موسوعة النحو والصرف والإعراب

موسوعة النحو والصرف والإعراب

المؤلف:


الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٢٢

ب «دحرج» سبعة أوزان ، وهي : فعلل ، نحو : «شملل» (أصله : شمل) وفعول ، نحو : «جهور» (أصله : جهر بمعنى : رفع صوته) ؛ و «فوعل» نحو : «رودن» (أصله : ردن بمعنى : تعب) ؛ وفعيل ، نحو : «رهيأ». (أصله : رهأ بمعنى : ضعف وفسد) ؛ وفيعل ، نحو : «سيطر» ؛ وفنعل ، نحو ؛ «شنتر» (أصله : شتر بمعنى : مزّق) ؛ و «فعلى» ، نحو : «سلقى» (بمعنى : صرعه وألقاه على قفاه). وقد تكون الكلمة التي جرى فيها الإلحاق رباعيّة كالأمثلة السابقة ، وقد تكون خماسيّة ، نحو : «إحليل» (ملحق بـ «فعليل») ، أو سداسيّة ، نحو «عنكبوت» (ملحق بـ «فعللول»).

والإلحاق لا يكون في أوّل الكلمة ، بل في وسطها أو آخرها ، كالأمثلة السابقة. وشرط الإلحاق في الأفعال اتحاد مصدري الملحق والملحق به في الوزن. وما يزاد للإلحاق لا يكون مزيدا لغرض معنويّ (١) ، فهو ليس كالزيادة في «أكرم» ، وهي الهمزة هنا التي أتت للتعدية. وما كان من الكلمات ملحقا بغيره في الوزن لا يجري عليه إدغام ولا إعلال ، وإن كان مستحقّها كي لا يفوت بهما الوزن.

والإلحاق ضربان : سماعيّ ، وقياسيّ. أما السماعيّ ، فما كان منه بالألف ، نحو : «جعبى ، سلقى» ؛ أو بالواو ، نحو : «حوقل ، وهرول» ؛ أو بالياء نحو : «بيطر». وأمّا القياسيّ فما كان بتكرير لام الثلاثي ، نحو : «شملل» (أي : أسرع وشمّر).

ويبدو أنّ الغرض الأساسيّ من اللجوء إلى هذا الباب تكييف الكلم ليتلاءم مع السّجع أو الشّعر.

والكثير من الأوزان الملحقة تمثّل حالات اشتقّت فيها أفعال من أسماء جامدة ، نحو : «بيطر» (من البيطار) ، و «صومع» (من الصومعة) ، و «قلنس» (من القلنسوة). ولعلّ بعض الشواهد التي ذكرها النحاة في باب الإلحاق ، وضعت أصلا كما هي عليه ، فاستخدم النحاة هذا الباب لتسويغ زيادة بعض حروفها في سبيل الوصول بها إلى جذر مفترض يساعد على وضعها في المعاجم ، نحو : «دهور ، وهرول» إذ ليس هناك «دهر» أصلا لـ «دهور» ، ولا «هرل» أصلا لـ «هرول».

الذي :

اسم موصول للمفرد المذكّر العاقل ، يتوصّل به إلى وصف المعارف بالجمل نحو الآية : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ) (الزمر :

__________________

(١) هذا في الغالب الأعم. وقد يتغيّر المعنى بالإلحاق.

نحو : «حوقل» المخالفة لمعنى : «حقل» ، و «شملل» المخالفة لمعنى «شمل».

١٤١

٧٤) ، أو غير العاقل ، نحو الآية : (هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (الأنبياء : ١٠٣) ، مبني على السكون في محل رفع ، أو نصب ، أو جر ، حسب موقعه في الجملة. مثنّاه : «اللذان» رفعا ، و «اللّذين» نصبا وجرّا.

وجمعه : «الذين» و «اللاؤون». ومصغّره : «اللّذيّا». ويعرب إذا أتى الاسم قبله كما في «جاء الطالب الذي فاز بالجائزة» نعتا.

وانظر : اسم الموصول.

ملحوظة : منهم من أعرب «الذي» في الآية : (وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا) (التوبة : ٦٩) حرفا موصولا مبنيّا على السكون لا محل له من الإعراب ، والجملة بعده مؤوّلة بمصدر ، والتقدير : وخضتم كخوضهم. ومنهم من قال إنها جنس ، والتقدير : خوضا كخوض الذي خاضوا.

الذين :

اسم موصول لجمع المذكّر العاقل مبنيّ على الفتح ، في محل رفع ، أو نصب ، أو جرّ حسب موقعه في الجملة ، نحو : «جاء الذين نجحوا» و «شاهدت الذين رسبوا» و «حضر المعلّمون الذين يعلّموننا» («الذين» : اسم موصول مبنيّ على الفتح في محل رفع فاعل في المثال الأول ، وفي محل نصب مفعول به في الثاني ، ورفع نعت في الثالث).

ملحوظة : تعامل «الذين» في قبيلتي هذيل وعقيل معاملة جمع المذكّر السالم ، فترفع بالواو ، وتنصب وتجرّ بالياء ، نحو قول الشاعر :

نحن اللّذون صبّحوا الصّباحا

يوم النّخيل غارة ملحاحا.

الإلصاق :

هو الاتصال ، وهو من معاني حرفي الجر : الباء ، وفي ، ومعناه أنّ مجرور هذين الحرفين قد التصق حسّيّا أو معنويّا بما قبلهما.

الإلغاء :

إبطال أفعال القلوب لفظا ومعنى ، نحو : «زيد ظننت قائم» (انظر : ظنّ وأخواتها (٣)). وقد يطلق ويراد به كفّ عمل العامل لفظا ومعنى ، نحو : «ما كان أحسن سالما» («كان» فعل ماض زائد مبني على الفتح لا فاعل له ولا اسم ولا خبر) ؛ أو هو كفّ عمل العامل معنى لا لفظا ، نحو «كفى بالله شهيدا» (الباء حرف جرّ زائد ، جرّ لفظ الجلالة ، ولا متعلّق له)

الألف ، ألف الإطلاق ، ألف

١٤٢

التأنيث المقصورة ، ألف التأنيث الممدودة ، ألف التفخيم ...

راجع : «أ» الحرف الأول في هذا الباب.

ألفى :

تأتي :

١ ـ فعلا من أفعال اليقين ، بمعنى : علم واعتقد ، ينصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر ، نحو الآية : (إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ) (الصافات : ٦٩) («آباءهم» : مفعول به أوّل منصوب ... «ضالّين» : مفعول به ثان منصوب بالياء لأنه جمع مذكّر سالم). انظر : أفعال اليقين في «ظنّ وأخواتها».

٢ ـ بمعنى «وجد» ، أو : أصاب الشيء وظفر به ، ينصب مفعولا به واحدا ، نحو الآية : (وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ) (يوسف : ٢٥) أي : وجداه.

