تاج العروس - ج ١١

محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي

تاج العروس - ج ١١

المؤلف:

محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي


المحقق: علي شيري
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٥٨

١

٢

بَابُ العَيْن

في اللِّسَان : هذا الحَرْفُ قَدَّمَهُ جَماعَةٌ من اللُّغَوِيّين في كُتُبِهِم ، وابْتَدَأُوا به في مُصَنَّفاتِهِم. حَكَى الأَزْهَرِيُّ عَن اللَّيْثِ : لَمَّا أَرادَ الخَلِيلُ بنُ أَحْمَدَ الابْتِدَاءَ في كِتَابِ العَيْنِ أَعْمَلَ فِكْرَهُ فِيه : فَلَمْ يُمْكِنْه أَنْ يَبْتَدِئَ مِنْ أَوَّلِ : ا ب ت ث ، لِأَنَّ الأَلِفَ حَرْفٌ مُعْتَلٌّ ، فلمّا فاتَهُ أَوّلُ الحُرُوفِ كَرِه أَنْ يَجْعَلَ الثّانيَ أَولاً ، وهو البَاءُ إلّا بِحُجَّةٍ ، وبَعْدَ اسْتِقْصَاءٍ ، نَظَرَ (١) إِلَى الحُرُوفِ كُلِّهَا وذَاقَها ، فوَجَدَ مَخْرَجَ الكَلامِ كُلِّه من الحَلْقٍ ، فَصَيَّرَ أَوْلَاهَا بالابْتِداءِ به أَدْخَلَهَا في الحَلْقِ ، وكَانَ إِذا أَرادَ أَنْ يَذُوقَ الحَرْفَ فَتَحَ فاهُ بأَلِفٍ ، ثُمَّ أَظْهَرَ الحَرْفَ ، نَحْو اب ، اتْ ، احْ ، اعْ فوَجَدَ العَيْنَ أَقْصَاهَا في الحَلْقِ ، وأَدْخَلَهَا ، فجَعَلَ أَوَّلَ الكِتَابِ العَيْنَ ، ثُمَّ ما قَرُبَ مَخْرَجُهُ مِنْهَا بَعْدَ العَيْنِ الأَرْفَعَ فالأَرْفَعَ ، حَتّى أَتَى عَلَى آخِرِ الحُرُوفِ. وأَقْصَى الحُرُوفِ كُلِّهَا العَيْنُ ، وأَرْفَعُ مِنْهَا الحاءُ ، ولَوْلَا بُحَّةٌ في الحاءِ لأَشْبَهَتِ العَيْنَ ، لِقُرْب مَخْرج الحاءِ من العَيْنِ ، ثُمّ الهاءُ ، ولو لا هَتَّةٌ في الهاءِ ـ وقال مَرَّةً : هَهَّةٌ في الهاءِ ـ لأَشْبَهَتِ الحاءِ لقُرْب مَخرَج الهاءِ من الحاءِ ، فهذِه الثّلاثَةُ في حَيِّزٍ وَاحِدٍ. فاعْلَمْ ذلِكَ (٢).

وقالَ شَيْخُنَا : أُبْدِلَتِ العَيْنُ من الحاءِ ، قالوا : صُبْعٌ في صبح ، ومِن الغَيْنِ قالُوا : العُلامُ لُغَةٌ في الغُلامِ ، وهذا قَلَّ مَنْ ذَكَرَهُ ، ومِنَ الهَمْزَةِ قالُوا : عَنْ في أَنْ. وعَلَى الأوَّلِ والثّالِثِ اقْتَصَرَ ابنُ أُمِّ قاسِمٍ ، ومُحَشُّوهُ ، وأَكْثَرُوا من أَمْثِلَةِ إِبْدَالِهَا عَنِ الهَمْزَةِ ، وذَكَرُوا من أَمْثِلَةِ إِبْدالِها من الحاءِ قولهم : عَتَّى في حَتَّى. قُلْتُ : وقال الخَلِيلُ : العَيْنُ والحاءُ لا يَأْتَلِفَانِ في كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ أَصْلِيَّةِ الحُرُوفِ ، لِقُرْبِ مَخْرَجَيْهِما ، إِلّا أَنْ يُؤَلَّف فِعْلٌ من جَمْعٍ بَيْنَ كَلِمَتَيْنِ ، مِثْل : حَيّ عَلَى ، فَيُقَالُ مِنْهُ حَيْعَلَ ، والله أَعْلَم.

فصل الهمزة مع العين

[أثع] : ذُو أُثَيْعٍ ، كزُبَيْرٍ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِي وصاحِبُ اللِّسان. وقال الصّاغانِيُّ : هو شاعِرٌ من هَمْدانَ كما في اللُّبابِ.

وِزَيْدُ بنُ أُثَيْعِ ، أَو يُثَيْع بقَلْبِ الهَمْزَةِ ياءً ، وسِيَاقُه يَقْتَضِي أَنَّهما كزُبَيْرٍ ، وضبَطَهُ الحَافِظُ كأَمِيرٍ ، وهُوَ تَابِعِيّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله تَعالَى عَنْهُ. قُلْتُ : وعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدَّيقِ رَضِيَ الله تَعالَى عَنْهُ أَيْضاً ، ذَكَرَهُ ابنُ حِبّانَ في كِتَابِ الثِّقَاتِ ، وكُنْيَتُه أَبُو إِسْحَاقَ ، كَذا في حاشِيةِ الإِكْمَال.

[أزع] : أُزَيْعٌ ، كزُبَيْرٍ ، أَهْمَلَهُ الجَمَاعَةُ ، وهو مِنَ الأَعْلامِ ، أَصْلُه وُزَيْعٌ. قُلْتُ : فيَنْبَغِي ذِكْرُهُ هُنَاكَ ، كما فَعَلَهُ ، الصّاغَانِيّ وغَيْرُهُ من أَئِمَّةِ اللُّغَةِ ، وسَيَأْتِي ذلِكَ لِلْمُصَنِّفِ أَيْضاً في «وزع».

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه (٣) :

[أشع] : أَيْشُوعُ ، بالفَتْحِ ، قالَ اللَّيْثُ في تَرْكِيب «وش ع» : هُوَ اسْمُ عِيسَى عَلَيْهِ وعَلَى نَبِيِّنا أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ ، وسَيَأْتِي ذِكْرُه في «وش ع» بالعِبْرَانِيّة ، كما سَيَأْتِي هُناكَ إِنْ شَاءَ الله تَعالَى.

__________________

(١) في اللسان «أول باب العين» : تَدَبّر ونظر.

(٢) زيد في اللسان نقلاً عن الأزهري قال : العين والقاف لا تدخلان على بناء إلّا حسنتاه ، لأنهما أطلق الحروف ، أما العين فأنصع الحروف جرسا وألذها سماعا.

(٣) وردت هنا بالأصل «مادة : أفع» فأخرناها الى موضعها بعد مادة «أع».

٣

[أع] : أُعْ‌أُعْ ، مَضْمُومَتَيْن. أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ وصاحِبُ اللِّسَان هُنَا. وقد جاءَ في حَدِيثِ السِّواكِ وهُوَ : «كانَ إِذا تَسَوَّكَ قالَ : أُعْ‌أُعْ» ، كَأَنَّه يَتَهَوَّعُ ، أَيْ يَتَقَيَّأُ ، وهِيَ حِكَايَةُ صَوْتِ المُتَقَيِّئِ. وفي التَّكْمِلَةِ : المُتَهَوِّع. قالُوا : أَصْلُهَا هُعْ هُعْ ، فأُبْدِلَتْ هَمْزَةً. قالَ شَيْخُنَا : فالصَّوَابُ إِذَنْ ذِكْرُهَا في «هـ و ع» قُلْتُ : وهكَذا فَعَلَه صاحِبُ اللِّسَان وغيره.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :

[أفع] : غلام أَفَعَةٌ ، مُحَرَّكَةً ، أَي مُتَرَعْرع (١). أَهملَه الجماعَة.

[ألع] : المَأْلُوعُ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَان. وقال الخَارْزَنْجِيُّ فِي تَكْمِلَةِ العَيْنِ : هو المَجْنُون وكذلِكَ المَأْلُوقُ ، كالمُؤَوْلَع ، كمُطَرْبَل ، وكذلِكَ المُؤَوْلَقُ ، قَالَ : وبه الأَوْلَعُ والأَوْلَقُ ، أَيْ الجُنُونُ.

قُلْتُ : وهذا بِنَاءً عَلَى أَنَّ الأَوْلَعَ والأَوْلَقَ وَزْنُهما فَوْعَلٌ ، فإِنْ قِيلَ : أَفْعَلُ ـ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ قَوْمٌ ـ فالصَّوابُ ذِكْرُهُ في الوَاوِ ، كما سَيَأْتِي ، قالَهُ شَيْخُنَا. قُلْتُ : وهو قَوْلُ عَرَّامٍ ونَصُّه : يُقَالُ : بِفُلانٍ مِنْ حُبِّ فُلانَةَ الأَوْلَعُ والأَوْلَقُ ، وهو شِبْهُ الجُنُونِ. ومَحَلُّ ذِكْرِه في «ول ع» كما سَيَأْتِي.

[أمع] : الإِمَّعُ والإِمَّعَةُ ، كهِلَّعٍ وهِلَّعَةٍ ويُفْتَحانِ ، الفَتْحُ لُغَةٌ عن الفَرَّاءِ. وقال ابنُ السَّرّاجِ : إِمَّعٌ فِعَّلٌ ، لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ إِفْعَلُ وَصْفاً ، وهو الرَّجُلُ لا رَأْيَ لَهُ ولا عَزْمَ ، فهو يُتَابِعُ كُلَّ أَحَدٍ عَلَى رَأْيِهِ ولا يُثْبُتُ علَى شَيْ‌ءٍ والهَاءُ فيهِ لِلْمُبَالَغَةِ. ومنه حَدِيثُ عَبْدِ الله بنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله تَعالَى عَنْه : «اغْدُ عالِماً ، أَو متعلماً ولا تَكُنْ (٢) إِمَّعَةً» ولا نَظِيرَ لَهُ إِلّا رَجُلٌ إِمَّرٌ ، وهو الأَحْمَقُ. قَالَ الأَزْهَرِيّ : وكَذلِكَ الإِمَّرَةُ ، وهو الَّذِي يُوَافِقُ كُلَّ إِنْسَانٍ عَلَى ما يُرِيدُه ، قال الشَّاعِرُ :

لَقِيتُ شَيْخاً إِمَّعَهْ

سَأَلْتُه عَمَّا مَعَهْ

فَقَالَ ذَوْدٌ أَرْبَعَهْ

وقالَ آخَرُ :

فلا درَّ دَرُّكَ مِنْ صَاحِبٍ

فَأَنْتَ الوُزَاوِزَةُ الْإِمَّعَهْ

وفي حَدِيثٍ (٣) أَيْضاً : «لا يَكُونَنَّ أَحَدُكُمْ إِمَّعَةً». ورُوِيَ عن ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ : كُنّا في الجَاهِليَّةِ نَعُدُّ الإِمَّعَةَ هو مُتَّبِع النَّاسِ إِلى الطَّعَامِ من غَيْرِ أَنْ يُدْعَى ، وإِنَّ الإِمَّعَةَ فِيكُمُ اليَوْمَ المُحْقِبُ الناسِ دِينَه. قالَ أَبُو عُبَيْدٍ : والمَعْنَى الأَوّلُ يَرْجعُ إِلَى هذَا. قُلْتُ : ومَعْنَاهُ المُقَلِّدُ الَّذِي جَعَلَ دِينَه تابِعاً لدِينِ غَيْرِه بلا رَوِيَّةٍ ولا تَحْصِيلِ بُرْهَانٍ. وفي أَمَالِي القَالِي (٤) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بنُ الأَنْبارِيّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيّ المَدِينِيّ حَدَّثَنَا أبُو الفَضْلِ الرَّبعِيّ ، حَدَّثَنَا نَهْشَلُ بنُ دارم عن أَبيه عَنْ جَدِّه عَنْ الحَارِثِ الأَعْوَرِ قالَ : سُئل عَلِيُّ بنُ أَبِي طالِبٍ رَضِيَ الله تعالَى عَنْهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ ، فَدَخَلَ مُبَادِراً ، ثُمَّ خَرَجَ في رِدَاءٍ وحِذَاءٍ ، وهُوَ مُتَبَسِّمٌ ، فقِيلَ له : يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ ، إنَّكَ كُنْتَ إِذا سُئِلْتَ عن المَسْأَلَةِ تَكُونُ فيها كالسِّكَّةِ المُحْمَاةِ ، قالَ : إِنِّي كُنْتُ حَاقِناً ، ولا رَأْيَ لحَاقِنٍ ، ثم أَنْشَأَ يَقُولُ :

إِذا المُشْكِلاتُ تَصَدَّيْنَ لِي

كَشَفْتُ حَقَائِقَها بالنَّظَرْ (٥)

لِسَانِي (٦) كشِقْشِقَةِ الأَرْحَبِيَّ

أَوْ كالحُسَامِ اليَمَانِي الذَّكَرْ

وِلَسْتُ بإِمَّعَةٍ فِي الرِّجالِ

أُسَائلُ هذَا وذَا ما الخَبَرْ؟

وِلكِنَّنِي مِذْرَبُ الأَصْغَرَيْنِ

أُبَيِّنُ مَعْ (٧) مَا مَضَى ما غَبَرْ

وِقِيلَ : الإِمَّعَةُ : المُتَردِّدُ فِي غَيْرِ صَنْعَةٍ. ورُوِيَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ سُئِلَ : ما الإِمَّعةُ؟ قالَ : مَنْ يَقُولُ : أَنا مَعَ النّاس. قالَ ابْنُ بَرِّيٍّ : أَرادَ بذلِكَ الَّذِي يَتْبَعُ كُلَّ أَحَدٍ عَلَى دِيِنِه ، أَيْ لَيْسَ المُرَادُ بِهِ كَرَاهَةَ الكَيْنُونَةِ مع النّاسِ. وقال اللَّيْثُ : رَجُلٌ إِمَّعَةٌ ، يَقُولُ لِكُلِّ أَحَدٍ : أَنَا مَعَكَ.

__________________

(١) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل مرعوع».

(٢) الأصل والنهاية واللسان ، وفي التهذيب : ولا تغدُ.

(٣) في اللسان : قول ابن مسعود أيضا. ومثله في النهاية.

(٤) أمالي القالي ٢ / ١٠١.

(٥) بعده في الأمالي :

وِإن برقت في مخيل الصوا

ب عمياء لا يجتليها البصر

(٦) في الأمالي : «لسانا» وبعد البيت فيها :

وِقلبا إذا استنطقته الفنون

أبرّ عليها بواه درر

(٧) في الأمالي : أبيّن مما مضى.

٤

وِلا يُقَالُ : امْرَأَةٌ إِمَّعَةٌ. فإِنَّهُ خَطَأٌ ، أَو قَدْ يُقَالُ ، حَكَاه الجَوْهَرِيّ عن أَبِي عُبَيْدٍ.

وِتَأَمَّعَ الرَّجُلُ ، واسْتَأْمَعَ : صَارَ إِمَّعَةً ، ورِجالٌ إِمَّعُونَ ، ولا يُجْمَعُ بالأَلِفِ والتّاء (١).

فصل الباءِ

مع العين

[بتع] : البِتْعُ ، بالكَسْرِ ، وكعِنَبٍ ، مِثَالُ قِمْعٍ وقِمَع : نَبِيذُ العَسَل ، كَما في الصّحاحِ ، وزادَ غَيْرُهُ : المُشْتَدُّ. وفِي العَيْنِ : نَبِيذٌ يُتَّخَذُ من عَسَلٍ كَأَنَّهُ الخَمْرُ صَلابَةً ، يُكْرَهُ شُرْبُهْ ، أَوْ هو سُلالَةُ العِنَبِ ، قالَهُ ابنُ عَبّادٍ. وقالَ بَعْضُهُم : سُمِّيَ بذلِكَ لشِدَّة فيه ، من البَتَعِ ، وهو شِدَّةُ العُنُقِ. أَو بالكَسْرِ : الخَمْرُ وقالَ أَبو حَنِيفَةَ : الخَمْرُ المُتَّخَذُ من العَسَلِ ، فأَوْقَعَ الخَمْرَ عَلَى العَسلِ ، وهي لُغَةٌ يَمَانِيَّةٌ. وفي الحَدِيثِ : «سُئِل النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن البِتْع فَقَالَ : كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ (٢) فهو حَرامٌ» وعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيّ رَضِيَ الله تَعالَى عَنْه أَنَّهُ خَطَبَ فقالَ : «خَمْرُ المَدِينَةِ من البُسْرِ والتَّمْرِ ، وخَمْرُ أَهلِ فارِسَ من العِنَبِ ، وخَمْرُ أَهْلِ اليَمَنِ البِتْعُ ، وهو من العَسَلِ ، وخَمْرُ الحَبَشِ السُّكْرُكَةُ».

وِالبَتِعُ : الطَّويلُ من الرِّجَالِ ، ظاهِرُ سِيَاقِهِ أَنَّهُ بالكَسْرِ ، وهو خَطَأٌ ، والصَّوَابُ فيه البَتِعُ ككَتِفٍ ، وامْرَأَةٌ بَتِعَةٌ : طَوِيلَةٌ ، كما في اللِّسَانِ.

