شرح ألفيّة ابن مالك

عمر بن مظفّر بن الوردي

شرح ألفيّة ابن مالك

المؤلف:

عمر بن مظفّر بن الوردي


المحقق: عبد الله بن علي الشلال
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة الرشد للنشر والتوزيع
الطبعة: ١
ISBN: 9960-52-999-1
الصفحات: ٨٩٠

٢٠٥ ـ فلما خشيت أظافيرهم

نجوت وأرهنهم مالكا (١)

وقراءة ابن ذكوان (٢) : فاستقيما ولا تتبعآن سبيل الذين لا يعلمون (٣) بتخفيف النون.

__________________

ورد شيء أول. أما إذا قرنت جملة الحال من المضارع بقد لزم اقترانها بالواو ، كقوله تعالى : (لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ.)

ومثال المصدرة بمضارع منفي بلا قوله تعالى : (ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ) أما المنفي بغير لا ، فيجوز الجمع بين الواو والضمير.

(١) البيت من المتقارب ، لعبد الله بن همام السلولي ، وكان خاف عبيد الله بن زياد ، فهرب منه إلى الشام واستجار بيزيد ، وترك في يده عريفه واسمه مالك.

المفردات : أظافيرهم : جمع أظفور ، يعني أسلحتهم. نجوت : تخلصت.

الشاهد في : (وأرهنهم مالكا) فقد لحقت واو الحال الرابطة جملة الحال المصدرة بمضارع مثبت ، وهذا نادر ؛ والقياس مع المضارع المثبت الاكتفاء بالضمير دون الواو. وقد خرّج البيت على إضمار مبتدأ بعد الواو ، والجملة بعده خبر ، والتقدير : وأنا أرهنهم ، والجملة الاسمية حال.

المخصص ١٣ / ٢٣ و ١٤ / ٢٣٨ وشرح الكافية الشافية ٧٦٢ وتهذيب إصلاح المنطق ٥٢٥ والمقرب ١ / ١٥٥ وشفاء العليل ٥٤٦ وابن الناظم ١٣٤ والعيني ٣ / ١٩٠ والهمع ١ / ٢٤٦ والدرر ١ / ٢٠٣ ومعاهد التنصيص ١ / ٢٨٥ والشعر والشعراء ٦٥٥.

(٢) عبد الله بن أحمد الفهري القرشي الدمشقي ، شيخ الإقراء بالشام ، ولد يوم عاشوراء سنة ١٧٣ ه‍ ، وتوفي في آخر شوال من سنة ٢٤٢ ه‍. غاية النهاية ١ / ٤٠٤.

(٣) سورة يونس الآية : ٨٩.

قرأ ابن ذكوان والداجوني ، بفتح التاء وتشديد الثانية ، وكسر الباء ، وتخفيف النون مكسورة (تتّبعان) على أنّ (لا) نافية ومعناها النهي ، نحو : (لا تضارّ) وبها استشهد الشارح على أن جملة الحال المصدرة بالمضارع المنفي (ولا تتّبعان) لم تكتف بالضمير (ألف الاثنين) بل جاء معه الواو ، وهذا نادر.

وقيل : النون نون التوكيد الثقيلة خففت. وقيل : أكد بالخفيفة على مذهب يونس والفراء ، وبها قرأ ابن عامر ، كما في القراءات الشاذة ٥٨ وحجة ـ ـ

٣٤١

وحذّاق النحويين يضمرون مبتدأ بعد هذه الواو ، ويجعلون المضارع خبره. وكثير (١) في المنفي بلم إفراد الضمير ، مثل : (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ)(٢) والاستغناء عنه بالواو ، كقول عنترة :

٢٠٦ ـ ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر

للحرب دائرة على ابني ضمضم (٣)

والجمع بينهما مثل : (أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ)(٤) ، وكقوله :

__________________

القراءات ٣٣٦.

وقرأ ابن مجاهد عن ابن ذكوان : (تتبعانّ) بتخفيف التاء الثانية وإسكانها ، وفتح الباء مع تشديد النون. وقرأ الباقون بتشديد التاء وفتحها وكسر الباء وتشديد النون (تتّبعانّ). الإتحاف ٢ / ١١٩ والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٤٢٠ والعكبري ٢ / ٣٣.

(١) في ظ (وكثر).

(٢) سورة آل عمران الآية : ١٧٤.

واستشهد بها الشارح على أن جملة الحال المصدرة بالمضارع المنفي بلم (لم يمسسهم سوء) يكثر فيها الاكتفاء بالضمير عن الواو ، وهو (هم).

(٣) البيت من الكامل ، لعنترة العبسي ، ورواية العيني والأشموني : (ولم يكن للحرب دائرة).

الشاهد في : (ولم تدر للحرب دائرة) فقد جاء المضارع المنفي بلم حالا واكتفى بالواو عن الضمير على الكثير.

الديوان ١٥٤ وابن الناظم ١٣٥ وشفاء العليل ٥٤٧ والعيني ٣ / ١٩٨ والخزانة ١ / ٦٢ عرضا والأشموني ٢ / ١٩١.

