نهج البلاغة

أبو الحسن محمّد الرضي بن الحسن الموسوي [ السيّد الرضيّ ]

نهج البلاغة

المؤلف:

أبو الحسن محمّد الرضي بن الحسن الموسوي [ السيّد الرضيّ ]


المحقق: الدكتور صبحي الصالح
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الكتاب اللبناني
الطبعة: ٢
الصفحات: ٨٥٣

ومَطِيَّةُ (٤٩١٧) التَّعَبِ ـ والْحِرْصُ والْكِبْرُ والْحَسَدُ ـ دَوَاعٍ إِلَى التَّقَحُّمِ فِي الذُّنُوبِ ـ والشَّرُّ جَامِعُ مَسَاوِئِ الْعُيُوبِ.

٣٧٢ ـ وقَالَ عليه‌السلام لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّه الأَنْصَارِيِّ ـ يَا جَابِرُ قِوَامُ الدِّينِ والدُّنْيَا بِأَرْبَعَةٍ ـ عَالِمٍ مُسْتَعْمِلٍ عِلْمَه ـ وجَاهِلٍ لَا يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَتَعَلَّمَ ـ وجَوَادٍ لَا يَبْخَلُ بِمَعْرُوفِه ـ وفَقِيرٍ لَا يَبِيعُ آخِرَتَه بِدُنْيَاه ـ فَإِذَا ضَيَّعَ الْعَالِمُ عِلْمَه ـ اسْتَنْكَفَ (٤٩١٨) الْجَاهِلُ أَنْ يَتَعَلَّمَ ـ وإِذَا بَخِلَ الْغَنِيُّ بِمَعْرُوفِه ـ بَاعَ الْفَقِيرُ آخِرَتَه بِدُنْيَاه.

يَا جَابِرُ مَنْ كَثُرَتْ نِعَمُ اللَّه عَلَيْه ـ كَثُرَتْ حَوَائِجُ النَّاسِ إِلَيْه ـ فَمَنْ قَامَ لِلَّه فِيهَا بِمَا يَجِبُ فِيهَا عَرَّضَهَا (٤٩١٩) لِلدَّوَامِ والْبَقَاءِ ومَنْ لَمْ يَقُمْ فِيهَا بِمَا يَجِبُ عَرَّضَهَا لِلزَّوَالِ والْفَنَاءِ.

٣٧٣ ـ ورَوَى ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي تَارِيخِه : عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْفَقِيه ـ وكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ لِقِتَالِ الْحَجَّاجِ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ ـ أَنَّه قَالَ فِيمَا كَانَ يَحُضُّ بِه النَّاسَ عَلَى الْجِهَادِ ـ إِنِّي سَمِعْتُ عَلِيّاً رَفَعَ اللَّه دَرَجَتَه فِي الصَّالِحِينَ ـ وأَثَابَه ثَوَابَ الشُّهَدَاءِ والصِّدِّيقِينَ ـ يَقُولُ يَوْمَ لَقِينَا أَهْلَ الشَّامِ.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ ـ إِنَّه مَنْ رَأَى عُدْوَاناً يُعْمَلُ بِه ـ ومُنْكَراً يُدْعَى إِلَيْه ـ فَأَنْكَرَه بِقَلْبِه فَقَدْ سَلِمَ وبَرِئَ (٤٩٢٠) ـ ومَنْ أَنْكَرَه بِلِسَانِه فَقَدْ أُجِرَ ـ وهُوَ أَفْضَلُ مِنْ صَاحِبِه ـ ومَنْ أَنْكَرَه بِالسَّيْفِ ـ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّه هِيَ الْعُلْيَا وكَلِمَةُ الظَّالِمِينَ هِيَ السُّفْلَى ـ فَذَلِكَ الَّذِي أَصَابَ سَبِيلَ الْهُدَى ـ وقَامَ عَلَى الطَّرِيقِ ونَوَّرَ فِي قَلْبِه الْيَقِينُ.

٥٤١

٣٧٤ ـ وفِي كَلَامٍ آخَرَ لَه يَجْرِي هَذَا الْمَجْرَى : فَمِنْهُمُ الْمُنْكِرُ لِلْمُنْكَرِ بِيَدِه ولِسَانِه وقَلْبِه ـ فَذَلِكَ الْمُسْتَكْمِلُ لِخِصَالِ الْخَيْرِ ـ ومِنْهُمُ الْمُنْكِرُ بِلِسَانِه وقَلْبِه والتَّارِكُ بِيَدِه ـ فَذَلِكَ مُتَمَسِّكٌ بِخَصْلَتَيْنِ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ ـ ومُضَيِّعٌ خَصْلَةً ـ ومِنْهُمُ الْمُنْكِرُ بِقَلْبِه والتَّارِكُ بِيَدِه ولِسَانِه ـ فَذَلِكَ الَّذِي ضَيَّعَ أَشْرَفَ الْخَصْلَتَيْنِ (٤٩٢١) مِنَ الثَّلَاثِ ـ وتَمَسَّكَ بِوَاحِدَةٍ ـ ومِنْهُمْ تَارِكٌ لإِنْكَارِ الْمُنْكَرِ بِلِسَانِه وقَلْبِه ويَدِه ـ فَذَلِكَ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ ـ ومَا أَعْمَالُ الْبِرِّ كُلُّهَا والْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّه ـ عِنْدَ الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ ـ إِلَّا كَنَفْثَةٍ (٤٩٢٢) فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ (٤٩٢٣) ـ وإِنَّ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ ـ لَا يُقَرِّبَانِ مِنْ أَجَلٍ ولَا يَنْقُصَانِ مِنْ رِزْقٍ ـ وأَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّه كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ.

٣٧٥ ـ وعَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَقُولُ : أَوَّلُ مَا تُغْلَبُونَ (٤٩٢٤) عَلَيْه مِنَ الْجِهَادِ ـ الْجِهَادُ بِأَيْدِيكُمْ ثُمَّ بِأَلْسِنَتِكُمْ ثُمَّ بِقُلُوبِكُمْ ـ فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ بِقَلْبِه مَعْرُوفاً ولَمْ يُنْكِرْ مُنْكَراً ـ قُلِبَ فَجُعِلَ أَعْلَاه أَسْفَلَه وأَسْفَلُه أَعْلَاه.

