إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٢٥

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

حديث

كيفية زفاف فاطمة عليها‌السلام

قد تقدم نقل ما يدل عليه في ج ١٠ ص ٣٩٢ الى ص ٣٩٤ عن أعلام العامة ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة الشريف ابو المعالي المرتضى محمد بن على الحسيني البغدادي في «عيون الاخبار في مناقب الأخيار» (ص ٤٥ نسخة مكتبة الواتيكان) قال :

أخبرنا الحسن بن احمد بن عبد الله الفقيه ، نبا محمد بن احمد الحافظ ، نبا علي بن ابراهيم بن حماد ، نبا المفضل بن محمد الجندي ، نبا عبد الرحمن بن محمد بن اخت عبد الرزاق ، نبا توبة بن علوان البصري ، عن شعبة بن الحجاج ، عن أبي حمزة الضبعي ، عن ابن عباس قال : لما كانت الليلة التي زفت فيها فاطمة الى علي رضي‌الله‌عنهما كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمامها وجبرئيل عن يمينها وميكائيل عن شمالها وسبعون ألف ملك من خلفها يسبحون الله ويقدسونه حتى طلع الفجر.

٤٤١

ومنهم العلامة شهاب الدين احمد الشيرازي الشافعي الحسيني في «توضيح الدلائل» (ص ٣٣٨ والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الملي بفارس) قال :

عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه قال : لما كانت الليلة التي زفت فاطمة الى علي عليهما‌السلام ...

فذكر مثل ما تقدم عن «عيون الأخبار» بعينه ، وقال في آخره :

رواه الطبراني وقال : خرجه الحافظ ابو القاسم الدمشقي. ورواه الصالحاني وعنده «امامها» عوض «قدامها» و «ورائها» بدل «خلفها».

ومنهم الحافظ ابو حاتم محمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي البستي المتوفى سنة ٣٥٤ في «المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين» (ج ١ ص ٢٠٥ ط بيروت) قال:

روى عن شعبة ، عن أبي حمزة الضبعي ، عن ابن عباس قال : لما كانت الليلة التي زفت فاطمة الى علي عليهما‌السلام ـ فذكر مثل ما تقدم.

ثم قال : حدثناه المفضل بن محمد بن ابراهيم الجندي بمكة ، ثنا عبد الرحمن ابن محمد ابن أخت عبد الرزاق ، ثنا توبة بن علوان ، ثنا شعبة.

٤٤٢

مستدرك

جهاز فاطمة عليها‌السلام

قد تقدم نقله منا عن جماعة من اعلام العامة في ج ١٠ ص ٣٦٩ وج ١٩ ص ١٤٤ ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

وفيه أحاديث :

منها

حديث على بن أبي طالب عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة علاء الدين المولى على المتقى الهندي في «كنز العمال» (ج ٢٠ ص ٦١ ط حيدرآباد) قال :

عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن علي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما زوجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة من أدم حشوها ليف ورحاءين وسقاء

٤٤٣

وجرتين.

ومنهم العلامة الحاكم النيسابوري في «المستدرك» (ج ٢ ص ١٨٥) قال :

حدثنا ابو بكر بن إسحاق الفقيه ، وابو بكر بن بالويه ، (قال الشيخ ابو بكر انبأنا ، وقال ابو بكر بن بالويه حدثنا) محمد بن احمد بن النضر ، حدثنا معاوية ابن عمرو ، حدثنا زائدة ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن علي رضي‌الله‌عنه قال : جهز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة رضي‌الله‌عنها في خميل وقربة ووسادة من أدم حشوها ليف.

ومنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرءوف بن على بن زين العابدين الشافعي المناوى القاهرى المتوفى سنة ١٠٣١ في «اتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل» (ص ٥١ ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال :

وروى احمد في «الزهد» عن علي قال ـ فذكر الحديث بعين ما تقدم آنفا عن المستدرك ، وفيه : خميلة.

ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس احمد صقر والشيخ احمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج ٤ ص ٤٨٧ ط دمشق) قالا :

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : جهز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة في خميل وقربة ووسادة أدم حشوها اذخر(ق في الذرية الطاهرة).

وذكرا في ج ٦ ص ٢٩٩ مثله بعينه وقالا في آخره (ه ق فيه).

٤٤٤

ومنهم العلامة الأمير علاء الدين على بن بلبان الفارسي الحنفي في «الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان» (ج ٩ ص ٤٩ ط بيروت) قال :

أخبرنا الحسن بن ابراهيم الخلال بواسط ، حدثنا [شعيب] بن أيوب الصريفيني ، حدثنا ابو أسامة ، عن زائدة ، عن عطاء بن السائب ، عن علي بن أبي طالب قال : جهز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة في خميلة ووسادة أدم حشوها ليف.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطى أمين قلعجى في «آل بيت الرسول» (ص ٢٤٢ ط القاهرة سنة ١٣٩٩) قال :

عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن علي قال : جهز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة في خميل وقربة ووسادة أدم حشوها ليف الإذخر.

عن علي قال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما زوجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة من أدم حشوها ليف ، ورحيين وسقاء وجرتين.

٤ ـ كيف جهزها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

عن عطاء بن السائب ، عن علي رضي‌الله‌عنه قال : جهز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة في خميل وقربة ، ووسادة حشوها اذخر.

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبى في «حياة فاطمة عليها‌السلام» (ص ١٣٢ ط دار الجيل بيروت) قال :

عن علي ، قال : جهز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة في خميل وقربة ووسادة أدم حشوها ليف الإذخر.

وعن علي قال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما زوجه فاطمة بعث معها

٤٤٥

بخميلة ووسادة من أدم حشوها ليف ورحيين وسقاء وجرتين.[أخرجه الامام أحمد].

وعن علي قال : جهز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة في خميل وقربة ووسادة حشوها اذخر[أخرجه النسائي].

ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «مسند على بن أبي طالب» (ج ١ ص ٢٩٢ ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد الهند) قال :

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : جهز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة في خميل وقربة ووسادة أدم حشوها اذخر (ق فيه).

وروى الحديث الحافظ المذكور في كتابه «مسند فاطمة عليها‌السلام» ص ٨٦ بعينه.

ومنهم العلامة نجم الدين الشافعي في «منال الطالب» ص (٣٣ مخطوط) قال : ولما تزوجها (أي فاطمة) بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم معها بخميلة ووسادة من آدم حشوها ليف ، ورحى اليد ، وسقاء ، وجرتين.

ومنهم الحافظ جمال الدين ابو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في كتابه «تحفة الاشراف بمعرفة الأطراف» (ج ٧ ص ٣٥٢ ط بيروت).

حديث : لقد أهديت ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الي ، فما كان فراشنا

٤٤٦

ليلة أهديت الا مسك كبش. ق في الزهد (١١ : ٤) عن محمد بن طريف وإسحاق ابن ابراهيم بن حبيب بن الشهيد ، كلاهما عن ابن فضيل ، عن مجالد ، عنه به.

عمرو بن عبد الله أبو إسحاق السبيعي ، عن الحارث ، عن علي.

ومنها

حديث ام سلمة وعائشة

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطى أمين قلعجى في «آل بيت الرسول» (ص ٢٤٣ ط القاهرة سنة ١٣٩٩) قال :

عن عائشة وأم سلمة قالتا : أمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن نجهز فاطمة حتى ندخلها على علي ، فعمدنا الى البيت ، ففرشناه ترابا لينا من أعراض البطحاء ، ثم حشونا مرفضتين ليفا ، فنفشناه بأيدينا ، ثم أطعمنا تمرا وزبيبا وسقينا ماء عذبا ، وعمدنا الى عود ، فعرضناه في جانب البيت ليلقى عليه الثوب ، ويعلق عليه السقاء ، فما رأينا عرسا أحسن من عرس فاطمة.

