شرح ألفيّة ابن مالك

عمر بن مظفّر بن الوردي

شرح ألفيّة ابن مالك

المؤلف:

عمر بن مظفّر بن الوردي


المحقق: عبد الله بن علي الشلال
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة الرشد للنشر والتوزيع
الطبعة: ١
ISBN: 9960-52-999-1
الصفحات: ٨٩٠

والثاني : كـ (يا أُخْتَ هارُونَ)(١)(رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا)(٢).

والثالث : كيا طالعا جبلا ، يا حسنا وجهه ، يا ثلاثة وثلاثين (٣).

ويجوز في العلم المنادى الموصوف بابن متصل مضاف إلى علم باق على حاله أن يضمّ أصلا ، ويفتح مجعولا مع (ابن) كشيء واحد (٤) ، نحو : زيد بن سعيد ، فلو كان المنعوت موصوفا بشيء آخر ، كيا زيد التيمي بن عمرو ، أو لم يكن علما ، كيا غلام ابن زيد ، أو لم يكن المضاف إليه علما كيا زيد بن أخينا ، أو كان علما معبّرا عن حاله ، كيا زيد بن زيدنا ، فليس في الموصوف إلّا الضمّ.

__________________

والتبصرة ١ / ٣٣٩ والإيضاح لابن الحاجب ١ / ٢٥٨ والتوطئة ١٥٣ والمساعد ٢ / ٤٩٠ وابن الناظم ٢٢١ وشرح التحفة الوردية ٣٠٩ والمرادي ٣ / ٢٨٠ وابن عقيل ٢ / ٢٠٣ وابن يعيش ١ / ١٢٨ والعيني ٤ / ٢٠٦ وشفاء العليل ٨٠١ ، ٨٠٧ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٨١ والخزانة ١ / ٣١٣ والمفضليات ١٥٦.

(١) سورة مريم الآية : ٢٨. بنصب (أخت) بالنداء وجوبا ؛ لأنها مضافة.

(٢) سورة البقرة الآية : ٢٨٦. بنصب (رب) كالآية السابقة.

(٣) على أن (ثلاثة وثلاثين) اسم رجل ، عومل معاملة المضاف لطوله بالعطف.

(٤) البصريون يختارون. في العلم المنادى الموصوف بابن المتوفرة فيه الشروط المذكورة. الفتح ويجيزون الضم. وقال المبرد في المقتضب ٤ / ٢٣٢ : الضم أجود. وقال ابن كيسان : الفتح أكثر في كلامهم ، والضم القياس. المساعد ٢ / ٤٩٤.

٥٤١

وإذا اضطرّ الشاعر إلى تنوين مستحقّ للضمّ (١) ، فله ضمه ، كمرفوع لا ينصرف ، نوّن ضرورة ، كقول كثيّر (٢) :

٣٨٩ ـ ليت التحيّة كانت لي فأشكرها

مكان يا جمل حيّيت يا رجل (٣)

وله نصبه (٤) كالمضاف لطوله بالتنوين كقوله :

٣٩٠ ـ ضربت صدرها إليّ وقالت

يا عديّا لقد وقتك الأواقي (٥)

__________________

(١) في ظ (الضم).

(٢) سقطت من ظ.

(٣) البيت من البسيط لكثير عزّة ، من قصيدة قالها حينما لقيته محبوبته عزة في منى ، فحيت جمله ولم تحيه ؛ حيث هجرته وحلفت لا تكلمه.

الشاهد في : (يا جمل) فقد نون المنادى المبني على الضم ضرورة ، وأبقاه على ضمه.

الديوان ٢٣١ وشرح الكافية الشافية ١٣٠٥ وابن الناظم ٢٢٢ وشفاء العليل ٢ / ٨٠٧ والمساعد ٢ / ٥٠٢ والعيني ٤ / ٢١٤ والهمع ١ / ١٧٣ والدرر ١ / ١٤٩ وحاشية الصبان على الأشموني ٣ / ١٤٤ وأمالي القالي ٢ / ٥٦.

(٤) في ظ (نصب).

(٥) البيت من الخفيف لمهلهل بن ربيعة ، قيل : اسمه عدي ، وقيل : امرؤ القيس ، يرثي أخاه كليبا. وفي التكملة للصاغاني ٦ / ٥٣٢ أنه لعدي يرثي أخاه مهلهلا. وكذا في الأمالي للقالي وروايته ٢ / ١٢٩ : (رفعت رأسها إلي ...). وانظر الخلاف في اسمه في المؤتلف والمختلف ١١ ومعجم الشعراء للمرزباني ٢٤٨.

الشاهد في : (يا عديّا) لما اضطر الشاعر إلى تنوين المنادى المفرد المعرفة نصبه تشبيها بالمضاف لطوله.