٣٧٦ ـ وقَالَ عليه‌السلام إِنَّ الْحَقَّ ثَقِيلٌ مَرِيءٌ (٤٩٢٥) وإِنَّ الْبَاطِلَ خَفِيفٌ وَبِيءٌ (٤٩٢٦).

٣٧٧ ـ وقَالَ عليه‌السلام لَا تَأْمَنَنَّ عَلَى خَيْرِ هَذِه الأُمَّةِ عَذَابَ اللَّه،

٥٤٢

لِقَوْلِه تَعَالَى ـ (فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ الله إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ) ـ ولَا تَيْأَسَنَّ لِشَرِّ هَذِه الأُمَّةِ مِنْ رَوْحِ اللَّه (٤٩٢٧) لِقَوْلِه تَعَالَى ـ (إِنَّه لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ الله إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ).

٣٧٨ ـ وقَالَ عليه‌السلام الْبُخْلُ جَامِعٌ لِمَسَاوِئِ الْعُيُوبِ ـ وهُوَ زِمَامٌ يُقَادُ بِه إِلَى كُلِّ سُوءٍ.

٣٧٩ ـ وقَالَ عليه‌السلام يَا ابْنَ آدَمَ الرِّزْقُ رِزْقَانِ رِزْقٌ تَطْلُبُه ـ ورِزْقٌ يَطْلُبُكَ فَإِنْ لَمْ تَأْتِه أَتَاكَ ـ فَلَا تَحْمِلْ هَمَّ سَنَتِكَ عَلَى هَمِّ يَوْمِكَ ـ كَفَاكَ كُلُّ يَوْمٍ عَلَى مَا فِيه ـ فَإِنْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ ـ فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى سَيُؤْتِيكَ فِي كُلِّ غَدٍ جَدِيدٍ مَا قَسَمَ لَكَ ـ وإِنْ لَمْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ ـ فَمَا تَصْنَعُ بِالْهَمِّ فِيمَا لَيْسَ لَكَ ـ ولَنْ يَسْبِقَكَ إِلَى رِزْقِكَ طَالِبٌ ـ ولَنْ يَغْلِبَكَ عَلَيْه غَالِبٌ ـ ولَنْ يُبْطِئَ عَنْكَ مَا قَدْ قُدِّرَ لَكَ.

قال الرضي وقد مضى هذا الكلام ـ فيما تقدم من هذا الباب ـ إلا أنه هاهنا أوضح وأشرح فلذلك كررناه ـ على القاعدة المقررة في أول الكتاب.

٣٨٠ ـ وقَالَ عليه‌السلام رُبَّ مُسْتَقْبِلٍ يَوْماً لَيْسَ بِمُسْتَدْبِرِه (٤٩٢٨) ـ ومَغْبُوطٍ (٤٩٢٩) فِي أَوَّلِ لَيْلِه قَامَتْ بَوَاكِيه فِي آخِرِه.

٣٨١ ـ وقَالَ عليه‌السلام الْكَلَامُ فِي وَثَاقِكَ (٤٩٣٠) مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِه ـ فَإِذَا تَكَلَّمْتَ بِه صِرْتَ فِي وَثَاقِه ـ فَاخْزُنْ (٤٩٣١) لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ ووَرِقَكَ (٤٩٣٢) ـ فَرُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً وجَلَبَتْ نِقْمَةً.

٥٤٣

٣٨٢ ـ وقَالَ عليه‌السلام لَا تَقُلْ مَا لَا تَعْلَمُ بَلْ لَا تَقُلْ كُلَّ مَا تَعْلَمُ ـ فَإِنَّ اللَّه فَرَضَ عَلَى جَوَارِحِكَ كُلِّهَا ـ فَرَائِضَ يَحْتَجُّ بِهَا عَلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

٣٨٣ ٣ ـ وقَالَ عليه‌السلام احْذَرْ أَنْ يَرَاكَ اللَّه عِنْدَ مَعْصِيَتِه ـ ويَفْقِدَكَ عِنْدَ طَاعَتِه ـ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ـ وإِذَا قَوِيتَ فَاقْوَ عَلَى طَاعَةِ اللَّه ـ وإِذَا ضَعُفْتَ فَاضْعُفْ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّه.

٣٨٤ ـ وقَالَ عليه‌السلام الرُّكُونُ إِلَى الدُّنْيَا مَعَ مَا تُعَايِنُ (٤٩٣٣) مِنْهَا جَهْلٌ ـ والتَّقْصِيرُ فِي حُسْنِ الْعَمَلِ ـ إِذَا وَثِقْتَ بِالثَّوَابِ عَلَيْه غَبْنٌ (٤٩٣٤) ـ والطُّمَأْنِينَةُ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ قَبْلَ الِاخْتِبَارِ لَه عَجْزٌ.

٣٨٥ ـ وقَالَ عليه‌السلام مِنْ هَوَانِ الدُّنْيَا عَلَى اللَّه أَنَّه لَا يُعْصَى إِلَّا فِيهَا ـ ولَا يُنَالُ مَا عِنْدَه إِلَّا بِتَرْكِهَا.

٣٨٦ ـ وقَالَ عليه‌السلام مَنْ طَلَبَ شَيْئاً نَالَه أَوْ بَعْضَه.

٣٨٧ ـ وقَالَ عليه‌السلام مَا خَيْرٌ بِخَيْرٍ بَعْدَه النَّارُ ـ ومَا شَرٌّ بِشَرٍّ بَعْدَه الْجَنَّةُ ـ وكُلُّ نَعِيمٍ دُونَ الْجَنَّةِ فَهُوَ مَحْقُورٌ (٤٩٣٥) ـ وكُلُّ بَلَاءٍ دُونَ النَّارِ عَافِيَةٌ.

٣٨٨ ـ وقَالَ عليه‌السلام أَلَا وإِنَّ مِنَ الْبَلَاءِ الْفَاقَةَ (٤٩٣٦) ـ وأَشَدُّ

٥٤٤

مِنَ الْفَاقَةِ مَرَضُ الْبَدَنِ ـ وأَشَدُّ مِنْ مَرَضِ الْبَدَنِ مَرَضُ الْقَلْبِ ـ أَلَا وإِنَّ مِنْ صِحَّةِ الْبَدَنِ تَقْوَى الْقَلْبِ.

