
تراثنا
|
صاحب
الامتیاز
مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام
لإحياء التراث
المدير المسؤول :
السيّد جواد
الشهرستاني
|
العدد
الثاني [١٣٤]
|
السنـة الرابعة
والثلاثون
|
محتـويات العـدد
*
النعماني ومصادر الغيبة (٨).
.............................................. السيّد
محمّد جواد الشبيري الزنجاني ٧
* لسان الميزان
والمصادر الرجالية في المدرسة الإمامية (٣).
..................................................... الشيخ
محمّد باقر ملكيّان ٤٤
* علماء الإمامية في
بلاد الحرمين في القرن الحادي عشر (٣).
.......................................................... وسام
عبّاس السبع ٨١
* تراجم علماء البحرين
وكتبهم ومكتباتهم من كتاب (الفوائد الطريفة) (٢).
....................................... عبد
العزيز علي آل عبد العال القطيفي ١٢٠
ربيع
الآخر ـ جمادى الآخر
|
١٤٣٩ هـ
|
* دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل
الزيارات) (٢).
................................................... الشيخ
محمّد عليّ العريبيّ ١٥٦
* من ذخائر التراث :
* حاشية القاضي نور
الله التستري على شرح تجريد الاعتقاد.
....................................... تحقيق
: الشيخ عبد الحليم عوض الحلّي ١٨١
* من أنباء التراث.
.............................................................. هيـئة
التحرير ٣١٣
*
صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة حاشية الشهيد القاضي نور الله التستري (ت ١٠١٩ هـ) على
شرح التجريد لعلاء الدين القوشجي (ت ٨٧٩ هـ) والمنشورة في هذا العدد.

النعماني ومصادر
الغيبة (
(٨)
|
|
السيّد محمّد جواد
الشبيري الزنجاني
بسم الله الرحمن
الرحيم
تنويه :
إنّ هذه السلسلة من المقالات تناولت تعريفاً
تفصيلياً بالنعماني ومؤلّفاته ، وقد تعرّضت إلى تفسير النعماني
من مختلف الزوايا. وفي هذا القسم سوف نقوم بمقارنة هذا الكتاب مع كتابين مشابهين له
، وهما : مقدّمة تفسير
القمّي ، ورسالة سعد بن عبد الله.
هـ ـ مقارنة تفسير النعماني
بمقدّمة تفسير القمّي :
جاء في مقدّمة التفسير المنسوب لعلي بن إبراهيم
القمّي ـ بعد ذكر
__________________
خطبة الكتاب التي لا تختلف
عن خطبة تفسير
النعماني إلاّ في بعض الموارد القليلة ، وبعد الاستفتاح
بعبارة : «قال أبو الحسن علي بن إبراهيم الهاشمي القمّي» ـ ذكر أقسام آيات القرآن ومفاهيمها
ضمن سبعة وأربعين عنواناً ، ثمّ عمد إلى توضيح كلّ عنوان بشكل مختصر مع ذكر آية أو
آيتين وربّما ثلاث آيات أحياناً كمثال لذلك العنوان.
إنّ الهيكلية العامّة لكلا التفسيرين متقاربة
، وفيما يتعلّق ببيان المباحث هناك تشابه كبير بين هذين الكتابين. وقد أشرنا إلى نماذج
من هذه المباحث في تضاعيف الأقسام السابقة من هذه المقالة ، ومن جملة ما قلناه هو أنّ
هناك الكثير من مواطن الاشتراك بين تفسير القمّي وتفسير النعماني
في مبحث (المحكم والمتشابه) ، حيث إنّ تفسير (المتشابه) في كلا هذين التفسيرين
مشابه للآخر ، ففي مختلف مواطن الجزء الأوّل من تفسير القمّي تمّ
بيان معاني الألفاظ المختلفة معتمداً في ذلك على تفسير خاصّ للآيات المتشابهة ، وإنّ
وجوه الألفاظ المختلفة في تفسير
القمّي هي في الغالب ذات الوجوه في تفسير النعماني
أيضاً. وبناءً على ذلك قلنا بأنّه لا بدّ من وجود ارتباط بين تفسير النعماني
وتفسير
القمّي ، ويبدو أنّ أحدهما قد أخذ من الآخر ، أو
أنّهما قد أخذا واقتبسا من مصدر ثالث مشترك بينهما.
وقد ساهم هذا الارتباط والعلقة بين هذين
التفسيرين إلى إصلاح بعض مبهمات النسخ من تفسير النعماني
وذلك من خلال الاعتماد على تفسير
القمّي
؛ ومثال ذلك : جاء في بداية تفسير
النعماني عناوين من العلوم القرآنية دون توضيحها
، في حين أنّه تمّ توضيح بعض هذه العناوين في مقدّمة تفسير القمّي ،
علماً بأنّ أكثر هذه العناوين لم ترد في هذا التفسير.
وفيما يلي نتطرّق مرّة أخرى إلى مقارنة أدقّ
بين تفسير
النعماني ومقدّمة تفسير القمّي.
الاختلافات بين التفسيرين
:
على الرغم من التقارب الكبير بين هيكلية
هذين التفسيرين ومواضيعيهما بيد أنّنا نشاهد اختلافين جوهريّين بينهما ، وهما :
الاختلاف
الأوّل : إنّ تفسير النعماني
تفسيرٌ كُتب بصورة مستقلّة ، في حين أنّ مقدّمة تفسير القمّي قد
كتبت بوصفها مقدّمة لنصّ تفسيري
؛ ولذلك فقد أحال في المقدّمة إلى النصّ التفسيري مراراً وتكراراً ، وقد تمّ التأكيد
على أنّ هناك المزيد من نماذج الآيات ذات الصلة قد تمّ الإشارة إليها في متن
التفسير.
الاختلاف
الثاني : إنّ هذا الاختلاف يرجع منشأه إلى حدّ
ما إلى الاختلاف الأوّل ، وهو أنّ تفسير النعماني
أكثر سعة وتفصيلا من مقدّمة تفسير
__________________
القمّي
، فإنّ مقدّمة تفسير
القمّي تشغل حوالي إثنين وعشرين صفحة ، في حين
أنّ القسم المشابه لها في تفسير
النعماني يشغل حوالي إثنين وتسعين صفحة ـ أكثر من
أربعة أضعاف ـ. وفي ذيل كلِّ عنوان في تفسير النعماني
ذكرت الكثير من الآيات التي لم نشاهد أكثرها في مقدّمة تفسير القمّي ،
وفي الآيات المشتركة أيضاً نجد تفسير
النعماني أكثر تفصيلاً. وفي ما يلي نجري ـ من
باب المثال ـ مقارنة بين المبحث الأوّل في هذين التفسيرين ، أي مبحث الناسخ والمنسوخ
:
تعرّض تفسير النعماني
أوّلاً إلى بيان العلّة من النسخ في القرآن ، ولم يتعرّض تفسير القمّي إلى
ذلك ، وفي تفسير
النعماني ذكرت ستّة عشر آية منسوخة مع بيان كيفية
نسخ بعضها ، في حين لم يذكر منها في تفسير القمّي سوى
آيتين ، وإنّ توضيح هاتين الآيتين أقصر بكثير من التوضيح الوارد بشأنهما في تفسير النعماني.
وفيما يلي نضع الآية الأولى من تفسير النعماني
في مبحث النسخ إلى جانب العبارة المشابهة لها في تفسير القمّي ـ
التي هي الآية الثانية المرتبطة بالناسخ والمنسوخ ـ لتكون عملية المقارنة بينهما أيسر
:
تفسير
النعماني (بحار الأنوار ، ج ٩٣ ، ص ٦).
مقدّمة تفسير القمّي (ص
٦).
ـ فكانت من شريعتهم في الجاهلية أنّ المرأة
إذا زنت حبست في بيت وأقيم بأودها حتّى يأتي الموت ، وإذا زنى الرجل نفوه عن مجالسهم
وشتموه
وآذوه وعيّروه ولم يكونوا
يعرفون غير هذا ، قال ـ تعالى ـ في أوّل الإسلام : (وَاللاَّتِي يَأْتِينَ
الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ
شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ
اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً * وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ
تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا)
، فلمّا كثر المسلمون وقوي الإسلام ، واستوحشوا أمور الجاهلية ، أنزل الله تعالى :
(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ
وَاحِد مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَة)
إلى آخر الآية ، فنسخت هذه الآية ، آية الحبس والأذى.
ـ ومثله أنّ المرأة كانت في الجاهلية إذا
زنت تحبس في بيتها حتّى تموت ، والرجل يؤذى ، فأنزل الله في ذلك : (وَاللاَّتِي
يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ
فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ
أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً)
، وفي الرجل : (وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا
فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا
رَحِيمًا)
؛ فلمّا قوي الإسلام ، أنزل الله : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي
فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِد مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَة)
فنسخت تلك.
__________________
وهناك اختلافات أخرى بين
متني التفسيرين :
في مستهلّ كلا النصّين فهرسة بأقسام الآيات
ومضامينها ، ثمّ يُعمد إلى شرح هذه الفهرسة ، وقد تمّ عرض هذه الفهرسة في الكتابين
بشكلين مختلفين وقد تقدّم أن ذكرنا بأنّ فهرسة تفسير النعماني
قد تمّ تنظيمها على ثلاثة أنحاء ، فأوّلاً تمّ التعرّض للأقسام السبعة من آيات القرآن
، ومن ثمّ تمّ الانتقال إلى المصطلحات الثنائية في القرآن بعبارة (في القرآن) ، وبعد
ذلك يتمّ بيان أنواع الآيات بعبارة (منه).
وفي مقدّمة تفسير القمّي تمّ
تنظيم العناوين على نحوين
: فإنّ أكثر العناوين تبدأ بكلمة (منه). في حين تبدأ بعض العناوين في نهاية الفهرسة
بكلمة (فيه). وقد تمّ استفتاح فهرسة تفسير القمّي بالمصطلحات
الثنائية في القرآن ، وذلك على النحو الآتي : «منه ناسخ ومنه منسوخ ، ومنه محكم ومنه
متشابه ، ومنه عام ومنه خاص ، و ..». وفيما يتعلّق بالأقسام السبعة في بداية تفسير النعماني
لم تذكر سوى أربعة أقسام منها ، في نهاية فهرسة تفسير القمّي ،
وأمّا الأقسام الثلاثة الأخرى (الأمر والزجر والجدل) فلم ترد في تفسير القمّي.
يمكن إحصاء عناوين تفسير القمّي ضمن
سبعة وأربعين عنواناً
، وإنّ
__________________
أربعين عنواناً منها تبدأ
بكلمة (منه) ، والسبعة الأخرى منها تبدأ بكلمة (فيه).
كما هناك اختلاف في ترتيب العناوين في كلا
الكتابين ، حيث تلاحظ في كلّ واحد منهما عناوين لا توجد في الكتاب الآخر ، وجدير بالذكر
أنّ هذا الاختلاف نلاحظه أيضاً حتّى في فهرس عناوين تفسير القمّي وشرح
عناوينه ، كما نشاهد هذا الاختلاف أيضاً في فهرس تفسير النعماني
وتوضيح عناوينه.
مقارنة فهرسة عناوين تفسير
القمّي وشرح عناوينه بتفسير النعماني :
إنّ بعض عناوين الفهرس من مقدّمة تفسير القمّي لم
يأت ترتيبها على نفس ما جاء من الترتيب الموجود في متن الكتاب
وهو اختلاف لم يتّضح لنا وجهه.
قد وردت عشر عناوين في فهرس عناوين تفسير القمّي ،
ولكن لا يوجد لها شرحٌ في متن الكتاب.
__________________
وقد ورد بعضها في فهرس تفسير النعماني
، ولكن لم يرد لها شرحفي
المتن ، وبعضها جاء في فهرس تفسير
النعماني وتمّ شرحها في متنه
، والبعض الآخر لم يرد في تفسير
النعماني أبداً
لا في في الفهرس ولا في المتن.
جدير ذكره أنّ مقدّمة تفسير القمّي قد
اشتملت على ردّ على الجهمية (الرقم : ٢٧) وردّ على القدرية (الرقم : ٣٢) ولم يرد شرحهما
، ولم يرد توضيح هذين العنوانين في تفسير النعماني
أيضاً ، رغم ذكر القدرية في فهرس العناوين
، وهناك في هذين العنوانين بعض الغموض ، ويبدو أنّ المراد من القدرية هم المعتزلة
( ، والمراد من الجهمية
هم
__________________
المجبّرة (
، حيث تمّت الإشارة في كلا الكتابين إلى الآيات التي تردّ مذهبيهما.
كما تمّ شرح العديد من العناوين في تفسير القمّي دون
أن ترد في فهرس العناوين ، وإنّ بعضها قد تمّ شرحه في تفسير النعماني
، والبعض الآخر لم يرد شرحه في تفسير
النعماني أيضاً.
وهناك عنوان ورد ذكره وشرحه في تفسير القمّي وفي
فهرس العناوين ، ولم يرد ذكره في تفسير النعماني
أبداً ؛ فمن أين نشأت هذه الاختلافات؟
__________________
يبدو أنّ الكثير منها قد نشأ من الاختلاف
في نسخ هذين الكتابين الروائيّين.
وإنّما هناك مورد واحد فقط يختلف فيه هذان
الكتابان اختلافاً كاملاً ، وهو أمر ملفت للانتباه : ففي تفسير القمّي ،
ج ١ ، ص ٢٠ ذكر عنوان : (أمّا الردّ على من أنكر الرؤية) وقام بتوضيحه.
وقد ورد هذا العنوان في فهرس عناوين تفسير النعماني
بالنحو التالي : (ردّ على من أثبت الرؤية) (رقم : ٤٧) من دون أن يقوم بتوضيحه.
ومن الجدير ذكره أنّ بعض عناوين فهرس تفسير القمّي قد
تمّ شرحها باختلاف يسير ، حيث جاء ذكرها بالمعنى.
__________________
__________________
__________________
__________________
كما يمكن لنا ـ من خلال مقارنة العناوين
التي تمّت فهرستها في مقدّمة تفسير
القمّي وشرحها ، وكذلك مقارنتهما بتفسير النعماني
ـ أن نتوصّل إلى مجموعة من التحريفات التي تسلّلت إلى مقدّمة تفسير القمّي.
التحريفات في مقدّمة تفسير
القمّي :
ـ جاء في الرقم ٥ من مقدّمة تفسير القمّي :
«منه منقطع ومنه معطوف» ، والصحيح : (منه منقطع معطوف). كما هو موضّح في شرح المتن
في ص ٩ ، كما نشاهد في تفسير
النعماني رقم ١٥ عنوان «منقطع ومعطوف» ، وإنّ واو
العطف في العبارة زائدة.
ـ وفي الرقم ٣٤ : «منه ردّ على من أنكر من
المسلمين الثواب والعقاب بعد الموت يوم القيامة» ، ويبدو أنّ العبارة يجب أن تكون (قبل
يوم القيامة) ؛ حيث تعني عذاب القبر ، وقد تمّ شرحها في ص ١٩. وقد ورد في تفسير النعماني
رقم ٤٤ على الشكل الآتي : «منه ردّ على من زعم أن ليس بعد الموت وقبل القيامة ثواب
وعقاب».
__________________
ـ وفي الرقم ٣٨ : «منه ردّ على من أنكر المتعة
والرجعة» ، يبدو أن كلمة (المتعة) زائدة. (الشرح في ص ٢٤) ، وفي تفسير النعماني
رقم ٥١).
و ـ تفسير النعماني ورسالة
سعد بن عبد الله :
قال العلاّمة المجلسي بعد نقله رسالة النعماني
في بحار
الأنوار بشكل كامل : «أقول : وجدت رسالة قديمة مفتتحها
هكذا : حدّثنا جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي ـ رحمه الله ـ قال : حدّثني سعد الأشعري
القمّي أبو القاسم ـ رحمه الله ـ وهو مصنّفه : الحمد لله ذي النعماء والآلاء ، والمجد
والعزّ والكبرياء ، وصلّى الله على محمّد سيّد الأنبياء ، وعلى آله البررة الأتقياء
، روى مشايخنا عن أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليهالسلام
قال : قال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) : أنزل القرآن على سبعة أحرف كلّها شاف
كاف : أمر ، وزجر ، وترغيب ، وترهيب ، وجدل ، وقصص ، ومثل».
ثمّ استطرد العلاّمة المجلسي قائلاً : «وساق
الحديث إلى آخره ، لكنّه غيّر الترتيب ، وفرّقه على الأبواب ، وزاد فيما بين ذلك بعض
الأخبار».
وفي الجزء الثاني والتسعين من بحار الأنوار
بعد ذكر سند هذه الرسالة نقل عنها بابين ، وهما : باب التحريف في الآيات التي هي خلاف
ما أنزل الله عزّ وجلّ ممّا رواه مشايخنا رحمة الله عليهم عن العلماء من آل محمّد
صلوات الله عليه وعليهم ، وباب تأليف القرآن وأنّه على غير ما أنزل الله
__________________
عزّ وجل.
وحيث إنّ مضمون هذه الرسالة في الغالب يشبه
مضمون تفسير
النعماني ، فإنّ العلاّمة المجلسي قد اكتفى بالنقل
عن تفسير
النعماني ، فقط وامتنع عن النقل من الرسالة ، وإنّما
قام بنقل الروايات الخاصّة برسالة
سعد بن عبد الله في أجزاء مختلفة من بحار الأنوار.
هناك نسخة لرسالة سعد بن عبد الله
محفوظة في مكتبة آية الله المرعشي النجفي برقم ١٢٣٦٦ / ٢ ، وقد جاء في نهايتها : «هذا
ما وصل إليّ من نسخة الرسالة الشريفة ، استنسختها بعجلة في أرض الغريّ في شهر
جمادى الأولى ١٣٠٣ ، وأنا العبد محمّد باقر بن محمّد جعفر الهمداني البهاري ، وهذا
مطابق للنسخة التي أخذت منها ، ولكنّها لم تكن سالمة حقّ السلامة كما ترى». [الورقة
٢ / ٣٨].
