العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٣

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٣

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٦٢

جلسائهما عن البطحاء ، فيتوضأ وضوءا سابعا حتى الرجلين ، لا يكون من وضوء الصلاة شىء أتم منه ، ثم تعاد كما كانت.

٦٧٣ ـ أحمد بن ناصر بن يوسف بن أحمد بن محمد المضرى ـ بضاد معجمة ـ الواسطى المكى الشافعى ، يلقب بالشهاب :

هكذا وجدت نسبه بخطه. وضبط المضرى كما ذكرنا.

سمع بمكة من عثمان بن الصفى بعض سنن أبى داود ، وعلى الشيخين : سراج الدين الدمنهورى ، وفخر الدين النويرى : الموطأ ، رواية يحيى بن يحيى ، وما علمته حدث ، وسألت عنه ابن أخته لأمه شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة ، فذكر أنه كان شاعر الحجاز فى وقته.

وكان فاضلا ذكيا اشتغل بالفقه والأصول وغيرهما. كان أقام بدمشق مدة ، واشتغل بها ، ثم عاد إلى مكة ، وتعانى المتجر فلم يحسن له ، ثم انتقل إلى بلاد فارس فأقام بها مدة إلى أن قتل ، ولم يبين شيخنا القاضى جمال الدين متى كان قتله ، ولعله كان فى عشر الثمانين ، وإلا فى عشر السبعين وسبعمائة. وكان حيا فى سنة اثنتين وسبعين ، وميتا فى سنة سبع وثمانين. ومن شعره من قصيدة له [من البسيط] :

لو لا كم ما ذكرت الخيف خيف منى

ولا العقيق ولا نجدا ونعمانا

ولا الكثيب ولا سفح الغوير ولا

أعلام كاظمة والأثل والبانا

ولا ذكرت طلولا بالمعالم من

أرض الحجاز ولا ربعا وسكانا

ولا غدت فى الهوى شوقا تؤرقنى

ورق الحمام ولا جددن أحزانا

ولا صبوت إلى نحو الصبا سحرا

من حاجر لا ولا أصبحت ولهانا

وله من مواضع فى قصيدة أخرى [من الطويل] :

أجيران وادى السفح ما فعل السفح

وما علمكم بالطلح هل سقى الطلح؟

وما كان من عرب الحما أحديثهم

عن البين جد منهم لى أم مزح؟

قفوا حدثونى عن ديار لهم خلت

بنجد لها فى كل جارحة جرح

لئن كنت سمحا فى هواكم بمهجتى

فعندى فى سلوان حبهم شح

هبوا أن ذنبى أوجب البعد عنكم

فما عن عظيم الذنب من وصلكم صفح

١٢١

٦٧٤ ـ أحمد بن يزيد بن عبد الله الجمحى المكى :

لا يكتب حديثه ، قاله الأزدى. وذكره زكريا الساجى فى ضعفاء أهل المدينة ، وكأنه والد أبى يونس محمد بن أحمد الجمحى.

ومن مناكيره : ما روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا : ما على أحد لج به همه ، يتقلد قوسه ، ينفى بذلك همه.

قال الساجى : هذا منكر.

ذكره ـ هكذا ـ الذهبى فى الميزان.

٦٧٥ ـ أحمد بن يوسف بن أحمد بن صالح بن عبد الرحمن الحجبى أبو الفضل الشيبى المكى :

أجاز له فى سنة سبع عشرة وسبعمائة العفيف الدلاصى ، وأبو عبد الله بن حريث العبدرى السبتى ، وفاطمة بنت القطب القسطلانى ، والرضى الطبرى ، وذكر أنه سمع عليه صحيح البخارى. وسمع من الزين الطبرى سنن النسائى ، وعلى القاضى شهاب الدين الطبرى ، وما علمته حدث.

وقد أجاز لخالى ووالدتى وغيرهما من أقاربى ، كان ولى فتح الكعبة أشهرا من جهة الشريف عجلان أمير مكة ، لما غاب عنها الشيخ محمد بن أبى بكر الشيبى ، وذلك فى أوائل سنة سبع وخمسين ، إلى استقبال رمضان منها ، على ما وجدت بخط شيخنا ابن سكر.

وتوفى سنة تسع وسبعين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة على ما وجدت تاريخ وفاته ، بخط شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة ، وهو المخبر لى بدعواه سماع صحيح البخارى من الرضى الطبرى ، قال : ولم أقف له على أصل. انتهى.

وأم أبى الفضل الشيبى ، أم الهدى بنت الخطيب تقى الدين عبد الله بن الشيخ محب الدين الطبرى ، وسيأتى ذكرها.

وأما أبوه : فسمع من الفخر التوزرى مشيخة ابن عبد الدائم فى سنة ثمان وسبعمائة بمكة ، على ما وجدت بخط جد أبى ، الشريف أبى عبد الله الفاسى ، وما علمت من حاله سوى هذا.

__________________

٦٧٤ ـ انظر ترجمته فى : (ميزان الاعتدال ١ / ١٦٤).

١٢٢

٦٧٦ ـ أحمد بن يوسف بن عبد الرحمن بن الشيخ إسماعيل بن محمد الحضرمى ، المعروف بالأهدل اليمنى :

نزيل مكة. كان يذكر بصلاح وخير وإيثار ، وللناس فيه اعتقاد ، سيما العامة ، فإنهم يفرطون فى اعتقاده.

ولما مات عظم جدا الازدحام على حمل نعشه ، ولم أر مثل ذلك بمكة ، وكان تردد إليها من بلاده للحج والزيارة ، ثم انقطع بمكة نحو اثنتى عشرة سنة متصلة بموته أو أزيد ، وكان فى خلال إقامته بمكة يزور المدينة النبوية.

وتوفى فى يوم السبت الثامن عشر من شعبان سنة تسع عشرة وثمانمائة ، بمنزله برباط الشرابى بمكة ، ودفن بالمعلاة فى مقبرة أعدها لنفسه ، وقد بلغ من العمر ستين سنة أو أزيد ، ونسبته إلى الأهدل ، لعله باعتبار أم لا أو واحد من آبائه الذكور ؛ لأن نسبه يتصل بالشيخ إسماعيل الحضرمى ، الولى المشهور ، كما سبق.

