زيارة عاشوراء السنة الإلهية العظمى

فؤاد شبيب

زيارة عاشوراء السنة الإلهية العظمى

المؤلف:

فؤاد شبيب


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٦٥

ثالثا : في بعض مختصات الحسين (ع) (١):

إن الحسين بن علي صلوات الله وسلامه عليه أعلى وأجل أن نتمكن ـ ونحن العاجزون ـ عن الحديث عنه بل وعن ذكر بعض ما يليق بجلال عظمته ورفيع درجاته وسمو مكانته ...

وقبل أن ندخل في الموضوع أود أن أذكر مقدمة تحوي مجموعة من النقاط (کمدخل إلى ما أردنا الإلماع إليه :

المقدمة :

أولا :

إن مكانة وعظمة الإمام الحسين عليه السلام لا يمكن لنا استيعابها ، كما أن الاعتراف بالعجز عن إدراك كنه الباري جل وعلا من صميم الإيمان المبني على المعرفة ، كذلك هم ـ المعصومون الأربعة عشر ـ لا يمكن لنا إحاطتهم ، ولا شك أنهم ليسو کالله سبحانه وتعالى في اللامحدودية ، ولكن مما لا شك فيه أنهم (ع) أوسع من جميع المخلوقات مما يجعل نسبة المخلوقات إليهم كالقطرة إلى المحيط .. والمثال للتقريب وإلا فالنسبة أكبر وأبعد .. وقد دلت على هذه الموضوعة الروايات المتعددة كبعض مقاطع الزيارة الجامعة وحدیث الكساء أو بعض أدعية شهر رجب وغيرها ، كما يدل على ذلك العقل ، ولسنا هنا في صدد إثبات ذلك وإنما أردنا الإشارة هذه الحيثية والتذكير.

إذا خلص إلى أن معرفة الإمام الحسين (ع) ـ حق المعرفة ـ فوق مستوى إدراكنا ولا تحيطه عقولنا بل تتهافت أمام شموخ صرحه ألباب أرباب أهل العلم والمعرفة.)

__________________

(١) هذه النقطة (التالية) هي في واقع الأمر بحث کتبته في محرم لعام ١٤٣٣ ه لتقديمه لإحدى المواقع على شبكة الانترنت (شبكة مزن الثقافية) وكان بعنوان (الحسین ابن علي (ع) جوهرة الوجود الفريدة) وهو في مختصات الإمام الحسين (ع) وأحببت أن أدرجه في هذا الفصل لتعم الفائدة.

١٢١

ثانيا :

إن حديثنا عن الإمام الحسين (ع) في أية جنبة من جوانبه في حقيقته لو مجرد عن الأمر والامتثال لكان من الفضول وسوء الأدب ـ والحال هذه ـ ولكان مصداقا لتعدي العبد الآبق على سيده ومولاه الكريم .. فتبا لأقلامنا وألسنتنا لجرأتهما على سيدها ومولاها ، فإنه يشترط في الكاتب أو الناطق ع ن الحسين (ع) العلم والمعرفة والكمال (ولا علم ولا معرفة ولا كمال) ولا يقال أنه في نص بعض زيارة الإمام الحسين (ع) (أتيتك عارفة ..) مما يشي بإمكانية المعرفة ، فإن ذلك تعبد من قبيل قراءة القرآن ، ولا قائل من المسلمين بتمامية معرفتنا بالقرآن وعلومه في الوقت الذي لا ينفك لسان من المسلمين عن ترتيل آياته الطاهرة ، أو تكون المعرفة المذكورة مختصة بكونه مفروض الطاعة ويستفاد ذلك من الروايات.

كما أنه يشترط في القاريء ـ لا أعني قراءة هذه الأسطر القاصرة بل عموم القراءة عن الحسين (ع) ـ أو السامع وجود الأرضية الخصبة والاستعداد التقبل الفيوضات المتصلة بالمدد الإلهي من قبيل (يشرح صدره للإسلام). فيتضح بذلك أن حديثنا عن الحسين (ع) هو امتثال لأوامرهم (ع) (رحم الله من أحيا ذكرنا) أو (أمرنا) ، ولعل الحديث عنهم (ع) والتفكر في سيرتهم صغرى لكبرى (المودة في القربي) وكذا دليل العقل من رجوع

الجاهل للعالم والعليل للطبيب .. وأي عالم وأي طبيب الحسين بن علي (ع) الذي لا يحيطه تعریف ولا يمكن وصفه ، فهذا من ذا ليس إلا.

وقبل ذلك كله فإن مجرد ذكرنا للحسين (ع) فإنه من جميل فيوضاته لأنه خير وذلك من باب (إن ذكر الخير كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه

١٢٢

ومنتهاه) وكذا (وبکم أخرجنا الله من الذل وفرج عنا غمرات الكروب وأنقذنا من شفا جرف الملكات).

