السيد هاشم الحسيني البحراني
المحقق: مؤسسة البعثة
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة البعثة
المطبعة: مؤسسة البعثة
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٥٢
ودمي».
٥٦ / ٣ ـ وعنه ، في (عيون أخبار الرضا عليهالسلام) : بإسناده عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي عليهمالسلام ، قال : «سئل أمير المؤمنين عليهالسلام عن معنى قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إني مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي ؛ من العترة؟
فقال : أنا والحسن والحسين ، والأئمة التسعة من ولد الحسين ، تاسعهم مهديهم وقائمهم ، لا يفارقون كتاب الله ، ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حوضه».
٥٧ / ٤ ـ وعنه ، في كتاب (النصوص) : بإسناده عن حذيفة بن أسيد ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول على منبره : «معاشر الناس ، إني فرطكم ، وإنكم واردون علي الحوض ـ حوضا أعرض ما بين بصرى وصنعاء ـ فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، وإني سائلكم ـ حين تردون علي الحوض ـ عن الثقلين ؛ فانظروا كيف تخلفوني فيهما. الأكبر (١) كتاب الله ـ سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ـ فاستمسكوا به لن تضلوا ، ولا تبدلوا في عترتي ـ أهل بيتي ـ فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
معاشر الناس ، كأني على الحوض أنظر (٢) من يرد علي منكم ، وسوف تؤخر أناس من دوني ؛ فأقول : يا رب ، مني ومن أمتي! فيقال : يا محمد ، هل شعرت بما عملوا؟ أنهم ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم. ثم قال : أوصيكم في عترتي خيرا ـ أو قال : في أهل بيتي ـ».
فقام إليه سلمان ، فقال : يا رسول الله ، ألا تخبرني عن الأئمة بعدك ، أما هم من عترتك؟ فقال : «نعم ، الأئمة من بعدي من عترتي ، عدد نقباء بني إسرائيل ؛ تسعة من صلب الحسين ، أعطاهم الله علمي وفهمي ، فلا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، واتبعوهم فإنهم مع الحق والحق معهم».
٥٨ / ٥ ـ سعد بن عبدالله القمي في (بصائر الدرجات) : عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن جعفر بن بشير البجلي ، عن ذريح بن محمد بن يزيد المحاربي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إني تارك (١) فيكم الثقلين : كتاب الله عز وجل ، وعترتي ـ أهل بيتي ـ فنحن أهل بيته».
٥٩ / ٦ ـ وعنه : عن النضر بن سويد ، عن خالد بن زياد القلانسي ، عن رجل ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، عن جابر بن عبدالله ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا أيها الناس ، إني تارك فيكم الثقلين : الثقل الأكبر ، والثقل
__________________
٣ ـ عيون أخبار الرّضا عليهالسلام ١ : ٥٧ / ٢٥.
٤ ـ كفاية الأثر : ١٢٨.
(١) في المصدر : الثقل الأكبر.
(٢) في المصدر : أنتظر.
٥ ـ مختصر بصائر الدرجات : ٩٠.
(١) في المصدر : إنّي قد تركت.
٦ ـ مختصر بصائر الدرجات : ٩٠.
الأصغر ، إن تمسكتم بهما لن تضلوا (١) ولن تبدلوا ، فإني سألت اللطيف الخبير بأن لا يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فأعطيت ذلك».
فقيل : فما الثقل الأكبر؟ وما الثقل الأصغر؟
فقال : «الثقل الأكبر : كتاب الله عز وجل ، سبب طرفه بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم ، والثقل الأصغر : عترتي أهل بيتي».
٦٠ / ٧ ـ وعنه : عن إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران الهمداني ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن هشام بن الحكم ، عن سعد بن طريف الإسكاف (١) قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إني تارك فيكم الثقلين ، فتمسكوا بهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
٦١ / ٨ ـ العياشي : محمد بن مسعود ، عن مسعدة بن صدقة ، قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : «إن الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن وقطب جميع الكتب ، عليها يستدير محكم القرآن ، وبها نوهت (١) الكتب ، و [بها] يستبين الإيمان.
وقد أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يقتدى بالقرآن وآل محمد ، وذلك حيث قال في آخر خطبة خطبها : إني تارك فيكم الثقلين : الثقل الأكبر ، والثقل الأصغر ، فأما الأكبر فكتاب ربي ، وأما الأصغر فعترتي ـ أهل بيتي ـ فاحفظوني فيهما ، فلن تضلوا ما تمسكتم بهما».
٦٢ / ٩ ـ عن أبي جميلة المفضل بن صالح ، عن بعض أصحابه قال : خطب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الجمعة بعد صلاة الظهر ، انصرف على الناس فقال : «أيها الناس ، إني قد نبأني اللطيف الخبير أنه لن يعمر من نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله. وإني لأظنني أو شك أن أدعى فأجيب ، وإني مسئول وإنكم مسئولون ، فهل بلغتكم؟ فما ذا أنتم قائلون؟».
قالوا : نشهد بأنك قد بلغت ونصحت وجاهدت ، فجزاك الله (١) خيرا. قال : «اللهم اشهد».
ثم قال : «يا أيها الناس ، ألم تشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن الجنة حق ، وأن النار حق ، وأن البعث حق من بعد الموت؟». قالوا : اللهم نعم. قال : «اللهم أشهد».
__________________
(١) في المصدر زيادة : ولن تزلوا.
٧ ـ مختصر بصائر الدرجات : ٩١.
(١) في «س» و «ط» : سعد بن ظريف الاسكافي ، وضبط كما في المتن في المصدر وخلاصة العلاّمة الحلّي : ٢٢٦ / ١ وتنقيح المقال ٢ : ١٥.
٨ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٥ / ٩.
(١) في «ط» : يوهب.
٩ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٤ / ٣.
(١) في المصدر زيادة : عنّا.
ثم قال : «أيها الناس ، إن الله مولاي ، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ألا من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه».
ثم قال : «أيها الناس ، إني فرطكم ، وأنتم واردون علي الحوض ، وحوضي عرضه ما بين بصرى وصنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، ألا وإني سائلكم ـ حين تردون علي ـ عن الثقلين ، فانظروني كيف تخلفوني فيهما حتى تلقوني».
قالوا : وما الثقلان ، يا رسول الله؟
قال : «الثقل الأكبر : كتاب الله ، سبب طرفه بيد الله وطرف في أيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تذلوا ، والثقل الأصغر : أهل بيتي ، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أن لا يفترقا حتى يلقياني ، وسألت الله لهما ذلك فأعطانيه ، فلا تسبقوهم فتضلوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلموهم فهم أعلم منكم».
٦٣ / ١٠ ـ الشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد في (أماليه) قال : أخبرني أبو الحسن علي بن محمد الكاتب ، قال : حدثنا الحسن بن علي الزعفراني ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي ، قال : حدثني أبو عمر (١) حفص بن عمر الفراء ، قال : حدثنا زيد بن الحسن الأنماطي ، عن معروف بن خربوذ ، قال : سمعت أبا عبد الله (٢) مولى العباس يحدث أبا جعفر محمد بن علي عليهماالسلام ، قال : سمعت أبا سعدى الخدري يقول : إن آخر خطبة خطبنا بها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لخطبة خطبنا في مرضه الذي توفي فيه ، خرج متوكئا على علي بن أبي طالب عليهالسلام وميمونة مولاته ، فجلس على المنبر ، ثم قال : «أيها الناس ، إني تارك فيكم الثقلين» وسكت.
