم «عسى» مرفوع بالضمّة الظاهرة.

«الذي» : اسم موصول مبنيّ على السكون في محل رفع نعت «الكرب». «أمسيت» : فعل

__________________

(١) وقد شذ مجيء خبر «عسى» مفردا (أي ليس جملة ولا شبه جملة) في المثل : «عسى الغوير أبؤسا». والغوير : تصغير «غار» وهو ماء لقبيلة كلب. و «أبؤسا» : جمع بؤس.

وهو العذاب والشدّة. ومعنى المثل : لعل الشرّ يأتيكم من قبل الغوير. ويضرب للرجل الذي يتوقّع الشر من جهة معيّنة.

٤٤٩

ماض ناقص مبنيّ على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرّك ، والتاء ضمير متّصل مبنيّ على الضم في محل رفع اسم «أمسى». وجملة «أمسيت» لا محلّ لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. «فيه» : حرف جرّ مبنيّ على السكون لا محل له من الإعراب ، متعلّق بخبر «أمسى» ، والهاء ضمير متّصل مبنيّ على الكسر في محل جرّ بحرف الجرّ. «يكون» : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمّة الظاهرة ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. «وراءه» : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة متعلّق بخبر مقدّم محذوف ، (والتقدير : موجود) وهو مضاف ، والهاء ضمير متصل مبنيّ على الضمّ في محل جرّ بالإضافة.

«فرج» : مبتدأ مؤخّر مرفوع بالضمّة الظاهرة. «قريب» : نعت «فرج» مرفوع بالضمّة الظاهرة. وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب خبر «يكون». وجملة «يكون وراءه فرج قريب» في محل نصب خبر «عسى»).

ويجوز في «عسى» كسر سينها إذا أسندت إلى التاء ، أو النون ، أو «نا» الضمائريّة ، نحو الآية : (قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ) (البقرة : ٢٤٦) قرئت بكسر السين والفتح ، والمختار الفتح.

٢ ـ حرفا من الأحرف المشبّهة بالفعل ، ينصب المبتدأ ويرفع الخبر ، وذلك إذا اتصل بها ضمير نصب ، نحو قول صخر الحصري :

فقلت عساها نار كأس وعلّها

تشكّى فآتي نحوها فأعودها (١)

(«عساها» : حرف مشبّه بالفعل مبنيّ على السكون لا محل له من الإعراب. «ها» ضمير متصل مبنيّ على السكون في محل نصب اسم «عسى». «نار» : خبر «عسى» مرفوع بالضمّة الظاهرة ، وهو مضاف.

«كأس» : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. وجملة «عساها نار كأس» في محل نصب مقول القول ....). وفي هذه الحالة يجوز إعمالها عمل «إنّ» أو «كاد».

٣ ـ فعلا ماضيا تامّا ، وذلك إذا أسندت إلى المصدر المؤوّل من «أن» والفعل ، نحو الآية : (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) (البقرة : ٢١٦) («عسى» : فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف للتعذّر. «أن» حرف مصدريّ ونصب واستقبال مبنيّ على السكون لا محل له من الإعراب. «تكرهوا» : فعل مضارع منصوب بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والواو ضمير متصل مبنيّ على السكون في محل رفع فاعل. والمصدر المؤوّل من «أن

__________________

(١) كأس : اسم محبوبة الشاعر. تشكّى : أصلها تتشكّى ومعنى البيت أنّ الشاعر يرجو مرض حبيبته ليتسنّى له زيارتها في مرضها.

٤٥٠

تكرهوا» أي : كرهكم ، في محل رفع فاعل «عسى». «شيئا» : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة).

عشاء :

يعرب ظرف زمان منصوبا بالفتحة الظاهرة في نحو قولك : «صادفته عشاء».

ويعرب حسب موقعه في الجملة إذا لم يتضمّن معنى «في» أو الظرفيّة ، نحو : «أكلت عشائي في العشاء» («العشاء» : اسم مجرور بالكسرة الظاهرة).

عشار :

لها أحكام «أحاد» وتعرب إعرابها. انظر : أحاد.

عشر :

لها أحكام «ثلاث» ، وتعرب إعرابها.

انظر : ثلاث. وشينها تكون ساكنة في المفرد ، ومفتوحة في المركّب.

