بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

وجود عيسى عليه‌السلام إطلاقا لاسم المسبب على السبب ، وكذا في المضرب أطلق القائم على من في صلبه القائم إما على الوجه المذكور أو إطلاقا لاسم الجزء على الكل وإن كانت الجزئية أيضا مجازية والله يعلم مرادهم عليهم‌السلام.

٥٠ ـ كتاب المحتضر للحسن بن سليمان تلميذ الشهيد رحمة الله عليهما قال : روي أنه وجد بخط مولانا أبي محمد العسكري عليه‌السلام ماصورته : قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوة والولاية ـ وساقه إلى أن قال ـ : وسيسفر لهم ينابيع الحيوان بعد لظى النيران لتمام « الم » و « طه » و « الطواسين » من السنين.

بيان : يحتمل أن يكون المراد كل « الم » وكل ما اشتمل عليها من المقطعات أي « المص » والمراد جميعها مع طه والطواسين ترتقي إلى ألف ومائة وتسعة وخمسين وهو قريب من أظهر الوجوه التي ذكرنا ها في خبر أبي لبيد « ويؤيده كما أومأنا إليه.

ثم إن هذه التوقيتات على تقدير صحة أخبارها لاينافي النهي عن التوقيت إذ المراد بها النهي عن التوقيت على الحتم ، لا على وجه يحتمل البداء كما صرح في الاخبار السالفة ، أو عن التصريح به فلا ينافي الرمز والبيان على وجه يحتمل الوجوه الكثيرة ، أو يخصص بغير المعصوم عليه‌السلام وينافي الاخير بعض الاخبار والاول أظهر.

وغرضنا من ذكر تلك الوجوه إبداء احتمال لا ينافي مامر من هذا الزمان فان مر هذا الزمان ولم يظهر الفرج والعياذ بالله كان ذلك من سوء فهمنا والله المستعان. مع أن احتمال البداء قائم في كل من محتملاتها كما مرت الاشارة إليه في خبر ابن يقطين والثمالي وغيرهما ، فاحذر من وساوس شياطين الانس والجان وعلى الله التكلان ].

١٢١

٢٢

* ( باب ) *

* ( فضل انتظار الفرج ومدح الشيعة في زمان الغيبة ) *

* ( وما ينبغى فعله في ذلك الزمان ) *

١ ـ ل : في خبر الاعمش قال الصادق عليه‌السلام : من دين الائمة الورع والعفة والصلاح ـ إلى قوله ـ : وانتظار الفرج بالصبر.

٢ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفضل أعمال امتي انتظار فرج الله عزوجل.

٣ ـ ما : ابن حمويه ، عن محمد بن محمد بن بكر ، عن ابن مقبل ، عن عبدالله ابن شبيب ، عن إسحاق بن محمد القروي ، عن سعيد بن مسلم ، عن علي بن الحسين عن أبيه ، عن علي عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من رضي عن الله بالقليل من الرزق رضي‌الله‌عنه بالقليل من العمل ، وانتظار الفرج عبادة.

أقول : سيأتي في باب مواعظ أميرالمؤمنين عليه‌السلام أنه سأل عنه رجل أي الاعمال أحب إلى الله عزوجل قال : انتظار الفرج.

٤ ـ ج : عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي خالد الكابلي ، عن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والائمة بعده ، يا أبا خالد إن أهل زمان غيبته ، القائلون بامامته ، المنتظرون لظهوره أفضل أهل كل زمان ، لان الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة ، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالسيف اولئك المخلصون حقا ، وشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا ، وقال عليه‌السلام : انتظار الفرج من أعظم الفرج.

٥ ـ ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن الكليني ، عن علي ، عن أبيه ، عن اليقطيني ، عن يونس ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر قال : دخلنا على أبي جعفر محمد بن



١٢٢

علي عليهما‌السلام ونحن جماعة بعد ما قضينا نسكنا فودعناه وقلنا له : أوصنا يا ابن رسول الله فقال : ليعن قويكم ضعيفكم ، وليعطف غنيكم على فقيركم ، ولينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه ، واكتموا أسرارنا ، ولا تحملوا الناس على أعناقنا.

وانظروا أمرنا وما جاءكم عنا ، فان وجدتموه في القرآن موافقا فخذوا به ، وإن لم تجدوه موافقا فردوه ، وإن اشتبه الامر عليكم فقفوا عنده ، وردوه إلينا حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا ، فاذا كنتم كما أوصيناكم ولم تعدوا إلى غيره فمات منكم ميت قبل أن يخرج قائمنا كان شهيدا ، ومن أدرك قائمنا فقتل معه ، كان له أجر شهيدين ، ومن قتل بين يديه عدوا لنا كان له أجر عشرين شهيدا.

٦ ـ ك ، مع : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن جعفر بن أحمد ، عن العمركي البوفكي ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن مروان بن مسلم ، عن أبي بصير قال : قال الصادق عليه‌السلام : طوبى لمن تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا ، فلم يزغ قلبه بعد الهداية ، فقلت له ، جعلت فداك ، وما طوبى؟ قال : شجرة في الجنة أصلها في دار علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وليس من مؤمن إلا وفي داره غصن من أغصانها ، وذلك قول الله عزوجل « طوبى لهم وحسن مآب » (١).

٧ ـ ل : الاربعمائة قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله ، فان أحب الاعمال إلى الله عزوجل انتظار الفرج.

وقال عليه‌السلام : مزاولة قلع الجبال أيسر من مزاولة ملك مؤجل ، واستعينوا بالله واصبروا إن الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ، لاتعاجلوا الامر قبل بلوغه فتندموا ، ولا يطولن عليكم الامد فتقسو قلوبكم.

