السيد محمّد الحسيني الجلالي
الموضوع : العقائد والكلام
المطبعة: چاپ ديجيتال آفرنگ
الطبعة: ٣
الصفحات: ١٠٤
شَرَائِطُ المُؤَذِّنِ
ونقصد ذلك في الأذان الإعلامي وهو الذي يؤذن لأوقات الصلوات اليوميّة إعلاماً بدخول الوقت. وتنقسم هذه الشرائط إلى واجب وندب ، فالأول منها :
١. الإسلام : فلا يجوز الصلاة بأذان الكافر؛ لأنّه ليس أميناً وذلك إعتماداً على قول الرسول صلىاللهعليهوآله ، حيث قال : «الْإِمَامُ ضَامِنٌ ، وَالْمُؤَذِّنٌ مُؤْتَمَنٌ ، اللَّهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ» والكافر لا يصح له الإستغفار (١).
وقال الصادق عليهالسلام : «لَا يَجُوزُ أَنْ يُؤَذِّنَ إِلَّا رَجُلٌ مُسْلِمٌ عَارِفٌ» (٢).
__________________
(١) المعتبر ، ج٢ ، ص١٢٥ ؛ تذكرة الفقهاء ، ج٣ ، ص٦٥.
(٢) الكافي ، ج٣ ، ص٣٠٤ ، ح١٣ ؛ تهذيب الأحكام ، ج٢ ، ص٢٧٧ ، ح١١٠١.
٢. العقل : فلا يجوز العمل بأذان المجنون وعلّته ظاهرة ورفع القلم عن أعماله؛ لمرضه والآية الكريمة تؤكد ذلك (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ) (١).
وكذلك يجب خلو المؤذن من السكر والإغماء؛ عملاً بقول الرسول صلىاللهعليهوآله؟! ، حيث قال : «يُشترَطُ إسلامُ المؤذِّنِ ، وَعَقْلَه ، وَصِحْوَه ، مِنْ السُكرِ والإِغْمَاءِ» (٢).
أما المندوبة فهي :
١. العدالة : يستحب في الأذان الإعلامي أن يكون عادلاً؛ لقول الرسول صلىاللهعليهوآله : «يُؤَذِّنُ لَكُمْ خِيَارُكُمْ» (٣).
٢. الطهارة : فيستحب طهارة المؤذن في حال الأذان؛ لقوله صلىاللهعليهوآله : «حَقٌّ وسُنَّةٌ ألاّ يُؤَذِّنَ أحَدٌ إلاّ وهُوَ طاهِرٌ» (٤).
__________________
(١) الفتح : ١٧.
(٢) الدروس ، ج١ ، ص١٦٣.
(٣) من لا يحضره الفقيه ، ج١ ، ص٢٩٥ ، ح٨٨٠.
(٤) الكافي (ط ـ دار الحديث) ، ج٦ ، هامش ص١٢٢ ؛ بحار الأنوار ، ج٨١ ، ص١٣٧.
٣. البصر : وأن يكون سليماً من العمى ، ولكن لو كان مع الأعمى من يرشده وأن يخبره بالوقت فلا بأس؛ لرواية عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «لَا أذَانَ فِي نَافِلَةٍ ، وَلَا بَأسَ بِأذَانِ الأعْمَى إِذَا سَدَدَ ، وَقَدْ كَانَ ابْنِ أمّ مَكْتُومَ أعْمَى يُؤذِّنَ لِرَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآله» (١).
٤. المعرفة : وأن يكون عارفاً بالوقت؛ لئلا يقع في الإشتباه وقد قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «الجَاهِلُ لَيسَ أسْوَأ حَالاً مِنَ الأعْمَى» (٢).
٥. جميل الصوت : وقد عدّ العلماء كون المؤذن صيتاً إستناداً إلى رواية مفادها أنّ عبد الله طلب من الرسول الكريم صلىاللهعليهوآله أن يؤذن بدلاً عن بلال ، فردّ عليه صلىاللهعليهوآله بقوله : «إِنَّهُ أَنْدَى مِنكَ صَوتاً» (٣).
__________________
(١) دعائم الإسلام ، ج١ ، ص١٤٧.