ثالثا :

النقطة الثالثة والأخيرة في المقدمة معقودة لتبيين المراد بصورة إجمالية ومقتضبة من هذه الأسطر حيث نستمد الحكمة والمعارف والعلوم المتناثرة والمبثوثة بين ثنايا كلام الأنجم الساطعة وخصوصا في هذا المقام ، فيما ورد عن مختصات الإمام الحسين (ع) التي لا يشترك معه أحد فيها فوحده وحده الذي يختص كما لا يشاركه فيها حتى اللذين يفضلونه كجده وأبيه وأمه وأخيه عليهم صلوات المصلين وأهل الطاعة المقربين.

ومن نافلة القول أن نبين أمورا وهي :

١ ـ هنالك أمور مشتركة بين المعصومين (ع) جميعا سواء في الجانب التشريعي أو التكويني ، وكذا الولاية فيهما.

٢ ـ وهناك أمور مختصة بأهل الكساء خاصة (فاطمة وأبيها وبعلها وبنیها) وكذا الصاحب القائم (عج)

٣ ـ وهناك أمور ينفرد بما أحد المعصومين عليهم السلام عن غيره وذلك أيضا يشمل الجهتين (التكوينية والتشريعية).

وسيكون الحديث ـ بعون الله ـ في جانبين:

الجانب الأول : الولاية التكوينية والتشريعية للمعصومين (ع) (الشاملة للنقطة الأولى والثانية) بصورة مختصرة كمدخل للجانب الثاني

الجانب الثاني : من مختصات الإمام الحسين (ع) التي لا شريك له فيها ، التشريعية والتكوينية. ،، والله المستعان ،

١٢٣

الجانب الأول :

يشترك المعصومون (ع) ـ فيما يبدو ـ في معظم الصفات وجلها وخصوصا بالنظر إلى الجانب التشريعي ، وكذا لا يبعد التكوين أيضا وإن كان التفاوت في الثاني أوضح وأجلى. حيث ورد عن الرسول الأعظم (ص) (أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين كنا في سرادق العرش نسبح الله فسبحت الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عز وجل أدم بألفي عام ..) وكقوله تعالى في الحديث القدسي (يا محمد خلقتك وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين من سنخ نوري) وبضميمة الرواية القائلة (أنم نور واحد) ، وبناء على القاعدة (أن التشريع من لوازم التكوين بالمعنى الأعم) بمعنى أن الولاية التشريعية من قبيل (ففوض إليه أمر دينه) أو (المفوض إليه دينه) هي إحدى مفردات الولاية التكوينية .. ولكن بالمعن الأعم أي كما أن للمعصوم القدرة على أن يبري الأكمه والأبرص ويحي الموتی ويخلق ويدير الكون (بإذني) كذلك له القدرة في التحليل والتحريم (ففوض إليه دينه).

ونذكر هنا ـ بإيجاز ـ شيئا عن هاتين الولايتين :

• الولاية التشريعية للمعصوم (ع) :

وهذه الولاية مستفادة من مجموعة من النصوص کالرواية الواردة والمتواترة في كتب الحديث كالبحار وغيره (إن الله أدب نبيه بآدابه ففوض إليه دينه) ورواية (المفوض إليه دينه) ، وكذا يسري الأمر في بقية المعصومين عليهم السلام وذلك أيضا مستفاد من الروايات كما في معن إحدى الروايات أن الله جل وعلا فوض للبي أمر دينه وأن النبي (ص) فوض أمر الدين لنا ، وكذا (أن لأولهم ما لآخرهم).

١٢٤

ولا يقال أن ذلك يكون في (عرض) الله سبحانه وتعالى ، عن أن سنة النبي (ص) وأهل بيته تكون في قبال ما يفرضه الله تعالى .. بل أن ذلك محکوم ب (وما ينطق عن الهوى) و (أن قلوبهم أوعية مشيئة الله سبحانه) وعلى هذا تصير وتسري الولاية.

وهي بهذا المعنى لا تنفي التفاضل فيما بينهم (ع) بل إنه بالإضافة إلى جميع هذه الصلاحيات التي يتمتعون بما (ع) يوجد فيما بينهم تفاضل وخصوصیات كقوله تعالى (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) وفيما نحن فيه ـ والكلام عن الحسين (ع) ـ مشمول بما ذكربل يفضل على جميع المعصومين سوى (جده وأبيه وأمه وأخيه) وهذا لا

يحتاج إلى عناء الاستدلال لوضوحه.

