نهج البلاغة

أبو الحسن محمّد الرضي بن الحسن الموسوي [ السيّد الرضيّ ]

نهج البلاغة

المؤلف:

أبو الحسن محمّد الرضي بن الحسن الموسوي [ السيّد الرضيّ ]


المحقق: الدكتور صبحي الصالح
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الكتاب اللبناني
الطبعة: ٢
الصفحات: ٨٥٣

وشَحَاحَةً (٣٠٦٦) بِلَهْوِه ولَعِبِه فَبَيْنَا هُوَ يَضْحَكُ إِلَى الدُّنْيَا وتَضْحَكُ إِلَيْه ـ فِي ظِلِّ عَيْشٍ غَفُولٍ (٣٠٦٧) إِذْ وَطِئَ الدَّهْرُ بِه حَسَكَه (٣٠٦٨) ـ ونَقَضَتِ الأَيَّامُ قُوَاه ـ ونَظَرَتْ إِلَيْه الْحُتُوفُ (٣٠٦٩) مِنْ كَثَبٍ (٣٠٧٠) ـ فَخَالَطَه (٣٠٧١) بَثٌّ (٣٠٧٢) لَا يَعْرِفُه ونَجِيُّ (٣٠٧٣) هَمٍّ مَا كَانَ يَجِدُه ـ وتَوَلَّدَتْ فِيه فَتَرَاتُ (٣٠٧٤) عِلَلٍ آنَسَ مَا كَانَ بِصِحَّتِه ـ فَفَزِعَ إِلَى مَا كَانَ عَوَّدَه الأَطِبَّاءُ ـ مِنْ تَسْكِينِ الْحَارِّ بِالْقَارِّ (٣٠٧٥) وتَحْرِيكِ الْبَارِدِ بِالْحَارِّ ـ فَلَمْ يُطْفِئْ بِبَارِدٍ إِلَّا ثَوَّرَ حَرَارَةً ـ ولَا حَرَّكَ بِحَارٍّ إِلَّا هَيَّجَ بُرُودَةً ـ ولَا اعْتَدَلَ بِمُمَازِجٍ (٣٠٧٦) لِتِلْكَ الطَّبَائِعِ ـ إِلَّا أَمَدَّ مِنْهَا كُلَّ ذَاتِ دَاءٍ ـ حَتَّى فَتَرَ مُعَلِّلُه (٣٠٧٧) وذَهَلَ مُمَرِّضُه ـ وتَعَايَا (٣٠٧٨) أَهْلُه بِصِفَةِ دَائِه ـ وخَرِسُوا عَنْ جَوَابِ السَّاِئِلينَ عَنْه ـ وتَنَازَعُوا دُونَه شَجِيَّ خَبَرٍ يَكْتُمُونَه ـ فَقَائِلٌ يَقُولُ هُوَ لِمَا بِه (٣٠٧٩) ومُمَنٍّ (٣٠٨٠) لَهُمْ إِيَابَ (٣٠٨١) عَافِيَتِه ـ ومُصَبِّرٌ لَهُمْ عَلَى فَقْدِه ـ يُذَكِّرُهُمْ أُسَى (٣٠٨٢) الْمَاضِينَ مِنْ قَبْلِه ـ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ عَلَى جَنَاحٍ مِنْ فِرَاقِ الدُّنْيَا ـ وتَرْكِ الأَحِبَّةِ ـ إِذْ عَرَضَ لَه عَارِضٌ مِنْ غُصَصِه ـ فَتَحَيَّرَتْ نَوَافِذُ فِطْنَتِه (٣٠٨٣) ويَبِسَتْ رُطُوبَةُ لِسَانِه ـ فَكَمْ مِنْ مُهِمٍّ مِنْ جَوَابِه عَرَفَه فَعَيَّ (٣٠٨٤) عَنْ رَدِّه ـ ودُعَاءٍ مُؤْلِمٍ بِقَلْبِه سَمِعَه فَتَصَامَّ عَنْه ـ مِنْ كَبِيرٍ كَانَ يُعَظِّمُه أَوْ صَغِيرٍ كَانَ يَرْحَمُه ـ وإِنَّ لِلْمَوْتِ لَغَمَرَاتٍ (٣٠٨٥) هِيَ أَفْظَعُ مِنْ أَنْ تُسْتَغْرَقَ بِصِفَةٍ ـ أَوْ تَعْتَدِلَ عَلَى عُقُولِ (٣٠٨٦) أَهْلِ الدُّنْيَا.

٣٤١

٢٢٢ ـ ومن كلام له عليه‌السلام

قاله عند تلاوته : (يُسَبِّحُ لَه فِيها بِالْغُدُوِّ والآصالِ رِجالٌ ـ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ ولا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله).

إِنَّ اللَّه سُبْحَانَه وتَعَالَى جَعَلَ الذِّكْرَ (٣٠٨٧) جِلاءً (٣٠٨٨) لِلْقُلُوبِ ـ تَسْمَعُ بِه بَعْدَ الْوَقْرَةِ (٣٠٨٩) وتُبْصِرُ بِه بَعْدَ الْعَشْوَةِ (٣٠٩٠) ـ وتَنْقَادُ بِه بَعْدَ الْمُعَانَدَةِ ـ ومَا بَرِحَ لِلَّه عَزَّتْ آلَاؤُه فِي الْبُرْهَةِ بَعْدَ الْبُرْهَةِ ـ وفِي أَزْمَانِ الْفَتَرَاتِ (٣٠٩١) عِبَادٌ نَاجَاهُمْ (٣٠٩٢) فِي فِكْرِهِمْ ـ وكَلَّمَهُمْ فِي ذَاتِ عُقُولِهِمْ ـ فَاسْتَصْبَحُوا (٣٠٩٣) بِنُورِ يَقَظَةٍ فِي الأَبْصَارِ والأَسْمَاعِ والأَفْئِدَةِ ـ يُذَكِّرُونَ بِأَيَّامِ اللَّه ويُخَوِّفُونَ مَقَامَه ـ بِمَنْزِلَةِ الأَدِلَّةِ (٣٠٩٤) فِي الْفَلَوَاتِ (٣٠٩٥) ـ مَنْ أَخَذَ الْقَصْدَ (٣٠٩٦) حَمِدُوا إِلَيْه طَرِيقَه وبَشَّرُوه بِالنَّجَاةِ ـ ومَنْ أَخَذَ يَمِيناً وشِمَالًا ذَمُّوا إِلَيْه الطَّرِيقَ ـ وحَذَّرُوه مِنَ الْهَلَكَةِ ـ وكَانُوا كَذَلِكَ مَصَابِيحَ تِلْكَ الظُّلُمَاتِ ـ وأَدِلَّةَ تِلْكَ الشُّبُهَاتِ ـ وإِنَّ لِلذِّكْرِ لأَهْلًا أَخَذُوه مِنَ الدُّنْيَا بَدَلًا ـ فَلَمْ تَشْغَلْهُمْ تِجَارَةٌ ولَا بَيْعٌ عَنْه ـ يَقْطَعُونَ بِه أَيَّامَ الْحَيَاةِ ـ ويَهْتِفُونَ (٣٠٩٧) بِالزَّوَاجِرِ عَنْ مَحَارِمِ اللَّه فِي أَسْمَاعِ الْغَافِلِينَ ـ ويَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ (٣٠٩٨) ويَأْتَمِرُونَ بِه (٣٠٩٩) ـ ويَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ويَتَنَاهَوْنَ عَنْه ـ فَكَأَنَّمَا قَطَعُوا الدُّنْيَا إِلَى الآخِرَةِ وهُمْ فِيهَا ـ فَشَاهَدُوا مَا وَرَاءَ ذَلِكَ ـ فَكَأَنَّمَا اطَّلَعُوا غُيُوبَ أَهْلِ الْبَرْزَخِ

