الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل - ج ٢

مجير الدين الحنبلي العليمي

الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل - ج ٢

المؤلف:

مجير الدين الحنبلي العليمي


المحقق: محمود عودة الكعابنة
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة دنديس
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٨
الجزء ١ الجزء ٢

الخزرجي المقدسي (١) ، مولده بقرية بورين (٢) من عمل نابلس في سنة ٥٦٢ ه‍ (٣)(٤) ، ولاه السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف (٥) بن أيوب المشيخة بالخانقاه الصلاحية المنسوبة إليه بالقدس الشريف والنظر عليها ، ورأيت توقيعه بذلك وعليه خط السلطان وما قرأته : «الحمد لله على نعمائه» ، وقد قطع تاريخه لطول الزمان وهو أول من وليها ، وسكن القدس من ذلك التاريخ ، وتناسل منه ذرية معروفون (٦) ومشهورون ، وسنذكر ما تيسر منهم إن شاء الله تعالى ، صحب بداية الشيخ غانم مشايخ أهل (٧) زمانه وأخذ منهم مكارم الأخلاق وحسن المآثر ، توفي بدمشق في شهر رجب الفرد سنة ٦٣٢ ه‍ (٨).

السيد بدر الدين محمد (٩) بن يوسف بن بدران بن يعقوب بن مطر بن سالم (١٠) ، أخي السيد تاج العارفين أبي الوفاء محمد لأبيه ، وهما ولدا محمد بن زيد الدين بن حسن بن المرتضى الأكبر عوض (١١) بن زيد بن زين العابدين علي بن الحسين بن أبي طالب ، رضي الله عنهم أجمعين.

كان السيد بدر الدين (١٢) قطبا عارفا متمكنا ، خضعت له أولياء زمانه وهرع إليه الخاص والعام وقصد بالزيارة وزارته الوحوش والسباع ، وترددت إلى زيارته وزيارة أولاده المدفونين بضريح شرفات (١٣) ، ومرغت وجوهها عند باب ضريحه ، وله كلام على (١٤) لسان أهل الحقائق وكراماته // (١٥) مشهورة.

__________________

(١) ينظر : الذهبي ، العبر ٣ / ٢١٣ ؛ ابن تغري بردي ، النجوم ٦ / ٢٥٩ ؛ ابن العماد ٥ / ١٥٤.

(٢) بورين : وهي قرية قسطينية تقع جنوب نابلس على بعد ١٠ كم ، ينظر : الدباغ ٢ : ٢ / ٣٤٥ ؛ الموسوعة الفلسطينية ١ / ٤٣٣.

(٣) سنة ٥٦٢ أب ج ه : ـ د / / السلطان ب ج د : ـ أه.

(٤) سنة ٥٦٢ أب ج ه : ـ د / / السلطان ب ج د : ـ أه.

(٥) يوسف أب ج د ه / / الصلاحية ب ج د ه : الصلاحي أ/ / المنسوبة ب ج د ه : المنسوب أ.

(٦) معروفون ب ج د ه : معروفة أ/ / ومشهورون أب ج ه : ـ د.

(٧) أهل أب ج ه : ـ د / / الفرد ج د ه : ـ أب.

(٨) ٦٣٢ ه‍ / ١٢٣٤ م.

(٩) بن محمد بن ج د ه : ـ أ/ / بن يوسف أب ج ه : ـ د.

(١٠) ينظر : السخاوي ، الضوء ١١ / ٨٤.

(١١) عوض ب ج د ه : ـ أ.

(١٢) الدين ب : ـ أج د ه / / قطبا عارفا أب ج ه : قطب زمانه د.

(١٣) شرفات : قرية فلسطينية تقع إلى الجنوب الغربي من القدس مساحتها خمسة دونمات ، ينظر : الدباغ ٢ / ١٧٥ ؛ أبو حمود ١١٨ ؛ خمار ١٤٤.

(١٤) على أ: عال ب ج د ه / / الحقائق أج د : الحقيقة ه : الدقايق ب.

(١٥) وكرامته أب ج د : كراماته ه.

٢٤١

توفي في سنة ٦٥٠ ه‍ (١) ، ودفن بزاويته بوادي النسور هذا النسور (٢) ظاهر القدس الشريف من جهة الغرب ومسافته عن بيت المقدس نحو ثلث بريد ، وهو مقصود للزيارة ، نفع الله به.

وأما والده (٣) الشمسي محمد فإنه كان من ذوي المجاهدات والأحوال والإشارات والعزم الشديد في العبادات ومعانقة الطاعات ، تخرج به جمع كثير ، وظهرت له أحوال خارقة ، توفي سنة ٦٦٣ ه‍.

وأما ولده السيد محمد ، المشار إليه ، هو السيد عبد الحافظ كان من أجلاء (٤) العارفين المتصرفين ، الأخيار العلماء بأمور الدين ، المتوجهين إلى الله تعالى ، المتوكلين (٥) عليه ، تخرج به جماعة وانتهت إليه رئاسة أهل هذه الطريقة في زمانه ، وكان أول أمره ارتحل من وادي النسور حين ضاقت منازلها بذرية السيد بدر (٦) إيثارا لهم ، وأعرض عن الذي يتحصل منها ، وأقام بقرية شرفات (٧) ، بظاهر القدس وهي المشهورة في عصرنا بشرفات وحقيقة ذلك أن الأول هو اسم هذه القرية وإنما أطلق الاسم الثاني عليها من حين مصيرها إلى السادة (٨) الأشراف أولاد السيد أبي الوفاء اشتقاقا من سكانها الشرفاء ، توفي السيد عبد الحافظ سنة ٦٩٦ ه‍.

وأما ولده السيد داود فكان من (٩) الأولياء أصحاب الكرامات ، ومن كراماته أن قرية شرفات المذكورة ، كان بها قليل من نصارى يزرعون أرضها وليس فيها مسلم غيره وغير أتباعه وعياله ، وكان يتستر بالعبادات حتى أظهره الله تعالى ، وكان أول أسباب ظهوره أن النصارى بالقرية المذكورة كانوا يعصرون العنب (١٠) للخمور

__________________

(١) ٦٥٠ ه‍ / ١٢٥٢ م.

(٢) وادي النسور : هو الوادي الذي يمر فيه القطار الحديدي قبل وصوله إلى محطة القدس ، ينظر : الدباغ ٢ / ١٧٦.

(٣) وأما والده ... ٦٦٣ أب ج ه : ـ د.

(٤) كان من أجلاء أب ج : أجلايه د : أحد ه.

(٥) المتوكلين أب ج ه : المتوكل د.

(٦) بذرية السيد بدر أب ج ه : ـ د.

(٧) شرفات أ: شفرات ب ج د ه / / بظاهر أ: ظاهر ب ج د ه / / وحقيقة ب ج د ه : حقايق أ/ / ذلك أب ج ه : الحال د.

(٨) السادة أب د : السادات ج ه.

(٩) من ب : ـ أج د ه.

(١٠) العنب ب ج د ه : ـ أ/ / الخمور ب ج : للخمور أج ه : للخمر د.

٢٤٢

ويبيعونها للفساق من المسلمين وغيرهم ، فشق (١) ذلك على السيد داود فتوجه فيهم إلى الله تعالى فكانوا بعدها لا يعصرون الخمر إلا انقلب (٢) خلا وقيل ماء ، فقال النصارى : ساحر وارتحلوا ، وشق ذلك على مقطعها فبلغ السيد داود (٣) ذلك ، فأرسل إليه واستأجرها منه وبنى بها زاوية وقبة ، وهي مدفنه ومدفن أولاده وذريته ، واتفق أن القبة لما عقدت أتاها رجل طائر في الهواء فأشار إليها بيده فسقطت ، فظن البناء أنه طائر ، فذكر ذلك للسيد داود بذلك فأمر ببنائها.

فلما انتهت حضر السيد داود فأتاها الطائر فأشار إليه السيد داود بيده ، فسقط ميتا في دار خلف الزاوية ، ثم (٤) أمر أصحابه بإحضاره إليه فأحضر ، فإذا هو رجل كامل الخلق ، نير الوجه ، شعر رأسه مسدول طويل ، فغسل وكفن وصلي عليه ودفن بالقبة (٥) المذكورة ، قال السيد داود : رجل بعثه الله لحتفه ، فقيل له : هل تعرفه؟ قال : نعم ، هو ابن عمي اسمه أحمد الطير غارت همته من همتنا ، وأراد أن يطفئ الشهرة بهدم القبة ، فلم يرد الله إلا الشهرة وجعله الله أول من يدفن في القبة ، توفي السيد داود سنة ٧٠١ ه‍ (٦)(٧).