• الولاية التكوينية للمعصوم (ع):

شاءت إرادة الباري جل قدسه أن يجعل بين دفي كتابه المترل الآيات والآيات التي رتل ليلا ونمارة الدالة على قدرة المعصوم ـ عموم المعصوم ، الرسل والأنبياء والأئمة ـ بقيامه على خوارق الكون كإحياء الميت وشفاء المريض وخلق الطير وغيره والقدرة على تسيير الرياح وو .... والكثير من ذلك والتي لا تتسع هذه الأسطر لسردها ..

وذلك كله بفضله تعالى ومته (بإذني) ، والكلام بالنسبة للمعصوم وقدرته على الإتيان بخوارق الكون مفروغ منه ، وإنما الكلام في قدرة غير المعصوم من قبيل قصة آصف (وهو ليس بني) وقدرته على إتيان عرش بلقيس!!

والنبي (ص) وأهل بيته عليهم السلام بما أنهم أفضل خلق الله تعالى على الإطلاق فلا نبي مرسل ولا ملك مقرب يعلو عليهم بدلیل الحديث

١٢٥

القدسي المتقدم والذي تتمته (وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرضيين فمن قبلها كان عندي من المؤمنين) والعموم في النص يشمل الأنبياء والمرسلين ، وكذا (هذا نوري .. أفضله على جميع الأنبياء) وغيرها من الروايات.

بل أنهم عليهم السلام بيدهم زمام الكون ويفوقون جميع الخلائق في قدرتهم على ذلك بدلیل موقع اللام في كلمة (لأجلهم) الواردة في حديث الكساء الدالة على أنهم العلة الغائية في الخلق كما في الرواية (ما خلقت سماء مبنية .. إلا لأجل هؤلاء الخمسة) و (لولاك لما خلقت الأفلاك) وغيرها. وكما في نهج البلاغة (إنا صنائع ربنا والناس بعد صنائع لنا) وغيرها .. وغيرها مما تفيض به كتب الحديث ، وليس في ذلك من الغلو في شيء إذا كان محكوم بقول أمير المؤمنين (ع) (إياكم والغلو فينا ، قولوا إنا عبید مربوبون وقولوا في فضلنا ما ش ئتم) ، أو كما في البحار (لا تقولوا فينا ربنا وقولوا ما شئتم ولن تبلغوا). ولو أريد التكلم عن ذلك تفصيلا لجف القلم قبل بلوغ الغاية .. ولكننا أردنا الإلماع فقط.

إذا .. يتضح بذلك أن الإمام الحسين (ع) له تلك الولاية في الجانب التشريعي والتكوين بل يفوق جميع الخلق ـ إلا ما استني س ابقا ـ في سعة تلك القدرة والولاية ، بل نزيد على ذلك بأنه صلوات الله وسلامه عليه له خصوصيات لا يشترك معه أحد فيها .. والنقطة التالية معقودة لذلك :

١٢٦

• الجانب الثاني :

بعض خصوصیات الإمام الحسين (ع) التي لا يشترك معه أحد فيها : من الثابت أن رسول الله (ص) له بعض الخصوصيات التي ينفرد بها عن غيره من المعصومين (ع) ـ الأنبياء ، الرسل ، الأئمة ـ منها زواجه أكثر من أربع وغيرها من الخصوصيات ، وكذا الإمام علي (ع) ألا يخاطب غيره ب (أمير المؤمنين) ، وكذا السيدة فاطمة الزهراء (ع) في حرمة زواج الإمام علي (ع) على امرأة ما دامت الزهراء في ذمته .. وهكذا تفصل الأمور بالمراجعة لبعض كتب السيرة والحديث.

ونذكر هنا بعض مختصات الإمام الحسين (ع) التي لا شريك له فيها منها :

١ ـ ترکیب حروف اسمه الشريف (ال، ح ، س ، ي ، ن) وأثرها

التكوين :

ونعني أنه بمجرد ذكر الإمام (ع) بهذه التركيبة (الحسين) توجب الأثر في القلوب كأثر أشعة الشمس على الكائنات ، ويمكن استشفاف ذلك من رواية منقولة في البحار والاحتجاج وإرشاد القلوب ، وكذا في تأويل الآيات ، ودلائل الإمامة ، ومثله في كمال الدين ، والمناقب ، ومنتخب الأنوار .. وما يخص المقام من الرواية (.. أن زکریا (ع) سأل الله ربه أن يعلمه أسماء الخمسة فأهبط علیه جبرائیل (ع) فعلمه إياها ، فكان زكريا إذا ذكر محمد وعلي وفاطمة والحسن (ع) سرى عنه همه واحلى کر به ، وإذا ذكر اسم الحسين (ع) خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة. فقال (ع) الي ما بالي إذا ذكرت أربعة منهم تسلیت بأسمائهم من

١٢٧

همومي وإذا ذكرت الحسين (ع) تدمع عيني وتثور زفرتي فأنبأه الله ....)

