زين الدين بن علي العاملي [ الشهيد الثاني ]
المحقق: مكتب الإعلام الإسلامي ، فرع خراسان
الموضوع : أصول الفقه
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-424-022-7
الصفحات: ٦٤٨
قاعدة «١١٠»
الفصل ضمير مرفوع منفصل ، يؤتى به بين المبتدأ والخبر ، كقولك : زيد هو القائم ، أو ما أصله المبتدأ والخبر ، نحو : كان زيد هو القائم. وهكذا « إنّ » و « ظننت » وأخواتهما نحو ( أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (١) ( وَإِنّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ) (٢) ( كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ) (٣) ( تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً ) (٤) ( إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً ) (٥).
وأجاز الأخفش وقوعه بين الحال وصاحبها ، كجاء زيد هو ضاحكا ، وجعل منه ( هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ) (٦) فيمن نصب « أطهر ».
ويشترط كونه (٧) معرفة كما مثلنا ، وأجاز الفرّاء (٨) وجماعة من الكوفيين (٩) كونه نكرة ، نحو : ما ظننت أحدا هو القائم ، وكان رجل هو القائم ، وحملوا عليه ( أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ ) (١٠) فقدروا « أربى » منصوبا (١١).
__________________
(١) الأعراف : ١٥٧.
(٢) الصافات : ١٦٥.
(٣) المائدة : ١١٧.
(٤) المزمل : ٢٠.
(٥) الكهف : ٣٩.
(٦) هود : ٧٨ ، ونقله عن الأخفش في مغني اللبيب ٢ : ٦٤١.
(٧) أي في الاسم الّذي قبل ضمير الفصل.
(٨) نقله عنه في مغني اللبيب ٢ : ٦٤٢.
(٩) مغني اللبيب ٢ : ٦٤٢.
(١٠) النحل : ٩٢.
(١١) مغني اللبيب ٢ : ٦٤٢.
ويشترط فيما بعده أمران : كونه خبرا لمبتدإ في الحال أو في الأصل ، وكونه معرفة أو كالمعرفة في أنه لا يقبل « أل » كما تقدم في « خيرا » و « أقل ».
وشرط الّذي كالمعرفة أن يكون اسما كما مثّلنا. وخالف فيه الجرجاني (١) فألحق المضارع بالاسم لتشابههما ، وجعل منه ( إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ) (٢) وهو عند غيره توكيد أو مبتدأ ؛ وتبعه أبو البقاء (٣) ، فأجاز الفصل في ( وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ ) (٤).
وشرطه في نفسه أمران : أن يكون بصيغة المرفوع ، فيمتنع زيد إياه الفاضل ، وأنت إياك العالم ؛ وأن يطابق ما قبله ، فلا يجوز كنت هو الفاضل.
وفائدته : الإعلام من أول الأمر بأن ما بعده خبر لا تابع. ولذلك سمّي فصلا ، لأنه فصل بين الخبر والتابع. وعمادا ، لأنه يعتمد عليه في معنى الكلام والتأكيد ، ولهذا لا يجامع التوكيد ، فلا يقال : زيد نفسه هو الفاضل. ويسمى لذلك دعامة ، لأنه يقوّى ويؤكّد به.
والاختصاص ، بمعنى أن فائدة المسند ثابتة للمسند إليه دون غيره.
واختلفوا في حقيقته. فقيل : هو حرف لا محل له (٥) ، وقيل : هو اسم ومحله بحسب ما بعده (٦) ، وقيل : ما قبله (٧). فمحله بين المبتدأ والخبر رفع ، وبين معمولي « ظن » نصب ، وبين معمولي « كان » و « إنّ » رفع أو نصب على القولين.
__________________
(١) كما نقله في مغني اللبيب ٢ : ٦٤٢.
(٢) البروج : ١٢.
(٣) نقله عنه في مغني اللبيب ٢ : ٦٤٢.
(٤) فاطر : ١٠.
(٥) نقله عن البصريين في مغني اللبيب ٢ : ٦٤٥ ، واختاره في التسهيل : ٢٩.
(٦) نقله عن الخليل في مغني اللبيب ٢ : ٦٤٥.
(٧) نقله عن الفراء في مغني اللبيب ٢ : ٦٤٥.
