الأنوار القدسيّة

الشيخ محمّد حسين الإصفهاني

الأنوار القدسيّة

المؤلف:

الشيخ محمّد حسين الإصفهاني


الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: مؤسسة المعارف الإسلاميّة
المطبعة: عترت
الطبعة: ٢
ISBN: 964-7777-17-5
الصفحات: ١٩٠

١
٢

٣

كلمة المصحح :

بسم الله الرحمن الرحيم

أقدم للقراء الكرام أثرا ثمينا من آثار العلامة الشيخ محمد حسين الاصفهاني قدس الله نفسه الزكية.

هذا الاثر الثمين قد طبع في النجف الاشرف وبيروت وإيران ولكن مع أغلاط كثيرة حتى السقط والتغيير لبعض الالفاظ أو الابيات في موارد ، وقد من الله تبارك وتعالى علي بأن خطر ببالي أن أصححه وأعلق عليه ، مع العلم بانه لم يكن أمرا سهلا ، وفي هذا المجال رأيت بعيني التوفيق الرباني حيث لقيت الاستاذ السيد عبد العزيز الطباطبائي دام ظله ، ووجدت عنده النسخة المخطوطة من هذا الاثر بقلمه الشريف ، وفي ظل إرشاداته وحسن أخلاقه عزمت على قصدي وقويت في عملي جزاه الله خراً.

وأوكد أن غرضي في هذا التحقيق ليس الشرح ، بل إراءة نسخة صحيحة من هذا الاثر بقدر الوسع.

ومن ميزات طبعتنا هذه :

الاول : مقابلتها مع النسخة المخطوطة ، وأنها قوبلت وصححت على نسخة الاصل بخط شيخنا الحجة ناظم الانوار القدسية قدس الله سره فقد حدثنا ابنه العلامة الشيخ محمد الغروي أن والده نظم هذه الاراجيز باقتراح من الحجة المجاهد العلامة الاميني صاحب الغدير قدس سره ، فلما أتم الشيخ نظمها اهدى له نسخة الاصل بخطه ، فلما عزمنا على تحقيقه وطبعه راجعنا نجله العلامة الشيخ رضا الاميني فقال: إن والده وهب له هذه الدرة الثمينة في حياته وتفضل مشكورا بارسال مصورة عنها مع قصيدة غديرية له أيضا رحمه الله لم تنشر من قبل فشكرا له على ما تفضل به وجزاه الله خيرا.

الثاني : إعرابها والضبط الصحيح للمفردات في أبياتها بقدر الوسع.

الثالث : شرح اللغات ، وشرح كثير من الاصطلاحات العرفانية والفلسفية ، وذكر مآخذ الروايات والوقائع التاريخية التي استشهد بها في ضمن الاشعار.

الرابع : تعيين الاراجيز والابيات والتعاليق بالاعداد بصورة مسلسلة.

واتبعت في عناوين الاراجيز كما في طبعة النجف الاشرف إلا في موارد قليلة ، ونقلت ترجمة الناظم بقلم تلميذه الجليل محمد علي الغروي الاردوبادي قدس سرهما لانه أعرف وأدق.

وفي الختام أشكر الاستاذ السيد عبد العزيز الطباطبايي ، والعلامة الشيخ رضا الاميني ، والاستاذ الشيخ محمود الفتوحي دام ظلهما ، وأرجو من الله تعالى الخير لهما بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين.

قم المقدسة ـ علي افراسيابي النهاوندي

٤

٥

واتعبت في عناوين في عناوين الاراجيز من طبعة النجف الاشرف الاّ في موارد قبلة ونقلت ترجمة الناظم بقلم تليمذة الجليل محمد علي الغروي الارودوبادي قدّس سرّهما لأنّه اعرف وادقّ.

وفي الختام اشكر من الاستاذ السيد العبدالعزيز الطباطبائي والاستاذ الشيخ محمود الفتوحي دام ظلهما واستمد من الله تعالى جزاء الخير لهما بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين.