فقام رجل فقال : يا رسول الله ، ما هذان الثقلان؟! فغضب حتى احمر وجهه ، ثم سكن وقال : «ما ذكرتهما إلا وأنا أريد أن أخبركم بهما ، ولكن ربوت (٣) فلم أستطع ، سبب [طرفه] بيد الله وطرف بأيديكم ، تعملون فيه كذا وكذا ، ألا وهو القرآن ، والثقل الأصغر أهل بيتي».
ثم قال : «وايم الله ، إني لأقول لكم هذا ورجال في أصلاب أهل الشرك أرجى عندي من كثير منكم». ثم قال : «والله ، لا يحبهم عبد إلا أعطاه الله نورا يوم القيامة». فقال أبو جعفر عليهالسلام : «إن أبا عبدالله يأتينا بما يعرف».
٦٤ / ١١ ـ الشيخ الطوسي : بإسناده عن أبي عمر ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا عبدالله بن أحمد بن المستورد ، قال : حدثنا إسماعيل بن صبيح ، قال : حدثنا سفيان ـ وهو ابن إبراهيم ـ ، عن عبد المؤمن ـ وهو أبو القاسم ـ ، عن الحسن بن عطية العوفي ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «إني تارك فيكم الثقلين ، ألا إن أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل
__________________
١٠ ـ الأمالي : ١٣٤ / ٣.
(١) في المصدر : أبو عمرو ، ولم نجد له ذكرا في المعاجم المتيسّرة لدينا.
(٢) في المصدر : أبا عبيد الله ، قال في تهذيب التّهذيب ١٠ : ٢٣١ في ترجمة معروف : روى عن أبي عبد الله مولى ابن عبّاس. والظاهر صحّته.
(٣) الرّبو : النفس العالي ، يقال : ربا يربو ربوا ، إذا أخذه الربو. «الصحاح ـ ربا ـ ٦ : ٢٣٥٠».
١١ ـ الأمالي ١ : ٢٦١ و ٢٧٨ / ٤٦٠ ، المعجم الصغير : ١ : ١٣١.
بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
وقال : «ألا إن أهل بيتي عيبتي (١) التي آوي إليها ، ألا وإن الأنصار ترسي (٢) فاعفوا عن مسيئهم ، وأعينوا محسنهم».
٦٥ / ١٢ ـ محمد بن علي بن بابويه في (الغيبة) قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا العباس بن الفضل المقرئ ، قال : حدثنا محمد بن علي المنصور (١) ، قال : حدثنا عمرو بن عون ، قال : حدثنا خالد ، عن الحسين بن عبيد الله (٢) ، عن أبي الضحى ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
٦٦ / ١٣ ـ وعنه ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس ، قال : حدثنا العباس بن الفضل ، عن أبي زرعة ، عن كثير بن يحيى أبي مالك ، عن أبي عوانة ، عن الأعمش ، قال : حدثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن عامر بن واثلة ، عن زيد بن أرقم ، قال : لما رجع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من حجة الوداع ، فنزل بغدير خم (١) ، وأمر بدوحات (٢) فقم (٣) ما تحتهن ، ثم قال : «كأني قد دعيت فأجبت ، إني تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
ثم قال : «إن الله مولاي ، وأنا مولى كل مؤمن ومؤمنة». ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب عليهالسلام ثم قال : «من كنت وليه فهذا علي وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه».
قال : فقلت لزيد بن أرقم : وأنت سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ فقال : ما كان في الدوحات أحد إلا وقد رآه بعينيه وسمعه بأذنيه.
٦٧ / ١٤ ـ وعنه ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن الحسين البغدادي قال : حدثنا عبدالله بن محمد بن
__________________
(١) أي خاصّتي وموضع سرّي. «النهاية ٣ : ٣٢٧».
(٢) الترس من السلاح : المتوقّى بها. «لسان العرب ـ ترس ـ ٦ : ٣٢» وفي المصدر : كرشي ، وكرش الرجل : عياله من صغار ولده. «مجمع البحرين ـ كرش ـ ٤ : ١٥٢».
١٢ ـ كمال الدّين وتمام النعمة : ٢٣٤ / ٤٤ ، فرائد السمطين ٢ : ١٤٢.
(١) في المصدر : بن منصور ، والظاهر أنّه محمّد بن عليّ بن ميمون ، بقرينة روايته عن عمرو بن عون ، ورواية عمرو عن خالد بن عبد الله. راجع تهذيب التّهذيب ٨ : ٨٦ و ٩ : ٣٥٦.
(٢) في «س» و «ط» : عبد الله ، والصواب ما أثبتناه من المصدر. راجع تهذيب التّهذيب ٢ : ٢٩٢.
١٣ ـ كمال الدّين وتمام النعمة : ٢٣٤ / ٤٥ ، النسائي في الخصائص : ٢١.
(١) غدير خمّ : هو اسم موضع ، قال الحامي : خمّ واد بين مكّة والمدينة عند الجحفة ، به دير ، عنده خطب رسول الله ٦. «معجم البلدان ٢ : ٣٨٩».
(٢) الدّوحة : الشجرة العظيمة من أيّ شجر كان. «مجمع البحرين ـ دوح ـ ٢ : ٣٤٩».
(٣) قمّ الشّيء قما : كنسه. «لسان العرب ـ قمم ـ ١٢ : ٤٩٣».
١٤ ـ كمال الدّين وتمام النعمة : ٢٣٥ / ٤٦ ، معاني الأخبار : ٩٠ / ٢ ، طبقات ابن سعد ٢ : ١٩٤.
عبد العزيز إملاء ، قال : حدثنا بشر (١) بن الوليد ، قال : حدثنا محمد بن طلحة ، عن (٢) الأعمش ، عن عطية بن سعيد ، عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله عز وجل ، وعترتي ؛ كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي ، ونبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا بماذا تخلفوني فيهما».
٦٨ / ١٥ ـ وعنه ، قال : حدثنا محمد بن عمر البغدادي ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن حفص (١) الخثعمي ، قال : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا صالح بن موسى ، قال : حدثنا عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إني قد خلفت فيكم شيئين ، لن تضلوا بعدي أبدا ما أخذتم بهما وعملتم بما فيهما ؛ كتاب الله ، وعترتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
٦٩ / ١٦ ـ وعنه ، قال : حدثنا محمد بن عمر الحافظ ، قال : حدثنا القاسم بن عباد ، قال : حدثنا سويد ، قال : حدثنا عمرو بن صالح ، عن زكريا ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ؛ كتاب الله عز وجل حبل ممدود ، وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
٧٠ / ١٧ ـ وعنه ، قال : حدثنا الحسن بن عبدالله بن سعيد ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان القشيري ، قال : حدثنا الحسين بن حميد ، قال : حدثني أخي الحسن بن حميد ، قال : حدثني علي بن ثابت الدهان ، قال : حدثنا (١) سعاد بن سليمان ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي عليهالسلام ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إني امرؤ مقبوض ، وأوشك أن أدعى فأجيب ، وقد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أفضل من الآخر : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
٧١ / ١٨ ـ وعنه ، قال : حدثنا الحسن بن عبدالله بن سعيد ، قال : حدثنا القشيري ، قال : حدثنا المغيرة بن محمد بن المهلب ، قال : حدثني أبي ، عن عبدالله بن داود (١) ، عن الفضيل بن مرزوق ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إني تارك فيكم أمرين ، أحدهما أطول من الآخر : كتاب الله حبل
__________________
(١) في «س» و «ط» : جيش والصواب ما أثبتناه من المصدر. راجع سير أعلام النبلاء : ١٠ : ٣٧٣ ، لسان الميزان ٢ : ٣٥.
