العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٣

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٣

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٦٢

قائل يقول : قد مات داود بن على صاحب المذهب. فإن أردت أن تصلى عليه فاحضر.

وأقام أبو سعيد ببغداد سنين كثيرة يدرس ، ثم خرج إلى الحج ، فقتل فى وقعة القرامطة مع الحاج ، سنة سبع عشرة وثلاثمائة. انتهى.

٥٣٩ ـ أحمد بن حفص بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، أبو عمرو المخزومى :

وهذا ابن عم خالد بن الوليد ، وأبى جهل بن هشام ، وخيثمة بنت هاشم بن المغيرة أم عمر بن الخطاب.

ذكر أبو عبد الرحمن النسائى ، عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى : أنه سأل أبا هشام المخزومى ، وكان علامة بأنساب بنى مخزوم ، عن اسم أبى عمرو بن حفص. فقال : أحمد. انتهى.

ذكره هكذا ابن الأثير ، وسيأتى فى الكنى بأبسط من هذا. وقال ابن الأثير : أخرجه ابن مندة وأبو نعيم (١).

٥٤٠ ـ أحمد بن حمدان بن سلمة بن مسعود بن محمد بن على القحطانى المكى العطار :

أجاز له الكاشغرى ، وابن القبيطى من بغداد ، وابن الجميزى ، وسبط السلفى ، وجماعة من مصر والشام ومكة ، وحدث.

سمع منه يوسف بن محمد الكردى ، سبط أبى السيد ؛ وأجاز لجماعة من شيوخ شيوخنا ، منهم أبو حيان النحوى.

ومن خطه نقلت نسبه هكذا ، وذكر أن مولده سنة تسع وعشرين وستمائة. ولم أدر متى مات ، إلا أنه كان حيّا فى سنة سبع وسبعمائة ؛ لأنه أجاز فى استدعاء بخط ابن عبد الحميد ، مؤرخ بالمحرم منها.

__________________

٥٣٩ ـ انظر ترجمته فى (الاستيعاب ترجمة ٣١٣٥ ، الإصابة ترجمة ١٠٢٩١ ، أسد الغابة ترجمة ٦١٢٩ ، التاريخ الكبير ٩ / ٥٤ ، كتاب الجرح والتعديل ٩ / ٤٠٩ ، تهذيب الكمال ١٦٣٠).

(١) قال ابن عبد البر : هو أبو عمرو بن حفص بن المغيرة ، ويقال : أبو عمرو بن حفص بن عمرو بن حفص بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشى المخزومى. قيل : اسمه عبد الحميد. وقيل : اسمه أحمد. وقيل : بل اسمه كنيته. انظر : (الاستيعاب كتاب الكنى ترجمة ٣١٣٥).

٢١

٥٤١ ـ أحمد بن حمدوية بن موسى النيسابورى ، أبو حامد ، المؤذن القاضى الزاهد :

ذكره الذهبى فى تاريخ الإسلام ، فى المتوفين سنة خمس عشرة وثلاثمائة.

وقد جاور بمكة خمس سنين ، ورابط بطرسوس ثلاث سنين. وكان كثير الغزو محسنا إلى المحدثين. سمع إبراهيم بن عبد الله السعدى ، وأبا حاتم الرازى ، وأبا داود السجستانى ، وجماعة. وعنه ابنه ، وأبو سعيد ، وأبو الطيب المذكور. انتهى.

٥٤٢ ـ أحمد بن حمزة بن راجح بن أبى نمى الحسنى المكى :

كان من أعيان الأشراف : توفى فى يوم الزبارة بعد الوقعة ـ وهو قاصد إلى حلة أهله بعد انكسارهم. ففطن له فقتل ، وذلك يوم الثلاثاء خامس عشرى شوال سنة ثمان وتسعين وسبعمائة.

٥٤٣ ـ أحمد بن خليل بن حسن الأنصارى المكى ، المعروف والده بالفراء :

نشأ بمكة وبها ولد فيما أحسب ، وعنى بحفظ القرآن فجوده ، وصار يصلى به التراويح إماما فى رمضان ، ويخطب ليالى فى بعض المدارس ، وعنى بالكتابة ، حتى حسن خطه ، ثم لاءم الدولة بمكة لأن مقبلا العرامى زوج أمه ، كان يخدم الدولة ويسافر لهم إلى مصر ، فاستكتبه إليهم ، وعرفهم به ، فعرفوه.

فلما مات عمه صار يسافر للدولة إلى مصر ، ويدخل فى أمورهم عند الناس ، وحصل فى نفوس بعض أعراب الحجاز منه شىء ، لتقصيره فى خدمتهم ، فقدر أنه رافق بعضهم فى السفر إلى مكة ، فى سنة ثلاث عشرة وثمانمائة ، فقتل فيما بين العقبة (١) وينبع(٢) ، فى ليلة سابع ربيع الآخر من هذه السنة ، ووصل رفيقه بحوائجه.

__________________

٥٤١ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ الإسلام حوادث ووفيات سنة ٣١٥ صفحة ٤٨٨).

٥٤٣ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ١ / ٢٩٥).

(١) عقبة : بالتحريك ، وهو الجبل يعرض للطريق فيأخذ فيه ، وهو طويل صعب إلى صعود الجبل ، والعقبة : منزل فى طريق مكة بعد واقصة وقبل القاع لمن يريد مكة ، وهو ماء لبنى عكرمة من بكر بن وائل ، وعقبة السير : بالثغور قرب الحدث وهى عقبة ضيقة طويلة ، والعقبة : وراء نهر عيسى قريبة من دجلة بغداد محلة. انظر : معجم البلدان (عقبة).

(٢) ينبع : بالفتح ثم السكون ، والباء الموحدة مضمومة ، وعين مهملة : هى عن يمين رضوى لمن كان منحدرا من المدينة إلى البحر على ليلة من رضوى من المدينة على سبع مراحل.

انظر معجم البلدان (ينبع) ، الروض المعطار ٦٢١ ، رحلة الناصرى ٢١٦).

٢٢

وذكر أنه فارقه ليلا لحاجة له فى بعض الطرق ، فأتاه من لا يعرفه فقتله ، واتّهم به رفيقه ، والله أعلم.

وكان كثير الإذاية للناس والتسلط عليهم ، وعليه اعتمدت فيما ذكرته من نسبته إلى الأنصار ، سامحه الله.

٥٤٤ ـ أحمد بن داود بن موسى المكى :

عن إسماعيل بن سالم الصائغ ، وأبى عمر حفص بن عمر الحوضى ، والربيع بن يحيى ابن مسلم الإسنائى البصرى ، وعبد الله بن أبى بكر بن السكن بن الفضل العتكى ، وعبد الله بن صالح الأزدى العتكى ، وعبد الرحمن بن المبارك العبسى البصرى ، وعبد العزيز ابن الخطاب البصرى.

سمع منه أبو جعفر العقيلى ، وأبو القاسم الطبرانى وغيرهما.

وتوفى على ما ذكر ابن زبر ، سنة اثنتين وثمانين ومائتين.

٥٤٥ ـ أحمد بن ديلم بن محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن ديلم بن محمد الشيبى الحجبى ، مجد الدين أبو العباس المكى :

شيخ الحجبة وفاتح الكعبة.

هكذا نسبة أبو حيان فيما وجدت بخطه. ووجدت بخطه : أن مولده فى سنة اثنتين وأربعين وستمائة.