«قم المقدسة»

«علي افراسيابي النهاوندي»

٦

ترجمة الناظم

شيخنا الامام ، نابغة الدهر ، وفيلسوف الزمن ، وفقيه الامة ، حجة الاسلام ، آية الله الشيخ محمد حسين الاصفهاني النجفي رحمة الله واسعة وقدس نفسه الزكية.

لا عتب على اليراع إن وقف عن الافاضة في تحديد هذه الشخصية الفذة المستعصية على البيان ، فهي في ارجائها الاسترسال عما يعييها ، سارية مع العقل والمنطق.

إن التعريف الفني لا يفي ببيان ما هو أجلى منه ، وإن حقيقة ملكوتية لا يتسنى لبحاثة عالم الناسوت تحليلها ، فقصارى ما يمكن من الاشادة بهذه النفسية الكريمة التي أكسبها وضوحها غموضا ، أن صاحبها هو ذلك الانسان الكامل الذي خضعت له العقول والنفوس ، أو الجوهر الفرد الذي ليس بمستطاع لشكل الدهر أن ينتج له نظيرا.

إن من المستصعب أن يخوض الباحث في هذا التيار المتدفق فيلتطم به أو اذي ذلك الدأماء.

هب انه تقحم لجة من هاتيك اللجج ، فمن ذا الذي يستن به في الطريق المهيع إلى أن أيا منها يستحق التخصيص أو التقديم ، فإن « شيخنا المترجم » فذ في كل

٧

قلبين في جوفه) (١) ، غير أن في فجوات الدهر معاجز ، وللمولى سبحانه بين الفترات مواهب يخص به أفذاذا حقت لهم العبقرية والنبوغ ومن أولئك شيخنا المترجم فهو حين تراه فيلسوفا يعرفك حقائق الاشياء على ما هي عليه بقدر الطاقة البشرية تبصر به متكلما يفيض البرهنة كالسيل الاتي فيدع معاقد الشبه كالريشة في مهب الريح ، وبينما هو فقيه متبحر يرد الفرع إلى الاصل فلا يدع في قرار عبابه الخضم ثمينة إلا استخرجها فإذا هو في اصوله محقق نسائله يأتي بما تركته له الاوائل ، وقصرت عن مثله الاواخر ، فتعرف منه نظريا يميز من أجزاء العلوم الذرة من الذرة ، ويفرق بين الشعرة والشعرة.

وعلى حين انه كأحد الحفاظ في دراسة الحديث وروايته ودرايته يألفه الباحث النقيد الفذ في تطبيقها على النواميس المطردة والحكم الفاصل في القبول والرد ، وربما عطف على آي من الكتاب الحكيم نظرة عميقة فتحسب انه ينظر إلى الغيب من وراء ستر رقيق.

ومتى تنازل إلى نضد الشعر أو سرد القريض فلا يعلم الشاهد أهو وحي يوحى أو سحر يؤثر ، نعم « إن من الشعر لحكمة ، وإن من البيان لسحرا ».

وإليك شواهد صدق لما سردنا من الدعاوى آثرنا إيقافك عليها لئلا يذهب بك الحسبان إلى أنها فتوى مجردة ، وهي ما أبرزه مزبره القويم من منتوجات فكرته النابعة.

مصنفاته :

__________________

١ سورة الاحزاب : ٤.

٨

(١) كتاب في اصول الفقه على أحدث طرز ، وأحسن اسلوب ، حاول فيه تهذيب هذا العلم واختصاره اختصارا فنيا ضمنه دقائقه ، غير ان من المأسوف عليه قد حالت المنية دون إكماله.

(٢) حاشيته على كفاية الاصول للمحقق لا خراساني رحمه الله سماها نهاية الدراية.

(٣) رسالة في الصحيح والاعم.

(٤) و(٥) رسالتان في المشتق.

(٦) رسالة في الطلب والارادة.

(٧) رسالة في علائم الحقيقة والمجاز.

(٨) رسالة في الشرط المتأخر.

(٩) رسالة في الحقيقة الشرعية.

(١٠) رسالة في تقسيم الواضع إلى شخصي ونوعي.

(١١) رسالة في أن الالفاظ موضوعة للمعاني بما هي هي ، أو من حيث كونها مرادة.

(١٢) تعليقة على رسالة القطع لشيخ الطائفة الامام الانصاري رحمه الله.