* * *

من اسمه أحمد غير منسوب

٦٧٧ ـ أحمد بن التركمانى ، الأمير مجد الدين :

أمير مكة. سمع بها من الإمام تقى الدين على بن أبى بكر الطبرى ، إمام المقام الشريف ، وأخيه يعقوب الطبرى : المجلد الثالث من صحيح البخارى ، من نسخة بيت الطبرى ، والسماع بقراءة أحمد بن حسن بن عمر الزهرى ، على ما وجدت بخطه ، وصدر به أول السامعين ، ونص ما كتب : الأمير الأجل مجد الدين أحمد بن التركمانى ، أمير مكة ، صان الله قدره ، وسدد بالتوفيق أمره.

ووجدت بخط بعض العصريين فى تاريخ له : أن الصالح أيوب بن الكامل بن العادل صاحب مصر ، جهزه إلى مكة مع ابن برطاس فى مائة وخمسين فارسا ، سنة تسع وثلاثين وستمائة ، نجدة للعسكر المصرى ، الذى كان بمكة ؛ لأنهم كتبوا إلى صاحب مصر المذكور ، يذكرون له أن صاحب اليمن جهز جيشا كثيفا إلى مكة ، فلما علم بخبرهم صاحب اليمن ، تجهز بنفسه فى عسكر جرار. فلما علم بذلك المصريون ، ولوا

__________________

٦٧٦ ـ انظر ترجمته فى : (التحفة اللطيفة ١ / ١٥٩).

١٢٣

هاربين وحرقوا دار المملكة بمكة على ما فيها من سلاح وغيره. ودخلها صاحب اليمن فى شهر رمضان من السنة المذكورة.

ووجدت بخط ابن محفوظ : أن ابن التركمانى جاء إلى مكة فى سنة ثلاث وثلاثين وستمائة ، وأنه أقام بها إلى رمضان سنة تسع وثلاثين.

٦٧٨ ـ أحمد بن الطولونى ، المعلم شهاب الدين المصرى :

تردد إلى مكة للهندسة على العمارة بالحرم الشريف وغيره من المآثر بمكة غير مرة ، آخرها سنة إحدى وثمانمائة مع الأمير بيسق الظاهرى ، وتوجه منها بعد الفراغ من العمارة ، فى أوائل صفر سنة اثنتين وثمانمائة. وأدركه الأجل بعسفان (١) فى يوم الجمعة عاشر صفر ، فحمل إلى مكة ، ودفن بالمعلاة.

وكان الملك الظاهر صاحب مصر ، صاهره على ابنته. ونال بذلك وجاهة.

٦٧٩ ـ أبان بن أبى أحيحة سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصى بن كلاب الأموى :

قال الزبير بن بكار : أسلم أبان واستشهد بأجنادين (١) وذكر أن إسلامه. تأخر عن إسلام أخويه : خالد بن سعيد ، وعمرو بن سعيد ، فقال أبان يعاتبهما على إسلامهما [من الطويل] :

ألا ليت ميتا بالضريبة شاهد

بما يفترى فى الدين عمرو وخالد

أطاعا بنا أمر النساء فأصبحا

يعينان من أعدائنا من يكايد

فأجابه عمرو بن سعيد فقال [من الطويل] :

أخى يا أخى لا شاتم عرضه أنا (٢)

ولا هو عن سوء المقالة يقصر

__________________

٦٧٨ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ١ / ٢٢١ ، ٢ / ١٤٩ وخلط ابن حجر بين ترجمته وترجمة ابنه ، إنباء الغمر ٢ / ٥٧ ترجمته ٣ وله أيضا ترجمة فى الدليل الشافى ١ / ١٠٠ رقم ٣٤٨ ، المنهل الصافى ٢ / ٢٨٣).

(١) عسفان : قرية جامعة فى الطريق بين الجحفة ومكة. انظر : معجم البلدان (عسفان).

٦٧٩ ـ (١) أجنادين : موضع معروف بالشام من نواحى فلسطين ، وفى كتاب أبى حذيفة إسحاق ابن بشير بخط أبى عامر العبدرى : أن أجنادين من الرملة من كورة بيت جبرين. انظر : معجم البلدان (أجنادين).

(١) عسفان : قرية جامعة فى الطريق بين الجحفة ومكة. انظر : معجم البلدان (عسفان).

(٢) فى أسد الغابة :

أخى ما أخى لا شاتم أنا عرضه

١٢٤

يقول إذا شكت عليه أموره

ألا ليت ميتا بالضريبة ينشر

فدع عنك ميتا قد مضى لسبيله

وأقبل على الحى الذى هو أفقر

ثم أسلم أبان بعد ذلك.

قال : وهو الذى أجار عثمان رضى الله عنه ، حين بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى قريش ، فى عام الحديبية. وحمله على فرسه حتى دخل به مكة ، وقال : قال عمى مصعب ، قال له [من المنسرح] :

أقبل وأدبر ولا تخف أحدا

بنو سعيد أعزة الحرم

قال الزبير : وحدثنى عبد الله بن عبد الله بن عنبسة بن سعيد ، قال : جاء عثمان بن عفان رضى الله عنه مكة عام الحديبية ، برسالة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى قريش ، فقالت له قريش : شمر إزارك. فقال أبان بن سعيد [من المنسرح] :

أسبل وأقبل ولا تخف أحدا

بنو سعيد أعزة الحرم

فقال عثمان رضى الله عنه : التشمير من أخلاقنا. انتهى.

قال ابن الأثير (٣) : وكان أبان شديدا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والمسلمين ، وكان سبب إسلامه ، أنه خرج تاجرا إلى الشام ، فلقى راهبا فسأله عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : إنى رجل من قريش ، وإن رجلا منا خرج فينا يزعم أنه رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أرسله مثل ما أرسل موسى وعيسى ، فقال : ما اسم صاحبكم؟ قال : محمد ، قال الراهب : فإنى أصفه لك فذكر صفة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وسنه ونسبه ، فقال أبان : هو كذلك.

فقال الراهب : والله ليظهرن على العرب ، ثم ليظهرن على الأرض. وقال لأبان : اقرأ على الرجل الصالح السلام.

فلما عاد إلى مكة سأل عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يقل عنه وعن أصحابه ، كما كان يقول ، وكان ذلك قبل الحديبية ، ثم إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سار إلى الحديبية ، فلما عاد منها ، تبعه أبان فأسلم وحسن إسلامه.

ثم قال : واستعمله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، على البحرين ، لما عزل عنها العلاء بن الحضرمى. فلم يزل عليها إلى أن توفى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فرجع إلى المدينة. فأراد أبو بكر رضى الله عنه أن يرده إليها. فقال : لا أعمل لأحد بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وقيل : بل عمل لأبى بكر رضى الله عنه على بعض اليمن. والله أعلم. ثم قال : وكان أبان رضى الله عنه ، أحد

__________________

(٣) انظر : أسد الغابة فى معرفة الصحابة لابن الأثير (١ / ٣٥).