إذا عرفت ذلك فيتفرع عليه التعاليق كلها والأيمان كقوله : والله إنّ زيدا هو الّذي أبيعه اليوم كذا ، فهل يحنث إذا باع غيره؟ فإن قلنا إنه يفيد الحصر ـ كما قلنا واختاره الزمخشري فقال في قوله تعالى ( أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) أن فائدته الدلالة على أنّ الوارد بعده خبر لا صفة ، والتوكيد ، وإيجاب أنّ فائدة المسند ثابتة للمسند إليه دون غيره (١) ـ حنث ، وكذا يكذب لو قال : والله إنّ زيدا هو القائم ، إذا كان غيره أيضا قد قام. وقس على ذلك غيره.
__________________
(١) الكشاف ١ : ٤٦.
الباب الثالث في الموصولات
قاعدة « ١١١ »
الأصل في « من » إطلاقها على العاقل ؛ وتقع أيضا على المختلط بمن يعقل ، كقوله تعالى ( وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ ) (١) فإنه يشمل الإنسان والطائر. وعلى المنزّل منزلة من يعقل ، كقوله تعالى ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ ) (٢) يعني الأصنام ، وقول الشاعر :
أسرب القطا هل من يعير جناحه |
|
لعلّي إلى من قد هويت أطير |
(٣) فإن عبادة الأصنام ومخاطبة القطا تنزيل لهما منزلة العاقل.
وذهب قطرب إلى أن « من » تقع على ما لا يعقل من غير اشتراط شيء بالكلية (٤).
__________________
(١) النور : ٤٤.
(٢) الأحقاف : ٤.
(٣) وهو قول العباس بن أحنف ، التصريح ١ : ١٣٣.
(٤) نقله عنه في التسهيل : ٣٦.
وأما « ما » فهي لما لا يعقل ، وتقع أيضا كما قاله ابن مالك (١) على المختلط بالعاقل (٢) كقوله تعالى ( وَلِلّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ ) (٣) ولصفات من يعقل كقوله تعالى ( وَالسَّماءِ وَما بَناها ) (٤) وقوله تعالى ( فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ ) (٥).
وذهب جماعة إلى أنها تطلق أيضا على من يعقل بلا شرط (٦) ، وادعى ابن خروف أنه مذهب سيبويه (٧).
وتطلق « ما » أيضا على العاقل إذا كان مبهما لا يعلم أذكر هو أم أنثى؟
كقوله تعالى ( إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً ) (٨).
وما ذكرناه من التعبير بالعاقل هو المعروف بين النحاة (٩) ، والصواب ـ كما قال ابن عصفور في أمثلة المقرّب (١٠) ـ إنما هو التعبير بأولى العلم ، لأن من يطلق على الله تعالى كقوله ( أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ ) (١١) وقوله ( وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) (١٢) والله سبحانه يوصف بالعلم ولا يوصف بالعقل ، ولذلك
__________________
(١) التسهيل : ٣٦.
(٢) في « د » : العاقل.
(٣) النحل : ٤٨.
(٤) الشمس : ٤.
(٥) النساء : ٣.
(٦) التمهيد للأسنوي : ٣٠٢.
(٧) التمهيد للأسنوي : ٣٠٢.
(٨) آل عمران : ٣٤.
(٩) مغني اللبيب ١ : ٣٩٢.
(١٠) التمهيد للأسنوي : ٣٠٣.
(١١) النحل : ١٦.
(١٢) الرعد : ٤٣.
يقسّمون العقلاء إلى ثلاثة أنواع ، وهي : الملائك ، والإنس ، والجن.
وينبغي أن يراد بالعاقل وذي العلم : ما من شأنه أن يكون كذلك ، كالأجناس الثلاثة ، وإن كان بعض أفراد الجنس غير عاقل ولا عالم ، كالمجنون والطفل.
إذا عرفت ذلك ، فمن فروع القاعدة :
ما إذا قال لوكيله : من دخل داري فأطعمه شيئا ، فدخل عليه صبي أو مجنون جاز أن يطعمهما ، لأنهما من جنس أولي العلم والعقل.
ولو دخلت بهيمة لم يجز له إطعامها ، لأن « من » لم تتناولها على القول الشهير ، وعلى قول قطرب تدخل. ولو قال : فأعطه درهما لم تدخل مطلقا ، لأنها غير قابلة للعطاء.
ولو قال : فألبسه أو فاخلع عليه فكالإطعام ، إلا أن يدل العرف على خلافه. ولو قال : ما أتاك فأطعمه ، دخلت الدّابّة قطعا ، وفي دخول العاقل ما تقدم.
ومنها : إذا قال : غصبتك ما تعلم ، أو ما أنا أعلم به ، قيل : لا يلزمه شيء ، لأنه قد يغصب نفسه فيحبسه. ويشكل بأنه جعل للغصب مفعولين ، فيجب مغايرته للأول.