(١٣) رسالة في اشتراك الالفاظ.

(١٤) رسالة في موضوع العلم.

(١٥) رسالة في أقسام الوضع والبحث عن المعنى الحرفي.

(١٦) رسالة في أن إطلاق الامر هل يقتضي التعبدية ، أو التوصلية ، أو لا.

(١٧) رسالة في إطلاق اللفظ وإرادة نوعه وصنفه وشخصه.

(١٨) رسالة في تحقيق الحق وما يتعلق به. وقد طبعت ملحقة بأول المجلد

٩

(١٩) حاشيته على كتاب المكاسب لشيخ الطائفة الامام الانصاري رحمه الله ، كبيرة ضخمة ، ومن أمعن فيها علم أنها اولى الحواشي وإن تأخر ظرفها.

(٢٠) رسالة في أخذ الاجرة على الواجبات.

(٢١) رسالة في أربع قواعد فقهية ، وقاعدة التجاوز، وقاعدة الفراغ ، وأصالة الصحة، وقاعدة اليد.

(٢٢) رسالة في الاجارة ، مبسوطة.

(٢٣) رسالة في صلاة المسافر.

(٢٤) رسالة في الطهارة.

(٢٥) منظومة في الا عتكاف.

(٢٦) منظومة في الصوم.

(٢٧) رسالة في صلاة الجماعة.

(٢٨) الوسيلة في أهم أبواب الفقه ، طبعت ببغداد.

(٢٩) تحفه الحكيم ، منظومة في الفلسفة العالية نسيج وحدها في تضمنها اصول الفن ، وفي جودة السرد ، وحسن السبك ، وقوة النظم.

(٣٠) رسالة في المعاد.

(٣١) رسالة في الاجتهاد والتقليد والعدالة.

(٣٢) ديوان شعره الفارسي في مدائح ومراثي آل بيت الوحي صلوات الله عليهم ، وكل شعره مشحون بالفلسفة والعرفان الناضج ، ويلحقه ديوان غزلياته العرفانية الحكيمة.

(٣٣) مجموع أراجيزه في كل من المعصومين الاربعة عشر صلوات الله عليهم ، وفي بعض رجالات بيت الوحي عليهم السلام « وهي هذه التي يزفها الطبع للقراء الكرام » وهناك شئ كثير من نظم ونثر وفوائد لم يجمعها دفتا ديوان.

أحسب ان رغباتك الطامحة إلى تعرف الحقائق الراهنة تحدوك إلى الوقوف على مبدء هذه المآثر ، وأنه كيف تأتى للفقيد الحصول على تلك المثابة ومن

١٠

المستصعب أو غير المستطاع للاكثر مثلها ، نعم.

ليس على الله بمستنكر

أن يجمع العالم في واحد

« ان الحكمة نور يقذفه الله في قلب من يشاء » والتوفيقات منح تختص بها المواد اللائقة ، وعلى ذلك لا تهمل طلبتك من عالم الاسباب التي توفرت لشيخنا الستاذ موجبات النبوغ بأسرها ، ومنها أن المقتضي لذلك قورن بعدم المانع فتمت العلة ، ومعلولها ما تشاهده من التفرد في مستوى الفضيلة.

أساتذته :

أتيح لشيخنا المترجم أساتذة من عباقرة الدنيا هم الاوضاح والغرر على جبهة الفضيلة والتنقيب ، فاستدر منهم أخلاق العلم ، واستنزف ثراءه ، فحصل على منة تستخف هضب الرواسي ، وتسم قنة تهزأ بشم الجبال فانهال عليه سيله الاتي ، وطاوعته أمواجه المتلاطمة ، ألا وهم :

(١) المحقق الاكبر ، سيد نوابغ العالم ، السيد محمد الاصفهاني الفشاركي صاحب الانظار العالية ، والافكار العميقة ، والثروة العلمية الطائلة ، والتآليف القيمة الجمة.

