الأنوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

السيّد عبد الله شبّر

الأنوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

المؤلف:

السيّد عبد الله شبّر


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٠٤

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وشرف على سائر الخلق (النبي) قيل هو الإنسان المخبر عن الله بغير واسطة بشرا عم من أن يكون له شريعة (كمحمد صلى الله عليه وآله وسلم) أوليس له شريعة (كيحيى) وقيل إنما سمي نبيا لأنه أنبأ عن الله تعالى أي أخبر وعلى هذا فاصله الهمزة (وعن زرارة) قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل (وكان رسولا نبيا (١)) ما الرسول وما النبي قال النبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك والرسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك قلت الإمام ما منزلته قال يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك ثم تلا هذه الآية (وما أرسلنا من قبلك من رسول) (٢) ولا نبي ولا محدث وعن الرضا عليه السلام الفرق بين الرسول والنبي والإمام أن الرسول الذي ينزل عليه جبرئيل فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحي وربما رأى في منامه نحو رؤيا (إبراهيم عليه السلام) والنبي وربما سمع الكلام وبما رأى الشخص ولم يسمع والإمام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص وعن الباقر والصادق عليه السلام (الرسول) الذي يظهر له الملك فيكلمه (والنبي) هو الذي يرى في منامه وربما اجتمعت النبوة والرسالة لواحد والمحدث الذي يسمع الصوت

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) : سورة مريم آية ٥٤.

(٢): سورة الانبياء آية ٢٥.

٤١

وموضع الرسالة ومختلف الملائكة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولا يرى الصورة فقيل أصلحك الله كيف يعلم أن الذي رأى في النوم حق وأنه من الملك قال يوفق لذلك حتى يعرفه.

(موضع الرسالة) بالنصب عطف على أهل أي مخزن علوم جميع رسل الله وموضع أسرار أنبياء الله أو معناه القوم الذين جعل الله الرسالة منهم والأول أظهر قال أمير المؤمنين عليه السلام كنت إذا دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اختلى بي وأقام عني نسائه فلا يبقى عنده غيري وإذا أتاني للخلوة معي في منزلي لم يقم عني فاطمة ولا أحدا من بنيي.

(ومختلف الملائكة) أي محل اختلافهم وترددهم ونزولهم وعروجهم أما لاكتساب العلوم الإلهية والمعارف الربانية والأسرار الملكوتية منهم عليهم السلام لكونهم أفضل من الملائكة كما دل عليه العقل والنقل فعن الباقر عليه السلام أن في السماء سبعين صفا من الملائكة لو أجمع أهل الأرض كلهم يحصون عدد كل صف منهم ما أحصوهم وأنهم ليدينون بولايتنا وروى العامة والخاصة عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إن الله عز وجل خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين من نور واحد فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا فسبحنا فسبحوا وقدسنا فقدسوا وهللنا فهللوا ومجدنا فمجدوا ووحدنا فوحدوا ثم خلق الله السماوات

٤٢

............................................................................

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

والأرض وخلق الملائكة مائة عام لا تعرف تسبيحا ولا تقديسا فسبحنا فسبحت شيعتنا فسبحت الملائكة وكذلك في البواقي فنحن الموحدون حيث لا موحد غيرنا (وعن الرضا) عن آبائه قال (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) أنا سيد من خلق الله عز وجل وأنا خير من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وحملة العرش وجميع ملائكة الله المقربين وأنبياء الله المرسلين وأنا صاحب الشفاعة والحوض الشريف وأنا وعلي أبوا هذه الأمة من عرفنا فقد عرف الله ومن أنكرنا فقد أنكر الله ومن علي سبطا نبي سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين ومن ولد الحسين أئمة تسعة طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي وتاسعهم قائمهم ومهديهم وأن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا الحديث وأما للتبرك بهم والتشرف بخدمتهم والالتذاذ بصحبتهم وأما لكون الملائكة تحدثهم عن الله تعالى فإنهم محدثون على البناء للمفعول كما تقدم (فعن السجاد عليه السلام) قال ما ينقم الناس منا فنحن والله شجرة النبوة وبيت الرحمة ومعدن العلم ومختلف الملائكة (وعن الصادق عليه السلام) عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال إنا أهل البيت شجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت الرحمة ومفاتيح الحكمة ومعدن العلم وموضع سر الله ونحن وديعة الله في عباده ونحن حرم الله الأكبر ونحن ذمة الله ونحن عهد الله فمن وفي بعهدنا وفي بعهد الله ومن حضرنا

