الخليفة لا يرضي بالتيمم
( ٩٠٦ ) عن أبزي : انّ رجلاً اتى عمر فقال : انّي اجنبت فلم أجد الماء ، قال عمر : لا تصلّ!
فقال عمّار بن ياسر : يا أمير المؤمنين أما تذكر إذ أنا وانت في سرية فاجنبنا فلم نجد الماء ، فأمّا انت فلم تصلّ ، وأمّا أنا ... فقال عمر نوليك ما تولي (١).
أقول : الخليفة رضي الله عنه مع هذا الحديث وتشريع القرآن وعمل المسلمين لا يرضى بالتيمم بل يترك الصلاة عند فقد الماء ويفتي به أيضاً ، والله يعلم كم ترك الصلاة في اسفاره ، وللمخطئ أجر واحد.
وفي حديث آخر : قال له رجل : ربّما نمكث الشهر والشهرين ولا نجد الماء ، فقال عمر : أمّا أنا فاذا لم أجد الماء لم أكن لاَصلّي حتّى أجد الماء.
التعارض في التيمم
( ٩٠٧ ) وعنه : ... ثم مسح بهما وجهه وكفيه (٢).
( ٩٠٨ ) وعن عمّار : فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب.
وفي سند آخر : بعض ذراعيه.
في التيمم أيضاً
( ٩٠٩ ) وعنه انّ رجلاً سأل عمر بن الخطاب عن التيمم فلم يدر ما يقول ، فقال عمّار : ... ونفخ في يديه ومسح بهما وجهه وكفيه مرة واحدة (٣).
__________________
(١) سنن النسائي ١ : ١٦٦.
(٢) سنن النسائي ١ : ١٦٦ وكذا في سائر الكتب.
(٣) سنن النسائي ١ : ١٦٩.
غريبة في باب معراجه
( ٩١٠ ) عن انس : « و ... ثم دخلت بيت المقدس ، فجمع لي الانبياء عليهمالسلام فقدّمني جبرئيل حتّى أممتهم ثم صعد بي إلى السماء الدنيا فاذا فيها وآدم عليهالسلام » (١).
يبعد كلّ البعد حضور الانبياء في بيت المقدس ثم وصولهم إلى السموات اسرع منه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلا يبعد كونه زيادة من بعض الرواة.
حبس النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه عن الصلوات
( ٩١١ ) عن عبدالله بن مسعود قال : كنّا في غزوة فحبسنا المشركون عن صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، فلمّا انصرف المشركون أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم منادياً فأقام لصلاة الظهر و ... (٢)
أقول : لكن في رواية جابر انّهم حبسوا عن صلاة العصر وحدها ، وثانياً انّ الصلاة لا تسقط بحال فانّ لها مراتب آخرها الاشارة كما صلّى كذلك ابن عمر ، فهذه رواية موضوعة.
صلاته صلىاللهعليهوآلهوسلم في الحرير
( ٩١٢ ) عن عقبة قال : اُهدي لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فروج حرير فلبسه ثم صلّى فيه! ثم انصرف فنزعه نزعاً شديداً كالكاره له ثم قال : « لا ينبغي هذا للمتقين » (٣).
ومن يحكم بوضع الحديث لا أراه ملوماً.
والفروج : القباء المشقوق.
__________________
(١) سنن النسائي ١ : ٢٢٢ فرض الصلاة.
(٢) سنن النسائي ٢ : ١٨.
(٣) سنن النسائي ٢ : ٧٢.
مبالغة كاذبة
( ٩١٣ ) عن عبدالله قال : لمّا قبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قالت الانصار : منّا أمير ومنكم أمير ، فأتاهم عمر فقال : ألستم تعلمون انّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أمر أبا بكر أن يصلّي بالناس ، فأيّكم تطيب نفسه أن يتقدّم أبا بكر؟ قالوا : نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر (١).
أقول : كلّ من وقف على التأريخ وما جرى في السقيفة يعلم كذب هذا الحديث. على انّ أبا بكر ليس هو الامام وحده في حياته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مع أنّ في امامته كلاماً صعباً مرّ عليك سابقاً.
ترك السجدة الواجبة
( ٩١٤ ) عن زيد انه زعم انه قرأ على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والنجم إذا هوى. فلم يسجد (٢).
التناقض في الالتفات في الصلاة
( ٩١٥ ) عن أبي ذر : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا يزال الله عزّ وجلّ مقبلاً على العبد في صلاته ما لم يلتفت ، فاذا صرف وجهه انصرف عنه » (٣).
