عمر بن مظفّر بن الوردي
المحقق: عبد الله بن علي الشلال
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة الرشد للنشر والتوزيع
الطبعة: ١
ISBN: 9960-52-999-1
الصفحات: ٨٩٠
٢٧٢ ـ يا من رأى عارضا أرقت له |
|
بين ذراعي وجبهة الأسد (١) |
__________________
وابن الناظم ١٥٧ والهمع ٢ / ٥٢ وغيرها. وقال ابن عقيل ٢ / ٦٥ : «والتقدير قطع الله يد من قالها ورجل من قالها ، فحذف ما أضيف إليه (يد) وهو (من قالها) لدلالة ما أضيف إليه (رجل) وعطف عليه». وقال ابن عصفور في ضرائر الشعر ١٩٥ : «التقدير : يد من قاله ورجله». فحذف الضمير وأقحم المعطوف بين المضاف والمضاف عليه. وانظر المرادي ٢ / ٢٨٣.
(١) البيت من المنسرح ينسب للفرزدق. ويروى : (أكفكفه) و (أسر به) بدل (أرقت له).
المفردات : عارضا : سحابا. أرقت له : سهرت لأجله. أكفكفه : يقال : يكفكف دمعه ، يمسحه مرة بعد أخرى. أسر به : أفرح به. بين ذراعي : يعني بذراعي الأسد ، الكوكبين اللذين يدلان على المطر عند طلوعهما. وذراعا الأسد وجبهة الأسد : منزلان من منازل القمر ، والذراع والجبهة من أنواء الأسد.
الشاهد في : (ذراعي وجبهة الأسد) حيث فصل بين المضاف (ذراعي) والمضاف إليه (الأسد) بغير الظرف ، وهو جبهة ، والفصل بغير الظرف لا يجوز ، ولذا يقدر المضاف إليه في الأول (الأسد) فيقال : بين ذراعي الأسد وجبهة الأسد.
قال سيبويه : إن المذكور مضاف إلى الأول محذوف من الثاني ، وإنما أخر ليكون كالعوض عن المضاف إلى الثاني ؛ إذ لو قدّم فقيل : بين ذراعي الأسد وجبهته ، لم يكن للثاني مضاف إليه لفظا ولا ما يقوم مقامه ، فأخر الأول ليكون كالقائم مقامه. العيني ٣ / ٤٥٣.
والمبرد يجعل الأول مضافا إلى محذوف ، والمعطوف مضافا للموجود ، كأنه قال : بين ذراعي الأسد وجبهة الأسد.
ويقول ابن مالك في شرح العمدة ٥٠٣ : «وقوله : (يعني المبرد) أولى بالإضافة ؛ إذ لا مخالفة فيه للأصول بأكثر من حذف متقدم ، لدلالة متأخر ، ومثله في الكلام كثير». ويرد قول سيبويه.
ديوان الفرزدق ٢١٥ سيبويه والأعلم ١ / ٩٢ والمقتضب ٤ / ٢٢٩ ومعاني القرآن ٢ / ٣٢٢ والخصائص ٢ / ٤٠٧ وسر الصناعة ١ / ٢٩٧ وشرح العمدة ـ
وقلّ في غير ما ذكر ، قرأ بعضهم (١) : فلا خوف عليهم (٢) أي : فلا خوف شيء.
وخالف الشيخ (٣) الجمهور وأجاز الفصل بين المضاف والمضاف إليه في صور ، الأولى : فصل المصدر المضاف إلى الفاعل بما تعلّق بالمصدر من مفعول به أو ظرف ، مثل : (وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ)(٤) وكقوله :
__________________
٥٠٢ والمرادي ٢ / ٢٨٢ والعيني ٣ / ٤٥١ ، ٤٥٢ وابن يعيش ٣ / ٢١ والخزانة ١ / ٣٦٩ و ٢ / ٢٤٦
(١) قرأ ابن محيصن (خوف) بالرفع بلا تنوين. بحذف المضاف إليه وإبقاء المضاف على ما كان عليه قبل الحذف. إتحاف فضلاء البشر ١ / ٣٨٩.
والتقدير : فلا خوف شيء. وانظر شرح الكافية الشافية ٩٧٨ والمرادي ٢ / ٢٨٤.
(٢) سورة البقرة الآية : ٣٨. والآية وردت في سورة المائدة ٦٩ والأنعام ٤٨ والأعراف ٣٥ والأحقاف ١٣.
(٣) ذكر الشارح الصور التي ذكر ابن مالك في شرح الكافية الشافية ٩٨١ ـ ٩٩٤ عدا صورة الفصل بإما ، كقول الشاعر :
هما خطتا إمّا إسار ومنة |
|
وإمّا دم ، والقتل للحر أجدر |
(٤) سورة الأنعام الآية : ١٣٧.
قرأ ابن عامر ببناء الفعل (زيّن) للمجهول ، ورفع (قتل) نائبا عن الفاعل ، ونصب (أولاد) على المفعولية للمصدر (قتل) وجر (شركاء) بإضافة (قتل) إليه ، من إضافة المصدر إلى فاعله على الأصل ، لكنه فصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول المقدم.
وقرأ الباقون بفتح الزاي في (زيّن) بالبناء للفاعل ، ونصب (قتل) على المفعولية ، وجر (أولاد) بالإضافة ، وهو في الأصل مفعول به ،
٢٧٣ ـ يفركن حبّ السّنبل الكنافج |
|
بالقاع فرك القطن المحالج (١) |
ويدلّ على أنه ليس بضرورة إنشاد الأخفش (٢) :
٢٧٤ ـ فزججتها بمزجّة زج |
|
ج القلوص أبي مزاده (٣) |
__________________
ـ ـ ورفع (شركاء) على الفاعلية. انظر الكشف عن وجوه القراءات السبع ١ / ٤٥٣ ـ ٤٥٤ والمبسوط في القراءات العشر ٢٠٣ والإتحاف ٢ / ٣٢ ـ ٣٤.