(٤) سورة الأنعام الآية : ٩٣. فقد اجتمع الرابطان الواو والضمير في (إليه) في الجملة الحالية المصدرة بمضارع منفي بلم في قوله تعالى : (وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ) على الكثير.

٣٤٢

٢٠٧ ـ سقط النصيف ولم ترد إسقاطه

فتناولته واتّقتنا باليد (١)

ويمتنع الواو ويستغنى بالضمير مع الماضي ، إمّا بعد إلّا ، مثل : (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ)(٢) ، وإمّا قبل أو كقوله :

٢٠٨ ـ كن للخليل نصيرا جار أو عدلا

ولا تشحّ عليه جاد أو بخلا (٣)

فإن لم يكن بعد إلّا ، ولا قبل أو ، وكان (٤) معه ضمير ذي الحال ، قرن بقد والواو معا ، مثل : (أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ

__________________

(١) البيت من الكامل ، للنابغة الذبياني من قصيدته المشهورة في وصف المتجردة.

الشاهد في : (ولم ترد إسقاطه) فقد جاءت جملة الحال المصدرة بمضارع منفي بلم مقترنة بالواو والضمير المستتر في (ترد).

الديوان ٩٣ وابن الناظم ١٣٥ وشفاء العليل ٥٤٧ والعيني ٣ / ٢٠١ والأشموني ٢ / ١٩١ والشعر والشعراء ١٧٦.

(٢) سورة يس الآية : ٣٠. فقد اكتفت جملة الحال المصدرة بماض بالضمير في (كانوا) رابطا لسبق الفعل بإلّا.

(٣) البيت من البسيط ، ولم أقف على قائله ، ويرى العيني أنه من كلام المحدثين.

الشاهد في : (جار) فقد جاء الحال من الجملة الفعلية المصدرة بماض ، واكتفي بالضمير المستتر العائد على (الخليل) رابطا حيث عطف عليه مثله بأو في قوله : (أو عدلا) ، ومثل ذلك يقال في : (جاد أو بخلا).

شرح العمدة ٤٤٩ وابن الناظم ١٣٥ والمرادي ١٦٩ والعيني ٣ / ٢٠٢ والهمع ١ / ٢٤٦ والدرر ١ / ٢٠٣ والأشموني ٢ / ١٨٨.

(٤) في الأصل (كان) دون الواو.

٣٤٣

الْكِبَرُ)(١) أو خلا منهما (٢) ، مثل : (أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ)(٣) ومثل : (هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا)(٤) أو قرن بالواو وحدها ، مثل : (الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا)(٥) ومثل : (وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ)(٦) ، أو قرن بقد وحدها ، كقوله :

٢٠٩ ـ وقفت بربع الدار قد غيّر البلى

معارفها والساريات الهواطل (٧)

__________________

(١) سورة آل عمران الآية : ٤٠. اجتمعت في الآية الكريمة الروابط الثلاثة : الواو وقد والضمير (ياء المتكلم) في بلغني.

(٢) يعني من الواو ، وقد.

(٣) سورة النساء الآية : ٩٠. جاء الضمير رابطا في (صدورهم) لكون جملة الحال (حصرت صدورهم) مصدرة بماض لم يكن بعد (إلا) ولا قبل (أو).

(٤) سورة يوسف الآية ٦٥. جاءت جملة الحال مصدرة بماض (ردت) فخلت من الواو وقد ، واكتفت بالضمير المستتر في (ردت).

(٥) سورة آل عمران الآية : ١٦٨. جملة (وقعدوا) حالية والرابط الواو وحدها.

(٦) سورة هود الآية : ٤٢. جملة (وكان) حالية والرابط الواو وحدها.

(٧) البيت من الطويل ، للنابغة الذبياني ، يرثي بها النعمان بن الحارث. ويروى : (معالمها) بدل (معارفها)

المفردات : الربع : المنزل. البلى : تقادم العهد ، وهو من بلي الثوب إذا اخلولق بسبب القدم. معارفها : ما يعرف به المنزل من الآثار. الساريات : السحب التي تمطر ليلا. الهواطل : المطر المتتابع ليس بالشديد ولا اللين.

الشاهد في : (قد غير البلى) فقد جاء الحال من الجملة المبدوءة بماض ، واكتفي بالرابط (قد) دون الواو ، وهذا قليل فالغالب الربط بهما معا.

الديوان ١١٥ وشرح العمدة ٤٥٢ وابن الناظم ١٣٥ وشفاء العليل ٥٤٩ والمساعد ٢ / ٤٨ والعيني ٢٠٣ والأشموني ٢ / ١٩٠.

٣٤٤

ومثله :

٢١٠ ـ بصرت بي قد لاح شيبي فصدّت

فتسلّيت واكتسيت وقارا (١)

وتصحب [قد و](٢) الواو الماضي وجوبا إن عدم ضمير ذي الحال ، كقوله :

٢١١ ـ فجئت وقد نضّت لنوم ثيابها

لدى السّتر إلّا لبسة المتفضّل (٣)

ويكثر إغناء الضمير (٤) عن الواو في الجملة الاسمية غير المؤكدة ، مثل : (وَاللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ)(٥) ومثله :

__________________

(١) البيت من الخفيف ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (قد لاح شيبي) فقد جاء الحال من الجملة المبدوءة بالفعل الماض (لاح) واكتفي بالرابط (قد) دون الواو ، كما في الشاهد السابق.

