الناسخ والمنسوخ

أبي عبيد القاسم بن سلام الهروي

الناسخ والمنسوخ

المؤلف:

أبي عبيد القاسم بن سلام الهروي


المحقق: محمد بن صالح المديفر
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتبة الرشد للنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١٢

١
٢

بسم الله الرحمن الرحيم

قرأت على الشيخ الصالح بقية المشايخ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن حامد بن مفرح بن غياث الأرياحي عن أبي الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي قال : أنبأنا أبو الحسن عبد الباقي بن أبي الفتح فارس بن أحمد بن موسى المقرئ الحمصي بخطه بمصر قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد ابن عبيد بن موسى الرشا قراءة عليه وأنا أسمع سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الموت قال : أخبرنا علي بن عبد العزيز البغدادي (١) بمكة سنة أربع وثمانين ومائتين قال : حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال باب فضل ....

__________________

(١) علي بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور البغدادي أبو الحسن البغوي نزيل مكة صاحب أبي عبيد ، الإمام الحافظ الصدوق ، ولد سنة بضع وتسعين ومائة ، قال ابن أبي حاتم : كتب إلينا بحديث أبي عبيد وكان صدوقا. توفي سنة ست وثمانين ومائتين.

انظر : ( سير أعلام النبلاء ١٣ / ٣٤٨ ، ٣٤٩ ـ معجم الأدباء ١٤ / ١١ ـ ١٤ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٢٢ ، ٦٢٣ ).

٣

باب

فضل علم ناسخ القرآن ومنسوخه وتأويل النسخ في التنزيل والآثار

١ ـ قال (١) : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي (٢) قال : حدثنا سفيان (٣) عن أبي حصين (٤) عن أبي عبد الرحمن السّلمي (٥) أنّ عليّ بن أبي طالب ـ رضي‌الله‌عنه (٦) ـ مرّ بقاصّ يقص فقال : هل علمت الناسخ والمنسوخ؟ قال : لا ، قال : هلكت وأهلكت (٧).

__________________

(١) أي أبو عبيد.

(٢) عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري مولاهم أبو سعيد البصري ، ثقة ، ثبت حافظ ، من التاسعة ، مات سنة ثمان وتسعين وهو ابن ثلاث وسبعين سنة.

( التقريب ١ / ٤٩٩ ).

(٣) سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ، أبو عبد الله الكوفي ، ثقة حافظ فقيه ، عابد إمام حجة ، من رءوس الطبقة السابعة ، وكان ربما دلّس ، مات سنة إحدى وستين ومائة وله أربع وستون.

( التقريب ١ / ٣١١ ).

(٤) أبو حصين : هو عثمان بن عاصم بن حصين الأسدي الكوفي ، ثقة ، ثبت سنّي ، وربما دلس ، مات سنة سبع وعشرين ومائة.

( التقريب ٢ / ١٠ ).

(٥) أبو عبد الرحمن السلمي هو عبد الله بن حبيب بن ربيعة ـ بفتح الموحدة وتشديد الياء ـ الكوفي المقري ، ثقة ، ثبت ، مات بعد السبعين. ( التقريب ١ / ٤٠٨ ).

(٦) علي بن أبي طالب : ابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وزوج ابنته ، من السابقين الأولين ، وأحد العشرة ، مات في رمضان سنة أربعين ، وهو يومئذ أفضل الأحياء من بني آدم بالأرض بإجماع أهل السنة ، وله ثلاث وستون سنة. ( التقريب ٢ / ٣٩ ).

(٧) روى نحوه البيهقي في السنن الكبرى ، كتاب آداب القاضي « باب : إثم من أفتى أو قضى بالجهل » ١٠ / ١١٧ ـ وروى نحوه النحاس في ناسخه المخطوط ورقة ٤ ، ورواه الحافظ ابن أبي خيثمة في كتاب العلم ـ وقال الألباني : إسناده صحيح علي شرط الشيخين.

انظر : ( كتاب العلم للحافظ ابن أبي خيثمة ص ١٤٠ تحقيق الألباني ).

٤

٢ ـ أخبرنا علي (١) ، قال : حدثنا أبو عبيد ، قال : حدثنا محمد بن ربيعة الرؤاسي (٢) عن سلمة بن نبيط الأشجعي (٣) عن الضحاك بن مزاحم (٤) عن ابن عباس (٥) أنه رأى قاصا يقص ، فقال مثل مقالة علي سواء (٦).

٣ ـ أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا عبد الله بن صالح الجهني (٧) عن معاوية بن صالح الحضرمي (٨) عن على بن

__________________

(١) قد مر له ترجمة انظر ص (٣).

(٢) محمد بن ربيعة الرؤاسي : الكوفي أبو عبد الله ابن عم وكيع ، صدوق ، من التاسعة ، مات بعد التسعين.

( التقريب ٢ / ١٦٠ ).

(٣) سلمة بن نبيط ( بنون موحدة مصغرا ) بن شريط الأشجعى ، أبو فراس الكوفي ، ثقة ، يقال اختلط.

( التقريب ١ / ٣١٩ ).

(٤) الضحاك بن مزاحم الهلالى أبو القاسم أو أبو محمد الخراساني ، صدوق ، كثير الإرسال ، من الخامسة ، مات بعد المائة.

( التقريب ١ / ٣٧٣ ).

(٥) ابن عباس : عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولد قبل الهجرة بثلاث سنين ، ودعا له الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بالفهم في القرآن فكان يسمى البحر ، والحبر ، لسعة علمه ، مات سنة ثمان وستين بالطائف.

( التقريب ١ / ٤٢٥ ).

(٦) روى نحوه النحاس في مقدمة الناسخ والمنسوخ ، المخطوط ورقة ٤.

