موسوعة النحو والصرف والإعراب

موسوعة النحو والصرف والإعراب

المؤلف:


الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٢٢

مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) (يس : ٣٠).

٤ ـ في الجملة المضارعيّة المنفيّة بـ «لا» أو بـ «ما» كالآية : (وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللهِ) (المائدة : ٨٤) ، أو المثبتة غير المقترنة بـ «قد» ، كالآية : (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) (المدثر : ٦). أمّا الجملة المضارعيّة المنفيّة بـ «لم» أو «لمّا» فالأفصح اقترانها بالواو والضمير معا ، نحو : «أدّبت المجرم ولم أشفق» ، و «قطفت الثّمرة ولمّا تنضج».

حالا :

حال منصوبة بالفتحة ، أو اسم منصوب بنزع الخافض ، في نحو : «سآتي حالا».

الحالة :

يدل فعل الحالة أو اسم الحالة على أنّ صاحب الفعل لا يقوم بأيّ حركة أو نشاط ، نحو : يبقى ، يكون ، مات ، راحة ، بقاء ، موت ...

حبّ :

فعل ماض لإنشاء المدح بمعنى : صار محبوبا (١) ، فاعله هو المخصوص بالمدح (٢) ، نحو : «حبّ زيد مقاتلا». («حبّ» : فعل ماض مبني على الفتح الظاهر. «زيد» : فاعل «حبّ» مرفوع بالضمّة. «مقاتلا» تمييز منصوب بالفتحة). ويجوز جرّ فاعل «حبّ» بباء زائدة ، نحو : «حبّ بزيد مقاتلا».

(«بزيد» : الباء حرف جرّ زائد مبنيّ على الكسر لا محلّ له من الإعراب. «زيد» : فاعل «حبّ» مرفوع بضمّة مقدّرة منع من ظهورها اشتغال المحلّ بكسرة حرف الجر الزائد) ، ونحو قول الشاعر :

فقلت اقتلوها عنكم بمزاجها

وحبّ بها مقتولة حين تقتل (٣)

حبّا :

تعرب في العبارة المشهورة : «حبّا وكرامة» مفعولا مطلقا لفعل محذوف تقديره : أحب.

حبّذا :

فعل لإنشاء المدح مركّب من «حبّ»

__________________

(١) لذلك يجوز القول : «حبّ» وهو كثير في الاستعمال.

(٢) وعليه فإن «حبّ» تختلف عن «حبّذا» في أن فاعلها هو المخصوص بالمدح ، أما فاعل «حبّ» في «حبّذا» فهو «ذا» الإشاريّة.

(٣) اقتلوها : امزجوها (يريد الخمرة) بالماء. «بها» : الباء حرف جرّ زائد. «ها» فاعل «حبّ».

٣٤١

و «ذا» الإشارية ، ولا بدّ لها من مخصوص بالمدح يعرب مبتدأ خبره جملة «حبّذا» ، نحو : «حبّذا زيد طالبا». («حبّ» فعل ماض مبني على الفتح الظاهر. «ذا» اسم إشارة مبنيّ على السكون في محل رفع فاعل. وجملة «حبّذا» في محل رفع خبر مقدّم للمبتدأ «زيد». «زيد» : مبتدأ مرفوع بالضمّة لفظا (١).

«طالبا» : تمييز منصوب بالفتحة) (٢) ، وتلازم «ذا» في «حبّذا» الإفراد والتذكير في جميع أحوالها ، وإن يكن المخصوص مثنّى أو جمعا ، مذكّرا أو مؤنّثا ، نحو : «حبّذا الطالبان المجتهدان» و «حبّذا الطالبات المجتهدات» ... إلخ. وقد تتحوّل «حبّذا» إلى الذمّ ، إذا سبقتها «لا» النافية ، نحو : «لا حبّذا الكذب».

حتّى :

تأتي بأربعة أوجه : ١ ـ جارّة ، ٢ ـ عاطفة ، ٣ ـ ابتدائية ، ٤ ـ ناصبة.

حتى الجارّة : تجرّ الاسم الظاهر دون الضمير ، نحو : «قرأت الدرس حتّى آخر كلمة فيه» (٣). («حتّى : حرف جرّ مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب ، متعلّق بالفعل «قرأت»). وتجرّ المصدر المؤوّل من «أن» المضمرة وجوبا بعدها والفعل المضارع المنصوب ، ومن معانيها :

ـ انتهاء الغاية ، نحو : «سأدرس حتّى يحلّ الظلام» («يحلّ» : فعل مضارع منصوب ، بـ «أن» مضمرة وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. والمصدر المؤوّل من «أن» والفعل «يحلّ» في محل جرّ بحرف الجرّ ، والتقدير : سأدرس حتّى حلول الظلام).

ـ التعليل (أي انّ ما قبلها سبب وعلّة لما بعدها ، نحو : «شربت الدواء حتّى أصحّ»).

والإعراب هنا كالحالة السابقة. والجدير بالملاحظة هنا أنّ ما بعد «حتى» غاية ، فإذا قلت : «قرأت الكتاب حتى الصفحة العشرين» تكون الصفحة العشرون مقروءة (٤) ، وذلك بخلاف «إلى» ، فإن ما

__________________

(١) ويجوز اعتباره خبرا لمبتدأ محذوف ، أو مبتدأ خبره محذوف تقديره : الممدوح.

(٢) لا يتقدّم على «حبّذا» المخصوص بالمدح ، ولا التمييز ، فلا يقال : «زيد حبّذا مجتهدا» ولا «مجتهدا حبّذا زيد». ولكن يجوز تقديم التمييز على المخصوص بالمدح ، نحو قول الشاعر :

ألا حبّذا قوما سليم فإنّهم

وفوا وتواصوا بالإعانة والصّبر

(٣) وتسمّى هنا «حتّى» الغائيّة ، ويكون ما بعدها داخلا في حكم ما قبلها ، فمن هذا المثال ، نعرف أنّ آخر كلمة في الدرس قد قرأتها.

(٤) هدا عند جمهور النحاة ، ومنهم من يرى أنّ ما بعدها قد يدخل في حكم ما قبلها وقد لا يدخل ، ـ ـ والقرائن وحدها هي التي تحدّد ذلك. ومذهب هؤلاء هو الأصح.

