إيجاز البيان عن معاني القرآن - ج ١

محمود بن أبي الحسن النّيسابوري

إيجاز البيان عن معاني القرآن - ج ١

المؤلف:

محمود بن أبي الحسن النّيسابوري


المحقق: الدكتور حنيف بن حسن القاسمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٧
الجزء ١ الجزء ٢

«كتل» (١).

٦٤ (فَاللهُ خَيْرٌ حافِظاً) : مصدر ، كقراءة من قرأ : خير حفظا (٢) ، كقوله (٣) : (أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ) أي : دعاء الله.

٦٥ (ما نَبْغِي) : ما الذي نطلب بعد هذا (٤)؟.

(نَمِيرُ أَهْلَنا) : نحمل لهم الميرة وهي ما يقوت الإنسان (٥).

(وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ) : كان يعطي كل واحد منهم حمل بعير.

(ذلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ) : نناله بيسر.

__________________

(١) أورد الزجاجي هذه المناظرة في مجالس العلماء : ٢٣٠ مسندة إلى أبي عثمان المازني أنه قال : «جمعني وابن السكيت بعض المجالس ، فقال لي بعض من حضر : سله عن مسألة ـ وكان بيني وبين ابن السكيت ودّ ، فكرهت أن أتهجمه بالسؤال ، لعلمي بضعفه في النحو ، فلما ألح عليّ قلت له : ما تقول في قول الله جل وعزّ : (فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ) ما وزن «نكتل» من الفعل ولم جزمه؟ فقال : وزنه «نفعل» وجزمه لأنه جواب الأمر. قلت له : فما ماضيه؟ ففكر وتشوّر ، فاستحييت له ، فلما خرجنا قال لي : ويحك ما حفظت الود ، خجّلتني بين الجماعة.

فقلت : والله ما أعرف في القرآن أسهل منها». قال : وزن نكتل نفتعل ، من اكتال يكتال ، وأصله نكتيل ، فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، ثم حذفت الألف لسكونها وسكون اللام فصار نكتل.

(٢) بكسر الحاء من غير ألف.

وهي قراءة ابن كثير ، ونافع ، وأبي عمرو ، وابن عامر ، وعاصم في رواية أبي بكر.

السبعة لابن مجاهد : ٣٥٠ ، والتبصرة لمكي : ٢٢٩.

(٣) سورة الأحقاف : آية : ٣١.

(٤) تكون «ما» على هذا القول استفهامية.

قال الفخر الرازي في تفسيره : ١٨ / ١٧٤ : «والمعنى لما رأوا أنه رد إليهم بضاعتهم قالوا : ما نبغي بعد هذا ، أي : أعطانا الطعام ، ثم رد علينا ثمن الطعام على أحسن الوجوه ، فأي شيء نبغي وراء ذلك؟».

وذكر الزمخشري هذا الوجه في الكشاف : ٢ / ٣٣١ ، وابن عطية في المحرر الوجيز : ٨ / ١٨ ، وأبو حيان في البحر : ٥ / ٣٢٣ ، ورجحه السّمين الحلبي في الدر المصون : ٦ / ٥١٩.

(٥) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١ / ٣١٤ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢١٩ ، والمفردات للراغب : ٤٧٨ ، واللسان : ٥ / ١٨٨ (مير).

٤٤١

٦٦ (إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ) : إلا أن تهلكوا جميعا (١).

٦٧ (لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ) : خاف عليهم العين (٢).

٦٩ (فَلا تَبْتَئِسْ) : أي : لا تبأس ، أي : لا يكن عليك بأس بعملهم ، والسّقاية والصّواع والصّاع (٣) : إناء يشرب فيه ويكال أيضا (٤).

والعير : الرفقة (٥).

٧٠ (إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) : كان ذلك من قول الخازن أو الكيّال ، ولم يعلم من جعل السقاية فيه ، ولو كان قول يوسف فعلى أنهم سرقوه من أبيه (٦).

٧٣ (وَما كُنَّا سارِقِينَ) : لأنهم ردوا البضاعة التي وجدوها في رحالهم (٧).

٧٥ (مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ) : كان حكم السارق في دين بني

__________________

(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٦ / ١٦٣ عن مجاهد.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٢٨٧ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٤ / ٢٥٣ عن مجاهد أيضا.

(٢) ذكره الفراء في معانيه : ٢ / ٥٠ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢١٩.

وأخرجه الطبري في تفسيره : (١٦ / ١٦٥ ، ١٦٦) عن ابن عباس ، وقتادة ، والضحاك ، ومحمد بن كعب ، والسدي.

(٣) من قوله تعالى : (فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) [آية : ٧٠] ومن (قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ) [آية : ٧٢].

(٤) عن تفسير الماوردي : ٢ / ٢٨٩ ، ونص كلامه : «والسقاية والصواع واحد قال ابن عباس : وكل شيء يشرب فيه فهو صواع».

وانظر معاني القرآن للفراء : ٢ / ٥١ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ١ / ٣١٥ ، وتفسير البغوي : ٢ / ٤٣٩ ، وتفسير القرطبي : ٩ / ٢٢٩.

(٥) تفسير الماوردي : ٢ / ٢٨٩ ، وتفسير الفخر الرازي : ١٨ / ١٨٢.

(٦) ينظر القولان السابقان في تفسير الماوردي : ٢ / ٢٨٩ ، وتفسير البغوي : ٢ / ٤٣٩ ، وزاد المسير : (٤ / ٢٥٧ ، ٢٥٨) ، وتفسير الفخر الرازي : ١٨ / ١٨٣ ، وتفسير القرطبي : ٩ / ٢٣١.

(٧) ذكره الطبري في تفسيره : (١٦ / ١٨١ ، ١٨٢) ، والزجاج في معانيه : ٣ / ١٢١.

وانظر تفسير الماوردي : ٢ / ٢٩٠ ، وتفسير الفخر الرازي : ١٨ / ١٨٤.

٤٤٢

إسرائيل أن يسترقّه صاحب المال (١).

وتقدير الإعراب : جزاؤه استرقاق من وجد في رحله فهذا الجزاء جزاؤه ، كما تقول : جزاء السارق القطع فهو جزاؤه لتقرير البيان (٢).

٧٦ (كَذلِكَ كِدْنا) : صنعنا (٣) ودبّرنا ، أو أردنا (٤) ، أو كدنا إخوته له ووعظناهم بما دبّرنا في أمره.

(ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ) : كان حكم السارق الضرب والضمان في دين الملك (٥).

__________________

(١) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٢٠ ، وتفسير الطبري : ١٦ / ١٨٢ ، وتفسير الماوردي : ٢ / ٢٩١ ، وتفسير البغوي : ٢ / ٤٤٠.

(٢) وفي الآية ثلاثة وجوه أخرى.

ينظر معاني القرآن للزجاج : ٣ / ١٢١ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٢ / ٣٣٨ ، والتبيان للعكبري : ٢ / ٧٣٩ ، والبحر المحيط : ٥ / ٣٣١ ، والدر المصون : (٦ / ٥٢٩ ـ ٥٣٢).

(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (١٦ / ١٨٦ ـ ١٨٨) عن مجاهد ، والضحاك ، والسدي.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٢٩١ عن الضحاك ، وابن عطية في المحرر الوجيز : ٨ / ٣٢ عن الضحاك ، والسدي.

وأورده ابن الجوزي في زاد المسير : ٤ / ٢٦١ ، وقال : «قاله الضحاك عن ابن عباس».

ونقل القرطبي هذا القول في تفسيره : ٩ / ٢٣٦ عن ابن عباس.

وأما قول المؤلف «ودبرنا» عطفا على «صنعنا» فهو قول آخر ذكره الماوردي في تفسيره : ٢ / ٢٩١ عن ابن عيسى ، والقرطبي في تفسيره : ٩ / ٢٣٦ عن ابن قتيبة.

وذكره البغوي في تفسيره : ٢ / ٤٤٠ دون عزو.

(٤) ذكره البغوي في تفسيره : ٢ / ٤٤٠ دون عزو.

ونقله ابن الجوزي في زاد المسير : ٤ / ٢٦١ ، والقرطبي في تفسيره : ٩ / ٢٣٦ عن ابن الأنباري.

(٥) تفسير البغوي : ٢ / ٤٤٠ ، وزاد المسير : ٢ / ٢٦١.

وقال الفخر الرازي في تفسيره : ١٨ / ١٨٦ : «والمعنى : أنه كان حكم الملك في السارق أن يضرب ويغرم ضعفي ما سرق ، فما كان يوسف قادرا على حبس أخيه عند نفسه بناء على دين الملك وحكمه ، إلا أنه تعالى كاد له ما جرى على لسان إخوته أن جزاء السارق هو الاسترقاق».

٤٤٣

(إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) : من استرقاق السارق على دين بني إسرائيل (١).

وموضع (أَنْ) نصب لإمضاء الفعل إليها عند سقوط [الباء] (٢) ، أي : بمشيئة الله (٣).

وتسريق أخيه مع براءته احتيال تضمّن وجوها من الحكمة : من أخذه [٤٨ / أ] عنهم على حكمهم ، وأن أخاه كان عالما بالقصة فلم يكن بهتانا وأن / القصة كانت بغرض الظهور وأنه كالتلعب بهم مع ما جدّوا في إهلاكه ، ويكون ذلك من الملاينة والمقاربة ، وأنه جعل لهم مخلصا لو فطنوه ، فإنه جعل بضاعتهم في رحالهم ولم يعلموا فهلّا قالوا : الصّواع جعلت في رحالنا بغير علمنا (٤).

٧٧ (فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ) : قيل : كان يوسف في صباه ـ أخذ شيئا من الدار [ودفعه] (٥) إلى سائل (٦).

وقيل : كان في حضانة عمته ، فلما أراد يعقوب أخذه منها على كراهتها جعلت مخنقة (٧) في جيبه من غير علمه وسرّقته لتسترقه فتمسكه (٨).

__________________

(١) عن تفسير الماوردي : ٢ / ٢٩١.

(٢) في الأصل : «الهاء» ، والمثبت في النص عن «ك».

(٣) معاني القرآن للزجاج : ٣ / ١٢٢.

(٤) تفسير الماوردي : ٢ / ٢٩٢.

(٥) في الأصل : ودفعها ، والمثبت في النص عن «ج».

(٦) ذكر البغوي هذا القول في تفسيره : ٢ / ٤٤١ عن مجاهد.

(٧) كذا في «ك» ، وكتاب وضح البرهان للمؤلف. وورد في المصادر التي ذكرت هذا الخبر : «منطقة».

قال ابن الأثير في النهاية : ٥ / ٧٥ : «والمنطق : النطاق ، وجمعه : مناطق ، وهو أن تلبس المرأة ثوبها ، ثم تشد وسطها بشيء وترفع وسط ثوبها ، وترسله على الأسفل عند معاناة الأشغال ، لئلا تعثر في ذيلها».

(٨) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٦ / ١٩٦ عن مجاهد وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره : ٢٧٣ (سورة يوسف). ونقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٢٩٣ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٤ / ٢٦٣ ، والقرطبي في تفسيره : ٩ / ٢٣٩ عن مجاهد أيضا. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٤ / ٥٦٣ ، وزاد نسبته إلى ابن إسحاق ، عن مجاهد.

ـ وحكاه ابن عطية في المحرر الوجيز : ٨ / ٣٦ عن الجمهور.

٤٤٤

٨٠ (فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا) : يئسوا (١).

(نَجِيًّا) : جمع «ناج» (٢).

(وَمِنْ قَبْلُ ما فَرَّطْتُمْ) : موضع (ما) نصب بوقوع الفعل عليه ، وهو وما بعده بمنزلة المصدر (٣) كأنه : ألم تعلموا ميثاق أبيكم وتفريطكم.

و «الكظيم» (٤) : الصّابر على حزنه (٥) ، من «كظم الغيظ» ، أو الممتلئ حزنا كالسقاء المكظوم (٦).

٨٥ (تَفْتَؤُا) : لا تفتؤا (٧) ، أي : لا تنفك.

__________________

(١) غريب القرآن لليزيدي : ١٨٦ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٢٠ ، وتفسير الطبري : ١٦ / ٢٠٣ ، ومعاني القرآن للنحاس : ٣ / ٤٥٠.

(٢) فيكون «ناج» على قول المؤلف من النجاة ، وهو السالم من الهلاك وليس من النجوى ، ولم أقف على قوله فيما رجعت إليه من المصادر.