٤٣

ومهبط الوحي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فقد حضر ذمة الله وعهده (وقال الصادق عليه السلام) لمسمع كردين أنك تأكل طعام قوم صالحين تصافحهم الملائكة على فرشهم قال قلت ويظهرون لكم قال فمسح يده على بعض صبيانه فقال هم الطف بصبياننا منا بهم وعن الحسين بن أبي العلا عن الصادق عليه السلام قال قال يا حسين وضرب بيده إلى مساور في البيت مساور طالما اتكت عليها الملائكة وربما التقطنا من زغبها والمساور هي المتكئات من أدم وفي الصحيح عن (أبي حمزة الثمالي) قال دخلت عل علي بن الحسين عليه السلام فاحتبست في الدار ساعة ثم دخلت البيت وهو يلتقط شيئا وأدخل يده من وراء الستر فناوله من كان في البيت فقلت جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقط أي شئ هو فقال فضله من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا نجعله سبحا لأولادنا فقلت جعلت فداك وأنهم ليأتونكم فقال يا أبا حمزة إنهم ليزاحمونا على تكائنا وفي القوي عن علي بن أبي حمزة عن أبي الحسن قال سمعته يقول ما من ملك يهبطه الله في أمر ما يهبطه إلا بدأ بالإمام فعرض ذلك على وأن مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الأمر.

(ومهبط الوحي) بكسر الباء وزن مسجد أي منزله وقد تفتح الباء والوحي الإلهام أو الإعلام والرسالة والمقصود معلوم وهم مهبط الوحي أما باعتبار هبوطه على الرسول صلى الله عليه

٤٤

...........................................................................

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وآله وسلم في بيوتهم فعن (صاحب الديلم) قال سمعت الصادق عليه السلام يقول وعنده أناس من أهل الكوفة عجبا للناس أنهم أخدوا علمهم كله عن (رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) فعملوا به واهتدوا ويرون أن أهل بيته لم يأخذوا علمه ونحن أهل بيته وذريته في منازلنا ينزل الوحي ومن عندنا خرج العلم إليهم أفيرون أنهم علموا واهتدوا وجهلنا نحن وضللنا إن هذا لمحال (وعن الحكم بن عيينة) قال لقى رجل الحسين بن علي بالثعلبية وهو يريد كربلا فدخل عليه فسلم عليه فقال له الحسين عليه السلام من أي البلاد أنت قال من أهل الكوفة قال أما والله يا أخا أهل الكوفة لو لقيتك بالمدينة لأريتك أثر جبرئيل من دارنا ونزوله بالوحي على جدي يا أخا أهل الكوفة أفمستقى الناس العلم من عندنا فعلموا وجهلنا هذا ما لا يكون وأما أنهم مهبط الوحي باعتبار نزوله عليه وتحديث الملائكة لهم بغير الشرايع والأحكام كالمغيبات أو الأعم منها في ليلة القدر وغيرها ولا ينافي ذلك أن الله تعالى أكمل الدين لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم وعلمه بأجمعه الأمير المؤمنين وهو لأولاده الطاهرين إذ يمكن كونه في الشرايع والأحكام على تقدير وقوعه للتأكيد والتبيين ويدل على ذلك جملة من الأخبار (ومنها ما رواه ثقة الإسلام في الكافي) عن محمد بن مسلم قال ذكر المحدث عند أبي عبد الله عليه السلام فقال أنه يسمع

٤٥

...........................................................................

