السيد محمّد الحسيني الجلالي
الموضوع : العقائد والكلام
المطبعة: چاپ ديجيتال آفرنگ
الطبعة: ٣
الصفحات: ١٠٤
وقال صلىاللهعليهوآله : «هُو مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى» (١) ، وقوله صلىاللهعليهوآله له : أنت أميرالمؤمنين والإمام الهادي (٢) ......... الخ فيؤيد المؤذن كل ذلك بقوله : أشهد أنّ عليّاً ولي الله.
الرابع : أنّ أكثر العلماء قد ذكروا أنّ الشهادة الثالثة مستحبة في الأذان إذا قصد الإستحباب والتبرّك لا الجزئية ، ومنهم [الطوسي في المبسوط] (٣) ، و [الطبرسي في الإحتجاج] (٤) ، و [الشهيدان في اللمعة] (٥) ، و [المجلسي في البحار] (٦) ، و [صاحب الجواهر
__________________
(١) الكافي ، ج٨ ، ص١٠٨ ، ح٨٠ ؛ معاني الأخبار ، ص٥٧ ، ح٧ ؛ تهذيب الأحكام ، ج١ ، مقدمة الكتاب ٢٧ و ج١٠ ، شرح ص٤١.
(٢) قول الرسول صلىاللهعليهوسلم : «... يَا عَلِيّ أنْتَ أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ وإِمَامَ المُسْلِمِينَ وَقَائِدَ الغُرّ المُحَجَّلِينَ ...» (بحار الأنوار ، ج٣٨ ، ص١٠٣ ، ح٢٦) ، قول الرسول صلىاللهعليهوسلم : «... يَا عَلِيّ أنْتَ الهَادِي لِمَنْ ضَلَّ ...» (بحار الأنوار ، ج٢٨ ، ص٢٢٢ ، ح١٣ ؛ اليقين ، ج١ ، ص٤٤٩).
(٣) المبسوط ، ج١ ، ص٩٩.
(٤) الإحتجاج ، ج١ ، ص٢٣١.
(٥) الروضة البهية ، ج١ ، ص٥٧٣.
(٦) بحار الأنوار ، ج٨١ ، ص١١١.
في الجواهر] (١) ، و [السيّد اليزدي في العروة] (٢) ، و [السيّد الحكيم في المستمسك] (٣) وغيرهم.
الخامس : لو تصفحت كتب التاريخ والسير وأطلعت على الجزء اليسير من فضله وجهاده وبذله في سبيل الله ولاعلاء كلمته حتى قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لو لا مال خديجة وسيف عليّ بن أبي طالب لما أستقام هذا الدين (٤) ، فلو حلّلنا كلام الرسول صلىاللهعليهوآله هذا لعرفنا مدى تفانيه للدّين. وهو المتكامل بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، إيماناً وعلماً وأدباً وفضلاً وتقوى ونسباً .... الخ. أليس من الحقّ والإنصاف أن يذكر إسمه بعد إسم الرسول صلىاللهعليهوآله!
__________________
(١) جواهر الكلام ، ج٩ ، ص٧٦.
(٢) العروة الوثقى ، ج١ ، ص٤١٢.
(٣) المستمسك ، ج٥ ، ص٥٤٤.
(٤) قول رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما قـامَ وَلاَ اسْتَـقـامَ ديني اِلّا بِشَيئَينِ : مالُ خَدِيجَةِ وَسَيْفُ علّـيِ بن أبــي طالِبٍ» (شجرة طوبى ، ج٢ ، ص٢٣٣).
إذَا سَمِعْتَ الأَذَانِ
ربما ينشغل الإنسان ببعض عوارض الحياة وتعيقه دون الأذان فإذا سمعه يستحب له حكايته؛ لكثرة الأخبار الواردة ، فمنها :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إذا سَمِعتُمُ النِّداءَ (الأذَانَ) فَقولوا مِثلَ ما يَقولُ المُؤَذِّنُ» (١).