٣٤٢

فِي طُولِ الإِقَامَةِ فِيه ـ وحَقَّقَتِ الْقِيَامَةُ عَلَيْهِمْ عِدَاتِهَا (٣١٠٠) ـ فَكَشَفُوا غِطَاءَ ذَلِكَ لأَهْلِ الدُّنْيَا ـ حَتَّى كَأَنَّهُمْ يَرَوْنَ مَا لَا يَرَى النَّاسُ ويَسْمَعُونَ مَا لَا يَسْمَعُونَ ـ فَلَوْ مَثَّلْتَهُمْ لِعَقْلِكَ فِي مَقَاوِمِهِمُ (٣١٠١) الْمَحْمُودَةِ ـ ومَجَالِسِهِمُ الْمَشْهُودَةِ ـ وقَدْ نَشَرُوا دَوَاوِينَ (٣١٠٢) أَعْمَالِهِمْ ـ وفَرَغُوا لِمُحَاسَبَةِ أَنْفُسِهِمْ عَلَى كُلِّ صَغِيرَةٍ وكَبِيرَةٍ ـ أُمِرُوا بِهَا فَقَصَّرُوا عَنْهَا أَوْ نُهُوا عَنْهَا فَفَرَّطُوا فيهَا ـ وحَمَّلُوا ثِقَلَ أَوْزَاِرِهمْ (٣١٠٣) ظُهُورَهُمْ ـ فَضَعُفُوا عَنِ الِاسْتِقْلَالِ بِهَا ـ فَنَشَجُوا (٣١٠٤) نَشِيجاً وتَجَاوَبُوا نَحِيباً (٣١٠٥) ـ يَعِجُّونَ (٣١٠٦) إِلَى رَبِّهِمْ مِنْ مَقَامِ نَدَمٍ واعْتِرَافٍ ـ لَرَأَيْتَ أَعْلَامَ هُدًى ومَصَابِيحَ دُجًى ـ قَدْ حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ ـ وتَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ ـ وفُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وأُعِدَّتْ لَهُمْ مَقَاعِدُ الْكَرَامَاتِ ـ فِي مَقْعَدٍ اطَّلَعَ اللَّه عَلَيْهِمْ فِيه ـ فَرَضِيَ سَعْيَهُمْ وحَمِدَ مَقَامَهُمْ ـ يَتَنَسَّمُونَ (٣١٠٧) بِدُعَائِه رَوْحَ التَّجَاوُزِ ـ رَهَائِنُ فَاقَةٍ إِلَى فَضْلِه وأُسَارَى ذِلَّةٍ لِعَظَمَتِه ـ جَرَحَ طُولُ الأَسَى (٣١٠٨) قُلُوبَهُمْ وطُولُ الْبُكَاءِ عُيُونَهُمْ ـ لِكُلِّ بَابِ رَغْبَةٍ إِلَى اللَّه مِنْهُمْ يَدٌ قَارِعَةٌ ـ يَسْأَلُونَ مَنْ لَا تَضِيقُ لَدَيْه الْمَنَادِحُ (٣١٠٩) ـ ولَا يَخِيبُ عَلَيْه الرَّاغِبُونَ.

فَحَاسِبْ نَفْسَكَ لِنَفْسِكَ فَإِنَّ غَيْرَهَا مِنَ الأَنْفُسِ لَهَا حَسِيبٌ غَيْرُكَ.

٣٤٣

٢٢٣ ـ ومن كلام له عليه‌السلام

قاله عند تلاوته : (يا أَيُّهَا الإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ).

أَدْحَضُ (٣١١٠) مَسْئُولٍ حُجَّةً وأَقْطَعُ مُغْتَرٍّ مَعْذِرَةً ـ لَقَدْ أَبْرَحَ (٣١١١) جَهَالَةً بِنَفْسِه.

يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا جَرَّأَكَ عَلَى ذَنْبِكَ ـ ومَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ومَا أَنَّسَكَ بِهَلَكَةِ نَفْسِكَ ـ أَمَا مِنْ دَائِكَ بُلُولٌ (٣١١٢) أَمْ لَيْسَ مِنْ نَوْمَتِكَ يَقَظَةٌ ـ أَمَا تَرْحَمُ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَرْحَمُ مِنْ غَيْرِكَ ـ فَلَرُبَّمَا تَرَى الضَّاحِيَ (٣١١٣) مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ فَتُظِلُّه ـ أَوْ تَرَى الْمُبْتَلَى بِأَلَمٍ يُمِضُّ جَسَدَه (٣١١٤) فَتَبْكِي رَحْمَةً لَه ـ فَمَا صَبَّرَكَ عَلَى دَائِكَ وجَلَّدَكَ عَلَى مُصَابِكَ ـ وعَزَّاكَ عَنِ الْبُكَاءِ عَلَى نَفْسِكَ ـ وهِيَ أَعَزُّ الأَنْفُسِ عَلَيْكَ ـ وكَيْفَ لَا يُوقِظُكَ خَوْفُ بَيَاتِ نِقْمَةٍ (٣١١٥) ـ وقَدْ تَوَرَّطْتَ بِمَعَاصِيه مَدَارِجَ سَطَوَاتِه ـ فَتَدَاوَ مِنْ دَاءِ الْفَتْرَةِ فِي قَلْبِكَ بِعَزِيمَةٍ ـ ومِنْ كَرَى (٣١١٦) الْغَفْلَةِ فِي نَاظِرِكَ بِيَقَظَةٍ ـ وكُنْ لِلَّه مُطِيعاً وبِذِكْرِه آنِساً ـ وتَمَثَّلْ (٣١١٧) فِي حَالِ تَوَلِّيكَ (٣١١٨) عَنْه ـ إِقْبَالَه عَلَيْكَ يَدْعُوكَ إِلَى عَفْوِه ـ ويَتَغَمَّدُكَ (٣١١٩) بِفَضْلِه وأَنْتَ مُتَوَلٍّ عَنْه إِلَى غَيْرِه فَتَعَالَى مِنْ قَوِيٍّ مَا أَكْرَمَه ـ وتَوَاضَعْتَ مِنْ ضَعِيفٍ مَا أَجْرَأَكَ عَلَى مَعْصِيَتِه ـ وأَنْتَ فِي كَنَفِ سِتْرِه