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الصوت ولا يرى الشخص فقلت له أصلحك الله كيف يعلم أنه كلام الملك قال أنه يعطى السكينة والوقار حتى يعلم أنه كلام الملك (وعن الكاظم عليه السلام) قال مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه (ماض) و (عابر) و (حادث) فأما الماضي فمسر وأما الغابر فمزبور وأما الحادث فقذف في القلوب ونقر في الأسماع وهو أفضل علمنا ولا نبي بعد نبينا (وعن الحرث بن المغيرة) عن الصادق عليه السلام قال قلت أخبرني عن علم عالمكم قال وراثة من رسول الله ومن علي قال قلت إنا نتحدث أنه يقذف في قلوبهم وينكت في آذانهم قال أو ذاك (وعن الصادق) قال إن علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الأسماع فقال أما العابر فما تقدم من علمنا وأنا المزبور فما يأتينا وأما النكت في القوب فإلهام وأما النقر في الأسماع فأمر الملك وعن (أبي جعفر عليه السلام) قال قال الله عز وجل ذكره في ليلة القدر فيها يفرق كل أمر حكيم يقول ينزل فيها كل أمر حكيم والمحكم ليس بشيئين إنما هو شئ واحد فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم الله عز وجل ومن حكم يحكم فيه اختلاف فرأى أنه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت أنه لينزل في ليلة القدر إلى أولي الأمر تفسير الأمور سنة سنة يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا وفي أمر الناس بكذا وكذا وأنه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك كل يوم علم الله عز وجل ذكره

٤٦

...........................................................................

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الخاص والمكنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر ثم قرأ عليه السلام (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعد سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله إن الله عزيز حكيم) (١) وعن أبي عبد الله عليه السلام قال كان علي كثيرا ما يقول اجتمع العدوي والتيمي عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر بتخشع وبكاء فيقولان ما أشد رقتك لهذه السورة (فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) لما رأت عيني ووعى قلبي ولما يرى قلب هذا من بعدي يعني عليا فيقولان وما الذي رأيت وما الذي يرى قال فيكتب لهما في التراب تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر قال ثم يقول هل بقي شئ بعد قوله عز وجل كل أمر فيقولان لا فيقول هل تعلمان من المنزل إليه بذلك فيقولان أنت يا رسول الله فيقول نعم فيقول هل تكون ليلة القدر من بعدي فيقولان نعم قال فيقول فهل ينزل فيها فيقولان نعم قال فيقول إلى من فيقولان لا ندري فيأخد برأسي ويقول إن لم تدريا فادريا هو هذا من بعدي قال فإن كانا ليعرفان تلك الليلة بعد رسول الله من شدة ما تداخلهما من الرعب (وعن الباقر عليه السلام) قال يا معشر الشيعة خاصموا بسورة إنا أنزلناه تفلحوا فوالله إنها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١): سورة لقمان آية ٢٧.

٤٧

ومعدن الرحمة وخزان العلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنها لسيدة دينكم وأنها لغاية علمنا يا معشر الشيعة خاصموا بحم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله الحديث.

(ومعدن الرحمة) بكسر الدال على وزن مجلس أما لأن الرحمة الربانية عامها وخاصها إنما تنزل على القوابل بسببهم حتى الأمطار والأرزاق كما يرشد إليه حديث لولاك لما خلقت الأفلاك وغيره أو لأنهم لو لم يكونوا في الأرض لساخت بأهلها فعن أبي حمزة قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام تبقى الأرض بغير إمام قال لو بقيت بغير إمام لساخت (وعن محمد بن الفضيل) عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال قلت له تبقى الأرض بغير إمام قال لا فإنا نروي عن أبي عبد الله أنها لا تبقى بغير إمام إلا أن يسخط الله على أهل الأرض أو على العباد فقال لا تبقى الأرض إذا لساخت وعن أبي جعفر عليه السلام قال لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله وأما لأنهم مظاهر رحمة الله إذا رحمتهم للخلق وشفقتهم على أمة جدهم سيما محبيهم وشيعتهم قد بلغت الغاية بل تجاوزت النهاية.

(وخزان العلم) فإن جميع العلوم الإلهية والأسرار الربانية

٤٨

...........................................................................