المقتضب ٤ / ٢١٤ والمنصف ١ / ٢١٨ وشرح الكافية الشافية ١٣٠٤ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٩ وجمل الزجاجي ١٥٥ وابن يعيش ١٠ / ١٠ والمساعد ٢ / ٤٩٦ وابن الناظم ٢٢٢ والعيني ٤ / ٢١١ الخزانة ١ / ٣٠٠ عرضا والهمع ـ ـ

٥٤٢

والجمع بين حرف النداء و (أل) مخصوص بالضرورة كقوله :

٣٩١ ـ من أجلك يا التي تيّمت قلبي

وأنت بخيلة بالودّ عنّي (١)

إلّا مع الاسم الأعظم الله ، فيقال : يا الله ، قطعا ووصلا ، وإلّا مع جملة محكية ، فيقال : يا المنطلق زيد ، في المسمّى بالجملة.

وقولك (٢) : اللهمّ ، معوّضا عن حرف النداء بميم مشدّد مفتوح آخر ، أكثر من يا لله.

وجمع بين العوض والمعوّض عنه اضطرارا من قال :

٣٩٢ ـ إنّي إذا ما حدث ألمّا

أقول : يا اللهمّ يا اللهمّا (٣)

__________________

١ / ١٧٣ والدرر ١ / ١٤٩ والأشموني ٣ / ١٥٣ واللسان (وقي) ٤٩٠١.

(١) البيت من الوافر ، ولم أقف على قائله. وروي : (فديتك يالتي ...) و (بالوصل) بدل (بالود).

الشاهد في : (يا التي) فقد أدخل الشاعر (يا) النداء على المحلى بأل ضرورة.

وقيل : جمع بينهما لأن الألف واللام في (التي) لازمة وليست للتعريف.

سيبويه والأعلم ١ / ٣١٠ والمقتضب ٤ / ٢٤١ والأصول ٣ / ٤٦٣ واللامات ٥٣ وأسرار العربية ٢٣٠ وابن يعيش ٢ / ٨ والإنصاف ١ / ٣٣٦ والخزانة ١ / ٣٥٨ والهمع ١ / ١٧٤ والدرر ١ / ١٥٢ والأشباه والنظائر ١ / ٢١٦.

(٢) في ظ (وقولهم).

(٣) البيت من رجز نسبه العيني مع أبيات أخرى لأبي خراش ، وأنكر صاحب الخزانة معرفة قائله ، وخطّأ العيني في نسبته إلى أبي خراش الهذلي ، وأن قبله قوله :

إن تغفر اللهم تغفر جمّا

وأيّ عبد لك ما ألمّا

وقال : إن هذا البيت يعني : (إن تغفر ...) لأمية بن أبي الصلت ، وهو مفرد لا قرين له ، قاله أمية عند موته ، وقد أخذه أبو خراش وضمّه إلى بيت آخر ، ـ ـ

٥٤٣

فصل

تابع المنادى الذي كمرفوع يجب نصبه إن كان مضافا نعتا أو توكيدا أو عطف بيان ما لم يكن التابع كالحسن الوجه ، إضافة لفظية ، واقترانا بأل ، فيرفع (١) أو ينصب.

والذي كمرفوع يعمّ المبني على ضمة ظاهرة (٢) أو مقدرة أو

__________________

وكان يقولهما وهو يسعى بين الصفا والمروة ، وهما :

لا همّ هذا خامس إن تمّا

أتمّه الله وقد أتمّا

إن تغفر اللهم تغفر جمّا

وأيّ عبد لك ما ألمّا

وكذا في اللسان عن ابن برّي. وقد تمثل به النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وصار من جملة الأحاديث المسطورة. وذكر من رواه من المحدثين.

وكما اختلف في قائلهما فقد اختلف في روايتهما ، فقد روى المبرد البيت الثاني في المقتضب : (دعوت اللهما ياللهما) ورواه أبو زيد : (إني إذا ما لمم ألمّا). وهي رواية شرح أشعار الهذليين ، وفيه : (لاهم هذا رابع ...)

الشاهد في : (يا اللهم) فقد جمع الشاعر بين العوض والمعوض ، الميم و (يا) النداء اضطرارا.

شرح أشعار الهذليين ١٣٤٦ والنوادر ٤٥٨ والمقتضب ٤ / ٢٤٢ والمحتسب ٢ / ٢٣٨ وشرح الكافية الشافية ١٣٠٧ وأمالي ابن الشجري ١ / ١٤٤ و ٢ / ٩٤ ، ١٠٣ ، ٢٢٨ وأمالي السهيلي ٨٢ وشفاء العليل ٨١٠ وابن يعيش ٢ / ١٦ والمرادي ٣ / ٢٨٩ والمساعد ٢ / ٥١١ وابن عقيل ٢ / ٢٠٧ وابن الناظم ٢٢٣ والخزانة ١ / ٣٥٨ والعيني ٤ / ٢١٦ والهمع ١ / ١٧٨ والدرر ١ / ١٥٥ والإنصاف لابن الأنباري ٣٤١ وأسرار العربية ٢٣٢ واللسان (لمم) ٤٠٧٧.

٤٠٧٨ ، ٤٠٨٠.

(١) في ظ زيادة (ذا).

(٢) في ظ (ظاهر).

٥٤٤

ألف أو واو ، بخلاف قول الشيخ : ذي الضمّ. فلو قال بدل البيت (١) نحو :

تابع ما كذي ارتفاع أن يضف

دون (أل) انصب كأزيد ذا الصلف

لكان أكمل وأقرب إلى منثوراته.