٣٤٤

مُقِيمٌ ـ وفِي سَعَةِ فَضْلِه مُتَقَلِّبٌ ـ فَلَمْ يَمْنَعْكَ فَضْلَه ولَمْ يَهْتِكْ عَنْكَ سِتْرَه ـ بَلْ لَمْ تَخْلُ مِنْ لُطْفِه مَطْرَفَ عَيْنٍ (٣١٢٠) ـ فِي نِعْمَةٍ يُحْدِثُهَا لَكَ أَوْ سَيِّئَةٍ يَسْتُرُهَا عَلَيْكَ ـ أَوْ بَلِيَّةٍ يَصْرِفُهَا عَنْكَ فَمَا ظَنُّكَ بِه لَوْ أَطَعْتَه ـ وايْمُ اللَّه لَوْ أَنَّ هَذِه الصِّفَةَ كَانَتْ فِي مُتَّفِقَيْنِ فِي الْقُوَّةِ ـ مُتَوَازِيَيْنِ فِي الْقُدْرَةِ ـ لَكُنْتَ أَوَّلَ حَاكِمٍ عَلَى نَفْسِكَ بِذَمِيمِ الأَخْلَاقِ ـ ومَسَاوِئِ الأَعْمَالِ ـ وحَقّاً أَقُولُ مَا الدُّنْيَا غَرَّتْكَ ولَكِنْ بِهَا اغْتَرَرْتَ ـ ولَقَدْ كَاشَفَتْكَ الْعِظَاتِ (٣١٢١) وآذَنَتْكَ (٣١٢٢) عَلَى سَوَاءٍ ـ ولَهِيَ بِمَا تَعِدُكَ مِنْ نُزُولِ الْبَلَاءِ بِجِسْمِكَ ـ والنَّقْصِ فِي قُوَّتِكَ أَصْدَقُ وأَوْفَى مِنْ أَنْ تَكْذِبَكَ أَوْ تَغُرَّكَ ـ ولَرُبَّ نَاصِحٍ لَهَا عِنْدَكَ مُتَّهَمٌ (٣١٢٣) ـ وصَادِقٍ مِنْ خَبَرِهَا مُكَذَّبٌ ـ ولَئِنْ تَعَرَّفْتَهَا (٣١٢٤) فِي الدِّيَارِ الْخَاوِيَةِ والرُّبُوعِ الْخَالِيَةِ ـ لَتَجِدَنَّهَا مِنْ حُسْنِ تَذْكِيرِكَ ـ وبَلَاغِ مَوْعِظَتِكَ ـ بِمَحَلَّةِ الشَّفِيقِ عَلَيْكَ والشَّحِيحِ (٣١٢٥) بِكَ ـ ولَنِعْمَ دَارُ مَنْ لَمْ يَرْضَ بِهَا دَاراً ـ ومَحَلُّ مَنْ لَمْ يُوَطِّنْهَا (٣١٢٦) مَحَلاًّ ـ وإِنَّ السُّعَدَاءَ بِالدُّنْيَا غَداً هُمُ الْهَارِبُونَ مِنْهَا الْيَوْمَ.

إِذَا رَجَفَتِ الرَّاجِفَةُ (٣١٢٧) وحَقَّتْ (٣١٢٨) بِجَلَائِلِهَا الْقِيَامَةُ ـ ولَحِقَ بِكُلِّ مَنْسَكٍ (٣١٢٩) أَهْلُه وبِكُلِّ مَعْبُودٍ عَبَدَتُه ـ وبِكُلِّ مُطَاعٍ أَهْلُ طَاعَتِه ـ فَلَمْ يُجْزَ (٣١٣٠) فِي عَدْلِه وقِسْطِه يَوْمَئِذٍ خَرْقُ بَصَرٍ فِي الْهَوَاءِ ـ ولَا هَمْسُ قَدَمٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا بِحَقِّه ـ فَكَمْ حُجَّةٍ يَوْمَ ذَاكَ دَاحِضَةٌ ـ وعَلَائِقِ عُذْرٍ مُنْقَطِعَةٌ!

٣٤٥

فَتَحَرَّ (٣١٣١) مِنْ أَمْرِكَ مَا يَقُومُ بِه عُذْرُكَ وتَثْبُتُ بِه حُجَّتُكَ ـ وخُذْ مَا يَبْقَى لَكَ مِمَّا لَا تَبْقَى لَه ـ وتَيَسَّرْ (٣١٣٢) لِسَفَرِكَ وشِمْ (٣١٣٣) بَرْقَ النَّجَاةِ وارْحَلْ (٣١٣٤) مَطَايَا التَّشْمِيرِ.

٢٢٤ ـ ومن كلام له عليه‌السلام

يتبرأ من الظلم

واللَّه لأَنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ (٣١٣٥) مُسَهَّداً (٣١٣٦) ـ أَوْ أُجَرَّ فِي الأَغْلَالِ مُصَفَّداً ـ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّه ورَسُولَه يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَالِماً ـ لِبَعْضِ الْعِبَادِ ـ وغَاصِباً لِشَيْءٍ مِنَ الْحُطَامِ ـ وكَيْفَ أَظْلِمُ أَحَداً لِنَفْسٍ يُسْرِعُ إِلَى الْبِلَى قُفُولُهَا (٣١٣٧) ـ ويَطُولُ فِي الثَّرَى (٣١٣٨) حُلُولُهَا؟!