١٢٥

من تخلف عن بيعة أبى بكر رضى الله عنه ، لينظر ما يصنع بنو هاشم ، فلما بايعوه ، بايع ، وقد اختلف فى وقت وفاته. فقال ابن إسحاق : قتل أبان وعمرو ابنا سعيد يوم اليرموك. ولم يتابع عليه.

وكانت اليرموك (٤) بالشام ، لخمس مضين من رجب سنة خمس عشرة ، فى خلافة عمر رضى الله عنه.

وقال موسى بن عقبة : قتل يوم أجنادين. وهو قول مصعب والزبير ، وأكثر أهل النسب. وقيل : إنه قتل يوم مرج الصفر عند دمشق.

وكانت وقعة أجنادين فى جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة فى خلافة أبى بكر رضى الله عنه قبل وفاته بقليل ، وكان يوم مرج الصفر (٥) فى سنة أربع عشرة فى صدر خلافة عمر رضى الله عنه. وقيل : كانت الصفر ، ثم اليرموك ، ثم أجنادين. وسبب هذا الاختلاف ، قرب هذه الأيام بعضها من بعض.

وقال الزهرى : إن أبان بن سعيد بن العاص ، أملى مصحف عثمان على زيد بن ثابت بأمر عثمان رضى الله عنهم.

ويؤيد هذا قول من زعم أنه توفى سنة تسع وعشرين. روى عنه أنه خطب ، فقال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قد وضع كل دم فى الجاهلية. أخرجه ثلاثتهم.

وأمه وأم أخيه عبيدة ـ الذى قتله الزبير بن العوام يوم بدر كافرا ـ وفاختة التى تزوجها أبو العاصى بن الربيع بن عبد شمس : هند بنت المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.

* * *

من اسمه إبراهيم

٦٨٠ ـ إبراهيم بن أحمد بن على بن فراس العبقسى ، نسبة إلى عبد القيس :

ذكره هكذا ، رشيد الدين بن المنذرى فى مختصره لتاريخ المسبحى ، قال : وكان

__________________

(٤) اليرموك : موضع بالشام فيه كانت الوقيعة العظمى المشهورة للمسلمين على الروم فى الصدر الأول. انظر : الروض المعطار ٦١٧ ، ٦١٨ ، معجم ما استعجم (اليرموك).

(٥) مرج الصّفّر : بالضم ، وتشديد الفاء ، موضع بدمشق. انظر : معجم البلدان (مرج الصفر).

١٢٦

مستورا ، قد نقل الحديث عن الكثير. والتقى بالواردين ، كثير الحديث ، مقبول الشهادة ، كانت عنده سنن سعيد بن منصور عن محمد بن على الصائغ الصغير.

وذكر أنه توفى لخمس خلون من شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعين وثلاثمائة. انتهى.

وإبراهيم هذا ، من سكان مكة فى غالب ظنى. والله أعلم.

٦٨١ ـ إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد ، الشيخ برهان الدين الأردبيلى :

نزيل مكة. سمع بمكة فى العشر الأخير من رمضان سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة ، جامع الترمذى على المشايخ الخمسة : الزين الطبرى ، ومحمد بن الصفى ، وبلال عتيق ابن العجمى ، والشيخ جمال الدين المطرى ، وعيسى بن عبد الله الحجى ، وسمع على الزين أيضا ، وعثمان بن الصفى والآقشهرى : سنن أبى داود ، وقرأ على الشيخ خضر بن حسن محمود النابتى : صحيح البخارى ، وعلى الشيخ خليل المالكى : الموطأ ، رواية يحيى بن يحيى ، وعلى الإمام أحمد بن الرضى الطبرى : صحيح مسلم ، وما علمته حدث.

وقد أجاز لبعض شيوخنا. وكان يعمل ميعادا بالمسجد الحرام ، أمام رباط رامشت ، وكان له عليه خمسة آلاف درهم فى السنة من بيت المال بالقاهرة ، وله معرفة بالطب والكيمياء على ما يقال ، وتأهل بمكة بعائشة ابنة الشيخ دانيال خالة والدى ، ورزق منها ابنتاه : أم كلثوم ، وزينب الآتى ذكرهما.

ومدة استيطانه بمكة نحو أربعين سنة فى غالب ظنى.

وأخبرنى والدى : أنه توفى فى سنة إحدى وسبعين وسبعمائة بالقاهرة ، ودفن بمقابر الصوفية.

٦٨٢ ـ إبراهيم بن أحمد بن محمد بن حجر بن أحمد بن على بن أحمد بن حجر الأزدى نسبا ، الهجرى بلدا :

هكذا ذكر الجندى فى تاريخ اليمن ، وقال : غلبت عليه العبادة ، وسكن مكة وأقام بها ، واعتمر فى السنة التى توفى فيها : مائة وعشرين عمرة ، ستون فى رجب وشعبان ، وستون فى رمضان. ثم توفى فى شوال سنة اثنتين وسبعين وستمائة.

وحجر ـ بحاء مهملة مضمومة ـ انتهى كلام الجندى.

١٢٧

ووجدت فى حجر قبره بالمعلاة ، أنه توفى يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من شوال سنة اثنتين وسبعين وستمائة.

وفى الحجر أيضا : الحضرمى ، بعد حجر الأولى ، وترجم فيه : بالشاب الصالح الفقيه.

٦٨٣ ـ إبراهيم بن أحمد بن أبى بكر بن عبد الوهاب الفوى ، الشيخ برهان ، المعروف بالمرشدى :

نزيل مكة. سمع بالقاهرة من أبى على عبد الرحيم بن عبد الله الأنصارى المعروف بابن شاهد الجيش : صحيح البخارى ، ومن أبى الفتح الميدومى : مجلس البطاقة ، ثم قدم مكة ، وسمع بها كثيرا على جماعة من شيوخها والقادمين إليها ، فى أوائل عشر الستين وسبعمائة ، وحدث.

سمع منه جماعة بقراءة شيخنا العلامة الحافظ أبى زرعة بن العراقى : ثلاثيات صحيح البخارى ، وشيئا من آخره بالقاهرة ، وكان يتردد إليها من مكة.

ومن خط شيخنا المذكور ، استفدت سماعه للبخارى.

ونقلت من خطه : أنه توفى فى شوال سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة بمكة. ودفن بالمعلاة. انتهى.