٣٨٩ ـ وقَالَ عليه‌السلام مَنْ أَبْطَأَ بِه عَمَلُه لَمْ يُسْرِعْ بِه نَسَبُه : وفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى : مَنْ فَاتَه حَسَبُ نَفْسِه لَمْ يَنْفَعْه حَسَبُ آبَائِه.

٣٩٠ ـ وقَالَ عليه‌السلام لِلْمُؤْمِنِ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ فَسَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّه ـ وسَاعَةٌ يَرُمُّ (٤٩٣٧) مَعَاشَه ـ وسَاعَةٌ يُخَلِّي بَيْنَ نَفْسِه ـ وبَيْنَ لَذَّتِهَا فِيمَا يَحِلُّ ويَجْمُلُ ـ ولَيْسَ لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ شَاخِصاً إِلَّا فِي ثَلَاثٍ ـ مَرَمَّةٍ (٤٩٣٨) لِمَعَاشٍ أَوْ خُطْوَةٍ فِي مَعَادٍ (٤٩٣٩) ـ أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ.

٣٩١ ـ وقَالَ عليه‌السلام ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُبَصِّرْكَ اللَّه عَوْرَاتِهَا ـ ولَا تَغْفُلْ فَلَسْتَ بِمَغْفُولٍ عَنْكَ.

٣٩٢ ـ وقَالَ عليه‌السلام تَكَلَّمُوا تُعْرَفُوا فَإِنَّ الْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِه.

٣٩٣ ـ وقَالَ عليه‌السلام خُذْ مِنَ الدُّنْيَا مَا أَتَاكَ ـ وتَوَلَّ عَمَّا تَوَلَّى عَنْكَ ـ فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ فَأَجْمِلْ فِي الطَّلَبِ (٤٩٤٠).

٣٩٤ ـ وقَالَ عليه‌السلام رُبَّ قَوْلٍ أَنْفَذُ مِنْ صَوْلٍ (٤٩٤١).

٣٩٥ ـ وقَالَ عليه‌السلام كُلُّ مُقْتَصَرٍ (٤٩٤٢) عَلَيْه كَافٍ.

٥٤٥

٣٩٦ ـ وقَالَ عليه‌السلام الْمَنِيَّةُ (٤٩٤٣) ولَا الدَّنِيَّةُ (٤٩٤٤) والتَّقَلُّلُ (٤٩٤٥) ولَا التَّوَسُّلُ (٤٩٤٦) ومَنْ لَمْ يُعْطَ قَاعِداً لَمْ يُعْطَ قَائِماً (٤٩٤٧) والدَّهْرُ يَوْمَانِ يَوْمٌ لَكَ ويَوْمٌ عَلَيْكَ ـ فَإِذَا كَانَ لَكَ فَلَا تَبْطَرْ ـ وإِذَا كَانَ عَلَيْكَ فَاصْبِرْ.

٣٩٧ ـ وقَالَ عليه‌السلام نِعْمَ الطِّيبُ الْمِسْكُ خَفِيفٌ مَحْمِلُه عَطِرٌ رِيحُه.

٣٩٨ ـ وقَالَ عليه‌السلام ضَعْ فَخْرَكَ واحْطُطْ كِبْرَكَ واذْكُرْ قَبْرَكَ.

٣٩٩ ـ وقَالَ عليه‌السلام إِنَّ لِلْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ حَقّاً ـ وإِنَّ لِلْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ حَقّاً ـ فَحَقُّ الْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ ـ أَنْ يُطِيعَه فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا فِي مَعْصِيَةِ اللَّه سُبْحَانَه ـ وحَقُّ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ ـ أَنْ يُحَسِّنَ اسْمَه ويُحَسِّنَ أَدَبَه ويُعَلِّمَه الْقُرْآنَ.

٤٠٠ ـ وقَالَ عليه‌السلام الْعَيْنُ حَقٌّ والرُّقَى حَقٌّ والسِّحْرُ حَقٌّ ـ والْفَأْلُ (٤٩٤٨) حَقٌّ والطِّيَرَةُ (٤٩٤٩) لَيْسَتْ بِحَقٍّ ـ والْعَدْوَى لَيْسَتْ بِحَقٍّ ـ والطِّيبُ نُشْرَةٌ (٤٩٥٠) والْعَسَلُ نُشْرَةٌ ـ والرُّكُوبُ نُشْرَةٌ والنَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ نُشْرَةٌ.

٤٠١ ـ وقَالَ عليه‌السلام : مُقَارَبَةُ النَّاسِ فِي أَخْلَاقِهِمْ أَمْنٌ مِنْ غَوَائِلِهِمْ (٤٩٥١).

٥٤٦

٤٠٢ ـ وقَالَ عليه‌السلام لِبَعْضِ مُخَاطِبِيه ـ وقَدْ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ يُسْتَصْغَرُ مِثْلُه عَنْ قَوْلِ مِثْلِهَا:

لَقَدْ طِرْتَ شَكِيراً وهَدَرْتَ سَقْباً.

قال الرضي والشكير هاهنا أول ما ينبت من ريش الطائر ـ قبل أن يقوى ويستحصف ـ والسقب الصغير من الإبل ـ ولا يهدر إلا بعد أن يستفحل.

٤٠٣ ـ وقَالَ عليه‌السلام : مَنْ أَوْمَأَ (٤٩٥٢) إِلَى مُتَفَاوِتٍ (٤٩٥٣) خَذَلَتْه الْحِيَلُ (٤٩٥٤).

٤٠٤ ـ وقَالَ عليه‌السلام وقَدْ سُئِلَ عَنْ مَعْنَى قَوْلِهِمْ ـ لَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه ـ إِنَّا لَا نَمْلِكُ مَعَ اللَّه شَيْئاً ولَا نَمْلِكُ إِلَّا مَا مَلَّكَنَا ـ فَمَتَى مَلَّكَنَا مَا هُوَ أَمْلَكُ بِه مِنَّا كَلَّفَنَا ـ ومَتَى أَخَذَه مِنَّا (٤٩٥٥) وَضَعَ تَكْلِيفَه عَنَّا.

٤٠٥ ـ وقَالَ عليه‌السلام لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ ـ وقَدْ سَمِعَه يُرَاجِعُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ كَلَاماً ـ دَعْه يَا عَمَّارُ ـ فَإِنَّه لَمْ يَأْخُذْ مِنَ الدِّينِ إِلَّا مَا قَارَبَه مِنَ الدُّنْيَا ـ وعَلَى عَمْدٍ لَبَسَ عَلَى نَفْسِه (٤٩٥٦) ـ لِيَجْعَلَ الشُّبُهَاتِ عَاذِراً لِسَقَطَاتِه.