ومنها

ما روى مرسلا

رواه مرسلا جماعة من أعلام العامة في مؤلفاتهم :

٤٤٧

فمنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرءوف بن على بن زين العابدين الشافعي المناوى القاهرى المتوفى سنة ١٠٣١ في «اتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل» (ص ٥٠ ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال :

وروى الطبراني : لما أهديت فاطمة الى علي لم نجد في بيته الا رملا مبسوطا ووسادة حشوها ليف وجرة وكوزا ...

وقال أيضا :

وروى عن رجل قال : أخبرتني جدتي : أنها كانت مع النسوة اللاتي أهدين فاطمة الى علي ، قالت : أهديت في بردين عليها ، ودملجان من فضة مصفران ، فدخلت بيت علي ، فإذا إهاب شاة ووسادة فيها ليف وقربة ومنخل وقدح.

ومنهم الحافظ ابو الفرج عبد الرحمن بن محمد البكري الشهير بابن الجوزي في «تبصرة المبتدي» (ص ٢٠٠ نسخة مكتبة جستربيتي) قال :

كان ابو بكر قد خطب فاطمة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له : انتظر بها القضاء ، فذكر ذلك لعمر فقال : ردك يا أبا بكر ، فخطبها عمر فقال له مثل ما قال لأبى بكر ، فقال أهل علي لعلي عليه‌السلام : اخطب فاطمة. فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : ما حاجتك؟ فقال : ذكرت فاطمة. فقال : مرحبا وأهلا ، فخرج وأخبر الناس بما قال ، قالوا : قد أعطاك الأهل والمرحب ثم قال له : ما تصدقها؟ قال : ما عندي ما أصدقها. قال : فأين درعك الحطمية؟قال : عندي. قال : أصدقها إياه ، فتزوجها فأهديت اليه ومعها خميلة ومرفقة من أدم حشوها ليف وقربة ومنخل وقدح ورحى وجرابان ، ودخلت عليه ومالها فراش غير جلد كبش ينامان عليه بالليل ويعلف عليه الناضح بالنهار ، وكانت هي خادمة نفسها ، تالله ما ضرها ذلك.

٤٤٨

وليمة عرس الزهراء

عليها‌السلام

قد تقدم نقل الأخبار منا عن أعلام القوم في ج ١٠ ص ٤٢٤ ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

وفيه أحاديث :

منها

حديث على بن أبي طالب عليه‌السلام

رواه جماعة من أعيان العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة ابو عبد الله الزبير بن بكار القرشي في «اخبار الموفقيات» (ص ٣٧٥ ط بغداد) قال :

وذكر ابن اسحق عن عبد الله بن بكير قال : قال علي بن أبى طالب عليه‌السلام لما أردت أن أجمع فاطمة أعطاني رسول الله «ص» مصرا من ذهب فقال : ابتع بهذا طعاما لوليمتك. قال : فخرجت الى محافل الأنصار ، فجئت الى محمد بن

٤٤٩

مسلمة في جرين له قد فرغ من طعامه ، فقلت له : بعني بهذا المصر طعاما. فأعطاني حتى إذا جعلت طعامي قال : من أنت؟ قلت : علي بن أبى طالب. فقال : ابن عم رسول الله «ص»؟ فقلت : نعم. قال : وما تصنع بهذا الطعام؟ قلت : اعرس. فقال : وبمن؟ فقلت : بابنة رسول الله «ص». قال : فهذا الطعام وهذا المصر الذهب فخذه فهما لك. فأخذته ورجعت فجمعت أهلي الي ، وكان بيت فاطمة لحارثة بن النعمان ، فسألت فاطمة النبي «ص» أن يحوله ، فقال لها : لقد استحييت من حارثة مما يتحول لنا عن بيوته. فلما سمع بذلك حارثة انتقل منه وأسكنه فاطمة ، وكان رسول الله «ص» يأتى الأنصار في دورهم فيدعو لهم بالبركة ، فيجتمعون اليه فيذكرهم ويحذرهم وينذرهم ويأتونه بصبيانهم.