سمع من ابن أبى الفضل المرسى : الأربعين للفراوى ، وعلى ابن مسدى : السيرة لابن إسحاق ، والزهد والرقائق لابن المبارك ، والملخص للقابسى ، والتقصى لابن عبد البر ، والنجم والكوكب للإقليشى ، عن محمد بن عبد الحق بن سليمان الدلاصى إجازة ، إن لم يكن سماعا ، والأربعين المختارة من تأليفه ، وشيئا فى فضائل رمضان ، وما يترجّى لصائمه من رحمة الرحمن ، كلاهما من تأليفه وغير ذلك ، وعلى يعقوب بن أبى بكر الطبرى : الجزء الثانى من جامع الترمذى ، من تجزئة ثلاثة ، وحدث.

سمع منه ابن قطرال بقراءته وترجمه فى بعض الطباق : بالشيخ الجليل الفقيه ، شيخ الحرم.

__________________

٥٤٥ ـ انظر ترجمته فى : (الدليل الشافى ١ / ٤٦ ، النجوم الزاهرة ٩ / ٢٢٣ ، المنهل الصافى ١ / ٢٩٥).

٢٣

سمع منه جماعة آخرهم وفاة الزاهد بهاء الدين عبد الله بن الرضى بن خليل المكى.

وتوفى ابن ديلم فى غرة شهر ذى القعدة سنة اثنتى عشرة وسبعمائة بمكة.

نقلت وفاته من خط جدى الشريف على الفاسى.

وذكر أنه كان ناظر الحرم الشريف ، وهو معنى قول ابن قطرال شيخ الحرم ، وأظنه ولى فتح الكعبة نحو أربعين سنة ؛ لأنى وجدت بخط البرزالى فيما انتقاه من ذيل الظهير الكازرونى نسخة كتاب كتبه أبو نمى صاحب مكة ، فى سنة سبع وسبعين وستمائة ، إلى علاء الدين صاحب الديوان ببغداد ، يتضمن الدعاء له ولأخيه ، وفيها شهادة قاضى مكة الجمال بن المحب الطبرى ، وابن منعة وابن ديلم ، وإمام الشافعية والحنفية والحنابلة ، ووجه الدلالة من هذا على ما ذكرناه ، شهادة المذكورين فى الكتاب دون غيرهم من أهل العلم ، كالمحب الطبرى وشبهه ، إنما هو لكونهم أصحاب وظائف مشهورة بالحرم ، والله أعلم.

٥٤٦ ـ أحمد بن راشد الينبعى الزيدى :

قاضى ينبع ، كان يتولى الأحكام الشرعية بوادى ينبع من بلاد الحجاز ، بولاية من الإمام الزيدى ، صاحب صنعاء (١) ، ولى ذلك سنين كثيرة حتى مات. وكان يتوقف فى قبول شهادة كثير من المخالفين لمذهب الزيدية. وكان ينسب لمعرفة فى مذهب الزيدية ، حج فى سنة تسع عشرة وثمانمائة ، فأدركه الأجل بعد الحج فى يوم النفر الأول أو الثانى من هذه السنة ، ودفن بالمعلاة ، وبنى على قبره نصب.

٥٤٧ ـ أحمد بن رميثة بن أبى نمى بن أبى سعد حسن بن على بن قتادة الحسنى المكى :

صاحب الحلة (١) ، سافر إلى العراق مرتين فى زمن أبى سعيد بن خربندا ، وعظم شأنه

__________________

٥٤٦ ـ (١) صنعاء : منسوبة إلى جودة الصنعة فى ذاتها. وصنعاء : موضعان أحدهما باليمن ، وهى العظمى ، وأخرى قرية بالغوطة من دمشق. انظر : معجم البلدان (صنعاء).

٥٤٧ ـ (١) الحلّة : بالكسر ثم التشديد ، وهو فى اللغة القوم النزول وفيهم كثرة والحلة : علم لعدة مواضع ، وأشهرها حلة بنى مزيد ، مدينة كبيرة بين الكوفة وبغداد كانت تسمى الجامعين ، طولها سبع وستون درجة وسدس ، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة. والحلة أيضا : حلة بنى قيلة بشارع ميسان بين واسط البصرة. والحلة أيضا : حلة بنى دبيس بن عفيف الأسدى قرب الحويذة من ميسان واسط والبصرة ، والأهواز فى موضع آخر. انظر معجم البلدان (الحلة).

٢٤

هناك بعده ، وملك الحلة وغيرها ، واجتمع عليه الأعراب : ربيعة وخفاجة ، ثم عملت عليه المغل حتى قتل مع كثرة أصحابه بالحلة ، فى ثامن عشر شهر رمضان سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة.

٥٤٨ ـ أحمد بن زكريا بن الحارث بن أبى مسرة المكى ، مفتى مكة :

روى عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبى رواد ، وهشام بن سليمان. روى عنه : ابنه أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن أبى مسرة. ذكره الفاكهى فى فقهاء مكة ؛ لأنه قال فى الترجمة التى ترجم عليها بقوله : ذكر فقهاء أهل مكة : ثم مات ، فكان مفتيهم يوسف بن محمد العطار ، وعبد الله بن قنبل ، وأحمد بن زكريا بن أبى مسرة. انتهى.

٥٤٩ ـ أحمد بن زكريا العابدى المكى :

روى عن عبد الوهاب بن فليح.

وروى عنه الطبرانى فى معجمه الصغير.

٥٥٠ ـ أحمد بن زيد الجمحى المكى :

هكذا ذكره الذهبى فى «المغنى» و «الميزان». وقال : قال الأزدى : لا يكتب حديثه.

٥٥١ ـ أحمد بن سالم بن حسن الجدى ، شهاب الدين ، المعروف بابن أبى العيون :

نزيل مكة وقاضى جدة. تفقه كثيرا بالشيخ نور الدين على بن أحمد بن سلامة السلمى ، أحد فقهاء مكة ، وحضر دروس شيخنا قاضى مكة جمال الدين محمد بن عبد الله بن ظهيرة ، ودروس ابنه القاضى محب الدين. وكان لهما موادا. وجاءه توقيع لقضاء جدة فى سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة ، ووافقه على ذلك القاضى محب الدين بن ظهيرة ، وتوجه لجدة فباشر بها الأحكام على صفة لا يعهد مثلها بجدة ، ولم يسهل ذلك بالقاضى محب الدين ، فاستدعاه إلى مكة لأمر ، فلم يحضر ، فعزله ، ثم ولاه بعد ذلك الحكم بجدة ، وسئل فى صرفه فوافق.

وكان يعانى التجارة ، وحصّل دنيا وعقارا. وكتب من «المنسك الكبير» للقاضى عز الدين بن جماعة ما يتعلق بمذهب الشافعى ، وأفرده فى كراريس. وكان يذكر أنه من ربيعة الفرس.

__________________

٥٥١ ـ انظر ترجمته فى : (ميزان الاعتدال ١ / ٩٩).

٢٥

وتوفى بمكة فى أوائل ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وثاثمائة ودفن بالمعلاة ، وهو فى عشر الخمسين ظنا.

٥٥٢ ـ أحمد بن سالم بن ياقوت المكى ، أبو العباس :

المؤذن بالحرم الشريف ، وشيخ الفراشين به. وجدت بخطه أنه ولد يوم السبت منتصف جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وستمائة.

سمع على الفخر التوزرى : الموطأ ، رواية يحيى بن يحيى ، والموطأ رواية أبى مصعب ، وسنن أبى داود ، والنسائى ، وعوارف المعارف ، والثقفيات ، والشاطبية ، وغير ذلك ، وعلى الصفى الطبرى وأخيه الرضى : صحيح البخارى ، وعلى الرضى بمفرده : سنن أبى داود ، والنسائى ، والعوارف ، والثقفيات ، وغير ذلك ـ وعلى على بن يحيى الشيبى : الفوائد لابن خزيمة ، وعلى الشريف أبى عبد الله الفاسى : العوارف ، وعلىّ العفيف الدلاصى : الشاطبية ، وتفرد بالسماع من هؤلاء ، خلا الرضى. وحدث.