ومثله ما لو قال : غصبتك شيئا ، ثم قال : أردت نفسك. وقد تقدّم في القسم الأول فروع أخر عليها.
ومنها : ما لو نذر أن يكون ما يولد له من مملوكاته صدقة ، وله حيوان صامت وإماء ، فإن الجميع يدخل في النذر إن لم يستثن بعضه ولو بالنية ، إن جعلناها مطلقة على الجميع ، وإلا دخل ما لا يعقل خاصة.
ولو قال : كل من يولد ، لم يدخل غير الإنسان. والأولى دخول الإنسان في الأول مطلقا ، لدلالة العرف على استعماله فيه أيضا.
قاعدة «١١٢»
صيغة « ما » في قول القائل : أعطيتك ما شئت ، ونحو ذلك ، يجوز أن تكون موصولة ، أي : الّذي شئت ، وأن تكون مصدرية ظرفية ، أي : مدة مشيئتك.
إذا تقرر ذلك ، فمن فروع القاعدة :
ما لو قال لوكيله : أعط فلانا ما شئت ، فإنه يتخير في إعطائه أي عدد شاء. لكن إذا أعطاه مرة هل يصح له إعطاؤه مرة أخرى؟ يبنى على أن « ما » هل هي موصولة أو ظرفية. فعلى الأول ينبغي عدم الصحة ، لامتثاله الأمر ، وهو لا يقتضي التكرار ، وإنما دل على إعطائه أيّ عدد شاء ، وقد شاء عددا وأعطاه إياه ؛ ويحتمل جواز إعطائه مرّة أخرى ، لأن العدد المعطى ثانيا إذا انضم إلى الأول صار عددا شاءه أيضا. ويضعف بما فيه من تكرر الأمر ، وهو لا يقتضيه.
ولو جعلناها ظرفية جاز ، لأن التقدير : مدة مشيئتك ، فهو كقوله : أكرمه مدة إقامته عندك ، فيصح تكرار الإكرام تلك المدة ، ففيه تنصيص على الإذن في التكرار بتعيين المدة ، بخلاف الإطلاق.
وحيث احتملت « ما » الأمرين فالمتيقن منها أقل الحكمين ، وما زاد عليه مشكوك فيه ، لأنها تكون حينئذ مشتركة ، والمشترك لا يحمل على أحد معانيه إلا بقرينة. نعم إعطاؤه المرة الأولى قدر مشترك بين أفراد المشترك ، فيتناوله الإذن ، ويقع الشك في الباقي.
ومنها : ما لو قال : قارضتك على هذا المال ما شئت ، فقال : شئت سنة ، فهل يصح له أن يشاء أزيد منها؟ يبنى على ما سلف.
ومثله ما لو قال : أعرتك هذا ما شئت ، فعيّن وقتا أو عددا معينا ثم تجاوزه
إلى غيره ، ولعل العرف هنا قاض بجواز تعدّد المشيئة. ويؤيده أن « ما » عامة ، فتتناول ما يشاءوه ثانيا و (١) ثالثا أبدا.
وفرّع بعض الشافعية عليه : ما إذا قال لامرأته : أنت طالق ما شئت ، قال : فيحتمل أن يكون : المقدار الّذي شئت ، فيرجع فيه إلى العدد الّذي تشاؤه المرأة من الطلاق ، ويشترط الفورية فيه ، كقوله : إن شئت فأنت طالق. قال : ويحتمل أن يريد مدة مشيئتك للطلاق ، فتطلق عند مشيئتها ، أيّ وقت شاءت.
__________________
(١) في « د » : أو.
الباب الرابع في المعرف بالأداة
قاعدة « ١١٣ »
إذا احتمل كون « أل » للعهد ، وكونها لغيره ، كالعموم والجنس ، فإنا نحملها على المعهود ، لأن تقدمه قرينة مرشدة إليه. ويتحقق ذلك بأن يذكر الاسم مرتين معرفا فيهما ، أو منكرا في الأول ومعرفا في الثانية. فالأوّل كقوله تعالى ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) (١) والثاني كقوله تعالى ( كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ ) (٢).
ولو كانتا معا نكرتين لم يكن أحدهما هو الآخر ؛ وكذا لو كان الأول معرّفا والثاني منكرا.
ومن هذه القاعدة : « لن يغلب عسر يسرين » ، بمعنى أنّ الله تعالى وعد في الآية بمقتضى القاعدة أنه ينزل مع كل عسر يسرين ، لأنه جعل العسر فيهما معرفا ، فالثاني هو الأول ، لأن حمل اللام فيه على العهد أولى من حملها على غيره. وأتى باليسر منكرا فيهما ، فدلّ على تعددهما ، فكأنه تعالى قال : إني
__________________
(١) الانشراح : ٥ ـ ٦.