والذي ورد في كتب المعاني والتفسير أن «نجيا» بمعنى النجوى وجمعه أنجية.

ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١ / ٣١٥ ، وتفسير الطبري : ١٦ / ٢٠٤ ، ومعاني الزجاج : ٣ / ١٢٤ ، والبحر المحيط : ٥ / ٢٣٥ ، والدر المصون : ٦ / ٦٣٨ ، واللسان : ١٥ / ٣٠٨ (نجا).

(٣) ينظر إعراب القرآن للنحاس : ٢ / ٣٤١ ، والمحرر الوجيز : ٨ / ٤٤ ، والكشاف : ٢ / ٣٣٧ ، والتبيان للعكبري : ٢ / ٧٤٢ ، وتفسير القرطبي : ٩ / ٢٤٢ ، والبحر المحيط : ٥ / ٣٣٦ ، والدر المصون : ٦ / ٥٣٩.

(٤) من قوله تعالى : (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) [آية : ٨٤].

(٥) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٢١ ، وقال : «أي» كاظم ، كما تقول : قدير وقادر. والكاظم : الممسك على حزنه ، لا يظهره ، ولا يشكوه».

ورجح ابن عطية هذا الوجه في المحرر الوجيز : ٨ / ٥١.

وانظر تفسير الماوردي : ٢ / ٢٩٧ ، وتفسير البغوي : ٢ / ٤٤٤ ، وزاد المسير : ٤ / ٢٧١ ، وتفسير القرطبي : ٩ / ٢٤٩.

(٦) ذكره الزمخشري في الكشاف : ٢ / ٣٣٩.

وانظر المحرر الوجيز : ٨ / ٥١ ، وتفسير القرطبي : ٩ / ٢٤٩.

(٧) قال الطبري في تفسيره : ١٦ / ٢٢١ : «وحذفت «لا» من قوله : (تَفْتَؤُا) وهي مرادة في الكلام ، لأن اليمين إذا كان ما بعدها خبرا لم يصحبها الجحد ، ولم تسقط «اللام» التي يجاب بها الأيمان وذلك كقول القائل : «والله لآتينك» وإذا كان ما بعدها مجحودا تلقيت بـ «ما» أو بـ «لا» ، فلما عرف موقعها حذفت من الكلام ، لمعرفة السامع بمعنى الكلام».

٤٤٥

(حَرَضاً) : مريضا مدنفا (١) ، أحرضه الهمّ : أبلاه ، وأحرض الرجل : ولد له ولد سوء ، وهو حارضة قومه : فاسدهم (٢).

٨٦ (بَثِّي) : هو تفريق الهمّ بإظهاره عن القلب.

و «التحسّس» (٣) : طلب الشّيء بالحسّ.

٨٨ (مُزْجاةٍ) : يسيره لا يعتدّ بها.

٨٩ (هَلْ عَلِمْتُمْ) : معنى (هَلْ) ها هنا التذكير بحال يقتضي التوبيخ (٤) ، والذي فعلوه بأخيه هو إفراده عن أخيه لأبيه وأمه مع شدّة إذلالهم إياه.

(إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ) : أي : جهل الصبا فاقتضى أنهم الآن على خلافه ، ولو لا ذلك لقال : وأنتم جاهلون ، وحين قال لهم هذا أدركته الرقّة فدمعت عينه (٥).

٩٢ (لا تَثْرِيبَ) : لا تعيير (٦). ثرّب : عدّد ذنبه.

__________________

(١) معاني القرآن للفراء : ٢ / ٥٤ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٢١ ، وتفسير الطبري : ١٦ / ٢٢١ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٣ / ١٢٦ ، والمفردات للراغب : ١١٣.

(٢) تهذيب اللغة : ٤ / ٢٠٥ ، واللسان : (٧ / ١٣٤ ـ ١٣٦) (حرض).

(٣) من قوله تعالى : (يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ) ... [آية : ٨٧].

(٤) ينظر تفسير الفخر الرازي : ١٨ / ٢٠٧ ، وتفسير القرطبي : ٩ / ٢٥٥ ، والدر المصون : ٦ / ٥٥١.

(٥) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٦ / ٢٤٣ عن ابن إسحاق.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٣٠١ ، والبغوي في تفسيره : ٢ / ٤٤٦ عن ابن إسحاق أيضا.

(٦) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٢٢ : «لا تعيير عليكم بعد هذا اليوم بما صنعتم ، وأصل التثريب : الإفساد. يقال : ثرّب علينا : إذا أفسد».

وانظر تفسير الطبري : ١٦ / ٢٤٦ ، ومعاني القرآن للنحاس : ٣ / ٤٥٦ ، وتفسير الماوردي : ـ ٢ / ٣٠٢ ، واللسان : ١ / ٢٣٥ (ثرب).

٤٤٦

٩٤(تُفَنِّدُونِ) : تعذلون (١).

٩٥ (ضَلالِكَ الْقَدِيمِ) : محبتك (٢) أو محنتك (٣).

١٠٠ (وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ) : وكانوا بادية ، أهل وبر ومواش.

والبادية : القوم المجتمعون الظاهرون للأعين (٤) ، وعادة العامة أن البادية بلد الأعراب.

(نَزَغَ الشَّيْطانُ) : أفسد ما بينهم.

١٠٦ (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) : هو إيمان المشركين / [٤٨ / ب] بالله (٥) وأنه الخالق الرازق ثم الأصنام شركاؤه وشفعاؤه.

وقيل (٦) : إنه مثل قول الرجل : لو لا الله وفلان لهلكت.

__________________

(١) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١ / ٣١٨ ، وتفسير الطبري : ١٦ / ٢٥٢.

ونقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٢ / ٣٠٤ عن ابن بحر ، وأنشد لجرير :

يا عاذليّ دعا الملامة واقصرا

طال الهوى وأطلتما التفنيدا

وقيل في معنى (تُفَنِّدُونِ) تسفهون ، وقيل : تكذبون ، وقيل : تقبحون ، وقيل : تضللون ، وقيل : تهرّمون.

ذكر هذه الأقوال القرطبي في تفسيره : ٩ / ٢٦٠ ، ثم قال : «وكله متقارب المعنى ، وهو راجع إلى التعجيز وتضعيف الرأي ...».

(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (١٦ / ٢٥٦ ، ٢٥٧) عن قتادة ، وسفيان الثوري ، وابن جريج.