وِالبَتَعُ ، بالتَّحْرِيكِ : طُولُ العُنُقِ مع شِدَّةِ مَغْرِزِهَا : تَقُولُ منهُ : بَتِعَ الفَرَسُ ، كفَرِحَ ، بَتَعَاً فهو بَتِعٌ ، ككَتِفٍ ، وهي بَتِعَةٌ ، قالَهُ الأَصْمَعِيّ. وقَدْ سَهَا هُنَا عن اصْطِلاحِهِ وهو قَوْلُه : وهي بهاءٍ. ويُقَالُ أَيْضاً : عُنُقٌ بَتِعٌ وبَتِعَةٌ : شَدِيدَةٌ.

وقيل : مُفْرَطَةٌ في الطّولِ.

وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : البَتِعُ : الطّوِيلُ العُنُقِ ، والتَّلِعُ : الطَّوِيلُ الظَّهْرِ. وقالَ ابنْ شُمَيْلٍ : مِن الأَعْنَاقِ البَتِعُ ، وهو الغَلِيظُ الكَثِيرُ اللَّحْمِ الشَّدِيدُ. وقالَ : ومنها الرّهِيفُ (٣) ، وهو الدَّقِيقُ. ويُقَالُ : البَتَعُ فِي العُنُق : شِدَّتُهُ ، والتَّلَعُ : طُولُهُ.

وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لسَلامَةَ بنَ جَنْدَلَ يَصِفُ فَرسَاً :

يَرْقَى الدَّسِيعُ إِلَى هادٍ لَهُ بَتِعٍ

فِي جُؤْجُؤٍ كمَدَاكِ الطِّيبِ مَخْضُوبِ

وِقالَ اللَّيْثُ : رُسْغٌ أَبْتَعُ أي مُمْتَلِى‌ءٌ. وأَنْشَدَ لرُؤْبَة :

وِقَصَباً فَعْماً ورُسْغاً أَبتَعَا

قالَ الصّاغَانِيُّ : ولَيْسَ لِرُؤْبَةَ كما قالَ اللَّيْثُ. وقالَ ابنُ بَرِّيّ : كَذا وَقَعَ ، وأَظُنُّهُ : «وَجيداً أَبْتَعَا».

وِقالَ اللَّيْثُ أَيْضاً : البَتِعُ ، ككَتِفٍ : الشَّدِيدُ المَفَاصِلِ والمَوَاصِل مِنَ الجَسَدِ. وقال غَيْرُهُ : والبَتِعُ من الرِّجَالِ كذلِكَ ، وفِعْلُهُ بَتِعَ ، كفَرِحَ ، وهو بَتِعٌ وأَبْتَعُ : اشْتَدَّتْ مَفَاصِلُهُ ، وهي بَتْعَاءُ وبَتِعَةٌ ، وج : بُتْعٌ ، بالضَّمِّ.

وِقالَ ابنُ عَبَّادٍ : بَتَعَ في الأَرْضِ : تَبَاعَدَ. قالَ : وبتَع مِنْهُ بُتُوعاً ، بالضَّمِّ : انْقَطعَ ، كانْبَتَعَ ، وهذِه عَنْ أَبِي مِحْجَنٍ ، كانْبَتَلَ.

وِبَتَعَ النَّبِيذَ يَتْبِعُ ، من حَدِّ ضَرَبَ : اتَّخَذَهُ وصَنَعَهُ كنَبَذَهُ يَنْبِذُه ، قالَهُ ابنُ عَبّادٍ.

وِقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : بَتِعَ فُلانٌ بِأَمْرٍ لَمْ يُؤَامِرْنِي فيه ، كفَرِحَ ، أَيْ قَطَعَهُ دُونِي. قال أَبُو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ :

بانَ الخَلِيطُ وكانَ البَيْنُ بَائجَةً

وِلَمْ نَخَفْهُمْ عَلَى الأَمْرِ الَّذِي بَتِعُوا

وِشَفَةٌ بَاثِعةٌ بالمُثَلَّثَةِ لا غَيْرِ ، ووَهِمَ مَنْ قَالَ بالمُثَنَّاة ، وهو ابنُ عبّاد في المُحِيطِ ، وقَدْ رَدَّ عَلَيْه الصّاغَانِيّ (٤).

وِتَقُولُ : جَاءُوا كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ، أَكْتَعُونَ ، أَبْصَعُون ، أَبْتَعُونَ ، وهِيَ إِتْبَاعَاتٌ لأَجْمَعِينَ ، لا يَجِئْنَ إِلَّا عَلَى إِثْرِهَا ، وفي العُبابِ : بِأَثَرِهِ ، أَوْ تَبْدَأُ بأَيَّتِهنَّ شِئْتَ بَعْدَهَا ، قالَهُ ابنُ كَيْسَانَ ، وفي الصّحاح : وأَبْتَعُ : كَلِمَةٌ يُؤَكَّدُ بِهَا ، تَقُولُ : جَاءُوا أَجْمَعُونَ ، أَكْتَعُونَ ، أَبْتَعُونَ. إِنتهى.

وِالنِّسَاءُ كُلُّهُنَّ جُمَعُ ، كُتَعُ ، بُصَعُ ، بُتَعُ ، والقَبِيلَة كُلُّها جَمْعَاءُ ، كَتْعَاءُ ، بَصْعَاءُ ، بَتْعَاءُ. وهذا التَّرْتِيبُ غَيْرُ لازِمٍ ،

__________________

(١) زيد في التهذيب عن الليث قال : والفعل من إمعّة : تأمّع الرجل واستأمع. وانظر التكملة واللسان.

(٢) في النهاية واللسان والتهذيب : مسكر.

(٣) في التهذيب واللسان : المرهف.

(٤) كذا ، بالأصل ، والذي في التكملة ولم يعزها : «وشفة باتعة لغة في باثعة» يعني اقراره المثناة لغة في المثلثة ، ولعل ما ورد بالأصل جاء في كتابه الآخر العباب.

٥

وِإِنَّمَا الّلازِمُ لذَاكِر الجَمِيعِ أَن يُقَدِّمَ كُلًّا ويُولِيَهُ المَصُوغَ مِنْ «ج م ع» ثُمَّ يَأْتِيَ بالبواقي كَيْفَ شَاءَ ، إلَّا أَنَّ تَقْدِيمَ ما صِيَغَ من «ك ت ع» عَلَى البَاقِين ، وتَقْدِيمَ ما صِيغَ من «ب ص ع» على «ب ت ع» هو المُخْتَارُ ، وقَالَ الجَوْهَرِيّ في «ب ص ع» : أَبْصَعُ : كَلِمَةٌ يُؤَكَّدُ بِها تَقُول : أَخَذْتُ حَقِّي أَجْمَعَ أَبْصَعَ ، والأُنْثَى جَمْعاءُ بَصْعَاءُ. وجاءَ القَوْمُ أَجْمَعُون أَبْصَعُونَ. ورَأَيْتُ النِّسْوَةَ جُمَعَ بُصَعَ ، وهو تَوْكِيدٌ مُرَتَّبٌ لا يُقَدَّمُ عَلَى أَجْمَعَ ، وقالَ ابْنُ سِيدَه : وإنَّما جاءُوا بها إِتْباعاً لِأَجْمَعَ ، لِأَنَّهُم عَدَلُوا عن إِعادَةِ جَمِيعِ حُرُوفِ أَجْمَعَ إِلَى إِعَادَةِ بَعْضِهَا ، وهو العَيْنُ تَحَاشِياً مِنَ الإِطَالَةِ بتَكْرِيرِ الحُرُوفِ كُلَّهَا. قالَ الأَزْهَرِيُّ : ولا يُقَالُ أَبْصَعُونَ حَتَّى يَتَقَدَّمَهُ أَكْتَعُونَ ، ورُوِيَ عَنْ أَبِي الهَيْثَمِ : الكَلِمَةُ تُؤَكَّدُ بِثَلاثَةِ (١) تَوَاكِيدَ ، يُقَال : جاءَ القَوْمُ أَكْتَعُونَ أَبْتَعُونَ أَبْصَعُونَ.

وِحَكَى الفَرَّاءُ : أَعْجَبَنِي القَصْرُ أَجْمَعُ ، والدَّارُ جَمْعَاءَ ، بالنَّصْبِ حالاً (٢) ، ولَمْ يُجِزْ في أَجْمَعِينَ وجُمَعَ إِلَّا التَّوْكِيدَ.

وِأَجازَ ابنُ دَرَسْتَوَيْه حَالِيَّةَ أَجْمَعِينَ ، وهو الصَّحِيحُ.

وِبالوَجْهَيْن رُوِيَ الحَدِيثُ : «فَصَلُّوا جُلُوساً أَجْمَعِينَ ، وأَجْمَعُون». عَلَى أَنَّ بَعْضَهُمْ جَعَلَ أَجْمَعِينَ تَوْكِيداً لِضَمِيرٍ مُقَدَّرٍ مَنْصُوبٍ ، كأَنَّهُ قالَ : أَعْنِيكُمْ أَجْمَعِين.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :

البَتَّاع ، كشَدَّادٍ ، الخَمَّارُ ، بلُغَةِ اليَمَنِ.

وِالبَتْعُ ، بالفَتْحِ : القُوَّةُ والشِّدَّةُ ، وهو باتِعٌ.

وِبَتْعَةُ ، بالفَتْحِ (٣) : جَبَلٌ لَبنِي نَصْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ ، فيه قُبُورٌ لِقَوْم من عادٍ ، كذَا في المُعْجَمِ.

قُلْتُ : ويَأْتِي ذلِكَ لِلْمُصَنِّفِ في «ت ب ع» بتَقْدِيم التّاءِ على الباءِ.

وهو تَصْحِيفٌ قَلَّدَ فيه الصّاغَانِيّ ، والصَّوابُ ذِكْرُه هُنَا.

[بثع] : البَثَعُ ، مُحَرَّكَةً : ظُهُورُ الدَّمِ في الشَّفَتَيْنِ خَاصَّةً ، فإِذَا كَانَ بالغَيْنِ والباءِ التَّحْتِيَّة ففِيهمَا وفي الجَسَدِ كُلِّهِ ، وهو البَثَغُ (٤) في الجَسَدِ ، قالَهُ اللَّيْثُ. ويُقَالُ : شَفَةٌ بَائِغَةٌ كَاثِعَةٌ ، أَيْ يَبْثَعُ فِيها الدَّمُ ، حَتَّى تَكَادَ تَنْفَطِرُ من شِدَّةِ الحُمْرَةِ.

وفي الصّحاح : شَفَة كَاثِعَةٌ بَاثِعَةٌ ، أَي مُمْتَلِئَةٌ مُحْمَرَّةٌ من الدَّمِ.

وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : الشَّفَةُ بَاثِعَةٌ ، إِذا غَلُظَ لَحْمُهَا ، وظَهَرَ دَمُهَا ، وهو أَبْثَعُ ، وهي بَثْعَاءُ ، وهو مُسْتَقْبَحٌ.

وِقالَ أَبُو زَيْدٍ : بَثِعَت الشَّفَةُ كفَرِحَت : انْقَلَبَتْ عند الضَّحِكِ ، وقد بَثِعَ فُلانٌ : إِذا انْقَلَبَتْ شَفَتُهُ.

وقال الأَزْهَرِيُّ : بَثِعَت لِثَةُ الرَّجُلِ تَبْثَعُ بُثُوعاً ، إِذا خَرَجَتْ وارْتَفَعَتْ ، كأَنَّ بها وَرَماً ، وذلِك عَيْبٌ.

وِقالَ ابنُ عَبَّادٍ : البَثْعَةُ : لَحْمَةٌ تَكُونُ ظِاهِرَةً ناتِئَةً خِلْقَةً في مَوْضِعِ اللَّثْغَةِ.

قَالَ : وبَثَّعَ الجُرْحُ تَبْثِيعاً : خَرَجَ فِيهِ بُثَعٌ شِبْهُ الضُّرُوسِ تَخْرُجُ فِيهِ ، وربما أَرِضَ ، وهو لَحْمٌ أَحْمَرُ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :

لِثَةٌ بَثُوعٌ ، كصَبُور ، ومُبَثِّعَةٌ كمُحَدِّثَةٍ : كَثِيرَة اللَّحْمِ والدَّمِ ، والْاسمُ مِنْهُ البَثَعُ ، مُحَرَّكَةً. وامْرَأَةٌ بَثِعَةٌ كفَرِحَةٍ : حَمْرَاءُ اللِّثَةِ وَارِمَتُهَا. وبَثِعَ الجُرْحُ كفَرِحَ ، مِثْلُ بَثَّعَ تَبْثِيعاً.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :

[بجع] : بَجِعَ الرَّجُلُ ، كَفَرِحَ ، بالجِيم ، وكَذَا انْبَجَع : إِذا أَكْثَرَ من الأَكْلِ حَتّى كادَ أَنْ يَنْفَطِرَ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه :

[بخثع] : بَخْثَعٌ ، كجَعْفَرٍ ، والخَاء مُعْجَمَة : اسْمٌ زَعَمُوا ، ولَيْسَ بثابِتٍ (٥) ، كذَا في اللِّسانِ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه أَيْضاً :

[بخشع] : بَخْتَيْشُوع : اسْمٌ ، وهو وَالِدُ جِبْرِيلَ المُتَطَبِّبِ المَشْهُورِ.

[بخذع] : بَجَعَهُ بالجِيمِ ، هكَذَا في النُّسَخِ ، والصَّوَابُ

__________________

(١) في اللسان «يصع» : بأربعة تواكيد. وزاد على ما ورد بالاصل هنا أجمعون. هذا في رواية فيه وفي موضع آخر في المادة نفسها ورد قول أبي الهيثم كالأصل.

(٢) في اللسان «جمع» عن ثعلب تقول : أعجبني القصر أجمع وأجمع الرفع على التوكيد والنصب على الحال.

(٣) قيدها ياقوت بتعة ، ضبط قلم.

(٤) عن اللسان وبالأصل : «التبيغ» وفي المطبوعة الكويتية : «البثع».

(٥) في اللسان : وليس بثبت.

٦

بخع بَخْذَعَهُ ، بالخَاءِ والذالِ المُعْجَمَتَيْنِ ، كما فِي نُسْخَةٍ (١) أُخْرَى ، وقَدْ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ : ضَرَبَهُ فَبَخْذَعَهُ ، أَي قَطَعَهُ بالسَّيْفِ ، كخَذَعَه ، وهو مَقْلُوبٌ منه.

[بخع] : بَخَعَ نَفْسَهُ ، كمَنَعَ : قَتَلَها غَمًّا ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ ، وهو مَجَازٌ. وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّةِ :

أَلَا أَيُّهذا الباخِعُ الوَجْدُ نَفْسُه

بِشَيْ‌ءٍ نَحَتْهُ عَنْ يَدَيْكَ (٢) المَقادِرُ

وقَالَ غَيْرُه : بَخَعَها بَخْعاً وبُخُوعاً : قَتَلَهَا غَيْظاً أَوْ غَمًّا.

وِبَخَعَ له بالحَقِّ بُخُوعاً : أَقَرَّ به وخَضَعَ له ، كبَخِعَ له ، بالكَسْرِ ، بَخَاعَةً وبُخُوعاً. ويُقَالُ : بَخَعْتُ له ، أَي تَذَلَّلْتُ وأَطَعْتُ وأَقْرَرْتُ.

وِقالَ الكِسَائِيّ : بَخَعَ الرَّكَّيةَ يَبْخَعُهَا بَخْعاً ، إِذا حَفَرَهَا حَتَّى ظَهَرَ ماؤُهَا. ومنه حَدِيثُ عائِشَةَ أَنَّهَا ذَكَرَتْ عُمَرَ رضي‌الله‌عنهما فقالَتْ : «بَخَعَ الأَرْضَ ، فقَاءَتْ أُكُلَها» ، أَيْ قَهَرَ أَهْلَها وأَذَلَّهُمْ ، واسْتَخْرَجَ ما فِيهَا من الكُنُوزِ وأَمْوَالِ المُلُوكِ.

وِمن المَجَازِ : بَخَعَ له نُصْحَهُ بَخْعاً ، إِذا أَخْلَصَهُ وبَالَغَ.

وقالَ الأَخْفَشُ : يُقَالُ : بَخَعْتُ لكل نَفْسِي ونُصْحِي ، أَيْ جَهَدْتُهُما ، أَبْخَعُ بُخُوعاً ، ومِثْلُهُ في الأَسَاسِ. ومنه حديثُ عُقْبَةَ بن عامِر رضي‌الله‌عنه ـ رَفَعَهُ ـ : «أَتَاكُمْ أَهْلُ اليَمَنِ ، هم أَرَقُّ قُلوباً ، وأَلْيَنُ أَفْئِدَةً ، وأَبْخَعُ طاعَةً» أَيْ أَنْصَحُ وأَبْلَغُ في الطَّاعَةِ من غَيرهِم ، كأَنَّهُمْ بَالَغُوا في بَخْع أَنْفُسِهِم ، أَي قَهْرِهَا وإِذْلالِها بالطَّاعَة.

وفي الأَسَاسِ : بَخَعَ ، أَيْ أَقَرَّ إِقْرَارَ مُذْعِنٍ (٣) يُبَالِغُ جَهْدَهُ في الإِذْعَانِ ، وهو مَجَازٌ.

وِمن المَجَازِ أَيْضاً : بَخَعَ الأَرْضَ بالزِّراعَةِ بَخْعاً ، إِذا نَهَكَهَا وتَابَعَ حِرَاثَتَها ، ولَمْ يُجِمَّهَا عَاماً ، أَيْ لَمْ يُرِحْهَا سَنَةً ، كما في الدُّرِّ النَّثِيرِ للجَلالِ. ويُقَالُ : بَخَعَ فُلاناً خَبَرَهُ : إِذا صَدَقَهُ.

وِبَخَعَ بالشَّاةِ ، إِذا بالَغَ في ذَبْحِهَا ، كَذَا في العُبابِ.