٤٠٦ ـ وقَالَ عليه‌السلام : مَا أَحْسَنَ تَوَاضُعَ الأَغْنِيَاءِ لِلْفُقَرَاءِ طَلَباً لِمَا عِنْدَ اللَّه ـ وأَحْسَنُ مِنْه تِيه الْفُقَرَاءِ عَلَى الأَغْنِيَاءِ ـ اتِّكَالًا عَلَى اللَّه.

٥٤٧

٤٠٧ ـ وقَالَ عليه‌السلام : مَا اسْتَوْدَعَ اللَّه امْرَأً عَقْلًا إِلَّا اسْتَنْقَذَه (٤٩٥٧) بِه يَوْماً مَا.

٤٠٨ ـ وقَالَ عليه‌السلام : مَنْ صَارَعَ الْحَقَّ صَرَعَه.

٤٠٩ ـ وقَالَ عليه‌السلام : الْقَلْبُ مُصْحَفُ الْبَصَرِ (٤٩٥٨).

٤١٠ ـ وقَالَ عليه‌السلام : التُّقَى رَئِيسُ الأَخْلَاقِ.

٤١١ ـ وقَالَ عليه‌السلام : لَا تَجْعَلَنَّ ذَرَبَ (٤٩٥٩) لِسَانِكَ عَلَى مَنْ أَنْطَقَكَ ـ وبَلَاغَةَ قَوْلِكَ عَلَى مَنْ سَدَّدَكَ (٤٩٦٠).

٤١٢ ـ وقَالَ عليه‌السلام : كَفَاكَ أَدَباً لِنَفْسِكَ اجْتِنَابُ مَا تَكْرَهُه مِنْ غَيْرِكَ.

٤١٣ ـ وقَالَ عليه‌السلام مَنْ صَبَرَ صَبْرَ الأَحْرَارِ وإِلَّا سَلَا (٤٩٦١) سُلُوَّ الأَغْمَارِ (٤٩٦٢).

٤١٤ ـ وفِي خَبَرٍ آخَرَ أَنَّه عليه‌السلام ـ قَالَ لِلأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ مُعَزِّياً عَنِ ابْنٍ لَه.

إِنْ صَبَرْتَ صَبْرَ الأَكَارِمِ ـ وإِلَّا سَلَوْتَ سُلُوَّ الْبَهَائِمِ.

٤١٥ ـ وقَالَ عليه‌السلام فِي صِفَةِ الدُّنْيَا : تَغُرُّ وتَضُرُّ وتَمُرُّ ـ إِنَّ اللَّه تَعَالَى لَمْ يَرْضَهَا ثَوَاباً لأَوْلِيَائِه ولَا عِقَاباً لأَعْدَائِه وإِنَّ أَهْلَ الدُّنْيَا كَرَكْبٍ ـ بَيْنَا هُمْ حَلُّوا إِذْ صَاحَ بِهِمْ سَائِقُهُمْ فَارْتَحَلُوا (٤٩٦٣).

٥٤٨

٤١٦ ـ وقَالَ لِابْنِه الْحَسَنِ عليه‌السلام لَا تُخَلِّفَنَّ وَرَاءَكَ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا ـ فَإِنَّكَ تَخَلِّفُه لأَحَدِ رَجُلَيْنِ ـ إِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فِيه بِطَاعَةِ اللَّه ـ فَسَعِدَ بِمَا شَقِيتَ بِه ـ وإِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فِيه بِمَعْصِيَةِ اللَّه ـ فَشَقِيَ بِمَا جَمَعْتَ لَه ـ فَكُنْتَ عَوْناً لَه عَلَى مَعْصِيَتِه ـ ولَيْسَ أَحَدُ هَذَيْنِ حَقِيقاً أَنْ تُؤْثِرَه عَلَى نَفْسِكَ.

قَالَ الرَّضِيُّ ويُرْوَى هَذَا الْكَلَامُ عَلَى وَجْه آخَرَ وهُوَ.

أَمَّا بَعْدُ ـ فَإِنَّ الَّذِي فِي يَدِكَ مِنَ الدُّنْيَا ـ قَدْ كَانَ لَه أَهْلٌ قَبْلَكَ ـ وهُوَ صَائِرٌ إِلَى أَهْلٍ بَعْدَكَ ـ وإِنَّمَا أَنْتَ جَامِعٌ لأَحَدِ رَجُلَيْنِ ـ رَجُلٍ عَمِلَ فِيمَا جَمَعْتَه بِطَاعَةِ اللَّه ـ فَسَعِدَ بِمَا شَقِيتَ بِه ـ أَوْ رَجُلٍ عَمِلَ فِيه بِمَعْصِيَةِ اللَّه ـ فَشَقِيتَ بِمَا جَمَعْتَ لَه ـ ولَيْسَ أَحَدُ هَذَيْنِ أَهْلًا أَنْ تُؤْثِرَه عَلَى نَفْسِكَ ـ ولَا أَنْ تَحْمِلَ لَه عَلَى ظَهْرِكَ ـ فَارْجُ لِمَنْ مَضَى رَحْمَةَ اللَّه ـ ولِمَنْ بَقِيَ رِزْقَ اللَّه.

٤١٧ ـ وقَالَ عليه‌السلام لِقَائِلٍ قَالَ بِحَضْرَتِه أَسْتَغْفِرُ اللَّه ـ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَتَدْرِي مَا الِاسْتِغْفَارُ ـ الِاسْتِغْفَارُ دَرَجَةُ الْعِلِّيِّينَ ـ وهُوَ اسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ ـ أَوَّلُهَا النَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى ـ والثَّانِي الْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ الْعَوْدِ إِلَيْه أَبَداً ـ والثَّالِثُ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ ـ حَتَّى تَلْقَى اللَّه أَمْلَسَ لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ ـ والرَّابِعُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ ـ ضَيَّعْتَهَا فَتُؤَدِّيَ حَقَّهَا ـ والْخَامِسُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اللَّحْمِ

٥٤٩

الَّذِي نَبَتَ عَلَى السُّحْتِ (٤٩٦٤) ـ فَتُذِيبَه بِالأَحْزَانِ حَتَّى تُلْصِقَ الْجِلْدَ بِالْعَظْمِ ـ ويَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ ـ والسَّادِسُ أَنْ تُذِيقَ الْجِسْمَ أَلَمَ الطَّاعَةِ ـ كَمَا أَذَقْتَه حَلَاوَةَ الْمَعْصِيَةِ ـ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّه.