وكان كثير الطواف ، ذا ديانة وملاءة ، ومدة استيطانه لمكة نحو ثلاثين سنة ، وتأهل بها ، وله الآن بها أولاد ذكور نجباء وبنتان.

٦٨٤ ـ إبراهيم بن أحمد المصرى ، برهان الدين البطائقى ، يعرف بابن أخت عون :

نزيل مكة. سمع بها فى سنة اثنتين وستين وسبعمائة ، على محمد بن صبيح المكى ، والقاضى أبى الفضل النويرى : صحيح البخارى ، والسماع بقراءة شيخنا العفيف عبد الله ابن الزين الطبرى وخطه ، إلا أنه سمى أباه محمدا ، وذكر أنه قرشى.

وكان فراشا بالحرم الشريف ، وكان صاهر شيخ الفراشين أحمد بن سالم المؤذن على ابنته. ومات عندها فى يوم الخميس سادس عشرى رجب سنة تسع وسبعين وسبعمائة ، ودفن بالمعلاة.

نقلت وفاته من حجر قبره بالمعلاة. وفيه أن اسم والده أحمد. فالله أعلم.

١٢٨

٦٨٥ ـ إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله ابن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب الحسينى الموسوى ، أبو جعفر المكى :

قاضى الحرمين. سمع أبا سعيد بن الأعرابى ، وأبا بكر الآجرى ، وأبا قتيبة سلم بن قتيبة وغيرهم. وحدث.

سمع منه بمكة أبو على الأهوازى ، وبمصر رشا بن نظيف ، وبدمشق [....](١).

قال الحاكم : وجاءنا نعى الشريف الموسوى قاضى الحرمين ، فى رمضان سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. ذكره ابن عساكر فى تاريخ دمشق ، ومن مختصره للذهبى ، كتبت هذه الترجمة. وقد رأيته مترجما فى بعض الأجزاء المسموعة من طريقه : بإمام المسجد الحرام ، فيكون على هذا ولى الإمامة والقضاء بمكة. والله تعالى أعلم.

٦٨٦ ـ إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الملك بن أبى محذورة القرشى الجمحى المكى ، ابن عم إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبى محذورة :

روى عن جده عبد الملك بن أبى محذورة عن أبيه أبى محذورة حديث الأذان.

روى عنه أبو جعفر عبد الله بن محمد النفيلى الحرانى. روى له أبو داود. ذكره ـ هكذا ـ المزى فى التهذيب.

٦٨٧ ـ إبراهيم بن إسماعيل ، ويقال إسماعيل بن إبراهيم السلمى ، ويقال الشيبانى :

حجازى. روى عن عبد الله بن عباس ، وأبى هريرة ، وعائشة أم المؤمنين ، وامرأة رافع بن خديج رضى الله عنهم. وكان خلفه عليها.

روى عنه حجاج بن عبيد ، وعباس بن عبد الله بن معبد بن عباس ، وعمرو بن دينار ، ويعقوب بن خالد بن المسيب.

روى له أبو داود وابن ماجة ، عن أبى هريرة «أيعجز أحدكم أن يتأخر أو يتقدم فى

__________________

٦٨٥ ـ انظر ترجمته فى : (التحفة اللطيفة ١ / ٦٦).

(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٦٨٦ ـ انظر ترجمته فى : (ميزان الاعتدال ١ / ٧٧).

١٢٩

الصلاة؟» (١) يعنى : السبحة ، وهو حديث مختلف فى إسناده.

قال محمد بن إسحاق : ثنا عباس بن عبد الله بن معبد عن إسماعيل بن إبراهيم ، وكان خيارا.

وقال أبو حاتم : مجهول. ذكره المزى فى التهذيب ، ومنه كتبت ما ذكرته.

وذكره الذهبى فى الميزان ، وقال : إبراهيم بن إسماعيل المكى : لا يكاد يعرف. قال يحيى : ليس بشىء. وذكره فى باب إسماعيل بن إبراهيم ، ولم ينبه على أنهما واحد.

وكلام المزى فى التهذيب يقتضى أنهما واحد.

وذكر لى جزما صاحبنا الحافظ أبو الفضل بن حجر ، وقال فى كتابه «لسان الميزان» : وذكره يعقوب بن سفيان الفارسى فى باب : من يرغب عن الرواية عنهم ، وذكره ابن شاهين ، وابن الجارود فى الضعفاء. انتهى.

٦٨٨ ـ إبراهيم بن بشير المكى عن مالك بن أنس :

قال الدارقطنى : ضعيف. ذكره الذهبى ـ هكذا ـ فى الميزان.

وزاد أبو الفضل بن حجر فى كتاب لسان الميزان ، فقال : روى عنه جعفر بن محمد ابن كزال.

٦٨٩ ـ إبراهيم بن أبى بكر بن محمد البرلسى الحسنى المصرى ، برهان الدين ، المعروف بالفرضى :

نزيل مكة ، سمع بها فى عشر التسعين وسبعمائة على شيخنا الأميوطى ، والنشاورى

__________________

٦٨٧ ـ (١) أخرجه ابن ماجة فى سننه باب ما جاء فى صلاة النافلة حيث تصلى المكتوبة ، حديث رقم (١٤٧١) من طريق : أبو بكر بن أبى شيبة ، حدثنا إسماعيل بن علية ، عن ليث ، عن حجاج بن عبيد ، عن إبراهيم بن إسماعيل ، عن أبى هريرة ، عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أيعجز أحدكم ، إذا صلى ، أن يتقدم أو يتأخر ، أو عن يمينه ، أو عن شماله» يعنى السبحة.

وأخرجه أبو داود فى سننه باب الرجل يتطوع فى مكانه الذى صلى فيه المكتوبة حديث رقم (١٠٠٥) من طريق : مسدد ، أخبرنا حماد وعبد الوارث ، عن ليث ، عن الحجاج بن عبيد ، عن إبراهيم بن إسماعيل ، عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أيعجز أحدكم ـ قال عن عبد الوارث ـ أن يتقدم أو يتأخر أو عن يمينه أو عن شماله. زاد فى حديث حماد : فى الصلاة» يعنى فى السبحة.

٦٨٨ ـ انظر ترجمته فى : (ميزان الاعتدال ١ / ٢٤).