وقال عليه‌السلام : الآخذ بأمرنا معنا غدا في حظيرة القدس ، والمنتظر لامرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله.

٨ ـ ير : ابن معروف ، عن حماد بن عيسى ، عن أبي الجارود ، عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم وعنده جماعة من أصحابه :

____________________

(١) الرعد : ٣١. والحديث في المعانى ص ١١٢ ، كمال الدين ج ٢ ص ٢٧

١٢٣

« اللهم لقني إخواني » مرتين فقال من حوله من أصحابه : أما نحن إخوانك يارسول الله؟ فقال : لا ، إنكم أصحابي وإخواني قوم في آخر الزمان آمنوا ولم يروني ، لقد عرفنيهم الله بأسمائهم وأسماء آبائهم ، من قبل أن يخرجهم من أصلاب آبائهم وأرحام امهاتهم ، لاحدهم أشد بقية على دينه من خرط القتاد في الليلة الظلماء ، أو كالقابض على جمر الغضا ، اولئك مصابيج الدجى ، ينجيهم الله من كل فتنة غبراء مظلمة.

٩ ـ ك : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن ابن عيسى ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن غير واحد ، عن داود بن كثير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل « هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب » قال : من أقر بقيام القائم أنه حق ».

١٠ ـ ك : الدقاق ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن النوفلي ، عن علي ابن أبي حمزة ، عن يحيى بن أبي القاسم قال : سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام عن قول الله عزوجل « الم ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب » فقال : المتقون شيعة علي عليه‌السلام ، والغيب فهو الحجة الغائب وشاهد ذلك قول الله عزوجل : « ويقولون لولا انزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين » (١).

فأخبر عزوجل أن الآية هي الغيب ، والغيب هو الحجة وتصديق ذلك قول الله عزوجل « وجعلنا ابن مريم وامه آية » (٢) يعني حجة.

بيان : قوله وشاهد ذلك كلام الصدوق رحمه‌الله. (٣)

____________________

(١) يونس : ٢٠ ، وعند ذلك ينتهى الخبر ، راجع كمال الدين ج ٢ ص ١٠ وقد أخرجه المصنف فيما سبق كذلك راجع ج ٥١ ص ٥٢.

(٢) المؤمنون : ٥١.

(٣) بل هو من كلام الصادق عليه‌السلام وانما يبتدئ كلام الصدوق من قوله : فأخبر عزوجل الخ.

١٢٤

١١ ـ ك : ابن عبدوس ، عن ابن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان ، عن ابن بزيع ، عن صالح بن عقبة ، عن أبيه ، عن الباقر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفضل العبادة انتظار الفرج.

١٢ ـ ك : محمد بن علي بن الشاه ، عن أحمد بن محمد بن الحسن ، عن أحمد ابن خالد الخالدي ، عن محمد بن أحمد بن صالح التميمي ، عن محمد بن حاتم القطان عن حماد بن عمرو ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : يا علي! واعلم أن أعظم الناس يقينا (١) قوم يكونون في آخر الزمان ، لم يلحقوا النبي وحجب عنهم الحجة فآمنوا بسواد في بياض.

١٣ ـ ك : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن بسطام بن مرة ، عن عمرو بن ثابت قال : قال سيد العابدين عليه‌السلام : من ثبت على ولايتنا في غيبة قائمنا أعطاه الله أجر ألف شهيد مثل شهداء بدر واحد.

دعوات الراوندى : مثله وفيه : من مات على موالاتنا.

١٤ ـ سن : السندي (٢) عن جده قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام ما تقول فيمن مات على هذا الامر منتظرا له؟ قال : هو بمنزلة من كان مع القائم في فسطاطه ثم سكت هنيئة ثم قال : هو كمن كان مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

١٥ ـ سن : ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن موسى النميري ، عن علاء بن سيابة قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من مات منكم على هذا الامر منتظرا له كان كمن كان في فسطاط القائم عليه‌السلام.

ك ـ : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن جعفر بن أحمد

____________________

(١) في المصدر المطبوع ج ١ ص ٤٠٥ : « واعلم أن أعجب الناس ايمانا وأعظمهم يقينا » الخ فراجع.

(٢) في المصدر المطبوع « عنه ، عن السندى » وهكذا فيما يأتى في صدر الاسناد وانما اسقطه المصنف قدس‌سره لانه من كلام الرواة والضمير يرجع إلى مؤلف المحاسن أبى جعفر أحمد بن أبى عبدالله محمد بن خالد الرقى ، راجع المحاسن ص ١٧٢ ـ ١٧٤.

١٢٥

عن العمركي ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة ، عن النميري مثله.

نى : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن أحمد بن الحسن ، عن على بن عقبة مثله.

١٦ ـ سن : ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن عمربن أبان الكلبي ، عن عبدالحميد الواسطي قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : أصلحك الله والله لقد تركنا أسواقنا انتظارا لهذا الامر حتى أوشك الرجل منا يسأل في يديه ، فقال : يا عبدالحميد أترى من حبس نفسه على الله لا يجعل الله له مخرجا بلى والله ليجعلن الله له مخرجا ، رحم الله عبدا حبس نفسه علينا ، رحم الله عبدا أحيا أمرنا قال : قلت فان مت قبل أن ادرك القائم ، فقال : القائل منكم : إن أدركت القائم من آل محمد نصرته كالمقارع معه بسيفه ، والشهيد معه له شهادتان.

ك : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن جعفر بن أحمد عن العمر كي ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة ، عن عمربن أبان ، عن عبدالحميد مثله وفيه : كالمقارع بسيفه بل كالشهيد معه.

١٧ ـ سن : ابن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن مالك بن أعين قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن الميت منكم على هذا الامر ، بمنزلة الضارب بسيفه في سبيل الله.