ألقاب اللهجات العربيّة :

راجع : اللهجات العربيّة.

اللّاء :

لغة في «اللائي» انظر : اللائي.

اللّاؤون :

جمع «الذي» في حالة الرفع. انظر : الذي

اللّائي :

اسم موصول مختص بجمع المؤنّث (١) ، مبنيّ على السكون في محل رفع أو نصب أو جرّ حسب موقعه في الجملة ، نحو : «جاءت اللائي نجحن». (اللائي : فاعل) ، و «جاءت الطالبات اللائي نجحن» (اللائي : نعت) و «شاهدت اللائي نجحن» (اللائي مفعول به). انظر : الاسم الموصول.

اللّائين :

جمع «الذي» في حالتي النصب والجر.

انظر : الذي.

اللّات أو اللّاتي :

اسم موصول مبنيّ على الكسر في «اللات» ، وعلى السكون في «اللاتي» ، بمعنى

__________________

(١) قد تحلّ «اللائي» محل «الألى» المختص بجمع المذكّر. نحو قول الشاعر :

فما آباؤنا بأمنّ منه

علينا اللاء قد مهدوا الحجورا

فأوقع «اللائي» مكان «الألى» بدليل عود ضمير جمع الذكور عليها.

١٤٣

«اللائي» وتعرب إعرابها. انظر : اللائي.

اللّتا :

لغة في «اللتان». انظر : اللتان.

اللّتان :

مثنّى «التي» ، (انظر : التي) ، اسم موصول يعرب حسب موقعه في الجملة ، فيرفع بالألف ، وينصب ويجر بالياء ، ومنهم من يقول إنّه مبنيّ على الألف في حالة الرفع ، وعلى الياء في حالتي النصب والجر ، وهذا القول ضعيف ولا نؤيّده.

ملحوظة : تحذف بعض القبائل النون من «اللتان» نحو قول الأخطل :

هما اللّتا لو ولدت تميم

لقيل فخر لهم صميم

اللّتيّا :

تصغير «التي» وتعرب إعرابها. انظر : التي.

اللّتيّات :

جمع «اللّتيّا» (تصغير «التي») ، اسم موصول مبنيّ على الكسر ويعرب حسب موقعه في الجملة. انظر : التي.

اللّتين :

هي «اللتان» في حالتي النصب والجر.

انظر : اللتان.

اللّذان :

مثنّى «الذي». (انظر : الذي). اسم موصول يعرب حسب موقعه في الجملة ، فيرفع بالألف ، وينصب ويجرّ بالياء لأنّه ملحق بالمثنّى ، ومنهم من يقول إنّه مبنيّ على الألف في حالة الرفع ، وعلى الياء في حالتي النصب والجر ، وهذا القول ضعيف ولا نؤيّده.

اللّذون :

انظر : الذين (ملحوظة).

اللّذيّا :

تصغير «الذي» وتعرب إعرابها. انظر : الذي.

اللّذيّان :

مثنّى «اللّذيّا» (تصغير «الذي») ، تعرب

١٤٤

إعراب «اللذان». انظر : اللذان.

اللّذين :

مثنّى «الذي» في حالتي النصب والجر ، تعرب حسب موقعها في الجملة. (انظر : الذي). وهي منصوبة بالياء ، على الأصح ، ومنهم من يقول إنها مبنيّة على الياء في محل نصب أو جرّ.

اللّذيّون :

جمع «اللّذيّا» (تصغير «الذي») في حالة الرفع. اسم مبنيّ على الواو ، أو مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. تعرب حسب موقعها في الجملة. انظر : الذي.

اللّذيّين :

جمع «اللّذيّا» (تصغير «الذي») في حالتي النصب والجرّ ، مبنيّ على الياء ، أو منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. تعرب حسب موقعها في الجملة. انظر : الذي.

اللهمّ :

بمعنى : يا الله ، نحو الآية : (قُلِ اللهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (الزمر : ٤٦).

(«اللهمّ» : لفظ الجلالة منادى مبنيّ على الضم في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف. والميم حرف عوض من حرف النداء «يا» المحذوف ، مبنيّ على الفتح لا محل له من الإعراب. «فاطر» : بدل من لفظ الجلالة ، منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف. «السموات» : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. «والأرض» : الواو حرف عطف مبنيّ على الفتح لا محل له من الإعراب. «الأرض» : اسم معطوف مجرور بالكسرة الظاهرة وجملة «اللهم» في محل نصب مقول القول). وقد تستعمل لفظة «اللهم» :

١ ـ للنداء الحقيقي ، نحو : اللهم اغفر ذنوبنا».

٢ ـ لتمكين الجواب في ذهن السامع ، نحو قولك : «اللهمّ ، نعم» ، لمن سألك : «أزيد الذي سرق؟».

٣ ـ للدلالة على ندرة الاستثناء ، كأنهم لندوره استظهروا بالله لإثبات وجوده ، نحو : «اللهمّ إلّا أن يكون كذا» ، وهذا الأسلوب شائع في كلام العرب.

ملحوظة : قد يجمع بين الميم المشدّدة في «اللهمّ» والتي هي بدل من حرف النداء المحذوف «يا» ، وهذا الحرف ، نحو قول أبي خراش الهذلي (أو أميّة بن أبي الصلت) :

١٤٥

إنّي إذا ما حدث ألمّا

دعوت يا اللهمّ يا اللهمّ

اللّواتي :

اسم موصول بمعنى «اللائي» وتعرب إعرابها. انظر : اللائي.

إليّ :

تأتي :

١ ـ مركّبة من حرف الجر «إلى» وضمير المتكلّم ، نحو : «جئت إليّ في زمن الشدّة».

٢ ـ اسم فعل أمر بمعنى : أقبل ، نحو :

«إليّ ، أيّها الوفيّ ، فأنا أخوك» («إليّ» : اسم فعل أمر مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت).

إليك :

تأتي :

١ ـ مركّبة من حرف الجر «إلى» وضمير المخاطب المفرد ، نحو : «جئت إليك» («إليك» : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، متعلّق بالفعل «جئت».

والكاف ضمير متصل مبنيّ على الفتح ، في محل جرّ بالإضافة).

٢ ـ اسم فعل أمر :

ـ بمعنى «تنحّ» و «ابتعد» فيكون لازما ، وذلك إذا كان مصحوبا بالجارّ والمجرور «عنّي» نحو : «إليك عني» («إليك» : اسم فعل أمر مبنيّ على الفتح الظاهر ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره : «أنت).

ـ بمعنى «أقبل» فيكون لازما ، نحو : «إليّ أيّها الناجح».

ـ بمعنى «خذ» (١) فينصب مفعولا به ، نحو : «إليك الكتاب».

