على انّه لا يخرج من فيه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلاّ الحق ، ويدلّ عليه قوله تعالى : ( وما ينطق عن الهوى ) (١).
٣ ـ بطلان ظن جمع من الصحابة بانّ النبي بشر يغضب ويرضى فيتكلّم بباطل ـ نعوذ بالله منه ـ فانّه ظن سوء مخالف للقرآن والاعتبار ، فالنبي الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم بشر يغضب ويرضى ولكنّه لا يهجر ولا يهذي لا يتكلم بظلم ولا باطل ، فانّه أسوة الناس في الحكمة والاَدب والتقوى ، فهذا الحديث أصل ، وكلّ ما يخالفه لا بدّ من الحكم بردّه ، والله اعلم.
النهي عن التفسير بالرأي
( ٨٠١ ) عن جندب : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من قال في كتاب الله عزّ وجلّ برأيه فأصاب فقد أخطأ » (٢).
ثلاث يجهلهن عمر
( ٨٠٢ ) عن عمر : ... وثلاث وددت أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يفارقنا حتّى يعهد الينا فيهن عهداً ننتهي إليه : الجَدّ ، والكلالة ، وأبواب من أبواب الربا (٣).
اعتذار الزبير
( ٨٠٣ ) عن عبدالله بن الزبير قال : قلت للزبير : ما يمنعك أن تحدّث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كما يحدّث أصحابه؟ فقال : أما والله ، لقد كان لي منه وجه ومنزلة ، ولكنّي سمعته يقول : « من كذب عليَّ متعمّداً فليتبوأ مقعده من النار » (٤).
__________________
(١) النجم ٥٣ : ٣.
(٢) سنن أبي داود ٣ : ٣١٩.
(٣) سنن أبي داود ٣ : ٣٢٣.
(٤) سنن أبي داود ٣ : ٣١٨.
أقول : ولا ملازمة بين الكذب متعمّداً والحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كما هو واضح ، والظاهر انّ الزبير لم يكن مشتاقاً إلى الحديث ، إلاّ أن يقال انّه كان يعلم من نفسه انّه لو تحدّث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لانجرّ أمره إلى الكذب متعمداً ، فاحتاط في ذلك بترك أصل التحديث.
ليس قول كل صحابي بحجة
وإليك بعض الآراء في ذلك :
١ ـ يقول عمر لاَبي موسى حين ما نقل حديثاً : أقم عليه البينة وإلاّ أوجعتك أو : فوالله لاَوجعن ظهرك وبطنك ، كما في صحيح مسلم.
٢ ـ معاوية لم يقبل حديث عبادة بن صامت ـ كما في صحيح مسلم ـ فإن كان ردّه عناداً فهو يوجب فسقه ، وإن ردّه اجتهاداً ثبت المطلوب ، إن ثبت اجتهاده.
٣ ـ وعن علي : اذا حدّثني عنه ( أي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ) غيره استحلفته ، فإذا حلف صدقته ، كما ورد في سنن ابن ماجة. والتحليف دليل عدم حجية قول الصحابة مطلقاً.
٤ ـ طلب عمر من المغيرة بن شعبة دليلاً على نقل حديث ، فجاء بمحمد بن مسلمة عليه شاهداً ، كما في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة من البخاري.
٥ ـ يقول عمر في حق فاطمة بنت قيس : ما كنّا لندع كتاب ربّنا وسنّة نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم لقول امرأة أحفظت أم لا؟
أقول : ولا بد من أن يقال بمثله في حق عائشة.
كذب ثنتين من ثلاث
ذكر أبو داود في باب شراب العسل حديثين يدلان على تواطؤ عائشة وحفصة على الكذب وصدوره عن أحديهما ، ويدلان أيضاً على انّ سودة
كذبت ضد حفصة بنت عمر (١).
لكلّ داء دواء
( ٨٠٤ ) عن اسامة : ... فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « تداووا فانّ الله عزّ وجلّ لم يضع داء إلاّ وضع له دواء ، غير داء واحد الهرم » (٢).
