الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-5503-85-X
ISBN الدورة:
الصفحات: ٣٩٤
اعتباره واعتبار مؤلّفه ، وأظنّه القطب الراوندي ، لملاءمة الطبقة ، وعدّ
__________________
الحسين عليهالسلام ما لفظه : زيارة بألفاظ شافية يذكر فيها بعض مصائب يوم الطف ، يزار بها الحسين صلوات الله عليه ، زاره بها المرتضى علم الهدى. الى آخره ، وساق زيارة طويلة مشتملة على آداب وكيفيات وصلاة مخصوصة وأكثر مضامين الزيارة الناحية القائمة. قال المجلسي في البحار : [ بحار الأنوار ١٠١ : ٢٣١ ـ ٢٥١ / ٣٨ ] زيارة اخرى أوردها السيد وغيره ، والظاهر انه من تأليف السيد المرتضى رضياللهعنه ، وقال بعد شرح مشكلات الزيارة : والظاهر ان هذه الزيارة من مؤلفات السيد والمفيد رحمهما الله ، ولعله وصل إليهما خبر في كيفية الصلاة ، فإنّ الاختراع فيها غير جائز انتهى.
وفي المزار المذكور : زيارة أخرى يختص بالحسين عليهالسلام ـ وهي مروية بأسانيد ـ وهي أول زيارة زار بها المرتضى علم الهدى. إلى آخره.
فظهر أن ما استظهره العلامة المجلسي في غير محله ، وبين ما أورده وأورداه اختلافا بعد زيارة علي بن الحسين عليهالسلام لا يضر بالمقصود.
ومنها : أن الزيارة الطويلة الغديرية المروية عن أبي محمّد العسكري ، عن أبيه عليهماالسلام مرسلة في كتب المزار ، والأصل فيها المفيد والسيد في مزاريهما.
وفي المزار المذكور : زيارة اخرى لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام وهي الزيارة التي زارها مولانا الهادي عليهالسلام في يوم الغدير ، وقفت عليها مروية عن شاذان بن جبرئيل القمي ، عن الفقيه العماد محمّد بن أبي القاسم الطبري ، عن الشيخ أبي علي الحسن ، عن السعيد والده أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي قدس الله روحه ، عن الشيخ المجيد محمّد ابن محمّد بن النعمان ، المفيد ، عن الشيخ أبي القاسم جعفر بن قولويه ، عن الشيخ محمّد بن يعقوب الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن الشيخ أبي القاسم بن روح ، عن الشيخ الجليل عثمان بن سعيد العمري قدس الله أرواحهم ، عن مولانا أبي محمّد الحسن بن علي العسكري ، عن مولانا أبيه علي بن محمّد الهادي عليهماالسلام. الى آخره.
وهذا سند لا يوجد نظيره في الصحة ، وذكره السيد عبد الكريم في فرحة الغري [١١١] قال : أخبرني والدي وعمي رضي الله عنهما ، عن محمّد بن نما ، عن محمّد بن جعفر ، عن شاذان ابن جبرئيل. الى آخره.
وفي مزار المشهدي [٣٥٩] المذكور : أخبرني الفقيه الأجل أبو الفضل شاذان بن جبرئيل القمي. الى آخره ، إلاّ أنّ فيهما علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي القاسم بن روح وعثمان بن سعيد العمري. الى آخره.
وفيه مخالفة لسند المزار القديم من جهتين ، والثاني أقرب إلى الاعتبار. والعجب أن العلامة
الأصحاب من كتبه كتاب المزار ، وقد نقل فيه جملة من الأخبار المختصّة سندا ومتنا بمزار محمد بن المشهدي ، كما يظهر من مزار البحار.
وعبّر عنه في موضع هكذا : حدث أبو عبد الله محمد بن جعفر الحائري ـ رضياللهعنه ـ قال : حدّثني الشيخ الجليل أبو الفتح ـ المقيم بالجامع ـ الى آخر ما في مزار المشهدي.
وفي موضع : ثم تخرج الى ظاهر الكوفة ، وتتياسر الى مسجد جعفي ، وهو غربيّ مسجد النجار ، فيه منارة لا رأس لها ، فتصلّي فيه أربع ركعات ، فقد روى أبو عبد الله محمد بن جعفر الحائري باتّصال الإسناد الى أبي الحسن عليّ بن ميثم ، الى آخر ما في المزار المذكور. والنسبة إلى البلدين غير عزيزة بين الرواة والأصحاب ، كما لا يخفى على المصطلع الخبير ، بل نسبه إليهما الشيخ الجليل حسين بن العالم الأكمل عليّ بن حمّاد ، في إجازته لنجم الدين خضر بن نعمان المطارآبادي ، قال فيها : ومن ذلك ما رواه ـ يعني والده ـ عن الشيخ محمد بن جعفر بن عليّ بن جعفر المشهدي الحائري ، الى آخره.