(٧) عبد الله بن صالح الجهني : أبو صالح المصري ، كاتب الليث ، صدوق ، كثير الغلط ، ثبت في كتابه ، وكانت فيه غفلة ، ولد سنة ثلاث وسبعين ومائة ، ومات سنة مائتين واثنتين وعشرين ، وله خمس وثمانون سنة.

( التهذيب ٥ / ٢٥٦ ، والتقريب ١ / ٤٢٣ ).

(٨) معاوية بن صالح بن حدير بن سعيد بن سعد بن فهر الحضرمي الحمصي ، أحد الأعلام وقاضي الأندلس ، قال يحيى بن معين : ثقة ، وقال العجلي والنسائي : ثقة ، وقال أبو زرعة : ثقة محدث ، وقال ابن حجر : صدوق له أوهام ، مات سنة ثمان وخمسين ومائة.

( التهذيب ١٠ / ٢٠٩ ، والتقريب ٢ / ٢٥٩ ).

٥

أبي طلحة (١) عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما في قوله عزوجل : ( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) (٢). قال أبو عبيد : المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ومقدمه ومؤخره وحلاله وحرامه وأمثاله قال : فأما قوله عزوجل : ( وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ ) (٣) فإنه يعني تأويله يوم القيامة لا يعلمه إلا الله (٤).

٤ ـ أخبرنا علي قال حدثنا أبو عبيد قال حدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله عزوجل : ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ ) (٥). قال : المحكمات ناسخه ، وحلاله ، وحرامه ، وفرائضه ، وما يؤمن به ويعمل به ، والمتشابهات : منسوخه ، ومقدمه ، ومؤخره ، وأمثاله ، وأقسامه ، وما يؤمن به ولا يعمل به قال : وقال ابن عباس في قوله عزوجل : ( ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ) (٦) قال : ما نبدّل من آية ، أو ( ننسها ) قال : نتركها لا نبدّلها. قال : وقول الله عزوجل : ( يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ ) (٧) يقول :

__________________

(١) علي بن أبي طلحة : اسمه سالم بن المخارق الهاشمي ، يكنّى أبا الحسن ، أصله من الجزيرة وانتقل إلى حمص ، روى عن ابن عباس ولم يسمع منه بينهما مجاهد وأبو الوداك جبر بن نوف وراشد بن سعد المقرئي والقاسم بن محمد وغيرهم ، ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر : صدوق قد يخطئ ، مات سنة ثلاث وأربعين ومائة. ( التهذيب ٧ / ٣٣٩ ، والتقريب ٢ / ٣٩ ).

قال السيوطي في إتقانه : فمن جيدها ـ أي طرق الرواية عن ابن عباس ـ طريق علي بن أبي طلحة الهاشمي عنه ، ثم قال : وقال قوم : لم يسمع ابن أبي طلحة من ابن عباس ، وإنما أخذه عن مجاهد أو سعيد ابن جبير ، قال ابن حجر : بعد أن عرفت الواسطة وهو ثقة فلا ضير في ذلك.

( الإتقان ٢ / ٢٤١ ).

(٢) البقرة آية (٢٦٩).

(٣) آل عمران آية (٧).

(٤) رواه الطبري مفرقا في جامع البيان ج ٥ ، ٦ الأثر ( ٦١٧٧ ، ٦٦٢٣ ) ص ٥٧٦ ، ١٩٩ تحقيق أحمد ومحمود محمد شاكر.

(٥) آل عمران آية (٧).

(٦) البقرة آية (١٠٦).

(٧) الرعد آية (٣٩).

٦

يبدل من القرآن ما يشاء فينسخه ويثبت ما يشاء فلا يبدله. ( وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ) (١) يقول : وجملة ذلك عنده في أم الكتاب ، الناسخ والمنسوخ (٢).

٥ ـ أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال حدثنا حجاج (٣) عن ابن جريج (٤) عن مجاهد (٥) في قوله عزوجل : ( ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها ) قال : نثبت خطها ونبدل حكمها (٦).

٦ ـ قال : وقال عطاء (٧) قوله عزوجل : ( ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ) يقول :

__________________

(١) الرعد آية ٣٩.

(٢) روى نحوه الطبري في جامع البيان ـ البقرة ج ٢ أثر (١٧٤٧) و (١٧٥٩) ص ٤٧٣ ، ٤٧٦ ، الرعد ج ١٦ أثر (٢٠٤٨٩) ص ٤٨٥ تحقيق محمود وأحمد شاكر.

(٣) حجاج بن محمد المصيصي ( بكسر الميم وتشديد الصاد ويقال بفتح الميم وتخفيف الصاد ) أبو محمد مولى سليمان بن مجالد وهو ترمذي الأصل ، سكن بغداد ثم تحول إلى المصيصة. قال علي بن المديني والنسائي : ثقة ، ووثقه مسلم والعجلي ، وقال ابن حجر في تقريبه : ثقة ثبت لكنه اختلط في آخر عمره لما قدم بغداد قبل موته ، مات سنة ست ومائتين.

( التهذيب ٢ / ٢٠٥ ، التقريب ١ / ١٥٤ ).

(٤) ابن جريج : هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم ، أصله رومي. ذكره ابن حبان في الثقات وقال كان من فقهاء أهل الحجاز وقرائهم ومتقنيهم وكان يدلس. وقال في التقريب : ثقة فقيه فاضل وكان يدلس ويرسل مات سنة خمسين ومائة أو بعدها وقد جاوز السبعين ، وقيل جاوز المائة.

( التهذيب ٦ / ٤٠٢ ، التقريب ١ / ٥٢٠ ).

(٥) مجاهد بن جبر المكي أبو الحجاج المخزومي المقرئ مولى السائب بن أبي السائب ، قال ابن معين وأبو زرعة : ثقة. وقال ابن سعد : كان ثقة فقيها عالما كثير الحديث ، وقال هو عن نفسه : قرأت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم نزلت وكيف كانت. وقال في التقريب : ثقة إمام في التفسير وفي العلم ، مات سنة إحدى ومائة وله ثلاث وثمانون.

