فقه اللّغة

أبي منصور عبد الملك بن محمّد بن اسماعيل الثعالبي

فقه اللّغة

المؤلف:

أبي منصور عبد الملك بن محمّد بن اسماعيل الثعالبي


المحقق: جمال طلبة
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٥

Description: Untitled-01

١

٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

مقدمة

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصحابه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الديِن.

أما بعد.

فقد شُغِلت بكتاب « فقه اللغة » للثعالبي إبّان إعدادي رسالة الماجستير عن « معاجم المعاني في العربية حتى القرن الخامس » ، وقد وقع في يدي أكثر من نشرة تجارية لهذا الكتاب ، أَصَحّها وأوثقها تلك التي أصدرها الأساتذة : مصطفى السقّا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ شلبي. وقد لاحظت خلوها من نسب وتخريج الشواهد الشعرية والآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار وكذا الأمثال وأقوال العرب ، والتعريف بالأعلام الواردة في الكتاب ، وشرح بعض القضايا التي يتطلبها التحقيق العلمي وإن كان جهدهم غير مغموط أو مغبون ، فلهم فضل السبق ؛ إلا أنني كنت قد أعددت لنفسي نسخة ـ تكاد تكون نسخة ثانية ـ بالتخريجات والتعليقات ، ومقابلة معظم مواد الكتاب على كتب المعاني ، والنظر فيما أرجعوه إلى التصحيف أو التحريف فصوّبتُ ذلك وأثبتّهُ على هوامش النسخة التي أصدروها ولما كنتُ قد عايشت كُتُبَ المعاني والرسائل اللغوية الخاصة قرابة عقد من الزمن ، فقد بات أمر إظهار هذه الكتب والرسائل وشكياً ، إن شاء الله تعالى.

ثم كان أن وقع في يدي كتاب نُشِرَ بعنوان « لباب الآداب » من للثعالبي ، بتحقيق الدكتور قحطان رشيد صالح ، ويضم الكتاب أجزاءً ثلاثة ،

٣

ضمَّ الجزء الأول صورة لفقه اللغة للثعالبي في شكل إملاءة ثانية ، أو لعلها من عمل النُسَّاخ والمتأخرين ، تزيدُ أو تنقصُ عن فقه اللغة ، وهو ما سوف يراه القارئ وقد عقدت العزم على جمع مخطوطات الكتاب ، وعثرت على مخطوطة ثمينة ـ لم يشر إليها أحدٌ من قبل ـ مصورة بمعهد المخطوطات ، التابع لجامعة الدول العربية ، « مصورات بعثة اليمن الشمالي » ، وهي نسخة محفوظة بمكتبة الجامع الكبير الغربية بصنعاء ، برقم (٣٦٥).

وهذه النسخة ترقى لتكون أمّاً ، حيث إنها نسخة مقابلة على عدة نسخ ، يظهر ذلك في هوامشها ؛ في إثبات الخلافات بين النسخ المقابلة عليها ، بجانب مراجعتها على معاجم اللغة كالعين للخليل بن أحمد ، والمُجمل لابن فارس ، وديوان الأدب للفارابي ، والغريب المصنّف لأبي عُبَيد القاسم بن سلّام والصِّحَاح للجوهري.

وما إن عرضت أمر هذا العمل على أخي وصديقي العالم الفاضل الأستاذ محمد بيضون ، إلا وبادر بتشجيعي وحفزي على إتمام هذا العمل ونشره ، فشكراً له من عميق قلبي وجزاه الله خيراً ، جزاء ما يقدمه لخدمة اللغة العربية ونشر تراثها الثمين.

وإني إذ أُقدِّمُ هذا العمل ، أرجو أن يكون خالصاً لوجه الله ، وأن يفيدَ في المكتبة العربية ، وعلى الله قصد السبيل.

« رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا ، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ».

د. جمال طلبة

النمروط في غرة المحرم ١٤١٤ هـ

٤

الثعالبي

أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي ولد بنيسابور سنة ثلاثمائة وخمسين هجرية من أسرة احترفت خياطة جلود الثعالب ، ومن ثمَّ يُنسبُ الثعالبيّ إلى حرفته (١). وكانت وفاته سنة تسع وعشرين وأربعمائة (٢).