وقَالَ الزَّمَخْشَريُّ : بَخَعَ الذَّبيحَةَ ، إِذا بالَغَ في ذَبْحِها ، كذا هو نَصُّ الفائقِ له.

وفي الأَسَاسِ : بَخَعَ الشاةَ : بَلَغَ بذَبْحِهَا القَفَا ، وقولُهُ : حَتَّى بَلَغَ البِخَاعَ (٤) ، أَيْ هُوَ أَنْ يَقْطَعَ عَظْمَ رَقَبتِهَا ويَبْلُغ بالذَّبْحِ البِخَاعَ.

قالَ الزَّمَخْشَرِيّ : هذا أَصْلُهُ ، ثُمَّ اسْتُعْمِلَ في كُلّ مُبَالَغَةٍ.

وقولُه تَعالَى : فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ (عَلى آثارِهِمْ) (٥) أَي مُخْرِجٌ نَفْسَكَ وقَاتِلُهَا. قالَهُ الفَرّاء. وفي العُبَابِ : أَيْ مُهْلِكُهَا مُبَالِغاً فِيهَا حِرْصاً على إِسْلامِهِم ، زادَ في البَصَائِرِ : وفيه حَثٌ عَلَى تَرْكِ التَّأَسُّفِ ، نَحْو قَوْلِهِ تَعالَى : (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ) (٦).

وِالبِخَاعُ ، ككِتَابٍ : عِرْقٌ في الصُّلْبِ مسْتَبْطِنُ القَفَا ، كما في الكَشّافِ ، وقالَ البَيْضَاوِيّ : هو عِرْقٌ مُسْتَبْطِنُ الفَقَارِ «بتَقْدِيمِ الفاءِ على القافِ وزِيادَةِ الرّاءِ» وقَالَ قَوْمٌ : هُوَ تَحْرِيفٌ ، والصَّوَاب القَفا كَما في الكَشّاف. وقَوْلُه : يَجْرِي في عَظْمِ الرَّقَبَةِ. هكَذَا. في سائِرِ النُّسَنِ وهو غَلَطٌ ، فإِنَّ نَصَّ الفائقِ ـ بَعْدَ ما ذَكَرَ البِخَاعَ بالبَاءِ ، قالَ ـ : وهو العِرْقُ الَّذِيَ في الصُّلْبِ ، وهُوَ غَيْرُ النُّخَاعِ بالنُّونِ وهُوَ الخَيْطُ الأَبْيَضُ الَّذِي يَجْرِي في الرَّقَبَةِ ، وهكَذَا نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ أَيْضاً وصَاحِبُ اللِّسَان وابنُ الأَثِيرِ ، ومِثْلُه في «شَرْحِ السَّعْدِ على المِفْتَاحِ» ونَصُّهُ : «وأَمّا بالنُّونِ فخَيْطٌ أَبْيَضُ في جَوْفِ عَظْمِ الرَّقَبَةِ يَمْتَدُّ إِلَى الصُّلْبِ» وقَوْلُه فِيمَا زَعَمَ الزَّمَخْشَرِيّ ، أَي في فائقِهِ وكَشّافِهِ ، وقَدْ تَبِعَهُ المُطَرِّزِيّ في «المُغْرِبِ». وقال ابنُ الأَثِيرِ في النِّهَايَة : ولَمْ أَجِدْهُ لِغَيْرِه.

قالَ : وطَالَما بَحَثْتُ عَنْهُ في كُتُبِ اللُّغَةِ والطِّبِّ والتَّشْرِيحِ فَلَمْ أَجِد البِخَاعَ بالبَاءِ مَذْكُوراً في شَيْ‌ءٍ مِنْهَا. ولِذا قالَ الكواشيّ في تَفْسِيرِه : البِخَاعُ ، بالبَاءِ لَمْ يُوجَدْ وإِنَّمَا هو بالنُّونِ. قال شَيْخُنَا : وقد تَعَقَّبَ ابنَ الأَثِيرِ قَومٌ بأَنَّ الزَّمَخْشَرِيَّ ثِقَةٌ ثابِتٌ وَاسِعٌ الاطِّلاعِ ، فهو مُقَدَّمٌ.

__________________

(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : كما في نسخة أخرى الذي في نسخة المتن التي بأيدينا : بجعه : قطعه بالسيف : كخذعه. بخذعه : قطعه بالسيف ، كخذعيه» وبهامش القاموس : قوله : بجعه ، هذه المادة ساقطة من أكثر النسخ ولم يشرح عليها الشارح ا هـ مصححه.

(٢) في التهذيب والصحاح والأساس : عن يديه.

(٣) الأساس : بالغٍ جُهدَه.

(٤) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : النخاع.

(٥) سورة الكهف الآية ٦.

(٦) سورة غافر الآية ٨.

٧

[بدع] : البَدِيعُ : المُبْتَدِعُ ، وهو من أَسْمَاءِ الله الحُسْنَى ، لإِبْدَاعِهِ الأَشْيَاءَ وإِحْدَاثِه إِيّاهَا ، وهو البَدِيعُ الأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ. وقالَ أَبُو عَدْنَانَ : المُبْتَدِعُ : الَّذِي يَأْتِي أَمْراً عَلَى شِبْهٍ لَمْ يَكُنْ ابْتَدَأَهُ إِيّاه. قالَ الله جَلَّ شَأْنُهُ : (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (١) أَيْ مُبْتَدِعُها ومُبْتَدِئُهَا لا عَلَى مِثَالٍ سَبَقَ. قالَ أَبُو إِسْحَاقَ : يَعْنِي أَنَّه أَنْشَأَهَا عَلَى غَيْرِ حِذَاءٍ ولا مِثَالٍ ، إِلّا أَنَّ بَدِيعاً من بَدَعَ لا مَنْ أَبْدَعَ ، وأَبْدَعَ أَكْثَرُ فِي الكَلامِ مِنْ بَدَعَ ، ولو اسْتُعْمِلَ بَدَعَ لَمْ لكُنْ خَطَأً ، فبَدِيعٌ فَعِيلٌ بمَعْنَى فاعِلٍ ، مِثْلُ قَدِير بمَعْنَى قادِرٍ ، وهو صِفَةٌ من صِفَاتِهِ تَعَالَى لِأَنَّهُ بَدَأَ الخَلْقَ على ما أَرادَ على غَيْرِ مِثَالٍ تَقَدَّمَهُ ، ورُوِيَ أَنَّ اسْمَ الله الأَعْظَمَ يا بَدِيعَ السَّمواتِ والأَرْضِ ، يا ذَا الجَلالِ والإِكْرَامِ.

وِالبَدِيعُ أَيْضاً : المُبْتَدَعُ. يُقَالُ : جِئْتَ بِأَمْرٍ بَدِيعٍ ، أَيْ مُحْدَثٍ عَجِيبٍ ، لَمْ يُعْرَفْ قَبْلَ ذلِكَ.

وِالبَدِيعُ : حَبْلٌ ابْتُدِئَ فَتْلُهُ ولَمْ يَكُنْ حَبْلاً فنُكِثَ ثُم غُزِلَ ثُمَّ أُعِيدَ فَتْلُهُ ، ومنه قَوْلُ الشَّمّاخِ يَصِفُ جَمَلاً :

كأَنَّ الكُورَ والأَنْسَاعَ مِنْهُ

عَلَى عِلْجٍ رَعَى أُنُفَ الرَّبِيعِ

أَطَارَ عَقِيقَهُ عَنْهُ نُسَالاً

وِأُدْمِجَ دَمْجَ ذِي شَطَنٍ بَدِيعَ

وقالَ أَبو حَنِيفَةَ : حَبْلٌ بَدِيعٌ ، أَي جَدِيدٌ ، قالَ الأَزْهَرِيّ : فَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ.

وِالبَدِيعُ : الزِّقُّ الجَدِيدُ ، والسِّقاءُ الجَدِيدُ ، صِفَةٌ غالِبَةٌ ، كالحَيَّةِ والعَجُوزِ ، ومِنْهُ الحَدِيثُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قالَ : «تِهَامَةُ كبَدِيعِ العَسَلِ حُلْوٌ أَوَّلُه ، حُلْوٌ آخِرُهُ».

شَبَّهَهَا بزِقِّ العَسَلِ ، لأَنَّهُ لا يَتَغَيَّرُ هَوَاؤُهَا ، فأَوَّلُهُ طَيِّبٌ وآخِرُه طَيِّبٌ ، وكذلِكَ العَسَلُ لا يَتَغَيَّر ، ولَيْسَ كذلِكَ اللَّبَنُ ، فإِنَّه يَتَغَيَّرُ.

وِالبَدِيعُ : الرَّجُلُ السَّمِينُ ، وقَدْ بَدِعَ ، كفَرِحَ ، عن الأَصْمَعِيّ ، فهو مِثْلُ سَمِنَ يَسْمَنُ فهو سَمِينٌ ، وأَنْشَدَ لبَشِيرِ بنِ النِّكْثِ :

فبَدِعَتْ أَرْنَبُهُ وخِرْنِقُهُ

وِغَمَلَ الثَّعْلَبَ غَمْلاً شِبْرِقُه

أَي طَالَ الشِّبْرِقُ حَتَّى غَمَلَ الثَّعْلَبَ ، أَي غَطّاهُ ، ومَعْنَى بَدِعَتْ : سَمِنَتْ.

ج : بُدُعُ ، بالضّمّ.

وِبَدِيعٌ : بِنَاءٌ عَظِيمٌ للمُتَوَكِّلِ العَبَّاسي ، بسُرَّ مَنْ رَأَى ، قاله الحَازِميّ.

وِقالَ السَّكُونِيّ : بَدِيعٌ : مَاءٌ عَلَيْه نَخِيلٌ وعُيُونٌ جَارِيَةٌ قُرْبَ وَادِي القُرَى ، كَمَا في العُبَابِ والمُعْجَمِ. ويُقَالُ : يَدِيعٌ ، بالياءِ التَحتِيَّةِ ، وهو قَوْلُ الحَازِميِّ ، وَسَيَأْتِي فِي مَوْضِعِه أَنَّه مَوْضِعُ بَيْنَ فَدَكَ وخَيْبَرَ.

وِبَدِيعَةُ ) ، كسفِينَة : ماءٌ بحِسْمَى ، وحِسْمَى : جَبَلٌ بالشَّامِ ، كَذا في المُعْجِمِ.

وِالبِدْعُ ، بالكَسْرِ : الأَمْرُ الَّذِي يَكُونَ أَوَّلاً ، وكَذلِكَ البَدِيعُ ، ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى : (قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ) (٣) ، أَيْ ما كُنْت أَوّلَ مَنْ أُرْسِلَ ، قَدْ أُرْسِلَ قَبْلِي رُسُلٌ كَثِيرٌ. ويُقَالُ : فُلانٌ بِدْعٌ في هذا الأَمْرِ ، أَيْ أَوَّلُ لَمْ يَسْبِقْهُ أَحَدٌ.

وِالبِدْعُ : الغُمْرُ من الرِّجَالِ ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ.

وِالبَدنُ البِدْعُ ، المُمْتَلِى‌ءُ ، والبِدْعُ : الغَايَةُ في كُلِّ شَىْ‌ءٍ يُقَالُ : رَجُلٌ بِدْعٌ ، وامْرَأَةٌ بِدْعَةٌ ، وذلِكَ إِذا كَانَ عَالِماً ، أَوْ شُجَاعاً ، أَو شَرِيفاً وقال الكِسَائِيّ : البِدْعُ يَكُونُ في الخَيْرِ والشَّرِّ. ج : أَبْدَاعٌ ، يُقَالُ : رِجَالٌ أَبْدَاعٌ ، وقَوْمٌ أَبْدَاعٌ ، عن الأَخْفَشِ ، وبُدُعٌ ، كعُنُقٍ ، وهي بِدْعَةٌ ، كسِدْرَةٍ ، ج : بِدَعٌ ، كعِنَبٍ : ويُقَالُ أَيْضاً : نِسَاءٌ أَبْدَاعٌ ، كَمَا في اللِّسَان.

وِقَدْ بَدُعَ ، ككَرُمَ ، بَدَاعَةً وبُدُوعاً ، قالَهُ الكِسَائِيّ ، أَيْ صارَ غايَةً في وَصْفِهِ ، خَيْراً كانَ أو شَرّاً.

وِالبِدْعَةُ ، بالكَسْر : الحَدَثُ في الدِّين بَعْدَ الإِكْمَالِ ، ومنه‌الحَدِيث : «إِيَّاكُمْ ومُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ، فإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ».

أَوْ هِيَ ما اسْتُحْدِثَ بَعْدَ النَّبِيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مِنَ الأَهْوَاءِ والأَعْمَالِ ، وها قَوْلُ اللَّيْتِ. قْالَ : وج : بِدَعٌ ، كعِنَبٍ ، وأَنشَدَ :

ما زَالَ طَعْنُ الأَعَادِي والوُشَاةِ بِنَا

وِالطَّعْنُ أَمْرٌ مِنَ الوَاشِينَ لا بِدَعُ

__________________

(١) سورة البقرة الآية ١١٧.

(٢) قيدها ياقوت بالألف واللام.

(٣) سورة الأحقاف الآية ٩.

٨

وقالَ ابنُ السِّكِّيت : البِدْعَةُ : كُلُّ مُحْدَثَةٍ. وفي حَدِيثِ (١) قِيَامِ رَمَضَانَ «نِعْمَت البِدْعَةُ هذِه» وقالَ ابنُ الأَثِيرِ : البِدْعَةُ بِدْعَتَانِ : بِدْعَةُ هُدًى ، وبِدْعَةُ ضَلالٍ ، فَمَا كانَ في خِلافِ ما أَمَرَ الله به فهو في حَيِّزِ الذَّمِّ والإِنْكَارِ ، وما كَانَ وَاقِعَاً تَحْتَ عُمُومِ ما نَدَبَ الله إِلَيْهِ ، وحَضَّ عَلَيْه ، أَوْ رَسُولُه ، فهو في حَيِّزِ المَدْحِ ، وما لَمْ يَكُنْ لَهُ مِثَالٌ مَوْجُودٌ كنَوعٍ مِن الجُودِ والسَّخَاءِ ، وفِعْلِ المَعْرُوفِ ، فهو من الأَفْعَالِ المَحْمُودَةِ ، ولا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ذلِكَ في خِلَافِ مَا وَرَدَ الشَّرْعُ به ، لأنَّ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد جَعَلَ له في ذلِكَ ثَوَاباً ، فقالَ :«مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً كَانَ لَهُ أَجْرُها وأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا».

وقال في ضِدِّهِ : «مَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئةً كَانَ عليهِ وِزْرُهَا ووِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا» ، وذلِكَ إِذا كانَ في خِلافِ ما أَمَرَ الله به ورَسُولُه ، قال : «ومن هذِا النَّوْعِ قَوْلُ عُمَرَ رَضِيَ الله تَعالَى عنه : «نِعْمَتِ البِدْعَةُ هذِه» لمّا كانَتْ من أَفْعَالِ الخَيْرِ ، ودَاخِلَةً في حَيِّز المَدْحِ سَمّاها بِدْعَةً ومَدَحَهَا ، لإنَّ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لَمْ يَسُنَّهَا لَهُمْ ، وإِنَّمَا صَلَّاهَا لَيَالِيَ ثُمَّ تَرَكَهَا ، ولَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا ، ولا جَمَعَ النّاسُ لَهَا ، ولا كَانَتْ في زَمَنِ أَبِيِ بَكْرٍ رضي‌الله‌عنه ، وإِنَّمَا عُمَرُ جَمَعَ النّاسَ عَلَيْهَا ونَدَبَهُمْ إِلَيْهَا ، فَبِهذَا سَمّاهَا بِدْعَةً ، وهي على الحَقِيقَةِ سُنَّةٌ لِقَوْلِه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «عَلَيْكُمْ بسُنَّتَي وسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي» وِقَوْلُه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «اقْتَدُوا باللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي : أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ!».

وعَلَى هذا التَّأْوِيلِ يُحْمَلُ الحَدِيثُ الآخَرُ : «كُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ» إِنّمَا يُريدُ ما خَالَفَ أُصُولَ الشَّرِيعَةِ ولَمْ يُوَافِق السُّنِّةَ (٢) ، وأَكْثَرُ ما يُسْتَعْمَلُ المُبْتَدِعُ عُرْفاً في الذَّمِّ.

وِمَبْدُوعٌ ) : فَرَسُ الحارِثِ بنِ ضِرَار بنِ عَمْرِو بنِ مالِكٍ.

الضَّبِّيِّ. كذا في العُبَابِ ، ووَقَعَ في التَّكْمِلَةِ : فَرَسُ عَبْدِ الحارِثِ ، وهو الصَّوابُ ، وهو القائِلُ فِيه :

تَشَكَّى الغَزْوَ مَبْدُوعٌ وأَضْحَى

كأَشْلاءِ اللِّحَامِ بِه جُرُوحُ

فلَا تَجْزَعْ من الحَدَثَانِ إِنّي

أَكُرُّ الغَزْوَ إِذْ جَلَبَ القُرُوحُ (٤)

وقَالَ زُوَيْهِرُ بنُ عَبْدِ الحَارِث :

فَقُلْتُ لِسَعْدٍ لا أَبَا لِأَبِيكُمُ

أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنِّي ابنُ فارس مَبْدُوعِ؟

وهذَا يُؤَيِّدُ ما في التَّكْمِلَة ، وسَيَأْتِي ذلِكَ لِلْجَوْهَرِيّ في «ى د ع».

وِبَدِعَ ، كفَرِحَ : سَمِنَ ، عن الأَصْمَعِيّ ، وَزْناً ومَعْنًى ، وقد تَقَدَّمَ.

