تراثنا ـ العددان [ 117 و 118 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 117 و 118 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٤٩٤

فصوله فليمعن به الأستاذ وليدع توجيهه الجديد جانباً وليسلك جادّة العلماء المنصفين (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ)(١) والذي دعانا إلى هذا إنّما هو الذود عن السنّة المقدّسة والغيرة على الإسلام والمسلمين بتمحيص الحقّ المتصل بحياتنا العلمية والعقلية اتّصالاً مباشراً ، (إِنْ أُرِيدُ إِلاّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ)(٢).

صور ـ لبنان عبدالحسين شرف الدين.

كلمة أخيرة للأستاذ الصعيدي في جواب السيّد(٣)

كلمة أخيرة في أبي هريرة :

قرأتُ ما كتبه الأستاذ عبدالحسين شرف الدين في العدد ٧٢٤ من مجلّة الرسالة فوجدته يدّعي إنّا معشر أهل السنّة نذهب إلى عصمة الصحابة من الجرح المسقط لعدالة المجروح وهذا ليس بصحيح ، لأنّ العصمة خاصّة عندنا بالأنبياء ، وعدالة الصحابة عندنا لا ترجع إلى عصمتهم لأنّه يجوز عليهم ما يجوز على غيرهم وإنّما ترجع إلى ما كان من تحرّزهم في دينهم وما يأخذه إخواننا من الشيعة عليهم يرجع إلى رأيهم في الخلافة ،

__________________

(١) سورة الزمر ٣٩ : ١٨.

(٢) سورة هود ١١ : ٨٨.

(٣) الرسالة ، ٦ رجب (١٣٦٦هـ) العدد ٧٢٥.

٣٤١

ومثل هذا لا تسقط به عدالة.

ثمّ وجدته يعود إلى حديث دخول أبي هريرة على رقية وإلى تصحيح الحاكم لسنده مع أنّ البخاري أعلّه بالانقطاع ومع أنّي أثبت له ضعف هذا السند في روايتَي الحاكم واعتمدتُ في هذا على كتاب ميزان الاعتدال للذهبي وقد ذكر الأستاذ أنّي ضعّفت هذا السند بما لا يتنزّه عن مثله أسانيد كثير من الصحاح وفاته أنّه يكفّر أبا هريرة بهذا الحديث ويتّهمه بوضعه ولا يصحّ تكفير مثل أبي هريرة إلاّ إذا لم يكن مطعن ما على غيره فإذا كان هناك مطعن ما على غيره لم يصحّ تكفيره لأنّ التكفير لا يثبت إلاّ بقاطع فيه.

على أنّ تصحيح الحاكم لسند ذلك الحديث لا يفيد الأستاذ فيما يريده من إثبات وضعه ومن أنّ واضِعَه أبو هريرة ، لأنّ الحديث الذي يصحّ سنده دون متنه لا يكون موضوعاً ، وإنّما يكون في متنه غلط أو نحوه ، كما تقرّر هذا في علم مصطلح الحديث أمّا طلب الأستاذ أن ينظر في غير هذا الحديث من كتابه فيمنع منه أنّ مجلّة الرسالة لا تتّسع له.

٣٤٢

تفسير الوزير المغربي(١)

(المصابيح في تفسير القرآن)

قراءة في نسخه الخطّية وتصحيحها

مرتضى كريمي نيا

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد كرّست اهتمامي في السنين الأخيرة لمطالعة وتصحيح تفسير الوزير المغربي المسمّى بـ : المصابيح في تفسير القرآن ، وكتبت بعض المقالات في هذا الخصوص ، وقد تطرّقت في مقالتي هذه إلى وصف النسخ الثلاث الموجودة منه ، ومناقشة الأخطاء والنواقص التي وردت في تصحيح نسخ هذا الكتاب والتي جاءت في إطار رسالة الدكتوراه المقدّمة من قبل الدكتور

__________________

(١) تمّ ترجمة البحث إلى العربية من قبل هيئة التحرير.

٣٤٣

عبدالكريم بن صالح الزهراني والتي تمّ الدفاع عنها في جامعة أمِّ القرى في مكّة المكرّمة سنة (٢٠٠٠ ميلادي) ، علماً بأنّ هذه الرسالة موجودة على صفحات الشبكة المعلوماتية (الإنترنيت) بالرغم من أنّه لم يتمّ نشرها رسميّاً ولم تطبع بعد.