ومنها

حديث اسماء بنت عميس

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر محمود شلبى في «حياة فاطمة عليها‌السلام» (ص ١٢٦ ط دار الجيل بيروت) قال :

وتحدثنا أسماء عن هذه الوليمة فتقول : أولم علي على فاطمة ، فما كان وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته ..

ومنهم الحافظ ابو القاسم سليمان بن احمد الطبرانيّ المتوفى سنة ٣٦٠ في «المعجم الكبير» (ج ٢٤ ص ١٤٥) قال :

حدثنا ابراهيم بن دحيم الدمشقي ، ثنا أبى ، ثنا ابن أبي فديك ، حدثني محمد

٤٥٠

ابن موسى الفطري ، عن عون بن محمد ، عن أمه أم جعفر ، عن جدتها أسماء قالت أهديت جدتك فاطمة الى جدك علي رضي‌الله‌عنهما ، فما كان حشو فراشها ووسادتها الا ليف ، ولقد أولم علي بفاطمة ، فما كانت وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته ، رهن درعه عند يهودي بشطر شعير.

ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في كتابه «آل محمد» (ص ٣٣٩) قال :

وعن أسماء رضي‌الله‌عنها قالت : أولم علي على فاطمة عليهما‌السلام ، فما كان وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته ، رهن درعه عند يهودي بشطر شعير فكانت وليمته آصعا من شعير وتمر وحيس.

رواه الطبري وقال : خرجه الدولابي.

ومنها

حديث عبد الله بن العباس

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الحافظ محمد بن مسلم بن عبيد الله المشتهر بابن شهاب الزهري المتوفى سنة ١٢٤ في «المغازي النبوية» (ص ١٧٩ ط دار الفكر ـ بيروت) قال :

عبد الرزاق ، عن يحيى بن العلاء البجلي ، عن عمه شعيب بن خالد ، عن حنظلة ابن سمرة بن المسيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس قال : كانت فاطمة تذكر

٤٥١

لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلا يذكرها أحد الا صد عنه ، حتى يئسوا منها ، فلقي سعد بن معاذ عليا ، فقال : اني والله ما أرى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحبسها الا عليك ، قال : فقال له علي : لم ترى ذلك؟ قال : فو الله ما أنا بواحد من الرجلين : ما أنا بصاحب دنيا يلتمس ما عندي ، وقد علم ما لي صفراء ولا بيضاء ، ولا أنا بالكافر الذي يترفق بها عن دينه ـ يعني يتألفه بها ـ اني لأول من أسلم. فقال سعد : فاني أعزم عليك لتفرجنها عني ، فان في ذلك فرجا. قال : فأقول ما ذا؟ قال : تقول : جئت خاطبا الى الله والى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : فانطلق علي ، فعرض على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يصلي [فلما قضى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلاته بادر] ليقل حصر ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : كأن لك حاجة يا علي؟ قال : أجل ، جئت خاطبا الى الله ورسوله فاطمة ابنة محمد [صلى‌الله‌عليه‌وسلم] ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : مرحبا ، كلمة ضعيفة.

ثم رجع علي الى سعد بن معاذ ، فقال له : ما فعلت؟ قال : فعلت الذي أمرتني به ، فلم يزد على أن رحب بي كلمة ضعيفة ، فقال سعد : أنكحك والذي بعثه بالحق انه لا خلف الآن ولا كذب عنده ، عزمت عليك لتأتينه غدا ، فتقولن : يا نبي الله متى نبتني؟ قال علي : هذه أشد من الأولى ، أو لا أقول : يا رسول الله حاجتي؟ قال : قل كما أمرتك ، فانطلق علي ، فقال : يا رسول الله متى نبتني؟ قال : الثالثة ان شاء الله ، ثم دعا بلالا ، فقال : يا بلال اني زوجت ابنتي ابن عمي ، وأنا أحب أن يكون من سنة أمتي اطعام الطعام عند النكاح ، فأت الغنم ، فخذ شاة وأربعة أمداد أو خمسة ، فاجعل لي قصعة لعلي أجمع عليها المهاجرين والأنصار ، فإذا فرغت منها فآذني بها ، فانطلق ففعل ما أمره ، ثم أتاه بقصعة فوضعها بين يديه ، فطعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في رأسها.