وإذا كان شيء من النعت والتوكيد المعنوي ، وعطف البيان مفردا أو شبهه نصب على الموضع ، ورفع على اللفظ ولو تقديرا ، كيا زيد الظريف والظريف ، ويا تيم (٢) أجمعين وأجمعون ، ويا غلام بشرا وبشر ، بالتنوين ، ومثله : يا هذا زيدا وزيد.

والبدل كله ، والمنسوق العاري من (أل) حسب ـ إذا كانا تابعين ـ ما لهما لو كانا مستقلين بالنداء إذ البدل في قوة تكرار عامل ، والعطف (٣) كنائب عامل سواء الواقع بعد مضموم أو منصوب فيضم المفرد بلا تنوين ، وينصب المضاف.

وإن كان المنسوق مقرونا بأل امتنع تقدير حرف (٤) النداء قبله فأشبه النعت ، وجاز رفعه ونصبه ، كـ (يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ)(٥)

__________________

(١) قال ابن مالك في الألفية ٥٠ :

تابع ذي الضم المضاف دون (أل)

ألزمه نصبا كأزيد ذا الحيل

(٢) في ظ (يا تميم).

(٣) في ظ (والعاطف).

(٤) في ظ (حذف).

(٥) سورة سبأ الآية : ١٠. قرأ برفع (الطير) الأعرج وعبد الوارث عن أبي عمرو. انظر القراءات الشاذة ١٢١. وقال في الإتحاف ٢ / ٣٨٢ : «روي الرفع ـ ـ

٥٤٥

والطير (١) ، ويختار فيه الخليل وسيبويه والمازني والشيخ الرفع (٢) ، وأبو عمرو (٣) وعيسى بن عمر (٤) والجرمي النصب ، والمبرد إن كانت (أل) التعريف فالنصب لشبه (٥) المضاف ، أو غير معرفة كاليسع فالرفع (٦).

وتنادى (أيّ) موصولة بحرف التنبيه ، إمّا متبوعة بمخصوص لازم مقرون بأل الجنسية نعت في المشتق ، كيا أيّها الفاضل ، وعطف بيان في الجامد ، كيا أيها الغلام ، ويجب رفع ذين ، وأجاز نصبهما المازني والزجاج (٧) ، وإمّا موصوفة بمشار به كقوله :

__________________

عن روح نسقا على لفظ (جبال) أو على الضمير المستكن في (أوبي) للفصل بالظرف».

(١) سقطت من ظ.

(٢) شرح الألفية للمرادي ٣ / ٢٩٥.

(٣) هو أبو عمرو بن العلاء ، أحد القراء السبعة ، اختلف في اسمه على واحد وعشرين قولا ، أرجحها زبّان ؛ فكان لجلالته لا يسأل عنه ، إمام أهل البصرة في القراءات والنحو واللغة. كانت دفاتره ملء بيته إلى السقف كثرة ، ثم تنسك فأحرقها. قيل : مات سنة أربع أو تسع وخمسين ومئة. بغية الوعاة ٢ / ٢٣١.

(٤) هو عيسى بن عمر البصري ، من أئمة القراءات والنحو ، أخذ عنه الخليل ، له نيف وسبعون تصنيفا عدمت. توفي سنة ١٤٩ ه‍. تاريخ الأدباء النحاة ١٣ وإنباه الرواة ٢ / ٣٧٤.

(٥) في ظ (لشبهه).

(٦) انظر المقتضب ٤ / ١٢ والأصول ١ / ٤٠٩ وشرح الكافية الشافية ١٣١٤ ـ ١٣١٥ وابن يعيش ٢ / ٣ وشرح الكافية للرضي ١ / ١٣٦.

(٧) شرح الكافية الشافية ١٣١٨ وابن الناظم ٢٢٤.

والزجاج هو أبو إسحاق إبراهيم بن السري ، لازم المبرد. من مصنفاته : ـ ـ

٥٤٦

٣٩٣ ـ أيّهذان كلا زادكما

ودعاني واغلا (١) فيمن يغل (٢)

أو بموصول مثل : (يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ)(٣) ولا يوصف أيّ بغير ذلك.

و (أيتها) في التأنيث كيا (أيّها) في التذكير.

ويساوي اسم الإشارة أيّا في وجوب اقتران صفته بأل ، وفي وجوب رفعه إن كان ترك صفته يفيت المعرفة به ، فتقول : يا هذا الرجل بالرفع لا غير ، إن أردت ما أردت بقولك : يا أيها الرجل ، فإن قدرت الوقف على هذا ، ولم تجعله وصلة إلى نداء مصحوب (أل) جاز نصب صفته ورفعها.

وإذا كرّر المنادى المضاف قبل ذكر المضاف إليه نحو : يا سعد سعد الأوس ، وكقول حسّان :

__________________

معاني القرآن ، والفرق بين المذكر والمؤنث ، وفعلت وأفعلت. توفي سنة ٣١١ ه‍. تارخ الأدباء النحاة ١٦٦ وبغية الوعاة ١ / ٤١١.

(١) في ظ بياض.

(٢) البيت من الرمل ، ولم أقف على قائله. ورواية المساعد (زاديكما). وفي مجالس ثعلب (وذراني) بدل (ودعاني) ، ورواية العيني والدرر (وغل) بدل (يغل).