(٢) المزمل : ١٤ ـ ١٥.
أنزل مع العسر يسرا ثم إني أنزل مع ذلك العسر يسرا آخر. وكذا يحمل على العهد لو لم يتكرر واحتمل مع غيره.
ويتفرع على القاعدة فروع :
منها : لو قال لوكيله : إن جاء فلان فبعه بمائة ، ثم قال : إن جاء الرّجل فبعه بخمسين ، فيصح له بيعه المتاع بخمسين ، عملا بمقتضى الإذن ، وإن كانت قيمة المتاع تساوي أكثر ؛ ولا يصح بيعه لغيره بذلك القدر ، بل بثمن المثل حيث لا يعيّن (١) غيره. ولو قال بعد تعيين الرّجل : وإن جاءك رجل فبعه بخمسين ، فهو إذن في بيع من شاء من الرّجال الذين يجيئون إليه ، سواء الرّجل المذكور سابقا وغيره.
ومنها : لو قال فلانة ـ وعيّن بعض زوجاته ـ طالق ، ثم قال : والزوجة طالق ، فإنه ينصرف إلى المطلّقة أولا ؛ فإن كان قد راجعها وقع عليها الطلاق ثانيا ، وإلا وقع لاغيا.
هذا بحسب الظاهر ، وأما بحسب نفس الأمر فينصرف الطلاق إلى التي نواها من زوجاته.
وتظهر الفائدة عند اشتباه قصده ، فإنه يعمل حينئذ بمدلول لفظه.
ولو ادعى قصد غير المطلّقة قبل قوله ، لصلاحية اللفظ له ، وإن كان خلاف الظاهر ؛ فيدين بنيته فيما بينه وبين الله تعالى ، خصوصا لو لم يكن رجع في طلاق الأولى ، لأن إعمال الطلاق خير من إلغائه ، وعوده إلى المطلقة أولا يوجب إلغاءه.
ومنها : مسألة الكفالة المشهورة ، وهي قوله : عليّ كذا إلى كذا إن لم أحضره ، وقوله : إن لم أحضره كان عليّ كذا إلى كذا. فإن الفرق بين الصيغتين بحسب اللغة غير واضح ، لأن تقديم الشرط على الجزاء وتأخيره سيّان ؛ لكن
__________________
(١) في « د » : يعني.
وردت الرواية بالفرق بينهما ، وأنه إذا قدّم المال فهو ضامن للمال إن لم يحضره ، وإن قدّم عدم الإحضار فهو له كفيل (١).
وقد اختلفوا في تنزيل الرواية لمخالفتها للأصول ، والغرض هنا بيان فساد بعض تأويلاتها ، فإنه يتفرع على هذه القاعدة ، وهو ما نقل عن العلامة (٢) أنه حمل الرواية على أنه التزم في الصورة الأولى بما ليس عليه ، كما لو كان عليه دينار فقال : إن لم أحضره فعليّ عشرة دنانير مثلا ، فهنا لا يلزمه المال ، لأنه التزم بما ليس عليه. وأما الثانية فإنه التزم بما عليه وهو الدينار مثلا ، فكأنه قال : علي الدينار الّذي عليه إن لم أحضره.
وطريق فساد هذا التأويل من القاعدة : أنّ لفظ الرواية : سألته عن الرّجل يكفل بنفس الرّجل إلى أجل فإن لم يأت به فعليه كذا وكذا درهما ، قال : « إن جاء به إلى الأجل فليس عليه مال ، وهو كفيل بنفسه أبدا ؛ إلا أن يبدأ بالدراهم ، فإن بدأ بالدراهم فهو له ضامن إن لم يأت به إلى الأجل هذا لفظها.
وأنت خبير بأنه أتى بالدراهم أولا نكرة ، ثم أتى بها معرفة في قوله : « إلّا أن يبدأ بالدراهم » وقوله : « فإن بدأ بالدراهم » وحينئذ فيجب حمل اللام على المعهود ، وهو المذكور سابقا ، كما في قوله تعالى ( كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ ) (٣) فيبطل التنزيل ، مع ما فيه من مفاسد أخر لا تتعلق بالقاعدة.