١٣٠

وغيرهما من شيوخنا ، وأقرا بها الفرائض والحساب ، وكان بارعا فى ذلك ، وأخذ ذلك عن الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف بن عادى الكلائى ، صاحب المختصر المشهور ، وانتفع الناس به فى ذلك بمكة ، وكان جاور بها نحو عشرين سنة متوالية ، إلا أنه تردد فى بعض السنين إلى مصر طلبا للرزق ، وأدركه الأجل بها ، بإثر قدومه إليها فى الثالث والعشرين من المحرم سنة اثنتين وثمانمائة ، ودفن ـ فيما أحسب ـ بمقابر باب النصر ، وقد قارب الستين ، فيما أحسب.

والحسنى ، نسبة إلى بلدة يقال لها نخلة حسن بالغربية من أعمال مصر.

٦٩٠ ـ إبراهيم بن أبى بكر الأخنسى :

روى عن طاوس ، ومجاهد. وعنه : ابن أبى نجيح ، وابن جريج ، وأخرج النسائى من حديث ابن جريج عن إبراهيم بن أبى بكر ، وهو هو ، سمع طاوسا يسأل عن الذى يأتى امرأته فى دبرها ، فقال : إن هذا يسألنى عن الكفر.

وذكره المزى فى التهذيب فقال : إبراهيم بن أبى بكر الأخنسى المكى ، سمع طاوسا يسأل ، فذكر ما سبق ، ثم قال : وروى عن مجاهد ، وقال : روى عنه عبد الله بن أبى نجيح ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج. روى له النسائى.

٦٩١ ـ إبراهيم بن أبى يوسف المكى :

روى عن يحيى بن سليم ، وعبد المجيد بن أبى رواد ، وإسماعيل بن زياد.

روى عنه الفاكهى كثيرا فى كتابه ، ومما روى عنه ، خبرا غريبا فى وفاة عبد الله بن جدعان ، الجواد المشهور ؛ لأنه قال : ثم هلك عبد الله بن جدعان بن عمرو التيمى ، فبكته الجن والإنس. فأما بكاء الجن : فحدثنى إبراهيم بن أبى يوسف المكى ، قال : ثنا إسماعيل بن زياد عن ابن جريج ، أن عبد الله بن عباس ، كان يحدث أن النباش بن زرارة التميمى ـ وكان حليفا لقريش ـ قال : خرجنا إلى الشام تجارا فى الجاهلية ، وعبد الله ابن جدعان حى حين خرجنا ، فلما سرنا نحوا من خمس عشرة ليلة ، نزلنا ذات ليلة واشتهينا أن نصبح بذلك المكان ، قال : فنام أصحابى ، وأصابنى أرق شديد ، فإذا هاتف يهتف يقول [من الطويل] :

ألا هلك البهلول غيث بنى فهر

وذو المجد والعز التليد وذو الفخر

قال : فأجبته فقلت :

١٣١

ألا أيها الناعى أخا المجد والذكر

من المرء تنعاه لنا من بنى فهر

فأجابه الهاتف ، فقال :

نعيت ابن جدعان بن عمرو أخا الندا

وذا الحسب القدموس والمنصب الفخر

قال : فأجبته فقلت :

لعمرى لقد نوهت بالسيد الذى

له الفضل معلوم على ولد النضر

فأخبرنا أنا علمت وفاته

فإنك قد أخبرت جلا من الأمر

قال : فأجابه الهاتف فقال :

مررت بنسوان يخمشن أوجها

عليه صباحا بين زمزم والحجر

قال : فأجبته فقلت :

متى إنما عهدى به منذ جمعة

وستة أيام لغرة ذا الشهر

قال : فأجابه الهاتف فقال :

ثوى منذ أيام ثلاث كوامل

مع الصبح أو فى الصبح فى وضح الفجر

قال : فاستيقظت الرفقة ، وهى تتراجع بنعى ابن جدعان ، وقالوا : إن كان أحد نعى لعز وشرف ، فقد نعى ابن جدعان. فقال الجنى [من الوافر] :

أرى الأيام لا تبقى عزيزا

لعزته ولا تبقى ذليلا

فأجبته وقلت :

ولا تبقى من الثقلين حيّا

ولا تبقى الجبال ولا السهولا

فقال الجنى : صدقت.

٦٩٢ ـ إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشى التيمى :

قال البخارى : ممن هاجر مع أبيه.

وذكر عن أحمد بن حنبل ، أنه ذكر محمد بن إبراهيم بن الحارث ، فقال : كان أبوه من المهاجرين.

روى ابن عيينة عن محمد بن المنكدر عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى عن أبيه،

__________________

٦٩٢ ـ انظر ترجمته فى : (التحفة اللطيفة ١ / ٦٧).

١٣٢

قال : «بعثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى سرية ، وأمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إذا نحن أمسينا وأصبحنا أن نقول : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ) [المؤمنون : ١١٥] فقرأنا وغنمنا وسلمنا». أخرجه ابن مندة. وأبو نعيم. انتهى.

ولم يتعقب ابن الأثير قول من قال : إن إبراهيم هذا من المهاجرين ، وكان ينبغى ذلك ؛ لأن إبراهيم بن الحارث بن خالد ، إن كان إبراهيم بن الحارث الذى ولد بأرض الحبشة بعد هجرة أبيه وأمه ـ ريطة بنت الحارث ـ إلى الحبشة ، فقد مات بها إبراهيم وإخوته : موسى وزينب وعائشة ، فى قول مصعب الزبيرى وقيل : إنهم ماتوا ببعض الطريق ، بعد أن خرج بهم أبوهم ، يريد النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من ماء شربوا منه ، ولم يسلم إلا أبوهم.

وهذان القولان ذكرهما ابن عبد البر ، وعلى كلا القولين ، فلا يكون إبراهيم بن الحارث الذى ولد بأرض الحبشة مهاجرا. وإن كان إبراهيم بن الحارث المذكور ، ولد بعد رجوع أبيه من الهجرة ، فهذا لا يكون مهاجرا ، ولا يبعثه النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى سرية لصغره عن ذلك ، فإن من رجوع أبيه من الهجرة إلى موت النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أكثر ما يكون ، عشر سنين أو نحوها ، وهذا واضح لمن تأمله. والله أعلم.

وفى كون إبراهيم بن الحارث هذا ، والد محمد بن إبراهيم التيمى الفقيه المدنى المذكور فى هذه الترجمة نظر ، لما ذكرناه من أن إبراهيم بن الحارث بن خالد هلك بأرض الحبشة ، أو فى الطريق راجعا منها ، والله أعلم.