واللَّه لَقَدْ رَأَيْتُ عَقِيلًا وقَدْ أَمْلَقَ (٣١٣٩) ـ حَتَّى اسْتَمَاحَنِي (٣١٤٠) مِنْ بُرِّكُمْ (٣١٤١) صَاعاً ـ ورَأَيْتُ صِبْيَانَه شُعْثَ (٣١٤٢) الشُّعُورِ غُبْرَ (٣١٤٣) الأَلْوَانِ مِنْ فَقْرِهِمْ ـ كَأَنَّمَا سُوِّدَتْ وُجُوهُهُمْ بِالْعِظْلِمِ (٣١٤٤) ـ وعَاوَدَنِي مُؤَكِّداً وكَرَّرَ عَلَيَّ الْقَوْلَ مُرَدِّداً ـ فَأَصْغَيْتُ إِلَيْه سَمْعِي فَظَنَّ أَنِّي أَبِيعُه دِينِي ـ وأَتَّبِعُ قِيَادَه (٣١٤٥) مُفَارِقاً طَرِيقَتِي ـ فَأَحْمَيْتُ

٣٤٦

لَه حَدِيدَةً ثُمَّ أَدْنَيْتُهَا مِنْ جِسْمِه لِيَعْتَبِرَ بِهَا ـ فَضَجَّ ضَجِيجَ ذِي دَنَفٍ (٣١٤٦) مِنْ أَلَمِهَا ـ وكَادَ أَنْ يَحْتَرِقَ مِنْ مِيسَمِهَا (٣١٤٧) ـ فَقُلْتُ لَه ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِلُ (٣١٤٨) يَا عَقِيلُ ـ أَتَئِنُّ مِنْ حَدِيدَةٍ أَحْمَاهَا إِنْسَانُهَا لِلَعِبِه ـ وتَجُرُّنِي إِلَى نَارٍ سَجَرَهَا جَبَّارُهَا لِغَضَبِه ـ أَتَئِنُّ مِنَ الأَذَى ولَا أَئِنُّ مِنْ لَظَى (٣١٤٩) ـ وأَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ طَارِقٌ طَرَقَنَا بِمَلْفُوفَةٍ (٣١٥٠) فِي وِعَائِهَا ـ ومَعْجُونَةٍ شَنِئْتُهَا (٣١٥١) ـ كَأَنَّمَا عُجِنَتْ بِرِيقِ حَيَّةٍ أَوْ قَيْئِهَا ـ فَقُلْتُ أَصِلَةٌ (٣١٥٢) أَمْ زَكَاةٌ أَمْ صَدَقَةٌ ـ فَذَلِكَ مُحَرَّمٌ عَلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ـ فَقَالَ لَا ذَا ولَا ذَاكَ ولَكِنَّهَا هَدِيَّةٌ ـ فَقُلْتُ هَبِلَتْكَ الْهَبُولُ (٣١٥٣) أَعَنْ دِينِ اللَّه أَتَيْتَنِي لِتَخْدَعَنِي ـ أَمُخْتَبِطٌ (٣١٥٤) أَنْتَ أَمْ ذُو جِنَّةٍ (٣١٥٥) أَمْ تَهْجُرُ (٣١٥٦) ـ واللَّه لَوْ أُعْطِيتُ الأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا ـ عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّه فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ (٣١٥٧) شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُه ـ وإِنَّ دُنْيَاكُمْ عِنْدِي لأَهْوَنُ مِنْ وَرَقَةٍ فِي فَمِ جَرَادَةٍ تَقْضَمُهَا (٣١٥٨) ـ مَا لِعَلِيٍّ ولِنَعِيمٍ يَفْنَى ولَذَّةٍ لَا تَبْقَى ـ نَعُوذُ بِاللَّه مِنْ سُبَاتِ (٣١٥٩) الْعَقْلِ وقُبْحِ الزَّلَلِ وبِه نَسْتَعِينُ.

٢٢٥ ـ ومن دعاء له عليه‌السلام

يلتجئ إلى اللَّه أن يغنيه

اللَّهُمَّ صُنْ وَجْهِي (٣١٦٠) بِالْيَسَارِ (٣١٦١) ولَا تَبْذُلْ جَاهِيَ (٣١٦٢)

٣٤٧

بِالإِقْتَارِ (٣١٦٣) ـ فَأَسْتَرْزِقَ طَالِبِي رِزْقِكَ وأَسْتَعْطِفَ شِرَارَ خَلْقِكَ ـ وأُبْتَلَى بِحَمْدِ مَنْ أَعْطَانِي وأُفْتَتَنَ بِذَمِّ مَنْ مَنَعَنِي ـ وأَنْتَ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ كُلِّه وَلِيُّ الإِعْطَاءِ والْمَنْعِ ـ (إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).

٢٢٦ ـ ومن خطبة له عليه‌السلام

في التنفير من الدنيا

دَارٌ بِالْبَلَاءِ مَحْفُوفَةٌ وبِالْغَدْرِ مَعْرُوفَةٌ ـ لَا تَدُومُ أَحْوَالُهَا ولَا يَسْلَمُ نُزَّالُهَا (٣١٦٤).

أَحْوَالٌ مُخْتَلِفَةٌ وتَارَاتٌ مُتَصَرِّفَةٌ (٣١٦٥) ـ الْعَيْشُ فِيهَا مَذْمُومٌ والأَمَانُ مِنْهَا مَعْدُومٌ ـ وإِنَّمَا أَهْلُهَا فِيهَا أَغْرَاضٌ مُسْتَهْدَفَةٌ (٣١٦٦) ـ تَرْمِيهِمْ بِسِهَامِهَا وتُفْنِيهِمْ بِحِمَامِهَا (٣١٦٧).

واعْلَمُوا عِبَادَ اللَّه أَنَّكُمْ ومَا أَنْتُمْ فِيه مِنْ هَذِه الدُّنْيَا ـ عَلَى سَبِيلِ مَنْ قَدْ مَضَى قَبْلَكُمْ ـ مِمَّنْ كَانَ أَطْوَلَ مِنْكُمْ أَعْمَاراً وأَعْمَرَ دِيَاراً وأَبْعَدَ آثَاراً (٣١٦٨) ـ أَصْبَحَتْ أَصْوَاتُهُمْ هَامِدَةً ورِيَاحُهُمْ رَاكِدَةً (٣١٦٩) ـ وأَجْسَادُهُمْ بَالِيَةً ودِيَارُهُمْ خَالِيَةً وآثَارُهُمْ عَافِيَةً (٣١٧٠) ـ فَاسْتَبْدَلُوا بِالْقُصُورِ الْمَشَيَّدَةِ والنَّمَارِقِ (٣١٧١) الْمُمَهَّدَةِ (٣١٧٢) ـ الصُّخُورَ والأَحْجَارَ الْمُسَنَّدَةَ والْقُبُورَ اللَّاطِئَةَ (٣١٧٣) الْمُلْحَدَةَ (٣١٧٤) ـ الَّتِي قَدْ بُنِيَ عَلَى

٣٤٨

الْخَرَابِ فِنَاؤُهَا (٣١٧٥) ـ وشُيِّدَ بِالتُّرَابِ بِنَاؤُهَا فَمَحَلُّهَا مُقْتَرِبٌ وسَاكِنُهَا مُغْتَرِبٌ ـ بَيْنَ أَهْلِ مَحَلَّةٍ مُوحِشِينَ وأَهْلِ فَرَاغٍ مُتَشَاغِلِينَ ـ لَا يَسْتَأْنِسُونَ بِالأَوْطَانِ ولَا يَتَوَاصَلُونَ تَوَاصُلَ الْجِيرَانِ ـ عَلَى مَا بَيْنَهُمْ مِنْ قُرْبِ الْجِوَارِ ودُنُوِّ الدَّارِ ـ وكَيْفَ يَكُونُ بَيْنَهُمْ تَزَاوُرٌ وقَدْ طَحَنَهُمْ بِكَلْكَلِه (٣١٧٦) الْبِلَى (٣١٧٧) ـ وأَكَلَتْهُمُ الْجَنَادِلُ (٣١٧٨) والثَّرَى (٣١٧٩)!