وقد عاش الثعالبي في حكم الدويلات ؛ وبين الصراعات ، وأمضى طفولته بين الصفَارِيّين ، وبقية عمره كانت بين السَّامَانِيّين والغزنويين. كما أدرك الثعالبي أربعة خلفاء من بني العباس هم : المطيع والطائع فالقادر وابنه القائم.

أما شيوخه ، فلا تمدنا المصادر بشيء عن ذلك ، وأنه تلمذَ على أحدٍ من العلماء ، وإنما كان من العاكفين على قراءة الكتب السابقة ويظهر ذلك من أسماء الأئمة في مقدمته لفقه اللغة ؛ الذين أخذ عنهم وعن كتبهم.

وقد كان الثعالبيُّ معلمَ صِبْيَان في مَكْتَبٍ ، ولكنه جلس للإقراء والمحاضرة ، فيقول في يتيمة الدهر ١ / ٥ « ورأيتني أحاضر بأخوات كثيرة لما فيه وقعت بآخرة إلى ، وزيادات جمّة عليه ، حصلت من أفواه الرواة لديّ ».

ونظير ذلك في الفصل الخامس من الباب التاسع والعشرين من فقه اللغة

__________________

(١) فيما نسب إلى هذه الحرفة ، ينظر : اللباب في تهذيب الأنسب ، ١ / ١٩٣.

(٢) لمزيد من التفصيل عن مصادر ترجمته ينظر : ـ

* نزهة الألبا لابن الأنباري ٤٣٦.

* البداية والنهاية لابن كثير ٢ / ٤٤.

* شذرات الذهب ٣ / ٢٦٤.

* مرآة الجنان ٢ / ١٧٠.

* مفتاح السعادة ١ / ١٨٧.

معاهد التنصيص ٣ / ٢٦٦.

* هدية العارفين ١ / ٦٢٥.

٥

« فصل فيما حاضرتُ به ، مما نسبه بعض الأئمة إلى اللغة الرومية ، وبعضهم إلى اليونانية » (١) ولم يعرف من تلامذته إلّا البَاخَرْزِي صاحب « دُمْيَةُ القَصْرِ » وأشار الباخرزي إلى ذلك بقوله في دُمية القصر ص ١٨٣ » وكنت وأنا فرخٌ أرغبُ في الاستفادة بنوره ، وكان هو ووالدي بنيسابور لَصِيْقَيْ دارٍ ، وقَرِيَبْي جوار ؛ وكنت حملتُ كتباً تدورُ بينهما في الإخوانيات ، وقصائدَ يتقارضان بها في المُتجاوَبَاتِ وما زال بي رَؤوفاً ، وعَلَىَّ حَانِياً ؛ حتى ظننتُهُ أباً ثانياً ـ رحمة الله عليه ـ كل مصباح تخفق رايات أنواره ، ومساء تتلاطمُ أمواجُ قارِهِ ».

وقد أجمل ذلك الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم في مقدمته « لثمار القلوب » ص ٤ حين قال : « أمّا تاريخ نشأته وحياته وروافد معارفه وآدابه ، وما تقلَّبَ عليه في أطوار عمره من أحداث ، وما عسى أن يكون قد شغله من وظائفَ أو أعمالٍ ، وذكر شيوخه وتلاميذه وصِلاته بالملوك والرؤساء والأمراء ، ومعاصريه من الكتاب والشعراء والعلماء ؛ فإن هذا ومثله مما لم يذكرهُ مُؤَرّخٌ أو باحثٌ ».

* أقوال العلماء فيه : ـ

* قال عنه الحصري في زهر الآداب ١ / ١٣٧ ؛ إنه « فريد دهره ، وقريعُ عصره ، ونسيجُ وحده ، وله مؤلفات في العلم والأدب ، تشهد له بأعلى الرُّتَبِ ».

* وذكره ابن بسام في الذخيرة بأنه « كان في وقته راعي تَلَعَاتِ العلم ، وجامعَ أَشْتاتِ النثر والنظم ؛ رَأْسَ المؤلفين في زمانه ، وإمام المُصَنِّفين بحكم أَقْرانِه ، سار ذكرهُ سَيْرَ المَثَلِ ، وضُرِبَتْ إليه آباطُ الإبلِ ، وطلَعَتْ دواوينُهُ في المشارق والمغارب ، طلوعَ النَّجْمِ في الغياهب ؛ تواليفُه أشهرُ مَوَاضِع ، وأَبْهَى مطالع ، وأكثر من أن يستوفيَها حدُّ أو وَصْفُ ، أو يوفِيَ حقوقَها نَثْرٌ أَوْ رَصْفٌ ».