وكذلك المحقّق النقّاد صاحب المعالم في إجازته الكبيرة ، قال : وبالإسناد عن الشيخ نجيب الدين محمد ـ يعني محمد بن جعفر بن نما ـ عن الشيخ السعيد أبي عبد الله محمد بن جعفر المشهدي الحائري ، جميع كتبه ورواياته ، الى أن قال :
وعن الشيخ أبي عبد الله محمد بن جعفر المشهدي ، عن الشيخ الزاهد أبي الحسين ورّام ، الى آخره.
وعن ابن جعفر ، عن الشيخ الفقيه أبي الحسين يحيى بن الحسن بن البطريق ، وعدّ مؤلّفاته وقال : وحكى الشيخ نجم الدين بن نما ، عن والده ،
__________________
المجلسي نقل الزيارة عن مزار المفيد مرسلا وشرحها ( البحار ١٠٠ : ٣٥٩ ـ ٣٦٨ ، ح ٦ ) ولم يشر إلى هذا السند الصحيح العالي الموجود في الكتابين الموجودين عنده نقل عنهما كثيرا ( منه نور الله قلبه ).
أنّ الشيخ محمد بن جعفر قرأ هذه الكتب المعدودة ، وكتبا اخرى من تصانيف أبي الحسين بن البطريق عليه ، وأجاز له جميع رواياته ومؤلّفاته.
وبالإسناد أيضا عن الشيخ محمد بن جعفر المشهدي ، عن الشيخ المقرئ أبي عبد الله محمد بن هارون ـ المعروف والده بالكال ـ جميع كتبه ورواياته ، ثمّ عدّ كتبه وقال : وعن ابن جعفر ، عن الشيخ الفقيه أبي محمد جعفر بن أبي الفضل بن شعرة الجامعاني جميع رواياته.
وعن ابن جعفر أيضا ، عن الشيخ الفقيه أبي عبد الله الحسين بن أحمد ابن ردة جميع رواياته.
وعن ابن جعفر ، عن الشريف الأجلّ شرفشاه بن محمد بن زيادة ، والشيخ أبي الفضل شاذان بن جبرائيل ، عن الشريف محمد ـ المعروف بابن الشريف ـ الجمل البحري (١) ، عن البصروي ، كتاب المفيد في التكليف له ، وكانت رواية ابن جعفر للكتاب ، عن السيد شرفشاه وأبي الفضل شاذان ، قراءة عليهما في شهر رمضان ، سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة. إلى أن قال :
وذكر الشيخ نجم الدين بن نما في الإجازة المذكورة سابقا ، أنّ والده أجاز له أن يروي عنه ، عن الشيخ محمد بن جعفر المشهدي كتاب « إزاحة العلّة في معرفة القبلة من سائر الأقاليم » تصنيف الشيخ الفقيه أبي الفضل شاذان بن جبرائيل رحمهالله عن مصنّفه رضي الله عنه. إلى ان قال : وذكر الشيخ نجم الدين بن نما أنّه يروي المقنعة للمفيد بالإجازة ، عن والده ، عن محمد ابن جعفر المشهدي.
وحكى عن محمد بن جعفر أنّه قال : إنّه قرأها ولم يبلغ العشرين على الشيخ المكين أبي منصور محمد بن الحسن بن منصور النقّاش الموصلي ، وهو
__________________
(١) بحار الأنوار ١٠٩ : ٢٣ : الهجري.
طاعن في السنّ ، وأخبره أنّه قرأها في أوّل عمره على الشريف النقيب المحمّدي بالموصل ، وهو يومئذ طاعن في السنّ ، وأخبره أنّه قرأها في أوّل عمره على المصنّف ، انتهى (١).
ويظهر منه أنّه ـ رحمهالله ـ من أعاظم العلماء ، واسع الرواية ، كثير الفضل ، معتمد عليه ، كما أنّه يظهر ممّا ذكرنا من خطبة كتابه ، أنّ كلّ ما فيه من الدعوات والزيارات مأثورة عنهم عليهمالسلام ، ومنها أعمال مسجد الكوفة ، والزيارات المختصّة بأبي عبد الله عليهالسلام في الأيّام المخصوصة
ويأتي تتمّة الكلام في ترجمة رضيّ الدين بن طاوس رحمهالله ، وفي مشايخ ابن نما ـ شيخ المحقّق ـ شرح مشايخ محمد بن المشهدي ، فلاحظ.