٣٤٢

قبلها غاية ، فإذا قلت : «قرأت الكتاب إلى الصفحة العشرين» تكون الصفحة العشرون غير مقروءة.

ب ـ حتّى العاطفة : وتكون بمعنى «الواو» وتعطف الاسم على الاسم فقط (فهي لا تعطف الجمل ولا الضمير). ومن شروطها أن يكون المعطوف بها إمّا بعضا من جمع قبلها ، نحو : «قدم الطلّاب حتّى الأوّل فيهم» ، وإمّا جزءا من كل ، نحو : «أكلت التفاحة حتّى قشرتها» ، أو كجزء من كل ، نحو : «أعجبني الكتاب حتّى غلافه». ومن شروطها أيضا أن تكون غاية لما قبلها إمّا في زيادة أو نقص ، نحو : «مات الناس حتّى الأنبياء» («حتّى» : حرف عطف مبنيّ على السكون لا محل له من الإعراب. «الأنبياء» : اسم معطوف مرفوع بالضمّة لفظا). و «حتى» الجارة أعمّ من العاطفة ، فكل موضع جاز فيه العطف يجوز فيه الجرّ ، ولا عكس. وإذا عطف بـ «حتى» على مجرور ، فالأحسن إعادة الجار.

ج ـ حتى الابتدائيّة : يستأنف بعدها الكلام ، وتكون الجملة بعدها لا محلّ لها من الإعراب ، ومضمونها غاية لشيء قبلها (فهي تشارك الجارّة والعاطفة في معنى الغاية) ، وهذه الجملة إمّا اسميّة ، نحو قول جرير :

ما زالت القتلى تمجّ دماءها

بدجلة ، حتّى ماء دجلة أشكل

(«ماء» : مبتدأ مرفوع. «أشكل» : خبر مرفوع) ، وإمّا فعليّة مصدّرة بمضارع مرفوع ، نحو الآية : (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ)  (البقرة : ٢١٤) على قراءة الرفع ، أو بماض ، نحو الآية : (حَتَّى عَفَوْا وَقالُوا قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ) (الأعراف : ٩٥).

وعلامة «حتّى» الابتدائيّة أن يصحّ جعل الفاء في موضعها ، وكون ما بعدها فضلة متسبّبا عنها كما في الأمثلة السابقة.

ملحوظة : يروى البيت :

ألقى الصّحيفة كي يخفّف رحله

والزّاد ، حتّى نعله ألقاها

بجرّ «نعله» على أنّ «حتّى» جارّة ، وبنصبها على وجهين : أحدهما أنها عاطفة ، والآخر أنها ابتدائيّة ، والنصب بفعل مقدّر يفسّره الفعل الظاهر ، وهذا من باب الاشتغال. وبالرفع على أنها ابتدائيّة ، و «نعله» مبتدأ ، وجملة «ألقاها» خبره.

د ـ حتى الناصبة : هذا القسم أثبته الكوفيّون ، فهي عندهم تنصب الفعل المضارع بعدها بنفسها ، وأجازوا إظهار «أن» بعدها توكيدا. ومذهب البصريين أنّها حرف جرّ ، والناصب «أن» مضمرة بعدها. وشرط

٣٤٣

النصب بها أن يكون الفعل بعدها مستقبلا ، نحو : «لأدرسنّ حتى أنجح» ، أو مؤوّلا بالمستقبل ، نحو قراءة نافع (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ) (البقرة : ٢١٤). فالمخبر يقدّر اتصاف الفاعل بالعزم على الفعل ، في وقت الإخبار ، فيصير مستقبلا بالنسبة إلى ذلك الوقت ، فينصب الفعل. أمّا إذا كان الفعل للحال ، نحو : «سألت عنك حتى لا أحتاج إلى سؤال» ، أو مؤوّلا بالحال (أي أن يكون الفعل قد وقع) ، فيقدّر اتصافه بالدخول فيه) ، نحو قراءة : (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ ،) فإنّ الفعل يرفع بعدها.

ول «حتى» الناصبة معنيان : أحدهما الغاية ، نحو الآية : (قالُوا : لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى) (طه : ٩١) ، والآخر التعليل ، نحو : «لأسيرنّ حتى أدخل المدينة». وعلامة كونها للغاية أن يحسن في موضعها «إلى أن» ، وعلامة كونها للتعليل أن يحسن في موضعها «كي».

حتّام :

هي «حتّى» الجارّة و «ما» الاستفهاميّة التي حذفت ألفها لدخول حرف الجرّ عليها ، نحو : «حتام أنتظرك؟ («حتام» : «حتّى» :

حرف جرّ وغاية ، مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب ، متعلّق بالفعل «أنتظرك».

«ما» : اسم استفهام مبنيّ على السكون الموجودة على الألف المحذوفة (والفتحة دليل على هذا الحذف) ، في محل جرّ بحرف الجر. «أنتظرك» : فعل مضارع مرفوع بالضمّة الظاهرة. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : «أنا». والكاف ضمير متصل مبنيّ على الفتح في محل نصب مفعول به).

حتف :

مفعول مطلق منصوب بالفتحة ، في نحو : «مات زيد حتف أنفه». (أي : مات على فراشه بلا ضرب ولا قتل).

حتما :

مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره : أحتم ، منصوب بالفتحة الظاهرة ، أو حال منصوبة بالفتحة الظاهرة.

حجا :

تأتي :

١ ـ فعلا من أفعال الظن الذي يفيد الرجحان لا اليقين ، فتنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر ، نحو : «حجوت زيدا فائزا».

(«حجوت» : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرّك. والتاء ضمير

٣٤٤

متصل مبنيّ على الضم في محلّ رفع فاعل.

«زيدا» : مفعول به أوّل منصوب بالفتحة.

«فائزا» : مفعول به ثان منصوب بالفتحة) ، ونحو قول تميم بن مقبل :

قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة

حتّى ألّمت بنا يوما ملمّات

ويجوز أن يكون فاعلها ومفعولها ضميرين متصلين صاحبهما واحد ، نحو : «حجوتني رئيسا». وقد تعلّق عن العمل كـ «ظنّ». انظر : ظنّ.

٢ ـ فعلا ينصب مفعولا به واحدا ، إذا كانت بمعنى :

ـ قصد ، نحو : «حجوت الجامعة» ، أي : قصدتها.