وِبَدَع الشَّيْ‌ءَ كَمَنَعَهُ بَدْعاً : أَنْشَأَهُ وبَدَأَهُ ، كابْتَدَعَهُ ، ومِنْه البَدِيعُ فِي أَسْمَائِه تَعالَى ، كما سَبَقَ.

وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : بَدَعَ الرَّكِيَّةَ بَدْعاً : اسْتَنْبَطَها وأَحْدَثَها ، وأَبْدَعَ وأَبْدَأَ بمَعْنًى وَاحِدٍ ، ومِنْهُ البَدِيعُ في أَسمَائه تَعَالَى ، وهو أَكْثَرُ مَنْ بَدَع ، كما يُقَالُ : المُبْدِى‌ء ، وقد تقدّم.

وِأَبْدَعَ الشَّاعِرُ : أَتَى بالبَدِيعِ من القَوْلِ المُخْتَرَعِ على غَيْرِ مِثَالٍ سَابِقٍ.

وِأَبْدَعَتْ به : الرَّاحِلَةُ : كَلَّتْ وعَطِبَتْ ، عَنِ الكِسَائِيّ ، أَو أَبْدَعَتْ به : ظَلَعَتْ أَوْ بَرَكَتْ في الطَّرِيقِ من هُزَال أَو دَاءٍ ، أَوْ لا يَكُونُ الإِبْدَاعُ إلَّا بظْلَعٍ ، كما قالَهُ بَعْضُ الأَعْرَابِ.

وقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : لَيْسَ هذا باخْتِلافٍ ، وبَعْضَه شَبِيهُ بَعْضٍ.

قُلْتُ : وفي حَدِيثِ الهَدْيِ : «إِنْ هِىَ أَبْدَعَتْ» أَي انْقَطَعَتْ عَنِ السَّيْر بكَلالٍ أَو ظَلَعٍ ، كَأَنَّهُ جَعَلَ انْقِطاعَهَا عَمّا كانَتْ مُسْتَمِرَّةً عليه من مَادَّةِ (٥) السَّيْرِ إِبْداعاً ، أَيْ إِنْشَاءَ أَمْرٍ خَارِجٍ عَمّا اعْتِيدَ مِنْهَا.

وِقال اللِّحْيَانِيّ : يُقَالُ : أَبْدَعَ : فُلانٌ بفُلانٍ ، إِذا فَظَع (٦) به ، وخَذَلَهُ ، ولَمْ يَقُمْ بحَاجَتِهِ ، ولَمْ يَكُنْ عند ظَنِّه به ، وهو مَجَازٌ.

وِمن المَجَازِ : قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : أَبْدَعَتْ حُجَّتُهُ. أَيْ بَطَلَتْ ، وفي الأَسَاسِ : ضَعُفَتْ.

وِقالَ غَيْرُه : أَبْدَع بِرُّهُ بشُكْرِي ، وقَصْدُهُ وإِيجابُه بوَصْفِي ، كَذا في العُبَابِ. وفي اللِّسَان : فَضْلُهُ وإِيجَابُه بوَصْفِي : إِذا شَكَرَهُ عَلَى إِحْسَانِهِ إِلَيْهِ ، مُعْتَرِفاً بأَنَّ شُكْرَهُ لا يَفِي بإِحْسَانِهِ.

__________________

(١) في اللسان والنهاية : وفي حديث عمر رض في قيام رمضان.

(٢) في المطبوعة الكويتية السَّنَة ، ضبط قلم.

(٣) في الصحاح «بدع» واللسان «يدع» : ميدوع.

(٤) البيتان في الصحاح واللسان في مادة «يدع» وفي الصحاح : أبه كدوح» بدل «به جروح» وفي اللسان «به فدوح».

(٥) النهاية واللسان : من عادة السير.

(٦) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : «قطع» ومثلها في التهذيب واللسان.

٩

وِمِنَ المَجَازِ : أُبْدِعَ ، بالضَّمِّ ، أَيْ مَبْنِيًّا للمَفْعُولِ : أُبْطِلَ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : يُقَالُ : أُبْدِعَتْ حُجَّتُهُ ، أَيْ أُبْطِلَتْ.

وِأُبْدِعَ بفُلانٍ : عَطِبَتْ رِكَابُهُ أَوْكَلَّتْ وبَقِيَ مُنْقَطَعاً به وحَسِرَ عَلَيْه ظَهْرُه ، أَو قامَ به ، أَي وَقَفَ. ومنهُ الحَدِيثُ : «أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فَقَالَ : يا رَسُولَ الله ، إِنِّي أُبْدِعَ بِي فاحْمِلْنِي» أَي انْقُطِعَ بِي ، لكَلَالِ رَاحِلَتِي. قال ابنُ بَرِّيّ : وشَاهِدُهُ (١) قَوْلُ حُمَيْدٍ الأَرْقَطِ :

لا يَقْدِرُ الحُمْسُ عَلَى جِبَابِهِ

إِلَّا بِطُولِ السَّيْرِ وانْجِذابِهِ

وِتَرْكِ ما أَبْدَعَ مِنْ رِكابِهِ

وِبَدَّعَهُ تَبْدِيعاً : نَسَبَه إِلَى البِدْعَةِ ، كما في الصّحاحِ.

وِاسْتَبْدَعَهُ : عَدَّهُ بَدِيعاً ، كما في الصّحاحِ.

وِتَبَدَّعَ الرَّجلُ : تَحَوَّلَ مُبْتَدِعاً ، كما في العُبَابِ ، قال رُؤْبَةُ :

إِنْ كُنْتَ لِلّه التَّقِيَّ الأَطْوَعَا

فَلَيْسَ وَجْهَ الحَقِّ أَنْ تَبدَّعَا

* وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيه :

رَكِيٌّ بَدِيعَةٌ : حَدِيثَهُ الحَفْرِ. ويُقَالُ : ما هُوَ مني (٢) ببَدِيعٍ ، كما يُقَالُ : ببِدْعٍ.

وِأَبْدَعَ الرَّجُلُ ، وابْتَدَعَ : أَتَى ببِدعَةٍ. ومن الأَخِيرِ قَوْلُه تَعَالَى : (وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها) (٣).

وزِمامٌ بَدِيعٌ : جَدِيدٌ.

وفي المَثَلِ : «إِذَا طَلَبْتَ الباطِلَ أُبْدِعَ بِكَ».

وِأَبْدَعُوا بِهِ : ضَرَبُوهُ.

وِأَبْدَعَ يَمِيناً : أَوْجَبَهَا ، عن ابْنِ الأَعْرَابيّ.

وِأَبْدَعَ بالحَجِّ وبِالسَّفَرِ : عَزَمَ عَلَيْه.

وأَمْرٌ بَادِعٌ : بَدِيعٌ. والبَدَائِعُ : مَوْضِعٌ في قَوْلِ كُثَيِّرٍ :

بَكَى (٤) إِنَّهُ سَهْلُ الدُّمُوعِ كَمَا بَكَى

عَشِيَّةَ جَاوَزْنَا بِحَارَ البَدَائعِ

وِالبَدِيعُ : لَقَبُ أَبِي الفَضْلِ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ الهَمَذَانِيّ ، أَحَد الفُصَحاءِ صاحبِ المَقَامَاتِ الَّتِي حَذَا عَلَيْهَا الحَرِيرِيّ ، رَوَى عن ابْنِ فارِسٍ اللُّغَوِيّ ، وعِيسَى بن هشامٍ الأَخْبَارِيّ ، وعَنْهُ القاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عبدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ النَّيْسابُورِيُّ ، وماتَ بهَرَاةَ مَسْمُوماً سَنَةَ ثلاثِمائةٍ وثَمَانِيَةٍ وتسْعِين.

وأَيْضاً لَقَبُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ الحُسَيْن بنِ عَبْدِ الغَفّارِ الرَّيْحَانِيِّ الواعِظِ الصُّوفيِّ ، سَمِعَ زَاهِر بن طاهِرٍ ، وأَبا الحُصَيْن ، وصَحِبَ أَبا النَّجِيبِ ، تُوُفِّيَ سنةَ خَمْسِمِائَةٍ وإِحْدَى وثَمَانِين.

[بذع] : البَذَعُ ، مُحَرَّكَةً أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وقالَ اللَّيْثُ : هو شِبْهُ الفَزَع.

وِالمَبْذُوعُ : المَذْعُورُ المُفَزَّعُ. وقالَ أَعْرَابِيّ : بَذِعُوا فابْذَعَرُّوا ، أَي فَزِعُوا فتَفَرَّقُوا. قال الأَزْهَرِيّ : ما سَمِعْتُ هذا لِغَيْرِ اللَّيْثِ.

وِبَذَعَه ، كمَنَعَهُ بَذْعاً : أَفْزَعَهُ ، كأَبْذَعَه ، وكذلِكَ ندع (٥).

وِقالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ : بَذَعَ الحُبُّ ، بالضَّمِّ : قَطَرَ المَاءَ ، وكَذلِكَ مَذَعَ وذلِكَ القَطْرُ السائلُ بَذْعٌ ، بالفَتْحِ ، ومَذْعٌ ، بِالْمِيمِ.

وِصُبْحُ بنُ بَذِيعٍ ، كَأَمِيرٍ : مُحَدِّثٌ خُرَاسَانِيٌّ ، رَوَى عَنْه أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ. قُلت : وضَبَطَه الحافِظُ «بالدَّالِ المُهْمَلَةِ». قال : وضَبَطَه الأَشيرِيّ أَيْضاً هكَذَا ، فَتَأَمَّل.

[برثع] : بُرْثُعٌ ، كقُنْفُذٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وقالَ ابنُ دُرَيْد : اسْمٌ ، كَذَا في العُبَابِ واللِّسَانِ.

[بردع] : البَرْدَعَة ، بإِهْمَالِ الدَّالِ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ.

وقال شَمِرٌ : هو لُغَة في الذّالِ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ.

وقال شَمِرٌ : هو لُغَة في الذّالِ المُعْجَمَةِ ، وهُوَ الحِلْسُ الَّذِي يُلْقَى تَحْتَ الرَّحْلِ ، وخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الحِمَارَ ، وقد تَقَدَّمَ في السِّين أَنَّ الحِلْسَ غَيْرُ البَرْدَعَةِ ، فانْظُرْهُ.

__________________

(١) جاء كلام ابن يري في اللسان بعد قوله : وأُبْدِع به وأُبْدَعَ : كلّت راحلته أو عطبت ، وبقي منقطعا به .. قال : وشاهده ...

(٢) سقطت من المطبوعة الكويتية.

(٣) سورة الحديد الآية ٢٧.

(٤) عن الديوان وبالأصل «بلى».

(٥) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : وكذلك ندع ، هكذا هو في النسخ التي بأيدينا».

١٠

وِبَرْدَعَةُ ، بِلا لامٍ كما هُوَ المَشْهُور ، وقَدْ تُنْقَظُ دَالُه ، وقالَ ياقُوتٌ : ورَوَاهُ أَبُو سَعِيدٍ (١) بالدال المُهْمَلَة : د ، بأَقْصَى أَذْرَبِيجَانَ ، مِنْهُ إِلَى جَنْزَةَ تِسْعَةُ فَرَاسِخَ. وقال الإِصْطَخْرِيّ : وهي مَدِينَةٌ كَبِيرَةٌ جِدًّا ، أَكْيَرُ من فَرْسَخٍ في فَرْسَخٍ ، وهي نَزِهَةٌ خِصْبَةٌ ، كَثِيرَةُ الزَّرْعِ والثِّمَارِ جِدًّا ، ولَيْسَ ما بَيْنَ العِرَاقِ وخُرَاسَانَ بَعْدَ الرِّيِّ وأَصْبَهَانَ مَدِينَةٌ أَكْبَرُ ولا أَخْصَبُ ولا أَحْسَنُ مَوْضِعاً منها. قالَ ياقُوتٌ : فأَمّا الآنَ فَلَيْس كذلِكَ ، فقد لَقِيتُ من أَهْلِ بَرْدَعَة بأَذْرَبِيجَانَ رَجُلاً سَأَلْتُه عَنْ بَلَدِهِ ، فذَكَرَ أَنَّ آثَارَ الخَرَابِ بِها كَثِيرٌ ، ولَيْسَ بها الآنَ إِلّا كَما يَكُونُ في القُرَى ، ناسٌ قَلِيلٌ ، وحَالٌ مُضْطَرِبٌ ، ودُورٌ مُنْهَدِمَةٌ ، وخَرابٌ مُسْتَوْلٍ ، فسُبْحَانَ مَنْ لَهُ في خَلْقِهِ تَدْبِيرٌ. قالَ ياقُوتٌ : فَتَحَهَا سَلْمَانُ بنُ رَبِيعَةَ الباهِلِيّ في أَيّامِ عُثْمَانَ رضي‌الله‌عنه ، صُلْحاً بَعْدَ فَتْح بَيْلَقَانَ ، وقَدْ ذَكَرَهَا مُسْلِمُ بْنُ الوَلِيدِ في شِعْرِهِ يَرْثِي يَزِيدَ بنَ مَزْيَدٍ ، وكانَ ماتَ ببَرْدَعَةَ سَنَةَ مِائَةٍ وخَمْسٍ وثَلاثِينَ :

قَبْرٌ بِبَرْدَعَة (٢) اسْتَسَرَّ ضَرِيحُهُ

خَطَراً تَقاصَرُ دُونَهُ الأَخْطَارُ

أَجَلٌ تَنَافَسَهُ الحِمَامُ وحُفْرَةٌ

نَفِسَتْ عَلَيْهَا وَجْهَك الأَحْجَارُ

أَبْقَى الزَّمَانُ عَلَى مَعَدٍّ بَعْدَهُ

حُزْناً لَعَمْرُ الدَّهْرِ لَيْسَ يُعَارُ

قالَ حَمْزَةٌ : بَرْدَعَةُ مُعَرَّبُ بَرْدَهْ دان ، ومَعْنَاهُ بالفارِسِيَّةِ : مَوْضِعُ السَّبْيِ ، وذلِكَ لأَنَّ مَلِكاً مِنْهُمْ ، أَيْ من مُلُوكِ الفُرْسِ سَبَى سَبْياً مِنْ وَرَاءِ أَرْمِينِيَةَ وأَنْزَلَهُمْ هُنَالِكَ ، ثُمَّ غَيَّرَتْهُ العَرَبُ لبَرْدَعَةَ. مِنْهُ أَبْو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ هِلالٍ البَرْدَعِيُّ الشّاعِرُ نَزِيلُ بَغْدادَ ، رَوَى عَنْهُ أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيسيّ ، ومَكِّيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَعْدَوَيْهِ البَرْدَعِيّ (٣) المُحَدِّثُ المُكْثِرُ الرَّحّالُ ، سَمِعَ بدِمَشْقَ ابن جَوْصا ، وببغدَاد أَبا القاسمِ البَغَوِيّ ، وبمصر أَبا جَعْفَر الطَّحاوِيّ ، رَوَى عنه الحاكِم أَبُو عَبْدِ الله ، وكانَ نَزَلَ نَيْسَابُورَ سَنَةَ ثَلاثِمَائَةٍ وثَلاثِينَ ، وأَقَامَ بِهَا ، ثُمَّ خَرَجَ إِلى ما وَرَاءِ النَّهْرَ سَنَةَ خَمْسِينَ ، وتُوُفِّيَ بالشّاشَ سَنَةَ ثلاثِمَائة وأَرْبَعَةٍ وخَمْسِينَ. ومِمَّن يُنْسَبُ إِلَيْه أَيْضاً : أَبو عُثْمَانَ سَعِيدُ بنُ عَمْرِو بن عَمّارٍ الأَزْدِيّ البَرْذَعِيُّ الحافِظُ ، وأَبُو بَكْرٍ عَبْدُ العَزِيزِ بنُ الحَسَنِ البَرْدَعِيّ (٤) الحافِظُ ، وغَيْرُهما.

وِقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : رَجُلٌ مُبْرَنْدِعٌ عن الشَّيْ‌ءِ ، أَيْ مُنْقَبِضٌ وَجْهُه. كَذا في العُبَابِ ، وفي بَعْضِ النُّسَخِ : مُتَقَبِّضٌ.

وفي التَّكْمِلَةِ : رَجٌلٌ مُبْرَنْدِعٌ عن الشَّيْ‌ءِ ، إِذا انْقَبَضَ عَنْه (٥).

[برذع] : البَرْذَعَةُ بالذّالِ المُعْجَمَة ، لُغَةٌ في البَرْدَعَة نَقَلَهُ شَمِرٌ ، قال رُؤْبَةُ :

وِتَحْتَ أَحْناءِ الرِّحال البَرْذَعُ

واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ على الإِعْجَامِ ويُنْسَبُ إِلَى عَمَلِهَا مُحَدِّثُونَ ، وقد يُنْسَب إِلى الجَمْعِ فيُقَالُ : البَرَاذِعِيُّ ، كالأَنْمَاطِيّ.

وِالبَرْذَعَةَ : أَرْضٌ لا جَلَدٌ ولا سَهْلٌ ، والجَمْعُ البَرَاذِعُ.

وِبَرْذَعَةُ : د ، بأَذْرَبِيجانَ وإِهْمَالُ ذالِهِ أَكْثَرُ ، وقَدْ تَقَدَّمَ ذلِكَ.

وِبَرْذَعُ بنُ زَيْدِ بنِ النُّعْمَانِ ، ابنُ أَخِي قَتَادَةَ بنِ النُّعْمَانِ : صَحَابِيٌّ أَوْسِيٌّ أُحُدِيٌّ شاعِرٌ ، ذَكَرَهُ ابنُ الأَثِيرِ في أُسْدِ الغَابَة.