(١) البيت من الرجز ، لجندل بن المثنى الطهوي ، وفي العيني عن أبي حاتم في كتاب الطير ، لأبي جندل الطهوي ، يصف جرادا حط على زرع. ورواية ابن مالك : (يفرك) ورواية أبي حاتم كما ذكر العيني ٣ / ٤٦١ (بالمحالج) بالباء مع جر القطن بالإضافة ، وعلى هذا لا شاهد في البيت. وفي اللسان : يفرك ... الحنابج
المفردات : يفركن : الفرك دلك الشيء حتى ينقلع قشره. الكنافج : (بضم الكاف وكسر الفاء) الممتلئ. القاع : الأرض المستوية. المحالج : جمع محلج (بكسر الميم) وهي آلة حلج القطن.
الشاهد في : (فرك القطن المحالج) فقد فصل بين المصدر (فرك) المضاف والمضاف إليه (المحالج) بالمفعول به (القطن) ، وهذا جائز عند ابن مالك مخالف للجمهور ، ووافقه الشارح.
شرح الكافية الشافية ٩٨٦ وابن الناظم ١٥٨ والعيني ٣ / ٤٥٧ وتهذيب اللغة ١٠ / ٤١٩ واللسان (حنبج) ١٠١٧ و (حندج) ١٠٢٠ و (كنفج) ٣٩٤٢.
(٢) شرح الكافية الشافية ٩٨٥ وابن الناظم ١٥٨.
(٣) البيت من الكامل ، ولم أقف على قائله. وقال البغدادي في الخزانة : قال ابن خلف : «هذا البيت يروى لبعض المدنيين المولدين». ورواه الفراء في معاني القرآن وثعلب في المجالس :
وزججتها متمكنا زج |
|
ج القلوص أبي مزادة |
المفردات : زججته : الزج الطعن بالزّجّ ، وهي الحديدة أسفل الرمح.
القلوص : الناقة الشابّة. أبو مزادة : كنية رجل ، يظهر أنه اشتهر بشدة دفعه الإبل. ـ ـ
إذ يمكن زجّ القلوص أبو (١).
الثانية : فصل اسم الفاعل عن المضاف إلى مفعوله الأول بالثاني ، كقوله :
٢٧٥ ـ ما زال يوقن من يؤمّك بالغنى |
|
وسواك مانع فضله المحتاج (٢) |
__________________
الشاهد في : (زج القلوص أبي) فقد فصل بين المضاف المصدر (زجّ) والمضاف إليه (أبي) فاعل المصدر بمفعول المصدر (القلوص) والتقدير : زجّ أبي مزادة القلوص. وقال العيني ٣ / ٤٦٩ قال الزمخشري : «وسيبويه بريء من إجازة مثل هذا ، وليس لقائله في هذا عذر إلّا على الضرورة لإقامة الوزن ، ووجهه أن يجر القلوص على الإضافة ، ويقدر مضاف إلى أبي مزادة محذوف بدلا عن القلوص ، تقديره : زج القوص قلوص أبي مزادة». وعلى هذا التقدير لا شاهد في البيت.
وقال الفراء في معاني القرآن ١ / ٣٥٨ بعد البيت : «وهذا مما كان يقولوه نحويّو أهل الحجاز ، ولم نجد مثله في العربية». وقال في ٢ / ٨١ ، ٨٢ :
«ونحويو أهل المدينة ينشدون ، وذكر البيت ، ثم قال : باطل ، والصواب :
زجّ القلوص أبو مزادة»
مجالس ثعلب ١٢٥ ومعاني القرآن للزجاج ٣ / ١٦٩ والخصائص ٢ / ٤٠٦ وشرح الكافية الشافية ٩٨٥ وابن الناظم ١٥٨ وابن يعيش ٣ / ١٩ ، ٢٢ والعيني ٣ / ٤٦٨ والمقرب ٥٤ والخزانة ٢ / ٢٥١ والإنصاف ٢٢٥ والأشموني ٢ / ٢٧٦.
(١) في ظ (أبي مزادة).
(٢) البيت من الكامل ، ولم أقف على قائله.
الشاهد في : (مانع فضله المحتاج) وذلك بنصب (فضله) على أنه مفعول به ثان لاسم الفاعل (مانع) مقدم ، وجرّ (المحتاج) على أنه مضاف إلى (مانع) من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله الأول المتأخر ، وقد فصل بينه وبين المضاف بالمفعول به الثاني. والأصل : مانع المحتاج فضله. ـ
وقرأ بعضهم :(فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله) (١) وفي الحديث : «هل أنتم تاركو لي صاحبي (٢)».
__________________
شرح الكافية الشافية ٩٨٨ وشرح العمدة ٤٩٣ وابن الناظم ١٥٨ والعيني ٣ / ٤٦٩ والأشموني ٢ / ٢٧٦ وشرح التصريح ٢ / ٥٨.
(١) سورة إبراهيم الآية : ٤٧.
بنصب (وعده) على أنه مفعول به ثان لاسم الفاعل (مخلف) مقدم ، وجر (رسله) بإضافته إلى اسم الفاعل (مخلف) وهو مفعوله الأول مع الفصل بينهما بالمفعول به الثاني (وعده).
وهذه القراءة لم أجد من ذكر من قرأ بها. قال صاحب الإتحاف : «وقرئ شاذّا : مخلف وعده رسله ٢ / ٣٣ والكشاف ٢ / ٣٨٤ والبحر ٥ / ٤٣٩.
قال الزجاج في معاني القرآن ٣ / ١٦٨ : «وهذه القراءة التي بنصب الوعد وخفض الرسل شاذة رديئة».
وانظر معاني القرآن للفراء ٢ / ٨١ وروح المعاني للألوسي ١٣ / ٢٥٢ ـ ٢٥٣ والفتوحات الإلهية ٢ / ٥٣٣ وشرح الكافية الشافية ٩٨٨.