ومن فروع حمله على المعهود مع عدم تكرره : ما لو حلف لا يأكل الجوز مثلا ، فإنه يحمل على المعهود منه ، دون الجوز الهندي ، إلا أن يكون في بلاد
__________________
(١) الكافي ٥ : ١٠٤ باب الكفالة. حديث ٣ ، الفقيه ٣ : ٩٦ حديث ٣٤٠٣ ، التهذيب ٦ : ٢٠٩ حديث ٤٨٨ ، الوسائل ١٣ : ١٥٧ أبواب أحكام الضمان باب ١٠.
(٢) تذكرة الفقهاء٢ : ١٠٢.
(٣) المزمل : ١٤ ـ ١٥.
يعهد فيها حمله عليه ، أو على ما هو أعم منه.
ومثله : لا آكل البطيخ ، حيث تكون أصنافه متعددة ، وإطلاقه محمول على بعضها ، وهو واقع فيه في كثير من البلاد ، حتى قال بعضهم : إنه لا يحنث بأكل البطيخ الهندي ، وهو الأخضر (١). وكأن هذا الاسم لا يعهد في بلاده إطلاقه على هذا النوع ، وإلا فهو واقع في كثير ، فيحنث به عندنا ، لأن إطلاقه عليه معهود.
قاعدة « ١١٤ »
الاسم المعرّف بـ « أل » التي ليست للعهد يفيد العموم عند جماعة من النحويين والأصوليين ، منهم أبو حيان وابن مالك (٢).
واحتج الجميع له بوصف العرب له بصفة الجمع ، حيث قالوا : أهلك الناس الدينار الصفر والدرهم البيض (٣).
واستدل في « الارتشاف » تبعا لابن مالك بقوله تعالى ( أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ ) (٤).
وفيهما نظر ، لأن الأول لو كان حقيقة لا طرد ، وهو منتف ، مثله في قوله تعالى ( إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا ) (٥) فإنه إنما صح الاستثناء منه حملا له على الاستغراق مجازا ، بدليل عدم اطراده أيضا ، إذ لا يصح أن يقال :
__________________
(١) نقله عن الرافعي في التمهيد : ٣١٥.
(٢) التسهيل : ٤٢ ، تفسير البحر المحيط ٦ : ٤٤٩ ، التمهيد : ٣٢٧.
(٣) البهجة المرضية ١ : ٧٥.
(٤) النور : ٣٠.
(٥) العصر : ٢.
رأيت الإنسان إلا المؤمنين.
وأما الثاني ، فقد نقل الجوهري أنّ الطفل يطلق على الواحد والجمع (١).
إذا تقرّر ذلك فتتفرع عليه فروع كثيرة أصلية وفرعية ، وقد تقدم في القسم الأول جملة منها.
ومنها : الاحتجاج بقوله صلىاللهعليهوآله : « إذا بلغ الماء كرا » (٢) وقوله : صلىاللهعليهوآله : « خلق الله الماء طهورا » (٣) إلى آخره. فإن جعلناه للعموم استدل به على أفراد الماء ، وإلا دلّ بإطلاقه عليها ، فيستوي فيه النابع ، وما في الآنية ، وماء البحر ، وغيره من أفراد المياه التي اختلف في انفعالها بمجرد ملاقاة النجاسة وعدمه ، أو في طهوريتها وعدمها.
ومنها : لو دفع إلى وكيله مالا يفرّقه ، وقال له : أعط الفقير درهما ، والفقيه درهما ، وغيرهما الباقي ، فإن جعلناه للعموم لم يصح الاقتصار على إعطاء أقل من ثلاثة من الصنفين ، وإلا جاز الاقتصار على واحد.
ومنها : ما إذا استفاض أنّ الملك الفلاني وقف على المسجد ، أو مسجد البلد الفلاني ، وفيه عدة مساجد ، ولم يعلم الموقوف عليه منها ، هل هو واحد (٤) أم أكثر أم الجميع. فإن جعلناها للعموم وجب صرف غلته إليها أجمع بالسوية ، وإلا كان لواحد منها مشتبها ، فيستخرج بالقرعة. ونظائر ذلك كثيرة.
__________________
(١) الصحاح ٥ : ١٧٥١. ( طفل )
(٢) سنن الترمذي ١ : ٤٦ ، سنن النسائي ١ : ١٧٥ باب التوقيت في الماء ، مختصر سنن أبي داود ١ : ٥٦ باب ما ينجس الماء حديث ٥٨.
(٣) الخلاف ١ : ١٧٣ ، السرائر ١ : ٦٤ ، المعتبر ١ : ٤٠ ، الوسائل ١ : ١٠١ أبواب الماء المطلق باب ١ حديث ٨.