سمع منه والدى وجماعة من شيوخنا ، منهم : القاضيان : ولى الدين بن العراقى ، وجمال الدين بن ظهيرة ، وروى لنا عنه. وسألته عنه ، فقال : ما رأيناه إلا على خير. وكان سهلا فى التحديث ، كثير الإنصاف والبشر لمن يقصده للأخذ عنه. انتهى.

وكان يؤذن بمأذنة الحزورة. وكان أمينا على شمع الحرم وزيته.

توفى فى المحرم سنة ثمان وسبعين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة.

٥٥٣ ـ أحمد بن سليمان بن أحمد شهاب الدين ، المعروف بالتروجى ـ بتاء مثناة من فوق وراء مهملة مفتوحين وواو ساكنة مخففة وجيم ـ المصرى المالكى :

سكن الإسكندرية مدة ، ثم جال فى البلاد ، ودخل العراق ، والهند ، وعظم أمره ببنجالة ، من بلاد الهند ، وحصل له فيها دنيا ، ذهبت منه ، وانتقل إلى الحجاز ، وأقام بالحرمين مدة سنين.

وتوفى بمكة فى رابع شوال سنة اثنتى عشرة وثمانمائة ، ودفن بالمعلاة عن نحو ستين سنة.

وكانت لديه نباهة فى العلم ، ويذاكر بأشياء حسنة من الحكايات والشعر ، وينطوى على خير.

__________________

٥٥٢ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ١ / ٣٠٣).

٥٥٣ ـ انظر ترجمته فى : (التحفة اللطيفة ١ / ١٠٨).

٢٦

وبلغنى أنه وقف عدة كتب ، وجعل مقرها برباط الخوزى من مكة ، وبه كان يسكن ، وفيه توفى ، تغمده الله برحمته.

٥٥٤ ـ أحمد بن سليمان بن راشد السالمى المكى :

كان من أعيان التجار بمكة ، وفيه شهامة وقوة نفس. وكان أبوه أوصى عليه وعلى أخوته ، زوج ابنته «الزعيم» أحد تجار مكة السابق ذكره. فحصل لهم الزعيم ، أربعمائة ألف درهم نقدا صارت لأحمد بن سليمان هذا ، وأذهبها.

توفى فى المحرم سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة عن بضع وثلاثين سنة.

٥٥٥ ـ أحمد بن سليمان بن سلامة المكى :

كان من أعيان أهل مكة. وزر للشريف ثقبة بن رميثة صاحب مكة ثم للشريف أحمد بن عجلان ، من حين ولايته فى سنة اثنتين وستين وسبعمائة ، حتى مات. وكان معظما عنده وعند ثقبة أيضا ، وعند الناس ، وفيه قوة نفس وشهامة ومروءة ، وهو الذى تولى عمارة المدرسة الأفضلية بمكة. وتوفى فى يوم النحر عاشر ذى الحجة سنة سبع وسبعين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة.

٥٥٦ ـ أحمد بن شعيب بن على بن سنان بن بحر ، الحافظ أبو عبد الرحمن النسائى :

أحد الأئمة الأعلام ، ومؤلف السنن ، وغيرها.

روى عن إسحاق بن راهويه ، وعيسى بن حماد ، وقتيبة بن سعيد ، وخلق كثيرين.

__________________

٥٥٦ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات العبادى ٥١ ، الأنساب ٥٥٩ ، المنتظم ٦ / ١٣١ ـ ١٣٢ ، الكامل فى التاريخ ٨ / ٩٦ ، وفيات الأعيان ١ / ٧٧ ـ ٧٨ ، تهذيب الكمال ١ / ٢٣ ـ ٢٥ ، مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادى ١ / ١٢١ ، تهذيب التهذيب ١ / ١٢ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٩٨ ـ ٧٠١ ، العبر ٢ / ١٢٣ ـ ١٢٤ ، دول الإسلام ١ / ١٨٤ ، الوافى بالوفيات ٦ / ٤١٦ ـ ٤١٧ ، مرآة الجنان ٢ / ٢٤٠ ـ ٢٤١ ، طبقات الشافعية للسبكى ٣ / ١٤ ـ ١٦ ، طبقات الإسنوى ٢ / ٤٨٠ ـ ٤٨١ ، البداية والنهاية ١١ / ١٢٣ ـ ١٢٤ ، طبقات القراء للجزرى ١ / ٦١ ، النجوم الزاهرة ٣ / ١٨٨ ، طبقات الحفاظ ٣٠٣ ، حسن المحاضرة ١ / ٣٤٩ ـ ٣٥٠ ، خلاصة تهذيب التهذيب ٧ ، مفتاح السعادة ٢ / ١١ ـ ١٢ ، شذرات الذهب ٢ / ٢٣٩ ـ ٢٤١ ، الرسالة المستطرفة ١١ ـ ١٢ ، سير أعلام النبلاء ١٤ / ١٢٥).

٢٧

روى عنه سننه : ابن السنى ، وابن الأحمر وابن حيوية ، والأسيوطى ، وحمزة الكنانى ، وبين رواياتهم اختلاف فى اللفظ والقدر. وأكبرها : رواية ابن الأحمر ، روى عنه خلق كثير ، منهم : الطحاوى ، والطبرى ، وابن الأعرابى.

قال أبو عبد الله الحاكم : حدثنى على بن عمر الحافظ : أن أبا عبد الرحمن ، خرج حاجا ، فامتحن بدمشق ، وأدرك الشهادة ، فقال : احملونى إلى مكة ، فحمل ، وتوفى بها ، وهو مدفون بين الصفا والمروة.

وكانت وفاته فى شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة.

قال الدارقطني : وكان أفقه مشايخ مصر فى عصره ، وأعلمهم بالحديث والرجال. فلما بلغ هذا المبلغ حسدوه فخرج إلى الرملة ، فسئل عن فضائل معاوية ، فأمسك عنه ، فضربوه فى الجامع ، فقال : اخرجونى إلى مكة ، فأخرجوه إلى مكة وهو عليل ، وتوفى بها مقتولا شهيدا.

وقال أبو سعيد بن يونس : أبو عبد الرحمن النسائى ، كان إماما فى الحديث ، ثقة ثبتا حافظا ، وكان خروجه من مصر ، فى ذى القعدة سنة اثنتين وثلاثمائة. توفى بفلسطين (١) فى يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة من صفر سنة ثلاث وثلاثمائة.

وقال الطحاوى أيضا : توفى بفلسطين فى صفر.

فيلخص من هذا أنه اختلف فى وفاته ، وموضعها ، فقيل : فى صفر بفلسطين ، قاله الطحاوى ، وابن يونس ، وقيل : فى شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة بمكة ، قاله الدارقطنى.

وكان رحمه‌الله كثير العبادة يصوم يوما ويفطر يوما ، ومع ذلك يكثر الجماع وكان يكثر أكل الديوك ، تشترى وتسمن ، ويذكر أن ذلك منفعة فى باب الجماع. وكان يؤثر لبس البرود الخضر.

٥٥٧ ـ أحمد بن صالح المكى الطحان السواق :

سمع بدمشق سليمان بن عبد الرحمن ، وبغيرها مؤمل بن سعيد ، ونعيم بن حماد.

__________________

(١) فلسطين : بالكسر ثم الفتح ، وسكون السين ، وطاء مهملة ، وآخره نون ، وهى آخر كور الشام من ناحية مصر ، قصبتها البيت المقدس ، ومن مشهور مدنها عسقلان والرملة وغزّة وأرسوف وقيسارية ونابلس وأريحا وعمّان ويافا وبيت جبرين. انظر : معجم البلدان (فلسطين).