وقال الإمام موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ يُؤَذِّنُ : مَرْحَبًا بِالْقَائِلِينَ عَدْلا ، مَرْحَبًا بِالصَّلاةِ وَأَهْلا ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَيْ أَلْفِ حَسَنَةٍ ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَيْ أَلْفِ سَيِّئَةٍ ، وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَيْ أَلْفِ دَرَجَةٍ» (٢).
__________________
(١) نهاية الإحكام ، ج١ ، ص٤٢٩ ؛ منتهى المطلب ، ج٤ ، ص٤٣٢.
(٢) تاريخ بغداد ، ج١٥ ، ص٢٨ ، ح٤٣٥٠.
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : «مَن أجابَ المُؤَذِّنَ وأجابَ العُلَماءَ ، كانَ يَومَ القِيامَةِ تَحتَ لِوائي ، ويَكونُ فِي الجَنَّةِ في جِواري ، ولَهُ عِندَ اللّهِ ثَوابُ سِتّينَ شَهيداً» (١).
وعنه عليهالسلام أنّه قال : «ثَلاثٌ لا يَدَعُهُنَّ إلاّ عاجِزٌ : رَجُلٌ سَمِعَ مُؤَذِّنا لا يَقولُ كَما يَقولُ ، ورَجُلٌ لَقِيَ جَنازةً لا يُسَلِّمُ عَلى أهلِها ويَأخُذُ بِجَوانِبِ السَّريرِ ، ورَجُلٌ أدرَكَ الإِمامَ ساجِداً لَم يُكَبِّر ويَسجُدُ مَعَهُ ولا يَعتَدُّها» (٢).
وعن الإمام زين العابدين عليهالسلام : «أنّ رَسُولُ الله صلىاللهعليهوآله ، إذَا سَمِعَ المُؤذِّنَ ، قَالَ كَمَا يَقُولُ ، فَإِذَا قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ ، حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ ، قَالَ : لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» (٣).
وقال أميرالمؤمنين عليهالسلام : «إجَابَةُ المُؤذِّنِ تَزِيدُ فِي الرِّزْقِ» (٤) ، وقول الباقر عليهالسلام لمحمّد بن مسلم : «لَا تَدَعَنَّ ذِكْرَ اللَّهِ عَلَى
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج٨١ ، ص١٥٤.
(٢) دعائم الإسلام ، ج١ ، ص١٤٥ ؛ بحار الأنوار ، ج٨١ ، ص١٧٩ ، ح١١.
(٣) دعائم الإسلام ، ج١ ، ص١٤٥ ؛ بحار الأنوار ، ج٨١ ، ص١٧٩ ، ح١١.
(٤) الحدائق الناظرة ، ج٧ ، ص٤٢٣.
كُلِّ حَالٍ وَلَوْ سَمِعْتَ الْمُنَادِيَ يُنَادِي بِالْأَذَانِ وَأَنْتَ عَلَى الْخَلَاءِ فَاذْكُرِ اللَّهَ وَقُلْ كَمَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ» (١).
وعن الصادق عليهالسلام أنّه قال : «كانَ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله إذا سَمِعَ المُؤَذِّنَ يُؤَذِّنُ قالَ مِثلَ ما يَقولُهُ في كُلِّ شَيءٍ» (٢).
وعنه عليهالسلام : «إذا قالَ المُؤَذِّنُ : «اللّهُ أكبَرُ» فَقُل : اللّهُ أكبَرُ ، وإذا قالَ : «أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ» فَقُل : أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وإذا قالَ : «أشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ» فَقُل : أشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ ، فَإِذا قالَ : «قَد قامَتِ الصَّلاةُ» فَقُل : اللّهُمَّ أقِمها وأدِمها وَاجعَلني مِن خَيرِ صالِحي أهلِها عَمَلاً» (٣).
قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : «كَانَ لِرَسُولِ اَللَّهِ صلىاللهعليهوآله ، سِرٌّ قَلَّمَا عُثِرَ عَلَيْهِ» ، إلى أن ذكر عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى اَلسَّمَاءِ فَانْتَهَيْتُ إِلَى اَلسَّمَاءِ اَلسَّابِعَةِ فُتِحَ لِي بَصَرِي إِلَى فُرْجَةٍ فِي اَلْعَرْشِ تَفُورُ كَفَوْرِ اَلْقُدُورِ فَلَمَّا أَرَدْتُ
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ، ج١ ، ص٢٢٨ ، ح٨٩٢.
(٢) وسائل الشيعة ، ج٥ ، ص٤٥٤ ، ح٧٠٦٦/١.
(٣) دعائم الإسلام ، ج١ ، ص١٤٥ ؛ بحار الأنوار ، ج٨١ ، ص١٧٩ ، ح١١.
اَلاِنْصِرَافَ أُقْعِدْتُ عِنْدَ تِلْكَ اَلْفُرْجَةِ ثُمَّ نُودِيتُ يَا مُحَمَّدُ! إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ اَلسَّلاَمَ. (١)
إلى أن قال : قال : يَا مُحَمَّدُ! وَ مَنْ أَرَادَ مِنْ أُمَّتِكَ اَلْأَمَانَ مِنْ بَلِيَّتِي وَاَلاِسْتِجَابَةَ لِدَعْوَتِهِ فَلْيَقُلْ حِينَ يَسْمَعُ تَأْذِينَ اَلْمَغْرِبِ : «يَا مُسَلِّطَ نِقَمِهِ عَلَى أَعْدَائِهِ بِالْخِذْلاَنِ لَهُمْ فِي اَلدُّنْيَا وَ اَلْعَذَابِ لَهُمْ فِي اَلْآخِرَةِ ، وَيَا مُوَسِّعاً فَضْلَهُ عَلَى أَوْلِيَائِهِ بِعِصْمَتِهِ إِيَّاهُمْ فِي اَلدُّنْيَا وَحُسْنِ عَائِدَتِهِ وَيَا شَدِيدَ اَلنَّكَالِ بِالاِنْتِقَامِ وَيَا حَسَنَ اَلْمُجَازَاةِ بِالثَّوَابِ وَيَا بَارِئَ خَلْقِ اَلْجَنَّةِ واَلنَّارِ وَمُلْزِمَ أَهْلِهِمَا عَمَلَهُمَا وَاَلْعَالِمَ بِمَنْ يَصِيرُ إِلَى جَنَّتِهِ وَنَارِهِ ، يَا هَادِي يَا مُضِلُّ يَا كَافِي يَا مُعَافِي يَا مُعَاقِبُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاِهْدِنِي بِهُدَاكَ وَعَافِنِي بِمُعَافَاتِكَ مِنْ سُكْنَى جَهَنَّمَ مَعَ اَلشَّيَاطِينِ وَاِرْحَمْنِي فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ اَلْخٰاسِرِينَ وَأَعِذْنِي مِنَ اَلْخُسْرَانِ بِدُخُولِ اَلنَّارِ وَحِرْمَانِ اَلْجَنَّةِ بِحَقِّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ يَا ذَا اَلْفَضْلِ اَلْعَظِيمِ» فَإِنَّهُ
__________________
(١) بحارالأنوار ، ج٩٢ ، ص٣٠٦ ـ ٣٠٧.
إِذَا قَالَ ذَلِكَ ، تَغَمَّدْتُهُ فِي ذَلِكَ اَلْمَقَامِ اَلَّذِي يَقُولُ فِيهِ بِرَحْمَتِي» (١) ، وقال الصادق عليهالسلام : «مَنْ سَمِعَ اَلْمُؤَذِّنَ يَقُولُ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآله رَسُولُ اَللَّهِ ، فَقَالَ مُصَدِّقاً مُحْتَسِباً : وأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآله رَسُولُ اَللَّهِ ، إكْتَفِى بِهَا عَنْ كُلِّ مَنْ أَبَى وَجَحَدَ وَأُعِينُ بِهَا مَنْ أَقَرَّ وَشَهِدَ إِلاَّ غَفَرَ اَللَّهُ لَهُ بِعَدَدِ مَنْ أَنْكَرَ وَجَحَدَ وَبِعَدَدِ مَنْ أَقَرَّ وَشَهِدَ» (٢).