شرح العمدة ٤٥٢ والمساعد ٢ / ٤٨.

(٢) (قد و) زيادة من ظ.

(٣) البيت من الطويل من معلقة امرئ القيس.

المفردات : نضت : خلعت. لبسة المتفضل : ما يلبس عند النوم كالقميص.

الشاهد في : (وقد نضت) حيث جاء الحال من الجملة المبدوءة بالفعل الماضي المقترن بالواو وقد ؛ لخلوه من الضمير العائد لصاحب الحال الذي هو امرؤ القيس.

الديوان ١٤٨ وشرح التسهيل ٢ / ٣٧٤ وشرح العمدة ٤٥٣ وشفاء العليل ٥٥٠ والمرادي ٢ / ١٧١ والعيني ٣ / ٦٦ ، ٢٢٥ والمقرب ١ / ١٦١ والهمع ١ / ١٩٤ ، ٢٤٧ والدرر ١ / ١٦٦ ، ٢٠٤.

(٤) في الأصل وم (الغنى) بدل (إغناء الضمير).

(٥) سورة الرعد الآية : ٤١. جملة (لا معقب لحكمه) جملة اسمية وقعت حالا ، واستغنت بالضمير في (حكمه) عن الواو.

٣٤٥

٢١٢ ـ .............

سرت قربا أحناؤها تتصلصل (١)

وكقوله (٢) :

٢١٣ ـ ثمّ راحوا عبق المسك بهم

يلحفون الأرض هدّاب الأزر (٣)

__________________

(١) عجز بيت من الطويل ، للشنفرى الأزدي من قصيدته المشهورة لامية العرب.

وصدره في الديوان :

وتشرب أسآري القطا الكدر بعد ما

وروي : أسآر ، دون ياء المتكلم ، وجرّ (الكدر) ، ورواية الديوان ، أنسب لمعنى الفخر ، فإنه يهتدي إلى الماء ويصله قبل القطا ويشربه ، فلا تجد القطاء إلا بقية الماء. وروي : (أحشاؤها) بدل (أحناؤها).

المفردات : أسآر : جمع سؤر ، وهو بقية الماء. القطا : طائر يشبه الحمامة ، يضرب به المثل في الاهتداء. الكدر : بضم الكاف ، وسكون الدال ، جمع أكدر ، وهو لون القطا. قربا : سير الليل لورد الماء غدا. أحناؤها : جوانبها.

تتصلصل : تصوت.

الشاهد في : (أحناؤها تتصلصل) فقد وقعت الجملة الاسمية حالا ، واستغنت بالضمير في (أحناؤها) رابطا دون الواو.

الديوان ٦٠ وشرح التسهيل ٢ / ٣٦٤ وشرح الكافية الشافية ٧٥٩ وشرح العمدة ٤٥٥ وابن الناظم ١٣٥ وشفاء العليل ٥٤٣ والعيني ٣ / ٢٠٦.

(٢) في ظ (ومثله).

(٣) البيت من الرمل ، لطرفة بن العبد البكري.

المفردات : عبق المسك : رائحته. يلحفون : يجرون أزرهم على الأرض خيلاء. هداب : الهداب سعف النخل ، وأراد به طرف الإزار. الأزر : جمع إزار.

الشاهد في : (عبق المسك بهم) فقد وقعت الجملة الاسمية حالا ، واستغنت بالضمير في (بهم) رابطا دون الواو. وفي البيت شاهد آخر ، فقوله : ـ ـ

٣٤٦

وأجاز سيبويه (١) الاستغناء عن الواو بنيّة الضمير للعلم (٢) ، كمررت بالبرّ قفيز بدرهم ، أي : منه.

فلو كانت مؤكدة امتنعت الواو مثل : (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ)(٣) والأكثر في المصدّرة بليس اجتماع الواو والضمير كقوله :

٢١٤ ـ أعن سيّئ (٤) تنهى ولست بمنته

وتوصي بخير أنت عنه غفول (٥)

وقد ينفرد الواو كقوله :

__________________

(يلحفون الأرض) جملة فعلية حالية مبدوءة بمضارع واكتفت بالضمير رابطا دون قد والواو.

الديوان ٥٥ وشرح العمدة ٤٥٦ وابن الناظم ١٣٥ وشفاء العليل ٥٤٤ والعيني ٣ / ٢٠٨ والأشموني ٢ / ١٩٠ والبحر المحيط ٢ / ٣١٦ ونوادر المخطوطات ١ / ٢٨٢.

(١) قال سيبويه ١ / ١٩٧ : «وزعم الخليل أن يجوز أن تقول : بعت الدار ذراع بدرهم ... وزعم أنه يقول : بعت داري الذراعان بدرهم ، وبعت البر القفيزان بدرهم». والتقدير : ذراع منه ، وذراعان منها.

(٢) في ظ (بالعلم).

(٣) سورة البقرة الآية : ٢. (لا رَيْبَ فِيهِ) جملة اسمية وقعت حالا ، والرابط الضمير في (فيه) وتمتنع الواو ؛ لكون جملة الحال مؤكدة لما قبلها.