(٢) مفتاح الكرامة ، ج٦ ، شرح ص ٤٣٥.
(٣) الذكرى ، ج١ ، ص١٧٢.
٦. القيام : وكذا يستحب قيام المؤذن حاله ، وعن الباقر عليهالسلام أنّه قال : «لَا يُؤَذِّنُ جَالِساً إِلَّا رَاكِبٌ أَوْ مَرِيضٌ» (١) ؛ ولأنه أبلغ في الإبلاغ.
٧. الإرتفاع : بأن يقف المؤذن على مرتفع حال الأذان ، فقد روي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه كان يقول لبلال إذا دخل الوقت : «يَا بِلَالُ ، اعْلُ فَوْقَ الْجِدَارِ ، وَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالْأَذَانِ؛ فَإِنَّ اللهَ قَدْ وَكَّلَ بِالْأَذَانِ رِيحاً تَرْفَعُهُ إِلَى السَّمَاءِ ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ إِذَا سَمِعُوا الْأَذَانَ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ قَالُوا : هذِهِ أَصْوَاتُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله بِتَوْحِيدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَيَسْتَغْفِرُونَ لِامَّةِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله حَتّى يَفْرُغُوا مِنْ تِلْكَ الصَّلَاةِ» (٢).
٨. القبلة : بأن يستقبل المؤذن القبلة في الأذان. روي «أنّ مُؤذِّنِي رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآله ، كَانُوا يَسْتَقْبِلُونَ القِبْلَةَ» (٣).
__________________
(١) الإستبصار ، ج١ ، ص٣٠٢ ، ح١١٢٠/٣ ؛ تهذيب الأحكام ، ج٢ ، ص٥٧ ، ح١٩٩/٣٩.
(٢) الكافي ، ج٣ ، ص٣٠٧ ، ح٣١ ؛ تهذيب الأحكام ، ج٢ ، ص٥٨ ، ح٢٠٦/٤٦.
(٣) المعتبر ، ج٢ ، ص١٢٨ ؛ التذكرة ، ج٣ ، ص١٦٩ ، مسألة ١٧٨.
٩. وضع الإصبع في الأذن : وهي من مستحبات الأذان أيضاً؛ لقول الصادق عليهالسلام : «السُّنَّةُ أَنْ تَضَعَ إِصْبَعَيْكَ فِي أُذُنَيْكَ فِي الْأَذَانِ» (١).
وقال أبو مخنف : «سَارَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عليهالسلام حَتّي دَخَلَ المَسجِدَ وَالقَنَادِيلُ قَد خَمَدَ ضَوؤُهَا فَصَلّي فِي المَسجِدِ وِردَهُ وَعَقّبَ سَاعَةً ثُمّ إِنّهُ قَامَ وَصَلّي رَكعَتَينِ ، ثُمّ عَلَا المِأذَنَةَ وَوَضَعَ سَبّابَتَيهِ فِي أُذُنَيهِ وَتَنَحنَحَ ، ثُمّ أَذّنَ وَكَانَ عليهالسلام إِذَا أَذّنَ لَم يَبقَ فِي بَلدَةِ الكُوفَةِ بَيتٌ إِلّا اختَرَقَهُ صَوتُهُ» (٢).
١٠. مدّ الصوت : وكذلك يستحب مدّ الصوت في الأذان من غير جهد أو أذيّة النفس؛ لقول الباقر عليهالسلام : «كُلَّمَا اشْتَدَّ صَوْتُكَ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُجْهِدَ نَفْسَكَ كَانَ مَنْ يَسْمَعُ أَكْثَرَ وَكَانَ أَجْرُكَ فِي ذَلِكَ أَعْظَمَ» (٣).
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ، ج١ ، ص٢٩٥ ، ح٨٧٣ ؛ تهذيب الأحكام ، ج٢ ، ص٢٨٤ ، ح١١٣٥/٣٧.
(٢) بحار الأنوار ، ج٤٢ ، ص٢٧٩.
(٣) من لا يحضره الفقيه ، ج١ ، ص٢٨٤ ، ح٨٧٥ ؛ روضة المتّقين ، ج٢ ، ص٢٢٩ ، ح٨٧٥.