في هذه الرسالة لم يقدّم مزيداً من التوضيح
بشأن أصل هذه الرسالة ،
__________________
وفي نسخة تفسير النعماني
جاء في عبارتها الأخيرة : «كتب ذا العبد الفاقر محمّد المدعو بباقر معجّلاً لمحض وجود
النسخة في أرض الغرىّ ، وختم في يوم الجمعة : ١٤ / شهر جمادى الأولى / ١٣٠٣ من نسخة
مغشوشة كتب في ١٠٦٣».
وهناك احتمال كبير في أنّ رسالة سعد بن عبد الله
وتفسير النعماني قد وضعتا إلى جوار بعضهما
في نسخة واحدة ، وإنّ المرحوم البهاري قد استنسخهما من هذه النسخة. وقد تمّ تعريف نسخة
المرحوم البهاري في فهرسة مكتبة آية الله المرعشي ، ج ٣١ ، ص ٢٥٩.
__________________
نظرة سريعة في نسخة المرحوم
البهاري
:
__________________
في بداية هذه الرسالة نشاهد عنوان (تفسير سعد الأشعري القمّي)
،
__________________
وبعد البسملة والسند وخطبة
الكتاب يبدأ نصّ الرسالة كما نقله العلاّمة المجلسي. وبعد توضيح الآيات المرتبطة بالترغيب
والترهيب والجدل [ورقة ١ / ١] عمد إلى تقسيم القصص إلى ثلاثة أقسام وهي : (ما كان قبل
النبيّ(صلى الله عليه وآله)) ، و (ما كان في عصره) ، و (ما حكى الله جلّ وعزّ عمّا
يكون بعده) ، وقام بتوضيح هذه الأقسام ، ويستشهد لذلك ببعض الآيات [ورقة ٢ / ١ و ١
/ ٢] ، ثمّ استطرد في ذكر أمثلة على (المثل) ، ولا نشاهد توضيحاً بشأن الأمر والنهي
في هذا القسم من الرسالة.
وبعد ذلك عمد مؤلّف هذه الرسالة إلى تقسيم
الآيات القرآنية إلى أربعة أنواع ، وهي : (ما تأويله في تنزيله ، وما تأويله مع تنزيله
، وما تأويله قبل تنزيله ، وما تأويله بعد تنزيله) ، مع توضيح هذه الأنواع وذكر بعض
الشواهد على كلّ واحد منها [ورقة ١ / ٢ فما بعد] ، ثمّ تعرّض في هذه الرسالة إلى باب
الناسخ والمنسوخ [ورقة ١ / ٨] ، وباب المحكم والمتشابه [ورقة ١ / ١٠] ، ثمّ إلى بابين
آخرين في هذه الرسالة منقولين في بحار الأنوار
بشكل كامل [ورقة ١ / ١٦ إلى ١ / ٢٢] ، وقد اشتملت هذه الرسالة على الكثير من
البحوث الواردة في تفسير
النعماني ، وغالبية هذه البحوث موجودة في مختلف أبواب
الرسالة وهي في الرسالة أوسع منها في تفسير النعماني
، وإن كان الإطار العام للمطالب واحد في كلا الكتابين.
وقد كتبت العناوين والفصول في هذه النسخة
باللون الأحمر ، كما نشاهد بعض الإصلاحات بهذا اللون أيضاً ، وربّما كان ذلك ناشئاً
عن المقابلة
مع النسخة الأصل أو اجتهاد
في التصحيح.
اسم الرسالة ونسبتها إلى
سعد بن عبد الله :
ذكرنا أنّه قد جاء في بداية مخطوطة هذه الرسالة
عنوان (تفسير
سعد الأشعري القمّي) ، وقد عبّر عنها العلاّمة
المجلسي تارة بـ : عبارة «رسالة سعد بن عبد الله في أنواع آيات القرآن»
، وتارة أخرى بعبارة «تفسير سعد بن عبد الله برواية ابن قولويه عنه»
، وإنّ كلا هذين التعبيرين يُشيران إلى محتوى الكتاب ، ولا يتحدّثان عن تسمية خاصّة
لهذه الرسالة.
وقد استعمل العلاّمة المجلسي في مقدّمة بحار الأنوار
تعبيراً جديداً تناول فيه هذه الرسالة لا نشاهده في أىّ موضع آخر من بحار الأنوار
، فعند ما تناول مصادر كتاب بحار
الأنوار ذكر هذه الرسالة بعبارة : «كتاب ناسخ القرآن
ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، للشيخ الثقة الجليل القدر سعد بن عبد الله الأشعري ، رواه
عنه جعفر بن محمّد بن قولويه ، وستأتي الإشارة إليه أيضاً في كتاب القرآن»
، وقد أخذت هذه التسمية طريقها إلى كتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة
للعلاّمة الطهراني ، لتنتقل بعد ذلك إلى فهرس المخطوطات
__________________
في مكتبة آية الله المرعشي
النجفي ، وإنّ هذه التسمية مقتبسة
من ترجمة سعد بن عبد الله في رجال
النجاشي ، حيث نسب في هذه الترجمة كتاباً بهذا
الاسم إلى سعد بن عبد الله
، بيد أنّنا لم نعثر على دليل معتبر لهذه النسبة ، وحتّى إذا قبلنا بأصل نسبة هذا الكتاب
إلى سعد بن عبد الله ، إلاّ أنّنا لم نعثر على دليل يثبت أنّ هذه الرسالة هي ذات الكتاب
الذي ورد اسمه في رجال النجاشي ، خصوصاً مع الالتفات إلى أنّ هذه الرسالة لا تختصّ
فقط ببحث الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه ، وإنّ باب الناسخ والمنسوخ لم يأت في
بداية الرسالة كي يكون ذلك توجيهاً لهذه التسمية ، وإنّما جاء هذا الباب في الورقة
الثامنة ، ممّا يعني أنّ خمس حجم هذه الرسالة قد تقدّم على هذا الباب.
وأمّا فيما يتعلّق بأصل نسبة هذا الكتاب
إلى سعد بن عبد الله ، فيجب معرفة الأمور التالية :
أوّلاً
: لم يتّضح من هو قائل العبارة الأولى من الكتاب والتي تقول : «حدّثنا جعفر بن محمّد
بن قولويه القمّي».
ثانياً
: لا نشاهد في النسخة المتوفّرة من هذا الكتاب أىّ شواهد تمنحها
__________________
اعتباراً ، من قبيل :
البلاغ والمقابلة والإمضاء وتأييد علماء السلف وما إلى ذلك من الموارد ، وإنّ أوصاف
النسخة التي كانت بحوزة العلاّمة المجلسي فإنّها غير واضحة ، ومجرّد وصف العلاّمة المجلسي
لهذه الرسالة بأنّها قديمة لا ينهض دليلاً على اعتبارها ، وفي الوقت الراهن لا توجد
لهذه الرسالة غير نسخة واحدة ، وهي نسخة البهاري.
ثالثاً
: إنّ مقارنة أسانيد الكتاب مع الأسانيد المعروفة للمؤلّف يمكنها ـ أحياناً ـ أن تكون
مؤيّداً على صحّة انتساب الكتاب إليه ، في حين لا يوجد في هذا الكتاب أىّ سند يساعدنا
في إثبات نسبة الكتاب إلى المؤلّف.
رابعاً
: ليس بأيدينا أيّ كتاب آخر لسعد بن عبد الله في علم الحديث أو علوم القرآن حتّى نتمكّن
من خلاله أن نقارن بينه وبين هذه الرسالة لكي يساعدنا في إثبات نسبة هذا الكتاب إلى
سعد بن عبد الله ، فليس لسعد سوى رسالة المقالات والفرق ، حيث يذكر فيها مختلف الفرق
الشيعية ، ولا ربط لها بموضوع هذه الرسالة ، أمّا كتابه بصائر الدرجات
واختصاره فهو مفقود ، وإنّ الرسالة المطبوعة تحت عنوان مختصر بصائر الدرجات
هو كتاب للحسن بن سليمان الحلّي ، وهو عبارة عن مختارات من مختلف الكتب ، وأوّلها هو
مختصر
بصائر الدرجات لسعد بن عبد الله ، وإنّ
القسم المختار من هذا الكتاب
في هذا المختصر هو عبارة عن مجموعة من الأحاديث المسندة ، ولا يوجد أىّ شبه بينه وبين
الرسالة المقصودة في بحثنا ، وإنّ الأجزاء
__________________
الختامية لكتاب الاختصاص
المنسوب للشيخ المفيد
كانت من كتاب بصائر الدرجات لسعد بن عبد الله أيضاً
، وهو كذلك لا ارتباط له بهذه الرسالة.
خلاصة
الكلام : إنّنا لم نعثر على أىّ دليل معتبر على
إثبات نسبة هذا الكتاب إلى سعد بن عبد الله.
ومن ناحية أخرى هناك إشكال في سند هذه الرسالة
يضعّف هذه النسبة ؛ ففي سندها جعفر بن محمّد بن قولويه يروي بلا واسطة عن سعد بن
عبد الله مباشرة ، في حين لا توجد أيّ رواية في الكتب الروائية وطرق وأسانيد كتب الرجال
مثل سند هذه الرواية ، وإنّما نجد هذا الراوي يروي تارة عن سعد بن عبد الله بواسطة
أبيه ، وتارة أخرى بواسطة
أخيه علي.
__________________
حيث جاء في ترجمة سعد بن عبد الله في رجال النجاشي
عن الحسين بن عبد الله أنّه قال : «جئت بالمنتخبات [تأليف سعد بن عبد الله] إلى أبي
القاسم بن قولويه ـ رحمه الله ـ أقرأها عليه ؛ فقلت : حدّثك سعد؟ فقال : لا ، بل
حدّثني أبي وأخي عنه ، وأنا لم أسمع من سعد إلاّ حديثين».
كما ورد في ترجمة جعفر بن محمّد بن جعفر
بن موسى بن قولويه (أبو القاسم) أنّه روى عن سعد بواسطة أبيه وأخيه ، وإنّه لم يسمع
من سعد سوى أربع روايات).
ورغم إمكان القول بانسجام هذين النقلين
؛ إذ أنّ الحديث المشتمل على مقطعين يعدّ أحياناً حديثين ، وأحياناً أخرى حديثاً واحداً
، ولكن مهما كان فإنّ الرسالة المنسوبة إلى سعد بن عبد الله تشتمل على الكثير من
الروايات ، ولا يمكن اعتبارها مجرّد روايتين أو أربع روايات.
وبطبيعة الحال يحتمل أن يكون هناك سقط في
سند هذه الرسالة (
، ولكن هذا الأمر لا يمكن القطع به.
وبذلك لا نستطيع إثبات نسبة هذا الكتاب إلى
سعد بن عبد الله.
اعتبار الرسالة المنسوبة
إلى سعد بن عبد الله :
لم نشاهد في هذه الرسالة أىّ رواية مسندة
، بل إنّها تشتمل في الغالب
__________________
على روايات مرسلة ونقل
لأقوال العلماء أحياناً ، وعلى هذا الأساس فإنّ روايات هذا الكتاب تصنّف ضمن الروايات
الضعيفة ، وبذلك تكون رواياته ساقطة عن الاعتبار ، ولكي نثبت اعتبارها علينا اللجوء
إلى القرائن الخارجية.
قال العلاّمة المجلسي في اعتبار هذه الرسالة
ورسالة النعماني :
«وكتابا التفسير راوياهما معتبران مشهوران
، ومضامينهما موافقتان لسائر الأخبار ، وأخذ منهما علي بن إبراهيم وغيره من العلماء
الأخيار ، وعدّ النجاشي من كتب سعد بن عبد الله كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه
، وذكر أسانيد صحيحة إلى كتبه ، وكتاب المقالات
عدّه الشيخ والنجاشي من جملة كتب سعد وأوردا أسانيدهما الصحيحة إليه».
والمراد من راوي هذا الكتاب على ما يبدو
هو مؤلّف الكتاب ، أي : سعد بن عبد الله الذي تحدّثنا عن نسبة الكتاب إليه ، ولم تثبت
عندنا هذه النسبة ، وإنّ الأسانيد الصحيحة إلى كتب سعد بن عبد الله لا تجدي نفعاً بهذا
الشأن.
وإذا تجاوزنا هذه المسألة ، فإنّ العلاّمة
المجلسي قد استند في إثبات الاعتبار لهذين الكتابين إلى أمرين ، وهما :
أوّلاً
: انسجام وتوافق مضمونيهما مع مضامين سائر الأخبار.
وثانياً
: رواية علي بن إبراهيم وغيره من العلماء عنهما.
وفيما يتعلّق بالأمر الأوّل يجدر القول إنّ
مراده ـ على ما يبدو ـ هو
__________________
الموافقة الإجمالية لمضامين
هذين الكتابين مع سائر الأخبار ، وإنّ الغاية من هذا الكلام هو إثبات الاعتبار لهذين
الكتابين في الجملة ، وإلاّ فإنّنا لو نظرنا إلى روايات هذين الكتابين رواية رواية
سنجد أنّ الروايات التي انفرد بروايتها هذان الكتابان كثيرة جدّاً ، ففي بحث الناسخ
والمنسوخ ـ على سبيل المثال ـ تمّ ذكر العديد من الآيات بوصفها ناسخة ، في حين لم ترد
رواية في تأييد ذلك ، وإنّ التوسّع في البحث عن مدى التوافق بين مضامين هذين الكتابين
مع سائر الأحاديث بحاجة إلى بحث أوسع وأعمق.
هذا وإنّ روايات رسالة سعد بن عبد الله
وتفسير
النعماني على الرغم من عدم حجّيّتهما ، ولكن إذا
جاء مضمون هذه الروايات موافقاً لما جاء في سائر الأحاديث الأخرى ـ وإن لم تكن معتبرة
ـ يمكن أن يكون هذا الأمر مؤثّراً في تأييدها ، ويشكّل مقدّمة لحصول الاطمئنان بمضمون
الحديث.
ومن المفيد هنا التذكير بأنّ إرسال الحديث
لا يلازم عدم صحّته ، بل إنّ هذه الملازمة لا تصدق حتّى في الأحاديث المعلومة الراوي
وكان الراوي فيها ضعيفاً بل كذّاباً أو وضّاعاً ، وإنّ ذلك لا يشكّل دليلاً قطعيّاً
على كون الحديث مجعولا ، فإنّ الكذّاب والوضّاع الذي يتعمّد وضع الأحاديث لا يصدر عنه
الكذب والوضع فقط ، وإنّما الطبيعة في ذلك تقتضي من أمثال هؤلاء الأفراد أن تكون أكثر
أحاديثهم صحيحة كي يتمكّنوا من تسريب أكاذيبهم القليلة في المجتمع ضمن الكثير من الأحاديث
الصحيحة كي لا يفتضح أمرهم. ولذلك فإنّ أحاديث الضعاف في إطار حساب احتمالات صدق الحديث
لها أهمّيّتها
أيضاً ، فضلاً عن الأحاديث
المرسلة.
وبطبيعة الحال فإنّ انفراد الضعيف برواية
الحديث وعدم روايته من قبل الرواة الآخرين يُشكّل نقطة ضعف في الرواية ، ويقوّي من
احتمال عدم صحّتها.
وإنّ الاختلافات التي نشاهدها أحياناً بين
التفسير المنسوب إلى سعد بن عبد الله وتفسير النعماني
ـ وخاصّة في طريقة إسناد الأحاديث إلى الأئمّة عليهمالسلام
ـ تُشكّل في حدّ ذاتها نقطة ضعف أخرى في هذا الشأن.
وفيما يتعلّق بالأمر الثاني الذي جاء في
كلام العلاّمة المجلسي يجدر القول بأنّه لا يوجد دليل معتبر لدينا على أنّ علي بن إبراهيم
قد نقل عن رسالة سعد بن عبد الله أو تفسير النعماني
، علماً بأنّ ارتباط هذه الرسائل الثلاث لا يمكن إنكاره ، ولكن ليس من الواضح ما إذا
كان علي بن إبراهيم قد أخذ عنهما ، ومع الأخذ بنظر الاعتبار عدم ثبوت نسبة الكتاب إلى
سعد بن عبد الله يحتمل أن تكون هذه الرسالة هي تفصيل وتوسعة لمقدّمة تفسير القمّي ليس
إلاّ ، علماً بأنّه لا يوجد شاهد على أخذ سائر العلماء من القدماء عن هذين الكتابين
باستثناء علي بن إبراهيم.
وخلاصة الكلام فإنّ الأحاديث التي انفردت
بها رسالة
سعد بن عبد الله لا نستطيع الاعتماد عليها
والاستناد إليها.
مقارنة رسالة سعد بن عبد
الله مع تفسير النعماني :
على الرغم من وجود نوع من التشابه الكلّي
بين هذين النصّين ، إلاّ أنّه
توجد هناك بعض الاختلافات
بينهما :
ـ إنّ ترتيب عرض المواضيع في الكتابين مختلف.
ـ في رسالة سعد بن عبد الله
تمّ إدراج المسائل ضمن أبواب مختلفة عمّا عليه في تفسير النعماني.
ـ في رسالة سعد بن عبد الله
قد وضعت الأحاديث في تضاعيف النصّ.
(وقد أشار العلاّمة المجلسي في كلامه إلى
هذه الاختلافات الثلاثة).
ـ مضافاً إلى ذلك أنّ ألفاظ هذين النصّين
تختلف أحياناً عن بعضهما البعض.
ـ إنّ رسالة سعد بن عبد الله تخلو من فهرسة
للعناوين.