وكَأَنْ قَدْ صِرْتُمْ إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْه ـ وارْتَهَنَكُمْ ذَلِكَ الْمَضْجَعُ (٣١٨٠) وضَمَّكُمْ ذَلِكَ الْمُسْتَوْدَعُ ـ فَكَيْفَ بِكُمْ لَوْ تَنَاهَتْ (٣١٨١) بِكُمُ الأُمُورُ ـ وبُعْثِرَتِ الْقُبُورُ (٣١٨٢) : (هُنالِكَ تَبْلُوا (٣١٨٣) كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ ـ ورُدُّوا إِلَى الله مَوْلاهُمُ الْحَقِّ ـ وضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ).

٢٢٧ ـ ومن دعاء له عليه‌السلام

يلجأ فيه إلى اللَّه ليهديه إلى الرشاد

اللَّهُمَّ إِنَّكَ آنَسُ (٣١٨٤) الآنِسِينَ لأَوْلِيَائِكَ ـ وأَحْضَرُهُمْ بِالْكِفَايَةِ لِلْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ ـ تُشَاهِدُهُمْ فِي سَرَائِرِهِمْ وتَطَّلِعُ عَلَيْهِمْ فِي ضَمَائِرِهِمْ ـ وتَعْلَمُ مَبْلَغَ بَصَائِرِهِمْ ـ فَأَسْرَارُهُمْ لَكَ مَكْشُوفَةٌ وقُلُوبُهُمْ إِلَيْكَ مَلْهُوفَةٌ (٣١٨٥) ـ إِنْ أَوْحَشَتْهُمُ الْغُرْبَةُ آنَسَهُمْ ذِكْرُكَ ـ وإِنْ صُبَّتْ عَلَيْهِمُ الْمَصَائِبُ لَجَئُوا إِلَى الِاسْتِجَارَةِ بِكَ ـ عِلْماً بِأَنَّ أَزِمَّةَ الأُمُورِ بِيَدِكَ ـ ومَصَادِرَهَا عَنْ قَضَائِكَ.

٣٤٩

اللَّهُمَّ إِنْ فَهِهْتُ (٣١٨٦) عَنْ مَسْأَلَتِي أَوْ عَمِيتُ عَنْ طِلْبَتِي (٣١٨٧) ـ فَدُلَّنِي عَلَى مَصَالِحِي ـ وخُذْ بِقَلْبِي إِلَى مَرَاشِدِي (٣١٨٨) ـ فَلَيْسَ ذَلِكَ بِنُكْرٍ (٣١٨٩) مِنْ هِدَايَاتِكَ ـ ولَا بِبِدْعٍ (٣١٩٠) مِنْ كِفَايَاتِكَ

اللَّهُمَّ احْمِلْنِي عَلَى عَفْوِكَ ولَا تَحْمِلْنِي عَلَى عَدْلِكَ.

٢٢٨ ـ ومن كلام له عليه‌السلام

يريد به بعض أصحابه

لِلَّه بَلَاءُ فُلَانٍ (٣١٩١) فَلَقَدْ قَوَّمَ (٣١٩٢) الأَوَدَ ودَاوَى الْعَمَدَ (٣١٩٣) ـ وأَقَامَ السُّنَّةَ وخَلَّفَ (٣١٩٤) الْفِتْنَةَ ـ ذَهَبَ نَقِيَّ الثَّوْبِ قَلِيلَ الْعَيْبِ ـ أَصَابَ خَيْرَهَا وسَبَقَ شَرَّهَا ـ أَدَّى إِلَى اللَّه طَاعَتَه واتَّقَاه بِحَقِّه ـ رَحَلَ وتَرَكَهُمْ فِي طُرُقٍ مُتَشَعِّبَةٍ (٣١٩٥) ـ لَا يَهْتَدِي بِهَا الضَّالُّ ولَا يَسْتَيْقِنُ الْمُهْتَدِي.

٢٢٩ ـ ومن كلام له عليه‌السلام

في وصف بيعته بالخلافة

قال الشريف : وقد تقدم مثله بألفاظ مختلفة.

وبَسَطْتُمْ يَدِي فَكَفَفْتُهَا ومَدَدْتُمُوهَا فَقَبَضْتُهَا ـ ثُمَّ تَدَاكَكْتُمْ عَلَيَّ (٣١٩٦) تَدَاكَّ الإِبِلِ الْهِيمِ (٣١٩٧) ـ عَلَى حِيَاضِهَا يَوْمَ وِرْدِهَا ـ حَتَّى انْقَطَعَتِ

٣٥٠

النَّعْلُ ـ وسَقَطَ الرِّدَاءُ ووُطِئَ الضَّعِيفُ ـ وبَلَغَ مِنْ سُرُورِ النَّاسِ بِبَيْعَتِهِمْ إِيَّايَ ـ أَنِ ابْتَهَجَ بِهَا الصَّغِيرُ وهَدَجَ (٣١٩٨) إِلَيْهَا الْكَبِيرُ ـ وتَحَامَلَ نَحْوَهَا الْعَلِيلُ وحَسَرَتْ (٣١٩٩) إِلَيْهَا الْكِعَابُ (٣٢٠٠).

٢٣٠ ـ ومن خطبة له عليه‌السلام

في مقاصد أخرى

فَإِنَّ تَقْوَى اللَّه مِفْتَاحُ سَدَادٍ ـ وذَخِيرَةُ مَعَادٍ وعِتْقٌ مِنْ كُلِّ مَلَكَةٍ (٣٢٠١) ـ ونَجَاةٌ مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ (٣٢٠٢) بِهَا يَنْجَحُ الطَّالِبُ ـ ويَنْجُو الْهَارِبُ وتُنَالُ الرَّغَائِبُ.