عشرة :

لها أحكام «ثلاثة» وتعرب إعرابها. انظر : ثلاثة ، وتكون شينها مفتوحة في المفرد ، وساكنة أو مفتوحة أو مكسورة في المركّب.

عشرون :

لفظ ملحق بجمع المذكّر السالم ، يرفع بالواو ، وينصب ويجر بالياء ، يعرب إعراب «ثلاثون». انظر : ثلاثون.

عشرين :

هي «عشرون» في حالة النصب أو الجر.

انظر : عشرون.

عشيّة :

تعرب إعراب «أسبوع». انظر : أسبوع.

عصر الاحتجاج :

راجع : الاحتجاج.

عضون :

جمع : عضة وهي القطعة من كل شيء ، اسم ملحق بجمع المذكّر السالم ، يرفع بالواو ، وينصب ويجرّ بالياء ، وتعرب حسب موقعها في الجملة ، نحو الآية : (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) (الحجر : ٩١) («عضين» : مفعول به ثان للفعل «جعلوا» منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكّر السالم).

٤٥١

العطف :

راجع : عطف البيان ، والعطف على التوهم ، وعطف النسق.

عطف البيان :

١ ـ تعريفه : هو تابع جامد ، يشبه الصفة في كونه يكشف عن حقيقة المراد أو القصد ، نحو قول الراجز : «أقسم بالله أبو حفص عمر» (١)

٢ ـ فائدته : يفيد عطف البيان ، إيضاح متبوعه ، إن كان المتبوع معرفة ، كالمثال السابق ، وتخصيصه إن كان نكرة ، نحو : «اشتريت حليا سوارا» (٢).

٣ ـ تبعيّته لمتبوعه : يتبع عطف البيان متبوعه في الإعراب وفي التعريف والتنكير ، وفي التذكير والتأنيث ، وفي الإفراد والتثنية والجمع.

٤ ـ ملاحظات :

أ ـ يقول النحاة إن كلّ ما صلح أن يكون عطف بيان جاز أن يكون بدلا بشرطين : ألّا يمتنع إحلال التابع محلّ المتبوع ، أي ألّا يمتنع دخول عامل المتبوع على التابع.

ألّا يترتّب على الإبدال محظور.

فإذا لم يتحقّق هذان الشرطان يعرب التابع عطف بيان لا بدلا. وممّا يمتنع إعرابه بدلا للشرط الأوّل قولك : «يا ولد سعيدا».

لأن البدل على نيّة تكرار العامل. فليس العامل في متبوعه هو العامل فيه ، وإنما عامله مماثل للعامل في المتبوع لا هو. وبناء على هذا ، لا تستطيع إعراب التابع بدلا إلا إذا صلح أن يدخل عليه العامل في متبوعه. فإذا أعربت «سعيدا» بدلا ، فإنك مضطر إلى جعل العامل فيه أداة نداء مماثلة لأداة النداء الداخلة على المتبوع. ودخول أداة النداء على «سعيدا» ممتنع ، لأن «سعيدا» علم مفرد منصوب ، ولو نودي ، وجب بناؤه على الضم.

فلو أعرب بدلا ، وجب أن يكون مبنيّا على الضم لأنه حينئذ يكون منادى ، ولهذا يمتنع إعرابه بدلا ، ووجب إعرابه عطف بيان.

ومن هذا قول الشاعر :

أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا

فدى لكما لا تبعثوا بيننا حربا

حيث يمتنع إعراب «عبد شمس» بدلا من «أخوينا» المنادى ، وهذا الامتناع ليس ناشئا من عدم صلاحيّة «عبد شمس» لقبول أداة النداء ، ولكن لأنه قد عطف عليها علما منصوبا هو «نوفلا». فلو أعربنا «عبد

__________________

(١) «عمر» عطف بيان على «أبو حفص» (ذكر لتوضيحه والكشف عن المراد به) مرفوع بالضمة.

(٢) «سوارا» عطف بيان على «حليا» منصوب بالفتحة.

٤٥٢

شمس» بدلا ، لكان المعطوف عليه «نوفلا» بدلا ، ولو كان كذلك ، لوجب بناؤه على الضم.

ومن امتناع إعراب عطف البيان بدلا عندما يترتب على الإبدال محظور ، قولك «محمد نجح التلميذ أخوه» وذلك لأننا لو أعربنا «أخوه» بدلا يصح التقدير «محمد نجح التلميذ» ، وعلى هذا تكون جملة «نجح التلميذ» خبرا للمبتدأ الذي هو «محمد» خالية من الرابط الذي يربطها بالمبتدأ.