(٢) العلامة النيقد ، العلم المفرد ، المولى محمد كاظم الخراساني الغروي صاحب الكفاية وغيرها ، والمحقق الفذ في مستوى العلوم ، وانتماء « شيخنا المترجم » إلى استاذه هذا أكثر وأشهر لانه طالت مدته فدأب على التلمذة عليه ثلاثة عشر عاما فقها واصولا حتى قضى نحبه فاستقل شيخنا بالتدريس.

(٣) الفقيه البارع الضليع الاقا رضا الهمداني النجفي صاحب مصباح الفقيه وغيره ، المعروف ببعد النظر ، واصابة الفكر ، وأصالة الرأي ، والتقدم في الفقاهة ، فإن شيخنا المترجم قد أدرك برهة لا يستهان بها من أيامه وحضر مجلس درسه.

(٤) استاذ فلاسفة عصره الحكيم المتأله الحاج ميرزا محمد باقر الاصطهباناتي ، فإن شيخنا المترجم أخذ منه الفن الاعلى : الفلسفة.

كل هؤلاء الاساتذة في الرعيل الاول من محققي تلمذة الطائفة الامام

١١

ثلاثا عشر عاما فقها واصولا حتد قض نحبه فاستقل شخنا بالتدرس.

(٣) الفقه البارع الضلع الاقا رضا الهمدان النجفي الراي والتقدم في الفقاهة، فإن شيخنا المترجم قد ادراك برهة لايستهان بها من ايامه وحضردرسة.

(٤) استاذ فلاسفة عصره الحكيم المتاله الحاج ميرزا محمد باقرالاصطهباناتي، فان شيخنا المترجم اخذ منه الفن الاعلى : الفلسفة.

كل هولاء الاساتذة في الرعيل الاول من محققي تلمذة الطائفة الامام المجدد الشيرازي، نزيل سامراء ،المتوفى سنة ١٣١٢.

التقت هذه المبادئ الفياضة بمحل قابل من تابعيه في التفكير ، ونضوج في الرأي ، وصفاء في الذهن كالمرآة الصافية ينعكس فيها ما يقابله من حقائق ودقائق فلا يكاد أن يزول ، كل ذلك منبعث عن دفاع خارق للعادة ، وكان من سلامة طبعه ، وحدة فكره وذكائه يتوصل إلى عالم يدرسه من العلوم فيحل عويصاته كفتى فيه ، ولم تكن الاستفادة منه مقصورة على مجلس درسه لكنه كان :

هو البحر من أي النواحي أتيته

فنائله الافضال والعلم ساحله

فكان يسمعنا حتى في غير وقت الدراسة ما لمن تقرط به اذن الدهر من علم وحكمة وفلسفة وأخلاق وأدب وتأريخ ونظم ونثر وفكاهة حتى خسرناه وخسره العلم والدين في اللية الخامسة من شهر ذي الحجة الحرام سنة ١٣٦١ عن عمر يناهز الستة والستين عاما ، وكانت ولادته في ثاني محرم الحرام سنة ١٢٩٦ رحمه الله رحمة واسعة وقدس نفسه الزكية.

محمد علي الغروي الاردوبادي

١٢

(١)

«في مولد صاحب الرسالة الكبرى »

« وخاتم الانبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم »

١ اشرق كالشمس بغير حاجب

من مشرق الوجوب نور الواجب

٢ أو من سماء عالم الاسماء

نور المحمدية البيضاء

٣ لقد تجلى مبدء المبادى

من مصدر الوجود والايجاد

٤ من امره الماضي على الاشياء

أو علمه الفعلى ١ والقضائي ٢

٥ رقيقة ٣ المشيئة الفعلية

أو الحقيقة المحمدية ٤

__________________

١. العلم الفعلى : ما لا يؤخذ من الغير التعريفات للجرجاني ص ٦٧ قال صدر المتألهين رحمه الله : اما العلم الفعلى فكعلم الباري تعالى بما عدا ذاته وكعلم سائر العلل بمعلولاتها الاسفار ، ٣ ، ص ٣٨٣.

٢. القضاء : لغة الحكم وفى الاصطلاح عبارة عن الحكم الكلى الالهى في اعيان الموجودات على ما هي عليه من الاحوال الجارية في الازل الى الابد التعريفات للجرجاني ص ٧٦ راجع الى الاسفار ج ٦ ، ص ٢٩١ ونهاية الحكمة للعلامة الطباطبايى ص ٢٩٣.