أم :

كلمة تعرب حسب موقعها في الجملة ، إذا أضيفت إلى ياء المتكلّم ونوديت ، يصح فيها عشر لغات. انظرها في «أب».

ام الله ، ام الله :

لغتان في «ايمن الله». انظر : ايمن الله.

أم :

حرف عطف ، وهي قسمان : متصلة ،

__________________

(١) منهم من يخطىء استعمال «إليك» بمعنى «خذ» الشائع اليوم ، بحجة أن ذلك لم يرد في كلام العرب في عصر الاحتجاج ، والصحيح عنده أن نستخدم لهذا المعنى اسم الفعل «دونك».

١٤٦

ومنقطعة (أو : منفصلة)

أ ـ أم المتّصلة : هي التي يكون ما قبلها وما بعدها متّصلين ، بحيث لا يستغني أحدهما عن الآخر ، وتعرب حرف عطف مبنيا على السكون لا محلّ له من الإعراب ، وتقع بعد :

١ ـ إمّا همزة التسوية الداخلة على جملة مؤوّلة بمصدر ، وتكون هذه الجملة والمعطوفة عليها فعليّتين ، نحو الآية : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ) (البقرة : ٦) (أي : سواء عليهم الإنذار وعدمه ، وانظر إعراب هذه الآية في همزة التسوية) ، أو اسميّتين ، كقول الشاعر :

ولست أبالي بعد فقدي مالكا

أموتي ناء أم هو الآن واقع

أو مختلفتين ، نحو الآية : (سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ) (الأعراف : ١٩٣).

٢ ـ وإمّا بعد الهمزة التي يطلب بها وب «أم» التعيين (١) ، نحو الآية : (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها؟.) (النازعات : ٢٧) وقد تحذف الهمزة ، نحو قول الأسود بن يعفر التميميّ :

لعمرك ما أدري وإن كنت داريا

شعيث ابن سهم أم شعيث ابن منقر

التقدير : أشعيث ...

ب ـ أم المنقطعة : هي التي ـ بخلاف أم المتّصلة ـ لا تقتضي أن يكون ما قبلها وما بعدها متّصلين ، وعلامتها ألّا تكون بعد همزة الاستفهام ، أو التسوية ، وهي كـ «بل» لا يفارقها معنى الإضراب ، وهي لا تعطف إلّا الجمل (٢) ، نحو الآية : (أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ) (الطور : ٣٩) ، أي : بل أله البنات.

وفي هذه الآية الكريمة تضمّنت مع الإضراب الاستفهام الإنكاريّ.

وتأتي «أم» هذه بعد الخبر المحض ، نحو قوله تعالى : (تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) (السجدة : ٢ ـ ٣) ، أو بعد همزة لغير الاستفهام ، نحو قوله تعالى :

__________________

(١) تفترق «أم» التي يراد بها وبالهمزة التعيين عن «أم» الواقعة بعد همزة التسوية ، بوجوه منها :

أ ـ أنّ «أم» التي للتعيين تتطلّب جوابا بعكس «أم» الواقعة بعد همزة التسوية.

ب ـ أنّ الكلام معها إنشاء غير قابل للتصديق والتكذيب ، بخلاف «أم» الأخرى. ج ـ أنّ الجملة بعدها لا تؤوّل بمفرد ، كالجملة الواقعة بعد «أم» وهمزة التسوية.

(٢) ويصحّ إعرابها حرف ابتداء ، والجملة التي بعدها ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب.

١٤٧

(أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها) (الأعراف : ١٩٥) (الهمزة هنا للإنكار ، فهي بمنزلة النفي) ، أو بعد استفهام بغير الهمزة ، نحو قوله تعالى :

(هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ) (الرعد : ١٦).

إمّا :

تأتي بوجهين : ١ ـ تفصيليّة. ٢ ـ شرطيّة.

أ ـ إمّا التفصيليّة : حرف مبنيّ على السكون لا محل له من الإعراب ، ويفيد :

١ ـ الشك ، نحو : «سيزورني إمّا زيد وإما سالم» ، وفي هذه الحالة تكون مسبوقة بجملة خبريّة.

٢ ـ الإبهام ، نحو الآية : (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ) (التوبة : ١٠٦) وفي هذه الحالة تكون مسبوقة بجملة خبريّة.

٣ ـ التخيير ، نحو : «إمّا أن تدرس وإمّا أن تقاصص».

٤ ـ الإباحة ، نحو : «كل إمّا تفاحا وإمّا إجّاصا» ، وفي هذه الحالة تكون مسبوقة بكلام يشتمل على أمر.

٥ ـ التفصيل ، نحو الآية : (إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) (الإنسان : ٣).

ملحوظة : تكرّر «إمّا» غالبا مع الواو العاطفة. وقد يستغنى عن «إمّا» الثانية ، بذكر ما يغني عنها ، نحو : «إمّا أن تحترم قوانين المدرسة ، وإلّا فاخرج منها».

ب ـ إمّا الشرطيّة : مركّبة من «إن» الشرطيّة ، و «ما» النافية ، نحو : «إمّا تدرس أقاصصك». («إمّا» : «إن» : حرف شرط مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب. «ما» حرف نفي مبنيّ على السكون لا محل له من الإعراب. «تدرس» : فعل مضارع مجزوم بالسكون لأنه فعل الشرط. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. «أقاصصك» : فعل مضارع مجزوم بالسكون لأنه جواب الشرط وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : «أنا». وجملة «أقاصصك» لا محلّ لها من الإعراب ، لأنّها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بـ «إذا»).

أما :

تأتي بأربعة أوجه : ١ ـ حرف استفتاح وتنبيه. ٢ ـ حرف عرض. ٣ ـ «بمعنى «حقّا». ٤ ـ مركّبة من همزة الاستفهام و «ما» النافية.

١٤٨

أ ـ أما الاستفتاحيّة التنبيهيّة : حرف مبنيّ على السكون لا محل له من الإعراب ، وتكثر قبل القسم ، نحو قول الشاعر :

أما والذي أبكى وأضحك والذي

أمات وأحيا والذي أمره الأمر

(الواو في «والذي» للقسم ، والمعنى : أقسم بالذي أبكى ...)

ب ـ أما التي للعرض : حرف مبنيّ على السكون لا محل له من الإعراب ، تفيد الطلب بلين ، ولا تدخل إلّا على جملة فعليّة ، نحو : «أما تريدون أن تنجحوا في أعمالكم».

ج ـ أما التي بمعنى : «حقّا» : لفظ مركّب من همزة الاستفهام و «ما» الاسميّة التي بمعنى حقّا ، نحو : «أما أنّ (١) جيشنا انتصر؟» («أما» : الهمزة حرف استفهام مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب. «ما» : اسم مبنيّ على السكون في محل نصب مفعول فيه ، متعلّق بالفعل «انتصر»)

د ـ أمّا المركّبة من همزة الاستفهام و «ما» النافية :

بمعنى «ألا» ، ولا تعمل «ما» هنا ، وتعرب حرف نفي مبنيّا على السكون لا محل له من الإعراب ، نحو : «أما قابلتك منذ مدّة؟».