__________________
(١) بحار الأنوار ١٠٩ : ٢١ ـ ٤٥.
٥٤ ـ كتاب تأريخ قم :
تأليف الشيخ الأقدم الحسن بن محمد.
قال في الرياض : الشيخ الجليل الحسن بن محمد بن الحسن القميّ ، من أكابر قدماء علماء الأصحاب ، ومن معاصري الصدوق ، ويروي عن الشيخ حسين بن عليّ بن بابويه ـ أخي الصدوق ـ بل عنه أيضا ، فلاحظ.
وله كتاب « تأريخ قم » وقد عوّل عليه الأستاذ ـ قدسسره ـ في البحار ، وقال : إنّ كتابه معتبر ، وينقل عن كتابه المذكور في مجلّد المزار من البحار ، لكن قال : إنّه لم يتيسر لنا أصل الكتاب ، وإنّما وصل إلينا ترجمته ، وقد أخرجنا بعض أخباره في كتاب السماء والعالم (١) ، انتهى.
أقول : ويظهر من رسالة الأمير المنشئ في أحوال بلدة قم ، ومفاخرها ومناقبها ، أنّ اسم صاحب هذا التأريخ هو الأستاذ أبو علي الحسن بن محمد ابن الحسين الشيباني القمي ، فتأمّل.
ثمّ أقول : سيجيء في باب الميم ترجمة محمد بن الحسن القمّي ، وظنّي أنّه والد هذا الشيخ ، فلا تغفل.
وقد يقال : إنّه العمي ـ بالعين المهملة المفتوحة ـ فهو غيره.
واعلم أنّي رأيت نسخة من هذا التاريخ بالفارسيّة في بلدة قم ، وهو كتاب كبير جيّد ، كثير الفوائد ، في مجلّدات ، محتو على عشرين بابا ، ويظهر منه أنّ مؤلّفه بالعربيّة إنّما هو الشيخ حسن بن محمد المذكور ، وسمّاه كتاب قم ، وقد كان في عهد الصاحب بن عبّاد ، وألّف هذا التاريخ له ، وقد ذكر في أوّله كثيرا من أحواله وخصاله وفضائله ، ثمّ ترجمه الحسن بن عليّ بن الحسن بن عبد الملك (٢) القمّي بالفارسيّة ، بأمر الخواجه فخر الدين إبراهيم بن الوزير الكبير
__________________
(١) بحار الأنوار ١ : ٤٢.
(٢) في الرياض : عبد الله.
الخواجه عماد الدين محمود بن الصاحب الخواجه شمس الدين محمد بن علي الصفّي ، في سنة ثمانمائة وخمسة وستّين.
ثم إنّ لهذا المورّخ الفاضل ـ أعني مؤلّف الأصل ـ أخا فاضلا ، وهو أبو القاسم عليّ بن محمد بن الحسن الكاتب القمي ، كما يظهر من هذا الكتاب أيضا ، وأكثر فوائد هذا الكتاب ما يتعلّق بأحوال خراج قم ، وبعض أحواله منه ، انتهى (١).
قلت : ويظهر من كتاب فضائل السادات ، المسمّى بمنهاج الصفوي ، تأليف السيّد العالم المتبحّر ، الأمير سيّد أحمد الحسيني ، سبط المحقّق الكركي ، وابن خالة المحقّق الداماد وصهره على بنته ، صاحب مصقل الصفا في الردّ على النصارى وغيره ، أنّ لهذا الكتاب ترجمة اخرى ينقل فيها عنها. كما أنّه يظهر منه أنّ النسخة العربيّة كانت عنده.
وهذا الكتاب مشتمل على عشرين بابا ، والذي وصل إلينا منه ثمانية أبواب ، ويظهر من فهرست أبوابه أنّ فيه فوائد جميلة ، خصوصا : الباب الحادي عشر منه ، الذي ذكر أنّه يذكر فيه واحدا ومائتين من أخبار قم ، والباب الثاني عشر منه ، الذي ذكر أنّه يذكر فيه أسامي علماء قم ، ومصنّفاتهم ورواياتهم ، وهم مائتان وستّة وستّون ، الى تأريخ التصنيف الذي كان في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة ، رزقنا الله تعالى العثور عليه.
وقد نقل عن أصل الكتاب أيضا العالم الجليل ، الآغا محمد علي ، ابن الأستاذ الأكبر البهبهاني في حواشي نقد الرجال كما وجدناه بخطّه الشريف.
