* * *
التّصغير :
١ ـ تعريفه وفائدته : هو تغيير في بنية الكلمة ، وفائدته تصغير حجمه (نحو : كتيّب) ، أو تقليل كمّيته (نحو : دريهمات) ، أو تحقيره (نحو : شويعر) ، أو تقريب زمانه (نحو : قبيل الظهر) ، أو تقريب المسافة (نحو : فويق الطاولة) ، أو التحبّب (نحو : بنيّ).
٢ ـ شروطه : من شروط التصغير :
أ ـ أن يكون اسما ، فلا يصغّر الفعل ولا الحرف ، وشذّ تصغير التعجّب ، نحو : «ما أميلحه».
ب ـ ألّا يكون متوغّلا في شبه الحرف ، فلا تصغّر الضمائر ، ولا «من» و «كيف» ونحوهما.
ج ـ أن يكون خاليا من صيغ التصغير وشبهها ، فلا يصغّر نحو «كميت» لأنه على صيغة التصغير.
د ـ أن يكون قابلا لصيغة التصغير ، فلا تصغّر الأسماء المعظّمة كأسماء الله وأنبيائه وملائكته ، ولا جمع الكثرة ، ولا أسماء الشهور ، ولا «غير» ، و «سوى» ، و «الأسبوع» و «البارحة».
٣ ـ أوزانه : للتصغير ثلاثة أوزان ، وهي :
أ ـ فعيل ، ويصغّر على هذا الوزن ما كان على ثلاثة أحرف ، نحو : «قلم قليم ، جبل جبيل».
ب ـ فعيعل ، ويصغّر على هذا الوزن ما كان على أربعة أحرف ، نحو : «جعفر جعيفر ، زينب زيينب» ؛ وما كان على خمسة أحرف أصليّة ، نحو : «سفرجل سفيرج (١) ، فرزدق فريزق» ؛ وما بلغت أحرفه بالزيادة أكثر من أربعة ممّا ليس رابعه حرف علّة ، ويتم التصغير في هذه الحالة بحذف الحرف الزائد (٢) ، نحو : «غضنفر غضيفر».
ج ـ فعيعيل ، ويصغّر عليه ما كان على خمسة أحرف ممّا رابعه حرف علّة ، نحو : «عصفور عصيفير ، قنديل قنيديل».
٤ ـ تصغير ما ثانيه حرف علّة : إذا صغّرت ما ثانيه حرف علّة ، رددت حرف العلّة إلى أصله ، نحو : «باب بويب ، ميزان مويزين ، ناب نييب ، دينار دنينير» (٣) ، فإن كان حرف العلّة مجهول الأصل ، نحو :
__________________
(١) ويجوز «سفيريج».
(٢) فإن كانت فيه زيادتان فأكثر ، نبنيه على أربعة أحرف ، ونحذف من زوائده ما هو أولى بالحذف ، نحو : «مقاتل مقيتل ، متدحرح دحيرج ، مستخرج مخيرج». وأمّا تاء التأنيث ، وألفه الممدودة ، والألف والنون الزائدتان فتثبت في كل الأحوال ، نحو : «مسلمة مسيلمة ، هندباء هنيدباء ، زعفران زعيفران».
(٣) أصل «دينار» : دنّار ، بدليل أنك تقول في جمعه : دنانير ، ولذلك عادت ياء «دينار» إلى أصلها (النون) في التصغير.
«عاج» ، أو زائدا ، نحو : «شاعر» ، أو مبدلا من همزة ، نحو «آمال» ، قلبته إلى واو ، فتقول : عويج ، شويعر ، أويمال. وقد شذّ تصغير «عيد» على «عييد» والقياس «عويد» (١).