١٨ ـ سن : علي بن النعمان ، عن إسحاق بن عمار وغيره ، عن الفيض بن المختار قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : من مات منكم وهو منتظر لهذا الامر كمن هو مع القائم في فسطاطه قال : ثم مكث هنيئة ثم قال : لابل كمن قارع معه بسيفه ، ثم قال : لا والله إلا كمن استشهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

١٩ ـ غط : أحمد بن إدريس ، عن علي بن محمد ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن أبي العلا ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما دخل سلمان رضي‌الله‌عنه الكوفة ، ونظر إليها ، ذكر ما يكون من بلائها حتى ذكر ملك بني امية والذين من بعدهم ثم قال : فإذا كان ذلك فالزموا أحلاس



١٢٦

بيوتكم حتى يظهر الطاهر بن الطاهر المطهر ذوالغيبة الشريد الطريد.

٢٠ ـ ك : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي وحيدر بن محمد معا ، عن العياشي عن القاسم بن هشام اللؤلؤي ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن عمار الساباطي قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : العبادة مع الامام منكم المستتر في السر في دولة الباطل أفضل؟ أم العبادة في ظهور الحق ودولته مع الامام الظاهر منكم؟ فقال : يا عمار الصدقة في السر والله أفضل من الصدقة في العلانية ، وكذلك عبادتكم في السر ، مع إمامكم المستتر في دولة الباطل أفضل ، لخوفكم من عدوكم في دولة الباطل وحال الهدنة ، ممن يعبد الله في ظهور الحق مع الامام الظاهر في دولة الحق وليس العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة مع الامن في دولة الحق.

اعلموا أن من صلى منكم صلاة فريضة وحدانا مستترا بها من عدوه في وقتها فأتمها كتب الله عزوجل له بها خمسة وعشرين صلاة فريضة وحدانية ، ومن صلى منكم صلاة نافلة في وقتها فأتمها كتب الله عزوجل له بها عشر صلوات نوافل ، و من عمل منكم حسنة كتب الله له بها عشرين حسنة ، ويضاعف الله تعالى حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله ، ودان الله بالتقية على دينه ، وعلى إمامه وعلى نفسه ، و أمسك من لسانه. أضعافا مضاعفة كثيرة إن الله عزوجل كريم.

قال : فقلت : جعلت فداك قد رغبتني في العمل ، وحثثتني عليه ، ولكني احب أن أعلم : كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالا من أصحاب الامام منكم الظاهر في دولة الحق ونحن وهم على دين واحد ، وهو دين الله عزوجل؟.

فقال : إنكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله وإلى الصلاة والصوم والحج وإلى كل فقه وخير ، وإلى عبادة الله سرا من عدوكم مع الامام المستتر ، مطيعون له ، صابرون معه ، منتظرون لدولة الحق ، خائفون على إمامكم وعلى أنفسكم من الملوك تنظرون إلى حق إمامكم وحقكم في أيدي الظلمة ، قد منعوكم ذلك واضطروكم إلى جذب الدنيا وطلب المعاش ، مع الصبر على دينكم ، وعبادتكم وطاعة ربكم ، والخوف من عدوكم ، فبذلك ضاعف الله أعمالكم فهنيئا لكم هنيئا.

١٢٧

قال : فقلت : جعلت فداك فما نتمنى إذا أن نكون من أصحاب القائم عليه‌السلام في ظهور الحق؟ ونحن اليوم في إمامتك وطاعتك أفضل أعمالا من [ أعمال ] أصحاب دولة الحق؟ فقال : سبحان الله أما تحبون أن يظهر الله عزوجل الحق والعدل في البلاد ويحسن حال عامة الناس ، ويجمع الله الكلمة ويؤلف بين القلوب المختلفة ، ولا يعصى الله في أرضه ، ويقام حدود الله في خلقه ، ويرد الحق إلى أهله ، فيظهروه حتى لايستخفي بشئ من الحق مخافة أحد من الخلق؟ أما والله يا عمار لايموت منكم ميت على الحال التي أنتم عليها إلا كان أفضل عندالله عزوجل من كثير ممن شهد بدرا واحدا فأبشروا (١).

٢١ ـ ك : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن جعفر بن معروف عن محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن موسى بن بكر ، عن محمد الواسطي ، عن أبي الحسن ، عن آبائه عليهم‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أفضل أعمال امتي انتظار الفرج من الله عزوجل.

٢٢ ـ ك : بهذا الاسناد ، عن العياشي ، عن عمران ، عن محمد بن عبدالحميد عن محمد بن الفضيل ، عن الرضا عليه‌السلام قال : سألته عن شي من الفرج ، فقال : أليس انتظار الفرج من الفرج؟ إن الله عزوجل يقول : « فانتظروا إني معكم من المنتظرين » (٢).

____________________

(١) ترى هذه الرواية وما يليها في المصدر ج ٢ ص ٣٥٧ و ٣٥٨ وقد رواها الكلينى في الكافى ج ١ ص ٣٣٤ فراجع.

(٢) هذا الشطرمن الاية يوجد في الاعراف : ٧٠ ، ويونس : ٢٠ و ١٠٢ والمراد ما في يونس ٢٠ « ويقولون لولا انزل عليه آية من ربه فقل انما الغيب لله فانتظروا انى معكم من المنتظرين » كما صرح بذلك في الحديث السابق تحت الرقم ١٠. ولكن العياشى أخرجه في ج ٢ ص ١٣٨ عند قوله تعالى « فهل ينتظرون الا مثل ايام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا انى معكم من المنتظرين » ( يونس ١٠٢ ).

وأخرجه تارة اخرى عند قوله تعالى : وارتقبوا انى معكم رقيب [ هود : ٩٣ ]. فراجع ج ٢ ص ١٥٩ من العياشى.