(٢) في «س» : بن ، وهو تصحيف ، إذ روى محمّد بن طلحة عن الأعمش. راجع تهذيب التّهذيب ٩ : ٢٣٨.
١٥ ـ كمال الدّين وتمام النعمة : ٢٣٥ / ٤٧ ، ينابيع المودّة : ٣٩.
(١) في «س» و «ط» : جعفر ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبتناه من المصدر. راجع ترجمته في رجال الطوسي : ٥٠٠ / ٦٢ ، سير أعلام النبلاء ١٤ : ٥٢٩.
١٦ ـ كمال الدّين وتمام النعمة : ٢٣٥ / ٤٨.
١٧ ـ كمال الدّين وتمام النعمة : ٢٣٥ / ٤٩.
(١) في «س» و «ط» : سواد ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبتناه من المصدر. راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٠ : ٢٣٧ ، تهذيب التّهذيب ٣ : ٤٦٢.
١٨ ـ كمال الدّين وتمام النعمة : ٢٣٦ / ٥٠ ، معاني الأخبار : ٩٠ / ١ ، فرائد السمطين ٢ : ١٤٤.
(١) في «س» و «ط» : عن أبي عبد الله بن أبي داود ، وما في المتن من المصادر الثلاثة.
ممدود من السماء إلى الأرض طرف بيد الله ، وعترتي ، إلا إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
فقلت لأبي سعيد : من عترته؟ قال : أهل بيته عليهمالسلام.
٧٢ / ١٩ ـ وعنه ، قال ابن بابويه : حدثنا علي بن الفضل البغدادي ، قال : سمعت أبا عمر ـ صاحب أبي العباس ثعلب ـ يقول : سمعت أبا العباس ثعلب يسأل عن قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إني تارك فيكم الثقلين» لم سمي الثقلان؟
قال : لأن التمسك بهما ثقيل.
٧٣ / ٢٠ ـ وعنه ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن شعيب الجوهري أبو محمد ، قال : حدثنا عيسى بن محمد العلوي ، قال : حدثنا أبو عمرو أحمد بن أبي حازم الغفاري ، حدثنا عبدالله بن موسى ، عن شريك ، عن ركين (١) بن الربيع ، عن القاسم بن حسان ، عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عز وجل ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وهما الخليفتان من بعدي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
٧٤ / ٢١ ـ وعنه ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن شعيب أبو محمد الجوهري ، قال : حدثنا عيسى بن محمد العلوي ، قال : حدثنا الحسن بن الحسن الحميري (١) ، قال : حدثنا الحسن بن الحسين العرني ، (٢) عن عمرو بن جميع ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهماالسلام ، قال : «أتيت جابر بن عبدالله فقلت : أخبرني عن حجة الوداع؟ فذكر حديثا طويلا ، ثم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إني تارك فيكم (٣) ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ؛ كتاب الله عز وجل ، وعترتي أهل بيتي. ثم قال : اللهم اشهد ثلاثا».
٧٥ / ٢٢ ـ وعنه ، قال : حدثنا الحسن بن عبدالله بن سعيد ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان القشيري ، قال : حدثنا أبو حاتم المغيرة بن محمد بن المهلب ، قال : حدثنا عبد الغفار بن محمد بن كثير الكلابي الكوفي ، عن جرير بن عبد الحميد ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن أبي الضحى ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ؛ كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
٧٦ / ٢٣ ـ وعنه ، قال : حدثنا محمد بن عمر ، قال : حدثني عبدالله بن يزيد أبو محمد البجلي ، قال : حدثني محمد بن طريف ، قال : حدثنا ابن فضيل ، عن الأعمش ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن
__________________
١٩ ـ كمال الدّين وتمام النعمة : ٢٣٦ / ٥١ ، معاني الأخبار : ٩٠ / ٣ ، فرائد السمطين ٢ : ١٤٥.
٢٠ ـ كمال الدّين وتمام النعمة : ٢٣٦ / ٥٢.
(١) في «س» و «ط» : وكيع ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبتناه من المصدر. راجع تهذيب التّهذيب ٣ : ٢٨٧.
٢١ ـ كمال الدّين وتمام النعمة : ٢٣٦ / ٥٣.
(١) في المصدر : الحسين بن الحسن الحيري بالكوفة.
(٢) في «س» و «ط» : المغربي ، وهو تصحيف والصواب ما أثبتناه من المصدر! راجع رجال النجاشي : ٥١ / ١١ ، معجم رجال الحديث ٤ : ٣٠٧.
(٣) في «ط» زيادة : الثقلين.
٢٢ ـ كمال الدّين وتمام النعمة : ٢٣٧ / ٥٤ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٤٨.
٢٣ ـ كمال الدّين وتمام النعمة : ٢٣٨ / ٥٦.
زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «كأني قد دعيت وأجبت ، وإني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يزالا جميعا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما».
٧٧ / ٢٤ ـ وعنه ، قال : حدثنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص ، عن عباد بن يعقوب ، عن أبي مالك عمرو بن هاشم الجنبي (١) ، عن عبد الملك ، عن عطية (٢) أنه سمع أبا سعيد يرفع ذلك إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : «أيها الناس ، إني تارك فيكم الثقلين (٣) ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله عز وجل ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
٧٨ / ٢٥ ـ وعنه ، قال : حدثنا محمد بن عمر ، قال : حدثني الحسن بن عبدالله بن محمد بن علي التميمي ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني سيدي علي بن موسى بن جعفر بن محمد عليهالسلام ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهم) ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي (١) ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
٧٩ / ٢٦ ـ وعنه ، قال : حدثنا أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري ، قال : حدثني عمي أبو عبدالله محمد بن شاذان ، عن الفضل بن شاذان ، قال : حدثنا عبيد الله (١) بن موسى ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حنش (٢) بن المعتمر ، قال : رأيت أبا ذر الغفاري رحمهالله آخذا بحلقة باب الكعبة ، وهو يقول : ألا من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر جندب بن السكن ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «إني مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ألا وإن مثلهما كسفينة نوح من ركب فيها نجا ، ومن تخلف عنها غرق».
٨٠ / ٢٧ ـ وعنه ، قال : حدثنا الشريف الدين الصدوق أبو علي محمد بن أحمد بن محمد زيارة (٣) بن عبد الله
__________________
٢٤ ـ كمال الدّين وتمام النعمة : ٢٣٨ / ٥٧.
(١) في «س» و «ط» : عن أبي مالك ، عن عمرو بن هاشم الحميري ، والصواب ما أثبتناه من المصدر. راجع تقريب التّهذيب ١ : ٥٨٠ ، تهذيب التّهذيب ٨ : ١١١.
(٢) في «س» و «ط» : عن عبد الملك بن عطية ، والصواب ما أثبتناه من المصدر. راجع تهذيب التّهذيب ٦ : ٤١١.
(٣) في المصدر : إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا من بعدي : الثقلين.
٢٥ ـ كمال الدّين وتمام النعمة : ٢٣٩ / ٥٩ ، فرائد السمطين ٢ : ١٤٧.
(١) في المصدر زيادة : أهل بيتي.
٢٦ ـ كمال الدّين وتمام النعمة : ٢٣٩ / ٥٩.