المفردات : دعاني : اتركاني. واغلا : الواغل الداخل على القوم ، ولم يدع.

الشاهد في : (أيّهذان) حيث وصف المنادى (أي) باسم إشارة. واستشهد به السيوطي في الهمع والدرر على وصف المنادى باسم إشارة خال من الكاف.

مجالس ثعلب ٤٢ والمساعد ٢ / ٥٠٤ والمرادي ٣ / ٢٩٧ ، ٢٩٩ والعيني ٤ / ٢٣٩ والهمع ١ / ١٧٥ والدرر ٢ / ١٥٢ والأشموني ٣ / ١٤٦.

(٣) سورة الحجر الآية : ٦. (الذي) صفة لأيّ.

٥٤٧

٣٩٤ ـ يا زيد أهد لهم رأيّا (١) يعاش به

يا زيد زيد بني النجار مقتصرا (٢)

تعيّن نصب الثاني ، ولك (٣) ضم الأول ؛ لأنه منادى مفرد معرفة ، والثاني إذا منادى مضاف أو منصوب بأعني أو توكيد (٤) أو عطف بيان أو بدل ، ولك فتحه (٥) ، وهو عند سيبويه (٦) مضاف إلى ما بعد الثاني ، والثاني مقحم ، وعند المبرد (٧) مضاف إلى محذوف ، و (٨) دلّ عليه الآخر المضاف إليه الثاني ، وعند بعضهم (٩) مركّبان كخمسة عشر.

__________________

(١) في م (ريا).

(٢) البيت من البسيط لحسان بن ثابت ، من قصيدة في عثمان بن عفان ، يخاطب زيد بن ثابت الأنصاري رضي‌الله‌عنهم جميعا.

الشاهد في : (يا زيد زيد بني) حيث كرر المنادى قبل ذكر المضاف إليه ، فجاز في الأول الضم والفتح ، وفي الثاني النصب لا غير ، على ما فصله الشارح.

الديوان ١١٨ وشرح العمدة ٢٨٢.

(٣) (لك) زيادة من ظ.

(٤) في م (توكيدا).

(٥) يعني المنادى الأول.

(٦) سيبويه ١ / ٣١٤ ـ ٣١٥ وشرح الكافية الشافية ١٣٢١. ويكون الثاني منصوبا على التوكيد اللفظي.

(٧) المقتضب ٤ / ٢٢٧ ، وشرح الكافية الشافية ١٣٢١.

(٨) في ظ (دل).

(٩) انظر شرح شواهد سيبويه للأعلم ١ / ٣١٥ ، وقال المرادي ٣ / ٣٠٤ هو مذهب الأعلم.

٥٤٨

المنادى المضاف إلى ياء المتكلم

وإذا أضيف المنادى الصحيح إلى ياء المتكلم كثر حذف الياء ، ودلالة الكسرة (١) ، كيا عبد ، ثم ثبوتها ساكنة ، يا عبدي ، ثم قلبها ألفا والكسرة قبلها فتحة ، كيا عبدا (٢) ، ثم حذف الألف وإبقاء الفتحة دالّة ، كيا عبد ، وكثر إثبات الياء وفتحها أصلا ، كيا عبدي ، وضعف الاكتفاء بنية الإضافة والضمّ كمفرد ، كيا عبد ، كقراءة : رب السجن أحب (٣). وحكى يونس (٤) : يا أمّ.

وخصّ يا ابن أمّي ، ويا ابن عمّي ، دون كلّ مضاف إلى ابن (٥) مضاف إلى الياء (٦) ، بحذف الياء وبقاء الكسرة دالّة ، كيا ابن أمّ ، يا ابن عمّ ، وإبدال الياء ألفا ، ثم حذفها وبقاء الفتحة دالّة ، كيا ابن

__________________

(١) يعني تبقى الكسرة دليلا على الياء المحذوفة ، وذكر فيها ست لغات.

(٢) رتبها الشارح حسب الأفصح.

(٣) سورة يوسف الآية : ٣٣. وذلك على قراءة (ربّ) بالضم على نية الإضافة ، أي : يا ربي ، إلا أن المنادى يبقى مضموما كالمفرد. و (السجن) مبتدأ خبره (أحب). قال العكبري ٢ / ٥٣ : «ويقرأ (ربّ) بضم الباء من غير ياء ، و (السجن) بكسر السين والجر على الإضافة ، أي : صاحب السجن». ولم أقف على من قرأ بها.

(٤) قال سيبويه ١ / ٣١٧ : «وحدثنا يونس أن بعض العرب يقول : يا أمّ لا تفعلي» وقال في ١ / ٣١٦ : «وبعض العرب يقول : يا ربّ اغفر لي ، ويا قوم لا تفعلوا». وانظر شرح الكافية الشافية ١٣٢٣.

(٥) سقطت (ابن) من ظ.

(٦) مثل : يا ابن أخي ويا ابن جاري.