وذلك غير جائز. أمّا إذا أعربناه عطف بيان ، فإن الضمير الموجود في قوله «أخوه» يصلح أن يكون رابطا لأنه من الجملة نفسها.

ب ـ يفارق البدل عطف البيان في ثمانية وجوه.

١ ـ عطف البيان لا يخالف متبوعه في التعريف والتنكير بخلاف البدل.

٢ ـ عطف البيان لا يكون جملة بخلاف البدل.

٣ ـ عطف البيان لا يكون تابعا لجملة بخلاف البدل.

٤ ـ عطف البيان لا يكون فعلا ، ولا تابعا لفعل بخلاف البدل.

٥ ـ عطف البيان لا يكون بلفظ متبوعه بخلاف البدل ، فإنه يجوز أن يكون بلفظ متبوعه إذا كان معه زيادة.

٦ ـ عطف البيان ليس على نيّة إحلاله محل متبوعه بخلاف البدل.

٧ ـ عطف البيان ليس في التقدير من جملة أخرى متبوعة بخلاف البدل.

٨ ـ عطف البيان لا يكون ضميرا ، ولا تابعا لضمير بخلاف البدل الذي يمكن أن يكون تابعا لضمير.

٥ ـ قطعه عن تبعيّته في الإعراب لمنعوته : يقطع عطف البيان المنصوب في أصله ، إلى الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، والجملة استئنافيّة ، ويقطع المرفوع في أصله إلى النصب على أنه مفعول به لفعل محذوف ، والجملة استئنافيّة ، ويقطع المجرور إمّا إلى الرفع وإما إلى النصب. انظر : قطع النعت في «النعت».

العطف على التوهّم :

انظر : عطف النسق ١٦.

عطف النسق :

١ ـ تعريفه : هو التابع الذي يتوسّط بينه وبين متبوعه أحد حروف العطف ، نحو : «جاء محمد وسعيد» (١).

__________________

(١) «وسعيد» : الواو حرف عطف. «سعيد» اسم معطوف على «محمد» مرفوع بالضمة.

٤٥٣

٢ ـ أحرف العطف : أحرف العطف تسعة ، وهي : الواو ، الفاء ، ثمّ ، حتى ، أم ، بل ، لا ، لكن ، أو. انظر كلّ حرف في مادته.

وأحرف العطف قسمان :

١ ـ قسم يشارك بين المعطوف والمعطوف عليه في الحكم والإعراب ، أي في اللفظ والمعنى ، ويشمل الواو ، والفاء ، وثم وحتى ، وأم ، وأو.

٢ ـ قسم يشارك بين المعطوف والمعطوف عليه في الإعراب دون الحكم ، أي في اللفظ دون المعنى ، ويشمل ثلاثة أحرف هي : لا ، بل ، لكن ، نحو : «جاء زيد لا سعيد» (١).

٤ ـ حذف حرف العطف مع معطوفة : يجوز حذف حرف العطف ومعطوفه مع ثلاثة من أحرف العطف ، هي : الواو ، والفاء ، و «أم» المتصلة ، وذلك بشرط أمن اللّبس. ومثال حذف الواو مع معطوفها قول الشّاعر :

فما كان بين الخير لو جاء سالما

أبو حجر (٢) إلّا ليال قلائل

أي : بين الخير وبيني. ومثال حذف الفاء قوله تعالى : (وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ ، فَقُلْنَا : اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ ، فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً) (البقرة : ٦٠) ، أي : فضرب فانبجست (٣).

ومثال حذف «أم» المتّصلة ومعطوفها قول أبي ذؤيب الهذليّ (خويلد بن خالد) :

دعاني إليها القلب إنّي لأمره

سميع فما أدري أرشد طلابها؟

والتقدير : أرشد طلابها أم غي.

٥ ـ حذف المعطوف وحده : تنفرد الواو من بين سائر حروف العطف بجواز عطفها عاملا حذف وبقى معموله على عامل آخر مذكور يجمعهما معنى واحد ، نحو قول العرب : «ما كلّ سوداء فحمة ، ولا بيضاء شحمة» ، أي ولا كلّ بيضاء شحمة.

