موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - المقدمة

رفيق العجم

موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - المقدمة

المؤلف:

رفيق العجم


الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ١
الصفحات: ١٠٥٢

سوى الاقرار بأعلمية وموسوعية التهانوي التي فاقت كل عمل معجمي وموسوعي في العلوم حتى عصره.

ويبدو أن التهانوي قد ترك مؤلفات عدة وصلنا منها ثلاثة. ولم نعلم إن كتب سواها فضاعت أم اكتفى بها. وهي :

أولا : «أحكام الأراضي». يوجد في المكتبة الهندية تحت رقم ١٧٣٠ ، ومكتبة بانكى پور تحت رقم ١٥٩٩. ويقع الكتاب في ١٩ ورقة ، يشتمل على الأبواب التالية :

أ ـ في بيان معنى دار الاسلام ودار الحرب.

ب ـ في بيان أحكام أراضي دار الاسلام.

ج ـ في بيان أنواع الأراضي وأحكامها.

والكتاب لم يزل مخطوطا لم يطبع بعد.

ثانيا : «سبق الغايات في نسق الآيات». وهو كتاب في تفسير القرآن الكريم ، ذكر بعض المترجمين أنّه للتهانوى (١) ، وطبع بالهند عام ١٣١٦ ه‍.

ثالثا : كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ، وهو الكتاب الذي نحققه بحلّة جديدة. وهو أشهر كتبه بل أشهر الأعمال الموسوعية. فقد نال حظا وفيرا لدى أهل العلم والاختصاص. طبع الكتاب مرات عدة ، هي :

أ ـ طبع بالهند لأول مرة عام ١٨٦٢ م على يد جمعية البنغال الآسيوية من سلسلة المكتبة الهندية ، كلكتا ، وصحّحه المولوي محمد وجيه والمولوي عبد الحق والمولوي غلام قادر. واهتم به المستشرق النمساوي لويس سبرنغر التيرولي (ـ ١٣١٠ ه‍ / ١٨٩٣ م). والمستشرق الايرلندي وليم ناسوليس. وصدرت هذه الطبعة في مجلدين كبيرين عدد صفحاتهما ١٥٦٤ صفحة.

ب ـ الطبعة الثانية كانت بالآستانة عام ١٣١٧ ه‍ ، وهذه الطبعة ليست كاملة حيث انتهى الكتاب بفصل الياء من باب الصاد ، في مجلد واحد كبير ، عدد صفحاته ٩٥٥ صفحة كبيرة ، يليها خمس صفحات تتضمن استدراكات على الأخطاء الواردة في الطباعة.

ج ـ الطبعة الثالثة كانت بتحقيق لطفي عبد البديع وعبد المنعم محمد حسنين ، وراجعه

__________________

(١) معجم المفسرين ٢ / ٥٩٢ ، الاعلام ٦ / ٢٩٥ ، نزهة الخواطر ٦ / ٢٧٨ ، معجم المطبوعات العربية ، ص ٦٥ ، معجم المؤلفين ١١ / ٤٧ ، حركة التأليف باللغة العربية ص ١٧١.

٤١

أمين الخولي ، وصدرت عن مطبعة السعادة بمصر عام ١٣٨٢ ه‍ / ١٩٦٣ م ، تحت اشراف وعناية وزارة الثقافة والارشاد القومي. وكانت هذه الطبعة في أربعة أجزاء ، وهي غير كاملة حيث توقفت عند حرف الصاد ، كما هي حال طبعة الآستانة.

د ـ ثم صوّر في مكتبة صادر ولدى شركة خياط في بيروت. والصورتان تحصّلتا عن طبعة كلكتا.

والجدير بالذكر أنّ جميع هذه الطبعات ، على تعدادها اكتفت بنشر النص فقط ، باستثناء الطبعة المصرية التي حاول فيها المحققون أن يعزوا الأقوال إلى مكانها في المصادر والمراجع ويعودوا إليها أحيانا ، هذه الأقوال التي اعتمد عليها التهانوي في كشافه. ولم يتبعوا هذا المنهج في كل أمكنة النص ، كما أنّهم نقلوا النص الفارسي إلى العربية.