__________________
(١) رياض العلماء ١ : ٣١٨.
٥٥ ـ كتاب الخصائص :
تأليف السيد رضي الدين ، محمّد بن الحسين الموسوي ، جامع نهج البلاغة ، وهو الذي قال في حقّه في أوّل النهج : فإنّي كنت في عنفوان السنّ ، وغضاضة الغصن ، ابتدأت بتأليف كتاب في خصائص الأئمّة عليهمالسلام يشتمل على محاسن أخبارهم ، وجواهر كلامهم ، حداني إليه غرض ذكرته في صدر الكتاب ، وجعلته أمام الكلام ، وفرغت من الخصائص التي تخصّ أمير المؤمنين عليّا عليهالسلام ، وعاقت عن إتمام بقيّة الكتاب محاجزات الأيّام ، ومماطلات الزمان ، وكنت قد بوّبت ما خرج من ذلك أبوابا ، وفصّلته فصولا ، فجاء في آخرها : فصل يتضمّن محاسن ما نقل عنه عليهالسلام من الكلام القصير ، في المواعظ ، والحكم ، والأمثال ، والآداب. إلى آخره (١).
والذي ذكره في صدر الكتاب ، هو ما قال بعد ذكر ميلة وقصده الى جمعه ما لفظه : الى أن أنهضني الى ذلك اتّفاق اتّفق لي ، فاستثار حميّتي ، وقوّي نيّتي ، واستخرج نشاطي ، وقدح زنادي ، وذلك أنّ بعض الرؤساء ممّن غرضه القدح في صفاتي ، والغمز لقناتي ، والتغطية على مناقبي ، والدلالة على مثلبة إن كانت لي ، لقيني وأنا متوجّه عشيّة عرفة ، من سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة هجرية ، إلى مشهد مولانا أبي الحسن موسى بن جعفر ، وأبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهماالسلام ، للتعريف هناك ، فسألني عن متوجّهي ، فذكرت له إلى أين قصدي.
فقال لي : متى كان ذلك؟! يعني أنّ جمهور الموسويّين جارون على منهاج واحد في القول بالوقف ، والبراءة ممّن قال بالقطع.
وهو عارف بأنّ الإمامة مذهبي ، وعليها عقدي ومعتقدي ، وإنّما أراد التنكيت لي ، والطعن عليّ بديني.
__________________
(١) شرح نهج البلاغة لمحمد عبده ١ : ٢ المقدمة.
فأجبته في الحال بما اقتضاه كلامه ، واستدعاه خطابه ، وعدت وقد قوي عزمي على عمل هذا الكتاب ، إعلانا لمذهبي ، وكشفا عن مغيّبي ، وردّا على العدوّ الذي يتطلب عيبي ، ويروم ذمّي وقصبي ، انتهى (١).
ويروي فيه عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري رحمهما الله تعالى (٢).
__________________
(١) خصائص أمير المؤمنين عليهالسلام : ٣.
(٢) خصائص أمير المؤمنين عليهالسلام : ٢٥.
٥٦ ـ كتاب سعد السعود :
للسيّد الأجلّ عليّ بن موسى بن جعفر الطاوس ، وهو كتاب لطيف بديع.
قال في أوّله : فإنّي وجدت في خاطري يوم الأحد في ذي القعدة ، سنة إحدى وخمسين وستمائة ، اعتبرته بميزان الإلهيّة ، ووجدان الألطاف الربّانيّة ، فوجدته واردا عن تلك المراسم ، وعليه أرج أنوار هاتيك المعالم والمواسم ، في أن اصنّف كتابا اسميّه « سعد السعود » للنفوس منضود ، من كتب وقف علي ابن موسى بن طاوس (١). إلى آخره.
__________________
(١) سعد السعود : ٣.
٥٧ ـ كتاب اليقين ، أو كشف اليقين :
باختصاص مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام بإمرة المؤمنين.
له أيضا ، جلالة قدر مؤلّفه وتثبته أشهر من أن يذكر.
٥٨ ـ كتاب التعازي (١):
تأليف الشريف الزاهد أبي عبد الله محمد بن عليّ بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسني ، ذكر فيه ما يتعلّق بالتعزية والتسلية ، وصدّره بحديث وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثمّ بما صنعه وقاله عند موت أولاده صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وما عزّى به غيره.