ـ إنّ إسناد الروايات إلى الأئمّة عليهمالسلام يتمّ على شكلين مختلفين
في كلّ من الكتابين.
ـ إنّ ظاهر تفسير النعماني
هو عبارة عن حديث واحد عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام
، وأمّا تفسير
سعد بن عبد الله فقد نقل هذا الحديث عن
أمير المؤمنين ولكن بترتيب آخر ، فتارة ينقل على شكل رواية مرسلة عن الإمام الصادق
عليهالسلام
، وتارة عن الإمام الباقر عليهالسلام
، وتارة عن أمير المؤمنين عليهالسلام
بشكل غير مباشر ، وتارة إسناده إلى إجماع المسلمين.
ولتوضيح هذه الاختلافات اخترنا ثلاثة نصوص
من هاتين الرسالتين ، علماً بأنّ النصّ الأوّل هو عبارة عن عدّة مقاطع ، ومن خلال مقارنة
هذين
الكتابين تتّضح بعض الاختلافات
الأخرى بينهما :
النصّ الأوّل :
في تفسير النعماني
(بحار الأنوار ، ج ٩٣ ، ص ١٠ و ١١).
ـ ونسخ قوله تعالى : (وَمَا
خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)
، بقوله تعالى :
(وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ).
ـ ونسخ قوله تعالى : (وَإِذَا
حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ
مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفًا)
، بقوله تعالى :
(يُوصِيكُمْ اللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ
مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ...)إلى
آخر الآية.
ـ ومن المنسوخ
قوله تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
، نسخها قوله تعالى :
(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ).
ـ ونسخ قوله تعالى : (وَمِنْ
ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ
__________________
سَكَرًا
وَرِزْقًا حَسَنًا)
، بآية التحريم وهي قوله جلّ ثناؤه : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ
رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ
الْحَقِّ)
، والإثم هو الخمر.
وفي رسالة سعد بن عبد الله
(الوقة ٢ / ٩ ، ١ / ١٠).
ـ ومنه ما رواه محمّد بن مسلم وغيره عن أبي
جعفر [وأبي عبد الله عليهالسلام]
عليهما السلام
في قول الله عزّ وجلّ :
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ
لِيَعْبُدُونِ)
، فنسختها :
(وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ).
ـ وروي عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله جلّ وعزّ
:
(وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا الْقُرْبَى
وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً
مَعْرُوفًا)
، قال نسختها آية الفرائض قوله :
(يُوصِيكُمْ اللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ
لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ)
... الآية (.
ـ وروي عنه في قول الله (اتَّقُوا
اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ)
، قال نَسَخَتْها :
__________________
(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا
اسْتَطَعْتُمْ)
[جاء هذا المقطع في رسالة سعد بن عبد الله ، بعد المقطع التالي].
ـ وروي عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله : (وَمِنْ
ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا)
، ثمّ نزلت آية التحريم فنسخت هذه الآية ، وقد روى بعضهم أنّ آية التحريم هي قوله : (قُلْ
إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ)
، فالإثم هي الخمر ؛ لقوله :
(يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ
قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ)
فهي الإثم.
ـ قول بعضهم عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : إنّ الله
جلّ وعزّ حرّم الخمر بقوله :
(إنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ
وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ)
، فأمر باجتناب الرجس ، واحتجّ بقول الله في تحريم الرجس كلّه بأنّ الله لم يحرّم على
العباد ما حرّم إلاّ لعلّة فيه ، وذلك قوله : (قُلْ
لاَ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِم يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ
يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِير فَإِنَّهُ رِجْسٌ)
، فكلّ رجس محرّم.
ومن المفيد التذكير بهذه النقطة بشأن هذين
النصّين ، وهي أنّ هناك في
__________________
عبارة تفسير النعماني
نوعاً من الغموض والإبهام بشأن أكثر الآيات ، بحيث لا يعرف الناسخ من المنسوخ ، وأمّا
عبارة رسالة سعد بن عبد الله فهي واضحة ، ومن خلال مقارنتها بعبارة تفسير النعماني
يتّضح أنّ مفعول (نَسَخَ) في هذه الآيات مقدّم على الفاعل ، وإنّ الآية الأولى منسوخة
، والآية الثانية ناسخة.
النصّ الثاني :
في تفسير النعماني
(بحار الأنوار ، ج ٩٣ ، ص ١٥).
«ولمّا أردت قتل الخوارج بعد أن أرسلت إليهم
ابن عباس لإقامة الحجّة عليهم ، قلت : يا معشر الخوارج ، أنشدكم الله ، ألستم تعلمون
أنّ في القرآن ناسخاً ومنسوخاً ...».
«ثمّ قلت : اللهمّ إنّك تعلم إنّي حكمت فيهم
بما أعلمه».
ثمّ قال (صلوات الله عليه) : «وأوصاني رسول
الله (صلّى عليه وآله) فقال : يا عليّ إن وجدت فئة تقاتل بهم فاطلب حقّك ، وإلاّ فالزم
بيتك ، فإنّي قد أخذت لك العهد يوم غدير خم بأنّك خليفتي ووصيّي ، وأولى الناس
بالناس بعدي ، فمثلك كمثل بيت الله الحرام ، يأتونك الناس ولا تأتيهم».
رسالة سعد بن عبد الله (الورقة ٢ / ١١ و
١ / ١٢).
وقد روي في الحديث : إنّ أمير المؤمنين (صلوات
الله عليه) قال للخوارج حين فارقوه وحكموا : «نشدتكم بالله يا معشر الخوارج تعلمون
أنّ في القرآن ناسخاً ومنسوخاً ...».
«اللهمّ إنّك تعلم إنّي حكمت في أهل صفّين
، وبما أعلم من ناسخ القرآن ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، وخاصّه وعامّه ، فلمّا فعلت
الأمّة ما فعلت من تركها المبين الهادي ، واعتمدت على عقولها وآرائها واختيارها الذي
هو أدنى على الذي هو خير ، ونقضوا عهده أذن الله للهادي بالسكوت والجلوس».
النصّ الثالث :
في تفسير النعماني
(بحار الأنوار ، ج ٩٣ ، ص ١١).
«وسُئل (صلوات الله عليه) عن أوّل ما أنزل
الله عزّ وجلّ من القرآن ، فقال(صلى الله عليه وآله) : أوّل ما أنزل الله عزّ وجلّ
من القرآن بمكّة سورة (إقرأ باسم ربّك الذي خلق) ، وأوّل ما أنزل بالمدينة سورة البقرة».
وفي رسالة سعد بن عبد الله
(ورقة ١ / ١٠).
«أجمع المسلمون على أنّ أوّل ما نزل من القرآن
(إقرأ باسم ربّك) ، وأوّل ما أنزل بالمدينة سورة البقرة ،
وآخر ما نزل (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِي
اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)».
من خلال مقارنة رسالة سعد بن عبد الله
بتفسير
النعماني يقوى احتمال أن تكون هذه الرسالة مقتبسة
من تفسير
النعماني ، وهي توسعةٌ لمضامينها.
__________________
المهدوية في رسالة سعد
بن عبد الله :
سبق وأن أشرنا إلى المهدوية في تفسير النعماني
في مبحث المحكم والمتشابه عند الإشارة إلى كلمة (الضلال) ، وأنّه فسّر الضلال بالضياع
، وأنّ الضائعين والمنتظرين والمؤمنين بالإمام الغائب قد وعدوا بالجنّة. وإنّ ما يُشبه
هذا النصّ ـ ولكن بتفصيل أوسع ـ نجده في رسالة سعد بن عبد الله
حيث لم ينقل العلاّمة المجلسي في بحاره
سوى جزء منها ، وسوف نذكر هنا النصّ الكامل دون أيّ توضيح ، ولا بدّ من التنويه إلى
أنّنا لا نمتلك إلاّ نسخة واحدة من رسالة سعد بن عبد الله
، وإنّ بعض كلمات هذه النسخة غير مقروء ، فقد يكون هناك خطأ في قراءة بعض الكلمات.
هذه العبارة جاءت بعد النصّ الثاني من البحث
السابق وهي كالتالي :
«وكذلك ما قد حدث في زماننا من استتار الحجّة
المفروض الطاعة ، إذ كانت الأمّة على هذا السبيل الذي ذكرنا وتعدّيهم على الأئمّة الهداة
بالكذب عليهم والإذاعة لأسرارهم ، وتعريضهم إيّاهم ، وبفتح الغلول للقول والأعداء
(الاعتداء؟) ونبذهم عهد الله وراء ظهورهم ، وتوثبهم على حقوقهم ، وطلبهم بحبلهم (أو
بحيلهم ، ولعلّ الصواب : بجهلهم أو بخبثهم) ما فيه سفك دمائهم ودم هاديهم ، فستر الله
عنهم ذلك الهادي واتّبع ناس إمامته والهداة قبله ، فعمّ الضلال أهل الأرض ، وقد روي
عن أبي عبد الله عليهالسلام
الأخبار الكثيرة في ذلك أنّه : (إذا كان ذلك ستر الله عنهم الحجّة [الورقة ١ / ١٢]
وغيّبه). وأنّه عليهالسلام
قال : (حقّ على الله أن يُدخل الضُلاّل الجنّة). وإنّما عنى بذلك ما ابتلوا به في
هذا العصر ، وهم مقرّون
بولايته غير ناقضين لعهده وعهد الله إليهم فيه ، فهم مقيمون متديّنون بفرض طاعتهم أوّلهم
وآخرهم ، عارفون أنّه قائم العين فيهم ، موجود الشخص من عقب الماضي قبله الهادين ،
وقد خفي عليهم اسمه وموضعه للعلّة التي ذكرناها وشرحناها ، فهؤلاء هم الذين قال العالم
عليهالسلام
: (حقّ على الله أن يُدخل الضُلاّل الجنّة). إذ ضلّوا عن اسمه ومكانه بعد أن يكونوا
مقيمين على ولايته وإمامته بتعيّن (بيقين؟) لما وقفهم عليه الماضي قبله من أمره ونهيه
؛ لأنّ الاسم لا يدرك إلاّ بالخبر ، وكذلك الموضع ، والذي فرض الله على العباد في هذا
المعنى فهو على وجهين لا يدرك بغيرهما ، فوجه منه (كذا والظاهر سقوط : الخبر) ، ووجه
منه العقل.
فأمّا ما فرض عليهم من جهة العقل فأن يعلموا
أنّ لهم خالقاً ، وأنّ الخالق بعث الأنبياء والرسل ، وأنّ الرسل قد أقاموا لهم بعدهم
الدلائل المبيّنة ١لما يختلفون فيه من أمر دينهم ودنياهم ؛ إذ قد علموا أن ليس في وسعهم
معرفة ما يحتاجون إليه ، فهذا ما فرض الله جلّ وعزّ عليهم من جهة العقل.
وأمّا اسم الحجّة وموضعه فلا يدرك إلاّ من
طريق الخبر والتوقيف(فمن
كان مقيماً على الإقرار بالأئمّة كلهم (صلوات الله عليهم) وبإمام زمانه وولايته وإنّه
قائم العين ، مستور من عقب الماضي قبله ، وقد خفي عليهم
__________________
اسم الحجّة وموضعه في
هذا الوقت ، فمعذور في إدراك
الاسم والموضع حتّى يأتيه الخبر الذي بمثله تصحّ الأخبار ، وبمثله يثبت الاسم والمكان
، فهذا هو المعنيّ فيما [ورقة ٢ / ١٢] قال العالم عليهالسلام
حقّ على الله أن يُدخل الضُلاّل الجنّة ؛ إذ لم يكن العلّة من قبله ، وإنّما العلّة
من قبل الله جلّ وعزّ ، ومثل ذلك إذا حُجب على العباد عين الشمس التي جعلها دليل الصلاة
، فموسّع عليهم تأخيرها حتّى يتبيّن لهم أو يصحّ لهم خروج الوقت ، وهم على يقين أنّ
عينها لم تعطّل ، وقد خفي عليهم موضعها) ... [ورقة ١ / ١٣].
وللبحث صلة ...
__________________
لسان الميزان
والمصادر الرجالية
في المدرسة الإمامية
(٣)
|
|
الشيخ محمّد باقر
ملكيّان
لقد تناولنا في العددين (١٢٩ ـ ١٣٣) القسم
الأوّل والثاني ونستأنف البحث هنا :
٣٩٣ ـ الحارث بن سراقة
:
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال : إنّه
كان من أصحاب عليّ رضي الله عنه.
٣٩٤ ـ الحارث بن شهاب
الطائي :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال : إنّه
تابعي روى عن عليّ رضي الله عنه.
٣٩٥ ـ الحارث بن الصباح
:
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال : إنّه
تابعي روى عن عليّ رضي
__________________
الله عنه.
٣٩٦ ـ الحارث بن عبد الله
التغلبي الكوفي :
ذكره ابن النجاشي في رجال الشيعة وقال :
روى عنه محمّد بن سالم بن عبد الرحمن الأزدي.
قال : وكان الحارث هذا ضعيفاً.
٣٩٧ ـ الحارث بن عمرو
الجعفي :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٣٩٨ ـ الحارث بن غصين
:
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال : روى عن
جعفر الصادق عليهالسلام
، وسمّى جدّه ونسبه فقال : الحارث بن غصين بن هنب الثقفي الكوفي.
٣٩٩ ـ الحارث بن الفضل
المدني :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤٠٠ ـ الحارث بن كعب الأزدي
الكوفي :
__________________
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤٠١ ـ الحارث بن محمّد
بن النعمان :
أبو محمّد بن أبي جعفر البجلي الكوفي وأبوه
يعرف شيطان الطاق.
ذكره الطوسي في مصنّفي الشيعة وقال : له
كتاب يعتمد عليه.
٤٠٢ ـ الحارث بن المغيرة
النضري ـ بالنون ـ البصري ـ بالموحّدة ـ :
روى عن الباقر وأخيه زيد بن عليّ وجعفر بن
محمّد.
ذكره الطوسي وابن النجاشي في رجال الشيعة
ووثّقاه.
وقال عليّ بن الحكم : كان من أورع الناس.
روى عنه ثعلبة بن ميمون وهشام بن سالم وجعفر
بن بشر ، وآخرون.
٤٠٣ ـ الحارث بن النضر
:
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال : روى عنه
عبد الله بن المحبر.
__________________
٤٠٤ ـ حارثة بن ثور :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال : روى عن
عليّ عليهالسلام
.
٤٠٥ ـ حازم بن إبراهيم
البجلي :
ذكره الطوسي وعليّ بن الحكم ، كان ثقة كثير
العبادة .
٤٠٦ ـ حازم بن حبيب الجعفي
:
ذكره الطوسي والكشّي وابن عقدة في رجال الشيعة
.
٤٠٧ ـ حاشد بن مهاجر العامري
الكوفي :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤٠٨ ـ حامد بن صبيح الطائي
الكوفي :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤٠٩ ـ حامد بن عمير أبو
المعتمر الهمداني الكوفي :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
__________________
٤١٠ ـ الحبّاب بن حبّان
الطائي الكوفي :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤١١ ـ الحبّاب بن محمّد
الثقفي :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤١٢ ـ الحباب بن يحيى
الكوفي :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤١٣ ـ حبيب الإسكاف :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وكنّاه أبا عمرو
.
٤١٤ ـ حبيب بن أسلم :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال : يروي
عن عليّ عليهالسلام
.
٤١٥ ـ حبيب بن أبي الأشرس
هو حبيب بن حسّان :
وذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال : روى
عن الحسين بن عليّ وابنه زين العابدين عليّ بن الحسين وعن أبي جعفر الباقر وعن الصادق
كذا
__________________
قال.
٤١٦ ـ حبيب بن بشر :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة. وقال أبو عمرو
الكشّي : كان مستقيماً من الرواة عن جعفر الصادق ـ رحمه الله تعالى ـ.
٤١٧ ـ حبيب بن جزي العبسي
الكوفي :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال : روى عن
الصادق ، ويقال : إنّه أدرك الباقر رحمه الله تعالى.
٤١٨ ـ حبيب بن زيد الأنصاري
الندبي :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال : روى عن
جعفر الصادق رحمه الله تعالى.
٤١٩ ـ حبيب بن العلاء
ـ أو المعلّى أو المعلّل ـ السجستاني :
__________________
ذكره الطوسي في رجال الشيعة. وذكر عنه أبو
عمرو الكشّي أنّه سمع من جعفر الصادق قصّة في الكتاب الذي أنزل على موسى فجعله عند
هارون واستمرّ عند ذرّيته إلى أن أضاعه بعضهم ، وساقها مطوّلة وآثار الوضع لايحة
عليها.
٤٢٠ ـ حبيب بن مظهر الأسدي
:
روى عن عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه. ذكره الطوسي في رجال
الشيعة. وقال أبو عمرو الكشّي : كان من أصحاب عليّ ثمّ كان من أصحاب الحسن والحسين
، وذكر له قصة مع ميثم التمّار. ويقال : إنّ حبيب بن مظهر قتل مع الحسين بن عليّ ـ
رضي الله عنهم ـ.
٤٢١ ـ حبيب بن المعلّى
الخثعمي :
__________________
ذكره الطوسي وابن النجاشي في رجال الشيعة.
يروي عنه ابن أبي عمير.
٤٢٢ ـ حبيب بن نزار بن
حبّان الهاشمي ، مولاهم :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤٢٣ ـ حبيب بن النعمان
الهمداني :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤٢٤ ـ حجّاج بن حمزة الكندي
الكوفي :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال : روى عنه
إبراهيم بن سليمان.
٤٢٥ ـ حجّاج بن رفاعة
الخشّاب الكوفي ، أبو رفاعة :
ذكره الطوسي وابن عقدة في رجال الشيعة.