٥ ـ تصغير ما ثالثه حرف علّة :
يصغّر ما ثالثه حرف علّة ، بقلب هذا الحرف ياء ثمّ ادغام هذه الياء بياء التصغير ، نحو : «عصا عصيّة ، دلو دليّة ، جميل جميّل» ، أمّا ما كان آخره ياء مشدّدة مسبوقة بحرفين ، فإن ياءه تخفّف ثمّ تدغم بياء التصغير ، نحو : «ذكيّ ذكيّ ، عليّ عليّ» ، فإن سبقت الياء المشدّدة بأكثر من حرفين ، صغّر الاسم على لفظه ، نحو : «كرسيّ كريسيّ ، مصريّ مصيريّ».
٦ ـ تصغير ما رابعه حرف علّة : يصغّر ما رابعه حرف علّة بقلب ألفه أو واوه ياء ، وترك الياء على حالها ، نحو : «منشار منيشير ، أرجوحة أريجيحة ، قنديل قنيديل».
٧ ـ تصغير ما حذف منه شيء : يصغّر ما حذف منه شيء بردّ المحذوف ، نحو : «يد يديّة ، دم دميّ ، أخ أخيّ ، أخت أخيّة ، زنة وزينة». وإن كان في أوّله همزة وصل ، فإننا نحذفها ونردّ المحذوف ، نحو : «ابن بنيّ ، ابنة بنيّة ، امرأ مريء ، امرأة مريئة» ، وإن سمّيت بنحو «قل» و «بع» ، قلت في التصغير : «قويل» و «بويع».
٨ ـ تصغير المؤنّث : يصغّر المؤنّث الثلاثي الخالي من التاء ، بإلحاق التاء به ، نحو : «دار دويرة ، شمس شميسة ، هند هنيدة» ، إلّا إذا لزم من ذلك التباس المفرد بالجمع ، أو المذكّر بالمؤنّث ، فتترك التاء ، نحو : «بقر بقير ، خمس خميس» (٢) وكذلك تلحق التاء اسم المرأة المنقول عن مذكّر ، نحو : «بدر (اسم امرأة) بديرة». أمّا المؤنّث الرّباعي فما فوق ، فلا تلحقه تاء التأنيث ، نحو : «زينب زيينب ، عجوز عجيّز».
٨ ـ تصغير المركّب : يصغّر العلم المركّب تركيبا إضافيّا ، أو مزجيّا ، بتصغير جزئه الأوّل ، وترك الثاني على حاله ، نحو : «عبد الله عبيد الله ، معديكرب معيديكرب».
أمّا المركّب تركيب جملة ، نحو : «تأبّط شرّا» فلا يصغّر.
٩ ـ تصغير الجمع : يصغّر جمع القلّة على لفظه ، نحو : «أعمدة أعيمدة ، أحمال أحيمال» ، وكذلك اسم الجمع ، نحو : «ركب ركيب». وأمّا جمع الكثرة ، فيردّ إلى مفرده ، ثمّ يصغّر ، ثمّ يجمع جمع مذكّر سالم ، إن كان للعاقل ، وجمع مؤنّث سالم إن كان لغير
__________________
(١) لأنّه من «عاد يعود» ، وكذلك شذّ جمع «عيد» على «أعياد» والقياس : أعواد.
(٢) أمّا «بقيرة» و «خميسة» فتصغير «بقرة» و «خمسة».
العاقل ، نحو : «شعراء شويعرون ، كتّاب كويتبون ، كتب كتيّبات ، عصافير عصيفرات».
١٠ ـ تصغير أسماء الإشارة والموصول : سمع التصغير في خمسة أسماء إشارة ، وهي : ذا ، وتا ، وذان ، وتان ، وأولاء ، فقيل في تصغيرها : ذيّا ، وتيّا ، وذيّان ، وتيّان ، وأوليّاء (١). وأما أسماء الموصول ، فقد صغّروا منها : الذي ، التي ، اللذان ، اللذين ، اللتان ، اللّتين ، الذين ، فقيل في تصغيرها : اللّذيّا ، اللّتيّا (٢) ، اللّذيّان ، اللّذيّين ، اللّتيان ، اللّتيّين ، اللّذيّون ، اللّذيّين.