٥٥٧ ـ انظر ترجمته فى : (ميزان الاعتدال ١ / ١٠٤).

٢٨

روى عنه الحسن بن الليث ، ويحيى بن صاعد.

قال أبو زرعة : صدوق ، لكن يحدث عن الضعفاء.

وقال ابن أبى حاتم : روى عن مؤمل مناكير فى الفتن ، تدل على توهين أمره.

ذكره ابن عساكر فى تاريخ دمشق.

ومن مختصره نقلت هذه الترجمة هكذا. وذكره الذهبى فى المغنى ، فقال : ليس بشىء. وذكره فى الميزان ، وقال : قال أبو زرعة : صدوق ، لكنه يحدث عن الضعفاء والمجهولين.

وقال ابن أبى حاتم : يحدث عن مؤمل أحاديث فى الفتن تدل على توهين أمره. وضعفه الدارقطنى.

٥٥٨ ـ أحمد بن صالح الشمومى :

عن أبى صالح كاتب الليث ، وعبد الله بن نافع صاحب مالك ، ويحيى بن هاشم. روى عنه محمد بن إبراهيم بن مقاتل وإسحاق بن أحمد الخزاعى.

قال ابن حبان : يأتى عن الأثبات بالموضوعات. وقال أيضا فى الثقات فى ترجمة أحمد ابن صالح المصرى : والذى يروى عن معاوية بن صالح الأبهرى ، عبد يحيى بن معين : أن أحمد بن صالح كذاب ، فإن ذلك هو أحمد بن صالح الشمومى ، كان بمكة يصنع الحديث ، سأل معاوية بن صالح يحيى بن معين عنه. فأما هذا ، يعنى أحمد بن صالح المصرى الحافظ ، فهو يقارب يحيى بن معين فى الحفظ والإتقان.

وذكر لى صاحبنا أبو الفضل بن حجر : أن من مصائب الشمومى ، ما رواه الحاكم فى تاريخ نيسابور بسنده إليه ، قال : ثنا عبد الله بن نافع عن مالك عن نافع عن ابن عمر ، رفعه : «ماء زمزم لما شرب له» (١). وذكر أيضا أن من موضوعاته ما رواه أبو نعيم

__________________

٥٥٨ ـ انظر ترجمته فى : (ميزان الاعتدال ١ / ١٠٥).

(١) أخرجه ابن ماجة فى سننه حديث رقم (٣١٣٣) من طريق : هشام بن عمار ، حدثنا الوليد بن مسلم ، قال : قال عبد الله بن المؤمل : إنه سمع أبا الزبير يقول : سمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ماء زمزم لما شرب له».

أخرجه أحمد بن حنبل فى مسنده حديث رقم (١٤٤٩٢) من طريق : عبد الله حدثنى أبى ثنا على بن ثابت ، حدثنى عبد الله بن المؤمل ، عن أبى الزبير ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ماء زمزم لما شرب له».

٢٩

فى الحلية بسنده إليه ، قال : ثنا يحيى بن هاشم ، قال : ثنا مسعر عن يزيد عن ابن عمر رضى الله عنهما ، رفعه : «تفقدوا نعالكم عند أبواب المسجد».

والحمل فى هذا على الشمومى ، أو شيخه ، كما ذكر صاحبنا أبو الفضل بن حجر.

ومن مختصره لسان الميزان كتبت هذه الترجمة ، وكلام الذهبى فى الميزان يدل على أن أحمد بن صالح الشمومى هو أحمد بن صالح الطحان ، وأحمد بن صالح هذا ، هو راوى رسالة الحسن البصرى.

٥٥٩ ـ أحمد بن صالح بن فتح المصرىّ الأصل ، المكى المولد والدار ، والمعروف بالقطان :

سمع من الشيخ خليل المالكى ، والقاضى عز الدين ابن جماعة وغيرهما. وخدم جدى القاضى أبا الفضل النويرى مدة. وكان ينفذه إلى مصر فى مصالحه ، وحصل له بذلك شهرة عند الناس.

توفى فى سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة ، سامحه الله تعالى.

٥٦٠ ـ أحمد بن أبى طالب بن أبى بكر بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله البغدادى ، أبو العباس ، وأبو جعفر الحمامى ، المعروف بالزانكى ـ بزاى ونون ـ :

نزيل مكة. ذكره ابن رافع فى معجمه ؛ لأنه من شيوخه بالإجازة ، وذكر أنه سمع من عمه الأنجب بن أبى السعادات جزءا من الفوائد الحسان ، من حديث أبى بكر بن أبى الصقر ، ويعرف بابن النمط ، عن ابن البطى ، عن ابن خيرون عنه ، وجزءين أول وثانى ، فيهما ستة عشر مجلسا من أمالى أبى القاسم الحرفى عن ابن البطى عن ابن أيوب عنه ، وكتاب النهى عن الهجران للحربى عن ابن البطى عن ابن خيرون بسنده ، وكتاب العمر والشيب ؛ لأبى نعيم الحافظ ، وثلاثة مجالس ، من أمالى ابن البخترى ، وجزء دخول الشبه والاعتقاد عن أبى زرعة وأبى حاتم ، رواية عبد الرحمن بن حاتم عنهما ، وغير ذلك.

وحدث ، فسمع منه قاضى القضاة شمس الدين محمد بن مسلم الحنبلى وغيره فى سنة ثمان وسبعمائة.

__________________

٥٦٠ ـ انظر ترجمته فى : (النجوم الزاهرة ٣ / ١٢٨ ، شذرات الذهب ٢ / ١٩٩ ، فوات الوفيات ١ / ٤٥ ، ابن الأثير ٧ / ١٤٧ ـ ١٦٩ ، الطبرى ١١ / ٣٧٣ ، الأغانى ١٠ / ٤١ ، تاريخ الخميس ٢ / ٣٤٣ ، النبراس ٩٠ ـ ٩٤ ، المسعودى ٢ / ٣٦١ ، ٣٨٢ ، تاريخ بغداد ٤ / ٤٠٣ ، الأعلام ١ / ١٤٠).

٣٠

وكان سبب ظهوره ، أن المحدث أمين الدين ابن الوانى ، لما حج فى سنة خمس وسبعمائة ، ذكر له أنه سمع كثيرا بالعراق على جماعة منهم عمه الأنجب الحمامى ، فلما عاد إلى دمشق نبه عليه ، وذكره للطلبة ، وفتش فى أجزاء ابن الجوهرى ، فوجد اسمه فى عدة أسماء ، منها ما وجد فى أصل سماعه ، ومنها ما وجد فى ثبته أو ضمنا فى بعض الطباق.

وتوفى فى سلخ جمادى الآخرة سنة تسع وسبعمائة بمكة المشرفة ، بعد أن أقام بها مدة برباط مراغة.

وجدت وفاته هكذا ، بخط الجدّ أبى عبد الله الفاسى ، وذكر أنها فى يوم الخميس ، وأنه صلى عليه بعد العصر ودفن بالمعلاة. وقال : أخبرنى أنه ولد فى وسط سنة اثنتين وعشرين ببغداد ، وجاور بمكة أكثر عمره ، إلى أن توفى بها ، رحمه‌الله.

وذكر أنه سمع من جماعة من المتقدمين ، وجد سماعه من بعضهم.

وذكر أنه سمع أبا عبد الله الحسين بن الزبيدى وغيره. وكان من أهل الخير والصلاح رحمة الله تعالى عليه ، وكناه جدى بأبى جعفر. انتهى.