وأما ولده السيد أحمد الملقب بالكبريت الأحمر الشهير بالكريدي ، كان من أجلاء المشايخ الكاملين المحققين المتمكنين ، انتهت إليه رئاسة هذا الشأن ، ووضع الله له القبول عند كل إنسان وأوضح على يده البرهان وسماه رجال عصره بالكبريت الأحمر ، لقلة وجود مثله في زمانه ، وكان والده قد خرجه (٨) وتكمل في زمانه ، وكان يشير في بعض الحوادث إليه فخلفه من بعده وتخرج به جماعة لا يحصون كثرة من ذوي الأحوال وانتمى إليه خلق كثير ، وكان ممن تخرج به أخوه السيد شمس الدين المتوفى قبله والشيخ العارف أحمد السلطي (٩) الشهير بابن الموله (١٠) ،

__________________

(١) فشق ب : وست أج د ه.

(٢) انقلب أ: انقلبت ب ج د ه.

(٣) داود ب د ج ه : ـ أ.

(٤) ثم ب ج د ه : ـ أ.

(٥) بالقبة أ: في القبة ب ج د ه.

(٦) ٧٠١ ه‍ / ١٢٧٢ م.

(٧) ٧٠١ أب ج د : ٧٥١ ه‍.

(٨) خرجه أب ج د : خرج ه / / فخلفه أب ج ه : فتخلف د.

(٩) السلطي : لصلتي أب ج د ه.

(١٠) ابن المولة : أحمد السلطي ، ينظر : السخاوي ، الضوء ٢ / ٧.

٢٤٣

والشيخ العارف أبو المحاسن يوسف البربراوي (١) نسبة إلى قرية بربر (٢) ، من أعمال غزة قريبا من عسقلان (٣) ، وقبره فيها ظاهر يزار ، والشيخ الصالح سيدي علي المومني صحبه ، وغيرهم ، توفي السيد أحمد الكبريت الأحمر سنة ٧٢٣ ه‍ (٤).

وكان له خمسة أولاد ذكرين (٥) وثلاث إناث ، أحد الذكرين السيد علي والثاني السيد محمد البهاء ، وكانا من رجال الوقت وعارفيه (٦) وكان لهما خوارق ، ومكارم أخلاق ، وبر ، وكانا عمدة الأرض المقدسة وما حولها يخشاهما السباع والمناحيس ، ويأوي إليهما الفقراء ، ويحضر على موائدهم الخاص والعام ، ويقصد بركاتهما في المهمات الجم الغفير ، وكان الغالب على السيد علي الصحو والحضور ، وعلى الشيخ محمد البهاء الاستغراق والغيبة (٧).

ثم توفي السيد البهاء عن ولدين فرباهما السيد علي ، وفي أيامهم وقف منجك (٨) نائب الشام / / عليهم قرية شرفات المذكورة ، فتوقف السيد علي في أمرها (٩) ، ثم قبلها ليصيرها مرعى أغنامهم ، ويكون من أشجارها أحطابهم ، ولم تؤرخ وفاة السيد محمد (١٠) البهاء ، وأما السيد علي فوفاته سنة ٧٥٧ ه‍ (١١) وله نيف وخمسون سنة.

وأما ولد الشيخ علي هو السيد تاج الدين (١٢) أبو الوفاء محمد كان لا يقطع التردد إلى القدس فيأتيه أكثر مما كان يأتيه والده وجده الكبريت الأحمر ، فاشترى بالقدس دارا وبنى فوقها ، وهو أول من استوطن بالقدس الشريف بعد موت أبيه في سنة ٧٨٢ ه‍ (١٣) ، وتوفي في يوم الجمعة السادس عشر من ذي القعدة سنة

__________________

(١) يوسف البربراوي : قبره في صحن جامع بربرة ، ينظر : الدباغ ٨ / ٢٥٥.

(٢) بربره : قرية فلسطينية في إقليم غزة جنوب المجدل ، تبعد عن مدينة غزة ٢١ كم ، ينظر : الدباغ ٨ / ٢٥٤ ، أبو حمود ٢٤ ؛ خمار ٣٧ ؛ عطا الله ٦٧.

(٣) عسقلان أب د ه : الحوش ج / / يزار د ج ه : ـ أب / / المومني أب : المومين ه : الجوسن ج د.

(٤) ٧٢٣ ه‍ / ١٣٢٣ م.

(٥) ذكرين أ: ذكران ب : ذكور ج د ه / / الذكرين أ: الذكور ب ج د ه.

(٦) وعارفيه أب د ه : عارفته ج / / وكانا ب ج د ه : كان أ.

(٧) والغيبة أب ج ه : الهيبه د.

(٨) ينظر : ابن حجر ، الدرر ٥ / ١٣٠.

(٩) أمرها أ: قبلوها ب د ه / / ليصيرها أب ج د : ليصير بها ه.

(١٠) محمد أب ج ه : ـ د.

(١١) ٧٥٧ ه‍ / ١٣٥٦ م.

(١٢) تاج الدين أب : تاج العرافين ج د ه / / محمد أب ج ه : أبو محمد د.

(١٣) ٧٨٢ ه‍ / ١٣٧٠ م.

٢٤٤

٨٠٣ ه‍ (١) ودفن بماملا شرقي البركة وهو والد الشيخيين الصالحين الشيخ أبي بكر والشيخ علي ، الآتي ذكرهما ، فيما بعد إن شاء الله تعالى.

ومن أقاربهم الشيخ كمال الدين (٢) من أجلاء الرجال ذوي الأحوال والمكاشفات ، وكان الغالب عليه الجدب ومحاسبة النفس ، غضب يوما على إنسان فنظر إليه نظرة غضب فمات لوقته ، وله تصرفات وحالات لا تسعها الإفهام ، توفي وله نيف وخمسون سنة ، وأخبرت أن وفاته بعد الثمانمائة ، ودفن بظاهر القدس عند برج عرب على طريق المار إلى قرية لفتا (٣).

وأما ضريح شرفات فقد حوى (٤) من البدرية ، المشار إليهم ، عدة أربعين لا تكاد تحصى مناقبهم لكثرتها ، رحمهم الله ورضي عنهم ، ونفعنا بهم بمنه وكرمه.

الشيخ علي البكا (٥) ، صاحب الزاوية بمدينة سيدنا الخليل ، عليه السلام ، كان مشهورا بالصلاح والعبادة ، وإطعام من يجتاز به من المارة والزوار ، وكان الملك المنصور قلاوون (٦) يثني عليه ويذكر أنه اجتمع به وهو أمير وأنه كاشفه في أشياء وقعت.

وسبب بكائه الكثير أنه : صحب رجلا كانت له أحوال ، وخرج معه من بغداد ، فوصلا في ساعة واحدة إلى بلد بينها وبين بغداد مسيرة سنة ، فقال له ذلك الرجل : أني سأموت في الوقت الفلاني فاشهدني ، فلما كان ذلك الوقت حضر عنده وهو في السياق ، وقد استدار إلى الشرق فحوله الشيخ على القبلة ، فقال له : لا تتعب فإني لا أموت إلا على هذا الوجه ، وجعل يتكلم بكلام الرهبان حتى مات ، فحمله الشيخ علي وجاء به إلى دير هناك ، فوجد أهل الدير في حزن عظيم فقال : ما شأنكم؟ قالوا : كان عندنا شيخ كبير ابن مائة سنة ، فلما كان اليوم مات على دين الإسلام ، فقال الشيخ علي : خذوا هذا بدله وسلموه إليه فوليه وصلى عليه ودفنه.

__________________

(١) ٨٠٣ ه‍ / ١٤٠٠ م.

(٢) كمال الدين أب ج : الشيخ الكمالي د ه.

(٣) لفتا : قرية فلسطينية إلى الشمال الغربي من القدس على مسافة ٣ كم ، احتلت سنة ١٩٤٨ ؛ ينظر : الدباغ ٢ / ١٠٣ ؛ أبو حمود ١٨٥ ؛ خمار ٢١٠.

(٤) فقد حوى ب ج ه : فقد جرى ى : فقيه د.

(٥) علي البكا : أحد مشايخ الخليل اشترك في الحروب مع الإفرنج وخاصة معركة أرسوف أيام الظاهر بيبرس وتوفي عام ٦٧٠ ه‍ / ١٢٧١ م ؛ ينظر : أبو سارة ٢٧.

(٦) قلاوون ب ج د ه : قلاون أ.