٥٤٩

أمّ ، يا ابن عمّ ، ولا تكاد تثبت ياء ولا (١) ألف إلّا ضرورة ، كقوله :

٣٩٥ ـ يا ابن أمّي ويا شقيّق نفسي

أنت خلّيتني لدهر شديد (٢)

وقوله :

٣٩٦ ـ يا ابنة عمّا لا تلومي واهجعي (٣)

 ...

__________________

(١) سقطت (لا) من ظ.

(٢) البيت من الخفيف لأبي زبيد الطائي. وقال العيني : قاله أبو زيد حرملة بن المنذر ، من شعر يرثي به أخاه ، ورواية شعر أبي زبيد :

يابن حسناء شقّ نفسي يا لج

لاج خليتني لدهر شديد

ولا شاهد فيها لما أراد الشارح. ورواه ابن الشجري (كؤود) بدل (شديد) وفي اللسان (لأمر) بدل (دهر).

الشاهد في : (يا ابن أمّي) حيث أثبت الياء في (أمي) ضرورة ، والأصل حذفها وبقاء الكسرة دليل عليها.

شعر أبي زبيد ٤٨ وسيبويه ١ / ٣١٨ وجمل الزجاجي ١٦١ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٧٤ ، ١٣١ وشرح الكافية الشافية ١٣٢٥ وابن يعيش ٢ / ١٢ وابن الناظم ٢٢٦ والمرادي ٣ / ٣١٣ والمساعد ٢ / ٥٢١ وشفاء العليل ٨١٣ والعيني ٤ / ٢٢٢ والهمع ٢ / ٥٤ والدرر ٢ / ٧٠ واللسان (شقق) ٢٣٠١.

(٣) البيت من رجز لأبي النجم العجلي. وبعده :

لا يخرق اللوم حجاب مسمعي

ورواية الديوان لما بعده :

لا تسمعيني فيك لوما واسمعي

الشاهد في : (يا ابنة عمّا) حيث أبدل الألف من ياء المتكلم ؛ إذ أصلها : يا ابنة عمّي. ولا أرى ضرورة دعته إلى ذلك كما يرى الشارح ؛ إذ يمكن ـ ـ

٥٥٠

ولا تعوّض التاء من ياء المتكلم إلّا مع الأب والأمّ في النداء خاصة ، كيا أبت ، ويا أمّت ، وكسر التاء أكثر ، وفتحها أقيس ؛ إذ هي حركة المعوّض عنه.

تتمّة

وشذّ عن ذلك قوله :

٣٩٧ ـ تقول ابنتي لمّا رأتني شاحبا

كأنّك فينا يا أبات (١) غريب (٢)

وقوله :

٣٩٨ ـ ...

يا أبتا علّك أو عساكا (٣)

__________________

أن يقول : يا ابنة عمّي.

الديوان ١٣٤ وسيبويه والأعلم ١ / ٣١٨ والنوادر ١٨٠ والمقتضب ٤ / ٢٥٢ والحجة ١٤٠ والأصول ١ / ٣٤٢ وشرح الكافية الشافية ١٣٢٦ وابن الناظم ٢٢٦ وابن يعيش ٢ / ١٢ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٧٤ والمرادي ٣ / ٣١٣ وشفاء العليل ٨١٣ والمساعد ٢ / ٥٢١ والعيني ٤ / ٢٢٤ والهمع ١ / ٥٤ والدرر ١ / ٧٠.

(١) في الأصل وم (يا أبتا).

(٢) البيت من الطويل ، لأبي الحدرجان.

الشاهد في : (يا أبات) فقد زاد التاء بعد الألف. وفي تخريجه أقوال ذكرها العيني.

النوادر ٥٧٥ والخصائص ١ / ٣٣٩ والمرادي ٣ / ٣١٩ والعيني ٤ / ٢٥٣ والدرر ٢ / ٢١٥ والهمع ٢ / ١٥٧.

(٣) البيت من رجز لرؤبة بن العجاج. وقبله :

تقول بنتي قد أنى أناكا

٥٥١

وقولها :

٣٩٩ ـ يا أمّتا أبصرني سائر

يسير في مسحنفر (١) لا حب (٢)

__________________

ـ ـ الشاهد فيه : (يا أبتا) فقد جمع بين التاء والألف ، أي بين العوض والمعوّض.

ملحق ديوان رؤبة ١٨١ وسيبويه والأعلم ١ / ٣٨٨ و ٢ / ٢٩٩ والمقتضب ٣ / ٧١ والخصائص ٢ / ٩٦ والإنصاف ٢٢٢ وأمالي ابن الشجريي ٢ / ١٠٤ وابن يعيش ٢ / ١٢ و ٣ / ١١٨ ، ١٢٠ و ٧ / ١٢٣ و ٨ / ٨٧ و ٩ / ٣٣ والمرادي ٣ / ٣١٧ والعيني ٤ / ٢٥٢ والخزانة ٢ / ٤٤١ والهمع ١ / ١٣٢ والدرر ١ / ١٠٩.

(١) في الأصل وم (مستحقر).

(٢) البيت من السريع قالته صبية تعرض لها راكب.

المفردات : مسحنفر : طريق ممتد. لاحب : بيّن.

