شرح ألفيّة ابن مالك

عمر بن مظفّر بن الوردي

شرح ألفيّة ابن مالك

المؤلف:

عمر بن مظفّر بن الوردي


المحقق: عبد الله بن علي الشلال
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة الرشد للنشر والتوزيع
الطبعة: ١
ISBN: 9960-52-999-1
الصفحات: ٨٩٠

بعضهم : (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ)(١) أي لهم (٢) ، ولم يثبتوا بعدها المبتدأ والخبر جميعا.

وندر إجراء (إن) النافية مجرى ليس كقوله :

٩٢ ـ إن هو مستوليا على أحد

إلّا على أضعف المجانين (٣)

__________________

(١) سورة ص الآية : ٣.

رفع (حين) على أنها اسم (لات). وهي قراءة عيسى بن عمر ، القراءات الشاذة لابن خالويه ١٢٩. قال الزجاج في معاني القرآن : «من رفع بها (يعني لا) جعل حين اسم ليس ، وأضمر الخبر على معنى ليس حين منجى لنا». ٤ / ٣٢٠.

(٢) سقطت (أي لهم) من ظ.

(٣) من المنسرح ولم يعز إلى أحد. وروي : إلا على حزبه الملاعين. كما روي : (حزبه المناحيس)

الشاهد في : (إن هو مستوليا) فقد عملت (إن) النافية عمل (ليس) فاسمها الضمير (هو) و (مستوليا) خبرها منصوب ، وذلك نادر. وقيل : هي لغة أهل العالية.

وفي البيت شاهد على أنّ انتقاض النفي بعد الخبر لا يبطل عمل (إن).

ابن الناظم ٥٨ والمرادي ١ / ٣٢١ والعيني ٢ / ١١٣ وتخليص الشواهد ٣٠٦ والشذور ٣٤١ والأزهية ٣٣ والخزانة ٢ / ١٤٣ والمقرب ١ / ١٠٥ والأشموني ١ / ٢٥٥ والهمع ١ / ١٢٥ والدرر ١ / ٩٦.

٢٠١

أفعال المقاربة

يدلّ منها على رجاء الفعل : عسى ، وحرى ، واخلولق. وعلى مقاربته في المكان (١) : كاد ، وكرب ، وأوشك. وعلى الشروع فيه : أنشأ ، وطفق ، وجعل ، وأخذ ، وعلق.

والجميع مستو في اللحاق بكان (٢) في رفع اسم ونصب خبر ، لكن التزم هنا كون الخبر مضارعا إلّا فيما ندر ، وإذا قد يجيء مفردا كقوله :

٩٣ ـ أكثرت في العذل ملحّا دائما

لا تكثرن إني عسيت صائما (٣)

__________________

(١) في ظ (في الإمكان).

(٢) في الأصل : (لكان).

(٣) من رجز لرؤبة بن العجاج. وروي (لا تلحني) بدل (لا تكثرن) قال العيني :

وقد حرّف ابن الشجري هذا الرجز فأنشد :

قم قائما قم قائما

البيت .............

الشاهد في : (عسيت صائما) حيث جاء خبر (عسى) اسما مفردا ، وذلك نادر كما ذكر الشارح ، والأصل أن يكون فعلا مضارعا مقرونا بأن ، مثل : عسيت أن أصوم. أو مجردا منها ، مثل عسى محمد يحضر. وقد خرج البيت على أن (عسى) تامة ، فهي خبرية. وقيل : على حذف (أن) مع الفعل (كان) والأصل : عسى أن أكون صائما ، فصائما خبر أكون المحذوفة مع أن.

ملحقات ديوان رؤبة ١٨٥ والخصائص ١ / ٩٨ والجنى الداني ٤٦٣ وشرح الكافية الشافية ٤٥١ وشرح العمدة ٨٢٢ وشفاء العليل ٣٤٥ وابن الناظم ٥٩ والمرادي ١ / ٣٢٥ والمساعد ١ / ٢٩٧ وابن يعيش ٧ / ٤١ والعيني ٢ / ١٦١ وتخليص الشواهد ٣٠٩ والمقرب ١ / ١٠٠ وشرح الحماسة للمرزوقي ـ ـ

٢٠٢

وقوله :

٩٤ ـ فأبت إلى فهم وما كدت آئبا (١)

 ...............

أو جملة اسمية كقوله :

٩٥ ـ وقد جعلت قلوص أبي زياد

من الأكوار مرتعها قريب (٢)

__________________

١ / ٨٣ والخزانة ٣ / ٥٤٠ عرضا و ٤ / ٧٧ والدرر ١ / ١٠٧ والهمع ١ / ١٣٠ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٤٤٤.

(١) من الطويل ، لتأبّط شرّا ، واسمه ثابت بن جابر بن سفيان. وعجزه :

 ................

وكم مثلها فارقتها وهي تصفر

المفردات : أبت : رجعت. فهم : فهم بن عمرو بن قيس عيلان ، وهي قبيلة الشاعر. مثلها : يعني هذه الخطة. تصفر : كناية عن أسفها لفراره منها. ويعني بذلك القبيلة التي وقفت في طريق الجبل ، وخيّروه بين الاستسلام على حكمهم أو إلقاء نفسه من الجبل.

الشاهد في : (كدت آئبا) فقد جاء خبر كاد اسما مفردا ، وقياسه أن يكون فعلا. وروي : (وما كنت آيبا) و (ولم أك) وعليهما فلا شاهد فيه.