٣. الرقيقة : هي اللطيفة الروحانية وقد تطلق على الواسطة اللطيفة الرابطة بين شيئين كالمدد الواصل من الحق الى العبد ويقال لها رقيقة النزول وكالوسيلة التي يتقرب بها العبد الى الحق من العلوم والاعمال والاخلاق السنية والمقامات الرفيعة ويقال لها العروج ورقيقة الارتقاء وقد تطلق الرقائق على علوم الطريقة والسلوك وكل ما يلطف به سر العبد وتزول به كثافات النفس اصطلاحات الصوفية للكاشاني ص ١٥٠ والتعريفات ص ٤٩.

٤. هي الذات مع التعين الاول وهو الاسم الاعظم التعريفات ص ٤٠ واصطلاحات الصوفية للكاشاني ص ٦٠.

١٣

٦ أو هو نفس النفس الرحماني ٥

بصورة بديعة المعاني

٧ أو فيضه ٦ المقدس الاطلاقى

فاض على الانفس والافاق

٨ أو انه حقيقة المثانى ٧

وعند اهل الحق حق ثان

٩ لابل هو الحق فمن رآه

فقد رأى الحق فما اجلاه ٨

١٠ إذ مقتضى الفناء في الشهود

عينية الشاهد والمشهود

١١ هو التجلى التام والمجلى الاتم

ومالك الحدث سلظان القدم

١٢ أبو العقول والنفوس والبشر

وقوة القوى وصورة الصور

١٣ ولوح الواح مجامع الحكم

أو قلم ٩ الاقلام أو اعلى القلم

١٤ اصل الاصول فهو علة العلل

عقل العقول فهو اول الاول

١٥ حقيقة الحقائق الكلية

وجوهر الجواهر العلوية

__________________

٥. النفس الرحماني : راجع الى التعليلة برقم ٤٢٦.

٦. الفيض في اصطلاح القوم على قسمين : القدس والمقدس فاما الفيض الاقدس هو سر التجلى الذاتي الحبى الموجب لوجود الاشياء واستعدادتها في الحضرة العلمية ثم الفعلية كما قال في الحديث القدسي : كنت كنزا مخفيا فاجبت ان اعرف ... واما الفيض المقدس فهو عبارة عن التجلى الاسمائى الموجب لظهور ما تقتضيه استعدادات الاعيان في الخارج فافيض المقدس مرتب على الفيض الاقدس والاقدس مرتب على الاسماء الالهية والاسماء الالهية مرتبة على الكمالات الذاتية الازلية القدسية رسالة نقد النقود المطبوعة مع جامع الاسرار للسيد حيدر الاملي ص ٦٨٢ والتعريفات ص ٧٣.

٧. المثانى : راجع الى التعليقة برقم ١٩٢.

٨. ما اجلاه : صيغة التعجب أي ما اظهره وما اوضحه.

٩. واعلم ان الحقيقة الكلية الاولى المتعينة بالتعين الاول عند التحقيق ليس لها اسم ولا رسم ولا وصف ولا نعت لان الحق التى هي صورته كذلك فاختلاف اساميها بحسب اعتباراتها في مدارج كمالاتها علما وعينا فسموها بحقيقة الحقائق لان الحقائق كلها ترجع إليها ابتداء وانتهاء وسموها بالقلم الاعلى لان بها تنتقش العلوم والحقائق على الواح الارواح وسطوح النفوس كلها وسموها بمركز الدائرة لانها كالنقطة بين دائرة الوجود المنتهية إليها خطوط الموجودات كلها. ومن اساميها العقل الاول والتعين الاول والروح القدس والامام المبين والروح الاعظم والنور والانسان الكبير والجوهر وخليفة الله وغير ذلك رسالة نقد النقود المبطبوعة مع جامع الاسرار للسيد حيدر الاملي مع التلخيص كثيرا ص ٦٩٠ الى ٦٩٥.