( ٨٠٥ ) عن أبي الدرداء : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « انّ الله أنزل الداء والدواء وجعل لكلّ داء دواء ، فتداووا ولا تداووا بحرام » (٣).
ولد الزنا
( ٨٠٦ ) عن أبي هريرة : قال رسول الله : « ولد الزنا شر الثلاثة » (٤).
ما خصّ به علي
( ٨٠٧ ) عن علي : انّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نهى عن لبس القسِّي ، وعن لبس المعصفر ، وعن تختم الذهب ، وعن القراءة في الركوع والسجود ، ولا أقول نهاكم (٥).
اشكال آخر على لا نورث
( ٨٠٨ ) عن عبدالله : ... فقالت ( اسماء ) : يا جارية ناوليني جبّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فاخرجت جبّة ... (٦).
عمامة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
( ٨٠٩ ) عن عمرو قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على المنبر وعليه عمامة سوداء
__________________
(١) سنن أبي داود ٣ : ٣٣٤.
(٢) سنن أبي داود ٤ : ٣.
(٣) سنن أبي داود ٤ : ٧.
(٤) سنن أبي داود ٤ : ٢٨.
(٥) سنن أبي داود ٤ : ٤٦ و٤٧ ، وانظر صحيح مسلم بشرح النووي ٧ : ١٧٣ كتاب الزكاة ، حيث اخبره النبي ( ص ) عن الخوارج.
(٦) سنن أبي داود ٤ : ٤٩.
قد أرخى طرفها بين كتفيه (١).
( ٨١٠ ) عن جابر : انّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دخل عام الفتح مكة وعليه عمامة سوداء (٢).
معاوية وعبدالله بن عمرو
( ٨١١ ) عن خالد : ... فقال معاوية للمقدام : أعلِمت انّ الحسن بن علي توفّي؟ فرجَّع المقدام ، فقال له رجل : أتراها مصيبة؟! قال له : ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله في حجره فقال : « هذا منّي وحسين من علي ».
فقال الاسدي ( رجل من بني أسد ) : جمرة أطفأها الله عزّ وجلّ.
فقال المقدام : أما أنا فلا أبرح اليوم حتّى أغيظك ... فانشدك بالله هل تعلم انّ رسول الله نهى عن لبس الذهب؟
قال ( معاوية ) : نعم.
قال : فانشدك بالله هل تعلم انّ رسول الله نهى عن لبس الحرير؟
قال : نعم.
قال : فأنشدك بالله هل تعلم انّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نهى عن لبس جلود السباع والركوب عليها.
قال : نعم.
قال : فوالله لقد رأيت هذا كلّه في بيتك يا معاوية ... (٣).
( ٨١٢ ) عن عبدالله بن عمرو : انّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « من بايع إماماً فأعطاه
__________________
(١) سنن أبي داود ٤ : ٥٤.
(٢) سنن أبي داود ٤ : ٥٣.
(٣) سنن أبي داود ٤ : ٦٧.
صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع ، فان جاء آخر ينازعه فاضربوا رقبة الآخر ».
قلت : انت سمعت هذا من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟
قال : سمعته اذناي ، ووعاء قلبي.
قلت : هذا ابن عمّك معاوية يأمرنا أن نفعل ونفعل.
قال : اطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله (١).
انظر إلى عبدالله كيف خالف قول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لاَجل معاوية.
علم الاَصحاب
( ٨١٣ ) عن حذيفة : قال : قام فينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قائماً فما ترك شيئاً يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلاّ حدّثه ، حفظه من حفظه ونسيه من نسيه ، قد علمه أصحابه هؤلاء ... (٢).
( ٨١٤ ) وعنه : ... والله ما ترك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ من معه ثلثمائة فصاعداً إلاّ قد سمّاه لنا باسمه واسم أبيه واسم قبيلته (٣).
أقول : تصديق هذا الخبر مشكل جداً.