(٤) في ظ (اعني سيئا).

(٥) البيت من الكامل ، ولم أقف على قائله. ورواية التسهيل :

أعن سيّئ نهي ولست بمنته

وتدعى بخير أنت عنه بمعزل

الشاهد في : (ولست بمنته) فقد جمع بين الرابطين الواو والضمير في (ولست) ؛ لأن الجملة الحالية مصدرة بليس ، وهذا هو الغالب.

شرح التسهيل ٢ / ٣٦٦.

٣٤٧

٢١٥ ـ دهم الشتاء ولست أملك عدّة

والصبر في السّبرات غير مضيع (١)

وقد ينفرد الضمير كقوله :

٢١٦ ـ إذا جرى في كفّه الرّشاء

جري القليب (٢) ليس فيه ماء (٣)

والحال قد يحذف ما عمل فيها جوازا في جواب شرط ، مثل : (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً)(٤) أو جواب نفي ، كقولك :

بلى ، مسرعا ، لمن قال : لم تنطلق (٥). قال الله تعالى : (أَيَحْسَبُ

__________________

(١) البيت من الكامل ، ولم أقف على قائله. ورواية شرح العمدة والدرر (مطيعي) وفي شرح التسهيل (مطيع) دون ياء بدل (مضيع).

المفردات : دهم الشتاء : دخل. عدة : ما يقيه شدة البرد. السبرات : الغداة الباردة.

الشاهد في : (ولست أملك عدة) فقد اكتفي بالواو رابطا دون الضمير ؛ لأن الجملة الحالية مصدرة بليس وذلك قليل.

شرح التسهيل ٢ / ٣٦٦ وشرح العمدة ٤٦٠ والهمع ١ / ٢٤٦ والدرر ١ / ٢٠٣.

(٢) في ظ (القليل).

(٣) البيت من الرجز ، ولم أقف على قائله.

المفردات : الرشاء : حبل الدلو. القليب : البئر.

الشاهد في : (ليس فيه ماء) حيث جاءت الجملة الحالية مصدرة بليس فاستغنى بالضمير عن الواو.

شرح التسهيل ٢ / ٣٦٧ وشرح العمدة ٤٦٠ والمساعد ٢ / ٤٦ ودلائل الإعجاز ١٦٣.

(٤) سورة البقرة الآية : ٢٣٩. (رجالا) حال والعامل محذوف تقديره. والله أعلم. : فصلوا ، الواقعة جوابا للشرط و (ركبانا) حال ثانية معطوف على (رجالا).

(٥) في الأصل (تنطق).

٣٤٨

الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ (٣) بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ (٤))(١) بتقدير : بلى نجمعها قادرين ، أو جواب استفهام ، كقولك : راكبا. لمن قال : كيف جئت؟. وفي غير ذلك ، كقولك : راشدا مهديّا ، بإضمار تذهب.

ويحذف وجوبا في توبيخ ، نحو : أتميميّا مرة ، قيسيّا أخرى (٢) ، وفي مثل نحو : «حظيّين (٣) بنات ، صلفين كنّات (٤)» وشبه هذين ، نحو : هنيئا لك ، وبعته بدرهم فصاعدا ، أي : فذهب الثمن (٥) صاعدا.

__________________

(١) سورة القيامة الآيتان : ٣ ، ٤. ولم يرد في ظ (على أن نسوي بنانه).

(٢) على أن (تميميّا ، قيسيّا) حالان لعامل محذوف وجوبا ؛ لوقوع الحال بدلا من اللفظ بالفعل ، والتقدير : أتوجد تميميّا مرة وتتحول قيسيّا أخرى ، ولا يجوز ذكر العامل ؛ حيث لا يجمع بين البدل والمبدل منه. وقيل إنهما منصوبان على المفعول المطلق على حذف مضاف ، والتقدير : أتتخلق خلق تميمي مرة وخلق قيسي أخرى.

(٣) في ظ (فطنين).

(٤) هذا مثل يضرب في كل أمر يعسر طلب بعضه ، ويتيسر وجود بعضه.

والحظيّ الذي له حظوة عند صاحبه. والصلف ضده ، وأصل الصلف قلة الخير. والكنة امرأة الابن وامرأة الأخ. ونصب (حظيين وصلفين) بفعل مضمر ، تقديره : وجدوا أو أصبحوا أو عرفتهم ، ونصب (بنات وكنات) على التمييز.

انظر مجمع الأمثال ١ / ٢٠٩ وشرح العمدة ٤٣٩ وابن الناظم ١٣٦ والمساعد ٢ / ٣٨.

(٥) في م (اليمين).

٣٤٩

تتمّة

ويلزم ذكر الحال إن توقفت الفائدة عليها ، كقوله تعالى : (وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً)(١) و (لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى)(٢) ، وقول جابر : «نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن بيع الحيوان اثنين بواحد (٣)».