(١) في «س» و «ط» : عبد الله ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبتناه من المصدر. راجع تهذيب التّهذيب ٧ : ٥١.
(٢) في «س» و «ط» : عيسى ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبتناه من المصدر. راجع الجرح والتعديل ٣ : ٢٩١ / ١٢٩٧ ، وتهذيب التّهذيب ٣ : ٥٨.
٢٧ ـ كمال الدّين وتمام النعمة : ٢٣٩ / ٦٠.
بن الحسن بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليهم) ، قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة ، قال : حدثنا الفضل بن شاذان النيسابوري ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدثنا شريك ، عن ركين بن الربيع ، عن القاسم بن حسان ، عن زيد بن ثابت ، قال ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
٨١ / ٢٨ ـ وعنه ، قال : حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري رضياللهعنه ، قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان (١) ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : حدثنا عيسى بن يونس ، قال : حدثنا زكريا بن أبي زائدة ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
٨٢ / ٢٩ ـ وعنه ، قال : حدثني أبي رضياللهعنه ، قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة ، قال : حدثنا الفضل بن شاذان ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن جرير (١) ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن أبي الضحي ، عن زيد بن أرقم ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
٨٣ / ٣٠ ـ وعنه ، قال : حدثنا أحمد (١) بن زياد بن جعفر الهمداني رضياللهعنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي عليهمالسلام ، قال : «سئل أمير المؤمنين عليهالسلام عن معنى قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إني مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي ، من العترة؟ فقال : أنا والحسن والحسين والتسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم وقائمهم ، لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حوضه».
٨٤ / ٣١ ـ وعنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضياللهعنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ،
__________________
(١) في المصدر : ابن زثارة ، وفي «س» : ابن زيادة ، والصحيح ما أثبتناه ، ولقّب زُبَارة لأنه كان إذا غضب قيل : قد زبر الأسد. راجع الفخري في الأنساب : ٨٠ ، وأنساب السمعاني : ٣ : ١٢٧ وتاج العروس ٣ : ٢٣٣ ، نوابع الرواة : ٢٣٧.
٢٨ ـ كمال الدّين وتمام النعمة : ٢٤٠ / ٦١ ، المعجم الصغير : ١ : ١٣١.
(١) في «س» و «ط» : عن شاذان ، والصواب ما أثبتناه من المصدر. رجال النجاشي : ٣٠٦ ومعجم رجال الحديث ١٣ : ٢٩٩.
٢٩ ـ كمال الدّين وتمام النعمة : ٢٤٠ / ٦٢ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٤٨.
(١) في «س» : حريز : تصحيف ، وهو جرير بن عبد الحميد ، راجع تهذيب الكمال ٤ : ٥٤٠.
٣٠ ـ كمال الدّين وتمام النعمة : ٢٤٠ / ٦٤.
(١) في المصدر : محمّد ، وهو تصحيف صوابه ما في المتن ، راجع معجم رجال الحديث ٢ : ١٢٠.
٣١ ـ كمال الدّين وتمام النعمة : ٢٤٠ / ٦٣.
عن سليم بن قيس الهلالي ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال : «إن الله تبارك وتعالى طهرنا وعصمنا ، وجعلنا شهداء على خلقه ، وحججا في أرضه ، وجعلنا مع القرآن ، وجعل القرآن معنا ، لا نفارقه ولا يفارقنا».
٨٥ / ٣٢ ـ الديلمي ، وأبو الحسن محمد بن شاذان ، عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعلي بن أبي طالب ، وعلي أفضل لكم من كتاب الله ، لأنه مترجم لكم عن كتاب الله».
٨٦ / ٣٣ ـ ابن الفارسي في (روضة الواعظين) : عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في خطبة خطبها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في مسجد الخيف (١) ، يذكر فيها النص على الخلافة والولاية لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فقال فيها صلىاللهعليهوآلهوسلم : «معاشر الناس ، إن عليا والطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر ، والقرآن الثقل الأكبر ، وكل واحد منهما مبين عن صاحبه ، موافق له ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض بأمر الله في خلقه وبحكمه على أرضه ، ألا وإن الله عز وجل قاله ، وأنا قلته عن الله ، ألا وقد أديت ، ألا وقد بلغت ، ألا وقد أسمعت ، ألا وقد أوضحت ، ألا وإنه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا ، ولا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره».
ثم ضرب بيده على عضد علي عليهالسلام فرفعه ، فكان أمير المؤمنين عليهالسلام أول من صعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قد شال (٢) عليا حتى صارت رجلاه مع ركبة رسول الله (صلوات الله عليهما).
والخطبة طويلة وسيأتي ـ إن شاء الله تعالى ـ باب آخر في معنى الثقلين من طريق المخالفين. (٣)
__________________
٣٢ ـ ارشاد القلوب : ٣٧٨ ، مائة منقبة : ١٦١ منقبة ٨٦.
٣٣ ـ روضة الواعظين : ٩٤.
(١) الخيف : بفتح أوله ، وسكون ثانيه : ما انحدر من غلظ الجبل وارتفع من مسيل الماء ، ومنه سمّي مسجد الخيف في منى .. «معجم البلدان ٢ : ٤١٢».
(٢) شال الشّيء : رفعه. «المعجم الوسيط ـ شول ـ ١ : ٥٠١».
(٣) وهو الباب الثاني عشر من أبواب المقدّمة.
٤ ـ باب في أن ما من شيء يحتاج إليه العباد (١) إلا وهو في القرآن ، وفيه تبيان كل شيء
٨٧ / ١ ـ عن محمد بن يعقوب : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن حديد ، عن مرازم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : «إن الله تبارك وتعالى أنزل في القرآن تبيان كل شيء ، حتى ـ والله ـ ما ترك شيئا يحتاج إليه العباد ، لا يستطيع عبد يقول لو كان هذا أنزل في القرآن ، إلا وقد أنزله الله فيه».
٨٨ / ٢ ـ وعنه : عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن حسين بن المنذر ، عن عمر بن قيس ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سمعته يقول : «إن الله تبارك وتعالى لم يدع شيئا تحتاج إليه الأمة إلا أنزله في كتابه ، وبينه لرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وجعل لكل شيء حدا ، وجعل عليه دليلا يدل عليه ، وجعل على من تعدى ذلك الحد حدا».
٨٩ / ٣ ـ وعنه : عن علي بن إبراهيم (١) ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن حماد ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي الجارود ، قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : «إذا حدثتكم بشيء فاسألوني من كتاب الله».
ثم قال في بعض حديثه : «إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نهى عن القيل والقال ، وفساد المال ، وكثرة السؤال».
فقيل له : يا ابن رسول الله ، أين هذا من كتاب الله؟
قال : «إن الله عز وجل يقول : (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ) (٢) وقال : (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً) (٣) وقال : لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ
__________________
(١) في «س» : العلماء ، وما أثبتناه من «ط».
٤ ـ باب في أن ما من شيء يحتاج إليه العباد إلا وهو في القرآن ، وفيه تبيان كل شيء
١ ـ الكافي ١ : ٤٨ / ١.
٢ ـ الكافي ١ : ٤٨ / ٢.
٣ ـ الكافي ١ : ٤٨ / ٥.
(١) زاد في المصدر : عن أبيه ، وهذه الزيادة مختلف في صحتها ، راجع الرواة ٢ : ١٦٩ ومعجم رجال الحديث ١ : ٣٤٠ ـ ٣٤٣.