وانظر تفسير الماوردي : ٢ / ٣٠٥ ، وتفسير الفخر الرازي : ١٨ / ٢١٢.

(٣) ذكر نحوه الماوردي في تفسيره : ٢ / ٣٠٥ عن مقاتل.

(٤) اللسان : ١٤ / ٦٧ (بدا).

(٥) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره : (١٦ / ٢٨٦ ـ ٢٨٨) عن ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ، وقتادة.

وأورده ابن الجوزي في زاد المسير : ٤ / ٢٩٤ ، وقال : «رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد ، وعكرمة ، والشعبي ، وقتادة».

(٦) نقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٣١٢ عن أبي جعفر.

٤٤٧

وقال الحسن (١) : هم أهل الكتاب معهم شرك وإيمان. وإنما كان اليهوديّ مشركا مع توحيده لأن عظم جرمه بجحده النّبوّة قد قام مقام الإشراك في العبادة. وجاز أن يجتمع كفر وإيمان ولا يجتمع صفة مؤمن وكافر ؛ لأن صفة مؤمن مطلقا صفة مدح ويتنافى استحقاق المدح والذم.

١٠٩ (وَلَدارُ الْآخِرَةِ) : دار الحالة الآخرة ، كقوله (٢) : (وَحَبَّ الْحَصِيدِ) : أي : وحبّ الزّرع الحصيد.

١١٠ (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا) : بالتشديد (٣) الضمير للرسل. والظن بمعنى اليقين ، أي : لما استيأس الرسل من إيمان قومهم وأنهم كذبوهم جاءهم نصرنا ، وبالتخفيف (٤) الضمير للقوم ، أي : حسب القوم أن الرسل كاذبون فهم على هذا مكذوبون ؛ لأن كل من كذبك فأنت مكذوبه ، كما في صفة الرسول ـ عليه‌السلام ـ الصّادق المصدوق ، أي : صدّقه جبريل عليه‌السلام.

وسئل سعيد بن جبير عنها ـ في دعوة حضرها الضحاك (٥) مكرها ـ

__________________

(١) نص هذا القول عن الحسن ـ رحمه‌الله ـ في الكشاف للزمخشري : ٢ / ٣٤٦.

وذكره القرطبي في تفسيره : ٩ / ٢٧٢ عن الحسن ، وقال : «حكاه ابن الأنباري».

(٢) سورة ق : آية : ٩.

(٣) قراءة ابن كثير ، ونافع وأبي عمرو ، وابن عامر.

السبعة لابن مجاهد : ٣٥١ ، والتيسير للداني : ١٣٠.

وانظر توجيه هذه القراءة في معاني القرآن للزجاج : ٣ / ١٣٢ ، والكشف لمكي : ٢ / ١٥ ، والدر المصون : ٦ / ٥٦٥.

(٤) قراءة عاصم ، والكسائي ، وحمزة. كما في السبعة لابن مجاهد : ٣٥٢ ، والتبصرة لمكي : ٢٣٠.

وانظر معاني القرآن للزجاج : ٣ / ١٣٢ ، والكشف لمكي : (٢ / ١٥ ، ١٦) ، وتفسير القرطبي : (٩ / ٢٧٥ ، ٢٧٦) ، والبحر المحيط : ٥ / ٣٥٥.

(٥) هو الضحاك بن مزاحم الهلاليّ ، تابعي ، حدّث عن ابن عباس ، وابن عمر ، وأنس بن مالك ، وسعيد بن جبير ... وغيرهم.

قال عنه الحافظ في التقريب : ٢٨٠ : «صدوق كثير الإرسال ، من الخامسة».

ترجمته في سير أعلام النبلاء : (٤ / ٥٩٨ ـ ٦٠٠) ، وطبقات الداودي : ١ / ٢٢٢.

٤٤٨

فقال : نعم حتى إذا استيئس الرسل من قومهم أن يصدقوهم وظن قومهم أن الرسل كذبوهم. فقال الضحاك : ما رأيت كاليوم قط ، رجل يدعى إلى علم فيتلكأ!! لو رحلت في هذا إلى اليمن لكان يسيرا (١).

__________________

(١) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٦ / ٣٠٠.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٤ / ٥٩٧ ، وزاد نسبته إلى ابن المنذر.

٤٤٩

ومن سورة الرعد

٢ (بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) : أي : بعمد لا ترونها (١). بل معناه : بغير عمد وترونها كذلك (٢).

و «العمد» جمع «عمود» (٣) وعمدته : أقمته.

(ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) : استولى بالاقتدار ونفوذ السلطان (٤).

(كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) : في أدوارها وأكوارها (٥).

__________________

(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (١٦ / ٣٢٣ ، ٣٢٤) عن ابن عباس ، ومجاهد ، وذكره الفراء في معانيه : ٢ / ٥٧ ، فقال : «خلقها بعمد لا ترونها ، لا ترون تلك العمد. والعرب قد تقدم الحجة من آخر الكلمة إلى أولها يكون ذلك جائزا».

(٢) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٣ / ١٣٦.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٣١٥ عن قتادة ، وإياس بن معاوية.

قال الطبري في تفسيره : ١٦ / ٣٢٥ : «وأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال كما قال الله تعالى : (اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) فهي مرفوعة بغير عمد تراها ، كما قال ربنا جل ثناؤه ولا خبر بغير ذلك ، ولا حجة يجب التسليم لها بقول سواه».

(٣) في تفسير الطبري : ١٦ / ٣٢٢ : «والعمد» جمع عمود ، وهي السّواري ، وما يعمد به البناء ، ... وجمع «العمود» عمد ، كما جمع «الأديم» أدم ، ولو جمع بالضم فقيل «عمد» جاز ، كما يجمع «الرسول» رسل ، و «الشكور» شكر».

وانظر المفردات للراغب : ٣٤٦ ، وتفسير البغوي : ٣ / ٥ ، وتفسير الفخر الرازي : ١٨ / ٢٣٦.

(٤) ينظر تفسير «الاستواء» فيما سبق ٧٨ ، ومذهب السلف في «الاستواء» أنه معلوم والكيف مجهول.

(٥) قال الراغب في المفردات : ٤٤٣ : «كور الشيء إدارته وضم بعضه إلى بعض ككور العمامة ، وقوله : (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ) فإشارة إلى جريان الشمس في مطالعها وانتقاص الليل والنهار وازديادهما».

