موسوعة النحو والصرف والإعراب

موسوعة النحو والصرف والإعراب

المؤلف:


الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٢٢

٣ ـ «أن يكون المضاف زمانا مبهما معربا في أصله ، والمضاف إليه جملة فعليّة فعلها مبنيّ بناء أصليّا أو عارضا ، فمثال الأصليّ قول الشاعر :

على حين عاتبت المشيب على الصّبا

وقلت : ألمّا أصح والشيب وازع؟

ومثال العارض قول الشّاعر :

لأجتذبن منهنّ قلبي تحلّما

على حين يستصبين كلّ حليم

فيجوز في كلمة «حين» في البيتين إمّا الإعراب والجر المباشر بـ «على» ، وإما البناء على الفتح في محل جر. والبناء أحسن.

فإن كان المضاف المعرب زمانا مبهما ، والمضاف إليه جملة اسميّة ، أو جملة مضارعيّة ، مضارعها معرب ، جاز في المضاف الأمران أيضا : الإعراب أو البناء على الفتح ، ولكن الإعراب أفضل ، فمثال الجملة الاسميّة قول الشاعر :

ألم تعلمي ـ يا عمرك الله ـ أنني

كريم على حين الكرام قليل

 ... ومثال الجملة المضارعية التي مضارعها معرب الآية : (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) (المائدة : ١١٩) ، فيجوز في كلمة «حين» الإعراب والبناء لوقوع المضاف إليه جملة اسميّة ، وكذلك يجوز في كلمة «يوم» أمران ، لوقوع المضاف إليه جملة مضارعية مضارعها معرب.

يز ـ العموم : قد يكتسب الاسم المضاف من المضاف إليه العموم ، فإذا قلت : «ما قرعت حلقة دار باب أحد قطّ» سرى ما في كلمة «أحد» من العموم والشيوع إلى «الحلقة». وإذا قلت : «أكرم كلّ عالم» كان الإكرام عامّا في العلماء ، وإذا قلت : «أكرم غلام كلّ عالم» ، صار العموم في «الغلام».

يج ـ رفع القبح أو التجوّز : قد تفيد الإضافة اللفظيّة في بعض الأحيان رفع القبح أو التجوّز ، نحو : «مررت بالرجل الحسن الوجه» ، فإذا رفعت «الوجه» قبّح الكلام لخلوّ الصفة لفظا من ضمير الموصوف ، وفي نصبه قبح إجراء الوصف القاصر مجرى المتعدّي ، وفي الجرّ تخلّص منهما.

يط ـ الظرفيّة : يستفيد المضاف من المضاف إليه الظرفيّة ، بشرط أن يكون المضاف لفظة «كل» أو «بعض» ، أو ما يدل على الكلّية أو الجزئيّة ، وأن يكون المضاف إليه ظرفا في أصله ، نحو الآية : (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ) (ابراهيم : ٢٥).

ك ـ المصدريّة : يستفيد المضاف الذي ليس مصدرا ، من المضاف إليه ، المصدريّة ، نحو الآية : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ،) (الشعراء : ٢٢٧)

١٠١

والأصل : وسيعلم الذين ظلموا ينقلبون أيّ منقلب. فكلمة «أي» نائب عن المصدر ، وقد اكتسبت المصدريّة من المضاف إليه ، وهي تعرب مفعولا مطلقا.

٤ ـ الأسماء والإضافة : تنقسم الأسماء ، بالنسبة إلى الإضافة ، ثلاثة أقسام : أسماء جائزة الإضافة ، وأسماء ملازمة الإضافة ، وثالثة ممتنعة الإضافة.

أ ـ الأسماء الجائزة الإضافة : أغلب الأسماء المنكّرة يجوز أضافتها أو قطعها عن الإضافة حسب إرادة المتكلّم. وقد اختلف الكوفيّون والبصريّون حول إجازة إضافة صدر العدد إلى عجزه ، فقد أجازها الكوفيّون ومنعها البصريّون.

ب ـ أسماء ملازمة للإضافة : وهي أربعة أنواع :

١ ـ ما يضاف وجوبا إلى الاسم المفرد الظاهر أو إلى الضمير ، مع جواز قطع المضاف عن الإضافة لفظا دون معنى (١) ، ومنها : كل (٢) ، بعض أي (٣) ، غير (٤) ، مع (٥) ، والجهات الست (٦) ،

__________________

(١) وذلك بحذف المضاف إليه والاستغناء عنه بالتنوين الذي يجيء عوضا منه ، ودالّا عليه ، مع إرادة ذلك المحذوف وتقديره ، لحاجة المعنى إليه ، فيكون المضاف في هذه الحالة مضافا في المعنى دون اللفظ ، ويبقى له حكمه في التعريف والتنكير كما كان ، نحو الآية : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) (الإسراء : ٨٤) ، أي كل واحد.

(٢) يشترط كي تقطع كلمة «كل» عن الإضافة ألّا ـ ـ تكون توكيدا ، ولا نعتا ، فإن كانت كذلك وجب إضافتها لفظا ، وعدم قطعها ، نحو : «فاز المجتهدون كلهم».

و «أنت المخلص كل الإخلاص».

(٣) تأتي «أيّ» بستة أوجه :

أ ـ استفهاميّة ، نحو : «أي مهنة اخترتها؟».

ب ـ شرطيّة ، نحو : «أيّ عمل تعمل أعمل».

ج ـ اسم موصول ، نحو : «أحب طلابي ، وسأكافىء أيّهم ينجح ، أو سأكافىء أيّا ينجح».

د ـ «أي» التي للنعت ، نحو : «إن الصادق عظيم أيّ عظيم».

ه ـ «أي» التي للحال ، نحو : «قبلت كلام الناصح الأمين أيّ ناصح أمين».

و ـ وصلة للنداء ، نحو : «أيها الطلاب ، اجتهدوا».

والأوجه الثلاثة الأولى ، ملازمة للإضافة إمّا لفظا ومعنى معا ، وإما معنى ، كأمثلتها السابقة. والنوعان الرابع والخامس ملازمان للإضافة لفظا ومعنى ، أما السادس ، فلا يضاف أبدا.

(٤) تلازم «غير» الإضافة إمّا لفظا ومعنى ، وذلك في أكثر حالاتها ، وإمّا معنى فقط ، وذلك في حالتين :

أ ـ أن يحذف المضاف إليه بشرط أن يكون معلوما ، ملحوظا لفظه في النيّة والتقدير ، كأنه مذكور ، وأن تكون كلمة «غير» مسبوقة بـ «ليس» أو «لا» ، نحو : «لك في ذمّتي ألف ليرة لا غير».

ب ـ أن يحذف المضاف إليه المعلوم ، مع ملاحظة معناه دون لفظه ، نحو ؛ «من زرع الإساءة حصد الشقاء ليس غيرا».

(٥) لهذه الكلمة ثلاثة أوجه :

أ ـ ظرف للزمان أو المكان ، فتلازم الإضافة ، نحو :

«جئت مع الصباح» ، ونحو : «التواضع مع التكلّف كذب».

ب ـ ظرف بمعنى «عند» فلا تدل على اجتماع أو مصاحبة ، وتلازم الإضافة والجر بـ «من» الابتدائيّة ، نحو «الكفيل على اليتيم يرعاه ، ويصون حاله ، وإذا أراد ـ ـ البذل والعطاء فلينفق من معه ، لا من مع اليتيم».