وقد أجاز لشيخنا بالإجازة ، ناصر الدين محمد بن محمد بن داود بن حمزة المقدسى بخطه فى استدعاء رأيته ، وتفرد بإجازته ، ورباط مراغة هو الموضع المعروف ببيت الكيلانى.

وذكره الذهبى ، فى ذيل سير النبلاء ، وأنه جاور بمكة أكثر زمانه.

٥٦١ ـ أحمد بن طلحة بن جعفر بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس الخليفة المعتضد بن أبى أحمد الموفق بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد بن المهدى بن المنصور العباسى :

بويع بالخلافة بعد عمه المعتمد ، واستمر حتى مات فى ربيع الآخر سنة تسع وثمانين

__________________

٥٦١ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ الخلفاء لابن ماجة ٤٩ ـ ٥٠ ، تاريخ الطبرى ١٠ / ٢٠ ـ ٢٨٢٢ ٨٧٣٠ ، مروج الذهب ٢ / ٤٦٢ ـ ٤٩٠ ، الأغانى ١٠ / ٤١ ـ ٤٢ ، تاريخ بغداد ٤ / ٣٠٣ ـ ٤٠٧ ، المنتظم ٥ / ١٢٣ ـ ١٣٨ ، الكامل لابن الأثير ٧ / ٤٤٤ ، ٤٥٢ ، ٤٥٣ ، ٤٥٦ ، ٥١٣ ـ ٥١٥ ، فوات الوفيات ١ / ٧٢ / ٧٣ ، الوافى بالوفيات ٦ / ٤٢٨ ، ٤٣٠ ، البداية والنهاية ١١ / ٦٦ ، ٨٦ ، ٩٤ ، النجوم الزاهرة ٣ / ١٢٦ ، تاريخ الخلفاء ٥٨٨ ـ ٥٩٩ ، شذرات الذهب ٢ / ١٩٩ ـ ٢٠١ ، سير أعلام النبلاء ١٣ / ٤٦٣).

٣١

ومائتين ، وكانت خلافته عشر سنين. وكان ذا سطوة وشجاعة وحزم ورأى وجبروت ، وكان أسمر مهيبا معتدل الشكل. تغير مزاجه لإفراطه فى الجماع ، وعدم الحمية فى مرضه. وعاش أربعين سنة. ذكرناه فى هذا الكتاب لما صنع فى أيامه من المآثر بمكة ، وهى توسعة المسجد الحرام بما بقى من دار الندوة (١) ، وتحليته للكعبة ، كما ذكرنا فى المقدمة.

٥٦٢ ـ أحمد بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة المخزومى ، قاضى مكة وخطيبها ، شهاب الدين أبو العباس المكى :

ذكر أنه ولد سنة ثمان عشرة وسبعمائة بمكة. وسمع من قاضيها نجم الدين الطبرى كتاب : ذخائر العقبى ، والسمط الثمين ، عن جده المحب الطبرى مؤلفهما إجازة إن لم يكن سماعا ، وأجاز له ، ومن عيسى بن عبد الله الحجى : صحيح البخارى ، ومن القاضيين جمال الدين الحنبلى ، وجمال الدين المطرى : ثلاثياته ، وعلى الزين الطبرى ، وعثمان بن الصفى ، والآقشهرى : سنن أبى داود ، وعلى الآقشهرى ، وأبى عبد الله الوادى آشى : التيسير لأبى عمرو الدانى ، وعلى أبى محمد عبد الله بن موسى بن عمر ابن الزواوى : الجزء الثانى ، من حديث مؤنسة خاتون بنت الملك العادل أبى بكر بن أيوب من أوله إلى حديث : «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان» (١) وأجاز له ،

__________________

(١) دار النّدوة : بمكة أحدثها قصى بن كلاب بن مرة لما تملك مكة ، وهى دار كانوا يجتمعون فيها للمشاورة ، وجعلها بعد وفاته لابنه عبد الدار بن قصى ، ولفظه مأخوذ من لفظ الندى والنادى والمنتدى ، وهو مجلس القوم الذين يندون حوله أى يذهبون قريبا منه ثم يرجعون. انظر : معجم البلدان (دار الندوة).

٥٦٢ ـ انظر ترجمته فى : (الدليل الشافى ١ / ٥١ ، إنباء الغمر ١ / ٤٠٣ ، الدرر ١ / ١٥٣ ، والمنهل الصافى ١ / ٣٢٥).

(١) أخرجه البخارى فى صحيحه فى باب حلاوة الإيمان حديث رقم (١٦) من طريق : محمد بن المثنى قال : حدثنا عبد الوهاب الثقفى قال : حدثنا أيوب عن أبى قلابة عن أنس رضى الله عنه عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود فى الكفر كما يكره أن يقذف فى النار».

أخرجه مسلم فى صحيحه حديث رقم (١٢٨) باختلاف فى اللفظ ، من طريق : إسحاق ابن إبراهيم ، ومحمد بن يحيى بن أبى عمر ، ومحمد بن بشار ، جميعا عن الثقفى ، قال ابن أبى عمر : حدثنا عبد الوهاب ، عن أيوب ، عن أبى قلابة ، عن أنس ، عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن ـ

٣٢

وغير ذلك كثيرا ، على جماعة غيرهم ، وبعض ذلك بقراءته.

وطلب العلم ، فقرأ الفقه على جماعة من الأئمة ، وهم : الشيخ نجم الدين الأصفونى ، وبه تخرج وعنه أخذ الفرائض والجبر والمقابلة ، والسيد شرف الدين محمد بن الحسين نقيب الأشراف (٢) بالقاهرة ، والحافظ صلاح الدين العلائى ، وأذن له فى الفتوى والتدريس ، والشيخ جمال الدين الإسنائى ، وعنه أخذ أصول الفقه ، وقرأ بالسبع متقنا لذلك على الشيخ برهان الدين المسرورى ، وأذن له فى الإقراء ، فأقرأ ودرس ، وأفتى ، وانتفع به الناس. وحدث.

سمع منه شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة ، وجماعة من شيوخنا وأصحابنا ، ولم يقدر لى السماع منه ، لكنه أجازنى غير مرة باستدعاء شيخنا ابن سكر.

وأول ولايته أنه باشر فى الحرم ، ثم ناب فى الحكم عن صهره القاضى تقى الدين الحرازى ، ثم عن جدى القاضى أبى الفضل النويرى فى الخطابة ، ثم وليها بعده على ما كان عليه ، خلا تدريس «بشير» فإنه صار لابن أخيه شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة. وناب له فتجمّل به ، واستمر حتى صرف عنه لخالى القاضى محب الدين النويرى ، فى جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين.

وتوجه بعد صرفه إلى مصر طمعا فى المنصب ، فعرض عليه مع بعض الوظائف فلم يقنع إلا بالجميع ، ففاته الجميع ، ثم عاد إلى مكة ، واستمر مصروفا حتى مات ، غير أنه حكم فى واقعتين نيابة عن خالى.

وتوفى فى آخر الثلث الأول من ليلة السبت الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة بمكة ، وصلّى عليه بعد طلوع الشمس عند باب الكعبة ، ودفن بالمعلاة على أبيه. وكثر الأسف عليه لوفور محاسنه ، وكان معظما عند الناس من شبابه ، وكان دخل فى مبدأ الكهولة بلاد المغرب واجتمع بأبى عنان بن أبى الحسن المرينى ، صاحب فاس (٣) ، فأكرمه وعظمه.