٢٤٥

توفي الشيخ علي (١) البكا في جمادى الآخرة سنة ٧٧٠ ه‍ (٢) ، ودفن بزاويته المشهورة ، وهي بحارة منفصلة عن مدينة سيدنا الخليل من جهة الشمال والذي بنى (٣) الزاوية والإيوان وما معه الأمير عز الدين أيدمر (٤) في دولة الملك الظاهر بيبرس في سنة ٦٦٨ ه‍ (٥) قبل وفاة الشيخ علي ، ثم بنى قبة الزاوية من الساحة وما معها الأمير الأسفهسلار حسام الدين طرنطاي (٦)(٧) نائب السلطنة الشريفة في دولة الملك المنصور قلاوون في المحرم سنة ٦٨١ ه‍ (٨) ثم بنى البوابة والمنارة علوها وهما في غاية الإتقان والحسن والبهاء (٩) ، والبوابة بوجهين.

الأمير سيف الدين سلار (١٠) نائب السلطنة بالديار المصرية والممالك الشامية بمباشرة الأمير كيكلدي النجمي في دولة الملك الناصر محمد قلاوون (١١) في مستهل رمضان سنة ٧٠٢ ه‍ (١٢). الشيخ الإمام العلامة ، الخطيب القدوة ، برهان الدين أبو إسحق إبراهيم بن أبي الفضل سعد الله بن جماعة بن حازم بن صخر بن عبد الله بن جماعة الكناني (١٣) الحموي المولد ، الشافعي المذهب (١٤) ، من ولد مالك بن

__________________

(١) علي ه : ـ أب ج د / / ٧٧٠ أ: ٦٧٠ ب د ه.

(٢) ٧٧٠ ه‍ / ١٣٦٨ م.

(٣) بنى أب ج ه : ـ د.

(٤) عز الدين أيدمر بن عبد الله العلائي من أمراء الظاهر بيبرس ، نائب قلعة صفد قدم إلى القاهرة بعد موت الملك الظاهر فتوفي بها سنة ٦٧٦ ه‍ / ١١٢٧ ودفن بالقرافة الصغرى ، ينظر : ابن تغري بردي ، النجوم ٧ / ٢٣٥.

(٥) ٦٦٨ ه‍ / ١٢٦٩ م.

(٦) حسام الدين أبو سعيد طرنطاي بن عبد الله المنصوري ، هو الأمير الكبير كان عظيم الدولة في عهد المنصور قلاوون حيث كان نائبه في سائر الممالك ، قتل في عهد الأشرف خليل بن قلاون على يد الأمير علم الدين سنجر ، ينظر : المقريزي ، السلوك ١ : ٣ / ٧٥٧ ؛ ابن تغري بردي ، النجوم ٧ / ٣٢٣.

(٧) طرنطاي ج ه : طريطاي أب : طرطار د :/ / السلطنة أج د ه : القدس ب / / قلاوون ب ج د : قلاون أه.

(٨) ٦٨١ ه‍ / ١٢٨٢ م.

(٩) والبهاء أ: ـ ب ج د ه.

(١٠) سيف الدين سلار : نائب السلطنة بالديار المصرية ، قتل في عهد الملك الناصر محمد بن قلاوون سنة ٧١٠ ه‍ / ١٣١٠ م ، ينظر : ابن تغري بردي ، النجوم ٩ / ١٦ ؛ الدباغ ٩ / ٧٣ ؛ أبو سارة ٢٨.

(١١) قلاوون ب ج د ه : قلاون أ.

(١٢) ٧٠٢ ه‍ / ١٣٠٢ م.

(١٣) ينظر : السبكي ، طبقات ٨ / ١١٥ ؛ ابن الفرات ٧ / ٦٩ ؛ ابن تغري بردي ، النجوم ٧ / ٢١٧.

(١٤) المذهب أ: المذهب ... من ولد مالك بن كنانة أب ج د : ـ ه.

٢٤٦

كنانة ، ولد بحماه في يوم الاثنين منتصف رجب سنة ٥٩٦ ه‍ (١) ومات أبوه وهو صغير ، ثم انتقل إلى دمشق وتفقه على الشيخ أبي منصور بن عساكر (٢) ، ثم اشتغل بالحديث ودرس بعدة أماكن ، وكان كثير التهجد ملازما للاشتغال بالحديث ، والصيام ، عارفا بعلم أهل الطريقة ، حسن الكلام فيه ، له قبول عند الناس ، ولهم فيه اعتقاد ، وحج مرارا آخرها في سنة ٦٧٣ ه‍ (٣) ، ثم قصد من حماه زيارة بيت المقدس في ذي القعدة سنة ٦٧٥ ه‍ (٤) ، اصطحب (٥) معه كفنه وودع أهل البلد وأخبرهم أنه يموت بالقدس ، فوصل إليه وأقام به أياما ، ثم مرض يومين ، وتوفي في الثالث ، وكانت وفاته بكرة يوم عيد الأضحى سنة ٦٧٥ ه‍ وصلي عليه ضحوة (٦) النهار / / في المسجد الأقصى ودفن بماملا عند الشيخ أبي عبد الله القرشي ، وهو أول من استوطن ببيت المقدس من بني جماعة ، وكان يلقب بصاحب عرفه ، لأنه رآه جماعة من الناس بعرفة وأصبح خطيب عيد الأضحى بمدينة حماة ، فلما ظهرت له هذه الكرامة ، توجه إلى زيارة (٧) القدس ، وتوفي به كما تقدم ، رحمه الله.

الشيخ العالم (٨) الكبير الصالح أبو عبد الله محمد بن الشيخ العارف غانم المقدسي الأنصاري ، وقفت على مرسوم السلطان الملك المنصور قلاوون أن يقرر له برسم زاويته في كل شهر غرارتان (٩)(١٠) قمح بالكيل النابلسي (١١) إنعاما مستمرا ، مؤرخ المرسوم في الثالث من المحرم سنة ٦٨٠ ه‍ (١٢) ، ولم اطلع على ترجمته ولا تاريخ وفاته (١٣) ، رحمه الله.

__________________

(١) ٥٩٦ ه‍ / ١١٩٩ م.

(٢) عبد الرحمن بن محمد الدمشقي الشافعي ، ولد سنة ٥٥ ه‍ / ١٥٥ م ، درس في الصلاحية بالقدس والتقوية بدمشق وتنقل بينهما ، توفي سنة ٦٢٠ ه‍ / ١٢٢٣ م ؛ ينظر : أبو شامة ، الذيل ١٣٦ ؛ ابن خلكان ٣ / ١٣٥ ؛ الذهبي ، سير ٢٢ / ١٨٧.

(٣) ٦٧٣ ه‍ / ١٢٣٩ م.

(٤) ٦٧٥ ه‍ / ١٢٧٦ م.

(٥) اصطحب ب د ه : استصحب أج د ه.

(٦) ضحوة أب ج د : ضهره ه / / في المسجد ج د ه : ـ أب.

(٧) إلى زيارة أ: لزيارة ب ج د ه / / القدس أب ج د : بيت المقدس ه.

(٨) العالم أب ج ه : الإمام ب ج ه.

(٩) غرارة : إحدى المكاييل التي تستخدم في كيل الحبوب أو التبن ، وتزن ٥ ، ٢٤ كغم ، ينظر : ابن منظور ٥ / ١٨.

(١٠) غرارتان أب : غرارتين ج د ه / / الثالث أب : الثاني ج د : الثامن ه.

(١١) الكيل النابلسي : الرطل النابلسي ـ ١٢ وقية ، وينقص عن ٣ كغم نصف وقية ، مقابلة مع الحاج صالح راغب جوابرة عصيرة الشمالية ٣٠ / ٨ / ١٩٩٧ م.

(١٢) ٦٨٠ ه‍ / ١٢٨١ م.

(١٣) وفاته ب د ه : وفاه أج.

٢٤٧

عمر بن إبراهيم بن عثمان بن كعب الواسطي ، توفي في ليلة الجمعة خامس عشر شعبان سنة ٦٨٤ ه‍ ودفن بماملا وقبره عليه بناء عظيم ، وهو على جانب الطريق قبلي قبة الكبكي (١) ، ولا أعرف له ترجمة.

قبر وجدنا

بالقرب من قبر الواسطي المذكور من جهة القبلة قبر على جانب الطريق السالك ، يعرف بقبر وجدنا ، والسبب في ذلك أنه مر إنسان وهو راكب فقرأ عند قوله تعالى : (وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (٤٩))(٢) فأجاب من بالقبر (٣) بقوله : وجدنا حتى سمعه ذلك الرجل ، وهو قبر مشهور عليه أحجار كبار ، ولا يعرف اسم صاحبه ، وإنما يعرف بقبر وجدنا ، وقد وهم (٤) بعض الناس (٥) فظنه قبر الواسطي وليس كذلك ، فإن ذلك اسمه مكتوب على القبر ، وهذا ليس عليه كتابه ، وحكي أن بعض الناس أخذ الأحجار التي على قبر وجدنا ونقلها إلى مكان آخر ، فأصبح وقد (٦) وجدها على القبر كما كانت ، فعد ذلك أيضا من كراماته ، رحمه الله.

