بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

كذا قوله : « يا شارعا لملائكته » أورده بعد سجود الشكر بعد نافلة الزوال وهو من أدعية السر ، وليس في روايته اختصاص بهذا الموضع كما عرفت في أبواب التعقيب.

« وانتفاخ النهار » ارتفاع الضحى و« قيام الشمس » قريب من الزوال ، قال في القاموس : النفخ ارتفاع الضحى ، والترديد في زاغت أو زالت من أحد الرواة أو هما بمعنى.

وأما استدلال السيد بلفظ الاسترسال على الاستعجال ، فلا دلالة فيه عليه ، مع أن في أكثر النسخ التي عندنا مترسلا والترسل التأني والتؤدة قال في القاموس : الرسل بالكسر الرفق والتؤدة كالرسلة والترسل والترسيل في القراءة الترتيل ، و استرسل أي قال : أرسل الابل إرسالا ، وإليه انبسط واستأنس ، وترسل في قراءته اتأد.

« الفلك الجارية » إشارة إلى قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله مثل أهل بيتى كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، ولجة الماء معظمه ، والغمر الماء الكثير ، وقد غمره الماء يغمره أي علاه ، والغمرة الزحمة من الناس والماء ، وركوبها كناية عن اتباعهم وولايتهم ، والمارق الخارج من الدين من قولهم مرق السهم من الرمية أي خرج من الجانب الاخر ، وبه سميت الخوارج مارقة والزاهق الباطل المضمحل.

٤ ـ مجالس الشيخ : عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن حميد ، عن القاسم ابن إسماعيل ، عن زريق ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان أبوعبدالله عليه‌السلام ربما يقدم عشرين ركعة يوم الجمعة في صدر النهار ، فاذا كان عند زوال الشمس أذن وجلس جلسة ثم قام وصلى الظهر ، وكان لا يرى صلاة عند الزوال يوم الجمعة إلا الفريضة ، ولا يقدم صلاة بين يدي الفريضة إذا زالت الشمس ، وكان يقول : هي أول صلاة فرضها الله على العباد صلاة الظهر يوم الجمعة مع الزوال.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لكل صلاة ، أول وآخر لعلة تشغل سوى صلاة الجمعة

٢١

وصلاة المغرب وصلاة الفجر وصلاة العيدين فانه لا يقدم بين يدي ذلك نافلة.

قال : وربما كان يصلي يوم الجمعة ست ركعات إذا ارتفع النهار ، وبعد ذلك ست ركعات اخر ، وكان إذا ركدت الشمس في السماء قبل الزوال أذن وصلى ركعتين فلا يفرغ إلا. مع الزوال ، ثم يقيم للصلاة فيصلي الظهر ، ويصلي بعد الظهر أربع ركعات ثم يؤذن ويصلي ركعتين ثم يقيم ويصلي العصر (١).

ومنه : بالاسناد المقدم عن زريق ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال إذا طلع الفجر فلا نافلة ، وإذا زالت الشمس يوم الجمعة فلا نافلة ، وذلك أن يوم الجمعة يوم ضيق ، وكان أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يتجهزون للجمعة يوم الخميس لضيق الوقت (٢).

بيان : الاذان للعصر في يوم الجمعة المذكور في الرواية الاولى خلاف المشهور وقد تقدم القول فيه ، وكذا تقديم الاذان على الزوال وعلى الركعتين مخالف لساير الاخبار ، ويمكن حمل الركود على أول الزوال وساير ذلك على بيان الجواز أو على ما إذا لم يصل الجمعة.

٥ ـ المقنع : إن استطعت أن تصلي يوم الجمعة إذا طلعت الشمس ست ركعات وإذا انبسطت ست ركعات ، وقبل المكتوبة ركعتين ، وبعد المكتوبة ست ركعات فافعل وإن قدمت نوافلك كلها يوم الجمعة قبل الزوال أو أخرتها بعد المكتوبة فهي ست عشر ركعة وتأخيرها أفضل من تقديمها في رواية زرارة بن أعين وفي رواية أبي بصير تقديمها أفضل من تأخيرها (٣).

بيان : حمل الشيخ أخبار التقديم على التقديم على الزوال ، وأخبار التأخير على أن بعد الزوال يبدء بالفريضة ويؤخر النوافل ، وهو حسن ، ويشهد له بعض الاخبار.

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٣٠٦.

(٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٣٠٧.

(٣) المقنع : ٤٥.

٢٢

٦ ـ قرب الاسناد : عن عبدالله بن الحسن ، عن جده علي بن جعفر ، عن أخيه موسى عليه‌السلام قال : سألته عن الزوال يوم الجمعة ما حده؟ قال : إذا قامت الشمس صل الركعتين ، فاذا زالت الشمس فصل الفريضة وإذا زالت الشمس قبل أن تصلي الركعتين فلا تصلهما وابدء بالفريضة واقض الركعتين بعد الفريضة (١).

قال : وسألته عن ركعتي الزوال يوم الجمعة قبل الاذان أو بعده؟ قال : قبل الاذان (٢).

٧ ـ السرائر : نقلا عن جامع البزنطي صاحب الرضا عنه عليه‌السلام مثله في السؤالين معا إلا أنه زاد بعد قوله فصل الفريضة قوله ساعة تزول (٣).

٨ ـ قرب الاسناد : عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن البزنطي قال : كان أبي يغتسل يوم الجمعة عند الزوال ، وقال في النوافل يوم الجمعة ست ركعات بكرة وست ركعات ضحوة ، وركعتين إذا زالت الشمس وست ركعات بعد الجمعة (٤).