تصغير الترخيم : هو «تصغير الاسم الصالح للتصغير الأصليّ بعد تجريده ممّا فيه من أحرف الزيادة» (٣). فإن كانت أصوله ثلاثة صغّر على «فعيل» ، نحو : «عاطف عطيف ، حامد حميد ، حمدان حميد ، محمود حميد» (٤) ، وإن كانت أربعة ، صغّرت على «فعيعل» ، نحو : «قرطاس قريطس ، عصفور عصيفر». وإذا كان المصغّر تصغير ترخيم مؤنّثا وثلاثيّ الأصول ، لحقته التاء ، نحو : «سعاد سعيدة ، سوداء سويدة» ، أمّا الأوصاف الخاصّة بالمؤنّث ، فلا تلحقها التاء ، نحو : «حائض حييض ، طالق طليق».
التّصوّر :
هو إدراك المفرد ، أي تعيينه ، وهو من معاني «الهمزة» التي تأتي للتصوّر والتصديق.
أمّا «هل» فلا تأتي إلّا للتصديق. وباقي أدوات الاستفهام لا تأتي إلّا للتصوّر.
وجواب الاستفهام المقصود منه التصوّر يكون بالتعيين ، نحو : «أنجحت أم رسبت؟» ؛ «كيف صحّتك؟» ؛ «من أين أتيت؟» ، «من أنت؟» ... والمستفهم عنه بالهمزة التي للتصوّر يلي الهمزة مباشرة ، نحو : «أأنت تزوّجت أم أخوك؟» ، «أكتابا اشتريت أم دفترا؟» «أساعة درست أم ساعتين؟» ... ويذكر له في الغالب معادل بعد «أم» ، كالأمثلة السابقة ، وقد يحذف ، نحو الآية : (أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ؟) (الأنبياء : ٦٢) والتقدير : أم غيرك. «وأم» التي تأتي بعد همزة التصوّر تكون متّصلة ، بمعنى أنّ ما بعدها يدخل في حيّز الاستفهام السابق عليها (انظر : أم).
التصويب :
هو ، في النحو ، الحكم بعدم مجاوزة
__________________
(١) ويقال «أوليّا» في تصغير «أولى» وهي لغة بني تميم.
(٢) ويقال في جمعها : «اللّتيّات».
(٣) أي الأحرف الزائدة فيه والتي تبقى في تصغير غير الترخيم ، كما سيتّضح من الهامش اللاحق.
(٤) أمّا إذا صغّرت «حامدا» و «حمدان» و «محمودا» تصغير غير ترخيم ، فإنك تقول : حويمد ، حميدان ، محيميد».
الصواب ، أو هو تصحيح الخطأ.
التصيير :
راجع أفعال التصيير في «ظنّ وأخواتها» (٢).
التّضعيف :
هو ، في علم الصّرف ، تشديد الحرف ، أي زيادة حرف مجانس له ، وإدغامه فيه ، نحو : «قدّم ، علّم ، خبّر». والتضعيف أحد وسائل تعدية الفعل اللازم. انظر : الفعل اللازم (٤ ـ ب).
التضمّن :
راجع «دلالة التضمّن» في «الدلالة».
التّضمين :
هو ، في النحو ، «أن يؤدّي فعل أو ما في معناه في التعبير مؤدّى فعل آخر أو ما في معناه ، فيعطى حكمه في التعدية واللزوم» ، نحو الآية : (وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ) (البقرة : ٢٣٥) حيث ضمّن الفعل «تعزموا» معنى الفعل «تنووا» ، فعدّي بنفسه ، وهو يتعدّى بـ «على» في الأصل. ونحو الآية : (لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى) (الصافات : ٨) حيث ضمّن الفعل «يسمعون» الذي يتعدّى بنفسه ، معنى الفعل «يصغون» فعدّي بـ «إلى» كما يتعدّى «يصغون» (١). وقد أجاز مجمع اللغة العربيّة في القاهرة التضمين بثلاثة شروط :
١ ـ تحقّق المناسبة بين الفعلين.
