الأنوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

السيّد عبد الله شبّر

الأنوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

المؤلف:

السيّد عبد الله شبّر


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٠٤

ومن عصاكم فقد عصى الله ومن أحبكم فقد أحب الله ومن أبغضكم فقد أبغض الله اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(ومن عصاكم فقد عصى الله ومن أحبكم فقد أحب الله ومن أبغضكم فقد أبغض الله اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك) وأعظم عندك منزلة وأقرب لديك مرتبة (من محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته المصطفين الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي (إليك ولكني لم أجد أحدا من العالمين أفضل منهم عندك وأقرب منهم لديك لا من ملك مقرب ولا من نبي مرسل فلهذا أقدمهم طلبتي وحوائجي دون غيرهم فروي عنهم أنهم قالوا نزهونا عن الربوبية وادفعوا عنا حظوظ البشرية يعني الحظوظ التي تجوز عليكم فلا يقاس بنا أحد من الناس فإنا نحن الأسرار الإلهية المودعة في الهياكل البشرية والكلمة الربانية الناطقة في الأجساد الترابية وقولوا بعد ذاك ما استطعتم فإن البحر لا ينزف وعظمة الله لا توصف وعن ابن عباس قال رأيت جابر بن عبد الله متوكئا على عصى يدور في سكك الأنصار ويقول يا معاشر الأنصار أدبوا أولادكم بحب علي فمن أبى فانظروا في حال أمه وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا علي من أحبك فقد أحبني ومن سبك فقد سبني يا

٢٠١

...........................................................................

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

علي أنت مني وأنا منك روحك من روحي وطينتك من طينتي وإن الله سبحانه خلقني وإياك واصطفاني وإياك واختارني للنبوة واختارك للإمامة فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي يا علي أنت وصيي وخليفتي أمرك أمري ونهيك نهي أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك حجة الله على خلقه وأمينه على وحيه وخليفته على عباده وأنت مولى كل مسلم وإمام كل مؤمن وقائد كل تقي وبولايتك صارت أمتي مرحومة وبعداوتك صارت الفرقة المخالفة منها ملعونة وأن الخلفاء من بعدي اثنا عشر أنت أولهم وآخرهم القائم عجل الله فرجه الذي يفتح الله به مشارق الأرض ومغاربها كأني أنظر إليك وأنت واقف على عجز جهنم وقد تطاير شررها وعلا زفيرها واشتد حرها وأنت آخذ بزمامها فتقول لك جهنم أجرني يا علي فقد أطفأ نورك لهبي فتقول لها قري يا جهنم خذي هذا واتركي هذا وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن الله عز وجل أمرني أن أقيم عليا إماما وحاكما وخليفة وأن اتخذه أخا ووزيرا ووليا وهو صالح المؤمنين أمره أمري وحكمه حكمي وطاعته طاعتي فعليكم بطاعته واجتناب معصيته فإنه صديق هذه الأمة وفاروقها ومحدثها وهارونها ويوشعها وآصفها وشمعونها وباب حطتها وسفينة نجاتها وطالوتها وذو قرنيها ألا وإنه محنة الورى والحجة العظمى والعروة الوثقى وإمام أهل الدنيا

٢٠٢

فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم وفي زمرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وإنه مع الحق والحق معه وإنه قسيم الجنة فلا يدخلها عدو له ولا يزحزح عنها ولي له وقسيم النار فلا يدخلها ولي له ولا يزحزح عنها عدو له ألا وإن ولاية علي ولاية الله وحبه عبادة الله واتباعه فريضة الله وأولياءه أولياء الله وأعداءه أعداء الله وحربه حرب الله وسلمه سلم الله وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال يوما ما بال قوم إذا ذكر إبراهيم وآله إبراهيم استبشروا وإذا ذكر آل محمد اشمأزت قلوبهم فوالذي نفس محمد بيده لو جاء أحدكم بأعمال سبعين نبيا ولم يأت بولاية أهل بيتي لدخل النار صاغرا وحشر في جهنم خاسرا أيها الناس نحن أصل الإيمان وتمامه ونحن وصية الله في الأولين والآخرين ونحن قسم الله الذي أقسم بنا فقال : (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين) ولولانا لم يخلق الله خلقا ولا جنة ولا نارا.

(فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك) من عدم رد شفاعتهم ومن استجابة دعائهم بل استجابة دعاء من توسل واستشفع بهم (أسألك أن تدخلني في جملة العارفين) كمال المعرفة الممكنة في حقي (بهم) أي بإمامتهم (وبحقهم) من وجوب محبتهم ومتابعتهم وإطاعتهم.

(وفي زمرة) أي جماعة.

٢٠٣

المرحومين بشفاعتهم إنك أرحم الراحمين صلى الله على محمد وآله الطاهرين وسلم تسليما كثيرا وحسبنا الله نعم الوكيل)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(المرحومين بشفاعتهم إنك أرحم الراحمين) إشارة إلى أن ذلك غير واجب لي باستحقاق بل برحمتك وكرمك.

(وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وسلم تسليما كثيرا وحسبنا الله ونعم الوكيل) ولنقصر الكلام في هذا المقام حامدين لله مصلين على سيد أنبياء الله وعترته الطاهرين صفوة الله معترفين بالتقصير والقصور عن أداء أقل ما ينبغي في هذا الشرح من الواجب المقدور فإني كتبت هذه الوريقات مع تبلبل البال وتفاقم الأحوال وقصور الباع في أيام قلائل وقلة التتبع والاطلاع وحقارة البضاعة وكثرة الإضاعة وأسأل الله العفو عن زلاتي والمسامحة لخطيئاتي والغفران لذنوبي والستر لعيوبي والحشر مع أئمتي وساداتي وأن لا يفرق بيني وبينهم طرفة عين في الدنيا والآخرة بحق محمد وآله الخيرة المصطفين.

٢٠٤