ج ـ أن تكون اسماء بمعنى : جميع أو كل ، ولا ظرفيّة معه ، وتدلّ على مجرد الاصطحاب ، وفي هذه الحالة تمتنع إضافتها ، نحو : «جاء المعلمان معا».

هي : فوق ، تحت ، يمين ، شمال ، أمام ، خلف.

١٠٢

ونحوها (١).

٢ ـ ما يضاف وجوبا إلى الاسم المفرد الظاهر أو إلى الضمير ، دون الجملة مع عدم جواز قطعه عن الإضافة لفظا ، وله أربع صور : أولها أن يضاف إلى اسم ظاهر مفرد ، نحو : «أولو (بمعنى : أصحاب) ، أولات بمعنى : صاحبات ، ذو (بمعنى : صاحب كذا) ، ذات (بمعنى : صاحبة كذا) ، ذوا ، ذوو ، ذواتا ، ذوات ، نحو : المعلمون أولو فضل».

وثانيها أن يضاف إلى ضمير المخاطب ، في الغالب ، دون غيره من الضمائر ، كالمصادر المثنّاة في لفظها دون معناها ، والتي يراد بها التكرير ، نحو : «لبّيك ، سعديك ، حنانيك ، دواليك ، هذاذيك ، حذاريك وحجازيك» (بمعنى : تلبية بعد تلبية ، وإسعادا بعد إسعاد ، حنانا بعد حنان ، ومداولة بعد مداولة ، وقطعا بعد قطع ، وحذرا بعد حذر ، وحجزا بعد حجز).

وثالثها أن يضاف إلى الضمير مطلقا ، مثل كلمة «وحد» وكلمة «كل» المستعملة في التوكيد ، نحو : «جاء المعلم وحده» ، ونحو الآية : (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ) (الحجر : ٣٠).

ورابعها أن يضاف إلى اسم ظاهر أو ضمير ، كالكلمات : كلا ، كلتا ، عند ، لدى ، سوى ، قصارى الشيء (أي : غايته) ، حمادى الشيء (أي : غايته) ، نحو الآية : (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها) (الكهف : ٣٣) ، ونحو «قصاراك أن تنجح في الامتحان».

٣ ـ ما يضاف وجوبا إلى جملة اسميّة أو فعليّة ، ومنه : «حيث» (٢) و «إذ» ، نحو الآية : (فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً ،) (البقرة : ٥٨) ، والآية : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ) (البقرة : ١٢٧).

٤ ـ ما يضاف وجوبا إلى الجملة الفعليّة دون غيرها ، ومنه «إذا» الشرطيّة الدالّة على الزمان المستقبل ، و «لمّا» الظرفيّة ، نحو قول الشاعر

وإذا تباع كريمة أو تشترى

فسواك بائعها وأنت المشتري

وقد أجاز الأخفش والكوفيّون دخول «إذا» على الجملة الاسميّة استنادا إلى الآية :

__________________

(١) مثل : قدام ، وراء ، أسفل عل (بمعنى : فوق).

(٢) أجاز فريق من النحاة إضافتها للمفرد مع بقائها مبنية على الضم ، استنادا إلى قول الشاعر :

أما ترى حيث سهيل طالعا

نجم يضيء كالشّهاب لامعا

١٠٣

(إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) (الانشقاق : ١) ، وقد أوّل البصريّون هذه الآية وأمثالها بأن جعلوا «السماء» فاعلا لفعل محذوف يفسّره الفعل المذكور ، والتقدير : إذا انشقت السماء انشقت. ونحن لا نرى داعيا لهذا التمحّل في التقدير ، وعندنا أنّ «إذا» تضاف إلى الجملة الاسميّة كما تضاف إلى الجمل الفعلية.

ج ـ أسماء ممتنعة عن الإضافة : ومنها أسماء الإشارة ، وأسماء الموصول ، والضمائر ، وأسماء الشرط ، وأسماء الاستفهام ، و «أجمعون» وبابه ، و «أي» عند ما تكون وصلة لنداء ما فيه «أل» ، ومثنى وثلاث ورباع ... عشار.

٥ ـ حكم الظروف التي بمعنى «إذ» أو «إذا» : إنّ الظروف التي تكون بمنزلة «إذ» أو «إذا» معربة في الأصل ، ولكنها تبنى حملا عليهما. فإذا تلاها فعل معرب أو جملة اسميّة ، فالإعراب أرجح ، نحو القراءة : (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) (١) (المائدة : ١١٩) ، ومثل قول الشاعر :

على حين (٢) عاتبت المشيب على الصّبا

فقلت : ألمّا تصح والشيب وازع؟

٦ ـ حذف المضاف أو المضاف إليه : يجوز أن يحذف المضاف ، أو المضاف إليه ، بشروط : شروط حذف المضاف : إذا حذف المضاف ، فالغالب أن يخلفه المضاف إليه ، نحو الآية : (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) (٣) (البقرة : ٩٣) ، وقد يحذف المضاف ويبقى المضاف إليه مجرورا ، والمحذوف معطوف على مضاف بمعناه ، مثل قول الشاعر :

أكلّ امرئ تحسبين امرأ

ونار توقّد بالليل نارا (٤)

شروط حذف المضاف إليه : إذا

__________________

(١) «يوم» ظرف زمان مبني على الفتح في محل رفع خبر المبتدأ. فهو مبنيّ رغم إضافته إلى فعل غير مبنيّ.

(٢) «حين» : ظرف مبني على الفتح في محل جر ـ ـ بـ «على». هذا الظرف مبنيّ لأنه أضيف إلى فعل مبنيّ إلّا أنّ بعضهم يبني هذا الظرف عند إضافته إلى جملة اسميّة ، كقول الشاعر :

تذكّر ما تذكّر من سليمى

على حين التواصل غير دان

حيث بني الظرف «حين» على الفتح رغم إضافته إلى الجملة الاسميّة.

(٣) أي : أشربوا حبّ العجل. حذف المضاف ، وحلّ المضاف إليه محلّه في الإعراب. فصارت كلمة «العجل» مفعولا به لـ «أشربوا».

(٤) أي : وكلّ ثار ، وتقدير الحذف هنا واجب ، وذلك كي لا يترتب على العطف محظور : العطف على معمولي عاملين تكون «نار» معطوفة على «امرئ» ، و «نارا» معطوفة على «امرأ». فيلزم على هذا التقدير العطف على معمولين لعاملين مختلفين.

١٠٤

حذف المضاف إليه ، فإنّ المضاف يأتي على ثلاثة أوجه : الأوّل : يزول منه الإعراب والتنوين ويبنى على الضم ، نحو الآية : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) (الروم : ٤) ، أي : من قبل الغلب وبعده.

الثاني : يبقى إعرابه وتنوينه ، وهذا هو الوجه الأغلب ، نحو الآية : (وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ ،) (الفرقان : ٣٩) ، أي : كل قوم.

والثالث : يبقى على حاله (١) ، كما كان مع وجود المضاف إليه ، بشرط أن يعطف عليه اسم عامل في مثل المحذوف ، وهذا العامل إمّا مضاف أو غير مضاف ، مثل : «أكلت ربع ونصف ما قدّم لي» (٢).