٢ ـ وجود قرينة تدل على ملاحظة الفعل الآخر ، ويؤمن معها اللبس.
٣ ـ ملاءمة التضمين للذوق العربيّ.
التطابق :
هو ، في النحو ، التماثل في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث ، وذلك بين المبتدأ والخبر ، والصفة وموصوفها ، والحال وصاحبها ، والضمير ومرجعه. أمّا تطابق
__________________
(١) ومن التضمين الآية : (وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ) (البقرة : ٢٢٠) حيث ضمّن الفعل «يعلم» معنى الفعل «يميّز». وقد وجّه إلى التضمين الطعن في وجوده ، إد ما الدليل على أنّ اللفظ الذي قيل إن التضمين قد جرى فيه ، ليس حقيقة لغويّة أصيلة؟ فقد «ورد إلينا اللفظ لازما متعدّيا في كلام قديم كثير يحتجّ به ، فما الدليل القويّ على أنّ تعديته أو لزومه ليست أصيلة من أوّل أمرها ، وليست مجازا ، وإنّما جاءت من الطريق الذي يسمّونه «التضمين»؟».
ضمير الغائب مع مرجعه ، فيتم كما يلي :
١ ـ إذا كان مرجع الضمير مفردا (مذكّرا أو مؤنّثا) ، أو مثنّى (مذكّرا أو مؤنّثا) ، أو جمع مذكر سالما ، وجبت المطابقة ، نحو : «القمر ظهر ، والشمس أشرقت ، والطالبان نجحا ، والفتاتان نجحتا ، والمعلمون حضروا».
٢ ـ إذا كان المرجع جمع مؤنث سالما لغير العاقل ، جاز أن يكون ضميره مفردا مؤنثا ـ وهذا هو الأفضل ـ أو نون النسوة ، نحو : «البحيرات تجمّدت أو تجمّدن».
٣ ـ إذا كان المرجع جمع مؤنث سالما أو غير سالم للعاقل ، فالأولى أن يكون ضميره نون النسوة ، نحو : «الطالبات نجحن ، والنساء حضرن» ، ويجوز أن يكون مفردا مؤنّثا ، نحو : «الطالبات نجحت ، والنساء حضرت».
٤ ـ إذا كان المرجع جمع تكسير مفرده مذكّر عاقل ، جاز أن يكون ضميره واو الجماعة مراعاة للفظ الجمع ، وأن يكون مفردا مؤنّثا ، نحو : «التلاميذ نجحت أو نجحوا» ؛ أمّا إذا كان مفرد المرجع مذكّرا غير عاقل ، أو مؤنّثا غير عاقل ، فإنه يجوز في الضمير أن يكون مفردا مؤنّثا ، وأن يكون نون النسوة ، نحو : «الدروس درست أو درسن».
٥ ـ إذا كان المرجع اسم جمع غير خاص بالنساء ، جاز أن يكون الضمير مفردا مذكّرا ، أو واو الجماعة ، نحو : «الوفد مسافر أو مسافرون».
٦ ـ إذا كان المرجع اسم جنس جمعيّا ، جاز في ضميره أن يكون مفردا مذكّرا أو مؤنثا ، نحو : «النخل أثمر أو أثمرت».
التّعاطف :
هو ، في النحو ، ترابط الكلم بعضا ببعض.
تعال :
فعل أمر جامد مبنيّ على حذف حرف العلة في نحو : «تعال يا سمير» ، وعلى حذف النون في نحو : «تعالى ، يا سميرة» ، «تعاليا ، يا زيد وسمير» ، «تعالوا ، أيها الطلاب».
التعبير :
لفظ ، أو جملة ، أو أكثر تستخدم للإفصاح عن أمر ، ومنه التعبير العاميّ وهو الذي يعتمد اللغة المحكيّة ، والتعبير المأثور وهو الذي يلازم صورة واحدة في الاستعمال دون تغيير ، نحو المثل العربيّ : «الصيف ضيّعت اللّبن» لمن يطلب الشيء بعد فوات الأوان.