الشاهد في : (يا أمتا) قال العيني : أبدلت تاء التأنيث من ياء المتكلم ، وأتت بالألف لمد الصوت. وقال ابن الناظم : أو بدل (يعني ألف) من ياء المتكلم ، وهوّن أمر الجمع بينها وبين التاء ذهاب صورة المعوّض عنه.

المحتسب ٣ / ٢٣٩ وأمالي ابن الشجري ٢ / ١٠٤ وابن الناظم ٢٢٦ والعيني ٤ / ٢٢٦ واللسان (أيا) ١٨٥.

٥٥٢

أسماء لازمت النداء

ممّا يخصّ (١) بالنداء ، يا فل ، أي يا (٢) فلان ، ويا فلة ، أي : فلانة ، وليس ترخيما بدليل لحوق التاء ، فلو رخّم قيل : يا فلا ، إذ لا يحذف من رباعي حرفان ، ومنه : يا لؤمان ، وملأمان ، وملأم ، أي عظيم لؤم ، ويا نومان ، عظيم النوم ، ويا مكرمان ، عظيم الكرم.

ومنه ما عدل إلى فعال في سبّ المؤنث ، كيا خباث ، ولكاع ، وفساق ، وهو مقيس عند سيبويه (٣) في وصف من ثلاثي ، ويجب كسره تشبيها بنزال.

وقاس أيضا بناء فعال أمرا (٤) من ثلاثي كنزال وحذار.

ومنه في سبّ الذكور ما عدل إلى فعل شائعا غير مقيس ، كيا غدر ، وفسق ، وخبث.

وقد يخرج فل ولكاع عن اختصاص بالنداء ضرورة ، كقوله :

٤٠٠ ـ ...

في لجّة أمسك فلانا عن فل (٥)

__________________

(١) في ظ (يختص).

(٢) سقطت (يا) من الأصل.

(٣) سيبويه ٢ / ٣٨.

(٤) في الأصل وم (اخرا).

(٥) البيت من الرجز ، قاله أبو النجم العجلي ، يصف إبلا وقد أقبلت

٥٥٣

وكقوله :

٤٠١ ـ أطوّف ما أطوّف ثمّ آوي

إلى بيت قعيدته لكاع (١)

__________________

ـ ـ تتزاحم. وقبله :

تدافع الشّيب ولم تقتّل

المفردات : الشيب : كبار السن. لجة : الأصوات المختلطة.

الشاهد في : (فل) فقد رخم في غير النداء للضرورة ، والأصل فلان.

الديوان ١٩٩ وسيبويه والأعلم ١ / ٣٣٣ و ٢ / ١٢٢ والمقتضب ٤ / ٢٣٨ وشرح الكافية الشافية ١٣٣١ وابن الناظم ٢٢٧ وأمالي ابن الشجري ٢ / ١٠١ والمقرب ١ / ١٨٢ وشفاء العليل ٨٢٦ والمرادي ٤ / ٩ والعيني ٤ / ٢٢٨ والخزانة ١ / ٤٠١ وسمط اللآلئ ٢٥٧ والأشموني ٣ / ١٦١ واللسان (فلن) ٣٤٦٨ و (لجج) ٣٩٩٩.

(١) البيت من الوافر قاله الحطيأة من قصيدة يهجو فيها امرأته. وفي اللسان (لكع) لأبي غيب النصري ، ورواية المقتضب :

أجوّل ما أجوّل ثم آوي.

الشاهد في : (لكاع) فقد جاء ما كان على وزن فعال في غير النداء.

الديوان ٣٣٠ والمقتضب ٤ / ٢٣٨ وأمالي ابن الشجري ٢ / ١٠٧ وشرح الكافية الشافية ١٣٣١ وابن الناظم ٢٢٧ وابن يعيش ٤ / ٥٧ والمساعد ٢ / ٥٤٤ وشفاء العليل ٨٢٦ والمرادي ٤ / ١٠ والعيني ١ / ٤٧٣ و ٤ / ٢٢٩ والخزانة ١ / ٤٠٨ وشرح شواهد شرح التحفة ١٣٢ عرضا والهمع ١ / ٨٢ ، ١٧٨ والدرر ١ / ٥٥ ، ١٥٤ والأشموني ٣ / ١٦٠ والكامل ٢ / ١٩٤.

٥٥٤

الاستغاثة

إذا استغيث الاسم المنادى جرّ بلام مفتوحة ما لم يعطف ، وأعرب بعد البناء ؛ لشبهه المضاف بتركيبه مع اللام ، فإن عطف المستغاث (١) بتكرار حرف النداء فتحت اللام أيضا ، كقوله :

٤٠٢ ـ يا لقومي ويا لأمثال قومي

لأناس عتوّهم في ازدياد (٢)

وإن لم يكرر كسرت لذهاب اللبس إذا ، كقوله :

٤٠٣ ـ يبكيك ناء بعيد الدار مغترب

يا للكهول وللشّبّان للعجب (٣)

__________________

(١) يعني المستغاث به.

(٢) البيت من الخفيف. قال العيني : أنشده الفراء.

الشاهد في : (يا لقومي ويا لأمثال) فقد فتح لام المستغاث به في الموضعين : الأول (لقومي) على الأصل ، والثاني (لأمثال) لتكرار حرف النداء.