وقال ابن النجاشي : روى عنه محمّد بن يحيى
الخزّاز.
وقال الطوسي : روى عنه أحمد بن ميثم بن أبي
نعيم والعبّاس بن عامر.
__________________
٤٢٦ ـ حجّاج بن كثير الكوفي
:
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال : أسند
عن أبي جعفر الباقر رحمه الله تعالى.
٤٢٧ ـ حجّاج بن مرزوق
:
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤٢٨ ـ حجز
بن زائدة الحضرمي الكندي :
ذكره أبو عمرو الكشّي والطوسي في رجال الشيعة.
وقال ابن النجاشي : كان ثقة صحيح السماع.
روى عنه عبد الله بن مشكان
و .
٤٢٩ ـ حديد بن حكيم الأزدي
:
ذكر الطوسي في رجال الشيعة وقال : يكنّى
أبا عليّ.
وقال ابن النجاشي : كان ثقة.
__________________
وقال عليّ بن الحكم : كان عظيم القدر وافر
العقل مشهوراً بالفضل.
روى عنه ابنه عليّ وغيره.
٤٣٠ ـ حذيفة بن الأحدب
:
ذكره أبو عمرو الكشّي في رجال الشيعة .
٤٣١ ـ حذيفة بن عامر الربعي
:
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤٣٢ ـ حذيفة بن منصور
صاحب الأسقاط :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤٣٣ ـ حذيفة بن منصور
بن كثير بن سلمة :
قال ابن النجاشي : حذيفة بن منصور بن كثير
بن سلمة بن عبد الرحمن الخزاعي ، يكنّى أبا محمّد وقال : إنّه يروي عن الباقر والصادق
والكاظم.
روى عنه القاسم بن إسماعيل ومحمّد بن سنان
وأيّوب بن الحرّ.
وقال : مات في عهد موسى الكاظم عليهالسلام .
__________________
٤٣٤ ـ حذيم بن شريك الأسدي
:
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤٣٥ ـ حرب بن الحسن الطحّان
:
وقال ابن النجاشي : عامّي الرواية أي شيعي
قريب الأمر!
له كتاب ، روى عنه يحيى بن زكريّا اللؤلؤي.
٤٣٦ ـ حرب بن سريج البصري
:
روى عن جميل بن درّاج ، ذكره الطوسي في رجال
الشيعة .
٤٣٧ ـ حرب بن مهران الكوفي
:
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤٣٨ ـ حرب صاحب الحواري
:
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤٣٩ ـ حريث بن عمارة الجعفي
:
__________________
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤٤٠ ـ حريث بن عمير العبدي
، يكنّى أبا عمير :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤٤١ ـ حريز بن أبي حريز
عبد الله بن الحسين الأزدي الكوفي :
ذكره الطوسي في مصنّفي الشيعة وقال : كوفي
أزدي.
سكن سجستان ، يكنّى أبا عبد الله ، وكان
من الرواة عن جعفر الصادق عليهالسلام.
روى عنه حمّاد بن عيسى.
وقال ابن النجاشي : كان ممّن شهر السيف في
قتال الخوارج. وقال : إنّه انتقل إلى سجستان فقتل بها.
٤٤٢ ـ حريز بن محرز :
ذكره الكشّي في رجال الشيعة .
٤٤٣ ـ حزام بن إسماعيل
العامري :
__________________
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤٤٤ ـ حسّان بن عبد الله
الجعفي :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤٤٥ ـ حسّان العامري :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤٤٦ ـ حسّان المداري :
روى عن عليّ بن الحسين زين العابدين وأدرك
بعض الصحابة وكان عارفاً بالتفسير. روى عنه ابن جريج وغيره. ذكره الكشّي في رجال الشيعة
وقال : ثقة مستقيم الطريق.
٤٤٧ ـ حسّان المعلم :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤٤٨ ـ حسّان بن مهران
الجمّال ، أخو صفوان ، كوفي كاهلي ، ويقال : غنوي :
ذكره الطوسي وابن النجاشي والكشّي وعليّ
بن الحكم في رجال
__________________
الشيعة ، ووثّقه الطوسي
وابن النجاشي.
وفرّق الطوسي بين الغنوي والكوفي وهما واحد.
وبذلك جزم ابن عقدة .
٤٤٩ ـ الحسن بن أبي سيّارة
النيلي ، مولى محمّد بن كعب القرظي :
روى عن جعفر الصادق عليهالسلام أشياء منكرة. وعنه محمّد
بن أبي عمير وصالح بن سيابة ، ذكره الطوسي في رجال الإمامية .
٤٥٠ ـ الحسن بن أبجر :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤٥١ ـ الحسن بن إبراهيم
بن عبد الله بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب :
ذكره الطوسي في شيوخ الشيعة وقال : كان من
رجال جعفر الصادق
__________________
رحمه الله تعالى.
٤٥٢ ـ الحسن بن إبراهيم
بن عبد الصمد الخزّاز :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال : روى عن
عليّ بن موسى الرضا رحمه الله تعالى. وعنه عليّ بن سليمان.
٤٥٣ ـ الحسن بن إبراهيم
الكوفي :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال : سمع موسى
بن هارون التلعكبري سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة بالكوفة وأثنى عليه.
٤٥٤ ـ الحسن بن زياد الضبّي
، مولاهم ، الكوفي ، العطّار :
روى عن جعفر الصادق عليهالسلام. ذكره الطوسي في رجال
الإمامية .
٤٥٥ ـ الحسن بن زياد الكوفي
، أبو الوليد الصيقل :
روى عن أبي جعفر الباقر وجعفر الصادق رحمهما
الله تعالى. وعنه يونس بن عبد الرحمن وعبد الله بن مشكان.
ذكره الطوسي في رجال
__________________
الإمامية .
٤٥٦ ـ الحسن بن عبّاس
بن جرير العامري الحريشي الرازي :
روى عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام .
وعنه أبو عبد الله الرقّي
، وأحمد بن إسحاق بن سعد وسهل بن زياد ومحمّد بن أحمد بن عيسى الأشعري.
ذكره ابن النجاشي في مصنّفي الإمامية وقال
: هو ضعيف جدّاً.
له كتاب في فضل إنّا أنزلنا في ليلة القدر
، وهو ردئ الحديث مضطرب الألفاظ لا يوثق به.
٤٥٧ ـ الحسن بن عليّ بن
أبي حمزة ، واسم أبي حمزة البطائني الكوفي ، مولى الأنصار :
روى عن عبد الرحمن بن أبي هاشم وأحمد بن
محمّد بن عيسى وأحمد بن ميثم بن أبي نعيم.
قال عليّ بن الحسن بن فضّال : كان مطعوناً
عليه.
__________________
وله كتاب فضائل القرآن ، وكتاب الملاحم
والفتن ، والفضائل ، والفرائض.
روى عنه إسماعيل بن مهران بن محمّد بن أبي
نصر ومحمّد بن أبي الصهبان وعليّ بن الحسن بن عمرو الجزّار.
ذكره أبو جعفر الطوسي في مصنّفي الشيعة الإمامية
.
٤٥٨ ـ الحسن بن عليّ بن
أبي المغيرة الزبيدي الكوفي :
ذكره الطوسي في مصنّفي الشيعة الإمامية وأفرد
له خبراً منكراً رواه عن الحارث عن الباقر عليهالسلام
فيه : أنّ في طين قبر الحسين بن عليّ شفاء من كلّ داء وأمناً من كلّ خوف.
٤٥٩ ـ الحسن بن عليّ بن
زياد الوشّاء الكوفي الخزّاز :
روى عن حمّاد بن عثمان وأحمد بن عائد والمثنّى
بن الوليد ومنصور ابن موسى وغيرهم.
روى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ويعقوب بن
يزيد ومسلم بن سلمة وآخرون.
وذكره الطوسي في مصنّفي الشيعة الإمامية
وذكر له أشياء منكرة .
__________________
٤٦٠ ـ الحسن بن عليّ بن
عثمان الكوفي ، يلقّب سجادة :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة الإمامية وكان
غالياً.
روى عن أبي جعفر الجواد بن عليّ الرضا.
روى عنه أبو عبد الله التركي.
وقال ابن النحّاس
: ضعّفه أصحابنا.
٤٦١ ـ الحسن بن محبوب
، أبو عليّ ، مولى بجيلة :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤٦٢ ـ الحسن بن محمّد
بن سماعة الكوفي أبو محمّد الكندي الصيرفي :
ذكره ابن النجاشي في مصنّفي الشيعة وقال
: مات سنة ثلاث وستّين ومائتين.
٤٦٣ ـ الحسن بن موسى الخشّاب
:
روى عن الحسن بن عليّ العسكري. وعنه محمّد
بن الحسن الصفّار.
__________________
ذكره الطوسي في رجال الإمامية .
٤٦٤ ـ الحسن بن موسى النوبختي
:
ذكره الطوسي في رجال الإمامية .
٤٦٥ ـ الحسين بن أبي أيّوب
:
ذكره الطوسي في رجال الشيعة ومصنّفيهم وقال
: كان نحويّاً. روى عنه
الحسن بن محمّد بن سماعة .
٤٦٦ ـ الحسين بن أبي الخضر
:
ذكره الطوسي في رجال الشيعة ممّن روى عن
الصادق رحمه الله تعالى وغيره.
٤٦٧ ـ الحسين بن أبي العلاء
الحفّار :
ذكره الطوسي في رجال الصادق عليهالسلام من الشيعة.
روى عنه عليّ بن الحكم.
وروى هو عن يحيى بن القاسم ، وذكر في مصنّفي
الشيعة .
__________________
٤٦٨ ـ الحسين بن إبراهيم
القزويني :
ذكره أبو جعفر الطوسي في مشائخه وأثنى عليه
وقال : كان يروي عن محمّد بن وهبان.
٤٦٩ ـ الحسين بن إبراهيم
بن موسى
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال : روى عن
الكاظم رحمه الله تعالى.
٤٧٠ ـ الحسين بن أحمد
أبو القاسم :
ذكره الطوسي في مصنّفي الشيعة وقال : روى
عنه ابن أبي عمير وصفوان.
٤٧١ ـ الحسين بن أحمد
بن إدريس القمّي أبو عبد الله :
ذكره الطوسي في مصنّفي الشيعة الإمامية وقال
: كان ثقة. روى عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن خالد الرقّي. روى عنه محمّد بن عليّ بن
الحسين بن موسى بن بابويه والتلعكبري وغيرهم.
__________________
٤٧٢ ـ الحسين بن أحمد
بن سفيان القزويني :
ذكره أبو جعفر الطوسي في رجال الشيعة وقال
: كان ثقة. روى عنه أحمد بن عبدون وغيره.
٤٧٣ ـ الحسين بن أحمد
بن ظبيان :
ذكره في رجال الشيعة وقال : أخذ عن جعفر
الصادق رحمة الله عليه.
٤٧٤ ـ الحسين بن أحمد
المالكي :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال : روى عن
محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين. روى عنه محمّد بن همّام. وأسند الطوسي عنه بسند له
إلى أبي عبد الله جعفر الصادق خبراً باطلاً مع كونه معضلاً ، قال : قال رسول الله
(صلى الله عليه وآله) : قال الله عزّ وجلّ : لولا أنّي أستحيي من عبدي المؤمن ما تركت
خرقة يتوارى بها ، ولا أكملت له الإيمان إلاّ ابتليته بضعف في قوّته وقلّة في رزقه
، فإن حرج أعدت عليه ، وإن صبر باهيت به ملائكتي ، ألا وقد جعلت
__________________
عليّاً علماً فمن تبعه
كان هادياً ومن تركه كان ضالاًّ.
٤٧٥ ـ الحسين بن أحمد
بن المغيرة البوشنجي :
ذكره ابن النجاشي في شيوخ الشيعة وقال :
كان عراقيّاً مضطرب المذهب ، وهو ثقة فيما يرويه.
روى لنا عنه أبو عبد الله ابن الحموي.
٤٧٦ ـ الحسين بن أحمد
المنقري :
ذكره الطوسي في رجال الصادق عليهالسلام ، وقال : روى عن الصادق
عليهالسلام
وولده.
روى عنه عبيس بن هشام.
كان من المصنّفين.
وقال النجاشي : ذكر أصحابنا أنّه كان ضعيفاً.
٤٧٧ ـ الحسين بن أسد البصري
:
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال : أخذ عن
ابن محمّد بن عليّ بن
__________________
موسى وهو عليّ الثالث
رحمة الله عليهم أجمعين.
٤٧٨ ـ الحسين بن إسماعيل
الضميري :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وفرطه وقال :
روى عن جعفر الصادق رحمه الله تعالى.
٤٧٩ ـ الحسين بن بسطام
بن سابور الزيّات :
ذكره ابن النجاشي في رجال الإمامية ، وذكر
أنّ له تصنيفاً في الطبّ.
٤٨٠ ـ الحسين بن بشّار
الواسطي :
ذكره الكشّي والطوسي في رجال الشيعة. روى
عن الكاظم وولده الرضا رحمة الله عليهما. روى عنه محمّد بن أسلم.
٤٨١ ـ الحسين بن ثابت
بن بنت أبي حمزة الثمالي الكوفي :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال : أخذ عن
الباقر والصادق.
وروى عنه الحسن بن محبوب وغيره ، وكان زاهداً
صالحاً.
__________________
٤٨٢ ـ الحسين بن ثوير
بن أبي فاختة :
ذكره الطوسي والكشّي في رجال الشيعة وقالا
: روى عن الباقر والصادق ، وله كتاب النوادر.
وقال ابن النجاشي : كان ثقة .
٤٨٣ ـ الحسين بن جابر
الكوفي ، بيّاع السابري :
ذكره الطوسي والكشّي في رجال الشيعة وقالا
: أخذ عن الباقر ـ رحمه الله تعالى ـ ثمّ رحل فأخذ عن الصادق ـ رحمه الله تعالى ـ ولازمه
وكان يكرمه.
٤٨٤ ـ الحسين بن حبيب
:
ذكره الكشّي في رجال الشيعة فقال : أخذ عن
الصادق وعاب مالكاً في تركه الأخذ عن الكاظم ، فاعتذر إليه.
__________________
٤٨٥ ـ الحسين بن الحسن
بن محمّد :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال : كان من
الثقات.
٤٨٦ ـ الحسين بن الحصين
الأهوازي :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٤٨٧ ـ الحسين بن حمدان
بن الخطيب الخصيبي :
ذكره الطوسي والنجاشي وغيرهما.
وله من التأليف أسماء النبىّ ، وأسماء الأئمّة
، والإخوان ، والمائدة.
وروى عنه أبو العبّاس ابن عقدة وأثنى عليه.
وقيل : إنّه كان يؤمّ سيف الدولة.
وله اشعار في مدح أهل البيت.
وذكر ابن النجاشي أنّه خلط وصنّف في مذهب
النصيرية واحتجّ لهم ، قال : وكان يقول بالتناسخ والحلول.
٤٨٨ ـ الحسين بن حمزة
:
__________________
ذكره الكشّي والطوسي في رجال الشيعة.
قال الكشّي : أخذ عن جعفر الصادق عليهالسلام .
٤٨٩ ـ الحسين بن خالد
الصيرفي :
ذكره الطوسي وابن النجاشي في رجال الشيعة.
وأسند عنه محمّد بن العبّاس أثراً باطلاً
عن عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام
من طريق موسى بن جعفر عن عبيد الله بن عبد الله عنه قال : كنت عند عليّ ابن موسى فسألته
عن شيء فأجابني بشيء لم أفهمه ، فقال لي : يا أبا عبد الله الصالح ، فبكيت ، فقال :
لم تبكي؟ قلت : فرحاً بقولك لي الصالح ، فقال : قال الله : (أُولئِكَ
الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِم ...)
الآية قال : فالنبيّون محمّد ، والصدّيقون والشهداء نحن ، وأنتم الصالحون ، فوالله
ما نزلت إلاّ فيكم ، ولا عنى بها غيركم.
٤٩٠ ـ الحسين بن خرزاذ
:
ذكره الطوسي في رجال الشيعة ممّن روى عن
الصادق رحمه الله تعالى
__________________
وغيره.
٤٩١ ـ الحسين بن رياب
:
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وكان في حدود
السبعين ومائتين.
٤٩٢ ـ الحسين بن الزبرقان
، يكنّى أبا الخزرج :
ذكره الطوسي في مصنّفي الشيعة .
٤٩٣ ـ الحسين بن زرارة
بن أعين الكوفي :
ذكره الكشّي في رجال جعفر الصادق ـ رحمة
الله عليه ـ.
٤٩٤ ـ الحسين بن زياد
الكوفي :
ذكره الطوسي في مصنّفي الشيعة .
٤٩٥ ـ الحسين بن زيد الكوفي
:
ذكره الطوسي في مصنّفي الشيعة. وذكره الكشّي
كذلك ، وقال : هو
__________________
حزمي
منسوب إلى بني حزمة بن مرة بن عوف.
٤٩٦ ـ الحسين بن سعيد
بن حمّاد بن سعيد بن مهران الكوفي ثمّ الأهوازي ، نزيل قم :
ذكره الطوسي والكشّي في الرواة عن عليّ بن
موسى الرضا وغيره ، وله تصانيف.
روى عنه الحسين بن الحسن بن أبان وأحمد بن
محمّد بن عيسى القمّي.
٤٩٧ ـ الحسين بن سفيان
الكوفي :
ذكره الكشّي في الشيعة الرواة عن جعفر الصادق
ـ رحمة الله عليه ـ.
__________________
٤٩٨ ـ الحسين بن سليمان
الكتّاني :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة الرواة عن جعفر
الصادق رحمه الله تعالى.
٤٩٩ ـ الحسين بن سلمة
الهمداني :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة الرواة عن جعفر
الصادق رحمه الله تعالى.