روى زرارة قال : «قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليهالسلام : ما أقولُ إذا سَمِعتُ الأَذانَ؟ قالَ عليهالسلام : اُذكُرِ اللّه َ مَعَ كُلِّ ذاكِرٍ» (٣).
وعن الصادق عليهالسلام قوله : «إِنْ سَمِعْتَ الْأَذَانَ وَأَنْتَ عَلَى الْخَلَاءِ فَقُلْ مِثْلَ مَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ ، وَلَا تَدَعْ ذِكْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
__________________
(١) بحارالأنوار ، ج٩٢ ، ص٣٢٢ ـ ٣٢٣.
(٢) الكافي ، ج١ ، ص١٣١ ، ح٤٩٦١/٣٠ ؛ من لا يحضره الفقيه ، ج١ ، ص٢٨٨ ، ح٨٩١ ؛ الأمالي للصدوق ، ج١ ، ص٢٨٣.
(٣) بحارالأنوار ، ج٨١ ، ص١٧٦.
فِي تِلْكَ الْحَالِ؛ لِأَنَّ ذِكْرَ اللَّهِ حَسَنٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ. ثمّ قال عليهالسلام : لَمَّا نَاجَى اللَّهُ تَعَالَى مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عليهالسلام قَالَ مُوسَى : يَا رَبِّ أَ بَعِيدٌ أَنْتَ مِنِّي فَأُنَادِيَكَ أَمْ قَرِيبٌ فَأُنَاجِيَكَ؟ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ : يَا مُوسَى! أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي ، فَقَالَ مُوسَى : يَا رَبِّ إِنِّي أَكُونُ فِي حَالٍ أُجِلُّكَ أَنْ أَذْكُرَكَ فِيهَا ، فَقَالَ : يَا مُوسَى! اذْكُرْنِي عَلَى كُلِّ حَالٍ» (١).
__________________
(١) علل الشرائع ، ج١ ، ص٢٨٤ ، ح١ ؛ بحار الأنوار ، ج٧٧ ، ص١٧٥ ، ح٢١.
سَامِعُ الأَذَانِ يَشْهَدُ
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لا يَسمَعُ مَدى صَوتِ المُؤَذِّنِ جِنٌّ ولا إنسٌ ولا شَيءٌ إلاّ شَهِدَ لَهُ يَومَ القِيامَةِ» (١).
روى جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «المُؤَذِّنونَ يَخرُجونَ يَومَ القِيامَةِ مِن قُبورِهِم ويُؤَذِّنونَ ، ويَغفِرُ اللّه ُ لَهُ مَدَّ صَوتِهِ ، ويَشهَدُ لَهُ كُلُّ شَيءٍ سَمَعُه مِن شَجَرٍ أو مَدَرٍ أو حجر رَطبٍ أو يابِسٍ ، ويَكتُبُ لَهُ ، بِكُلِّ إنسَانٍ يَصَلِّيَ مَعَه فِي ذَلِكَ المَسْجِدِ ، مِثْلُ حَسَنَاتِهِم شَيء ويُعْطِيهِ اللهُ مَا بَيْنَ الأذَانِ والإقَامَةِ كُلُّ شَيءٍ سَأَلَه إمّا أن يُعَجِّلَ لَه فِي دُنيَاه ، أو يَصرِفَ عَنهُ السّوءَ أو يَدَّخِرَهُ فِي الآخِرَةِ ولَه مَا بَينَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ مِنَ الأَجرِ كَالمُتِشَّحِط فِي دَمِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ» (٢).
__________________
(١) بحار الأنوار ، ٣٨١ ، ص١٠٧.
(٢) مستدرك الوسائل ، ج٤ ، ص٣٧ ، ح٤١٢٤/٦.
وقال الباقر عليهالسلام : «يَغْفِرُ اللَّهُ لَهُ مَدَّ بَصَرِهِ وَمَدَّ صَوْتِهِ ويَشهَدُ لَهُ كُلُّ شَيءٍ» (١).