الديوان ٩١ والخصائص ١ / ٣٩١ وشرح الشافية الكافية ٤٥٢ وشرح العمدة ٨٢٢ وابن يعيش ٧ / ١٣ وشفاء العليل ٣٤٥ وابن الناظم ٥٩ والمرادي ١ / ٣٢٥ والمساعد ١ / ٢٩٧ والعيني ٢ / ١٦٥ وتخليص الشواهد ٣٠٩ والإنصاف ٥٥٤ والخزانة ٣ / ٥٤٠ و ٤ / ٩٠ و ٣ / ٣٥٨ والهمع ١ / ١٣٠ والدرر ١ / ١٠٧ والمرزوقي ١ / ٨٣ واللسان (كيد) ٣٩٦٥.

(٢) البيت من الوافر للراعي النميري. وروي : (ابني زياد) و (ابني سهيل) و (بني سهيل) وروي : (الأكوان) بدل (الأكوار). ولم أجده في الديوان.

الشاهد في : (جعلت ... مرتعها قريب) حيث استعمل (جعل) بمعنى المقاربة ، وجاء خبرها جملة اسمية بمعنى : يقرب من المرتع ، وقياسه أن يكون فعلا.

شرح الكافية الشافية ٤٥٢ وشفاء العليل ٣٤٥ وابن الناظم ٥٩ والمساعد ـ

٢٠٣

أو ماضيا ، كقول ابن عباس [رضي‌الله‌عنهما](١) : «فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا (٢)».

وتقرن أفعال الرجاء بأن ، وقلّ انتفاؤها بعد عسى كقوله :

٩٦ ـ عسى الله يغني عن بلاد ابن عامر

بمنهمر (٣) جون الرّباب سكوب (٤)

والتجرد من أن أكثر بعد كاد ، قال تعالى : (كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ

__________________

١ / ٢٩٨ والعيني ٢ / ١٧٠ وتخليص الشواهد ٣٢٠ والخزانة ٢ / ٣٣٦ عرضا و ٤ / ٩٢ وشرح اللمحة ٢ / ٣٣ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٦٠٦ والهمع ١ / ١٣٠ والدرر ١ / ١٠٨.

(١) سقط ما بين القوسين [] من ظ.

(٢) أخرجه البخاري في (كتاب التفسير) سورة الشعراء ٣ / ١٧١ ، عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما ، قال : لمّا نزلت (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢١٤)) صعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على الصفا ، فجعل ينادي ، «يا بني فهر ، يا بني عدي ، لبطون من قريش حتى اجتمعوا ، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو ..». الحديث. وانظر شرح التسهيل ٤ / ٣٤٥ وشرح الكافية الشافية ٤٥٢ وابن الناظم ٥٩ وشفاء العليل ٣٤٦.

والشاهد في الحديث مجيء خبر فعل الشروع (جعل) جملة فعلية (أرسل رسولا).

(٣) في ظ (بمنهم).

(٤) من الطويل لهدبة بن الخشرم العذري كما في سيبويه ، ونسبه الشيخ المرصفي إلى سماعة بن أشول النعامي ، وفي المقتضب : ابن قادر.

المفردات : منهمر : سائل. جون : أسود. الرباب : السحاب. سكوب : منصب.

الشاهد في : (عسى الله يغني) فقد جاء خبر عسى فعلا مجردا من (أن) على القليل.

شعر هدبة ٧٦ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٧٨ والمقتضب ٣ / ٤٨ ، ٦٩ وابن يعيش ـ

٢٠٤

لِبَداً)(١). وقد تقرن بأن بعدها كقول عمر رضي‌الله‌عنه : «فما كدت أن أصلّي حتى كادت الشمس أن تغرب» (٢) ، والأصح أنّ كاد مثل كرب ؛ لأنّ سيبويه (٣) لم يذكر في كرب إلّا تجريدها ، كقوله :

٩٧ ـ كرب القلب من جواه يذوب

حين قال الوشاة هند غضوب (٤)

وقد تقرن بأن كقوله :

__________________

٧ / ١١٧ و ٩ / ٦٢ والتصريح ٢ / ٣٥١.

(١) سورة الجن الآية : ١٩.

(٢) أخرجه البخاري في (باب قول الرجل ما صلينا) عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه جاء يوم الخندق ... وقال : «يا رسول الله ، والله ما كدت أن أصلي حتى كادت الشمس أن تغرب ..». الحديث ٣ / ٣٣ ، وورد في ١ / ١١٨ ـ ١١٩ (تغرب) بحذف (أن).

الشاهد في الحديث : اقتران خبر كاد بأن على القليل في الموضعين : (أن أصلي) و (أن تغرب).

ولا شاهد على رواية (تغرب) بحذف (أن) لما ساقه الشارح ، ويكون شاهدا على حذف (أن) في خبر كاد على الكثير. انظر شرح الكافية الشافية ٤٥٥ وشرح العمدة ٨١٣.

(٣) سيبويه ١ / ٤٧٨.

(٤) من الخفيف للكلحبة ، هبيرة بن عبد مناف اليربوعي ، وقيل : اسمه جرير ، وعبد الله ، وقيل : الكلحبة اسم أمه ، أحد فرسان تميم وشعرائها في الجاهلية. ورجح العيني أن قائله رجل من طيء.