( التهذيب ١٠ / ٤٢ ، التقريب ٢ / ٢٢٩ ).

(٦) رواه الطبرى في جامع البيان ج ٢ أثر رقم (١٧٥٠) ص ٤٧٣ تحقيق محمود وأحمد شاكر.

(٧) عطاء بن أبي رباح اسمه أسلم القرشي مولاهم أبو محمد المكى ، ذكره ابن حبان في الثقات وقال كان من سادات التابعين فقها وعلما وورعا وفضلا ، وقال في التقريب : ثقة فقيه فاضل ، لكنه كثير الإرسال ، من الثالثة ، مات سنة أربع عشرة ومائة على المشهور.

( التهذيب ٧ / ١٩٩ ، التقريب ٣ / ٧٠ ).

٧

ما نزل من القرآن. قال : وقوله : ( أو ننسأها ) قال : نؤخرها فلا تكون (١). قال أبو عبيد : هكذا قراءة عطاء (٢).

٧ ـ أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا هشيم (٣) ومروان ابن معاوية الفزاري (٤) كلاهما عن عبد الملك بن أبي سليمان (٥) عن عطاء في قوله : ( ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها ) قال : نؤخرها.

٨ ـ أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا يزيد (٦) عن جرير

__________________

(١) رواه الطبري في جامع البيان بمعناه إلا أنه لم يذكر ( فلا تكون ) ( الطبري ج ٢ الأثر رقم (١٧٦٣) ص ٤٧٧ تحقيق محمود وأحمد شاكر ).

(٢) أي بفتح النون الأولى وإسكان الثانية وفتح السين وهمزة بعدها.

(٣) هشيم : بالتصغير ابن بشير ( بوزن عظيم ) ابن القاسم بن دينار السلمي ، أبو معاوية بن أبي خازم ، بمعجمتين ، الواسطي ، ثقة ، ثبت ، كثير التدليس ، والإرسال الخفي ، من السابعة ، مات سنة ثلاث وثمانين ومائة وقد قارب الثمانين.

( التقريب ٢ / ٣٢٠ ).

(٤) مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن الفزارى أبو عبد الله الكوفي الحافظ ، سكن مكة ودمشق ، قال الذهبي في ميزانه : ثقة عالم صاحب حديث لكن يروي عمن دب ودرج فسيتأنى في شيوخه ، وقال ابن نمير : كان يلتقط الشيوخ من السكك ، وقال في التقريب : ثقة حافظ وكان يدلس أسماء الشيوخ ، مات سنة ثلاث وتسعين ومائة.

( التهذيب ١٠ / ٩٨ ، الميزان ٤ / ٩٤ ، التقريب ٢ / ٢٣٩ ).

(٥) عبد الملك بن أبي سليمان : ميسرة العرزمي ، بفتح المهملة وسكون الراء وبالزاي المفتوحة ، صدوق له أوهام ، من الخامسة ، مات سنة خمس وأربعين ومائة.

( التقريب ١ / ٥١٩ ).

(٦) يزيد بن أبي حبيب اسمه سويد الأزدي مولاهم ، أبو رجاء المصري ، ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن سعد : كان ثقة كثير الحديث ، وقال العجلي : مصري تابعي ثقة ، وقال ابن سعد : كان أول من أظهر العلم بمصر والكلام في الحلال والحرام ، مات سنة ثمان وعشرين ومائة ، وقال في التقريب : ثقة فقيه وكان يرسل.

( التهذيب ١١ / ٣١٨ ، التقريب ٢ / ٣٦٣ ).

٨

ابن حازم (١) عن حميد الأعرج (٢) عن مجاهد مثل قول عطاء : ( ننسأها ) نؤخرها (٣).

٩ ـ أخبرنا علي قال حدثنا أبو عبيد قال حدثنا حجاج (٤) عن ابن جريج عن مجاهد وعطاء أنهما قرءاها : ( ما ننسخ من آية أو ننسأها ) (٥).

١٠ ـ أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا حجاج (٦) عن ابن جريج عن عبد الله بن كثير (٧) عن علي الأزدي (٨) عن عبيد بن عمير الليثي (٩) أنه قرأها كذلك : ( أو ننسأها ) (١٠).

__________________

(١) جرير بن حازم بن عبد الله بن شجاع الأزدي ثم العتكي أبو النضر البصري ، ثقة ، لكن في حديثه عن قتادة ضعف وله أوهام إذا حدث من حفظه ، ولم يحدث في حال اختلاطه ، مات سنة مائة وخمس وسبعين.

( التهذيب ٢ / ٦٩ ، التقريب ١ / ١٢٧ ).

(٢) حميد الأعرج : هو حميد بن قيس الأعرج المكي أبو صفوان القارئ الأسدي مولاهم ، قال ابن حجر : ليس به بأس ، مات سنة مائة وثلاثين.

( التهذيب ٢ / ٤٦ ، التقريب ١ / ٢٠٣ ).

(٣) رواه الطبري في جامع البيان بلفظ « أو ننسأها » نرجئها ونؤخرها.

( الطبري ج ٢ الأثر (١٧٦٥) ص ٤٧٧ تحقيق محمود وأحمد محمد شاكر ).

(٤) هو حجاج بن محمد المصيصي.

(٥) رواه الطبري في جامع البيان ج ٢ الأثران (١٧٦٣) و (١٧٦٥) ص ٤٧٧ تحقيق محمود وأحمد شاكر.

(٦) هو حجاج بن محمد المصيصي.

(٧) عبد الله بن كثير الداري المكي أبو معبد القاري مولى عمرو بن أبي علقمة الكناني قال علي بن المديني : كان ثقة ، وقال ابن عيينة : لم يكن بمكة أقرأ منه ومن حميد بن قيس ، وقال في التقريب : صدوق.

( التهذيب ٥ / ٣٦٧ ، التقريب ١ / ٤٤٢ ).