وِقالَ أَبُو زَيْد : ابْرَنْذَعَ لِلْأَمْرِ ابْرِنْذَاعاً : اسْتَعَدَّ لَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :

بَرْذَعٌ ، كجَعْفَرٍ : اسْمُ رَجُلٍ ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

لَعَمْرُ أَبِيهَا لا تَقُولُ ، حَلِيلَتِي :

أَلا إِنَّهُ قَدْ خَانَنِي اليَوْمَ بِرْذَعُ

وِبَرْذَعُ بنُ يَزِيدَ بنِ عَامِرٍ : صحابِيٌّ ، رضي‌الله‌عنه.

وِابْرَنْذَعَ أَصْحَابَه : تَقَدَّمَهُم ، كَذا في الغَرِيبِ المُصَنَّفِ ، وتَبِعَهُ السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ أَثْنَاءَ غَزْوَةِ بَدْرٍ. وفي اللِّسَانِ : وهو نَادِرٌ ، لأَنَّ مِثْلِ هذِه الصِّيغَةِ لا يَتَعَدَّى.

وجَوُّ بَرْذَعَةَ : أَرْضٌ لبَنِي نُمَيرٍ باليَمَامَةِ في جَوْفِ الرَّمْلِ ، وفِيهَا نَخْلٌ. كَذا في المُعْجَم.

__________________

(١) في معجم البلدان «برذعة» : أبو سعد.

(٢) في معجم البلدان : برذعة معرب برده دار.

(٣) في معجم البلدان : البرذعي بالذال المعجمة.

(٤) في معجم البلدان : البرذعي بالذال المعجمة.

(٥) انظر الجمهرة ٣ / ٤٠٠ وفيها : إِذا تقبض عنه.

١١

[برشع] : البِرْشَاعُ ، بالكَسْرِ ، هو الأَهْوَجُ الضَّخْمُ الجَافِي ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ ، وزادَ غَيْرُه : المُنْتَفِخ ، وأَنشد الجَوْهَرِيُّ لِرُؤْبَةَ :

لا تَعْدِلِينِي بِامْرِى‌ءٍ إِرْزَبِّ

وِلا بِبِرْشاعِ الوِخَامِ وَغْبِ

قال ابنُ بَرّيّ ، والصّاغَانِيّ : الإِنْشَادُ مُخْتَلٌّ ، وصَوَابُهُ :

لا تَعْدِلِينِي ـ واسْتَحِي ـ بِإِزْبِ

كَزِّ المُحَيَّا أُنَّحٍ إِرْزَبِّ

وَغْلٍ ولا هَوْهَاءَةٍ نِخَبِّ

وِلا بِبِرْشاعِ الوِخَامِ وَغْبِ

قال ابنُ بَرّيّ ، وهذا الرَّجَزُ قَدْ أَوْرَدَه الجَوْهَرِيّ في تَرْجَمَة «وغ ب» فَقَالَ :

وِلا بِبِرْشامِ (١) الوِخَامِ وَغْبِ

قُلتُ : وأَنْشَدَ في «أَنح» :

كَزّ المحَيَّا أُنَّحٍ إِرزَبِّ

عَلَى الصَّوابِ ، وغَيَّرَه هُنَا.

وِالبِرْشَاعُ : السَّيِّ‌ءُ الخُلُقِ ، كالبِرْشِعِ ، كزِبْرِجٍ ، عن ابنِ دُرَيْدٍ.

وِبِرْشاعَةُ ، بالكَسْرِ : مَنْهَلٌ بَيْنَ الدَّهْنَاءِ واليَمَامَةِ ، نَقَلَهُ يَاقُوتُ عن الحَفْصِيّ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :

البِرْشاعُ : الأَحْمَقُ الطَّوِيلُ ، وقِيلَ : هو المُنْتَفِخُ الجَوْفِ ، لا فُؤَادَ له.

[برع] : برعَ ، ويُثَلَّثُ ، اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الفَتْح والضَّمِّ. وقالَ الصَّاغَانِيُّ : وبَرِعَ ، كفَرحَ لُغَةٌ فِيها بَرَاعَةً ، هو مَصْدَرُ بَرُعَ ككَرُمَ ، وعَلَيْه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ ، وأَنْشَدَ أبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ :

لَوْ أَنَّ أَصْحَابِي بَنُو خُنَاعَه

أَهْلُ النَّدَى والحَزْمِ والبَرَاعَهْ(٢)

وِزادَ في المُحْكَمِ : بُرُوعاً ، بالضَّمِّ ، وهو مَصْدَرُ بَرَعَ ، كَنَصَرَ : فَاقَ أَصْحَابَهُ في العِلْمِ وغَيْرِهِ ، كَمَا في الصّحاحِ ، أَوْ تَمَّ في كُلِّ فَضِيلَةٍ وجَمَالٍ ، كما في المُحْكَمِ. فهو بارِعٌ ، وهي بارِعَةٌ ، وقَدْ أَغْفَلَ عن اصْطِلاحِهِ هُنَا فَتَنَبَّهْ.

وِبَرَعَ صَاحِبَه ، إِذا غَلَبَهُ. وقَال ابنُ الأَعْرَابِيّ : يُقَالُ : بَرَعَهُ وفَزَعَهُ ، إِذا عَلاهُ وفَاقَه ، وكُلُّ مُشْرِفٍ بَارِعٌ ، وفَارِعٌ.

وِفي العُبَابِ : هذا أَبْرَعُ مِنْهُ ، أَيْ أَضْخَمُ. قالَ أَبُو ذُؤيْبٍ يَصِفُ ثَوْراً رُمِيَ :

فكَبَا كما يَكْبُو فَنِيقٌ تارِزٌ

بالخَبْتِ ، إِلَّا أَنَّهُ هُوَ أَبْرَعُ

أَيْ إِلَّا أَنَّ الفَنِيقَ هو أَضْخَمُ من الثَّوْرِ. وفي شَرْح الدِّيوانِ : أَعْظَمُ منه.

وِأَمْرٌ بارعٌ : سَنِيُّ جَمِيلٌ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ : البَرِيعَةُ : المَرْأَةُ الفائِقَةُ الجَمَالِ (٣) والعَقْلِ.

وِالبَرْعُ ، بالفَتْح : حِصْنٌ بذَمَار باليَمَنِ ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ ويَاقُوتٌ.

وِبَرْعَةُ : مِخْلافٌ بالطّائف ، نَقَلاهُ أَيْضاً.

وِبُرَعُ ، كَزُفَرَ : جَبَلٌ بتِهَامَةَ (٤) بالقُرْبِ من وَادِي سهَامٍ ، فيه قَلْعَةٌ حِصِينَةٌ ، وقُرىً عِدَّةٌ ، يَسْكُنُها الصَّنابِرُ مِنْ حِمْيَر ، وله سُوقٌ ، وقد نُسِبَ إِلَيْهِ من المتَأَخِّرِينَ الشاعِرُ المُفْلِقُ عَبْدُ الرَّحِيم بن أَحْمَدَ البُرْعِيُّ ، مَادِحُ المُصْطَفَى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والمَوْجُودُ في أَيْدِي النّاسِ هو دِيوَانُهُ الصَّغِيرُ ، ولَهُ مَقَامٌ عَظِيمٌ ببَلَدِهِ ، وذُرِّيَّةٌ صالِحَةٌ.

وِبَرْوَعُ ، كجَرْوَل ، هكَذَا ضَبَطَهُ الجَوْهَرِيّ ، قالَ : ولا يُكْسَرُ فإِنَّهُ خَطَأٌ ، وعَزَاهُ لِأَصْحَابِ الحَدِيثِ وعَلَّلَ بأَنَّهُ لَيْسَ في الكَلامِ فِعْوَل إِلّا خِرْوَع ، وعِتْوَدٌ ، اسْمُ وَادٍ ، ونَقَلَهُ الصّاغَانِيّ أَيْضاً هكَذَا ، وزادَ وعِتْوَر ، قالَ : ولَيْسَ بِتَصْحِيفِ عِتْوَدٍ ، وكَذلِكَ جَزَمَ المُطَرِّزِيُّ في «المُغْربِ» وابنُ دُرَيْدٍ في «الجَمْهَرَةِ» بأَنَّ الكَسْرَ خَطَأٌ ، وقَدْ جَزَمَ أَكْثَرُ المُحَدِّثِينَ

__________________

(١) كذا ، والذي في الصحاح وغب : ولا ببرشاع.

(٢) المشطوران في ديوان الهذليين ٢ / ٢٣٦ في شعر أبي صخر الهذلي.

وبهامشه قال : خناعة : قبيلة من هذيل ، وقد أورد السكري هذا البيت :

لو أن أصحابي بنو خزاعة

أهل الندى والمجد والبراعة

ثم قال : خزاعة حي من هذيل.

(٣) في اللسان : بالجمال.

(٤) في معجم البلدان : جبل بناحية زبيد باليمن.

١٢

بصِحَّةِ الكَسْرِ ، ورَوَوْه هكَذَا سَمَاعاً. وفي «الغايَةِ» هو بالكَسْرِ ، وَالفَتْحِ ، والكَسْرُ أَشْهَرُ : اسْمُ امْرَأَةٍ ، وهي بِنْتُ وَاشِقٍ الرُّواسِيَّة ، وقِيلَ : الأَشْجَعِيَّة زَوْجُ هِلَالِ بنِ مُرَّةَ ، صَحَابيَّةٌ ، رَوَىَ عَنْهَا سَعِيدُ بنُ المُسَيّب.

وِبَرْوَعُ : نَاقَةٌ لعُبَيْدِ بنِ حُصَيْنٍ النُّمَيْرِيّ الرّاعِي الشّاعِرُ ، وهو القائِل فِيهَا وفِي نَاقَتِهِ الأُخْرَى عِفَاسَ :

إِذا بَرَكَتْ مِنْهَا عَجَاساءُ جِلَّةٌ

بِمَحْنِيَةٍ أَشْلَى العِفَاسَ وبَرْوَعَا (١)

وِمِنْ ذلِكَ كانَ يَدْعُو جَرِيرٌ ـ وعِبَارَةُ الصّحّاحِ : ومِنْهُ كانَ جَرِيرٌ يَدْعُو ـ جَنْدَلَ بنَ الرّاعِي بَرْوَعاً.

وقال ابنُ بَرِّيّ : بَرْوَعُ : اسْمُ أُمِّ الرَّاعِي ، ويُقَالُ : اسْمُ ناقَتِهِ ، قالَ جَرِيرٌ يَهْجُوهُ :

فما هِيبَ (٢) الفَرَزْدَقُ قَدْ عَلِمْتُمْ

وِمَا حَقُّ ابْنِ بَرْوَعَ أَنْ يُهابَا

وِيُقَالُ : تَبَرَّعَ فُلانٌ بالعَطَاءِ ، أَيْ تَفَضَّلَ بمَا لا يَجِبُ عَليْه ، عليه‌السلام وقِيلَ : أَعْطَى من غَيْرِ سُؤالٍ. قالَ الزَّمَخْشَرِيّ : كَأَنَّهُ يَتَكَلَّفُ البَرَاعَةَ فيه والكَرَمَ.

وِفي الصّحاح : فَعَلَهُ مُتَبَرِّعاً ، أَيْ مُتَطَوِّعاً ، وهو من ذلِكَ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :

بَرَعَ الجَبَلَ : عَلاه.

وسَعْدُ البَارِعِ : نَجْمٌ مِنَ المَنَازِلِ.

وجَارِيَةٌ بَارِعَةٌ ، أَيْ جَمِيلَةٌ.

وِالبَارِعُ : لَقَبُ أَبِي عَبْدِ الله الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَهّابِ الحارِثيّ البَغْدَادِيّ الأَدِيب ، ذَكَرَهُ ابنُ العَدِيمِ في تاريخِ حَلَبَ.

[برقع] : البُرْقع ، كقُنْفُذ وجُنْدَب (٣) وعُصْفُور ، هكَذَا نَقَلَ الجَوْهَرِيّ هذِه اللُّغَاتِ الثَّلاثَةَ* ، وهو قَوْلُ ابْنِ الأَعْرَابِيّ ، قالَ : يَكُونُ للنِّسَاءِ والدَّوَابِّ ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لشَاعرٍ يَصِف خِشْفاً :

وِخَدٍّ كبُرْقُوعِ الفَتَاةِ مُلَمَّعٍ

وِرَوْقَيْن لَمّا يَعْدُوَا أَن تَقَشَّرا

قُلْتُ : هكَذا في نُسَخ الصّحاحٍ. ويُرْوَى : لَمّا يَعْدُ أَنْ يَتَقَشَّرا. وقالَ الصّاغَانِيُّ : الشِّعْرُ للنَّابِغَةِ الجَعْدِيّ يَصِفُ بَقَرَةً مَسْبُوعَةً ، والرِّوَايَةُ : «وخَدًّا» و «مُلَمَّعاً» ، وصَدْرُهُ (٤) :

فَلاقَتْ بَيَاناً عِنْدَ أَوَّلِ مَعْهَدٍ

إِهاباً ومَعْبُوطاً (٥) مِنَ الجَوْفِ أَحْمَرا

وهكَذَا قالَهُ ابنُ بَرِّيّ أَيْضاً ، وقالَ في قَوْلِهِ : «فَلَاقَت» يَعْنِي بَقَرَةَ الوَحْشِ الَّتِي أَخَذَ الذِّئْبُ وَلَدَهَا. وفي اللّسَان والعُبَابِ : وقَدْ أَنْكَرَ أَبُو حاتِمٍ اللُّغَةَ الثّانِيَةَ والثّالِثَةَ وكانَ يُنْشِدُ بَيْتَ الجَعْدِيّ :

وِخَدٍّ كبُرْقُع الفَتَاةِ ..

قالَ : ومَنْ أَنْشَدَه «كبُرْقُوع» فإِنَّمَا فَرَّ من الزِّحافِ. وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ لِأَبِي النَّجْمِ :

مِنْ كُلِّ عَجْزَاءَ سَقُوطِ البُرْقُعِ

بَلْهَاءَ لَمْ تُحْفَظْ ولم تُضَيَّعِ

وقال اللَّيْثُ : جَمْعُ البُرْقُعِ البَرَاقِعُ. قالَ وفيه خَرْقَانِ للْعَيْنَيْنِ ، وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لِأَبِي النَّجْم :

إِنّ ذَوَاتِ الأُزْرِ والبَرَاقِعِ

وِالبُدْن في ذاكَ البَيَاض النّاصِعِ

لَيْسَ اعْتِذارِي عِنْدَهَا بِنَافِعِ

وِلا شَفاعاتٍ لِذَاكَ الشَّافِعِ

ومن قَوْلِ العَامَّةِ في العَكْسِ المُسْتَوِي : «عَقارِبُ تَحْتَ بَرَاقِعَ».

وِيُقَالُ : بَرْقَعَهُ بَرْقَعَةً : أَلْبَسَهُ إِيّاه فَتَبَرْقَعَ ، أَي لَبِسَهُ. قالَ تَوْبَةُ بنُ الحُمَيِّر :

وِكُنْتُ إِذا ما جِئْتُ لَيْلَى تَبَرْقَعَتْ

فَقَدْ رَابَنِي مِنْهَا الغَدَاةَ سُفُورُهَا

وِقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : البُرْقُعُ كقُنْفُذٍ : سِمَةٌ لِفَخِذِ البَعِيرِ ، حَلْقَتَانِ بَيْنَهُمَا خِبَاطٌ فِي طُولِ الفَخِذِ ، وفِي العَرْضِ الحَلْقَتانِ ، صُورَتُهَا هكَذَا ٥ / ٥.

__________________

(١) ديوانه ص ١٧٠ وفيه : «وإِن بركت» بدل «إذا» وانظر تخريجه فيه.

(٢) ديوانه ص ٧١ وفيه : فما هبت.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : وخندف.

(*) كذا بالأصل والصواب : الثلاث.

(٤) كذا ، والأفضل : وقبله.

(٥) عن جمهرة أشعار العرب والتكملة ، وبالأصل «ومغبوطا»

١٣

وِالبُرْقُعُ أَيْضاً : مَاءٌ لبَنِي نُمَيْرٍ ببَطْنِ الشُّرَيْفِ. نَقَلَهُ ياقُوتٌ والصَّاغَانِيّ (١).

وِبُرْقُعُ ، بِلا لامٍ : اسْمٌ للْعَنْزِ إِذا دُعِيَتْ لِلْحَلْبِ ، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.

وِقالَ أَبُو عَمْرٍو : جُوعٌ برْقُوعٌ ، كعُصْفُورٍ ، وصَعْفُوقٍ ، جاءَ الأَخِيرُ نَادِراً نَدْرَةَ صَعْفُوقٍ ، وكَذلِكَ جُوعٌ يُرْقُوعٌ بالياءِ التَّحْتِيَّةِ المَضْمُومَةِ ، ولَيْسَ بِتَصْحِيف ، بل هي لُغَةٌ ثالِثَةٌ ، وكذلِكَ بُرْكُوع وبَرْكُوعٌ كُلُّ ذلِكَ بمَعْنًى وَاحِدٍ ، أَيْ شَدِيدٌ.

وِالبُرْقعُ كزِبْرِجٍ ، وقُنْفُذٍ : اسمٌ للسَّمَاءِ. وقالَ أَبُو عَلِيّ الفَارِسِيّ : هي السَّمَاءُ السّابِعَةُ لا يَنْصَرِفُ ، ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً هكَذَا.

أَوْ هي اسْمُ السّمَاءِ الرّابِعَةِ ، كما نَقَلَهُ الأَزْهَرِيّ عن اللَّيْثِ ، وقالَ جاءَ ذِكْرُهُ في بَعْضِ الأَحَادِيثِ.