٧ ـ الفصل بين المتضايفين : يفصل بين المضاف والمضاف إليه على وجوه سبعة :

أ ـ أن يكون المضاف مصدرا ، والمضاف إليه فاعله ، والفاصل إمّا مفعوله أو ظرف ، نحو قراءة ابن عامر : (وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ) (٣) (الأنعام : ١٣٧) ، ومثل : «ترك يوما نفسك مع هواها مضرّ» (٤).

ب ـ أن يكون المضاف وصفا ، والمضاف إليه المفعول الأول ، والفاصل إمّا مفعوله الثاني ، أو الظرف ، نحو الآية : (فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ) (٥) (إبراهيم : ٤٧) ، وكقول الشاعر :

فرشني بخير لا أكونن ومدحتي

كناحت يوما صخرة بعسيل

ج ـ أن يكون الفاصل قسما ، مثل : «قام غلام والله زيد».

د ـ أن يكون الفاصل هو معمول لغير المضاف ، كأن يأتي فاعلا لغير المضاف أو مفعولا به أو ظرفا ، كقول الشاعر :

أنجب أيام والداه به

إذ نجلاه فنعم ما نجلا (٦)

ومثل :

تسقي امتياحا ندى المسواك ريقتها

كما تضمّن ماء المزنة الرّصف (٧)

__________________

(١) أي يبقى الإعراب ويزول التنوين.

(٢) أي ربع ما قدم لي ونصف ما قدّم لي. حذف المضاف إليه بعد «ربع» وعطف عليه الاسم «نصف» مضافا إلى «ما قدّم لي».

(٣) «قتل» : مصدر أضيف إلى فاعله «شركاؤهم» والفاصل «أولادهم» مفعول به للمصدر مع مضاف إليه.

(٤) المصدر «ترك» أضيف إلى «نفسك». وفصل بينهما الظرف «يوما».

(٥) «مخلف» المضاف اسم فاعل. «رسله» المضاف إليه مفعول به أوّل لاسم الفاعل مع مضاف إليه ، والفاصل «وعده» مفعول به ثان لاسم الفاعل.

(٦) المضاف «أيام» والمضاف إليه «إذ نجلاه» والفاصل بينهما «والداه» فاعل «أنجب» الذي لا علاقة له بالمضاف.

(٧) «ندى» المسواك ريقتها». حيث فصل بين المضاف «ندى» والمضاف إليه «ريقتها» بمفعول به «المسواك» لغير ـ ـ المضاف. أي مفعول به لـ «تسقي».

١٠٥

ومثل :

كما خطّ الكتاب بكفّ يوما

يهوديّ يقارب أو يزيل (١)

ه ـ الفصل بفاعل المضاف ، كقول الشاعر :

ما إن رأينا للهوى من طبّ

ولا عدمنا قهر وجد صبّ (٢)

و ـ الفاصل هو نعت للمضاف ، كقول الشاعر :

نجوت وقد بلّ المراديّ سيفه

من ابن أبي شيخ الأباطح طالب (٣)

ز ـ الفاصل هو النداء ، كقول الشاعر :

كأنّ برذون أبا عصام

زيد حمار دقّ باللّجام (٤)

٨ ـ أحكام المضاف الصحيح الآخر إلى ياء المتكلّم : إذا أضيف الاسم الصحيح الآخر إلى ياء المتكلّم ، فله وللياء أحكام ثلاثة :

أ ـ وجوب كسر آخر المضاف ، مثل : «زرت أمّي».

ب ـ جواز إسكان الياء ، نحو الآية : (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.) (الأنعام : ١٦٢).

ج ـ جواز فتح الياء ، مثل : «غلامي ، لا تؤذ أخاك».

٩ ـ أحكام غير الصحيح الآخر المضاف إلى ياء المتكلّم : إذا أضيف الاسم غير الصحيح الآخر (أي المقصور والممدود ، ويلحق به المثنّى والجمع) إلى ياء المتكلّم ، يكون على وجوه عدّة ، منها :

أ ـ إذا أضيف الاسم المقصور إلى ياء المتكلّم ، يجب إسكان آخره ، وفتح الياء ، (وقد تقلب الألف ياء ، وتدغم في ياء المتكلّم) نحو الآية : (هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي) (طه : ١٨).

ب ـ إذا أضيف الاسم المنقوص إلى ياء المتكلّم ، تدغم ياؤه بياء المتكلم مبنية على الفتح ، مثل : «يا قاضيّ».

ج ـ إذا أضيف المثنى إلى ياء المتكلّم ، تحذف منه النون للإضافة ، وتدغم ياء المثنّى بياء المتكلّم ، مثل : «رأيت ابنيّ (٥) ، وسلّمت على رفيقتيّ». أمّا ألف المثنى (في حالة

__________________

(١) «بكف يوما يهودي» المضاف «كف» والمضاف إليه «يهودي» فصل بينهما الظرف «يوما».

(٢) المضاف «قهر» ، والمضاف إليه «صب» ، والفاصل «وجد» فاعل المضاف.

(٣) المضاف «أبي» والمضاف إليه «طالب» والفاصل «شيخ الأباطح» هو نعت للمضاف.

(٤) المضاف «برذون» ، المضاف إليه «زيد» ، والفاصل بينهما النداء ، «أبا عصام» ، والتقدير : يا أبا عصام.

(٥) «ابني» : مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى. وقد حذفت منه النون للإضافة ، وأدغمت ياء المثنى بياء المتكلّم. وياء المتكلّم ضمير متّصل مبني في محل جر بالإضافة.

١٠٦

الرفع) ، فتبقى سالمة وتأتي بعدها ياء المتكلّم ، مثل : «أنتما معلماي».

د ـ إذا أضيف جمع المذكّر السالم إلى ياء المتكلّم ، تدغم ياؤه (في حالتي النصب والجر) بياء المتكلّم ، وتقلب واوه (في حالة الرفع) ياء ، ثم تدغم بياء المتكلّم وتحذف منه النون للإضافة ، نحو الآية : (وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ) (إبراهيم : ٢٢) ، وكقول الشاعر :

أودى بنيّ وأعقبوني حسرة

عند الرّقاد وعبرة لا تقلع (١)

١٠ ـ قطع الإضافة : هنالك أسماء يصحّ قطعها عن الإضافة ، وهي : بعض ، كل (التي ليست صفة ولا توكيدا) ، أيّ ، غير ، قبل ، بعد ، يمين ، شمال ، أمام ، قدّام ، خلف ، وراء ، تحت ، فوق ، دون ، عل ، أول ، حسب.

وهذه الأسماء ، إن قطعت عن الإضافة ، تأخذ أحكام «قبل» المقطوعة. انظر : قبل.

أضحى :

تأتي :

١ ـ فعلا ماضيا ناقصا يفيد اتصاف اسمه بخبره وقت الضّحى ، أو معنى «صار» ، نحو قول ابن زيدون :

أضحى التنائي بديلا من تدانينا

وناب عن طيب لقيانا تجافينا

(«التنائي» : اسم «أضحى» مرفوع بالضمّة المقدّرة على الياء للثقل. «بديلا» : خبر «أضحى» منصوب بالفتحة الظاهرة).

وتعمل «أضحى» ماضيا ، ومضارعا وأمرا ، ومصدرا ، واسم فاعل.

٢ ـ فعلا ماضيا تاما ، إذا أفادت الدخول في الضحى ، نحو : «أضحيت وأنا مريض» (التاء في «أضحيت» ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل «أضحى»).