٤٥٢

ثم قال : أدخل علي الناس زفة زفة ، ولا تغادرن زفة الى غيرها ـ يعني إذا فرغت زفة لم تعد ثانية ـ فجعل الناس يردون ، كلما فرغت زفة وردت أخرى ، حتى فرغ الناس. ثم عمد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الى ما فضل منها فتفل فيه وبارك ، وقال : يا بلال ، احملها الى أمهاتك ، وقل لهن : كلن وأطعمن من غشيكن.

ثم ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قام حتى دخل على النساء ، فقال : اني قد زوجت ابنتي ابن عمي ، وقد علمتن منزلتها مني ، واني دافعها اليه الآن ان شاء الله ، فدونكن ابنتكن ، فقام النساء فغلفنها من طيبهن وحليهن ، ثم ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل ، فلما رآه النساء ذهبن و [كان] بينهن وبين النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم سترة ، وتخلفت أسماء ابنة عميس ، فقال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنت على رسلك ، من أنت؟ قالت : أنا التي أحرس ابنتك ، فان الفتاة ليلة يبنى بها ، لا بد لها من امرأة تكون قريبا منها ، ان عرضت لها حاجة ، وان أرادت شيئا أفضت بذلك إليها ، قال : فاني أسأل الهي أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك ، وعن يمينك ، وعن شمالك ، من الشيطان الرجيم ، ثم صرخ بفاطمة ، فأقبلت ، فلما رأت عليا جالسا الى جنب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خفرت وبكت ، فأشفق النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يكون بكاؤها لأن عليا لا مال له ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما يبكيك ، فما ألوتك في نفسي ، وقد طلبت لك خير أهلي ، والذي نفسي بيده لقد زوجتكه سعيدا في الدنيا ، وانه في الآخرة لمن الصالحين ، فلازمتها فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ائتيني بالمخضب فأملئه ماء ، فأتت أسماء بالمخضب فملأته ماء ، ثم مج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيه ، وغسل فيه قدميه ووجهه ، ثم دعا فاطمة ، فأخذ كفا من ماء فضرب به على رأسها ، وكفا بين ثدييها ، ثم رش جلده وجلدها ، ثم التزمها فقال : اللهم انها مني وأنا منها ، اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني فطهرها.

٤٥٣

ثم دعا بمخضب آخر ، ثم دعا عليا فصنع به كما صنع بها ، ودعا له كما دعا لها ، ثم قال : أن قوما الى بيتكما ، جمع الله بينكما ، وبارك في سركما ، وأصلح بالكما ، ثم قام فأغلق عليهما بابهما بيده.

قال ابن عباس : فأخبرتني أسماء بنت عميس أنها رمقت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلم يزل يدعو لهما خاصة ، لا يشركهما في دعائه أحدا ، حتى توارى في حجره.

ومنها

حديث جابر بن عبد الله الأنصاري

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان المعتمد البدخشي المتوفى أوائل القرن الرابع عشر في كتابه «مفتاح النجا في مناقب آل العبا» (المخطوط ص ٣١) قال :

وروى عن جابر رضي‌الله‌عنه قال : حضرنا عرس علي على فاطمة ، فما رأينا عرسا كان أحسن منه حسنا ، هيأ لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم زيتا وتمرا فأكلنا.

ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في «سيدات نساء اهل الجنة» (ص ١٠٧ ط مكتبة التراث الإسلامي ـ القاهرة) قال :

يقول جابر بن عبد الله : حضرنا عرس علي وفاطمة ، فما رأينا عرسا كان أحسن منه.