٦ ـ حذف المعطوف عليه وحده : يجوز ، عند أمن اللّبس ، حذف المعطوف عليه ، وذلك إذا كانت أداة العطف هي «الواو» ، أو «الفاء» ، أو «أم» المتّصلة ، أو «لا» العاطفة ، نحو قولك : «وبك وأهلا وسهلا» لمن قال كل : «مرحبا بك» ، والتقدير : ومرحبا بك وأهلا وسهلا (٤). ونحو قوله تعالى : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) (يوسف : ١٠٩) ، والتقدير : أمكثوا

__________________

(١) «سعيد» في هذه الجملة لم يشارك «زيد» في المجيء ، لكنه يشاركه في الحكم الإعرابي ، فهو مرفوع مثله.

(٢) أبو حجر : كنية النعمان بن الحارث.

(٣) وتسمّى الفاء المحذوفة مع معطوفها «الفاء الفصيحة» ، لأنّها تفصح عن الكلام المحذوف.

(٤) «أهلا» : معطوفة على «مرحبا» المحذوفة.

٤٥٤

فلم يسيروا (١) ... ومثال الحذف قبل «أم» المتّصلة قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ») (آل عمران : ١٤٢) ، والتقدير : أعلمتم أنّ دخول الجنّة يسير أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ... ومثال الحذف قبل «لا» العاطفة : «أحبّ أن أعمل لا قليلا» ، أي : كثيرا لا قليلا.

٧ ـ حذف حرف العطف وحده : يجوز حذف العاطف إذا كان «الواو» ، أو «الفاء» ، أو «أو» ، نحو قول الرسول (صلعم) : «تصدّق رجل من ديناره ، من درهمه ، من صاع برّه ، من صاع تمره» ، أي : ومن درهمه ، ومن صاع برّه ، ومن صاع تمره.

ومثال حذف الفاء : «دخل الطلّاب الصّفّ فردا فردا» ، أي : فردا ففردا. ومثال حذف «أو» : «تصدّق بدرهم ، بدرهمين ، بثلاثة» ، أي : أو بدرهمين ، أو بثلاثة.

٨ ـ تقديم المعطوف على المعطوف عليه : ورد شذوذا تقديم المعطوف على المعطوف عليه في بعض الشّواهد ، ومنها قول الأحوص :

أيا نخلة من ذات عرق

عليك ورحمة الله السّلام

أي : عليك السّلام ورحمة الله.

٩ ـ عطف الفعل وحده على الفعل : يعطف الفعل وحده على الفعل عطف مفردات (٢) ، نحو : يسرّني أن تجتهد وتنجح» ، ونحو : «لم يأت سعيد ويحضر عليّ» ، حيث عطف الفعل «تنجح» على الفعل «تجتهد» في المثال الأوّل ، وعطف الفعل «يحضر» على الفعل «يأت» عطف مفردات لا عطف جمل ، ولو لم يكن كذلك لما نصب الفعل «تنجح» في المثال الأوّل ، ولما جزم الفعل «يحضر» في المثال الثاني.

١٠ ـ عطف الفعل وحده على ما يشبهه : يجوز عطف الفعل الماضي والفعل المضارع بغير مرفوعهما (الفاعل) على اسم يشبههما في المعنى (كاسم الفعل ، واسم الفاعل ، واسم المفعول ...) كما يجوز العكس ، نحو : «هيهات وبعد النجاح عن الكسول» (٣) ، و «بعد وشتّان بين الكسل

__________________

(١) ومنهم من رأى أنّ الهمزة تقدّمت من تأخير للتنبيه على أصالتها في التصدير ، والتقدير : فألم يسيروا ...

والجملة بعد الفاء معطوفة على جملة محذوفة مماثلة لها خبرا وإنشاء.

(٢) يعطف فعل الأمر وحده عطف مفردات ، لأنّه مع فاعله لا ينفصل أحدهما عن الآخر.

(٣) لا يعطف فعل الأمر وحده عطف مفردات ، لأنّه مع فاعله لا ينفصل أحدهما عن الآخر.

٤٥٥

والاجتهاد» (١) ، و «أنت مشاركي في عملي وساعدتني كثيرا» (٢) ، وقوله تعالى : (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ، وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِ)(٣) (الأنعام : ٩٥) ، و «سررت برؤية صديقي وقدّمت له المساعدة» (٤) ، و «العمل وأصبر عليه خير من الكسل» (٥).