الإضراب :

هو الرجوع عن الحكم ، أو الصّفة على وجه الإبطال أو الاستدراك ، وحرفه «بل» ، وهو من معاني «أو» ، و «أم» و «على». وهو نوعان :

١ ـ إبطاليّ ، ومعناه نفي الحكم السابق قبل حرف الإضراب (بل ، أم) ، وإثبات الحكم الذي بعده ، نحو : «الأرض ثابتة بل تتحرّك» ، ونحو : «سمعت صوت بلبل ، أم أصغيت لإيقاع موسيقيّ».

__________________

(١) «بني» : فاعل «أودى» مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكّر السالم. وقد قلبت هذه الواو ياء ، وأدغمت بـ «ياء» المتكلّم بعد حذف النون للإضافة. وياء المتكلم في محل جر بالإضافة.

١٠٧

٢ ـ انتقاليّ ، ويفيد الانتقال من حكم إلى حكم جديد دون إبطال الحكم السابق ، نحو قوله : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ، وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ، بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا ، وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى) (الأعلى : ١٤ ـ ١٧).

الإضمار :

ـ هو ، في النحو ، الإتيان بالضمير بدل الاسم الظاهر. (انظر : الضّمير) ، ويقابله الإظهار. وهو أيضا إسقاط اللفظ لا معناه ، كتقدير الفعل في باب الاشتغال (انظر : الاشتغال) ، وكالنصب بـ «أن» مضمرة بعد «حتّى» الجارّة. (انظر : حتّى).

الإطباق :

هو إلصاق الحنك الأعلى بما حاذاه من اللسان. وأحرف الإطباق هي : ص ، ض ، ط ، ظ.

الاطّراد :

هو الجري على نسق واحد ، فالقاعدة المطّردة هي التي تخلو من الشذوذ والاستثناءات.

الإطلاق :

زيادة حرف مدّ لإشباع حركة الرويّ في قافية أو فاصلة. (انظر : ألف الإطلاق) ؛ وهو أيضا زيادة الألف في نحو : «نجحوا» ، كما يعني عدم التقييد.

الإظهار :

هو ، في علم النحو ، الاتيان بالاسم الظاهر بدل الضمير. ويقابله الإضمار. وهو ، في علم الصّرف ، فكّ الإدغام ، ويسمّى أيضا ، في هذه الحالة ، البيان. انظر : الإدغام.

الاعتراضيّة :

راجع «الجملة الاعتراضيّة» في الجمل التي لا محل لها من الإعراب.

الاعتلال :

هو الإعلال. راجع : الإعلال.

الأعجميّ :

ما نقل من لسان غير عربيّ.

الإعدال :

هو ، في الصرف ، تخفيف حرف العلّة

١٠٨

بالتسكين والقلب والحذف. انظر : الإعلال.

الإعراب :

١ ـ تعريفه : هو تغيير أواخر الكلمات ، لفظا أو تقديرا ، بتغيير وظائفها النحويّة ضمن الجملة. ويقابله «البناء» وهو «لزوم آخر اللفظ علامة واحدة ـ في كل أحواله ـ لا تتغيّر مهما تغيّرت العوامل».

واللفظ المعرب هو الذي يدخله الإعراب ، نحو كلمة «المعلم» في قولك : «جاء المعلّم» ، و «شاهدت المعلّم» ، و «مررت بالمعلّم».

واللفظ المبنيّ هو الذي دخله البناء ، نحو كلمة «الذي» في قولك «جاء الذي نجح» ، و «شاهدت الذي نجح» ، و «مررت بالذي نجح».

٢ ـ المعرب من الأسماء ، والأفعال ، والحروف : الأسماء كلّها معربة إلّا قليلا منها كأسماء الشرط والإشارة والاستفهام ... (انظر : البناء). والمعرب من الأفعال هو الفعل المضارع الذي لم تتّصل به نون التوكيد الثقيلة أو الخفيفة اتصالا مباشرا ، أو الذي لم تتّصل به نون الإناث (انظر : الفعل المضارع). أمّا الحروف ، فكلّها مبنيّة على حركات أواخرها ، ولا محلّ لها من الإعراب.

٣ ـ ألقاب الإعراب : الإعراب أربعة أنواع :

أ ـ الرفع ، ويدخل الاسم والفعل المضارع ، وعلامته :

ـ الضمة الظاهرة ، وذلك في آخر الاسم المرفوع المفرد الصحيح الآخر أو المنتهي بواو متحركة أو بياء متحركة ، نحو : «جاء المجتهد والصبيّ» ؛ وفي آخر الجمع المرفوع الذي ليس جمعا مذكرا سالما ولا ملحقا به ، نحو : «أقبل الطلاب والطالبات» ، وفي آخر الفعل المضارع الصحيح الآخر غير المسبوق بناصب أو جازم ، نحو : «ينجح المجتهد».

ـ الضمّة المقدّرة للتعذّر وذلك في الاسم المقصور المرفوع أو الفعل المضارع المرفوع المنتهي بألف ، أو الاسم المنتهي بواو ساكنة لازمة قبلها ضمّة ، نحو : «يحيا الفتى أرسطو في قريته» (١) أو الضمّة المقدّرة للثّقل وذلك في آخر الاسم المنقوص المرفوع ، وفي آخر الفعل المضارع المرفوع المنتهي بياء غير مشدّدة ، نحو : «يقضي القاضي بين

__________________

(١) «يحيا» : فعل مضارع مرفوع بالضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. «الفتى» : فاعل مرفوع بالضمة المقدّرة على الألف للتعذّر. «أرسطو» : عطف بيان مرفوع بالضمّة المقدّرة على الواو للتعذّر ...

١٠٩

المتخاصمين» (١).

ـ الألف ، وذلك في المثنّى المرفوع ، أو الملحق به ، نحو : «جاء الفائزان هذان» (٢).

ـ الواو ، وذلك في جمع المذكّر السالم المرفوع والملحق به ، والأسماء الستة المرفوعة ، نحو : «حضر أبوك والمعلمون» (٣).

ـ ثبوت النون ، وذلك في الأفعال الخمسة المرفوعة ، نحو : «المعلمون يشرحون الدروس».

ب ـ النّصب ، ويدخل الاسم والفعل المضارع ، وعلامته :

ـ الفتحة الظاهرة ، وذلك في آخر الاسم المنصوب المفرد غير المنتهي بألف ، وفي جمع التكسير المنصوب ، والفعل المضارع المسبوق بحرف ناصب وغير المنتهي بألف ، نحو : «لن أدعو المعلّم أو القاضي أو الرجال إلى هذه الحفلة».

ـ الفتحة المقدّرة للتعذّر ، وذلك في آخر الاسم المنصوب المنتهي بألف أو بواو ساكنة لازمة قبلها ضمة ، أو في الفعل المضارع المنتهي بألف ، نحو : «شاهدت مصطفى وأرسطو» و «لن أرضى بهذه الحالة». ولا تقدّر الفتحة إلّا للتعذّر.

ـ الياء ، وذلك في المثنّى والملحق به المنصوبين ، وجمع المذكّر السالم والملحق به المنصوبين ، نحو : «شاهدت الفتاتين كليهما والمعلّمين وأولي المعرفة» (٤).

ـ الألف ، وذلك في الأسماء الستّة المنصوبة ، نحو : «شاهدت أباك».

