الأنوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

السيّد عبد الله شبّر

الأنوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

المؤلف:

السيّد عبد الله شبّر


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٠٤

...........................................................................

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الآية في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان له أن يعطي ما شاء من شاء ويمنع من يشاء وأعطاه أفضل مما أعطى سليمان لقوله تعالى (ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (١) وقد عقد الكليني والصفار لهذا المضمون بابا على حده وقد أوضحنا الكلام في هذه (الأخبار) بما لا مزيد في مقدمة شرح المفاتيح وفي مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار وملخص القول هنا أن للتفويض معان (بعضها) صحيح وبعضها باطل والثاني عبارة عن تفويض الخلق والإيجاد والرزق والإحياء والإماتة إليهم كما روي عن الرضا عليه السلام أنه (قال) اللهم من زعم أننا أرباب (فنحن) منه براء ومن زعم أن إلينا الخلق وعلينا الرزق (فنحن) منه براء ومن كبراءة عيسى بن مريم من النصارى (وعن) زرارة قال (قلت للصادق عليه السلام) أن رجلا من ولد عبد المطلب بن سبا يقول بالتفويض فقال عليه السلام فما التفويض فقلت إن الله عز وجل خلق محمدا وعليا ثم فوض الأمر إليهما فخلقا ورزقا وأحيى وأماتا فقال عليه السلام كذب عدو الله إذا رجعت إليه فاقرأ عليه الآية التي في سورة الرعد (أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار (٢)) فانصرفت إلى الرجل فأخبرته ما قال (الصادق عليه السلام) فكأنما ألقمته حجرا أو قال

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) : سورة الحشر آية ٧.

(٢) : سورة الرعد آية ١٦.

١٤١

...........................................................................

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فكأنما خرس ومن هذا القسم القول بتفويض أفعال العباد إليهم بمعنى أنه تعالى لو شاء أن يصرفهم عنها لما قدر أمر التفويض إليهم بمعنى ما شاؤوا وافعلوا أو التفويض إليهم من دون مدخليته تعالى في التوفيق والخذلان كما قالوا عليهم السلام لا جبر ولا تفويض بل أمر بين الأمرين (وأما التفويض الصحيح) فهو أقسام منها تفويض أمر الخلق إليهم بمعنى وجوب طاعتهم في كل ما أمروا به ونهوا عنه سواء علموا وجه الصحة أم لا بل الواجب عليهم الانقياد والإذعان ويمكن حمل كثير من أخبار التفويض على هذا المعنى ومنها تفويض الأحكام والأفعال بأن يثبتوا ما رأوه حسنا ويردوا ما رأوه قبيحا فيجيزه الله تعالى كما ورد في أن الني صلى إليه عليه وآله وسلم هو الذي زاد في الصلاة الركعتين الأخيرتين فأجازه الله تعالى ومنها تفويض الإرادة بأن يريد شيئا لحسنه ولا يريد شيئا لقبحه فيجيزه الله تعالى لإرادته وهذه الأقسام الثلاثة لا تنافي ما ثبت من أنه صلى الله عليه وآله وسلم (ما ينطق عن الهوى (١)) (إن هو إلا وحي يوحى (٢)) لأن كل واحد منها ثبت من الوحي إلا أن الوحي نابع لإرادة ذلك فأوحى إليه كما أنه صلى الله عليه وآله وسلم أرد تغيير القبلة وزيادة الركعتين في الرباعية والركعة في الثلاثية وغير ذلك فأوحى الله تعالى إليه بما أراد والمقام لا يخلو من إشكال والله العالم بحقيقة الحال

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) : سورة النجم آية ٣ ، ٤.

١٤٢

من والاكم فقد والى الله ومن عاداكم فقد عادى الله ومن أحبكم فقد أحب الله من أبغضكم فقد أبغض الله ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(من والاكم فقد والى الله ومن عاداكم فقد عادى الله ومن أحبكم فقد أحب الله ومن أبغضكم فقد أبغض الله ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله) والسر في ذلك أن الله تعالى هو الأمر بموالاتهم ومحبتهم والاعتصام بهم والناهي عن معاداتهم وبغضهم فالموالي لهم موال له تعالى وهكذا وأيضا أنهم لما كانوا متخلقين بأخلاق الله ومتصفين بصفاته جرى لهم عليهم السلام حكمه تعالى في الأشياء المذكورة ونحوها كما قال تعالى (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم (١)) (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (٢)) (فلما أسفونا انتقمنا منهم (٣)) من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة قوله صلى الله عليه وآله وسلم من رآني فقد رآى الحق يا علي حربك حربي وحرب علي حرب الله وفاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني فقد آذى الله ونحو ذلك فعن حمزة بن بزيع عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى (فلما أسفونا انتقمنا منهم) فقال

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) : سورة الفتح آية ١٠.