قال في أوّله : أخبرني الشيخ الجليل العفيف أبو العباس أحمد بن الحسين ابن وجه (٢) المجاور ـ قراءة عليه ، في داره بمشهد مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، في شهر الله من سنة إحدى وسبعين وخمسمائة ـ قال : حدّثنا الشيخ الأجل الأمير أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن ـ بالمشهد المقدّس بالغري ، على ساكنه السلام ، في شهر ربيع الأوّل من سنة ست عشرة وخمسمائة ـ قال : حدّثنا الشريف النقيب أبو الحسين زيد بن الناصر الحسيني ـ رحمهالله ، في شوّال من سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة (٣) ، بمشهد مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام ـ قال : حدّثنا ( الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي ) (٤) عن عليّ بن العباس البجلي ، عن محمد بن سهل بن زنجلة الرازي ، عن عبد العزيز بن عبد الله الاويسي (٥) ،
__________________
(١) النسخة الخطية فيما يخص هذا الكتاب مضطربة ، حيث فيها تقديم وتأخير وسقط وزيادة ، ولذا آثرنا إبقاء نظم الحجرية.
(٢) هكذا ضبطه الشيخ الطهراني في ثقات العيون : ١١ ، وفي الحجري : وحر ، وأمّا المخطوطة دحر ، وانظر الذريعة ٤ : ٢٠٥ / ١٠٢٤.
(٣) في المخطوطة : ست عشرة وخمسمائة.
(٤) ما بين القوسين ساقط من المصدر.
(٥) في الحجرية : العريسي ، والصحيح المثبت ، انظر ميزان الاعتدال ٢ : ٦٣٠ / ٥١٠٨ ، والجرح والتعديل ٥ : ٣٨٧ / ١٨٠٤.
عن القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص ، عن عاصم العمري وعلي بن علي اللهبي ، عن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين عليهمالسلام ، عن أبيه الحديث (١).
ثم يقول بعد ذلك : وبالإسناد. الى آخره.
وفي آخر هذا الكتاب ـ وهو من خصائصه ـ الخبر الشريف المعروف ، الذي يذكر فيه بلاد أولاد الحجّة عليهالسلام ، وأساميهم ، وأحوالهم ، وقد نقله الأعلام في مؤلفاتهم.
قال السيّد الأجلّ علي بن طاوس في أواخر كتاب جمال الأسبوع : ووجدت رواية متّصلة الإسناد ، بأنّ للمهدي صلوات الله عليه أولاد جماعة ولاة ، في أطراف بلاد البحر ، على غاية عظيمة من صفات الأبرار (٢).
وذكر مختصره الشيخ زين الدين علي بن يونس العاملي البياضي ، في الفصل الخامس عشر من الباب الحادي عشر من كتابه الصراط المستقيم (٣).
ورواه السيد الجليل عليّ بن عبد الحميد النيلي ، في كتاب السلطان المفرج عن أهل الإيمان.
ورواه السيّد المحدّث الجزائري في الأنوار ، عن المولى الفاضل ، الملقّب بالرضا علي بن فتح الله الكاشاني ، قال : روى الشريف الزاهد. إلى آخره.
وفي كتاب حديقة الشيعة ، ما ملخّص ترجمته في كتاب الأربعين ، الذي صنّفه بعض أكابر المصنّفين ، وأعاظم المجتهدين : روى العالم العامل ، المتّقي الفاضل ، محمد بن عليّ العلويّ الحسني ، بسند ينتهي إلى أحمد بن محمد الأنباري ، وساق الخبر بطوله (٤).
__________________
(١) التعازي : ٢.
(٢) جمال الأسبوع : ٥١٢.
(٣) الصراط المستقيم ٢ : ٢٦٤.
(٤) حديقة الشيعة : ٧٦٥.
ويظهر من جميع ذلك أنّه من العلماء الأعلام ، والأتقياء الكرام ، والمؤلّفين العظام ، وإن لم أجد له ترجمة في الكتب المعدّة لذلك ، ولم أعثر على باب الميم من الرياض ، الذي هو أجمع وأكمل ما صنّف في هذا الباب.
وقال السيّد الأجلّ عبد الكريم بن طاوس ، في الباب الثاني من كتاب فرحة الغري : روى أبو عبد الله محمد بن عليّ بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسني في كتاب فضل الكوفة ، بإسناد رفعه الى عقبة بن علقمة أبي الجنوب (١) ، قال : اشترى أمير المؤمنين عليهالسلام ما بين الخورنق إلى الحيرة إلى الكوفة ، ـ وفي حديث ما بين النجف إلى الحيرة إلى الكوفة ـ ، من الدهاقين بأربعين ألف درهم ، وأشهد على شرائه ، قال : فقيل له يا أمير المؤمنين تشتري هذا بهذا المال وليس تنبت حظّا ، قال : « سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : كوفان كوفان يرد أوّلها على آخرها ، يحشر من ظهرها سبعون ألفا يدخلون الجنّة بغير حساب ، فاشتهيت أن يحشروا من ملكي ».