وانظر الصحاح : ٢ / ٨١٠ ، واللسان : ٥ / ١٥٦ (كور).

٤٥٠

٣ (وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) : نوعين اثنين من الحلو والحامض ، والرّطب واليابس ، والنافع والضار ؛ ولهذا لم يقع الاكتفاء بـ «الزوجين» عن «الاثنين» (١).

٤ (صِنْوانٌ) : مجتمعة متشاكلة (٢). قيل (٣) : هي النخلات ، أصلها واحد ، وركيّتان (٤) صنوان إذا تقاربتا ولم يكن بينهما حوض.

و «المثلات» (٥) : العقوبات يمثّل بها (٦) ، واحدها «مثله» / [٤٩ / أ] كـ «صدقة» و «صدقات» (٧).

٨ (وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ) : تنقص من مدة الولادة ، (وَما تَزْدادُ) عليها.

أو ما تغيض من استواء الخلق ، وما تزداد من الحسن والجثّة.

__________________

(١) عن تفسير الماوردي : ٢ / ٣١٦.

وأورده المؤلف في كتابه وضح البرهان : ١ / ٤٧٢ ، وأضاف : «فهو من مشاكلة النقيض للنقيض ، لأن الأشكال تقابل بالتناقض أكثر مما تقابل بالنظائر».

وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١ / ٣٢١ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٢٤ ، وتفسير الطبري : ١٦ / ٣٢٩ ، وتفسير القرطبي : ٩ / ٢٨١.

(٢) ذكره نحوه الماوردي في تفسيره : ٢ / ٣١٧ ، وقال : «قاله بعض المتأخرين».

(٣) عزاه المؤلف في وضح البرهان : ١ / ٤٧٢ إلى ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

وأخرجه الطبري في تفسيره : (١٦ / ٣٣٥ ـ ٣٣٨) عن البراء بن عازب ، وابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة.

وذكره الفراء في معاني القرآن : ٢ / ٥٨ ، وأبو عبيدة في مجاز القرآن : ١ / ٣٢٢ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٢٤.

(٤) الركيّة : البئر.

الصحاح : ٦ / ٢٣٦١ ، واللسان : ١٤ / ٣٣٤ (ركا).

(٥) من قوله تعالى : (وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ) ... [آية : ٦].

(٦) ينظر تفسير الطبري : ١٦ / ٣٥٠ ، ومعاني القرآن للنحاس : ٣ / ٤٧٢ ، وتفسير الماوردي : ٢ / ٣١٨ ، وتفسير القرطبي : ٩ / ٢٨٤.

(٧) معاني القرآن للفراء : ٢ / ٥٩ ، وتفسير الطبري : ١٦ / ٣٥٠.

٤٥١

(وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ) : أي : كل ما يفعله ـ تعالى ـ على مقدار الحكمة والحاجة بلا زيادة ولا نقصان.

١٠ (مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ) : مخف عمله في ظلمة اللّيل (١).

(وَسارِبٌ) : ذاهب سارح (٢). وقيل : [هو] (٣) الداخل في سربه ، أي : مذهبه (٤). مستتر فيها.

١١ (لَهُ مُعَقِّباتٌ) : الملائكة (٥) ، يتعاقبون بأمر الله في العالم ، يأتي بعضهم في عقب بعض.

عقّب وعاقب وتعقّب وتعاقب. وفي الحديث (٦) : «كان عمر يعقّب

__________________

(١) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٢ / ٣٢٠.

وانظر تفسير الطبري : ١٦ / ٣٦٦ ، وزاد المسير : ٤ / ٣٠٩.

(٢) عن تفسير الماوردي : ٢ / ٣٢٠ ، ونص كلامه : «والسارب : هو المنصرف الذاهب ، مأخوذ من السّروب في المرعى ، وهو بالعشي ، والسروح بالغداة ...».

وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٢٥ ، والمفردات للراغب : ٢٢٩.

(٣) عن نسخة «ج».

(٤) في مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١ / ٣٢٣ : «مجازه : سالك في سربه ، أي : مذاهبه ووجوهه ، ومنه قولهم : أصبح فلان آمنا في سربه ، أي في مذاهبه وأينما توجه».

وانظر تفسير الطبري : ١٦ / ٣٦٧ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٣ / ١٤١ ، وتفسير البغوي : ٣ / ٩ ، والمفردات للراغب : ٢٩٩ ..

(٥) ينظر تفسير الطبري : ٢١٦ / ٣٧٠ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٣ / ١٤٢ ، وتفسير البغوي : ٣ / ٩ ، وزاد المسير : ٤ / ٣١٠.

وفي الحديث المرفوع : «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون».

صحيح البخاري : ١ / ١٣٩ ، كتاب مواقيت الصلاة ، باب «فضل صلاة العصر».

صحيح مسلم : ١ / ٤٣٩ ، كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب «فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما».

(٦) أخرجه أبو داود في سننه : ٣ / ٣٦٤ ، كتاب الخراج والإمارة والفيء ، باب «في تدوين العطاء».

وانظر غريب الحديث لابن الجوزي : ٢ / ١١٠ ، والنهاية : ٣ / ٢٦٧.

٤٥٢

الجيوش كل عام» ، أي : يردّ قوما ويبعث آخرين.

(يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ) : بما أمرهم الله به ، تقول : جئتك من دعائك ، أي : بدعائك (١).

١٣ (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ) : يدعو إلى تسبيح الله بما فيه من الآيات (٢).

(وَالْمَلائِكَةُ) : الملك على مفهوم دين نبينا ـ صلوات الله عليه ـ جسم رقيق (٣) هوائيّ حيّ على الصورة المخصوصة ذات الأجنحة (٤) ، اصطفاه الله تعالى لرسالته وعظّمه على غيره.

والرّعد : اصطكاك أجرام السحاب بقدرة الله (٥).

والصّاعقة : نار لطيفة تسقط من السماء بحال هائلة (٦).

__________________

(١) ذكره الفراء في معانيه : ٢ / ٦٠ ، وقال : «كما تقول للرجل : أجبتك من دعائك وإياي وبدعائك إياي».

وانظر تفسير الطبري : ١٦ / ٣٨٦ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٣ / ١٤٢ ، وزاد المسير : ٤ / ٣١١.