٩ ـ العلل والعيون : عن عبدالواحد بن محمد بن عبدوس ، عن علي بن محمد ابن قتيبة عن الفضل بن شاذان فيما رواه من العلل عن الرضا عليه‌السلام قال : فان قال فلم زيد في صلاة الستة يوم الجمعة أربع ركعات؟ قيل تعظيما لذلك اليوم ، وتفرقة بينه وبين ساير الايام (٥).

١٠ ـ فقه الرضا عليه‌السلام : لا تصل يوم الجمعة بعد الزوال غير الفرضين ، و النوافل قبلهما أو بعدهما ، وفي نوافل يوم الجمعة زيادة أربع ركعات تتمها عشرين ركعة يجوز تقديمها في صدر النهار وتأخيرها إلى بعد صلاة العصر ، فان استطعت أن تصلي

____________________

(١ و ٢) قرب الاسناد : ٩٨ ط حجر.

(٣) السرائر : ٤٦٩.

(٤) قرب الاسناد : ٧٩ ط حجر.

(٥) علل الشرايع ج ١ : ٢٥٣ ، عيون الاخبار ج ٢ ص ١١٢.

٢٣

يوم الجمعة إذا طلعت الشمس ست ركعات ، وإذا انبسطت ست ركعات وقبل المكتوبة ركعتين وبعد المكتوبة ست ركعات ، فافعل ، وإن صليت نوافلك كلها يوم الجمعة قبل الزوال أو أخرتها بعد المكتوبة أجزأك وهي ست عشر ركعة وتأخيرها أفضل من تقديمها وإذا زالت الشمس في يوم الجمعة فلا تصلي إلا المكتوبه.

١١ ـ السرائر : نقلا من جامع البزنطي ، عن عبدالكريم بن عمرو ، عن سليمان ابن خالد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : أيما أفضل أقدم الركعتين يوم الجمعة أو اصليهما بعد الفريضة؟ قال : تصليهما بعد الفريضة (١).

وذكر أيضا عن رجل عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن الركعتين اللتين قبل الزوال يوم الجمعة ، قال أما أنا فاذا زالت الشمس بدأت بالفريضة (٢).

ومنه : عن البزنطي أيضا عن عبدالله بن عجلان قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : إذا كنت شاكا في الزوال فصل ركعتين ، فاذا استيقنت أنها قد زالت بدأت بالفريضة (٣).

ومنه : نقلا من كتاب حريز قال : قال أبوبصير : قال أبوجعفر عليه‌السلام : إن قدرت أن تصلي يوم الجمعة عشرين ركعة فافعل ، ستا بعد طلوع الشمس ، وستا قبل الزوال إذا تعالت الشمس ، وافصل بين كل ركعتين من نوافلك بالتسليم ، وركعتين قبل الزوال ، وست ركعات بعد الجمعة (٤).

بيان : اعلم أن الاخبار في عدد نوافل الجمعة وأوقاتها وكيفية تفريقها مختلفة اختلافا كثيرا فالمشهور أن عددها عشرون ركعة زيادة عن كل يوم بأربع ركعات ، و قد وقع الخلاف في مواضع.

الاول : ذهب الشيخ في النهاية والمبسوط والخلاف وجماعة من المتأخرين إلى استحباب تقديم نوافل الجمعة كلها على الفريضة ، بأن يصلي ستا عند انبساط

____________________

(١ و ٢) السرائر : ٤٦٥.

(٣) السرائر ٤٦٥.

(٤) السرائر : ٤٧١.

٢٤

الشمس ، وستا عند ارتفاعها ، وستا قبل الزوال ، وركعتين بعد الزوال ، والظاهر من كلام السيد وابن أبي عقيل وابن الجنيد استحباب ست منها بين الظهرين ، ونقل عن الصدوق استحباب تأخير الجميع ، وكلامه في المقنع غير دال على ذلك ، فانه نقل روايتين ولم يرجح أحدهما ، والظاهر أنه مخير بين تقديم الجميع أو تأخير ست منها إلى بين الصلاتين ، وأكثر الاصحاب على الاول ، وأكثر الاخبار على الثاني.

وفي صحيحة سعد بن سعد (١) عن الرضا عليه‌السلام ست ركعات بكرة ، وست بعد ذلك وست ركعات بعد ذلك ، وركعتان بعد الزوال ، وركعتان بعد العصر ، فهذه ثنتان و عشرون ركعة ، قال في المعتبر : وهذه الرواية انفردت بزيادة ركعتين وهي نادرة ويظهر من رواية سعيد الاعرج (٢) أنها ست عشرة سواء فرق أو جمع ، فاذا جمع فبين الصلاتين وإذا فرق فست في صدر النهار ، وست نصف النهار ، وأربع بين الصلاتين.

قال في الذكرى : تزيد النافلة يوم الجمعة أربعا في المشهور ويجوز تقديمها بأسرها على الزوال لرواية علي بن يقطين (٣) قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن النافلة التي تصلى يوم الجمعة قبل الجمعة أفضل أو بعدها؟ قال : قبل الجمعة وروى سعد بن سعد عن الرضا عليه‌السلام ست ركعات بكرة ، وستا بعد ذلك وستا بعد ذلك ، وركعتان بعد الزوال ، وركعتان بعد العصر ، فهذه اثنتان وعشرون ركعة.

وبهذا الترتيب عمل المفيد في الاركان والمقنعة ، وعبارة الاصحاب مختلفة بحسب اختلاف الرواية ، فقال المفيد لا بأس بتأخيرها إلى بعد العصر وقال الشيخ يجوز تأخير جميع النوافل إلى بعد العصر ، والافضل التقديم ، قال : ولو زالت ولم

____________________

(١) التهذيب ج ١ ص ٣٢٣ ، مصباح المتهجد : ٢٤٣.