١١ ـ عطف الجملة على الجملة : تعطف الجملة الاسميّة على الجملة الاسميّة ، نحو : «الاجتهاد ضروريّ والصبر مفيد». وتعطف الجملة الفعليّة على الجملة الاسميّة بشرط اتّفاقهما خبرا وإنشاء ، وذلك سواء اتّحد الزمن فيهما ، نحو قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا ، وَهاجَرُوا ، وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ) (البقرة : ٢٠) أم اختلف (٦) ، نحو : «جاء سليم ويسافر غدا».

واختلف النحاة في إجازة عطف الجملتين المختلفتين خبرا وإنشاء ، والأصحّ المنع. واختلفوا أيضا في عطف لجملة الفعليّة على الجملة الاسميّة ، والعكس ، والأصحّ الإجازة إن لم يختلفا خبرا وإنشاء ، نحو المثل القائل : «للباطل جولة ثمّ يضمحلّ» (٧) ، و «أحبّ التعليم والقراءة تثقّفني» (٨).

١٢ ـ عطف الجملة على المفرد والعكس : يجوز عطف الجملة على المفرد ، أو العكس إذا كانت الجملة ، في الحالتين ، مؤوّلة بمفرد ، نحو قوله تعالى : (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ)(٩) (الأعراف : ٤) ، و «ألفيت الكريم يعطي الفقراء ومساعدهم (١٠).

__________________

(١) اسم الفعل «شتّان» معطوف على فعل الماضي «بعد».

(٢) الفعل الماضي «ساعدتني» معطوف على اسم الفاعل «مشاركي».

(٣) (اسم الفاعل «مخرج» معطوف عليه الفعل المضارع «يخرج».

(٤) الفعل الماضي «قدّمت» معطوف على المصدر «رؤية».

(٥) الفعل المضارع «أصبر» معطوف على المصدر «العمل». ويلاحظ أنّ عطف المضارع على المصدر الصّريح يقتضي نصب هذا المضارع بـ «أن» ظاهرة أو مقدّرة. راجع : أن.

(٦) أمّا الجملة الإنشائيّة فلا تعطف إلّا على جملة متّحدة معها في الزّمن.

(٧) الجملة الفعليّة «يضمحل» معطوفة على الجملة الاسميّة «للباطل جولة».

(٨) الجملة الاسميّة «القراءة تنفعني معطوفة على الجملة الفعلية «أحب التعليم».

(٩) الجملة الاسميّة «هم قائلون» مؤوّلة بمفرد «قائلين» (بمعنى : مستريحين وقت القيلولة ، وهي وسط النهار عند اشتداد الحرّ) ومعطوفة على «بياتا» (أي : ليلا).

(١٠) المفرد «مساعدهم» معطوف على الجملة الفعليّة ـ ـ «يعطي الفقراء» في محل نصب.

٤٥٦

١٣ ـ عطف شبه الجملة على المفرد والعكس : يجوز عطف شبه الجملة على المفرد ، والعكس ، إذا كان شبه الجملة ، في الحالتين ، مؤوّل بمفرد ، نحو قوله تعالى : (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً ، أَوْ قائِماً)(١) (يونس : ١٢) ، ونحو : «لا تصبح مخالفة القاعدة المطّردة إلّا شذوذا أو في ضرورة» (٢)

١٤ ـ العطف على الضّمير المخفوض : يجاز الكوفيّون العطف على الضمير المخفوض محتجّين ببعض الشّواهد ، ومنها قوله تعالى : (لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ) (النساء : ١٦٢) حيث عطف «المقيمين» على الكاف في «اليك» ، وقوله : (وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ) (البقرة : ٢١٧) حيث عطف «المسجد» على الهاء في «به» ، ونحو قول الشاعر :

فاليوم قرّبت تهجونا وتشتمنا

فاذهب فما بك والأيّام من عجب

حيث عطف «الأيام» على الكاف في «بك».