١٤

١٦ وجوده جمع جوامع الكلم

والجوهر الفرد ١٠ الذى لا ينقسم

١٧ هو العزيز والشديد في القوى

والملك الذى على العرش استوى

١٨ عرش الهوية المحمدية

مقامه المحمود بالختمية

١٩ هو المدار في المحيط الاعظم

به انتظام عقده المنظم

٢٠ بل هو في دائرة الدوائر

مديرها عند اولى البصائر

٢١ والملا الاعلى حريم بابه

والعرش مرقاة ١١ الى جنابه

٢٢ فاتحة الوجود خاتم الرسل

جل عن الثناء ما شئت فقل

٢٣ غيب الغيوب سر سر ذاته

وعالم الاسماء من صفاته

٢٤ ونسخة اللاهوت نقش جبهته

بل هي ذات بهجة ببهجته

٢٥ طلعته الغراء في الظهور

صرف الظهور فهو صرف النور

٢٦ ظهوره ظهور ناموس الازل

فلا يزال ظاهرا ولم يزل

٢٧ ونوره المحيط بالانوار

يجل ان يدرك بالابصار

٢٨ كل وجود هو من وجوده

فكل موجود رهين جوده

٢٩ وعالم الابداع ١٢ من ظهوره

ونشأة التكوين ظل نوره

٣٠ بل هو روح عالم الارواح ١٣

وجاعل الارواح في الاشباح

٣١ فهو حياة عالم الامكان

محدد الزمان والمكان

__________________

١٠. الجوهر الفرد في الصطلاح المتكلمين الجزء الذى لا يتجزى لا بحسب الخارج ولا بحسب الوهم أو الفرض العقلي وهنا كناية عن مرتبته « ص » في التجرد أي : وجوده وجود بسيط روحاني مجرد وهو لا ينقسم.

١١. المرقاة : المصعد أي آلة الصعود وبالفارسية نردبان.

١٢. الابداع والابتداع ايجاد شئ غير مسبوق بمادة ولا زمان كالعقول وهو يقابل التكوين لكونه مسبوقا بالمادة التعريفات ص ٣.

١٣. عالم الارواح والروحانيات هو عالم الغيب والملكوت في مقابل عالم الاجسام والجسمانيات.

١٥

٣٢ واين منه عاليات ١٤ الاحرف

ان هي الا نقطة في المصحف

٣٣ من منشئآت ١٥ فضله المبين

صحيفة الابداع والتكوين

٣٤ لوح الوجود كله نقش يده

وكله مداده ١٦ من مدده

٣٥ لابداع ١٧ من تلك اليد الفياضة

ان ١٨ يد الله يد الافاضة

(٢)

« معاجزه ومقاماته »

صلى الله عليه وآله وسلم »

٣٦ في كفه ١٩ تسبح الحصاة

فهى ٢٠ لكل ممكن حياة

٣٧ وما الكليم ما العصا وما الحجر

فهو بسبابته شق القمر٢١

٣٨ واين بيضاء يد الكليم

من يده البيضاء على العموم

__________________

١٤. الحروف العاليات : هي الشئون الذاتية الكامنة في غيب الغيوب كالشجرة في النواة اصطلاحات الصوفية للكاشاني ص ٥٨ والتعريفات ص ٣٨.

١٥. المنشئآت : المخلوقات والمحدثات يقال : انشأ الله الشئ : خلقه وانشأ الله الخلق : ابتدء خلقهم.

١٦. المداد : الحبر وفى الفارسية دوات ، مركب ، جوهر نوشتن سمى بذلك لامداده الكاتب.

١٧. لا بدع أي لا عجب.

١٨ « ان » في موضع التعليل.

١٩. من معجزاته « ص » تسبيح الحصى في يده الشريفة ، عن ابن عباس قال : قدم ملوك « حضر موت » على النبي « ص » فقالوا : كيف نعلم انك رسول الله؟ فاخذ كفا من حصى فقال : هذا يشهد انى رسول الله ، فسيح الحصى في يده وشهد انه رسول الله « ص ». المناقب لابن شهر آشوب ، ج ١ ، ص ٩٠

٢٠ الضمير للقصة = الشأن.