الفقيه شرف الدين قاسم بن الشيخ القدوة علم الدين (٧) سليمان بن شرف الدين قاسم الحوراني (٨) نزيل (٩) القدس الشريف ، كان موجودا في سنة ٦٩٦ (١٠) ، وهو جد بني قاسم المشهورين بالقواسمة وكان له صلة بالأمير سنجر الدواداري (١١)(١٢) ، واقف الدوادارية بباب شرف الأنبياء ، وجعله مشاركا بمدرسته ، وأشركه في النظر مع والده جمال الدين موسى ، وعين ذلك في كتاب وقفه المتقدم

__________________

(١) الكبكي أد ه : الكبكية ج د : الكبكية ه.

(٢) الكهف : [٤٩].

(٣) بالقبر أ: القبر ب ج د ه.

(٤) وهم أب د ه : زعم ج.

(٥) الناس أب ه : المؤرخين د : ـ ج.

(٦) وقد ب : ـ ى ج د ه.

(٧) علم الدين أب ج ه : ـ د / / قاسم أب ج ه : ـ د.

(٨) شرف الدين قاسم ، توفي سنة ٧٥٥ ه‍ / ١٣٥٤ م ، ينظر : ابن حجر ، الدرر ٣ / ٣٢٠ ؛ الدباغ ٩ / ٧٤.

(٩) نزيل ... القدس الشريف أب ج ه : ـ د / / ٦٩٦ أب ه : ٦٦٦ ج : ست وستين وستماية د.

(١٠) ٦٩٦ ه‍ / ١٢٩٢ م.

(١١) سنجر الدواداري المنصوري أحد الأمراء بدمشق وطرابلس ، توفي سنة ٧٠٧ ه‍ / ١٣٠٧ م ؛ ينظر : ابن حجر ، الدرر ٢ / ٢٦٩ ؛ ابن طولون ، أعلام ٢٥.

(١٢) الدواداري أج : الدويداري ب : دواد د : دودار ه / / الدودارية أ: الدويدارية ب ج د : الدوادارية ه.

٢٤٨

ذكر تاريخه من ذكر تاريخ مدرسته (١).

الشيخ أبو يعقوب المغربي (٢)(٣) المقيم بالقدس الشريف كان الناس يجتمعون به وهو منقطع بالمسجد الأقصى ، توفي بالمحرم سنة ٦٩٨ ه‍.

الشيخ الصالح العابد الزاهد جلال الدين أبو إسحق إبراهيم بن الصدر (٤) زين الدين محمد بن أحمد بن محمود بن محمد العقيلي (٥) ، المعروف بابن القلانسي ، ولد سنة ٦٥٤ ه‍ (٦) ، وسمع على جماعة ، واشتغل بصناعة الكتابة ، ثم انقطع وترك ذلك كله وأقبل على العبادة والزهادة وبنى له الأمراء بمصر زاوية وترددوا إليه ، وكان فيه بشاشة وقضاء حاجة ، وكان ثقيل السمع ، وانتقل إلى القدس ، وقدم دمشق وحدث بها ثم عاد إلى القدس ، وتوفي ليلة الأحد الثالث من ذي القعدة سنة ٧٢٣ ه‍ (٧) ، ودفن بماملا ، رحمه الله.

الشيخ الصالح أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المصري القصري ، توفي يوم الخميس ثالث ذي القعدة سنة ٧٢٣ ه‍ ، ودفن بماملا.

الشيخ العلامة (٨) ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن الشيخ حسام الدين سليمان بن غانم (٩) شيخ حرم القدس الشريف ، رأيت توقيعا له من قاضي القضاة علاء الدين أبي الحسن علي القونوي الشافعي (١٠) ، قاضي دمشق بمشيخة الحرم بالقدس الشريف ، تاريخ التوقيع في يوم الجمعة ثامن شوال سنة ٧٢٨ ه‍ (١١).

الشيخ إبراهيم الهدمة (١٢) ، أصله كردي من بلاد الشرق قدم الشام ، وأقام

__________________

(١) تاريخ مدرسته أب : تاريخه د ه : ـ ج / / مدرسته أب د ه : المدرسة ج د ه.

(٢) قارن : ابن كثير ، البداية ١٤ / ٦.

(٣) الشيخ أبو يعقوب المغربي .. ٧٢٣ ه‍ ودفن بماملا أب : ـ ج د ه.

(٤) ابن الصدر ب : ـ أج د ه.

(٥) ينظر : الذهبي ، العبر ٤ / ٦٥ ؛ ابن حجر ، الدرر ١ / ٥٩ ؛ ابن كثير ، البداية ١٤ / ١٠٨ ؛ ابن العماد ٦ / ٥٦.

(٦) ٦٥٤ ه‍ / ١٢٥٦ م.

(٧) ٧٢٣ ه‍ / ١٣٢٣ م.

(٨) العلامة أب ج د : الإمام ه.

(٩) ينظر : ابن حجر ، الدرر ٤ / ٦٨.

(١٠) علي القونوي : علي بن إسماعيل بن يوسف القونوي علاء الدين فقيه شافعي ولد بقونية سنة ٦٦٨ ه‍ / ١٢٦٩ م ، وتوفي سنة ٧٢٧ ه‍ / ١٣٢٦ م ؛ ينظر : ابن حجر ، الدرر ٣ / ٩٣.

(١١) ٧٢٨ ه‍ / ١٣٢٧ م.

(١٢) ينظر : ٢ / ٣٦٦ ابن حجر ، الدرر ١ / ٣٣.

٢٤٩

بين (١) القدس والخليل في أرض اختارها ، وعني (٢) بها وزرع فيها ، وكان يقصد للزيارة ، وظهرت له كرامات ، وقد بلغ من العمر (٣) مائة ، وتزوج في آخر عمره ، ورزق أولادا صالحين ، وحكى عنه أنه كان يصرف له من سماط سيدنا الخليل ، عليه السلام ، في كل يوم عشرة أرغفة ، فكانت (٤) تجمع له من أول الأسبوع إلى آخره ، فيحضر في آخر يوم من الأسبوع ، ويدفع له الخبز عن جميع ذلك الأسبوع ويفت في وعاء يوضع (٥) عليه الجشيشة (٦) من السماط الكريم ، فيأكله جميعه ويستمر بقية الأسبوع لا يأكل شيئا ، توفي في جمادى الآخرة سنة ٧٣٠ ه‍ (٧) ، ودفن بالقرب من قرية سعير (٨) بين القدس والخليل.

الشيخ الإمام العالم العلامة ، القدوة المحقق ، برهان الدين أبو إسحق إبراهيم بن عمر ابن إبراهيم / / بن خليل المقرئ الجعبري الخليلي الشافعي (٩) ، كان يقال له : شيخ حرم (١٠) الخليل ، ولد بجعبر (١١) في حدود سنة ٦٤٠ ه‍ وتلى بالسبع وبالعشر ، ثم قدم دمشق ، ثم رحل إلى بلد الخليل ، عليه السلام وأقام به (١٢) مدة طويلة نحو أربعين سنة ورحل الناس إليه ، وروى عنه خلائق ، وصنف نزهه البرره في قراءة العشرة (١٣)(١٤) ، وشرح الشاطبية والرائية ، واختصر مختصر ابن

__________________

(١) بين أب : عين ج د ه.

(٢) وعني أب د : عين ج د ه / / وظهرت د : وظن أب ج : فظهر د.

(٣) من العمر ه : أب ج د / / ف ب ج د ه : ـ أ.

(٤) فكانت أب : وكانت ج د ه / / تجمع أب د ه : تجتمع ج.

(٥) يوضع أب ج ه : فيوضع د.

(٦) الجشيشة : من الفعل جشش أي دق الحب أو طحنه طحنا غليظا ، والجشيش الحب حين يدق قبل أن يطبخ فإذا طبخ فهو جشيشة ، ينظر : ابن منظور ٦ / ٢٧٣.

(٧) ٧٣٠ ه‍ / ١٣٢٩ م.

(٨) سعير ب : سيعير أج د ه.

(٩) ينظر : الصفدي ٦ / ٧٣ ؛ الكتبي ١ / ٣٩ ؛ الأسنوي ١ / ١٨٦ ؛ ابن كثير ، البداية ١٤ / ١٦٧ ؛ ابن حجر ، الدرر ١ / ٥١ ؛ ابن تغري بردي ، النجوم ٩ / ٢١٨ ؛ ابن العماد ٦ / ٩٧.

(١٠) حرم د : أب ج ه.

(١١) جعبر : قلعة على الفرات بين بالس والرقة قرب صفين ، وكان اسمها دوسر فأخذها رجل من بني قشير أعمى يقال له جعبر بن مالك فنسبت إليه ، ينظر : الحموي ، معجم البلدان ٢ / ٦٥ ؛ البغدادي ، مراصد ١ / ٣٣٥.