٢ ـ أهمية الكشاف وطبيعته.

ما إن ظهرت طبعة الكشاف بكلكتا عام ١٢٧٨ ه‍ / ١٨٦٢ م ، حتى انبرى العلماء ينكبون على الكتاب ينهلون من معينه ، يمتدحونه ويثنون على مؤلفه بخير العبارات وأفضلها. إذ وجدوا فيه برد اليقين والمرجع الرصين والعلم الواسع والزاد اللغوي الوافر. وبه جمع التهانوي اصطلاحات العلوم والفنون وعرّف بها مع شرح لموضوعاتها واطناب في تشعباتها ، وايراد لأعلام المتخصصين فيها ، وثبت لأمهات مصادرها. حتى كاد المصطلح أو الفن أحيانا يضج بشواهده ويسبر غوائر دلالاته ، فأضحى كل ذلك تأريخا شاملا لعلوم العرب والمسلمين على امتداد حقبتهم الحضارية المزدهرة ، وإبان انبلاج قرائحهم وانفتاحها ، وتمثّلها علوم السابقين المتقدمين مع ملاحقة أعمال المتأخرين.

فلا غرو إن مثّل الكشاف مختصرا لسبر وفير للمفردات والمعاني والمصطلحات العربية والاسلامية في تعدّد دلالاتها ، التي تنمّ عن تجربة كبيرة في ميادين المعرفة وتفرّعات اللغة والعلوم النظرية والكسبية والعملية والسلوكية. هذا في طبيعته والبناء ، أما في غايته والهدف فإنّه معلمة جمع لما كان ومحطة وصل لما سيكون.

إذ به ومنه يستعان في وضع الاصطلاح الجديد عبر تجوّز اللفظ والتجويز ، كما هي عادة لسان العرب. فعبره يمكن توظيف الكثير من الاصطلاحات لمدلولات حادثة بواسطة خيط رفيع يربط بين المعنيين القديم والجديد أو مناسبة أو قياس.

٤٢

ولا سيما أنّه بحقله والمعاني مغروس في وعي الذهنية العربية والاسلامية ، قابع في اللامفكر به داخلها ، وكل نشاط مستجد لن يخرج عن أرضيتها وبنائها. ففي هذه الذهنية وبها يتمثّل المعنى وينطلق اللفظ معبّرا عمّا في الافهام بعد هضمها في الأذهان ، عندها يتم الاذتهان ونتمثّل العلوم العصرية خير تمثّل وبأفضل استقلاب مماثلة لما يحدث في العضويات.

قيل في الكشاف : «هو معجم عظيم النفع للمصطلحات العلمية والفنية ، يغني عن مراجعه آلاف من الصفحات وعشرات من الكتب. كفى تقديرا له أنّ علماء العرب تلقوه بالقبول ، وعلماء الغرب عملوا على نشره» (١).

وذكر أيضا : «والكتاب لا يستغني عنه دارس لجوانب المعرفة التراثية ، وبخاصة في ميادين العلوم المختلفة كالطب والفلسفة والرياضيات والتصوف والفقه ...» (٢).

كما وصف أيضا بأنه : «ابتكار جديد في الكتب والأدوات المساعدة في التصنيف أكثر منه في التصنيف نفسه ، إذ إنّ في تصنيف العلوم قد كتب من كتب ... ولكن كثيرا من مشكلات التصنيف نجد حلا لها في هذا الكشاف. فالصياغات اللفظية لها مدلولاتها في الذهن والواقع» (٣).

ولقد وضع العلماء المسلمون عددا من الموسوعات العلمية والمعاجم الشاملة التي تعين الباحث على مبتغاه ؛ مثل جامع العلوم الملقّب بدستور العلماء لأحمدنكري ، ومفاتيح العلوم للخوارزمي ، والكليات لأبي البقاء الكفوي ، والتعريفات للجرجاني وغيرها ، ولعلّ أوسع هذه الكتب وأشملها كتاب الكشاف.