٢١. من معجزاته « ص » شق القمر شقتين في ليلة بدر حين اجتمع المشركون وقالوا : ان كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين قال : ان فعلت تؤمنون؟ قالوا : نعم ، فاشار إليه باصبعه فانشق شقتين ... المناقب لابن شهر آشوب ج ١ ، ص ١٢٢ *

١٦

٣٩ وقلبه مجلى التجلى الذاتي

وصدره خزانة الحياة

٤٠ خزانة الاسرار والمعارف

وما به حياة كل عارف

٤١ وعينه عند اولى الابصار

عين عيون عالم الاسرار

٤٢ وما رواه ليلة الاسراء

يختص علمه بعين الرائى

٤٣ وسمعه الملتذ بالخطاب

باب الى الغيب واى باب

٤٤ بل كله لله سمع ٢٢ وبصر

لا ملك يشبهه ولا بشر

(٣)

« القرآن الكريم ومزاياه واعجازه »

٤٥ كلامه القرآن والفرقان

وهو لسر ذاته عنوان ٢٣

٤٦ فهو لسان الله جل شأنه

في وحيه لا هو ترجمانه ٢٤

٤٧ لب ٢٥ لباب العلم في كتابه

اكرم ٢٦ بمن اتى وما اتى به

٤٨ كفاه في بلاغة البيان

ما فيه من بدائع المعاني

٤٩ فيه اصول الكمات المحكمة

وكل ما في الصحف المكرمة

٥٠ وفيه بالنص الصريح والاثر

كل صغير وكبير مستطر ٢٧

__________________

٢٢. سمع خبر ل‍ « كله » ولله متعلق بمحذوف حال مقدم ل‍ « سمع ».

٢٣. عنوان بالكسر والضم وعنوان كل شئ هو ما دلك من ظاهره على باطنه يقولون : الظاهر عنوان الباطن أي دليله.

٢٤ ترجمان وترجمان وترجمان : المترجم والشارح.

٢٥. اللب هو خالص كل شئ.

٢٦. افعل به للتعجب والمراد ب‍ « من اتى » هو النبي « ص » وب‍ « ما اتى به » هو القرآن.

٢٧. مستطر : مكتوب. اقول : ان كان غرض الناظم رحمه الله من النص الصريح هو آية سورة القمر برقم ٥٤ وكل صغير وكبير مستطر الظاهر ان هذه الاية مربوط بكتاب الاعمال أو باللوح الحمفوظ لا بالقرآن كما ذكر في تفسيرها مجمع البيان ، ج ٥ ، ص ١٩٤ في ذيل الاية والميزان ، ج ١٩ ، ص ٨٨

١٧

٥١ دلائل الاعجاز في آياته

بذاته مصدق لذاته

٥٢ يزداد في مر الدهور نورا

وزاده خفائه ظهورا

٥٣ وفيه من جواهر الاسرار

ما لا تمسه يد الافكار

٥٤ ذكر ونور وهدى ورحمة

عدل وفصل ٢٨ وامام ٢٩ الامة

(٤)

« الدين الابدي الخالد»

٥٥ ودينه في رتبة الكمال

شريعة الجلال والجمال

٥٦ شريعة الخلاص والمكارم

شريعة الاداب والعزائم ٣٠

٥٧ شريعة الحقوق والعدل السوى ٣١

في الحكم ما بين الضعيف والقوى

٥٨ فضائل الشرائع المعظمة

في طيها ٣٢ بكل معنى الكلمة

٥٩ فانها خاتمة الشرائع

كأنها لها من الطلائع ٣٣

__________________

٢٨. الفصل القضاء بين الحق والباطل وقول فصل : حق ليس بباطل. قال رسول الله « ص » في وصف القرآن : هو الفصل ليس بالهزل مجمع البيان ، ج ١ ، ص ١٦

٢٩. الامام من يؤتم به أي يقتدى به. قال رسول الله « ص » في فضل القرآن : ومن جعله امامه الذى يقتدى به ومعوله الذى ينتهى إليه آواه الله الى جنات النعيم والعيش السليم بحار الانوار ، ج ٩٢ ، ص ٣٢

٣٠. العزائم حمع عزيمة والعزيمة في اللغة عبارة عن الارادة المؤكدة وفى الشريعة اسم لما هو اصل المشروعات غير متعلق بالعوارض التعريفات للجرجاني ، ص ٦٤ وقال في المنجد : عزائم الله هي ما اوجبه الله على عباده.