الشاهد في : (كرب القلب ... يذوب) فقد جاء خبر كرب مجردا من (أن) وهو الغالب فيه.

شرح العمدة ٨١٤ وابن الناظم ٦٠ والمساعد ١ / ٢٩٥ والعيني ٢ / ١٨٩ وشرح التحفة ١٨٧ وشرح شواهد شرح التحفة ١٩٠ والهمع ١ / ١٣٠ والدرر ١ / ١٠٥.

٢٠٥

٩٨ ـ ................

وقد كربت أعناقها أن تقطّعا (١)

والوجه في أوشك (أن) كقوله :

٩٩ ـ ولو سئل الناس التراب لأوشكوا

إذا قيل هاتوا أن يملّوا ويمنعوا (٢)

وقلّ التجرّد كقوله :

__________________

(١) البيت من الطويل لأبي زيد الأسلمي في هجاء أمير المدينة إبراهيم بن هشام المخزومي وأخيه محمد. وصدره :

سقاها ذوو الأرحام سجلا على الظما

المفردات : سقاها : الضمير يرجع للعروق في بيت قبله :

مدحت عروقا للندى مصّت الثرى

حديثا فلم تهمم بأن تتزعزعا

ويقصد بذلك إبراهيم ومحمدا خالي الخليفة هشام بن عبد الملك بن مروان ، وأنه ولا هما عن خمول وسوء عيش. سجلا : السجل الدلو يستقى بها الماء. كربت أعناقها أن تقطعا : دنت أن تهلك فقرا وذلّا. وكرب : بفتح الراء وكسرها.

الشاهد في : (كربت أعناقها أن تقطعا) فقد جاء خبر (كرب) مقترنا بأن على القليل.

المقرب ١ / ٩٩ وشرح جمل الزجاجي لابن عصفور ٢ / ١٧٧ وشرح التحفة ١٨٨ وشرح شواهده للبغدادي ١٩١ وشرح العمدة ٨١٥ وابن الناظم ٦٠ والمرادي ١ / ٣٢٩ والمساعد ١ / ٢٩٦ وشفاء العليل ٣٤٤ والعيني ٢ / ١٩٣ والهمع ١ / ١٣٠ والدرر ١ / ١٠٥ والأشموني ١ / ٢٦٢ والكامل ١ / ١٨٨.

(٢) من الطويل ولم يعرف قائله.

الشاهد في : (لأوشكوا ... أن يملوا) حيث جاء خبر أوشك مضارعا مقترنا بأن كما هو الغالب فيها.

مجالس ثعلب ٢ / ٣٦٥ وأمالي الزجاجي ١٩٧ وشرح العمدة ٨١٧ وابن الناظم ٦٠ والمساعد ١ / ٢٩٦ وشفاء العليل ٣٤٥ والعيني ٢ / ١٨٢ وشرح التحفة ١٨٤ ـ ١٨٥ وشرح شواهد شرح التحفة ١٨٢ والهمع ١ / ١٣٠ ـ ـ

٢٠٦

١٠٠ ـ يوشك من فرّ من منيّته

في بعض غرّاته يوافقها (١)

ولا تقرن (٢) أفعال الشروع بأن أصلا.

وجاؤوا لأوشك بمضارع ، مثل :

يوشك من فرّ ............

البيت ........... (٣)

وهو أعرف من الماضي ، وربّما جيء لها باسم فاعل كقوله :

__________________

والدرر ١ / ١٠٥ والأشموني ١ / ٢٦١.

(١) في الأصل وم (يواقعها) والبيت من قصيدة قافية.

والبيت من المنسرح لأمية بن أبي الصلت الثقفي ، أحد شعراء الجاهلية.

وقيل : لعمران بن حطّان ، أحد شعراء الخوارج وفرسانها.

الشاهد : في (يوشك من ... يوافقها) فقد جاء خبر يوشك مضارعا مجردا من أن على القليل.

ديوان أمية ٥٣ وديوان الخوارج ١٢٣ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٧٩ وشرح الكافية الشافية ٤٥٦ وشرح العمدة ٨١٨ والمساعد ١ / ٢٩٧ وابن يعيش ٧ / ١٢٦ وابن الناظم ٦٠ والمرادي ١ / ٣٢٨ والمقرب ١ / ٩٨ وتخليص الشواهد ٣٢٣ وشفاء العليل ٣٤٣ وشرح التحفة ١٨٦ والعيني ٢ / ١٨٧ وشرح شواهد شرح التحفة للبغدادي ١٨٦ والهمع ١ / ١٣٠ والدرر ١ / ١٠٦ والأشموني ١ / ٢٦٢ والكامل ١ / ٧١.

(٢) في ظ (ولا تقترن).

(٣) هذا هو الشاهد السابق ذو الرقم (١٠٠).

الشاهد فيه هنا : (يوشك) أورده هنا الشارح شاهدا على أن (أوشك) متصرف ويعمل المضارع منه عمل الماضي ، فاسمها (من) وخبرها (يوافقها) وهذا لا خلاف فيه ، وإنما الخلاف في ورود ماضيه فقد أنكره الأصمعي.

تخليص الشواهد ٣٣٥.

٢٠٧

١٠١ ـ فموشكة أرضنا أن تعود

خلاف الخليط وحوشا يبابا (١)

ومثله :

١٠٢ ـ فإنّك موشك أن لا تراها

وتعدو دون غاضرة العوادي (٢)

وغاضرة : امرأة.