١٢٨

شى : عن محمد بن الفضيل مثله.

٢٣ ـ ك : بهذا الاسناد ، عن العياشي ، عن خلف بن حامد ، عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين ، عن البزنطي قال : قال الرضا عليه‌السلام ما أحسن الصبر وانتظار الفرج أما سمعت قول الله تعالى « فارتقبوا إني معكم رقيب » وقوله عزوجل « وانتظروا إني معكم من المنتظرين » فعليكم بالصبر فانه إنما يجيئ الفرج على اليأس ، فقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم.

شى : عن البزنطي مثله (١).

٢٤ ـ ك : علي بن أحمد ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن النوفلي ، عن أبي إبراهيم الكوفي قال : دخلت على أبى عبدالله عليه‌السلام فكنت عنده إذ دخل أبوالحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، وهو غلام فقمت إليه وقبلت رأسه وجلست.

فقال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : يابا إبراهيم أما إنه صاحبك من بعدي أما ليهلكن فيه أقوام ويسعد آخرون ، فلعن الله قاتله ، وضاعف على روحه العذاب ، أما ليخرجن الله من صلبه خير أهل الارض في زمانه ، بعد عجائب تمر به حسدا له ولكن الله بالغ أمره ولو كره المشركون.

يخرج الله تبارك وتعالى من صلبه تكملة اثني عشر إماما مهديا اختصهم الله بكرامته ، وأحلهم دار قدسه ، المنتظر للثاني عشر كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يذب عنه.

فدخل رجل من موالي بني امية فانقطع الكلام ، وعدت إلى أبي عبدالله عليه‌السلام خمسة عشر مرة اريد استتمام الكلام فما قدرت على ذلك فلما كان من قابل دخلت عليه وهو جالس ، فقال لي : يا أبا إبراهيم هو المفرج للكرب عن شيعته ، بعد ضنك شديد ، وبلاء طويل وجور ، فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان وحسبك يا أبا إبراهيم.

قال أبوإبراهيم : فما رجعت بشئ أسر إلي من هذا ولا أفرح لقلبي منه.

٢٥ ـ غط : الفضل ، عن إسماعيل بن مهران ، عن أيمن بن محرز ، عن رفاعة

____________________

(١) أخرجه العياشى في ج ٢ ص ٢٠ في سورة الاعراف : ٧٠.

١٢٩

ابن موسى ، ومعاوية بن وهب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتدبه قبل قيامه ، يتولى وليه ، ويتبرأ من عدوه ، ويتولى الائمة الهادية من قبله ، اولئك رفقائي وذوو ودي ومودتي ، و أكرم امتي علي قال رفاعة : وأكرم خلق الله علي (١).

٢٦ ـ غط : الفضل ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صليه الله عليه واله : سيأتي قوم من بعدكم الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منكم ، قالوا : يا رسول الله نحن كنا معك ببدر واحد وحنين ، و نزل فينا القرآن ، فقال : إنكم لو تحملوا لما حملوا لم تصبروا صبرهم.

٢٧ ـ سن : عثمان بن عيسى ، عن أبي الجارود ، عن قنوة ابنة رشيد الهجري قالت : قلت لابي : ما أشد اجتهادك؟ فقال : يا بنية سيجئ قوم بعدنا بصائرهم في دينهم أفضل من اجتهاد أوليهم (٢).

٢٨ ـ غط : الفضل عن ابن أبي نجران ، عن محمد بن سنان ، عن خالد العاقولي في حديث له ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : فما تمدون أعينكم؟ فما تستعجلون؟ ألستم آمنين؟ أليس الرجل منكم يخرج من بيته فيقضي حوائجه ثم يرجع لم يختطف؟ إن كان من قبلكم على ما أنتم عليه ليؤخذ الرجل منهم فتقطع يداه ورجلاه ويصلب على جذوع النخل وينشر بالمنشار ثم لا يعدو ذنب نفسه ثم تلا هذه الآية « أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب » (٣).

بيان : قوله « ثم لايعدو ذنب نفسه » أي لا ينسب تلك المصائب إلا إلى نفسه وذنبه ، أولا يلتف مع تلك البلايا إلا إلى إصلاح نفسه وتدارك ذنبه.

٢٩ ـ غط : الفضل ، عن ابن أسباط ، عن الحسن بن الجهم قال : سألت

____________________

(١) ترى هذه الرواية ومايأتى بعدها في ص ٢٩٠ ـ ٢٩١ من المصدر.

(٢) المحاسن : ص ٢٥١.

(٣) البقرة : ٢١٤.

١٣٠

أبا الحسن عليه‌السلام عن شئ من الفرج ، فقال : أولست تعلم أن انتظار الفرج من الفرج؟ قلت : لا أدري إلا أن تعلمني فقال : نعم ، انتظار الفرج من الفرج.

٣٠ ـ غط : الفضل ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون قال : اعرف إمامك فانك إذا عرفته لم يضرك تقدم هذا الامر أو تأخر ومن عرف إمامه ثم مات قبل أن يرى هذا الامر ، ثم خرج القائم عليه‌السلام كان له من الاجر كمن كان مع القائم في فسطاطه.

٣١ ـ غط : الفضل ، عن ابن فضال ، عن المثنى الحناط ، عن عبدالله بن عجلان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من عرف هذا الامر ثم مات قبل أن يقوم القائم عليه‌السلام كان له مثل أجر من قتل معه.