(١٢) به أب ج ه : ـ د /.

(١٣) ينظر : حاجي خليفة ٢ / ١٩٤١.

(١٤) العشرة أب ج د : العشفى ه / / الرائية أب ه : الراية ج : الراءية د.

٢٥٠

الحاجب ، ومقدمته في النحو (١) ، وكمل شرح التعجيز (٢)(٣) ، فإن صاحبه لم يكمله ، وله مصنف في علوم الحديث ، ومناسك الحج للجعبري (٤) ، وإلى (٥) غير ذلك من التصانيف المختصرة التي تقارب المائة ، وكان منور الشبيبة ، ولي مشيخة مسجد (٦) الخليل ، عليه السلام ، إلى أن توفي في يوم الأحد الخامس من شهر رمضان سنة ٧٣٢ (٧) ، دفن بظاهر البلد تحت (٨) الزيتونة وله اثنتان وتسعون سنة رحمه الله.

الشيخ سيف الدين أبو بكر بن الشيخ القدوة حسن بن الشيخ القدوة غانم الأنصاري ، كان موجودا في المحرم سنة ٧٣٣ ه‍ (٩) ، وولداه (١٠) شمس الدين محمد والشيخ عبد الرحيم كانا موجودين في شهر رجب سنة ٧٦٤ ه‍ (١١). وممن كان في عصر الشيخ سيف الدين الشيخ شرف الدين عيسى بن موسى بن الشيخ غانم ، ولم اطلع لأحد منهم على ترجمة ولا تاريخ وفاة ، رحمهما الله.

الشيخ فخر الدين (١٢) عثمان برهان الدين إبراهيم العجمي الشافعي ، كان من الفقهاء والعدول بالقدس الشريف ، وكان موجودا في سنة ٧٣٥ ه‍ (١٣).

الأمير جلال الدين الفشي (١٤) بن عز الدين بن حسام الدين أتابك الكيلاني المغاري من ذرية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، توفي يوم الاثنين سنة ٧٣٩ ه‍ (١٥) ، ودفن بباب الرحمة.

__________________

(١) مختصر ابن الحاجب واسمه أيضا مختصر المنتهى ، واسمه الأصلي السؤال والأمل في علم الأصول والجدل. ينظر : حاجي خليفة ٢ / ١٦٢٥ ، ١٨٥٣.

(٢) التعجيز في مختصر الوجيز في الفروع الشافعية وكذلك تصحيح التعجيز عبد الرحيم بن محمد الشهير بابن يونس ، ينظر : البغدادي ، إيضاح ٢ / ٢٩٥.

(٣) التعجيز أب ج د : التعجين ه.

(٤) ينظر : حاجي خليفة ٢ / ١٨٣١.

(٥) وإلى ج د ه : لي أب.

(٦) مسجد ب ج : ـ أد ه.

(٧) ٧٣٢ ه‍ / ١٣٣١ م.

(٨) تحت الزيتونة أب : ـ ج د ه.

(٩) ٧٣٣ ه‍ / ١٣٣١ م.

(١٠) وولداه أب د : وولده حج ه / / عبد الرحيم أب ج ه : عبد الرحمن د.

(١١) ٧٦٤ أب : ٦٤ د ه : ـ ج / / وممن ... كان في عصر ٧٨٠ أب : ـ ج د ه.

(١٢) فخر الدين ب : مجير الدين أ: ـ ج د ه / / إبراهيم ب : ـ أج د ه / / من ب : أج د ه.

(١٣) ٧٣٥ ه‍ / ١٣٣٤ م.

(١٤) القشي أ: ـ ج د ه : العشي ب.

(١٥) ٧٣٩ ه‍ / ١٣٠٨ م.

٢٥١

القاضي علاء الدين أبو الحسن علي بن محمد الصالحي الشافعي ، خليفة الحكم العزيز بالقدس الشريف ، كان موجودا في سنة ٧٨٠ ه‍ (١).

الشيخ الفاضل شمس الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن خليل ابن أبي العباس الجعبري الشافعي ، ولد في حدود التسعين (٢) وستمائة وسمع الحديث على جماعة منهم والده ، واستجاز له أبوه جمعا ، وولي مشيخة حرم الخليل ، عليه السلام ، بعد والده وانفصل منها ، ثم أعيد واستمر إلى أن مات في (٣) ثامن عشر صفر سنة ٧٤٩ ه‍ (٤).

وكان قد زوجه والده بالمرأة الصالحة زهرة (٥)(٦) ، بنت الشيخ زين الدين عمر أخي الشيخ علي البكاء فولدت له عدة أولاد يعرف منهم خمسة محمد وأحمد وعمر وعلي وإبراهيم.

وأما محمد فلم يعرف من حاله إلا أنه استجيز (٧) له جمع كبير من العلماء ، وكأنه مات صغيرا ، وأما أحمد فإنه عاش وحدث ، له (٨) أولاد ، ولكن لا يعرف له ترجمة.

وأما عمر فالظاهر أنه الأكبر وله ترجمة ، وهو الشيخ الفاضل الصالح ، ولد سنة ٧١٤ ه‍ ، واستجاز له الحافظ أبو محمد البرزالي (٩)(١٠) جمعا كبيرا من العلماء ، وولي مشيخة الحرم الخليل ، عليه السلام ، بعد والده مستقلا ، بها ، وكان يقاسم إخوته (١١) المعلوم المتعلق بها ، وأخذ طريقة (١٢) السادة الصوفية والبكائية عن

__________________

(١) ٧٨٠ ه‍ / ١٣٧٨ م.

(٢) التسعين وستمائة أب ج ه : الستين والستمائة د.

(٣) في ب ج د ه : ـ أ/ / ثامن أ: ثالث ب ج د ه / / صفر أب د ه : صفر المطهر ج.

(٤) ٧٤٩ ه‍ / ١٣٤٨ م.

(٥) زهرة بنت عمر : زهر بنت عمر بن حسين بن أبي بكر الختني ، وتدعى تقية أحضرت على النجيب وغيره ، وسمعت من الكمال الغرير ، ينظر : ابن حجر ، الدرر ٢ / ٢٠٨.

(٦) زهرة أب ج د : ـ ه.

(٧) استجيز أب ج د : استمين ه / / وكأنه مات صغيرا أب ج ه : ـ د.

(٨) له ب ج د ه : ـ أ.

(٩) أبو محمد البرزالي : القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف البرزالي ، نسبة إلى قبيلة برزالة ، الدمشقي الحافظ ، ولد سنة ٦٦٥ ه‍ / ١٢٦٦ م ، وأجاز له ابن عبد الدائم وابن عصرون ، وابن النجيب عبد اللطيف ، توفي سنة ٧٣٩ ه‍ / ١٣٠٨ م ، ودفن في خليص ، ينظر : الذهبي ، العبر ٤ / ١١٤ ؛ ابن حجر ، الدرر ٣ / ٣٢١ ؛ ابن تغري بردي ، النجوم ٩ / ٢٣٤.

(١٠) البرزالي أب ج ه : البرر د.

(١١) إخوته أب ج د : أخوه ه.

(١٢) طريقة أب : طريق ج د ه / / السادة أب ج د : ـ ه / / خاله د ه : حامله أ: خالدي ج.

٢٥٢

خاله الشيخ علي بن الشيخ عمر ، فكان شيخ الطائفة المذكورة وشيخ الزاوية الكائنة على (١) ضريح الشيخ علي البكا والناظر عليها ، وكان معتقدا فيه الصلاح والخير ، توفي سنة ٧٨٥ ه‍ (٢).

وأخوه علي هو الشيخ الصالح الفاضل نور الدين ويقال علاء الدين أبو الحسن علي (٣) ، ولد في حدود سنة ٧٢٠ ه‍ (٤) ، واستجاز له جده الإمام برهان الدين بن العلامة شرف الدين البارزي (٥) وسمع هو على الميدومي (٦) وغيره وولي مشيخة حرم الخليل عليه السلام ، بعد أخيه الشيخ عمر ، وتوفي هو (٧) بعد أن فوض المشيخة إلى ولده ، الآتي ذكره في سنة ٨٠٣ ه‍ (٨)(٩).

وأخوه الشيخ إبراهيم (١٠) برهان الدين ، لم يعرف له ترجمة ووجدت وصيته في سنة ٨٠٥ ه‍ (١١).