وجاؤوا لكاد بمضارع كقوله تعالى : (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ)(٣) وربّما جيء لها باسم فاعل أيضا على ندور ، قال كثيّر :

__________________

(١) البيت من المتقارب ، لأحد الهذليين ، قيل : اسمه أسامة بن الحارث كما في شرح أشعار الهذليين. وقيل : لأبي سهم الهذلي ، أو أبي سحيم. وروي : (الأنيس) بدل (الخليط).

المفردات : خلاف : بعد. الخليط والأنيس : بمعنى المخالط والمؤانس.

وحوشا : جمع وحش ، وهي القفار والصحاري. يبابا : خرابا.

الشاهد في : (موشكة) حيث استعمل الشاعر اسم الفاعل من الفعل يوشك وعمل عمله ، فرفع (أرض) اسما له ، وخبره (أن تعود) في محل نصب.

شرح أشعار الهذليين ١٢٩٣ وشرح الكافية الشافية ٤٦١ وشرح العمدة ٨٢٣ وشفاء العليل ٣٤٩ وابن الناظم ٦٠ والعيني ٢ / ٢١٢ والأشموني ١ / ٢٦٤ والهمع ١ / ١٢٩ والدرر ١ / ١٠٤ والبهجة ١١٢ والشعر والشعراء ٢ / ٥٥٧.

(٢) البيت من الوافر لكثير عزة ، يشبب بغاضرة ، جارية أم البنين زوجة الوليد بن عبد الملك ، ويروى : (وتغدو) بدل (وتعدو) و (الغوادي) بالغين.

المفردات : تعدو : تعوق وتصرف. العوادي : عوائق الدهر وصوارفه.

الشاهد في : (موشك أن لا تراها) كما مر في الشاهد السابق.

الديوان ٢٢٠ وشرح الكافية الشافية ٤٦٠ وشرح العمدة ٨٢٣ والمساعد ١ / ٣٠٣ وتخليص الشواهد ٣٣٦ والعيني ٢ / ٢٠٥ والهمع ١ / ١٢٩ والدرر ١ / ١٠٤ والأشموني ١ / ٢٦٥ والتصريح ١ / ٢٠٨.

(٣) سورة النور الآية : ٣٥.

٢٠٨

١٠٣ ـ وكدت وقد سالتمن العين عبرة

سما عائد منه وأسبل عائد

أموت أسى يوم الزّحام وإنّني

يقينا لرهن بالذي أنا كائد (١)

والعائد : اللحوح.

ولم يذكر هذه المسألة الشيخ في الألفية (٢) ، ولا ابنه في

__________________

(١) من الطويل لكثير عزة ، من قصيدة يرثي بها عبد العزيز بن مروان والد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز. وروي (سها) بدل (سما) و (عاند) بدل (عائد) وهي الواردة في (ظ).

المفردات : سما : علا. عائد : من عاوده الهم والحزن أي انتابه وألحّ عليه. أسبل : أصاب عينه الداء. سها : سكن. عاند : مخالف. أسى : الأسى الحزن. الزحام : قال ابن هشام في تخليص الشواهد : «وقوله يوم الرجام ، ثبت في النسخ المعتمدة من شرح الكافية بالزاي والحاء المهملة ، وهو تحريف ، وإنما هو الرجام ، بكسر الراء المهملة وبالجيم ، اسم موضع». وكذا قال العيني ٢ / ٢٠٠ ، فهو اسم الموضع الذي رحلت منه محبوبته. أما على رواية (الزحام) فمعناه يوم الرحيل حيث تزدحم الإبل.

الشاهد في : (كائد) وهو اسم فاعل من كاد ، ووروده قليل. ورواية يعقوب بن السكيت في شرح ديوان كثير (كابد) من المكابدة وهي الاجتهاد والتحمل.

وعلى هذه الرواية لا شاهد في البيت.

الديوان ١١٩ وشرح الكافية الشافية ٤٥٩ وشرح العمدة ٨٢٤ وابن عقيل ١ / ٢٩١ وشفاء العليل ٣٥٠ والمساعد ١ / ٣٠٤ وتخليص الشواهد ٣٣٦ والعيني ٢ / ١٩٨ والهمع ١ / ١٢٩ والدرر ١ / ١٠٤ والأشموني ١ / ٢٦٥.

(٢) لم يشر ابن مالك في الألفية إلى ورود اسم الفاعل من (كاد) قال : ٢٠.

واستعملوا مضاراعا لأوشكا

وكاد لا غير ، وزادوا موشكا

لكنه ذكره في الكافية وشرحها قال في الكافية :

واستعملوا مضارعا لأوشكا

وكاد ، واحفظ كائدا وموشكا

وقال في الشرح : «واستعمل منهما (يعني كاد وأوشك) اسم فاعل قليلا ـ ـ

٢٠٩

شرحه (١) ، وكان يمكن الشيخ أن يغيّر البيت ويقول بدله نحو :

وشاع عنهم يكاد يوشك

وفي الندور كائد وموشك

ويجوز إسناد عسى واخلولق وأوشك ، إلى (أن يفعل) ، فيستغنى به عن الخبر على معنى قرب ، وإذا بنيت هذه الأفعال على اسم قبلها جاز إسنادها إلى ضميره ، وجعل (أن يفعل) بعدها خبرا ، وجاز إسنادها إلى (أن يفعل) مكتفى به.

