• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الفصل الأوّل

  • الإلزامات

  • الفصل الثاني

  • الروايات المتكلّم فيها

  • الفصل الثالث

  • مشاهير الرواة في حديث السنة

  • وما عُدّ مجد كمجد أولنا ، ولا كان في قريش مجدٌ لغيرنا ; لأنّها في كفر ماحق ، ودين فاسق ، وضلّة وضلالة ، في عشواء (١) عمياء ، حتى اختار الله تعالى لها نوراً ، وبعث لها سراجاً فانتجبه طيباً من طيّبين ، لايسبّه بمسّبة ، ولايبغي عليه غائلة ، فكان أحدنا وولدنا ، وعمّنا وابن عمنا ، ثم ان أسبق السابقين إليه منا وابن عمّنا (٢) ثم تلاه في السبق ، ثم أهلنا ولحمتنا واحداً بعد واحد.

    ثم إنّا لخير الناس بعده وأكرمهم أدباً ، أشرفهم حسباً ، وأقربهم منه رحماً.

    واعجباً كل العجب لابن الزبير! يعيب بني هاشم ، وانما شَرُف هو وأبوه وجدّه بمصاهرتهم ; أما والله انه لمسلوب قريش ، ومتى كان العوّام بن خويلد يطمع في صفيّة بنت عبدالمطلب! قيل للبغل : من أبوك يا بغل؟ فقال : خالي الفرس ، ثم نزل.

    عبدالله بن الزبير وعبدالله بن عباس

    قال : خطب ابن الزبير بمكة على المنبر ، وابن عباس جالس مع الناس تحت المنبر ، فقال : ان ههنا رجلاً أعمى الله قلبه كما أعمى بصره ، يزعم أن متعة النساء حلال من الله ورسوله ، يفتي في القملة والنملة ، وقد احتمل مال البصرة بالأمس ، وترك المسلمين بها يرتضجون (٣) النوى ، وكيف ألومه في ذلك ، وقد قاتل أُمَّ المؤمنين ، وحواريَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن وقاه بيده.

    فقال ابن عباس لقائده سعد بن جبير بن هشام مولى بني أسد بن خزيمة :

    __________________

    ١. وهو سوء البصر بالليل والنهار.

    ٢. علي بن أبي طالب.

    ٣. يكسرونه.