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

والمعارف الحقيقية وما اشتملت عليه الكتب الإلهية مخزونة عندهم عليهم السلام وهم الراسخون في العلم العالمون بتأويل الكتاب وفصل الخطاب فعن أبي بصير عن الصادق عليه السلام قال نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله وعن بريد بن معاوية عن أحدهما عليهما السلام في قوله تعالى (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) (١) فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الراسخين في العلم قد علمه الله عز وجل جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلم تأويله وأوصيائه من بعده يعلمونه كله إلى أن قال عليه السلام والقرآن خاص وعام ومحكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ فالراسخون في العلم يعلمونه وعن الصادق عليه السلام قال الراسخون في العلم أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة من بعده عليه السلام وعن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر يقول في هذه الآية (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم) (٢) فأومى بيده إلى صدره وعن الصادق عليه السلام قال هم الأئمة وعن أبي بصير عن الباقر عليه السلام في هذه الآية قال أما والله يا أبا محمد ما قال بين دفتي المصحف قلت من هم جعلت فداك قال من عسى أن يكون غيرنا وعن الفضل بن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١): سورة آل عمران آية ٧.

(٢): سورة العنكبوت آية ٤٩.

٤٩

...........................................................................

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يسار قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن في علي سنة ألف نبي من الأنبياء وأن العلم الذي نزل مع آدم عليه السلم لم يرفع وما مات عالم فذهب علمه والعلم يتوارث وعن عبد الله بن جندب أنه كتب إليه الرضا عليه السلام أما بعد فإن محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان أمين الله في خلقه فلما قبض كنا أهل البيت ورثته فنحن أمناء الله في أرضه عندنا علم البلايا والمنايا وأنساب العرب ومولد الإسلام وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق وأن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم أخذ الله علينا وعليهم الميثاق يردون موردنا ويدخلون مدخلنا ليس على ملة الإسلام غيرنا وغيرهم نحن النجباء النجاة ونحن أفراط الأنبياء ونحن أبناء الأوصياء ونحن المخصوصون في كتاب الله تبارك وتعالى ونحن أولى الناس بكتاب الله ونحن أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن الذين شرع الله لنا دينه فقال (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا) (١) قد وصانا بما وصى به نوحا (والذي أوحينا (٢) إليك) يا محمد (وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى) (٣) فقد علمنا وبلغنا علم ما علمنا واستودعنا علمهم نحن ورثة أولي العزم من الرسل (أن أقيموا الدين) (٤) يا آل محمد (لا تتفرقوا فيه) (٥) وكونوا على جماعة الحديث وعن الباقر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١ ـ ٥) سورة الشورى آية ١٣.

٥٠

...........................................................................

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أول وصي كان على وجه الأرض هبة الله بن آدم وما من نبي مضى إلا وله وصي وكان جميع الأنبياء مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي منهم خمسة أولوا العزم (نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم) وأن علي بن أبي طالب كان هبة الله لمحمد صلى الله عليه عليه وآله وسلم وورث علم الأوصياء وعلم من كان قبله أما إن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ورث علم من كان قبله من الأنبياء والمرسلين الحديث.

وعن المفضل قال قال الصادق عليه السلام إن سليمان ورث داود وأن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ورث سليمان وإنا ورثنا محمدا وأن عندنا علم التوراة والإنجيل والزبور وتبيان ما في الألواح قال قلت إن هذا لهو العلم قال ليس هذا هو العلم إن العلم الذي يحدث يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة وعن ضريس عن الصادق عليه السلام قال إن داود ورث علم الأنبياء وإن سليمان ورث داود وأن محمدا ورث سليمان وأنا ورثنا محمدا وأن عندنا صحف إبراهيم وألواح موسى فقال له أبو بصير إن هذا لهو العلم فقال يا أبا محمد ليس هذا هو العلم إنما العلم ما يحدث بالليل والنهار يوما بيوم وساعة بساعة (وعن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الأول قال قلت له جعلت فداك أخبرني عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورث النبيين كلهم قال نعم قلت من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه قال ما بعث الله نبيا إلا ومحمد

٥١

...........................................................................