* وقال الباخرزي (٢) : إنه « حافظ نَيْسَابور ، زُبْدَة الأحقاب والدهور ، لم تَرَ العيون مثله ، ولا أنكرت الأعيان فضله ، وكيف يُنْكَر وهو المُزْنُ ، ويحمد

__________________

(١) آثرنا عنوان هذا الفصل كاملاً عن ( ل ) لباب الآداب.

(٢) دمية القصر ص ١٨٣.

٦

بكل لسان أو يُسْتر ، وهو الشمس لا تخفى بكل مكان ».

* وقال اليافعي (١) ، : إنه « الأديب اللبيب الشاعر صاحب التصانيف دبية السائرة في الدنيا ، وراعي بلاغات العلم ، وجامع أشتات النظم ».

* وقال ابن شاكر الكتبي (٢) : « جاحظ زمانه ».

* وقال عبد الرحمن بن محمد الأنباري (٣) : كان أديباً فاضلاً فصيحاً بليغاً ».

* ونعته إسماعيل باشا البغدادي (٤) « بالأديب اللغوي ».

* ووصفه بروكلمان (٥) بأنه أوفر كتاب القرن الخامس الهجري إنتاجاً ».

* أما مؤلفاته وكتبه (٦) ، فقد راجت ، واحتضنها الملوك وازدانت بها دور الكتب ، وصنف بأسماء الكبراء من معاصريه فألف للصاحب بن عباد ، ولأبي الفضل الميكالي وقابوس بن وشكمير ، وغيرهم ، حيث كان كريم المنزلة لدى الملوك والسلاطين والأمراء ، عاش في كنفهم ، وألّف الكتب برسمهم ، وأهداها إلى خزائنهم.

فقه اللغة وسر العربية : ـ

نشير أولاً إلى أن فقه اللغة وسر العربية كتابان وليس كتاباً واحداً (٧) ، كما فعل بعض النسَّاخين والوراقين قديماً ، وكذا أصحاب المطابع حديثاً بجمعهما معاً في كتاب واحد ، أطلقوا عليه ترجمة واحدة هي : فقه اللغة وسر العربية. فقد ذكرتهما كتبُ الطبقات كتابين مستقلين تماماً. وهذه النشرة المحققة عن نسخ لم تظهر من قبل ولم يُشر إليها في أية نشرة سابقة ، على أمل أن نعثر على نسخ أخرى « لسر العربية » كي ننشرهما معاً مُحَقَّقَيْنِ.

__________________

(١) مرآة الجنان ٣ / ٥٣.

(٢) عيون التواريخ ١٣ / ١٨٠.

(٣) نزهة الألبا في طبقات الأدبا ٤٣٦.

(٤) هدية العارفين ١ / ٦٢٥.

(٥) تاريخ الأدب العربي ٦ / ١٩٣.

(٦) لبيان المخطوط منها والمطبوع والمفقود ، انظر الأشباه والنظائر المنسوب للثعالبي ( مقدمة المحقق ) ١٩ ـ ٢٨.

(٧) انظر : معاجم المعاني في العربية حتى القرن الخامس ص ٧٠.

٧

وقد ذكر الثعالبي أنه ألَّفه للوزير أبي الفضل عبد الله بن أحمد الميكالي. والكتاب مرتَّبٌ على موضوعات المعاني في ثلاثين باباً ، يتوزَّعُ البابُ إلى عدة فصول. وقدَّم الثعالبي لكتابه بمقدمة وضَّح فيها أن دوافع تأليفه كانت استجابةً للوزير أبي الفضل الميكالي ، وعرض لأسماء من اعتمد عليهم في تصنيفه من أئمة اللغة والأدب والفلسفة ، يقول : « وتُرِكْتُ والأدب والكتب ، أنتقي منها وأنتخب ، وأُفَصِّل وأُبًوِّب وأنتجع من الأئمة مثل : الخليل والأصمعي وأبي عمرو الشيباني والكسائي والفراء ، وأبي زيد ، وأبي عبيدة ، وأبي عُبَيْد ، وابن الأعرابي ، والنضر بن شُمَيْل وأَبَوي العباس ( يعني : المبرد وثعلب ) ، وابن دريد ونفطويه ، وابن خالويه ، والخارَزَنْجِيّ ، والأزهري ومن سواهم من ظرفاء الأدباء الذين جمعوا فصاحة البلغاء إلى إتقان العلماء ، ووعورة اللغة إلى سهولة البلاغة ، كالصاحب أبي القاسم وحمزة بن الحسن الأصبهاني ، وأبي الفتح المراغي وأبي بكر الخوارزمي ، والقاضي أبي الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني ، وأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا القزويني وأجتبي من غمارهم ، وأقتفي آثار قوم قد أقفرت منهم البقاع ، وأجمعُ في التأليف بين أبكار الأبواب والأوضاع ، وعُونِ اللغات والألفاظ ».