٤٥٤

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن على الحنفي المصري في «اتحاف اهل الإسلام» (ص ٣٥ والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الظاهرية بدمشق) قال :

وفي حديث مسلم عن جابر قال : حضرنا عرس علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فما رأينا عرسا أحسن منه ، هيأ لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم زبيبا وتمرا.

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبى في «حياة فاطمة عليها‌السلام» (ص ١٢٦ ط دار الجيل ـ بيروت) قال :

ويقول جابر : حضرنا عرس علي وفاطمة ، فما رأيت عرسا كان أطيب منه ، حشونا البيت طيبا ، وأتينا بتمر وزبيب فأكلنا ..

ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في كتابه «آل محمد» (ص ٣٣٩) قال :

وعن جابر رضي‌الله‌عنه قال : حضرنا عرس علي وفاطمة عليهما‌السلام ، فما رأيت عرسا كان أطيب منه ، حشونا البيت طيبا ، وأتينا بتمر وزبيب وأكلنا.

رواه الطبري قال : خرجه أبو بكر بن فارس ، ورواه الزرندي ولفظه : حشونا البيت كثيبا من الرمل ترابا طيبا ، وأتينا بتمر وزبيب فأكلنا ، وكان فراشهما ليلة عرسهما أهاب كبش.

٤٥٥

ومنها

حديث بريدة

رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم :

فمنهم العلامتان الشريف عباس احمد صقر واحمد عبد الجواد المدنيان في القسم الثاني من «جامع الأحاديث» (ج ٤ ص ٤٨٥ ط دمشق) قالا :

عن بريدة قال : قال نفر من الأنصار لعلي رضي‌الله‌عنه : عندك فاطمة رضي‌الله‌عنها. فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسلم عليه فقال : ما حاجة ابن أبي طالب؟ فقال : يا رسول الله ذكرت فاطمة بنت رسول الله. فقال : مرحبا وأهلا! لم يزد عليها ، فخرج علي على أولئك الرهط من الأنصار ينتظرونه ، قالوا : وما ذاك؟ قال : ما أدرى غير أنه قال لي : مرحبا وأهلا. قالوا : يكفيك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إحداهما ، أعطاك الأهل والرحبي ، فلما كان بعد ذلك بعد ما زوجه قال : يا علي انه لا بد للعروس من وليمة. قال سعد : عندي كبش ، وجمع له رهط من الأنصار أصوعا من ذرة ، فلما كان ليلة البناء قال : لا تحدث شيئا حتى تلقاني ، فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بماء فتوضأ منه ثم أفرغه على علي فقال : اللهم بارك فيهما ، وبارك عليهما ، وبارك لهما في بنائهما ، وبارك لهما في نسلهما(الروياني ، (طب ، كر).

وذكرا في ج ٦ ص ٢٩٧ مثله بعينه سندا ومتنا.

وقالا أيضا :

عن بريدة قال : لما زوج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة ، قال رسول الله

٤٥٦

صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا بد للعروس من وليمة ، ثم أمر بكبش فجمعهم عليه (كر).

وذكرا أيضا الحديث مثل ما تقدم عن ج ٤ ص ٤٨٥.

ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «مسند فاطمة عليها‌السلام» (ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد الهند).

روى الحديث عن بريدة مثل ما تقدم عن ج ٤ ص ٤٨٥ وعن ج ٦ ص ٢٩٧.

ومنهم العلامة الشريف احمد بن عبد الله الحسيني الفارسي الإيجي في «توضيح الدلائل» (ص ٣٣٩ نسخة مكتبة الملي بفارس) قال :

وعن بريدة رضي‌الله‌عنه في حديث طويل : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم قال لعلي بعد ما زوجه : يا علي انه لا بد للعروس من وليمة. فقال سعد : عندي كبش ، وجمع له رهط من الأنصار آصعا من ذرة ـ الى آخر الحديث.

رواه الطبري وقال : خرجه ابو عبد الرحمن النسائي وخرجه الدولابي ، وخرج احمد منه قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم لعلي : لا بد للعرس من وليمة ، فقال سعد : علي كبش ، وقال فلان : علي كذا.