ـ غلب في المحاجاة (أي اللغز) ، نحو : «حاجيته فحجوته» ، أي غلبته في اللغز.

ـ ردّ ومنع (١) ، نحو : «حجوت زيدا عن السرقة».

ـ كتم ، نحو : «حجوت السرّ» أي كتمته.

ـ ساق أو قاد ، نحو : «حجا الراعي قطيعه».

٣ ـ فعلا لازما ، إذا كانت بمعنى : أقام في المكان ، نحو : «حجا زيد في بيروت» ، أو بمعنى : بخل ، نحو : «حجوت بدراهمي».

حجّا :

تعرب مفعولا مطلقا لفعل محذوف تقديره : حججت. وهي كلمة تقال لمن أمّ الديار المقدّسة ، مع نعتها «مبرورا» ، نحو : «حجّا مبرورا»

حجازيك :

تعني : أحجز حجزا بعد حجز (والتثنية فيها للمبالغة لا لحقيقة التثنية) ، وتعرب مفعولا مطلقا نائبا عن فعله منصوبا بالياء ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محل جرّ مضاف إليه.

حجرا :

مفعول مطلق منصوب نائب عن فعله ، وتكون بمعنى «منعا» ، نحو قولك : «حجرا» ، لمن قال لك : «أتفعل هذا العمل الشائن؟» ، أو بمعنى التعوّذ ، فيقال عند حلول مكروه : «حجرا محجورا» أي : منعا ممنوعا ، وتعرب «محجورا» صفة لـ «حجرا» منصوبة بالفتحة.

حجزا :

مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره :

__________________

(١) وقد قيل إن العقل سمّي الحجا لأنه يمنع صاحبه من الفساد.

٣٤٥

أحجز ، منصوب بالفتحة الظاهرة.

حدّث :

فعل ماض ينصب ثلاثة مفاعيل ، الثاني والثالث منها أصلهما مبتدأ وخبر ، نحو : «حدّثت المعلّم الخبر صحيحا» («حدّثت» : فعل ماض مبنيّ على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرّك. والتاء ضمير متّصل مبنيّ على الضم في محل رفع فاعل. «المعلّم» : مفعول به أوّل منصوب بالفتحة. «الخبر» : مفعول به ثان منصوب بالفتحة. «صحيحا» : مفعول به ثالث منصوب بالفتحة).

وقد تسدّ «أنّ» واسمها وخبرها مسدّ المفعولين : الثاني والثالث ، نحو : «حدّثت زيدا أنّ الخبر صحيح» («زيدا» : مفعول به أول منصوب بالفتحة. والمصدر المؤوّل من «أنّ الخبر صحيح» سد مسدّ المفعولين : الثاني والثالث). وانظر : أعلم وأرى وأخواتهما.

حذاء :

بمعنى «قرب» ، وتعرب ظرف مكان منصوبا بالفتحة ، نحو : «منزلي حذاء المدرسة».

حذار :

بمعنى : «احذر» ، وتعرب اسم فعل أمر مبنيّا على الكسر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : «أنت» ، نحو : «حذار الكسل». («الكسل» : مفعول به منصوب بالفتحة).

حذاريك :

تعني : احذر حذرا بعد حذر (والتثنية فيها للمبالغة لا لحقيقة التثنية) ، وتعرب مفعولا مطلقا نائبا عن فعله ، منصوبا بالياء ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محل جرّ بالإضافة.

الحذف :

ـ إن : اللغة العربيّة لغة الإيجاز ، فقد تحذف جملة ، أو اسما ، أو فعلا ، أو حرفا ، أو حركة دون أن يقع اللبس في الكلام.

وحذف الجملة يكون في أسلوب القسم ، نحو : «والله لقد درست» حيث حذف الفعل والفاعل في «أقسم» المحذوفة. ويحذف أحيانا المبتدأ أو الخبر (انظر : المبتدأ والخبر ٦ و ١٢) ، والمضاف أو المضاف إليه (انظر : الإضافة ٦) ، والمفعول به نحو : «من اتّقى وأعطى له جزاء حسن» ، والتقدير : «من أعطى المحتاج واتّقى الله». ويحذف الحرف أحيانا لعلّة تصريفيّة ، نحو : «ق» (الأمر من

٣٤٦

«وقى») ، أو لعامل متقدّم كحذف النون من الأفعال الخمسة إذا ما تقدّمها ناصب أو جازم ، أو كحذف الألف ، أو الواو ، أو الياء ، من الفعل المضارع المعتل الآخر الذي سبق بأداة جزم (انظر : الأفعال الخمسة ، وحذف الألف ، وحذف الواو ، وحذف الياء).

حذف أحرف العلة :

تحذف أحرف العلّة من آخر الفعل المضارع المجزوم ، نجو : «لم يأت ، لم يدن ، لم يخش» ، ومن آخر فعل الأمر المعتلّ الآخر ، نحو : «ادع ، إبك ، إخش».

الحذف والإيصال :

هو النصب على نزع الخافض. انظر : المنصوب على نزع الخافض.

حرى :

١ ـ فعل ماض جامد ناقص من أفعال الرجاء ، خبره جملة فعلية فعلها مضارع مقترن بـ «أن» وجوبا ، نحو : «حرى الجائع أن يشبع». («حرى» : فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدّر على الألف للتعذّر. «الجائع» اسم «حرى» مرفوع بالضمّة. «أن» : حرف مصدري ونصب واستقبال مبني على السكون لا محل له من الإعراب. «يشبع» : فعل مضارع منصوب بالفتحة لفظا ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والمصدر المؤوّل من «أن» والفعل المضارع «يشبع» ، (أي : صاحب شبع) (١) ، في محل نصب خبر «حرى»).

ويشترط هنا أن يتأخّر خبرها عن اسمها ، كالمثال السابق ، أو أن يسبقها اسم يصلح أن يكون اسمها ضميرا عائدا عليه ، نحو : «الجائع حرى أن يشبع» («الجائع» : مبتدأ.

اسم «حرى» ضمير مستتر. المصدر المؤوّل من «أن يشبع» خبر «حرى ، وجملة «حرى» ومعموليها خبر «الجائع»).