ويظهر أثر ذلك في التأنيث والتثنية والجمع ، كهند عست أن تقوم ، والزيدان عسيا ، والزيدون أوشكوا (٢) فهذا على الإسناد إلى ضمير المبتدأ ، والفعل هنا بمعنى (٣) قارب ، وتقول : هند عسى أن تقوم ، والزيدان عسى (٤) والزيدون يوشك (٥) أن يقوموا ، فهذا على

__________________

«وأورد شواهد على ذلك ٤٥٧ ، ٤٥٩. وقال في العمدة : «وكلها لا تتصرف إلا كاد وأوشك» ٨٠٩ وقال في شرحها : «وندر استعمال اسم الفاعل من أوشك».

وذكر الشاهدين الواردين في شرح ابن الوردي. ثم قال : وأندر منه استعمال فاعل كاد». وذكر بيت كثير ٨٢٣ ـ ٨٢٤.

(١) التزم ابن الناظم بما في الألفية ، ولم يزد عليه ، قال : أما كاد فجاؤوا لها بمضارع لا غير ، نحو : (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ) ٦٠.

(٢) ترك الخبر في المثالين اكتفاء بما ورد في المثال الأول ، والتقدير : (أن يقوما وأن يقوموا).

(٣) في ظ زيادة (متعدّ).

(٤) ترك الخبر في التمثيل اكتفاء بما ورد في المثال السابق ، والتقدير : (أن يقوما).

(٥) في الأصل وم (يوشكوا).

٢١٠

الإسناد إلى (أن) بصلتها ، والفعل هنا لازم بمعنى قرب.

وكذا إذا كان بعد (أن يفعل) اسم ظاهر ، فيجوز كونه اسم عسى على التقديم والتأخير ، وكونه فاعل الفعل ، فعلى الأول عسى أن يقوما أخواك ، واخلولق أن يذهبوا قومك ، وعلى الثاني أن يقوم ، وأن يذهب (١) ، لإسناده إلى الظاهر.

وإذا اتصل بعسى تاء (٢) الضمير أو نونه ، كعسيت وعسين ، جاز الكسر إتباعا ، واختيار الفتح علم.

تتمة

ومن أفعال المقاربة أيضا هبّ ، كقوله :

١٠٤ ـ هببت ألوم القلب في طاعة الهوى

فلجّ كأنّي كنت باللوم مغريا (٣)

ومنها أيضا هلهل ، كقوله :

__________________

(١) أي عسى أن يقوم أخواك ، وعسى أن يذهب قومك ، فأخواك وقومك فاعل عسى.

(٢) سقطت من ظ.

(٣) من الطويل ولم يعرف قائله.

الشاهد في : (هببت ألوم القلب) فإن (هبّ) فعل من أفعال المقاربة ، اسمها ضمير التكلم ، وخبرها جملة ألوم القلب ، في محل نصب.

شرح التسهيل ١ / ٣٩١ وشرح العمدة ٨١٢ وشفاء العليل ٣٤٢ والهمع ١ / ١٢٨ والدرر ١ / ١٠٣ والشذور ٢٤٣ ، ٣٤٠.

٢١١

١٠٥ ـ لمّا ترفّل في الكراع هجينهم

هلهلت أثار مالكا أو صنبلا (١)

الصنبيل : الداهية ، وهنا اسم رجل. ولا تقرن هبّ وهلهل بأن.

وحكى قطرب عن (٢) (كيد) لغة في (كاد) (٣) ، وأنشد :

__________________

(١) في ظ (ضبيلا).

والبيت من الكامل للشاعر الجاهلي مهلهل ، أبي ليلى ، عدي بن ربيعة من بكر ، أخي كليب وائل ، واسمه في اللسان امرؤ القيس بن ربيعة أخو كليب وائل ، وسمي مهلهلا لهذا البيت ، وروايته :

لمّا توعر في الكراع هجينهم

هلهلت أثأر جابرا أو صنبلا

وأنشده في الجمهرة : لمّا توغّل ، وكذا أنشده الجوهري كما في اللسان وشرح العمدة (لما توقّل ، وضئبلا) وأورده في اللسان (توقل) و (توعر) ..

المفردات : ترفّل : تبختر في مشيته. توغّل : دخل. توقّل : توقّل في الجبل ، صعّد فيه. الكراع : كراع الأرض أطرافها القاصية. وقيل : ركن من الجبل يعرض في الطريق. وهذا المعنى يناسب رواية : توعّر. الهجين : اللئيم ، أو من أبوه خير من أمه نسبا أو حسبا. هلهل : هلهلت عنه كففت عن الإقدام عليه كما في الجمهرة ، وأورد البيت ، وفي اللسان هللت : كدت. صنبلا وضئبلا : بمعنى واحد : الداهية ، والخبيث ، وهو هنا اسم رجل.

الشاهد : في (هلهلت أثأر مالكا) على أن هلهل من أفعال المقاربة ، واسمه ضمير التكلم وخبره الجملة الفعلية.

شرح العمدة ٨١٢ وجمهرة اللغة (هلل) ٣ / ١٩٧ واللسان (صنبل) ٤ / ٢٥٠٦ و (هلهل) ٦ / ٤٦٩٢.

(٢) سقطت من (ظ).

(٣) لم أجد من نسب هذا إلى قطرب. وفي اللسان (كيد) ٥ / ٣٩٦٥ «حكى سيبويه أن ناسا من العرب يقولون : كيد زيد يفعل كذا». وأورد البيت.