الباعث على تأليف الكشاف :

يقول التهانوي عن باعثه إلى انتهاض الجد وتشمير العزم وتوكيد الحزم وتنفيذه فيما حفزه إلى هذا العمل الشاق الواسع :

«إنّ أكثر ما يحتاج به في تحصيل العلوم المدوّنة والفنون المروّجة إلى الأساتذة هو اشتباه الاصطلاح ، فان لكل علم اصطلاحا خاصا به ، إذا لم يعلم بذلك لا يتيسّر للشارع فيه الاهتداء إليه سبيلا ، ولا إلى انقسامه دليلا. فطريق علمه إما الرجوع إليهم

__________________

(١) أحمد ، د. جميل ، حركة التأليف باللغة العربية في الاقليم الشمالي الهندي ، ص ٢١ و ١٦٩.

(٢) عطية ، مع المكتبة العربية ، دراسة في أمهات المصادر والمراجع المتصلة بالتراث ص ٧٠.

(٣) ساجقلي زاده ، ترتيب العلوم ، ص ٤٧.

٤٣

أو إلى الكتب التي جمع فيها اللغات المصطلحة ... ولم أجد كتابا حاويا لاصطلاحات جميع العلوم المتداولة بين الناس وغيرها. وقد كان يختلج في صدري أوان التحصيل أن أؤلف كتابا وافيا لاصطلاحات جميع العلوم ، كافيا للمتعلم من الرجوع إلى الأساتذة العالمين بها ، كي لا يبقى حينئذ للمتعلم بعد تحصيل العلوم العربية حاجة إليهم إلا من حيث السّند عنهم تبركا وتطوعا. فلما فرغت من تحصيل العلوم العربية والشرعية ... شمّرت عن ساق الجد إلى اقتناء ذخائر العلوم من الحكمة ... فصرفت شطرا من الزمان في مطالعة مختصراتها الموجودة عندي ، فكشفها الله تعالى عليّ ، فاقتبست منها المصطلحات أوان المطالعة وسطّرتها على حدة في كل باب يليق بها على ترتيب حروف التهجي كي يسهل استخراجها لكل أحد.

فحصّلت في بضع سنين كتابا جامعا لها. ولما حصل الفراغ من تسويده سنة ١١٥٨ ه‍ ، جعلته موسوما وملقّبا بكشاف اصطلاحات الفنون ...» (١).

إذا ، كان الغرض الأساسي الذي سعى إليه التهانوي التوفير على طالب العلم الجهد والوقت اللذين يبذلهما في أثناء التعرف على معنى متشعب الدلالات متنوع الموضوعات حيث يضيع بين طيات عشرات الكتب اللغوية والعلمية وربما لا يهتدي إلى مقصوده ولا يجد إليه سبيلا.

منهج الكشاف :

جاء الكشاف استجابة لملء الفراغ في المكتبة العربية والاسلامية. وقد استقصى فيه التهانوي بحث المعاني وايرادها على مختلف دلالاتها متدرجا من الدلالة اللغوية إلى الدلالة النقلية فالعقلية ثم العلمية. وتوسّع أحيانا في ايراد المسائل التي اقتضاها البحث في مجال من المجالات وأسهب. وسار على المنوال نفسه في بعض الألفاظ الفارسية التي طعّمها في الكتاب ولا سيما في آخره ، والتي وضعناها تبعا لرسمها ولفظها وبالتسلسل الألفبائي مع العربية.

وكان يعتمد في كل شرح على الكتب المعتبرة في العلوم المختلفة فيذكرها ويذكر أحيانا أصحابها ، بمثل ما يورد الثقات من العلماء والمؤلفين ، ويعمد أحيانا إلى ايراد المظان التي نقل عنها بارسالها في ثنايا المادة أو في آخرها.

__________________

(١) مقدمة الكشاف ، ط الهند ، ص ص ١ ـ ٢.