(٨) علي الأزدي : هو علي بن عبد الله الأزدي أبو عبد الله بن أبي الوليد البارقي ، قال الذهبي : احتج به مسلم ، ما علمت لأحد فيه جرحة وهو صدوق. وقال ابن حجر : صدوق ربما أخطأ ، من الثالثة.

( التهذيب ٧ / ٣٥٨ ، الميزان ٣ / ١٤٢ ـ التقريب ٢ / ٤٠ ).

(٩) عبيد بن عمير الليثي : هو عبيد بن عمير بن قتادة الليثي ، أبو عاصم المكي ، ولد على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قاله مسلم ، وعدّه غيره في كبار التابعين ، وكان قاصّ أهل مكة ، مجمع على ثقته ، مات قبل ابن عمر ، قال ابن حبان في الثقات مات سنة ٦٨.

( التهذيب ٧ / ٧١ ، التقريب ١ / ٥٤٤ ).

(١٠) رواه الطبري في جامع البيان ـ بلفظ : ( أو ننسأها ) إرجاؤها وتأخيرها.

انظر : ( جامع البيان ج ٢ ص ٤٧٧ أثر (١٧٦٧) تحقيق محمود وأحمد شاكر ).

قلت : قد اجتمع في رواية الطبري الأمران القراءة والتفسير لها.

٩

قال أبو عبيد فمن قرأ هذه القراءة التي قرأ بها عبيد بن عمير ومجاهد وعطاء وكثير عن القراء ، منهم أبو عمرو بن العلاء (١) وغيره من أهل البصرة فإنهم يريدون بالنسخ ما نسخه الله عزوجل لمحمد ـ صلّى الله عليه ـ من اللوح المحفوظ فأنزله عليه. فيصير المنسوخ على هذا التأويل وبهذه القراءة جميع القرآن (٢) يقولون : لأنه نسخ للنبي ـ صلّى الله عليه ـ من أم الكتاب فأنزله عليه ، ويكون النسأ : ما أخره الله عزوجل وتركه في أم الكتاب فلم ينزله ، وكذلك النسأ في التأويل إنما هو التأخير ، ومنه قوله عزوجل : ( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ ) (٣) هو في التفسير تأخيرهم تحريم المحرّم إلى صفر.

وكذلك حديث النبي ـ صلّى الله عليه ـ « من سرّه النسيء في الأجل والمدّ في الرزق فليصل رحمه » (٤).

١١ ـ أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال سمعت عبّاد بن عبّاد المهلبي يحدثه عن يزيد الرّقاشي عن أنس عن النبي ـ صلّى الله عليه.

قال أبو عبيد : فهذا الذي أراد عطاء (٥) بقوله : ( ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ) قال : ما نزل من القرآن ، وبقوله : ( أو ننسأها ) قال نؤخرها.

قال أبو عبيد : وهو مذهب من قرأ بهذه القراءة وتأول هذا التأويل.

__________________

(١) أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان بن عبد الله بن الحصين المازني النحوي البصري المقري ، أحد الأئمة القراء السبعة. قال في التقريب : ثقة من علماء العربية من الخامسة ، مات سنة أربع وخمسين وهو ابن ست وثمانين سنة.

( التهذيب ١٢ / ١٧٨ ، التقريب ٢ / ٤٥٤ ).

(٢) كتبت في المخطوط « القراء » وكتب في هامشه صواب ذلك « القرآن » فأعدنا الصواب إلى مكانه في النص.

(٣) التوبة آية (٣٧).

(٤) رواه البخاري في صحيحه بلفظ مقارب ج ٣ ، كتاب البيوع « باب من أحب البسط في الرزق » ص ٨ ، ورواه الإمام أحمد في المسند ٥ / ٢٧٩ ط دار الفكر.

(٥) هو عطاء بن أبي رباح.

١٠

قال أبو عبيد : وأما الذي نذهب إليه ونختاره فغير ذلك ، وهو : أن يكون المنسوخ ما تعرفه الأمّة من ناسخ القرآن ومنسوخه ، وتكون القراءة ( أو ننسها ) بمعنى النسيان ، وهي قراءة الأكابر من أصحاب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ منهم أبيّ ابن كعب (١) ، وعبد الله بن مسعود (٢) ، وسعد بن أبى وقاص (٣) وعبد الله بن عباس ـ على أنه قد اختلف عن ابن عباس فيها ـ وقرأ بها من التابعين سعيد بن المسيّب (٤) والضحاك بن مزاحم وأهل المدينة وأهل الكوفة.

١٢ ـ أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا حجاج (٥) عن ابن جريج قال : أخبرني عبد الله بن كثير عن مجاهد في قراءة أبيّ بن كعب ( ما ننسخ من آية أو ننسك ) (٦).

__________________

(١) أبيّ بن كعب : بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن النجار الأنصاري الخزرجي ، أبو المنذر ، سيد القراء من فضلاء الصحابة اختلف في سنة موته فقيل سنة تسع عشرة ، وقيل سنة اثنتين وثلاثين وقيل غير ذلك.

( التقريب ١ / ٤٨ ).

(٢) عبد الله بن مسعود بن غافل ، بمعجمة وفاء ، ابن حبيب الهذلي أبو عبد الرحمن ، من السابقين الأولين ، ومن كبار علماء الصحابة ، مناقبه جمة ، أمّره عمر على الكوفة ، مات سنة اثنتين وثلاثين بالمدينة.

( التقريب ١ / ٤٥٠ ).

(٣) سعد بن أبي وقاص مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب الزهري أبو إسحاق ، أحد العشرة ، وأول من رمى بسهم في سبيل الله ، ومناقبه كثيرة ، مات بالعقيق ، سنة خمس وخمسين على المشهور ، وهو آخر العشرة وفاة.

( التقريب ١ / ٢٩٠ ).