شرح الكافية الشافية ١٣٣٥ وابن الناظم ٢٢٨ وشرح التحفة الوردية ٣١٦ والمرادي ٤ / ١٧ والعيني ٤ / ٢٥٦ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٨٥ والمكودي ١٥٧.

(٣) البيت من البسيط ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (يا للكهول وللشبان) حيث كسر لام المستغاث (للشبان) لعدم تكرار (يا) معه ، والأصل فتحها حملا على المعطوف عليه المفتوح اللام (يا للكهول).

المقتضب ٤ / ٢٥٦ والأصول ١ / ٤٣٠ والمقتصد ٧٨٨ والجمل ١٦٧ وشرح جمل الزجاجي ٢ / ١١٠ وشرح الكافية الشافية ١٣٣٥ وابن الناظم ٢٢٨ وشرح التحفة ٣١٥ والمساعد ٢ / ٥٢٦ ، ٥٢٧ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٨٤ والخزانة ١ / ٢٩٦ والمرادي ٤ / ١٨ والعيني ٤ / ٢٥٧ والهمع ١ / ١٨٠ ـ ـ

٥٥٥

وكذا تكسر مع المستغاث من أجله (١) فرقا (٢) ما لم يكن مضمرا ، (٣) كقوله :

٤٠٤ ـ تكنّفني الوشاة فأزعجوني

فيا لله للواشي المطاع (٤)

وقد يحذف المستغاث فيلي (يا) المستغاث من أجله ، كقولهم : يا للعجب ، يا (٥) للماء ، بالكسر ، أي : يا للناس للماء.

وتعاقب لام الاستغاثة ألف آخرا (٦) تعدم اللام لوجودها ،

__________________

والدرر ١ / ١٥٥ والكامل ٣ / ٢٧٢.

(١) كما في الشاهدين السابقين (لأناس ، للعجب).

(٢) في الأصل وم (حرفا).

(٣) مثل : يا لله لك ، إلا إذا كان المستغاث به أو من أجله ضمير (يا) المتكلم ، مثل : يا لي ، ويا لله لي ، فإن اللام تكسر على كل حال ؛ لمناسبة الياء.

(٤) البيت من الوافر ، نسبه سيبويه والنحاس وابن هشام اللخمي والغندجاني في فرحة الأديب والزجاجي والهروي لقيس بن ذريح ، وقال العيني : قائله حسان بن ثابت ، كذا في شرح الجزولية ، ثم أورد قصيدة نسبها لقيس بن ذريح ورد فيها الشاهد. ولم أجده في ديوان حسان. وروي (فيا للناس) بدل (فيا لله).

الشاهد في : (للواشي) حيث كسرت لام المستغاث من أجله مع الاسم غير الضمير ، أما مع الضمير فكما سبق في التعليق (٣).

قيس ولبنى ١١٨ وسيبويه والأعلم ١ / ٣١٩ ، ٣٢٠ واللامات للزجاجي ٨٨ واللامات للهروي ٧٤ والجمل ١٦٦ وشرح الكافية الشافية ١٣٣٦ وابن الناظم ٢٢٨ وابن يعيش ١ / ١٣١ والعيني ٤ / ٢٥٩ والمقرب ١ / ١٨٣.

(٥) سقطت (يا) من ظ.

(٦) في الأصل وم (أخرى لعدم).

٥٥٦

كقوله :

٤٠٥ ـ يا يزيدا لآمل نيل عزّ

وغنى بعد فاقة وهوان (١)

وتوجد لعدمها كما مرّ.

وقد يخلو المستغاث منهما ، كقوله :

٤٠٦ ـ ألا يا قوم للعجب العجيب

وللغفلات تعرض للأريب (٢)

ويعامل المتعجّب منه منادى معاملة مستغاث ، كقولهم : يا للعجب! ويا للماء! بالفتح (٣) ، أي : يا عجب احضر.

ويستغنى عن اللام في التعجب كثيرا ، كقول عمر بن أبي

__________________

(١) البيت من الخفيف ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (يا يزيدا) فقد حذف لام الاستغاثة ، وعوّض عنها بالألف في آخر اسم المستغاث به ؛ حيث لا يجوز الجمع بينهما.

شرح الكافية الشافية ١٣٣٧ وابن الناظم ٢٢٨ وشرح التحفة الوردية ٣١٦ والمرادي ٤ / ٢٣ والعيني ٤ / ٢٦٢ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٨٦ وشرح قطر الندى ٣٠٩ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٧٩١.

(٢) البيت من الوافر ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (يا قوم) فقد خلا المستغاث به من لام الاستغاثة والألف التي تعاقبها ، وذلك قليل.

شرح الكافية الشافية ١٣٣٨ وابن الناظم ٢٢٨ وشفاء العليل ٨١٧ وشرح التحفة ٣١٧ والعيني ٤ / ٢٦٣ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٨٦ وشرح التصريح ٢ / ١٨١ والأشموني ٣ / ١٦٦ وشرح قطر الندى ٣٠٧.

(٣) فتح اللام باعتبار استغاثته ، على تقدير يا عجب احضر فقد جاء وقتك ، ويجوز كسر اللام باعتبار الاستغاثة من أجله على تقدير : يا لقومي للعجب ، أو للماء.