أما أنّ الأمر كذا : هذه العبارة تعرب كالتالي : «أما» : الهمزة للاستفهام ، «ما» : ظرف مبنيّ على السكون في محل نصب ، متعلّق بخبر مقدّم. «أنّ» حرف مشبّه بالفعل ... «الأمر» : اسم «أنّ» منصوب بالفتحة. «كذا» : خبر «أنّ» مرفوع بالضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. والمصدر المؤوّل من «أنّ» ومعموليها في محل رفع مبتدأ مؤخّر.

أمّا :

حرف فيه معنى الشرط والتوكيد دائما ، والتفصيل غالبا ، نحو الآية : (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) (الضحى : ١٠) («أمّا» : حرف تفصيل وشرط مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب. «السائل» : مفعول به مقدّم منصوب بالفتحة. «فلا» : الفاء حرف واقع في جواب الشرط مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب. «لا» : حرف نهي وجزم مبني على السكون لا محلّ له من الإعراب. «تنهر» : فعل مضارع مجزوم بالسكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. وجملة «لا تنهر» لا محلّ لها من الإعراب ، لأنها جواب شرط غير جازم) ، ونحو : «أمّا العروبة فإنّها شعارنا». («أمّا» : سبق إعرابها. «العروبة» : مبتدأ مرفوع بالضمّة الظاهرة. «فإنّها» : الفاء

__________________

(١) تفتح همزة «أنّ» بعد «أما» التي بمعنى «حقّا» ، وتكسر بعد «أما» الاستفتاحيّة.

١٤٩

حرف ربط مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب. «إنّ» : حرف توكيد ونصب مبنيّ على الفتح لا محل له من الإعراب. «ها» : ضمير متصل مبنيّ على السكون في محل نصب اسم «إنّ». شعارنا» : خبر «إنّ» مرفوع بالضمّة الظاهرة ، وهو مضاف. «نا» ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محل جرّ بالإضافة. وجملة «فإنّها شعارنا» في محل رفع خبر «العروبة». وجملة المبتدأ والخبر في محل جزم جواب «أمّا» النائبة عن «مهما» ، والتقدير : مهما يكن من شيء فالعروبة شعارنا».

ملحوظة : يجب اقتران جواب «أمّا» بالفاء الزائدة الرابطة ، إلّا إذا دخلت على فعل قول محذوف مقترن بها ، نحو الآية : (فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ) (آل عمران : ١٠٦) ، والتقدير : فيقال لهم : أكفرتم. وتستعمل «أمّا» مكرّرة ، إلا أنّه يجوز ترك هذا التكرار ، نحو الآية : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ، فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ) (آل عمران : ٧).

الإمالة :

هي ، في علم الصرف ، العدول بالفتحة إلى جهة الكسرة ، وهي ليست لغة جميع العرب ، فأهل الحجاز ، إلّا القليل منهم ، لا يميلون ، وأشدّ العرب حرصا على الإمالة هم بنو تميم ، وقيس ، وأسد ، ومن جاورهم من أهل نجد. والغاية منها التناسق بين الأصوات ، وذلك بتقارب نغماتها ، وتحسين جرسها ، وتخليصها من التّنافر. ولا تجري الإمالة إلّا في الأسماء المعربة والأفعال المتصرّفة. أمّا الأسماء المبنيّة ، والأفعال الجامدة ، فلا تدخلها الإمالة إلا سماعا.

وتمال الفتحة التي قبل الألف ، فتمال الألف إلى جهة الياء في مواضع عدّة ، منها :

١ ـ أن تكون الألف متطرّفة ومبدلة من ياء ، نحو : «هدى ، اشترى».

٢ ـ وقوع الألف قبل الياء ، نحو : «بايع ، ساير ، عاين».

٣ ـ وقوع الألف بعد الياء متّصلة بها مثل «بيان ، عيان» ، أو منفصلة عنها بحرف ، مثل : «شيبان» ، أو بحرفين أحدهما الهاء ، مثل «بيتها».

٤ ـ وقوع الألف بعد كسرة ، نحو : «عالم ، ناجح ، فاتح».

٥ ـ وقوع الألف بعد كسرة منفصلة عنها بحرف واحد ، مثل : «كتاب ، عتاب» ، أو بحرفين أحدهما الهاء ، مثل : «يكرمها ، يضربها» ، أو أحدهما ساكن ، مثل : «مفتاح» ، أو بثلاثة أحرف منها الهاء وحرف ساكن ،

١٥٠

مثل «درهما».

وتمنع الإمالة ثمانية حروف هي الراء غير المكسورة ، وحروف الاستعلاء السبعة ، وهي : خ ، ص ، ض ، ط ، ظ ، غ ، ق. ويشترط لمنع الإمالة بالراء غير المكسورة أن تكون الراء متصلة بالألف ، سواء تقدّمت عليها ، مثل «راكب» ، أم تأخّرت ، نحو : «منار». وتمنع حروف الاستعلاء الإمالة سواء كانت متقدّمة على الألف أم متأخّرة عنها ، على أنها إذا كانت متقدّمة اشترط لمنعها الإمالة أن تكون متّصلة بالألف ، نحو : «طائر ، صالح» ، أو منفصلة عنها بحرف واحد ، نحو : «قوادم ، طوائر» ؛ أمّا إذا كان حرف الاستعلاء متأخّرا عن الألف ، فإنه يشترط لمنع الإمالة أن تكون متصلة بالألف ، نحو : «فاخر ، ماخر» ، أو منفصلة عنها بحرف واحد ، نحو : «بالغ ، ناعق».

والراء المكسورة والراء غير المكسورة تمنع حروف الاستعلاء في اداء وظيفتها في منع الإمالة ، نحو : «أبصارهم ، كتاب الأبرار».

ملحوظة مهمّة : الإمالة جائزة غير واجبة ، لذلك يجوز للقارئ ألّا يميل مع توافر شروط الإمالة.

أمام :

ظرف مكان معناه الدلالة على أن شيئا قدّام شيء ، لها أحكام «تحت» وتعرب إعرابها.

انظر : تحت ، واضعا في أمثلتها «أمام» مكانها.

أماما :

مفعول فيه منصوب بالفتحة الظاهرة ، نحو : «امش أماما».