( ٩١٦ ) عن عائشة : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الالتفات في الصلاة ، فقال : « اختلاس يختلسه الشيطان من الصلاة ».
( ٩١٧ ) عن ابن عباس : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يلتفت في صلاته يميناً وشمالاً ولا يلوي عنقه خلف ظهره (٤). أقول : اعوذ بالله من اهانة النبي
__________________
(١) سنن النسائي ٢ : ٧٥.
(٢) سنن النسائي ٢ : ١٦٠.
(٣) سنن النسائي ٣ : ٨.
(٤) سنن النسائي ٣ : ٩.
الخاشع الخاضع والكذب على ابن عباس.
الكلام في الصلاة
( ٩١٨ ) عن أبي الدرداء : قام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يصلّي فسمعناه يقول : « اعوذ بالله منك » ثم قال : « ألعنك بلعنة الله ثلاثاً » وبسط يده كأنّه يتناول شيئاً ... قال : « انّ عدو الله ابليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت ... » (١).
أقول : الكلام مع غير الله مبطل للصلاة وابليس لا يقدر على مجيئه بالنار ، مع انّها لو كانت لكانت محسوسة لغيره صلىاللهعليهوآلهوسلم.
منزلة علي من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
( ٩١٩ ) عن علي : كانت لي منزلة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم تكن لاَحد من الخلائق ، فكنت آتيه كلّ سحر فاقول : السلام عليك يا نبي الله ، فان تنحنح انصرفت إلى أهلي وإلاّ دخلت عليه (٢).
الصلاة على محمّد وعلى آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم
( ٩٢٠ ) عن أبي مسعود الانصاري : ... ثم قال : « فقولوا : اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد كما صلّيت على آل ابراهيم ، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على آل ابراهيم في العالمين ... » (٣).
( ٩٢١ ) وعن كعب بن عجرة : قلنا يا رسول الله ... فكيف الصلاة عليك؟ قال : « قولوا : اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم انّك حميد مجيد ، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد
__________________
(١) سنن النسائي ٣ : ١٣.
(٢) سنن النسائي ٣ : ١٢.
(٣) سنن النسائي ٣ : ٤٥.
كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم انّك حميد مجيد ».
( ٩٢٢ ) وعن طلحة : قلنا يا رسول الله كيف الصلاة عليك؟ قال : قولوا : « اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انّك حميد مجيد ، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم انّك حميد مجيد ».
( ٩٢٣ ) عن زيد بن خارجة قال : أنا سألت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : « صلّوا عليَّ ، واجتهدوا في الدعاء ، وقولوا : اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد » (١).
عذاب القبر
( ٩٢٤ ) عن عائشة : دخلت عليَّ امرأة من اليهود فقالت : انّ عذاب القبر من البول.
فقلت : كذبت.
فقال : انّا لنقرض منه الجلد والثوب.
فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى الصلاة وقد ارتفعت اصواتنا فقال : « ما هذا » فأخبرته بما قالت ، فقال : « صدقت » فما صلّى بعد يومئذ صلاة إلاّ قال في دبر الصلاة : « ربّ جبرئيل وميكائيل واسرافيل اعذني من حر النار وعذاب القبر » (٢).
أقول : هذه صورة أخرى من صور القصة المتعارضة المتضاربة ، على أنّ اخبار عائشة عن دعائه صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد كلّ صلاة غير قابلة للتصديق ، لعدم علمها بذلك ، وهو رجم بالغيب ، مضافاً إلى دلالة الحديث على انّ توجهه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى
__________________
(١) سنن النسائي ٣ : ٤٩ وانظر سائر الاَسانيد والمتون هناك.
(٢) سنن النسائي ٣ : ٧٢.
وهو رجم بالغيب ، مضافاً إلى دلالة الحديث على انّ توجهه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى الاستعاذة من عذاب القبر انّما نشأ من اخبار اليهودية ، واليك بعض صورها الاُخرى من هذه السيدة.
( ٩٢٥ ) عنها : دخل عليَّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعندي امرأة من اليهود وهي تقول : انّكم تفتنون في القبور ، فارتاع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال : « انّما تفتن يهود ».
وقالت عائشة : فلبثنا ليالي ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « انّه اُوحي اليَّ انّكم تفتنون في القبور » (١).
أقول : الحديث ـ مضافاً إلى تناقضه مع السابق ـ يدل على جهل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بما علمته يهودية ، نعوذ بالله من هذه الفضيحة للاسلام والمسلمين.
( ٩٢٦ ) وعنها : دخلت يهودية ... فقالت : أجارك الله من عذاب القبر.