لقد خلّف لنا الوزير أبو القاسم الحسين بن علي المعروف بـ :(الوزير المغربي) ـ العالم ، الأديب ، السياسي والمفسّر الشيعي في القرن الرابع الهجري ـ تفسيره النفيس والقيّم والذي لازال طيّ النسيان ألا وهو المصابيح في تفسير القرآن العظيم ، وقد أشار الكثير من العلماء وأصحاب التراجم إلى وجود تفسير للوزير المغربي ، وإنّ أقدمهم في ذلك هو الشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ) حيث نقل في تفسيره التبيان في تفسير القرآن أكثر من خمسين مرّة(١) من تفسير الوزير المغربي ، وإن كان الشيخ الطوسي لم يذكر تفسير الوزير المغربي بالإسم في بعض الأحيان ، ولكن العبارات المنقولة في تفسير التبيان موجودة بأسرها تقريباً في المصابيح بنسخه الثلاث.

وقد أشار البعض الآخر مثل ابن شهرآشوب في كتابه معالم العلماء إلى تفسير المصابيح صراحة ، وكذلك آقا بزرك الطهراني في الذريعة ذكره بهذا الاسم ، علماً بأنّ هذا الاسم مذكور في النسخ الثلاث التي عثرنا عليها.

وقد ذكر النجاشي ـ المعاصر للشيخ الطوسي ـ في فهرسته(٢) هذا

__________________

(١) حيث إنّ الشيخ الطوسي غالباً ما ذكر التعابير التالية : (قال الحسين بن علي المغربي) ، (ذكره الحسين بن علي المغربي) ، (حكى المغربي) ، (اختاره المغربي) ، (استحسنه المغربي).

(٢) رجال النجاشي ١/٥١.

٣٤٤

التفسير تحت عنوان خصائص علم القرآن ، وقد انتقل بنفس هذا الإسم منه إلى سائر كتب التراجم الأخرى مثل : أمل الآمل للحرّ العاملي ، الفوائد الرجالية للسيّد بحر العلوم ، الكنى والألقاب ، معجم رجال الحديث ، الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، إيضاح المكنون ، هديّة العارفين ، ولا يبعد أن يكون قد عرف هذا التفسير بكلا الاسمين في ذلك الزمان.

وقد أشار ابن العديم (٥٥٨ ـ ٦٦٠ هـ) في بغية الطلب(١) إلى رسالة من الوزير المغربي يشير فيها إلى سيرة حياته والمراحل التي مرّ بها في حياته العلمية حيث يذكر فيها مجالسه التفسيرية قائلاً : «ولي ـ وأحمد الله ـ إملاءات عدّة في تفسير القرآن وتأويله»(٢) ، علماً بأنّ هذا العنوان وإن لم يكن الإسم الدقيق لتفسيره ولكنّه عرف فيما بعد ـ اشتباهاً ـ بتفسير الوزير المغربي كما في بعض المصادر التفسيرية(٣) ، هذا وأنّ عدم ذكر الاسم الدقيق لتفسير

__________________

(١) بغية الطلب ٦/٢٥٣٦.

(٢) ابن العديم في بداية كلامه قال : «قرأت في رسائل الوزير أبي القاسم بن المغربي نسخة كتاب كتبه ليُعرض بالسدّة القادرية ، وقد طُعن عليه بالدار الخليفية في مذهبه حيث وُزر للملك السعيد مشرف الدولة أبي علي ، وإنكار الاسم المغربي المشهور به ، وأنّه نسب إلى اعتقاد المذهب المصري والتديّن به ، فكتب رسالة في ذلك ، وكتبها على وجهها وحذفت من آخرها ما لا حاجة لي إليه لما فيها من ذكر نسبه ومنشأه ومذهبه ومبدأ حاله وطلبه للعلم واشتغاله» ، هذه العبارة تشير إلى أنّ الوزير المغربي كان متّهماً بكونه كان قريباً من الاسماعيلية والفاطمية إبّان وزارة مشرف الدولة أبو علي البويهي (حدود سنة ٤١٠ هـ) في بغداد.

(٣) فمن بين هؤلاء الداوودي في طبقات المفسّرين (١ / ١٥٦) قد ذكر هذا التفسير باسم (إملاءات عدّة في تفسير القرآن العظيم وتأويله) ، كما أنّ الذّهبي في لسان الميزان (٢/ ٣٠١) في إشارته إلى هذه الرسالة كتب يقول : «وأنّه أملا عدّة مجالس في تفسير القرآن والاحتجاج في التنزيل بكثير من الأحاديث المسموعة له».