اُمَّة مرحومة
( ٨١٥ ) عن أبي موسى : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « اُمّتي هذه اُمّة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة ، عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل » (٤).
__________________
(١) سنن أبي داود ٤ : ٩٤.
(٢) سنن أبي داود ٤ : ٩١.
(٣) سنن أبي داود ٤ : ٩٢.
(٤) سنن أبي داود ٤ : ١٠٣.
اثنا عشر خليفة
( ٨١٦ ) عن جابر بن سمرة : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « لا يزال هذا الدين قائماً حتّى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلّهم تجتمع عليه الاُمّة » فسمعت كلاماً من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم أفهمه ، قلت لاَبي : ما يقول؟ قال : كلّهم من قريش (١).
أقول : جملة : « كلّهم تجتمع عليه الاُمّة » غير مذكورة في غير هذا السند فلا عبرة بها.
وفي حديث آخر : « لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى اثني عشر خليفة ... ».
المهدي
( ٨١٧ ) عن عبدالله ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم ( لطوّل الله ذلك اليوم ) حتّى يبعث فيه رجلاً منّي ( من أهل بيتي ) يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي ، يملأَ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً جوراً.
وفي حديث سفيان : « لا تذهب ـ أو لا تنقضي ـ الدنيا حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ».
( ٨١٨ ) عن علي ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « لو لم يبق من الدهر إلاّ يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملاَها عدلاً كما ملئت جوراً » (٢).
( ٨١٩ ) عن اُمّ سلمة : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « المهدي من عترتي من ولد فاطمة ».
( ٨٢٠ ) عن أبي سعيد الخدري : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « المهدي منّي ، أجلى الجبهة ، أقنى الاَنف ، يملاَ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً
__________________
(١) سنن أبي داود ٤ : ١٠٣.
(٢) سنن أبي داود ٤ : ١٠٤.
وظلماً ، يملك سبع سنين » (١).
( ٨٢١ ) عن أبي اسحاق : قال علي رضي الله عنه : ونظر إلى ابنه الحسن ، فقال : انّ ابني هذا سيد كما سمّاه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وسيخرج من صلبه رجل يُسمّى باسم نبيكم يشبهه في الخُلُق ولا يشبهه في الخَلق. ثم ذكر قصة يملاَ الاَرض عدلاً.
مجدد الدين
( ٨٢٢ ) عن أبي علقمة ، عن أبي هريرة ـ فيما أعلم ـ عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « انّ الله يبعث لهذه الاُمّة على رأس كلّ مائة سنة من يجدد لها دينها » (٢).
أقول : حدس أبي علقمة غير حجة ، فالحديث غير مسند إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فتأمّل.
العذاب بالاحراق
( ٨٢٣ ) عن عكرمة : انّ عليّاً عليهالسلام أحرق ناساً ارتدوا عن الاسلام ، فبلغ ذلك ابن عباس فقال : لم اكن لاَحرقهم بالنار ، انّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « لا تعذّبوا بعذاب الله » وكنت قاتلهم بقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ... « من بدلّ دينه فاقتلوه » فبلغ ذلك عليّاً عليهالسلام فقال : ويحَ ابن عباس (٣).
أقول : عكرمة ضعيف يكذب على ابن عباس ، على انّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد همَّ أن يحرق بيوت من لم يحضروا الجماعة عليهم كما نقله ارباب الصحاح ، مع انّ عليّاً انّما قتلهم بدخان النار ولم يحرقهم بالنار.
سب الصحابة لا يجوّز القتل
( ٨٢٤ ) عن أبي برزة قال : كنت عند أبي بكر فتغيظ على رجل فاشتد
__________________
(١) سنن أبي داود ١٠٥.
(٢) سنن أبي داود ٤ : ١٠٦ و١٠٧.
(٣) سنن أبي داود ٤ : ١٢٤.
عليه ، فقلت : تأذن لي ... اضرب عنقه؟ ... قال : لا والله ما كانت لبشر بعد محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ... (١).