(٢) الأولى إجراء التسبيح على ظاهره ، ولا حاجة لمثل هذا التأويل ، فالقرآن أثبت التسبيح للجمادات جميعا ، قال تعالى : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ).

وقال الشوكاني في تسبيح الرعد : «أي» : يسبح الرعد نفسه بحمد الله ، أي ملتبسا بحمده ، وليس هذا بمستبعد ، ولا مانع من أن ينطقه بذلك ...».

ينظر فتح القدير : ٣ / ٧٢.

(٣) وهم مخلوقون من نور كما في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه : ٤ / ٢٢٩٤ ، كتاب الزهد والرقائق ، باب أحاديث متفرقة عن عائشة رضي‌الله‌عنها أنها قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ...».

(٤) يدل عليه قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) ... [آية : ١ من سورة فاطر].

(٥) تفسير الفخر الرازي : ٢ / ٨٧.

(٦) قال الفخر الرازي في معنى الصاعقة : «إنها قصف رعد ينقض منها شعلة من نار. وهي نار لطيفة قوية لا تمر بشيء إلا أنت عليه إلا أنها مع قوتها سريعة الخمود». تفسيره : ٢ / ٨٨.

٤٥٣

(شَدِيدُ الْمِحالِ) : عظيم الحول والقوة (١) ، أو المكر وهو العقوبة (٢) على وجه الاستدراج.

١٤ (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِ) : أي : لله دعوة الحقّ من خلقه ، وهي شهادة أن لا إله إلّا الله على إخلاص التوحيد (٣).

وقال الحسن (٤) : الله الحق فمن دعاه دعا بحق (٥).

١٥ (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً) : أي : السجود واجب الله ، فالمؤمن يفعله طوعا والكافر يؤخذ به كرها (٦).

أو الكافر في حكم الساجد وإن أباه ، لما فيه من الحاجة الداعية إلى الخضوع. وأما سجود الظل (٧) فيما فيه من التغيّر الدّال على مغيّر غير متغيّر.

(وَالْآصالِ) : جمع «أصل» ، و «أصل» جمع «أصيل» وهو ما بين

__________________

(١) أخرج الطبري في تفسيره : ١٦ / ٣٩٦ عن مجاهد قال : «شديد القوة» ، كذا أخرجه عن ابن زيد.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٣٣٣ ، والبغوي في تفسيره : ٣ / ١١ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٤ / ٣١٦ عن مجاهد أيضا.

(٢) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن : ١ / ٣٢٥ ، وذكره البغوي في تفسيره : ٣ / ١١ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٤ / ٣١٦.

(٣) أخرج عبد الرزاق هذا القول في تفسيره : ٢٦٠ عن ابن عباس ، وقتادة.

وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٦ / ٣٩٨ عن ابن عباس ، وقتادة ، وابن زيد.

واختاره الطبري رحمه‌الله.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٤ / ٦٢٨ ، وزاد نسبته إلى الفريابي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ ، والبيهقي عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

(٤) ينظر قوله في الكشاف : ٢ / ٣٥٤ ، وزاد المسير : ٤ / ٣١٧ ، وتفسير الفخر الرازي : ١٩ / ٣٠ ، وتفسير القرطبي : ٩ / ٣٠٠.

(٥) في «ج» : الحق.

(٦) ينظر معاني القرآن للفراء : ٢ / ٦١ ، وتأويل مشكل القرآن : ٤١٨ ، وتفسير الطبري : ١٦ / ٤٠٣ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٣ / ١٤٤ ، وتفسير الماوردي : ٢ / ٣٢٥.

(٧) من قوله تعالى : (وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ).

٤٥٤

العصر إلى المغرب.

١٧ (أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ) يعني القرآن ؛ فإنه في عموم نفعه كالمطر (١).

٢٩ (طُوبى لَهُمْ) : نعمى (٢) ، أو / حسنى (٣) «فعلى» من الطيّب ، [٤٩ / ب] تأنيث الأطيب.

٣١ (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ) : حين سألت قريش هذه المعاني (٤) ، وحذف جوابها ليكون أبلغ عبارة وأعمّ فائدة.

(أَفَلَمْ يَيْأَسِ) : لم يعلم ولم يتبين (٥) ، سمّي العلم يأسا ؛ لأنّ العالم يعلم ما لا يعلم غيره فييأس منه ، أو هو اليأس المعروف (٦) ، أي : لم ينقطع

__________________

(١) معاني القرآن للفراء : ٢ / ٦١.

وقال الماوردي في تفسيره : ٢ / ٣٢٧ : «وهذا مثل ضربه الله تعالى للقرآن وما يدخل منه في القلوب ، فشبه القرآن بالمطر لعموم خيره وبقاء نفعه ، وشبه القلوب بالأودية يدخل فيها من القرآن مثل ما يدخل في الأودية من الماء بحسب سعتها وضيقها».

(٢) نقله ابن الجوزي في زاد المسير : ٤ / ٣٢٨ ، عن عكرمة.

وكذا القرطبي في تفسيره : ٩ / ٣١٦ ، وأبو حيان في البحر المحيط : ٥ / ٣٨٩.

(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٦ / ٤٣٥ عن قتادة.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٣٣٠ ، والبغوي في تفسيره : ٣ / ١٨ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٤ / ٣٢٨ عن قتادة أيضا.

(٤) سألت قريش إحياء الموتى ، وتوسيع أودية مكة. وغير ذلك.

ينظر ذلك في تفسير الطبري : (١٦ / ٤٤٧ ـ ٤٥٠) ، وأسباب النزول للواحدي : ٣١٦ ، وتفسير ابن كثير : ٤ / ٣٨٢ ، والدر المنثور : (٤ / ٦٥١ ـ ٦٥٣).

(٥) نص هذا القول في مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١ / ٣٣٢ ، واختاره الطبري في تفسيره : ١٦ / ٤٥٥.

ينظر هذا القول ـ أيضا ـ في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٢٧ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٣ / ١٤٩ ، ومعاني النحاس : ٣ / ٤٩٧.

قال النحاس : «وأكثر أهل اللغة على هذا القول». ونقل النحاس عن الكسائي أنه قال : «لا أعرف هذه ، ولا سمعت من يقول : يئست بمعنى علمت».