وأما قول ابن عبد البر ، فى ترجمة الحارث بن خالد بن صخر التيمى : ومن ولده محمد ابن الحارث التيمى المحدث المدنى ، فلا إشكال فيه ، لإمكان أن يكون إبراهيم والد محمد ابن إبراهيم ، ولد لأبيه بعد رجوعه من الهجرة ، فقد قيل إن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، زوجه بعد نزوله المدينة ، بنت يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف. ولعل إبراهيم والد محمد بن إبراهيم منها أو من غيرها.

وهذا التأويل لا ينبغى العدول عنه لاستقامة نسب محمد بن إبراهيم بن الحارث على مقتضاه ، ولا كذلك إذا قلنا ، إن أباه هو الذى ولد بأرض الحبشة ، لما سبق ذكره. والله أعلم.

٦٩٣ ـ إبراهيم بن حسين بن عمر بن أبى بكر بن محمد بن موسى الشيرازى الأصل ، المكى ، الخياط :

أجاز له فى سنة ثلاث عشرة وسبعمائة من دمشق الدشتى ، والقاضى سليمان بن حمزة ، وابن مكتوم ، وابن عبد الدايم ، وابن سعد ، والمطعم ، ووزيرة ، وجماعة.

١٣٣

وسمع من الرضى الطبرى مسلسلات ابن شاذان ، والسادس من المحامليات ، والرابع من الثقفيات. وحدث بذلك بقراءة الشيخ نور الدين الفوى فى ذى القعدة سنة تسع وستين وسبعمائة بالحرم الشريف ، ولم أدر متى مات. وقد سألت عنه شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة ، فقال : كان رجلا خيرا ، يخيط على باب بنى شيبة.

رأيت بخطه فى استدعاء كتب فيه : البواب بحرم الله الشريف.

٦٩٤ ـ إبراهيم بن أبى حرة ، من أهل نصيبين :

انتقل إلى مكة وسكنها. يروى عن سعيد بن جبير ، ومجاهد.

روى منصور بن المعتمر ، وابن عيينة عنه.

ذكره هكذا ابن حبان فى الطبقة الثالثة من الثقات. وذكره الذهبى فى الميزان. وذكر أنه رأى ابن عمر ، ويروى عن مجاهد ، وروى عنه معمر وابن عيينة ، وضعفه الساجى ، ووثقه ابن معين ، وأحمد ، وأبو حاتم ، وزاد : لا بأس به ، وهو جزرى ، سكن مكة.

٦٩٥ ـ إبراهيم بن أبى حية إليسع بن الأشعث التميمى ، أبو إسماعيل المكى :

روى عن هشام بن عروة ، وابن جريج.

وروى عنه أحمد بن عيسى المصرى ، وإبراهيم بن حماد ، ونعيم بن حماد ، وقتيبة بن سعيد.

قال البخارى : منكر الحديث ، وقال النسائى : ضعيف ، وقال الدارقطنى : متروك.

ذكره الذهبى فى الميزان. ومنه لخصت هذه الترجمة ، وأورد له عدة أحاديث ، منها أنه قال : وروى إبراهيم بن حماد عنه عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها : استأذنت النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن أبنى كنيفا بمنى ، فلم يأذن لى.

٦٩٦ ـ إبراهيم بن أبى خداش الهاشمى اللهبى :

من أهل مكة. يروى عن ابن عباس. روى عنه : ابن جريج.

ذكره هكذا ابن حبان فى الطبقة الثانية من الثقات. انتهى.

وأبو خداش : هو عتبة بن أبى لهب ، عم النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

٦٩٤ ـ انظر ترجمته فى : (ميزان الاعتدال ١ / ٢٦).

٦٩٥ ـ انظر ترجمته فى : (ميزان الاعتدال ١ / ٢٩).

١٣٤

٦٩٧ ـ إبراهيم بن سابق المكى ، مولى خزاعة :

يروى عن مسلم بن خالد الزنجى. روى عنه يعقوب بن سفيان الفارسى ، ذكره هكذا ابن حبان فى الطبقة الرابعة من الثقات.

وقع لنا حديثه عاليا فى الأول من مشيخة الفسوى.

أخبرنا ابن الذهبى ، أنا يحيى بن سعد ، أنا ابن اللتى ، حضورا وإجازة ، أنا أبو حفص الحربى ، أنا أبو غالب العطار ، قال : أنا أبو على بن شاذان ، قال : أنا ابن درستويه النحوى قال : أنا يعقوب بن سفيان قال : ثنا إبراهيم بن سابق المكى ، مولى خزاعة ، قال : جاء الزنجى بن خالد ، وسعيد القداح فاستأذنا على أمة الله جارية طاوس ، واستأذنت أنا لهما ، فدخلت معهما ، فسألاها ، وأنا أسمع. فقالت : حضرت يوم الأضحى ونحروا ضحيته بين يديه ، فكان يأتيه الأسود ، فيسأله : أى شىء جنسك؟ فإن قال حبشيا ، أعطاه ، وإن قال : نوبيا ، أعطاه ، فإذا قال : زنجيا ، قال : ارشد ، ولم يعطه شيئا.

قالت : فلما طبخوا ضحيته جاءوه بشىء فأكل منها ، ثم قال : اغرفوا لى منها شيئا فى صحفة على حدة ، فقال : يا أمة الله ، أتعرفين منزل عمرو بن دنيار أخى؟ قالت : فقلت : نعم. قال : فاذهبى بهذه الصفحة إلى عمرو بن دينار ، فقولى له : يقول لك أخوك هذا من ضحيتى فكل منها.

قالت : فجئته بها ، فإذا هو يقول للسودان مثل ما يقول طاوس ، ويسألهم : أى شىء جنسك؟ فإذا تبين له أنه زنجى قال : ارشد ، ولم يعطه.

قالت : فقلت له : يا سيدى. وما للزنج لا تطعمهم؟. قال : وى! ما لك لم تسألى سيدك عن ذا؟. قالت : تهيبت أن أسأله ، فقال : إن الزنج لا يؤمنون بالبعث.

قالت : فرجعت ، فأخبرت سيدى أنى سألت عمرو بن دينار ، فقال لى : صدق يا أمة الله ، إن الزنج لا يؤمنون بالبعث ، فأكره أن أتصدق عليهم. قالت أمة الله : صدر طاوس ليلة الصدر ، وهو ثقيل شاك ، فهلك ليلة الصدر.

فقال عبد الله بن طاوس : أمرنى أبى أن لا أسقف عليه. قالت : فاهار عليه.

٦٩٨ ـ إبراهيم بن سالم :

من أهل مكة. كنيته أبو سابق. يروى عن مسلم بن خالد الزنجى وأهل مكة.