٣٤٥

الوزير المغربي في رسالته تلك يشير إلى عدم وجود اسم له حتّى في السنين الأخيرة من حياته.

وإنّ بعض العبارات الموجودة فيه تشير إلى كون هذا التفسير هو عبارة عن إملاءات متفرّقة تمّ جمعها من خلال الإضافات التي وضعها بمرور الزمن ؛ كما في العبارات التي تمّ وضعها في طيّات تفسير بعض الآيات والتي تشير إلى تفسير آيات لاحقة ، كما في تفسير الآية ١٠٠ من سورة البقرة حيث يشير إلى بحث قد ذكره في سورة المائدة ، وكما في الآية ١١٣ من سورة النساء حيث كتب يقول : «والإضلال في تفسير شعر النابغة : الدفن ، وقد ذكرناه في تفسير سورة ألم السجدة».

مضافاً إلى ذلك أنّ الوزير المغربي كان لا يراعي في تفسيره ترتيب الآيات في كثير من الأحيان ، حيث نراه بعد تفسيره للآية يرجع مرّة أخرى إلى تفسير بعض الكلمات المرتبطة بها حيث يضيف بعض البحوث إليها.

النسخ الخطّية للتفسير :

لقد عثرت حتّى الآن من بين مختلف مكتبات العالم على ثلاث نسخ خطّية فقط ، وقد اعتمدت في تصحيحي لهذا الكتاب على جميع هذه النسخ.

الف) النسخة المصوّرة الموجودة في جامعة الإمام محمّد بن سعود الإسلامية ـ الرياض ، المملكة العربية السعودية ـ مخطوطات قسم التفسير ، برقم (٢٠٠٢).

إنّ مصدر النسخة الأصلية للمصوّرة الموجودة في جامعة الإمام محمّد ابن سعود (في مدينة الرياض) غير معروف لدينا ، وذلك لأنّ بعض المكتبات

٣٤٦

في الدول العربية من دول الخليج لا تشير إلى النسخ الأم.

علماً بأنّ هذه النسخة من أكمل النسخ الموجودة لهذا التفسير حيث تحتوي هذه النسخة على تفسير القرآن الكريم من أوّله إلى نهاية سورة الإسراء ، وقد كتب عليها بخطِّ نسخ جميل اسم الكاتب خضر بن سبط الجوهري ، كما كتبت أسماء السور وأوائل الآيات بخطِّ الثلث الكبير ، اشتملت هذه النسخة على ١٩٦ ورقةً ، وقد كتب في كلِّ ورقة منها ١٥ سطراً ، وقد كتبت الكثير من التصحيحات والسقوطات على هامش المتن بخطّ الكاتب ، وقد سقطت ورقة من هذه النسخة من آخر سورة الفاتحة وأوّل سورة البقرة ، كما سقطت أيضاً ورقة من آخر سورة البقرة وأوّل آل عمران ، وفي المجموع سقط منها حدود عشر أوراق حيث يمكن الاعتماد على النسخة (ج) والموجودة في جامع القرويّين لسدّ النقص فيها.

وقد جاء على صفحة العنوان من هذه النسخة العبارة التالية : (الأوّل من كتاب المصابيح في تفسير القرآن زاده الله شرفاً وتعظيماً تصنيف الوزير الحسين بن علي بن الحسين المغربي).

وكتب في آخر هذه النسخة : (تمّ الجزء الأوّل من المصابيح بعون الله ولطفه ويتلوه في الثاني إن شاء الله سورة الكهف والحمد لله ربّ العالمين وصلواتي على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين. كتبه العبد الراجي رحمة ربّه خضر سبط الجوهري(١) هذه النسخة نسخت من أصل سقيم ثمّ قوبلت من

__________________

(١) لقد ذكر عبد الكريم الزهراني في رسالته اسمه اشتباهاً خضر سوييط ، في حين أنّ هذا الكاتب والناسخ المعروف هو خضر بن عبد الله سبط يحيى الجوهري الذي

٣٤٧

نسخة أخرى صحيحة قد كتبت من أصل هو من خطّ المصنّف فهذا سبب كثرة الحواشي والتخريج وبالله العون والعصمة).