٢١٢

١٠٦ ـ وكادضباع القفّ (١) تأكل رمّتي

وكيد خراش يوم ذلك ييتم (٢)

__________________

(١) في الأصل (القت يأكل).

(٢) البيت من الطويل لأبي خراش الهذلي ، واسمه خويلد بن مرّة ، مات في خلافة عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه.

والبيت روي باختلاف في بعض ألفاظه ، وفي شرح أشعار الهذليين روايتان ، الأولى :

فتقعد أو ترضى مكاني خليفة

وكاد خراش يوم ذلك ييتم

والضمير لزوجته ، ولا شاهد على هذه الرواية. والرواية الثانية :

وكيدت ضباع القفّ يأكلن جثتي

وكيد ........... البيت

وكذا في ابن يعيش واللسان.

المفردات : كيد : بمعنى كاد ، وأصلها كيد ، على وزن (فعل) بفتح الكاف وكسر الياء ، نقلت كسرت العين (الياء) إلى الفاء (الكاف) وحذفوا حركة الفاء (الفتح) فصار كيد الذي مضارعه (يفعل) كما في المنصف. القفّ : ما ارتفع من الأرض وغلظ ولم يبلغ أن يكون جبلا ، ويكون فيه رياض وقيعان ، ولو حفرت فيها لغلبتك كثرة حجارتها. رمّتي : رواية غير الشارح (جثتي) ومعناهما واحد. وفي التكملة والصلة القفّ واد من أودية المدينة.

الشاهد في : (كيد خراش ... ييتم) فقد عملت (كيد) عمل كاد فخراش اسمها ، وييتم خبرها.

شرح أشعار الهذليين ١٢٢٠ والتكملة ٥٧٨ وابن يعيش ١٠ / ٧٢ والمنصف ١ / ٢٥٢ واللسان (كيد) ٣٩٦٥ و (زيل) ١٩٠٢.

٢١٣

إنّ وأخواتها

تعمل إنّ ، وأنّ ، وليت ، ولكنّ ، ولعلّ ، وكأنّ ، عكس كان ، فتنصب المبتدأ وترفع الخبر ، كمفعول قدّم ، وفاعل أخّر ، نحو : إنّ زيدا عالم بأني كفؤ ، ولكنّ ابنه ذو حقد.

ولا يجوز في هذا الباب تقديم الخبر إلّا إذا كان ظرفا أو جارّا ومجرورا ، نحو : ليت هنا غير الوقح ، أو ليت فيها غير الوقح ، فيجوز إذا.

وقد يجب التوسط ، نحو : إنّ عند زيد صاحبه ، وإنّ في الدار مالكها (١).

وإذا عرض لإن المكسورة التي هي الأصل أن تكون هي ومعمولها في معنى (٢) المصدر بحيث يصحّ تقديره مكانها ، فتحت همزتها للفرق ، نحو : بلغني أنّ زيدا فاضل ؛ إذ يصحّ بلغني الفضل.

وكلّ موضع هو للجملة فإنّ فيه مكسورة الهمزة ، فتكسر في سبعة مواضع :

الأول : أن يبتدأ بها في الكلام ، بأن تتقدّم لفظا أو حكما ، فلفظا : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ*)(٣) وحكما : (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ)(٤)

__________________

(١) وذلك لاشتمال اسمها على ضمير يعود على الخبر أو لشيء فيه.

(٢) في ظ (مصدر) بدل (معنى).

(٣) سورة يوسف الآية : ٢ ، والدخان الآية : ٣ والقدر الآية : ١.

(٤) سورة البقرة الآية : ١٢. كسرت همزة (إن) لتقدمها حكما فألا قبلها للاستفتاح.

٢١٤

(يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ)(١).

الثاني : أن يكون أول صلة ، كقوله تعالى : (وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ)(٢).

واحترزنا بأول صلة ، من نحو : جاء الذي عندك أنه فاضل ، وقولهم : لا أفعله ما أنّ في السماء نجما ؛ إذ التقدير : الذي عندك فضله ، وما ثبت أنّ في السماء نجما.

الثالث : أن يتلقى بها القسم ، كقوله تعالى : (حم (١) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (٣))(٣).

الرابع : أن تقع محكية بالقول ، كقوله تعالى : (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ)(٤).

ولا يجوز أن تقع بعد القول من غير أن يتعرض لحكايتها ؛ إذ قد تستحق الفتح بعد القول لجريانه مجرى الظنّ ، نحو : أتقول : أنّ زيدا منطلق؟ بمعنى أتظنّ ، وقد تقع بعد القول المحض غير محكية به (٥) ، فتستحق الفتح ، كقوله : خصصتك بالقول : أنّك خبير ، أي لأنك خبير.

__________________

(١) سورة فاطر الآية : ٥. كسرت همزة (إن) لوقوعها في بدء جواب النداء ، فهي متقدمة حكما.

(٢) سورة القصص الآية : ٧٦.

(٣) سورة الدخان الآيات : ١ ، ٢ ، ٣.

(٤) سورة مريم الآية : ٣٠.

(٥) سقطت (به) من ظ.

٢١٥

الخامس : أن تحلّ محلّ الحال ، كقوله تعالى : (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ (٥))(١) وقوله تعالى : (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ)(٢) وقول الشاعر :

١٠٧ ـ ما أعطياني ولا سألتهما

إلّا وإنّي لحاجزي كرمي (٣)

ومثله : زرته وإني ذو أمل.