أقول : هذا الحديث فيه إيناس بما نحن بصدده ، وذلك أنّ ذكره عليهالسلام ظهر الكوفة إشارة الى ما خرج عن الخندق ، وهي عمارة آهلة الى اليوم ، وإنّما اشترى أمير المؤمنين عليهالسلام ما خرج عن العمارة الى حيث ذكروا ، والكوفة مصرت سنة سبع عشرة من الهجرة ، ونزلها سعد في محرّمها ، وأمير المؤمنين عليهالسلام دخلها سنة ست وثلاثين ، فدلّ على أنّه عليهالسلام اشترى ما خرج عن الكوفة الممصرّة ، فدفنه بملكه أولى ، وهو إشارة إلى دفن الناس عنده ، وكيف يدفن بالجامع ولا يجوز ، أو بالقصر وهو عمارة الملوك؟ ولم يكن داخلا في الشراء لأنّه معمور من قبل (٢) ، انتهى.
ومنه يظهر اعتماده عليه ، واعتناؤه بما رواه ، ووثوقه بخبره ، وكفاه مادحا
__________________
(١) وما ورد في فضل الكوفة من اعتبار الكنية علما آخر غير صحيح ، انظر الإكمال لابن مأكولا ١ : ١٥٨. وفضل الكوفة ٤٢ حديث ٦ و ٧.
(٢) فرحة الغري : ٢٩.
ومعتمدا.
وقال رضيّ الدين علي بن طاوس في الإقبال ، في الفصول المتعلّقة بفضائل يوم الغدير وأعماله : فصل فيما نذكره من آيات رأيتها أنا عند ضريحة الشريف ، وساقها. إلى أن قال :
أقول : واعرف أنّني دخلت حضرته الشريفة كم مرّة في أمور هائلة لي ، وتارة لأولادي ، وتارة لأهل ودادي ، فبعضها زالت وأنا بحضرته ( وبعضها زالت باقي نهار مخاطبته ) (١) وبعضها زالت بعد أيام في جواب زيارته ، ولو ذكرتها احتاجت الى مجلّد كبير ، وقد صنّف أبو عبد الله محمد بن عليّ بن الحسن ابن عبد الرحمن الحسني ، مصنّفا في ذلك متضمنا للأسانيد والروايات الى آخره (٢).
ويستظهر من كلامه ما استظهرنا من كلام ابن أخيه رضي الله تعالى عنهم.
وفي الرياض في ترجمة غياث الدين السيّد عبد الكريم بن طاوس : أقول : قد سبقه في تأليف ما ضمّنه هذا السيّد في كتاب فرحة الغري السيّد أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن الحسني ، وألّف مصنّفا في ذلك ، مشتملا على الأسانيد والروايات ، على ما حكاه السيد رضيّ الدين عليّ ابن طاوس ، عمّ السيّد عبد الكريم هذا ، في أواخر كتاب الإقبال في هذا المبحث ، كما سنذكره في ترجمة السيّد أبي عبد الله المذكور ، والعجب أنّه لم يعثر السيّد عبد الكريم هذا عليه ، ولم ينقل عنه ، انتهى (٣).
ولم أعثر على باب الميم من الرياض ، رزقنا الله تعالى زيارته.
ويأتي في الفائدة الثالثة في مشايخ محمد بن المشهدي أنّه يروي عنه بواسطتين ، وهو يروي عن أبي تمام عبد الله بن أحمد بن عبيد الأنصاري
__________________
(١) ما بين القوسين لم يرد في المخطوطة.
(٢) الإقبال : ٤٦٩.
(٣) رياض العلماء ٣ : ١٦٩.
المؤدّب.
ويأتي أيضا أنّ عماد الدين أبا القاسم الطبري يروي عنه كثيرا في كتاب بشارة المصطفى بواسطة واحدة ، قال في الجزء الثاني منه : أخبرنا الشيخ أبو البركات عمر بن محمد بن حمزة العلوي ـ بالكوفة في مسجده ، في صفر سنة عشر (١) وخمسمائة ـ وأخبرنا أبو غالب سعيد بن محمد بن أحمد الثقفي الكوفي بها ، قال : أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن عبد الله محمد بن عبد الرحمن العلوي العلاّمة. الى آخره (٢).