وأما ولده الشيخ نور الدين ، الموعود بذكره ، هو الشيخ الصالح الفاضل شمس الدين أبو عبد الله محمد بن الشيخ نور الدين علي بن محمد بن إبراهيم الجعبري (١٢) ، ولد سنة ٧٥٦ ه‍ (١٣) وسمع من أبيه وعمه الشيخ عمر وغيرهما ، وكانت عنده الخرقة البكائية عن عمه الشيخ عمر ووالده وتفرد بروايتها ، وقصده جماعة لأخذها عنه ، وولي مشيخة الزاوية البكائية بعد (١٤) عمه الشيخ عمر (١٥) ،

__________________

(١) على ضريح الشيخ علي أب ج د : ـ ه / / والناظر عليها أب ج ه : ـ د.

(٢) ٧٨٥ ه‍ / ١٣٨٣ م.

(٣) علي أج ه : ـ ب د / / بن أب ج د : ـ ه.

(٤) ٧٢٠ ه‍ / ١٣٢٠ م.

(٥) برهان الدين بن شرف الدين البارزي : لم أعثر له على ترجمة.

(٦) الميدومي : محمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم بن عنان الميدومي ، ولد سنة ٦٦٤ ه‍ / ١٢٦٥ م ، رحل إلى القدس وغيرها ، وتفقه على الكثير ، توفي سنة ٧٥٤ ه‍ / ١٣٥٣ م ؛ ينظر : الذهبي ، العبر ٤ / ١٦١ ؛ ابن حجر ، الدرر ٤ / ٢٧٤ ؛ ابن تغري بردي ، النجوم ١٠ / ٢٢٨.

(٧) هو أب ج ه : ـ د.

(٨) ٨٠٣ ه‍ / ١٤٠٠ م.

(٩) ٨٠٣ أب ج ه : ثلاث وثمانمائة د.

(١٠) إبراهيم الدين أب ج : برهان الدين إبراهيم د ه / / يعرف أب ج ه : تعرف د.

(١١) ٨٠٥ أب ج : ٨٠٣ د : ٨٠٩ ه‍.

(١٢) ينظر : السخاوي ، الضوء ٨ / ٢٠٣.

(١٣) ٧٥٦ ه‍ / ١٣٥٥ م.

(١٤) بعد ه : عن أب ج د / / ووالده وتفرد ... عمه الشيخ عمر أب ج د : ـ ه.

(١٥) الشيخ عمر ه : ـ أب ج د.

٢٥٣

ومشيخة الحرم بعد أبيه بتفويض منه ، وتزوج بنت عمه الشيخ برهان الدين إبراهيم ، وحدث له منها أولاد منهم الشيخان الشمسي والسراجي المعروفان ، وسنذكر ترجمتهما فيما بعد ، إن شاء الله تعالى.

الشيخ العالم الفاضل ، زين الدين عبد القادر ، توفي بعد أن اشتغل بالعلم والقراءات والحديث وسمع على الميدومي وغيره // ، وكانت وفاته في سنة ٨٢٧ ه‍ (١) عن أزيد من أربعين سنة.

وتوفي الشيخ شمس الدين الجعبري ، المشار إليه ، في سنة ٨٤١ ه‍ (٢) مطعونا رحمه الله ، وزوجته ست المشايخ بنت برهان الدين ، مولدها سنة ٧٥٤ ه‍ (٣)(٤) ، وتوفيت في سنة ٨٤٣ ه‍ ، رحمة الله عليهم أجمعين.

الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن بدر الدين حسن بن علاء الدين أبي الحسن علي الصفدي الشافعي ، كان من أعيان الفقهاء بالقدس الشريف ، وكان يتحمل الشهادة عند القضاة ، وكان موجودا في حدود الخمسين والسبعمائة.

الشيخ العالم الصالح غانم بن عيسى غانم المقدسي الصوفي ، كان شيخا للصوفية بالخانقاه الصلاحية بالقدس الشريف ، وله نظم رائق ، توفي الشيخ غانم في سنة ٧٧٠ ه‍ بالقدس الشريف.

الشيخ الإمام ، العالم العلامة ، جمال الدين عبد الله بن الشيخ الإمام العلامة ناصر الدين أبي عبد الرحمن بن حسام الدين / / أبي الربيع سليمان بن غانم الشافعي (٥) ، شيخ حرم القدس الشريف ، كان موجودا في سنة ٧٧١ ه‍ (٦).

القاضي بدر الدين أبو المعالي (٧) محمد بن القاضي تقي الدين أبي الفتح محمد بن القاضي قطب الدين عبد اللطيف بن الشيخ صدر الدين يحيى السبكي الأنصاري ، الإمام العالم ، البارع الأوحد (٨) ، مولده بالقاهرة سنة ٤ ، وقيل : ٥ ،

__________________

(١) ٨٢٧ ه‍ / ١٤٢٣ م.

(٢) ٨٤١ ه‍ / ١٤٣٧ م.

(٣) ٧٥٤ ه‍ / ١٣٥٣ م.

(٤) ٧٥٤ أب ج د : ٨٥٤ ه‍ / / وتوفيت في سنة ٨٤٣ ... في حدود الخمسين والسبعمائة د ه : أب.

(٥) ينظر : ابن حجر ، الدرر ٤ / ٦٨.

(٦) ٧٧١ ه‍ / ١٣٦٩ م.

(٧) أبو المعالي أب ج د : المعافي ه.

(٨) الأوحد ب ج د ه : الأحمدي أ.

٢٥٤

وقيل سنة : ٧٣٦ ه‍ (١) ، سمع من جماعة بمصر والشام ، ودرس وأفتى وعمره خمسة عشر سنة في حياة جده لأمه قاضي القضاة تقي الدين السبكي (٢) ، وناب في الحكم بدمشق (٣) لخاله القاضي تاج الدين السبكي (٤) ، ثم ولي قضاء العسكر (٥) بدمشق ، وكان حسن الخطابة ، كثير الأدب والحشمة والحياء ، والناس مجتمعون (٦) على محبته ، توفي بالقدس الشريف في شوال سنة ٧٧١ ه‍ ، ودفن بمقابر باب الرحمة ، رحمه الله.

الشيخ الصالح عبد الله الهندي (٧) ، كان من الأولياء المشهورين ، توفي بالقدس الشريف ليلة الجمعة السابع عشر ربيع الآخر سنة ٧٧٣ ه‍ (٨) ، ودفن بماملا عند أبي عبد الله القرشي.

المسند بدر الدين محمد (٩) بن الأمير سيف الدين قلنج بن كيكلدي بن عبد الله ، العلامة الدمشقي الشافعي ابن أخي الحافظ أبي سعيد العلائي ، ولد في ثالث شعبان سنة ٧١٥ (١٠)(١١) في دمشق ، وسمع من (١٢) جماعة ، وحدث وسمعه الفضلاء ، وكان رجلا حسنا وله أولاد وفيه خير ، توفي بالقدس الشريف يوم الجمعة حادي عشر شعبان سنة ٧٧٦ ه‍ (١٣)(١٤) ، ودفن بباب الرحمة.

شيخ الإسلام تقي الدين أبو الفداء إسماعيل بن علي بن الحسن بن سعيد بن

__________________

(١) ٧٣٦ ه‍ / ١٣٣٥ م.

(٢) ينظر : الصفدي ٣ / ٢٨ ؛ الأسنوي ١ / ٣٤٩.

(٣) بدمشق د ه : ـ أب ج.

(٤) عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي ، توفي ٧٧١ ه‍ / ١٣٦٩ م ؛ ينظر : ابن حجر ، الدرر ٣ / ٣٩.

(٥) قضاء العسكر : وظيفة دينية تتعلق بالحكم بين الجنود في السفر ، وصاحبها يحضر بدار العدل مع القضاة ، ويسافر مع السلطان ، ويجلس في دار العدل ، ينظر : العمري ، التعريف ١٦١ ؛ القلقشندي ٤ / ٣٦.

(٦) مجتمعون أ: مجمعون ب ج د ه.

(٧) الشيخ الصالح عبد الله الهندي ... سنة ٧٧٦ ودفن بباب الرحمة ب ج د ه : ـ أ.

(٨) ٧٧٣ ه‍ / ١٣٣٦ م.

(٩) المسند بدر الدين محمد ... ودفن بباب الرحمة ب ج د ه : ـ أ/ / قلنج ب : قليبح ج د ه : ـ أ.

(١٠) ٧١٥ ه‍ / ١٣١٥ م.

(١١) ثالث شعبان سنة ٧١٥ أب ج د : شوال شعبان سنة ٧٨٥ د.

(١٢) من أب : ـ ج د ه.

(١٣) ٧٧٦ ه‍ / ١٣٧٤ م.

(١٤) بالقدس الشريف ... يوم الجمعة حادي عشر شعبان سنة ٧٧٦ أب ج ه : ـ د.