__________________

ـ يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود فى الكفر بعد أن أنقذه الله منه ، كما يكره أن يقذف فى النار». (٢) الأشراف : هم جماعة المنتمين ، بالنسب ، إلى البيت النبوى الشريف ، وكان كبيرهم يلقب بالنقيب ، وما زال هذا المنصب موجودا بمصر حتى الآن.

(٣) فاس : مدينة عظيمة ، وهى قاعدة المغرب ، وهما مدينتان مقترنتان يشق بينهما نهر كبير يسمى وادى فاس. انظر معجم البلدان (فاس) ، الروض المعطار ٤٣٤ ، ٤٣٥ ، الإدريسى ٧٥ / ٥٠ ، البكرى ١١٥ وما بعدها ، ابن الوردى ١٤ ، صبح الأعشى ٥ / ١٥٤.

٣٣

وكانت مدة مباشرته سنة وتسعة أشهر تقريبا.

٥٦٣ ـ أحمد بن ظهيرة بن حسين بن على بن أحمد بن عطية بن ظهيرة المخزومى المكى :

[......](١) واشتغل فاخترمته المنية. وكان صاهر خالى ـ رحمه‌الله ـ على ابنته. وماتت عنه.

ومات هو فى ليلة سادس ذى الحجة سنة ست وتسعين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة ، عن بضع وعشرين سنة.

٥٦٤ ـ أحمد بن عاطف بن أبى دعيج بن أبى نمى الحسنى المكى :

كان من أعيان الأشراف ، شجاعا ، مليح الشكالة. توفى مقتولا فى يوم الزبارة ، وهو يوم الثلاثاء ، خامس عشرى شوال سنة ثمان وتسعين وسبعمائة.

* * *

من اسمه أحمد بن عبد الله

٥٦٥ ـ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن سالم البغدادى ، أبو العباس :

نزيل مكة. حدث عن البزار. وتوفى سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.

ذكره الذهبى فى تاريخ الإسلام.

٥٦٦ ـ أحمد بن عبد الله بن بدر بن مفرج بن بدر بن عثمان بن جابر العامرى ، الشيخ شهاب الدين الغزى الدمشقى الشافعى :

ولد فى ربيع الأول سنة ستين وسبعمائة بغزة من أرض الشام ، ونشأ بها ، ثم انتقل إلى دمشق واستوطنها ، وأخذ بها عن جماعة من فضلائها ، منهم : قاضيها شهاب الدين أحمد الزهرى الشافعى ، تفقه عليه ، وأخذ عنه أصول الفقه.

__________________

٥٦٣ ـ انظر ترجمته فى : (الدليل الشافى ١ / ٥١ ، العبر ٥ / ٣٩٤ ، الوافى ٧ / ١١ ، طبقات الشافعية الكبرى ٨ / ٣٥ ، شذرات الذهب ٥ / ٤٤٤ ، المنهل الصافى ١ / ٣٢٨).

(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٥٦٥ ـ انظر ترجمته فى : (الذهبى حوادث سنة ٣٥٢ الصفحة ٦٧).

٥٦٦ ـ انظر ترجمته فى : (الدليل الشافى ١ / ٥٥ ، إبناء الغمر ٣ / ٢٠٣ ، نزهة النفوس ٢ / ٤٦٠ ، الضوء اللامع ١ / ٣٥٦ ، شذرات الذهب ٧ / ٥٣ ، المنهل الصافى ١ / ٣٥٠).

٣٤

وكان ماهرا فى الفقه وأصوله ، مشاركا فى غيرهما ، ويذاكر من الحديث ومتعلقاته بأشياء حسنة ، وله عدة تواليف منها : شرح الحاوى الصغير ، وشرح جمع الجوامع لقاضى دمشق تاج الدين السبكى ، ومختصر المهمات ، وتأليف على صحيح البخارى ، يتعلق برجاله ، وغير ذلك ، وأظنه سمع من شيوخنا الدمشقيين بالإجازة. وألفيت بخطه شيئا ، رواه عن تاج الدين السبكى من طبقات الفقهاء الشافعية له ، وأظن ذلك إجازة ، وإلا فوجادة.

وناب فى الحكم بدمشق عن قاضيها شمس الدين بن الإخنائى فى أواخر ولايته ، وعن غيره من قضاتها بعده ، ورزق قبولا عند متوليها الأمير نوروز الحافظى ، وبإشارته ولى قضاء دمشق تاج الدين عبد الوهاب بن القاضى شهاب الدين الزهرى المقدم ذكر أبيه.

وولى نظر البيمارستان النورى بدمشق ، ونظر جامعها الأموى وغير ذلك من الأنظار الكبار ، كوقف الحرمين والبرج والغازية ، وحمد فى مباشرته لتنميته غلال ما ينظر فيه من الأوقاف وقلة طمعه فى ذلك ، وعادى فى أمر الأوقاف التى تنظّر فيها جماعة ممن له فيها استحقاق من القضاة والفقهاء وغيرهم ، وظهر عليهم فى غير ما قضية.

وكان ينطوى على دين وخير وعبادة ومروءة وعناية بأصحابه ، وفى خلقه حدة ، وعادت عليه هذه الحدة بضرر فى غير ما قضية.

وكان بأخرة عند حكام دمشق أعظم قدرا من كثير من قضاتها وفقهائها ، وإليه الإشارة فيما يعقد من المجالس ، وحكم بجرح غير واحد من القضاة بدمشق ، ومنع بعض المفتين والوعاظ من الفتيا والوعظ ، وتم له ما أراد فى بعض ذلك.

وولى التدريس ببعض مدارس دمشق ، ومشيخة بعض الخوانق بها ، وتصدى بدمشق للتدريس والإفادة والفتيا ، وأتى من دمشق إلى مكة حاجا أربع مرات أو أكثر ، وجاور بها ثلاث سنين متفرقة ، وهى غالب سنة سبع وثمانين ، وسنة تسع وثمانمائة ، وسنة موته.

وفى سنة تسع وثمانمائة ، توجه للطائف لزيارة حبر الأمة عبد الله بن عباس رضى الله عنهما ، وعاد إلى مكة بعد أيام قليلة ، وأقرأ فى هذه السنة بالمسجد الحرام مختصر ابن الحاجب فى الأصول ، فى حلقة حافلة بالنبهاء ، وأقرأ غير ذلك بمنزله بشباك رباط السدرة وغيره ، وأذن فيها لغير واحد من طلبته فى الفتيا والتدريس ومضى بعد الحج من هذه السنة إلى دمشق ، ولم يقدر له بعد ذلك وصول إلى مكة ، إلا فى سنة إحدى وعشرين وثمانمائة ، فكان إتيانه إليها مع الحجاج الشاميين بعياله وولده. وكان فى

٣٥

النوبتين الأوليين مجردا عن العيال ، فحج وسكن بدار العجلة الجديدة ، إلى أن توفى ـ رحمه‌الله تعالى ـ وقت الظهر ، من يوم الخميس سادس شوال سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة شهيدا مبطونا ، وصلى عليه فى عصر يوم موته ، عند باب الكعبة الشريفة ، ودفن بالمعلاة بجوار قبر جدى لأمى ، قاضى مكة وعالمها أبى الفضل النويرى ، وابنه قاضى الحرمين محب الدين النويرى ، وابنه القاضى عز الدين ، بإشارة ابن خالى القاضى الخطيب كمال الدين أبى الفضل بن محب الدين.

وقد أذن له الشيخ شهاب الدين المذكور فى الفتوى والتدريس ، بعد أن أخذ عنه جانبا من الحاوى الصغير ، تغمده الله برحمته.

وقد سمعت منه فوائد علمية كثيرة وحكايات مستحسنة. وأجاز لى ما له روايته.