قالت عائشة : فوقع في نفسي من ذلك حتّى جاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فذكرت ذلك له ، فقال : « انّهم ليعذّبون في قبورهم عذاباً تسمعه البهائم » (٢).
( ٩٢٧ ) وعنها : دخلت عليَّ عجوزتان من عَجُز يهود المدينة فقالتا : انّ أهل القبور يعذّبون في قبورهم ، فكذبتهما ولم انعم ان اصدقهما...
أقول : هنا كلمة جامعة وهي : انّ المسلم العاقل مخير في ترك عقله وفكره وتديّنه وقبول أحاديث عائشة وأمثالها اغتراراً بعظمة الصحابة والزوجات ، وترجيح عقله ودينه بترك قبول كلّ ما رواه الصحابة ، وتحكيم عقله في قبول الاَحاديث وردّها من دون العصبية والغلو.
__________________
(١) سنن النسائي ٤ : ١٠٤.
(٢) سنن النسائي ٤ : ١٠٥.
فلسفة الكسوف
( ٩٢٨ ) عن النعمان : ... قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « انّ الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، ولكنّهما آيتان من آيات الله عزّ وجلّ ، إنّ الله عزّ وجلّ إذا بدا لشيء من خلقه خشع له ... » (١).
عيد عائشة
( ٩٢٩ ) عن عائشة : جاء السودان يلعبون بين يدي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في يوم عيد ، فدعاني ، فكنت أطّلع اليهم من فوق عاتقه ، فما زلت انظر اليهم حتّى كنت أنا التي انصرفت (٢).
أقول : هل يقبل عقل المسلم نسبة هذا إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ وهل يجوز نظر المرأة إلى الرجال حتّى يمكّنها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من النظر اليهم؟ ولدفع هذا الاشكال قد تأوّل بعضهم تأويلات باردة مضحكة كاحتمال عدم بلوغ عائشة!! أو احتمال نظرها إلى آلاتهم لا إلى وجوهم!! وان وقع اليهم بلا قصد امكن ان تصرفه في الحال! ولاحظ بقية أحاديث عيدها (٣).
واليك حديث من سنن الترمذي :
( ٩٣٠ ) عن محمّد بن الحاطب : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « فصل ما بين الحرام والحلال : الدف والصوت » (٤).
في صلاة علي
( ٩٣١ ) عن علي : دخل علَيَّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلى فاطمة من الليل
__________________
(١) سنن النسائي ٣ : ١٤١.
(٢) سنن النسائي ٣ : ١٩٥.
(٣) سنن النسائي ٣ : ١٩٦ و١٩٧.
(٤) صحيح جامع الترمذي ١ : ٣١٦.
فأيقظنا للصلاة ثم رجع إلى بيته فصلّى هويّاً (١) من الليل ، فلم يسمع لنا حسّاً ، فرجع الينا فأيقظنا ، فقال : « قوما فصلّيا ».
قال : فجلست وأنا أعرك عيني وأقول : إنّا والله ما نصلّي إلاّ ما كتب الله لنا ، انّما انفسنا بيد الله ، فان شاء أن يبعثنا بعثنا ، قال : فولّى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو يقول ـ ويضرب بيده على فخذه ـ : ما نصلّي إلاّ ما كتب الله لنا : ( وكان الاِنسان أكثرَ شيءٍ جدلاً ) (٢) (٣).
أقول : لا يحتمل مقابلة علي له صلىاللهعليهوآلهوسلم بمثل هذا الجواب ، والظاهر انّ عبادة علي كانت مشهورة عند المسلمين ، فأراد بنو اُميّة الفجرة من وضع هذه الاَحاديث إهانته.
أحاديث عائشة في صلاة الليل
اختلفت أحاديث عائشة في صلاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الليل ، فكأنها تقول وتحدّث ما تهوى ، فلاحظ أبواب صلاة الليل في سنن النسائي وغيره.
البكاء على الميت
( ٩٣٢ ) عن أبي هريرة : مات ميت من آل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فاجتمع النساء يبكين عليه ، فقام عمر ينهاهنَّ ويطردهن ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « دعهنَّ يا عمر ، فانّ العين دامعة ، والقلب مصاب ، والعهد قريب » (٤).
أقول : الرواية صريحة في ابطال عذاب الميت ببكاء أهله ، لكن عمر يرى خلاف ذلك كما سبق.
__________________
(١) الهَويّ ـ بالفتح ـ : الحين الطويل من الزمان. وقيل : هو مختص بالليل. « النهاية لابن الاثير ٥ : ٢٨٥ ».