٤١٨ ـ وقَالَ عليه‌السلام الْحِلْمُ عَشِيرَةٌ (٤٩٦٥).

٤١٩ ـ وقَالَ عليه‌السلام : مِسْكِينٌ ابْنُ آدَمَ ـ مَكْتُومُ الأَجَلِ مَكْنُونُ (٤٩٦٦) الْعِلَلِ ـ مَحْفُوظُ الْعَمَلِ تُؤْلِمُه الْبَقَّةُ ـ وتَقْتُلُه الشَّرْقَةُ (٤٩٦٧) وتُنْتِنُه (٤٩٦٨) الْعَرْقَةُ (٤٩٦٩).

٤٢٠ ـ ورُوِيَ أَنَّه عليه‌السلام كَانَ جَالِساً فِي أَصْحَابِه ـ فَمَرَّتْ بِهِمُ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ فَرَمَقَهَا الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ ـ فَقَالَ عليه‌السلام:

إِنَّ أَبْصَارَ هَذِه الْفُحُولِ طَوَامِحُ (٤٩٧٠) وإِنَّ ذَلِكَ سَبَبُ هِبَابِهَا (٤٩٧١) ـ فَإِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى امْرَأَةٍ تُعْجِبُه فَلْيُلَامِسْ أَهْلَه ـ فَإِنَّمَا هِيَ امْرَأَةٌ كَامْرَأَتِه.

فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ ـ قَاتَلَه اللَّه كَافِراً مَا أَفْقَهَه ـ فَوَثَبَ الْقَوْمُ لِيَقْتُلُوه ـ فَقَالَ عليه‌السلام:

رُوَيْداً (٤٩٧٢) إِنَّمَا هُوَ سَبٌّ بِسَبٍّ أَوْ عَفْوٌ عَنْ ذَنْبٍ.

٤٢١ ـ وقَالَ عليه‌السلام : كَفَاكَ مِنْ عَقْلِكَ مَا أَوْضَحَ لَكَ سُبُلَ غَيِّكَ مِنْ رُشْدِكَ.

٤٢٢ ـ وقَالَ عليه‌السلام : افْعَلُوا الْخَيْرَ ولَا تَحْقِرُوا مِنْه شَيْئاً،

٥٥٠

فَإِنَّ صَغِيرَه كَبِيرٌ وقَلِيلَه كَثِيرٌ ـ ولَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ إِنَّ أَحَداً أَوْلَى بِفِعْلِ الْخَيْرِ مِنِّي ـ فَيَكُونَ واللَّه كَذَلِكَ إِنَّ لِلْخَيْرِ والشَّرِّ أَهْلًا فَمَهْمَا تَرَكْتُمُوه مِنْهُمَا كَفَاكُمُوه أَهْلُه (٤٩٧٣).

٤٢٣ ـ وقَالَ عليه‌السلام : مَنْ أَصْلَحَ سَرِيرَتَه أَصْلَحَ اللَّه عَلَانِيَتَه ـ ومَنْ عَمِلَ لِدِينِه كَفَاه اللَّه أَمْرَ دُنْيَاه ـ ومَنْ أَحْسَنَ فِيمَا بَيْنَه وبَيْنَ اللَّه ـ أَحْسَنَ اللَّه مَا بَيْنَه وبَيْنَ النَّاسِ.

٤٢٤ ـ وقَالَ عليه‌السلام : الْحِلْمُ غِطَاءٌ سَاتِرٌ والْعَقْلُ حُسَامٌ قَاطِعٌ ـ فَاسْتُرْ خَلَلَ خُلُقِكَ بِحِلْمِكَ وقَاتِلْ هَوَاكَ بِعَقْلِكَ.

٤٢٥ ـ وقَالَ عليه‌السلام : إِنَّ لِلَّه عِبَاداً يَخْتَصُّهُمُ اللَّه بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ ـ فَيُقِرُّهَا (٤٩٧٤) فِي أَيْدِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا ـ فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ ثُمَّ حَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ.

٤٢٦ ـ وقَالَ عليه‌السلام : لَا يَنْبَغِي لِلْعَبْدِ أَنْ يَثِقَ بِخَصْلَتَيْنِ الْعَافِيَةِ والْغِنَى ـ بَيْنَا تَرَاه مُعَافًى إِذْ سَقِمَ وبَيْنَا تَرَاه غَنِيّاً إِذِ افْتَقَرَ.

٤٢٧ ـ وقَالَ عليه‌السلام : مَنْ شَكَا الْحَاجَةَ إِلَى مُؤْمِنٍ فَكَأَنَّه شَكَاهَا إِلَى اللَّه ـ ومَنْ شَكَاهَا إِلَى كَافِرٍ فَكَأَنَّمَا شَكَا اللَّه.

٤٢٨ ـ وقَالَ عليه‌السلام فِي بَعْضِ الأَعْيَادِ ـ إِنَّمَا هُوَ عِيدٌ لِمَنْ قَبِلَ اللَّه صِيَامَه وشَكَرَ قِيَامَه ـ وكُلُّ يَوْمٍ لَا يُعْصَى اللَّه فِيه فَهُوَ عِيدٌ.

٥٥١

٤٢٩ ـ وقَالَ عليه‌السلام : إِنَّ أَعْظَمَ الْحَسَرَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ـ حَسْرَةُ رَجُلٍ كَسَبَ مَالًا فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللَّه ـ فَوَرِثَه رَجُلٌ فَأَنْفَقَه فِي طَاعَةِ اللَّه سُبْحَانَه ـ فَدَخَلَ بِه الْجَنَّةَ ودَخَلَ الأَوَّلُ بِه النَّارَ.

٤٣٠ ـ وقَالَ عليه‌السلام : إِنَّ أَخْسَرَ النَّاسِ صَفْقَةً (٤٩٧٥) وأَخْيَبَهُمْ سَعْياً ـ رَجُلٌ أَخْلَقَ (٤٩٧٦) بَدَنَه فِي طَلَبِ مَالِه ـ ولَمْ تُسَاعِدْه الْمَقَادِيرُ عَلَى إِرَادَتِه ـ فَخَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا بِحَسْرَتِه وقَدِمَ عَلَى الآخِرَةِ بِتَبِعَتِه (٤٩٧٧).