٥٠٠ ـ الحسين بن سيف بن
عميرة النخعي البغدادي :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة. قال : وهو أخو
عليّ بن سيف ، وكان أبصر من أخيه وأكثر مشائخ ، رحل إلى البصرة والكوفة ، وكان يعرف
الفقه والحديث.
يروي عنه عليّ بن الحكم وغيره.
٥٠١ ـ الحسين بن سيف الكندي
الكوفي :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة الرواة عن جعفر
الصادق رحمه الله تعالى.
__________________
٥٠٢ ـ الحسين بن شاذويه
الصفّار :
ذكره ابن النجاشي في مصنّفي الشيعة ووثّقه
، روى عنه جعفر بن محمّد ـ رحمه الله تعالى ـ.
٥٠٣ ـ الحسين بن شدّاد
بن رشيد الجعفي الكوفي :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة الرواة عن جعفر
الصادق رحمه الله تعالى.
٥٠٤ ـ الحسين بن شعيب
المدايني :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة في الرواة عن
الصادق عليهالسلام
.
٥٠٥ ـ الحسين بن شهاب
بن عبد ربّه :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة في الرواة عن
الرضا.
٥٠٦ ـ الحسين بن صالح
الخثعمي :
ذكره الكشّي والطوسي في رجال الشيعة .
__________________
٥٠٧ ـ الحسين بن طريف
:
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال : روى عنه
عليّ بن محمّد الإسترآبادي وذكر عنه كرامة .
٥٠٨ ـ الحسين بن عبد الله
بن أسلم :
ذكره الأزدي من كتب أبي جعفر الطوسي في رجال
الشيعة .
٥٠٩ ـ الحسين بن عبد الله
الأشعري القمّي :
من غلاة الرافضة ، ذكره ابن النجاشي في مصنّفي
الشيعة وقال : كان يعاب عليه الغلو.
روى عنه أحمد بن عليّ العائذي ومحمّد بن
يحيى وغيرهما.
٥١٠ ـ الحسين بن عبد الله
بن سهل :
ذكره الأزدي من كتب أبي جعفر الطوسي في رجال
الشيعة .
__________________
٥١١ ـ الحسين بن عبد الله
الأرجاني :
ذكره الأزدي من كتب أبي جعفر الطوسي في رجال
الشيعة .
٥١٢ ـ الحسين بن عبد الله
بن عليّ المرعشي :
ذكره الأزدي من كتب أبي جعفر الطوسي في رجال
الشيعة .
٥١٣ ـ الحسين بن عبد الكريم
الزعفراني :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٥١٤ ـ الحسين بن عبد الواحد
القصري :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٥١٥ ـ الحسين بن عبيد
الله أبو عبد الله الغضائري :
قد ذكره الطوسي في رجال الشيعة ومصنّفيها
وبالغ في الثناء عليه ، وسمّى جدّه إبراهيم ، وقال : كان كثير الترحال ، كثير السماع
، خدم العلم ، وكان حكمه أنفذ من حكم الملوك.
وله كتاب أدب العاقل وتنبيه الغافل في
فضل العلم ، وله كتاب كشف
__________________
التمويه والنوادر في الفقه
والردّ على المفوّضة ، وكتاب مواطئ أمير المؤمنين ، وكتاب في فضل بغداد ، والكلام على
قول عليّ خير هذه الأمة بعد نبيّها.
وقال ابن النجاشي في مصنّفي الشيعة وذكر
له تصانيف كثيرة وقال : طعن عليه بالغلوّ ويرمى بالعظائم ، وكتبه صحيحة ، وروى عنه
أحمد بن يحيى.
٥١٦ ـ الحسين بن عبيد
الله بن إبراهيم بن عبد الله العطاردي الغضائري :
قال الطوسي : كان كثير السماع ، خدم العلم
لله ، وكان حكمه أنفذ من حكم الملوك.
وقال ابن النجاشي : كتبت من تصانيفه : كتاب
يوم الغدير ، وكتاب بواطن أمير المؤمنين ، وكتاب الردّ على الغلاة ، وغير ذلك. توفّي
في منتصف صفر سنة إحدى عشرة وأربع مائة .
٥١٧ ـ الحسين بن عبيد
الله بن حمران الهمداني ، المعروف بالسكوني :
ذكره ابن النجاشي في مصنّفي الشيعة وقال
: روى عنه الحسن بن عليّ
__________________
ابن عبد الله بن المغيرة
.
٥١٨ ـ الحسين بن عثمان
الرواسي :
ذكره الطوسي في مصنّفي الشيعة .
٥١٩ ـ الحسين بن عثمان
بن شريك بن عدي العامري الوحيدي :
ذكره الطوسي في رجال الصادق عليهالسلام وابن النجاشي في مصنّفي
الشيعة .
٥٢٠ ـ الحسين بن عديس
:
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال : روى عن
عليّ بن موسى الرضا رحمهما الله تعالى.
٥٢١ ـ الحسين بن عطيّة
الدغشي المحاربي الكوفي :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة .
٥٢٢ ـ الحسين بن علوان
الكلبي :
ذكره الطوسي في مصنّفي الشيعة ، وقال : روى
عن أبي عبد الله ، يعني
__________________
جعفر الصادق عليهالسلام .
٥٢٣ ـ الحسين بن عليّ
بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي :
ذكره ابن النجاشي فقال : كان من فقهاء الإمامية.
روى عنه الحسين الغضايري.
وصنّف كتاب نفي التشبيه وقدّمه للصاحب بن
عبّاد ، وكان الصاحب يعظّمه ويرفع مجلسه إذا حضر عنده.
٥٢٤ ـ الحسين بن عليّ
بن محمّد التمّار النحوي ، يكنّى أبا الطيّب :
روى عن ابن الأنباري وعليّ بن ماهان وغيرهما.
روى عنه الشيخ المفيد. ذكره الطوسي عن المفيد في الإمامية .
٥٢٥ ـ الحسين بن عليّ
بن نجيح الجعفي الكوفي :
ذكره الطوسي في رجال الشيعة من الرواة عن
جعفر الصادق رحمه الله تعالى.
٥٢٦ ـ الحسين بن عليّ
بن يقطين :
__________________
ذكره الطوسي في رجال الشيعة من الرواة عن
موسى الكاظم عليهالسلام
، وكان أبوه من كبار الدعاة في أوّل الدولة العبّاسية .
٥٢٧ ـ حصين بن مخارق بن
ورقا ، أبو جنادة :
نسبه ابن النجاشي في مصنّفي الشيعة فقال
: ابن مخارق بن عبد الرحمن بن ورقاء بن حبشي بن جنادة السلولي ، لجدّه حبشي بن جنادة
صحبة ، وذكر أنّه ضعيف ، وأنّ له تفسير القرآن والقراءات وهو كبير.
٥٢٨ ـ عليّ بن إبراهيم
أبو الحسن المحمّدي :
هو عليّ بن إبراهيم بن هاشم القمّي ، ذكره
أبو جعفر الطوسي في مصنّفي الإمامية .
٥٢٩ ـ عليّ بن أحمد العقيقي
العلوي :
ذكره أبو جعفر الطوسي في مصنّفي الإمامية
وقال : له من الكتب : المدينة وكتاب النسب وكتاب ما بين المسجدين.
٥٣٠ ـ عليّ بن محمّد بن
إبراهيم بن أبان الرازي الكليني ، لقبه علاّن :
__________________
ذكره ابن جعفر الطوسي في رجال الشيعة ووثّقه.
وقال ابن النجاشي : كان جليلاً ، كانت له
منزلة من أبي محمّد العسكري ، وذكر أنّه استأذنه في الحجّ فقال له : توقّف هذه السنة
، فأبى وخرج ، فقتل في الطريق.
٥٣١ ـ عليّ بن محمّد بن
عليّ بن الحسين بن عليّ أبو القاسم العلوي الحسيني الشريف المرتضى :
ذكر أبو جعفر الطوسي له من التصانيف الشافي
في الإمامة خمس مجلّدات ، والملخّص ، والمدّخر في الأصول ، وتبرية الأنبياء ، والدرر
الغرر ، ومسائل الخلاف ، والانتصار لما انفردت به الإمامية ، وكتاب المسائل كبير
جدّاً ، وكتاب الردّ على ابن جني في شرح ديوان المتنبّي ، وسرد أشياء كثيرة .
٥٣٢ ـ مسلم بن تميم :
ذكره أبو عمرو الكشّي في رجال الشيعة ممّن
أخذ عن جعفر الصادق رضياللهعنه
.
__________________
علماء الإمامية في
بلاد الحرمين في القرن الحادي عشر
على ضوء كتاب
العلاّمة آقا بزرك الطهراني
(الروضة النضرة في
المائة الحادية عشرة)
|
|
وسام عبّاس السبع
لقد تناولنا في العدد (١٣١ و ١٣٣) القسم
الأوّل والثاني من هذه المقالة ونستأنف البحث هنا :
ومن
كبار العلماء أيضاً : نور الدين علي بن علي
بن نور الدين بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي ثمّ المكّي مسكنا (ت ١٠٦٨هـ)
، قرأ عليه في الطائف ومكّة الشيخ قاسم بن محمّد الكاظمي كما ذكره في إجازته لنور الدين
محمّد سبط أخي الفيض الكاشاني. وقد تلمّذ على أبيه نور الدين علي بن الحسين تلميذ الشهيد
الثاني وعلى أخويه ، ذكر الحرّ
، قال : وله شرح
المختصر النافع والفوائد المكّية وشرح الاثنى عشريّة الصلاتيّة البهائيّة
وغير ذلك.
وله شرح مختصر النافع سمّاه
بـ : الغرر
الجامع
، وله حاشية
على المعالم لأخيه.
__________________
وذُكر في السلافة
بثناء بليغ وذكر أنه «قطن بمكّة شرّفها الله تعالى ... رأيته بها وقد أناف على التسعين
والناس تستعين به ولا يستعين ... وكانت وفاته لثلاث عشرة بقين من ذي الحجّة ١٠٦٨هـ»
ثمّ ذكر جملة من أشعاره. وقال في أمل الآمل
: حضرت درسه بالشام يسيراً وكنت صغيراً ، ورأيته بمكّة أيّاماً وكان ساكناً بها أكثر
من عشرين سنة ، ولمّا مات رثيته بقصيدة .
ومنهم
: علي الحرّ العاملي ، ابن الحسن بن علي بن محمّد أخو المحدّث الحرّ العاملي. قال أخوه
الحرّ وعنه نقل الأفندي
: «كان فاضلاً صالحاً زاهداً عابداً ، قرأ على أبيه وعليّ ، وتوفّي في طريق مكّة راجعاً
بعد ما حجّ ثلاث حجج متوالية في ثلاث سنين ١٠٧٨هـ (١٦٦٧م)».
ومنهم
: زين الدين بن محمّد بن زين الدين الشهيد (ت ١٠٧٤هـ/١٦٦٧م) ، سافر إلى مكّة في سنة
١٠٣٠هـ (١٦٢١م) ، وهي السنة التي انتقل البهائي إليها ، وجاور مكّة إلى أن توفّي بها.
ترجمه المحبّي في خلاصة
الأثر وعلي خان في سلافة العصر
وتلميذه الحرّ في أمل
الآمل وأخوه علي في الدرّ المنثور ويظهر من الأخير
أنّه ولد ١٠٠٩هـ (١٦٠٠م) ، توفّي ١٠٧٤هـ (١٦٦٤م) ودفن بقرب والده في مقبرة خديجة الكبرى
بمكّة ، وفي
__________________
سلافة
العصر أرّخه ١٠٦٢هـ. (١٦٥٢م) وفي مجلّة المجمع
العلمي سنة ١٠٦٤هـ (١٦٥٤م).
وذكر في الدرّ المنثور
أنّه قرأ على أخيه ـ يعني صاحب الترجمة ـ كثيراً من الأُصول والفقه والهيئة ، وقرأ
صاحب الترجمة في أوائل أمره على والده محمّد وتلاميذ جدّه الحسن صاحب المعالم
وهو في بلادنا ، ثمّ سافر إلى العراق أوقات إقامة والده بها ، ثمّ إلى بلاد العجم ،
فأنزله البهائي في داره وبقى عنده مدّة طويلة مشتغلاً عنده وعند غيره بالعلوم الرياضية
، ثمّ سافر إلى مكّة حتّى أدركته الوفاة. وله ديوان شعر صغير
، وكان يعترض على جدّه الشهيد الثاني وعلى الشهيد الأوّل في قلّة التقيّة ويذكر عليهم
ذلك «مع كثرة قراءتهم على علماء العامّة حتّى ترتّب على ذلك ما ترتّب عفا الله عنهم».
ومنهم
: زين العابدين الجبعي ابن نور الدين علي بن علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي (ت ١٠٧٣هـ/
١٦٦٣م) ، قال الحرّ العاملي : «كان عالماً فاضلاً عابداً عظيم الشأن جليل القدر حسن
العشرة كريم الأخلاق ، من المعاصرين ، قرأ على والده وعلى جملة من مشايخنا وغيرهم.
ولمّا مات رثاه أخي الشيخ زين العابدين الحرّ بقصيدة»
، وعنه نقل الأفندي الذي قال :
وقد أتى تاريخه سيّداً
|
|
قد لبس الدهر ثياب الحداد
|
وهو مطابق لما حُكِي عن ضامن بن شدقم في
كتابه تحفة
الأزهار من
__________________
أنّه توفّي بمكّة ودفن
بالمعلّى في ١٠٧٣هـ (١٦٦٣م) وكذا ذكره في بغية الطالبين.
وله أربعة إخوة كلّهم علماء ؛ أبو الحسن وجمال الدين وعلي وحيدر ، كلّهم من معاصري
الحرّ.
ومنهم
: علي رضا بن آقا جاني ، المجاز من الميرزا محمّد الإسترآبادي الرجالي بمكّة بعد قراءته
عليه أكثر كتاب التهذيب
، فكتب شيخه له إجازة بخطّه صورتها وهي في آخر النسخة هكذا : «بسم الله والحمد لله
وسلام على عباده الذين اصطفى. وبعد ، فقد ذاكر المولى الفاضل الورع ، خلاصة الأفاضل
المتورّعين مولانا علي رضا وفّقه الله لما يحبّ ويرضى أكثر كتاب تهذيب الأحكام
وبحث تفتيش وتحقيق وإتقان في مدّة من الزمان وكذلك جملة من بقيّة الكتب الأربعة المشهورة
في هذا الزمان ، فلمّا لم يساعده على إتمامها حوادث الأيّام أجزت له روايتها بطرقي
المقرّرة وأعلاها ما نبّهت عليه في كتب الرجال وإنّما اكتفينا عن التفصيل بهذا الإجمال
لضيق المجال وقرب الترحال مشرطاً عليه الأخذ بطريق الاحتياط وملازمة الجادّة الموظّفة
بين أُولي الفضل والكمال. كتب ذلك العبد الفقير إلى رحمة ربّه الهادي محمّد بن علي
الإسترآبادي في أواخر شهر ذي الحجّة الحرام بمكّة المكرّمة زادها الله تعظيماً
وتشريفاً سنة ست عشرة بعد الألف ١٠١٦هـ (١٦٠٧م) حامداً مصلّياً على محمّد نبيّه وآله
مسلّماً مستغفراً عفي عنهما بمحمّد وآله».
وكتب المجاز في آخر كتاب الحدود من هذه النسخة
صورة خطّ الشهيد الثاني على نسخته وإمضاء المجاز هكذا : «كتبه العبد الجاني ابن آقا
جاني علي رضا عفي عنهما في مكّة المكرّمة عند حضرة الكعبة في ذي
__________________
القعدة سنة ست عشرة وألف
(١٠١٦هـ/ ١٦٠٨م».
ومنهم
: محمّد علي الشيباني ، ابن محمّد صالح الشيرازي ، كتب بخطّه حواشي متفرّقة من بعض
الرسائل وبعض الأدعية وغيرهما في مكّة وفرغ منه ٢٧ رمضان ١٠٧٣هـ (٥ مايو ١٦٦٣م) والمتن
هو الإرشاد
للمفيد كتب بقلم بهاء الدين محمّد بن محمّد القاري أيضاً في مكّة في التاريخ المذكور.
ومنهم
: المير محمّد مؤمن بن شرف الدين علي الحسيني الإسترآبادي الشهيد بمكّة ١٠٨٨هـ (١٦٧٧م)
ومن مشايخ المجلسي وصاحب رسالة العروض
ورسالة ميزان
المقادير ونزيل (الدكن) والمعظّم عند الملوك القطب
شاهية هناك وكان حيّاً في ١٠٣١هـ. (١٦٢٢م).
ومنهم
: المير أبو المحاسن فضل الله دستغيب بن محبّ الله (ت ١٠٢٢هـ/ ١٦١٣م) ترجمه إعجاز حسين
(ت ١٢٨٦هـ/ ١٨٦٩م) في شذور
العقيان وحكى عنه في نجوم السماء
ووصفه بـ : «العالم الفاضل العابد الزاهد الورع الصالح الجليل القدر العظيم الشأن»
وهو من تلاميذ الميرزا محمّد بن علي بن إبراهيم الحسيني (ت ١٠٢٦هـ/ ١٦١٧م) صاحب كتب
الرجال الكبير
والوسيط والوجيز وماجد بن هاشم البحراني
(ت ١٠٢٨هـ/ ١٦١٩م) ، وذكر في النجوم
شطراً من إجازة الماجد له التي كتبها في ١٠٢٣هـ (١٦١٤م)
__________________
والموجودة صورتها في آخر
مجلّدات بحار
الأنوار.