هذا وقد حصلت على نسخة مصوّرة منها وذلك بمساعدة وجهود الدكتور الشيخ بندر بن عبد الله الشويقي من أساتذة كلّية أصول الدين في جامعة الإمام محمّد بن سعود مشكوراً.

__________________

استنسخ العديد من المخطوطات منها الفهرست لابن النديم والتي ذكر الزركلي أحد نسخها بهذا الوصف : الفهرست لابن النديم طبع في ليبسيك (١٨٧١م) في جزءين ، ثانيهما للفهارس والتعليقات من عمل جستاف فلوجل ، وكثيراً ما رجعت إلى جزء منه مخطوط متقن ، كتبه خضر بن عبد الله سبط يحيى الجوهري في ٤٤ ورقة توافق الصفحة ١٤٥ ـ ٢٤٥ من طبعة فلوجل والصفحة ٢٠٨ ـ ٣٥٥ من طبعة المكتبة التجارية بمصر.

والجدير بالذكر أنّ بيارد داج (Bayard Dodge) ذكر في رسالته التي وصف فيها نسخاً مختلفةً لفهرست ابن النديم قائلاً إنّ هذه النسخة من الفهرست موجودة في المكتبة السعيدية في مدينة تونك في راجستان الهند ، وقد ذكر هذا الشخص فيما بعد بإسم حنين بن عبد الله سبط بن يحيى الجوهري حيث قال : (تمّ الجزء الثاني من كتاب الفهرست بعون الله ولطفه ويتلوه ان شاء الله تعالى في الجزء الثالث يحيى النحوي وكتبه يحيى بن عبد الله سبط بن يحيى الجوهري والحمد لله).

٣٤٨

٣٤٩

٣٥٠

ب) النسخة الخطّية الموجودة في مكتبة چستربيتي ـ دبلن ، إيرلندا ـ برقم (٣٥٣٨).

لقد نسب (آرثور آربري) هذه النسخة إلى ابن كيسان النحوي اشتباهاً منه وذلك حين فهرسته لمخطوطات المكتبة ، وقد وقع منه هذا الخطأ وذلك لأنّ لابن كيسان كتاب تحت عنوان مصابيح الكتاب وهو في واقع الأمر شرح أو تهميش على الكتاب لسيبويه النحوي(١) ، وقد صار هذا الخطأ سبباً لينسب

كلٌّ من (كارل بروكلمان) و (فؤاد سزگين)(٢) و (الزركلي)(٣) هذا التفسير لابن كيسان اعتماداً على ما وجد في مكتبة چستربيتي.

وقد كتب (آربري) على غلاف هذه النسخة كالتالي : «المصابيح في تفسير القرآن العظيم ، لأبي الحسن محمّد بن أحمد بن كيسان (ت ٣٢٠ هـ/٩٣٢م) [هو جزءٌ مهم من تفسير قرآني] يحتوي على ٩٧ ورقة ؛ ٨/٢٠ × ٨/١٤ سانتي متر ، بخطّ نسخ واضح ، من غير تاريخ ، ويحتمل أن تكون النسخة من القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي ، ولم تسجّل حتّى الآن أيّ نسخة أُخرى من هذا الكتاب»(٤) ؛ ويبدو أنّ (آربري) لا يعرف

__________________

(١) معجم الأدباء ٥/٢٣٠٧.

(٢) لقد نسب فؤاد سزگين ـ في الترجمة الفارسية من كتابه (تاريخ أدبيات عربي ١ / ٩٣) والنصّ الألماني (١ /٤٨) ـ تفسير المصابيح في تفسير القرآن إلى ابن كيسان اشتباهاً مثله مثل بروكلمان في كتابه (١ / ١١٠).

(٣) الأعلام للزركلي ٥/٣٠٨.

(٤)MS. ٣٥٣٨ : AL-MASABIH FI TAFSIR AL-QUR\'AN AL-AZIM, by_Abu \'L-Hasan Muhammad b. Ahmad B. KAISAN (d.٣٢٠/٩٣٢). [A considerable portion of a commentary on the Qur\'an.] Foll.٩٧.٢٠.٨×١٤.٨

٣٥١

الوزير المغربي أصلاً ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى لم يلتفت إلى أنّ المؤلّف لهذا التفسير كراراً ما نقل من الرمّاني (ت ٣٨٤ هـ) ، وأبو بكر الرازي الجصّاص (ت ٣٧٠هـ) ، ومن سائر علماء القرن الرابع الهجري ولذا لا يمكن أن يكون ابن كيسان (ت ٣٢٠ هـ).