٤٣١ ـ وقَالَ عليه‌السلام : الرِّزْقُ رِزْقَانِ طَالِبٌ ومَطْلُوبٌ ـ فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَه الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَه عَنْهَا ـ ومَنْ طَلَبَ الآخِرَةَ طَلَبَتْه الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَه مِنْهَا.

٤٣٢ ـ وقَالَ عليه‌السلام : إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّه هُمُ الَّذِينَ نَظَرُوا إِلَى بَاطِنِ الدُّنْيَا ـ إِذَا نَظَرَ النَّاسُ إِلَى ظَاهِرِهَا ـ واشْتَغَلُوا بِآجِلِهَا (٤٩٧٨) إِذَا اشْتَغَلَ النَّاسُ بِعَاجِلِهَا ـ فَأَمَاتُوا مِنْهَا مَا خَشُوا أَنْ يُمِيتَهُمْ (٤٩٧٩) ـ وتَرَكُوا مِنْهَا مَا عَلِمُوا أَنَّه سَيَتْرُكُهُمْ ـ ورَأَوُا اسْتِكْثَارَ غَيْرِهِمْ مِنْهَا اسْتِقْلَالًا ـ ودَرَكَهُمْ لَهَا فَوْتاً ـ أَعْدَاءُ مَا سَالَمَ النَّاسُ وسَلْمُ (٤٩٨٠) مَا عَادَى النَّاسُ ـ بِهِمْ عُلِمَ الْكِتَابُ وبِه عَلِمُوا ـ وبِهِمْ قَامَ الْكِتَابُ وبِه قَامُوا ـ لَا يَرَوْنَ مَرْجُوّاً فَوْقَ مَا يَرْجُونَ ـ ولَا مَخُوفاً فَوْقَ مَا يَخَافُونَ.

٥٥٢

٤٣٣ ـ وقَالَ عليه‌السلام : اذْكُرُوا انْقِطَاعَ اللَّذَّاتِ وبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.

٤٣٤ ـ وقَالَ عليه‌السلام : اخْبُرْ تَقْلِه (٤٩٨١).

قال الرضي ـ ومن الناس من يروي هذا للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ومما يقوي أنه من كلام أمير المؤمنين عليه‌السلام ما حكاه ثعلب عن ابن الأعرابي قال المأمون ـ لولا أن عليا عليه‌السلام قال اخبر تقله ـ لقلت أقله تخبر.

٤٣٥ ـ وقَالَ عليه‌السلام : مَا كَانَ اللَّه لِيَفْتَحَ عَلَى عَبْدٍ بَابَ الشُّكْرِ ـ ويُغْلِقَ عَنْه بَابَ الزِّيَادَةِ ـ ولَا لِيَفْتَحَ عَلَى عَبْدٍ بَابَ الدُّعَاءِ ويُغْلِقَ عَنْه بَابَ الإِجَابَةِ ـ ولَا لِيَفْتَحَ لِعَبْدٍ بَابَ التَّوْبَةِ ويُغْلِقَ عَنْه بَابَ الْمَغْفِرَةِ.

٤٣٦ ـ وقَالَ عليه‌السلام : أَوْلَى النَّاسِ بِالْكَرَمِ مَنْ عُرِفَتْ بِه الْكِرَامُ.

٤٣٧ ـ وسُئِلَ عليه‌السلام أَيُّهُمَا أَفْضَلُ الْعَدْلُ أَوِ الْجُودُ فَقَالَ عليه‌السلام ـ الْعَدْلُ يَضَعُ الأُمُورَ مَوَاضِعَهَا والْجُودُ يُخْرِجُهَا مِنْ جِهَتِهَا ـ والْعَدْلُ سَائِسٌ عَامٌّ والْجُودُ عَارِضٌ خَاصٌّ ـ فَالْعَدْلُ أَشْرَفُهُمَا وأَفْضَلُهُمَا.

٤٣٨ ـ وقَالَ عليه‌السلام : النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.

٤٣٩ ـ وقَالَ عليه‌السلام : الزُّهْدُ كُلُّه بَيْنَ كَلِمَتَيْنِ مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ اللَّه سُبْحَانَه ـ (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ولا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ).

٥٥٣

ومَنْ لَمْ يَأْسَ (٤٩٨٢) عَلَى الْمَاضِي ولَمْ يَفْرَحْ بِالآتِي ـ فَقَدْ أَخَذَ الزُّهْدَ بِطَرَفَيْه.

٤٤٠ ـ وقَالَ عليه‌السلام : مَا أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ (٤٩٨٣).

٤٤١ ـ وقَالَ عليه‌السلام : الْوِلَايَاتُ مَضَامِيرُ الرِّجَالِ (٤٩٨٤).

٤٤٢ ـ وقَالَ عليه‌السلام : لَيْسَ بَلَدٌ بِأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَدٍ خَيْرُ الْبِلَادِ مَا حَمَلَكَ.

٤٤٣ ـ وقَالَ عليه‌السلام وقَدْ جَاءَه نَعْيُ الأَشْتَرِ رحمه‌الله:

مَالِكٌ (٤٩٨٥) ومَا مَالِكٌ واللَّه لَوْ كَانَ جَبَلًا لَكَانَ فِنْداً ـ ولَوْ كَانَ حَجَراً لَكَانَ صَلْداً ـ لَا يَرْتَقِيه الْحَافِرُ ولَا يُوفِي عَلَيْه (٤٩٨٦) الطَّائِرُ.

قال الرضي ـ والفند المنفرد من الجبال.

٤٤٤ ـ وقَالَ عليه‌السلام : قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْه خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ مَمْلُولٍ مِنْه.

٤٤٥ ـ وقَالَ عليه‌السلام : إِذَا كَانَ فِي رَجُلٍ خَلَّةٌ (٤٩٨٧) رَائِقَةٌ فَانْتَظِرُوا أَخَوَاتِهَا.

٤٤٦ ـ وقَالَ عليه‌السلام لِغَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ أَبِي الْفَرَزْدَقِ فِي كَلَامٍ دَارَ بَيْنَهُمَا.