٢ ـ فعل ماض جامد تام وذلك إذا وليتها «أن» ، نحو : «حرى أن أنجح» (المصدر المؤوّل من «أن أنجح» في محل رفع فاعل «جرى»).

حرى :

اسم بمعنى «جدير» ، وهو مصدر لفعل تام

__________________

(١) يرى بعض النجاة أنّ «أن» هنا ليست حرفا مصدريا ، لأن ذلك يؤدّي إلى ضرورة معرفة موقع المصدر المنسبك منها ومن الفعل المضارع ، والذي هو خبر «حرى» فيصير تقدير الجملة : حرى الجائع شبعه ، وهذا مناف للاستعمال العربي. ويرى آخرون أنها حرف مصدري ، وتقدير الخبر : صاحب شبع.

٣٤٧

متصرّف (ليس من أفعال الرجاء) هو : حري ، يحرى ، حرى. ويلازم الإفراد والتذكير في جميع حالاته (١) ، ويعرب حسب موقعه في الكلام ، نحو : «المجتهد حرى أن يكرم» ، «المجتهدان حرى أن يكرما» ، المجتهدات حرى أن يكرمن» ... الخ. ولفظة «حرى» في الأمثلة السابقة خبر مرفوع بالضمّة المقدّرة على الألف للتعذر.

الحرف :

هو ما دلّ على معنى في غيره ، نحو : هل في ، لم ... والحروف نوعان : حروف المباني وحروف المعاني. (انظر : المباني ، المعاني).

وهي ثلاثة أقسام : قسم مختصّ بالاسم كحروف الجرّ ، وقسم مختصّ بالفعل كحروف النصب والجزم ، وقسم مشترك بين الأسماء والأفعال كحروف العطف ، وحرفي الاستفهام : هل والهمزة.

حركات الإعراب :

راجع : علامات الإعراب.

الحركة :

هي ، في علم الصوت والنحو ، صوت صائت صغير. وفي العربيّة ثلاثة أصوات قصار هي الضمّة ، والفتحة ، والكسرة.

ويقابلها السكون.

حركة الإعراب :

انظر : علامات الإعراب.

حروف :

انظر حروف الاستثناء ، والاستفتاح ، والاستفهام ، والتوكيد ، والتحضيض ، والترجّي ... إلخ في الاستثناء ، والاستفتاح ، والاستفهام ، والتوكيد ، والتحضيض ، والترجّي ... إلخ والحروف جميعا مبنيّة على حركات أواخرها ، ولا محل لها من الإعراب.

حزيران :

اسم الشهر السادس من السنة السريانية. يعرب إعراب «أسبوع». انظر أسبوع ، وهو ممنوع من الصرف.

حسب :

فعل متصرّف من أفعال القلوب بمعنى

__________________

(١) لذلك تختلف عن الصفة المشبّهة «حريّ» ، أو حر» اللتين لا تلتزمان صيغة واحدة ، وإنما تلحقهما علامة التثنية والجمع والتأنيث ، نحو : المجتهدان حريّان أو حريان أن يفوزا ـ المجتهدتان حريّتان أو حريتان أن تفوزا ـ المجتهدات حريّات أو حريات أن يفزن ... إلخ.

٣٤٨

«ظنّ» التي للرجحان ، تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر ، نحو : «حسبت زيدا مجتهدا».

تعلّق عن العمل ، لفظا لا محلّا ، إذا فصل بينهما وبين معموليها ما له صدر الكلام (انظر : ظنّ). ويجوز أن يكون فاعلها ومفعولها ضميرين متّصلين صاحبهما واحد ، نحو : «حسبتني عالما».

حسب :

تكون :

١ ـ بمعنى «كفاية» فلا تستعمل إلّا مضافة ، وتعرب حسب موقعها في الجملة ، فتأتي نعتا كما في قولك : «مررت بتلميذ حسبك من تلميذ» ، وحالا ، نحو : «هذا زيد حسبك من مجتهد» ، ومبتدأ ، نحو قوله تعالى : (حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ) (المجادلة : ٨) ، واسما للنواسخ ، نحو قوله تعالى : (فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ) (الأنفال : ٦٢) ... الخ. ومن التراكيب الشائعة «حسبي الله» و «بحسبي الله».

ويعرب التركيب الأول كالتالي : («حسبي» : مبتدأ مرفوع بالضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء ، وهو مضاف. والياء ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محل جرّ بالإضافة. «الله» : لفظ الجلالة خبر مرفوع بالضمّة لفظا. ويعرب التركيب الثاني كالتالي : «بحسبي» : الباء حرف جرّ زائد مبنيّ على الكسر لا محل له من الإعراب.

«حسبي» : مبتدأ مرفوع ... انظر التركيب الأول).

٢ ـ بمعنى «لا غير» فتبنى على الضمّ وتعرب نعتا إذا كان الاسم قبلها نكرة ، نحو : «رأيت تلميذا حسب» ، وحالا إذا كان الاسم قبلها معرفة ، نحو : «شاهدت زيدا حسب».

(«حسب» في المثال الأوّل اسم مبنيّ على الضم في محل نصب صفة لـ «زيدا». و «حسب» في المثال الثاني اسم مبنيّ على الضم في محل نصب حال). وقد تزاد عليها الفاء نحو : «نجح طالب فحسب» : الفاء حرف زائد مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب. «حسب» : اسم مبنيّ على الضمّ في محل رفع نعت).

حسنا :

تعرب مفعولا به لفعل محذوف تقديره : «فعلت» ، أو ما يماثله في المعنى والعمل ، أو صفة منصوبة لاسم موصوف محذوف ، والتقدير : «فعلت فعلا حسنا ، أو «قلت قولا حسنا».

حشّون :

جمع «حشّ» وهو البستان أو المخرج.

٣٤٩

اسم ملحق بجمع المذكر السالم ، يرفع بالواو ، وينصب ويجر بالياء.

الحصر :

راجع : القصر (في اللغة).

حظّا سعيدا :

تعرب «حظا» مفعولا به لفعل محذوف تقديره : «أتمنّى» أو «أرجو» أو «آمل» .. الخ.

وتعرب «سعيدا» نعتا لـ «حظا» منصوبا بالفتحة.