وقال الصادق عليهالسلام : «الْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ سَمِعَهُ» (٢).
قال معاوية بن وهب : سألت الإمام جعفر بن محمّد عليهالسلام عن الأذان ، فقال عليهالسلام : «اِجْهَرْ به وَارْفَعْ بِهِ صَوْتَكَ وإِذَا أَقَمْتَ فَدُونَ ذَلِكَ» (٣).
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إنَّ المُؤذِّنَ فِي سَبِيلِ اللهِ مَا دَامَ فِي أذَانِه ، كشَهِيدٍ يَتَقَلَّب فِي دَمِه ، وَيَشْهَدَ لَه بِذلِك كُلُّ رَطْبٍ ويَابِسٍ بَلَغَه صَوْتُه ، وإذَا مَاتَ مَا تَعرَّضَته هَوَامُ الأرضِ فِي قَبرِه» (٤).
__________________
(١) الكافي ، ج٣ ، ص٣٠٧ ، ح٢٨.
(٢) تهذيب الأحكام ، ج٢ ، ص٥٢ ، ح١٧٥/١٥.
(٣) من لا يحضره الفقيه ، ج١ ، ص٢٨٤ ؛ وسائل الشيعة ، ج٥ ، ص٤١٠ ، ح٦٩٥١/١.
(٤) مستدرك الوسائل ، ج٤ ، ص٢٢ ، ح٤٠٧٨/١٤.
وقال الصادق عليهالسلام : «إِذَا أَذَّنْتَ فَلَا تُخْفِيَنَّ صَوْتَكَ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْجُرُكَ مَدَّ صَوْتِكَ فِيهِ» (١).
__________________
(١) تهذيب الأحكام ، ج٢ ، ص٥٨ ، ح٢٠٥/٤٥.
مَوَارِدُ سُقُوطِ الأَذَانِ
يسقط الأذان في بعض الموارد ، منها :
الجمع بين فريضتين :
روي أن رسول الله صلىاللهعليهوآله جَمَعَ بَيْنَ الظُهرَينِ والعَصرِ بِأذَانٍ وإقَامَتَينِ ، وَجَمَعَ بَيْنَ المَغرِبِ والعَشَاءِ بِأذَانٍ وَاحِدٍ وإقَامَتَينِ (١).
وروي أيضاً أنّه صلىاللهعليهوآله : «شُغِلَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ عَنْ الظُّهرَينِ والعِشَاءَينِ حَتَّى ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ ، فَصَلَّاهُنَّ بِأذَانٍ وَأرْبَعَ إقَامَاتٍ» (٢).
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ، ج١ ، ص٢٨٧ ، ح٨٨٦ ؛ تهذيب الأحكام ، ج٣ ، ص١٨ ، ح٦٦/٦٦ ؛ الخلاف ، ج١ ، ص٥٩٠ ، مسألة٣٥١.
(٢) بحار الأنوار ، ج٨٤ ، ص١٦٦.
وقال صفوان الجمال : «أنّ أبا عبد الله الصادق عليهالسلام صَلَّى بِنَا الظُهرِ والعَصْرِ بِأذَانٍ وَاحِدٍ وإقَامَتَينِ» (١).
عصر يوم الجمعة :
ويسقط الأذان من صلاة العصر ليوم الجمعة.
المسافر :
كذلك يسقط الأذان عن المسافر في السفر.
وقال الصادق عليهالسلام : «يُجْزِئُكَ في السَّفَرِ الْإِقَامَةَ بِغَيْرِ أَذَانٍ» (٢) ، وعن أحد الإمامين الباقر أو الصادق ‘ : «يُجْزِئُكَ الْإِقَامَةَ في السَّفَرِ» (٣).
__________________
(١) «صَلَّى بِنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليهالسلام الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ عِنْدَ مَا زَالَتِ الشَّمْسُ بِأَذَانٍ وَ إِقَامَتَيْنِ» (الكافي ، ج٣ ، ص٢٨٧ ، ح٥ ؛ تهذيب الأحكام ، ج٢ ، ص٢٦٣ ، ح١٠٤٨/٨٥).