ومما هو جدير بالذكر ، أن اعتماد الثعالبي على كتاب « الغريب المُصَنَّف » لأبي عُبَيْد كبير ، إذ لم يفعل في كثير من الأحيان أكثر من نقله نصَّ أبي عُبَيْد في كثير من فصوله ، لقد نقل فصلاً وجده ملحقاً بحاشية الورقة من باب « الرمال » في كتاب ريب المصنَّفُ ، وهو من زيادات النُّسَّاخ (١).

وفي تسميته لكتابه « فقه اللغة » كثير من التجُّوزِ كما يرى الدكتور علي عبد الواحد وافي ؛ وذلك أنه ليس فيه ما يصح تسميته بفقه اللغة بالمعنى الصحيح لهذه الكلمة إلا نحو خمس عشرة صفحة في الباب التاسع والعشرين في ما يجري مجرى الموازنة بين العربية والفارسية ، أمَّا ما عدا ذلك فَمتْنُ لُغَةٍ مرتب حسب فصائل المعاني التي من شأنها أن تَمُدَّ الكاتب بعبارات بليغة يستعملها في إنشائه ، وبذلك فقيمته عملية تطبيقية صرفة (٢).

__________________

(١) انظر : فصول في فقه العربية ٢٦٥.

(٢) انظر : فقه اللغة للدكتور علي عبد الواحد وافي ٢٨٢.

٨

وتتضح سمات الكتاب وخصائصه فيما يأتي (١) :

( أ ) الجمع بين المستعمل والغريب ، فعناية الثعالبي منصبَّةُ على تصنيف الألفاظ حسب معانيها وترتيبها ، وتدرّجها ليسهل الرجوع إليها.

( ب ) الحرص على ردّ كل قول لقائله ، ونسبة كل رواية إلى راويها ، فكثيراً ما يشير الثعالبي إلى اسم اللغوي الذي نقل عنه اللفظ أو الوصف ، بل قد ينقل فصلاً كاملاً وينسبه إلى قائله.

( جـ ) يشير بصفة خاصة إلى الألفاظ الواردة في القرآن الكريم.

( د ) الاستشهاد بالشعر للشعراء الجاهليين كالأعشى وامرِئ القيس ولبيد ، والإسلاميين كذي الرمة والراعي والكُمَيْت.

( هـ ) الدقة في التبويب والترتيب داخل الأبواب وترتيب المواد وتَدَرُّجها من الصِّغَر إلى الكبر ، ومن القِلَّة إلى الكثرة ، ومن الضَّعْفِ إلى الشدَّة ، أو التشابه في المعاني والجمع بينها ، أو الترتيب للأبنية ، مثل ترتيب باب الدواهي.

( و ) لا يهتم الثعالبي بتصريفات الكلمة ، ولا يهتم أيضاً بذكر المرادفات ، فهو لا يهتم إلا بذكر المفردات الدالة على معنى بعينه.

( ز ) قد يجعل ذكر أصحاب النقول في عنوان الفصل ، أو ينقل فصلاً كاملاً عن أحد اللغويين.

( ح ) يَنْقلُ عن الفصحاء واللغويين.

ويلاحظ أن الثعالبي قد تأثر بابن السكّيت والهمذاني ولكنه جحد الإشارة إلى ذلك ، إلا فيما ندر ، فقد تأثر بابن السكّيت وبمنهجه ، ولا يظهر ذلك في المواضع التي أشار فيها إلى نقله عنه فحسب ، بل يبدو ذلك للوهلة الأولى لمن يتصفّح كتابه وينظر في أبوابه وفصوله ، على أنه استفاد من أخطائه

__________________

(١) انظر : معاجم المعاني في العربية حتى القرن الخامس ٧٣ ـ ٧٤.