السادس : أن يقع بعد فعل معلّق باللام نحو : اعلم إنّه لذو تقى ، قال الله (٤) تعالى : (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ)(٥) وقال تعالى : (قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ)(٦).

__________________

(١) سورة الأنفال الآية : ٥. جملة(وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ) في محل نصب على الحال من ضمير المفعول في (أخرجك).

(٢) سورة الفرقان الآية : ٢٠. جملة(إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ) في محل نصب على الحال من (المرسلين).

(٣) البيت من المنسرح من قصيدة لكثير عزة يمدح عبد الملك بن مروان وأخاه عبد العزيز.

الشاهد في : (وإني) فقد كسرت همزة إنّ لوقوعها أول جملة الحال. ورواية المبرد في المقتضب (ألا) بفتح الهمزة وتخفيف اللام.

الديوان ٣١٧ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٧٢ والمقتضب ٢ / ٣٤٦ وشرح الكافية الشافية ١ / ٤٨٣ وشرح العمدة ٢٢٧ وابن عقيل ١ / ٣٠٢ والعيني ٢ / ٣٠٨ والأشموني ١ / ٢٧٥ والهمع ١ / ٢٤٦ والدرر ١ / ٢٠٣.

(٤) لم يرد لفظ الجلالة (الله) في ظ.

(٥) سورة المنافقون الآية : ١.

(٦) سورة الحجر الآية : ٦٠.

٢١٦

وممّا لم يحكه الشيخ (١) ولا ابنه (٢) أنه قد تفتح همزتها مع اللام ، قال قطرب (٣) : سمعنا فتح الهمزة في قوله :

١٠٨ ـ ألم تكن حلفت بالله العليّ

أنّ مطاياك لمن خير المطيّ (٤)

قال (٥) : وقال بعضهم (٦) : إذا أنّي (٧) لبه. ففتح.

وممّا ينبغي أن يعرف أن غير الفعل ممّا فيه معنى الفعل حكمه حكم الفعل في كسر الهمزة على المشهور ، مثل : إذا إنّي (٨) لبه ، ومثل : أنت الظانّ إنّ زيدا لقائم ، ومثل : أعجبني ظنّك إنّ الورع لمحمود ، وما أشبهه ، فهذا وشبهه ليس بعد فعل علّق باللام ، بل

__________________

(١) قال ابن مالك في الألفية ٢١ :

وكسروا من بعد فعل علقا

باللام كاعلم أنه لذو تقى

فلم يذكر أن همزة (إنّ) تفتح بعد فعل علّق باللام.

(٢) لم أجد في شرح ابن الناظم للألفية ما يشير إلى أنها تفتح مع اللام المعلقة للفعل ، ٢٦ ـ ٦٣.

(٣) الخصائص ١ / ٣١٥ وسر الصناعة ٣٧٩ والخزانة ٤ / ٣٢٨.

(٤) من الرجز ولم يعرف قائلهما.

الشاهد في : (أنّ) حيث فتح الهمزة مع دخول اللام على الخبر ، والوجه الكسر. وجعلها ابن معطي زائدة.

سر الصناعة ٣٧٩ الخصائص ١ / ٣١٥ وشر ألفية ابن معطي ٩١١ والتذييل والتكميل ٥ / ١١٨ ورصف المباني ٣١٢ وتخليص الشواهد ٣٥٠ والخزانة ٤ / ٣٢٨ والهمع ١ / ١٤٠ والدرر ١ / ١١٦ درجا واللسان (قضى) ٣٦٦٦ و (مطا) ٤٢٢٧ و (مأي) ٤١٢٤.

(٥) سقطت (قال) من ظ.

(٦) حكاه قطرب. سر الصناعة ٣٧٩ والتذييل والتكميل ٥ / ١١٨.

(٧) في ظ (أتى) في الموضعين.

(٧) في ظ (أتى) في الموضعين.

٢١٧

بعد ما يشبه الفعل ، فلو كان قال (١) بدل البيت المذكور نحو :

أو بعد فعل أو كفعل علّقا

باللام في الغالب فيما حققا

لدخل فيه هذا ، ولعلم ما حكاه قطرب من ورود الفتح مع اللام.

السابع : ذكره الشيخ في بعض مصنّفاته (٢) أن تقع إنّ خبر اسم عين ، سواء كان خبرا في الحال ، كقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ)(٣) أو كان خبرا ودخل عليه ناسخ ابتداء كقوله :

١٠٩ ـ منّا الأناة وبعض القوم يحسبنا

إنّا بطاء وفي إبطائنا سرع (٤)

فالكسر في المثالين يجب ؛ إذ لو فتحت الهمزة فيهما لكانت

__________________

(١) لم يشر ابن مالك في الألفية إلى أن ما فيه معنى الفعل ، كالمصدر والمشتقات تكسر همزة (إن) بعده إذا علق باللام قال : ٢١

وكسروا من بعد فعل علّقا

باللام كاعلم إنه لذو تقى

(٢) انظر التسهيل : ٦٣ وشرحه ٢ / ٢٠.

(٣) سورة الحج الآية : ١٧. كسرت همزة(إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ) لوقوعها خبر اسم عين وهو (الَّذِينَ آمَنُوا).