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اعلم منه قال قلت أن عيسى بن مريم كان يحيي الموتى بإذن الله قال صدقت وسليمان بن داود يفهم منطق الطير وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقدر على هذه المنازل قال. فقال إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في أمره (فقال ما لي لا أرى الهدهد أن كان من الغائبين) (١) حين فقده فغضب عليه (فقال لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين) (٢) وإنما غضب لأنه كان يدل على الماء فهذا وهو طائر قد أعطي ما لم يعطه سليمان وقد كانت الريح والنمل والجن والإنس والشياطين المردة له طايعين ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء وكان الطير يعرفه وأن الله يقول في كتابه (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى (٣)) وقد ورثنا هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان وتحيى به الموتى ونحن نعرف الماء تحت الهواء وأن في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمرا إلا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله عما كتبه الماضون جعله الله لنا في أم الكتاب إن الله يقول (وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين (٤)) ثم قال :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١ ـ ٢) سورة النمل آية ٢١ ـ ٢٢.

(٣) سورة الرعد آية ٣٢.

(٤) سورة النمل آية ٧٦.

٥٢

...........................................................................

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) (١) فنحن الذين اصطفانا الله عز وجل وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شئ (وعن الصادق عليه السلام) قال والله إني أعلم كتاب الله من أوله إلى آخره كأنه في كفي خبر السماء وخبر الأرض وخبر ما كان وخبر ما هو كائن قال الله عز وجل (تبيانا لكل شئ) (٢) وعنه عليه السلام قال (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) (٣) ففرج أبو عبد الله بين أصابعه فوضعها في صدره ثم قال وعندنا والله علم الكتاب كله وعن سدير قال قال الصادق عليه السلام يا سدير ألم تقرأ القرآن قلت بلى قال فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) قال قلت جعلت فداك قد قرأته قال فهل عرفت الرجل وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب قال قلت أخبرني به قال قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر فما يكون ذلك من علم قال قلت جعلت فداك ما أقل هذا فقال يا سدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل أيضا (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) (٤) قال قلت قد قرأته

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) سورة فاطر آية ٣٣.

(٢) سورة النمل آية ٤١.

(٣) سورة النحل آية ٩٠.

(٤) سورة الرعد آية ٤٤.

٥٣

ومنتهى الحلم وأصول الكرم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جعلت فداك قال فمن عنده علم الكتاب كله أفهم أم من عنده علم الكتاب بعضه قلت بعضه قلت لا بل من عنده علم الكتاب كله قال فأومى بيده إلى صدره وقال علم الكتاب والله كله عندنا علم الكتاب والله كله عندنا.

(ومنتهى) اسم مكان أي محل نهاية (الحلم) بالكسر إما بمعنى الأناة وكظم الغيظ أو العقل والأول أظهروهم عليهم السلام قد بلغوا فيه الغاية وتجاوزا النهاية (فروى ثقة الإسلام في الكافي) أن الصادق عليه السلام بعث غلاما له في حاجة فأبطأ فخرج أبو عبد الله عليه السلام على أثره لما أبطأ فوجده نائما فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه فلما انتبه قال له الصادق عليه السلام يا فلان والله ما ذلك لك تنام الليل والنهار لك الليل ولنا منك النهار وعن معتب قال كان أبو الحسن موسى عليه السلام في حائط له يصرم فنظرت إلى غلام له قد أخذ كارة من تمر فرمى بها وراء الحائط فأتيته فأخدته وذهبت به إليه فقلت جعلت فداك إني وجدت هذا وهذه الكارة فقال للغلام فلان قال لبيك قال أتجوع قال لا يا سيدي قال فتعرى قال لا يا سيدي قال فلأي شئ أخذت هذا قال اشتهيت ذلك قال اذهب فهي لك وقال خلوا عنه

(وأصول الكرم) الكريم هو الجواد المعطي أو الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل والمعنيان فيهم عليهم السلام

٥٤

وقادة الأمم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كاملان ويمكن أن يكون المراد أنهم أسباب كرم الله عليه العباد روى أنه وجد بخط مولانا أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام ما صورته قد صعدنا ذرى الحقايق بإقدام النبوة والولاية ونورنا سبع طبقات أعلام الفتوة بالهداية فنحن ليوث الوغى وغيوث الندى وطعناء العدى وفينا السيف والقلم في العاجل ولواء الحمد في الأجل وأسباطنا حنفاء الدين وخلفاء النبيين ومصابيح الأمم ومفاتيح الكرم فالكليم ألبس حلة الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء وروح القدس في جنان الصاغورة ذاق من حدايقنا الباكورة وشيعتنا الفئة الناجية والفرقة الزاكية صاروا لنا بردا وصونا وعلى الظلمة ألبا وعونا وستنفجر لهم ينابيع الحيوان بعد لظى النيران لتمام ألم وطه والطواسين وهذا الكتاب ذرة من جبل الرحمة وقطرة من بحر الحكمة وكتب الحسن بن علي العسكري عليه السلام في سنة أربع وخمسين ومائتين.