( ٨٢٥ ) وبسند آخر عنه : اغلظ رجل لاَبي بكر الصديق ... اقتله ، فانتهرني وقال : ليس هذا لاَحد بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢).
أقول : مرّ انّ خالداً سب ابن عوف ولم يعزره النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل نهى عن سبّ أصحابه.
حد المجنونة
( ٨٢٦ ) عن ابن عباس قال اُتي عمر بمجنونة قد زنت فاستشار فيها اُناساً ، فأمر بها عمر أن ترجم ، فمرّ بها ( على ) علي بن أبي طالب ـ رضوان الله عليه ـ ... فقال : ارجعوا بها ، ثم أتاه فقال : يا أمير المؤمنين ، أما علمت انّ القلم رفع عن ثلاثة : عن المجنون حتّى يبرأ ، وعن النائم حتّى يستيقظ ، وعن الصبي حتّى يعقل؟ قال : بلى ... (٣).
وللحديث اسناد والفاظ أخرى.
أقول : يظهر من الحديث انّ جمعاً من المشاورين أيضاً رأوا قتلها وانّ عمر نسي الحديث.
للامام أن يعفو عن الحد اذا ثبت بالاقرار
لاحظ ما يدل عليه في ما ورد في رجم ماعز بن مالك (٤) ، ولاحظ حديث عبدالله (٥).
__________________
(١) سنن أبي داود ٤ : ١٢٨.
(٢) سنن أبي داود ٧ : ١٠٩.
(٣) سنن أبي داود ٤ : ١٣٨.
(٤) سنن أبي داود ٤ : ١٤٣.
(٥) سنن أبي داود ٤ : ١٥٨.
من زنى بجارية امرأته
( ٨٢٧ ) عن النعمان ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الرجل يأتي جارية امرأته ، قال : « ان كانت أحلّتها له جلد مائة ، وإن لم تكن أحلّتها له رجمته » (١).
شارب الخمر متى يقتل
في حديث : انّه يقتل في الخامسة.
وفي حديث : انّه يقتل في الرابعة أو الثالثة.
وفي حديث : انّه يقتل في الثالثة! (٢).
تناقض حول قتل اليهودية
( ٨٢٨ ) عن أنس : انّ امرأة يهودية أتت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بشاة مسمومة ... فقالوا : ألا نقتلها. قال : « لا » (٣).
( ٨٢٩ ) عن جابر : ... فعفا عنها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يعاقبها.
( ٨٣٠ ) عن أبي سلمة : ... فأمر بها رسول الله فقتلت!
( ٨٣١ ) عن أبي هريرة : .... فأمر بها رسول الله فقتلت ، وكذا في حديث أمّ مبشر (٤).
٧٣ فرقة
( ٨٣٢ ) عن أبي هريرة : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « افترقت اليهود على ثنتين وسبعين فرقة ، وتفرّقت النصارى على إحدى وسبعين أو ثنتين وسبعين فرقة ، وتفترق اُمّتي على ثلاث وسبعين فرقة » (٥).
__________________
(١) سنن أبي داود ٤ : ١٥٦.
(٢) انظر سنن أبي داود ٤ : ١٦٣.
(٣) سنن أبي داود ١٧٢.
(٤) سنن أبي داود ٤ : ١٧٢ و١٧٤.
(٥) سنن أبي داود ٤ : ١٩٧ ، وانظر سنن أبي ماجة رقم ٣٩٩١ ، وليس فيه عن النصارى ذكر.
( ٨٣٣ ) عن معاوية بن أبي سفيان : انّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قام فينا فقال : « ألا انّ من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة ، وانّ هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين ، ثنتان وسبعين في النار واحدة في الجنة ، وهي الجماعة ... » (١).