٤٤

وكما ذكرنا فالكشاف موسوعة كبيرة جمعت المصطلحات والمفردات الخاصة بالعلوم المعروفة حتى زمان التهانوي ، وربما قيل انه استطاع جمعها أو جمع معظمها ، لكن لم يسبرها كلها. فهذا فوق طاقته ، إذ الوسائل في عصره لم تكن متوفرة كما هي حال استخدام الآلات الآن ، إضافة إلى المراجع.

رتّب التهانوي كشافة ترتيبا هجائيا الفبائيا في أبواب بحسب أوائل الحروف ، ثم رتّب مادة كل باب في فصول تتسلسل الفبائيا ، ولكن تبعا لأواخر الحروف. فمثلا نجد (أدب) و (أوبة) في باب واحد هو باب الهمزة ، وفي فصل واحد ضمن هذا الباب وهو فصل الباء ، لأنّ كليهما ينتهي بحرف الباء.

ومن ثمّ افتتح التهانوي كتابه بمقدمة بسطها خطته المنهجية في التأليف. فتصدّرت المقدمة شروح في تبيان العلوم المدوّنة وما يتعلق بها ، وعرضت وجوه تقسيم العلوم إلى نظرية وعملية على عادة تصنيف الحكمة لذلك. ثم جاء استعمال كل علم وغايته.

كما فرّعت العلوم إلى عربية وغير عربية ، وشرعية وغير شرعية ، وحقيقية وغير حقيقية ، ونقلية وعقلية ، وإلى علوم جزئية وغير جزئية.

انتقل التهانوي عقبها إلى ذكر مباحث في فلسفة التصنيف تنمّ عن عقلية متبحّرة في هذا المضمار ، وتعمّق في التعريفات من حيث الذات والعرض وأحوالهما ، ومن تحديد لحيثية الموضوع.

والملفت البارز في المقدمة ما سمّاه التهانوي بالرءوس الثمانية ، وهي معايير ومواصفات تضبط المادة وتقيّدها وتضمن سلامتها من الزيف ، وهي :

١ ـ الغرض من تدوين العلم أو تحصيله.

٢ ـ المنفعة ، أو الفائدة المجتناة من العلم.

٣ ـ السّمة ، أي التسمية ، عنوان الكتاب.

٤ ـ المؤلف ، وهو مصنف الكتاب.

٥ ـ من أي علم هو.

٦ ـ في أي مرتبة هو ، أي بيان مرتبة العلم بين العلوم.

٧ ـ القسمة ، وهي بيان أجزاء العلوم وأبوابها.

٨ ـ الانحاء التعليمية ، وهي أنحاء مستحسنة في طرق التعليم ، كالتقسيم والتحليل والتحديد والبرهان.

ولعلّ التهانوي يوزع العلوم ببعد خاص ، فيجعلها على ثلاث تصنيفات عامة :

٤٥

أولا : العلوم العربية ، التي يقسمها إلى أصول وفروع ، ويجمعها على عشرة علوم : اللغة والتصريف والمعاني والبيان والبديع والعروض والقوافي والنحو وعلم قوانين الكتابة وعلم قوانين القراءة.

ثانيا : العلوم الشرعية الدينية ، ويفصّلها على النحو التالي :

علم الكلام أو الفقه الأكبر أو التوحيد والصفات ، علم التفسير ، علم القراءة ـ قراءة القرآن الكريم ـ ، علم الاسناد ، علم الحديث ، علم أصول الفقه ، علم الفقه ، علم الفرائض ، علم السلوك.

ثالثا : العلوم العقلية ، وهي التي لا تتغيّر بتغيّر الملل والأديان ، وهي :

المنطق وأصوله التسعة ، والحكمة وأقسامها : الإلهي والرياضي والطبيعي.

وفروع ستة. والطبيعي له أصول ثمانية وفروع سبعة.