(٢) الكهف ١٨ : ٥٤.
(٣) سنن النسائي ٣ : ٢٠٦.
(٤) سنن النسائي ٤ : ١٩.
وضع اموي في حق فاطمة
( ٩٣٣ ) عن عبدالله بن عمر : ... قال صلىاللهعليهوآلهوسلم لها : « ما اخرجك من بيتك يا فاطمة »؟
قالت : أتيت أهل هذا الميت فترحّمت اليهم وعزّيتهم بميّتهم.
قال : « لعلّك بلغت معهم الكدى » (١).
قالت : معاذ الله أن أكون بلغتها ، وقد سمعتك تذكر في ذلك ما تذكر.
فقال لها : « لو بلغتها معهم ما رأيت الجنّة حتّى يراها جدّ أبيك » (٢).
أقول : وقريب منه ما في بعض الكتب الستة غير سنن النسائي.
والظاهر انّ الرواية وضعها بعض أعداء أهل البيت ، فانّ النبي لم يعهد منه أن يتكلّم مع ابنته ( سيدة نساء أهل الجنة ) بهذه الخشونة ، ولا سيّما بعد أن ذكرت له عدم مجيئها إلى المقبرة.
وثانياً : انّ الذهاب إلى المقبرة ـ على فرض حرمته ـ لا يوجب الكفر حتّى لا ترى به الجنة ، بل تضافرت الاَحاديث في أنّ أصحاب الكبائر الموبقة يدخلون الجنة إذا كان في قلوبهم ذرة من الايمان.
وثالثاً : انّ عبد المطلب كان موحّداً مؤمناً بالله تعالى ، فأيّ مانع له من رؤية الجنة ودخولها ، لعن الله العصبية الحمقى.
ثم أنَّ النسائي أنصف في الجملة ، وقال بعد ذكر الحديث المذكور : ربيعة ـ أحد رواة الحديث ـ ضعيف.
__________________
(١) في النهاية لابن الاثير ـ ٤ : ١٥٦ ـ : « لعلَّكِ بغلتِ معهم الكُدَى » أراد المقابر ، وذلك لاَنّها كانت مقابرهم في مواضع صلبة ، وهي جمع كُدية.
(٢) سنن النسائي ٤ : ٢٨.
تناقض في القيام عند مرور الجنازة
( ٩٣٤ ) عن ابن سيرين : مرّ بجنازة على الحسن بن علي وابن عباس فقام الحسن ولم يقم ابن عباس ، فقال الحسن لابن عباس : أما قام لها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ قال ابن عباس : قام لها ثم قعد (١).
( ٩٣٥ ) عن محمّد بن علي : انّ الحسن بن علي كان جالساً فمرّ عليه بجنازة فقام الناس حتّى جاوزت الجنازة ، فقال الحسن : انّما مرّ بجنازة يهودي وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على طريقها جالساً فكره ان تعلو رأسه جنازة يهودي فقام. المصدر.
أقول انظروا إلى التناقض الفاضح فيما نقل عن الحسن ، وهل يرضى العاقل أن يحكم بصحة ما في الكتب الستة بدعوى صدق رواتها؟!
تحدّث عائشة عمّا قام على خلافه الاجماع
( ٩٣٦ ) عن عائشة : اُتي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بصبيّ من صبيان الاَنصار فصلّى عليه ، قالت عائشة : فقلت : طوبى لهذا ، عصفور من عصافير الجنة لم يعمل سوءاً ولم يدركه ، قال أوَ غير ذلك يا عائشة ، خلق الله عزّ وجلّ الجنة وخلق لها أهلاً ، وخلق النار وخلق لها أهلاً ، وخلقهم في اصلاب آبائهم » (٢).
أقول : ينقل السيوطي عن النووي في شرحه : أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أنّ من مات من اطفال المسلمين فهو من أهل الجنة.
الردّ على الوهابية
( ٩٣٧ ) عن بريدة : انّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان إذا اتى على المقابر فقال :
__________________
(١) سنن النسائي ٤ : ٤٧.
(٢) سنن النسائي ٤ : ٥٧.
« السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وانّا إن شاء الله بكم لاحقون ، انتم لنا فرط ونحن لكم تبع ، اسأل الله العافية لنا ولكم » (١).
أقول : فقد خاطب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الاَموات خمس مرات في هذا الدعاء ، ولولا استماعهم أو علمهم بالخطاب لكان لغواً.