فضل العمل

فَاعْمَلُوا والْعَمَلُ يُرْفَعُ ـ والتَّوْبَةُ تَنْفَعُ والدُّعَاءُ يُسْمَعُ ـ والْحَالُ هَادِئَةٌ والأَقْلَامُ جَارِيَةٌ ـ وبَادِرُوا (٣٢٠٣) بِالأَعْمَالِ عُمُراً نَاكِساً (٣٢٠٤) ـ أَوْ مَرَضاً حَابِساً (٣٢٠٥) أَوْ مَوْتاً خَالِساً (٣٢٠٦) ـ فَإِنَّ الْمَوْتَ هَادِمُ لَذَّاتِكُمْ ـ ومُكَدِّرُ شَهَوَاتِكُمْ ومُبَاعِدُ طِيَّاتِكُمْ (٣٢٠٧) ـ زَائِرٌ غَيْرُ مَحْبُوبٍ وقِرْنٌ (٣٢٠٨) غَيْرُ مَغْلُوبٍ ـ ووَاتِرٌ (٣٢٠٩) غَيْرُ مَطْلُوبٍ ـ قَدْ أَعْلَقَتْكُمْ حَبَائِلُه (٣٢١٠) ـ وتَكَنَّفَتْكُمْ (٣٢١١) غَوَائِلُه (٣٢١٢) وأَقْصَدَتْكُمْ (٣٢١٣) مَعَابِلُه (٣٢١٤) ـ وعَظُمَتْ فِيكُمْ سَطْوَتُه وتَتَابَعَتْ عَلَيْكُمْ عَدْوَتُه (٣٢١٥)،

٣٥١

وقَلَّتْ عَنْكُمْ نَبْوَتُه (٣٢١٦) ـ فَيُوشِكُ (٣٢١٧) أَنْ تَغْشَاكُمْ (٣٢١٨) دَوَاجِي (٣٢١٩) ظُلَلِه (٣٢٢٠) ـ واحْتِدَامُ (٣٢٢١) عِلَلِه وحَنَادِسُ (٣٢٢٢) غَمَرَاتِه (٣٢٢٣) ـ وغَوَاشِي سَكَرَاتِه وأَلِيمُ إِرْهَاقِه (٣٢٣٤) ـ ودُجُوُّ (٣٢٣٥) أَطْبَاقِه (٣٢٣٦) وجُشُوبَةُ (٣٢٣٧) مَذَاقِه ـ فَكَأَنْ قَدْ أَتَاكُمْ بَغْتَةً فَأَسْكَتَ نَجِيَّكُمْ (٣٢٢٨) ـ وفَرَّقَ نَدِيَّكُمْ (٣٢٢٩) وعَفَّى آثَارَكُمْ (٣٢٣٠) ـ وعَطَّلَ دِيَارَكُمْ وبَعَثَ وُرَّاثَكُمْ ـ يَقْتَسِمُونَ تُرَاثَكُمْ (٣٢٣١) بَيْنَ حَمِيمٍ (٣٢٣٢) خَاصٍّ لَمْ يَنْفَعْ ـ وقَرِيبٍ مَحْزُونٍ لَمْ يَمْنَعْ ـ وآخَرَ شَامِتٍ لَمْ يَجْزَعْ.

فضل الجد

فَعَلَيْكُمْ بِالْجَدِّ والِاجْتِهَادِ والتَّأَهُّبِ والِاسْتِعْدَادِ ـ والتَّزَوُّدِ فِي مَنْزِلِ الزَّادِ ـ ولَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ـ كَمَا غَرَّتْ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ الْمَاضِيَةِ ـ والْقُرُونِ الْخَالِيَةِ الَّذِينَ احْتَلَبُوا دِرَّتَهَا (٣٢٣٣) ـ وأَصَابُوا غِرَّتَهَا (٣٢٣٤) وأَفْنَوْا عِدَّتَهَا ـ وأَخْلَقُوا جِدَّتَهَا (٣٢٣٥) وأَصْبَحَتْ مَسَاكِنُهُمْ أَجْدَاثاً (٣٢٣٦) ـ وأَمْوَالُهُمْ مِيرَاثاً لَا يَعْرِفُونَ مَنْ أَتَاهُمْ ـ ولَا يَحْفِلُونَ مَنْ بَكَاهُمْ (٣٢٣٧) ولَا يُجِيبُونَ مَنْ دَعَاهُمْ ـ فَاحْذَرُوا الدُّنْيَا فَإِنَّهَا غَدَّارَةٌ غَرَّارَةٌ خَدُوعٌ ـ مُعْطِيَةٌ مَنُوعٌ مُلْبِسَةٌ نَزُوعٌ (٣٢٣٨) ـ لَا يَدُومُ رَخَاؤُهَا ـ ولَا يَنْقَضِي عَنَاؤُهَا ولَا يَرْكُدُ (٣٢٣٩) بَلَاؤُهَا.

ومنها في صفة الزهاد ـ كَانُوا قَوْماً مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ولَيْسُوا مِنْ أَهْلِهَا ـ فَكَانُوا

٣٥٢

فِيهَا كَمَنْ لَيْسَ مِنْهَا ـ عَمِلُوا فِيهَا بِمَا يُبْصِرُونَ ـ وبَادَرُوا (٣٢٤٠) فِيهَا مَا يَحْذَرُونَ ـ تَقَلَّبُ أَبْدَانِهِمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَهْلِ الآخِرَةِ (٣٢٤١) ـ ويَرَوْنَ أَهْلَ الدُّنْيَا يُعَظِّمُونَ مَوْتَ أَجْسَادِهِمْ ـ وهُمْ أَشَدُّ إِعْظَاماً لِمَوْتِ قُلُوبِ أَحْيَائِهِمْ.

٢٣١ ـ ومن خطبة له عليه‌السلام

خطبها بذي قار ـ وهو متوجه إلى البصرة ذكرها الواقدي في كتاب «الجمل»:

فَصَدَعَ (٣٢٤٢) بِمَا أُمِرَ بِه وبَلَّغَ رِسَالَاتِ رَبِّه ـ فَلَمَّ اللَّه بِه الصَّدْعَ (٣٢٤٣) ورَتَقَ بِه الْفَتْقَ (٣٢٤٤) ـ وأَلَّفَ بِه الشَّمْلَ بَيْنَ ذَوِي الأَرْحَامِ ـ بَعْدَ الْعَدَاوَةِ الْوَاغِرَةِ (٣٢٤٥) فِي الصُّدُورِ ـ والضَّغَائِنِ الْقَادِحَةِ (٣٢٤٦) فِي الْقُلُوبِ.

٢٣٢ ـ ومن كلام له عليه‌السلام

كلم به عبد الله بن زمعة وهو من شيعته ، وذلك أنه قدم عليه في خلافته يطلب منه مالا فقال عليه‌السلام:

إِنَّ هَذَا الْمَالَ لَيْسَ لِي ولَا لَكَ ـ وإِنَّمَا هُوَ فَيْءٌ لِلْمُسْلِمِينَ (٣٢٤٧) وجَلْبُ أَسْيَافِهِمْ (٣٢٤٨) ـ فَإِنْ شَرِكْتَهُمْ (٣٢٤٩) فِي حَرْبِهِمْ كَانَ لَكَ مِثْلُ حَظِّهِمْ ـ وإِلَّا فَجَنَاةُ (٣٢٥٠) أَيْدِيهِمْ لَا تَكُونُ لِغَيْرِ أَفْوَاهِهِمْ.