أقول : ومراد معاوية من الجماعة جماعته! وعلى كلّ انّه ينافي ما مرّ من انّ أُمّته مرحومة ، ومن انّه لا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من الايمان. والمهم انّ تطبيقه على أهل الكتاب غير ممكن ، إذ ليس لهم ( ٧٢ ) أو ( ٧١ ) فرقة ، والمسلمون أيضاً ليسوا ( ٧٣ ) فرقة ، فالمظنون انّ الحديثين موضوعان.
( ٨٣٤ ) وعن عوف بن مالك : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة ، فواحدة في الجنة وسبعون في النار ، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة ، فاحدى وسبعون في النار وواحد في الجنة ، والذي نفس محمّد بيده لتفترقنَّ أُمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار ».
قيل : يا رسول الله من هم؟ قال : « الجماعة » (٢).
والمتبادر من الجماعة هي جماعة جمعوا على امارة معاوية بعد شهادة علي.
( ٨٣٥ ) عن أنس بن مالك : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « انّ بني اسرائيل افترقت على احدى وسبعين فرقة ، وانّ اُمّتي ستفرق على ثنتين وسبعين فرقة ، كلّها في النار إلاّ واحدة هي الجماعة.
__________________
(١) سنن أبي داود ٤ : ١٩٧.
(٢) سنن ابن ماجة رقم ٣٩٩٢.
أقول : والمراد من الافتراق ليس هو الافتراق في الفروع الفقهية اتفاقاً ولا الاختلاف في سائر الامور العلمية والاعتقادية الجزئية التي لا تؤثر في دخول النار ، فالمراد منه هو الاختلاف في الاصول الاعتقادية الموجبة لدخول النار ، وعليه فلا وجود لهذه الفرق بهذا العدد بين اليهود والنصارى كما قلنا ، ولا بين المسلمين أي أهل القبلة والمقرين بالوحدانية والرسالة حتّى الآن.
( ٨٣٦ ) وعن عبدالله بن عمر : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ليأتينَّ على اُمّتي ما أتى على بني اسرائيل حذو النعل بالنعل ، حتّى إن كان منهم من أتى اُمّه علانية لكان في أُمّتي من يصنع علانية ، وان بني اسرائيل تفرّقت على ثنتين وسبعين ملّة ، وتفترق أُمّتي على ثلاث وسبعين ملّة ، كلهم في النار إلاّ ملّة واحدة ».
قال : من هي يا رسول الله؟
قال : « ما أنا عليه وأصحابي » (١).
أقول : عرفت في هذا الكتاب انّ الاَصحاب على قسمين ، فالمراد من : « ما أنا عليه وأصحابي » المهتدين العاملين بسنّته « إن صح الحديث.
( ٨٣٧ ) عن أبي ذر : انّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « أتاني جبرائيل فبشّرني انّه من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ».
قلت : وان زنى وان سرق؟
قال : « نعم » (٢).
( ٨٣٨ ) وعن عبادة : انّه سمع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « من شهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله حرّم الله عليه النار » (٣).
__________________
(١) جامع الترمذي ٢ : ٣٣٤.
(٢) جامع الترمذي ٢ : ٣٣٥.
(٣) جامع الترمذي ٢ : ٣٣٣.
( ٨٣٩ ) وعن أبي هريرة : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لكلّ نبي دعوة مستجابة ، وانّي اختبأت دعوتي شفاعة لاَمّتي وهي نائلة إن شاء الله ، من مات منهم لا يشرك بالله شيئاً (١).
أوتيت الكتاب ومثله
( ٨٤٠ ) عن المقدام ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ألا انّي اوتيت الكتاب ومثله معه ، لا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فاحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرّموه » (٢).
أقول : فلا يجوز أن نقول حسبنا كتاب الله.
اعظم المسلمين جرماً
( ٨٤١ ) عن سعد : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « انّ أعظم المسلمين جرماً من سأل عن أمر لم يحرم فحرم على الناس من أجل مسألته » (٣).