مَا فَعَلَتْ إِبِلُكَ الْكَثِيرَةُ ـ قَالَ دَغْدَغَتْهَا الْحُقُوقُ (٤٩٨٨) يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ـ فَقَالَ عليه‌السلام ذَلِكَ أَحْمَدُ سُبُلِهَا.

٥٥٤

٤٤٧ ـ وقَالَ عليه‌السلام : مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه فَقَدِ ارْتَطَمَ (٤٩٨٩) فِي الرِّبَا.

٤٤٨ ـ وقَالَ عليه‌السلام : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلَاه اللَّه بِكِبَارِهَا.

٤٤٩ ـ وقَالَ عليه‌السلام : مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْه نَفْسُه هَانَتْ عَلَيْه شَهَوَاتُه.

٤٥٠ ـ وقَالَ عليه‌السلام : مَا مَزَحَ (٤٩٩٠) امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلَّا مَجَّ (٤٩٩١) مِنْ عَقْلِه مَجَّةً.

٤٥١ ـ وقَالَ عليه‌السلام : زُهْدُكَ فِي رَاغِبٍ فِيكَ نُقْصَانُ حَظٌّ ـ ورَغْبَتُكَ فِي زَاهِدٍ فِيكَ ذُلُّ نَفْسٍ.

٤٥٢ ـ وقال عليه‌السلام الْغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ (٤٩٩٢) عَلَى اللَّه.

٤٥٣ ـ وقَالَ عليه‌السلام : مَا زَالَ الزُّبَيْرُ رَجُلًا مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ ـ حَتَّى نَشَأَ ابْنُه الْمَشْئُومُ عَبْدُ اللَّه.

٤٥٤ ـ وقَالَ عليه‌السلام : مَا لِابْنِ آدَمَ والْفَخْرِ ـ أَوَّلُه نُطْفَةٌ وآخِرُه جِيفَةٌ ـ ولَا يَرْزُقُ نَفْسَه ولَا يَدْفَعُ حَتْفَه.

٤٥٥ ـ وسُئِلَ مَنْ أَشْعَرُ الشُّعَرَاءِ فَقَالَ عليه‌السلام :

٥٥٥

إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَجْرُوا فِي حَلْبَةٍ (٤٩٩٣) ـ تُعْرَفُ الْغَايَةُ عِنْدَ قَصَبَتِهَا ـ فَإِنْ كَانَ ولَا بُدَّ فَالْمَلِكُ الضِّلِّيلُ (٤٩٩٤).

يريد إمرأ القيس

٤٥٦ ـ وقَالَ عليه‌السلام : أَلَا حُرٌّ يَدَعُ هَذِه اللُّمَاظَةَ (٤٩٩٥) لأَهْلِهَا ـ إِنَّه لَيْسَ لأَنْفُسِكُمْ ثَمَنٌ إِلَّا الْجَنَّةَ فَلَا تَبِيعُوهَا إِلَّا بِهَا.

٤٥٧ ـ وقَالَ عليه‌السلام : مَنْهُومَانِ (٤٩٩٦) لَا يَشْبَعَانِ طَالِبُ عِلْمٍ وطَالِبُ دُنْيَا.

٤٥٨ ـ وقَالَ عليه‌السلام : الإِيمَانُ أَنْ تُؤْثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ ـ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ ـ وأَلَّا يَكُونَ فِي حَدِيثِكَ فَضْلٌ عَنْ عَمَلِكَ (٤٩٩٧) ـ وأَنْ تَتَّقِيَ اللَّه فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ (٤٩٩٨).

٤٥٩ ـ وقَالَ عليه‌السلام : يَغْلِبُ الْمِقْدَارُ (٤٩٩٩) عَلَى التَّقْدِيرِ (٥٠٠٠) حَتَّى تَكُونَ الآفَةُ فِي التَّدْبِير.

قال الرضي وقد مضى هذا المعنى فيما تقدم ـ برواية تخالف هذه الألفاظ.

٤٦٠ ـ وقَالَ عليه‌السلام : الْحِلْمُ (٥٠٠١) والأَنَاةُ (٥٠٠٢) تَوْأَمَانِ (٥٠٠٣) يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.

٤٦١ ـ وقَالَ عليه‌السلام : الْغِيبَةُ (٥٠٠٤) جُهْدُ (٥٠٠٥) الْعَاجِزِ.

٤٦٢ ـ وقَالَ عليه‌السلام : رُبَّ مَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيه.

٥٥٦

٤٦٣ ـ وقَالَ عليه‌السلام : الدُّنْيَا خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا ولَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا.

٤٦٤ ـ وقَالَ عليه‌السلام : إِنَّ لِبَنِي أُمَيَّةَ مِرْوَداً يَجْرُونَ فِيه ـ ولَوْ قَدِ اخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ ـ ثُمَّ كَادَتْهُمُ (٥٠٠٦) الضِّبَاعُ لَغَلَبَتْهُمْ.

قال الرضي ـ والمرود هنا مفعل من الإرواد وهو الإمهال والإظهار وهذا من أفصح الكلام وأغربه ـ فكأنه عليه‌السلام شبه المهلة التي هم فيها بالمضمار ـ الذي يجرون فيه إلى الغاية ـ فإذا بلغوا منقطعها انتقض نظامهم بعدها.

٤٦٥ ـ وقَالَ عليه‌السلام فِي مَدْحِ الأَنْصَارِ ـ هُمْ واللَّه رَبَّوُا (٥٠٠٧) الإِسْلَامَ كَمَا يُرَبَّى الْفِلْوُ (٥٠٠٨) ـ مَعَ غَنَائِهِمْ (٥٠٠٩) بِأَيْدِيهِمُ السِّبَاطِ (٥٠١٠) وأَلْسِنَتِهِمُ السِّلَاطِ (٥٠١١).

٤٦٦ ـ وقَالَ عليه‌السلام : الْعَيْنُ وِكَاءُ السَّه.

قال الرضي ـ وهذه من الاستعارات العجيبة ـ كأنه يشبه السه بالوعاء والعين بالوكاء ـ فإذا أطلق الوكاء لم ينضبط الوعاء ـ وهذا القول في الأشهر الأظهر من كلام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وقد رواه قوم لأمير المؤمنين عليه‌السلام ـ وذكر ذلك المبرد في كتاب المقتضب ـ في باب اللفظ بالحروف ـ وقد تكلمنا على هذه الاستعارة ـ في كتابنا الموسوم بمجازات الآثار النبوية.

