المهدوية في رسالة سعد بن عبد الله :

سبق وأن أشرنا إلى المهدوية في تفسير النعماني في مبحث المحكم والمتشابه عند الإشارة إلى كلمة (الضلال) ، وأنّه فسّر الضلال بالضياع ، وأنّ الضائعين والمنتظرين والمؤمنين بالإمام الغائب قد وعدوا بالجنّة. وإنّ ما يُشبه هذا النصّ ـ ولكن بتفصيل أوسع ـ نجده في رسالة سعد بن عبد الله حيث لم ينقل العلاّمة المجلسي في بحاره سوى جزء منها ، وسوف نذكر هنا النصّ الكامل دون أيّ توضيح ، ولا بدّ من التنويه إلى أنّنا لا نمتلك إلاّ نسخة واحدة من رسالة سعد بن عبد الله ، وإنّ بعض كلمات هذه النسخة غير مقروء ، فقد يكون هناك خطأ في قراءة بعض الكلمات.

هذه العبارة جاءت بعد النصّ الثاني من البحث السابق وهي كالتالي :

«وكذلك ما قد حدث في زماننا من استتار الحجّة المفروض الطاعة ، إذ كانت الأمّة على هذا السبيل الذي ذكرنا وتعدّيهم على الأئمّة الهداة بالكذب عليهم والإذاعة لأسرارهم ، وتعريضهم إيّاهم ، وبفتح الغلول للقول والأعداء (الاعتداء؟) ونبذهم عهد الله وراء ظهورهم ، وتوثبهم على حقوقهم ، وطلبهم بحبلهم (أو بحيلهم ، ولعلّ الصواب : بجهلهم أو بخبثهم) ما فيه سفك دمائهم ودم هاديهم ، فستر الله عنهم ذلك الهادي واتّبع ناس إمامته والهداة قبله ، فعمّ الضلال أهل الأرض ، وقد روي عن أبي عبد الله عليه‌السلام الأخبار الكثيرة في ذلك أنّه : (إذا كان ذلك ستر الله عنهم الحجّة [الورقة ١ / ١٢] وغيّبه). وأنّه عليه‌السلام قال : (حقّ على الله أن يُدخل الضُلاّل الجنّة). وإنّما عنى بذلك ما ابتلوا به في