وندر حذفها مع توقف الفائدة عليها في قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أيّما رجل مات أو أفلس فصاحب المتاع أحقّ بمتاعه إذا وجده بعينه (٤)»

__________________

(١) سورة الإسراء الآية : ٣٧. (مرحا) حال يجب ذكرها ، لتوقف الفائدة عليها ، فقد نهي عن المشي في الأرض حال كونه (مرحا) لا مجرد المشي.

(٢) سورة النساء الآية : ٤٣. (وأنتم سكارى) جملة حالية يجب ذكرها كما سبق في الآية قبلها ، فلو لم تذكر الحال لفهم النهي عن الصلاة مطلقا ، فقيّد ذلك بحال السكر. وهذا واضح أنه قبل نزول تحريم السكر في الصلاة وغيرها.

(٣) أخرجه أحمد في مسنده ٣ / ٣١٠ عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله : قال : «نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة اثنين بواحد ، ولا بأس به يدا بيد». وأخرجه ابن ماجة في (كتاب التجارات ، باب الحيوان بالحيوان نسيئة) ٧٦٣ (٢٢٧١) عن جابر بلفظ : «لا بأس بالحيوان واحدا باثنين يدا بيد وكرهه نسيئة». وأخرجه الترمذي في (كتاب البيوع ، باب ما جاء في كراهية بيع الحيوان بالحيوان نسيئة) عن جابر أيضا ، ولفظه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحيوان اثنان بواحد لا يصلح نسيئا ، ولا بأس به يدا بيد». ٣ / ٥٣٠ (١٢٣٨). وانظر شرح العمدة ٤٦٥.

والشاهد (اثنين) على أنها حال يجب ذكرها لتوقف الفائدة عليها ، فقد نهى صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن بيع الحيوان حال كونه اثنين بواحد.

(٤) أخرجه ابن ماجة في (كتاب الأحكام ، باب من وجد متاعه) ٧٩٠ عن أبي هريرة كما أورده الشارح.

٣٥٠

التقدير : مات مفلسا ؛ لأن غير الإصطخري (١) لا يثبت الرجوع لمجرد الموت.

__________________

(١) أبو سعيد الحسن بن أحمد بن يزيد الإصطخري الشافعي ، فقيه بغداد ، ولي القضاء ، وله (كتاب أدب القضاء) مات في جمادى الآخرة سنة ٣٢٨ ه‍. سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٥٠.

٣٥١

التمييز

ينصب التمييز بما قد فسّره ، وهو كلّ اسم بمعنى من ، رافع للإبهام ، نكرة ، ومنه ما يدلّ على مساحة ، كشبر أرضا ، أو كيل ، كقفيز برّا ، أو وزن ، كمنوين (١) عسلا.

ولك جرّه بعد هذه ونحوها بإضافة المميّز إليه ، تقول (٢) : مدّ حنطة.

فإن كان المميّز مضافا إلى ما لا يصح حذفه وجب النصب ، مثل : (فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً)(٣) ؛ إذ لا يقال : ملء ذهب.

وانصب بعد أفعل التفضيل الفاعل في المعنى المباين ، وهو ما امتنع الإخبار عمّا قبله (٤) بما بعده ، أو تقول : هو ما صلح للفاعلية عند جعل أفعل فعلا ، وذلك نحو : أنت أعلى منزلا ؛ لأنه لا يقال : أنت منزل ، ويقال : علا منزلك.

وجرّ غير المباين ما لم يفصل بإضافة ، تقول : زيد أكرم رجل وأفضل عالم ؛ إذ يجوز أن يقال فيه : زيد عالم ، فيخبر عما قبله

__________________

(١) في ظ زيادة (ينوا).

(٢) في ظ (بقوله).

(٣) سورة آل عمران الآية : ٩١.

(٤) أي قبل أفعل التفضيل.

٣٥٢

بما بعده ، ولا يصلح للفاعلية فلا يقال : كرم رجله ، ولا فضل عالمه.

ويجب نصبه إذا فصل بإضافة نحو : زيد أكرم الناس رجلا وأفضلهم ، فليتنبّه (١) لهذه القاعدة فهي من المغفول عنها عند الأكثر.

وتجيء بالتمييز (٢) منصوبا بعد كل ما دلّ على تعجب ، نحو أكرم بأبي بكر الصديق ـ رضي‌الله‌عنه ـ أبا! وما أكرمه أبا! ولله درّه فارسا! وحسبك به كافلا!

ولك أن تجرّ بمن ظاهرة كلّما نصب على التمييز إلّا تمييز العدد ، كـ (أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً)(٣) وإلّا الفاعل في المعنى ، كطاب (٤) زيد نفسا.

وإن كان عامل التمييز غير فعل ، أو فعلا غير متصرف لم يتقدمه التمييز بإجماع ، وإن كان فعلا متصرّفا فمنعه سيبويه (٥)

__________________

(١) في ظ (وليتنبه).

(٢) في ظ (ويجر التمييز).

(٣) سورة يوسف الآية : ٤.

(٤) في ظ (نحو طاب).

