• الفهرس
  • عدد النتائج:

أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتصفحت من في مجلسك هذا فلم أر إلا الطلقاء (١) أصحابي وبقايا الأحزاب أصحابك.

وكان عقيل ممن أسر يوم بدر ، وفيمن اطلق بفكاك فكه به العباس مع نفسه (٢).

فقال له معاوية : وأنت من الطلقاء يا أبا يزيد؟

فقال : إي والله ، ولكني أبت الى الحق ، وخرج منه هؤلاء معك.

قال : فلما ذا جئتنا؟

قال : لطلب الدنيا.

فاراد أن يقطع قوله ، فالتفت الى أهل الشام ، فقال : يا أهل الشام أسمعتم قول الله عزّ وجلّ : ( تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ ) (٣).

قالوا : نعم.

قال : فأبو لهب عمّ هذا الشيخ المتكلم يعني عقيل ـ وضحك وضحكوا.

فقال لهم عقيل : فهل سمعتم قول الله عزّ وجلّ : ( وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ). هي عمة أميركم معاوية ، هي ابنة حرب بن أميّة زوجة عمي أبي لهب وهما جميعا في النار ، فانظروا أيهما أفضل الراكب أم المركوب؟

فلما نظر معاوية الى جوابه قال : إن كنت إنما جئتنا يا أبا يزيد للدنيا فقد أنلناك منها ما قسم لك ، ونحن نزيدك ، والحق بأخيك ، فحسبنا ما لقينا منك.

__________________

(١) وهم الذين منّ عليهم الرسول الكريم بالصفح عند ما فتح مكة وبعد أن ذاق منهم ألوان العذاب خاطبهم بما مفاده : ما ذا تروني صانع بكم؟ اخ كريم وابن اخ كريم. فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : اذهبوا فانتم الطلقاء.

(٢) كما سيذكره المؤلف مفصلا في ج ١٣ من هذا الكتاب.

(٣) المسد : ١.