هل علي خليفة وهل له فضل؟
( ٨٤٢ ) عن أبي بكرة : انّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال ذات يوم : « من رأى منكم رؤيا »؟ فقال رجل : أنا ، رأيت كأنّ ميزاناً نزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت أنت بأبي بكر ، ووزن عمر وأبو بكر فرجح أبو بكر ، ووزن عمر وعثمان فرجح عمر ، ثم رفع الميزان ، فرأينا الكراهية في وجه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (٤).
( ٨٤٣ ) عن جابر : انّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « اُري الليلة رجل صالح أنّ أبا بكر نيط برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونيط عمر بأبي بكر ، ونيط عثمان بعمر ».
__________________
(١) صحيح جامع الترمذي ٣ : ١٨٧.
(٢) سنن أبي داود ٤ : ١٩٩ كتاب السنة.
(٣) سنن أبي داود ٤ : ٢٠١.
(٤) سنن أبي داود ٤ : ٢٠٧.
قال جابر : فلمّا قمنا من عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : قلنا : أمّا الرجل الصالح فرسول الله ، وأمّا تنوُّط بعضهم ببعض فهم ولاة هذا الاَمر الذي بعث الله به نبيه (١).
( ٨٤٤ ) عن سمرة بن جندب : انّ رجلاً قال : يا رسول الله ، رأيت كأنَّ دلواً دُلِّي من السماء ، فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها فشرب شرباً ضعيفاً ، ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها فشرب حتّى تضلع ، ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فشرب حتّى تضلع ، ثم جاء علي فأخذ بعراقيها فانتشطت وانتضع عليه منها شيء (٢).
( ٨٤٥ ) عن ابن عمر : كنّا نقول في زمن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا نعدل بأبي بكر أحداً ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم نترك أصحاب النبي لا تفاضل بينهم (٣).
أقول : والعجب من ابن عمر كيف نسي فضائل معاوية وابنه أمير المؤمنين يزيد؟!
( ٨٤٦ ) عن محمّد بن الحنفية : قلت لاَبي : أي الناس خير بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ قال : أبو بكر.
قلت : ثمَ من.
قال ثم عمر.
قال ثم خشيت أن أقول ثم مَن؟ فيقول عثمان ، فقلت : ثم أنت يا أبة؟
قال : ما أنا إلاّ رجل من المسلمين (٤) !
أقول : فليكن علي شاكراً لله حيث عدوه من المسلمين!!
__________________
(١) سنن أبي داود ٤ : ٢٠٨.
(٢) سنن أبي داود ٤ : ٢٠٨.
(٣) سنن أبي داود ٤ : ٢٠٥.
(٤) سنن أبي داود ٤ : ٢٠٦.
( ٨٤٧ ) عن سفينة : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « خلافة النبوة ثلاثون سنة ، ثم يؤتي الله الملك ( ملكه ) من يشاء » ...
قال سعيد : قلت لسفينة : انّ هؤلاء يزعمون انّ علياً ـ عليهالسلام ـ لم يكن بخليفة.
قال : كذبت أستاه بني الزرقاء يعني بني مروان (١).
أقول : الزاعمون غير منحصرين ببني مروان ، بل هم كثيرون ، بل جماعة منهم يرون علياً مستحقاً للسبّ ، كما مرّ عن معاوية.
( ٨٤٨ ) وعن رياح بن الحارث : انّ قيس بن علقمة سبّ وسبّ ، فقال سعيد : من يسب هذا الرجل؟ قال : يسبّ عليّاً (٢).
وأبو داود لم يذكر حديثاً في فضل علي في سننه مقصوداً بالذات ، ولكن ذكر ما يدلّ على اهانته.
العشرة المبشرة
( ٨٤٩ ) عن عبد الرحمن : انّه كان في المسجد فذكر رجل عليّاً عليهالسلام ، فقام سعيد بن زيد فقال : اشهد على رسول الله أنّي سمعته يقول عشرة في الجنة ، النبي في الجنة ، وأبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وعلي في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير في الجنة ، وسعد بن مالك في الجنة ، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ، ولو شئت لسميت العاشر في الجنة ، فسكت.