(٢) أخرجه البخاري ٢ / ٢٨٩ ـ ٢٩٠ في (باب فضائل أصحاب النبي) وإعراب الحديث النبوي ٢٩١. والحديث بتمامه في البخاري : عن أبي الدرداء رضياللهعنه قال : (كنت جالسا عند النبي صلىاللهعليهوسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبتيه ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم «أمّا صاحبكم فقد غامر» فسلم وقال : إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ، ثم ندمت ، فسألته أن يغفر لي فأبى عليّ ، فأقبلت إليك ، فقال : «يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثا». ثم إن عمر ندم ، فأتى منزل أبي بكر فسأل : أثمّ أبو بكر؟ فقالوا : لا ، فأتى إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فسلّم ، فجعل وجه النبي صلىاللهعليهوسلم يتمعّر حتى أشفق أبو بكر ، فجثا على ركبتيه فقال : يا رسول الله ، والله أنا كنت أظلم مرتين ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت ، وقال أبو بكر : صدق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركو لي صاحبي ، مرتين» فما أوذي بعدها.) وأورد الحديث شاهدا على الفصل بين اسم الفاعل (تاركو) المضاف ومفعوله الأول (صاحبي) المضاف إليه بالمفعول الثاني (لي). وانظر شرح الكافية ـ ـ
فلو كان الفاصل في الصورتين فاعلا اختصّ بالضرورة ، كقوله :
٢٧٦ ـ ما إن وجدنا للهوى من طبّ |
|
ولا عدمنا قهر وجد صبّ (١) |
وهذا يفهم لمن حقّق كلام الشيخ في الألفية (٢) ، وإن لم ينبه عليه ابنه.
الثالثة : فصل المضاف (٣) بالقسم ، كقولهم : هذا غلام ـ والله ـ زيد (٤) ، وإنّ الشاة لتسمع صوت ـ والله ـ ربّها (٥).
ومعنى البيت : أجز أن يفصل المضاف المشبه للفعل عن
__________________
الشافية ٩٩٢ والمرادي ٢ / ٢٨٧.
(١) البيت من رجز لم أقف على صاحبه ، ويروى : ما إن عرفنا ... ولا جهلنا ...
الشاهد في : (قهر وجد صبّ) فقد فصل بين المصدر (قهر) والمضاف إليه (صبّ) بفاعل المصدر (وجد) للضرورة كما ذكر الشارح.
شرح التسهيل ٣ / ٢٧٤ وشرح العمدة ٤٩٣ وشرح الكافية الشافية ٩٩٣ والمساعد ٢ / ٣٧٠ والعيني ٣ / ٤٨٣ والهمع ٢ / ٥٣ والدرر ٢ / ٦٧ والأشموني ٢ / ٢٧٩ وشرح التصريح ٢ / ٥٩ والبهجة ٢٨١.
(٢) قال ابن مالك في الألفية ٣٨ :
فصل مضاف شبه فعل ما نصب |
|
مفعولا أو ظرفا أجز ولم يعب |
فصل يمين واضطرار وجدا |
|
بأجنبيّ أو بنعت أو ندا |
(٣) سقطت من ظ.
(٤) حكى هذا القول الكسائي. انظر ابن الناظم ١٥٨ والمرادي ٢ / ٢٨٨ والمساعد ٢ / ٣٦٩.
(٥) حكاه أبو عبيدة كما في ابن الناظم ١٥٨ هكذا : «إن الشاة لتجترّ فتسمع ...».
المضاف إليه بما نصبه المضاف في حال كونه مفعولا أو ظرفا ، فـ (ما) فاعل مرفوع بالمصدر وهو فصل. والفصل بغير (١) ذلك ضرورة كبالأجنبي من المضاف في قوله :
٢٧٧ ـ كما خطّ الكتاب بكفّ يوما |
|
يهوديّ يقارب أو يزيل (٢) |
وقوله :
٢٧٨ ـ هما أخوا في الحرب من لاأخا له(٣) |
|
... |
__________________
(١) في ظ (كون) بدل (غير).
(٢) البيت من الوافر ، قاله أبو حيّة النميري ، واسمه الهيثم بن الربيع يصف رسم دار. ويروى : كتحبير الكتاب ...
الشاهد في : (بكف يوما يهوديّ) فقد فصل بين المصدر (كف) المضاف والمضاف إليه (يهودي) بالظرف (يوما) وهو أجنبي من المضاف ؛ إذ العامل فيه (خط) وذلك ضرورة.
شعر أبي حية النميري ١٤٢ وسيبويه والأعلم ١ / ٩١ والمقتضب ٤ / ٣٧٧ وشرح الكافية الشافية ٩٧٩ وشرح التسهيل ٢ / ١٨٢ وشرح العمدة ٤٩٥ وابن الناظم ١٥٨ والمرادي ٢ / ٢٩٠ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٢٥٠ والمساعد ٢ / ٣٦٨ وابن عقيل ٢ / ٦٨ وشفاء العليل ٧٢٥ وابن يعيش ١ / ١٠٣ والعيني ٣ / ٤٧٠ والإنصاف ٤٣٢ والخزانة ٢ / ٢٥٣ عرضا والهمع ٢ / ٥٢ والدرر ٢ / ٦٦.
(٣) جاء في ظ بعد الشاهد الآتي (٢٧٨).
هذا صدر بيت من الطويل ، وقد استشهد به كثير مع الاختلاف في نسبته ، ففي الحماسة يقال : لدرناء بنت سيار بن عبعبة من بني قيس بن ثعلبة ، وفيها وفي العيني والمرزوقي وسيبويه والأعلم ، لدرنى بنت عبعبة ، وفي الدرر والإنصاف درنا بنت عبعبة الجحدرية ، وفيه قيل : لعمرة الجشمية ، وفي اللسان لدرنى بنت شيار بن ضبرة ، ويقال : لعمرة الخثيمية ، وذكر في شرح ابن السيرافي أنه لدرنى بنت عبعبة ، أو درنى بنت سيار بن صبرة ، وفي فرحة ـ ـ
وقوله :
٢٧٩ ـ يمرّ على ما تستبنه (١) وقد شفت |
|
غلائل عبد القيس منها صدورها (٢) |
__________________
الأديب لدرنى بنت سيار ، وعجزه :
إذا خاف يوما نبوة فدعا هما
الشاهد في : (أخوا في الحرب من) حيث فصل بالجار والمجرور (في الحرب) وهو أجنبي بين المضاف (أخوا) والمضاف إليه (من) الموصولية ضرورة.