ـ الكسرة نيابة عن الفتحة ، وذلك في جمع المؤنّث السالم ، والملحق به ، نحو : «أكرمت المجتهدات وأولات الفضل».

ـ حذف النون ، وذلك في الأفعال الخمسة المنصوبة ، نحو : «حضر الطلاب كي يشتركوا في المهرجان».

ج ـ الجرّ ، ويدخل الاسم فقط ، وعلامته :

__________________

(١) «يقضي» : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. «القاضي» : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل.

(٢) «الفائزان» : فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنّى.

«هذان» : الهاء حرف تنبيه ، «ذان» نعت مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنّى.

(٣) «أبوك» : فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ... «المعلمون» : اسم معطوف مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم.

(٤) «الفتاتين» : مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى.

«كليهما» : توكيد منصوب بالياء لأنه ملحق بالمثنى. وهو مضاف. «هما» : ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.

«والمعلمين» : الواو حرف عطف. «المعلمين» : اسم معطوف منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم. «وأولي» : الواو حرف عطف ، «أولي» : اسم معطوف منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكّر السالم ، وهو مضاف ...

١١٠

ـ الكسرة الظاهرة ، وذلك في آخر الاسم المجرور المفرد الصحيح الآخر ، أو المنتهى بواو متحرّكة أو ياء متحركة ، غير الممنوع من الصرف ، وفي جمع المؤنث السالم ، وجمع التكسير غير الممنوع من الصرف ، نحو : «مررت بالمعلّم والظبي والمعلمات والطلاب».

ـ الكسرة المقدّرة للتعذّر ، وذلك في آخر الاسم المجرور المنتهي بألف أو بواو لازمة ساكنة قبلها ضمّة ، غير الممنوع من الصرف ، نحو : «مررت بالفتى أرسطو» ، أو الكسرة المقدّرة للثّقل وذلك في آخر الاسم المنقوص غير الممنوع من الصرف ، نحو : «سلّمت على القاضي».

ـ الياء ، وذلك في المثنّى والملحق به ، وجمع المذكّر السالم والملحق به ، والأسماء الستة» ، نحو : «احتفيت بالفائزين كليهما والمعلّمين وأولي المعرفة وأبيك» (١).

ـ الفتحة نيابة عن الكسرة ، وذلك في الاسم الممنوع من الصرف ، نحو : «مررت بأحمد ومساجد جميلة».

د ـ الجزم ، ولا يكون إلّا في الفعل المضارع ، وعلامته :

ـ السكون الظاهر ، وذلك إذا كان المضارع مسبوقا بحرف جازم ، وغير معتلّ الآخر ، وغير مشدّد الآخر ، وغير محرّك لضرورة القافية ، أو للتخلص من التقاء الساكنين ، وليس من الأفعال الخمسة ، نحو : «لم أتقاعس عن نصرة وطني».

ـ السكون المقدّر وذلك إذا كان المضارع مسبوقا بحرف جازم وغير معتل الآخر ، وليس من الأفعال الخمسة ، ومحرّكا للتخلّص من التقاء الساكنين ، نحو : «لم ينجح الكسول» ، أو مشدّد الآخر ، نحو : «لم يمرّ ساعي البريد اليوم» ، أو محرّكا لمراعاة القافية ، نحو قول زهير بن أبي سلمى :

ومهما تكن عند امرئ من خليقة

وإن خالها تخفى على الناس تعلم

 ـ حذف النون ، وذلك إذا كان المضارع مسبوقا بحرف جازم ، ومن الأفعال الخمسة ، نحو : «المعلمون لم يقصّروا في واجبهم».

ـ حذف حرف العلة ، وذلك إذا كان المضارع مسبوقا بحرف جازم ، ومعتلّ الآخر ، وليس من الأفعال الخمسة ، نحو : «لم يرض سمير بحصّته».

٤ ـ علامات الإعراب : علامات الإعراب قسمان :

__________________

(١) «الفائزين» : اسم مجرور بالياء لأنه مثنى. «كليهما» : توكيد مجرور بالياء لأنه ملحق بالمثنى ... «المعلمين» : اسم معطوف مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم. «أولي» : اسم معطوف مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ... «أبيك» : اسم معطوف مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة.

١١١

أ ـ أصليّة ، وهي الضمّة في حالة الرفع ، والفتحة في حالة النصب ، والكسرة في حالة الجر ، والسكون (أي : عدم وجود الحركة) في حالة الجزم.

ب ـ فرعيّة تنوب عن العلامات الأصليّة في سبعة مواضع ، وهي :

١ ـ الأسماء الستّة وفيها تنوب الواو عن الضمة في حالة الرفع ، وتنوب الألف عن الفتحة في حالة النصب ، وتنوب الياء عن الكسرة في حالة الجر. انظر : الأسماء الستة.

٢ ـ المثنّى والملحق به ، وفيهما تنوب الألف عن الضمّة في حالة الرفع ، وتنوب الياء عن الفتحة والكسرة في حالتي النصب والجر. انظر : المثنّى.

٣ ـ جمع المذكّر السالم والملحق به ، وفيهما تنوب الواو عن الضمة في حالة الرفع ، وتنوب الياء عن الفتحة والكسرة في حالتي النصب والجر. انظر : جمع المذكّر السالم.

٤ ـ جمع المؤنث السالم والملحق به ، وفيهما تنوب الكسرة عن الفتحة في حالة النصب. انظر : جمع المؤنث السالم.

٥ ـ الاسم الممنوع من الصرف ، وفيه تنوب الفتحة عن الكسرة في حالة الجر.

انظر : الممنوع من الصرف.

٦ ـ الأفعال الخمسة ، وفيها تنوب النون عن الضمّة في حالة الرفع ، وينوب حذف النون عن الفتحة والسكون في حالتي النصب والجزم. انظر : الأفعال الخمسة.

٧ ـ الفعل المضارع المعتل الآخر ، وفيه ينوب حذف حرف العلّة عن السكون في حالة الجزم. انظر : الفعل المضارع.

وفي الصفحة التالية جدول يلخّص علامات الاعراب.

٥ ـ أنواع الإعراب : الإعراب ثلاثة أنواع ، وهي :

أ ـ الإعراب اللّفظيّ هو الذي تظهر علاماته في آخر الكلمة ، نحو : «يكرم اللبنانيون الضّيف».

ب ـ الإعراب التقديريّ : هو الذي لا تظهر علاماته في آخر الكلمة ، بل تقدّر ، وأشهر المواضع التي تقدّر فيها الحركات والحروف ما يلي :

١ ـ تقدّر الحركات الثلاث على آخر الاسم المقصور ، وذلك للتعذّر ، نحو : «يهوى مصطفى العلى» (١).

٢ ـ تقدّر الضمة والكسرة على آخر

__________________

(١) «يهوى» : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. «مصطفى» : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. «العلى» : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر.

١١٢

الاسم المنقوص في حالتي الرفع والجر ، وذلك للثقل ، نحو : «يقضي القاضي على الجاني» (١). أمّا في حالة النصب ، فإن الفتحة تظهر على ياء الاسم المنقوص لخفّتها ، نحو : «لن أعصي القاضي». (انظر : المنقوص).

٣ ـ تقدّر الحركات الثلاث على آخر الاسم إذا سكّن للوقف ، نحو : «جاء سالم» ، «شاهدت سالم» ، «مررت بسالم» (٢). وكذلك تقدّر الحركة في الفعل المضارع المرفوع أو المنصوب ، إذا وقف عليه بالسكون ، نحو : «الطفل يلعب» و «الطفل لن يلعب» (٣).