(٢) النساء ٤ : ١١٤.
(٣) النساء ٤ : ٥.
تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)». (٤)
٩٠ / ٤ ـ وعنه : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عمن حدثه ، عن المعلى بن خنيس ، قال ، قال : أبو عبدالله عليهالسلام : «ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله أصل في كتاب الله عز وجل ، ولكن لا تبلغه عقول الرجال».
٩١ / ٥ ـ وعنه : عن محمد بن يحيى ، عن بعض أصحابه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام : أيها الناس ، إن الله تبارك وتعالى أرسل إليكم الرسول ، وأنزل إليه الكتاب بالحق ، وأنتم أميون عن الكتاب ومن نزله ، وعن الرسول ومن أرسله ، على حين فترة (١) من الرسل ، وطول هجعة من الأمم ، وانبساط من الجهل ، واعتراض من الفتنة ، وانتقاض من المبرم ، وعمى عن الحق ، واعتساف (٢) من الجور ، وامتحاق (٣) من الدين ، وتلظ (٤) من الحروب ، على حين اصفرار من رياض جنات الدنيا ، ويبس من أغصانها ، وانتشار من ورقها ، ويأس من ثمرها ، واغورار (٥) من مائها.
قد درست أعلام الهدى ، وظهرت أعلام الردى (٦) ، فالدنيا متجهمة (٧) ، وفي وجوه أهلها مكفهرة (٨) مدبرة غير مقبلة ، ثمرتها الفتنة ، وطعامها الجيفة ، وشعارها (٩) الخوف ، ودثارها (١٠) السيف ، مزقتم كل ممزق ، وقد أعمت عيون أهلها ، وأظلمت عليها أيامها ، قد قطعوا أرحامهم ، وسفكوا دماءهم ، ودفنوا في التراب الموءودة بينهم من أولادهم ، يجتاز دونهم طيب العيش ورفاهية خفوض (١١) الدنيا ، لا يرجون من الله ثوابا ، ولا يخافون والله منه عقابا ، حيهم أعمى بخس (١٢) ، وميتهم في النار مبلس. (١٣)
__________________
(٤) المائدة ٥ : ١٠١.
٤ ـ الكافي ١ : ٤٩ / ٦.
٥ ـ الكافي ١ : ٤٩ / ٧.
(١) الفترة : انقطاع ما بين النبيين. «مجمع البحرين ـ فتر ـ ٣ : ٤٣٤».
(٢) العسف : الأخذ على غير الطريق ، والظم. «مجمع البحرين ـ عسف ـ ٥ : ١٠٠».
(٣) محقه : أبطله ومحاه. «الصحاح ـ محق ـ ٤ : ١٥٥٣».
(٤) التظاء النّار : التهابها ، وتلظّيها : تلهّبها. «الصحاح ـ لظي ـ ٦ : ٢٤٨٢».
(٥) غار الماء : ذهب في الأرض. «مجمع البحرين ـ غور ـ ٣ : ٤٢٨».
(٦) الرّذى : الهلاك. «لسان العرب ـ ردي ـ ١٤ : ٣١٦».
(٧) متجهّمة : كالحة ، وفي المصدر : متهجّمة.
(٨) اكفهر الرجل : إذا عبس. «الصحاح ـ كفهر ـ ٢ : ٨٠٩».
(٩) الشّعار : ما ولي الجسد من الثياب. «الصحاح ـ شعر ـ ٢ : ٦٩٩».
(١٠) الدّثار : كلّ ما كان من الثياب فوق الشّعار. «الصحاح ـ دثر ـ ٢ : ٦٥٥».
(١١) الخفض : الدّعة. «الصحاح ـ خفض ـ ٣ : ١٠٧٤».
(١٢) البخس : الناقص. «الصحاح ـ بخس ـ ٣ : ٩٠٧». وفي المصدر : نجس.
(١٣) أبلس من رحمة الله : يئس «الصحاح ـ لس ـ ٣ : ٩٠٩».
فجاءهم بنسخة ما في الصحف الأولى ، وتصديق الذي بين يديه ، وتفصيل الحلال من ريب الحرام ، ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لكم ، أخبركم عنه أن فيه علم ما مضى وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة ، وحكم ما بينكم وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون ، فلو سألتم (١٤) عنه لعلمتكم».
٩٢ / ٦ ـ وعنه : عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن فضال ، عن حماد بن عثمان ، عن عبد الأعلى بن أعين ، قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : «قد ولدني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنا أعلم كتاب الله ، وفيه بدء الخلق وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وفيه خبر السماء وخبر الأرض ، وخبر الجنة وخبر النار ، وخبر ما كان وخبر ما هو كائن ، أعلم ذلك كما أنظر إلى كفي ، إن الله عز وجل يقول : فيه تبيان كل شيء».
٩٣ / ٧ ـ وعنه : عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : «كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وفصل ما بينكم ، ونحن نعلمه».
٩٤ / ٨ ـ وعنه : عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي المغرا ، عن سماعة ، عن أبي الحسن موسى عليهالسلام ، قال : قلت له : أكل شيء في كتاب الله وسنة نبيه ، أو تقولون فيه؟ قال : «بل كل شيء في كتاب الله وسنة نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم».
__________________
(١٤) في المصدر : فلو سألتموني.
٦ ـ الكافي ١ : ٥٠ / ٨.
٧ ـ الكافي ١ : ٥٠ / ٩.
٨ ـ الكافي ١ : ٥٠ / ١٠.
٥ ـ باب في أن القرآن لم يجمعه كما أنزل إلا الأئمة عليهمالسلام ، وعندهم تأويله
٩٥ / ١ ـ محمد بن الحسن الصفار : عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن المنخل ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «ما يستطيع أحد [أن] يدعي أنه جمع القرآن كله ، ظاهره وباطنه ، غير الأوصياء».
٩٦ / ٢ ـ وعنه : عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر ، قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : «ما من أحد من الناس ادعى أنه جمع القرآن كله كما أنزله الله إلا كذب ، وما جمعه وحفظه كما أنزل الله إلا علي بن أبي طالب ، والأئمة من بعده».
٩٧ / ٣ ـ وعنه : عن أحمد بن محمد ، عن ابن سنان ، عن مرازم وموسى بن بكر ، (١) قالا : سمعنا (٢) أبا عبدالله عليهالسلام ، يقول : «إنا أهل بيت لم ينبعث منا إلا من (٣) يعلم كتابه من أوله إلى آخره».
٩٨ / ٤ ـ وعنه : عن محمد بن عيسى ، عن أبي عبدالله المؤمن ، عن عبد الأعلى مولى آل سام ، قال ، سمعت أبا عبدالله عليهالسلام ، يقول : «والله ، إني لأعلم كتاب الله من أوله إلى آخره كأنه في كفي ، فيه خبر السماء وخبر الأرض ، وخبر ما كان (١) وخبر ما هو كائن ، قال الله : فيه تبيان كل شيء».
__________________
٥ ـ باب في أن القرآن لم يجمعه كما أنزل إلا الأئمة عليهمالسلام ، وعندهم تأويله
١ ـ بصائر الدرجات : ٢١٣ / ١.
٢ ـ بصائر الدرجات : ٢١٣ / ٢.
٣ ـ بصائر الدرجات : ٢١٤ / ٦.
(١) في المصدر : موسى بن بكير. والصواب ما في المتن. راجع رجال الكشي ٢ : ٧٣٧ / ٨٢٥ و ٨٢٦ ، جامع الرواة ٢ : ٢٧٢ ، معجم رجال الحديث ١٩ : ٢٣.