(وقادة الأمم) جمع قائد وهم عليهم السلام قادة طوائف هذه الأمة إلى معرفة الله تعالى وطاعته في الدنيا بالهداية وإلى درجات الجنان في الآخرة بالشفاعة أو أنهم قادة مواضي جميع الأمم في الآخرة بالشفاعة الكبرى والوسيلة العظمى بل في الدنيا أيضا لأن بالتوسل بأنوارهم المقدسة وأشباحهم المعظمة اهتدى الأنبياء وأممهم فعنهم عليهم السلام بعبادتنا عبد الله ولولا نحن ما عبد الله (وعن أبان عن الصادق عليه السلام قال إذا كان يوم

٥٥

...........................................................................

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القيامة نادى مناد من بطنان العرش أين خليفة الله في أرضه فيقوم داود النبي (عليه السلام) فيأتي النداء من عند الله لسنا إياك أردنا وإن كنت لله خليفة ثم ينادي ثانية أين خليفة الله في أرضه فيقوم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فيأتي النداء من قبل الله يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب خليفة الله في أرضه وحجته على عباده فمن تعلق بحبله في دار الدنيا فليتعلق بحبله في هذا اليوم يستضئ بنوره وليتبعه إلى الدرجات العلى من الجنان قال فيقوم الناس الذين تعلقوا بحبله في الدنيا فيتبعونه إلى الجنة ثم يأت النداء من عند الله عز وجل إلا من ائتم بإمام في دار الدنيا فليتبعه إلى حيث يذهب به فحينئذ (تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب (١)) وعن الباقر عليه السلام في وقوله تعالى (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم (٢)) قال يجيء رسول الله في قرنه وعلي والحسن والحسين وكل من مات بين ظهراني قوم جاؤوا معه وقال الصادق عليه السلام قال ليس من قوم ائتموا بإمام في الدنيا إلا جاء يوم القيامة يلعنهم ويلعنونه إلا أنتم ومن على مثل حالكم وعن إسماعيل بن همام قال قال الرضا عليه السلام في قوله تعالى (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم) قال إذا كان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) سورة البقرة آية ١٦٧.

(٢) سورة الاسراء آية ٧٢.

٥٦

وأولياء النعم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يوم القيامة قال الله أليس عدل من ربكم أن يولي كل قوم من تولوا قالوا بلى قال فيقول تميزوا فيتميزون.

(وألياء النعم) الظاهرة والباطنة والدنيوية والأخروية فإن بهم تنزل البركات وتمطر السماوات ومنهم النعم الحقيقية من العلوم والكمالات والمعارف الربانية عن الأصبغ بن نباته قال قال أمير المؤمنين ما بال أقوام غيروا سنة الله وعدلوا عن وصيته لا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب ثم تلا هذه الآية (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفر وأحلوا قومهم دار البوار جهنم) (١) ثم قال نحن النعمة التي أنعم الله بها على العباد وبنا يفوز من فاز وروي في تفسر قوله تعالى : (فبأي آلاء ربكما تكذبان) (٢) أي أبا النبي أم بالوصي وعن أبي يوسف البزاز قال تلا أبو عبد الله عليه السلام هذه الآية : (واذكروا آلاء الله) (٣) قال أتدري ما آلاء الله قلت لا قال هي أعظم نعم الله على خلقه وهي ولايتنا وعن عبد الرحمن بن كثير قال سألت أبا عبد الله عن قول الله عز وجل : (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) الآية قال عنى بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله ونصبوا له.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) سورة ابراهيم آية ٢٨.