حقّ :

اسم يدلّ على بلوغ الغاية ، وتعرب مفعولا مطلقا في نحو : «أحترمك حقّ الاحترام» (أي احتراما كاملا) ، وخبرا في نحو : «هذا حقّ المجتهد» أو «هذا حقّ مجتهد» ، أو نعتا في نحو : «أكرمتك إكراما حقّ إكرام».

حقّا :

مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره : أحقّ ، في نحو : «حقا إنك مجتهد».

الحكاية

١ ـ تعريفها : هي إيراد اللّفظ أو التعبير على حسب ما ورد عن صاحبه ، سواء كان ذلك عن طريق الكلام أم الكتابة أم القراءة ، فيحكى على لفظه ، ويكون إعرابه محلّا ، نحو قولك : «من محمّدا؟» (١) لمن قال لك : «رأيت محمّدا».

٢ ـ قسماها : الحكاية قسمان :

أ ـ حكاية كلمة ، نحو : «كتبت على اللوح : ادرس» (٢) ، ونحو : «تدخل كان (٣) على المبتدأ والخبر ...».

ب ـ حكاية جملة ، وقد تكون هذه الجملة ملفوظة ، نحو قول ذي الرمّة :

سمعت الناس ينتجعون غيثا

فقلت لصيدح انتجعي بلالا (٤)

__________________

(١) «محمدا» مبتدأ مرفوع بضمة مقدّرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية.

(٢) «ادرس» في الأصل فعل أمر مبنيّ ، وهو هنا محكيّ ، فيكون مفعولا به للفعل «كتبت» منصوبا بالفتحة المقدّرة منع من ظهورها حركة الحكاية.

(٣) «كان» في الأصل فعل ماض ناقص ، وهي هنا فاعل «تدخل» مرفوع بالضمة المقدّرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية.

(٤) «صيدح» اسم ناقة ذي الرمّة ، ممنوع من الصرف.

«بلال» : اسم الممدوح. والمعنى «سمعت هذا القول :

الناس ينتجعون غيثا». فجملة «الناس ينتجعون غيثا» مبنيّة في محل نصب مفعول به للفعل «سمعت».

٣٥٠

وقد تكون مكتوبة ، نحو قول من قرأ خاتم النّبيّ : «قرأت على فصّه : محمّد رسول الله» ، ويجوز في هذا النوع الحكاية بالمعنى ، فيقال في نحو : «سافر زياد» : قال قائل : «هاجر زياد» ، وتتعيّن الحكاية بالمعنى إن كانت الجملة ملحونة مع التنبيه على اللحن.

وحكم الجملة المحكيّة أن تكون مبنيّة ، فإن سلّط عليها عامل كان محلّها الرفع أو النصب أو الجرّ على حسب العامل ، وإلّا كانت لا محلّ لها من الإعراب.

الحكم :

هو ، في النحو ، القانون والأصلي ، فعندما نقول مثلا : «حكم المبتدأ أن يكون مرفوعا» ، فهذا يعني أنّ الأصل فيه كذلك.

حل :

اسم صوت لزجر الناقة مبنيّ على السكون لا محل له من الإعراب.

الحلق :

أحرف الحلق هي : الهمزة ، والحاء ، والخاء ، والعين ، والغين ، والهاء.

حم :

انظر : الأسماء الستّة.

حمادى :

اسم بمعنى : غاية ، لا يستعمل إلّا مضافا إلى الاسم الظاهر أو الضمير ، ويعرب حسب موقعه في الجملة ، نحو : «ابذل في سبيل وطنك حماداك». («حماداك» : مفعول به منصوب بالفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر ، وهو مضاف. والكاف ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محل جرّ بالإضافة). ونحو : «هذا حماداي». («حماداي» خبر «هذا» مرفوع بالضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر ، وهو مضاف ، والياء ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محل جرّ بالإضافة). ونحو : «حمادى الجنديّ أن يصون حدود بلاده». («حمادى» : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدّرة على الألف للتعذّر ، وهو مضاف. «الجندي» : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. والمصدر المؤوّل من «أن يصون» (أي صيانته أو صونه) ، في محل رفع خبر المبتدأ).

حمدا :

مفعول مطلق منصوب بالفتحة ، لفعل

٣٥١

محذوف تقديره : أحمد ، نحو : «حمدا لله على نعمه»

حمدل :

فعل ماض منحوت من «قال الحمد لله» مبنيّ على الفتح لفظا ، نحو : «دخل المعلم الصف ، وحمدل ، ثم بدأ بشرح الدرس».

الحمل :

هو قياس أمر على آخر وتحميله حكمه ، وهو طريق يسلكه النحاة لتفسير الظواهر النحويّة ، التي لا تنتظمها قواعد أصيلة تنسب إليها. ومنه تعليل إعراب الفعل المضارع ، فقد قال النحاة : إن الفعل المضارع قد أعرب لحمله على الاسم ، فهو يشبهه في الإبهام والتخصيص وقبول لام الابتداء ، ومشابهة اسم الفاعل في الحركات والسكنات وعدد الحروف.

حمون :

جمع «حم» في بعض اللهجات العربيّة.

اسم ملحق بجمع المذكر السالم ، يرفع بالواو ، وينصب ويجر بالياء.

حنانيك :

مفعول مطلق معناه : تحنّنا بعد تحنّن (والتثنية فيه للمبالغة لا لحقيقة التثنية) نائب عن فعله ، منصوب بالياء لأنّه مثنّى ، وهو مضاف. والكاف ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محل جرّ بالإضافة.

حوال :

ظرف مكان منصوب بالفتحة ، في نحو : «جلس الطلاب حوال معلمهم».

حوالي :

مثنّى «حوال» ، ظرف منصوب بالياء لأنّه مثنّى.

حول :

مثل : «حوال» في الإعراب. انظر : حوال.

حولى :

مثل : «حوال». انظر : حوال.

حوليه :

مثنّى «حول». ظرف منصوب بالياء لأنّه

٣٥٢

مثنى ، نحو : «جاء المعلّم وجلس الطلاب حوليه».

حيّ ، حيّ :

اسم فعل أمر بمعنى «أقبل» ، وهو ملازم لصيغته ، فلا يتصرّف ، ويخاطب به المفرد ، والمثنى ، والجمع مذكّرا ومؤنّثا ، ويقدّر الفاعل بحسب المخاطب ، نحو : «حيّ على الصلاة».