ومن آثاره : الرجال الكبير
للميرزا الإسترآبادي كتبها بخطّه في حياة أُستاذه المؤلّف في مكّة وفرغ من الكتابة
٢٧ رجب ١٠٢٢هـ (١٢ سبتمبر ١٦١٣م) وفرغ من المقابلة مع نسخة خطّ المؤلّف في أواخر شعبان
١٠٢٢هـ (اكتوبر ١٦١٣م) وعليها بعض الحواشي من «المصنّف بخطّه دام ظلّه» وقد توفّي المصنّف
أواخر ذي القعدة ١٠٢٢هـ (١٦١٣م) واشترك مع صاحب الترجمة بعض المسافرين معه إلى مكّة
وعاونوه في الكتابة والمقابلة ، وبين تمام المقابلة ووفاة المصنّف ثلاثة أشهر تقريباً.
ومنهم
: محمّد محسن بن محمّد مؤمن (ت ١٠٨٩هـ/١٦٧٨م) ، وهو يروي عن نور الدين علي بن علي بن
الحسين بن أبي الحسن العاملي (ت ١٠٦٨هـ/ ١٦٥٨م) بإجازة كتبها له عام ١٠٥١هـ (١٦٤١م)
بمكّة وصورتها موجودة في بحار
الأنوار
، وصفه فيها بـ : «المولى الجليل الفاضل الأثيل المتقن محمّد محسن بن محمّد مؤمن» ووصفه
شيخنا النوري في الفيض
القدسي وخاتمة المستدرك بالعلم والفضل والصلاح
وغيرها ، وعدّه في المستدرك خامس مشايخ المجلسي ، وترجمه في نجوم السماء
وأورد صورة إجازة نور الدين له نقلاً عن كتاب شذور العقيان في تراجم الأعيان
للسيّد
__________________
إعجاز حسين.
وقد كان من المشايخ ؛ قال الحرّ في أمل الآمل
: «كان فاضلاً محقّقاً زاهداً عابداً معاصراً ، عمّر نحواً من ثمانين سنة ثمّ انتقل
إلى مشهد الرضا عليهالسلام
بقصد المجاورة ومات فيه سنة ١٠٨٩هـ (١٦٧٨م).
ومنهم
: محمّد الإسترآبادي (ت ١٠٢٨هـ/ ١٦١٩م) ، ابن علي بن إبراهيم الحسيني ، غادر النجف
وأقام في مكّة حتّى أدركته الوفاة ، وهو مؤلّف كتب الرجال منهج المقال
الكبير المطبوع والآخر الوسيط ، والثالث ، وصفه محمّد صادق النيسابوري في إجازته لمحمّد
التستري في ١١١٠هـ (١٦٩٨م) عند ذكره لمشايخ المولى نصرا بما لفظه : «عن شيخه المحقّق
والميرزا المدقّق السيّد الأمجد ميرزا محمّد صاحب كتاب الرجال» وكلمة (السيّد) إن لم
يكن بالمعنى اللغوي يدلّ على أنّ المترجم له كان من ذرّية الرسول (صلى الله عليه
وآله) كما صرّح المجلسي بها أيضاً.
ووصفه المحبّي في خلاصة الأثر
بالعالم العلاّمة. وله غير كتاب الرجال
شرح آيات الأحكام ، وحاشية تهذيب الحديث
ورسائل أُخرى متعدّدة. توفّي بمكّة ثالث عشر ذي حجّة أو ثالث ذي القعدة سنة ١٠٢٨هـ
(٢٢ اكتوبر ١٦١٩م) كما في مصفى
المقال.
ترجمه مصطفى التفريشي في نقد الرجال
ونقل عنه في جامع
الرواة ،
__________________
ونقل في أمل الآمل
عن السلافة
وفاته بمكّة ١٠٢٦هـ (١٦١٧م) ، وزاد الأفندي
في تعليقاته على أمل
الآمل المطبوع نقلاً عن بعض أنّ المترجم له
كان مع المقدّس الأردبيلي الملاّ أحمد حين وفاته في النجف فسئل عمّن يرجع إليه في التعليم
فأشار إلى المير فضل الله في العقليّات والمير علاّم في النقليّات ، فدخل الغيظ من
ذلك على الميرزا محمّد المترجم له حيث لم يجعله في عدادهما ، فلم يَبقَ في النجف وتوجّه
إلى مكّة وأقام بها.
ومنهم
: مصطفى التبريزي ، ابن محمّد إبراهيم القاري المشهدي ، تشرّف بزيارة العتبات ثلاث
مرّات ، وللحجّ ثلاث مرّات ، وفي الحجّة الثانية قرأ بمكّة على إسماعيل القاري ، وقرأ
في سائر أسفاره على جمع من قرّاء العرب مدّة ثلاثين سنة ، وكتب في حجّه الثالث سنة
١٠٦٧هـ (١٦٥٧م) كتاب التحفة
بين الحرمين راجعاً عن الحجّ ، له من التصنيفات : تحفة القرّاء وتحفة الأبرار ووقوف القرآن
ورسالة سند
قراءة عاصم.
وقد ترجم نفسه في الفصل الخامس من تلك الرسالة
التي ألّفها بعد تحفة
القاري في ١٠٦٧هـ (١٦٥٧م) وعمره ستّون سنة وقت
التأليف ، وذكر أنّه ولد في (تبريز) في ١٠٠٧هـ (١٥٩٩م) وجاور مشهد الرضا عليهالسلام وله
__________________
عشرون سنة ، وقرأ القرآن
على والده أوّلا ، ثمّ قرأ في ١٠٣٠هـ (١٦٢١م) بقراءة عاصم على الحاج محمّد رضا ابن
الحاج محبّ علي السبزواري الذي قرأ على والده أوّلاً ثمّ على المولى محمّد أمين الذي
قرأ على جدّه الملاّ عماد الدين علي الشريف القاري الإسترآبادي بسنده المذكور في تصانيفه.
وبعد حجّته الأخيرة رجع إلى إصفهان ، ولازم خدمة مجتهد الزمان الآخوند الملاّ
محمّد الخراساني ، يراجع في مشكلاته ويأخذ منه أحكامه.
ومنهم
: محمّد مؤمن الإسترآبادي ، بن دوست محمّد الحسيني المكّي المجاور للحرم الشريف الإلهي
حيّاً وميّتاً ، والشهيد للتشيّع في الحرم في ١٠٨٧هـ (١٦٧٦م) عن عمر طويل.
وجاء في أمل الآمل
: «محمّد مؤمن الإسترآبادي ساكن مكّة ، عالم فاضل فقيه محدّث ، صالح عابد شهيد ، له
رسالة في الرجعة من المعاصرين». وزاد صاحب الأفندي
في تعليقاته على أمل
الآمل : «أدركته في الحجّة الأُولى ومات شهيداً
بمكّة سنة سبع وثمانين وألف في مسجد الحرام بتهمة التنجيس».
وأمّا في (المدينة المنورة)
فأبرز العلماء الذين جاوروها :
__________________
إسماعيل بن علي بن صالح فلجي (حيّاً ١٠٢٠هـ/
١٦١١م) ، العراقي المولد الجزائري المسكن ، من تلاميذ عبدالنبي بن سعد الجزائري. روى
عنه بعض الأفاضل في المدينة عام ١٠٢٣هـ (١٦١٤م) على ما وجد بخطّه على ظهر نسخة من الاقتصاد في شرح الإرشاد
تصنيف الشيخ عبدالنبي الجزائري ما لفظه : «ومن مناقب شيخنا العلاّمة المقدّس الشيخ
عبدالنبي بن سعد الجزائري مصنّف هذا الكتاب تغمّده الله برحمته في صلابته في الأُمور
الدينية أنّه تحاكم إليه طائفتان» إلى آخر القضية. وكان حيّاً إلى سنة ١٠١٣هـ (١٦٠٤م)
التي فرغ فيها من كتابه الإمامة
(.
ومن
العلماء : محمّد زمان الحسيني بن إسماعيل كتب بخطّه
خلاصة
الأقوال
للحلّي في ١٠٠٧هـ (١٥٩٩م) والنسخة في الرضوية وقف محمّد زمان في ١٠٢٤هـ (١٦١٥م) والمظنون
أنّ الواقف هو الكاتب يعني ابن إسماعيل الحسيني الذي ذكر في آخر الخلاصة
أنّه استنسخه من أصل منقول عن خطّ أبي المظفّر يحيى ابن فخر المحقّقين بن المصنّف ثمّ
قابله وصحّحه ثانياً في المدينة المباركة مع نسخة خطّ المصنّف بكمال الدقّة ، فيظهر
من جميع ذلك أنّ صاحب الترجمة من الأفاضل. وقد أوقف السيّد محمّد زمان بعض الكتب
على الخزانة الرضوية ، منها : المجلّد الأوّل من التهذيب
في ١٠٢٤هـ (١٦١٥م) وكذا مجلّده الثاني وكمال الدين
وتمام من
لا يحضره الفقيه الذي
__________________
كتبه بخطّه فوقّفه في
التأريخ المذكور للخزانة (الرضوية).
ومنهم
: سليمان الشدقمي (ت ١٠٥٧هـ/ ١٦٤٧م) ، ابن شمس الدين محمّد بن بدر الهندي المدني الحمزوي
الحسيني. ترجمه ضامن بن شدقم في تحفة
الأزهار وقال : «إنّه كان عالماً فاضلاً كاملاً
محقّقاً مدقّقاً صالحاً عابداً ... سافر إلى العراق بقصد زيارة أجداده بعد ما أخذ في
المدينة عن والده وعمّيه علي والحسين ، وفي بلاد العجم أخذ عن البهائي (ت١٠٣٠هـ/
١٦٢١م) والمير محمّد باقر الداماد (ت ١٠٤١هـ/ ١٦٣٢م) فعرّفاه للشاه عبّاس (ت ١٠٣٨هـ/
١٦٢٩م) فأكرم مقامه وقرّر له أوقاف أهل الحرمين ، وحكى ذلك كلّه عن خاله محسن بن محمّد
بن الحسن أخ صاحب الترجمة إلى أن قال : أنّه توفّي ببغداد فرثاه عمّه علي (ت ١٠٣٣هـ/
١٦٢٤م)». وقد توفّي ١٠٥٧هـ (١٦٤٧م).
ومن
علماء الإمامية الذين تشرّفوا بمجاورة مدينة الرسول
(صلى الله عليه وآله) : شمس الدين ابن علي بن الحسن بن شدقم الحسيني المدني ، قال الأفندي
: إنّه سئل عن الشيخ عبد النبي بن سعد الجزائري (ت ١٠٢١هـ/ ١٦١٢م) بالمدينة أن يكتب
شرحاً على إرشاد
الأذهان للحلّي فكتب هو بأمره
__________________
الشرح الموسوم بـ : الاقتصاد في شرح الارشاد.
وجدّه الحسن الشدقمي بن علي النقيب كان تلميذ الحسين بن عبدالصمد والد البهائي وأثنى
عليه في سلافة
العصر ، ولوالده علي ابن الحسن مسائل سئلها البهائي
كما في أمل الآمل.
٢) الأدباء والشعراء :
وإلى جانب العلماء الذين تفرّغوا للعلم والتأليف
في العلوم الشرعية والعربية ، ظهر في مكّة والمدينة المنوّرة في تلك الفترة مجموعة
من الشعراء والأدباء ، الذين أسهموا في الحياة العلمية ، من أبرزهم :
السيّد نظام الدين أحمد بن محمّد معصوم الحسيني
(ت١٠٨٥هـ/ ١٦٧٤م) والد علي خان المدني ، وقد ترجمه ولده في سلافة العصر
وأثنى عليه ثناءً بليغاً وذكر جملة من أشعاره وأشعار بعض الأُدباء المجارين معه مثل
محمّد بن علي الشامي وعيسى النجفي وأحمد الجوهري والسيّد حسين بن المطهّر الجرموزي
(هرمزي) اليمني والحسن بن علي باعفيف اليمني وعبد الله الزنجي.
وذكر أنّه رحل إلى (حيدر آباد) سنة ١٠٥٥هـ
(١٦٤٥م) وحلّ عند السلطان عبد الله بن محمّد قطب شاه ، فأملكه من عامه ابنته. وقال
في أمل
الآمل : «عالم ، عظيم الشأن ، جليل القدر ، شاعر
، أديب ، له ديوان شعر ورسائل متعدّدة ، كان كالصاحب بن عبّاد في عصره. مدحه شعراء
زمانه ،
__________________
توفّي في زماننا بحيدر
آباد ، وكان مرجع علمائها وملوكها ، وكان بيننا وبينه مكاتبات ومراسلات ...».
وحكى عن مآثر الكرام
: «إنّ والدة المير نظام الدين بيگم أُخت الشاه عبّاس تزوّج بها المير محمّد معصوم
في طريق الحجّ ، وبعد الأعمال جاور مكّة حتّى ولد المير نظام بها ونشأ منشأً حسناً
واشتغل حتّى فاق أقرانه في الفضل فطلبه وزير عبدالله قطب شاه إلى حيدر آباد ، فتزوّج
المير نظام الدين بابنة السلطان عبدالله ، ولم يرزق منها ، بل ولد له علي خان من زوجة
أُخرى ليلة النصف من جمادى الأُولى ١٠٥٢هـ (١١ أغسطس ١٦٤٢م) بالمدينة ولذا قد يقال
له المدني. وفي سنة ١٠٥٤هـ (١٦٤٤م) نهض إلى بلاد الهند إلى أن توفّي بحيدر آباد سنة
١٠٨٦هـ (١٦٧٥م)». ولم يذكر ولده وفاته لأنّه ألّف سلافة العصر
سنة ١٠٨٢هـ (١٦٧١م) في حياة والده المير نظام الدين أحمد.
ومنهم
: أحمد بن محمّد بن مكّي الشهيد الجزّيني العاملي ، ونسبة إلى الجدّ لأنّه من أحفاد
الشهيد الأوّل محمّد بن مكّي كما صرّح به في أمل الآمل
وقال : «كان عالماً فاضلاً ، أديباً ، شاعراً منشياً سكن بلاد الهند مدّةً وجاور
بمكّة سنين وهو من المعاصرين».
وقد ذكر الطهراني أنّه يوجد بخطّه المجلّد
الثاني من كتاب خلق
__________________
الإنسان
وقف مدرسة (فاضل خان) فرغ منه ١٠٥٢هـ (١٦٤٢م) وامضاؤه (أحمد بن مكّي الشهيدي الشامي).
ومنهم
: جمال الدين ابن نور الدين علي بن علي بن أبي الحسن الموسوي الجبعي العاملي (ت ١٠٩٧هـ/
١٦٨٦م). قال في أمل
الآمل : «عالم ، فاضل ، مدقّق ، ماهر ، أديب شاعر
كان شريكنا في الدرس عند جماعة من مشايخنا سافر إلى مكّة وجاور بها ، ثمّ إلى مشهد
الرضا عليهالسلام
ثمّ إلى (حيدر آباد) وهو الآن ساكن بها ، مرجع لفضلائها ، وله شعر كثير ومعمّيات ،
وله حواشي كثيرة وأورد جملة من أشعاره».
وفي بغية الطالبين في آل شرف الدين
عن نزهة
الجليس إنّه توفّي بحيدر آباد سنة ١٠٩٧هـ. (١٦٨٦م)
وترجمه عبّاس بن علي بن نور الدين في كتابه نزهة الجليس
مفصّلاً وأثنى عليه غاية الثناء وأورد قصيدته المتغزّلة :
يانديمي بمهجتي أنديك
|
|
قم وهات الكؤوس من هاتيك
|
اسقنيها ممزوجة من فيك
|
|
بالذي أورد المحاسن فيك
|
ومنهم
: حسين بن الحسن العاملي المشغري ، ويبدو أنّه عاش سنواته الأخيرة في مكّة ، حيث توفّي
فيها ليلة الاثنين عاشر ذي القعدة ١٠٣٠هـ
__________________
(١٦٢١م) ودفن بالمعلّى
قرب قبر خديجة.
قال الحرّ العاملي : «كان فاضلاً صالحاً
جليلَ القدر ، شاعراً أديباً ، قرأ على البهائي وعلى محمّد بن الحسن بن الشهيد الثاني
، سافر إلى الهند ثمّ إلى إصفهان ثمّ إلى خراسان وسكن بها حتّى مات ، وكان عمّي محمّد
بن علي بن محمّد الحرّ يصف فضله وعلمه وفصاحته وكرمه. رأيتُ جملة من كتبه ، منها
كتاب النكاح
من التذكرة
وعليه خطّ البهائي بالإجازة له ، يروي عن عمّي عنه عن البهائي».
وحكى الشيخ علي في الدرّ المنثور
تاريخ وفاة والده محمّد بن الحسن ابن الشهيد عن خطّ تلميذه ومصاحبه بمكّة صاحب الترجمة
، بعنوان الشيخ حسين بن الحسن بن الحسين العاملي المشغري ، وأنّه كتب التأريخ بخطّه
على ظهر شرح
الاستبصار لأُستاذه الشيخ محمّد بن الحسن المتوفّي
١٠٣٠هـ (١٦٢١م).
يقول الطهراني : «ورأيت بخطّه فوائد علمية
في مجموعة السيّد محمّد خطيب قطب شاه كتبها تذكاراً له أوان مسافرته إلى الهند». وترجمه
الأفندي وقال : «لم أجد ترجمته في أمل الآمل
وإنّما رأيت خطّه على ظهر الكامل
لابن الأثير في ١٠٢٧هـ. (١٦١٨م) ورأيت مجموعة في هراة كتب بخطّه فيها بعض المطالب عن
الكشّاف
تذكرة لمحمّد حسين المدرّس الكاسي الهروي (المذكور) وخطّه لا يخلو عن جودة وتأريخه
أواخر رمضان أوائل العشر
__________________
الخامس من المئة الحادية
عشر».