٣٢ ـ سن : محمد بن الحسن بن شمون ، عن عبدالله بن عمرو بن الاشعث عن عبدالله بن حماد الانصاري ، عن الصباح المزني ، عن الحارث بن حصيرة ، عن الحكم بن عيينة قال : لما قتل أمير المؤمنين عليه‌السلام الخوارج يوم النهروان قال إليه رجل [ فقال : يا أمير المؤمنين طوبى لنا إذ شهدنا معك هذا الموقف ، وقتلنا معك هؤلاء الخوارج ] (١) فقال أميرالمؤمنين : والذي فلق الحبة وبرء النسمة لقد شهدنا في هذا الموقف اناس لم يخلق الله آباءهم ولا أجدادهم بعد ، فقال الرجل : وكيف يشهدنا قوم لم يخلقوا؟ قال : بلى قوم يكونون في آخر الزمان يشركوننا فيما نحن فيه ، ويسلمون لنا ، فاولئك شركاؤنا فيما كنا فيه حقا حقا.

٣٣ ـ سن : النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين صلوات الله عليهم قال : أفضل عبادة المؤمن انتظار فرج الله.

٣٤ ـ شى : عن الفضل بن أبي قرة قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : أوحى الله إلى إبراهيم أنه سيولد لك فقال لسارة فقالت : « ءألد وأنا عجوز » (٢) فأوحى الله إليه أنها ستلد ويعذب أولادها أربعمائة سنة بردها الكلام علي قال :

____________________

(١) ماجعلناه بين العلامتين ساقط من النسخة المطبوعة ، راجع المحاسن ص ٢٦٢.

(٢) هود : ٧٢. راجع العياشى ج ٢ ص ١٥٤.

١٣١

فلما طال على بني إسرائيل العذاب ضجوا وبكوا إلى الله أربعين صباحا فأوحى الله إلى موسى وهارون يخلصهم من فرعون ، فحط عنهم سبعين ومائة سنة.

قال : فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : هكذا أنتم لو فعلتم لفرج الله عنا فأما إذ لم تكونوا فان الامر ينتهي إلى منتهاه.

٣٥ ـ شى : عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : « ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة » (١) إنما هي طاعة الامام فطلبوا القتال فلما كتب عليهم مع الحسين « قالوا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل (٢) أرادوا تأخير ذلك إلى القائم عليه‌السلام.

٣٦ ـ جا : عمر بن محمد ، عن جعفر بن محمد ، عن عيسى بن مهران ، عن أبي يشكر البلخي ، عن موسى بن عبيدة ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن عوف بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم : ياليتني قد لقيت إخواني ، فقال له : أبوبكر وعمر : أولسنا إخوانك آمنا بك وهاجرنا معك؟ قال : قد آمنتم وهاجرتم وياليتني قد لقيت إخواني فأعادا القول فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنتم أصحابي ولكن إخواني الذين يأتون من بعدكم ، يؤمنون بي ويحبوني وينصروني ويصدقوني ، ومارأوني ، فياليتني قد لقيت إخواني.

٣٧ ـ نى : ابن عقدة ، عن القاسم بن محمد بن الحسين بن حازم (٣) ، عن عباس ابن هشام ، عن عبدالله بن جبلة ، عن علي بن الحارث بن المغيرة ، عن أبيه قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : يكون فترة لا يعرف المسلمون إمامهم فيها؟ فقال : يقال ذلك قلت : فكيف نصنع؟ قال : إذا كان ذلك فتمسكوا با أمر الاول حتى يتبين لكم الآخر.

____________________

(١) و (٢) النساء : ٧٧ راجع العياشى ج ١ ص ٢٥٨.

(٣) في النسخة المطبوعة « عن القاسم بن محمد بن الحسين بن حازم » عن حازم عن عباس بن هشام » وهو سهو راجع المصدر ص ٨١ وقد أخرجه المصنف في ج ٥١ ص ١٤٨ بلا زيادة « عن حازم »

١٣٢

وبهذا الاسناد ، عن عبدالله بن جبلة ، عن محمد بن منصور الصيقل ، عن أبيه منصور [ قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا أصبحت وأمسيت يوما لا ترى فيه إماما من آل محمد فأحب من كنت تحب وأبغض من كنت تبغض ، ووال من كنت توالي وانتظر الفرج صباحا ومساء.

محمد بن يعقوب الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال عن الحسين بن علي العطار ، عن جعفربن محمد ، عن محمدبن منصور ] (١) عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله.

محمد بن همام ، عن الحميري ، عن محمد بن عيسى والحسين بن طريف جميعا عن حماد بن عيسى ، عن عبدالله بن سنان قال : دخلت أنا وأبي على أبي عبدالله عليه‌السلام فقال : كيف أنتم إذا صرتم في حال لايكون فيها إمام هدى ولا علم يرى فلا ينجو من تلك الحيرة إلا من دعا بدعاء الحريق فقال أبي : هذا والله البلاء فكيف نصنع جعلت فداك حينئذ؟ قال : إذا كان ذلك ولن تدركه ، فتمسكوا بما في أيديكم حتى يصح لكم الامر.

وبهذا الاسناد ، عن محمد بن عيسى والحسين بن طريف ، عن الحارث بن المغيرة النصري ، عن أبي عبيدالله عليه‌السلام قلت له : إنا نروي بأن صاحب هدا الامر يفقد زمانا فكيف نصنع عند ذلك؟ قال : تمسكوا بالامر الاول الذي أنتم عليه حتى يبين لكم.

بيان : المقصود من هذه الاخبار عدم التزلزل في الدين والتحير في العمل أي تمسكوا في اصول دينكم وفروعه بما وصل إليكم من أئمتكم ، ولا تتركوا العمل ولا ترتدوا حتى يظهر إمامكم ، ويحتمل أن يكون المعنى : لاتؤمنوا بمن يدعي أنه القائم حتى يتبين لكم بالمعجزات وقد مر كلام في ذلك عن سعد بن عبدالله في باب الادلة التي ذكرها الشيخ.