(«حيّ» : اسم فعل امر مبنيّ على الفتح أو على الكسر الظاهر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : «أنت» ، إذا كان المخاطب مفردا مذكّرا ، وتقديره «أنت» إذا كان المخاطب مفردا مؤنثا ، و «أنتما» إذا كان مثنّى ... الخ. «على» : حرف جرّ مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب متعلّق باسم الفعل «حيّ». «الصلاة» : اسم مجرور بالكسرة الظاهرة).

حيال :

ظرف مكان بمعنى : قبالة أو إزاء منصوب بالفتحة ، نحو : «جلست حيال الحائط» ، وقد تجرّ ، نحو : «جلست بحيال الحائط».

حيث :

ظرف مكان اتفاقا (١) مبني على الضم في محل نصب ، والغالب كونها في محل نصب على الظرفيّة ، نحو : «اجلس حيث تكون سعيدا» («حيث» : ظرف مكان مبنيّ على الضم في محل نصب على الظرفيّة متعلّق بالفعل «اجلس») ، أو خفض بـ «من» ، أو «إلى» ، أو الباء ، أو «في» ، نحو الآية : (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) (البقرة : ١٤٩) «حيث» ظرف مكان متعلق بالفعل «ولّ» مبنيّ على الضم في محل جرّ بحرف الجرّ) ، أو خفض بالإضافة ، نحو قول زهير بن أبي سلمى :

فشدّ ولم يفزع بيوتا كثيرة

لدى حيث ألقت رحلها أمّ قشعم

(«حيث» : ظرف مكان متعلّق بالفعل : «يفزع». مبنيّ على الضم في محل جرّ بالإضافة). وقد تقع مفعولا به ، نحو الآية : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ) (الأنعام : ١٢٤). (حيث ظرف مكان مبنيّ على الضم في محل نصب مفعول به للفعل «يعلم» المحذوف) (٢). وتلزم «حيث» الإضافة إلى جملة اسميّة ، نحو : «سأسكن حيث الأمن مستتبّ» («حيث» : ظرف مكان مبنيّ على الضم في محل نصب مفعول به ، وجملة «الأمن

__________________

(١) وقال بعضهم إنها ترد للزمان أحيانا.

(٢) لا لـ «أعلم» المذكور لأنه أفعل تفضيل ، وأفعل التفضيل لا ينصب المفعول به.

٣٥٣

مستتبّ» الاسميّة في محل جرّ مضاف إليه) ، أو إلى جملة فعليّة ، نحو الآية : (فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً) (البقرة : ٥٨) (حيث : ظرف مكان مبنيّ على الضم في محل نصب مفعول فيه متعلّق بالفعل «فكلوا» ، وجملة «شئتم» الفعليّة في محل جرّ بالإضافة). وقد ندر إضافتها إلى المفرد ، كقول الشاعر :

ونطعنهم تحت الحيا بعد ضربهم

ببيض المواضي حيث ليّ العمائم

ملحوظة : قد تلحق «ما» الحرفيّة الزائدة «حيث» ، فتصبحان كلمة واحدة مبنيّة على السكون ، تجزم فعلين ، نحو : «حيثما تجلس أجلس». («حيثما» : اسم شرط للمكان مبنيّ على السكون في محل نصب مفعول فيه متعلّق بفعل الشرط «تجلس»).

حيث بيث :

تعرب في نحو : «تركت الصحراء حيث بيث (أي مبحوثا عن أهلها) اسما مركّبا مبنيّا على فتح الجزءين في محل نصب حال.

حيثما :

أصلها «حيث» الظرفيّة ثمّ زيدت «ما» الحرفيّة عليها ، فصارتا كلمة واحدة مبنيّة على السكون ، وهي اسم شرط جازم فعلين.

انظر : حيث (الملحوظة).

حيص بيص ، أو حيص بيص :

لفظ مركّب من كلمتين معناهما اختلاط أو شدّة أو حيرة لا محيص عنها ، وهو مبنيّ على فتح الجزءين ، ويعرب حسب موقعه في الجملة ، نحو : «وقعنا في حيص بيص».

(«حيص بيص» : اسم مركّب مبنيّ على فتح الجزءين في محل جرّ بحرف الجرّ) ، ونحو قول سعيد بن جبير : «أثقلتم ظهره ، وجعلتم الأرض عليه حيص بيص». («حيص بيص : اسم مركّب مبنيّ على فتح الجزءين في محل نصب مفعول به ثان).

حين :

ظرف زمان ، ويكون :

ـ مبنيّا إذا أضيف إلى جملة فعليّة ، فعلها فعل ماض ، غير ناقص ، نحو : «سررت حين رأيتك» («حين» : ظرف زمان مبنيّ على الفتح في محل نصب على الظرفيّة. وجملة «رأيتك» في محل جرّ بالإضافة) ، ونحو قول الشاعر :

على حين عاتبت المشيب على الصّبا

وقلت : ألمّا أصح والشّيب وازع؟

(«حين» : ظرف زمان مبنيّ على الفتح في

٣٥٤

محل جرّ بحرف الجر).

ـ معربا إذا أضيف إلى جملة صدرها معرب ، كأن يضاف إلى جملة فعليّة فعلها مضارع ، نحو : «زيد كريم على حين يتباخل إخوته» («حين» : اسم مجرور بالكسرة الظاهرة) أو جملة اسميّة ، نحو : «زيد كريم على حين الكرام قلائل». وكذلك يعرب إذا أضيف إلى مفرد (١) ، نحو : «انتظرتك حين الانصراف» («حين» : ظرف مكان منصوب بالفتحة).

ملحوظتان : ١ ـ تدخل على «حين» التاء نادرا ، نحو قول أبي وجرة :

العاطفون تحين ما من عاطف

والمطعمون زمان أين المطعم؟

وذهب بعض النحاة إلى أن أصل «تحين» في هذا البيت : لات حين ، فحذفوا «لا» من «لات» ، وزادوا «ما» عوضا منها و «من» لتأكيد النفي ، ثم وصلوا التاء الباقية من «لات» بـ «حين».