التّعجّب :
١ ـ تعريفه : هو «شعور داخليّ تنفعل به النفس حين تستعظم أمرا نادرا ، أو لا مثيل له ، أو مجهول الحقيقة ، أو خفي السبب».
٢ ـ أساليبه : للتعجّب أساليب كثيرة تنحصر في نوعين :
أ ـ مطلق ، لا تحديد له ، ولا ضابط ، ويفهم بالقرينة ، ومنه «لله درّ فلان» ، و «سبحان الله» ، و «يا لك» ، أو «يا له» أو «يا لي» ، واستخدام الفعل «شدّ» و «العجب» ومشتقاته.
ب ـ اصطلاحيّ قياسيّ ، وله ثلاث صيغ قياسيّة : أوّلها «ما أفعله» ، نحو : «ما أجمل السّماء!» (١) ، وثانيها «أفعل به» ، نحو : «أجمل بالصّدق!» (٢) ، وثالثها «فعل» اللازم ، الذي أصله متعد ، فحوّل إلى هذا الباب بقصد التعجّب ، نحو : «سبق العالم وفهم!» (أي : ما أسبقه وأفهمه!).
٣ ـ شروط فعلي التعجّب : يشترط في الفعل الذي تبنى منه الصّيغتان القياسيّتان : «ما أفعله!» ، و «أفعل به!» ثمانية شروط :
أ ـ أن يكون ماضيا.
ب ـ ثلاثيّا ، أو رباعيّا على وزن «أفعل» ، نحو : «ما أظلم عقول الكسالى!» ، و «أظلم بعقول الكسالى!». ومن الشاذ قولهم : «ما أخصره!» من «اختصر» ، وهو خماسيّ ، ومبنيّ للمجهول.
ج ـ متصرّفا في الأصل تصرّفا كاملا ، قبل أن يدخل في الجملة التعجّبيّة (٣) ، لذلك لا يصاغان من «ليس» ، و «عسى» و «نعم» ... الجامدة ، ولا من «كاد» الناقصة التصرّف.
د ـ أن يكون معناه قابلا للتفاضل
__________________
(١) «ما» نكرة تامّة مبنيّة على السكون في محل رفع مبتدأ. «أجمل» : فعل ماض جامد مبنيّ على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا على خلاف الأصل ، تقديره : هو ، يعود على «ما». «السماء» : مفعول به منصوب بالفتحة لفظا. ويلاحظ أنّ المفعول به هنا فاعل في المعنى والأصل ، لهذا لا يصحّ التعجّب إن كان المفعول به حقيقيّا في أصله (وقد وقع عليه فعل الفاعل) ، ففي نحو : «سقى المطر الأرض» لا يصحّ القول : «ما أسقى الأرض» بقصد التعجّب الواقع على الأرض.
(٢) لهذه الصيغة إعرابان : ١ ـ «أجمل» : فعل ماض على صورة الأمر مبنيّ على السكون. «بالصدق» : الباء ـ ـ حرف جر زائد. «الصدق» : فاعل «أجمل» مرفوع بالضمّة المقدّرة منع من ظهورها اشتغال المحلّ بحركة حرف الجرّ الزائد. ولك في تابع الفاعل هنا الرفع على المحل ، أو الجر على اللفظ. ٢ ـ «أجمل» : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت يعود على مصدر الفعل المذكور (وهو الجمال) «بالصدق» : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلّق بالفعل «أجمل».
(٣) أمّا بعد دخوله فيها ، فيصير جامدا.
والزيادة ، ليتحقّق معنى «التعجّب» ، فلا يصاغان ممّا لا تفاوت فيه ، نحو : «فني ، غرق ، عمي ، مات ...».
ه ـ ألّا يكون عند الصّياغة مبنيّا للمجهول بناء يطرأ ويزول (١) ، فلا يصاغان من نحو : «علم ، قتل».
و ـ أن يكون تاما (أي غير ناقص) ، فلا يصاغان من «كان ، كاد ، بات ...» الناقصة.