سيبويه والأعلم ١ / ٩٢ والحماسة ٥٧٣ والمرزوقي ١٠٨٣ والخصائص ٢ / ٤٠٥ وابن السيرافي ١ / ٢١٨ وفرحة الأديب ٥٠ والإنصاف ٤٣٤ وشرح الكافية الشافية ٩٨٠ وابن الناظم ١٥٨ والمرادي ٢ / ٢٩١ والمساعد ٢ / ٣٦٩ والعيني ٣ / ٤٧٢ وشرح ابن يعيش ٣ / ٢١ والضرورة للقيرواني ١٠٠ والهمع ٢ / ٥٢ والدرر ٢ / ٦٦ واللسان (أبى) ١ / ١٧.
(١) في ظ (تشبيه).
(٢) جاء في ظ قبل الشاهد السابق (٢٧٧).
والبيت من الطويل ، ولم أقف على قائله ، وقال البغدادي في الخزانة وابن الأنباري في الإنصاف هو مصنوع. ورواية ابن الأنباري والبغدادي : تمرّ على ما تستمرّ ...
الشاهد في : (غلائل عبد القيس صدورها) حيث فصل بين المضاف (غلائل) والضاف إليه (صدورها) بأجنبي منهما وهو (عبد) فاعل (شفت).
وقال ابن مالك في شرح الكافية الشافية : «وزعم السيرافي أن قول الشاعر (وأورد البيت) قد فصل فيه بين (عبد القيس) وهو فاعل (شفت) و (غلائل) و (صدورها) وهما مضاف ومضاف إليه ، وهذا الذي قاله جائز غير متعين ؛ لاحتمال جعل (غلائل) غير مضاف ، إلا أن تنوينه ساقط لكونه ممنوع الصرف ، وانجرار (صدورها) لأنه بدل من الضمير في قوله : (منها)».
شرح الكافية الشافية ٩٩١ ـ ٩٩٢ وابن الأنباري في الإنصاف ٤٢٨ والخزانة ٢ / ٢٥٠.
وقوله :
٢٨٠ ـ أنجب أيّام والده به |
|
إذ نجلاه فنعم ما نجلا (١) |
أراد نجب والداه (٢) به أيام إذ نجلاه.
وكالنعت في قوله :
٢٨١ ـ نجوت وقد بلّ المراديّ سيفه |
|
من ابن أبي شيخ الأباطح طالب (٣) |
__________________
(١) البيت من المنسرح قاله الأعشى ميمون ، من قصيدة يمدح سلامة ذا فائش.
ورواية الديوان (أنجب أيام والديه به) وفي المحتسب ١ / ١٥٢ : (أنجب أزمان ...) ورواية شرح الكافية الشافية للشطر الثاني :
إذ ولداه فنعم ما ولدا
الشاهد في : (أنجب أيام والداه به إذ) حيث فصل بين المضاف (أيام) والمضاف إليه (إذ) بفاعل الفعل (أنجب) وهو (والداه) وهو أجنبي ، والتقدير : أنجب والداه به أيام إذ نجلاه.
الديوان ٢٨٥ ومجالس ثعلب ٧٧ وشرح التسهيل ٣ / ٢٧٤ وشرح الكافية الشافية ٩٩١ وشرح العمدة ٤٩٤ وابن الناظم ١٥٩ والمرادي ٢ / ٢٩٢ وشفاء العليل ٧٢٦ والمساعد ٢ / ٣٧٠ والعيني ٣ / ٤٧٧ والبهجة ٢٨١ والهمع ٢ / ٥٣ والدرر ٢ / ٦٧.
(٢) في ظ (أنجب والده).
(٣) البيت من الطويل ، قاله معاوية بن أبي سفيان رضياللهعنهما ، يخاطب عمرو بن العاص حين نجا من القتل يوم قتل عبد الرحمن بن ملجم المرادي عليّ ابن أبي طالب رضياللهعنه في خطة الخوارج الثلاثة المعروفة.
الشاهد في : (أبي شيخ الأباطح طالب) فقد فصل بين المضاف (أبي) والمضاف إليه (طالب) بالنعت (شيخ الأباطح) وهو أجنبي من المضاف.
والتقدير : ابن أبي طالب شيخ الأباطح.
ديوان معاوية ٥٤ وشرح الكافية الشافية ٩٩٠ وشرح العمدة ٤٩٦ وابن الناظم ـ
أراد من ابن أبي طالب شيخ الأباطح.
وكالنداء في قوله :
٢٨٢ ـ كأنّ برذون أبا عصام |
|
زيد حمار دقّ باللجام (١) |
أي : كأنّ برذون زيد يا أبا عصام.
__________________
١٥٩ والمرادي ٢ / ٢٩٣ والمساعد ٢ / ٣٧٢ وشفاء العليل ٧٢٧ والعيني ٣ / ٤٧٨ والهمع ٢ / ٥٢ والدرر ٢ / ٦٧ والبهجة ٢٨٢.
(١) البيت من رجز لم ينسبه أحد لقائل وورد الاستشهاد به كثيرا.
الشاهد في : (برذون أبا عصام زيد) حيث فصل بين المضاف (برذون) والمضاف إليه (زيد) بالنداء (أبا عصام) وهو أجنبي. وأصله كما ذكر الشارح.
الخصائص ٢ / ٤٠٤ وشرح الشافية الكافية ٩٩٣ وشرح العمدة ٤٩٥ وابن الناظم ١٥٩ وشفاء العليل ٧٢٦ والعيني ٣ / ٤٨٠ والأشموني ٢ / ٢٧٨ وهمع الهوامع ٢ / ٥٣ والدرر ٢ / ٦٧ والبهجة ٢٨٢.