٥٦٧ ـ أحمد بن عبد الله بن الحسن بن عطية بن محمد بن المؤيد الزيدى :

توفى محرما ملبيا فى ليلة الخميس الرابع من ذى الحجة سنة سبع وثمانمائة ودفن بالمعلاة.

٥٦٨ ـ أحمد بن أبى بكر عبد الله بن خليل بن إبراهيم بن يحيى بن فارس ابن أبى عبد الله العسقلانى ، يكنى أبا الفضل ، ويلقب بالعلم ، ويعرف بابن خليل المكى الشافعى :

سمع بمكة من ابن الجميزى : الثقفيات ، ومن ابن أبى الفضل المرسى ، وعمه سليمان ، وابن مسدى ، والتاج ابن عساكر ، وابنه أبى اليمن كثيرا ، ومن غيرهم.

وسمع بمصر بعد الستين وستمائة ، من ابن سراقة : الموطأ ، رواية يحيى بن يحيى ، ومن النجيب الحرانى جزء ابن عرفة ، ومن الرشيد العطار ، وابن علاق ، وشيخ الشيوخ الأنصارى ، وخطيب المقياس وغيرهم.

وحدث ، سمع منه نجم الدين بن عبد الحميد : الأربعين الثقفية ، وسمع منه خطيب سبتة (١) ابن رشيد الفهرى. وذكر أنه لقيه بمكة ، مع أخيه الرضى ابن خليل ، وسمع منهما بمنزلهما من الحرم الشريف ، وترجمهما بالأخوين الفاضلين ، فقيهى الحرم ومفتييه ، وترجم العلم صاحبه بالصالح المبارك.

__________________

٥٦٧ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ١ / ٣٥٩).

(١) سبتة : هى بلدة مشهورة من قواعد بلاد المغرب ومرساها أبو دمرس على البحر. انظر معجم البلدان (سبتة).

٣٦

وذكر أنه لما اجتمع بالعلم كان بحالة ترضى ، وأنهما تخفيا وبالغا فى البر والتأنيس ، وكتب عن العلم حكاية تتعلق بالحجر المقابل لدار أبى بكر الصديق رضى الله عنه ، ذكرناها فى المقدمة ، وسمع من الحافظ البرزالى رابع الثقفيات ، وذكره فى معجمه ، وقال : أحد فقهاء مكة ، وكان رجلا صالحا كثير العبادة.

ووجدت بخط الميورقى (٢) أن العلم ابن خليل هذا ، قال له : إن ابن خشيش قال له قبل موته بأشهر : لى إليك حاجة ، أتقضيها لى؟ قال : فقلت له : مقضية يا سيدى ، أو نحو ذلك. فقال : حاجتى إليك أن تفتى المسلمين بارك الله فيك. انتهى.

وهذا إذن من ابن خشيش فى الإفتاء ، إن لم يكن أذن له فى ذلك من قبل.

وذكر لى شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة ، أنه ألف منسكا فى كراريس ، وجزءا لطيفا فى الدماء ، وغير ذلك.

وكان يكتب بخطه فى نسبه القرشى العثمانى ، واشتهرت هذه النسبة فى أقاربه من بعده ، ورأيت نسبه إلى سيدنا عثمان رضى الله عنه ، منقولا بخط ابن أيبك الدمياطى ، عن خط شيخ الإسلام تقى الدين السبكى ، عن إملاء شيخنا بهاء الدين عبد الله بن خليل ابن أخى المذكور ، قال : وكان شيخنا لا يذكر فى نسبته إلا المكى ، بغير زيادة ، وكذلك والده ، ورأيت بخط عمه نجم الدين بن فى نسبته : الكنانى ، وذلك مخالف لما ادعاه العلم من النسب إلى عثمان رضى الله عنه ، فالله أعلم ، ورأيت نسبه إلى عثمان رضى الله عنه ، بخط ابن رافع فى معجمه ، فى ترجمة الشيخ بهاء الدين ، وسيأتى فى ترجمته.

وذكره العفيف المطرى فى ذيله لطبقات الفقهاء لابن كثير ، وذكر أنه كان فقيها فاضلا ، نقالا ثقة ، وأنه توفى عشية الثلاثاء الثانى والعشرين من شعبان سنة تسع وثمانين وستمائة ، وصلى عليه أخوه الرضى ، وأنه ولد يوم السبت منتصف ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وستمائة. انتهى.

وقال البرزالى : قال الذهبى : مات سنة تسعين ، وله ثلاثة وخمسون سنة ، وسألت ابن أخيه عبد الله عن وفاته ، فلم يحققها ، ولكنه قال : قبل والدى بنحو أربع سنين أو أكثر ، وكلاهما مات بمكة ودفن بالمعلاة.

__________________

(٢) نسبة إلى ميورقة وهى : بالفتح ثم الضم ، وسكون الواو والراء يلتقى فيه ساكنان ، وقاف ، جزيرة فى شرقى الأندلس بالقرب منها جزيرة يقال لها منورقة ، بالنون. كانت قاعدة ملك مجاهد العامرى. انظر : معجم البلدان (ميورقة).

٣٧

قال : ثم اجتمعت بشرف الدين خليل بن محمد بن عيسى بن يحيى بن خليل العسقلانى المكى فى شوال سنة ست وعشرين وسبعمائة بجامع دمشق. فذكر أنه توفى سنة ثمان وثمانين فى آخر السنة. قال : وهى سنة مولدى ، فإنى ولدت فى رجب منها. وكان والدى يقول : مات العلم فى السنة التى ولد خليل فيها ، سنة ثمان وثمانين وستمائة.

٥٦٩ ـ أحمد بن عبد الله بن عياض المكى :

ذكر أبو حاتم : أنه يروى عن عبد الرزاق ، ومؤمل بن إسماعيل ، وإسماعيل بن عبد الكريم. وقال : سألت أبى عنه ، فقال : شيخ قدم علينا فكان يقص وكان حافظا ، حدث بأحاديث منكرة. كتب عنه أبى ، وقال أبى : كانت له مناكير.

لخصت هذه الترجمة من لسان الميزان لصاحبنا الحافظ أبى الفضل العسقلانى ، أمتع الله بحياته. وهذا الكتاب اختصر فيه الميزان للذهبى ، وزاد عليه زيادات فى أثناء التراجم ، وزيادات بتراجم مستقلة ، وهو كتاب بديع.

٥٧٠ ـ أحمد بن عبد الله بن قنبل ، وقنبل : بضم القاف ، ثم نون ثم باء موحدة ولام ، أبو سعيد المكى :

من قدماء أصحاب الشافعى ، روى عن الإمام الشافعى بيتين من شعره. وروى عنه أبو الوليد بن أبى الجارود ، وابن أبى الدنيا عن الشافعى ، بيتين له ، وهما [من الطويل] :

أرى النفس منى قد تتوق إلى مصر

ومن دونها أرض المهامة والقفر

فو الله ما أدرى أساق إلى الفنا

إليها فأحيا أم أساق إلى قبر

قال أبو سعيد : فسيق والله إليهما جميعا. ذكره القطب الحلبى فى تاريخ مصر ، هكذا ، وقال : ذكره الأموى.

٥٧١ ـ أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبى بكر بن محمد بن إبراهيم ، شيخ الحجاز ، محب الدين الطبرى المكى الشافعى ، يكنى أبا جعفر ، وأبا العباس :

سمع بمكة ، وقرأ على أبى الحسن بن المقير البغدادى : سنن أبى داود ، عن الفضل بن

__________________

٥٧٠ ـ انظر ترجمته فى : (ميزان الاعتدال ١ / ١٠٩).