١٣٥

روى عنه يعقوب بن سفيان.

ذكره ـ هكذا ـ ابن حبان فى الطبقة الرابعة من الثقات ، ولم ينبه على أنه غير السابق ، والظاهر أنه هو. والله أعلم.

٦٩٩ ـ إبراهيم بن أبى سلمة بن عبد الله بن عفيف بن نبيه بن الحجاج بن عامر ابن حذيفة بن سعد بن سهم القرشى السهمى :

هكذا ، نسبه الزبير بن بكار ، وصاحب الجمهرة. وذكر أنه من فقهاء مكة.

٧٠٠ ـ إبراهيم بن طهمان بن سعيد الخراسانى الهروى ، أبو سعيد ، نزيل مكة ، وأحد الأعلام :

سمع عبد الله بن دينار ، وعمرو بن دينار ، وأبا الزبير المكى ، وأبا إسحاق السبيعى ، وأبا حازم سلمة بن دينار ، وموسى بن عقبة ، ويحيى بن سعيد الأنصارى ، وجماعة.

روى عنه : صفوان بن سليم ، وهو من شيوخه ، وشيبان بن عبد الرحمن النحوى ، وأبو حنيفة النعمان بن ثابت الفقيه ، وهما أكبر منه ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الرحمن ابن مهدى ، وسفيان بن عيينة. روى له الجماعة.

وقال يحيى بن أكثم القاضى : من أمثل من حدث بخراسان والعراق والحجاز ، وأوثقهم وأوسعهم علما.

وقال عبد الله بن أحمد بن أبيه ، وأبو حاتم : ثقة.

وقال يحيى بن محمد بن يحيى النيسابورى : مات إبراهيم بن طهمان فى سنة ثمان وخمسين ومائة.

وقال مالك بن سليمان : مات سنة ثمان وستين ومائة بمكة ، ولم يخلف بعده مثله.

__________________

٦٩٩ ـ انظر ترجمته فى : (جمهرة أنساب العرب ١٦٥).

٧٠٠ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات خليفة ٣٢٣ ، التاريخ الكبير ١ / ٢٩٤ ، الضعفاء ١٩ ، مشاهير علماء الأمصار ١٩٩ ، الفهرست المقالة السادسة الفن السادس ، تاريخ بغداد ٦ / ٠٥ ـ ١١١ ، الكامل لابن الأثير ٦ / ٦٢ ، تهذيب الكمال ٥٨٥٧ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٢١٣ ، ميزان الاعتدال ١ / ٣٨ ، عبر الذهبى ١ / ٢٤١ ، الوافى بالوفيات ٦ / ٢٣ ـ ٢٤ ، طبقات الحفاظ ٩ ، خلاصة تذهب الكمال ١٨ ، شذرات الذهب ١ / ٢٥٧ ، سير أعلام النبلاء ٧ / ٢٧٨ ، ـ ٢٧٩).

١٣٦

وقول مالك هو الصواب ، على ما ذكره الخطيب. وذكر أن القول الأول وهم ، وقد روى ذلك مسندا عنهما.

وذكر صاحب الكمال : أنه ولد بهراة ، وسكن نيسابور ، ثم قدم بغداد ، وحدث بها ، ثم سكن مكة حتى مات بها.

٧٠١ ـ إبراهيم بن عبد الله بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة القرشى الزهرى :

أمير مكة. ذكره الزبير بن بكار فى كتابه ، وساق نسبه إلى عبد الرحمن بن عوف ، قال : وكان ابن قثم قد استخلف إبراهيم بن عبد الله بن عبد العزيز ، على مكة حين وليها ، وهو الذى ولى عزل عبد الله بن محمد بن عمران عن مكة ، وولى حبسه.

وقال الزبير بكار : وكان حسن بن إسماعيل ، يدعى عليه قتل أخيه عمر بن إسماعيل ، وليس ذلك كما قال ، ولكن أخوه عمر بن إسماعيل عدا على إبراهيم بن عبد الله فى ضيعة له بالعيص (١) ، فضربه ضربة منكرة فى رأسه بالسيف ، وكان فى ولاية إبراهيم بن عبد الله ، فعدا سليمان بن عبد الله بن عبد العزيز ، على عمر بن إسماعيل ، فضربه بالسيف حتى قتله ، وهرب إلى مصر ، ثم هرب حسن بن إسماعيل حيث قتل إبراهيم بن عبد الله إلى مصر ، فكان هو وسليمان بن عبد الله نازلين على بعض كبار أهلها ، فعدا سليمان على حسن فقتله ، فأخذ الرجل الذى كانا نازلين عليه ، سليمان بن عبد الله ، فضرب عنقه. انتهى.

٧٠٢ ـ إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عسكر بن مظفر بن نجم بن شادى الطائى ، الشيخ برهان الدين المعروف بالقيراطى الشافعى المصرى :

أديب مصر المشهور. سمع صحيح البخارى على ابن شاهد الجيش ، وسمع منه مشيخته ، وعلى حسن بن السديد جزء أيوب السختيانى ، وبعض الغيلانيات على بعض أصحاب النجيب وغيره. وحدث ببعض مروياته ، وكثير من نظمه. فمن ذلك : ديوانه الذى سمعناه على شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة سماعا عنه.

__________________

٧٠١ ـ (١) العيص : بالكسر ثم السكون ، وآخره صاد مهملة ، وهو موضع فى بلاد بنى سليم به ماء يقال له ذنبان العيص ، قاله أبو الأشعث ، وهو فوق السوارقية. انظر : معجم البلدان (العيص).

٧٠٢ ـ انظر ترجمته فى : (الدليل الشافى ١ / ١٨ رقم ٤٠ ، النجوم الزاهرة ١١ / ١٩٦ ، إنباء الغمر ١ / ٢٠٠ رقم ١ ، الدرر ١ / ٣٢ رقم ٧٧ ، حسن المحاضرة ١ / ٥٧٢ ، المنهل الصافى ١ / ٨٩).

١٣٧

وله النظم الرائق ، والنثر الفائق ، مع المشاركة الحسنة فى فنون من العلم. درس بأماكن. وأجاز لى باستدعاء شيخنا ابن سكر بمكة ، وبها توفى ليلة الجمعة العشرين من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وسبعمائة ، ودفن بالمعلاة بعد صلاة الجمعة.

وكان مولده فى صفر سنة ست وعشرين وسبعمائة ، رحمه‌الله عليه.