٤ ـ تقدّر الحركات الثلاث جوازا على الحرف الأخير من الكلمة ، إذا سكّن للتخفيف ، كتسكين الهمزة المكسورة عند بعض القراء في الآية : (فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ) (البقرة : ٥٤) ، وتسكين التاء المضمومة عند بعض القراء في الآية : (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَ) (البقرة : ٢٢٨).

٥ ـ تقدّر الحركات الثلاث جوازا على الحرف الأخير من الكلمة ، إذا أهملت حركته الأصليّة وجعلت مماثلة لحركة الحرف الذي بعدها ، نحو قراءة من قرأ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (الفاتحة : ٢) بكسر الدال تبعا لحركة اللام التي بعدها.

٦ ـ تقدّر الحركات الثلاث على آخر العلم المحكيّ ، رفعا ونصبا وجرّا ، كالعلم المركّب تركيب إسناد ، نحو : «تأبّط شرّا» (اسم رجل) ، أو المركّب تركيبا تقييديّا ، نحو : «الوجه الحسن» (اسم رجل أو امرأة). أو المسمّى بحرف أو ظرف ، كأن تسمّى رجلا «ربّ» أو «حيث» ... فتقول : «جاء تأبّط شرّا والوجه الحسن وربّ» و «شاهدت تأبّط شرّا والوجه الحسن وربّ» ، و «مررت بتأبّط شرّا والوجه الحسن وربّ» (٤). (انظر : الحكاية).

٧ ـ تقدّر الحركات الثلاث على آخر الاسم المضاف لياء المتكلّم ، نحو : «هذا معلّمي» و «شاهدت معلّمي» و «مررت بمعلّمي» (٥) (انظر : الاسم المضاف إلى ياء

__________________

(١) «القاضي» : فاعل «يقضي» مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. «الجاني» : اسم مجرور بالكسرة المقدرة على الياء للثقل.

(٢) «سالم» في هذه الأمثلة مرفوع أو منصوب أو مجرور بحركة مقدّرة منع من ظهورها حركة الوقف.

(٣) «يلعب» : في هذين المثلين مرفوع أو منصوب بحركة مقدرة منع من ظهورها حركة الوقف.

(٤) «تأبط شرّا» و «الوجه الحسن» مرفوعان ، أو منصوبان ، أو مجروران بحركات مقدّرة على أواخرهما منع من ظهوره حركة الإعراب. و «ربّ» في هذه الأمثلة مرفوعة. أو منصوبة. أو مجرورة ، بحركات مقدّرة على آخرها منع من ظهورها حركة البناء.

(٥) «معلمي» مرفوع ، أو منصوب ، أو مجرور بحركة مقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء. وبعضهم لا يوافق على أنّ الكسرة في حالة الجر مقدّرة ، وإنما هي الكسرة الظاهرة ، ـ ـ ومذهبهم أفضل.

١١٣

المتكلّم في «الإضافة»).

٨ ـ تقدّر السكون على الحرف الأخير

١١٤

من الفعل ، إذا تحرّك للتخلّص من التقاء الساكنين ، نحو : «لم ينجح الكسول» (١) ، أو إذا كان مجزوما مدغما في حرف مماثل له ، نحو : «لم يمرّ ساعي البريد اليوم» (٢) ، أو إذا حرّك مراعاة للقافية ، نحو قول زهير بن أبي سلمى :

ومهما تكن عند امرئ من خليقة

وإن خالها تخفى على الناس تعلم (٣)

٩ ـ تقدّر الحركات الثلاث في الحكاية.

والحكاية إمّا حكاية كلمة ، أو حكاية جملة.

فحكاية الكلمة كأن تقول : «كان : فعل ماض ناقص ...» فـ «كان» في هذا القول مبتدأ مرفوع بالضمة المقدّرة منع من ظهورها حركة الحكاية. ونحو : «تدخل إنّ على المبتدأ والخبر ...» فتكون «إنّ» في هذا القول فاعلا مرفوعا بالضمة المقدّرة منع من ظهورها حركة الحكاية. أمّا حكاية الجملة ، فنحو : «قلت : لا إله إلّا الله» فهذه الجملة منصوبة بفتحة مقدّرة منع من ظهورها حركة الحكاية. انظر : الحكاية.

١٠ ـ تقدّر الحركة لاشتغال المحل بحركة حرف الجرّ الزائد ، نحو : «ليس المجتهد بفاشل» («بفاشل» : الباء حرف جر زائد. «فاشل» : خبر «ليس» منصوب بفتحة مقدّرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجرّ الزائد) (٤).

١١ ـ تقدّر النون في الأفعال الخمسة عند تأكيدها ، نحو : «هل تقومنّ؟» ، «هل تقومانّ» ، و «هل تقومنّ» فالأصل : «هل تقوموننّ» ، هل تقوماننّ» ، و «هل تقوميننّ» فاجتمعت ثلاث نونات ، فحذفت نون الرفع ، وحذفت الواو في «تقومونّ» والياء في «تقومينّ» ، فأصبحتا «تقومنّ» .. ونقول في إعرابها : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون المقدّرة لتوالي الأمثال. والضمير المحذوف لالتقاء الساكنين (واو الجماعة أو ياء المخاطبة) فاعل ، ونون التوكيد حرف مبني لا محلّ له من الإعراب.

ج ـ الإعراب المحلّي : هو تغيّر اعتباريّ بسبب العامل ، فلا يكون ظاهرا ولا مقدّرا ، وهو يكون في المبنيّات كلها ، نحو : «أكرمت من تعلّم» (٥) ، والجمل التي لها محلّ

__________________

(١) «ينجح» فعل مضارع مجزوم بالسكون المقدّر بسبب الكسرة التي جاءت للتخلص من التقاء الساكنين.

(٢) يمرّ» : فعل مضارع مجزوم بالسكون المقدّر بسبب الفتحة التي جاءت للتخلص من الساكنين.

(٣) «تعلم» فعل مضارع للمجهول مجزوم بالسكون المقدّر بسبب الكسرة التي جاءت لمراعاة آخر القافية.

(٤) منهم من يدخل الاسم المجرور بحرف جر زائد في باب الإعراب المحلّي. فيقول في إعراب «بفاشل» : اسم مجرور لفظا منصوب محلّا على أنه خبر «ليس».

(٥) «من» : اسم موصول مبني على السكون في محل ـ ـ نصب مفعول به.

١١٥

من الإعراب محكيّة وغير محكيّة ، نحو : «شاهدت المعلّم يبتسم» (١) ، والمصادر المنسبكة ، نحو : «أن تصوموا خير لكم» (٢) ، والأسماء المجرورة بحرف جرّ زائد ، نحو : «ليس الكسول بناجح» (٣). والفرق بين «الإعراب المحلّي» و «الإعراب التقديري» أنّ الأول يكون منصبّا على الكلمة المبنيّة كلها ، أو على الجملة كلها ، وليس على الحرف الأخير منهما ؛ أمّا «الإعراب التقديري» فمنصب على الحرف الأخير من الكلمة.

إعراب الجمل :

انظر : الجمل التي لا محل لها من الإعراب ، والجمل التي لها محل من الإعراب.