(٤) سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب القرشي المخزومي ، أحد العلماء الأثبات ، الفقهاء الكبار ، اتفقوا على أن مرسلاته من أصح المراسيل ، قال ابن المديني : لا أعلم في التابعين أوسع علما منه ، مات بعد التسعين ، وقد ناهز الثمانين.

( التقريب ١ / ٣٠٥ ).

(٥) هو حجاج بن محمد المصيصي.

(٦) أورده السيوطي في الدّر المنثور ١ / ٢٥٥ وعزاه إلى أبي داود في ناسخه.

١١

١٣ ـ قال أبو عبيد : والذي يروى عن عبد الله ( ما ننسك من آية أو ننسخها ) يحدثون بذلك عن قرّة بن خالد (١) عن الضحاك عن ابن مسعود (٢).

١٤ ـ وقرأها الضحاك ( أَوْ نُنْسِها ) (٣) على ذلك التأويل.

١٥ ـ أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا هشيم قال : أخبرنا يعلى بن عطاء (٤) عن القاسم بن ربيعة بن قانف الثقفي (٥) قال : سمعت سعد بن أبى وقاص يقرأ : ( ما ننسخ من آية أو تنسها ) (٦). قال : فقلت له : إن سعيد بن المسيّب يقرأ : ( أو ننسها ) أو ( ننسها ) ـ شك أبو عبيد ـ فقال : إن القرآن لم ينزل على آل المسيّب ، وقال الله عزوجل لنبيه ـ صلّى الله عليه ـ : ( سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى ) (٧) ( وَاذْكُرْ ) (٨) رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ (٩).

__________________

(١) قرّة بن خالد السدوسي البصري ، ثقة ، ضابط ، مات سنة خمس وخمسين.

( التقريب ٢ / ١٢٥ ).

(٢) أورده السيوطي في الدّر المنثور ١ / ٢٥٥ وعزاه إلى عبد بن حميد وابن المنذر.

(٣) رواه الطبري في جامع البيان ج ٢ الأثر رقم (١٧٦١) ص ٤٧٦ تحقيق محمود وأحمد شاكر.

(٤) يعلى بن عطاء العامري ويقال الليثي الطائفي ، ثقة ، من الرابعة ، مات سنة عشرين ومائة أو بعدها.

( التقريب ٢ / ٣٧٨ ).

(٥) القاسم بن عبد الله بن ربيعة بن قانف الثقفى ، ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال في التقريب : مقبول.

( التهذيب ٨ / ٣٢٠ ، والتقريب ٢ / ١١٧ ).

(٦) في المخطوط بنون بدل التاء : ( أو ننسها ) ، والصواب بالتاء كما يدل على ذلك سياق الأثر وهي كذلك عند الطبري في جامع البيان.

(٧) سورة الأعلى آية (٦).

(٨) كتب الآية في المخطوط بزيادة « اسم » خطأ ، والصواب بدونها.

(٩) الكهف آية (٢٤).

١٢

١٦ ـ أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال حدثنا إسماعيل بن جعفر (١) عن أبي جعفر القاري (٢) وشيبة بن نصاح (٣) ونافع بن أبي نعيم (٤) أنهم قرءوها : ( أَوْ نُنْسِها ) (٥).

قال أبو عبيد : وكذلك قرأ الكوفيون.

قال أبو عبيد : والمعنى في قراءة هؤلاء إنما هو مأخوذ من النسيان. قال : وإن كان بعضهم أضافه إلى النبى ـ صلّى الله عليه ـ وبعضهم أخبر أن الله عزوجل فعل ذلك به ، وليس بين القولين اختلاف. لأنه ليس يفعل النبى ـ صلّى الله عليه ـ إلا ما وفقه الله عزوجل له ، فإذا أنساه نسي ، إلا أن ابن عباس خاصة أراد بالنسيان الترك في الحديث الذى ذكرناه عنه في قوله عزوجل : ( أَوْ نُنْسِها ) قال : نتركها فلا نبدّلها ، فكأنه جعله مثل قوله :

__________________

روى نحوه الطبري جامع البيان ج ٢ الأثر (١٧٥٥) ص ٤٧٤ ، ٤٧٥ ، ت محمود وأحمد محمد شاكر.

وروى نحوه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. ( المستدرك مع التلخيص ج ٢ ، كتاب التفسير / ص ٢٤٢ ).

(١) إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري الزرقي مولاهم ، أبو إسحاق القاري ، ثقة ، ثبت ، من الثامنة ، مات ببغداد سنة ثمانين ومائة.

( التهذيب ١ / ٢٨٧ ، والتقريب ١ / ٦٨ ).

(٢) أبو جعفر القاري : المدني ، المخزومي ، مولاهم ، اسمه يزيد بن القعقاع ، ثقة ، من الرابعة ، مات سنة سبع وعشرين ومائة.

( التقريب ٢ / ٤٠٦ ).

(٣) شيبة بن نصاح : بكسر النون بعدها مهملة وآخره مهملة ، القاري ، المدني ، القاضي ، ثقة ، من الرابعة ، مات سنة ثلاثين ومائة.

( التهذيب ٤ / ٣٧٨ ـ والتقريب ١ / ٣٥٧ ).

(٤) نافع بن أبي نعيم : هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارئ المدني ، مولى بني ليث ، صدوق ، ثبت في القراءة ، مات سنة تسع وستين ومائة.

( التهذيب ١٠ / ٤٠٨ ـ والتقريب ٢ / ٢٩٦ ).

(٥) لم أقف على تخريج هذا الأثر بعد طول البحث في مظانه ، اللهم إلا أن الطبري في جامع البيان قال في تأويله لآية ( أَوْ نُنْسِها ) : اختلفت القراءة في قوله ذلك. فقرأها أهل المدينة والكوفة ( أو ننسها ).

( جامع البيان ٢ / ٤٧٣ تحقيق محمود وأحمد محمد شاكر ).