(٢) التهذيب ج ١ ص ٣٢٣ ، الاستبصار ج ١ ص ٢٠٧.

(٣) التهذيب ج ١ ص ٢٤٨.

٢٥

يكن صلى منها شيئا أخرها إلى بعد العصر ، وقال ابن أبي عقيل يصلي إذا تعالت الشمس ما بينها وبين الزوال أربع عشر ركعة وبين الفرضين ستا ، كذك فعله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فان خاف الامام بالتنفل تأخير العصر عن وقت الظهر في ساير الايام صلى العصر بعد الفراغ من الجمعة ، وتنفل بعدها ست ركعات كما روى عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه كان ربما يجمع بين صلاة الجمعة والعصر.

واين الجنيد ست ضحوة وست ما بينهما وبين انتصاف النهار وركعتا الزوال وثمان بعد الفرضين ، وقد روى سليمان بن خالد (١) عن أبي عبدالله عليه‌السلام النافلة يوم الجمعة ست ركعات قبل زوال الشمس ، وركعتان عند زوالها ، وبعد الفريضة ثماني ركعات.

وقال الجعفي ست عند طلوع الشمس وست قبل الزوال إذا تعالت الشمس وركعتان قبل الزوال وست بعد الظهر ، ويجوز تأخيرها إلى بعد العصر وابنا بابويه ست عند طلوع الشمس وست عند انبساطها ، وقبل المكتوبة ركعتان ، وبعدها بست وإن قدمت كلها قبل الزوال أو أخرت إلى بعد المكتوبة فهي ست عشرة وتأخيرها أفضل من تقديمها انتهى.

الثانى : أن المشهور أن ابتداء الست الاولى عند انبساط الشمس ، والثانية عند ارتفاعها ، ويظهر من كلام ابن أبي عقيل وابن الجنيد أنه يصلي الست الاولى عند ارتفاعها وقال ابنا بابويه عند طلوع الشمس.

الثالث : الركعتان ذكر جماعة أنه يصليهما بعد الزوال وجعلهما ابن أبي عقيل مقدمة على الزوال ، وظاهر أكثر الاخبار أنه يصليهما في الوقت المشتبه كما ذكره المفيد في المقنعة وهو أولى وأحوط ، قال في الذكرى : المشهور صلاة ركعتين عند الزوال يستظهر بهما في تحقق الزوال قاله الاصحاب.

الرابع : المشهور أن عدد النوافل عشرون ، وقال ابن الجنيد والمفيد اثنتان

____________________

(١) التهذيب ج ١ ص ٢٤٨.

٢٦

وعشرون ، وقال ابنا بابويه : زيادة الاربع ركعات للتفريق ، فان قدمتها أو أخرتها أو جمعت بينها فهي ست عشرة ركعة كساير الايام كما في فقه الرضا عليه‌السلام ، ولا بأس بالعمل به ، وفي عدد الركعات وكيفيتها الظاهر جواز العمل بكل من الاخبار الواردة فيها.

٢٧

٦

« باب »

* « ( صلاة الحوائج والادعية لها يوم الجمعة ) » *

١ ـ البلد الامين والمتهجد وغيرهما : روى محمد بن مسلم الثقفي قال : سمعته يقول : يعني أبا جعفر الباقر عليه‌السلام ـ ما يمنع أحدكم إذا أصابه شئ من غم الدنيا أن يصلي يوم الجمعة ركعتين ويحمد الله تعالى ويثني عليه ويصلي على محمد وآله و يمد يده ويقول :

اللهم إني أسئلك بأنك ملك وأنك على كل شئ قدير مقتدر وأنك ما تشاء من أمر يكون وما شاء الله من شئ يكون وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله يا رسول الله إني أتوجه بك إلى الله ربي وربك لينجح بك طلبتي ويقضي بك حاجتي ، اللهم صل على محمد وآل محمد وأنجح طلبتي واقض حاجتى بتوجهي إليك بنبيك محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

اللهم من أرادني من خلقك ببغي أو عنت أو سوء أومساءة أوكيد من جنى أو إنسى من قريب أو بعيد صغير أو كبير فصل على محمد وآل محمد ، وأحرج صدره وأفحم لسانه وقصر يده واسدد بصره وادفع في نحره وأقمع رأسه وأوهن كيده وأمته بدائه وغيظه ، واجعل له شاغلا من نفسه ، واكفنيه بحولك وقوتك وعزتك وعظمتك وقدرتك وسلطانك ومنعتك ، عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك ولا حول ولا قوة إلا بك يا الله إنك على كل شئ قدير.

اللهم صل على محمد وآل محمد والمح من أرادني بسوء منك لمحة توهن بها كيده وتغلب بها مكره ، وتضعف بها قوته ، وتكسر بها حدته ، وترد بها كيده في نحره ياربى ورب كل شي ء.

٢٨

وتقول ثلاث مرات : اللهم إني أستكفيك ظلم من لم تعظه المواعظ ولم تمنعه مني المصائب ولا الغير اللهم صل على محمد وآل محمد واشغله عني بشغل شاغل في نفسه وجميع ما يعانيه إنك على كل شئ قدير ، اللهم إني بك أعوذوبك ألوذ وبك أستجير من شر فلان ـ وتسميه فانك تكفاه إنشاء الله وبه الثقة (١).

بيان : وأمته بدائه أي لا يشفى غيظه مني حتى يموت او يصير سببا لموته وقال الجوهري لمحه وألمحه إذا أبصره بنظر خفيف والاسم اللمحة وفي النهاية في حديث الاستسقاء من يكفر الله يلقى الغير أي تغير الحال وانتقالها عن الصلاح إلى الفساد والغير الاسم من قولك غيرت الشئ فتغير وفي النهاية معاناة الشئ ملابسته و مباشرته والقوم يعانون مالهم أي يقومون عليه.