(٢) : سورة البقرة آية ٥٧.

(٣) : سورة الزخرف آية ٥٥.

١٤٣

...........................................................................

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إن الله عز وجل لا يأسف كأسفنا ولكنه خلق أولياء لنفسه يأسفون ويرضون وهم مخلوقون مربوبون فجعل رضاهم رضاء نفسه وسخطهم سخط نفسه لأنه جعلهم الدعاة إليه والأدلاء عليه فلذلك صاروا كذلك وليس أن ذلك يصل إلى الله كما يصل إلى خلقه لكن هذا معنى ما قال من ذلك وقد قال من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ودعاني إليها وقال (من يطع الرسول فقد أطاع الله (١)) وقال (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم (٢)) وكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك والرضا والغضب وغيرهما من الأشياء مما يشاكل ذلك الحديث وعن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (٣)) قال إن الله أعظم وأعز وأجل وأمنع من أن يظلم ولكن خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته حيث يقول (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا (٤)) يعني الأئمة منا ثم قال في موضع آخر (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) ثم ذكر مثله.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) : سورة النساء آية ٨٠.

(٢) : سورة الفتح آية ١٠.

(٣) : سورة البقرة آية ٥٧.

(٤) : سورة المائدة آية ٥٥.

١٤٤

أنتم السبيل الأعظم والصراط الأقوم وشهداء دار الفناء وشفعاء دار البقاء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(أنتم السبيل الأعظم) الذي من سلكه نجا ومن تخلف عنه ضل وغوى

(والصراط الأقوم) فإنهم الصراط المستقيم القويم في الدنيا كما تقدم وطريق متابعتهم في العقائد والمعارف والأفعال والأحوال أقوم الطرق وأمتنها بل هو الطريق

(وشهداء دار الفناء) أي شهداء الله على خلقه في دار الدنيا كما تقدم في قوله تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا (١))

(وشفعاء دار البقاء) فعن الصادق والباقر عليهما السلام قالا والله لنشفعن في المذنبين من شيعتنا حتى يقول أعدائنا (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم (٢)) الحديث وعن الصادق عليه السلام في قوله تعالى (فما لنا من شافعين) (ولا صديق حميم) قال الشافعون الأئمة والصديق من المؤمنين وعنهم للنبي شفاعة في أمته ولنا شفاعة في شيعتنا ولشيعتنا شفاعة في أهل بيتهم (وقال

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) : سورة البقرة آية ١٤٣.

(٢) : سورة الشعراء آية ١٠١.

١٤٥

والرحمة الموصولة والآية المخزونة والأمانة المحفوظة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الصادق عليه السلام) من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا المعراج والمسائلة في القبر والشفاعة.

(والرحمة الموصولة) أي المتصلة الغير المقطعة فإن كل إمام منهم بعده إمام وكل منهم رحمة للعالمين كجدهم خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم وبذلك فسر قوله تعالى (ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون (١)) في بعض الأخبار أو المعنى الرحمة الموصولة من الله إلى الخلق.

(والآية المخزونة) أي هم علامات قدرة الله تعالى وعظمته ولكن معرفة ذلك كما ينبغي مخزونة إلا عن خواص أوليائهم وفيه إشارة إلى أن الآيات هم الأئمة الهداة عليهم السلام وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام مالله آية أكبر مني.

(والأمانة المحفوظة) أي التي يجب حفظها على العالمين (وأن يبذلوا أنفسهم) وأموالهم في حراستها وحفظها لأن قوامهم بها ونظام أمور دينهم ودنياهم بها (أيضا) أو المراد ذوو الأمانة بمعنى أن ولايتهم هي (الأمانة المحفوظة) المعروضة على السماوات والأرض فقد وردت أخبار كثيرة أن الأمانة المعروضة هي الولاية أو المعنى أن أمانة كل من اللاحق محفوظة عند السابق يؤديها إليه عند الوفاة كما روى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) : سورة القصص آية ٥١.