٢ ـ قد تأتي «حين» بمعنى الدهر أو الوقت المبهم ، فتنوّن وتصلح لجميع الأزمان طالت أم قصرت ، وتعرب حسب موقعها في الجملة نحو الآية : (وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ) (الصافات : ١٧٨) («حين» : اسم مجرور بالكسرة الظاهرة) ، ونحو الآية : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) (الإنسان : ١). («حين» : فاعل «أتى» مرفوع بالضمة الظاهرة) ، ونحو ؛ «انتظرتك حينا» («حينا» : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة).

حينا :

ظرف زمان منصوب بالفتحة في نحو : «انتظرتك حينا».

حينئذ :

مركّبة من «حين» و «إذ» ، نحو : «زرتك وكنت حينئذ خارج القرية». («حينئذ» : حين : ظرف زمان منصوب بالفتحة ، متعلّق بالفعل «زرتك». وهو مضاف. «إذ» ظرف زمان مبنيّ على السكون المقدّر لاشتغال المحل بتنوين العوض في محلّ جرّ بالإضافة.

والتنوين في «إذ» هو تنوين عوض ، ناب عن جملة محذوفة ، والتقدير : وكنت حين إذ (٢) زرتك خارج القرية).

حينما :

مركّبة من الظرف «حين» و «ما» الحرفيّة

__________________

(١) المراد بالمفرد هنا ما ليس بجملة ولا بشبه جملة.

(٢) لاحظ أننا نفصل «حين» عن «إذ» في حال تسكين هذه الأخيرة.

٣٥٥

الزائدة ، وتتضمّن معنى الشرط غير الجازم ، وتعرب إعراب «حين». انظر : حين. و «ما» حرف زائد أو مصدريّ. ولك أن تعربها على أنها كلمة واحدة مبنيّة على السكون.

حيّهل ـ حيّهل ـ حيّهلا :

أسماء أفعال للأمر مبنيّة على حركات أواخرها ، بمعنى : هلمّ أو أقبل أو عجّل ، وأصلها «حيّ» بمعنى : «عجّل» ، و «هلا» التي للحثّ والاستعجال ، وفاعلها ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : «أنت». وإذا كانت مع كاف الخطاب «حيّهلك حيّهلك ، حيّهلكما ...» يقدّر الفاعل بحسب المخاطب ، فيكون التقدير : «أنت» ، أو «أنت» أو ، «أنتما» ، أو «أنتم» ، أو «أنتنّ». والكاف حرف خطاب مبنيّ على حركة آخره ، لا محل له من الإعراب.

ملحوظتان : ١ ـ تكتب أسماء الأفعال هذه موصولة كما سبق ، أو مفصولة : حيّ هل ، حيّ هل ، حيّ هلا.

٢ ـ قد تتعدّى أسماء الأفعال هذه بنفسها ، نحو : «حيّهل الأمر» (أي : إيته) ، أو بحرف الجرّ «على» ، نحو : «حيّهل إلى العمل» ، أو بالباء ، نحو : «حيّهل بالعمل».

٣٥٦

باب الخاء

خاصّة :

حال منصوبة بالفتحة الظاهرة في نحو : «أحبّ الفاكهة خاصّة (١) العنب» («العنب» : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة). أمّا إذا كانت مقرونة بالواو ، فإنها تعرب مفعولا مطلقا لفعل محذوف تقديره «أخصّ» منصوبا بالفتحة لفظا ، نحو : «أحبّ المطالعة وخاصّة الصّحف» («الصحف» : مفعول به للمصدر خاصة منصوب بالفتحة). وقد تجرّ ، نحو : «أحبّ المطالعة وبخاصّة مطالعة الصحف».

(«مطالعة» : مبتدأ مؤخّر مرفوع بالضمّة).

الخافض :

هو الجار. راجع : الجار.

خال :

تأتي :

١ ـ من أفعال القلوب التي تفيد الظنّ الذي للرجحان أو اليقين ، والغالب كونها للرجحان ، تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر. ومثالها في الرجحان قول الشاعر :

إخالك (٢) إن لم تغضض الطرف ذا هوى

يسومك ما لا يستطاع من الوجد

ومثالها في اليقين قول الشاعر :

دعاني الغواني عمّهنّ وخلتني

لي اسم ، فلا أدعى به وهو أوّل

(«خلتني» : فعل ماض مبنيّ على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرّك. والتاء ضمير متّصل مبنيّ على الضمّ في محل رفع فاعل. والنون حرف للوقاية مبنيّ على الكسر لا محل له من الإعراب. والياء ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محل نصب مفعول به. «لي» : اللام حرف جر مبنيّ على الكسر لا محل له من الإعراب ، متعلّق بخبر

__________________

(١) خاصة : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة ، وفاعل «خاصة» ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا.

(٢) لاحظ أنّ مضارع «خال» : «إخال» بكسر الهمزة وهو سماعيّ مخالف للقياس.

٣٥٧

مقدّم محذوف تقديره : «كائن». والياء ضمير متّصل مبنيّ على السكون ، وقد حرّك بالفتح منعا من التقاء ساكنين ، في محل جرّ بحرف الجر. «اسم» : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، والجملة الاسميّة «لي اسم» ، في محل نصب مفعول به ثان للفعل «خال»).

وقد تعلّق عن العمل لفظا لا محلّا (انظر : ظنّ وأخواتها). ويجوز أن يكون فاعلها ومفعولها ضميرين متصلين صاحبهما واحد كالمثل السابق.

٢ ـ فعلا لازما من «الخيلاء» ، بمعنى : «تكبّر» أو بمعنى : «عرج» ، فيكون في الحالتين فعلا لازما ، نحو : «خال الغنيّ».

الخالفة :

هي ، عند بعضهم ، أسماء الأفعال ، وقد سمّاها كذلك لأنها تخلف الأفعال في الدلالة على مقاصدها. راجع : اسم الفعل.

خامس :

مثل «ثالث». راجع : ثالث.

خامس عشر :

مثل «ثالث عشر». راجع : ثالث عشر.

خامس وأربعون ـ خامس وتسعون ـ خامس وثلاثون ـ خامس وثمانون ـ خامس وخمسون ـ خامس وسبعون ـ خامس وستون ـ خامس وعشرون :

مثل «ثالث وأربعون». انظر : ثالث وأربعون.

خامسة :

مثل «ثالثة». راجع : ثالثة.

خامسة عشرة :

مثل «ثالثة عشرة». راجع : ثالثة عشرة.