٢ ـ المتهجد (٢) وغيره صلاة اخرى للحاجة روى عاصم بن حميد قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا حضرت احدكم الحاجة فليصم يوم الاربعاء ويوم الخميس ويوم الجمعة فاذا كان يوم الجمعة اغتسل ولبس ثوبا نظيفا ثم يصعد إلى أعلى موضع في داره فيصلي ركعتين ثم يمد يده إلى السماء ويقول : اللهم إني حللت بساحتك لمعرفتي بوحدانيتك وصمدانيتك ، وأنه لا قادر على قضاء حاجتي غيرك ، وقد علمت يا رب أنه كلما شاهدت نعمك علي اشتدت فاقتي إليك ، وقد طرقني يا رب من مهم أمري ما قد عرفته قبل معرفتي لانك عالم غير معلم فأسئلك بالاسم الذي وضعته على السماوات ، فانشقت ، وعلى الارضين فانبسطت ، وعلى النجوم فانتثرت ، وعلى الجبال فاستقرت ، وأسئلك بالاسم الذي جعلته عند محمد وعلي وعند الحسن والحسين وعند الائمة كلهم صلوات الله عليهم أجمعين أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تقضي لي يا رب حاجتي وتيسر لي عسيرها ، وتكفيني مهمها ، وتفتح لي قفلها ، فان فعلت ذلك فلك الحمد ، وإن لم تفعل فلك الحمد غير جائر في حكمك ، ولا متهم في قضائك ولا حائف في عدلك.

____________________

(١) البلد الامين : ١٥١ ، مصباح المتهجد : ٢٢٥.

(٢) مصباح المتهجد : ٢٢٦.

٢٩

ثم تبسط خدك الايمن على الارض ، وتقول : اللهم إن يونس بن متى عبدك ونبيك دعاك في بطن الحوت بدعائى هذا فاستجبت له ، وأنا أدعوك فاستجب لي بحق محمد وآل محمد عليك.

ثم تقول : اللهم إني أسئلك حسن الظن بك ، والصدق في التوكل عليك ، وأعوذ بك أن تبتليني ببينة تحملني ضرورتها على ركوب معاصيك ، وأعوذ بك من أن أقول قولا ألتمس به سواك ، وأعوذ بك أن تجعلني عظة لغيري ، وأعوذ بك أن يكون أحد أسعد بما آتيتنى مني ، وأعوذ بك أن أتكلف طلب ما لم تقسم لى ، و ما قسمت لي من قسم أورزقتنى من رزق فأتنى به في يسر منك وعافية حلالا طيبا ، وأعوذ بك من كل شئ يزحزح بينى وبينك ، أو يباعد بينى وبينك ، أو يصرف بوجهك الكريم عنى.

وأعوذ بك أن تحول خطيئتى وظلمى وجوري واتباع (١) هواى ، واستعجال (٢) شهوتى دون مغفرتك ورضوانك وثوابك ونائلك وبركاتك ووعدك الحسن الجميل على نفسك يا جواد يا كريم.

اللهم إني أتقرب إليك بنبيك وصفيك وحبيبك وأمينك ورسولك وخيرتك من خلقك الذاب عن حريم المؤمنين ، القائم بحجتك المطيع لامرك المبلغ لرسالتك الناصح لامته حتى أتاه اليقين ، إمام الخير وقائد الخير ، وخاتم النبيين وسيد المرسلين ، وإمام المتقين وحجتك على العالمين ، الداعى إلى صراطك المستقيم الذي بصرته سبيلك ، وأوضحت له حجتك وبرهانك ، ومهدت له أرضك وألزمته حق معرفتك ، وعرجت به إلى سماواتك ، فصلى بجميع ملائكتك ، وغيبته في حجبك فنظر إلى نورك ورآى آياتك ، وكان منك كقاب قوسين أو أدنى فأوحيت إليه بما أوحيت ، وناجيته بما ناجيت ، وأنزلت عليه بوحيك (٣) طاوس الملائكة الروح

____________________

(١) اتباعى خ ل.

(٢) استمهال خ ل.

(٣) أنزلت وحيك على طاوس خ ل. أنزلت عليه وحيك على لسان طاوس خ.

٣٠

الامين رسولك يا رب العالمين فأظهر الدين لاوليائك المتقين ، فأدى حقك ، و فعل ما أمرت به في كتابك بقولك « يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس » ففعل صلى‌الله‌عليه‌وآله وبلغ رسالاتك (١) وأوضح حجتك فصل اللهم عليه أفضل ما صليت على أحد من خلقك أجمعين ، و اغفرلى وارحمنى وتجاوز عنى ، وارزقنى وتوفنى على ملته ، واحشرنى في زمرته واجعلنى من جيرانه في جنتك إنك جواد كريم.

اللهم وأتقرب إليك بوليك وخيرتك من خلقك ، ووصى نبيك مولاي ومولى المؤمنين والمؤمنات ، قسيم النار ، وقائد الابرار ، وقاتل الكفرة والفجرة ووارث الانبياء ، وسيد الاوصياء ، والمؤدي عن نبيه ، والموفي بعهده ، والذائد عن حوضه ، المطيع لامرك ، عينك في بلادك وحجتك على عبادك ، زوج البتول سيدة نساء العالمين ، ووالد السبطين الحسن والحسين ريحانتى رسولك ، وشنفى عرشك ، و سيدي شباب أهل الجنة ، مغسل جسد رسولك وحبيبك الطيب الطاهر ، وملحده في قبره.