٣٥٣

٢٣٣ ـ ومن كلام له عليه‌السلام

بعد أن أقدم أحدهم عل الكلام فحصر ، وهو في فضل أهل البيت ، ووصف فساد الزمان

أَلَا وإِنَّ اللِّسَانَ بَضْعَةٌ (٣٢٥١) مِنَ الإِنْسَانِ ـ فَلَا يُسْعِدُه الْقَوْلُ إِذَا امْتَنَعَ ـ ولَا يُمْهِلُه النُّطْقُ إِذَا اتَّسَعَ ـ وإِنَّا لأُمَرَاءُ الْكَلَامِ وفِينَا تَنَشَّبَتْ (٣٢٥٢) عُرُوقُه ـ وعَلَيْنَا تَهَدَّلَتْ (٣٢٥٣) غُصُونُه.

فساد الزمان

واعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّه أَنَّكُمْ فِي زَمَانٍ ـ الْقَائِلُ فِيه بِالْحَقِّ قَلِيلٌ ـ واللِّسَانُ عَنِ الصِّدْقِ كَلِيلٌ (٣٢٥٤) ـ واللَّازِمُ لِلْحَقِّ ذَلِيلٌ ـ أَهْلُه مُعْتَكِفُونَ عَلَى الْعِصْيَانِ ـ مُصْطَلِحُونَ عَلَى الإِدْهَانِ فَتَاهُمْ عَارِمٌ (٣٢٥٥) ـ وشَائِبُهُمْ آثِمٌ وعَالِمُهُمْ مُنَافِقٌ ـ وقَارِنُهُمْ مُمَاذِقٌ (٣٢٥٦) لَا يُعَظِّمُ صَغِيرُهُمْ كَبِيرَهُمْ ـ ولَا يَعُولُ غَنِيُّهُمْ فَقِيرَهُمْ.

٢٣٤ ـ ومن كلام له عليه‌السلام

رَوَى ذِعْلَبٌ الْيَمَامِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ قُتَيْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ يَزِيدَ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِحْيَةَ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمنِيِنَ عليه‌السلام ـ وقَدْ ذُكِرَ عِنْدَه اخْتِلَافُ النَّاسِ فَقَالَ :

إِنَّمَا فَرَّقَ بَيْنَهُمْ مَبَادِئُ طِينِهِمْ (٣٢٥٧) ـ وذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا فِلْقَةً (٣٢٥٨)

٣٥٤

مِنْ سَبَخِ (٣٢٥٩) أَرْضٍ وعَذْبِهَا ـ وحَزْنِ تُرْبَةٍ وسَهْلِهَا ـ فَهُمْ عَلَى حَسَبِ قُرْبِ أَرْضِهِمْ يَتَقَارَبُونَ ـ وعَلَى قَدْرِ اخْتِلَافِهَا يَتَفَاوَتُونَ ـ فَتَامُّ الرُّوَاءِ (٣٢٦٠) نَاقِصُ الْعَقْلِ ـ ومَادُّ الْقَامَةِ (٣٢٦١) قَصِيرُ الْهِمَّةِ ـ وزَاكِي الْعَمَلِ قَبِيحُ الْمَنْظَرِ ـ وقَرِيبُ الْقَعْرِ (٣٢٦٢) بَعِيدُ السَّبْرِ ـ ومَعْرُوفُ الضَّرِيبَةِ (٣٢٦٣) مُنْكَرُ الْجَلِيبَةِ (٣٢٦٤) ـ وتَائِه الْقَلْبِ مُتَفَرِّقُ اللُّبِّ ـ وطَلِيقُ اللِّسَانِ حَدِيدُ الْجَنَانِ.

٢٣٥ ـ ومِنْ كَلَامٍ لَه عليه‌السلام

قَالَه وهُوَ يَلِي غُسْلَ رَسُولِ اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وتَجْهِيزَه

بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّه ـ لَقَدِ انْقَطَعَ بِمَوْتِكَ مَا لَمْ يَنْقَطِعْ بِمَوْتِ غَيْرِكَ ـ مِنَ النُّبُوَّةِ والإِنْبَاءِ وأَخْبَارِ السَّمَاءِ ـ خَصَّصْتَ حَتَّى صِرْتَ مُسَلِّياً عَمَّنْ سِوَاكَ ـ وعَمَّمْتَ حَتَّى صَارَ النَّاسُ فِيكَ سَوَاءً ـ ولَوْ لَا أَنَّكَ أَمَرْتَ بِالصَّبْرِ ونَهَيْتَ عَنِ الْجَزَعِ ـ لأَنْفَدْنَا (٣٢٦٥) عَلَيْكَ مَاءَ الشُّئُونِ (٣٢٦٦) ـ ولَكَانَ الدَّاءُ مُمَاطِلًا (٣٢٦٧) والْكَمَدُ مُحَالِفاً (٣٢٦٨) ـ وقَلَّا لَكَ (٣٢٦٩) ولَكِنَّه مَا لَا يُمْلَكُ رَدُّه ـ ولَا يُسْتَطَاعُ دَفْعُه ـ بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي اذْكُرْنَا عِنْدَ رَبِّكَ واجْعَلْنَا مِنْ بَالِكَ!

٣٥٥

٢٣٦ ـ ومن كلام له عليه‌السلام

اقتص فيه ذكر ما كان منه ـ بعد هجرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم لحاقه به:

فَجَعَلْتُ أَتْبَعُ مَأْخَذَ رَسُولِ اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ فَأَطَأُ ذِكْرَه حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى الْعَرَجِ (٣٢٧٠)

قال السيد الشريف رضي‌الله‌عنه ـ في كلام طويل:

قوله عليه‌السلام فأطأ ذكره ـ من الكلام الذي رمى به إلى غايتي الإيجاز والفصاحة ـ أراد أني كنت أعطى خبره صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ من بدء خروجي إلى أن انتهيت إلى هذا الموضع ـ فكنى عن ذلك بهذه الكناية العجيبة.

٢٣٧ ـ ومن خطبة له عليه‌السلام

في المسارعة إلى العمل

فَاعْمَلُوا وأَنْتُمْ فِي نَفَسِ الْبَقَاءِ (٣٢٧١) ـ والصُّحُفُ مَنْشُورَةٌ (٣٢٧٢) والتَّوْبَةُ مَبْسُوطَةٌ (٣٢٧٣) ـ والْمُدْبِرُ (٣٢٧٤) يُدْعَى والْمُسِيءُ يُرْجَى ـ قَبْلَ أَنْ يَخْمُدَ الْعَمَلُ (٣٢٧٥) ويَنْقَطِعَ الْمَهَلُ ـ ويَنْقَضِيَ الأَجَلُ ويُسَدَّ بَابُ التَّوْبَةِ ـ وتَصْعَدَ الْمَلَائِكَةُ (٣٢٧٦).