أَوْ هي اسْمُ السّمَاءِ الأُولَى وهي سَمَاءُ الدُّنْيا ، كَما قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ ، قالَ : الدُّنْيا ، كَما قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ ، قالَ : زَعَمُوا ، وكَذلِكَ قَالَهُ ابنُ فارِس ، قالَ : والباءُ زائدَةٌ ، والأَصْلُ الرّاءُ والقَافُ والعَيْنُ ، لِأَنَّ كُلَّ سَمَاءٍ رَقِيعٌ ، والسَّموَاتُ أَرْقِعَةٌ ، وصَوَّبَ الصَّاغَانِيّ قَوْلَ الأَزْهَرِيِّ ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِأُمَيَّةَ بنِ أَبِي الصَّلْتِ :

فكَأَنَّ بِرْقِعَ والمَلائِكَ تَحْتَهَا (٢)

سَدِرٌ تَوَاكَلَهُ القَوائمُ أَجربُ

هكَذا هو في نُسَخِ الصّحاحِ ، وهو غَلَطٌ ، والرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ «أَجْرَدُ» بالدَّالِ ، كما نَبَّهَ عَلَيْهِ ابنُ بَرِّيّ والصّاغَانِيّ ، والقَصِيدَةُ دالِيَّةٌ. وزادَ ابنُ بَرِّيّ : وما وَصَفَهُ الجَوْهَرِيّ في تَفْسِيرِ هذا البَيْتِ هَذَيَانٌ مِنْهُ (٣) ، وسَمَاءُ الدُّنْيَا هي الرَّقِيعُ. قُلْتُ : وقَدْ تَقَدَّم البَحْثُ في ذلك في «س د ر» فراجِعْهُ.

وِبِرْكَةُ بُرْقُع ، كقُنْفُذٍ ، بِأَعْلَى الشّامِ ، وقَدْ أَهْمَلَهُ ياقُوتٌ والصّاغَانِيّ ، وهو غَيْرُ الَّذِي ببَطْنِ الشُّرَيْفِ ، فإِنّ ذلِكَ بنَجْدٍ.

وِالمُبَرْقَعَة ، بفَتْحِ القافِ : الشَّاةُ البَيْضَاءُ الرَّأْسِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. قالَ : وبكَسْرِها : غُرَّةُ الفَرَسِ الآخِذَةُ جَمِيعَ وَجْهِهِ غَيْرَ أَنَّه يَنْظُر في سَوادٍ ، زادَ غَيْر ، وقَدْ جاوَزَ بَياضَ الغُرَّةِ سُفْلاً إلى الخَدَّيْنِ من غَيْرِ أَنْ يُصِيبَ العَيْنَيْنِ. يُقالُ : فَرَسٌ مُبَرْقَعٌ ، وغُرَّةٌ مُبَرْقِعَةٌ.

وِمِنَ المَجَازِ : بَرْقَعَ لِحْيَتَهُ ، أَي صارَ مَأْبُوناً ، مَعْنَاه تَزَيَّا بزِيِّ مَنْ لَبِس البُرْقُعِ ، ومِنْهُ قَوْلُ الشّاعِرِ :

أَلَمْ تَرَ قَيْساً قَيْسَ عَيْلانَ بَرْقَعَتْ

لِحَاهَا وبَاعَتْ نَبْلَهَا بالمَغَارِل

وِمن المَجَازِ : بَرْقَع فُلاناً بالعَصَا بَرْقَعَةً : ضَرَبَهُ بها بَيْنَ أُذُنَيْهِ ، أَي حَتَّى صارَ كالبُرْقُعِ عَلَى رَأْسِهِ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :

قال الفَّرَاءُ : بِرْقَعُ ، نادِرٌ نُدْرَة هِجْرَع : اسْمٌ للسَّماءِ عن ابنِ عَبَّادٍ ، ونَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ أَيْضاً ، وقالَ : جَاءَ على فَعْلَلِ ، وهو غَرِيبٌ نادِرٌ. قُلْتُ : ولَعَلَّ قَوْلَ المُصَنِّفِ في اسْمِ السّمَاءِ وكَقُنْفُذٍ تَصْحِيفٌ عَنْ هذا ، فَتَأَمَّلْ.

وِالمُبَرْقَعُ : لَقَبُ مُوسَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُوسَى الكاظِم ، الحُسَيْنِيّ ، المَدْفُونُ بِقُمّ ، ويُقَالُ لِوَلَدِهِ الرّضَوِيُّونَ.

[بركع] : البُرْكُع ، كقُنْفُذ : الرَّجُلُ القَصِيرُ ، وكَذا الجَمَلُ القَصِيرُ ، كَذا قالَهُ ابنُ عَبّادٍ. بَلْ في اللِّسَان : البُرْكُعُ : القَصِيرُ من الإِبِلِ خاصَّةً ، فاقْتِصارُ المُصَنِّفِ عَلَى الرَّجُلِ قُصُورٌ.

وِقالَ ابنُ عَبّادٍ أَيْضاً : البُرْكُعُ : فَصِيلٌ لا يَصِلُ (٤) عُنُقُهُ إِلَى الأَرْضِ.

وِبَرْكَعَ بالسَّيْفِ : ضَرَبَ وقَطَعَ ، قالَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ ، وكَذلِكَ بَلْكَعَ. وبَرْكَع : صَرَعَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وكَذلِكَ كَرْبَعَ.

وِبَرْكَعَ بَرْكَعَةً : قَامَ عَلَى أَرْبَعٍ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

وِيُقَالُ : بَرْكَعَ الرَّجُلُ ، إِذا سَقَطَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ ، كَذَا في اللِّسَانِ والمُحِيطِ.

__________________

(١) قيدها ياقوت : البَرْقَعة بفتح فسكون ففتح ، ضبط قلم ، وزيادة هاء في آخرها.

(٢) في الصحاح : حوله.

(٣) قال الجوهري في شرحه للبيت : قوله : سدر أي بحرٌ ، وأجرب صفة البحر المشبه به السماء ، فكأنه وصف البحر بالجرب لما يحصل فيه من الموج أو لأنه ترى فيه الكواكب كما ترى في السماء ، فهي كالجرب له.

(٤) في التكملة : الذي يصل عنقه.

١٤

وِتَبَرْكَعَ الرَّجُلُ : وَقَعَ عَلَى اسْتِهِ مَصْرُوعاً ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للرّاجِزِ :

وِمَنْ هَمَزْنا عِزَّهُ تَبَرْكَعَا

عَلَى اسْتِهِ زَوْبَعَةً أَوْ زَوْبَعَا

وقَال الصّاغَانِيّ : هُوَ إِنشَادٌ مُدَاخَلٌ ، والرَّجَزُ لِرُؤْبَةَ ، والرِّوايَةُ :

وِمَنْ هَمَزْنا عَظْمَهَ تَلَعْلَعا

وِمَنْ أَبَحْنَا عِزَّهُ تَبَرْكَعَا (١)

وقال ابنُ بَرِّيّ : هكَذَا ذَكَرَهُ ابنُ دُرَيْدٍ : زَوْبَعَةً أَوْ زَوْبَعاً ، وصَوابُه بالرّاءِ ، [وكذلك هو في شعر رؤبة] (٢).

قُلْتُ : وقَدْ قَلَّدَ الجَوْهَرِيُّ ابنَ دُرَيْدٍ فرَواهُ بالزَّاي ، وسَيَأْتِي.

وجوع بُرْكُوعٌ ، بالضَّمِّ ، كبُرْقُوعٍ زِنَةً ومَعْنًى ، أَيْ شَدِيدٌ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :

البُرْكُعُ ، كقُنْفُذٍ : المُسْتَرْخِي القَوائمِ فِي ثِقَلٍ. وجُوعٌ بَرْكُوعٌ ، بالفَتْحِ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو ، وهو نادِرٌ ، وقد تَقَدَّمَ.

[بزع] : بَزُعَ الغُلامُ ، كَكَرُمَ بَزَاعَةً فهو بَزِيعٌ ، وهي بَزِيعَة ، أَي صَارَ ظَرِيفاً مَلِيحاً كَيِّساً ذَكِيَّ القَلْبِ ، نَقَلَهُ اللَّيْثُ. قالَ : ولا يُقَالُ إِلّا لِلْأَحْدَاثِ من الرِّجالِ والنِّسَاءِ ، كتَبَزَّعَ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ ، يُقَالُ : تَبَزَّعَ الغُلَامُ ، أَي ظَرُفَ.

وِقالَ أَبُو الغَوْثِ : البَزِيعُ ، كأَمِيرٍ : الغُلامُ يَتَكَلَّمُ ولا يَسْتَحْيِى ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. قالَ : والبَزَاعَةُ مِمّا يُحْمَدُ بِهِ الإِنْسَانُ.

وِقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ : البَزِيعُ : الخَّفِيفُ اللَّبِقُ من الرِّجَالِ ، كالبُزَاعِ ، كغُرَابٍ. وهذا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ ، وقالَ : حَكَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ عن يُونُس بن حَبِيب الضَّبِّيِّ النَّحْوِيّ.

وِأَبُو حازِمٍ بَزِيعٌ الكوفِيَّ. وبَزِيعٌ الضَّبِّي [والمَخْزومِيُّ]*. وبَزِيعٌ العَطَّارُ. وبَزِيعُ بن عَبْدِ الرَّحْمَن.

وِأَبُو سَهْلٍ تَمَّامُ بنُ بَزِيعٍ. وفاتَهُ أَبُو عَمْرٍو بَزِيعٌ مَولَى بَنِي مَخْزُومٍ : مُحَدِّثُون ، وقَدْ تَكَلَّمُوا في أَبِي حازِم ، وأَبِي سَهْلٍ ، كَذا قَالَهُ الصّاغَانِيّ.

قُلْتُ : أَمّا أَبو حَازِمٍ فإِنَّهُ بَزِيعُ بنُ عبدِ الله اللَّحّامُ ، يَرْوِي عن الضَّحّاكِ. قَالَ الذَّهَبِيّ : قد ضَعَّفُوهُ. وأَمّا أَبُو سَهْلٍ فَقَدْ رَوَى عن الحَسَنِ ، قالَ الدَّارَ قُطْنِيّ : مَتْرُوكٌ. وقال ابنُ حِبّانَ : مِمَّنْ فَحُشَ خَطَؤُهُ. قُلْتُ : وبَزِيعُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ يَرْوِي عَنْ نافِعٍ ، وقد ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.

وفَاتَهُ : بَزِيعُ بنُ حَسَّانَ الَّذِي يَرْوِي عن الأَعْمَشِ ، وقَدْ ضَعَّفَهُ الدّارَقُطْنِيّ أَيْضاً. وعُمَرُ بنُ بَزِيعٍ ، عَنْ حَارِثِ بنِ حَجّاجٍ. قالَ الدَارَ قُطْنِيّ : كُوفِيٌّ مَتْرُوكٌ ، رَوَى عَنْهُ أَبُو كُرَيْب. وفي كَلامِ المُصَنِّفِ والصّاغَانِيّ مِنَ القُصُورِ ما لا يَخْفَى.

وِبَوْزَعُ ، كجَوْهَر : اسمُ رَمْلَةَ مَعْرُوفَةٍ من رِمالِ بَنِي أَسَدٍ. وفي التَّهْذِيبِ ، والصّحاحِ ، والعُبَابِ : لبَنِي سَعْدٍ.

قالَ رُؤْبَةُ :

مِنْ رَمْلِ يَرْنَا أَو رِمَالِ بَوْزَعَا (٣)

وِبَوْزَعُ : عَلَمٌ للْنِسَاءِ فَوْعَل من البَزِيعِ (٤) ، قَالَ جَرِيرٌ :

وِتَقُولُ بَوْزَعُ قَدْ دَبَبْتَ علَى العَصَا

هَلَّا هَزِئْتِ بِغَيْرِنَا يا بَوْزَعُ

وِلَقَدْ رَأَيْتُكِ في العَذَارَى مَرَّةً

وِرَأَيْتِ رَأْسِي وهْوَ دَاجٍ أَفْرَعُ

هكَذَا في العُبَابِ ، ووَقَعَ في اللِّسَان :

هَزِئَتْ بُوَيْزِعُ إِذْ دَبَبْتُ عَلَى العَصَا

وِتَبَزَّعَ الشَّرُّ ، أَيْ تَفَاقَمَ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وشَكَّ ابنُ فارِس في صِحَّتِهِ.

أَوْ تَبَزَّع الشَّرَّ ، إذا هَاجَ وأَرْعَدَ ولَمَّا يَقَعْ ، نَقَلَهُ اللَّيْثُ ، وأَنْشَدَ لِلْعَجّاج :

إِنّا إِذا أَمْرُ العِدَا تَبَزَّعَا

وِأَجْمَعَتْ بِالشَّرِّ أَنْ تَلَفَّعا

قَال الصّاغَانِيّ : في قَوْلِ اللَّيْثِ غَلَطَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّ

__________________

(١) بعده في التكملة :

على استه روبعة أو روبعا

(٢) زيادة عن اللسان ، وانظر ديوان رؤية ص ٩٣.

(*) ساقطة من المطبوعتين المصرية والكويتية.

(٣) روايته في اللسان :

برمل يرنا أو برمل بوزعا

(٤) الأصل والتهذيب ، وفي معجم البلدان عن الأزهري : من البزع.

١٥

الرَّجَزَ لرُؤْبَةَ لا لِلْعَجّاجِ ، والثاني : أَنَّ الرِّوَايَةَ «تَتَرَّعا» بتاءَيْنِ مُعْجَمَتَيْنِ باثْنَتَيْنِ مِنْ فَوْق ، فلا يَبْقَى لَهُ في الرَّجَزِ حُجَّةٌ.

وِبُزَاعَةُ ، كُثمَامَةَ ويُكْسَرُ : د ، بَيْنَ مَنْبجَ وحَلَبَ ، قالَه الصّاغَانِيّ ، ونَقَلَهُ يَاقُوتٌ أَيْضاً هكَذَا سَمَاعاً من أَهْلِ حَلَبَ ، بالضَّمِّ والكَسْرِ ، قَالَ : ومنهم مَنْ يَقُولُ : بُزَاعَى ، بالقَصْرِ ، وعَلَيْهِ قَوْلُ شاعِرِهِمْ :

لَوَ أنَّ بُزَاعَى جَنَّةُ الخُلْدِ مَا وَفَى

رَحِيلٌ إِلَيْهَا بالتَّرَحُّلِ عَنْكُمُ

قُلْتُ : وعَلَى هذا اقْتَصَرَ ابْنُ العَدِيمِ في تَارِيخِ حَلَبَ ، زادَ : ويُقَالُ لَهَا أَيْضاً : بابُ بُزَاعَى فيُقَالُ : في النِّسْبَة إِلَيْهَا البَابِيّ ، وقَدْ تَقَدَّمَ ذلِكَ في مَوْضِعِه.

قالَ ياقُوتٌ : وهي بَلْدَةٌ مِنْ أَعْمَالِ حَلَبَ في وَادِي بُطْنَانَ بَيْنَ مَنْبجَ وحَلَبَ ، [بينها و] (١) بَيْنَ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا مَرْحَلَةٌ ، وفِيها عُيُونٌ ومِيَاهٌ جَارِيَةٌ وأَسْوَاقٌ حَسَنَةٌ ، وقد خَرَجَ منها بَعْضُ أَهْلِ الأَدَبِ ، مِنْهُم : أَبُو خَلِيفَةَ يَحْيَى بنُ خَلِيفَةَ بنِ عَلِيِّ بن عِيسَى بنِ عامِرٍ التَّنُوخِيّ البُزَاعِيّ ، لَهُ شِعْرٌ جَيِّدٌ ، ومنه قَوْلُه :

حَبِيبٌ جَفَانِي لا لِذَنْبٍ أَتَيْتُهُ

عَلَى هَجْرِهِ أَفْدِيهِ بالمالِ والنَّفْسِ

رَضِيتُ بِهِ فَلْيَهْجُرِ العامَ كُلَّهُ

وِيَجْعَلَ لِي يَوْماً مِنَ الوَصْلِ والأُنْسِ

وأَبُو فِرَاس بنُ أَبِي الفَرَجِ البُزَاعِيُّ الشاعِرُ ، قالَ : وحَمّادٌ البُزاعِيّ : شاعِرٌ عَصْرِيٌّ ، وكان من المُجِيدِينَ. قُلْتُ : هو حَمَّادُ بنُ مَنْصُور ، ومنْ شِعْرِه في غُلامٍ اسمُ أَبِيهِ عَبْدُ القاهِرِ :

نَفَّرَ نَوْمِي (٢) ظَبْيُ الحِمَى النافِرُ

وِنامَ عَمّا يُكَابِدُ السّاهرْ

يا لَيْلةً بِتُّهَا وأَوَّلُهَا

إِلى أَنْ قالَ :

صِرْتُ لَهُ أَوَّلَ اسْمِ وَالدِهِ الْ

أَوَّلِ إِذْ كان نِصْفَهُ الآخِرْ

قُلْتُ : وعَلِيّ بنُ مَحْمُودِ بنِ عَلِيّ ، وهِبَةُ الله بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ البُزَاعيّانِ ، مُحَدِّثانِ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :

البَزِيعُ ، كأَمِيرٍ : السَّيِّدُ الشَّرِيف ، حَكاهُ الفارِسِيُّ عن الشَّيْبَانِيّ.

ومن المَجَازِ : قَصْرٌ بَزِيعٌ ، أَي مَشِيدٌ ، شُبِّهَ بالغُلام البَزِيعِ لِحُسْنِهِ وجَمَالِهِ ، وقد جَاءَ ذِكْرُهُ في الحَدِيثِ.