(٢) وسائل الشيعة ، ج٥ ، ص٣٨٤ ، ح٦٨٥٩/١.
(٣) هداية الأمّة ، ج٢ ، ص٢٤٥ ، ح١٥٦٢/٦.
الجماعة :
ويسقط الأذان في الجماعة وإذا أدرك الجماعة أيضاً.
قال ابو بصير : سألت الصادق عليهالسلام ، في رجل يدخل المسجد وقد صلّى القوم أيؤذّن ويقيم؟ قال عليهالسلام : «إنْ كَانَ دَخَلَ وَلَمْ يَتَفَرَّقْ الصَّفَ ، صَلّى بِأذَانِهِم وَإقَامَتِهِم ، وإنْ كَانَ تَفَرَّقَ الصَّفَّ أذَّنَ وَأقَامَ» (١).
جاء رجل من الشيعة عند الإمام الصادق عليهالسلام فقال له : «جُعِلْتُ فِدَاكَ ، صَلَّيْنَا فِي الْمَسْجِدِ الْفَجْرَ وَانْصَرَفَ بَعْضُنَا وَجَلَسَ بَعْضٌ فِي التَّسْبِيحِ ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَجُلٌ فَأَذَّنَ فَمَنَعْنَاهُ ، فَقَالَ عليهالسلام : أَحْسَنْتُمْ ، ادْفَعُوهُ عَنْ ذَلِكَ وَامْنَعُوهُ أَشَدَّ الْمَنْعِ» (٢).
وقوله عليهالسلام أيضاً : «إذَا أدرَكتَ الجَماعَةَ وَقدْ إنصَرفَ القَومُ ووَجَدتَ الإمَامَ مَكانَه وأهلُ المسجِدِ قَبلَ أنْ يَتَفرقُوا أجزَأكَ أذَانِهم وإقَامَتِهم» (٣).
__________________
(١) تهذيب الأحكام ، ج٢ ، ص٢٨١ ، ح١١٢٠/٢٢.
(٢) تهذيب الأحكام ، ج٣ ، ص٥٥ ، ح١٩٠/١٠٢.
(٣) بحار الأنوار ، ج٨١ ، ١٧١ ، ح٧٥.
عصر يوم عرفة :
ويسقط الأذان عصر يوم عرفة.
العشاء بالمزدلفة :
ويسقط الأذان من صلاة العشاء لمن كان بالمزدلفة (المشعر)؛ لرواية عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أنّه جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِالْمُزْدَلِفَةِ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ (١).
أمّا الأذان الثالث في يوم الجمعة فبدعة؛ لرواية محمّد بن أحمد مرفوعاً إلى الإمام الصادق عليهالسلام ، حيث قال : «الْأَذَانُ الثَّالِثُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِدْعَةٌ» (٢) ، ويقال : أنّ عثمان أو معاوية أحدث هذا الأذان».
وأمّا المرأة فيستحب لها الأذان سرّاً ويجوز لها الإكتفاء بذكر التكبيرة والشهادتين؛ لرواية عبد الله بن سنان قال : سألت الصادق عليهالسلام عن المرأة تؤذن للصلاة؟ فقال : «حَسَنٌ إنْ فَعَلَتْ ، وإنْ لَمْ
__________________
(١) الخلاف ، ج١ ، ص٢٨٤ ، مسألة٢٧ ؛ نهاية الإحكام ، ج١ ، ص٤١٨.
(٢) الكافي ، ج٣ ، ص٤٢٢ ، ح٥ ؛ تهذيب الأحكام ، ج٣ ، ص١٩ ، ح٦٧/٦٧.
تَفْعَلْ أجزَأهَا أنْ تُكَبِّرَ وَأنْ تَشْهَدَ أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ مُحمّداً رَسُول الله صلىاللهعليهوآله» (١).