٥٥٧

ربيعة :

٤٠٧ ـ أوانس يسلبن الحليم فؤاده

فيا طول ما شوق ويا حسن مجتلى (١)!

ولو قال الشيخ بدل الشطر الثاني من البيت الأخير (٢) :

كذا منادى ذو (٣) تعجب ألف

لكان أكمل ؛ لأنه (٤) لم ينص على اشتراط النداء.

__________________

(١) البيت من الطويل ، لعمر بن أبي ربيعة كما ذكر الشارح. وفي الكامل (حزن) بدل (شوق).

الشاهد في : (يا طول ، يا حسن) فقد حذف اللام في الموضعين من المستغاث به حيث قصد التعجب.

الديوان ٩ وشرح التسهيل ٣ / ٤١٠ ، ٤١٢ والكامل ٢ / ٢٣٠.

(٢) يعني قول ابن مالك في الألفية ٥١ :

ولام ما استغيث عاقبت ألف

ومثله اسم ذو تعجب ألف

ولا شك أن قول ابن الوردي أكثر نصية على المراد ، لكن ابن مالك يدل على مراده الباب والسياق.

(٣) في ظ (دون).

(٤) في ظ (فإنه).

٥٥٨

النّدبة

ما جعلته للمنادى فاجعله للمندوب ، وهو المنادى ؛ لكونه مفقودا ، كقول جرير

٤٠٨ ـ حمّلت أمرا عظيما فاصطبرت له

وقمت فيه بأمر الله يا عمرا (١)

أي : ابن عبد العزيز ، أو في حكم مفقود ، كقول ابن الرقيّات :

٤٠٩ ـ رقيّة تيّمت (٢) قلبي

فوا كبدا من الحبّ (٣)

ولا يندب إلّا العلم ونحوه ، كالمضاف إضافة توضّح (٤)

__________________

(١) البيت من البسيط لجرير ، من قصيدة في رثاء عمر بن عبد العزيز.

الشاهد في : (يا عمرا) على أن عمر منادى مندوب بيا ؛ وذلك لفقده ؛ لذا لحقته ألف الندبة ، ولم تلحقه الهاء للقافية.

الديوان ٧٣٦ وشرح الكافية الشافية ١٣٤٤ وشرح العمدة ٢٨٩ وابن الناظم ٢٢٩ والمساعد ٢ / ٥٣٤ وشفاء العليل ٨١٩ والمرادي ٤ / ٢٤ والعيني ٤ / ٢٢٩ ، ٢٧٣ والهمع ١ / ١٨٠ والدرر ١ / ١٥٥ والأشموني ٣ / ١٣٤ ، ١٦٧ ، ١٦٩.

(٢) في ظ (تيميت).

(٣) البيت من الوافر لعبيد الله بن قيس الرقيات. ورواية الديوان : (فواكبدي).

الشاهد في : (واكبدا) على أن (كبدا) منادى مندوب بحرف الندبة (وا) ؛ وذلك للتوجع منه ، وقد لحقته ألف الندبة دون الهاء.

الديوان ١٦٩ وشرح العمدة ٢٩٠ والأغاني ١٧٣٩.

(٤) في ظ (توضع).

٥٥٩

المندوب ، ولا يندب نكرة ، ولا أيّ ، أو اسم إشارة ، أو موصول مبهم. وتجوز ندبة الموصول المشتهرة صلته شهرة رافعة إبهام كقوله (١) : وامن حفر بئر زمزماه.

وللمندوب استعمالان ، أحدهما : جريانه كالمنادى في ضمه مفردا ، ونصبه مضافا (٢) ، وتنوينه ضرورة على الوجهين (٣) ، كقوله :

٤١٠ ـ وافقعسا وأين منّي فقعس (٤)

 ...

الثاني : أن يلحق منتهاه ألف ، كوا زيدا ، واعبد الملكاه ، وامن حفر بئر زمزماه (٥).

__________________

(١) في ظ (كقولهم).

(٢) وكذا شبه المضاف ، نحو : وا ضاربا زيداه.

(٣) يعني الضم والنصب.

(٤) البيت من الرجز. قال ثعلب أنشده الفراء. وقال الكسائي : لرجل من بني أسد ، وكذا في الدرر. وبعده :

أإبلي يأخذها كروّس

الشاهد في : (وافقعسا) فقد نوّن المندوب ونصبه ضرورة ، والأصل فيه هنا الضم دون تنوين لأنه كالمنادى المفرد ، ولو قال : (فقعس) بالضم لكان أولى من الفتح ، إلا أنه أبدل الضمة فتحة استصحابا.

مجالس ثعلب ٤٧٤ وشرح الكافية الشافية ١٣٤٢ وابن الناظم ٢٢٩ والمساعد ٢ / ٥٣٦ وشفاء العليل ٨٢٠ والمقرب ١ / ١٨٤ وشرح التحفة الوردية ٣١٨ والمرادي ٤ / ٢٧ والعيني ٤ / ٢٧٢ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٨٨ والهمع ١ / ١٧٢ ، ١٧٩ والدرر ١ / ١٤٨ ، ١٥٥.

(٥) سقطت الهاء من ظ.

٥٦٠