فُصُولُ الأَذَانِ
الله أكبر = |
أربع مرات |
أشهد أنّ لا إله إلاّ الله = |
مرتان |
أشهد أنّ محمّداً رسول الله = |
مرتان |
أشهد أنّ عليّاً ولي الله (من باب التولي) = |
مرتان |
حيّ على الصلاة = |
مرتان |
حيّ على الفلاح = |
مرتان |
حيّ على خير العمل = |
مرتان |
الله أكبر = |
مرتان |
لا إله إلاّ الله = |
مرتان |
الفَصْلُ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ
لقد وردت الأخبار الكثيرة التي تؤكّد إستحباب الفصل بين الأذان والإقامة بسجدة أو خطوة أو جلسة أو ركعتي صلاة أو تسبيحة أو دعاء ومنها :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أنّ الدُّعَاءَ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ لَا يُرَدُّ» (١).
وعنه صلىاللهعليهوآله : «لِلمُؤَذِّنِ فيما بَينَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ مِثلُ أجرِ الشَّهيدِ المُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ في سَبيلِ اللّه ِ» (٢).
وقال الصادق عليهالسلام عن مَن جلس فيما بين أذان المغرب وإقامته : «كَانَ كَالْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ» (٣).
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج٩٠ ، ص٣٤٨ ، ح١٤.
(٢) من لا يحضره الفقيه ، ج١ ، ص٢٨٣ ، ح٨٦٩ ؛ تهذيب الأحكام ، ج٢ ، ص٢٨٣ ، ح١١٣٠/٣٢.
(٣) الإستبصار ، ج١ ، ص٣١٠ ، ح١١٥١/٢.
وعن أميرالمؤمنين عليهالسلام أنه كان يقول لأصحابه : «مَن سَجَدَ بَينَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ فَقالَ في سُجودِهِ : (رَبِّ لَكَ سَجَدتُ خاضِعا خاشِعا ذَليلاً) يَقولُ اللّهُ تَعالى : مَلائِكَتي وَعِزَّتي وجَلالي ، لَأَجعَلَنَّ مَحَبَّتَهُ في قُلوبِ عِبادِيَ المُؤمِنينَ ، وهَيبَتَهُ في قُلوبِ المُنافِقينَ» (١).
وعن الصادق عليهالسلام : «مَنْ أذّنَ ثُمّ سَجَدَ فَقَالَ فِي سُجُودِه : لا إلَه إلَّا أنْتَ رَبِّي سَجَدّتُ لَكَ خَاضِعاً خَاشِعاً ، غَفَرَ اللهُ لَه ذُنُوبَه» (٢).
وروى معاوية بن وهب عن أبيه ، قال : «دَخَلتُ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليهالسلام وَقتَ المَغرِبِ ، فَإِذا هُوَ قَد أذَّنَ وجَلَسَ ، فَسَمِعتُهُ يَدعو بِدُعاءٍ ما سَمِعتُ بِمِثلِهِ ، فَسَكَتُّ حَتّى فَرَغَ مِن صَلاتِهِ ، ثُمَّ قُلتُ : يا سَيِّدي ، لَقَد سَمِعتُ مِنكَ دُعاءً ما سَمِعتُ بِمِثلِهِ
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج٨١ ، ص١٥٢ ، ح٤٨.
(٢) بحار الأنوار ، ج٨١ ، ص١٥٣ ، ح٤٨.
قَطُّ! قالَ : هذا دُعاءُ أميرِ المُؤمِنينَ عليهالسلام لَيلَةَ باتَ عَلى فِراشِ رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله ، وهُوَ هذا :
يا مَن لَيسَ مَعَهُ رَبٌّ يُدعى ، يا مَن لَيسَ فَوقَهُ خالِقٌ يُخشى ، يا مَن لَيسَ دونَهُ إلهٌ يُتَّقى ، يا مَن لَيسَ لَهُ وَزيرٌ يُغشى ، يا مَن لَيسَ لَهُ بَوّابٌ يُنادى ، يا مَن لا يَزدادُ عَلى كَثرَةِ السُّؤالِ إلّا كَرَماً وجوداً ، يا مَن لا يَزدادُ عَلى عِظَمِ الجُرمِ إلّا رَحمَةً وعَفواً ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَافعَل بي ما أنتَ أهلُهُ ، فَإِنَّكَ أهلُ التَّقوى وأهلُ المَغفِرَةِ ، وأنتَ أهلُ الجودِ وَالخَيرِ وَالكَرَمِ» (١).