١٤٦

والباب المبتلى به الناس

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أحمد بن عمر قال سألت الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل (إن الله يأمركم إن تؤدوا الأمانات إلى أهلها (١)) قال هم الأئمة من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يؤدي الإمام الإمامة إلى من بعده ولا يخص بها غيره ولا يزويها عنه وفي (رواية) أخرى عن (الصادق عليه السلام) قال أمر الله الإمام الأول أن يدفع إلى الإمام الذي بعده كل شئ عنده وفي (رواية) أخرى إيانا عني أن يؤدي الأول إلى الإمام الذي بعده الكتب والعم والسلاح

(والباب المتلى به الناس) إشارة إلى وقل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثل أهل بيتي مثل باب حطة يعني الباب الذي ابتلا الله بني إسرائيل بدخوله سجد وأن يقولا حطة أي هو حطة لذنوبنا أو حط عنا ذنوبنا فدخلها قوم منهم كذلك فنجوا (فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم (٢)) فهلكوا وهم كذلك من دخل في باب متابعتهم نجى ومن لم يدخل هلك ويكن أن يكون إشارة إلى قوله (أنا مدينة العلم وعلي بابها) ومن أراد المدينة فليأتها من بابها أو إلى قوله (وآتوا البيوت من أبوابها (٣))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) : سورة النساء آية ٥٨.

(٢) : سورة البقرة آية ٥٩.

(٣) : سورة البقرة آية ١٨٩.

١٤٧

من أتاكم فقد نجى ومن لم يأتكم فقد هلك إلى الله تدعون وعليه تدلون وبه تؤمنون وله تسلمون وبأمره تعلمون وإلى سبيله ترشدون وبقوله تحكمون سعد والله من والاكم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(من أتاكم فقد نجى ومن لم يأتكم فقد هلك) إذ الطريق إلى النجاة منحصر فيكم.

(إلى الله تدعون) بالحكمة والموعظة الحسنة.

(وعليه تدلون) بالمعارف الحقانية والبراهين النورانية.

(وبه) دون غيره.

(تؤمنون) الإيمان الحقيقي الخالي من شوائب الشرك الجلي والخفي.

(وله) دان غيره.

(تسلمون) بالتشديد أموركم وتفوضونها أو بالتخفيف.

(وبأمره تعملون) لا بإرادتكم بل ليس لكم أمر إلا أمره ولا إرادة إلا إرادته تعالى.

(وإلى سبيله) القويم وصراطه المستقيم.

(ترشدون) الخلق كمال الإرشاد.

(وبقوله تحكمون) لا بالآراء والاستحسانات والقياسات.

(سعد والله من والاكم) في الدارين وفاز في النشأتين

١٤٨

وهلك من عاداكم وخاب من جحدكم وضل من فارقكم وفاز من تمسك بكم وأمن من لجأ إليكم وسلم من صدقكم وهدي من اعتصم بكم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(وهلك من عاداكم) بالخلود في النار وبئس المصير.

(وخاب) أي خسر وهلك.

(من جحدكم) ولم يؤمن بإمامتكم.

(وضل من فارقكم) وترك متابعتكم ولعله عبر بالضلال هنا للإشارة إلى المستضعفين المفارقين لهم من دون نصب وعناد فإنهم الضالون ولله فيهم المشيئة إن يشأ يعذبهم وإن يشأ يعف عنهم كما ورد عنهم.

(وفاز من تمسك بكم) فوزا عظيما.

(وأمن) من عذاب الله وغضبه.

(من لجأ إليكم) بالاعتقاد والمتابعة والاستشفاع.

(وسلم) من الهلاك والعذاب.

(من صدقكم) في الإمامة وغيرها.

(وهدي) إلى طريق النجاة.

(من اعتصم بكم) كما قال تعالى (واعتصموا بحبل

 

١٤٩

من اتبعكم فالجنة مأواه ومن خالفكم فالنار مثواه ومن جحدكم كافر ومن حاربكم مشرك ومن رد عليكم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الله (١)) والمراد به الأئمة كما روي في الأخبار.

(من اتبعكم فالجنة مأواه ومن خالفكم فالنار مثواه ومن جحدكم) وأنكر إمامتكم.

(كافر) وقد دلت أخبار كثيرة على كفر المخالفين يحتاج جمعها إلى كتاب مفرد والجمع بينها وبين ما علم من أحوالهم عليهم السلام من معاشرتهم ومؤاكلتهم ومجالستهم ومخالطتهم يقتضي الحكم بكفرهم وخلودهم في الآخرة وجريان حكم الإسلام عليهم في الدنيا رأفة ورحمة بالطائفة المحقة لعدم إمكان الاجتناب عنهم.