أرواح المؤمنين
( ٩٣٨ ) عن ابن مالك ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « انّما نسمة المؤمن طائر في شجر الجنة حتّى يبعثه الله إلى جسده يوم القيامة » (٢).
أقول : وفي روايات : انّ الروح يدخل في بدن طائر.
ويقول السندي في حاشيته على المقام : قال السيوطي في حاشية أبي داود : إذا فسّرنا الحديث بانّ الروح يتشكّل طيراً ، فالاشبه أنّ ذلك في القدرة على الطيران فقط لا في صورة الخلقة؛ لانّ شكل الانسان أفضل الاشكال.
قلت : هذا إذا كان الروح الانساني له شكل في نفسه ويكون على شكل الانسان ، وأمّا إذا كان في نفسه لا شكل له ، بل يكون مجرداً واراد الله أن يتشكّل ذلك المجرد لحكمة ما ، فلا يبعد أن يتشكّل أول الاَمر على شكل الطائر ، وأمّا على الثاني : فقد أورد عليه الشيخ علم الدين العراقي : انّه لا يخلوا إمّا ان يحصل للطير الحياة بتلك الاَرواح أو لا؟ والاَول : عين ما تقوله التناسخية ، والثاني : مجرد حبس للارواح وتسجن...
أقول : انّما نقلت هذا المقدار من شرح السندي توضيحاً ، ولكنّه غير صحيح ، وتحقيق المقام في محلّه. والروايات لا بدّ من تأويلها.
__________________
(١) سنن النسائي ٤ : ٩٤.
(٢) سنن النسائي ٤ : ١٠٨.
( ٩٣٩ ) عن كعب ، عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « انّ أرواح الشهداء في طير خضر تعلق من ثمر ( شجر ) الجنة » (١).
الصوم في السفر
( ٩٤٠ ) عن جابر ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ليس من البرّ الصيام في السفر ، عليكم برخصة الله عزّ وجلّ فاقبلوها » (٢).
( ٩٤١ ) وعنه : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى مكّة عام الفتح في رمضان فصام حتّى بلغ كراع الغميم ، فصام الناس ، فبلغه انّ الناس قد شقّ عليهم الصيام ، فدعا بقدح من الماء بعد العصر فشرب ... فبلغه أنّ ناساً صاموا فقال : « اولئك العصاة » (٣).
( ٩٤٢ ) عن عمرو بن اُميّة الضمري قال : قدمت على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من سفر ... فقال : « ادن مني حتّى أخبرك عن المسافر ، إنّ الله عزّ وجلّ وضع عنه الصيام ونصف الصلاة » (٤).
( ٩٤٣ ) عن أنس ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : قال : « انّ الله وضع عن المسافر نصف الصلاة والصوم ، وعن الحبلى والمرضع » (٥).
( ٩٤٤ ) وعن رجل قال اتيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ... : « ان الله وضع عن المسافر نصف الصلاة والصوم ، ورخّص للحبلى والمرضع » (٦).
أقول : هذا الحديث نص في أنّ افطار المسافر في السفر عزيمة ،
__________________
(١) صحيح جامع الترمذي ٢ : ١٢٧.
(٢) سنن النسائي ٤ : ١٧٦.
(٣) سنن النسائي ٤ : ١٧٧.
(٤) سنن النسائي ٤ : ١٧٨ وللحديث اسانيد اخرى.
(٥) سنن النسائي ٤ : ١٨٠.
(٦) سنن النسائي ٤ : ١٨١.
فيقع التعارض بينه وبين ما دلّ على الجواز ، فبعد التساقط بالتعارض يرجع إلى اطلاق الآية الكريمة الدالة على لزوم صيام عدة من أيام اُخر سواء صام المسافر في رمضان أم لا ، فيستفاد منه بطلانه وعدم مشروعيته ، ويؤكده الحديث الاَول : « عليكم برخصة الله » فانّ كلمّة « عليك » تدلّ على الوجوب. وتفصيل المقال في كتب الفقه.
نية الصوم قبل الفجر
هل تعتبر نية الصوم قبل الفجر في صحة الصيام أم لا؟ الاَحاديث فيها متعارضة (١).
الصوم من طلوع الشمس لا من طلوع الفجر!
( ٩٤٥ ) عن زر قال : قلنا لحذيفة : أي ساعة تسحّرت مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ قال : هو النهار إلاّ أنّ الشمس لم تطلع!! (٢).
جهالة الناس بالاحكام
( ٩٤٦ ) عن الحسن : قال ابن عباس ـ وهو أمير البصرة ـ : في آخر الشهر أخرجوا زكاة صومكم ، فنظر الناس بعضهم إلى بعض ، فقال : مَن هاهنا من أهل المدينة قوموا فعلِّموا اخوانكم ، فانّهم لا يعلمون أنّ هذه الزكاة فرضها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على كلّ ذكر وانثى ... (٣).