(٤) في « م » زيادة : معين ، وفي « د » : معنى.
الباب الخامس في المشتقات
قاعدة « ١١٥ »
اسم الفاعل يطلق على الحال ، وعلى الاستقبال ، وعلى الماضي ، وكذلك اسم المفعول. وإطلاق النحاة يقتضي أنه إطلاق حقيقي.
واختلف الأصوليون في كونه حقيقة بمعنى الماضي ، فعند أصحابنا والمعتزلة هو حقيقة (١) ، وعند الأشاعرة مجاز (٢).
ويتفرع على ذلك فروع :
منها : إذا قال لزوجته : أنت طالق ، وقد (٣) جزموا بصراحته. ومقتضى مذهب الأصحاب أنّ ذلك لا يتعدى إلى غيره من العقود ، كقوله : أنا واقف هذا ، أو مطلّق للمرأة ، أو بائع للشيء ، أو مؤجر له ، أو مزوج ابنتي. وأولى منه إطلاق اسم المفعول ، كقوله مطلقة ، أو مبيع ، ونحوهما ؛ لأن الصيغ عندهم توقيفية ، فلا (٤)
__________________
(١) تهذيب الأصول للعلامة : ١٠ ، ونقله عن المعتزلة في التمهيد : ١٥٣.
(٢) التمهيد للأسنوي : ١٥٣.
(٣) في « م » : فقد.
(٤) في « د » : لا.
يتعدى إلى غيرها ؛ ولأنه باشتراكه بين الحال والاستقبال أعم من المطلوب ، فلا يدل عليه. وكذا لو جعلناه متواطئا.
ومنها : لو عزل عن القضاء فقال : امرأة القاضي طالق ، ففي وقوع الطلاق على زوجته ظاهرا وجهان.
وللمسألة التفات إلى قواعد :
منها : أنّ المتكلم هل يدخل في عموم كلامه؟
منها : إقامة المظهر مقام المضمر.
ومنها : إطلاق المشتق باعتبار الماضي هل هو حقيقة أم لا؟
ومنها : أن المفرد المعرّف هل يعم أم لا؟
هذا كله إذا اشتبه القصد ، أما لو قصدها ، فلا إشكال ، ولو ادعى عدم قصدها ، وحكمناه بالمقدمات الموجبة للدخول ، ففي القبول منه نظر ، والمتجه القبول.
ومن الفروع على القاعدة :
ما لو قال : أنا مقر بما يدعيه ، أو لست منكرا له ، فالمشهور أنه يكون إقرارا ، مع أنه يحتمل الاستقبال فيكون وعدا ، والمشترك لا يحمل على أحد معنييه بدون القرينة ، ولهذا لو قال : أنا أقر به ، لم يكن إقرارا ، وإن أتى بالضمير معه ، لكونه مشتركا بين الحال والاستقبال.
ومنها : لو وقف على سكان موضع كذا ، فغاب بعضهم ، ولم يبع داره ، ولا استبدل دارا ، فإن حقه لا يبطل بذلك. ولا فرق في ذلك بين الغيبة حال الوقف وبعده ، إلا أن يخرج عن كونه منهم عرفا.
ومنها : لو قال : وقفت على حفّاظ القرآن ، لم يدخل فيه من كان حافظا ونسيه ، عملا بالعرف ، وإن كانت القاعدة تقتضيه. وقد تقدّم
ذلك في القسم الأول (١).
قاعدة « ١١٦ »
إذا أريد باسم الفاعل الحال أو الاستقبال نصب معموله. وإن أريد الماضي ، فإن كانت معه « أل » جاز النصب به ، ويجوز الجر أيضا ، وإن عري منها فلا ، بل تتعين إضافته.
وقال الكسائي : يجوز أن ينصب به مطلقا (٢).
وحيث يجوز النصب به يجوز الجر أيضا ، بل هو أولى عند بعضهم (٣) ، لأنه الأصل. وقال سيبويه : النصب والجر سواء (٤). وقيل : النصب أولى (٥).
إذا علمت ذلك ، فمن فروع القاعدة :
ما إذا قال شخص : أنا قاتل زيد ، ثم وجدنا زيدا ميتا ، واحتمل أن يكون قبل كلامه ، وأن يكون بعده ، فإن نوّنه ونصب به ما بعده ، لم يكن ذلك إقرارا ، لأن اللفظ لا يقتضي وقوعه ؛ وإن جرّه فكذلك ، لجواز أن يكون المضاف بمعنى الحال أو الاستقبال. هذا هو مقتضى القواعد.