٤٦٧ ـ وقَالَ عليه‌السلام فِي كَلَامٍ لَه : ووَلِيَهُمْ وَالٍ فَأَقَامَ واسْتَقَامَ حَتَّى ضَرَبَ الدِّينُ بِجِرَانِه (٥٠١٢).

٤٦٨ ـ وقَالَ عليه‌السلام : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ عَضُوضٌ (٥٠١٣) ـ يَعَضُّ الْمُوسِرُ (٥٠١٤) فِيه عَلَى مَا فِي يَدَيْه ـ ولَمْ يُؤْمَرْ بِذَلِكَ قَالَ اللَّه

٥٥٧

سُبْحَانَه ـ (ولا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) ـ تَنْهَدُ فِيه (٥٠١٥) الأَشْرَارُ وتُسْتَذَلُّ الأَخْيَارُ ـ ويُبَايِعُ الْمُضْطَرُّونَ ـ وقَدْ نَهَى رَسُولُ اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله عَنْ بَيْعِ الْمُضْطَرِّينَ (٥٠١٦).

٤٦٩ ـ وقَالَ عليه‌السلام : يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلَانِ مُحِبٌّ مُفْرِطٌ وبَاهِتٌ (٥٠١٧) مُفْتَرٍ (٥٠١٨).

قال الرضي : وهذا مثل قوله عليه‌السلام هَلَكَ فِيَّ رَجُلَانِ مُحِبٌّ غَالٍ ومُبْغِضٌ قَالٍ

٤٧٠ ـ وسُئِلَ عَنِ التَّوْحِيدِ والْعَدْلِ فَقَالَ عليه‌السلام.

التَّوْحِيدُ أَلَّا تَتَوَهَّمَه (٥٠١٩) والْعَدْلُ أَلَّا تَتَّهِمَه (٥٠٢٠).

٤٧١ ـ وقال عليه‌السلام : لَا خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ كَمَا أَنَّه لَا خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.

٤٧٢ ـ وقَالَ عليه‌السلام فِي دُعَاءٍ اسْتَسْقَى بِه:

اللَّهُمَّ اسْقِنَا ذُلُلَ السَّحَابِ دُونَ صِعَابِهَا.

قال الرضي ـ وهذا من الكلام العجيب الفصاحة ـ وذلك أنه عليه‌السلام شبه السحاب ذوات الرعود والبوارق ـ والرياح والصواعق ـ بالإبل الصعاب التي تقمص (٥٠٢١) برحالها (٥٠٢٢) وتقص (٥٠٢٣) بركبانها ـ وشبه السحاب خالية من تلك الروائع (٥٠٢٤) ـ بالإبل الذلل التي تحتلب (٥٠٢٥) طيعة (٥٠٢٦) وتقتعد (٥٠٢٧) مسمحة (٥٠٢٨).

٤٧٣ ـ وقِيلَ لَه عليه‌السلام لَوْ غَيَّرْتَ شَيْبَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ عليه‌السلام.

الْخِضَابُ زِينَةٌ ونَحْنُ قَوْمٌ فِي مُصِيبَةٍ! (يُرِيدُ وَفَاةَ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم).

٥٥٨

٤٧٤ ـ وقَالَ عليه‌السلام : مَا الْمُجَاهِدُ الشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّه بِأَعْظَمَ أَجْراً ـ مِمَّنْ قَدَرَ فَعَفَّ ـ لَكَادَ الْعَفِيفُ أَنْ يَكُونَ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ.

٤٧٥ ـ وقَالَ عليه‌السلام : الْقَنَاعَةُ مَالٌ لَا يَنْفَدُ.

قال الرضي وقد روى بعضهم هذا الكلام لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

٤٧٦ ـ وقَالَ عليه‌السلام لِزِيَادِ ابْنِ أَبِيه ـ وقَدِ اسْتَخْلَفَه لِعَبْدِ اللَّه بْنِ الْعَبَّاسِ عَلَى فَارِسَ وأَعْمَالِهَا ـ فِي كَلَامٍ طَوِيلٍ كَانَ بَيْنَهُمَا نَهَاه فِيه عَنْ تَقَدُّمِ الْخَرَاجِ (٥٠٢٩) ـ. اسْتَعْمِلِ الْعَدْلَ واحْذَرِ الْعَسْفَ (٥٠٣٠) والْحَيْفَ (٥٠٣١) ـ فَإِنَّ الْعَسْفَ يَعُودُ بِالْجَلَاءِ والْحَيْفَ يَدْعُو إِلَى السَّيْفِ.

٤٧٧ ـ وقَالَ عليه‌السلام : أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهَا صَاحِبُه.

٤٧٨ ـ وقَالَ عليه‌السلام : مَا أَخَذَ اللَّه عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ـ حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.

٤٧٩ ـ وقَالَ عليه‌السلام : شَرُّ الإِخْوَانِ مَنْ تُكُلِّفَ لَه.

قال الرضي لأن التكليف مستلزم للمشقة وهو شر لازم عن الأخ المتكلف له فهو شر الإخوان.

٤٨٠ ـ وقَالَ عليه‌السلام : إِذَا احْتَشَمَ الْمُؤْمِنُ أَخَاه فَقَدْ فَارَقَه.

قال الرضي يقال حشمه وأحشمه إذا أغضبه وقيل أخجله أو احتشمه طلب ذلك له وهو مظنة مفارقته.

٥٥٩

وهذا حين انتهاء الغاية بنا إلى قطع المختار من كلام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، حامدين للَّه سبحانه على ما منّ به من توفيقنا لضم ما انتشر من أطرافه ، وتقريب ما بعد من أقطاره. وتقرر العزم كما شرطنا أولا على تفضيل أوراق من البياض في آخر كل باب من الأبواب ، ليكون لاقتناص الشارد ، واستلحاق الوارد ، وما عسى أن يظهر لنا بعد الغموض ، ويقع إلينا بعد الشذوذ ، وما توفيقنا إلا باللَّه : عليه توكلنا ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وذلك في رجب سنة أربع مائة من الهجرة ، وصلى اللَّه على سيدنا محمد خاتم الرسل ، والهادي إلى خير السبل ، وآله الطاهرين ، وأصحابه نجوم اليقين.

تم ـ والحمد لله ـ

نهج البلاغة

من كلام أمير المؤمنين عليه‌السلام

٥٦٠