(٥) سيبويه ١ / ١٠٥ قال : «وقد جاء من الفعل ما أنفذ إلى مفعول ولم يقو قوّة غيره مما قد تعدّى إلى مفعول ، وذلك قولك : امتلأت ماءا ، وتفقّأت شحما ، ولا تقول امتلأته ، ولا تفقّأته ، ولا يعمل في غيره من المعارف ، ولا يقدم المفعول فيه ، فتقول : ماءا امتلأت ، كما لا يقدم المفعول فيه في الصفات المشبهة ، ولا في هذه الأسماء ؛ لأنها ليست كالفاعل ؛ وذلك لأنه فعل لا يتعدى إلى مفعول ، وإنما هو بمنزلة الانفعال ، وإنما أصله امتلأت ـ ـ

٣٥٣

وأجازه الكسائي والمازني (١) والمبرد والشيخ (٢) رحمهم‌الله ، ودليلهم كثير كقوله :

٢١٧ ـ رددت بمثل السّيد نهد (٣) مقلّص

كميش إذا عطفاه ماءا تحلّبا (٤)

__________________

من الماء وتفقّأت من الشحم ، فحذف هذا استخفافا ..» ..

(١) هو بكر بن محمد بن بقية أبو عثمان المازني ، إماما في العربية ، أخذ عن أبي عبيدة والأصمعي وأبي زيد ، وأخذ عنه المبرد واليزيدي. له علل النحو ، وما تلحن فيه العامة ، وغيرهما. توفي سنة تسع أو ثمان وأربعين ومئتين هجرية. بغية الوعاة ١ / ٤٤٦.

(٢) انظر المقتضب ٣ / ٣٦ وشرح التسهيل ٢ / ٢٨٩ وشرح الكافية الشافية ٧٧٦ وشرح العمدة ٤٧٦ وابن الناظم ١٣٨ والعيني ٣ / ٢٤١ خلافا لسيبويه الذي نظر إلى أنه في الأصل فاعل وقد أوهن بزوال رفعه ، وإلحاقه لفظا بالفضلات ، فلا يزاد وهنا بتقديمه على الفعل ، كما في التعليق السابق.

(٣) في الأصل وم (نهر).

(٤) البيت من الطويل ، لربيعة بن مقروم الضبّي ، من قصيدة يشبه فرسه بالذئب في سرعته. وربيعة من الشعراء المخضرمين ، شهد القادسية وجلولاء.

وروي : (وزعت) و (كففت) بدل (رددت) كما روي : (جهيز) بدل (كميش).

المفردات : السيد : الذئب. نهد : ضخم. مقلص : طويل القوائم. كميش : جاد في عدوه مسرع. عطفاه : جانباه. ماء تحلّبا : سال.

الشاهد في : (ماءا تحلبا) فقد تقدم التمييز (ماء) على عامله (تحلبا) لأنه فعل متصرف.

شرح التسهيل ٣ / ٣٨٩ وشرح الكافية الشافية ٧٧٧ وشرح العمدة ٤٧٧ وابن الناظم ١٣٩ وشفاء العليل ٥٥٩ وأمالي ابن الشجري ١ / ٣٣ والعيني ٣ / ٢٢٩ والمغني ٤٦٢ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٨٦٠ والأشموني ٢ / ٢٠٢ المفضليات ٣٧٦ والشعر والشعراء ١ / ٣٢٦.

٣٥٤

ومثله :

٢١٨ ـ إذا المرء عينا قرّ بالأهل مثريا

ولم يعن بالإحسان كان مذمّما (١)

تتمّة

وندر (٢) تقديم التمييز على عامل غير متصرف في قوله :

٢١٩ ـ ونارنا لم ير نارا مثلها

قد علمت ذاك معدّ كلّها (٣)

وقد يقع مؤكدا لا لرفع إبهام ، مثل : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ

__________________

(١) البيت من الطويل ، ونسبه البغدادي في شرح أبيات المغني إلى حسان بن ثابت الأنصاري ، ولم أجده في ديوانه.

الشاهد في : (عينا قرّ) كالشاهد السابق في الاستدلال على جواز تقدم التمييز على عامله المتصرف.

المغني ٤٦٢ والأشموني ٢ / ٢٠٢ وشرح أبيات المغني ٧ / ٢٥.

(٢) سقطت الراء من (ندر) في م.

(٣) البيت من الرجز ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (نارا مثلها) فقد نصب نارا على التمييز الذي تقدم على عامله (مثلها) وهو اسم جامد ، وذلك نادر.

وقيل : (نارا) مفعول ثان ، و (مثلها) مفعول أول رفع بالنيابة عن الفاعل ، ورأى حينئذ علمية ولا شاهد في البيت على جواز تقديم التمييز على عامله الجامد على هذا القول.

شرح التسهيل ٢ / ٣٩١ وشرح الكافية الشافية ٧٧٩ والمساعد ٢ / ٦٧ والمرادي ٢ / ١٨٥ وابن الناظم ١٣٩ وشفاء العليل ٥٦٠ والعيني ٣ / ٢٣٩ والأشموني ٢ / ٢٠١.

٣٥٥

اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً)(١) ، وقد يقع مقدّرا للتنكير ، كقولهم : كم ناقة لها وفصيلها ، أي : وفصيلا لها ، والأحد عشر الدرهم (٢) ، أي : درهما ، وكقوله :

٢٢٠ ـ عليّ ملئت الرّعبوالحرب لم تقد

لظاها ، ولم تستعمل البيض والسّمر (٣)

__________________

(١) سورة التوبة الآية : ٣٦. (شهرا) تمييز مؤكد لما فهم من قوله : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ.)