__________________
(١) تهذيب الأحكام ، ج٢ ، ص٥٨ ، ح٢٠٢/٤٢ ؛ تذكرة الفقهاء ، ج٣ ، ص٦٣.
تفسير الأَذَانِ
روي أنّ أميرالمؤمنين عليهالسلام سأل رسول الله صلىاللهعليهوآله عن تفسير الأذان؟
فقال صلىاللهعليهوآله : «يا عَلِيُّ ، الأَذانُ حُجَّةٌ عَلى اُمَّتي وتَفسيرُهُ : إذا قالَ المُؤَذِّنُ : «اللّهُ أكبَرُ اللّهُ أكبَرُ» فَإِنَّهُ يَقولُ : اللّهُمَّ أنتَ الشّاهِدُ عَلى ما أقولُ ، يا اُمَّةَ مُحَمَّدٍ قَد حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَتَهَيَّؤُوا ، ودَعوا عَنكُم شُغُلَ الدُّنيا. وإذا قالَ : «أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ» فَإِنَّهُ يَقولُ : يا اُمَّةَ مُحَمَّدٍ اُشهِدُ اللّهَ واُشهِدُ مَلائِكَتَهُ أنّي أخبَرتُكُم بِوَقتِ الصَّلاةِ فَتَفَرَّغوا لَها. وإذا قالَ : «أشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ» فَإِنَّهُ يَقولُ : يَعلَمُ اللّهُ ويَعلَمُ مَلائِكَتُهُ أنّي قَد أخبَرتُكُم بِوَقتِ الصَّلاةِ ، فَتَفَرَّغوا لَها فَإِنَّها خَيرٌ لَكُم. وإذا قالَ : «حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ» فَإِنَّهُ يَقولُ : يا اُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، دينٌ قَد أظهَرَهُ اللّهُ لَكُم ورَسولُهُ فَلا تُضَيِّعوهُ ، ولكِن تَعاهَدوا يَغفِرِ اللّهُ لَكُم ، تَفَرَّغوا لِصَلاتِكُم فَإِنَّها عِمادُ دينِكُم. وإذا قالَ : «حَيَّ
عَلَى الفَلاحِ» فَإِنَّهُ يَقولُ : يا اُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، قَد فَتَحَ اللّهُ عَلَيكُم أبوابَ الرَّحمَةِ ، فَقوموا وخُذوا نَصيبَكُم مِنَ الرَّحمَةِ تَربَحُوا الدُّنيا وَالآخِرَةَ. وإذا قالَ : «اللّهُ أكبَرُ اللّهُ أكبَرُ» () فَإِنَّهُ يَقولُ : تَرَحَّموا عَلى أنفُسِكُم ، فَإِنَّهُ لا أعلَمُ لَكُم عَمَلاً أفضَلَ مِن هذِهِ ، فَتَفَرَّغوا لِصَلاتِكُم قَبلَ النَّدامَةِ. وإذا قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» فَإِنَّهُ يَقولُ : يا اُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، اِعلَموا أنّي جَعَلتُ أمانَةَ سَبعِ سَماواتٍ وسَبعِ أرَضينَ في أعناقِكُم ، فَإِن شِئتُم فَأَقبِلوا وإن شِئتُم فَأَدبِروا ، فَمَن أجابَني فَقَد رَبِحَ ومَن لَم يُجِبني فَلا يَضُرُّني. ثمّ قال صلىاللهعليهوآله : يا عَلِيُّ الأَذانُ نُورٌ ، فَمَنْ أَجَابَ نَجَا ، وَمَنْ عَجَزَ خَسَفَ ، وَكُنْتُ لَه خَصْماً بَيْنَ يَدي اللهِ ، وَمَنْ كُنْتُ لَه خَصْماً فَمَا أَسْوَء حَالَه» (٢).
__________________
(١) في بحار الأنوار : «وإذا قالَ : حَيّ عَلى خَيرِ العَمَلِ» بدل «وإذا قالَ : اللّهُ أكبَرُ اللّهُ أكبَرُ».
(٢) بحار الأنوار ، ج٨١ ، ص١٥٤ ، ح٤٩.