هدية عائشة
( ٩٤٧ ) عنها : انّ أزواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم اجتمعن عنده فقلن : أيَّتنا بك أسرع
__________________
(١) سنن النسائي ٤ : ١٩٦.
(٢) سنن النسائي ٤ : ١٤٢. المترجم بلغة غير عربية. ويظهر من المترجم انّ بعض العلماء قائل به!!
(٣) سنن النسائي ٥ : ٥٠.
لحوقاً؟ قال : « أطولكنَّ يداً » فأخذن قصبة فجعلن يذرعنها ، فكانت سودة أسرعهنّ به لحوقاً ، فكانت أطولهنَّ يداً ، فكان ذلك من كثرة الصدقة (١).
أقول : كثرة صدقة سودة ( رض ) هي هبتها حقّها لعائشة ( رض ) ، فأهدت لها هذه الهدية ، وإلاّ فمن المعلوم انّ الاَسرع به لحوقاً هي زينب بنت جحش ( رض ) حيث ماتت في امارة عمر ، وأمّا سودة فماتت في امارة معاوية سنة ٥٤ هـ.
طيب المحرم
( ٩٤٨ ) عن عائشة : كأنّي انظر إلى وبيص الطّيب في راس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو محرم (٢).
الوبيص : كالبريق لفظاً ومعنىً كما قيل.
ولها أحاديث متنوعة في ذلك. لكنّ الطّيب حرام للمحرم ، وذهب غلاة المتأوّلين إلى انّه من خصائصه صلىاللهعليهوآلهوسلم!! دون أن يردّوا هذه الاَحاديث الضعيفة.
صلابة عمر في تأويل الكتاب والسنّة
( ٩٤٩ ) عن ابن شهاب ، عن محمّد : انّه حدّثه انّه سمع سعد بن أبي وقاص والضحاك بن قيس عام حجَّ معاوية بن أبي سفيان وهما يذكران أنّ التمتع بالعمرة إلى الحج ، فقال الضحاك : لا يصنع ذلك إلاّ من جهل أمر الله تعالى.
فقال سعد : بئس ما قلت يا ابن أخي.
قال الضحاك : فانّ عمر بن الخطاب نهى عن ذلك.
__________________
(١) سنن النسائي ٥ : ٦٦ ـ ٦٧.
(٢) سنن النسائي ٥ : ١٣٩.
قال سعد : قد صنعها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وصنعناها معه (١).
( ٩٥٠ ) عن ابن عباس : سمعت عمر يقول : والله انّي لاَنهاكم عن المتعة ، وانّها لفي كتاب الله ، ولقد فعلها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ يعني العمرة في الحج ـ المصدر.
كذب معاوية وانكاره الحق
( ٩٥١ ) عن طاوس : قال معاوية لابن عباس : أعلمت أنّي قصَّرت من رأس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عند المروة؟ قال : لا ، يقول ابن عباس : هذا معاوية ينهى الناس عن المتعة وقد تمتع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢).
يقول السندي : والصحيح الذي لا يشكّ فيه والذي نقله الكواف انّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يقصر من شعره شيئاً ولا أحلّ من شيء من احرامه إلى أن حلق بمنى يوم النحر. إلى آخر كلامه في تحكيم بطلان ادعاء معاوية.
( ٩٥٢ ) عن عطاء ، عن معاوية : أخذت من اطراف شعر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بمشقص كان معي بعدما طاف بالبيت وبالصفا والمروة في ايام العشر.
قال قيس : والناس ينكرون هذا على معاوية (٣).
( ٩٥٣ ) عن مسلم بن يسار وعبدالله بن عبيد قالا : جمع المنزل بين عبادة بن الصامت وبين معاوية ، فقال عبادة : نهى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن نبيع الذهب بالذهب والورق بالورق ... فبلغ هذا الحديث معاوية فقام فقال : ما بال رجال يحدّثون أحاديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد صحبناه ولم نسمعه منه!!
فبلغ ذلك عبادة بن الصامت فقام فأعاد الحديث فقال : لنحدّثنَّ بما
__________________
(١) سنن النسائي ٥ : ٢٥٣.
(٢) سنن النسائي ٥ : ١٥٤.
(٣) سنن النسائي ٥ : ٢٤٥.
سمعناه من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإن رُغِمَ معاوية (١).