المضاف إلى ياء المتكلّم
يجب كسر آخر المضاف إلى ياء المتكلم إلّا أن يكون منقوصا ، نحو : رام ، أو مقصورا ، نحو : قذى ، أو مثنى ، نحو : اثنين ، أو مجموعا ، نحو : زيدين ، فهذه الأربعة إذا أضيفت إلى الياء وجب أن تفتح الياء ، وأن يدغم فيها ما وليته إلّا الألف فلا تدغم ، ولا يغيّر ما قبلها من كسرة أو فتحة ، تقول في قاض ومسلمين ومسلمين : رأيت قاضيّ ومسلميّ ومسلميّ ، وقد تكسر الياء المدغم فيها ، كقراءة (١) حمزة (٢) في : وما أنتم بمصرخي (٣) وكقوله :
__________________
(١) سقطت من ظ (كقراءة).
(٢) في ظ (كحمزة).
وهو حمزة بن حبيب ، أبو عمارة الزيات الكوفي ، أحد القراء السبعة. توفي بحلوان العراق سنة ١٦٤ أو ١٦٥ أو ١٦٨ ه. غاية النهاية ١ / ٢٦١ ـ ٢٦٣.
(٣) سورة إبراهيم الآية : ٢٢.
انظر قراءة كسر الياء في (مصرخيّ) في العكبري ٢ / ٦٨ والمحتسب ٢ / ٤٩ وحجة القراءات ٣٧٧ ـ ٣٧٨ وتفسير الكشاف ٢ / ٣٧٥ والبحر ٥ / ٤١٩.
وقال الفراء : «وقد خفض الياء من قوله (بمصرخيّ) الأعمش ويحيى بن وثاب» وقال : «لعلها من وهم القراء طبقة يحيى ؛ فإنه قلّ من سلم منهم من الوهم ، ولعله ظنّ أن الباء في (بمصرخيّ) خافضة للحرف كله ، والياء من المتكلم خارجة عن ذلك». معاني القرآن ٢ / ٧٥.
وقال صاحب إتحاف فضلاء البشر : «واختلف في (بمصرخي) فحمزة بكسر الياء ، وافقه الأعمش ، لغة بني يربوع ، وأجازها قطرب والفراء ، وإمام النحو واللغة والقراء أبو عمرو ابن العلاء. وهي متواترة صحيحة ، والطاعن فيها ـ ـ
٢٨٣ ـ قال لها : هل لك يا تا ، فيّ |
|
قالت له : ما أنت بالمرضيّ (١) |
والواو تبدل ياء ، وتقلب الضمة قبلها كسرة ، تقول في مسلمون وبنون : مسلميّ وبنيّ.
والألف تبقى ساكنة والياء بعدها مفتوحة ، تقول في عصا ومسلمان : عصاي ومسلماي. وهذيل تقلب ألف المقصور دون المثنّى ياء كقوله :
٢٨٤ ـ يطوّف بي عكبّ في معدّ |
|
ويضرب بالصّملّة في قفيّا (٢) |
__________________
غالط قاصر ... وقرأ بها أيضا يحيى بن وثاب ، وحمران بن أعين ، وجماعة من التابعين. وقد وجهت بوجوه منها : أن الكسرة على أصل التقاء الساكنين ، وأصله : مصرخين لي ، حذفت النون للإضافة ، واللام للتخفيف ، فالتقى ساكنان ، ياء الإعراب وياء الإضافة ، وهي ياء المتكلم ، وأصلها السكون فكسرت للتخلص من الساكنين. والباقون بفتح الياء ؛ لأن الياء المدغم فيها تفتح أبدا». ٢ / ١٦٧ ـ ١٦٨.
(١) البيت من رجز للأغلب العجلي. ولم أجده في شعره المطبوع.
الشاهد في : (فيّ) حيث كسر الياء المدغمة في ياء المتكلم ، والأصل الفتح (فيّ).
معاني القرآن للفراء ٢ / ٧٦ وشرح الكافية الشافية ١٠٠٧ وشرح العمدة ٥١٤ والخزانة ٢ / ٢٥٧ والمساعد ٢ / ٣٧٨ وشفاء العليل ٧٣١ وحاشية ياسين ٢ / ٦٠ والبحر ٥ / ٤١٩.
(٢) البيت من الوافر قاله المنخل بن مسعود اليشكري. وقيل : عبيد اليشكري ، أحد ندماء النعمان بن المنذر ، حين دفعه النعمان إلى سجّانه ، فأخذ يعذبه ، ثم قتله حيث اتهمه بامرأته. والقصة في الأغاني والشعر والشعراء وغيرهما.
وروي : (ويطعن) بدل (يضرب).
المفردات : عكب : عكب اللخمي ، سجان النعمان. الصملة : العصا أو ـ ـ
تتمّة
وتفتح الياء في سوى الأربعة المستثناة أصلا ، وتسكّن تخفيفا ، وأبي وفيّ أكثر من أبيّ وفمي (١).
__________________
الحربة. قفيّا : القفا وهو الظهر.
الشاهد في : (قفيّا) حيث قلب ألف الاسم المقصور ياء وأدغمها في ياء المتكلم على لغة هذيل ، ويقال عند غيرهم : قفاي ، بإبقاء ألف المقصور ساكنة ، وفتح ياء المتكلم بعدها.
معاني القرآن للفراء ٢ / ٣٩ وتهذيب إصلاح المنطق ٨٣٠ وشرح العمدة ٥١٤ والخصائص ١ / ١٧٧ والأغاني ٤ / ٨١٥ واللسان (حرر) ٨٣١ و (عكب) ٣٠٥٤.
(١) يعني أن القياس في (أب) حذف اللام عند الإضافة إلى ياء المتكلم ، فيقال : (ابي) دون تشديد الياء ، وكذا أخواتها (أخ وحم). وأجاز المبرد ردّ اللام فيهن ، فيقال : أبيّ وأخيّ وحميّ. وردّ بأنه قد يكون من قال : أبيّ ... أراد جمع السلامة ، لأنهم يقولون : أبون وأخون وحمون.