قال : فقالوا : من هو؟
فقال : هو سعيد بن زيد!
__________________
(١) سنن أبي داود ٤ : ٢١٠ كتاب السنة.
(٢) سنن أبي داود ٤ : ٢١٢.
الظاهر انّ المراد برجل هو معاوية حين قدم من الشام إلى الكوفة بعد شهادة علي فسبّه. وانظر ص٥٠٤ هذا الكتاب أيضاً.
كذبة جلية
لاحظ ما يقصّ أنّ الاسقف وجد عمر وعثمان وعليّاً في كتابه ويخبر عن حالهم ، وأنّ عمر يعلم أنّ وصيّه عثمان (١).
إكفار مسلم
( ٨٥٠ ) عن ابن عمر : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أيّما رجل مسلم أكفر رجلاً مسلماً ، فان كان كافراً ، وإلاّ كان هو الكافر (٢).
أول ما خلق الله
( ٨٥١ ) عن أبي حفصة : قال عبادة الصامت لابنه : ... سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « انّ أول ما خلق الله القلم ، فقال له : اكتب ، قال : رب وماذا أكتب؟ قال : اكتب مقادير كلّ شيء حتّى تقوم الساعة ... » (٣).
الخوارج
لاحظ ما ورد في حقهم ، وما قاله النبي الاَكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي فيهم (٤).
حدّ القتال
( ٨٥٢ ) عن سعيد بن زيد ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون أهله أو دون دمه أو دون دينه فهو شهيد » (٥).
أقول : إذا علم الانسان بقتله في اثناء الدفاع عن المال فلا يجوز
__________________
(١) سنن أبي داود ٤ : ٢١٣.
(٢) سنن أبي داود ٤ : ٢٢٠.
(٣) سنن أبي داود ٤ : ٢٢٥ كتاب السنة.
(٤) سنن أبي داود ٤ : ٢٤٣ ـ ٢٤٦ آخر كتاب السنة.
(٥) سنن أبي داود ٤ : ٢٤٧ آخر كتاب السنة.
القتال؛ لانّ حفظ النفس أهم من حفظ المال ، فيحمل الحديث على فرض اتفاق وقوع القتل بلا علم به ، وأمّا في الدفاع عن الاَهل ففيه تفصيل وبحث.
من أخلاق الاسلام
( ٨٥٣ ) عن همام : جاء رجل فأثنى على عثمان في وجهه ، فأخذ المقداد بن الاَسود تراباً فحثا في وجهه ، وقال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إذا لقيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب » (١).
الحاد الحجاج
( ٨٥٤ ) عن الربيع : سمعت الحجاج يخطب فقال في خطبته : رسول أحدكم في حاجته أكرم عليه أم خليفته في أهله ... (٢)
أقول : يريد به ـ لعنه الله ـ انّ عبد الملك ـ وكذا معاوية ويزيد و ... ـ أكرم على الله من رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
أمانة المجالس
( ٨٥٥ ) عن جابر : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « المجالس بالاَمانة إلاّ ثلاثة مجالس : سفك دم حرام ، أو فرج حرام ، أو اقتطاع مال بغير حق » (٣).
جواز الانتقام
( ٨٥٦ ) عن أبي هريرة : انّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « المستبَّان ما قالا فعلى البادئ منهما ، ما لم يعتد المظلوم » (٤).
__________________
(١) سنن أبي داود ٤ : ٢٥٥ كتاب الاَدب.
(٢) سنن أبي داود ٤ : ٢٠٩ كتاب السنة.
(٣) سنن أبي داود ٤ : ٢٦٩ كتاب الاَدب.
(٤) سنن أبي داود ٤ : ٢٧٤.
أقول : يظهر منه جواز سبّ الثاني انتقاماً ، وهو المستفاد من القرآن الكريم ، وهذا من اصول الحقوق في الاسلام : ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) (١) ، نعم لا بدّ من تخصيص هذا الاَصل بما إذا لم نعلم عدم رضا الشارع بالانتقام كالزنا واللواط ومقدماتهما وأمثال ذلك.