١٣

( كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى ) (١) وكقوله عزوجل : ( نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ ) (٢) هو في التفسير الترك ، لأن الله عزوجل لا يضل ولا ينسى ، فهذا فصل ما بين التأويلين والقراءتين في النسأ والنسيان.

وأما النسخ : فإن له ثلاثة مواضع في الكتاب والسنة ولكلها شواهد ودلائل ، فأحدها : نسخ القرآن مما يعمل به ، وهو علم الناسخ من المنسوخ والشاهد عليه ما فسره ابن عباس في حديثه الذي ذكرناه : أنه إبدال الآية مكان الآية ، ثم أوضحه مجاهد فقال : يثبت خطها ويبدل حكمها ، فهذا هو المعروف عند العالم أن الآية الناسخة والمنسوخة جميعا ثابتتان في التلاوة وفي خطّ المصحف إلا أن المنسوخة منهما غير معمول بها ، والناسخة هي التي أوجب الله عزوجل على الناس اتباعها والأخذ بها.

وأما النسخ الثاني : فأن ترفع الآية المنسوخة بعد نزولها ، فتكون خارجة من قلوب الرجال ومن ثبوت الخط والشاهد عليه أحاديث عدّة.

١٧ ـ أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث (٣) عن عقيل (٤) ويونس (٥) عن ابن شهاب (٦) قال : أخبرني

__________________

(١) في المخطوط بزيادة واو « وكذلك » والصواب بدونها. سورة طه آية / ١٢٦ /.

(٢) سورة التوبة آية (٦٧).

(٣) الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي ، أبو الحارث المصري ، ثقة ، ثبت ، فقيه ، إمام مشهور ، ولد سنة أربع وتسعين ومات يوم الجمعة سنة خمس وسبعين ومائة.

( التهذيب ٨ / ٤٦٤ ـ والتقريب ٢ / ١٣٨ ).

(٤) عقيل : ( بالضم ) بن خالد بن عقيل ( بالفتح ) الأيلي ( بفتح الهمزة بعدها تحتانية ساكنة ثم لام ) أبو خالد الأموي مولاهم ، ثقة ، ثبت ، سكن المدينة ، ثم الشام ثم مصر ، مات سنة أربع وأربعين ومائة على الصحيح.

( التقريب ٢ / ٢٩ ).

(٥) يونس : هو ابن يزيد بن أبي النّجّاد الأيلي ( بفتح الهمزة وسكون التحتانية بعدها لام ) أبو يزيد ، مولى آل أبي سفيان ، ثقة ، إلا أن في روايته عن الزهري وهما قليلا ، وفي غير الزهري خطأ ، من كبار السابعة ، مات سنة تسع وخمسين ومائة على الصحيح.

( التقريب ٢ / ٣٨٦ ).

(٦) ابن شهاب : هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب القرشي الزهري الفقيه

١٤

أبو أمامة بن سهل بن حنيف (١) في مجلس سعيد بن المسيب : أن رجلا كانت معه سورة فقام يقرؤها من الليل فلم يقدر عليها ، وقام آخر يقرؤها فلم يقدر عليها ، وقام آخر يقرؤها فلم يقدر عليها ، فأصبحوا فأتوا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال بعضهم : يا رسول الله قمت البارحة لأقرأ سورة كذا وكذا ، فلم أقدر عليها ، وقال الآخر : يا رسول الله ما جئت إلا لذلك ، وقال الآخر : وأنا يا رسول الله ، فقال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : إنها ، أو قال (٢) : نسخت البارحة (٣) وزاد عقيل في حديثه قال : وابن المسيب جالس لا ينكر ذلك.

قال أبو عبيد : فقد تبين في هذا الحديث أن النسخ هو رفع السورة ، وكذلك حديثه الآخر.

١٨ ـ أخبرنا أبو الحسن علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا أبو المنذر إسماعيل بن عمر الواسطي (٤) عن سفيان عن سلمة بن كهيل (٥)

__________________

أبو بكر الحافظ المدني أحد الأئمة الأعلام وعالم الحجاز والشام ، متفق على جلالته وإتقانه ، مات سنة خمس وعشرين ومائة.

( التهذيب ٩ / ٤٤٥ ـ التقريب ٢ / ٢٠٧ ).

(١) أبو أمامة بن سهل بن حنيف : هو أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري ، ولد في حياة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، له رؤية ولم يسمع من النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، معدود فى الصحابة ، قال ابن سعد : كان ثقة ، مات سنة مائة ، وله ثنتان وتسعون.

( التهذيب ١ / ٢٦٤ ـ التقريب ١ / ٦٤ ).

(٢) كلمة : « أو قال » وضعت فى هامش المخطوط فأعدتها إلى مكانها من النص.

(٣) رواه الطحاوي بلفظ مقارب ثم قال بعد إيراده للحديث : قال أبو جعفر : هكذا حدثنا يونس بهذا الحديث فلم يتجاوز به أبا أمامة ، وأصحاب الحديث يدخلون هذا في المسند لأن أبا أمامة ممن ولد في عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويقول أهله : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان سماه أسعد باسم أبي أمامة أسعد بن زرارة.

( مشكل الآثار ٢ / ٤١٧ ).

وروى نحوه أيضا ابن الجوزي في نواسخ القرآن « باب أقسام المنسوخ » ج ١ ص ١٢٣ ، تحقيق محمد أشرف علي.

(٤) أبو المنذر اسماعيل بن عمر الواسطي : نزيل بغداد ، ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال أبو حاتم : صدوق ، وقال في التقريب : ثقة من التاسعة ، مات بعد المائة.

( التهذيب ١ / ٣١٩ ـ التقريب ١ / ٧٢ ).

(٥) سلمة بن كهيل : الحضرمي أبو يحيى الكوفي ، ثقة ، من الرابعة ، ولد سنة سبع وأربعين ومات يوم عاشوراء سنة إحدى وعشرين ومائة وقيل اثنتين وعشرين وقيل ثلاث وعشرين.

