• الفهرس
  • عدد النتائج:

واخرج أيّ يوم شئت » (١).

ويبدو من أحاديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه وسّع من دائرة الصدقة ، لتشمل الغني فضلاً عن الفقير ، ولكن ليس بمعناها المادي بالضرورة ، فهو يعتبر كل معروف صدقة ، فيكون المعروف كالواحة الوارفة الظلال لمبدأ التكافل ، وفي هذا الجانب يقول : « كلّ معروف صدقة إلى غنيّ أو فقير ، فتصدّقوا ولو بشقّ تمرة » (٢).

والصدقة قد تكون معنوية ، ككف الأذى عن الغير ، بدليل قول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله لأبي ذرّ الغفاري رضي‌الله‌عنه : « تكفّ أذاك عن الناس ، فإنه صدقة تصدّق بها عن نفسك » (٣).

وعمّقت الشريعة مسألة الصدقة بربطها مع الإنسان منذ ولادته ، فقد ورد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه لما حلّق شَعْرَ ريحانتيه الحسن والحسين عليهما‌السلام بعد ولادتهما ، تصدق بزنة أشعارهما فضة (٤).

هذا ، ومن الآيات المشيدة بصدقة ولي الله الأعظم وخليفة الرسول الأكرم ، قوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (٥).

________________

(١) الكافي ٤ : ٢٨٣ / ٤ باب القول عند الخروج من بيته وفضل الصدقة ، من كتاب الزكاة.

(٢) الأمالي / الشيخ الطوسي : ٤٥٨ / ١٠٢٣ المجلس السادس عشر.

(٣) النوادر / الرواندي : ٨٧.

(٤) مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام / الكوفي ٢ : ٢٧٢.

(٥) سورة المائدة : ٥ / ٥٥.