ومنع البصريّون هذا العطف بحجّة أنّ الجارّ والمجرور بمنزلة شيء واحد ، فإذا عطفت على الضّمير المجرور ، فكأنّك قد عطفت الاسم على الحرف الجارّ ، وعطف الاسم على الحرف لا يجوز. وأوّلوا ما استشهد به الكوفيّون ، فقالوا إنّ «المقيمين» في الآية الأولى مفعول به لفعل محذوف تقديره : أعني ، أو اسم مجرور معطوف على «ما» في قوله : بما «أنزل إليك». وقالوا إنّ «المسجد» في الآية الثانية مجرور بالعطف على «سبيل الله» لا بالعطف على الهاء في «به». وأمّا «الأيام» في قول الشاعر السّابق فمجرورة على القسم ، لا بالعطف على الكاف في «بك» (٣)

١٥ ـ العطف على الضّمير المرفوع المتّصل : أجاز الكوفيّون العطف على الضّمير المرفوع المتّصل في اختيار الكلام ، نحو : «قمت وزيد ، واحتجوا بعدّة

__________________

(١) «قاعدا» معطوف على شبه الجملة «لجنبه» لتأويل شبه الجملة بمفرد هو : مجنوب.

(٢) شبه الجملة «في ضرورة» معطوف على «شذوذا» لتأويله بـ «ضرورة».

(٣) راجع : ابن الأنباري : الإنصاف في مسائل الخلاف. ج ٢ ، ص ٤٦٣ ـ ٤٧٤.

٤٥٧

شواهد منها قوله تعالى : (فَاسْتَوى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى)(١) (النجم : ٦) ، وقول عمر بن أبي ربيعة :

قلت إذ أقبلت وزهر تهادى

كنعاج الملا تعسّفن رملا (٢)

وقول جرير :

ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه

ما لم يكن وأب له لينالا (٣)

ومنع البصريّون هذا العطف : لأنّ الضمير المرفوع المتّصل «لا يخلو إمّا أن يكون مقدّرا في الفعل أو ملفوظا به : فإن كان مقدّرا فيه ، نحو : «قام وزيد» ، فكأنّه قد عطف اسما على فعل ، وإن كان ملفوظا به ، نحو : «قمت وزيد» فالتّاء تنزل بمنزلة الجزء من الفعل ، فلو جوّزنا العطف عليه ، لكان أيضا بمنزلة عطف الاسم على الفعل ، وذلك لا يجوز» (٤).

وقالوا إنّ الواو في «وهو» في الآية السابقة هي واو الحال ، لا واو العطف ، والمعنى أنّ جبريل وحده استوى بالقوة في حالة كونه بالأفق. وقيل : فاستوى على صورته التي خلق عليها في حالة كونه بالأفق ، وإنّما كان قبل ذلك يأتي النبيّ (صلعم) في صورة رجل.

وأمّا العطف على الضّمير المرفوع المتّصل في البيتين السّابقين فضرورة شعريّة.

١٦ ـ العطف على التوهّم : وردت عن العرب بعض الأساليب عطف فيها على خبر «ليس» و «ما» وغيرهما المنصوب ، اسم مجرور ، على توهّم وجود الباء الجارّة في خبر النواسخ ، ومنها قول الشاعر :

مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة

ولا ناعب إلّا ببين غرابها

حيث عطف «ناعب» بالجرّ على «مصلحين» بتوهّم أنّ المعطوف عليه مجرور بالباء ، وأنّ التقدير : بمصلحين.

عفوا :

مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره :

__________________

(١) الشاهد في هذه الآية عطف الضمير «هو» على الضمير المرفوع المستكنّ في «استوى» ، والمعنى : فاستوى جبريل ومحمّد بالأفق.

(٢) زهر : جمع «زهراء» ، والمقصود النساء المشرقات اللّون. تهادى : تتهادى. الفلا : جمع «فلاة» ، وهي الصّحراء الواسعة ، وأراد بـ «نعاج الفلا» : الظّباء.

تعسّفن : سرن سيرا شديدا ليس فيه تؤدة ولا رفق.

والشاهد في هذا البيت قوله «أقبلت وزهر» حيث عطف قوله «زهر» على الضمير المستتر المرفوع في «أقبلت».

(٣) الشاهد في هذا البيت عطف «أب» على الضمير المستتر المرفوع في «يكن».

(٤) ابن الأنباري : الإنصاف في مسائل الخلاف.

ج ٢. ص ٤٧٧.

٤٥٨

اعف ، منصوب بالفتحة الظاهرة ، وذلك إذا كانت بمعنى العفو عن ذنب. أمّا إذا كانت بمعنى الأخذ من غير كلفة ولا مزاحمة ، فهي حال ، نحو : «تكلّمت عفوا».