يقول السندي ردّاً على كلام معاوية : استدلال بالنفي على ردّ الحديث الصحيح بعد ثبوته مع اتفاق العقلاء على بطلان الاستدلال بالنفي وظهور بطلانه بأدنى نظر بل بديهة ، فهذا جرأة عظيمة.
أقول : مدلول الحديث حكم ثابت قطعي ، ولا اظنّ جهل معاوية به.
متعارضان
( ٩٥٤ ) قال سراقة : تمتّع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وتمتّعنا معه ، فقلنا ألنا خاصة أم لاَبد؟ قال : « بل لابد » (٢).
( ٩٥٥ ) عن أبي ذر قال في متعة الحجّ : ليست لكم ولستم منها في شيء ، انّما كانت رخصة لنا أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فهما متعارضان : إلاّ أن تحمل الاولى على متعة النساء.
متعارضة أيضاً
تعارضت الاَحاديث فيما يجوز للمحرم أكله من الصيد (٣) ، كما تعارضت الروايات في نكاح المحرم (٤).
سلطة معاوية
( ٩٥٦ ) عن سعيد بن جبير قال : كنت مع ابن عباس بعرفات ، فقال : ما لي لا أسمع الناس يلبون؟ قلت : يخافون معاوية.
فخرج ابن عباس من فسطاطه ، فقال : لبيك اللّهمّ لبيك لبيك ، فانّهم
__________________
(١) سنن النسائي ٧ : ٢٧٥ ـ ٢٧٦.
(٢) سنن النسائي ٥ : ١٧٩.
(٣) سنن النسائي ٥ : ١٨٢.
(٤) انظر سنن النسائي ٥ : ١٩١.
قد تركوا السنّة من بغض علي (١).
قال السندي في شرحه : اي هو كان يتقيّد بالسنن فهؤلاء تركوها بغضاً له.
أقول : قد ترك معاوية من دينه ما هو أعظم وأكبر من السنن بغضاً لعلي ، فقد قتل كثيراً من الاَبرياء وحارب علياً في صفين ، وقد ثبت انّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعلي : « حربك حربي ».
عقل عبدالله بن عمر
( ٩٥٧ ) عن سالم بن عبدالله : انّ عبدالله بن عمر جاء إلى الحجاج بن يوسف يوم عرفة حين زلت الشمس وأنا معه فقال : الرّواح إن كنت تريد السنّة.
فقال : هذه الساعة.
قال : نعم.
قال سالم : فقلت للحجاج : إن كنت تريد أن تصيب اليوم السنّة فاقصر الخطبة وعجلّ الصلاة.
فقال عبدالله بن عمر : صدق (٢).
أقول : هذا الزنديق الذي يفضّل عبد الملك على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بدعوى أنّ خليفة الرجل أفضل من رسوله يتقرّب عبدالله منه ليصيب من دنياه ويؤيد شرعية ولايته ، فيوصّيه بالسنن وصلاته في أول الوقت! فهذا عقل عبدالله الذي لم يحسن طلاق زوجته ، وقد قال الله تعالى : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النار ) (٣).
__________________
(١) سنن النسائي ٥ : ٢٥٣.
(٢) سنن النسائي ٥ : ٢٥٤.
(٣) هود ١١ : ١١٣.
( ٩٥٨ ) عن هشام بن حسان : أحصوا ما قتل الحجاج صبراً فبلغ مائة ألف وعشرين ألف قتيل (١).
عبد الرحمن بن عوف واصحابه
( ٩٥٩ ) عن ابن عباس : انّ عبد الرحمن بن عوف وأصحاباً له أتوا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بمكة قالوا : يا رسول الله انّا كنّا في عزّ ونحن مشركون ، فلمّا آمنّا صرنا أذلّة.
فقال : « انّي أمرت بالعفو فلا تقاتلوا ».
فلمّا حوّلنا الله إلى المدينة أمرنا بالقتال فكفُّوا ، فأنزل الله عزّ وجلّ : ( ألم ترَ إلى الذين قيل لهم كفّوا أيديكم وأقيموا الصلاة ) (٢) (٣).
رضاعة الكبير!!!
( ٩٦٠ ) عن عائشة : جاءت سهلة بنت سهيل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالت : انّي أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم عليَّ.
قال : « فأرضعيه ».
قالت : وكيف أرضعه وهو رجل كبير.
فقال : « ألستُ أعلم أنّه رجل كبير ... » (٤).