٣١. السوى : المستوى والاستواء والانصاف والاعتدال.

٣٢. في طيها : في ضمنها.

٣٣. الطلائع جمع طليعه والطليعة المقدمة وبالفارسية جلودار ، طلايه دار

١٨

٦٠ شريعة ٣٤ طيبة الموارد ٣٥

زلالها ٣٦ عذب لكل وارد

٦١ ماء الحياة من زلال مائها

وبهجة الفردوس من صفائها

٦٢ شريعة رياضها انيقة ٣٧

وغرسها على يد الحقيقة

٦٣ على يد الخبير بالمصالح

اكرم به من مرشد وناصح

٦٤ شريعة لا عسر فيها وحرج

سمحاء ٣٨ سهلة لكل من ولج ٣٩

٦٥ سمحاء لا تمجها ٤٠ الطباع

تلتذ من بيانها الاسماع

(٥)

« فضله على الانبياء والرسل »

٦٦ وبابه باب نجاة الكل

وفى فنائه حياة الكل

٦٧ وصفوة ٤١ الصفى من صفائه

وخلة ٤٢ الخليل من وفائه

٦٨ ساحل فضله امان الملتجى

به التجى نوح فسمى النجى ٤٣

__________________

٣٤. الشريعة ههنا مورد الشاربة وبالفارسية جاى برداشتن آب ، جاى آب خوردن آبخورگاه واستعير للدين.

٣٥. الموارد جمع مورد : موضع الورود والطريق الى الماء.

٣٦. ماء زلال : عذب صاف يمر سريعا في الحلق والعذب : الطيب والمستساغ من الشراب والطعام وبالفارسية گوارا ، روا.

٣٧. انيقة : حسنة معجبة.

٣٨. السمحاء والسهلة بمعنى واحد.

٣٩. ولج الشئ في غيره : دخل فيه.

٤٠. لا تمجها : لاتقذ فها ولا تستكرهها.

٤١. الصفوة بافتح والضم والكسر وصفوة كل شئ : خالصة وخياره والصفى لقب آدم ع.

٤٢. الخلة : الصداقة والخليل : الصديق المختص وهو لقب ابراهيم ع.

٤٣. النجى : الناجى والمخلص نجات دهنده النجى : من تساره محرم راز.

١٩

٦٩ مقتبس من نوره الكليم

وفى فناء ٤٤ طوره مقيم

٧٠ فاز المسيح في الصبا بعهده

كأنه كان رضيع مهده

(٦)

« المعراج »

٧١ وما المسيح والعروج في السما

فهو الى فوق السموات سما ٤٥

٧٢ وجاز من سرادقات ٤٦ العظمة

وحاز ٤٧ ما يجل عن كل سمة

٧٣ فاز ٤٨ بارقى رتب الشهود

وغاية الغايات في الصعود

٧٤ شاهد في عروجه الكنز الخفى ٤٩

ونال من ادناه اقصى الشرف

٧٥ واتصل الظل بذى الظل فلا

ارفع منه منزلا وموئلا ٥٠

٧٦ هو النبي حين لا آدم بل

ولا وجود غيره عزوجل

٧٧ كان ولم يكن مع الله احد

والواحد المطلق اول العدد

٧٨ بل هو في مراتب الايجاد

وجوده مقدم ٥١ الاعداد

__________________

٤٤. الفناء : الساحة والامام.

٤٥. سما : علا وارتفع.

٤٦. سرادقات جمع سرادق : الخيمة معرب « سراپرده » في الفارسية.

٤٧. حاز الشئ : ضمه وجمعه وحصل عليه.

٤٨. فاز بالامر : ظفر به.

٤٩. الكنز المخفي هو الهوية الاحدية المكنونة في الغيب وهو ابطن كل باطن التعريفات للرجانى ص ٨١ واصطلاحات الصوفية للقاشانى ص ٧٠.

٥٠. المؤئل : الملجا.

٥١. في نسخة : وجوده مقوم الاعداد.

٢٠