٩

وأخطاء غيره ممّن نسجوا على منواله ، فجاء الكتاب بالغاً حدَّا من الدقة لم يبلغه كتاب قبله (١).

وإذا كان يؤخذ عليه أنه لم يفرق بين المستعمل والغريب وأنه جمع بينهما ، فإن ذلك راجع لاهتمامه بتصنيف الألفاظ حسب معانيها وترتيبها ، متدرجة أو مصنّفة كي يسهل حفظها والرجوع إليها.

__________________

(١) انظر : ابن السكيت اللغوي ٢٢٩.

١٠

وصف النسخ

اعتمدنا في نشر كتاب « فقه اللغة للثعالبي » على النسخ التالية :

١ ـ النسخة ( جـ ) :

وهي نسخة محفوظة بمكتبة الجامع الكبير الغربية بصنعاء برقم (٣٦٥) ، ومقاسها ١٧ * ٥ ، ٢٤ سم.

ومنها مصورة بمعهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية على ميكرو فيلم برقم (٢٦٠) بعثة اليمن الشمالي.

وهي عبارة عن ثلاث وتسعين ورقة ( ضمن مجموع ).

ومسطرتها ٢١ سطراً ، في كل سطر نحو اثنتا عشرة كلمة في المتوسط ؛ وخطها نسخي دقيق مضبوط بالشكل.

والنسخة مقابلة ؛ وفي صفحة العنوان عدة تمليكات ، وأربعة أبيات شعرية.

وفي ختام النسخة « تم الكتاب ، وربنا المحمود ، وله المكارم والعلى والجود. وكان الفراغ من نساخته في يوم السبت ، ساعة الأصيل لثمانِ ليال بقين من شهر رجب الأصم ؛ الذي هو أحد شهور سنة ست وعشرين وتسعمائة هجرية ، على صاحبها الصلوات والتسليم.

بخط العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى محمد بن موسى بن محمد بن عيسى غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين ، وغفر لمن دعا لهم بالمغفرة والرحمة.

١١

وتمتاز هذه النسخ بإثبات الخلافات في النسخ المقابل عليها كما أنها مقابلة ومشروحة أيضاً على معاجم اللغة كالعين للخليل بن أحمد ، والغريب المصنف لأبي عُبَيْد القاسم بن سلَّام والمجمل في اللغة لابن فارس ، وديوان الأدب للفارابي.

وقد أَثْبَتُّ هذه الهوامش كاملة في التحقيق لأهميتها ولهذه الأسباب اعتبرتها أصلاً ، وقابلت عليه النسخ الأخرى.

(٢) النسخة ( ط ) :

وهي النسخة المطبوعة ؛ والتي نشرها الأساتذة / مصطفى السقا ، وإبراهيم الأبياري ، وعبد الحفيظ شلبي.

وهذه النسخة خالية تماماً من التخريجات للآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ، وكذا الأمثال وأقوال العرب وقد أثبتُّ الخلافات بينها وبين النسخة ( ج ) ، وكذلك ما أرجعه محققو هذه النسخة إلى التصحيف أو التحريف ، وإثبات عبارات كثيرة عن اللسان في أصل النص ، كما هو واضح من هوامش التحقيق ومن الدراسة التي ستصدر مستقلة ـ إن شاء الله تعالى ـ في نشرة خاصة.

(٣) النسخة ( ل ) :

وهي تلك النسخة التي نشرها الدكتور قحطان رشيد صالح بعنوان « لباب الآداب » للثعالبي ، على أنها كتاب آخر خلاف « فقه اللغة » للثعالبي.

وضَمَّت ثلاثة أقسام : القسم الأول : في أسرار اللغة وطرائق العربية وخصائصها.

والقسم الثاني : في لطائف الألفاظ والمخاطبات والمكاتبات وبدائعها ومحاسنها وقلائدها.

والقسم الثالث : في عيون الأشعار وأحاسنها وفصوصها وفرائدها.