أمامك :

تأتي :

١ ـ مركّبة من الظرف «أمام» وضمير المخاطب المفرد ، نحو : «الطاولة أمامك» («الطاولة» : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

«أمام» : ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة ، متعلّق بخبر محذوف تقديره : موجودة ، وهو مضاف. والكاف ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محل جرّ بالإضافة)

٢ ـ اسم فعل أمر بمعنى : تقدّم ، وتتصرّف الكاف معه بحسب المخاطب ، فتقول : أمامك ، أمامك ، أمامكما ، أمامكم ، أمامكنّ. ويعرب بكامله ، اسم فعل أمر مبنيّا على الفتح في «أمامك» و «أمامكنّ» ، وعلى الكسرة في «أمامك» ، وعلى السكون في «أمامكما» و «أمامكم». ويقدّر الفاعل بحسب المخاطب ، نحو : «أمامكم» : اسم فعل أمر مبنيّ على السكون وفاعله ضمير مستتر فيه

١٥١

وجوبا تقديره : أنتم. «أمامك» : اسم فعل أمر ... وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.

الامتناع :

تعذّر الحصول ، وهو من معاني «لو» و «لولا» ، فراجعهما.

أمثلة المبالغة :

انظر : صيغ المبالغة.

أمدا :

ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة في نحو : «عملت في بيروت أمدا».

الأمر :

هو طلب فعل شيء صادر ممّن هو أعلى درجة إلى من هو أقل منه. فإن كان من أدنى لأعلى ، سمّي «دعاء» ، وإن كان من مساو إلى نظيره ، سمّي «التماسا». وله أربع صيغ ، وهي :

١ ـ فعل الأمر ، نحو : «أكرم أباك وأمّك». انظر : فعل الأمر.

٢ ـ الفعل المضارع المقرون بلام الأمر ، نحو «لتكن طاعة الله أوّل اهتماماتك».

٣ ـ اسم فعل الأمر ، نحو : «عليكم الصّدق» ، أي : الزموا الصدق.

٤ ـ المصدر النائب عن فعل الأمر ، نحو : «صبرا على المكاره» ، أي : اصبروا على المكاره.

ومن معاني الأمر :

١ ـ الإرشاد ، وهو طلب خال من كل تكليف وإلزام ، يهدف إلى النصح والإرشاد ، نحو : «لا تكذب».

٢ ـ التخيير ، وهو تخيير المخاطب بين أمرين لا يمكن الجمع بينهما ، نحو : «تزوّج هندا أو أختها».

٣ ـ الإباحة ، وتكون حين يتوهّم المخاطب أنّ الفعل محظور عليه ، فيكون الأمر إذنا له بالفعل ، ولا حرج عليه في الترك ، نحو قوله تعالى : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) (البقرة : ١٨٧).

٤ ـ التعجيز ، وهو الطلب إلى المخاطب تنفيذ أمر أشبه المستحيل ، بهدف إظهار ضعفه وعجزه ، نحو قول الفرزدق لجرير :

١٥٢

أولئك آبائي فجئني بمثلهم

إذا جمعتنا يا جرير المجامع

٥ ـ التهديد ، وهو الطلب الذي فيه وعيد ، نحو الآية : (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (فصلت : ٤٠).

٦ ـ التحقير ، نحو قول جرير في هجاء الفرزدق :

خذوا كحلا ومجمرة وعطرا

فلستم يا فرزدق بالرجال.

الأمر بالصّيغة :

هو الأمر المصوغ بلام الأمر الداخلة على فعل لغير المخاطب المعلوم ، نحو : «ليكافأ زيد» (اللام حرف جزم. «يكافأ» فعل مضارع للمجهول مجزوم بالسكون. «زيد» : نائب فاعل «يكافأ» مرفوع بالضمة).

امرؤ :

كلمة تعرب حسب موقعها في الجملة.

وحركة الراء فيها تتبع حركة الهمزة المتطرّفة فيها (١) ، فتضم في حالة الرفع ، نحو : «هذا امرؤ». وتفتح في حالة النصب ، نحو : «شاهدت امرأ» ، وتكسر في حالة الجر ، نحو : «مررت بامرئ». همزتها (الأولى) همزة وصل ، وتكتب همزتها الأخيرة بحسب قاعدة الهمزة المتطرّفة ، كما في الأمثلة السابقة.

أمس :

إذا أريد بها اليوم الذي قبل يومك بليلة ، بنيت على الكسر ، أمّا إذا أريد بها يوم من الأيّام الماضية ، أو جمعت (أموس ، آماس) ، أو صغّرت (أميس) ، أو دخلتها «أل» (الأمس) أو أضيفت ، فتكون معربة. وتعرب حسب موقعها في الجملة ، فإذا دلّت على الزمان وصحّ أن نضع أمامها «في» ، كانت ظرفا ، نحو : «شاهدتك أمس» («أمس» ظرف مبنيّ على الكسر في محل نصب مفعول فيه ، متعلّق بالفعل «شاهدت») ، وفيما عدا ذلك ، تعرب حسب موقعها في الجملة ، نحو قول الشاعر :

اليوم أعلم ما يجيء به

ومضى بفضل قضائه أمس

(«أمس» : اسم مبنيّ على الكسر في محل رفع فاعل «مضى») ، ونحو «مضى الأمس بهمومه» («الأمس» : فاعل «مضى» مرفوع بالضمّة).

__________________

(١) من العرب من يفتحها في جميع أحوالها ، ومنهم من يضمّها.

١٥٣

ملحوظة : من العرب من يعرب «أمس» إعراب ما لا ينصرف ـ فهي عندهم معربة ـ نحو قول الشاعر :

إنّي رأيت عجبا مذ أمسا

عجائزا مثل السّعالي خمسا

(«أمسا» : مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف ، والألف للإشباع).

أمسى :

تأتي :

١ ـ فعلا ماضيا ناقصا يرفع المبتدأ وينصب الخبر ، مفيدا اتصاف اسمه بخبره وقت المساء ، نحو : «أمسى زيد مريضا» («أمسى» : فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف للتعذّر. «زيد» : اسم «أمسى» مرفوع بالضمة الظاهرة. «مريضا» : خبر «أمسى» منصوب بالفتحة الظاهرة).

وهي تامّة التصرّف ، إذ تستعمل ماضيا ، ومضارعا ، وأمرا ، ومصدرا واسم فاعل.

وانظر : كان وأخواتها.

٢ ـ فعلا تامّا ، إذا جاءت بمعنى الدخول في المساء ، نحو الآية : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) (الروم : ١٧) («تمسون» : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنّه من الأفعال الخمسة ، والواو ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محل رفع فاعل.

وجملة «تمسون» في محل جرّ بالإضافة. «تصبحون» تعرب مثل «تمسون»).