(٤) من البسيط لوضّاح اليمن ، عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد كلال. قيل : قتله الوليد بن عبد الملك حين شبب بامرأته أم البنين ابنة عبد العزيز بن مروان.

الشاهد في : (يحسبنا إنّا) فقد كسر همزة إنّ وجوبا لوقوعها مع اسمها وخبرها في موضع المفعول الثاني ليحسب ، وهو في الأصل خبر عن ذات ـ ـ

٢١٨

في تقدير مصدر ، والمقدرة بمصدر لا تكون خبر اسم عين ، فلو كانت خبر اسم معنى ، نحو : جزاؤك أنّك مكرم ، لزم الفتح ما لم يقع بين قولين كما سيأتي.

وتكسر وتفتح في خمسة مواضع :

الأول : أن تقع بعد إذا المفاجأة ، كقوله :

١١٠ ـ وكنت أرى زيدا كما قيل سيّدا

إذا أنّه عبد القفا واللهازم (١)

بالكسر (٢) وهو الأصل ، بمعنى فإذا هو عبد القفا ، والفتح

__________________

وهو ضمير المتكلمين الواقع مفعولا أولا لحسب.

الحماسة ١ / ٣٢٤ وشرح العمدة ٢٢٦ وابن الناظم ٦٢ وشفاء العليل ٣٥٩ وشرح التحفة ١٥١ والعيني ٢ / ٢١٦ وشرح شواهد التحفة ١١٨.

(١) من الطويل ، ولم يعرف قائله.

المفردات : اللهازم : جمع لهزمة : العظم الناتئ تحت الأذن ، وللإنسان لهزمتان ، وجمعهما الشاعر ليشمل ما حولهما ، وأراد أن من ينظر قفاه أو وجهه يعرف مهانته وضعفه ؛ حيث يجد أثر صفع قفاه ولكز وجهه.

الشاهد في : (إذا أنه عبد القفا) حيث جاز الفتح والكسر في همزة (إن) لوقوعها بعد إذا الفجائية ، كما أوضح الشارح. فهي بالفتح تؤول مع معموليها بالمصدر فإذا العبودية موجودة ، وبالكسر تكون جملة ابتدائية.

سيبويه والأعلم ١ / ٤٧٢ والمقتضب ٢ / ٣٥١ والخصائص ٢ / ٣٩٩ وأمالي السهيلي ١٢٦ والإيضاح ٢ / ١٦٧ وشرح جمل الزجاجي ١ / ٤٦١ والمقتصد ٢ / ١١٠١ وشرح الكافية الشافية ١ / ٤٨٥ وابن الناظم ٦٣ وابن يعيش ٤ / ٩٧ و ٨ / ٦١ والمساعد ١ / ٣١٧ ، ٥١٠ والجنى الداني ٣٧٨ وشفاء العليل ٣٦٠ وشرح التحفة ١٥٢ والعيني ٢ / ٢٢٤ والخزانة ٤ / ٣٠٣ وشرح شواهد شرح التحفة ١١٩ وتلخيص الشواهد ٣٤٨ والهمع ١ / ١٣٨ والدرر ١ / ١١٥.

(٢) في ظ (فالكسر).

٢١٩

بمعنى فإذا العبودية منه موجودة.

الثاني : أن يبتدأ بها جواب قسم بلا لام كقوله :

١١١ ـ أو تحلفي بربّ العليّ

أني أبو ذيّالك الصبيّ (١)

فالكسر وهو الأصل على الجواب ، والفتح بمعنى وتحلفي على أنّي ، فنزع الخافض.

الثالث : أن تقع بعد فاء الجزاء ، كقوله تعالى : (كَتَبَ رَبُّكُمْ)(٢) عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣) فالكسر بمعنى فهو

__________________

(١) من رجز لرؤبة بن العجاج.

الشاهد في : (تحلفي ... أني) بفتح الهمزة وكسرها ؛ لوقوعها بعد فعل قسم ، ولا لام بعدها ، فالكسر على أن جملتها جواب القسم ، والبصريون يوجبونه ، والفتح على تأويلها ومعموليها بمصدر معمول لفعل القسم (تحلفي) بإسقاط الجار (على) ، ولا يكون جواب القسم إلا جملة ؛ ولهذا فالفعل (تحلفي) ليس فعل قسم وإنما لطلب القسم ، وإن أجيب عنه ، فالإخبار عن الحلف يجوز أن يجاب عنه. قال الشهاب القاسمي : كونه ليس قسما في البيت واضح. انظر حاشية ياسين على التصريح ١ / ٢١٩ ، والكوفيون يجيزون الوجهين ، والفتح عندهم أكثر ، كما في شرح العمدة ٢٣٠ وابن الناظم ٦٣.

الديوان ١٨٨ ومعاني القرآن ٢ / ٧٠ وشرح الكافية الشافية ١٩٢٥ وابن الناظم ٦٤ ، ٣١٤ وشفاء العليل ٣٦٢ وشرح التحفة ١٥٣ والجنى الداني ٤١٣ وتخليص الشواهد ٣٤٨ والعيني ٢ / ٢٣٢ و ٤ / ٥٣٥ وشرح شواهد شرح التحفة ١٢٣.

(٢) لم يرد لفظ الجلالة (ربكم) في جميع النسخ.

(٣) سورة الأنعام الآية : ٥٤. والشاهد في (فأنه) يجوز فتح الهمزة وكسرها لوقوعها أول جملة جواب الشرط (من عمل).

٢٢٠