مما يستفاد من الرواية أن نبي الله زکریا (ع) لم يكن يعلم التفصيل عن هذه الأسماء قبل أن يتأثر بدلیل (فأنبأه الله) مما يعني أن مجرد ذكر هذه الأسماء الشريفة له أثره في القلوب ، ويختص الإمام الحسين (ع) بأثر خاص وهو (خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة) وكذا (تدمع عيني وتثور زفرتي) ، ومثله ما جاء في إحدى زياراته عن الإمام الصادق (ع) (ربکی له جميع الخلائق) والإطلاق فيها بين المراد ، وكذا عندما قال يونس بن ظبيان للإمام الصادق (ع) (إن قلبه ليخفق عندما يتذكر الحسين). والمشاهدات في هذا الجانب كثيرة ، فكثير من المؤمنين بمجرد أن يذكر اسم الحسين (ع) تفيض أعينهم بالدموع وتثور منه الزفرات ، والذي يبدو أنه لا يلزم العلم بتفاصيل الحادثة لوقوع هذا الأثر ، والقول بأن الكثيرين يذكر اسم الحسين (ع) عندهم ولا يتأثرون ، يمكن حمله على أحد أمرين : إما أن تكون نسبة التأثير متفاوتة أي أن أرقى درجة (الاختناق بالعبرة وثوران الزفرة) فتتلوها تنازليا درجات مختلفة ، أو لاختلاف ترجمة التأثير من باب (لا تفقهون تسبيحهم). وهل الأثر يشمل جميع الناس أم أنه مختص بالمؤمنين؟

خصوص تأثيره بالمؤمنين فواضح ، أما شموله لجميع الناس فيمكن بالقرائن الخارجية القول به والتي منها بكاء قتلة الحسين (ع) عليه وهم قتلته ، وكذا کبكاء المسيحيين وأصحاب الديانات الأخرى عليه. وأما الذين لم يبكوا أو يتأثروا فلربما احتاجوا إلى (التذكير فقط كأمر (المعرفة).

١٢٨

ـ زيارة الحسين (ع) والسلام عليه وآثارهما التشريعية والتكوينية :

الله جل وعلا سنن في الوجود (تكوينية وتشريعية) وهذه السنن عرفوها بأنها (ظهورات من الصفات الإلهية والأحكام السارية والمنضبطة بضوابط خاصة) ومثالها السنن الكونية والاعتبارية ـ التشريعية ـ.

وقال أهل الكلام وعلماء التفسير أن هذه السنن كقيام الكون بالعلة والمعلول والسبب والمسبب (كل شيء عنده بمقدار) سنن غير مستثناة بل مستحكمة لا يمكن تغييرها بنحو التأبيد ويدل على ذلك ورود (کن) مرتين في سورة واحدة في أية واحدة (لن تجد لسنة الله تبديلا) أو (تحويلا). ولكن وردت سنة استثنائية أهم من جميع السنن المادية التكوينية ، بل وحاكمة عليها وهي ـ زيارة الإمام الحسين (ع) ـ ودلیل حاکميتها على السنن الكونية كتحقيق أمور کالرزق والشفاء وغيرهما ، وذلك من دون وجود سبب کوني ما ورد في البحار وغيرها من وقائع يومية تدل على حاكمية الزيارة على تلك السنن بسبب الزيارة كما ورد في البحار في المجلد () (أنه جاءت لزيارة الحسين (ع) مائة ألف امرأة عقيمة .. فولدن كلهن) وكذا ما ورد عن الإمام الصادق (ع) في أثر زيارة عاشوراء حيث قال (.. كل من زار الحسين عن قرب أو بعد ويدعوا بهذا الدعاء ـ دعاء علقمة بعد زيارة عاشوراء والذي يرويه صفوان ـ أقبل زيارته وأستجيب دعاءه وألي دعوته وأعطيه مراده أي شيء كان) فظهور العموم وشموله لما نحن فيه واضح. والروايات في هذه الجانب عديدة وللمزيد مراجعة (كامل الزيارات) والبحار وغيرهما.

١٢٩

ولو تتبعنا الاختراقات سواء ما ورد عنهم (ع) أو ما حدث إلى بعض أعاظمنا من علماءنا كالبروجردي والأميني والكوه كمري والمحدد الشيرازي والشيخ الأنصاري وغيرهم لكتب في ذلك المجلدات ، ولا تجد في غير زيارة الحسين (ع) هذا التأثير.