آمين :

اسم فعل أمر بمعنى : «استجب» مبني على الفتح ، نحو قول ابن زيدون :

غيظ العدى من تساقينا الهوى

فدعوا بأنّ نغصّ فقال الدهر : آمينا

(«آمينا» : اسم فعل أمر مبنيّ على الفتح (والألف للإطلاق) ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت). ونحو قول عمر ابن أبي ربيعة :

يا ربّ لا تسلبنّي حبّها أبدا

ويرحم الله عبدا قال : آمينا.

أمين :

لغة في «آمين». انظر : آمين.

إنّ :

تأتي :

١ ـ حرفا مشبّها بالفعل يدخل على

١٥٤

المبتدأ والخبر فينصب الأوّل ويسمّيه اسمه ، ويرفع الثاني ويسمّيه خبره ، نحو : «إنّ زيدا مجتهد» («إنّ» : حرف توكيد ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. «زيدا» : اسم «إنّ» منصوب بالفتحة الظاهرة. «مجتهد» : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة الظاهرة). وإذا اتصلت بها «ما» الزائدة ، بطل عملها ، نحو «إنّما زيد مجتهد» («إنّما» : «إنّ» حرف توكيد مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب.

«ما» حرف زائد كفّ «إنّ» عن العمل.

«زيد» : مبتدأ مرفوع بالضمّة الظاهرة.

«مجتهد» : خبر مرفوع بالضمّة الظاهرة). وإذا خفّفت ، أهملت غالبا وندر إعمالها. انظر : «إن» المخفّفة من الثقيلة. وانظر مواضع فتح همزتها وكسرها في «إنّ وأخواتها» (٦).

٢ ـ حرف جواب بمعنى «نعم» ، يكثر اقترانه بهاء السكت : إنّه ، نحو : «هل انتصر جيشنا؟ ـ إنّه» («إنّه» : حرف جواب مبنيّ على الفتح لا محل له من الإعراب. والهاء للسكت حرف مبنيّ على السكون لا محل له من الإعراب).

إنّ وأخواتها :

١ ـ تعريفها : هي أحرف تنصب المبتدأ وترفع الخبر ، وهي : «إنّ ، أنّ ، لكنّ ، كأنّ ليت ، لعلّ (أو : علّ). (انظر كلّا في مادّته). وتسمّى الأحرف المشبّهة بالفعل (١).

٢ ـ حذف خبرها : يحذف خبر هذه الأحرف أحيانا ، وهذا الحذف يكون إمّا جائزا وإمّا واجبا. أمّا الحذف الجائز ، فشرطه أن يكون الخبر كونا خاصا (أي من الكلمات التي يراد بها معنى خاص) ويدلّ عليه دليل كقول جميل بن معمر :

أتوني فقالوا : يا جميل تبدّلت

بثينة إبدالا ، فقلت لعلّها

أي «لعلّها تبدّلت». وأما الحذف الواجب فشرطه أن يكون الخبر كونا عاما (أي من الكلمات التي تدل على وجود مطلق) ، وذلك في موضعين :

أ ـ بعد «ليت شعري» إذا وليها استفهام ، نحو : «ليت شعري هل سأنجح في الامتحان» والتقدير : ليت شعري (أي علمي) حاصل.

ب ـ أن يكون في الكلام شبه جملة يتعلق به ، نحو : «إنّ المحاضر في القاعة».

(حرف الجرّ «في» متعلّق بخبر محذوف تقديره : موجود).

__________________

(١) سميت هذه الاحرف «الأحرف المشبهة بالفعل» لأنّها تشبه الفعل في خمسة أمور : أولها تضمّنها معنى الفعل ، وثانيها ، بناؤها على الفتح كالفعل الماضي. وثالثها قبولها نون الوقاية كالفعل ، نحو : «إنني ـ لعلّني ـ عساني ـ ليتني». ورابعها عملها الرفع والنصب كالفعل.

وخامسها تأليفها من ثلاثة أحرف فما فوق.

١٥٥

٣ ـ ترتيب اسمها وخبرها : يجب التزام الترتيب بين هذه الأحرف وبين اسمها وخبرها ، فلا يجوز أن يتقدّم الخبر على اسمها أو عليها ، إلّا إذا كان محذوفا مدلولا عليه بما يتعلّق به من ظرف ، أو حرف جرّ متقدّمين على الاسم ، نحو الآية : (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (الشرح : ٦) أمّا معمول الخبر ، فيجوز أن يتقدم على الاسم ، إذا كان ظرفا أو مجرورا بحرف جر ، نحو : «إنّ أمامك زيدا واقف» (١) ، ونحو : «إنّ في القاعة معلّمنا يناقش».

٤ ـ إلحاق «ما» الزائدة بأواخر هذه الأحرف : إذا لحقت «ما» الزائدة الأحرف المشبّهة بالفعل كفّتها عن العمل (٢) ، فيرجع ما بعدها مبتدأ وخبرا كقوله تعالى : (أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) (الأنبياء : ١٠٨) غير أن «ليت» يجوز فيها الإعمال (وهو الأرجح) والإهمال ، نحو : «ليتما الجوّ يصحو» و «ليتما الجوّ يصحو».

٥ ـ ملاحظتان : أ ـ يجوز أن تخفّف «إنّ» و «أنّ» و «كأنّ» و «لكنّ» بحذف النون الثانية فيقال «إن ـ أن ـ كأن ـ لكن». وهذه أحكامها.

ـ إذا خفّفت «إنّ» أهملت وجوبا إذا جاء بعدها فعل ، كقوله تعالى : (إِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكاذِبِينَ) (الأعراف : ٦٦). ويكثر أن يكون هذا الفعل مضارعا ناسخا وأكثر منه ما يكون ماضيا ناسخا. أما إذا جاء بعدها اسم فالكثير الغالب إهمالها ، نحو : «إن زيد لكريم» (٣) ويقلّ إعمالها ، نحو : «إن زيدا لكريم» ، ومتى أهملت ، يقترن خبرها باللام المفتوحة وجوبا للتفرقة (٤) بينها وبين «إن» النافية كي لا يقع اللّبس (٥). ويقلّ دخول اللام المفتوحة على الخبر المنفيّ.

ـ إذا خفّفت «أنّ» لا يجوز إعمالها إلّا بشرطين : أوّلهما أن يكون اسمها محذوفا (والأغلب اعتبار هذا الاسم ضمير الشأن) (٦). وثانيهما أن يكون خبرها جملة

__________________

(١) «إنّ» حرف توكيد ونصب مبني ... «أمامك» ظرف منصوب على الظرفية ، والكاف مضاف إليه ، وشبه الجملة متعلق بـ «واقف». «زيدا» اسم «إنّ» منصوب. «واقف» خبر «انّ» مرفوع.

(٢) ولذلك تسمى «ما الكافة».

(٣) «إن» حرف مهمل مبني ... «زيد» مبتدأ مرفوع «لكريم» اللام الفارقة حرف مبنيّ لا محلّ له من الإعراب. «كريم» خبر المبتدأ مرفوع.