الإعراب المحكيّ :

انظر : الحكاية :

إعراب المسمّى به :

انظر : الإعراب ، الرقم ٤ ، الفقرة بـ (سادسا).

إعراب المضارع :

انظر : الفعل المضارع (٤).

أعطى :

من الأفعال التي تنصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبرا ، وأحدهما فاعل في المعنى ، نحو : «أعطيت الفقير قميصا» ، فـ «الفقير» مفعول أوّل وهو فاعل في المعنى لأنّ العطاء تام به. والأصل تقديم ما كان فاعلا في المعنى. وهذا التقديم واجب في ثلاثة مواضع :

١ ـ عند حصول اللّبس ، نحو : «أعطيت زيدا سالما».

٢ ـ عند حصر المفعول الثاني ، نحو : «ما أعطيت خالدا إلّا ثوبا».

__________________

(١) «يبتسم» فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. وجملة «يبتسم» في محل نصب حال من «المعلم».

(٢) «أن» حرف مصدري ونصب واستقبال مبني ..

«تصوموا» فعل مضارع منصوب بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل من «أن تصوموا» ، أي : صيامكم ، في محل رفع مبتدأ.

(٣) «بناجح» : الباء حرف جر زائد. «ناجح» : اسم مجرور لفظا منصوب محلّا على أنه خبر «ليس». ومنهم من يدخل الاسم المجرور بحرف الجر الزائد في باب الإعراب التقديري ، فيقول في إعراب «ناجح» انه خبر «ليس» منصوب بفتحة مقدّرة منع ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

١١٦

٣ ـ أن يكون المفعول الثاني اسما ظاهرا ، والأوّل ضميرا متصلا ، نحو الآية : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) (الكوثر : ١) ويجب تأخيره في ثلاثة مواضيع :

١ ـ عند حصره ، نحو : «ما أعطيت الثوب إلّا زيدا».

٢ ـ إذا كان اسما ظاهرا ، والمفعول الثاني ضميرا متصلا ، نحو : «الدرهم أعطيته سعيدا».

٣ ـ أن يكون مشتملا على ضمير يعود على الثاني ، نحو : «أعطيت الجائزة مستحقّها».

أعطى وأخواتها :

هي أعطى ، سأل ، منح ، منع ، كسا ، ألبس.

انظر كل فعل في مادّته.

الإعلال :

هو تغيير يطرأ على أحد الحروف الأربعة : و، ا ، ي ، أ، طلبا للتخفيف. وذلك إمّا بقلبه إلى حرف علّة آخر ، أو بنقل حركته إلى الحرف الصحيح الساكن قبله ، أو إسكانه ، أو حذفه ، فالإعلال إذا أربعة أنواع :

١ ـ إعلال بالقلب ، نحو قلب الواو ياء في «دليّ» تصغير «دلو» إذ الأصل «دليو».

انظر : القلب.

٢ ـ إعلال بالنقل ، وهو نقل الحركة من حرف علّة متحرّك إلى حرف صحيح ساكن قبله ، وهو خاص بالواو والياء لأنهما يتحرّكان بخلاف الألف ، نحو : «يقول» أصلهما «يقول» ، انتقلت حركة الواو إلى ما قبلها فأصبحت «يقول» وهكذا في نحو : «يبيع ، يعود». ويأتي الإعلال بالنقل في أربعة مواضع ، يكون حرف العلة في كل منها عين الكلمة ، وهي :

أ ـ إذا كانت الواو أو الياء عينا لفعل ، شرط أن يكون الساكن قبل حرف العلة صحيحا ، وأن يكون الفعل غير مضعّف اللام ، ولا معتلّها ولا مصوغا للتعجب (١) ، نحو : «يبيع ، يصول» وأصلهما «يبيع ، يصول».

ب ـ إذا كانت الواو أو الياء عينا لمصدر على وزن «إفعال» أو «استفعال» ، نحو : «إقامة ، إبانة» وأصلهما «إقوام ، إبيان».

نقلت فتحة الواو والياء إلى الساكن

__________________

(١) لذلك لا إعلال بالنقل في نحو : «بايع. عوّق» لأن الساكن قبل الياء والواو غير صحيح ، ولا في نحو : «ابيضّ. اسودّ» لاعتلال العين ، ولا في ، نحو : «أهوى ، أحيا» لاعتلال اللام ، ولا في نحو : «ما أقومه ، ما أبينه ، أقوم به ، أبين به» لأن هذه الأفعال مصوغة للتعجب ، ولا في ، نحو : «أقوم ، أبين» وهما اسما تفضيل ، لأن التفضيل كالتعجب.

١١٧

الصحيح قبلها فصارت «إقوام ، إبيان» ثم قلبت الواو والياء ألفا لمجانسة الفتحة «إقاام ، إباان» ثم حذفت الألف ، وعوّض منها بتاء التأنيث «إقامة ، إبانة» ، ومثلهما «استقامة ، استبانة»

ج ـ إذا كانت الواو أو الياء عينا لصيغة «مفعول» المشتقة من فعل ثلاثي أجوف ، نحو : «مصون ، مبيع» ، وأصلهما «مصوون ، مبيوع».

د ـ إذا كانت الواو أو الياء عينا في اسم يشبه المضارع في وزنه دون زيادته ، نحو : «مقام» وأصله «مقوم» على وزن «يعلم» ، أو في زيادته دون وزنه ، كبناء صيغة على وزن «تحلئ» (القشر الذي يظهر على الجلد حول منابت الشعر) ، فتقول : «تبيع ، تقيل» وأصلهما «تبيع ، تقول» (١).

٣ ـ الإعلال بالحذف (٢) الحذف قسمان : قياسيّ ، وغير قياسيّ ، أما القياسيّ ، فنجده في الحالات التالية :

أ ـ في مضارع الفعل الماضي المزيد بالهمزة على وزن «أفعل» وكذلك في اسم فاعله واسم مفعوله ، نحو : «يعلم ، معلم ، معلم» وأصلها «يؤعلم ، مؤعلم ، مؤعلم».

ب ـ في اسم المفعول من الفعل الأجوف ، نحو : «مقول ، مبيع» وأصلهما «مقوول ، مبيوع».

ج ـ في الفعل الماضي الثلاثي المضعّف (أي الذي عينه ولامه من جنس واحد) المكسور العين (٣) ، المسند إلى ضمير رفع متحرّك ، وهنا ، يجوز ثلاثة أوجه.

١ ـ حذف العين ، نحو : «ظلت ، ظلت ، ظلتما».

٢ ـ إبقاء الفعل دون حذف ، وفك الإدغام ، نحو : «ظللت ، ظللت ، ظللتما».

٣ ـ حذف عينه ونقل حركتها إلى الفاء ، نحو : «ظلت ، ظلت ظلت».

أما مضارع هذا الفعل وأمره اللذان اتصلت بهما نون النسوة ، فيجوز فيهما وجهان : أولهما إبقاؤهما دون تغيير وفك الإدغام ، نحو : «يظللن ، اظللن» ، وثانيهما حذف العين منهما ونقل كسرتها إلى الفاء ، نحو : «يظلن ، ظلن».

__________________

(١) أما إذا اختلف الاسم عن المضارع في الأمرين معا (الوزن والزيادة) ، أو شابهه فيهما معا ، وجب التصحيح ، ومثال الأول «مخيط» ، لأن المضارع لا يكون ـ في الغالب ـ مكسور الأول ، ولا مبدوءا بميم زائدة. ومثال الثاني «أقوم ، أبين» وهما شبيهان بالمضارع الذي على وزن «أفعل» في الوزن والزيادة.