وتجدر الاشارة إلى أنّ مواد الكشاف التي وردت بعد المقدمة انشطرت شطرين ضمن فنين :

الفن الأول : تضمن الألفاظ المصطلحة العربية ، وهو الأعظم حجما ومادة ، وورد فيه بعض الألفاظ غير المصطلحة ، واشتمل على أبواب والأبواب على فصول.

الفن الثاني : ووردت فيه الألفاظ الأعجمية بالترتيب الهجائي ، وهي ضئيلة العدد.

وقد بلغ عدد المصطلحات الواردة في الكشاف من الفنين ثلاثة آلاف وخمسة وأربعون مصطلحا ، تفاوتت في توزيعها بحسب نظمنا لها ، فكان نصيب حرف الميم من أكثرها ثم الألف فالتاء فالحاء فالعين وهكذا.

رحم الله التهانوي العالم الموسوعي والشارح المدقّق رحمة واسعة. ويكفيه فضل أنّه أدرك حاجة طلاب العلم والمكتبة العربية والاسلامية إلى هكذا عمل ، فسدّ ثغرة ، وتخطّى مرحلة ، واختزل جهد مجموعة ، حتى قورن عمله ، فظنّ به صدى لما قام في أوروبا من أعمال معجمية موسوعية ، دأبت عليها لتحقيقها جماعات ووحدانا ، وانفرد هو بصبره وإيمانه في إنجاز مشابه ، خصّ العربية وأتحف الاسلام. ندعو الله أن يجزيه جزيل الثواب والمغفرة لقاء صنيعه ، ونحمده عزوجل ، نعم المولى ونعم النصير.

٤٦

٣ ـ منهجية عمل الفريق والمساعدين في التحقيق.

توزّعت أعمال الفريق على ثلاث شعب رئيسية هي :

تحقيق النص ونظمه ، نقل النصوص الفارسية إلى العربية ، اختيار الألفاظ الأوروبية المقابلة للمصطلحات.

قام بتحقيق النص وضبطه الدكتور علي دحروج يساعده فريق كبير من الباحثين سنأتي على ذكرهم لاحقا ، وتولّيت توزيع العمل بينهم مع المشاركة والمراجعة خطوة خطوة.

أنجز الشيخ د. عبد الله الخالدي نقل النصوص والعبارات الفارسية جميعها إلى العربية. وأشرفت على المادة توزيعا وضبطا فقط.

وضع الدكتور جورج زيناتي الألفاظ المقابلة لمصطلحات الكشاف في الانكليزية والفرنسية وأحيانا في اللاتينية. أما في الالمانية فهي لغة حديثة نسبيا وبعيدة عن مقابلة علوم المسلمين التي ظهرت في فترة سابقة عليها. وشاركت في توزيع العمل والمراجعة.

تدرّج التحقيق وترتّب على مراحل عدة نوجزها بما يلي :

ـ إعادة تبويب المادة على أساس المصطلح المستقل.

ـ ايراد المصطلحات وموادها متتالية تبعا للتسلسل الألفبائي وبحسب رسم كل مصطلح وتتابع حروفه كما أشرنا ، وذلك من غير اعتبار لأل التعريف وللجذر اللغوي. وقد قام بذلك «الكمبيوتر» الحاسوب ، بعد أن أعددنا له لوائح المصطلحات منظّمة على أحرف الألفباء للحرف الأول فيها.

ـ بقي مضمون مادة المصطلح أو ما سنتعارف عليه بالنص والمتن كما هو من غير مسّ. وضبطت بعض حركاته بالتنوين عند الاقتضاء ، تحاشيا للإشكال فقط ، من غير قاعدة واحدة ، والغرض التيسير على القارئ.

ـ ولقد اعتمد نص الطبعة الهندية في المتن ، وإن وجد فيه نقص أضيفت كلمة أو عبارة من طبعتي : العثمانية والمصرية ، وذلك بعد مقارنة كل طبعة على المتن الأصلي.