(٢) في «ط» : قال سمعت.
(٣) في المصدر : لم يزل الله يبعث فينا من.
٤ ـ بصائر الدرجات : ٢١٤ / ٧.
(١) في المصدر : وخبر ما يكون.
٩٩ / ٥ ـ وعنه : عن الهيثم النهدي ، (١) عن العباس بن عامر ، قال : حدثنا عمرو بن مصعب ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : سمعته يقول : «إن من علم ما أوتينا تفسير القرآن وأحكامه ، وعلم تغيير الزمان وحدثانه ، (٢) وإذا أراد الله بقوم خيرا أسمعهم ، ولو أسمع من لم يسمع لولى معرضا كأن لم يسمع».
ثم أمسك هنيئة (٣) ، ثم قال : «لو وجدنا وعاء ومستراحا لقلنا (٤) والله المستعان».
١٠٠ / ٦ ـ وعنه : عن أحمد بن محمد ، عن البرقي ، عن المرزبان بن عمران ، عن إسحاق بن عمار ، قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : «إن للقرآن تأويلا ، فمنه ما قد جاء ، ومنه ما لم يجيء ، فإذا وقع التأويل في زمان إمام من الأئمة ، عرفه إمام ذلك الزمان».
١٠١ / ٧ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمد (١) ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر ، عنه ، قال : «في القرآن ما مضى وما يحدث وما هو كائن ، وكانت فيه أسماء رجال فألقيت ، وإنما الاسم الواحد في وجوه لا تحصى ، يعرف ذلك الوصاة».
١٠٢ / ٨ ـ وعنه : عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم ، عن محمد بن مسلم ، قال : دخلت عليه بعد ما قتل أبو الخطاب ، فذكرت ما كان يروي من أحاديث تلك العظام قبل أن يحدث ما أحدث ، فقال : «فحسبك والله ـ يا أبا محمد ـ أن تقول فينا يعلمون [الحلال والحرام وعلم القرآن ، وفصل ما بين الناس».
فلما أردت أن أقوم ، أخذ بثوبي فقال : «يا أبا محمد ، وأي شيء الحلال والحرام في جنب العلم؟ إنما] الحلال والحرام في شيء يسير من القرآن».
١٠٣ / ٩ ـ وعنه : عن الفضل ، عن موسى بن القاسم ، عن ابن أبي عمير (١) ـ أو غيره ـ عن جميل بن دراج ، عن
__________________
٥ ـ بصائر الدرجات : ٢١٤ / ١.
(١) في «س» : الهيثم بن النّهدي ، والصواب ما أثبتناه. راجع جامع الرواة ٢ : ٣١٩ ، معجم رجال الحديث ١٩ : ٣٢٧.
(٢) حدثان الدهر وحوادثه : نوبه ، وما يحدث منه. «لسان العرب ـ حدثث ـ ٢ : ١٣٢».
(٣) الهنيئة : الزمان اليسير. «مجمع البحرين ـ هنأ ـ ١ : ٤٧٩».
(٤) في المصدر : لعلمنا.
٦ ـ بصائر الدرجات : ٢١٥ / ٥.
٧ ـ بصائر الدرجات : ٢١٥ / ٦.
(١) زاد في المصدر : عن محمّد ، والظاهر أن الصواب ما أثبتناه من «س» و «ط» لوجود نظائر له في بصائر الدرجات كما في : ٣٢ / ٢ و ٢٦ / ١ و ٢٧ / ٢ و ٢٩ / ٢ و ٣٣ / ١ و ٥٢ / ١ و ٥٥ / ٢ و ٣.
٨ ـ بصائر الدرجات : ٢١٤ / ٢.
٩ ـ بصائر الدرجات : ٢١٦ / ٨.
(١) في المصدر : عن موسى بن القاسم ، عن أبان ، عن ابن أبي عمير ، والصواب ما أثبتناه ، لأنّ رواية موسى بن القاسم عن أبان وابن أبي عمير صحيحة كما في معجم رجال الحديث ١٩ : ٦٥ ، ورواية أبان عن ابن أبي عمير غير صحيحة ، بل العكس هو الصحيح كما في معجم رجال الحديث ١٤ : ٢٨٧.
زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «تفسير القرآن على سبعة أوجه ؛ منه ما كان ، ومنه ما لم يكن ، بعد ذلك تعرفه الأئمة».
١٠٤ / ١٠ ـ وعنه : عن أحمد بن الحسين ، عن أبيه عن بكر بن صالح (١) ، عن عبدالله بن إبراهيم بن عبد العزيز ابن محمد بن علي بن عبدالله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا يعقوب بن جعفر ، قال : كنت مع أبي الحسن عليهالسلام بمكة ، فقال له رجل : إنك لتفسر من كتاب الله ما لم يسمع! فقال : «علينا نزل قبل الناس ، ولنا فسر قبل أن يفسر في الناس ، فنحن نعلم (٢) حلاله وحرامه ، وناسخه ومنسوخه ، وسفريه وحضريه (٣) ، وفي أي ليلة نزلت كم من آية ، وفيمن نزلت ، (٤) فنحن حكماء الله في أرضه وشهداؤه على خلقه ، وهو قوله تبارك وتعالى : (سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ) (٥) فالشهادة لنا ، والمسألة للمشهود عليه ، فهذا علم ما قد أنهيته [إليك ما لزمني ، فإن قبلت فاشكر ، وإن تركت فإن الله على كل شيء شهيدا]».
١٠٥ / ١١ ـ سعد بن عبدالله : عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن مرازم بن حكيم وموسى بن بكر ، قالا : سمعنا أبا عبدالله عليهالسلام يقول : «إنا أهل بيت لم يزل الله يبعث منا من يعلم كتابه من أوله إلى آخره ، وإن عندنا من حلاله وحرامه ما يسعنا كتمانه ، ما نستطيع أن نحدث به أحدا».
١٠٦ / ١٢ ـ وعنه : عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن حماد الكوفي ، عن الحسين بن علوان وعمر بن مصعب ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : «إني امرؤ من قريش ، ولدني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلمت كتاب الله ، وفيه تبيان كل شيء ، وفيه بدء الخلق ، وأمر السماء وأمر الأرض ، وأمر الأولين وأمر الآخرين ، وما يكون ، كأني أنظر ذلك نصب عيني».
١٠٧ / ١٣ ـ العياشي : عن الأصبغ بن نباتة قال : [لما] قدم أمير المؤمنين عليهالسلام الكوفة ، صلى بهم أربعين صباحا يقرأ بهم : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) (١) قال : فقال المنافقون : لا والله ، ما يحسن ابن أبي طالب أن يقرأ القرآن ، ولو أحسن أن يقرأ القرآن لقرأ بنا غير هذه السورة.
__________________
١٠ ـ بصائر الدرجات : ٢١٨ / ٤.
(١) في المصدر : بكير بن صالح ، ولعلّ الصواب ما في المتن. راجع جامع الرواة : ١ / ١٢٧ ، معجم رجال الحديث ٣ : ٣٤٨.
(٢) في المصدر : نعرف.
(٣) السفر : خلاف الحضر. والحضريّ : من أهل الحاضرة وهي خلاف البادية.
(٤) في المصدر زيادة : وفيما نزلت.
(٥) الزّخرف ٤٣ : ١٩.
١١ ـ مختصر بصائر الدرجات : ٥٩.
١٢ ـ مختصر بصائر الدرجات : ١٠١ ، بسند آخر.
١٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٤ / ١ ، ينابيع المودّة : ١٢٠.
(٦) الأعلى ٨٧ : ١.
قال : فبلغه ذلك ، فقال : «ويل لهم ، إني لأعرف ناسخه من منسوخه ، ومحكمه من متشابهه ، وفصله من فصاله ، وحروفه من معانيه. والله ما من حرف نزل على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا أني أعرف فيمن نزل ، وفي أي يوم ، وفي أي موضع.
ويل لهم ، أما يقرءون (إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى * صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) (٢) والله عندي ، ورثتهما من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد أنهى لي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم [صحف] إبراهيم وموسى عليهماالسلام.
ويل لهم ـ والله ـ أنا الذي أنزل الله في : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) (٣) ، فإنما كنا عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيخبرنا بالوحي فأعيه أنا ومن يعيه ، فإذا خرجنا قالوا : ما ذا قال آنفا؟».
١٠٨ / ١٤ ـ عن سليم بن قيس الهلالي ، قال : سمعت أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : «ما نزلت آية على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا أقرأنيها ، وأملاها علي ، فأكتبها بخطي ، وعلمني تأويلها وتفسيرها ، وناسخها ومنسوخها ، ومحكمها ومتشابهها ، ودعا الله لي أن يعلمني فهمها وحفظها ، فما نسيت آية من كتاب الله ، ولا علما أملاه علي فكتبته منذ دعا لي ما دعا ، وما ترك شيئا علمه الله من حلال ولا حرام ، ولا أمر ولا نهي ، كان أو يكون ، (١) من طاعة أو معصية إلا علمنيه وحفظته ، فلم أنس منه حرفا واحدا.
ثم وضع يده على صدري ، ودعا الله أن يملأ قلبي علما وفهما وحكمة ونورا ، ولم أنس شيئا ، ولم يفتني شيء لم أكتبه.
قلت : يا رسول الله ، أو تخوفت علي (٢) النسيان فيما بعد؟ فقال : لست أتخوف عليك نسيانا ولا جهلا ، وقد أخبرني ربي أنه قد استجاب لي (٣) فيك ، وفي شركائك الذين يكونون من بعدك.
فقلت : يا رسول الله ، ومن شركائي من بعدي؟
فقال : الذين قرنهم الله بنفسه وبي ؛ فقال : الأوصياء مني إلى أن يردوا علي الحوض ، كلهم هاد مهتد ، لا يضرهم من خذلهم ، هم مع القرآن والقرآن معهم ، لا يفارقهم ولا يفارقونه ، بهم تنصر أمتي ، وبهم يمطرون ، وبهم يدفع عنهم ، وبهم استجاب دعاءهم.
فقلت : يا رسول الله ، سمهم لي؟ فقال لي : ابني هذا ـ ووضع يده على رأس الحسن عليهالسلام ـ ثم ابني هذا ـ ووضع يده على رأس الحسين عليهالسلام ـ ثم ابن له ، يقال له : علي ، وسيولد في حياتك ، فأقرئه مني السلام ، ثم تكملة اثني عشر من ولد محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
__________________
(٢) الأعلى ٨٧ : ١٨ ، ١٩.
(٣) الحاقّة ٦٩ : ١٢.
١٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٤ / ٢ ، كتاب سليم بن قيس : ٦٣ ، شواهد التنزيل ١ : ٣٥ / ٤١.
(١) في المصدر : أو لا يكون.
(٢) (عليّ) ليس في «ط».
(٣) (لي) ليس في «ط».
فقلت له : بأبي أنت وأمي ، فسمهم لي؟ فسماهم رجلا رجلا ، منهم ـ والله ، يا أخا بني هلال ـ مهدي أمة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ـ والله ـ إني لأعرف من يبايعه بين الركن والمقام ، وأعرف أسماء آبائهم وقبائلهم».
١٠٩ / ١٥ ـ عن سلمة بن كهيل ، عمن حدثه ، عن علي عليهالسلام ، قال : «لو استقامت لي الإمرة وكسرت ـ أو ثنيت ـ لي الوسادة لحكمت لأهل التوراة بما أنزل الله في التوراة ، حتى تذهب إلى الله أني قد حكمت بما أنزل الله فيها ، ولحكمت لأهل الإنجيل بما أنزل الله في الإنجيل ، حتى يذهب إلى الله أني قد حكمت بما أنزل الله فيه ، ولحكمت في أهل القرآن بما أنزل الله في القرآن ، حتى يذهب إلى الله أني قد حكمت بما أنزل الله فيه».
١١٠ / ١٦ ـ عن أيوب بن الحر ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : قلت له : الأئمة بعضهم أعلم من بعض؟ قال : «نعم ، وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن واحد».
١١١ / ١٧ ـ عن حفص بن قرط الجهني ، عن جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام ، قال : سمعته يقول : «كان علي عليهالسلام ، صاحب حلال وحرام وعلم بالقرآن ، ونحن على منهاجه».
١١٢ / ١٨ ـ عن السكوني ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إن فيكم من يقاتل على تأويل القرآن ـ كما قاتلت على تنزيله ـ وهو علي بن أبي طالب عليهالسلام».
١١٣ / ١٩
عن بشير الدهان ، قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام ، يقول : «إن الله فرض طاعتنا في كتابه فلا يسع الناس جهلها ، لنا صفو المال ، ولنا الأنفال ، ولنا كرائم القرآن ، ولا أقول لكم إنا أصحاب الغيب ، ونعلم كتاب الله ، وكتاب الله يحتمل كل شيء ، إن الله أعلمنا علما لا يعلمه أحد غيره ، وعلما قد أعلمه ملائكته ورسله ، فما علمته ملائكته ورسله فنحن نعلمه».
١١٤ / ٢٠ ـ عن مرازم ، قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : «إنا أهل بيت لم يزل الله يبعث فينا من يعلم كتابه من أوله إلى آخره ، وإن عندنا من حلال الله وحرامه ما يسعنا من كتمانه ، ما نستطيع أن نحدث به أحدا».
١١٥ / ٢١ ـ عن الحكم بن عتيبة ، قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام لرجل من أهل الكوفة ـ وسأله عن شيء ـ : «لو
__________________
١٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥ / ٣ ، فرائد السمطين ١ : ٣٣٨ / ٢٦١ ، ينابيع المودّة : ٧٠ و ٧٢ و ١٢٠ ، انظر إحقاق الحقّ ٧ : ٥٧٩.
١٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥ / ٤.
١٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥ / ٥.
١٨ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥ / ٦ ، مناقب ابن المغازلي : ٢٩٨ / ٣٤١ ، كنزل العمال ١١ : ٦١٣ / ٣٢٩٦٧.
١٩ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦ / ٧.
٢٠ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٦١ / ٨.
٢١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٦١ / ٩.
لقيتك بالمدينة لأرينك (١) أثر جبرئيل في دورنا ، ونزوله على جدي بالوحي والقرآن والعلم ، فيستسقي الناس العلم من عندنا فيهدون هم ، وضللنا نحن؟! هذا محال».
١١٦ / ٢٢ ـ عن يوسف بن السخت البصري ، قال : رأيت التوقيع بخط محمد بن الحسن بن علي ، (١) فكان فيه : «الذي يجب عليكم ولكم أن تقولوا : إنا قدوة الله وأئمته ، وخلفاء الله في أرضه ، وأمناؤه على خلقه ، وحججه في بلاده ، نعرف الحلال والحرام ، ونعرف تأويل الكتاب ، وفصل الخطاب».