٢٥٥

صالح القلقشندي (١) المصري الشافعي (٢) ، الشيخ الإمام ، العالم العلامة ، نزيل القدس الشريف وفقيهه مولده سنة ٧٠٢ ه‍ (٣) بمصر ، وقرأ بها وحصل ، ثم قدم دمشق ، وقرأ على الشيخ فخر الدين المصري ، فأجازه بالإفتاء ، ثم أقام بالقدس الشريف مثابرا على نشر العلم ، وتزوج بنت مدرس الصلاحية العلائي وأعاد عنده واشتهر أمره وبعد صيته ورحل إليه (٤) ، وكثر تلامذته ، توفي بالقدس الشريف في يوم الثلاثاء سادس جمادى الآخرة سنة ٧٧٨ ه‍ (٥) ، ودفن بالقلندرية بماملا ، وهو أول من استوطن بيت المقدس من بني القلقشندي (٦) ، وله ذرية معروفة سنذكر تراجمهم إن شاء الله تعالى.

الشيخ العلامة سراج الدين أبو حفص عمر الزيلعي (٧) المقدسي الشافعي (٨) ، أحد علماء القدس الأخيار ، توفي في سادس رجب سنة ثمان وسبعين وسبعمائة بالقدس الشريف ، ودفن بالقلندرية بماملا ، رحمه الله.

السيد الشريف الحسيب النسيب ، الشيخ شهاب الدين أبو الخير بادار (٩) بن عبد الله القونوي البصير (١٠) ، نزيل القدس الشريف ، كان يتكلم على الناس بقبة السلسلة بصحن (١١) الصخرة ، قال الشيخ بدر الدين محمود (١٢) العجلوني (١٣) : ما عرفت الله إلا بملازمة مجالسه ، وقبره ظاهر بالقدس الشريف بالقرب من خان الظاهر ، وهو معروف يزار ، وعنده إيوان به محراب على جانب الطريق ، توفي يوم

__________________

(١) القلقشندي أد ه : القرقشندي ب ج.

(٢) ينظر : ابن حجر ، أنباء ١ / ١٣٧ ؛ المقريزي ، السلوك ١ : ٣ / ٢٩٧ ؛ ابن حجر ، الدرر ١ / ٣٩٥ ؛ ابن تغري بردي ، النجوم ١١ / ١١٤ ؛ ابن إياس ٢ : ١ / ١٩٨ ؛ ابن العماد ٦ / ٢٥٣.

(٣) ٧٠٢ ه‍ / ١٣٠٢ م.

(٤) إليه أب د ه : ـ ج.

(٥) ٧٧٨ ه‍ / ١٣٧٦ م.

(٦) القلقشندي أد ه : القرقشندي ب ج.

(٧) الزيلعي أب د ه : ـ الزيدمي ج.

(٨) ينظر : ابن حجر ، الدرر ٣ / ٢٦١ ؛ ابن تغري بردي ، النجوم ١١ / ١١٤.

(٩) بادار أب ج د ه : بادر : النجوم.

(١٠) ينظر : المقريزي ، السلوك ١ : ٣ / ٣٤٩ ، ابن تغري بردي ، النجوم ١١ / ١٥٧.

(١١) بصحن ب : ـ ى ج د ه / / الصخرة ب د ه : بالصخرة أج د.

(١٢) محمود أب ج ه : محمد د / / عرفت ب : عرفتا أ: عرفنا ج د ه.

(١٣) محمود العجلوني جمال الدين محمود بن كبي الصوفي ، توفي سنة ٧٤٣ أو ٧٤٢ ه‍ / ١٣٢٣ ، ينظر : ابن حجر الدرر ٥ / ٩٤.

٢٥٦

الجمعة ثامن عشر شعبان سنة ٧٨٠ ه‍ (١).

الشيخ القدوة شمس الدين محمد بن سليمان بن حسن بن موسى بن غانم المقدسي (٢) ، شيخ بيت المقدس ولد في رمضان سنة ٧٠٧ ه‍ (٣)(٤) ، سمع من هدية بنت عساكر (٥) ، الأول من حديث الهاشمي ، والأول من مشيخة العيسوي (٦) ، ومن زينب بنت شاكر (٧) ، ثلاثيات الدارمي (٨) ، ومن محمد بن يعقوب الجزائري السفينة الجرائدية ، وهي سبعة أجزاء ، وحديث ببيت المقدس وغيره ، ومات في ذي الحجة سنة ٧٨٠ ه‍ (٩).

الشيخ الأوحد العالم بدر الدين محمد بن الشيخ الإمام العالم جمال الدين عبد الله بن الشيخ ناصر الدين محمد بن غانم ، شيخ حرم القدس الشريف ، كان موجودا في سنة ٧٨٢ ه‍ (١٠).

الشيخ الإمام العلامة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن الخطيب الشافعي ، فقيه القدس ومفتيه ، انتفع عليه فقهاء بيت المقدس ، وأخذ عن الشيخ سعد الدين الديري (١١) الأصول ، وأخذ غيره عنه من العلماء علوما كثيرة ، توفي بالمدينة الشريفة ، ودفن بالبقيع في سنة ٧٨٦ ه‍ (١٢).

الشيخ الإمام العالم شمس الدين أبو عبد الله (١٣) محمد بن الشيخ شمس الدين

__________________

(١) ٧٨٠ ه‍ / ١٣٧٨ م.

(٢) ينظر : ابن حجر ، الدرر ٤ / ٦٨.

(٣) ٧٠٧ ه‍ / ١٣٠٧ م.

(٤) ٧٠٧ أب ج ه : سبع وسبعون وسبعمائة د / / هدية أب ج ه : هند د.

(٥) هدية بنت عساكر أم محمد بنت علي بن عساكر الهراس توفيت بالقدس ٧٠٢ ه‍ / ١٣٠٢ م ؛ ينظر : ابن حجر ، الدرر ٥ / ١٧٧ ؛ ابن العماد ٦ / ٣١.

(٦) العيسوي أب خ : العبسري ج : القونوي د / / شاكر أه : شكر ب ج د.

(٧) زينب بنت شاكر : زينب بنت عمر بن أبي بكر بن شاكر المقدسية سمعت من ابن اللتي وجعفر الهمذاني حدثت بدمشق ومصر والقدس ، مات في ذي الحجة سنة ٧٢٢ ه‍ / ١٣٢٢ م ؛ ينظر : الذهبي ، العبر ٤ / ٦٥ ؛ ابن حجر ، الدرر ٢ / ٢١٠ ؛ ابن العماد ٦ / ٥٦ ؛ ابن تغري بردي ، النجوم ٩ / ١٨٤.

(٨) ثلاثيات الدارمي : للإمام الحافظ أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي ، توفي سنة ٢٥٥ ه‍ / ٨٦٨ م ، وهي خمسة عشر حديثا نبويا ، ينظر : حاجي خليفة ١ / ٥٢٢.

(٩) ٧٨٠ ه‍ / ١٣٧٨ م.

(١٠) ٧٨٢ ه‍ / ١٣٨٠ م.

(١١) ينظر : السخاوي ، الضوء ٣ / ٢٤٩.

(١٢) ٧٨٦ ه‍ / ١٣٨٤ م.

(١٣) أبو عبد الله أب د : ـ ج ه / / شمس الدين أبو عبد الله ... ٧٨٧ ه‍ ، رحمه الله أب ج ه : ـ د.

٢٥٧

أبي عبد الله محمد بن حامد الأنصاري المقدسي الشافعي ، ولد في شهر ربيع الأول سنة ٧٣١ ه‍ (١) ، سمع الحديث ، واشتغل بالعلم ، وصار من الفضلاء ، توفي في شهر ذي الحجة ٧٨٧ ه‍ (٢) ، رحمه الله.

الشيخ الصالح الزاهد قطب زمانه شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن عمر ، التركستاني (٣)(٤) الأصل ، المعروف بالقرمي الشافعي ، مولده في سابع عشر الحجة سنة ٧٢٠ ه‍ (٥) ، كان أحد أفراد زمانه عبادة وزهدا وورعا ، متصديا لزيارة الأولياء القادمين من البلاد على القدس ، وتأتي الملوك إلى بابه ، ولم يكن في زمانه أشهر بالصلاح منه ، وله خلوات ومجاهدات ، وكان يقرأ القرآن كثيرا ، يقرأ / / في اليوم والليلة ثلاث ختمات.

ولما احتضر حضر عنده الشيخ عبد الله البسطامي (٦) فقال له : إن الناس قد أكثروا فيك القول فيما تقرأ من الختم في اليوم فأخبرني ، فقال : أنا لا أضبط ذلك ، ولكن ثم من ضبط أني قرأت من الصبح إلى العصر خمس ختمات ؛ وكان نشأ بدمشق ، ثم أقام ببيت المقدس ، وبني له زاوية ، وكان يقيم بالخلوة أربعين يوما لا يخرج إلا للجمعة ، وسمع الصحيح من المجاز بالجامع الأموي تحت المنبر (٧) سنة ٧٢٨ ه‍ (٨) ومن غيره أيضا ، وكان يسئل في الحديث فيمتنع ، ثم حدث في آخر عمره ، وسمع منه الشيخ شهاب الدين بن أرسلان (٩) وغيره.