وأمّا (فم) فالقياس ردّ اللام المحذوفة ، فبقال : (فيّ) بتشديد الياء ، لأنه من (فو) ويجوز (فمي) بإثباب الميم ؛ حيث مفرده فم. ابن يعيش ٣ / ٣٦ ـ ٣٨.
إعمال المصدر
يعمل المصدر المكبّر عمل فعله ، ولو جمعا ، كقوله :
٢٨٥ ـ وجرّبوه فما زادت تجاربهم |
|
أبا قدامة إلّا الحزم والنفعا (١) |
والنفع : الإفضال.
وأكثر ما يعمل مضافا ، كأعجبني ضرب زيد عمرا ، ومجرّدا (٢) منوّنا إمّا لفظا ، كقراءة أبي بكر (٣) عن عاصم (٤) : بزينة الكوكب (٥)
__________________
(١) البيت من البسيط من قصيدة للأعشى ميمون في مدح هوذة بن علي الحنفي ، وروي : (قد جربوه) و (كم جربوه) كما روي آخره : (الفنعا) وهي رواية الديوان واللسان.
الشاهد في : (تجاربهم أبا) حيث عمل المصدر المجموع (تجارب) عمل فعله فنصب المفعول به (أبا).
الديوان ١٠٩ والخصائص ٢ / ٢٠٨ وشرح الكافية الشافية ١٠١٦ وشرح العمدة ٦٩٤ وشرح التسهيل ٢ / ١٥٦ والمرادي ٣ / ٩ وتوضيح المقاصد ٣ / ٩ وشرح التحفة الوردية ٢١١ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٣٣ والأشموني ٢ / ٢٨٧ والدرر ٢ / ١٢٣ واللسان (فنع) ٣٤٧٤.
(٢) في ظ (أو مجردا أي).
(٣) أبو بكر هو شعبة بن عياش النهشلي الكوفي ، اختلف في اسمه على ثلاثة عشر قولا ، قال ابن الجزري : أصحها شعبة. أخذ القراءة عن عاصم ، عاش بين سنة (٩٥ ـ ١٩٤) ه. غاية النهاية ١ / ٣٢٥.
(٤) هو عاصم بن أبي النجود ، الأسدي ولاء ، أحد القراء السبعة ، أخذ القراءة عن أبي عبد الرحمن السلمي ، وغيره. توفي سنة سبع أو تسع وعشرين ومئة للهجرة. غاية النهاية ١ / ٣٤٦ والنشر ١٥٥.
(٥) سورة الصافات الآية : ٦. ـ ـ
ومثله : (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيماً)(١) وإمّا تقديرا كقولك تاركا للإضافة : سرّني رجعى زيد إلى الحقّ ، وذكرى أخوك صاحبه (٢).
وقد يعمل مع الألف واللام ، كقوله :
٢٨٦ ـ ضعيف النكاية أعداءه |
|
يخال الفرار يراخي الأجل (٣) |
__________________
قرأ أبو بكر وعاصم والأعمش وطلحة بتنوين (زينة) ونصب (الكواكب) على أنه مفعول به للمصدر المنون (زينة). النشر ٢ / ٣٥٦ وإعراب القرآن للنحاس ٢ / ٧٣٨ ، وفيها الشاهد.
وقرأ حفص وحمزة ووافقهما الحسن والأعمش بتنوين (زينة) وجر (الكواكب) على أن المراد بالزينة ما يتزين به ، وقطعها عن الإضافة ، و (الكواكب) عطف بيان أو بدل بعض. وقرأ الباقون بحذف التنوين على إضافة (زينة) لـ (الكواكب) إضافة الأعم إلى الأخص. الإتحاف ٢ / ٤٠٨ والبحر ٧ / ٣٥٢.
(١) سورة البلد الآيتان : ١٤ ، ١٥. على أن (يتيما) منصوب على المفعولية بالمصدر (إطعام) المنون.
(٢) فـ (زيد) مرفوع فاعل للمصدر (رجعى) المنون تقديرا ، و (صاحب) منصوب بالمصدر (ذكرى) المنون تقديرا ، وفاعله أخوك.
(٣) البيت من المتقارب ، ولم أقف على قائله.
الشاهد في : (النكاية أعداءه) حيث نصب (أعداءه) بالمصدر المحلى (بأل) (النكاية). وقال ابن الوردي في شرح التحفة الوردية : «يمكن حمله على نزع الخافض على تقدير : ضعيف النكاية في أعدائه». ويرجح هذا ما ورد من تعدية الفعل بفي ، ففي تهذيب اللغة ، قال الليث : نكأت في العدوّ ، ونكيت في العدو. لغتان ١٠ / ٣٨٢ واللسان (نكأ) ٤٥٣٤.
سيبويه والأعلم ١ / ٩٩ والمنصف ٣ / ٧١ وشرح الكافية الشافية ٢ / ١٠١٣ وشرح جمل الزجاجي ٢ / ٢٧ والمقتصد ١ / ٥٦٣. والمقرب ١ / ١٣١ وشفاء العليل ٦٤٩ وشرح التحفة ٢١٤ وابن يعيش ٦ / ٥٩ ، ٦٤ وابن الناظم ١٦١ ـ
وكقوله (١) :
٢٨٧ ـ ... |
|
كررت فلم أنكل عن الضرب مسمعا (٢) |
يعني رجلا ، ومنه : (بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ)(٣).
ولا يعمل المصدر إلا أن يقرن بالكاف (٤) ، مثل : (فَاذْكُرُوا
__________________
والمرادي ٣ / ٥ والمساعد ٢ / ٢٣٥ والعيني ٣ / ٥٠٠ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٣٧ والخزانة ٣ / ٤٣٩ والهمع ٢ / ٩٣ والدرر ٢ / ١٢٤.
(١) زيادة من ظ.