أنشدنى أديب مصر ، الإمام برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن محمد الطائى المعروف بالقيراطى لنفسه إجازة من قصيدة نبوية : وأنشدنيها شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة سماعا بالمسجد الحرام ، عنه سماعا. قال [من الخفيف] :

ذكر الملتقى على الصفراء

فبكاه بدمعة حمراء

ونهارا بطيبة أبيض الوج

ه مضافا لليلة غراء

ما لعين سوداء منى نصيب أى

بعد حبى لعينها الزرقاء

زرقا بان لى من سناها

ما اختفى نوره عن الزرقاء

ليت شعرى أنثر دمعى يطفى

حرقا نارهن فى الأحشاء

فعلى الجزع والعقيق لدمعى

درة بعد درة بيضاء

على الحى حى أسماء قوم

ما ظباهم سوى عيون الظباء

وظباهم إن رمت منها كلاما

كلمتنى جفونها بالظباء

دون رسم الديار حد سيوف

مانع من دنا لسجف خباء

لا تخافوا فلو دنوت إليها

أحرقتنى أشعة الأضواء

أشرقت بهجة وعزت منالا

فهى كالشمس فى سنا وسناء

كم سلام بالطرف منها علينا

كصلاة العليل بالإيماء

خامر العقل حبها فنبذنا

مرسل الدمع عندها بالعراء

لعبت بالعقول أفعال أسما

كلعب الأفعال بالأسماء

لم تجد باللقا وعين دموعى

جود عينى به كجود الطائى

لقبوها بالبد والغصن والظ

بى وأين الألقاب من أسماء

ومنها فى مدحه صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

أيها المصطفى معاليك أضحت

ذا استواء على العلا واحتواء

ثم لما ولدت أصبح كسرى

ذا انكسار ألقاه فى غماء

شق إيوانه فشق عليه

حيث كان الإيوان للإيواء

كان عزا له فأضحى لما قد

ناله بانهدامه فى عزاء

١٣٨

غاض ماء له طفا ثم أمست

ناره بالأنوار ذات انطفاء

مولد يومه أتانا بسرّا

ء كسراء ليلة الإسراء

ومنها :

كم ببدر تحت النجوم جسوم

تركوها للنسر والعواء

صدقوا فيهم الجلاد إلى أن

جدّلوهم صرعى وبال وباء

وأتوهم بكل أبيض عضب

ليس ينبو وصعدة سمراء

ومنها :

طال ما شيبوا بسمر العوالى

عند ما ذففوا على الجرحاء

كل أبيات من بغا أفسدوها

عند ركض الخيول بالإيطاء

فمضى ربعها وقد صرعوهم

هى ذات الإكفاء والإقواء

ومنها :

آل طه هل تسمحون لصاد

طمحت عينه للمحة رائى

آل طه عزى بكم فى نمو

وإليكم دون الأنام انتمائى

قلد الجود منكم الجيد طوقا

فلهذا شددت كالورقاء

شنف السمع مدح مداحكم

ما أحوج السامعين للإصغاء

أى مدح يكون للشعر بعد

مدح قد جاء فى الشعراء

حبر المدح منك لا من صنيعى

أين منها الحبير من صنعاء

أسكتت إذ نطقت كل بليغ

مشل ما أنطقتهم بالثناء

وإذا ما نطقت منها بحرف

عاد منها الوأواء كالفأفاء

فهى شمس إذا النهار تجلى

وهى بدر فى الليلة الليلاء

قصرت عن مدى مديحك عجزا

ثم جاءت تمشى على استحياء

فى قصور ولو بنيت قصورا

عن مبانى صفاتك العلياء

أنظم المدح فى علاك نجوما

فغدا منك مدحنا فى السماء

وأنشدنى لنفسه فيما أجازنيه أيضا من قصيدة ، وأنشدنى ذلك شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة سماعا ، عنه سماعا ، قال [من الكامل] :

للصب بعدك حالة لا تعجب

وتتيه من صلف عليه وتعجب

أبكيته ذهبا صبيبا أحمرا

من عينه ويقول هذا المطلب

١٣٩

وقتلته بنواظر أجفانها

بسيوفها الأمثال فينا تضرب

رفقا بمن أجريت مقتله دما

ووقفت من جريانها تتعجب

نيران بعدك أحرقته فهل إلى

نحو الجنان ببعده تتقرب

كم جيّش العذال فيك وإنما

سلطان حسنك جيشه لا يغلب

من لى بشمسى المحاسن لم يزل

عقلى به فى كل وقت يذهب

أحببته متعمما ومعنفى

أبدا علىّ بجهله يتعصب

ويعيب من طرق التفقه وجهه

والعشق يفتى أن ذاك المذهب

ولقد تعبت بعاذل ومراقب

هذا يزيّر والرقيب ينقب

ومؤذنا سلوانه وغرامه

هذا يرجّع حيث ذاك يثوّب

ومنها :

قال احسب القبل التى قبلتنى

فأجبت إنا أمّة لا تحسب

لله ليل كالنهار قطعته

يالوصل لا أخشى به ما يرهب

وركبت منه إلى التصابى أدهما

من قبل أن يبدو لصبح أشهب

أيام لا ماء الخدود يشوبه

كدر العذار ولا عذارى أشيب

كم فى مجارى اللهو لى من جولة

أضحت ترقص بالسماع وتطرب

ولكم أتيت الحى أطلب غرّة

بعد الرحيل فلم يلح لى مضرب

ووقفت فى رسم الديار وللبكا

رسم على مقرر ومرتب

ومن ذلك قوله من قصيدة [من الكامل] :

لم ينقلوا عنى الغرام مزورا

ما كان حبكم حديثا يفترى

طلعت بدور التّمّ من أزراركم

فغدا اصطبار الصب منفصم العرى

يا من هجرت على هواهم عاذلى

أيحل فى شرع الهوى أن أهجرا

أعصى الملام ولا منام يطيعنى

فكأن أذنى العين واللوم الكرى

فى كل هيفاء القوام كأنها

غصن يحركه النسيم إذا سرى

قالت وقد سمعت بجرى مدامعى

صدق المحدث والحديث كما جرى

ذكرت فصغرها العذول جهالة

حتى بدت للناظرين فكبرا

وجهلت معنى الحسن حتى أقبلت

فرأيته فيها يلوح مصورا

لا تذكروا الغزلان عند لحاظها

أبدا وكل الصيد فى جوف الفرا

لما درت أنى الكليم من الهوى

جعلت جوابى فى المحبة لن ترى

١٤٠