توفي بالقدس الشريف نهار الأحد التاسع من صفر سنة ٧٨٩ ه‍ (١٠) ، وحمل جنازته العلماء والمشايخ والصلحاء ، ولم يتأخر بمدينة القدس أحد عن دفنه ، ودفن بزاويته بخط مرزبان بالقرب من حمام علاء الدين البصير ، وله كرامات ظاهرة ،

__________________

(١) ٧٣١ ه‍ / ١٣٣٦ م.

(٢) ٧٨٧ ه‍ / ١٣٨٥ م.

(٣) ينظر : ابن حجر ، الدرر ٣ / ٤٢٥ ؛ ابن تغري بردي ، النجوم ١١ / ٢٥٣ ؛ ابن العماد ٦ / ٣٠٣.

(٤) التركستاني أج د ه : التركماني ب.

(٥) ٧٢٠ ه‍ / ١٣٢٠ م.

(٦) عبد الله البسطامي : عبد الله خليل بن علي الأسد ابادي جلال الدين البسطامي ، نزيل القدس ، نشأ ببغداد ، مات بالقدس سنة ٧٩٤ ه‍ / ١٣٩١ م ، ودفن بماملا ، ينظر : ابن حجر ، الدرر ٢ / ٣٦٤ ؛ ابن حجر ، إنباء ١ / ٤٤٢ ؛ ابن العماد ٦ / ٣٣٣.

(٧) المنبر ه : النسر أب ج د / / يسئل أب د ه : سأل ج.

(٨) ٧٢٨ ه‍ / ١٣٢٧ م.

(٩) أرسلان أب ه : رسلان ج د.

(١٠) ٧٨٩ ه‍ / ١٣٨٧ م.

٢٥٨

رحمه الله ونفعنا به ، والدعاء عند قبره مستجاب ، وكان في عصر الشيخ محمد القرمي.

والأمير ناصر الدين محمد بن (١) علاء الدين علي شاه بن ناصر الدين محمد الجبيلي ، كان من أمراء العشرات بغزة المحروسة ، وهو مقيم بالقدس ، وله أوقاف كثيرة وعمارات من جملتها زاوية الشيخ محمد القرمي ، المتقدم ذكرها ، وغيرها بالخط المذكور (٢) وغيره ، وكان له اعتقاد بالشيخ محمد القرمي ، ووقف عليه وعلى ذريته ثلث (٣) جهاته ، وأخبرت أنه توفي في حياة الشيخ ، ووقف على غسله ، ودفن بماملا بالقرب من أبي عبد الله القرشي.

شيخ الإسلام برهان الدين أبو إسحق إبراهيم بن شيخ الإسلام تقي الدين أبي الفدا إسماعيل القلقشندي الشافعي (٤)(٥) ، ولد سنة ٧٤٨ ه‍ (٦) ، وكان من العلماء الأعلام ، سمع على والده وجده ، وله كرامات ظاهرة رحمه الله ونفعنا به ، والدعاء عند قبره مستجاب مجرب (٧) ، وكان العلائي وتفقه بهما ، وسمع على البهاء والتاج السبكيين (٨) ، وأذنا له في الإفتاء والتدريس ، وأخذ عن خلق من العلماء ، وكان من عجائب الدنيا (٩) حفظا وذكاء واستحضارا للعلوم حتى قيل : أنه كان يحفظ فردة كتب ، توفي سنة ٧٩٠ ه‍ (١٠)(١١) وكان آخر كلامه : لا إله إلا الله ، وحكي أنه قبل موته بقليل نظر إلى أخيه العلامة شمس الدين ثم أنشده بلسان (١٢) طلق :

أمحمد صبرا فقبلك قد بكت

عين النبي ومات إبراهيم

ودفن بماملا بتربة أقاربه إلى جانب أبيه ، رحمه الله تعالى.

__________________

(١) محمد بن أب ج ه : ـ د.

(٢) المذكور أب : بالمتبور ج د ه.

(٣) ثلث أب ج ه : ـ د.

(٤) ينظر : المقريزي ، السلوك ٢١٣ / ٥٨٦ ؛ ابن حجر ، الدرر ١ / ١٩ ؛ ابن تغري بردي ، النجوم ، ١١ / ٢٥٨.

(٥) القلقشندي أد ه : القرقشندي ب ج.

(٦) ٧٤٨ ه‍ / ١٣٤٧ م.

(٧) والدعاء عند قبره مستجاب مجرب ج د ه : ـ أب / / مجرب ب ج ه : ـ أد.

(٨) السبكيين ب ج د ه : البسكين أ.

(٩) الدنيا أ: الدهر ب ج د ه / / للعلوم أب : ـ ج د.

(١٠) ٧٩٠ ه‍ / ١٣٨٨ م.

(١١) ٧٩٠ أب ج د ه : ابن حجر ، الدرر ٧٩٥ ه‍ / / قبل موته بقليل ب ج د ه : قبيل ذلك بقليل قرب موته أ.

(١٢) بلسان طلق أ: بلسان منطلق ب ج ه : ـ د.

٢٥٩

القاضي بدر الدين أبو عبد الله محمد بن مزهر (١) ، اشتغل بالعلم ، ونشأ على طريقة حسنة ، ولي كتابة السر بدمشق مرتين عشر سنين ونحو ثمانية أشهر وباشر بعفة ونزاهة ، وكان شكلا حسنا ، توفي بالقدس الشريف بذي القعدة سنة ٧٩٣ ه‍ (٢).

الشيخ الصالح القدوة عبد الله بن خليل بن علي الأسد (٣) أبادي البسطامي ، كان من أولياء الله تعالى ، العارفين وله أحوال ظاهرة ، وهو صاحب الزاوية البسطامية بحارة المشارقة ، توفي بالقدس الشريف سنة ٧٩٤ ه‍ (٤) ، ودفن (٥) بحوش البسطامية بماملا عند شيخه الشيخ علي العشقي ، المتقدم ذكره.

المسندة الصالحة البركة أسماء ابنة (٦) الحافظ صلاح الدين خليل بن العلائي (٧) ، ولدت سنة ٧٢٥ ه‍ (٨) ، وسمعت على والدها وغيره (٩) ، وحدثت بالكثير من مسموعاتها وهي زوجة العلامة تقي الدين إسماعيل القلقشندي (١٠) وأم ولديه الشمس والبرهان ، أجازت بالفتوى لحفيدها شيخنا التقوي القلقشندي (١١) ، الآتي ذكره ، وتوفيت سنة ٧٩٥ ه‍ (١٢) ودفنت عاملا بالقلندرية ، بجوار زوجها وأولادها ، رحمهم الله.

الشيخ القدوة أبو حفص عمر بن نجم الدين بن يعقوب البغدادي ، ثم المقدسي المعروف بالمجرد (١٣) ، ولد ببغداد (١٤) سنة ٧١٢ ه‍ (١٥) ، وسمع البخاري

__________________

(١) ينظر : ابن حجر ، إنباء ٣ / ٩٧ ؛ ابن العماد ٦ / ٣٣.

(٢) ٧٩٣ ه‍ / ١٣٩٠ م.

(٣) الأسد أبادي أب : الأسر أبادي ج : الأسر باري ج : الأسر باري ه : ـ د.

(٤) ٧٩٤ ه‍ / ١٣٩١ م.

(٥) ودفن ... ذكره أب : ـ ج د ه.

(٦) ابنه أب : بنت ج د ه.

(٧) ينظر : ابن حجر ، الدرر ١ / ٣٨٤.

(٨) ٧٢٥ ه‍ / ١٣٢٤ م.

(٩) وغيره أب ج ه : ـ د.

(١٠) القلقشندي أج ه : القرقشندي ب ه / / الشمس والبرهان أد ه : الشمسي والبرهاني : ب ج / / بالفتوى ب : ـ أج د ه.

(١١) القلقشندي أ: القرقشندي ب ج د ه / / الآتي ذكره ب ج د ه : ـ أ.

(١٢) ٧٩٥ ه‍ / ١٣٩٢ م.

(١٣) ينظر : ابن حجر ، الدرر ٣ / ٢٧٤.

(١٤) ولد ببغداد سنة ٧١٢ ه‍ وسمع البخاري بدمشق سنة ٧٢٦ أب ج : ـ د ه / / ٧١٢ أب ج : ٧٧٥ ه‍ / / وسمع البخاري ... ٧٧٥ أب ج د : ـ ه.

(١٥) ٧١٢ ه‍ / ١٣١٢ م.

٢٦٠