وأما من الناحية التشريعية للزيارة فالظاهر أماغير قابلة للتصور والاستيعاب ، فقد خُص الحسين (ع) بروايات لم ترد في أحد غيره بل ولا في حكم شرعي آخر كما في الرواية الصحيحة أن من زار الحسين (ع) (كمن زار الله في عرشه) وكذا عن الإمام الرضا (ع) في فضل زيارة النصف من رجب وشعبان قال (ع) (له من الأجر والثواب ما لا نهاية له ولا حد) وفي بعض الروايات (لا يحصيه إلا الله) وفي بعضها (صلت عليه ملائكة الله إلى حين موته) وفي الأخيرة جمع مضاف يفيد العموم ، أي جميع الملائكة وفي كل حين .. وغيرها مئات الروايات مما لا نجده في أي عبادة وأي عمل بل هي من مختصاته عليه السلام.

ومما يؤكد على عظمة زيارة الإمام الحسين (ع) خضوع كثير من أهم الواجبات الشرعية أمام تشريع الزيارة ، وهذا مما يثير العجب ، ونعني بذلك أن فقهاءنا يصرحون أنه في حال تعارض الحكم الاستحبابي مع الحكم الوجوبي يقدم الحكم الوجوبي وذلك ل (الإقتضائية والإقتضائية) وكذا تقدم بعض الواجبات على غيرها من الأحكام الوجوبية في نظام التشريع ومثاله إذا تعارض حفظ النفس ـ وهو من أهم الواجبات ـ مع واجب آخر أو مع محرم فإنهما ـ الواجب والحرام ـ يسقطان أمام حكم (حفظ النفس) وهذا الأمر مسلم به.

١٣٠

ولكن مما يثير العجب إذا تعارضت زيارة الحسين (ع) مع حفظ النفس

تخضع الثانية للأولى ، لما ورد عن الأئمة (ع) أنهم كانوا في عهد العباسيين يحثون الشيعة على زيارة الحسين (ع) وقد كان في زيارته إزهاق لأرواحهم وكانوا يعلمون ذلك!! في الوقت الذي لا يوجد تكليف يستقيم أمام حفظ النفس ـ علما بأن الحكم في هذه الأزمنة بحاجة إلى تأكد فقهي أي إجازة من الفقهاء ـ.

وكذا فمجرد السلام عليه هذه الألفاظ (السلام عليك يا أبا عبد الله) له آثاره وتموجاته ويحدث معادلات تغييرية لا يمكن لنا استيعابها بسبب الحجب ، ويكفي فيما ذكرنا عن الزيارة إشارة لذلك ، حيث السلام جزء الزيارة وله ما لها ـ فيما يبدو ـ.

٣ ـ بعض السلامات المختصة به (ع) دون غيره وكذا آثارها : يختص سيد الشهداء بزيارات خاصة في أيام السنة زائدا على ما ورد في التأكيد على زيارته المطلقة في كل وقت وفي كل حين دون سائر المعصومين (ع)

وفوق ذلك الاختصاص نری ـ فيما ورد ـ سلامات خاصة لا تنطبق إلا عليه ولا مصداق ها غيره (ع) ومن هذه العبائر ـ وهي كثيرة ـ قول الإمام الصادق (ع) ليونس بن ظبيان يعلمه كيفية زيارة ج ده الحسين (ع) ومما جاء في هذه الزيارة فيما يخص المقام (السلام عليك یا قتیل الله وابن قتيله ، السلام عليك يا ثار الله وابن ثأره ، السلام عليك یا وتر الله في السماوات والأرض) ويقول بعض الأجلة عن هذه العبائر أنها تشير إلى مقام مختص بالإمام الحسين (ع) لا يشار که أحد فيها ولا

١٣١

يوجد في عالم الخليقة من أقصاه إلى أدناه إنسان خلع عليه ـ من عالم الغيب ـ هذه الألفاظ والعناوين.

وتمتلىء زياراته الطاهرة من شبيه هذه العبائر کزیارة وارث وزيارة عاشوراء والنصف من رجب وشعبان وغيرها ، وفي ظن أن هذا الأمر أوضح من أن يستدل عليه ويلمسه كل زائر ، وخصوصا من داوم على زيارة المعصومين (ع) يلمس الفارق في الألفاظ ويستشعر التباين في العبائر بين زيارة سائر المعصومين (ع) وزيارة الحسين (ع).

وبما أن للحسين (ع) هذه الخصوصية في تركيب (السلام) عليه ، كذلك الأثر المترتب عليه فإنه أيضا من مختصاته (ع) ، ولايمكن تصور وجود سلامات خاصة به (ع) من دون أثر مختص ، لأن ذلك من تفكيك الشيء عن ذاتیاته! بل نقول أن من لوازم هذا السلام الخاص الأثر المختص ، والله العالم.

٤ ـ تربة الحسين (ع) وآثارها التشريعية والتكوينية :

يحتار الكتل وذوو الألباب عند مطالعة ما ورد في (باب تربته صلوات الله عليه وفضلها) في البحار المحلد () وغيره ككامل الزيارات والتهذيب ومصباح الزائر وغيرها من المصادر.