العقود :

هي ، في النحو العربيّ ، الأعداد : عشرون ، ثلاثون ، أربعون ، خمسون ، ستون ، سبعون ، ثمانون ، وتسعون. وهي ملحقة بجمع المذكّر السالم : ترفع بالواو ، وتنصب وتجر بالياء ، نحو : «نجح أربعون طالبا ، شاهدت عشرين سيارة».

عل :

ظرف مكان بمعنى : فوق ، لا يستعمل إلا مجرورا بـ «من» ولا يضاف ، ويكون مبنيا على الضم إذا نويت الإضافة ، وكان معرفة ، نحو : «نزلت من عل» ، أي من شيء عال معيّن ، («عل» : ظرف مبنيّ على الضم في محل جر بحرف الجر) ومنه قول الفرزدق يهجو جريرا :

ولقد سددت عليك كلّ ثنيّة

وأتيت نحو بني كليب من عل

أي : من فوقهم. ويجرّ لفظا إذا كان نكرة ، أي إذا حذف المضاف إليه ولم ينو كقول امرئ القيس يصف فرسه :

مكرّ مفرّ مقبل مدبر معا

كجلمود صخر حطّه السّيل من عل

أي من مكان عال ، لا من علوّ مخصوص («عل» : اسم مجرور بالكسرة الظاهرة).

علّ :

لغة في «لعلّ» بمعنى : «عسى» ، تنصب المبتدأ وترفع الخبر ، نحو : «علّ زيدا ينجح» («علّ» : حرف مشبّه بالفعل مبنيّ على الفتح الظاهر. «زيدا» : اسم «علّ» منصوب بالفتحة الظاهرة. «ينجح» : فعل مضارع مرفوع بالضمّة الظاهرة. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. وجملة «ينجح» في محل رفع خبر «علّ»). ومنه قول الأضبط بن قريع :

لا تهين الفقير علّك أن

تركع يوما والدهر قد رفعه.

على :

تأتي :

١ ـ حرف جرّ يجرّ الاسم الظاهر والضمير ، نحو الآية : (وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) (المؤمنون : ٢٢) ، ولها معان كثيرة منها :

٤٥٩

أ ـ الاستعلاء حقيقة أو مجازا وهو أصل معانيها ، نحو الآية : (وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ») (المؤمنون : ٢٢).

ب ـ معنى «في» ، نحو الآية : (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ) (القصص : ١٥) ، أي في حين غفلة.

ج ـ المجاوزة ، أي بمعنى : «عن» ، نحو قول القحيف العقيلي :

إذا رضيت عليّ بنو قشير

لعمر الله أعجبني رضاها.

أي : رضيت عني.

د ـ المصاحبة ، نحو الآية : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ) (الرعد : ٦) أي : مع ظلمهم.

ه ـ معنى «من» ، نحو الآية : (الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ) (المطففين : ٢) أي : من الناس.

و ـ الاستدراك ، نحو : «لم أحضر حفلة زفاف صديقي على أني كنت راغبا في حضورها» («على» : حرف جر مبنيّ ... متعلّق بالفعل «أحضر» أو بكلمة «التحقيق» المقدّرة).

٢ ـ اسما ، وذلك إذا دخلت عليها «من» ، كقول مزاحم العقيليّ يصف القطا (طائر بحجم الحمام) :

غدت من عليه بعدما تمّ ظمؤها

تصلّ وعن قيض بزيزاء مجهل (١)

(«من» : حرف جرّ مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب ، متعلّق بالفعل «غدت». «عليه» : «على» : اسم مبنيّ على السكون في محل جرّ بحرف الجر ، وهو مضاف. والهاء ضمير متصل مبنيّ على الكسر في محل جرّ مضاف إليه).

علام :

لفظ مركّب من حرف الجرّ «على» ، و «ما» الاستفهاميّة التي حذفت ألفها لدخول حرف الجرّ عليها. انظر «ما» الاستفهاميّة : نحو : «علام الكسل» («علام» : «على» : حرف جرّ مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب ، متعلّق بخبر محذوف تقديره : موجود. «ما» : اسم استفهام مبنيّ على السكون في محل جرّ بحرف الجرّ. «الكسل» : مبتدأ مؤخّر مرفوع بالضمّة الظاهرة).

علامات الاسم :

انظرها في «الاسم».

__________________

(١) الظمء : ما بين الشربين للإبل. تصلّ : تصوّت.

القيض : أراد به الفرخ. زيزاء : الغليظ من الأرض المجهل : القفر الذي لا علامة فيه.

٤٦٠