وقال غياث الدين عبد الكريم بن طاوس في فرحة الغري : أقول : وقد ذكر هنا الشريف أبو عبد الله محمد بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن الحسين ابن عبد الرحمن الشجري ، بالإسناد المتقدم إليه ، حدّثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله الجواليقي لفظا. إلى آخره (٣).
وقال في الباب السادس : أخبرني الشيخ عبد الرحمن بن أحمد الحربي ، عن عبد العزيز الأخضر ـ سنة أربع وستمائة ـ عن الحافظ أبي الفضل بن ناصر ، قال : أخبرنا محمد بن علي بن ميمون البرسي ـ وهو المعروف بابي (٤) ـ قال : أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن الحسين بن عبد الرحمن القسري بن القاسم بن محمد البطحائي بن القاسم بن الحسن بن زيد ابن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام الحسني ، قال : أخبرنا جعفر ابن محمد بن عيسى بن علي بن محمد الجعفري ، قال : أخبرني أبي ـ إملاء ـ قال : أخبرنا جعفر بن مالك ، قال : حدّثنا محمد بن الحسين الصائغ ، أخبرنا عبد الله بن عبيد بن زيد ، قال : رأيت جعفر بن محمد عليهماالسلام
__________________
(١) في المصدر : ستة عشر.
(٢) بشارة المصطفى : ٨٧.
(٣) فرحة الغري : ١٣٩.
(٤) كذا ، وفي المصدر : أبي العباس.
وعبد الله بن الحسن بالغري ، عند قبر أمير المؤمنين عليهالسلام ، فأذّن عبد عبد الله ، وأقام الصلاة ، وصلّى مع جعفر بن محمد عليهماالسلام ، وسمعت جعفرا عليهالسلام يقول : « هذا قبر أمير المؤمنين عليهالسلام » انتهى (١).
وفي الشجرة الكبيرة : محمد العالم الزاهد بالكوفة ، ابن عليّ ، بالكوفة يعرف بابن عبد الرحمن ، ووصف جدّه الحسين بن عبد الرحمن بالشاعر ، وقال : كنيته أبو عاتقة.
__________________
(١) فرحة الغري : ٥٥.
٥٩ ـ كتاب المجموع الرائق من أزهار الحدائق :
تأليف السيّد العالم الفاضل ، السيّد هبة الله بن أبي محمد الحسن الموسوي.
قال في أمل الآمل : كان عالما ، صالحا ، عابدا ، له كتاب « الرائق (١) من أزهار الحدائق » (٢).
وفي الرياض : السيّد هبة الله بن أبي محمد الحسن الموسوي ، الفاضل العالم الكامل ، المحدّث الجليل ، المعاصر للعلاّمة ومن في طبقته ، صاحب كتاب « المجموع الرائق » المعروف ، وهو كتاب لطيف ، جامع لأكثر ، المطالب ، وغلط من نسب هذا الكتاب الى الصدوق ، أو الى المفيد.
أمّا أولا : فلأنّه غير مذكور في فهرس مؤلّفاتهما على ما ذكر في كتب الرجال.
وأمّا ثانيا : فلأنّه يروي في هذا الكتاب عن جماعة من المتأخّرين عنهما وعن كتبهم.
وأمّا ثالثا : فلأنّه يظهر من مطاوي هذا الكتاب أنّه ألّف سنة ثلاث وسبعمائة.
وأمّا رابعا : فلأنّه صرّح نفسه مرارا في أثناء ذلك الكتاب باسمه ، على ما رأيته في طائفة من نسخه.
وبما ذكرناه من تأريخ التأليف يعلم أنّه ألّفه في أواخر عصر العلاّمة.
ولعل وجه هذا الظنّ أنّ في أوائل ذلك الكتاب أورد أكثر كتاب الاعتقادات للشيخ الصدوق ، بل كلّه ، وقد صدّر كلّ مبحث منه بقوله : قال
__________________
(١) في الأمل : المجموع الرائق.
(٢) أمل الآمل ٢ : ٣٤١ / ١٠٥١.
الشيخ أبو جعفر محمد بن عليّ بن موسى بن بابويه. وكذلك ينقل من كتاب الشيخ المفيد أيضا.
وبالجملة كتابه هذا مجلّدان كبيران ، ويشتمل على الأخبار الغريبة ، والفوائد الكلاميّة ، والمسائل الفقهيّة ، والأدعية والأذكار ، وأمثال ذلك من المطالب ، وهو محتو على اثني عشر بابا ، كلّ مجلد ستّة أبواب ، وهو كتاب معروف وإن لم يورده الأستاذ الاستناد في بحار الأنوار.