(٢) عجز بيت من الطويل ، نسبه كثير لمالك بن زغبة الباهلي ، ونسبه سيبويه والأعلم والعيني إلى المرار الأسدي. وصدره :
لقد علمت أولى المغيرة أنني
وروي (لحقت ، سمعت ، لقيت ، ضربت) بدل (كررت).
الشاهد في : (كررت ... عن الضرب مسمعا) على أن (مسمعا) منصوب بالمصدر (الضرب) المحلى بأل ، وأجازه سيبويه لأن (أل) عنده بمنزلة التنوين ولمنعها إضافة ما دخلت عليه. وهو مع جوازه قليل ، وخرجه بعضهم على أن (مسمعا) معمول (كررت) اللازم فيكون (مسمعا) منصوب بنزع الجار ؛ لأنه يتعدى بحرف الجر (على) والأصل : كررت على مسمع فلم أنكل عن الضرب. وبهذا قال ابن الوردي في شرح التحفة الوردية.
سيبويه والأعلم ١ / ٩٩ والمقتضب ١ / ١٤ وفرحة الأديب ٣٢ والمقتصد ١ / ٥٦٧ وابن يعيش ٦ / ٥٩ ، ٦٤ وشفاء العليل ٦٤٩ وابن الناظم ١٦١ والعيني ٣ / ٤٠ ، ٥٠١ وشرح التحفة الوردية ٢١٤ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٤٠ والخزانة ٣ / ٤٣٩ والهمع ٢ / ٩٣ والدرر ٢ / ١٢٥.
(٣) سورة الصافات الآية : ٦. بتنوين (زينة) وقطعها عن الإضافة وجر (الكواكب) على البدلية أو عطف البيان. وانظر التعليق (٥) في ص : (٤١٤ ، ٤١٥).
(٤) لم أطلع على من ذكر أن من شروط أو حالات عمل المصدر اقترانه بكاف التشبيه لفظا أو معنى غير الشارح وابن مالك قبله في العمدة وشرحها انظر ـ ـ
اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ)(١) أو بمعناها مثل : (فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ) (٥٥) (٢) أو يحسن موضعه أن المصدرية والفعل إن كان ماضيا أو مستقبلا ، كعجبت من ضرب زيد عمرا ، أو ما المصدرية والفعل ، إن كان حالا ، كقوله :
٢٨٨ ـ وددت على حبّي الحياة لو انّه (٣) |
|
يزاد لها في عمرها من حياتيا (٤) |
أراد حبّا ، هو متّصف به في الحال.
وقد يعطى اسم المصدر حكم المصدر فيعمل عمل فعله ،
__________________
العمدة ٦٩٢ وشرحها ٦٩٧.
وما ذكراه من الآيتين فإنه يحسن موضعه ما والفعل ، والتقدير : كما تذكرون آباءكم ، وكما تشرب الهيم. والله أعلم.
(١) سورة البقرة الآية : ٢٠٠. فـ (آباء) منصوب بالمصدر (ذكركم) المتصل بكاف التشبيه عند الشارح وابن مالك.
(٢) سورة الواقعة الآية : ٥٥. و (الهيم) مجرور بالمصدر (شرب) المضاف من إضافة المصدر إلى فاعله لتضمنه كاف التشبيه عند الشارح وابن مالك ؛ إذ التقدير : كشرب الهيم.
(٣) الذي في جميع المصادر التي اطلعت عليها (لو أنها).
(٤) البيت من الطويل ، لجميل بثينة. وقال ابن مالك في شرح التسهيل : للفرزدق ، وليس في ديوانه.
الشاهد في : (حبي الحياة) على إعمال المصدر (حب) ونصب (الحياة) به على المفعولية ، وجر ياء المتكلم الواقعة فاعلا بالإضافة إلى المصدر ؛ حيث إن المصدر يمكن وضع (ما) المصدرية والفعل مكانه مع دلالته على الحال ؛ فهو يريد حبّا متصفا به في الحال ، لا حبّا ماضيا ولا مستقبلا.
ديوان جميل ٧٥ وشرح التسهيل ٣ / ١١١ وشرح العمدة ٦٩٨ وشفاء العليل ٦٤٥.
كقول عائشة رضياللهعنها : «من قبلة الرجل امرأته الوضوء (١)» ومثله :
٢٨٩ ـ أكفرا بعد ردّ الموت عنّي |
|
وبعد عطائك المئة الرّتاعا (٢) |
والمصدر المضاف تجوز إضافته إلى الفاعل فينصب المفعول ، نحو : بلغني تطليق زيد هندا ، وإلى المفعول فيرفع (٣) الفاعل ، وليس هذا بضرورة خلافا لبعضهم ، بدليل قوله صلىاللهعليهوسلم : «وحج البيت من استطاع إليه سبيلا (٤)» ومثله :
__________________
(١) رواه مالك في الموطأ ٤٠ عن عبد الله بن مسعود رضياللهعنه ، وكذا عن مالك بن شهاب. وانظر شرح العمدة ٦٩٥ وابن الناظم ١٦١.
والشاهد أن (امرأة) مفعول به منصوب لاسم المصدر (قبلة) المضاف إلى فاعله (الرجل). و (الوضوء) مبتدأ مؤخر ، خبره (من قبلة).
(٢) البيت من الوافر ، للقطامي ، واسمه عمير بن شبيم يمدح زفر بن الحارث الكلابي الذي خلصه ممن أسروه وأعطاه مئة من غنائم الذين أسروه.
الشاهد في : (عطائك المئة) على إعمال اسم المصدر (عطاء) عمل المصدر إعطاء ، فنصب (المئة) على المفعول به ، والكاف فاعله مضاف إليه.
الديوان ٣٧ والأصول ١ / ١٦٦ والخصائص ٢ / ٢٢١ وأمالي ابن الشجري ٢ / ١٤٢ وشرح العمدة ٦٩٥ وابن الناظم ١٦١ وابن يعيش ١ / ٢٠ والعيني ٣ / ٥٠٥ والخزانة ٣ / ٤٤٢ والاقتضاب ٥٥ والهمع ١ / ١٨٨ و ٢ / ٩٥ والدرر ١ / ١٦١ و ٢ / ١٢٧ والأشموني ٢ / ٢٨٨ والبحر ١ / ١٢٧ و ٥ / ٢٧٦.