(٢) سورة الرحمن آية ١٣.

(٣) سورة الاعراف آية ٧٤.

٥٧

وعناصر الأبرار

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحرب وجحدوا وليه ووصيه وعن الصادق عليه السلام أن سأل أبا حنيفة عن قوله تعالى (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم) (١) فقال له من النعيم عندك يا نعمان قال القوت من الطعام والماء البارد فقال عليه السلام لئن أوقفك الله يوم القيامة بين يديه حتى سئلك عن كل أكلة أكلتها وشربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه قال فما النعيم جعلت فداك قال نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العبد وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين وبنا ألف الله بين قلوبهم فجعلهم إخوانا بعد أن كانوا أعداء وبنا هداهم الله للإسلام وهو النعمة التي لا تنقطع والله سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم الله عليهم وهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعترته.

(وعناصر) بكسر الصاد جمع عنصر بضمتين وقد تفتح الصاد وهو الأصل والحسب وهم أصول (الأبرار) جمع بر بالفتح وهو البار أي فاعل البر وهو الخير والبررة جمع بار وإنما سموا بذلك إما لأنهم أصول الأبرار لانتسابهم إليهم واهتدائهم بهم أو لأن الأبرار إنما وجدوا البر والخير ببركتهم أو لأن كلا منهم قد خلف من هو سيد الأبرار وعلى أي حال فهم أصولهم أو لأنهم لما كانوا سببا لإيجاد العالم وخلق الأبرار فهم أصل للأبرار أو لأن الشيعة لأبرار خلقوا من فاضل طينتهم أو لأنهم ينتمون

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) سورة التكاثر آية ٨.

٥٨

ودعائم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إلى ولايتهم ويقرون بإمامتهم فروى ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب عن سلمان رضي الله عنه قال سمعت حبيبي المصطفى يقول كنت أنت وعلي نورا بين يدي الله عز وجل مطيعا يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله آدم ركب ذلك النور في صلبه فلم نزل في شئ واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب فجزء أنا وجزء علي ونحوه روى أحمد بن حنبل في مسنده وعن منهج التحقيق لابن خالويه يرفعه إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إن الله عز وجل خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين من نور واحد فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا فسبحنا فسبحوا وقدسنا فقدسوا وهللنا فهللوا ومجدنا فمجدوا ووحدنا فوحدوا ثم خلق الله السماوات والأرض وخلق الملائكة مائة عام لا تعرف تسبيحا ولا تقديسا فسبحان فسبحت شيعتنا فسبحت الملائكة وكذلك في البواقي فنحن الموحدون حيث لا موحد غيرنا وحقيق على الله عز وجل كما اختصنا وشيعتنا أن يزلفنا وشيعتنا في أعلا عليين إن الله اصطفانا واصطفى شيعتنا من قبل أن نكون أجساما فدعانا فأجبناه فغفر لنا ولشيعتنا من قبل أن نستغفر الله عز وجل.

(ودعائم) جمع دعامة بكسر الدال وهي عماد البيت وهم

٥٩

الأخيار

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عليهم السلام استناد (الأخيار) واعتماد الأبرار وعليهم المعول والمعتمد في المعارف الربانية والأسرار الإلهية والأحكام الشرعية والفضائل الخلقية ومن لم يستند إليهم فقد ضل وغوى عن محمد ابن مسلم قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول كل من دان الله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول وهو ضال متحير والله شانئ لأعماله ومثله كمثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها فهجمت ذاهبة وجائية يومها فلما جنها الليل بصرت بقطيع غنم مع راعيها فحنت إليها واغترت بها فباتت معها في مربضها فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها فهاجت متحيرة تطلب راعيها وقطيعها فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها واغترت بها فصاح بها الراعي الحقي براعيك وقطيعك فأنت تايهة متحيرة عن راعيك وقطيعك فهاجت ذعرة متحيرة تايهة لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها فبينا هي كذلك إذ اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها وكذلك والله يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله عز وجل ظاهر عادل أصبح ضالا تايها وإن مات على هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاق واعلم يا محمد أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا وأضلوا فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شئ ذلك هو الضلال البعيد.

٦٠