اللهم فبحقه عليك وبحق محبيه من أهل السموات والارض ، اغفر لى و لوالدي وأهلى وولدي وقرابتى وخاصتى وعامتى وجميع إخوانى المؤمنين و المؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات ، وسق إلي رزقا واسعا من عندك تسد به فاقتى وتلم به شعثى وتغني به فقري ، يا خير المسؤلين ويا خير الرازقين ، وارزقنى خير الدنيا والاخرة يا قريب يا مجيب.

اللهم وإنى أتقرب إليك بالولى البار التقى الطيب الزكى الامام ابن الامام السيد بن السيد الحسن بن علي وأتقرب إليك بالقتيل المسلوب المظلوم قتيل كربلاء الحسين بن علي ، وأتقرب إليك بسيد العابدين وقرة عين الصالحين علي ابن الحسين ، وأتقرب إليك بباقر العلم صاحب الحكمة والبيان ووارث من كان

____________________

(١) رسالتك خ ، رسالته خ.

٣١

قبله محمد بن علي ، وأتقرب إليك بالصادق الخير (١) الفاضل جعفر بن محمد وأتقرب إليك بالكريم الشهيد الهادي المولى (٢) موسى بن جعفر ، وأتقرب إليك بالشهيد الغريب المدفون بطوس علي بن موسى وأتقرب إليك بالزكي التقي محمد بن علي و أتقرب إليك بالطهر الطاهر النقى علي بن محمد ، وأتقرب إليك بوليك الحسن بن علي ، وأتقرب إليك بالبقية الباقي المقيم بين أوليائه الذي رضيته لنفسك الطيب الطاهر الفاضل الخير نور الارض وعمادها ، ورجاء هذه الامة وسيدها (٣) الامر بالمعروف والناهى عن المنكر ، الناصح الامين المؤدي عن النبيين ، وخاتم الاوصياء النجباء الطاهرين ، صلوات الله عليهم أجمعين.

اللهم بهؤلاء أتوسل إليك بهم وأتقرب إليك وبهم اقسم عليك فبحقهم عليك إلا غفرت لي (٤) ورحمتنى ورزقتني رزقا واسعا تغنيني به عمن سواك.

يا عدتي عند كربتي يا صاحبي عند شدتي ، يا وليي عند نعمتى ، يا عصمة الخائف المستجير يا رازق الطفل الصغير ، يا مغنى البائس الفقير ، يا مغيث الملهوف الضرير ، يا مطلق المكبل الاسير ، ويا جابر العظم الكسير ، يا مخلص المكروب المسجون ، أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن ترزقني رزقا واسعا تلم به شعثى ، وتجبر به فاقتي ، وتستر به عورتي ، وتغني به فقري ، وتقضى به دينى ، وتقر به عيني ، يا خير من سئل ويا أوسع من جاد وأعطى ، ويا أرءف من ملك ، ويا أقرب من دعي ، ويا أرحم من استرحم ، أدعوك لهم لا يفرجه إلا أنت ، ولكرب لا يكشفه غيرك ، ولهم لا ينفسه سواك ، ولرغبة لا تنال إلا منك ، اللهم إنى أسئلك بحق من حقك عليهم عظيم ، وبحق من حقهم عليك عظيم ، أن تصلي على محمد وآله وأن ترزقني العمل بما علمتني من معرفة حقك ، وأن تبسط علي ما حظرت من

____________________

(١) الحبر خ ل.

(٢) الولى خ ل.

(٣) سندها خ ل.

(٤) أن تغفر لى وترحمنى وترزقنى خ ل.

٣٢

رزقك يا قريب يا مجيب يا أرحم الراحمين (١).

٣ ـ جمال الاسبوع : صلاة للحاجة اختارها شيخنا المفيد ، وجدنا السعيد أبو جعفر الطوسي وأبوالفرج بن أبي قرة وغيرهم فمن رواية أبي الفرج حدث العياشي عن الحسين بن اشكيب ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن صفوان بن يحيى ومحمد بن سهل ، عن أشياخه وعدة من أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا حضرت لك حاجة مهمة إلى الله عزوجل ، فصم ثلاثة أيام متوالية أربعا وخميسا وجمعة ، فاذا كان يوم الجمعة إنشاء الله فاغتسل ، والبس ثوبا جديدا نظيفا ، ثم اصعد إلى أعلا موضع في دارك ، فصل فيه ركعتين ، وارفع يديك إلى السماء وقل :

اللهم إني حللت بساحتك ، لمعرفتي بوحدانيتك وصمدانيتك ، وأنه لا قادر على قضاء حاجتي غيرك ، وقد علمت يا رب أنه كلما تظاهرت نعمتك على اشتدت فاقتي إليك ، وقد طرقني هم كذا وكذا ، وأنت بكشفه عالم غير معلم ، واسع غير متكلف ، فأسئلك باسمك الذي وضعته على الجبال فنسفت ، ووضعته على السماوات فانشقت وعلى النجوم فانتشرت ، وعلى الارض فسطحت ، وأسئلك بالحق الذي جعلته عند محمد وآل محمد ، وعند فلان وفلان ـ وتذكر الائمة واحدا واحدا عليهم‌السلام ـ أن تصلي على محمد وأهل بيته ، وأن تقضي لي حاجتي ، وتيسر لي عسيرها ، وتكفيني مهمها فان فعلت فلك الحمد ، وإن لم تفعل فلك الحمد ، غير جائر في حكمك ، ولا متهم في قضائك ، ولا حائف في عدلك.

ثم يلصق خده بالارض ويقول : اللهم إن يونس بن متى عبدك دعاك في بطن الحوت وهو عبدك فاستجبت له ، وأنا عبدك أدعوك فاستجب ، لي قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ربما كانت لي الحاجة فأدعو بها فأرجع وقد قضيت.