(٣) في م (فيرجع).
(٤) قطعة من حديث مطول عن أنس بن مالك رضياللهعنه ، أخرجه مسلم في صحيحه بشرح النووي في باب (أركان الإسلام) في قصة أعرابي جاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «وزعم رسولك أن علينا حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا. قال : صدق ..». الحديث ١ / ١٦٩ ـ ١٧١. وأورده الشارح على أن المصدر (حج) أضيف إلى مفعوله (البيت) ورفع فاعله المتأخر الاسم الموصول (من).
وانظر شرح التحفة ٢١٧ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٤٥.
٢٩٠ ـ تنفي يداها الحصى في كلّ هاجرة |
|
نفي الدراهم تنقاد الصياريف (١) |
ويجاء بعد المجرور بالمصدر بتابعه نعتا أو غيره مجرورا حملا على اللفظ ، ومرفوعا ومنصوبا حملا على المحل ، فالحمل (٢) على المحلّ رفعا (٣) كقوله :
٢٩١ ـ السالك الثّغرة اليقظان سالكها |
|
مشي الهلوك عليها الخيعل الفضل (٤) |
__________________
(١) البيت من البسيط ، للفرزدق.
الشاهد في : (نفي الدراهم تنقاد) على أن (نفي) مصدر مضاف إلى مفعوله المقدم (الدراهم) ورفع الفاعل (تنقاد).
وروي : بنصب (الدراهم) وجر (تنقاد) وذلك بإضافة المصدر إلى فاعله (تنقاد) المفصول بينه وبين المصدر بالمفعول ، وهذا جائز كما سبق في الإضافة.
الديوان ٥٧٠ وسيبويه والأعلم ١ / ١٠ والمقتضب ٢ / ٢٥٨ والخصائص ٢ / ٣١٥ وشرح الكافية الشافية ٩٨٧ وأمالي ابن الشجري ١ / ٢٢١ و ٢ / ٩٣ وشرح التحفة ٢١٦ وتخليص الشواهد ١٦٩ وابن الناظم ١٦١ وشفاء العليل ١٠٤٩ والعيني ٣ / ٥٢١ والخزانة ٢ / ٢٥٥ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٤٣.
(٢) في الأصل (فالمحل) تصحيف.
(٣) سقطت من ظ.
(٤) البيت من البسيط ، للمتنخل الهذلي ، من قصيدة يرثي فيها ابنه أثيلة ، وفي تهذيب اللغة ، لتأبط شرّا. ورواية النوادر : (كالئها) بدل (سالكها).
المفردات : الثغرة : كل طريق فيه خوف من الأعداء. سالكها : السائر فيها.
كالئها : حافظ الطريق عارف به. الهلوك : المرأة الساقطة. الخيعل : قميص بلا كمين ، يخاط أحد شقيه دون الآخر ، تلبسه المرأة ليس تحته إزار.
الفضل : قميص المهنة والخلوة تلبسه المرأة في بيتها.
الشاهد في : (مشي الهلوك ... الفضل) على أن (الفضل) بالرفع نعت للهلوك على المحل ، وإن كان مجرورا بالإضافة إلى المصدر (مشي) فمحله الرفع ـ ـ
فرفع الفضل هنا نعتا للهلوك. وفي مسند أحمد (١) : «أمر بقتل الأبتر ذو الطّفيتين» (٢) ومثله :
٢٩٢ ـ حتّى تهجّر بالرواح وهاجه |
|
طلب المعقّب حقّه المظلوم (٣) |
رفع المظلوم اتباعا لمحلّ المعقّب.
__________________
على الفاعلية للمصدر.
شرح أشعار الهذليين ١٢٨١ والمخصص ٤ / ٣٦ والخصائص ٢ / ١٦٧ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٣٠ والتنبيهات ٨٧ وشرح الشافية الكافية ١٠٢٣ وشرح العمدة ٧٠١ وابن الناظم ١٦٢ والعيني ٣ / ٥١٦ والخزانة ٢ / ٢٨٨ عرضا والهمع ١ / ١٨٧ و ٢ / ١٤٥ والدرر ١ / ١٦٠ و ٢ / ٢٠٣ والمعاني الكبير ٥٤٣ وتهذيب اللغة ١ / ١٦٦.
(١) هو أحمد بن محمد بن حنبل ، أبو عبد الله الشيباني ولاءا ، أحمد الأئمة الأربعة ، طاف بلاد الإسلام في طلب العلم ، أوذي بسبب امتناعه من القول بخلق القرآن. من تصابفه : المسند في الحديث ، والناسخ والمنسوخ ، والرد على الزنادقة. عاش بين (١٦٤ ـ ٢٤١ ه. الأعلام ١ / ٢٠٣.
(٢) انظر تخريج الحديث في باب نائب الفاعل صفحة ٢٦٦ تعليق (٢).
والشاهد هنا في : (ذو) على أنها نعت للأبتر المرفوع محلا المجرور لفظا بالمصدر (قتل) ، وأصل الكلام : أمر أن يقتل الأبتر ذو الطفيتين ، فالأبتر نائب فاعل للمصدر.
(٣) البيت من الكامل قاله لبيد بن ربيعة العامري ، يصف حمارا وحشيّا وأتانه.
الشاهد في : (طلب المعقب ... المظلوم) على أن (المظلوم) مرفوع صفة للمعقب المرفوع محلا على أنه فاعل للمصدر ، المجرور لفظا بإضافته إلى المصدر (طلب) ، وأصل الكلام كما طلب المعقب المظلوم حقّه.
الديوان ١٢٨ والمخصص ٢ / ٥٦ والمرتجل ٢٩٧ وابن الناظم ١٦٢ والإنصاف ٢٣٢ والعيني ٣ / ٥١٢ والخزانة ١ / ٣٣٤ والهمع ٢ / ٢٤٥ والدرر ٢ / ٢٠٢.