____________________

(١) مابين العلامتين ساقط من النسخة المطبوعة راجع المصدر ص ٨١ ، الكافى ج ١ ص ٣٤٢ وقد كان نسخة الغيبة للنعمانى أيضا مصحفة ، فراجع وتحرر.

١٣٣

٣٨ ـ نى : محمد بن همام بإسناده [ يرفعه ] إلى أبان بن تغلب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : يأتي على الناس زمان يصيبهم فيها سبطة ، يأرز العلم فيها كما تأرز الحية في جحرها ، فبيناهم كذلك إذ طلع عليهم نجم قلت : فما السبطة؟ قال : الفترة ، قلت : فكيف نصنع فيما بين ذلك؟ قال : كونوا على ما أنتم عليه ، حتى يطلع الله لكم نجمكم.

وبهذا الاسناد ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : كيف أنتم إذا وقعت السبطة بين المسجدين ، تأرز العلم فيها كما تأرز الحية في جحرها ، واختلفت الشيعة بينهم ، وسمى بعضهم بعضا كذابين ، ويتفل بعضهم في وجوه بعض؟ فقلت : ما عند ذلك من خير ، قال : الخير كله عند ذلك ، يقوله ثلاثا وقد قرب الفرج.

الكليني ، عن عدة من رجاله ، عن أحمد بن محمد ، عن الوشاء ، عن علي بن الحسين ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : كيف أنت إذا وقعت السبطة وذكر مثله بلفظه.

أحمد بن هوذة الباهلي ، عن أبي سليمان ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبدالله بن حماد الانصاري ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال يا أبان يصيب العالم سبطة يأرز العلم بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها قلت : فما السبطة؟ قال : دون الفترة ، فبينماهم كذلك إذ طلع لهم نجمهم ، فقلت : جعلت فداك فكيف نكون ما بين ذلك؟ فقال لي [ كونوا على ] (١) ما أنتم عليه حتى يأتيكم الله بصاحبها.

بيان : قال الفيروز آبادي : أسبط سكت فرقا ، وبالارض لصق وامتد من الضرب وفي نومه غمض ، وعن الامر تغابى ، وانبسط ، ووقع ، فلم يقدر أن يتحرك انتهى.

وفي الكافي في خبر [ أبان ] ابن تغلب : « كيف أنت إذا وقعت البطشة (٢) بين المسجدين ، فيأرز العلم » فيكون إشارة إلى جيش السفياني واستيلائهم بين

____________________

(١) ترى هذه الروايات في المصدر ص ٨٠ ـ ٨٣ وقد عرضناها عليه وأصلحنا ألفاظها الا أن هذه الزيادة لم تكن في المصدر أيضا وانما أضفناها طبقا للحديث السابق.

(٢) راجع الكافى ج ١ ص ٣٤٠.

١٣٤

الحرمين ، وعلى ما في الاصل لعل المعنى يأرز العلم بسبب ما يحدث بين المسجدين أو يكون خفاء العلم في هذا الموضع أكثر بسبب استيلاء أهل الجور فيه.

وقال الجزري فيه أن الاسلام ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها أي ينضم إليه ويجتمع بعضه إلى بعض فيها.

٣٩ ـ نى : محمد بن همام ، عن الحميري ، عن محمدبن عيسى ، عن صالح بن محمد عن يمان التمار قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن لصاحب هذا الامر غيبة المتمسك فيها بدينه كالخارط لشوك القتاد بيده ، ثم أومأ أبوعبدالله عليه‌السلام بيده هكذا قال : فأيكم تمسك شوك القتاد بيده.

ثم أطرق مليا ثم قال : إن لصاحب هذا الامر غيبته فليتق الله عبد عند غيبته وليتمسك بدينه.

نى : الكليني ، عن محمد بن يحيى ، والحسن بن محمد جميعا ، عن جعفربن محمد ، عن الحسن بن محمد الصيرفي ، عن صالح بن خالد [ عن يمان التمار ] (١) قال : كنا جلوسا عند أبي عبدالله عليه‌السلام فقال : إن لصاحب هذا الامر غيبة وذكر مثله سواء.

٤٠ ـ نى : ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف ، عن ابن مهران ، عن ابن البطائني عن أبيه ، ووهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : قال لي أبي عليه‌السلام لابد لنا من آذربيجان لايقوم لها شئ وإذا كان ذلك فكونوا أحلاس بيوتكم وألبدوا ما ألبدنا فاذا تحرك متحركنا فاسعوا إليه ولو حبوا والله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد ، على العرب شديد وقال : ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب (٢).

____________________

(١) مابين العلامتين ساقط عن النسخة المطبوعة ، راجع المصدر ص ٨٨ ، الكافى ج ١ ص ٣٢٤.

(٢) قابلناه على المصدر فصححنا بعض ألفاظها راجع ص ١٠٢. وتحرر.

١٣٥

بيان : ألبد بالمكان : أقام به ولبد الشئ بالارض يلبد بالضم أي لصق.

٤١ ـ نى : ابن عقدة ، عن بعض رجاله ، عن علي بن عمارة ، عن محمد بن سنان عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له عليه‌السلام : أوصني فقال : اوصيك بتقوى الله وأن تلزم بيتك ، وتقعد في دهمك هؤلاء الناس (١) وإياك والخوارج منا فانهم ليسوا على شئ ولا إلى شئ.

واعلم أن لبني امية ملكا لايستطيع الناس أن تردعه وأن لاهل الحق دولة إذا جاءت ولاها الله لمن يشاء منا أهل البيت من أدركها منكم كان عندنا في السنام الاعلى ، وإن قبضه الله قبل ذلك خار له.