جواز الكذب في ثلاث
( ٨٥٧ ) عن بنت عقبة : ما سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يرخص في شيء من الكذب إلاّ في ثلاث ، كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « لا أعده كاذباً : الرجل يصلح بين الناس يقول القول ولا يريد به إلاّ الاصلاح ، والرجل يقول في الحرب ، والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها » (٢).
الاختلاف
هل يجوز الجمع بين اسم النبيصلىاللهعليهوآلهوسلموكنيته ( أبو القاسم )؟ الروايات فيه مختلفة(٣).
تسبيح فاطمة
لاحظ فضله في كتاب الادب (٤).
الوصاة
( ٨٥٨ ) عن مسلم : ... ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أما انّي سأكتب لك بالوصاة بعدي » قال : ففعل وختم عليه ودفعه اليَّ ... (٥)
__________________
(١) البقرة ٢ : ١٩٤.
(٢) سنن أبي داود ٤ : ٢٨٢.
(٣) سنن أبي داود ٤ : ٢٩٤ ـ ٢٩٣ كتاب الادب.
(٤) سنن أبي داود ٤ : ٣١٨ كتاب الادب.
(٥) سنن أبي داود ٤ : ٣٢٣ ح٥٠٨٠ كتاب الادب.
آخر كلام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
( ٨٥٩ ) عن أم موسى ، عن علي عليهالسلام قال : كان آخر كلام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الصلاة الصلاة. اتقوا الله فيما ملكت ايمانكم (١).
تصرفات عمر باجتهاده
١ ـ عن ابن عباس : بلى كان الرجل إذا طلّق امرأته ثلاثاً قبل أن يدخل بها جعلوها واحدة على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأبي بكر وصدراً من امارة عمر ، فلمّا رأى الناس قد تتابعوا فيها قال : اجيزوهن عليهم ( سنن أبي داود ).
٢ ـ انّه أبطل مشروعية التيمم ويفتي بترك الصلاة عند عدم الماء. كما مرّ.
٣ ـ ردّه متعة الحج كما سبق وقال : قد علمت انّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فعله واصحابه ولكنّي كرهت ... وكذا متعة النساء.
٤ ـ عن جابر : بعنا اُمّهات الاَولاد على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأبي بكر ، فلما كان عمر نهانا فانتهينا ( كتاب العتق سنن أبي داود ).
٥ ـ انّه جعل حدّ شارب الخمر ثمانين جلدة.
( ٨٦٠ ) عن شعيب ، عن أبيه قال : كانت قيمة الدية على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثمانمائة دينار أو ثمانية آلاف درهم ... حتّى استخلف عمر رحمهالله ففرضها عمر على أهل الذهب ألف دينار ، وعلى أهل الورق اثني عشر الفاً ، وعلى أهل البقر مائتي بقرة ، وعلى أهل الشياة ألفي شاة (٢).
كلام حول سنن أبي داود
انّه لم يخرّج حديثاً في فضل علي مقصوداً بالذات ، ولكنّه ذكر جملة
__________________
(١) سنن أبي داود ٤ : ٣٤٢ كتاب الادب.
(٢) سنن أبي داود ٤ : ١٨٣ كتاب الديات.
عليهالسلام في حقّ علي في عدة من الموارد (١) ، وجملة عليهاالسلام في حقّ فاطمة (٢) ، والظاهر أنّ استعمالها في لسان الرواة كان شائعاً فلم يحذفها أبو داود.
__________________
(١) انظر سنن أبي داود ٣ : ٤٨ ، ٢١١ ، ٣٠٠ ، ٣٢٤ وغيرها.
(٢) انظر سنن أبي داود ٣ : ١٤٢ ، ١٤٣.
المقصد الرابع
فـي أحـاديث صـحيـح جـامع التـرمـذي