(٦) هذا قول الكسائي كما في معاني القرآن للنحاس : ٣ / ٤٩٨ ، وتفسير الماوردي : ٢ / ٣٣١ ، وزاد المسير : ٤ / ٣٣٢. وانظر معاني القرآن للزجاج : ٣ / ١٤٩ ، وتفسير الفخر الرازي : ١٩ / ٥٥.

٤٥٥

طمعهم من خلاف هذا علما بصحته ، أو أفلم ييأسوا من إيمانهم في الكافرين.

٣٣ (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ) : أي : صفوهم بما فيهم ليعلموا أنها لا تكون آلهة (١).

(أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ) : أي : بـ «الشريك» ، (أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ) : باطل زايل (٢).

وقد تضمنت الآية إلزاما تقسيميا ، أي : أتنبئون الله بباطن لا يعلمه أم بظاهر يعلمه؟ فإن قالوا : بباطن لا يعلمه أحالوا ، وإن قالوا : بظاهر يعلمه قل : سمّوهم ليعلموا أنّه لا سميّ له ولا شريك (٣).

٣٥ (مَثَلُ الْجَنَّةِ) : صفتها (٤) ، كقوله (٥) : (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى) : أي : صفته العليا ، أو : مثل الجنّة أعلى مثل فحذف الخبر (٦).

__________________

(١) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٢ / ٣٣٢.

وانظر تفسير البغوي : ٣ / ٢١ ، وزاد المسير : ٤ / ٣٣٣.

(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٦ / ٤٦٦ عن قتادة ، والضحاك.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٣٣٣ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٤ / ٣٣٣ عن قتادة.

(٣) ينظر ما سبق في تفسير القرطبي : (٩ / ٣٢٢ ، ٣٢٣).

(٤) معاني القرآن للفراء : ٢ / ٦٥ ، وذكره الطبري في تفسيره : ١٦ / ٤٦٩ عن بعض النحويين البصريين ، فنقل ما نصه : «معنى ذلك : صفة الجنة ، قال : ومنه قوله تعالى : (وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى) ، معناه : ولله الصفة العليا. قال : فمعنى الكلام في قوله : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) أو فيها أنهار ، كأنه قال : وصف الجنة صفة تجري من تحتها الأنهار ، أو صفة فيها أنهار ، والله أعلم».

وانظر معاني القرآن للزجاج : ٣ / ١٥٠ ، ومعاني النحاس : ٣ / ٥٠١ ، وتفسير البغوي : ٣ / ٢١ ، والمحرر الوجيز : ٨ / ١٧٦ ، والبحر المحيط : ٥ / ٣٩٥.

(٥) سورة النحل : آية : ٦٠.

(٦) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن : (١ / ٣٣٣ ، ٣٣٤).

وانظر البيان لابن الأنباري : ٢ / ٥٢ ، والتبيان للعكبري : ٢ / ٧٥٩ ، والبحر المحيط : ٥ / ٣٩٥.

٤٥٦

٣٦ (وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) : يعني أصحاب محمد (١).

(وَمِنَ الْأَحْزابِ) : اليهود والنصارى والمجوس (٢).

٣٩ (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ) : من الأعمال التي يرفعها الحفظة ، فلا يثبت إلا ما له ثواب أو عليه عقاب (٣).

وعن ابن عباس (٤) رضي‌الله‌عنه : إنّ الله يمحو ويثبت مما كتب من أمر العباد إلا أصل السعادة والشقاوة فإنه في أمّ الكتاب. وإثبات ذلك ليعتبر المتفكر فيه بأن ما يحدث على كثرته قد أحصاه الله.

٤١ (نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) : بالفتوح على المسلمين من أرض الكافرين (٥).

__________________

(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٦ / ٤٧٣ عن قتادة.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٣٣٣ عن قتادة وابن زيد.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٤ / ٦٥٨ ، وزاد نسبته إلى ابن المنذر ، وأبي الشيخ ، وابن أبي حاتم عن قتادة.

(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٦ / ٤٧٤ عن ابن زيد.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٤ / ٦٥٨ ، وزاد نسبته إلى أبي الشيخ عن ابن زيد أيضا.

(٣) ذكره الفراء في معانيه : ٢ / ٦٦ ، وأورده النحاس في معاني القرآن : ٣ / ٥٠٢ من رواية أبي صالح.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٣٣٥ عن الضحاك. وابن الجوزي في زاد المسير : ٤ / ٣٣٨ عن الضحاك ، وأبي صالح.

(٤) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره : ٢٦٣ ، والطبري في تفسيره : ١٦ / ٤٧٧.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٣٣٤ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٤ / ٦٥٩ ، وزاد نسبته إلى الفريابي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في «الشعب» عن ابن عباس أيضا.

(٥) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٢٩ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٦ / ٤٩٤ عن ابن عباس ، والحسن ، والضحاك. ونقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٣٣٥.

وأورده ابن الجوزي في زاد المسير : ٤ / ٣٤٠ ، وقال : «رواه العوفي عن ابن عباس».

ورجح الطبري هذا القول ، وكذا ابن كثير في تفسيره : ٤ / ٣٩٣.

٤٥٧

وقيل (١) : بموت العلماء وخيار أهلها.

(لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) : لا رادّ لقضائه.

٤٢ (فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً) : أي : جزاء المكر (٢).

٤٣ (كَفى بِاللهِ شَهِيداً) : دخول الباء لتحقيق الإضافة من جهة الإضافة وجهة حرف الإضافة.

(وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) : مثل عبد الله بن سلام ، وتميم الداري (٣) ، وسلمان الفارسي.

__________________

(١) ذكره الفراء في معاني القرآن : ٢ / ٦٦ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٢٩.

وأخرج نحوه الطبري في تفسيره : ١٦ / ٤٩٧ عن ابن عباس ، ومجاهد.

وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره : ١ / ٢٦٤ عن مجاهد.

وأخرج الحاكم في المستدرك : ٢ / ٣٥٠ ، كتاب التفسير ، «تفسير سورة الرعد» من طريق الثوري عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما في قوله عزوجل : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) قال : «موت علمائها وفقهائها».

قال الحاكم : «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، وتعقبه الذهبي بقوله : طلحة بن عمرو. قال أحمد : متروك».

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٤ / ٦٦٥ ، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة ، ونعيم بن حماد في الفتن ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ـ كلهم ـ عن ابن عباس بنحوه.