وقال عمار : سألت أبا عبدالله عليهالسلام ... إلى قوله وعن الرجل ينسى أن يفصّل بين الأذان والإقامة بشيء حتى أخذ في الصلاة أو أقام للصلاة؟ قال عليهالسلام : «لَيْسَ عَليه شَيءٌ ولَيْسَ لَه أنْ يَدَع
__________________
(١) فلاح السائل ، ص٢٢٨ ؛ بحار الأنوار ، ج٨١ ، ص١٨٠ ، ح١٣.
ذلِك عَمْداً. سُئِل : مَا الذِي يَجزِي مِنَ التَسبِيحِ بَينَ الأذَانِ والإقَامَةِ؟ قَال عليهالسلام : يَقولُ : الْحَمْدُ للهِ» (١).
وعن الإمام الرضا عليهالسلام ، قوله : «إنْ أحبَبتَ أنْ تَجلُسَ بَينَ الأذَانِ والإقَامَةِ فأفعَل ، فإنَّ فِيهِ فَضْلاً كَثِيراً ، وإنّمَا ذَلك عَلى الإمَامِ ، وأمَّا المُنفَرِدِ فَيَخطوَ تِجَاه القِبلَةِ خُطوَةً بِرِجلِه اليُمنى ، ثَمّ يَقولُ : باللهِ أستَفتِحُ وبِحَمدِه أستَنجِحُ وأتَوَجّهُ ، الّلهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحمَّدٍ ، واجعَلنِي بِهم وَجِيهاً فِي الدُنيَا والآخِرَةِ وَمِن المُقَرَّبِينِ» (٢).
وعنه عليهالسلام أنّه قال : «يقول بين الأذان والإقامة في جميع الصلوات : اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحمَّدٍ ، أَعْطِ مُحَمَّداً يَوْمَ القِيَامَةِ سُؤْلَهُ ، آمين رب العالمين ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله ، وَ أُقَدِّمُهُمْ بَيْنَ يَدَيْ حَوَائِجِي كُلِّهَا ، فَصَلِّ عَلَيْهِمْ ، فَاجعَلني بِهِم وَجيها فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ومِنَ المُقَرَّبينَ ،
__________________
(١) تهذيب الأحكام ، ج٢ ، ص٢٨١ ، ح١١١٤/١٦.
(٢) فقه الرضا ، ج١ ، ص٩٧ ؛ بحار الأنوار ، ج٨١ ، ص١٧٧ ، ح٨.
اجْعَلْ صَلَوَاتِي بِهِمْ مَقْبُولَةً وَدُعَائِي بِهِمْ مُسْتَجَاباً ، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِطَاعَتِهِمْ يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ» (١).
__________________
(١) فقه الرضا ، ج١ ، ص٩٧ ؛ بحار الأنوار ، ج٨١ ، ص١٧٧ ، ح٨.