( التهذيب ٤ / ١٥٥ ـ التقريب ١ / ٣١٨ ).

١٥

عن ذر (١) عن عبد الرحمن بن أبزى (٢) قال : صلّى رسول ..... (٣) موضعه (٤) ، فهذا هو المستعمل في كلام العوام وله مع هذا شاهد من القرآن.

١٩ ـ أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال حدثنا أبو معاوية (٥) عن الأعمش (٦) عن حبيب بن أبي ثابت (٧) عن سعيد بن جبير (٨) عن ابن عباس

__________________

(١) ذرّ : بن عبد الله بن زرارة المرهبي ، الهمداني ، أبو عمر الكوفي ( ذرّ بفتح معجمه وشدة راء ، والمرهبي : في لب اللباب بضم الميم وسكون الراء وكسر الهاء موحدة نسبة إلى مرهبة بطن من همدان ) ، قال أحمد بن حنبل : لم يسمع من عبد الرحمن بن أبزى. وقال البخاري : صدوق في الحديث ، وقال في التقريب : ثقة ، عابد ، رمي بالإرجاء ، مات قبل المائة.

( التهذيب ٣ / ٢١٨ ـ التقريب ١ / ٢٣٨ ).

(٢) عبد الرحمن بن أبزى ( بفتح الهمزة وسكون الموحدة بعدها زاي مقصورا ) الخزاعي ، مولاهم ، صحابي صغير ، وكان في عهد عمر رجلا.

( التقريب ١ / ٤٧٢ ).

(٣) هذا الحديث غير تام في المخطوط إذ سقطت الصفحة التي فيها نص الحديث وما بعده ، ولقد بحثت عن هذا الحديث فإذا في مسند الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن داود الواسطي حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن ذرّ عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبيّ ابن كعب قال : صلّى بنا النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ الفجر وترك آية ، فجاء أبيّ وقد فاته بعض الصلاة ، فلما انصرف قال : يا رسول الله نسخت هذه الآية أو أنسيتها ، قال : بل أنسيتها. ( المسند ٥ / ١٢٣ ، ط.

دار الفكر ).

(٤) الكلام من قوله « موضعه » فما بعده يدل على السقط فيكون الساقط القسم الثالث من النسخ وهو النقل ، من نسخت الكتاب نقلته.

(٥) أبو معاوية : هو محمد بن خازم ( بمعجمتين ) أبو معاوية الضرير الكوفي ، ثقة ، أحفظ الناس لحديث الأعمش ، وقد يهم في حديث غيره ، مات سنة خمس وتسعين ومائة ، وله اثنتان وثمانون سنة.

( التقريب ٢ / ١٥٧ ).

(٦) الأعمش : هو سليمان بن مهران الأعمش ، ثقة ، حافظ ، عارف بالقراءة ، ورع ، لكنه يدلس ، مات سنة سبع وأربعين أو ثمان وأربعين ومائة ، وكان مولده أول سنة إحدى وستين.

( التقريب ١ / ٣٣١ ).

(٧) حبيب بن أبي ثابت : قيس بن دينار ، مولاهم ، أبو يحيى الكوفي ، ذكره ابن حبان في الثقات وقال : كان مدلسا ، مات سنة تسع عشرة ومائة ، وقال في التقريب : ثقة فقيه جليل ، وكان كثير الإرسال والتدليس.

( التهذيب ٢ / ١٧٨ ـ التقريب ١ / ١٤٨ ).

(٨) سعيد بن جبير : ابن هشام الأسدي أبو محمد الكوفي ، قال ابن حبان في الثقات : خرج مع

١٦

في قوله عزوجل : ( إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) (١) قال : قال ابن عباس : ألستم قوما عربا هل تكون النسخة إلا من أصل قد كان قبل ذلك (٢).

٢٠ ـ أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن سعيد بن جبير في قوله : ( وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ ) (٣) قال : الزبور والتوراة والإنجيل والقرآن ، والذكر هو الأصل الذي نسخت منه هذه الكتب (٤).

قال أبو عبيد : فهذان الحديثان لا معنى للنسخ فيهما إلا الاكتتاب من شيء في آخر سواه ، وإياه أراد عطاء بقوله : ( ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ) قال : هو ما نزل من القرآن.

__________________

ابن الأشعث في جملة القراء فلما هزم ابن الأشعث هرب سعيد بن جبير إلى مكة فأخذه خالد القسرى بعد مدة وبعث به إلى الحجاج فقتله سنة خمس وتسعين وهو ابن تسع وأربعين سنة ، وقال في التقريب : ثقة ثبت فقيه.

( التهذيب ٤ / ١١ ـ التقريب ١ / ٢٩٢ ).

(١) سورة الجاثية آية (٢٩).

(٢) رواه الطبري بلفظ مقارب في تفسيره للآية من سورة الجاثية.

( جامع البيان ٢٥ / ٩٥ ط دار المعرفة ).

(٣) سورة الأنبياء آية (١٠٥).

(٤) روى الطبري نحوا من معناه.

( جامع البيان ١٧ / ٨١ ط دار المعرفة ).

١٧

باب

ذكر الصلاة ومعرفة ما فيها من الناسخ والمنسوخ في الكتاب والسنة

٢١ ـ أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا حجاج (١) عن ابن جريج وعثمان بن عطاء (٢) عن عطاء الخراساني (٣) عن ابن عباس قال : أول ما نسخ من القرآن شأن القبلة ، قال الله تبارك وتعالى : ( وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) (٤). قال : فصلّى رسول الله ـ صلّى الله عليه ـ نحو بيت المقدس وترك البيت العتيق ، ثم صرفه الله تبارك وتعالى إلى البيت العتيق وقال : ( إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ ) (٥) قال : قال ابن عباس : يعني أهل اليقين من أهل الشك والريبة (٦) ، وقال الله عزوجل : ( وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ ) قال : يعني تحويلها عن (٧) أهل

__________________

(١) هو حجاج بن محمد المصيصي.