(٢) تفسير الفخر الرازي : ١٩ / ٧٠ ، وتفسير القرطبي : ٩ / ٣٣٥ ، والبحر المحيط : (٥ / ٤٠٠ ، ٤٠١).

(٣) تميم الداري صحابيّ جليل ، منسوب إلى الدار ، بطن من لخم. أسلم تميم سنة تسع للهجرة ، ومات بالشام ، رضي الله تعالى عنه.

ترجمته في الاستيعاب : ١ / ١٩٣ ، وأسد الغابة : ١ / ٢٥٦ ، والإصابة : ١ / ٣٦٧.

ينظر القول الذي ذكره المؤلف في تفسير الطبري : ١٦ / ٥٠٣ ، وزاد المسير : ٤ / ٣٤١ ، والتعريف والإعلام : ٨٥ ، ومفحمات الأقران : ١٢٧.

٤٥٨

ومن سورة إبراهيم

٣ (يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ) : يعتاضونها ويؤثرونها / [٥٠ / أ] عليها.

٥ (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ) : بنعم أيامه ونقمها (١).

٧ (تَأَذَّنَ [رَبُّكُمْ]) (٢) : آذن وأعلم ، كقولك : توعّد وأوعد (٣).

٩ (فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ) : عضوا عليها من الغيظ (٤) ، أو ردّوا أيديهم على أفواه الرّسل على المثل (٥) ، إما على ردّهم قولهم ، وإما لخوفهم

__________________

(١) عن معاني القرآن للزجاج : ٣ / ١٥٥ ، ونص كلامه : «وتذكيرهم بأيام الله ، أي : تذكيرهم بنعم الله عليهم ، وبنقم الله التي انتقم فيها من قوم نوح وعاد وثمود ، أي : ذكرهم بالأيام التي سلفت لمن كفر وما نزل بهم فيها ، وذكرهم بنعم الله ...».

وانظر تفسير الطبري : ١٦ / ٥١٩ ، وزاد المسير : ٤ / ٣٤٦.

(٢) في الأصل : «ربك» ، وهي قراءة نسبها الفخر الرازي في تفسيره : ١٩ / ٨٦ ، إلى ابن مسعود رضي‌الله‌عنه ، والمثبت في النص موافق لرسم المصحف والقراءات المعتمدة.

(٣) ينظر تفسير الطبري : ١٦ / ٥٢٦ ، ومعاني القرآن للنحاس : ٣ / ٥١٧.

(٤) روى هذا القول عن عبد الله بن مسعود رضي‌الله‌عنه.

أخرج ذلك عبد الرزاق في تفسيره : ٢٦٥ ، والطبري في تفسيره : (١٦ / ٥٣٠ ـ ٥٣٣) ، والحاكم في المستدرك : ٢ / ٣٥١ ، وقال : «هذا حديث صحيح بالزيادة على شرطهما» ، ووافقه الذهبي.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٣٤٠ عن عبد الله بن مسعود رضي‌الله‌عنه.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥ / ١٠ ، وزاد نسبته إلى الفريابي ، وأبي عبيد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود. ورجح الطبري هذا القول في تفسيره : ١٦ / ٥٣٥ ، وكذا النحاس في معاني القرآن : (٣ / ٥١٩ ، ٥٢٠).

(٥) ذكره الطبري في تفسيره : ١٦ / ٥٣٥ دون عزو.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٣٤١ ، وابن عطية في المحرر الوجيز : ٨ / ٢٠٨ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٤ / ٣٤٩ عن الحسن رحمه‌الله.

٤٥٩

منهم ، وإما بإيمائهم إليهم أن اسكتوا (١).

وحكى أبو عبيدة (٢) : كلّمته في حاجتي فرد يده في فيه : إذا سكت فلم يجب.

١٦ (مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ) : من ماء مثل الصديد كقولك : هو أسد (٣) ، أو من ماء يصدّ الصّادي عنه لشدته (٤).

١٧ (وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ) : أي : أسبابه من جميع جسده (٥).

١٨ (فِي يَوْمٍ عاصِفٍ) : ذي عصوف (٦) ، أو عاصف الرّيح.

__________________

(١) عن معاني القرآن للزجاج : ٣ / ١٥٦.

وانظر تفسير الماوردي : ٢ / ٣٤٠ ، وزاد المسير : ٤ / ٣٤٩ ، وتفسير القرطبي : ٩ / ٣٤٥.

(٢) مجاز القرآن : ١ / ٣٣٦ ، ونص كلامه : «مجازه مجاز المثل ، وموضعه موضع كفوا عما أمروا بقوله من الحق ولم يؤمنوا به ولم يسلموا ، ويقال : ردّ يده في فمه ، أي أمسك إذا لم يجب».

ونقل ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٣٠ قول أبي عبيدة هذا ثم قال : «ولا أعلم أحدا قال : ردّ يده في فيه ، إذا أمسك عن الشيء! والمعنى : ردّوا أيديهم في أفواههم ، أي : عضوا عليها حنقا وغيظا ...».

وأورد الطبري في تفسيره : ١٦ / ٥٣٥ قول أبي عبيدة ورده بقوله : «وهذا أيضا قول لا وجه له ، لأن الله عز ذكره ، قد أخبر عنهم أنهم قالوا : «إنا كفرنا بما أرسلتم» ، فقد أجابوا بالتكذيب».

(٣) عن تفسير الماوردي : ٢ / ٣٤٣ ، ونص كلامه : «من ماء مثل الصديد ، كما يقال للرجل الشجاع : أسد ، أي : مثل الأسد.

وانظر هذا المعنى في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٣١ ، ومعاني النحاس : ٣ / ٥٢٢ ، وتفسير الفخر الرازي : ١٩ / ١٠٥ ، وتفسير القرطبي : ٩ / ٣٥١.

(٤) في تفسير الماوردي : ٢ / ٣٤٣ : «من ماء كرهته تصد عنه ، فيكون الصديد مأخوذا من الصد».

والصادي شديد العطش كما في النهاية : ٣ / ١٩.

(٥) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٢ / ٣٤٣ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

وكذا القرطبي في تفسيره : ٩ / ٣٥٢.

(٦) قال الفراء في معانيه : (٢ / ٧٣ ، ٧٤) : «فجعل «العصوف» تابعا لليوم في إعرابه ، وإنما العصوف للريح وذلك جائز على جهتين ،

إحداهما : أن العصوف وإن كان للريح فإن اليوم

٤٦٠