واعلم أنه لا تقوم عصابة تدفع ضيما أو تعز دينا إلا صرعتهم البلية حتى تقوم عصابة شهدوا بدرا مع رسول الله ، لا يوارى قتيلهم ، ولا يرفع صريعهم ، ولا يداوى جريحهم ، قلت من هم؟ قال : الملائكة (٢).

توضيح : قوله عليه‌السلام « في دهمك » يحتمل أن يكون مصدرا مضافا إلى الفاعل أو إلى المفعول ، من قولهم دهمهم الامر ودهمتهم الخيل ، ويحتمل أن يكون اسما بمعنى العدد الكثير ، ويكون هؤلاء الناس بدل الضمير.

قوله : « والخوارج منا » أي مثل زيد وبني الحسن قوله « قتيلهم » أي الذين

____________________

(١) في المصدر المطبوع ص ١٠٢ « في دهماء هؤلاء الناس » وهو الصحيح

(٢) نقله ابن أبى الحديد في النهج ج ٢ ص ١٣٣ عن على عليه‌السلام في حديث أنه قال :

والله لاترون الذى تنتظرون حتى لاتدعون الله الا اشارة بايديكم ، وايماضا بحواجبكم ، وحتى لاتملكون من الارض الا مواضع أقدامكم ، وحتى لايكون موضع سلاحكم على ظهوركم ، فيومئذ لا ينصرنى الا الله بملائكته ، ومن كتب على قلبه الايمان.

والذى نفس على بيده لا تقوم عصابة تطلب لى أو لغيرى حقا أو تدفع عنا ضيما الا صرعتهم البلية ، حتى تقوم عصابة شهدت مع محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بدرا ، لايؤدى قتيلهم ولا يداوى جريحهم ولا ينعش صريعهم.

١٣٦

يقتلهم تلك العصابة والحاصل أن من يقتلهم الملائكة لايوارون في التراب ، ولا يرفع من صرعوهم ، ولا يقبل الدواء من جرحوهم.

أوالمعنى أن تلك عصابة لا يقتلون حتى يوارى قتيلهم ، ولا يصرعون حتى يرفع صريعهم ، وهكذا ويؤيده الخبر الآتي.

٤٢ ـ نى : محمد بن همام ، ومحمد بن الحسن بن محمد بن جمهور معا ، عن الحسن ابن محمد بن جمهور ، عن أبيه ، عن سماعة ، عن أبي الجارود ، عن القاسم بن الوليد الهمداني ، عن الحارث الاعور الهمداني قال : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام على المنبر : إذا هلك الخاطب ، وزاغ صاحب العصر ، وبقيت قلوب تتقلب من مخصب ومجدب هلك المتمنون ، واضمحل المضمحلون ، وبقي المؤمنون ، وقليل ما يكونون ثلاث مائة أو يزيدون تجاهد معهم عصابة جاهدت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم بدر ، لم تقتل ولم تمت.

قول أميرالمؤمنين عليه‌السلام وزاغ صاحب العصر أراد صاحب هذا الزمان الغائب الزائغ عن أبصار هذا الخلق لتدبير الله الواقع.

ثم قال : وبقيت قلوب تتقلب فمن مخصب ومجدب ، وهي قلوب الشيعة المنقلبة عند هذه الغيبة والحيرة فمن ثابت منها على الحق مخصب ، ومن عادل عنها إلى الضلال ، وزخرف المحال مجدب.

ثم قال : هلك المتمنون ذما لهم وهم الذين يستعجلون أمرالله ، ولايسلمون له ويستطيلون الامد ، فيهلكون قبل أن يروا فرجا ويبقي [ الله ] من يشاء أن يبقيه [ من ] أهل الصبر والتسليم حتى يلحقه بمرتبته وهم المؤمنون وهم المخلصون القليلون الذين ذكر أنهم ثلاث مائة أو يزيدون ممن يؤهله الله لقوة إيمانه ، وصحت يقينه ، لنصرة وليه ، وجهاد عدوه ، وهم كما جاءت الرواية عماله وحكامه في الارض ، عند استقرار الدار ، ووضع الحرب أوزارها.

ثم قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : يجاهد معهم عصابة جاهدت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم بدر ، لم تقتل ولم تمت ، يريد أن الله عزوجل يؤيد أصحاب القائم عليه‌السلام هؤلاء



١٣٧

الثلاث مائة والنيف الخلص بملائكة بدروهم أعدادهم ، جعلنا الله ممن يؤهله لنصرة دينه مع وليه عليه‌السلام ، وفعل بنا في ذلك ما هو أهله (١).

بيان : لعل المراد بالخاطب الطالب للخلافة أو الخطيب الذي يقوم بغير الحق أو بالحاء المهملة أي جالب الحطب لجهنم ويحتمل أن يكون المراد من مر ذكره فان في بالي أني رأيت هذه الخطبة بطولها وفيها الاخبار عن كثير من الكائنات والشرح للنعماني.

٤٣ ـ نى : ابن عقدة ، عن أحمد بن زياد ، عن علي بن الصباح ابن الضحاك عن جعفر بن محمد بن سماعة ، عن سيف التمار ، عن أبي المرهف قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : هلكت المحاضير ، قلت : وما المحاضير؟ قال : المستعجلون ـ ونجا المقربون ، وثبت الحصن على أوتادها ، كونوا أحلاس بيوتكم ، فان الفتنة على من أثارها ، وإنهم لا يريدونكم بحاجة إلا أتاهم الله بشاغل لامر يعرض لهم.

ايضاح : « المحاضير » جمع المحضير وهو الفرس الكثير العدو ، و « المقربون » بكسر الراء المشددة أي الذين يقولون الفرج قريب ويرجون قربه أو يدعون لقربه أو بفتح الراء أي الصابرون الذي فازوا بالصبر بقربه تعالى.