(٢) نستعمل مصطلح «الإعلال» هنا مع بعض التجوّز ، لأن الحذف قد يكون في غير حروف العلّة.

(٣) لذلك لا إعلال بالحذف في نحو : «أعددت». لأن الفعل مؤلّف من أكثر من ثلاثة أحرف ، ولا في نحو : «حللت» لأن الفعل مفتوح العين.

١١٨

د ـ في المضارع ذي الياء من الفعل الثلاثي ، الواوي الفاء ، المفتوح العين في الماضي ، والمكسور العين في المضارع ، وشرط أن تكون ياؤه مفتوحة (١) ، وكذلك يجري الإعلال بالحذف في أمر هذا الفعل ومصدره ، نحو : «يصف ، صف ، صفة ـ يعد ، عد ، عدة».

أمّا الإعلال بالحذف غير القياسيّ ، فلا يجري على قاعدة صرفيّة محدّدة ، ومنه حذف الياء في ، نحو : «يد ، دم» وأصلهما «يدي ، دمي» ، وحذف الواو في نحو : «اسم ، ابن» ، وأصلهما «سمو ، بنو» ، ونحو حذف الواو أو الهاء في نحو : «شفة» ، وأصلهما «شفو» أو «شفه».

٤ ـ الإعلال بالتسكين : هو حذف حركة حرف العلّة دفعا للثقل ، ثمّ نقل حركته إلى الساكن قبله ، ونجده :

أ ـ في الكلمة المنتهية بواو ، أو ياء ، غير مفتوحتين (٢) ، وقبلهما حرف متحرّك (٣) ، نحو : «يدعو الدّاعي إلى النادي» ، والأصل : «يدعو الدّاعي إلى النادي».

ب ـ في الكلمة التي عينها واو أو ياء متحرّكتان ، وما قبلهما حرف ساكن صحيح ، نحو : «يقوم ، يبين» ، والأصل : يقوم ، يبين.

ويستثنى من ذلك :

١ ـ أفعل التّفضيل ، نحو : «ما أقومه! ما أبينه! أقوم به! أبين به!».

٢ ـ ما كان على وزن «أفعل» ، نحو : «هو أبيض وأحول وأقوم منه وأبين».

٣ ـ ما كان على وزن «مفعل» ، أو «مفعلة» أو «مفعال» ، نحو : «مقول ، مروحة ، مقوال ، مكيال».

٤ ـ ما كان بعد واوه أو يائه ألف ، نحو : «تجوال ، تهيام».

٥ ـ ما كان مضعّفا ، نحو : «ابيضّ ، اسودّ».

٦ ـ ما أعلّت لامه ، نحو : «أهوى ، أحيا».

٧ ـ ما صحّت عين ماضيه المجرّد ، نحو : «يعور ، يصيد» (يصيد : يرفع رأسه كبرا).

ملحوظة : قد يكون الإعلال بالنّقل فقط : نحو : «يقوم ، يبين» ، والأصل : يقوم ، يبين ؛ وقد يكون بالنقل والقلب معا ، نحو : «يقيم» ، والأصل : يقوم ؛ وقد يكون بالنقل والحذف معا ، نحو : «لم يقم ، لم يبع» ، والأصل : «لم يقوم ، لم يبيع» ؛ وقد يكون بالنقل والقلب

__________________

(١) لذلك لا إعلال بالحذف في نحو : «يينع» لأن الفعل يائي الفاء ، ولا في نحو : «يوعد» مضارع «أوعد» لأن الياء مضمومة ، ولا في نحو : «يوضؤ» مضارع «وضؤ» لأن العين غير مفتوحة في الماضي.

(٢) فإن كانا مفتوحين ، فلا إعلال بالتسكين ، نحو : «لن أدعو المحامي اليوم».

(٣) فإن كان الحرف قبلهما ساكنا ، فلا إعلال بالتسكين ، نحو : «هذا ظبي ودلو».

١١٩

والحذف معا ، كما في المصادر المعتلّة العين على وزن «إفعال» ، أو «استفعال» ، نحو : «إقامة ، استقامة» ، والأصل : «إقوام ، استقوام».

إعلال الألف ، الهمزة ، الواو ، الياء :

انظر : قلب الألف ، قلب الهمزة ، قلب الواو ، قلب الياء.

أعلم وأرى وأخواتهما :

هي : أعلم ، أرى ، نبّأ ، أنبأ ، خبّر ، أخبر ، حدّث. وهي أفعال تنصب ثلاثة مفاعيل ، نحو : «أعلمت المعلّم الخبر صحيحا» ، ونحو الآية : (كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ) (البقرة : ١٦٧). وأصل «أعلم» و «أرى» : علم ، ورأى ، المتعدّيان لاثنين ، ثم تعدّيا لثالث بالهمزة ؛ أمّا الأفعال الباقية فقد تضمّنت معناهما.

ويجري على هذه الأفعال ما يجري على أفعال القلوب من تعليق وإلغاء ، وحذف اختصارا لدليل ... (انظر : أفعال القلوب).

فمن أمثلة التعليق الآية : (يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) (سبأ : ٧) (١) ، ونحو : «أعلمت الطالب لخدمة الوطن واجبة». ومن أمثلة الإلغاء وعدمه قولك «النخيل أعلمت الطلاب أنسب للصحراء» (٢) أو «أنسب للصحراء أعلمت الطلاب النخيل».

ومن أمثلة الإلغاء ، قولك : «النجاح ـ أعلمنا المعلّم ـ بالدرس» ، ومن أمثلة حذف المفعول الأوّل قولك : «أعلمت الخبر صحيحا» ، والأصل : أعلمتك ، أو أعلمته ، الخبر صحيحا. ومن أمثلة حذف المفعول به الثاني لدليل قولك لمن سألك : هل عرفت أخبار الوطن : «أعلمني زيد جيّدة» ، أي : أعلمني زيد الأخبار جيّدة. ومن أمثلة حذف المفعول الثاني والثالث قولك لمن سألك : من أعلمك أخبار الوطن جيّدة : «أعلمني زيد» ، أي : أعلمني زيد أخبار الوطن جيّدة.

ملحوظة : إذا كانت «أرى» و «أعلم» منقولتين من «رأى» البصريّة و «علم» العرفانيّة ، المتعدّي كلّ منهما إلى واحد ، تعدّيا إلى مفعولين فقط ، نو : «أريت زيدا السيارة» أي : أبصرته إياها ، ونحو : «أعلمت أخي الخبر» أي : عرّفته إياه. ويجوز فيهما التعليق ،

__________________

(١) «كم» في «ينبّئكم» مفعول أوّل. وجملة (إِنَّكُمْ لَفِي) ـ ـ (خَلْقٍ جَدِيدٍ) في محل نصب سدّت مسدّ المفعول الثاني والثالث ، والفعل معلّق عن الجملة باللام.

(٢) يجوز في «النخيل» الرفع على أنها مبتدأ. والنصب على أنها مفعول به ثان لـ «أعلمت» ، ويجوز في «أنسب» الرفع على أنها خبر المبتدأ ، والنصب على أنها مفعول به ثالث لـ «أعلمت».

١٢٠