فَأَخَذَ امْرُؤٌ مِنْ نَفْسِه لِنَفْسِه وأَخَذَ مِنْ حَيٍّ لِمَيِّتٍ ـ ومِنْ فَانٍ لِبَاقٍ ومِنْ ذَاهِبٍ لِدَائِمٍ ـ امْرُؤٌ خَافَ اللَّه ـ وهُوَ مُعَمَّرٌ إِلَى أَجَلِه ومَنْظُورٌ (٣٢٧٧) إِلَى عَمَلِه ـ امْرُؤٌ أَلْجَمَ نَفْسَه بِلِجَامِهَا وزَمَّهَا بِزِمَامِهَا (٣٢٧٨) ـ فَأَمْسَكَهَا بِلِجَامِهَا عَنْ مَعَاصِي اللَّه ـ وقَادَهَا بِزِمَامِهَا إِلَى طَاعَةِ اللَّه.

٣٥٦

٢٣٨ ـ ومن كلام له عليه‌السلام

في شأن الحكمين وذم أهل الشام

جُفَاةٌ (٣٢٧٩) طَغَامٌ (٣٢٨٠) وعَبِيدٌ أَقْزَامٌ (٣٢٨١) ـ جُمِعُوا مِنْ كُلِّ أَوْبٍ وتُلُقِّطُوا مِنْ كُلِّ شَوْبٍ (٣٢٨٢) ـ مِمَّنْ يَنْبَغِي أَنْ يُفَقَّه ويُؤَدَّبَ ـ ويُعَلَّمَ ويُدَرَّبَ ويُوَلَّى عَلَيْه ـ ويُؤْخَذَ عَلَى يَدَيْه ـ لَيْسُوا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ والأَنْصَارِ ـ ولَا مِنَ (الَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ والإِيمانَ).

أَلَا وإِنَّ الْقَوْمَ اخْتَارُوا لأَنْفُسِهِمْ ـ أَقْرَبَ الْقَوْمِ مِمَّا تُحِبُّونَ ـ وإِنَّكُمُ اخْتَرْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ ـ أَقْرَبَ الْقَوْمِ مِمَّا تَكْرَهُونَ ـ وإِنَّمَا عَهْدُكُمْ بِعَبْدِ اللَّه بْنِ قَيْسٍ بِالأَمْسِ يَقُولُ ـ إِنَّهَا فِتْنَةٌ فَقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ (٣٢٨٣) وشِيمُوا (٣٢٨٤) سُيُوفَكُمْ ـ فَإِنْ كَانَ صَادِقاً فَقَدْ أَخْطَأَ بِمَسِيرِه غَيْرَ مُسْتَكْرَه ـ وإِنْ كَانَ كَاذِباً فَقَدْ لَزِمَتْه التُّهَمَةُ ـ فَادْفَعُوا فِي صَدْرِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ـ بِعَبْدِ اللَّه بْنِ الْعَبَّاسِ ـ وخُذُوا مَهَلَ الأَيَّامِ وحُوطُوا قَوَاصِيَ الإِسْلَامِ ـ أَلَا تَرَوْنَ إِلَى بِلَادِكُمْ تُغْزَى وإِلَى صَفَاتِكُمْ تُرْمَى؟

٢٣٩ ـ ومن خطبة له عليه‌السلام

يذكر فيها آل محمد صلى الله عليه وآله

هُمْ عَيْشُ الْعِلْمِ ومَوْتُ الْجَهْلِ ـ يُخْبِرُكُمْ حِلْمُهُمْ عَنْ عِلْمِهِمْ،

٣٥٧

وظَاهِرُهُمْ عَنْ بَاطِنِهِمْ ـ وصَمْتُهُمْ عَنْ حِكَمِ مَنْطِقِهِمْ ـ لَا يُخَالِفُونَ الْحَقَّ ولَا يَخْتَلِفُونَ فِيه ـ وهُمْ دَعَائِمُ الإِسْلَامِ ووَلَائِجُ (٣٢٨٥) الِاعْتِصَامِ ـ بِهِمْ عَادَ الْحَقُّ إِلَى نِصَابِه (٣٢٨٦) وانْزَاحَ الْبَاطِلُ (٣٢٨٧) عَنْ مُقَامِه ـ وانْقَطَعَ لِسَانُه عَنْ مَنْبِتِه (٣٢٨٨) ـ عَقَلُوا الدِّينَ عَقْلَ وِعَايَةٍ ورِعَايَةٍ (٣٢٨٩) ـ لَا عَقْلَ سَمَاعٍ ورِوَايَةٍ ـ فَإِنَّ رُوَاةَ الْعِلْمِ كَثِيرٌ ورُعَاتَه قَلِيلٌ.

٢٤٠ ـ ومن كلام له عليه‌السلام

قاله لعبد الله بن العباس ـ وقد جاءه برسالة من عثمان وهو محصور يسأله فيها الخروج إلى ماله بينبع ، ليقل هتف (٣٢٩٠) الناس باسمه للخلافة ، بعد أن كان سأله مثل ذلك من قبل ، فقال عليه‌السلام :

يَا ابْنَ عَبَّاسٍ مَا يُرِيدُ عُثْمَانُ ـ إِلَّا أَنْ يَجْعَلَنِي جَمَلًا نَاضِحاً بِالْغَرْبِ (٣٢٩١) أَقْبِلْ وأَدْبِرْ ـ بَعَثَ إِلَيَّ أَنْ أَخْرُجَ ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ أَنْ أَقْدُمَ ـ ثُمَّ هُوَ الآنَ يَبْعَثُ إِلَيَّ أَنْ أَخْرُجَ ـ واللَّه لَقَدْ دَفَعْتُ عَنْه حَتَّى خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ آثِماً.

٢٤١ ـ ومن كلام له عليه‌السلام

يحث به أصحابه على الجهاد

واللَّه مُسْتَأْدِيكُمْ (٣٢٩٢) شُكْرَه ومُوَرِّثُكُمْ أَمْرَه ـ ومُمْهِلُكُمْ (٣٢٩٣) فِي

٣٥٨

مِضْمَارٍ (٣٢٩٤) مَحْدُودٍ لِتَتَنَازَعُوا سَبَقَه (٣٢٩٥) ـ فَشُدُّوا عُقَدَ الْمَآزِرِ (٣٢٩٦) واطْوُوا فُضُولَ الْخَوَاصِرِ (٣٢٩٧) ـ لَا تَجْتَمِعُ عَزِيمَةٌ ووَلِيمَةٌ (٣٢٩٨) ـ مَا أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ ـ وأَمْحَى الظُّلَمَ (٣٢٩٩) لِتَذَاكِيرِ الْهِمَمِ.

وصلى اللَّه على سيدنا محمد النبي الأمي ، وعلى آله مصابيح الدجى والعروة الوثقى ، وسلم تسليما كثيرا.

٣٥٩
٣٦٠