(ومن حاربكم مشرك) بالله تعالى وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم يا علي حربك حربي ومن حاربه فقد حارب الله تعالى ويجري لآخرهم ما يجري لأولهم.

(ومن رد عليكم) شيئا من أقوالكم أو أخباركم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) : سورة آل عمران آية ١٠٣.

١٥٠

في أسفل درك من الجحيم أشهد أن هذا سابق لكم فيما مضى وجار لكم فيما بقي وأشهد أن أرواحكم ونوركم وطينتكم واحدة طابت وطهرت بعضها من بعض

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(في أسفل درك من الجحيم أشهد أن هذا) أي وجوب متابعتكم أو كل واحد من المذكورات

(سابق لكم فيما مضى) أي جار لكم فيمن مضى وتقدم منكم

(وجار لكم فيما بقي) منكم وما تستعمل في أولي العقول كثيرا أو المعنى سابق لكم فيما مضى من الأزمنة السالفة أو الكتب المتقدمة (وجار لكم فيما بقي) منها

(وأشهد أن أرواحكم ونوركم وطينتكم واحدة) مخلوقة من أعلا عليين وأبدانهم من عليين وعلومهم وكمالاتهم واحدة

(طابت) تلك الأرواح

(وطهرت) تلك الأبدان

(بعضها من بعض) كما قال تعالى (ذرية بعضها من بعض (١)) أي من طينة واحدة مخلوقة من نور عظمته تعالى (فعن الصادق عليه السلام) قال إن الله خلقنا من عليين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) : سورة آل عمران آية ٣٤.

١٥١

خلقكم الله أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين حتى من علينا بكم فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وخلق أرواحنا من فوق ذلك وخلق أرواح شيعتنا من عليين وخلق أجسادهم من دون ذلك فمن أجل ذلك القرابة بيننا وبينهم وقلوبهم تحن إلينا

(خلقكم الله أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين) بالحاء والدال المهملتين أي مطيفين به والمراد بالعرش إما العلم وهم مستنهضون من علمه تعالى أو المراد به الجسم المحيط وكانوا أشباحا أو في أجساد مثالية يطوفون به أو هم الآن كذلك

(حتى من علينا بكم) بأن جعلكم أئمتنا وسادتنا وقادتنا في الدنيا والآخرة

(فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) إشارة إلى الآيات التي في سورة النور وأن أولها فيهم كما أن الذين بعدها في أعدائهم والآيات هكذا (الله نور السماوات والأرض (١)) إلى قوله (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال (٢)) (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار) (٣)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١ ـ ٢ ـ ٣) : سورة النور آية ٣٥ ، ٣٦ ، ٣٧.

١٥٢

وجعل صلواتنا عليكم وما خصنا به من ولايتكم طيبا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(ليجزيهم الله أحسن ما علموا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب (١)) (والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب (٢)) (أو كظلمات في البحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور (٣)) (عن الصادق عليه السلام) أو كظلمات الأول وصاحبه ويغشاه موج الثالث من فوقه موج ظلمات الثاني بعضها فوق بعض معاوية وفتن بني أمية إذا أخرج يده المؤمن في ظلمة فتنتهم لم يكد يريها ومن لم يجعل الله له نورا إماما من ولد فاطمة فما له من نور إمام يوم القيامة الحديث والمراد بالبيوت التي (أذن الله أن ترفع) أما البيوت المعنوية التي هي بيوت العلم والحكمة وغيرهما أو البيوت الصورية التي هي بيوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام في حياتهم ومشاهدهم بعد وفاتهم.

(وجعل صلواتنا عليكم وما خصنا به من ولايتكم طيبا) مفعول ثان لجعل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١ ـ ٢ ـ ٣) : سورة النور آية ٣٨ ، ٣٩ ، ٤٠.

١٥٣

لخلقنا وطهارة لأنفسنا وتزكية لنا وكفارة لذنوبنا فكنا عنده مسلمين بفضلكم ومعروفين بتصديقنا إياكم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(لخقنا) بالفتح إشارة إلى ما استفاض في الروايات من أن ولايتهم وحبهم عليهم السلام علامة طيب الولادة أو بالضم أي جعل صلواتنا عليكم وولايتنا لكم سببا لتزكية أخلاقنا.

(وطهارة لأنفسنا) من الرذائل وسببا لتحليتها بالفضائل.