وقال بعضهم : إنه مع الجر يكون إقرارا (٦) ، بناء منه على أنّ ( إعمال اسم الفاعل النصب بغير « أل » مختص بالحال والاستقبال ، وأنه تمتنع معهما
__________________
(١) قاعدة : ١٩.
(٢) نقله عنه في التسهيل : ١٣٧ ، وشرح العوامل ( جامع المقدمات ) ١ : ٦٠١.
(٣) في « م » زيادة : هو أبو حيان الأندلسي.
(٤) الكتاب ١ : ١٧١.
(٥) شرح الكافية للرضي ١ : ٢٨٠.
(٦) إيضاح الفوائد ٢ : ٤٢٦.
الإضافة ، وقد عرفت خلافه.
نعم لو قيل : إن اسم الفاعل ) (١) بمعنى الماضي حقيقة بناء على القاعدة الأصولية ، ومع الحال والاستقبال مجاز ، تسمية للشيء باسم ما يؤول إليه ، توجّه كونه إقرارا ، وإن صحت الإضافة على التقادير الثلاثة.
وعلى هذا يتجه ( إلحاق ) (٢) النصب به أيضا حيث يجوز أعماله بمعنى الماضي (٣) ، كما إذا كان صلة « أل » كقوله : أنا القاتل زيدا ، لأنه وإن احتمل الثلاثة الأحوال ، إلا أن أحدها وهو الماضي حقيقة دون الآخرين. ولكنّ الظاهر من كلام النحاة مطلقا أنه حقيقة مطلقا ، كما تقدم في القاعدة السابقة ( وحينئذ لا يتعين كونه إقرارا موجبا مطلقا ) (٤) وهذا هو الأصح.
قاعدة « ١١٧ »
مقتضى اسم الفاعل صدور الفعل منه ، ومقتضى اسم المفعول صدوره عليه.
ويتفرع عليه :
ما إذا حلف لا يأكل مستلذا ، فإنه يحنث بما يستلذه هو أو غيره. بخلاف ما لو قال : شيئا لذيذا ، فإن العبرة فيه بالحالف فقط. كذا ذكره بعضهم ، وفرّق
__________________
(١) بدل ما بين القوسين في « د » : اسم الفاعل.
(٢) في « ح » : الحال و.
(٣) في « ح » : مع ، بدل : بمعنى.
(٤) في « د » : وحينئذ فلا يقتضي كونه إقرارا موجبا لا مطلقا ، وفي « ح » : وحينئذ يتعين كونه إقرارا موجبا مطلقا.
بينهما بأن المستلذ من صفات المأكول ، والفعل واقع عليه من غير اعتبار فاعل معيّن ، واللذيذ من صفات الأكل ، أي أكلا لذيذا. ويمكن دلالة العرف عليه أيضا ، بقرينة إرادة كسر النّفس وقهرها بترك المشتهيات ، وإنما يتم ذلك بما يستلذه الحالف دون غيره.
قاعدة « ١١٨ »
اسم المفعول من « افتعل » المعتل العين ـ كاختار ـ مساو في اللفظ لصيغة اسم الفاعل منه ، فإذا قلت مثلا : هذا مختار ، فألفه منقلبة عن « ياء » لتحركها وانفتاح ما قبلها ، فإن كانت حركتها كسرة كان اسم فاعل ، وإن كانت فتحة كان اسم مفعول.
إذا تقرر ذلك ، فيتفرع عليه :
ما إذا أسلم الكافر عن خمس نسوة مثلا. فأشار إلى واحدة منهن فقال : هذه مختارة لي ، رجع إليه في البيان ، فإن أراد اسم المفعول كان اختيارا ، أو اسم الفاعل فلا ، لأن اختيارها له غير معتبر (١) فإن تعذر (٢) بموت ونحوه رجع إلى القرينة ، لأنه لفظ مشترك ، فإن دلت على أحدهما ، رجّح بها أحد فردي المشترك ، وإلا فلا ، لأن الأصل عدمه.
قاعدة « ١١٩ »
أفعل التفضيل مقتضاها المشاركة ، فإذا قال : زيد أشجع من عمرو ،
__________________
(١) في « م » : معين.
(٢) أي : الرجوع إليه في البيان.
فحقيقتها : اشتراكهما في الشجاعة ، وزيادة زيد فيها على عمرو.
ويلزمه أن يكون معناه قابلا للتفاضل ، فلا يبنى من نحو : فني ومات ؛ وأن يكون فعلا ، فلا يبنى من مثل الجلف والحمار ، فلا يقال أجلف ولا أحمر منه.