وبقراءة هذا الكتاب ودراسته ، تبيَّن لي بما لا يدع مجالاً للشكّ ، أن

١٢

القسم الأول الذي نشره ضمن لُباب الآداب المنسوب للثعالبي ، ما هو إلا نسخة من فقه اللغة للثعالبي أو لعلها إملاءة ثانية تزيد وتنقص في بعض مواضعها أو لعلها اختصار لفقه قام به بعض اللغويين أو العلماء غير الثعالبي.

وتيقّن لديّ أن كتاب « لباب الآداب » المنسوب للثعالبي يبدأ من القسم الثاني : في لطائف الألفاظ والمخاطبات والمكاتبات وبدائعها ومحاسنها وقلائدها.

كما أن نظرة في « لباب الآداب » نجدها بنصها ، كما أشرت في التحقيق ، هي مقدمة « فقه اللغة » للثعالبي ، إلا عند إهدائها لأبي العباس مأمون بن مأمون خوارزم.

ومعلوم أن الثعالبي اتصل به وأهداه كتباً أخرى ، ولذلك فلا يُعْقَل أن يقوم الثعالبي بإهداء كتابه « فقه اللغة » للأمير أبي الفضل الميكالي ، وللأمير مأمون خوارزم في وقت واحد ، والثعالبي ملأت خزائنه المكتبات وأُلِّفت برسم الملوك والأمراء.

كما أن الدكتور قحطان رشيد صالح اعتمد في نشرته على عدة نسخ نذكرها بإيجاز ؛ لنبين للقارىء الخطأ في إدخال القسم الأول ضمن « لباب الآداب » ، وأنه نسخة من فقه اللغة للثعالبي تزيد وتنقص : ـ

* فنسخة المؤسسة العامة للآثار والتراث والتي رمز إليها بالحرف ( م ) وهي برقم ٩٠١٧ ، لاحظت أن الناسخ لم يثبت تاريخ الانتهاء من تحريرها ، وكذلك عدم الإشارة إلى اسم المؤلف.

* وهذا يقطع بأن ضمّ القسم الأول إلى القمسين الثاني والثالث من عمل النُّسَّاخ المتأخرين.

* النسخة الثانية ، وهي نسخة المرحوم الألُوسي وهي نسخة محفوظة ضمن مخطوطات المؤسسة العامة للآثار والتراث برقم ٨٧٥٦ ، وأنها تنقص الجزء الأول.

١٣

* النسخة الثالثة ، وهي نسخة برلين ، ورمز إليها بالحرف ( ب ) ، وهي برقم tco ـ ١٩٨٥.

ولاحظ أن الناسخ أشار في الصفحة الأولى إلى أنه لم يتكلف نقل القسم الأول من كتاب « لباب الآداب » لأنه مطابق لكتاب « فقه اللغة » المعروف بين الناس ، وأنه اكتفى بنسخ خمس وعشرين صفحة منه ، وقد نسخ القسمين الآخرين.

وهي نسخة متأخرة ، سنة ١٣١٨ ه‍.

* أما النسخة التي اعتبرها أصلاً ، فهي نسخة أسطنبول القسم العربي ـ برقم ٦٩٠٠ ، وتتكون من الأجزاء الثلاثة التي نشرها بعنوان « لباب الآداب » والقسم الأول منها في أسرار اللغة وجوامعها وطرائق العربية وخصائصها. وقد أرسلت في طلبها ، ولكن دون جدوى.

ومن ثمّ فإن نسخة لباب الآداب المطبوعة ، والتي رمزنا لها بالرمز ( ل ) ، اعتبرتها مصدراً ثانوياً ونسخة فرعية للتحقيق ، أثبتُّ ما نقص منها وما زاد بالهامش ، وذلك وفقاً للمنهج الذي اتبعته في تحقيق هذا الكتاب ، وألزمت نفسي به مهما طال الهامش أو نقص النص عن الأصل. وسيرى القارىء هذا بوضوح وجلاء.

(٤) نسخة دار الكتب العلمية بيروت ، وهي نسخة مشكولة وتنقص بعض الفصول التي تتناول الفرق في أعضاء الإنسان وتزيد وتنقص بعض العبارات ، وعند إثباتها في الهامش تذكر بنشرة دار الكتب العلمية.

١٤

Description: Untitled-002

١٥

Description: Untitled-03

١٦

Description: Untitled-04

١٧

Description: Untitled-05gif

١٨

Description: Untitled-06

١٩

Description: Untitled-07

٢٠