ومن جانب آخر فقد تردّد (شارل پلاّ) في مقالته (ابن كيسان) والمنشورة في دائرة المعارف الإسلامية في النسخة الفرنسية منها في صحّة نسبة هذا الكتاب لابن كيسان ، وقد عدّه من ضمن تأليفات الوزير المغربي(١) ، وقد نسب (فان اس)(٢) الكتاب أيضاً إلى ابن كيسان ، في حين أنّ (سمور) قد عدّ الكتاب من ضمن مؤلّفات المغربي وذلك في مقالته : (بنو المغربي) المنشورة في دائرة معارف الإسلام(٣).

وفي هذه النسخة توجد سقوطات في أوائلها وفي أواخرها ؛ حيث تبتدئ هذه النسخة من أوّل سورة النساء ويأتي بعدها تفسير سورة المائدة ثمّ الأنعام والأعراف والأنفال والتوبة ويونس ثمّ هود ثمّ يوسف ، إلاّ أنّها في

__________________

cm. Good scholar\'s naskh. Undated, ٦/١٢th century. No Other copy appears to be recorded.

(١) by by C.E. Charles Pellat, "Ibn Kaysؤn", in Encyclopedie de l\'Islam, edited Bosworth, vol.٢, p.٣٩٠ nouvelle. edition,

(٢)Josef Van Ess, Theologie und Gesellschaft im ٢. und ٣. Jahrhundert Hidschra : Eine Geschichte des religiosen Denkens im fruhen Islam, Berlin : Walter de Gruyter, vol. ٥. p. ٤٤١.

(٣) دائرة المعارف الإسلامية ، الطبعة الثانية ، النسخة الإنجليزية ، ليدن ، منشورات بريل ، ٥/١٢١١.

"al-Maghribi, Banu", by Pieter Smoor, in EI٢, vol.٥, p.١٢١١.

٣٥٢

تفسير الآية (جِئْنَا بِبِضَاعَة مُزْجَاة) من سورة يوسف ينتقل فجأة إلى تفسير بعض الآيات من سورة آل عمران من الآية ١٠٤ إلى نهاية السورة ، وقد جاء في الصفحة الأخيرة ـ التي يبدو منها أنّها ملحقةٌ بهذه النسخة ـ اسم الكاتب كمال الدين أبو مجد عبد الرحيم بن عبد الملك وسنة الكتابة (٦٧٨ هـ).

ومع مطالعة هذه النسخة والتمعّن في معالمها يمكننا أن نتوصّل إلى أنّ نسخة تفسير المصابيح كانت مفرّقة أو على شكل رُزم غير موحّدة ، فتارة نرى بعض أوراقها اشتملت على تفسير سورة أو سورتين من القرآن في رزمة واحدة ؛ على سبيل المثال نرى في أواخر سورة المائدة من نسخة چستربيتي (النسخة ب) جاء فيها : «الجزء السابع من المصابيح في تفسير القرآن» حيث يتبيّن من خلال ذلك أنّ هذه النسخة ـ من بداية سورة الفاتحة حتّى نهاية سورة المائدة ـ اشتملت على ستّة رُزم متفرّقة.

إنّ نسخة من هذه المخطوطة موجودةً على صفحات الشبكة المعلوماتية (الإنترنيت) ، وقد حصلت على نسخة مصوّرة منها من مكتبة (چستربيتي) وذلك بجهود الطالب الجامعي ـ في مرحلة الدكتوراه ـ ياسر ميردامادي من طلاّب جامعة (أدنبره).

٣٥٣

٣٥٤

٣٥٥

ج) نسخة مكتبة جامع القرويّين ـ فاس ، المغرب ـ برقم (١٤٧٦).