فمن الأثر التشريعي الخاص بتربة الحسين (ع) : أنا أفضل تربة للسجود والذي يمثل قمة هرم التعبد والتذلل من العبد لمولاه ، فعن الصادق (ع) (السجود على تربة الحسين تخرق الحجب السبع) ولم يرد في غير تربة الحسين ذلك ، ومثله في جعل التربة (مسبحة) حيث سئل الإمام (ع) هل يجوز أن يسبح الرجل بطين القبر وهل فيه فضل؟ فأجاب الإمام (ع) (تسبح به فما من شيء من التسبيح أفضل منه ،

١٣٢

ومن فضله أن المسبح ينسى التسبيح ويدير السبحة تكتب له ذلك التسبيح). ولعل ذلك بعض الفضل مما يشي بوجود فضائل غيرها وذلك لورود (ومن فضله ..). وكذا وضع التربة في قبر الميت وما لها من الفضل حيث ورد (يوضع مع الميت في قبره ويخلط جنوطه إنشاء الله

ويظهر أن تلك خصوصية لتراب كربلاء التي شرفها الحسين (ع) ولعله لا يوجد في غيرها تلك الخصوصية ، والله العالم. ومن الآثار التكوينية لتربته (ع) : فذلك مما يحتاج إلى التسليم (وسلموا تسليما) وإلا لو أعملنا عقولنا القاصرة بمنأى عن النصوص لما استقام هذا الأمر رکن وذلك أن التراب أكله حرام ناهيك عما يسبه من أمراض وغيرها ، والشيء الذي هذا شأنه على نقيضه تربة الحسين (ع) حيث الاستحباب ، بل ولها أثرها العظيم كأثر الدواء على البدن وإن كانت معظم الأدوية لا تخلو من آثار جانبية سلبية ، في الوقت الذي لا أثر سلبية لأكل تربة الحسين (ع) ـ بشرطها وشروطها ـ بل إن أكله كما في الرواية (لما أخذ له) ، وفي الرواية عن الإمام موسی بن جعفر (ع) قال (لا تأخذوا من تربي شيئا لتبركوا به ، فإن كل تربة کنا محرمة إلا تربة جدي الحسين (ع) فإن الله عز وجل جعلها ش فاء الشيعتنا وأوليائنا) وعن الرضا (ع) (طين قبر الحسين (ع) فإن فيه شفاء من كل داء وأمنا من كل خوف) ولفظ ـ كل ـ من ألفاظ العموم.

١٣٣

وهنا ـ في هذا المقام ـ ثلاث ملاحظات يلزم ذکرها :

ـ الأولى : أن تتناول تربة الحسين (ع) شروطا لتؤتي أكلها كبعض الأذكار الخاصة والقدر المعين وغيرهما ..

ـ الثانية هناك استثناء في بعض الروايات هذا العام ـ شفاء من كل داء

ـ والاستثناء الوارد هو (إلا السام) ، ولكن يمعن الموت كما قال العلامة المجلسي في بحاره ..

ـ الثالثة : وردت رواية عن علي بن مهزیار ، تعطي هذه الخصوصية القبر النبي (ص) والوصي (ع) والإمام الحسن (ع) ، فلعله (ع) يشترك معهم في هذه الخصوصية ، إلا أن الوارد عن تراب قبر الحسين (ع) ما لا يحصى.

٥ ـ تضمين الأرض والسماء دمه وثأره :

جاء في البحار للعلامة المجلسي في المجلد () نقلا عن كامل الزيارات لابن قولويه ، والذي هو ـ کامل الزيارات ـ عند محدثي الشيعة وعلمائها من أجل الكتب وثاقة واعتبارا ، والرواية عن الإمام الصادق (ع) وهي معتبرة سندا ، في إحدى زيارات جده الحسين (ع) قال وهو يخاطبه (وضمن الأرض ومن عليها دمك وثأرك). يقول أحد الآجلة المحققين عن هذه العبارة .. وهذا مما استثن الله ج ل وعلا به الحسين (ع) وخصه به ، ولتبيين مراد الإمام الصادق (ع) من هذه العبارة والمستفاد من كلام العلماء كالمجلسي وغيره .. نذكر أمرين مهمين وهما :

١٣٤

الأول :

(الضمان):

إن مراد الإمام الصادق (ع) من هذه الكلمة (ضمن) في هذه الجملة هو المعنى العربي والشرعي لها ، والضمان باب أو فصل مستقل بذاته في الكتب الفقهية المطولة وغيرها. والمشهور عند علماء الشيعة ـ باختصار

ـ عن هذه الكلمة هو (التعهد بالدين للغير بنحو ينتقل من ذمة المضمون عنه إلى ذمة الضامن) بخلاف السنة والذي هو عندهم (ضم ذمة إلى ذمة) وللتفريق نذكر مثالا : زيد (دائن) أعطى عمر (مدين) ـ ١٠٠ دینار ـ کدين على عمر ، وبكر ضمن عمر بالتسديد. فعند غيرنا باستطاعة زيد أن يطالب عمر أو بكر بدنانيره على نحو التخيير. أما عندنا نحن الإمامية فإن زيدا لا يستطيع مطالبة إلا بكر (الضامن) ولا يطلب من عمر شیئا. كما أن هماك معنی اصطلاحي آخر حول فراغ ذمة المضمون عنه أم لا لسنا بصدده.