ثم قال السيد وفي رواية جدي دعاء طويل بعد هذا لم يروه المفيد ، ولا أبو

____________________

(١) مصباح الشيخ : ٢٣٠.

٣٣

الفرج تركناه لئلا يكون صارفا لمن وقف عليه عن العمل بمقتضاه (١).

المكارم : مرسلا مثله (٢).

المتهجد : عن موسى بن القاسم مثله (٣).

بيان : هذه الصلاة والدعاء رواه في الفقيه (٤) بسنده الصحيح عن موسى بن القاسم مثل رواية أبي الفرج ، والشيخ أيضا رواه في التهذيب (٥) بهذا السند هكذا ، وهذه الرواية عندي صحيحة لان مراسيل صفوان في حكم المسانيد لاسيما وقد قال في هذه الرواية عن مشايخه وعدة من أصحابه ، وكذا رواية المتهجد لان طريقه في الفهرست إلى كتاب عاصم صحيح وكذا إلى كتاب موسى بن القاسم.

ثم اعلم أن الدعاء الطويل إنما أورده الشيخ بعد رواية عاصم (٦) وأورد رواية موسى بن القاسم ولم يذكر بعده الدعاء طويل ، ولذا اورد الرواية مع تشابهها مرتين.

قوله عليه‌السلام : « إلى أعلا موضع » وفي التهذيب والفقيه والمتهجد في رواية موسى ابن القاسم إلى أعلى بيت فيحتمل أن يراد سطح بيت أو سطح أعلا البيوت في الدار ، والاخير أظهر « بساحتك » أي بساحة رحمتك مجازا أو بفضاء من أرضك ، والاول أظهر ، وساحة الدار الموضع المتسع منها « وصمدانيتك » أي كونك مصمودا إليه مقصودا في الحوائج « كلما تظاهرت » أي توالت وتتابعت « وقد طرقني » أي نزل بي  « واسع » أي واسع القدرة أو الكرم « غير متكلف » أي لا يشق عليك « فنسفت » أي قلعت قال الوالد قدس سره أي تضعه عند القيامة على الجبال أي تقرؤه عليها فتصير كالعهن

____________________

(١) جمال الاسبوع :

(٢) مكارم الاخلاق : ٣٧٥.

(٣) مصباح المتهجد : ٣٧٠.

(٤) فقيه من لا يحضره الفقيه ج ١ ص ٣٥٠.

(٥) التهذيب ج ١ ص ٣٠٧ ط حجر ج ٣ ص ١٨٤ ط نجف.

(٦) المصباح ص ٢٢٦.

٣٤

المنفوش ، والتعبير بلفظ الماضي لبيان تحقق الوقوع كما قال تعالى « وإذا الجبال نسفت » (١) أو في الدنيا وصارت رملا منهالا كما ورد في الخبر في قصة موسى عليه‌السلام عند سؤال الرؤية ، وكذا في البواقي وعلى الاخير يكون المراد بانشقاق السماء انشقاقها لعروج نبينا وعيسى وإدريس عليهم‌السلام وغيرهم ، وبانتشار النجوم انقضاض الشهب وبتسطيح الارض دحوها أو انبساطها حسا.

أقول : ويحتمل أن يكون المراد بانشقاق السماء جعلها سبعا وفصل بعضها عن بعض ، كما هو إحدى محتملات قوله تعالى « ألم تر أن السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما » (٢) وبانتشار النجوم انتشارها وتفرقها في السماء.

« ولا حائف » بالمهملة أي ولا جائر ، وفي بعض النسخ بالمعجمة وهو تصحيف قوله عليه‌السلام : « وأنا عبدك » لعل المعنى أن علة الافاضة العبودية والاحتياج والتوسل والاضطرار والافتقار وهو مشترك والمبدأ فياض ، فلا يرد أن مقايسة الداعي نفسه ودعاءه بنبي عظيم الشأن لا يناسب مقام التذلل ، ولذا ترى رحماته العامة الدنيوية فائضة على البر والفاجر بل على الاشرار أكثر ، لان الله تعالى يريد أن يكون معظم ثواب الاخيار في الاخرة ، وكذا إجابة الدعاء والفوز إلى المطالب العاجلة مشتركة بين المؤمن والكافر ، بل في الكفار أغزر فعلى هذا يمكن أن يكون المقايسة على الاولوية أيضا وعلى ما في المصباح من قوله : « بدعائي هذا » يظهر وجه آخر وهو أن هذا الدعاء لما جعلته سببا للاجابة ، وسن ذلك نبيك يونس عليه‌السلام فاستجب به دعائي.

والصدق في التوكل : أي لا أدعى التوكل عليك ثم أتوسل بغيرك ، فأكون كاذبا في هذه الدعوى « عظة لغيري » أي ابتلى ببلية بسبب خطاياي فيتعظ غيري بذلك  « أسعد بما آتيتني » من الدين والعلم والمال وغير ذلك أو بعينها بأن ينتفع مثلا بعلمي غيري أو بمالي وارثي أو غيره ولا أنتفع به « يزحزح » أي يباعد وما بعده مؤكد

____________________

(١) المرسلات : ١٠.

(٢) الانبياء : ٣٠.

٣٥

له ، وصرف الوجه كناية عن منع اللطف أو المراد بالوجه التوجه والنايل العطاء  « إلى نورك » أي بقلبه أو نور عرشك.