(٢) عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني أبو مسعود المقدسي ، أصله من بلخ ، ضعيف ، مات سنة خمس وخمسين ومائة ، وولد سنة ثمان وثمانين.

( التهذيب ٧ / ١٣٩ ). و ( التقريب ٢ / ١٢ ).

(٣) عطاء الخراساني : هو عطاء بن أبي مسلم الخراساني ، أبو أيوب البلخي ، نزيل الشام ، مولى المهلب بن أبي صفرة الأزدي ، ولد سنة خمسين ، ومات سنة خمس وثلاثين ومائة ، صدوق ، يهم كثيرا ، ويرسل ويدلس.

( التهذيب ٧ / ٢١٢ ـ التقريب ٢ / ٢٣ ).

(٤) سورة البقرة آية (١١٥).

(٥) سورة البقرة آية (١٤٣).

(٦) الريبة : قال في الصحاح : الريبة هي التهمة والشك. وقال الراغب في مفرداته : الريبة اسم من الريب وهو أن تتوهم بالشىء فينكشف عما تتوهمه.

انظر : ( مختار الصحاح ص ٢٦٥ ـ والمفردات للراغب ، كتاب الراء ص ٢٠٥ ).

(٧) هكذا في المخطوط ولعل الصواب « على » أي : كبيرة على أهل الشك.

١٨

الشك ، ( إِلاَّ عَلَى الْخاشِعِينَ ) (١) قال : يعني الصادقين بما أنزل الله عزوجل (٢).

٢٢ ـ أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا خالد بن عمرو عن إسرائيل عن أبي إسحاق (٣) عن البراء قال : صلّى رسول الله ـ صلّى الله عليه ـ نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة (٤) عشر شهرا وكان يحب أن يوجّه نحو القبلة ، فأنزل الله عزوجل : ( قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ) (٥). قال : وقال عزوجل : ( سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها ) (٦) فأنزل الله عزوجل : ( قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) قال : والسفهاء : اليهود (٧).

__________________

(١) سورة البقرة آية (٤٥).

(٢) رواه بلفظ مقارب الطبري في جامع البيان في تفسيره لآيات القبلة من سورة البقرة ، أورده مفرقا حسب الآيات من رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وهي رواية صحيحة ثابتة.

انظر : تفسير الطبري بتحقيق أحمد شاكر ج ٢ الأثر رقم (١٨٣٣) والمجلد الثالث منه الآثار : (٢٢٠٨) ، (٢٢١٠) ، (٢٢١٨) ، وروى نحوا من صدره الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة ووافقه الذهبي وقال أحمد شاكر وهو كما قالا.

( المستدرك مع التلخيص ٢ / ٢٦٨ ، كتاب التفسير ـ الطبري ج ٢ / ٥٢٧ ج ٣ / ١٦٠ ، ١٦٤ ، ١٦٦ ).

(٣) هو أبو إسحاق السبيعي.

(٤) في المخطوط كتبت « سعبة » وهو تصحيف من الناسخ.

(٥) سورة البقرة آية (١٤٤).

(٦) سورة البقرة آية (١٤٢).

(٧) رواه البخاري في الصحيح بلفظ مقارب ج ١ ص ١٠٤ « باب ( التوجه نحو القبلة حيث كان ) ».

وروى مسلم أوله انظر : صحيح مسلم ، كتاب المساجد ومواضع الصلاة ١ / ٣٧٤ تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.

١٩

٢٣ ـ أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد عن خالد بن يزيد (١) عن سعيد بن أبي هلال (٢) قال : أخبرني مروان بن عثمان (٣) أن عبيد بن حنين (٤) أخبره عن أبي سعيد بن المعلّى (٥) قال : كنا نغدوا إلى السوق على عهد رسول الله فنمر على المسجد فنصلي فيه فمررنا يوما ورسول الله ـ صلّى الله عليه ـ قاعد على المنبر ، فقلت : لقد حدث اليوم أمر فجلست فقرأ رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ هذه الآية : ( قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) حتى فرغ من الآية ، فقلت لصاحبي : تعال نركع ركعتين قبل أن ينزل رسول الله ـ صلّى الله عليه ـ فنكون أول من صلاها. قال : فتوارينا فصليناهما ثم نزل رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فصلّى للناس

__________________

(١) خالد بن يزيد : الجمحي أبو عبد الرحيم المصري ، ثقة فقيه ، توفي سنة مائة وتسع وثلاثين.

( التهذيب ٣ / ١٢٩ ـ التقريب ١ / ٢٢٠ ).

(٢) سعيد بن أبي هلال الليثي مولاهم ، أبو العلاء المصري ، صدوق ، حكى الساجي عن الإمام أحمد أنه اختلط ، من السادسة ، مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة.

( التقريب ١ / ٣٠٧ ).

(٣) مروان بن عثمان بن أبي سعيد بن المعلّى الأنصاري الزرقي أبو عثمان المدني ، قال أبو حاتم : ضعيف ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال في التقريب : ضعيف.

( التهذيب : ١٠ / ٩٥ ـ التقريب ٢ / ٢٣٩ ).

(٤) عبيد بن حنين : المدني ، أبو عبد الله مولى آل زيد بن الخطاب ، قال ابن سعد : كان ثقة وليس بكثير الحديث ، وقال في التقريب : ثقة قليل الحديث ، مات سنة خمس ومائة وله خمس وسبعون سنة.

( التهذيب ٧ / ٦٣ ـ التقريب ١ / ٥٤٢ ).

(٥) أبو سعيد بن المعلّى : الأنصاري المدني ، الحارث بن نفيع بن المعلّى ، توفي سنة أربع وسبعين وهو ابن أربع وثمانين سنة على الصحيح.

( التهذيب ١٢ / ١٠٧ ).

٢٠