(وتزكية لنا) من الاعتقادات الفاسدة والمذاهب الباطلة الكاسدة.

(وكفارة لذنوبنا) الكبائر والصغائر.

(فكنا عنده) أي في علمه تعالى.

(مسلمين) بالتسليم القلبي الحقيقي.

(بفضلكم) على العالمين وفي بعض النسخ مسمين وهو الأظهر ويكون إشارة إلى ما روى أن عندهم كتابا فيه أسماء شيعتهم وأسماء آبائهم وبلدانهم فعن الرضا عليه السلام قال في جملة حديث وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق وأن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم الحديث.

(ومعروفين بتصديقنا إياكم) بالإمامة والفضيلة وفرض

١٥٤

فبلغ الله بكم أشرف محل المكرمين وأعلى منازل المقربين وأرفع درجات المرسلين

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الطاعة واعلم أن جملة وجعل الخ يحتمل أن تكون خبرية وأن تكون إنشائية دعائية وأيما كان فهي معطوفة على أذن وعطف الإنشائية على الأخبارية جايز سيما إذا كانت بصورتها كما في قوله تعالى حسبنا الله ونعم الوكيل.

(أشرف محل المكرمين) وأفضل مراتبهم.

(وأعلى منازل المقربين) من الأنبياء والمرسلين.

(وأرفع درجات المرسلين) وهي درجات نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فيلزم أفضليتهم على الأنبياء كما يدل عليه قوله تعالى (وأنفسنا وأنفسكم (١)) وقوله من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في عبادته وإلى إبراهيم في خلته وإلى موسى في هيبته وإلى عيسى في زهده وإلى يحيى في ورعه فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فإن فيه سبعين خصلة من خصال الأنبياء وعن الزيارات (قال قال لي) أبو عبد الله عليه السلام أي شئ تقول الشيعة في موسى وعيسى وأمير المؤمنين عليهم السلام قلت يزعمون أن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) : سورة آل عمران آية ٦١.

١٥٥

حيث لا يلحقه لاحق ولا يفوقه فائق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موسى وعيسى أفضل من أمير المؤمنين عليهم السلام قال أيزعمون أن أمير المؤمنين عليه السلام علم ما علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قلت نعم ولكن لا يقدمون على أولي العزم من الرسل أحدا قال أبو عبد الله عليه السلام فخاصمهم بكتاب الله قلت في أي موضع منه (قال قال) الله لموسى (وكتبنا له في الألواح من كل شئ (١)) وقال الله لعيسى (لأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه (٢)) وقال تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم (وجئنا بك على هؤلاء شهيدا (٣)) ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وعن الصادق عليه السلام قال إن الله خلق أولي العزم من الرسل وفضلهم بالعلم وأورثنا علمهم وفضلنا عليهم في علمهم وعلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لم يعلموا وعلمنا علم الرسول وعلمهم إلى غير ذلك من الأخبار والفقرات الآتية مسوقة لذلك وهي قوله :

(حيث لا يلحقه لاحق) ممن هو دونكم.

(ولا يفوقه فائق) منهم على الأنبياء كأولي العزم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) : سورة الأعراف آية ١٤٥.

(٢) : سورة الزخرف آية ٦٣.

(٣) : سورة النساء آية ٤١.

١٥٦

ولا يسبقه سابق ولا يطمع في إدراكه طامع حتى لا يبقى لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا صديق ولا شهيد ولا عالم ولا جاهل ولا دني ولا فاضل ولا مؤمن صالح ولا فاجر طالح ولا جبار عنيد ولا شيطان مريد ولا خلق فيما بين ذلك شهيد إلا عرفهم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مستثنيان بالأدلة

(ولا يسبقه سابق) في فضيلة من الفضائل.

(ولا يطمع في إدراكه طامع) أي لا يطمع طامع من الأنبياء أو الأوصياء أو الملائكة في الوصول والإدراك لذلك المقام الذي وصلتموه لأنهم يعلمون أنها موهبة خاصة من الله تبارك وتعالى لكم ولا يمكن الوصل إليها بالسعي والاجتهاد.

(حتى لا يبقى) أي حتى لم يبق أحد في عالم الأرواح ولا في عالم الأجساد.

(لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا صديق ولا شهيد ولا عالم ولا جاهل ولا دني ولا فاضل ولا مؤمن صالح ولا فاجر طالح ولا جبار عنيد ولا شيطان مريد ولا خلق فيما بين ذلك شهيد) أي عالم أو حاضر.