(٢) في جميع النسخ (درهم) بالتنكير ، وعليه لا يصلح التمثيل به ؛ لمجيئه نكرة ، والصواب ما أثبت.

(٣) البيت من الطويل ، ولم أقف على قائله ، وفي شرح العمدة والمساعد وشفاء العليل (علام) بدل (علي) وهي أنسب.

الشاهد في : (ملئت الرعب) فقد جاء التمييز معرفة فيقدر تنكيره بـ (رعبا) ، وذلك جائز.

شرح العمدة ٤٧٩ والمساعد ٢ / ٦٥ وشفاء العليل ٥٥٨.

٣٥٦

حروف الجر

هاك حروف الجرّ وهي : من وإلى وحتى وخلا وحاشى وعدا وفي وعن وعلى ومذ ومنذ وربّ واللام وكي والواو والتاء والكاف والباء ، ولعلّ في عقيل (١) ، ومتى في هذيل (٢).

ثمّ منها ما يجرّ الظاهر فقط ، وهي : مذ ومنذ (٣) وحتى والكاف والواو وربّ والتاء.

وتختصّ مذ ومنذ بأسماء الزمان ، وربّ بالنكرات للتقليل (٤) ، وقد يكون للتكثير (٥) ، كقوله :

٢٢١ ـ ربّ رفد هرقته ذلك اليوم وأسرى من معشر (٦) أقيال (٧)

__________________

(١) شرح العمدة ٢٦٨.

(٢) المرجع السابق ٢٦٧.

(٣) في ظ (منذ ومذ).

(٤) في ظ (لتقليل).

(٥) في ظ (لتكثير).

(٦) في ظ (بمعشر) بدل (من معشر).

(٧) البيت من الخفيف ، للأعشى ميمون ، وقال العيني : لأعشى همدان عبد الرحمن بن عبد الله ، ولم أجده في ديوانه. وروي (أقتال) بدل (أقيال).

المفردات : رفد : الرفد (بكسر الراء وفتحها) الشيء المبذول ، والقدح الضخم ، ويكنى بإراقة الرفد عن الموت. أسرى : جمع أسير. معشر : جماعة.

أقيال : جمع قيل ، وهو الملك من ملوك حمير. أقتال : جمع قتل (بكسر فسكون) وهو العدوّ. ـ

٣٥٧

وتختصّ التاء باسم الله ، وحكى الأخفش : تربّ (١) الكعبة (٢).

وقد تدخل (ربّ) على مضمر بلفظ الغيبة يلزم الإفراد والتذكير ، والتفسير بعده بمييز كمميز عشرين (٣) ، نحو : ربّه امرأة لقيتها ، وربّه رجلين لقيتهما ، أنشد أحمد بن يحيى (٤) :

٢٢٢ ـ واه رأبت وشيكا صدع أعظمه

وربّه عطبا أنقذت من عطبه (٥)

__________________

الشاهد في : (رب رفد) فقد جرت (رب) النكرة للتكثير ، والغالب فيها الدلالة على التقليل. ويرى ابن درستويه أنها للتكثير دائما.

ديوان الأعشى ميمون ٦٣ وابن الناظم ١٤٠ وشفاء العليل ٦٧٥ والعيني ٣ / ٢٥١ والخزانة ٤ / ١٧٦ والإيضاح العضدي ٢٥٢ وابن يعيش ٨ / ٢٨ والهمع ١ / ٩ والدرر ١ / ٥.

(١) في م (برب).

(٢) شرح الكافية ٧٩٢ وشرح العمدة ٢٧٠ وابن الناظم ١٤١.

(٣) يفهم من قوله : «كمميز عشرين» أن تمييز الضمير الداخلة عليه (رب) يكون مفردا منصوبا ، ولم يقل أحد بإفراده ، وإنما اتفق على مطابقته الضمير معنى ، كما مثل. ولعله قصد مشابهته لمميز عشرين في النصب ؛ بدليل تمثيله بقوله : ربه رجلين.

(٤) يعني ثعلبا. انظر شرح الكافية الشافية ٧٩٤.

هو أبو العباس أحمد بن يحيى بن يسار ، مولى بني شيبان ، المعروف بثعلب ، إمام الكوفيين في النحو واللغة في زمانه ، أخذ عن سلمة بن عاصم ، وابن سلام الجمحي ، وأخذ عنه أبو الحسن سليمان الأخفش وابن الإنباري.

من تصانيفه : المصون في النحو ، واختلاف النحويين ومعاني القرآن ومعاني الشعر. وكانت حياته من (٢٠٠ : ٢٩١ ه‍). تاريخ الأدباء النحاة ١٥٧ وبغية الوعاة ٣٩٦.

(٥) البيت من البسيط ، ولم أقف على قائله. وروي : (عطب) بالجر على تقدير من. ولا شاهد عليها لما أورده الشارح.