(٤) ولذلك تسمّى «اللام الفارقة».

(٥) أمّا إذا أمن اللّبس ، جاز ترك اللام ، كقول الشاعر :

أنا ابن أباة الضّيم من آل مالك

وإن مالك كانت كزام المعادن.

لأن المقام هنا مقام مدح ، وهو يمنع أن تكون «إن» النافية ، وإلا انقلب المدح ذمّا.

(٦) ضمير الشأن هو ضمير الغائب المفرد يكنّى به عن الشأن أي الأمر الذي يراد الحديث عنه ، نحو : «هو السيّد الأمين رحيم». والغاية منه تعظيم الأمر وتنبيه ـ ـ السامع وإزالة الإبهام. ولا يكون إلّا بلفظ الغائب ويكون منفصلا أو متّصلا ، وحكمه في الإعراب أن يكون مبتدأ أو اسم «ما» المشبهة بليس ، أو اسم كان ، أو مفعول به أوّل لأفعال القلوب ، ومن مميّزاته أنّه يعود إلى ما بعده بخلاف الضمائر ، وأنّه يلازم الإفراد.

١٥٦

اسميّة ، نحو : «أعلم أن الصبر مفتاح الفرج» (١) والجملة بعد «أن» المخفّفة إمّا اسميّة أو فعليّة. فإذا كانت فعليّة فعلها متصرّف (٢) فالأفضل أن يفصل (٣) بين «أن» والفعل خمسة أشياء : أولها «قد» ، كقوله تعالى : (وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا) (المائدة : ١١٣) وثانيها حرف التنفيس (السين أو سوف) ، نحو الآية : (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى) (المزمل : ٢٠) ، وثالثها النفي بـ «لن» أو «لم» أو «لا» ، نحو الآية : (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ) (البلد : ٧) ، ورابعها أداة الشرط ، نحو : «اعلم أن لو اجتهد الطالب لنجح» ، وخامسها «ربّ ، نحو : «علمت أن ربّ ثرثار قوصص».

ـ إذا خفّفت «كأنّ» فالأرجح إهمالها (٤) وقد تعمل بالشروط السابقة التي لـ «أن» (٥).

ـ إذا خفّفت «لكنّ» ، أهملت وجوبا عند جمهور النحاة ، نحو : «جاء زيد لكن خالد غائب».

ب ـ إذا عطفت على أسماء الأحرف المشبّهة بالفعل ، نصبت المعطوف سواء أوقع قبل الخبر ، نحو : «إن زيدا ومحمدا ناجحان» أم بعده ، نحو : «إن زيدا ناجح ومحمدا». وقد يرفع ما بعد العطف بعد استكمال الخبر (٦)

__________________

(١) «أعلم» فعل مضارع مرفوع للتجرّد ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، «أن» مخففة من الثقيلة حرف توكيد ونصب مبنيّ ... وحرّك بالكسر منعا من التقاء ساكنين ، واسمه ضمير الشأن محذوف ، والتقدير «أنه» أي الشأن. «الصبر» : مبتدأ مرفوع. «مفتاح» : خبر المبتدأ مرفوع ، وهو مضاف. «الفرج» : مضاف إليه مجرور.

والجملة من المبتدأ وخبره جملة اسميّة في محل رفع خبر «ان» ، والتقدير «أعلم أنه الصبر مفتاح الفرج».

(٢) أمّا إذا كان فعلها جامدا او إذا كانت الجملة اسميّة ، فلا تحتاج إلى فاصل ، نحو : «أعلم أن راسب كلّ من يتكاسل».

(٣) وفائدة الفاصل هنا بيان أنّ «أن» هذه مخفّفة من «أنّ» وليست «أن» الناصبة ، وإلى هذا يذهب الكوفيّون. ـ

(٤) وإلى هذا يذهب الكوفيّون.

(٥) إلا أنه يجوز إثبات اسمها ، نحو : «كأن بدرا منيرا هذا الوجه» فاسم «كأن» هنا هو «بدرا» وخبرها «هذا».

(٦) أمّا العطف بالرفع قبل تمام الخبر ، فقد أجازه الكوفيّون (ونحن نجيزه) ومنعه البصريّون وأوّلوا ما جاء من أمثلة تخالفهم ، كقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى ، مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَعَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (المائدة : ٦٩) فذهبوا إلى أن «الصابئون» مبتدأ حذف خبره اكتفاء بخبر «إنّ» لتوافق الخبرين لفظا ومعنى. ولك أن تجعل «من آمن بالله واليوم الآخر» خبرا للمبتدأ الذي هو «الصابئون» لتوافق الخبرين لفظا ومعنى. فالآية الكريمة ، قد خرّجوها ، على حذف خبر «انّ» اكتفاء بخبر «الصابئون» ، أو على حذف خبر «الصابئون» اكتفاء بخبر «إنّ». وإلى مثل هذا التأويل ذهبوا في قول الشاعر : ـ ـ

فمن يك أمسى بالمدينة رحله

فإني وقيار بها لغريب.

١٥٧

على أنه مبتدأ محذوف الخبر نحو الآية : (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) (١) (التوبة : ٣).

٦ ـ فتح همزة «إنّ» وكسرها : تفتح همزة «أنّ» في مواضع تعود إلى مقياس واحد هو صحّة سبك مصدر منها ومن معموليها (اسمها وخبرها) ، أي أنّها تفتح همزتها :

أ ـ إذا كانت مع ما بعدها في موضع الفاعل ، نحو الآية : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ) (العنكبوت : ٥١) ، أي : إنزالنا.

ب ـ إذا كانت مع ما بعدها في موضع نائب الفاعل ، نحو الآية : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ) (الجن : ١).

ج ـ إذا كانت مع ما بعدها في موضع المبتدأ ، نحو الآية : (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً) (فصلت : ٣٩).

د ـ إذا كانت مع ما بعدها في موضع الخبر عن اسم معنى (٢) واقع مبتدأ أو اسما لـ «إنّ» ، نحو : «حسبك أنّك كريم».

ه ـ إذا كانت مع ما بعدها في موضع المفعول به ، نحو الآية : (وَلا تَخافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللهِ) (الأنعام : ٨١).

و ـ إذا وقعت بعد حرف جرّ ، نحو : «عجبت من أنّك كاذب» ، ونحو الآية : (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُ) (الحج : ٦).

ز ـ إذا وقعت مع ما بعدها في موضع تابع لمرفوع ، نحو : «بلغني اجتهادك وأنّك ناجح» ، أو منصوب ، نحو : «علمت نجاحك وأنك مبرّز» ، أو لمجرور ، نحو : «سررت منك وأنك مجتهد».

ح ـ .... الخ.