وترجمه ثانياً أيضاً
ونقل ما في أمل
الآمل ثمّ ذكر أنّه رأى إجازته لتلميذه الشيخ عبدالكاظم
الكاظمي تأريخها أوائل المئة الحادية عشرة. قال : وعندي الكامل
لابن الأثير كتب تملّكه عليه في ١٠٢٧هـ (١٦١٨م) وكان قبله لمحمّد بن خاتون العاملي.
ومن الذين جاوروا الحرم
المكّي من أهل الأدب والشعر :
الشريف ضياء الدين يوسف بن يحيى الحسني اليمني
الصنعاني (ت ١١٢١هـ/ ١٧٠٩م) صاحب كتاب نسمة السحر في ذكر من تشيّع وشعر
، إذ حجّ وأقام بمكّة نحو سنتين ، وامتدح الأشراف ، وأفاد مالاً. وكاتب السيّد صدر
الدين علي بن أحمد الحسيني المدني (١١٢٠هـ/ ١٧٠٨م) ، ثمّ لقيه بمكّة المشرّفة في سنة
١١١٤هـ (١٧٠٢م).
وينتمي الصنعاني إلى أسرة كريمة تنتسب إلى
أكرم البيوت وأشرفها ، لها باع في العلم والأدب ، إضافة إلى تولّي الرعيل الأوّل منهم
الإمامة والرئاسة والإمارة والقضاء في اليمن ، وهي زيدية المعتقد ، سواه ، فهو إمامي
إثنا عشري.
ولد بمدينة صنعاء باليمن في جمادى الأولى سنة ١٠٧٨هـ
__________________
(١٦٦٧م) ونشأ فيها وحقّق
علوم العربية والأصولين والمنطق ، وشارك في الطبّ وتضلّع في الأدب ونثر ونظم فأجاد.
وقد أشار إلى مكانته العلمية في أرجوزة له
منها قوله :
وإنّني لأحفظ القرآنا
|
|
غيباً يهزُّ لفظه الصفوانا
|
وأحفظ النحو وعلم الصرفِ
|
|
حفظاً له يمشي النحاة خلفي
|
والشعر والبيان والمعاني
|
|
والمنطق المذكور في اليونانِ
|
ثمّ البديع والحديث واللغة
|
|
والطبّ والتاريخ عمّن بلغه
|
وأعلم الجدال والتفسيرا
|
|
فاسأل به عن فطنتني خبيرا
|
وأحفظ الأخبار والأنسابا
|
|
والفقه والأصول والحسابا
|
ولي من الشعر الغريب الممتنع
|
|
ما لو زهير ذاقه إثري تبع
|
من كلّ غرّا حلوة النظامِ
|
|
ما صاغها قبلي أبو تمّامِ
|
وإن أردت النثر فالبلابلُ
|
|
تشدو به إذ تورق الخمائلُ
|
والفاضل المصريّ عنه قاصرُ
|
|
ومنتقى مروان فيه حائرُ
|
هذا وما خُيّرت من عرفاني
|
|
أكثر ممّا قصّه لساني
|
وأغلب شعره مبثوث في كتابه نسمة السحر
وما أورده له صاحب نشر
العرف في ترجمته له ، ومنه يرثي أخاه زيد بن يحيى
المتوفّى ١١٠٤هـ (١٦٩٣م) عن عمر لايتجاوز الثلاثين سنة بقصيدة أوّلها :
__________________
بعد الأحبّة ما في العيش من أربِ
|
|
ولي التجلّد والتسليم للنوبِ
|
كيف الأمان وذي الدنيا تخاتلنا
|
|
وليس منها سوى التمويه والكذبِ
|
وهي طويلة ، ومنها :
إنّي أهيم بسلوى ثمّ يزعجني
|
|
ذكري لزيد خليل المجد والأدبِ
|
هوى الشقيق الذي ودّعته فغدت
|
|
تنهلّ كالورد أجفاني بمنسكبِ
|
خِلٌّ فقدتُ به ماليس واجدهُ
|
|
من الفضيلة في الأعجام والعربِ
|
وله من المصنّفات إضافة إلى نسمة السحر : طلوع الضياء
وهو ديوان جمع فيه شعر أخيه زيد بن يحيى بن الحسين ، و (أرجوزة) في سيرته.
٣) المؤرّخون :
وبرز في مكّة والمدينة في تلك الفترة جملة
من المؤرّخين الذين اهتمّوا بجوانب من التاريخ وتراجم الأعلام وتدوين الرحلات.
ومنهم
: السيّد زين العابدين بن علي الحسيني الكاشاني ، الكاشاني مولداً المكّي موطناً
ومدفناً السعيد الشهيد مؤسّس بيت الله الحرام بتفصيل ذكره في كتابه مفرّحة الأنام في تأسيس
بيت الله الحرام
، حيث هدم بعض جوانب الكعبة بالسيل في ١٩ شعبان ١٠٣٩هـ. (٣ ابريل ١٦٣٠م) : «وشرعوا
__________________
بهدم بقيّتها سوى
جانب الحجر الأسود في ٣ ج٢ / ١٠٤٠هـ (٧ يناير ١٦٣١م) ، وشرع في التأسيس في رجب ١٠٤٠هـ
(فبراير ١٦٣١م) وتمّ في ٢٧ رمضان ١٠٤٠هـ (٢١ فبراير ١٦٣١م) ، وأوّل من وضع الحجر الأسود
في الأساس هو المتَرجَم له ومعه جماعة من المؤمنين سمّاهم في الكتاب وصرّح فيه بأنّ
محمّد أمين الإسترآبادي كان أُستاذه وذكر أنّ قبره في المعلّى مع الميرزا محمّد الرجالي
ومحمّد السبط وغيرهم. وصرّح الأفندي
بأنّه استشهد بمكّة للتشيّع ودفن بالمعلّى مع مشايخه وأورد في شذور العقيان
بعض إجازاته لتلميذه عبد الرزّاق المازندراني وتمام الإجازة موجودة في آخر بحار الأنوار.
ومنهم:
كما ولد وترعرع السيّد علي خان المدني (ت ١١٢٠هـ/ ١٦١١م) صاحب سلافة العصر
منذ ولادته في (المدينة المنورة) عام ١٠٥٢هـ (١٦٤٢م) وحتّى وفاته في (شيراز) عام ١١٢٠هـ
(١٦١١م) ، هو السيّد علي صدر الدين ابن الأمير أحمد نظام الدين ابن الأمير محمّد معصوم.
يصل نسبه إلى زيد ابن الإمام علي بن الحسين ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام.
أمّا نسبه من جهة الأمّ ، فأمّه القانتة
بنت الشيخ محمّد بن أحمد المنوفي المصري الشافعي ، نزيل مكّة وأحد أعيانها وفضلائها
، ورئيس الشافعية فيها ،
__________________
قال عنه المحبّي (ت ١١١١هـ/
١٦٩٩م) : «هو المقام خليفة الشافعي»
، وفضلاً عن قيامه بمهامّ العلم والتدريس فإنّه كان تاجراً ، ومعه مفتاح الكعبة
المشرّفة ، وتوفّي سنة أربع وأربعين وألف من الهجرة النبوية المباركة (.
أمّا خاله فهو القاضي عبد الجواد المنوفي
قال عنه المحبّي : «كان فاضلاً أديباً حسن الذاكرة ، أخذ بمكّة من علمائها وولي بها
مدرسة». «وكانت وفاته خامس شوّال
سنة (١٠٦٨هـ)، ودفن بالطائف بقرب تربة ابن عبّاس».
ولابن معصوم أخوان ، اثنان من أبيه ، الأوّل
منهم هو السيّد محمّد يحيى بن أحمد نظام الدين ، قال عنه المحبّي : «أخو السيّد علي
صاحب السلافة
، قال أخوه في وصفه : أخي وشقيقي وابن أبي
... وكانت ولادته في سنة ثمان وأربعين وألف (١٠٤٨هـ/ ١٦٣٨م) وذهب إلى والده في الهند
، وأقام إلى أن مات ، وكانت وفاته بها في سنة اثنتين وتسعين وألف (١٠٩٢هـ/ ١٦٨١م)».
وقد ذكر ابن معصوم طرفاً من الحالة السيّئة
التي عاشها وأهله في مكّة
__________________
المكرّمة وما جاورها ،
وكان أميرها آنذاك الشريف (زيد بن المحسن بن الحسين) إذ قال فيه : «وليها ـ أي مكّة
المكرّمة ـ وهي جمرة تخترم ، ونار تضطرم ، فأخمد نيرانها وأمّن جيرانها ، وكانت ولايته
سنة إحدى وأربعين وألف ، وله من العمر سبع وعشرون سنة»
بعد أن ثار ضدّ الشريف (نامي) وبقي في الحكم حتّى وفاته عام ١٠٧٧هـ (١٦٦٦م).
وسافر إلى بلاد الهند بدعوة من أبيه أحمد
ناظم الدين (ت ١٠٨٩هـ/ ١٦٦٨م) ، ووصوله إليها في شهر ربيع الأوّل من عام ١٠٦٨هـ (مارس
١٦٥٨م) ، وكان حاكم الدكن آنذاك السلطان عبد الله قطب شاه ، الذي اتّخذ من السيّد أحمد
نظام الدين (عينا) ، وهو من أرفع المناصب الحكومية عندهم ، وقد برع ابن معصوم في جملة
من العلوم وترك فيها مصنّفات في اللغة العربية والأدب والفقه ، وشؤون الثقافة الأخرى
، وصنّف أكثر من عشرين كتاباً ورسالة.
وكان لوالده السيّد أحمد نظام الدين مجلس
عامر بالعلماء والأدباء يقصدونه من كلّ حدب وصوب في الديار الهندية ، وأتاح له منصبه
كوزير في حكومة الدكن أن يكون مجلسه مهوىً لقلوب أهل العلم.
وكان والده معلّمه الأوّل ، إذ كان أديباً
وشاعراً وعالماً ، وقد حضر في مجلسه وأصغى بما دار فيه من محاورات ومناظرات ، فأخذ
عنه كثيراً ، ومن أساتذته أيضاً جعفر بن كمال الدين البحراني (ت ١٠٨٨هـ/ ١٧٧٤م) ، خرج
__________________
من البحرين إلى شيراز
ومنها إلى الهند حيث استوطن فيها ، ومحمّد بن علي ابن يوسف الشامي العاملي (ت ١١٠٤هـ/
١٦٩٣م).
٤) العلوم الطبيعية والتطبيقية
:
لقد برع في مكّة في تلك الفترة الزمنية أعلام
تخصّصوا في العلوم الطبيعية والتطبيقية مثل الحساب والفلك والطبّ والصيدلة ، فمن الذين
برعوا في الطبّ محمّد صالح الگيلاني الحكيم (ت ١٠٨٨هـ/ ١٧٧٤م) نزيل اليمن ، وهو تلميذ
البهائي ، ترجمه ضياء الدين يوسف (ت ١١٢١هـ/ ١٧٠٩م) في كتابه نسمة السحر بذكر من تشيّع
وشعر الذي فرغ من بعض أجزائه في ١١١٤هـ (١٧٠٢م)
، وحكى فيه عن أُستاذه وابن عمّه السيّد محمّد بن الحسين بن الحسن ابن الإمام القاسم
، وكان محمّد تلميذ صاحب الترجمة في علم الطبّ ، وحكى محمّد عن صاحب الترجمة بعض أحواله
منها أنّه حضر بحث البهائي في إصفهان وتلمّذ عليه وعلى غيره من الأعيان وأقام دهراً
في خدمة بعض الأطبّاء في بيمارستان إصفهان التي كانت كلّية للطبّ والكيمياء في عهدها.
قال : وبرع في أنواع العلوم حتّى علم الصنعة
، وكان فاضلاً في المنطق والرياضيّات والتصريف والنحو والأدب مع الخطّ الحسن الجيّد
، وأمّا الطبّ فهو إمامه المطلق حتّى صار طبّه مثلاً في بلاد اليمن ، وحكى عنه أيضاً
إنّ أباه وجدّه بلغا العمر الطبيعي ، قال : وكذلك هو بلغ العمر الطبيعي لأنّه توفّي
١٠٨٨هـ (١٦٧٧م) ، وله
مئة وتسعة عشر سنة ، وحكى عنه أيضاً «أنّه ارتحل من بلاد العجم إلى بلاد الهند فأقام
بها أربعين سنة في مملكة الدكن أيّام أبي الحسن قطب شاه فَعَلاَ صيته ، واقتنى نفايس
الكتب فعزم الحجّ وأخذ معه ذخائر كتبه في البحر فغرق ما معه ونجى بنفسه ، وأقام بمكّة
زماناً فركب البحر مريداً البلاد الهندية فاجتاز باليمن أيّام الإمام (المتوكّل على
الله) إسماعيل بن القاسم (ت١٠٨٧هـ/ ١٦٧٦م) فلمّا تحقّق الإمام فضله ألزمه بالقيام باليمن
واشترى له داراً في صنعاء بخمسمئة غرش وخدمه آل القاسم ، ونال منهم الرغائب ، وكان
لا يعالج أحداً إلاّ بأُجرة نظير سلفه بقراط ، حكى في نسمة السحر
جملة من معالجاته الغريبة وذكر جمعاً من تلاميذه ومنهم والده يحيى قال : «وكان يأتي
إلى والدي لدرسه ويأخذ منه أُجرة كلّ يوم ربع غرش» ثمّ ذكر جملة من أشعاره ، وترجمته
في النسمة
طويلة اختصرها الطهراني في الروضة
.
ومن الجدير بالملاحظة هنا ، أنّ حالة الصراعات
السياسية والعسكرية في البلاد العربية والإسلامية في الفترة أسفرت عن انحلال الثقافة
وتدنّي المستوى العلمي والأدبي بين أبنائها وخاصّة إبّان حكم بني عثمان الذين
حاربوا اللغة العربية وفرضوا على شعوبها اللغة التركية بعد اتخاذهم إيّاها لغة
رسمية للبلاد العربية ، ممّا أثّر في الثقافة عندهم ، فانحدر فيها الشعر والشعراء
__________________
إلى مستويات متدنّية «وتجد
ضعفاً في أساليب الكثيرين إلى جانب ضعف الألفاظ والتراكيب ، وقد جاء ذلك عن عجزهم عن
التصرّف في اللغة تصرّف المالك لزمامها والمتمكّن من دقائق أسرارها ، وقد أخفى بعضهم
هذا الضعف بثوب الصناعة اللفظية والمحسنات البديعية»
، حتّى سادت هذه الصناعة وعمّت شعر تلك الفترات ، فضلاً عن ظهور فنون شعرية اختلطت
فيها اللغة الفصيحة بالعامية مثل الدوبيت والكان كان ، والقوما ، والزجل ، والموشّح
، إضافة إلى رواج بعض الصناعات الشعرية المتمثّلة بالتأريخ الشعري وغيرها.
وبالمقابل ، نشأت حركة تأليف متواصلة في
ميادين شتّى ، إلاّ أنّها اتّسمت بالشروح والحواشي
، فنبغ فيهم علماء ومؤلّفون ، من أمثال : بهاء الدين العاملي (ت ١٠٣١هـ/ ١٦٢٢م) ، والمقري
(ت١٠٤١هـ/ ١٦٣٢م) ، والشهاب الخفاجي (ت ١٠٦٩هـ/ ١٦٥٩م) ، ويوسف البديعي (ت ١٠٧٣هـ/
١٦٦٣م) ، وعبدالقادر البغدادي (ت ١٠٩٣هـ/ ١٦٨٢م) ، والمحبي الشامي (ت ١١١١هـ/ ١٦٩٩م)
، وابن معصوم المدني (ت ١١٢٠هـ/ ١٦١١م) وغيرهم كثير.
__________________
خلاصة البحث
ونستطيع بعد ذلك أن نقف على مجموعة من النقاط
التي يجدر التأكيد عليها وبيان أهمّيتها وهي :
١) إن (مكّة المكرّمة) و (المدينة المنوّرة)
كانتا مركزين علميّين وعباديّين لهما خصوصيّتهما وتفرّدهما في العالم الإسلامي ، فالمكانة
العظيمة لبيت الله الحرام ولمقام النبي (صلى الله عليه وآله) جعل من هاتين البقعتين
الطاهرتين مركزاً يستقطب إليه المسلمين من كلّ مكان بصرف النظر عن مذاهبهم الدينية
وانتمائاتهم العقائدية ويغريهم بالتوطّن الدائم ، وهذا ما أفسح لهم مجالاً واسعاً فظهرت
في هاتين البقعتين بعد ذلك أنماط من الحوارات العلمية والجدل الرصين بين علماء المذاهب
الإسلامية في إطار من الاحترام المتبادل والذي قد لايخلو في بعض وجوهه من المنافسة
والحماس العنيف أحياناً ، لكن الجميع ظلّوا يحترمون صيغة التعايش التي يفرضها الانتماء
للمكان.
ولم يقف الأمر عند حدود التعاطي العلمي والإفادة
من علماء المذاهب الإسلامية الأخرى ـ سواء بالاحتكاك المباشر والشخصي عبر حضور حلقات
الدروس أو الاستجازة في طلب الحديث ، أم بشكل غير مباشر من خلال الاستفادة من مضامين
كتبهم واستنساخها والتعليق عليها واختصارها أو تهذيبها أو الردّ عليها ـ إنّما تَعَدّاهُ
إلى التزاوج المختلط ونشوء المصاهرات وهو ما نجده ، على سبل المثال ، في حالة السيّد
أحمد الدشكتي ، والد صاحب سلافة
العصر ، حيث تزوّج بنت الشيخ محمّد بن أحمد المنوفي
المصري الشافعي نزيل مكّة
وأحد أعيانها وفضلائها ورئيس الشافعية فيها ، وهي سليلة بيت علم ووجاهة وقضاء كما أوضحنا.