٣٥٨

وقد تجرّ الكاف ضمير الغائب (١) متصلا ، كقوله يصف حمار وحش وأتنا (٢) :

٢٢٣ ـ ولا ترى بعلا ولا حلائلا

كه (٣) ولا كهنّ إلا حاظلا (٤)

__________________

ـ ـ المفردات : واه : ضعيف. رأبت : أصلحت. وشيكا : سريعا. صدع : شقّ.

عطبا : هالكا. والمعنى : رب شخص ضعيف أنقذته فسددت حاجته.

الشاهد في : (ربه عطبا) فقد دخلت (رب) على ضمير الغائب مفردا مذكرا مفسرا بتمييز مفرد منصوب.

وقد اختلف النحاة فاشترط الجمهور لدخول (رب) على الضمير أن يكون للغائب المفرد المذكر مفسرا بتمييز منصوب مطابق له معنى ، وأجاز الكوفيون مطابقة التمييز للضمير لفظا ، فيقولون : ربها امرأة لقيت ، وربهما رجلين أو امرأتين لقيت ، وربهم رجالا لقيت وربهن نساء لقيت.

شرح الكافية الشافية ٧٩٤ وشرح العمدة ٢٧١ وابن الناظم ١٤١ والمساعد ٢ / ٢٩٠ ، ٢٩٢ وشرح التحفة ٢٤٧ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٧٨ وابن عقيل ٢ / ١٠ والعيني ٣ / ٢٥٧ والهمع ١ / ٦٦ و ٢ / ٢٧ والدرر ١ / ٢٤٥ و ٢ / ٢٠ والأشموني ٢ / ٢٠٨.

(١) في ظ (غائب).

(٢) في ظ (وإناثه).

(٣) في م (له).

(٤) البيت من رجز لرؤبة بن العجاج ، ونسبه سيبويه للعجاج.

المفردات : بعلا : زوجا. حلائلا : جمع حليلة وهي الزوجة. كه : الضمير يرجع إلى حمار الوحش. كهن : الضمير يرجع إلى إناث حمار الوحش.

حاظلا : مانعا زوجته من التزوج بغيره.

الشاهد في : (كه ، وكهنّ) حيث جرّت الكاف ضمير الغائب المتصل للضرورة الشعرية ، فهي لا تدخل إلا على الاسم الظاهر.

ديوان رؤبة ١٢٨ وسيبويه والأعلم ١ / ٣٩٢ والأصول ٢ / ١٢٣ والضرورات الشعرية للقيرواني ٢٢٧ وشرح الكافية الشافية ٧٩١ ، ٧٩٣ وشرح العمدة ـ

٣٥٩

وقد يدخل على ضميري الرفع والنصب المنفصلين كقول بعض العرب : ما أنا كأنت ، وما أنا كإيّاك (١) ، أنشد الكسائي :

٢٢٤ ـ فأحسن وأجمل في أسير كأنه

ضعيف ، ولم يأسر كإيّاك آسر (٢)

ولا تدخل (كي) إلّا على (ما) الاستفهامية أو (ما) المصدرية ، أو (أن) أختها ، مثل : كيم (٣) فعلته؟ بمعنى : لم؟.

٢٢٥ ـ ...

يرجّى الفتى كيما يضرّ وينفع (٤)

__________________

٢٦٩ وابن الناظم ١٤١ وشفاء العليل ٦٦٩ والمرادي ٢ / ١٩٩ والعيني ٣ / ٢٥٦ والخزانة ٤ / ٢٧٤ والهمع ٢ / ٣٠ والدرر ٢ / ٢٧.

(١) انظر المرادي ٢ / ١٩٨ وشفاء العليل ٦٧٠ ، وهذه رواية شرح العمدة ٢٧٠.

(٢) البيت من الطويل ، ولم أقف على قائله ، وفي الخزانة : (فأجمل وأحسن) وروي : (أسيرك إنه) وهي أنسب للمعنى.

الشاهد في : (كإياك) حيث دخل حرف الجر الكاف على ضمير النصب المنفصل ، وهذا قليل ، والكثير دخوله على الاسم الظاهر.

مجالس ثعلب ١٣٣ وشرح العمدة ٢٧٠ والمرادي ٢ / ١٩٨ وشفاء العليل ٦٧٠ وضرائر الشعر لابن عصفور ٢٦٢ والهمع ٢ / ٣١ والدرر ٢ / ٢٧ والخزانة ٤ / ٢٧٤.

(٣) في الأصل وم (كي).

(٤) في ظ (كما يضر وينفعا).

وهذا عجز بيت من الطويل ، وصدره :

إذا أنت لم تنفع فضرّ فإنما

واختلف في قائله على خمسة أقوال ، ففي كتاب الصناعتين ٣١٥ لقيس بن الخطيم ، وصححه العيني ٣ / ٢٤٦ ، ونسب في أخبار أبي تمام ٢٨ والخزانة ٣ / ٥٩١ إلى عبد الأعلى بن عبد الله ، وفي حماسة البحتري ٣٣٩ نسب إلى عبد الله بن معاوية ١٧٥ ، ونسب في المغني ١٨٢ وشرح شواهده للسيوطي ـ ـ

٣٦٠