قال : ثمّ من مؤلّفاته كتاب « الشرفي » في معجزات النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ودلائل أمير المؤمنين والأئمّة عليهمالسلام ، كما صرّح به نفسه في كتاب « المجموع الرائق » المشار إليه ، انتهى (١).
قلت : قد أورد في هذا الكتاب تمام كتاب « الأربعين » لجمال الدين يوسف ابن حاتم الشامي ، تلميذ المحقّق ـ صاحب كتاب « الدّر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم ـ و « الأربعين » لجمال الدين الحافظ الفاضل أبي الخطّاب عمر الأندلسي ، بقراءة المبارك بن موهوب الإربلي ، سنة عشر وستمائة ، في مجلس واحد.
وقال في موضع من الكتاب : وممّا ظفرت به من خطب أمير المؤمنين عليهالسلام نقلته من الخزانة المولويّة الرضويّة الطاووسيّة ، قدّس الله روح جامعها ومؤلّفها ، وأمتع الله بدوام أيّام المولى الطاهر مالكها ، وأعزّ نصره ، من كتاب وجدته ، عليه مكتوب بخطّ السيّد مولى السعيد رضيّ الدين ، مؤلّف هذه الخزانة ، وحاوي كتبها ما صورته. إلى آخره (٢).
وبالجملة : فالنسبة المذكورة من الأغلاط الواضحة.
وقال في أوّل الكتاب : فإنّي لمّا نظرت في بعض الكتب المسندة عند الفضلاء المعظّمين ، والسادة النبلاء المقدّسين ، والقادة علماء المصنّفين ، آثرت
__________________
(١) رياض العلماء ٥ : ٣٠٥.
(٢) المجموع الرائق : ١٨٤.
أن أجمع ما صنّفوه ، وسبقوا الى جمعه وألّفوه ، وعرفوا صحّته وحقّقوه ، وسبروا معانيه ووقفوه ورووه وصنّفوه ، من منافع آيات القرآن الكريم ، وما يحترز به من العوذ والحروز ، والروايات ، وما يستشفى به من طبّ الأئمّة عليهمالسلام (١) ، الى آخر ما ذكره ممّا يظهر منه تثبّته ، واعتبار ما نقله فيه ، والله العالم.
__________________
(١) المجموع الرائق : ١ السطر الثالث.
٦٠ ـ كتاب طبّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم :
قال في الرياض في باب الكنى من القسم الأوّل : الشيخ الإمام أبو العباس المستغفري ، هو الإمام الخطيب الحافظ ، أبو العباس جعفر بن أبي عليّ محمد بن أبي بكر المعتز بن محمّد بن المستغفر النسفي السمرقندي ، صاحب كتاب طبّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ويلوح من فهرس بحار الأنوار ، للأستاذ الاستناد ـ قدسسره ـ أنّه من علماء الشيعة ، قال ـ رحمهالله ـ في أول البحار ، في طيّ تعداد كتب الإماميّة :
وكتاب طبّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للشيخ أبي العباس المستغفري ، ثم قال : وكتاب طبّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وإن كان أكثر أخباره من طرق المخالفين ، لكنّه مشهور متداول بين علمائنا.
وقال نصير الدين الطوسي في كتاب آداب المتعلّمين : ولا بدّ أن يتعلّم شيئا من الطبّ ، ويتبرّك بالآثار الواردة في الطبّ ، الذي جمعه الشيخ الإمام أبو العباس المستغفري ، في كتابه المسمّى بطبّ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، انتهى ما في البحار (١) (٢).
وأقول : في جعله من علماء الإمامية سهو ظاهر ، فإنه من علماء العامة ومن الحنفية ، كما سيأتي شرح أحواله في القسم الثاني إن شاء الله تعالى ، وقد أوردنا ترجمة في هذا القسم رعاية لما قاله الأستاذ في البحار.
ويظهر من كتاب دلائل النبوّة للإمام أبي العباس المستغفري نفسه التسنّن ، كما حكى من ذلك الكتاب المولى الجامي كثيرا ، في كتاب شواهد النبوّة فتأمل (٣).
__________________
(١) آداب المتعلمين : ١٥٣ ضمن كتاب شرح الباب الحادي عشر. ( حجري )
(٢) بحار الأنوار ١ : ٢٣ ، ٤٢.
(٣) في النقل عن الرياض تقديم وتأخير مخل ، صححناه على رياض العلماء ٥ : ٤٧٢.