( ٩٦١ ) وعن عروة قال أبى سائر أزواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يدخل عليهنَّ بتلك الرضعة أحد من الناس يريد رضاعة الكبير ... (٥)
أقول : ولعائشة ( رض ) أقوال غريبة عجيبة تنسبها إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومنها رضاعة الكبير التي لم توافق عليها واحدة من الزوجات الطاهرات ،
__________________
(١) صحيح جامع الترمذي ٢ : ٢٤٤.
(٢) النساء ٤ : ٧٧.
(٣) صحيح جامع الترمذي ٣ : ٦.
(٤) سنن النسائي ٦ : ١٠٥.
(٥) سنن النسائي ٦ : ١٠٦.
لكنّ عائشة تأذن للكبار أن يدخلوا عليها بمثل هذه الرضاعة كما مرّ.
ثم انّ رضاعة الكبير إن أُريد بها امتصاص اللبن من ثدي المرأة فهي حرام قطعاً؛ لاَنّ مس شفتي الرجل بثدي المرأة الاجنبية حرام في دين الاسلام ، وإن اُريد بها مجرد شرب لبنها ولو من الاناء فهذا ممّا لا تحصل به الرضاعة المحرّمة. وعلى هذه الاحاديث اعتمد سلمان رشدي الملحد.
( ٩٦٢ ) عن اُمّ سلمة : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا يحرم من الرضاعة إلاّ ما فتق الاَمعاء في الثدي وكان قبل الفطام » (١).
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وغيرهم انّ الرضاعة لا تحرم إلاّ ما كان دون الحولين ، وما كان بعد الحولين الكاملين فانّه لا يحرم شيئاً.
ثلاث تطليقات
( ٩٦٣ ) عن محمود بن لبيد قال : اُخبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن رجل طلّق امرأته ثلاث تطليقات جميعاً ، فقام غضباناً ثم قال : « أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم » حتّى قام رجل وقال : يا رسول الله ألا أقتله (٢)؟
( ٩٦٤ ) عن طاوس : انّ أبا الصهباء جاء إلى ابن عباس فقال : يا ابن عباس ألم تعلم انّ الثلاث كانت على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأبي بكر وصدراً من خلافة عمر ـ رضي الله عنهما ـ ترد إلى الواحدة؟ قال : نعم (٣).
عائشة عصبية تفلق الصحفة
( ٩٦٥ ) عن اُمّ سلمة : انّها يعني أتت بطعام في صحفة لها إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم واصحابه ، فجاءت عائشة متَّزرة بكساء ومعها فهر ففلقت به
__________________
(١) صحيح جامع الترمذي ١ : ٣٣٨.
(٢) سنن النسائي ٦ : ١٤٢.
(٣) سنن النسائي ٦ : ١٤٥.
الصحفة ، فجمع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بين فلقتي الصحفة ويقول : « كلوا غارت اُمّكم مرتين » ثم أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى اُمّ سلمة واعطى صحفة اُمّ سلمة عائشة (١).
الفهر ـ بالكسر ـ : حجر قدر ما يدق به الجوز.
( ٩٦٦ ) عن جسرة بنت دجاجة ، عن عائشة : ما رأيت صانعة طعام مثل صفية أهدت إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم اناء فيه طعام ، فما ملكت نفسي أن كسرتها ، فسألت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن كفّارته فقال : « اناء كاناء وطعام كطعام » (٢).
أقول : المعاوضة تنفي الضمان ولا تنفي حرمة التصرف في مال الغير واتلافه بغير اذنه ، فقد ارتكبت عائشة حراماً في كسر الاناء مرتين ، ثم أنَّ جرأتها في الخروج إلى محضر الرجال ـ في مورد الحديث الاَول ـ وكسر الاناء بمحضر من الاَصحاب شيء اختصت هي به وضعفت عنه أكثر نساء الناس ـ مسلمات وغير مسلمات ـ حتى في القرن العشرين!
وفي حديث : انّها ضربت يد الرسول فسقطت القصعة وانكسرت!
غاية القتال
( ٩٦٧ ) عن أنس ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « اُمرت أن اقاتل الناس حتّى يشهدوا ... » (٣).
أقول الاَحاديث في بيان الغاية ومدخول كلمة حتّى مختلفة جداً في كلّ الصحاح (٤).
من خرج من الطاعة
( ٩٦٨ ) عن أبي هريرة : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من خرج من الطاعة وفارق
__________________
(١) سنن النسائي ٧ : ٧٠ ـ ٧١.
(٢) سنن النسائي ٧ : ٧١.
(٣) سنن النسائي ٧ : ٧٥.
(٤) انظر سنن النسائي : ٧ : ٧٥ وما بعدها إلى ٨١.