[بشع] : البَشِعُ ، ككَتِفٍ : مِنَ الطَّعَامِ : الكَرِيهُ فِيهِ حُفُوفٌ ومَرَارَةٌ كطَعْمِ الإِهْلِيلَجِ البَشِع ، نقله اللَّيْثُ والزَّمَخْشَرِيّ. وفي الصّحاح : شَيْ‌ءٌ بَشِعٌ ، أَيْ كَرِيهُ الطَّعْمِ ، يَأْخُذ بالحَلْقِ ، بَيِّنُ البَشَاعَةِ.

وفي النِّهَايَة : البَشِعُ : الخَشِنُ من الطَّعَامِ واللِّبَاسِ والكَلامِ. وفي الحَدِيثِ : «كانَ رَسُولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يَأْكُلُ البَشِعَ» أَي الخَشِنَ الكَرِيهَ الطَّعْمِ ، يُرِيدُ أَنَّه لَمْ يَكُنْ يَذُمُّ طَعاماً.

وِالبَشِعُ من الرِّجَالِ : الكَرِيهُ رِيحِ الفَمِ ، الَّذِي لا يَتَخَلَّلُ ولا يَسْتَاكُ ، وهي بَشِعَةٌ كَذلِكَ.

وِالمَصْدَرُ البَشَاعَةُ ، والبَشَعُ ، مُحَرَّكَةً (٣) ، وقد بَشِعَ الطَّعَامُ والرَّجُلُ ، كفَرِحَ. والبَشِعُ : مَنْ أَكَلَ شَيْئاً بَشِعاً ولَمْ يُسِغْهُ فبَشِعَ مِنْه.

وِمنَ المَجَازِ : البَشِعُ : السَّيِّ‌ءُ الخُلُقِ والعِشْرَةِ ، يُقَالُ : هُوَ بَشِعُ الخُلُق ، وفي خُلُقِهِ بَشَاعَةٌ.

وِمِنَ المَجَازِ : البَشِع : الدَّمِيمُ وهو الَّذِي لَمْ يَحْلَ بِالعُيُونِ.

وِقال ابنُ شُمَيْلٍ : البَشِعُ : الخَبِيثُ النَّفْسِ ، وهو مَجَازٌ.

قالَ : والبَشِعُ الوَجْهِ : هو العابِسُ الباسِرُ ، وهو مَجازٌ أَيْضاً.

وِمن المَجَاز : بَشِعَ الوَادِي ، كفَرِحَ : تَضَايَقَ بالماءِ ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ (٤) ، وكَذا بَشِعَ بالنّاسِ ، أَيْضاً ، إِذا ضَاقَ ، كما نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ. قال أَبو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ يَصِفُ أَسَداً.

أَبَنَّ عرِّيسَةً عَنانُها أَشِبٌ

وِعِنْدَ غَابَتِهَا مُسْتَوْرَدٌ شَرَعُ

__________________

(١) زيادة عن معجم البلدان «بزاعة».

(٢) عن معجم البلدان.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : محرّكتين.

(٤) في اللسان : وبشع الوادي بالماء بشعا : ضاق.

١٦

شَأْسُ الهَبُوط زَنَاءُ الحامِيَيْن مَتَى

يَبْشَعْ بوَارِدَةٍ يَحْدُث لَهَا فَزَع

قَوْلُه : يَبْشَع بِوَارِدَةٍ ، أَي يَضِيقُ بالنَّاس ، ويُرْوَى : يَنْشَغ «بالنُّون والغَيْن المُعْجَمَةِ» أَيْ يَتضايَق كما يَنْشَغ بالشَّيْ‌ءِ إِذا غَصّ بِه.

وِمن المَجَازِ : بَشِعَ بالأَمْرِ بَشَعاً وبَشَاعَةً ، إِذا ضَاقَ بِهِ ذَرْعاً.

وقِيلَ : مَعْنَى قَوْلِ أَبِي زُبَيْدٍ أَنَّ الأَسَدَ إِذا أَكَلَ أَكْلاً شَدِيداً ، وشَبِعَ تَرَكَ مِنْ فَرِيسَتِه شَيْئاً في المَوْضِعِ الَّذِي يَفْتَرِسُهَا ، فإِذا انْتَهَتِ الظِّبَاءُ إِلَى ذلِكَ المَوْضِعِ لِتَرِدَ الماءَ فَزِعَتْ مِنْ ذلِكَ ، لِمَكَانِ الأَسَدِ.

وِمِنَ المَجَازِ : خَشَبَةٌ بَشِعَةٌ ، كفَرِحَةٍ ، إِذا كانَتْ كَثِيرَةَ الأُبَنِ ، يُقَال : نَحَتَ مَتْنَ العُودِ حَتَّى ذَهَبَ بَشَعُهُ.

وِتَبْشَعُ ، كنَصْنَع ، مُضَارعُ صَنَعَ : د ، بدِيارِ فَهْمٍ ). قالَ قَيْسُ بنُ العَيْزَارَةِ.

أَبا عامِرٍ إِنّا بَغَيْنَا دِيارَكُمْ

وِأَوْطانَكُمْ بَيْن السَّفِيرِ فتَبْشَعِ

ورَوَى نَصْرٌ : الشَّفِير ، بالشِّينِ المُعْجَمَة.

وِمِنَ المَجَاز : اسْتَبْشَعَهُ ، أَي الشَّيْ‌ءَ ، إِذا عَدَّهُ بَشِعاً ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :

رَجُلٌ بَشِيعٌ ، كأَمِيرٍ ، مِثْلُ بَشِعٍ ، وكَذا طَعَامٌ بَشِيعٌ ، مثلُ بَشِعٍ.

وِالبَشِعُ : الطَّعَامُ الجافُّ اليابِسُ الّذِي لا أُدْمَ فِيهِ.

وِالبَشَعُ ، مُحَرَّكةً : تَضَايُقُ الحَلْقِ بِطَعَامٍ خَشِنٍ.

وكَلامٌ بَشِيعٌ : خَشِنٌ كَرِيهٌ ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ ، وهو مَجَاز.

ولِبَاسٌ بَشِعٌ : خَشِنٌ ، عن ابن الأَعْرَابِيّ ، وهو مَجَازٌ.

وِبَشِعَ بِالشَّيْ‌ءِ بَشَعاً ، إِذا بَطَشَ به بَطْشاً مُنْكَراً ، كَمَا في اللِّسَان. وابْتَشَعَ المُقَامَ (٢) في مَحَلِّ كَذا : اسْتَخْشَنَهُ ، وهو مَجَازٌ.

وِالتُّبْشُع ، كقُنْفُذٍ : شَجَرُ الخِرْوَعِ ، يَمَانِيَةٌ ، هكَذَا سَمِعْتُ مِنْهُم ، أَو هُوَ تَبْشُعُ ، كتَنْصُر ، فليُنْظَر.

وِأَبْشَعَنِي الطَّعَامُ : حَمَلَنِي عَلَى البَشَعِ ، لِخُشُونَتِه ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ.

[بصع] : بَصَع ، كمَنَعَ ، بَصْعاً : جَمَع ، قالَ الجَوْهَرِيّ : سَمِعْتُه من بعضِ النَّحْوِيّينَ ، ولا أَدْرِي ما صِحَّتُه. قُلْتُ : رَواه ثَعْلَبٌ عن ابن الأَعْرَابِيّ ، قالَ : البَصْعُ : الجَمْعُ ، ومِنْهُ قَوْلُهُمْ في التَّأْكِيدِ جاءَ القَوْمُ أَجْمَعُون أَكْتَعُون أَبْصَعُونَ ، إِنَّمَا هو شَيْ‌ءٌ يَجْمَعُ الأَجْزَاءَ.

وِقَالَ ابنُ فارِسٍ : بَصَعَ الشَّيْ‌ءُ ، سَواء كانَ الماء أو غَيْره ، أَيْ سالَ. وقال غَيْرُهُ : رَشَحَ قَلِيلاً.

وِالأَبْصَعُ : الأَحْمَقُ نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ.

وِقالَ الجَوْهَرِيّ : أَبْصَعُ : كَلِمَةٌ يُؤَكِّد بِهَا. يُقَالُ : جَاءَ القَوْمُ أَجْمَعُونَ أَبْصَعُونَ وتَقُولُ : أَخَذْتُ حَقِّي أَجْمَعَ أَبْصَعَ.

ويُقَالُ في الأُنْثَى : جَمْعَاء بَصْعَاء ، لِلتَّوْكِيدِ ، وهو مُرَتَّبٌ لا يُقَدَّمُ عَلَى أَجْمَعَ ، كما مَرَّ في ب ت ع مُفَصَّلاً.

وِقالَ اللَّيْثُ : البَصْعُ بالفَتْحِ : الخَرْقُ الضَّيِّقُ الَّذِي لا يَكَادُ يَنْفُذُ فِيهِ الماءُ ، تَقُولُ : بَصَعَ يَبْصَع بَصَاعَةً.

وِالبَصْعُ : مَا بَيْنَ السَّبّابَةِ والوُسْطَى ، كَذا في اللّسَان.

وِبالكَسْرِ : بِضْعٌ من اللَّيْلِ. يُقَالُ : مَضَى بِصْعٌ مِنَ اللَّيْلِ ، أَي جَوْشٌ منه ، كما في الصّحاحِ.

وِالبُصْعُ ، بالضَّمِّ : جَمْعُ البَصِيعِ ، كأَمِيرٍ : اسْمٌ للعَرَقِ المُتَرَشِّحِ من الجَسَدِ.

وِالبُصْعُ : جَمْعُ الأَبْصَعِ. الَّذِي هو تَأْكِيدٌ لأَجْمَعَ ، هكَذَا في سَائِرِ النُّسَخِ ، وهو خَطَأٌ ، والصَّوابُ في جَمْعِهِ بُصَعُ ، كزُفَرَ. فَفِي الصّحاحِ : رَأَيْتُ النِّسْوَةَ جُمَعَ بُصَعَ ، وتَقَدَّمَ مِثْلُه أَيْضاً ، وإِنْ كانَ جَمْعَ الأَبْصَعِ بمَعْنَى الأَحْمَقِ فهُوَ مُسَلَّمٌ مَقِيسٌ ، كأَحْمَرَ وحُمْرٍ ، وأَسْوَدَ وسُودٍ ، ولكِنَّهُ يَحْتَاجُ إِلى بَيَانٍ ودَلِيلٍ.

__________________

(١) زيد في معجم البلدان : بالحجاز.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : وابتشع المقام ، عبارة الأساس : وقد بشع الوادي بالناس إِذا ضاق بهم ، فاستبشعوا المقام فيه».

١٧

وِتَبَصَّعَ العَرَقُ من الجَسَدِ : نَبَعَ قَلِيلاً قَلِيلاً مِنْ أُصُولِ الشَّعَرِ. قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : وكانَ الخَلِيلُ يُنْشِدُ بَيْتَ أَبِي ذُؤَيبٍ :

تَأْبَى بدِرَّتِهَا إِذا ما استُغْضِبَتْ

إِلّا الحَمِيمَ فإِنَّهُ يَتَبَصَّعُ (١)

بالصّادِ أَيْ يَسِيلُ قَلِيلاً قَلِيلاً.

أَو الصَّوابُ بالضّادِ المُعْجَمَةِ كما نَقَلَهُ الأَزْهَرِيّ عن الثِّقاتِ ، وصَحَّحَهُ الصّاغَانِيّ ، قَالَ : وهكَذَا رَوَاه الرُّوَاةُ في شِعْر أَبِي ذُؤَيْبٍ.

قال الأَزْهَرِيّ : وابنُ دُرَيْدٍ أَخَذَ هذا مِنْ كِتَابِ اللَّيْث ، فمَرَّ على التَّصْحِيفِ الَّذِي صَحَّفَه فصَحَّفَ.

قالَ صاحِبُ اللِّسَان : والظَّاهِرُ أَنَّ الشَّيخَ ابنَ بَرِّيّ ثَلَثَهُما في التَّصْحِيف ، فإِنَّه ذَكَرَهُ في أَمالِيهِ على الصّحاح في تَرْجَمَة «بصع» يَتَبصَّع ، بالصاد المُهْمَلِة ، ولَمْ يَذْكُرْهُ الجِوْهَرِيّ في صحاحِهِ (٢) ، مع أَنَّهُ ذَكَرَهُ ابْنُ بَرّيّ أَيْضاً مُوَافِقاً لِلْجَوْهَرِيّ في ذِكْرِه في تَرْجَمَةِ «بضع» بالضّادِ المُعْجَمةِ قُلْتُ : ويُرْوَى «إِذا ما اسْتُكْرِهَتْ» ومَعْنَى البَيْتِ : يَقُولُ : الفَرَسُ الجَوَادُ إِذا حَرَّكْتَهُ للعَدْوِ أَعْطَاكَ ما عِنْدَهُ ، فإِذا حَمَلْتَهُ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ فحَرَّكْتَهُ بسَاقٍ أَو بضَرْبِ سَوْطٍ حَمَلَتْهُ عِزّةُ نَفْسِه عَلَى تَرْكِ العَدْوِ والأَخْذِ في المَرَحِ ، ثُمَّ يَنْسَلِخُ من ذلِكَ المَرَحِ حَتَّى يَصِيرَ في العَدْوِ إِلَى ما لا يُدْرَى ما قَدْرُهُ ، قالَ : فَتَأْبَى عِنْدَ ذلِكَ إِلّا أَنْ تَعْرَقَ. قالَ الأَصْمَعِيّ : هذا مِمّا لا تُوصَفُ به الخَيْل وقد أَساء (٣). وأَصحابُ الخَيْل قَالُوا : يَكُونُ هذا في الفَرَسِ الجَوَادِ ، كذَا في شَرْحِ الدِّيوانِ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :

بَصَعَ العَرَقُ من الجَسَدِ بَصَاعَةً. رَشَحَ مِنْ أُصُولِ الشَّعَرِ. والبُصَيْع ، كزُبَيْرٍ : مَكانٌ في البَحْرِ ، ويُرْوَى بالضَّادِ.

وِأَبْصَعَةُ ، كأَرْنَبَة : مَلِكٌ مِنْ كِنْدَةَ ، ويُرْوَى بالضَّاد أَيْضاً.

وبِئْرُ بُضَاعَةَ ، حُكِيَتْ بالصَّادِ المُهْمَلَة ، كما سَيَأْتِي.

[بضع] : البَضْعُ ، كالمَنْعِ : القَطْعُ يُقَالُ : بَضَعْتُ اللَّحْمَ أَبْضَعُهُ بَضْعاً : قَطَعْتُهُ.

كالتَّبْضِيع شُدِّدَ للمُبَالَغَةِ.

وِالبَضْعُ : الشَّقُّ ، يُقَالُ : بَضَعْتُ الجُرْحَ ، أَي شَقَقْتُه ، كَما فِي الصّحاح.

وِالبَضْعُ : تَقْطِيعُ اللَّحْمِ وجَعْلُهُ بَضْعَةً بَضْعَةً.

وِمِن المَجَازِ : البَضْعُ : التَّزَوُّجُ.

وِمِنَ المَجَازِ أَيْضاً : البَضْعُ : المُجَامَعَةُ ، كالمُبَاضَعَةِ والبِضاعِ ، ومِنْهُ الحَدِيثُ (٤) : «وبَضْعُه أَهْلَهُ صَدَقَةٌ» ، أَي المُبَاشَرَة ، وفي المَثَلٍ : «كمُعَلِّمَةٍ أَهْلَهَا (٥) البِضَاعَ».

وِالبَضْعُ التَّبْيِينُ : يُقَالُ : بَضَعَ ، أَي بَيَّن كالإِبْضاعِ.

وِالبَضْعُ ، أَيْضاً التَّبَيُّن ، يُقَالُ : بَضَعْتُه فبَضَعَ ، أَي بَيَّنْهُ ، فَتَبَيَّنَ ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ ، ويُقَالُ : بَضَعَهُ الكَلامَ وأَبْضَعَهُ الكَلَامَ ، أَيْ بَيَّنَهُ لَهُ ، فبَضَعَ

هو بُضُوعاً ، بالضّمّ ، أَيْ فَهِمَ ، وقِيلَ : أَبْضَعَهُ الكَلامَ (٦) وبَضَعَهُ به : بَيَّنَ لَهُ ما يُنَازِعُهُ حَتَّى تَبَيَّنَ كائناً ما كَانَ.

وِالبَضْعُ في الدَّمْعِ : أَنْ يَصِيرَ في الشُّفْرِ ولا يَفِيضَ.

وِالبُضْعُ ، بالضَّمِّ : الجِمَاعُ ، وهو اسْمٌ مِنْ بَضَعَها بَضْعاً ، إذا جامَعَها. وفي الصّحاح : البُضْعُ ، «بالضَّمّ» : النِّكَاحُ ، عن ابنِ السِّكِّيتِ. وفي الحَدِيثِ «فإِنَّ البُضْعَ يَزِيدُ في السَّمْعِ والبَصَرِ» ، أَيْ الجِمَاعَ. وقَالَ سِيبَوَيْه : البَضْعُ مَصْدَرٌ ، يقال : بَضَعَهَا بَضْعاً ، وقَرَعَهَا قَرْعاً ، وذَقَطَها ذَقْطاً ، وفُعْل في المصادر غَيْرُ عَزِيزٍ كالشُّكْرِ ، والشُّغْلِ ، والكُفْرِ.

وفي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ الله تَعَالَى عنها «ولهُ حَصَّنَنِي رَبِّي من كُلِّ بُضْعٍ» تَعْنِي النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَيْ من كُلِّ نِكَاحٍ ، وكَان تَزَوَّجَهَا بِكْراً مِنْ بَيْنِ نِسَائهِ.