وشرط فعله أن يكون ثلاثيا ، فلا يبنى من مثل ضارب واستخرج ، إلا « أفعل » فقيل : يجوز بناؤه منه مطلقا (١). وقيل : يمتنع مطلقا (٢). وقيل : إن كانت الهمزة لغير النقل (٣) ، نحو هذه الليلة أظلم من البارحة وأبرد ، وهذا المكان أقفر من غيره. وسمع : هو أعطاهم للدراهم ، وأولاهم للمعروف (٤).
ويتوصل إلى التفضيل فيما امتنع بناؤه منه « بأشد » ويجاء بعده بمصدر ذلك الفعل تمييزا ، فيقال : هو أشد استخراجا ، وانطلاقا ، وحمرة.
إذا عرفت ذلك : فلا تخفى تفاريع القاعدة من النذور والأوقاف والوصايا وغيرها ، كما لو نذر أو أوصى أو وقف على أتقى الناس ، أو أزهدهم ، أو أعقلهم ، أو أجهلهم ، أو أحمقهم ، أو أعلمهم ، ونحو ذلك. والحكم في الأتقى والأزهد واضح.
وأما الأعلم ، فذكر الأصحاب وغيرهم أنه يصرف إلى الأعلم بعلوم الشريعة ، وهي الفقه والتفسير والحديث ، دون غيرها ، وإن كان مقدمة لها.
ومثله ما لو وقف على العلماء.
وأما الأعقل فقيل : ينصرف إلى الزهاد والعلماء (٥) ، وقيل : إلى
__________________
(١) نقله الرضي عن سيبويه في شرح الكافية ٢ : ٢١٤. وقال : ومجوزة قلة التغيير ، لأنك تحذف منه الهمزة وترده إلى الثلاثي ثم تبني من أفعل التفضيل ، فتخلف همزة التفضيل همزة الأفعال.
(٢) شرح الكافية لملا جامي : ٣٢٤ ، شرح ابن عقيل ٢ : ١٤٧.
(٣) كذا ، والأنسب لغير الفعل ، وقد يستفاد هذا التفصيل من شرح الكافية للرضي ٢ : ٢١٣.
(٤) شرح الكافية للرضي ٢ : ٢١٣.
(٥) نقله عن الشافعي في التذكرة ٢ : ٢٦٩.
أجودهم تدبيرا في دينه ودنياه (١) ، وهو حسن.
وأما الأجهل والأحمق فينصرف إلى العرف.
منها : إذا شرط الواقف النّظر للأرشد من أولاده ، فإنه ينصرف إلى أشدهم اتصافا به ، فإن تساوى فيه اثنان أو أكثر اشتركوا ، ولو شهد لكل من الاثنين اثنان بأنه أرشد ، اشتركا في النّظر من غير استقلال ، لتساقط البينتين بتعارضهما ، فيبقى أصل الرشد ، كما لو قامت البينة برشدهما من غير مفاضلة.
ومنها : إذا قال : يا زاني ، فقال : أنت أزنى مني ، فالمشهور أنه لا يكون قاذفا ، إلا أن يقول : نعم زنيت ولكنك أزنى مني. وكذا لا يكون قذفا لو قال ابتداء : أنت أزنى مني.
وهذا مما يخالف القاعدة ، لاقتضائها اشتراكهما في أصل الزنا وزيادة المفضّل ؛ وإنما لم يجعلوه قذفا ، لعدم تصريحه بكون المفضّل عليه زانيا ، والقذف لا يتحقق إلا بالتصريح ، وقد لا يكون المفضل عليه موصوفا بالصفة المفضّل فيها ، فإن ذلك يقع لغة حقيقة وإن شذ ، أو مجازا مضافا إلى أصل البراءة. ومن ثم حكموا بثبوت القذف لو قال قبله : نعم زنيت.
وكذا لو قال : أنت أزنى الناس ، فإنه لا يكون قذفا حتى يقول : وفيهم زناة.
ولا يشكل بالقطع بأن في الناس زناة ، لأن ألفاظ القذف لا تحمل على مثل ذلك ، مع إمكان حملها على غيره ، إما بأن يريد أنه أزنى ممن ليس بزان منهم ، أو يريد أن الناس صلحاء حتى أنّ هذا أزناهم (٢) فيه صلاح ، فما ظنك بغيره ، ونحو ذلك.
ومنها : لو أوصى لأقرب الناس إليه ، أو لأقرب أقاربه ، فإنه ينزّل على
__________________
(١) التذكرة ٢ : ٤٦٩.
(٢) في « د » : أدناهم.