« عينك » أي شاهدك ومن جعلته رقيبا على عبادك ، وفي النهاية في حديث عمر أن رجلا كان ينظر في الطواف إلى حرم المسلمين فلطمه علي عليه‌السلام فاستعدى عليه فقال ضربك بحق أصابتك عين من عيون الله أراد خاصة من خواصه ووليا من أوليائه ، وقال : الشنف من حلى الاذن وجمعه شنوف ، وقيل هو ما يعلق في أعلاها والولي الاولى بأمر الامة الذى يجب عليهم طاعته ، والزكي الطاهر عن العيوب والمعاصي ، أو النامى في العلوم والكمالات ، والحبر بالحاء المهملة المكسورة العالم أو الصالح وفي بعض النسخ الخير بالخاء المعجمة والياء المشددة.

وقال الجوهري الكبل القيد الضخم يقال كبلت الاسير وكبلته إذا قيدته فهو مكبول ومكبل.

٤ ـ المتهجد وغيره : صلاة اخرى روى ميسر بن عبدالعزيز قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام فدخل بعض أصحابنا فقال : جعلت فداك إني فقير فقال له أبوعبدالله عليه‌السلام : استقبل يوم الاربعاء فصمه واتله بالخميس والجمعة ثلاثة أيام ، فاذا كان في ضحى يوم الجمعة فزر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من أعلا سطحك أو في فلاة من الارض حيث لا يراك أحد ، ثم صل مكانك ركعتين ، ثم اجث على ركبتيك وأفض بهما إلى الارض وأنت متوجه إلى القبلة يدك اليمنى فوق اليسرى وقل :

« اللهم أنت أنت انقطع الرجاء إلا منك ، وخابة الامال إلا فيك ، يا ثقة من لا ثقة له ، لا ثقة لي غيرك ، اجعل لي من أمري فرجا ومخرجا ، وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب ». ثم اسجد على الارض وقل : « يا مغيث اجعل لي رزقا من فضلك » فلن يطلع عليك نهار يوم السبت إلا برزق جديد.

قال أحمد بن ما بنداد راوي هذا الحديث : قلت لابي جعفر محمد بن عثمان ابن سعيد العمري رضي الله عنه : إذا لم يكن الداعي بالرزق في المدينة كيف يصنع؟ قال : يزور سيدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من عند رأس الامام الذي يكون في بلده ، قلت :

٣٦

فان لم يكن في بلده قبر إمام؟ قال : يزور عند بعض الصالحين أو يبرز إلى الصحراء ويأخذ فيها على ميامنه ويفعل ما أمر به ، فان ذلك منجح إن شاء الله (١).

المكارم : عن ميسر مثله إلى قوله إلا برزق جديد (٢).

قال : وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أصابت أهله خصاصة نادى أهله : يا أهلاه صلوا صلوا (٣).

بيان : لعله لم يكن في رواية أحمد من أعلا سطحك أو فلاة ، وإلا لم يكن يحتاج إلى السؤال ، وما ذكره العمري لعله على الفضل لا التعيين لدلالة صدر الرواية على التعميم.

٥ ـ المتهجد (٤) والبلد وغيرهما : صلاة اخرى للحاجة روى عبدالملك ابن عمر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : صم يوم الاربعا والخميس والجمعة فإذا كان عشية يوم الخميس تصدقت على عشرة مساكين مدا مدا من طعام ، فإذا كان يوم الجمعة اغتسلت وبرزت إلى الصحراء فصل صلاة جعفر بن أبي طالب عليه‌السلام واكشف ركبتيك والزمهما الارض وقل : يا من أظهر الجميل وستر على القبيح ، ويا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر ، يا عظيم العفو ، يا حسن التجاوز ، يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة ، يا صاحب كل نجوى ، ومنتهى كل شكوى ، يا مقيل العثرات ، يا كريم الصفح ، يا عظيم المن ، يا مبتدئا بالنعم قبل اسحقاقها ، يا رباه يا رباه يا رباه عشرا يا الله يا الله عشرا يا سيداه يا سيداه عشرا يا مولاه يا مولاه عشرا يا رجا آه عشرا يا غياثاه عشرا يا غاية رغبتاه عشرا يا رحمان عشرا يا رحيم عشرا يا معطي الخيرات عشرا ـ صل على محمد وآل محمد كثيرا طيبا مباركا كأفضل ما صليت

____________________

(١) مصباح المتهجد ص ٢٣٠.

(٢) مكارم الاخلاق ص ٣٨٣.

(٣) مكارم الاخلاق ص ٣٨٤.

(٤) مصباح المتهجد ص ٢٣١.

٣٧

على أحد من خلقك عشرا ـ وتسأل حاجتك (١).

٦ ـ البلد : بعد أن تتوسل بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والائمة عليهم‌السلام ، وفي رواية اخرى : ثم ضع خدك الايمن على الارض وقل مائة مرة : يا محمد يا علي يا علي يا محمد اكفياني فانكما كافيان ، انصراني فانكما ناصران. ثم ضع خدك الايسر وقل مائة مرة : أدركني أدركني أدركني ، ثم تقول : الغوث الغوث حتى ينقطع النفس.

٧ ـ المتهجد (٢) والبلد وغيرهما : صلاة اخرى للحاجة روي عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : صم يوم الاربعا والخميس والجمعة فإذا كان يوم الجمعة اغتسل والبس ثوبا جديدا ثم اصعد إلى أعلا موضع في دارك أو ابرز مصلاك في زاوية من دارك وصل ركعتين تقرأ في الاولى الحمد وقل هو الله أحد ، وفي الثانية الحمد وقل يا أيها الكافرون ، ثم ارفع يديك إلى السماء وليكن ذلك قبل الزوال بنصف ساعة وقل :

اللهم إني ذخرت (٣) توحيدي إياك ، ومعرفتي بك وإخلاصي لك وإقراري بربوبيتك ، وذخرت (٤) ولاية من أنعمت على بمعرفتهم من بريتك محمد وآله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليوم فزعي إليك عاجلا وآجلا ، وقد فزعت إليك وإليهم يا مولاي في هذا اليوم وفي موقفي هذا ، وسألتك مادتى (٥) من نعمتك وإزاحة ما أخشاه من نقمتك ، والبركة لي في جميع ما رزقتنيه ، وتحصين صدري من كل هم وجائحة ، ومصيبته في ديني و دنياي يا أرحم الراحمين.