إنّ هذه النسخة التي تعدّ النسخة الثالثة من تفسير الوزير المغربي قد اشتملت على تفسير القرآن الكريم من أوّله إلى أواسط سورة هود ، وقد لحقت بهذه النسخة أضرارٌ جسيمة ، حيث خَرمت الأرضة أطرافها ، ويبدو ذلك أكثر وضوحاً في أوّل النسخة إلى بداية سورة (آل عمران). وقد بلغت هذه النسخة من الأهمّية بحيث يمكن الاعتماد عليها في إصلاح شطر من سقوطات النسخة (ألف) ـ قسم من تفسير سورة (الفاتحة ، البقرة ، آل عمران) ـ حيث يمكن إصلاحها وتصحيحها على هذه النسخة. وللأسف أنّه لم يتّضح لنا اسم الناسخ وتاريخ النسخ. وقد كتب على الصفحة الأولى من هذه النسخة : «كتاب المصابيح في تفسير القرآن العظيم زاده الله تكريماً تصنيف الوزير أبي القاسم الحسين بن علي المغربي رحمه‌الله». وعلى العكس ممّا جاء في النسخة (ألف) فإنّ مقدّمة الآيات في هذه النسخة من تفسير المصابيح لم تكتب بخطٍّ واضح ، وقد كتبت هذه النسخة بخطّ النسخ ، وقد احتوت على علامات فنّية دقيقة جدّاً.

لقد جعل الناسخ لجميع الحروف علامةً خاصّة ليميّزها عن غيرها من الحروف المشابهة لها في رسم الخطّ ، فقد ميّز مثل ح ، ع ، ف ، ر ، س بعلامات جاءت إمّا في أعلاها أو في أسفلها تمييزها.

ولم يكتب أحدٌ لحدّ الآن عن أوصاف هذه النسخة من تفسير الوزير المغربي وما اشتملت عليه من متن وخصائص وجزئيّات ، وبالرغم من أنّني

٣٥٦

كنت على علم بتفسّخ هذه النسخة وكنت استبعد الحصول عليها إلاّ أنّني بذلت قصارى جهدي مدّة مديدة من أجل الحصول عليها وبشتّى الطرق وبمساعدة الأصدقاء في إيران وأوربا وبعض الدول العربية في شمال أفريقيا ، ورغم ما تحمّلته من أعباء خلال السنتين الأخيرتين للحصول على هذه النسخة والتي باءت جميعها بالفشل إلاّ أنّ تلك الجهود أثمرت أخيراً عن الحصول على النسخة المصوّرة من هذه النسخة القيّمة وذلك بمساعدة وهمّة الأستاذ والمحقّق العزيز الدكتور خالد الزهري مدير الخزانة الحسنية في الرباط.

في النسخة (أ) عندما يأتي باسم أبو جعفر وأبو عبد الله يردفه بعبارة عليه‌السلام ، وكذلك عندما يأتي باسم الرسول الأكرم يردفه بالصلوات التامّة أي (صلى الله عليه وآله) ، في حين في النسخة (ج) (جامع القرويين) على العكس من ذلك فإنّنا لم نرى عبارة عليه‌السلام بعد (أبو جعفر) و (أبو عبد الله) إلاّ قليلا ، وأمّا بعد اسم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنّنا نرى عبارة عليه‌السلام في بعض الأحيان وعبارة (صلى الله عليه) في أحيان أخرى ، أمّا الصلاة التامّة على الرسول الأعظم ـ صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم ـ فإنّنا نجدها في هذه النسخة في بعض الأحيان ما عدا في سورة البقرة فإنّها تخلو منها ، وبعد ذكر الإمام علي عليه‌السلامنرى عبارة (كرّم الله وجهه) في بعض الأحيان ، في حين في النسخة (ب) نلاحظ عبارة (صلى الله عليه وعلى آله) بعد اسم النبيّ الأكرم إلاّ أنّها كانت تخلو من عبارة عليه‌السلام بعد أبو جعفر وأبو عبد الله.

٣٥٧

هذا وإذا قمنا بالمقارنة فيما بين النسخ الثلاث نرى أنّ النسخة (أ) كاملة أكثر من النسختين الأخريتين إلاّ أنّ النسخة (ج) أكثرها دقّة وصحّة ، وبالرغم من أنّنا قد اعتمدنا في تصحيحنا على النسخة (أ) حيث اعتبرناها هي الأساس في عملنا إلاّ أنّنا نرجع إلى النسخة (ج) عندما نجد اختلافاً في المتن فيما بين النسخ ، إلاّ في التحيّات ـ الصلوات والسلام ـ بعد اسم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة عليهم‌السلام فإنّنا اعتمدنا على النسخة (أ).

٣٥٨

٣٥٩

٣٦٠