وفيما نحن فيه حول جملة (وضمن الأرض ...) فإن الحسين (ع) قتل في بقعة صغيرة من الكرة الأرضية وهي أرض كربلاء ، ولكن الله جل وعلا ضمن الأرض كلها بل ومن عليها لعظم الجناية ، ولا يقال أن هذا الضمان خلاف العدل فعليه لابد من تأويل اللفظ! بمعنى أن الأرض وكثير ممن عليها غير راضين عن قتل الحسين (ع) فكيف يضمنون دمه! فيدفع هذا أن الضمان ليس كله اختياريا بل في بعضه إجباري وهذا مسلم به في الفقه ومثاله إذا كسر النائم ـ وهو غير شاعر بما يصنع ـ کوز أحد فإنه يضمن ذلك ـ إجباريا ـ ولا قائل بأن هذا خلاف العدل ، وما نحن فيه من هذا.

١٣٥

الثاني :

عندنا في أصول الفقه في مباحث الألفاظ قاعدة تقول (المعنى الحقيقي إذا كان فيه محذر ينتقل إلى أقرب المحازات) وضمان الأرض ومن عليها دم الحسين (ع) بمعين مسئولية الأرض ومن عليها دمه بتمعن العقاب على هذه الجناية ، وهذا هو المعنى الحقيقي ، ولكن بقرينة أن هذا (مناف للعدل) فإننا ننتقل إلى أقرب المجازات وهي كثيرة ، ذكر بعضها العلامة المحلسي في المجلد المذكور في ص () .. ولكن أقربما يحتاج إلى تأمل وإعمال النظر.

ومنها ـ المحازات ـ بما أن قتل الحسين (ع) هو في حقيقته قتل للكرامة الإنسانية وقتل للمعنويات وقتل للدين وو .... فإن مسئولية الجميع هي إحياء شعائر الحسين (ع) والتي تمثل شعائر الله جل وعلا من خ لال كل الوسائل المتاحة الإعلامية وغيرها ولعل ذلك يتضح من كلمة (ثأرك).

والذي يظهر أن المسئولية المراده هي لنوعين :

الأول :

مسئولية الجمادات .. وهذا ظاهر في أنه أمر تكوين ، وهذا يعني أن ضمان الأرض ومن عليها من الجمادات مسئوليتها عن دم الحسين (ع) وثأره هي مسئولية من الجانب التكوين ـ والله العالم ـ

الثاني :

أما مسئولية ذوي العقول فإنهما مسئولية تشريعية أي من الجانب التشريعي

١٣٦

وهل يوجد في غير الحسين (ع) ذلك؟؟

وفي ختام بحث مختصات الحسين (ع) :

كنا نود ذكر بعض الخصوصيات الأخرى له (ع) کاستحباب الدعاء تحت قبته ، وأن الأئمة من ذريته ، وما يحويه دم قلبه الطاهر واسم الله الأعظم.

ولكن نكتفي بما ذكرنا سائلين المولى جل وعلا أن يتقبل منا هذا القليل من القليل ،،

١٣٧

رابعا : تأملات في فضل وبرکات زيارة عاشوراء :

جاء في ذيل زيارة عاشوراء وبعد دعاء صفوان ما نصه :

قال صفوان قال لي أبو عبد الله ع تعاهد هذه الزيارة وادع بهذا الدعاء وزر به فإني ضامن على الله تعالى لكل من زار بهذه الزيارة ودعا بهذا الدعاء من قرب أو بعد إن زيارته مقبولة وسعيه مشكور وسلامه واصل غير محجوب وحاجته مقضية من الله بالغا ما بلغت ولا يخيبه يا صفوان وجدت هذه الزيارة مضمونة بمذا الضمان عن أبي وأبي عن أبيه علي بن الحسين ع مضمونا بهذا الضمان والحسين عن أخيه الحسن مضمونا بهذا الضمان والحسن عن أبيه أمير المؤمنين مضمونا بهذا الضمان وأمير المؤمنين عن رسول الله ص مضمونا بهذا الضمان ورسول الله ص عن جبرئیل ع مضمونا بمذا الضمان وجبرئيل عن الله عز وجل مضمونا بهذا الضمان قد إلى الله علی نفسه عز وجل أن من زار الحسين ع بهذه الزيارة من قرب أو بعد ودعا بهذا الدعاء قبلت منه زيارته وشفعته في مسألته بالغا ما بلغ وأعطيته سؤله ثم لا ينقلب عني خائبا وأقلبه مسرورا قريرا عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنة والعتق من النار وشفعته في كل من شفع خلا ناصب لنا أهل البيت إلى الله تعالى بذلك على نفسه وأشهدنا بما شهدت به ملائكة ملكوته على ذلك ثم قال جبرئیل یا رسول الله أرسلني إليك سرورا وبشرى لك وسرورا وبشرى لعلي وفاطمة والحسن والحسين وإلى الأئمة من ولدك إلى يوم القيامة فدام یا محمد سرورك وسرور علي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة وشيعتكم إلى يوم البعث ثم قال صفوان قال لي أبو عبد الله ع یا صفوان إذا حدث لك إلى الله حاجة فزر هذه الزيارة من حيث كنت وادع