فُصُولُ الإِقَامَةِ
الله أكبر = |
مرتان |
أشهد أنّ لا إله إلاّ الله = |
مرتان |
أشهد أنّ محمّداً رسول الله = |
مرتان |
أشهد أنّ عليّاً ولي الله (من باب التولي)= |
مرتان |
حيّ على الصلاة = |
مرتان |
حيّ على الفلاح = |
مرتان |
حيّ على خير العمل = |
مرتان |
قد قامت الصلاة= |
مرتان |
الله أكبر = |
مرتان |
لا إله إلاّ الله = |
مرّة واحده |
الشَهَادَةُ الثالِثَةِ فِي الأَذَانِ
تستحب ذكر هذه الشهادة في الأذان؛ لسببين :
الأول منهما : رواية الإمام الصادق عليهالسلام : فقد روى القاسم بن معاوية ، قال : «هَؤُلَاءِ يَرْوُونَ حَدِيثاً فِي مِعْرَاجِهِمْ أَنَّهُ لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلىاللهعليهوآله رَأَى عَلَى الْعَرْشِ مَكْتُوباً : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ، فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ غَيَّرُوا كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى هَذَا؟
قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ الْعَرْشَ كَتَبَ عَلَيْهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمَاءَ كَتَبَ فِي مَجْرَاهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْكُرْسِيَّ كَتَبَ عَلَى قَوَائِمِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اللَّوْحَ كَتَبَ فِيهِ
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ إِسْرَافِيلَ كَتَبَ عَلَى جَبْهَتِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ جَبْرَئِيلَ كَتَبَ عَلَى جَنَاحَيْهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ السَّمَاوَاتِ كَتَبَ فِي أَكْنَافِهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْأَرَضِينَ كَتَبَ فِي أَطْبَاقِهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجِبَالَ كَتَبَ فِي رُءُوسِهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الشَّمْسَ كَتَبَ عَلَيْهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْقَمَرَ كَتَبَ عَلَيْهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَهُوَ السَّوَادُ الَّذِي تَرَوْنَهُ فِي الْقَم ، فَإِذَا قَالَ
أَحَدُكُمْ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ، فَلْيَقُلْ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ» (١).
ومن هنا ندرك أنّ ذكر عليّ أميرالمؤمنين عليهالسلام يستحب بعد ذكر الشهادتين؛ لأمر الإمام عليهالسلام به المحمول على الإستحباب ، ويؤكّد هذا المعنى السيّد مهدي بحر العلوم في منظومته ، حيث قال :
وأكمل الشهادتين بالتي |
|
قد أكمل الدين بها في الملّة(٢) |
فالأذان من المواضيع التي يشتمل على الشهادتين فيستحب أن يذكر المؤذن أو المقيم (الشهادة الثالثة) ، أشهد أن عليا ولي الله لما عرفت.
والسبب الثاني : وفيه الأمور التالية :
الأول : إنّ المؤذن يقصد بها الإستحباب والتبرك لا الجزئية حتى تكون بدعة كما يقولون.
__________________
(١) الإحتجاج للطبرسي ، ج١ ، ص٢٣٠ ؛ بحار الأنوار ، ج٨١ ، ص١١٢ ، ح٧.
(٢) الدرّة النجفية (منظومة في الفقه) ، ص١١١.
الثاني : جواز التكلم بين فصول الأذان والإقامة؛ لرواية أبي بصير عن الصادق عليهالسلام قال : «سَألْتُه عَنِ المُؤذِّنِ ، أيَتَكَلَّمَ وَهُو يُؤذِّن؟ فَقَالَ عليهالسلام : لا بَأسَ» (١) ، وتشبهها رواية سماعة وحمد الحلبي ، إضافة على ذلك أنّ الشهادة الثالثة ذِكرٌ ومِن أشرَف الأذكار.
الثالث : أنّ المؤذن يكرّر ما قاله النبيّ صلىاللهعليهوآله في حقّ عليّ عليهالسلام :
الرجل الذي حبّه ويحبّه الله ورسوله ويحبّهما (٢) ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله فيه : «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاه فَهَذَا عَلِيٌّ مَوْلَاه» (٣).
__________________
(١) تهذيب الأحكام ، ج٢ ، ص٥٤ ، ح١٨٣/٢٣.
(٢) «رَجُلاً يُحِبُّ اللَّه ورَسُولَه ويُحِبُّه اللَّه ورَسُولُه» (الكافي ، ج١ ، ص٢٩٤ ، ح٣ ؛ الأمالي للصدوق ، ص٦٠٤ ، ح٨٣٩/١٠ ؛ الخصال ، ص٣١١ ، ح٨٧).
(٣) الكافي ، ج١ ، ص٤٢٠ ، ح٤٢ ؛ من لا يحضره الفقيه ، ج٢ ، هتمش ص٦١١ ؛ الأمالي للصدوق ، ص١٨٤ ، ح١٩٠/١ ؛ الخصال ، ص٢١٩ ، ح٤٤.