٥٧١ ـ انظر ترجمته فى : (الدليل الشافى ١ / ٥٤ ، النجوم الزاهرة ٨ / ٧٤ ، العبر ٥ / ٣٨٢ ، طبقات الشافعية الكبرى ٨ / ١٨ ، الوافى ٧ / ١٣٥ ، شذرات الذهب ٥ / ٤٥٥ ، البداية والنهاية ١٣ / ٣٤٠ ، مرآة الجنان ٤ / ٢٢٤ ، المنهل الصافى ١ / ٣٤٢).

٣٨

سهل الإسفراينى عن الخطيب البغدادى ، وسنن النسائى ، عن أبى الحسن على بن أحمد اليزدى ، عن الدونى ، والوسيط للواحدى ، سماعا وقراءة عن أبى الفضل أحمد بن طاهر الميهنى عنه ، وبعض الجمع بين الصحيحين للحميدى ، قراءة لبعضه عن ابن البطى عنه ، وبعض الغريب لأبى عبيد ، سماعا لبعضه عن شهدة ، والفصيح لثعلب عن ابن ناصر عن التبريزى ، والغريب للعزيزى عن شهدة ، وغير ذلك كثيرا ، وعلى عبد الرحمن بن أبى حرمى ، من أول صحيح البخارى إلى قصة كعب بن مالك ، ولعله سمعه كله ، وعلى عمى أبيه : تقى الدين على بن أبى بكر الطبرى ، وأخيه يعقوب : صحيح البخارى ، وعلى يعقوب بن أبى بكر الطبرى : جامع الترمذى ، وعلى شرف الدين بن أبى الفضل المرسى : صحيح مسلم ، وصحيح ابن حبان ، وعلى أبى الحسن بن الجميزى : الأربعين الثقفية ، والأربعين البلدانية للسلفى ، وعلى شعيب الزعفرانى الأربعين البلدانية ، والأربعين الثقفية ، وعلى محيى الدين محمد بن أحمد بن محمد بن أبى جرادة ، المعروف بابن العديم ، وريحان ابن عبد الله الشرفى السكينى : جزء الأنصارى ، وعلى شيخ الحرم نجم الدين بشير بن حامد التبريزى : جزء الأنصارى ، عن ابن سكينة وأربعى الضياء عتيق بن على البامنجى عنه ، وكتاب التنبيه فى الفقه للشيخ أبى إسحاق الشيرازى ، عن ابن سكينة عن الأرموى عن المؤلف وتفقه عليه ، وعنه أخذ العلم ، وعلى جماعة كثيرين من شيوخ مكة ، والقادمين إليها.

وأجاز له من بغداد ابن القبيطى ، وابن الخازن ، وجماعة مع آخرين من الشام ومصر ، وحدث ، وخرج لنفسه أحاديث عوالى.

وذكر أبو حيان : أنه وقع له فى القسم الأول ، وهو التساعى ، وهم فاحش ، وهو إسقاط رجل من الإسناد ، حتى صار له الحديث تساعيا فى ظنه. وله تواليف حسنة فى فنون من العلم ، إلا أنه وقع له فى بعض كتبه الحديثية شىء لا يستحسن ، وهو أنه ضمنها أحاديث ضعيفة وموضوعة فى فضائل الأعمال ، وفضائل الصحابة رضى الله عنهم ، من غير تنبيه على ذلك ، ولا ذكر إسنادها ليعلم منه حالها ، وغاية ما صنع ، أن يقول : أخرجه فلان ، ويسمى الطبرانى مثلا أو غيره من مؤلفى الكتب التى أخرج منها الحديث المشار إليه. وكان من حقه أن يخرج الحديث بسنده فى الكتاب الذى أخرجه منه ، ليسلم بذلك من الانتقاد ، كما سلم به مؤلف الكتاب الذى أخرج منه المحب الطبرى ، الحديث الذى خرجه ، أو يقول : أخرجه الطبرانى مثلا بسند ضعيف ، كما صنع غير واحد من المحدثين فى بيان حكم سند الحديث ، الذى يريدون إخراجه ، أو ذكره بإسناد المؤلف ، الذى يخرجونه من كتابه.

٣٩

ومن تواليفه على ما ذكر فى مشيختى المظفر : تخريجه فى التفسير ، وكتاب القبس الأسنى ، فى كشف الغريب والمعنى ، مجلد كبير ، وكتاب الكافى فى غريب القرآن الجامع بين العزيزى والبيان ، مجلد ، وكتاب يتضمن ترتيب العزيزى على السور ، مجلد ، وكتاب النخبة المدينة ، جزء لطيف. وكتاب تفسير جامع ، لم يتم. وكتاب مرسوم المصحف العثمانى المدنى.

ومن الحديث : كتاب الأحكام الكبرى ، مسودة فى خمسة أسفار ، وتبلغ ثمانية بخط متوسط ، وكتاب الأحكام الوسطى ، مجلد كبير ، وكتاب الأحكام الصغرى ، يتضمن ألف حديث وخمسة عشر حديثا ، مجلد ، وكتاب سماه : بالمحرر للملك المظفر ، جمع فيه أحكام الصحيحين ، ومختصره المسمى بالعمدة ، وكتاب الرياض النضرة فى فضائل العشرة ، مجلدان ، وكتاب ذخائر العقبى فى مناقب ذوى القربى ، مجلد ، وكتاب السمط الثمين فى مناقب أمهات المؤمنين ، مجلد ، وتقريب المرام فى غريب القاسم بن سلام ، مبوبا على حروف المعجم ، مجلد مختصر ، وكتاب الدر المنثور للملك المنصور ، يتضمن ترتيب غريب أبى عبيد القاسم بن سلام ، على ترتيب حروف المعجم ، وكتاب غريب جامع الأصول ، مجلد ، وكتاب القرى من ساكن أم القرى ، يتضمن تجريد أحاديث المناسك من الكتب الستة وغيرها ، مجلد ضخم ، وربما عمل مجلدين ، وغاية بغية الناسك ، من أحكام المناسك ، وصفة حجة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، على اختلاف طرقها وجمع ألفاظها ، والدرر الثمينة فى مدحه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والسيرة النبوية ، ووجوه المعانى فى قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من رآنى فى المنام فقد رآنى حقا» (١) ، جزء. وغير ذلك. وفى الرقائق : مختصر عوارف المعارف للسهروردى ، مجلد.

وفى الفقه : مجموع فى الخلاف ، على طريق المتأخرين ، مجلد ولم يتم ، وشرح التنبيه ، عشرة أسفار كبار ، ونكت كبرى عليه ، أربعة أسفار لطيفة ، ونكت صغرى ، لم يتم منها إلا مجلد ، إلى الوكالة ، وكتاب مختصر التنبيه الأكبر ، مجلد لطيف ، ومختصره الأصغر ، أربع

__________________

(١) أخرجه مسلم فى صحيحه فى باب قول النبى عليه الصلاة والسلام : من رآنى فى المنام فقد رآنى حديث رقم (٥٨٦٥) من طريق : أبو الربيع ، سليمان بن داود العتكى ، حدثنا حماد ـ يعنى ابن زيد ـ حدثنا أيوب وهشام ، عن محمد ، عن أبى هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من رآنى فى المنام فقد رآنى ، فإن الشيطان لا يتمثل بى».

أخرجه الترمذى فى سننه باب ما جاء فى قول النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من رآنى فى المنام فقد رآنى» حديث رقم (٢٣١٣) من طريق : محمد بن بشار ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدى ، حدثنا سفيان ، عن أبى إسحاق ، عن أبى الأحوص ، عن عبد الله عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من رآنى فى المنام فقد رآنى ، فإن الشيطان لا يتمثل بى». قال الترمذى : هذا حديث حسن صحيح.

٤٠