١٣٨

بهذا الدعاء وسل ربك حاجتك تأتك من الله والله غير مخلف وعده ورسوله (ص) بمنه والحمد لله.

ومن خلال هذا النص الشريف يمكن تدوين بعض الأمور المهمة .. والتي منها :

ـ تشریع زيارة عاشوراء من قريب وبعيد :

إن استحباب الإتيان بزيارة عاشوراء ليس فقط في يوم عاشوراء قبل الزوال ، أو أنما لابد وأن أتی من قرب أي عند قبر الحسين (ع) ، بل أن الاستحباب في كل وقت سواء كان من قريب أو بعيد كما في النص : (من قرب أو بعد) كما أنها تأتي من أي مكان بدلیل (من حيث كنت) ، وبهذا يكون الإمام (ع) قد شرع لنا استحباب الإتيان بالزيارة من قرب أو بعد وفي كل حين.

ـ جاء في النص : (.. تعاهد هذه الزيارة ..):

إن صيغة (تعاهد) التي ذكرها الإمام (ع) فيها دلالات وإشارات إلى عظمة الزيارة وإلى ضرورة الالتزام والمداومة عليها.

فإن لفظ (تعاهد) هي من : العهد ، وجمعه العهود ومعناه لغة الوعد الموثق ، والعهد هو الميثاق.

وأما شرع : فقد ذكر علمائنا في الكتب الفقهية فص مستقلا اسمه (النذر وأخواه) وهما (العهد واليمين). وما يهمنا في المقام هو العهد. فإذا أبرم أمرؤ عهدا فيلزم عليه تحقيقه بالشروط المذكورة في كتب الفقه ، والتي منها : أن يكون العهد طاعة واجبة أو مستحبة أو مباحأ راجح ، وأن يكون مقدور عليه ، وغيرها من الشروط.

١٣٩

ومن الشروط أيضا : احتياج العهد إلى اللفظ على الأقرب ، كما صرح بذلك غير واحد من علمائنا کالشهيد الأول في اللمعة وغيره ، وعلی کل حال ، سواء المبني على احتياجه إلى اللفظ أم لا ، فالعهد بين الإنسان وربه كأن يقول : (عاهدت الله على أن لا أترك زيارة عاشوراء) أو : (علي عهد الله أن لا أترك زيارة عاشوراء) مثلا.

فبعد ذلك :

ماذا يريد الإمام (ع) حينما قال لصفوان (تعاهد هذه الزيارة)؟ فعلی أقل التقادير لن يكون المعنى بأقل من المعنى اللغوي لها ، وإلا فشمول التوجيه للمعنيين غير بعيد ، وعليه فإن الإمام يأمرنا بأن نلتزم بهذه الزيارة بل ونعاهد أنفسنا مع الله سبحانه بأن نلتزم الإتيان بما على كل حال وفي كل حين ، والله العالم.

٣ ـ قضاء جميع الحوائج :

ثلاثة مقاطع من النص المتقدم جاءت في قضاء الحوائج وهي :

الأول : (إن زيارته مقبولة وسعيه مشكور وسلامه واصل غير محجوب وحاجته مقضية من الله بالغا ما بلغت ولا يخيبه).

الثاني : (قبلت منه زيارته وشفعته في مسألته بالغا ما بلغ وأعطيته سؤله ثم لا ينقلب عني خائبا وأقلبه مسرورا قريرا عينه بقضاء حاجته).

الثالث : (وسل ربك حاجتك تأتك من الله والله غير مخلف وعده ورسوله (ص) منه والحمد لله).

وهذه المقاطع الثلاثة ، لو أردنا البحث عن مغازي مقطع واحد منها لخرجنا عن ما رسمنا له في هذا الكتاب. ولكن يمكن ذکر موجز عن بعض ذلك :

١٤٠