٤٥٧

حديث

ان الله تعالى لما زوج فاطمة عليا أمر رضوان ان يهز شجرة طوبى

فحملت رقاقا بعدد محبي أهل البيت

قد تقدم نقل ما يدل عليه من الأخبار عن أعلام العامة في ج ٤ ص ٤٥٧ وج ١٥ ص ٤٧٢ وج ١٨ ص ٥١٢ ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى :

فمنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في كتابه «آل محمد» (ص ١٢٧) قال:

في كتاب «الاصابة» في ترجمة سنان بن شفعلة الأوسي ، قال : حدثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال حدثنا جبرئيل : أن الله لما زوج فاطمة عليا أمر رضوان أن يهز شجرة طوبى ، فحملت رقاقا بعدد محبي أهل بيت محمد «ص».

قال في الهامش : رواه الحافظ ابن مردويه ، وفي كتاب «الاصابة» هما أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ...

قلنا : والحديث الشريف رويناه عن كتب العامة في مواضع مختلفة من هذه السفر الكبير ، وفي بعضها «رقاعا» مكان رقاقا.

٤٥٨

حديث

مجيء النبي بيت على وفاطمة ليلة العرس ودعاؤه لهما

قد تقدم نقله منا عن أعلام العامة في ج ١٠ ص ٤٠٣ وج ١٩ ص ١٤١ ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

وفيه أحاديث :

منها

حديث اسماء بنت عميس

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم الحافظ محمد بن مسلم بن عبيد الله المشتهر بابن شهاب الزهري المتوفى سنة ١٢٤ في «المغازي النبوية» (ص ١٧٧ ط دار الفكر ـ بيروت) قال :

عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن عكرمة وأبي يزيد المديني ، أو

٤٥٩

أحدهما ـ شك أبو بكر ـ أن أسماء ابنة عميس قالت : لما أهديت فاطمة [الى] علي لم نجد في بيته الا رملا مبسوطا ، ووسادة حشوها ليف ، وجرة ، كوزا ، فأرسل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الى [علي] : لا تحدثن حدثا ـ أو قال : لا تقربن أهلك ـ حتى آتيك. فجاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : أثم أخي؟ فقالت أم أيمن ـ وهي أم أسامة بن زيد ، وكانت حبشية ، وكانت امرأة صالحة ـ : يا نبي الله ، هو أخوك وزوجته ابنتك؟ وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم آخى بين أصحابه ، وآخى بين علي ونفسه ـ فقال : ان ذلك يكون يا أم أيمن. قال : فدعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بإناء فيه ماء ، فقال فيه ما شاء الله أن يقول ، ثم نضح [على] صدر علي ووجهه ، ثم دعا فاطمة ، فقامت اليه تعثر في مرطها من الحياء ، فنضح عليها من ذلك الماء ، وقال لها ما شاء الله أن يقول. ثم قال لها : أما أني لم آلك ، أنكحتك أحب أهلي الي. ثم رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سوادا من وراء الستر ـ أو من وراء الباب ـ فقال : من هذا؟ قالت : أسماء. قال : أسماء ابنة عميس؟ قالت : نعم يا رسول الله. قال : أجئت كرامة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مع ابنته؟ قالت : نعم ، ان الفتاة ليلة يبنى بها لا بد لها من امرأة تكون قريبا [منها] ، ان عرضت حاجة أفضت بذلك إليها. قالت : فدعا لي دعاء انه لأوثق عملي عندي ، ثم قال لعلي : دونك أهلك ، ثم خرج فولى ، قالت : فما زال يدعو لهما حتى توارى في حجره.

ومنهم الحافظ ابو القاسم سليمان بن احمد الطبرانيّ المتوفى سنة ٣٦٠ في «المعجم الكبير» (ج ٢٤ ص ١٣٧ ط مطبعة الامة ببغداد) قال :

حدثنا إسحاق بن ابراهيم الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ،

٤٦٠