(إلا عرفهم) في الكتب الإلهية والصحف السماوية أو على ألسنة الأنبياء والمرسلين وبالنسبة إليهم بالوحي.

١٥٧

جلالة أمركم وعظم خطركم وكبر شأنكم وتمام نوركم وصدق مقاعدكم وشرف محلكم وثبات مقامكم ومنزلتكم عنده وكرامتكم عليه وخاصتكم لديه وقرب منزلتكم منه بأبي أنتم وأمي وأهلي ومالي وأسرتي أشهد الله تعالى وأشهدكم أني مؤمن بكم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(جلالة أمركم وعظم خطركم) خطر الرجل بالتحريك قدره ومنزلته.

(وكبر شأنكم) بالهمزة الأمر والحال.

(وتمام نوركم وصدق مقاعدكم) أي أنكم صادقون في هذه المرتبة وأنها حقكم ولعله إشارة إلى قوله تعالى (في مقعد صدق عند مليك مقتدر) (١).

(وشرف محلكم وثبات مقامكم) أي مقام مرضي قيامكم في طاعة الله ومرضاته ومعرفته.

(ومنزلتكم عنده وكرامتكم عليه وخاصتكم لديه وقرب منزلتكم منه بأبي أنتم) أي أفديكم أو أنتم مفديون بأبي.

(وأمي وأهلي ومالي وأسرتي) الأسرة بالضم من الرجل الرهط الأدنون.

(أشهد الله تعالى وأشهدكم أني مؤمن بكم) أي بإمامتكم ووجوب طاعتكم وفضلكم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) : سورة القمر الآية الأخيرة.

١٥٨

وبما آمنتم به كافر بعدوكم وبما كفرتم به مستبصر بشأنكم وبضلالة من خالفكم وموال لكم ولأوليائكم مبغض لأعدائكم ومعاد لهم سلم لمن سالمكم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(وب‍) أي بجميع.

(ما آمنتم به) مجملا وإن لم أعلم تفصيله.

(كافر بعدوكم وبما كفرتم به) مجملا وإن لم أعرف تفصيلة وفيه إشارة إلى أن الإيمان بهم لا يتم إلا مع الكفر بعدوهم والبراءة منه وأن حبهم لا يجتمع مع حب أعدائهم فإن الحب من يحب أولياء المحبوب ويبغض أعدائه وقد أشار الله تعالى إلى ذلك بقوله (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى) (١).

(مستبصرا بشأنكم) أي طالب للبصيرة بمعرفة أمركم وحالكم وفيه إشارة إلى الاعتراف بالعجز عن ادعاء البصيرة في معرفة مرتبتهم فإن القوة البشرية لا تطيق الإحاطة بمعرفتها إذ هم أنوار الله جل جلاله ومظاهر صفاته ويمتنع الإحاطة بمعرفة كنه صفاته تعالى

(وبضلالة من خالفكم موال لكم ولأوليائكم مبغض لأعدائكم ومعاد لهم سلم لمن سالمكم) السلم بالكسر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) سورة البقرة آية ٢٥٦.

١٥٩

وحرب لمن حاربكم محقق لما حققتم مبطل لما أبطلتم مطيع لكم عارف بحقكم مقر بفضلكم محتمل لعلمكم محتجب بذمتكم معترف بكم مؤمن بإيابكم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصالحة والانقياد أي أني منقاد لمن أنقاد لكم ومصالح من صالحكم أو أني محب لمن أحبكم.

(وحرب لمن حاربكم محقق لما حققتم) أي أعتقد أن ما حققتموه حق أو أسعى في بيان حقيته وكذا قوله :

(مبطل لما أبطلتم مطيع لكم) في الجملة أو معترف بوجوب إطاعتكم وإن صدر مني مخالفة في بعض الأحيان.

(عارف بحقكم) الواجب علي.

(مقر بفضلكم محتمل لعلمكم) أي لا أرد ما ورد عنكم وإن لم يحتمله عقلي القاصر واعلم أنه حق وإن لم يصل إليه فكري الفاتر.

(محتجب بذمتكم) أي مستتر من المهالك بدخولي في ذمتكم وإمامتكم بأن أجعل الدخول في حجابكم وأمانكم مانعا من دخول النار ومن وسوسة الشياطين أو أني مستتر وداخل في الداخلين تحت أمانكم.

(معترف بكم) بإمامتكم وفضلكم.

(مؤمن بإيابكم) أي معتقد برجوعكم في الدنيا لإعلاء

١٦٠