١١٧ / ٢٣ ـ عن ثوير بن أبي فاختة ، عن أبيه ، قال : قال علي عليهالسلام : «ما بين اللوحين شيء إلا وأنا أعلمه».
١١٨ / ٢٤ ـ عن سليمان الأعمش ، عن أبيه ، قال : قال علي عليهالسلام : «ما نزلت آية إلا وأنا علمت فيمن أنزلت ، وأين أنزلت ، وعلى من نزلت ، إن ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا طلقا».
١١٩ / ٢٥ ـ عن أبي الصباح ، قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : «إن الله علم نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم التنزيل والتأويل ، فعلمه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليا عليهالسلام».
١٢٠ / ٢٦ ـ سعد بن عبدالله : عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، ومحمد بن خالد البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أيوب بن الحر ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ـ أو عمن رواه ـ عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : قلنا له : الأئمة بعضهم أعلم من بعض؟ فقال : «نعم ، وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن واحد».
__________________
(١) في المصدر : لأريتك.
٢٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦ / ١٠.
(١) في «س» : محمّد بن عليّ ، وفي المصدر : محمّد بن محمّد بن عليّ ، وفي «ط» : محمّد بن محمّد بن الحسن بن عليّ ، والظاهر ما أثبتناه هو الصواب ، وهو الحجّة المنتظر عليهالسلام.
٢٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٧ / ١١ ، شواهد التنزيل ١ : ٣٦ / ٤٢ و ٤٣ ، انظر إحقاق الحقّ ٧ : ٦٣٣.
٢٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٧ / ١٢ ، شواهد التنزيل ١ : ٣٣ / ٣٨ ، مناقب الخوارزمي : ٤٦ ، أنساب الأشراف ٢ : ٩٨ / ٢٧ ، الصواعق المحرقة : ١٢٧ / الفصل الرابع ، أنظر إحقاق الحقّ ٧ : ٥٨١ و ٥٨٤.
٢٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٧ / ١٣.
٢٦ ـ مختصر بصائر الدرجات : ٥.
٦ ـ باب في النهي عن تفسير القرآن بالرأي ، والنهي عن الجدال فيه
١٢١ / ١ ـ محمد بن علي بن بابويه في (الغيبة) ، قال : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضياللهعنه ، قال : حدثني عمي محمد بن أبي القاسم رحمهالله ، عن محمد بن علي الصيرفي الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن سعيد بن المسيب ، عن عبد الرحمن بن سمرة ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لعن الله المجادلين في دين الله على لسان سبعين نبيا ، ومن جادل في آيات الله فقد كفر ، قال الله عز وجل : (ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ) (١) ومن فسر القرآن برأيه فقد افترى على الله الكذب ، ومن أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء والأرض ، كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة سبيلها إلى النار».
قال عبدالرحمن بن سمرة : فقلت : يا رسول الله ، أرشدني إلى النجاة ، فقال : «يا بن سمرة ، إذا اختلفت الأهواء ، وتفرقت الآراء ، فعليك بعلي بن أبي طالب ، فإنه إمام أمتي ، وخليفتي عليهم من بعدي ، وهو الفاروق الذي يتميز به بين الحق والباطل ، من سأله أجابه ، ومن استرشده أرشده ، ومن طلب الحق عنده وجده ، ومن التمس الهدى لديه صادفه ، ومن لجأ إليه أمنه ، ومن استمسك به أنجاه ، ومن اقتدى به هداه.
يا بن سمرة ، سلم منكم من سلم له ووالاه ، وهلك من رد عليه وعاداه ـ يا بن سمرة ـ إن عليا مني ؛ روحه من روحي ، وطينته من طينتي ، وهو أخي وأنا أخوه ، وهو زوج ابنتي ـ فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ـ وإن منه إمامي أمتي وابني وسيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين ، تاسعهم قائم أمتي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما».
١٢٢ / ٢ ـ محمد بن يعقوب : عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن أبان الأحمر ، عن زياد بن أبي رجاء ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «ما علمتم فقولوا ، وما لم تعلموا
__________________
٦ ـ باب في النهي عن تفسير القرآن بالرأي ، والنهي عن الجدال فيه
١ ـ كمال الدّين وتمام النعمة : ٢٥٦ / ١.
(١) المؤمن ٤٠ : ٤.
٢ ـ الكافي ١ : ٣٣ / ٤.
فقولوا : الله أعلم ، إن الرجل لينتزع الآية من القرآن يخر فيها أبعد ما بين السماء والأرض».
١٢٣ / ٣ ـ عنه : عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن زيد الشحام ، قال : دخل قتادة بن دعامة (١) على أبي جعفر عليهالسلام ، فقال : «يا قتادة ، أنت فقيه أهل البصرة؟». فقال : هكذا يزعمون.
قال أبو جعفر عليهالسلام : «بلغني أنك تفسر القرآن؟». قال له قتادة : نعم.
[فقال له أبو جعفر عليهالسلام : «بعلم تفسره ، أم جهل؟». قال : لا ، بعلم].
فقال له أبو جعفر عليهالسلام : «فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت ، وأنا أسألك». قال قتادة : سل.
قال : «أخبرني عن قول الله عز وجل في سبأ : (وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ)». (٢) فقال قتادة : ذاك من خرج من بيته بزاد حلال وراحلة وكراء حلال ، يريد هذا البيت ، كان آمنا حتى يرجع إلى أهله.
فقال له أبو جعفر عليهالسلام : «ناشدتك الله ـ يا قتادة ـ هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد حلال وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت ، فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته ، ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه؟».
قال قتادة : اللهم نعم.
فقال أبو جعفر عليهالسلام : «ويحك ـ يا قتادة ـ إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك ، فقد هلكت وأهلكت ، وإن كنت قد أخذته من الرجال فقد هلكت وأهلكت ، ويحك ـ يا قتادة ـ ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يروم هذا البيت عارفا بحقنا يهوانا قلبه ، كما قال الله عز وجل : (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) (٣) ولم يعن البيت فيقول : إليه ، فنحن والله دعوة إبراهيم عليهالسلام التي من يهوانا قبلت حجته ، وإلا فلا ـ يا قتادة ـ فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة».
قال قتادة : لا جرم ـ والله ـ لا فسرتها إلا هكذا.
فقال أبو جعفر عليهالسلام : «ويحك ـ يا قتادة ـ إنما يعرف القرآن من خوطب به».
١٢٤ / ٤ ـ محمد بن علي بن بابويه ، قال : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم ابن هاشم ، عن أبيه ، عن الريان بن الصلت ، عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهمالسلام : «قال الله جل جلاله : ما آمن بي من فسر برأيه كلامي ، وما عرفني من شبهني بخلقي ، وما على
__________________
٣ ـ الكافي ٨ : ٣١١ / ٤٨٥.
(١) قال أحمد بن حنبل : قتادة أحفظ أهل البصرة. وكان مع علمه بالحديث ، رأسا في العربية ومفردات اللّغة وأيّام العرب والنسب. توفّي بمدينة واسط بسبب الطاعون ، وهو ابن ستّ أو سبع وخمسين سنة. الجرح والتعديل ٧ : ١٣٣ وأعلام الزركلي ٦ : ٢٧.
(٢) سبأ ٣٤ : ١٨.
(٣) إبراهيم ١٤ : ٣٧.
٤ ـ عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١١٦ / ٤.