خامسة وأربعون ـ خامسة وتسعون ـ خامسة وثلاثون ـ خامسة وثمانون ـ خامسة وخمسون ـ خامسة وسبعون ـ خامسة وستون ـ خامسة وعشرون.

مثل «ثالثة وأربعون». راجع : ثالثة وأربعون.

٣٥٨

خباث :

يا خباث (سبّ للأنثى) ، «خباث» : منادى مبنيّ على الكسر في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف.

خبث :

يا خبث. (لسبّ المذكّر). «خبث» : منادى مبنيّ على الضم في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف.

الخبر :

ـ في النحو : يأتي بستة أوجه :

١ ـ خبر المبتدأ. ٢ ـ خبر «كان» وأخواتها. ٣ ـ خبر «إنّ» وأخواتها. ٤ ـ خبر «كاد» وأخواتها. ٥ ـ خبر «ليس» وأخواتها. ٦ ـ خبر «لا» النافية للجنس.

انظر : المبتدأ والخبر ، كان وأخواتها ، إن وأخواتها ، كاد وأخواتها ، ليس وأخواتها ، لا النافية للجنس.

ـ في علم المعاني : جانب من قسمي الكلام الذي درج علماء البلاغة على تقسيمه إلى كلام خبريّ ، وكلام إنشائيّ.

وموجز ما قيل في تحديد الخبر من أقوال كثيرة شارك فيها البلاغيّون ، والمتكلّمون ، والمعتزلة ، أنه الكلام الذي يصحّ أن يقال لقائله إنّه صادق فيه ، أو كاذب. فإن كان الكلام مطابقا للواقع ، كان قائله صادقا ، وإن كان غير مطابق له ، كان قائله كاذبا.

أما الكلام الإنشائي فهو الذي لا يحتمل الصّدق والكذب ، من حيث أن معناه ، قبل النطق بلفظه ، لا وجود لما يطابقه ، أو لا يطابقه. وهو يكون بصيغة الأمر ، والنهي ، والاستفهام ، والتمنّي ، والنداء ، وقد تخرج هذه الصيغ عن حقيقة معانيها الأصلية لتفيد معاني أخرى ، كالدّعاء ، والتحقير ، والتحسّر ، والالتماس ، والإرشاد ، والتوبيخ ، والتهديد ، والتيئيس ، والنّفي ، والتعجّب ، والتّعظيم ، والإثبات والإنكار ، والتّهكّم ، والتّشويق ، والتّحريض ، وغير ذلك مما هو مثبت بتفصيل في مكانه من علم المعاني.

وأما الخبر فهو جملة اسميّة ، أو فعليّة ، لها ركنان : محكوم عليه ، وهو المسند إليه ؛ ومحكوم به ، وهو المسند ، وما زاد على ذلك في الجملة الخبرية فهو قيد ، ما عدا المضاف إليه ، وصلة الموصول. فإذا قلنا : «فصل الربيع جميل هذا العام». فإن المحكوم عليه بالجمال هو «فصل الربيع» ، أي المسند إليه الجمال. والذي حكم

٣٥٩

به ، أو المسند ، هو «جميل». وأما ما ورد في الجملة ، عدا المضاف إليه ، أي «هذا العام» فهو قيد ، لأنه يقيّد الجملة الخبرية بإطار زمنّي.

والأصل في الخبر أن يلقى لأحد غرضين :

١ ـ إفادة المخاطب بحكم يجهله ، ويسمّى هذا النوع «فائدة الخبر».

٢ ـ إفادة المخاطب أنّ المتكلّم يعرف أيضا ما يعرفه المخاطب. ويسمّى هذا النوع «لازم الفائدة». وهو يأتي عموما في مواضع المدح والعتاب واللوم ، وما أشبه ذلك من كلّ موضع يأتي فيه إنسان ما عملا ما ، ثم يأتي آخر فيخبره به ، لا على أساس أن المخاطب يجهله ، بل على أساس أن المتكلّم عالم به.

وقد يخرج الخبر عن الغرضين السابقين ليفيد أغراضا أخرى تستفاد بالقرائن ، ومن سياق الكلام ، وأهمها : الاسترحام والاستعطاف ، والتّحريض ، والتّحسّر ، والتّهليل ، والتّوبيخ ، والتّحذير ، والفخر ، والمدح ، وغير ذلك مما هو مبيّن في مواضعه من علم المعاني.

وقد تختلف صور الخبر ، في أساليب اللغة ، باختلاف أحوال المخاطب. ولذا لا يكون الخبر بليغا كيفما كانت صورته ، بل ينبغي أن يلائم المقام الذي يقال فيه ، ويناسب حال المخاطب الذي يلقى إليه. والمخاطب هو في إحدى ثلاث حالات :

١ ـ فإمّا أن يكون خالي الذهن تماما من الخبر ، وعندئذ تقتضي بلاغة الكلام أن يلقى إليه الخبر مجرّدا من أيّ شكل من أشكال التأكيد.

٢ ـ وإما أن يكون على علم ما بالخبر ، ولكنّ علمه به يشوبه الشّكّ ، ويحتاج إلى معرفة اليقين. وفي هذه الحالة تقتضي البلاغة توكيد الخبر بإحدى وسائل التأكيد المأثورة.

٣ ـ وإمّا أن يكون المخاطب على علم بالخبر ، ولكنّه منكر له ، معتقد خلافه. وحينئذ يجب توكيد الكلام بمؤكّد ، أو بمؤكّدين وأكثر ، على حسب درجة الإنكار والشّكّ عند المخاطب. وأدوات التّوكيد ، وصيغه ، كثيرة يمكن مراجعتها في كتب اللغة المتداولة ، وأشهرها إنّ ، وأنّ ، ولام الابتداء ، وأحرف التّنبيه ، والقسم ، ونون التّوكيد ، وتكرار اللفظ ، وقد ، وأمّا الشرطية ، وإنما ، وضمير الفصل ...

خبّر :

من أخوات «أعلم» و «أرى» ، تنصب ثلاثة مفاعيل ، أصل الأوّل اسم ظاهر أو ضمير ، والثاني والثالث مبتدأ وخبر ، نحو : «خبّرت زيدا الخبر صادقا». وقد تسدّ «أنّ»

٣٦٠