ثم تصلي ركعتين تقرء في الاولى الحمد مرة وخمسين مرة قل هو الله أحد وفي الثانية الحمد مرة وستين مرة إنا أنزلناه في ليلة القدر ، ثم تمد يديك وتقول :

اللهم إني حللت بساحتك لمعرفتي بوحدانيتك وصمدانيتك ، وأنه لا يقدر

____________________

(١) البلد الامين ص ١٥٢.

(٢) مصباح المتهجد ص ٢٣١.

(٣ ـ ٤) ذكرت خ ل.

(٥) مادنى خ ل.

٣٨

على قضاء حوائجي (١) غيرك وقد علمت يا رب أنه كلما تظاهرت نعمتك (٢) على اشتدت فاقتي إليك ، وقد طرقني هم كذا وكذا وأنت تكشفه ، وأنت عالم غير معلم و واسع غير متكلف ، فأسئلك باسمك الذي وضعته على الجبال فاستقرت ، ووضعته على السماء فارتفعت ، وأسئلك بالحق (٣) الذي جعلته عند محمد وآل محمد ، وعند الائمة علي والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة أن تصلي على محمد وأهل بيته ، وأن تقضي حاجتي وتيسر عسيرها وأن تكفيني مهماتها ، فان فعلت فلك الحمد والمنة ، وإن لم تفعل فلك الحمد غير جائر في حكمك وغير (٤) متهم في قضائك ، ولا حائف في عدلك.

وتلصق خدك الايمن بالارض وتخرج ركبتيك حتى تلصقهما بالمصلى الذي صليت عليه ، وتقول : اللهم إن يونس بن متى عبدك ونبيك دعاك في بطن الحوت وهو عبدك فاستجبت له ، وأنا عبدك فاستجب لي كما استجبت له يا كريم يا حي يا قيوم يا لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث فأعني (٥) الساعة الساعة الساعة يا كريم.

ثم تجعل خدك الايسر على الارض وتفعل مثل ذلك ثم ترد جبهتك وتدعو بما شئت ثم اجلس من سجودك وادع بهذا الدعاء.

اللهم اسدد فقري بفضلك ، وتغمد ظلمي بعفوك ، وفرغ قلبي لذكرك ، اللهم رب السموات السبع وما بينهن ورب الارضين السبع وما فيهن ورب السبع المثاني والقرآن العظيم ، ورب جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، ورب الملائكة أجمعين ورب محمد خاتم النبيين والمرسلين ورب الخلق أجمعين أسئلك باسمك الذي به تقوم السموات والارضون وبه ترزق الانبياء وبه أحصيت عدد الجبال وكيل البحار ، وبه ترسل

____________________

(١) حاجتى خ ل.

(٢) نعمك خ ل.

(٣) بالاسم خ ل.

(٤) ولا متهم خ ل.

(٥) فأغثنى خ ل.

٣٩

الرياح وبه ترزق العباد وبه أحصيت عدد الرمال ، وبه تفعل ما تشاء وبه تقول لكل شئ كن فيكون أن تستجيب لي دعائي وأن تعطيني سؤلي وأن تعجل لي الفرج من عندك برحمتك في عافية وأن تؤمن خوفي في أتم نعمة وأعظم عافية ، وأفضل الرزق والسعة والدعة مالم تزل تعودنيها يا إلهي وترزقني الشكر على ما أبليتني وتجعل ذلك تاما أبدا ما أبقيتني حتى تصل (١) ذلك بنعيم الاخرة.

اللهم بيدك مقادير الدنيا والاخرة ، وبيدك مقادير الموت والحياة ، وبيدك مقادير الليل والنهار ، وبيدك مقادير الخذلان والنصر ، وبندك مقادير الغنى والفقر وبيدك مقادير الخير والشر ، فبارك لي في ديني ودنياي ، وبارك لي في جميع اموري (٢).

اللهم لا إله إلا أنت وعدك حق ولقاؤك حق والساعة حق والجنة حق و أعوذ بك من نار جهنم ، وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من شر المحيا وشر الممات ، وأعوذ بك من فتنة الدجال ، وأعوذ بك من الكسل والعجز ، وأعوذ بك من البخل والهرم ، وأعوذ بك من مكاره الدنيا والاخرة.

اللهم قد سبق مني ما قد سبق من زلل قديم ، وما قد جنيت على نفسي وأنت يا رب تملك مني ما لا أملك لنفسي (٣) وخلقتني يا رب وتفردت بخلقي ولم أك شيئا إلا بك ، ولست أرجو الخير إلا من عندك ، ولم أصرف عن نفسي سوءا قط إلا ما صرفته عني ، أنت علمتني يا رب ما لم أعلم ، ورزقتني يا رب مالم أملك ولم أحتسب وبلغت بي يا رب ما لم أكن أرجو ، وأعطيتني يا رب ما قصر عنه أملي ، فلك الحمد كثيرا ، يا غافر الذنب اغفرلي وأعطني في قلبي من الرضا ما يهون (٤) على بوائق الدنيا.

____________________

(١) يتصل خ ل.

(٢) الامور خ ل.

(٣) من نفسى خ ل.

(٤) تهون خ ل.

٤٠