__________________

(١) ديوان الهذليين ١ / ١٧ برواية :

إذا ما استكرهت ... فإنه يتبضع

وانظر الجمهرة ١ / ٢٩٦.

(٢) يعني في مادة «بصع» وقد ورد في الصحاح في مادة بضع شاهدا على قوله : جبهته تبضع أي تسيل عرقا.

(٣) أي أبو ذؤيب ، لأنه وصف الفرس بما توصف به الناقة ، فإن الذي يستنفر ويضغط عليه بالسوط ونحوه من أجل حمله على سرعة العدو إنما هي الناقة ، وقد ظن أبو ذؤيب أن هذا مما توصف به الخيل ، وليس الأمر كذلك وهو ما ذهب اليه الأصمعي في قوله.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : ومنه الحديث : وبضعه أهله صدقة. الذي في اللسان : والمباضعة : المباشرة ومنه الحديث : «وبضعه أهله صدقة» «أي باشرته».

(٥) في اللسان : أمّها».

(٦) اللسان : بالكلام.

١٨

أَو البُضْعُ : الفَرْجُ نَفْسُه ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ ، ومِنْهُ الحَديثُ «عَتَقَ بُضْعُكِ فاخْتَارِي» أَيْ صارَ فَرْجُك بالعِتْقِ حُرًّا فاخْتَارِي الثَّبَاتَ عَلَى زَوْجِكَ أَو مُفَارَقَتْهُ. وقِيلَ : البُضْعُ : المَهْرُ ، أَيْ مَهْرُ المَرْأَةِ ، وجَمْعُهُ البُضُوعُ. قَالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِيَكرِب :

وِفي كَعْبٍ وإخْوَتِها كِلَابٍ

سَوَامِي الطَّرْفِ غَالِيَةُ البُضُوعِ

سَوَامِي الطَّرْفِ ، أَي مُعْتَزَّاتٌ. وغالِيَةُ البُضُوعِ ، كِنَايَةً عن المُهُورِ اللَّوَاتِي يُوصَلُ بِهَا إلَيْهِنَّ ، وقال آخَرُ :

عَلاهُ بِضَربَةٍ بَعَثَتْ إلَيْهِ

نَوَائِحَهُ وأَرْخَصَتِ البُضُوعَا

وِقِيلَ : البُضْعُ : الطَّلاقُ ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيّ. وقالَ قَوْمٌ : هو عَقْدُ النِّكَاح ، استُعمِل فيه وفي النِّكاح ، كما اسْتُعْمِل النِّكاحُ في المَعْنَيَيْن ، وهو مَجَاز ، ضِدُّ.

وِالبُضْعُ : ع.

وِالبِضْعُ ، بالكَسْرِ ، ويُفْتَحُ : الطَّائفَةُ من اللَّيْلِ. يُقَالُ : مَضَى بِضْعٌ من اللَّيْلِ. وقَالَ اللِّحْيَانيّ : مَرَّ بِضْعٌ من اللَّيْلِ ، أَيْ وَقْتٌ منه ، وذَكَرَهُ الجَوْهَرِيّ في الصّادِ المُهْمَلَةِ ، وفَسَّرَهُ بالجَوْشِ منه ، وقَدْ تَقَدَّمَ البِضْعُ بالكَسْرِ في العَدَدِ.

وِقالَ أَبو زَيْدٍ : أَقَمْتُ بَضْعَ سِنينَ ، وجَلَسْتُ في بَقْعَةٍ طَيِّبَةٍ ، وأَقْمْتُ بَرْهَةً ، كُلُّهَا بالفَتْحِ. وهو ما بَيْن الثَّلاثِ إلى التِّسْعِ ، تَقولُ : بِضْع سِنِين ، وبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً. وبِضْعَ عَشْرَةَ امْرَأَةً ، وقَدْ رُوِيَ هذا المَعْنَى في حَدِيثٍ عَنْه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال لأَبِي بَكْرٍ في المُنَاحَبَةِ : «هَلَّا احْتَطْتَ فإِنّ البِضْعَ ما بَيْنَ الثَّلاثِ إلى التِّسْعِ» أَو هو ما بَيْنَ الثَّلاثِ إلى الخَمْسِ ، رَوَاهُ الأَثْرَمُ عن أَبِي عُبَيْدَةَ أَو البِضْعُ : ما لَمْ يَبْلُغِ العَقْدَ ولا نِصْفَه ، أَي ما بَيْنَ الواحِدِ إلَى الأَرْبَعَةِ. يُرْوَى ذلِكَ عن أَبِي عُبَيْدَة أَيْضاً ، كما في العُبَابِ (١) ، أَو مِنْ أَرْبَعٍ إلى تِسْعٍ ، نَقَلَهُ ابن سِيدَه ، وهو اخْتِيَارُ ثَعْلَبٍ. أَوْ هو سَبْعٌ ، هو مِنْ نَصِّ أَبِي عُبَيْدَةَ فإِنَّه قالَ بَعْدَ أَن ذَكَرَ قَوْلَه السابِقَ ـ ويُقَالُ : إنَّ البِضْعَ سَبْعٌ ـ قالَ : وإذا جَاوَزْتَ لَفْظَ العَشْرِ ذَهَبَ البِضْعُ ، لا يُقَالُ بِضْعٌ وعِشْرُونَ ، ونَقَلَه الجَوْهَرِيّ أَيْضاً هكَذَا. قال الصّاغَانِيّ : أَوْ هُو غَلَطٌ (٢) ، بل يُقَالُ ذلِكَ. قال أَبو زَيْدٍ : يُقَالُ لَهُ : بِضْعَةٌ وعِشْرُونَ رَجُلاً ، وبِضْعٌ وعِشْرُون امْرَأَةً ، وهو لكُلِّ جَماعَةٍ تَكُونُ دُون عَقْدَيْنِ. قالَ ابنُ بَرِّيّ : وحُكِيَ عن الفَرَّاءِ في قَوْله : (بِضْعَ سِنِينَ) أَنَّ البِضْعَ لا يُذْكَر (٣) إلَّا مع العَشَرَةِ والعِشْرِينَ إلَى التِّسْعِينَ ، ولا يُقَالُ فِيمَا بَعْدَ ذلِك ، يَعْنِي أَنَّه يُقَالُ : مِائَةٌ ونَيِّفٌ ، ولا يُقَالُ بِضْعٌ ومِائَةٌ ، ولا بِضْعٌ وأَلْفٌ. وأَنْشَد أَبُو تَمَّامٍ في بَابِ الهِجَاءِ من الحَمَاسَة لِبَعْضِ العَرَب :

أَقُولُ حِينَ أَرَى كَعْباً ولِحْيَتَهُ

لا بارَكَ الله فِي بِضْعٍ وسِتِّينِ

مِنَ السِّنِين تَمَلَّاها بلا حَسَبٍ

وِلا حَيَاءٍ ولا قَدْرٍ ولا دِينِ (٤)

وقد جاءَ في الحَدِيثِ : «بِضْعاً وثَلاثِينَ مَلَكاً». وفِي الحَدِيثِ : «صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الوَاحِدِ ببِضْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً».

وقَالَ مَبْرَمَانُ وهو لَقَبُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ بنِ إسْمَاعِيلَ اللُّغَوِيّ ، أَحد الآخِذِينَ عن الجَرْمِيّ والمازَنِيّ وقَدْ تَقَدَّم ذِكْرُهُ في المُقَدِّمَة : البِضْعُ : ما بَيْنَ العَقْدَيْنِ ، من وَاحِدٍ إلَى عَشَرَةٍ ، ومِنْ أَحَدَ عَشَرَ إلَى عِشْرِينَ. وفي إصْلَاحِ (٥) المَنْطِقِ : يُذْكَرُ البِضْعُ مع المُذَكَّرِ بهاءٍ ، ومَعَها بِغَيْرِ هَاءٍ أَي يُذَكَّرُ مع المُؤَنَّثِ ويُؤَنَّثُ مع المُذَكَّرِ. يُقَالُ : بِضْعَةٌ وعِشْرُون رَجُلاً ، وبِضْعٌ وعِشْرُونَ امْرَأَةً ، ولا يُعْكَسُ. قال ابنُ سِيدَه : لَمْ نَسْمَع ذلِكَ ولا يَمْتَنِعُ. قُلْتُ : ورَأَيْتُ في بعضِ التَّفاسِيرِ : قَوْلُهُ تَعالَى : (فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ) (٦) أَيْ خَمْسَةً. ورُوِيَ عن أَبِي عُبَيْدَةَ : البِضْعُ : مَا بَيْنَ الوَاحِدِ إلى الخَمْسَةِ. وقال مُجَاهِدٌ : ما بَيْنَ الثَّلاثَة إلَى السَّبْعَةِ.

وقالَ مُقَاتِلٌ : خَمْسَةٌ أَو سَبْعَةٌ. وقَالَ الضَّحَّاكُ : عَشَرَةٌ ، ويُرْوَى عَن الفَرَّاءِ ما بَيْنَ الثَّلاثَةِ إلَى ما دُونَ العَشَرَةِ. وقال شَمِرٌ : البِضْعُ : لا يَكُونُ أَقَلَّ من ثَلاثٍ ولا أَكْثَرَ من عَشَرَةٍ.

__________________

(١) ومثله أيضا أيضا عن أبي عبيدة في التهذيب والتكملة واللسان.

(٢) يعني قول الجوهري ، فهو يرد عليه قوله : لا تقول بضع وعشرون.

(٣) في القاموس : «لا يذكر مع العشرة والعشرين» ونبه بهامشه إلى «عبارة الشارح وهي موافقة لما جاء في اللسان أفاده نصر.

(٤) شرح الحماسة للتبريزي ٤ / ٤٧.

(٥) بالأصل «اصطلاح».

(٦) سورة يوسف الآية ٤٢.

١٩

أَو البِضْعُ من العَدَدِ : غَيْرُ مَعْدُودِ ، كَذا في النُّسَخِ.

والصَّوابُ غَيْرُ مَحْدُودٍ ، أَيْ في الأَصْلِ. قال الصّاغَانِيّ : وإنَّمَا صارَ مُبْهَماً لِأَنَّهُ بمَعْنَى القِطْعَةِ ، والقِطْعَةُ ، غَيْرُ مَحْدُودَةٍ.

وِالبِضْعَةُ ، بالفَتْحِ وقَدْ تُكْسَرُ : القِطْعَةُ اسمُ من بَضَعَ اللَّحْمَ يَبْضَعُهُ بَضْعاً ، أَي قِطْعَةٌ من اللَّحْمِ المُجْتَمِعَة. قال شَيْخُنا : زَعَمَ الشِّهَابُ أَنَّ الكَسْرَ أَشْهَرُ على الأَلْسِنَةِ.

وفي شَرْحِ المَوَاهِبِ لشَيْخِنَا : بفَتْح المُوَحَّدَة ، وحَكَى ضَمَّهَا وكَسْرَها. قُلتُ : الفَتْحُ هو الأَفْصَحُ والأَكْثَرُ ، كَما في الفَصِيحِ وشُرُوحِه. انْتَهَى. قُلْتُ : ويَدُلُّ عَلَى أَنَّ الفَتْحَ هو الأَفْصَحُ قَوْلُ الجَوْهَرِيّ : والبَضْعَةُ : القِطْعَةُ من اللَّحْمِ ، هذِهِ بالفَتْحِ ، وأَخَواتُهَا بالكَسْرِ ، مِثْلُ القِطْعَةِ ، والفِلْذَة ، والفِدْرَة ، والكِسْفَةِ والخِرْقَة ، وما لا يُحْصَى ، ونَقَلَ الصّاغَانِيّ مِثْلَ ذلِكَ ، ومِثْلُ البَضْعة الهَبْرَةُ فإِنَّهُ أَيْضاً بالفَتْحِ. ويُقَال : فُلانٌ بَضْعَةٌ مِنْ فُلانٍ يُذْهَبُ به إلَى التَّشْبِيهِ. ومنهُ الحَدِيثُ : «فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي ، يُرِيبُنِي ما رَابَها ، ويُؤْذِينِي ما آذاها». ويُرْوَى : «فمَن أَغْضَبَهَا فَقَدْ أَغْضَبَنِي». وفي بَعْضِ الرِّوايات «بُضَيْعَةٌ مِنِّي».

والمَعْنَى أَنَّها جُزْءٌ مِنّي كَما أَنَّ البُضَيْعَةَ من اللَّحْمِ جُزءٌ مِنْه.

ج : بَضْعٌ ، بالفَتْح ، مِثلُ تَمْرَةٍ وتَمْرٍ. قال زُهَيْرُ بنُ أَبِي سُلْمَى يَصِفُ بَقَرَةً مَسْبُوعةً :

أَضاعَتْ فلَمْ تُغْفَرْ لَهَا غَفَلاتُهَا

فَلاقَتْ بَيَاناً عِنْدَ آخِرِ مَعْهَدِ

دَماً عِنْدَ شِلْوٍ تَحْجُلُ الطَّيْرُ حَوْلَهُ

وِبَضْعَ لِحَامٍ في إهَابٍ مُقَدَّدِ (١)

وِيُجْمَع أَيْضاً على بِضَع ، كعِنَبٍ. مِثْلُ بَدْرَةٍ وبِدَرٍ ، نَقَلَهُ بَعْضُهم ، وأَنْكَرَه عَلِيُّ بن حَمْزَةَ عَلَى أَبي عُبَيْد. وقالَ : المَسْمُوعُ بَضْعٌ لا غَيْر ، وأَنْشَدَ :

نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللحَّمِ لِلبْاعِ والنَّدَى

وِبَعْضُهم تَغْلي بِذَمٍّ مَناقِعُه

وِعلى بِضَاعٍ ، مِثْلُ صَحْفَةٍ وصِحَاف وجَفَنَةٍ وجِفَانٍ ، وأَنْشَد المُفَضّل :

لَمَّا نَزَلْنَا حاضِرَ المَدِينَهْ

جَاءُوا بعَنْزٍ غَثَّةٍ سَمِينَهْ

بلا بِضَاعٍ وبلا سَدِينَهْ

قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : قُلْتُ للمُفَضّل : كَيْفَ تَكُونُ غَثَّة سَمِينَةً؟ قالَ : لَيْسَ ذلِكَ من السِّمَنِ إنَّمَا هو من السَّمْنِ ، وذلِكَ أَنَّه إذا كانَ اللَّحْمُ مَهْزُولاً رَوَّوْه بالسَّمْنِ ، والسَّدِينَة : الشَّحْم.

وِعَلَى بَضَعَاتٍ ، مِثْلُ تَمْرَةٍ وتَمَرَاتٍ.

وِالمِبْضَعُ ، كمِنْبَرٍ : المِشْرَطُ ، وهو ما يُبْضَعُ به العِرْقُ والأَدِيمُ.

وِالبَاضِعَةُ من الشِّجَاج : الشَّجَّةُ التي تَقْطَعُ الجِلْدَ ، وتَشُقُّ اللَّحْمَ ، تَبْضَعُهُ بَعْدَ الجِلْدِ شَقًّا خَفِيفاً وتَدْمَى ، إلّا أَنَّهَا لا تُسِيلُ الدَّمَ ، فإِنْ سَالَ فهي الدَّامِيَةُ ، وبَعْدَ الباضِعَةِ المُتَلاحِمَة. ومنه‌قَوْلُ زَيْدِ بنِ ثابِتٍ رضي‌الله‌عنه : «في البَاضِعَةِ بَعِيرَانِ».

وِالبَاضِعَةُ أَيْضاً : الفِرْقُ من الغَنَمِ ، نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ ، أَو هي القِطْعَةُ الَّتِي انْقَطَعَتْ عن الغَنَمِ ، تَقُولُ : فِرْقٌ بَوَاضِعُ ، كما قاله اللَّيْثُ.

وِقال الفَرَّاءُ : البَاضِعُ في الإِبِلِ كالدَّلّالِ في الدُّورِ ، كَذا في اللِّسَانِ والعُبَابِ (٢) ، أَو الباضِعُ : مَنْ يَحْمِلُ بَضَائعَ الحَيِّ ويَجْلُبُها نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عن ابنِ عَبّادٍ.

وفي الأَسَاسِ : بَاضِعُ الحَيِّ : مَنْ يَحْمِلُ بَضَائعَهُمْ.

وِقالَ الأَصْمَعِيُّ : الباضِعُ : السَّيْفُ القَطَّاعُ إذا مَرَّ بشَيْ‌ءٍ بَضَعَهُ ، أَي قَطَعَ مِنْهُ بضعَةً (٣) وقِيلَ : يَبْضَعُ كُلَّ شَيْ‌ءٍ يَقْطَعُه. قَالَ الرَّاجِزُ :

مِثْلِ قُدَامَى النَّسْرِ ما مَسَّ بَضَعْ

ج : بَضَعَةٌ مُحَرَّكَةً. قالَ الفَرّاءُ : البَضَعَةُ : السُّيُوفُ ، والخَضَعَةُ : السِّيَاطُ. وقِيلَ : عَلَى القَلْبِ ، كما في العُبَابِ (٤). قُلْتُ : ويُؤَيِّدُ القَوْلُ الأَخِيرَ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِي الله عَنْهُ : «أَنَّهُ ضَرَبَ رَجُلاً أَقْسَمَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ ثَلاثِينَ

__________________

(١) شرح ديوانه ص ٢٢٧.

(٢) والتكملة والتهذيب أيضا. والدلّال الذي يجمع بين البيعين.

(٣) عن اللسان وبالأصل «بعضه».

(٤) ومثله في التهذيب والتكملة. والخضعة واحدها خاضع.

٢٠