ويجوز كسر همزة «إنّ» وفتحها ، إذا صحّ سبكها وعدم سبكها بمصدر ، وذلك في مواضع عدّة أهمها :

أ ـ أن تقع بعد فاء الجزاء ، نحو الآية :

(مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الأنعام : ٥٤).

__________________

(١) تقرأ «رسوله» بالرفع وبالنصب. فمن قرأها بالنصب يكون قد عطفها على لفظ الجلالة «الله». ومن قرأها بالرفع يكون قد جعل الواو حرف استئناف و «رسوله» مبتدأ خبره محذوف اكتفاء بخبر «إن» ، والتقدير : «ورسوله بريء من المشركين أيضا». والأفضل قراءتها بالنصب لتوكيد براءة النبيّ من المشركين.

(٢) اسم المعنى هو ما دلّ على شيء قائم بغيره كالدرس والاجتهاد والأمانة ونحوها. واسم العين هو ما دل على ذات ، أي على شيء قائم بنفسه. ولا بد من الإشارة هنا إلى أنه إذا كان المخبّر عنه اسم عين ، يجب كسر همزة «إنّ» ، لأنك لو قلت : «محمد أنه مجتهد» بفتح همزة «أنّ» ، لكان التأويل : محمد اجتهاده ، ولكان المعنى ناقصا ، لأنه لا يخبّر باسم معنى عن اسم ذات.

١٥٨

ب ـ أن تقع بعد «إذا» الفجائيّة ، كقول الشاعر :

وكنت أرى زيدا كما قيل سيّدا

إذا أنّه عبد القفا واللهازم

ج ـ أن تقع في موضع التعليل ، نحو الآية : (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) (التوبة : ١٠٣).

د ـ أن تقع بعد فعل قسم ، ولا لام بعدها ، كقول رؤبة :

أو تحلفي بربّك العليّ

إنّي أبو ذيّالك الصّبيّ.

ه ـ أن تقع بعد «واو» مسبوقة بمفرد صالح للعطف عليه ، نحو الآية : (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى ، وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى) (طه : ١١٨ ـ ١١٩).

و ـ أن تقع بعد فعل من أفعال القلوب ، وليس في خبرها اللام ، نحو : «علمت إنّ الصبر مفتاح الفرج».

وتكسر همزة «إنّ» وجوبا عند امتناع سبكها بمصدر ، وذلك في مواضع عدّة أهمها : أ ـ إذا وقعت في ابتداء الكلام ، نحو الآية : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر : ١) : وتعتبر في أوّل جملتها إذا وقعت بعد حرف من حروف الاستفتاح مثل : ألا ، وأما ، ومثلها واو الاستئناف.

ب ـ إذا وقعت بعد «حيث» ، نحو : «اجلس حيث إنّ رفقاءك جالسون».

ج ـ إذا وقعت في صدر الجملة الواقعة صلة للموصول ، نحو : «جاء الذي إنّه فائز بالجائزة».

د ـ إذا وقعت جوابا للقسم ، وفي خبرها اللام (١) ، نحو : «والله إنّك لكريم».

ه ـ إذا وقعت بعد القول الذي لا يتضمّن معنى الظنّ ، نحو الآية : (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ) (مريم : ٣٠).

و ـ إذا وقعت مع ما بعدها صفة لما قبلها عن اسم عين ، نحو : «جاء رجل إنه كريم».

ز ـ إذا وقعت خبرا عن اسم عين ، نحو : «محمد إنّه رسول».

ح ـ إذا اتصلت بخبرها لام الابتداء ، نحو الآية : (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ) (المنافقون : ١)

ط ـ أن تقع بعد «حتّى» التي تفيد الابتداء ، نحو : «إنّي تعبت ، حتّى إنّني لا أستطيع المشي».

إن :

تأتي بخمسة أوجه :

١ ـ شرطيّة جازمة.

٢ ـ شرطيّة تفصيليّة غير جازمة.

٣ ـ حرف

__________________

(١) فإن لم يقع في خبرها اللام ، لا يجب كسر الهمزة إلّا إذا كانت جملة القسم فعليّة فعلها محذوف.

١٥٩

نفي.

٤ ـ زائدة.

٥ ـ مخفّفة من «إنّ» الثقلية.

أ ـ إن الشرطيّة : تجزم فعلين ، نحو الآية : (وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ) (الأنفال : ١٩) («إن» حرف شرط جازم مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب. «تعودوا» : فعل مضارع مجزوم ، لأنّه فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف النون لأنّه من الأفعال الخمسة.

والواو ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محل رفع فاعل. «نعد» : فعل مضارع مجزوم ، لأنه جواب الشرط ، وعلامة جزمه السكون الظاهر. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : «نحن» ، وجملة «نعد» لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بـ «إذا»).

ملحوظة : قد تتّصل «إن» الشرطيّة بـ «لا» النافية ، فتقلب نونها لاما ولا يتغيّر الإعراب ، نحو الآية : (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ) (التوبة : ٤٠).

ب ـ إن الشرطيّة غير الجازمة :

حرف لا محلّ له من الإعراب ، يسبق باسم شرط ، وما بعده يفصّل المقصود من فعل الشرط ، نحو : «من يساعدني إن صديق وإن عدوّ أساعده» («صديق» : بدل من «من» مرفوع. «عدو». معطوف على «صديق» مرفوع).

ج ـ إن النافية : بمعنى «ما» النافية ، تعمل عمل «ليس». فترفع المبتدأ وتنصب الخبر بشرط عدم تقدّم خبرها على اسمها (١) ، وعدم انتفاض نفيها بـ «إلّا» (٢) ، نحو قول الشاعر :

إن المرء ميتا بانقضاء حياته

ولكن بأن يبغى عليه فيخذلا (٣)

ملحوظة : إذا لم تتحقّق شروط عمل «إن» ، اعتبرت حرف نفي مهملا ، نحو الآية : (إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ) (الملك : ٢٠) («إن» : حرف نفي مبنيّ على السكون ، وقد حرّك بالكسر تخلّصا من التقاء ساكنين.

«الكافرون» : مبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. «إلّا» : حرف حصر مبنيّ على السكون لا محل له من الإعراب. «في» : حرف جرّ مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، متعلّق بخبر محذوف تقديره : موجودون. «غرور» : اسم مجرور بالكسرة الظاهرة). ومن العرب من يجعله حرفا غير

__________________

(١) إن تقدّم خبرها على اسمها ، بطل عملها ، نحو : «إن بآبائنا فخرنا». («فخرنا» : مبتدأ مؤخّر مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف ...).

(٢) إذا انتقض نفيها بـ «إلّا» ، بطل عملها ، نحو الآية : (إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ) (الملك : ٢٠).

(٣) يعني أن الإنسان لا يعد ميتا بانتهاء حياته ، وإنما يعد كذلك إذا ظلم ولم يجد نصيرا.

١٦٠