وإن عثر على فارق أشير في الهامش إلى ذلك الفارق. وفي جميع الأحوال عند وجود النقص أو الفارق أشير في الهامش إلى كل ذلك ، مع تثبيت الكلام المختلف ووضع أمامه رمز الطبعة وعلامة زائد عند الزيادة وناقص عند النقص. كما رمز

٤٧

للطبعة العثمانية (ع) وللمصرية (م). لكن من المعلوم أن الطبعتين وقفتا عند نهاية حرف الصاد وداخلهما بعض من حرف الميم.

ـ نقل النص الفارسي المنبث في ثنايا المادة إلى الهامش كما هو ، ووضع مكانه معناه في العربية حسبما آلت إليه الترجمة. وتم الاكتفاء بتعريبه من دون التعريف بالأعلام وبأسماء الكتب الواردة في متنه لتعذّر ذلك مرجعيا. كما ميّز الكلام العربي المترجم في المتن لفصله عن كلام التهانوي بخط أشد سوادا.

ـ سبرت وحصرت في النص العربي العناصر التالية : آيات القرآن ، أحاديث الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، الاعلام ، أسماء الكتب ، المصطلحات الغريبة ، الفرق ، القبائل ، الأمكنة.

ـ ولقد تم بعد حصر هذه العناصر الآتي :

* تخريج آيات القرآن بايراد السورة ورقم الآية في الهامش. ووضعت الآية بين هلالين متوجين في المتن.

* اسناد الأحاديث وتصويبها عند الاقتضاء في الهامش انطلاقا من الصحاح والمسانيد وكتب الحديث المعهودة. ووضع الحديث في المتن بين «».

* التعريف بالاعلام في الهامش بالاعتماد على أكثر من مرجع مع ذكر المراجع مختصرة.

* التعريف بأسماء الكتب وأصحابها مع ذكر تاريخ وفاتهم بوضع علامة (ـ) قبل السنة ، والارتكاز في ذلك على مرجع أو أكثر مختصر. كل ذلك في الهامش.

* شرح بعض المصطلحات والتعليق عليها ، ولا سيما تلك التي تحمل أبعادا فلسفية. كذلك الأمر في الهامش.

* التعريف بالفرق والقبائل والأمكنة.

اعتمدنا في جل شروحنا بالهامش ، معظم الأحيان ، على التاريخين الهجري والميلادي. وممّا يلفت إليه كثرة الأخطاء الواردة في النص وفي كل النسخ على اختلاف طبعتها. وربما كان مرد الأمر النسخ أو الطباعة. وتجلّى ذلك في ورود عدد من أسماء الأعلام والكتب مصحّفة ، فصوبنا ما استطعنا إليه سبيلا عن قاعدة ومرجع. وقد زاد كل ذلك في الصعوبات.

كما ورد عدد من الأحاديث النبوية بالمعنى دون اللفظ ، فاقتضانا ذلك الاشارة وايراد الحديث أحيانا.

وإن قصرنا عن التعريف ببعض الاعلام وأسماء الكتب التي لا تتجاوز العشرة فمرد الأمر التصحيف أو عدم وجودها في المراجع المتوفرة.

٤٨

وتبيّن أنّ التهانوي كثيرا ما ينتقل في شرحه من العربية إلى الفارسية ، لكن الجلي في شروحه الفارسية أنّه قد تعلم هذه اللغة وليس هو ابنها ، ويستدل ذلك من بعض الأخطاء أحيانا أو المبالغة أو البساطة تارة والتعقيد طورا. بل حوّرت أحيانا بعض الألفاظ ، والمعروف أنّ أصلها هندي ، ولا سيما أن الكاتب هندي. فيستفاد من ذلك أن التهانوي غريب عن الفارسية وأتقنها كما حاله مع العربية ، ومع الفارق بين اللغتين لجهة تملكه نواصي العربية.

لكن النقل من الفارسية إلى العربية تحصّل يسيرا من غير صعوبات لتشارك اللغتين في المعنى ومساهمتهما معا في الحضارة الاسلامية.