ز ـ أن يكون مثبتا ، فلا يبنيان من منفيّ.
ملحوظة : منع بعضهم مجيء فعلي التعجّب من وزن «أفعل» الذي مؤنّثه «فعلاء» ، نحو : «عرج أعرج عرجاء ، حمر أحمر حمراء ، حور أحور حوراء». وأجاز بعضهم الآخر ذلك ، ومنهم مجمع اللغة العربيّة في القاهرة. والإجازة هي الأصح.
٤ ـ كيفيّة التعجّب من الأفعال غير المستوفية للشروط الثمانية : إذا كان الفعل جامدا ، أو غير قابل للتفاوت ، فلا يصاغ منه صيغة تعجّب. وإذا كان الفعل زائدا على ثلاثة أحرف ، استعنّا على التعجّب وجوبا بـ «أشدّ» أو «أشدد» أو شبههما (٢) ، وبمصدر الفعل ، نحو : «ما أشدّ انتصار الحق!» ، «أشدد بانتصار الحق!» ، وما أجمل حور العيون» ... وإذا كان الفعل منفيّا ، أخذنا الصّيغة من الفعل المناسب الذي نختاره بالطريقة السابقة ، ففي نحو : «ما فاز الكذاب» ، نقول : «ما أجمل ألّا يفوز الكذاب!» أو «أجمل بألّا يفوز الكذّاب» ، أو «ما أجمل عدم فوز الكذّاب» ، و «أجمل بعدم فوز الكذّاب» ، وإذا كان الفعل ناقصا ، فإن كان له مصدر ، وجب أن نضع مصدره بعد صيغة التعجّب التي نأخذها من الفعل الآخر الذي نختاره على الوجه المشروح سابقا ، ففي مثل : «كان الفينيقيون تجارا مهرة» ، نقول : «ما أكثر كون الفينيقيّين تجارا مهرة!» ، أو «أكثر بكون ...» ، وإن لم يكن له مصدر ، أخذنا الصيغة من الفعل الآخر الذي نختاره ، ووضعنا بعدها الفعل الأصليّ الذي ليس له مصدر ، وقبله «ما» المصدريّة ، فينشأ منها ومن الفعل والفاعل بعدها مصدر مؤوّل هو مفعول به بعد «ما أفعل» ، ومجرور بالباء بعد «أفعل» ، ففي نحو : «كاد الجهل يهلك الإنسان» ، نقول : «ما أسرع ما ـ أو أسرع
__________________
(١) أمّا الأفعال المسموعة التي يقال إنّها تلازم البناء للمجهول ـ وهي ، في الحقيقة ، غير ملازمة له ـ نحو : «زهي ، هزل» ، فالأنسب الأخذ بالرأي الذي يجيز الصّياغة منها بشرط أمن اللّبس ، فيقال : «ما أزهى لطاووس!» ، و «ما أهزل المريض!».
(٢) نحو : قوي ، ضعف ، حسن ، قبح ، عظم.
بما ـ كاد الجهل يهلك الإنسان!».
٥ ـ حذف المتعجّب منه : يجوز حذف المتعجّب منه في مثل : «ما أحسنه!» إن دلّ عليه دليل ، كقول الشاعر :
جزى الله عنّي ، والجزاء بفضله |
ربيعة خيرا ، ما أعفّ وأكرما |
أي : ما أعفّها وأكرمها! ويجوز في «أفعل به!» إن كان معطوفا على آخر مذكور معه مثل ذلك المحذوف ، نحو الآية : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ!) (مريم : ٣٨) ، أي وأبصر بهم.
٦ ـ جمود فعلي التعجّب : كلّ من فعلي التعجّب جامد لا يتصرّف ، ولهذا يمتنع أن يتقدّم عليهما معمولهما ، وأن يفصل بينهما بغير شبه الجملة (الظرف ، والجار والمجرور) ، نحو : «ما أجمل بالرجل أن يصدق!» ، و «أقبح به أن يكذب!».