قوله عليه‌السلام « وثبت الحصن » أي استقر حصن دولة المخالفين على أساسها بأن يكون المراد بالاوتاد الاساس مجازا وفي الكافي : وثبتت الحصا على أوتادهم (٢) أي سهلت لهم الامور الصعبة كما أن استقرار الحصا على الوتد صعب أو أن أسباب دولتهم تتزايد يوما فيوما أي لاترفع الحصا عن أوتاد دولتهم بل يدق بها دائما أو المراد بالاوتاد الرؤساء والعظماء أي قدر ولزم نزول حصا العذاب على عظمائهم.

قوله عليه‌السلام « الفتنة على من أثارها » أي يعود ضرر الفتنة على من أثارها أكثر من غيره كما أن بالغبار يتضرر مثيرها أكثر من غيره.

٤٤ ـ نى : ابن عقدة ، عن يحيى بن زكريا ، عن يوسف بن كليب المسعودي عن الحكم بن سليمان ، عن محمد بن كثير ، عن أبي بكر الحضرمي قال : دخلت

____________________

(١) ترى هذه الرواية وما يليها في المصدر ص ١٣٠ ـ ١٠٦.

(٢) راجع روضة الكافى ص ٢٧٣ و ٢٩٤.

١٣٨

أنا وأبان على أبي عبدالله عليه‌السلام وذلك حين ظهرت الرايات السود بخراسان ، فقلنا ماترى؟ فقال : اجلسوا في بيوتكم! فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا على رجل فانهدوا إلينا بالسلاح.

توضيح : قال الجوهري : نهد إلى العدو ينهد بالفتح أي نهض.

٤٥ ـ نى : محمد بن همام ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن محمد بن أحمد عن ابن أسباط ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : كفوا ألسنتكم والزموا بيوتكم فانه لايصيبكم أمر تخصون به أبدا ، ولا يصيب العامة ، ولاتزال الزيدية وقاء لكم أبدا.

٤٦ ـ نى : علي بن أحمد ، عن عبيد الله بن موسى ، عن علي بن الحسن ، عن علي بن حسان ، عن عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل « أتى أمر الله فلا تستعجلوه » قال : هو أمرنا أمر الله لايستعجل به يؤيده ثلاثة أجناد : الملائكة ، والمؤمنون ، والرعب ، وخروجه عليه‌السلام كخروج رسول الله صلى الله عليه وله وذلك قوله تعالى : « كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ».

٤٧ ـ نى : محمد بن همام ، ومحمد بن الحسن بن محمد جميعا ، عن الحسن بن محمدبن جمهور ، عن أبيه ، عن سماعة ، عن صالح بن نبط وبكر المثنى جميعا عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام أنه قال : هلك أصحاب المحاضير ، ونجا المقربون وثبت الحصن على أوتادها إن بعد الغم فتحا عجيبا.

٤٨ ـ نى : محمدبن همام : عن جعفر بن محمدبن مالك ، عن أحمد بن علي الجعفي ، عن محمد بن المثنى الحضرمي ، عن أبيه ، عن عثمان بن زيد ، عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام قال : مثل من خرج منا أهل البيت قبل قيام القائم مثل فرخ طار ووقع في كوة فتلاعبت به الصبيان.

٤٩ ـ نى : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن شيبان ، عن عمار بن مروان ، عن منخل بن جميل ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام أنه قال : اسكنوا ماسكنت السماوات والارض أي لا تخرجوا



١٣٩

على أحد فان أمركم ليس به خفاء ألا إنها آية من الله عزوجل ليست من الناس ألا إنها أضوء من الشمس لايخفى على بر ، ولا فاجر أتعرفون الصبح؟ فانه كالصبح ليس به خفاء.

أقول : قال النعماني رحمه‌الله : انظروا رحمكم الله إلى هذا التأديب من الائمة وإلى أمرهم ورسمهم في الصبر والكف والانتظار للفرج وذكرهم هلاك المحاضير والمستعجلين ، وكذب المتمنين ، ووصفهم نجاء المسلمين ، ومدحهم الصابرين الثابتين ، وتشبيههم إياهم على الثبات كثبات الحصن على أوتادها.

فتأدبوا رحمكم الله بتأديبهم ، وسلموا لقولهم ، ولاتجاوزوا رسمهم إلى آخر ما قال (١).

٥٠ ـ نى : ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف ، عن ابن مهران ، عن ابن البطائني ، عن أبيه ، ووهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال ذات يوم : ألا اخبركم بما لا يقبل الله عزوجل من العباد عملا إلا به؟ فقلت : بلى فقال : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله والاقرار بما أمر الله والولاية لنا ، والبراءة من أعدائنا ، يعني أئمة خاصة والتسليم لهم ، والورع والاجتهاد ، والطمأنينة والانتظار للقائم ثم قال : إن لنا دولة يجيئ الله بها إذا شاء.

ثم قال : من سر أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الاخلاق ، وهو منتظر ، فان مات وقام القائم بعده كان له من الاجر مثل أجر من أدركه ، فجدوا وانتظروا هنيئا لكم أيتها العصابة المرحومة.

٥١ ـ نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسن التيملي ، عن ابن محبوب عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : اتقوا الله واستعينوا على ما أنتم عليه بالورع ، والاجتهاد في طاعة الله ، وإن أشد ما يكون أحدكم اغتباطا بما هو فيه من الدين لوقد صار في حد الآخرة ، وانقطعت الدنيا عليه فاذا صار في ذلك الحد عرف أنه قد استقبل النعيم والكرامة من الله ، والبشرى

____________________

(١) راجع المصدر ص ١٠٦.

١٤٠