أما الصعوبات المتعددة فقد تأتّت عند نقل المصطلح من العربية إلى الأوروبية.

فعلى الرغم من أنّ جزءا من ذاكرة الحضارة الغربية جاء من الحضارة العربية ، حين كانت هذه تحتضن شتى العلوم ، إلا أنّ هوة شاسعة زادت من الفصل بينهما تباعا.

حيث تغيرت كثيرا المعطيات العلمية ، وطريقة فهم الأشياء. ففي الطب مثلا بقي عدد من أسماء الأمراض على حاله وتغيّر العديد ، أما في الأدوية وتصنيفها ، وإن احتفظت بشيء من قدمها ، فقد تغيرت كثيرا. وفي علم الهيئة والفلك أخذ التنجيم حيّزا هاما في الموسوعة ، بينما لم يعد مهما في أوروبا ، حيث ظهرت مصطلحاته. وتبدّلت النظريات الفلكية وقياس أبعاد الكواكب كليا. وممّا تجدر الاشارة إليه في هذا الصدد مثلا أنّ علمي الرمل والجفر قد اختفيا تماما من المصطلح العلمي المعاصر ، بينما كان لهما اعتبار مرموق في الكشاف.

ولم يخل الأمر من مفاجآت إبّان الترجمة ، إذ يوجد مرض ما أو انحراف حسابي لا وجود لمقابل له في الأوروبية ، ممّا يدفع إلى جهد جهيد للتفتيش والاستنباط أحيانا. وربما وجد مصطلح متعارف عليه كلفظ محمولات الذي درج في المنطق عند العرب ، لكن اصطلح عليه آنذاك على غير ما تعارفنا عليه. حيث دلّ على دواء خاص وطريقة استعمال ، وربما قابل ما ندعوه اليوم «تحميلة».

وأخيرا فمن صعوبات الترجمة ما أدخله المتصوفة بقوة على المصطلحات الشرعية والعلمية من دلالات لا تخصّ معناها الأصلي. حيث استخدموا المصطلحات عينها بعد تحويرها جزئيا أو كليا عن حقلها الدلالي واعطائها معنى من عندياتهم ومن لدن تبدّياتهم. وليس أمام الناقل إلا التمعّن في ذلك وعدم تجاهله وتخيّر المقابل السليم المعبّر.

٤٩

وقد خلصنا بعد اتمام العمل هذا إلى جملة فهارس زادت العمل اغناء ، وستيسر على طالب العلم والقارئ تيسيرا ، وتساعده في الوصول إلى مبتغاه ومطلوبه سريعا.

وقد جمعت هذه الفهارس على :

ـ فهرس أسماء الاعلام تبعا لتسلسلها الألفبائي وبحسب ورودها في صفحاتها.

ـ فهرس أسماء الكتب ألفبائيا أيضا ، مع ذكر ورودها في صفحاتها.

ـ فهرس للمصطلحات الأوروبية اعتمادا على ذكر المصطلح الأول الانكليزي الفبائيا ومقابله الفرنسي والعربي ، تبعا لورودها في صفحاتها.

ـ فهرس مصطلحات الكشاف كما وردت ألفبائيا مع ذكر صفحاتها. وهذا الفهرس هو بمثابة فهرس المحتويات.

كما لا بدّ من ذكر مختصر للرموز المعتمدة في عملنا :

الهلالان المتوجان : خاص بالآيات القرآنية.

«» المحصوران : خاص بالأحاديث النبوية الشريفة.

ع رمز النسخة العثمانية.

م رمز النسخة المصرية.

(+) رمز يشير إلى لفظة أو عبارة زائدة.

(ـ) رمز يشير إلى لفظة أو عبارة ناقصة.

ـ ... هـ يشير إلى وفاة علم أو صاحب كتاب.

[ ] المعقوفان خاص بكلام ورد ضمنهما زيادة على نسخة الهند.

بيروت : الأول من محرم ١٤١٦ ه‍ ٣٠ أيار ١٩٩٥ م رفيق العجم

٥٠

٥١