التّعدّي ، التّعدية :
هما ، في النحو ، إيصال أثر الأفعال إلى الأسماء ، ويقابلهما اللزوم. انظر : الفعل اللازم (٤). أما في الصرف فهما تغيير الفعل بتضمينه معنى الجعل والتصيير ، وهو من معاني :
ـ الباء الجارّة القائمة مقام الهمزة في إيصال معنى الفعل اللازم إلى المفعول به ، نحو الآية : (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) (البقرة : ١٧) ، أي : أذهبه.
ـ الّلام الجارّة ، نحو الآية : (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا) (مريم : ٤).
ـ «أفعل» ، نحو : «جلس الطفل ، أجلست الطفل». وقد تكون التعدية إلى مفعولين في ما كان متعدّيا إلى مفعول به واحد ، نحو :
«ركب زيد فرسا ، أركبت زيدا فرسا» ؛ أو إلى ثلاثة مفاعيل في ما كان متعدّيا إلى مفعولين ، نحو : «رأي زيد القمر طالعا ، أريت زيدا القمر طالعا».
ـ «فعّل» ، نحو : «وقف الطفل ، وقّفت الطفل». وقد تكون التعدية إلى مفعولين في ما كان متعدّيا إلى مفعول واحد ، نحو : «علم زيد الخبر ، علّمت زيدا الخبر». أمّا ما كان متعدّيا إلى مفعولين ، فلم تسمع تعديته إلى ثلاثة مفاعيل بتضعيف عينه.
التعذّر :
هو أحد أسباب عدم ظهور حركات الإعراب والبناء في آخر اللفظ ، وتقدّر الحركات ، للتعذّر ، على الألف ، نحو : «يهوى الفتى الرياضة». انظر : الإعراب ، الرقم ٤ ، الفقرة ب.
التعريف :
ـ في الاصطلاح : تحديد المفهوم الكلّي للشيء بذكر خصائصه ومميّزاته ، والتعريف الكامل ما يساوي المعرّف تمام المساواة ، ويسمّى جامعا مانعا.
ـ في النحو : هو جعل الاسم معرفة ، وذلك
١ ـ بإدخال «أل» عليه ، نحو : «رجل ـ الرجل».
٢ ـ بإضافته إلى معرفة ، نحو : «رجل ـ القرية».
٣ ـ بأضافته إلى مضاف إلى معرفة ، نحو : «رجل ـ رجل وقت الشدّة».
٤ ـ بجعله نكرة مقصودة بالنّداء ، نحو : «شرطيّ ـ يا شرطيّ.
٥ ـ بالإشارة ، نحو : «رجل ـ هذا رجل».
٦ ـ بالعلميّة ، كأن تسمّي رجلا «ناصرا».
٧ ـ بالإضمار ، نحو : «أنت مهذّب».
٨ ـ بالاسم الموصول ، نحو : «جاء الذي نجح».
تعسا :
مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة لفعل محذوف تقديره : أتعسه الله. وهو يقع في موقع الدعاء على الآخرين ، نحو : «تعسا للخائن» ، أي ألزمه الله هلاكا.
التعظيم :
هو التفخيم والتبجيل ، ونجده في :
١ ـ استعمال المفرد المعظّم لنفسه ضميري الجمع : «نحن» و «نا» ، أو مخاطبة المفرد بـ «أنتم».
٢ ـ التصغير ، كقول لبيد :
وكلّ أناس سوف تدخل بينهم |
دويهيّة تصفرّ منها الأنامل |
٣ ـ حذف الفاعل لتعظيمه ، أو صونه عن مجاورة المفعول به ، نحو : «خلق الخنزير».
التّعقيب :
هو الإتيان بشيء إثر شيء آخر ، دون مهلة بينهما ، أي إن المدّة الزمنية التي تنقضي بين وقوع المعنى على المعطوف عليه ، ووقوعه على المعطوف ، هي مدّة قصيرة. والتعقيب من معاني حرف العطف الفاء. انظر : ف.
التعلّق :
هو ، في النحو ، نسبة الفعل إلى غير