٢) إنّ المماحكات الطائفية في الحجاز والتي
كانت تندلع بين الحين والآخر كانت في واقع الأمر تمثّل حالات استثنائية لاتعكس واقع
الحال ، فقد كان التشيّع يمثّل ظاهرة أصيلة في المجتمع المكّي والمدني ، ولم يكن بالأمر
الطاري ولا الدخيل ، ورغم الإقرار بأنّ أتباع مذهب أهل البيت كانوا يتعرّضون ـ كما
يتعرّض الشيعة في كلّ مكان ـ للمضايقات والتهميش الاجتماعي ، إلاّ أنّ المسار التاريخي
للتشيّع في الحجاز ظلّ متدفّقاً برغم الظروف الصعبة التي كانت تحيط به ، ولايمكن القول
بأنّهم واجهوا عنفاً دمويّاً واستهدافاً منظّماً على طول الخطّ ، لاسيّما في الحالات
الكثيرة التي كان الشيعة الإماميّون يعيشون في حالة من السُبات السياسي الذي لايَستَفزّ
الأغلبية السنّية الحاكمة ، الأمر الذي جعل من العلاقات السنّية الشيعية تكون في حالة
موادعة طويلة الأجل لفترة ليست بالقصيرة.
٣) تبيّن أنّ الأغلبية الساحقة من المجاورين
لبيت الله الحرام وقبر الرسول (صلى الله عليه وآله) كانوا ينحدرون من بلاد فارس ، حيث
تبيّن أنّ من بين ٧٧ من علماء الإمامية المجاورين طبقاً لما أورده الطهراني في الروضة
النضرة ، ينحدر ٣٦ منهم من بلاد فارس ، في حين يمثّل علماء جبل عامل المرتبة
الثانية من حيث العدد بواقع ٢٢ عالماً ، ومن المدينة المنوّرة ٦ علماء ، ومن
العراق ٤ علماء ، ومن بلاد البحرين (أول والقطيف أو الأحساء) عالمين اثنين ، أمّا الهند
واليمن ومكّة المكرّمة فعالم واحد لكلّ منها ، أمّا العلماء الإماميّون الذين لم يُعرف
إنتماؤهم الجغرافي لعدم وجود قرائن تنبي عنه
بوضوح فعددهم أربعة علماء
، وذلك بالشكل الذي يوضّحه الجدول التالي :
التسلسل
|
البلد
|
عدد المجاورين
|
١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
|
بلاد
فارس
جبل
عامل
المدينة
المنوّرة
العراق
غير
المعلوم
الهند
البحرين
والقطيف والأحساء
مكّة
المكرّمة
اليمن
المجموع
|
٣٦
٢
٦
٤
٤
١
٢
١
١
٧٥
|
وأمّا من حيث طول الإقامة ، فقد تبيّن أنّ
اثني عشر عالماً من المجاورين فقط آثروا المجاورة حتّى الوفاة ، ودفنوا في مكّة أو
المدينة ، والأغلبية الساحقة منهم بَقَوا بضع سنين ثمّ رجعوا بلدانهم ، وذلك بالنحو
الذي يوضّحه الجدول التالي :
التسلسل
|
مكان الوفاة
|
العدد
|
١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
|
العراق
المدينة
المنوّرة
بلاد
فارس
جبل
عامل
الهند(حيدر
آباد)
مكّة
المكرّمة
غير
معلوم
المجموع
|
١
١
١٠
٢
٤
١١
٤٨
٧٧
|
٤) الوجود الإمامي في بلاد الحرمين في القرن
الحادي عشر يمثّل امتداداً لما قبله من قرون خلت ، فهذا الوجود له امتداد تاريخي بعيد
الجذور ، والقرن الحادي عشر يمثّل واسطة العقد والحلقة التي تصل ماضيه بمستقبله.
٥) رغم أنّ كتاب طبقات أعلام الشيعة
لم يُخصّصه مؤلّفه لموضوع المجاورين للحرمين الشريفين ، إلا أنّه كشف عن معلومات وتفاصيل
تاريخية تتصل بالموضوع وتكشف جانباً كبيراً منه ، وقد وفّر الكتاب بمعلوماته الغزيرة
للباحثين المهتمّين زاداً نافعاً وخلق أرضية لدراسة مختلف جوانب الحياة العلمية والاجتماعية
عبر القرون.
ورغم أنّ المؤلّف لم يبحث بالتفصيل حياة
من ترجم لهم ، إلاّ أنّ ذلك لا يقلّل من قيمة عمله بلحاظ ضخامة العمل وجسامته وهو عمل
تنوء بحمله مؤسّسات بطاقم كامل من الباحثين المتخصّصين. وما يهمّنا هنا هو مناقشة
المعيار الذي احتكم إليه الشيخ الطهراني ـ أعلى الله مقامه ـ في كتابه طبقات أعلام الشيعة
، وهو معيار (التشيّع) لأهل البيت ، فهل التزم به الشيخ الطهراني في عمله؟
لقد لاحَظنَا أنّ الكتاب حفل بعدد من الأسماء
التي ينسبها إلى التشيّع خطأً ، اعتماداً على أدلّة لاتفيد الجزم بالانتماء العقائدي
للتشيّع ، نظير ما ذكره عن خضر الموصلي
، على سبيل المثال ، اعتماداً على ما ذكره في كتابه الإسعاف
والتي تفيد بميول شيعية لمؤلّفه!!
__________________
ومن المعروف أنّ اصطلاح (التشيّع) عند أهل
الجرح والتعديل من علماء الجمهور كان يُراد به تفضيل الإمام علي عليهالسلام على عثمان ، أمّا النيل
من بني أميّة فهو عندهم (تشدّد في التشيّع).
أمّا تفضيل الامام علي على أبي بكر وعمر
فهو (الرفض) ، حسب تعريفهم ، وأمّا النيل من أبي بكر وعمر فهو (الغلوّ في الرفض) حسب
هذا التعريف.
وبناءً على هذا التقسيم أدخلوا الكثير من
أهل العلم في التشيّع لمجرّد تفضيلهم الإمام علي عليهالسلام
، وقدحهم في بني أميّة ، فمن الحفّاظ عدّوا النسائي والحاكم في الشيعة ؛ لهذا الاعتبار
وحده.
وعلى هذا القياس عَدّوا جماعة في رجال الشيعة
، ولم يكونوا كذلك ، وعلى رأسهم محمّد بن جرير الطبري ـ صاحب التاريخ ـ حتّى أدخله
الدكتور عبد العزيز محمّد نور ولي في كتابه أثر التشيّع على الروايات التاريخية
وترجم له ترجمة مفصّلة ، وصنع مثل هذا مع النسائي ، والحاكم النيسابوري وعبد الرزّاق
صاحب المصنّف.
وقد وقع هذا الخطأ كثيراً في كتابي الذريعة وأعيان الشيعة
لمثل تلك الاعتبارات أو لاعتبارات أخرى ، كالتصنيف في فضائل أهل البيت أو الذبّ
عنهم ، أو لمجرّد إيراد أحاديث أو إثبات وقائع تاريخية تثبت حقوقهم ، وقد وقع هذا عند
الشيخ الطوسي والنجاشي ، أمّا أمثلته في الموسوعتين الكبيرتين الذريعة والأعيان
فكثير جدّاً.
__________________
من هنا تظهر الحاجة الماسّة إلى إعادة إخراج
كتاب الطبقات
وتحقيقه تحقيقاً علميّاً يليق بأهمّيته ومكانة مؤلّفه الذي أسدى خدمات عظيمة للتراث
الإسلامي بما تركه من نتاج غزير ظلّ محوراً لعدد لايحصى من الدراسات التاريخية والتراثية
، إنّ إعادة إخراج الكتاب محقّقاً بأجزائه السبعة عشر سيتيح للباحثين وطلاّب العلم
الوقوف على جانب من عظمة ما تركه علماء الإمامية عبر القرون من مخزون علمي غزير ومتنوّع
، ولعلّ أهمّ ما يبرّر هذه الدعوة ثلاثة أمور : الأخطاء الإملائية والأسلوبية ، فكثير
من عبارات الطبقات
تحوي لحناً أعجميّاً ، والاشتباهات التاريخية وأبرز شواهدها نسبة غير الشيعة إلى
التشيّع ، وأخيراً الحاجة الماسّة للاستدراكات والتعليقات على مادّة الكتاب ،
فكثيرٌ من المخطوطات التي أشار إليها الطهراني أصبحت اليوم مطبوعة ومتاحة للقراء ،
والكثير من النسخ الخطّية التي نَبّه الطهراني إلى وجودها في المكتبات الخاصّة انتقلت
إلى مراكز أبحاث متخصّصة ، أو ظهرت نسخ أكثر اعتباراً منها ، بل أنّ الكثير من النسخ
الخطّية أصبحت مصوّراتها متوفّرة في أغلب مراكز المخطوطات والمكتبات المتخصّصة في إطار
سياسة التبادل العلمي بين المكتبات الخطّية في العالم ، وهذا يعني أن تحوّلاً هائلاً
قد حَدَثَ في عالم المخطوطات عمّا كان عليه الحال قبل خمسين عاماً أو أبعد ، الأمر
الذي يستلزم إعادة النظر في قيمة ما كتبه الشيخ الطهراني فيما يتعلّق بمظانّ النسخ
الخطّية وأماكن وجودها اليوم أخذاً بالاعتبار كلّ هذه التحوّلات الكبيرة التي جرت في
عالم المخطوطات وأوجه العناية بالتراث المخطوط.
الخاتمة
ننتهي ممّا سبق أنّ المدينتين المقدّستين
(مكّة المكرّمة) و (المدينة المنوّرة) كانتا تعجّان بحياة علمية نشطة شارك فيها جمٌّ
غفيرٌ من العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية ، وكان لعلماء الإمامية مساهمة واسعة
وأدوار جليلة في هذه المجال ، فقد ظهر على مسرح الحياة العلمية والاجتماعية في
هاتين المدينتين المقدّستين مجموعة من العلماء الذين تفرّغوا للتدريس ، وألّف كثير
منهم مؤلّفات في علوم متنوّعة مثل الفقه والحديث والتفسير والسيرة النبوية والتراجم
والمنطق والحساب والفلك ، جرياً على ما كان سائداً في البلدان العربية والإسلامية الأخرى.
وتبيّن أنّ أغلب العلماء الإمامية الذين
ساهموا في النشاط العلمي في كلّ من مكّة والمدينة كانوا من الوافدين عليها بقصد المجاورة
وطلب العلم ، وأنّ الأغلبية الساحقة منهم وفدوا من فارس وجبل عامل ، وجماعة أقلّ منهم
وفدت من العراق واليمن ، ناهيك عن علماء شبه الجزيرة العربية.
وقد برز من بين هؤلاء العلماء مشتغلين بحقل
الدراسات الإسلامية في المجالات المذكورة كالسيّد بدر الدين أحمد بن إدريس العاملي
الحسيني ،
وأشرف محمّد بن شهاب الجوزي ، ومحمّد بن
عبد اللطيف بن علي العاملي ، وشمس الدين محمّد بن أحمد العيناثي العاملي ، وحسن بن
المشغري العاملي (ت قبل ١٠٦٠هـ/ ١٦٥٠م) ، وحسين ابن محمّد الشيرازي ، والمير حسين القاضي
، ومعزّ الدين حسين الإصفهاني ، والمولى خليل بن
الغازي القزويني (ت١٠٨٩هـ/
١٦٧٨م) ، وشمس الدين محمّد الجيلاني الإصفهاني ، وشمس الدين محمّد المكّي الشيرازي
، وأحمد بن شهاب الدين الفضل بن محمّد باكثير المكّي ، والميرزا محمّد أمين الإسترآبادي
(ت ١٠٣٦هـ/ ١٦٢٧م) وغيرهم من العلماء.
كما ظهر أيضاً أدباء وشعراء كبار مثل : نظام
الدين أحمد بن محمّد معصوم الحسيني (ت ١٠٨٥هـ/ ١٦٧٤م) وولده علي خان المدني (ت
١١٢٠هـ/ ١٧٠٨م) ، وأحمد بن محمّد بن مكّي الشهيد الجزيني العاملي ، وجمال الدين ابن
نور الدين علي بن علي بن أبي الحسن الموسوي الجبعي العاملي (ت ١٠٩٧هـ/ ١٦٨٦م) ، وحسين
بن الحسن العاملي المشغري ، وضياء الدين يوسف بن يحيى الحسني اليمني الصنعاني (ت ١١٢١هـ/
١٧٠٩م) صاحب نسمة
السحر في من تشيّع وشعر. هؤلاء شكّلوا مع آخرين
غيرهم حالة أدبية وشعرية خصبة اتّسمت بخصائص معيّنة.
وإلى جانب ذلك ، ظهر في مكّة والمدينة علماء
أعلام توجّهوا بجهودهم نحو العلوم التطبيقية من أطبّاء وفلكيّين وصيادلة بالنحو الذي
أوضحنا جانباً منه في ثنايا البحث ، وذَكَرَتهُ بالتفصيل كتب التراجم كأمل الآمل للحرّ
العاملي ، محمّد بن الحسن (ت ١١٠٤هـ/ ١٦٩٣م) ورياض العلماء
وحياض
الفضلاء ، للميرزا عبد الله أفندي (ت ١١٣٠هـ/ ١٧١٨م)
والمجاميع الأدبية وأبرزها : سلافة
العصر للسيّد علي خان المدني وخلاصة الأثر في
أعيان القرن الحادي عشر للمحبّي ، محمّد أمين
(ت ١١١١هـ/ ١٦٩٩م) وغيرها من المصادر الأخرى التي تعكس توافر مناخ علمي جعل من الحجاز
مركزاً علميّاً مميّزاً
يزاحم الحواضر العلمية الشهيرة في العالم الإسلامي وقتئذ مثل : إصفهان واستانبول والقاهرة
ودمشق وخراسان وبغداد والنجف الأشرف ، إذ كانت مقصداً لوفود العلماء من مختلف أنحاء
العالم الإسلامي يشدّون إليهما الرحال ويستكملون تعلميهم على يد علمائها.
إنّ ما نخلص إليه في هذه الخاتمة أنّ (مكّة
المكرّمة) و (المدينة المنوّرة) في فترة الدراسة حفلت بوجود نشاط علمي شارك فيه علماء
الإسلام متعدّدي المذاهب ومن مختلف بقاع العالم الإسلامي ، وكان لعلماء الإمامية دورٌ
أصيلٌ في إنضاج مساره ، وكانت هاتان الحاضرتان تسود فيهما ثقافة لا تختلف في إطارها
العام عمّا كان يسود البلدان العربية والإسلامية الأخرى ، كما توضّحه طبيعة الاهتمامات
العلمية والمؤلّفات التي ظهرت في هذه الفترة ، والتي نجدُ التركيز فيها على وضع المتون
والشروح والحواشي.
وأخيراً ، لعلّ هذه الدراسة قد أوفت الموضوع
حقّه من الاهتمام والعناية ، وهي محاولة متواضعة قُصد بها تسليط الضوء على النشاط العلمي
في مكّة والمدينة لعلماء الإمامية في فترة زمنية اتّسمت بكثير من الفتن
والاضطرابات السياسية التي عصفت بالعالم الإسلامي ، وفي بقعتين طاهرتين كانت وما تزال
مقصداً للمسلمين من شتّى بقاع العالم.
المصادر
١
ـ اتّعاظ الحنفا بأخبار الأئمّة الفاطميّين الخلفاء :
المقريزي ، تقي الدين أحمد ابن علي (ت ٨٤٥هـ/ ١٤٤١م) ، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
ـ لجنة إحياء التراث الإسلامي ، القاهرة ، ط١ ، ١٣٨٧هـ.
٢
ـ أشراف مكّة في القرن الحادي عشر الهجري :
فرديناند ، فوستنفلد ، ترجمة : محمود كبيبو ، دار الورّاق للنشر ، بيروت ٢٠١٥م.
٣
ـ أصول تحقيق التراث : الفضلي ، عبد الهادي.
٤
ـ أعيان الشيعة : الأمين ، محسن (ت ١٣٧١هـ/
١٩٥١م) ، تحقيق : حسن الأمين ، دار التعارف للمطبوعات ط ٥ ، بيروت ٢٠٠٠م.
٥
ـ أمل الآمل : الحرّ العاملي ، محمّد
بن الحسن (ت ١١٠٤هـ/ ١٦٩٣م) ، مؤسّسة دار الوفاء ، ط ٢ ، بيروت ١٩٨٣م.
٦
ـ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار :
المجلسي ، محمّد باقر (ت ١١١١هـ/ ١٦٩٩م) ، مؤسّسة الوفاء ط٢ ، بيروت ١٩٨٣م.
٧
ـ البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع :
الشوكاني ، محمّد بن علي (ت ١٢٥٠هـ) ، مطبعة السعادة ، القاهرة ١٣٤٨هـ.
٨
ـ تاريخ آداب العرب : الرافعي ، مصطفى ، دار
الكتاب العربي ، ط٦ ، بيروت ٢٠٠١م.
٩
ـ تاريخ آداب اللغة العربية
: زيدان ، جرجي ، مطبعة الهلال ، القاهرة ١٩١٣م.
١٠
ـ تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي :
حسن ، إبراهيم حسن ، مكتبة النهضة المصرية ١٩٨٢م.
١١
ـ تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام :
الصدر ، حسن ، دار الرائد العربي ، ط١ ، بيروت ١٩٨١م.
١٢
ـ التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة :
السخاوي ، محمّد بن عبد الرحمن ، بيروت ١٩٩٣م.
١٣
ـ تحفة المحبّين والأصحاب في معرفة ما للمدنيّين من الأنساب :
الأنصاري ، عبد الرحمن ، تحقيق : محمّد العروسي المطوي ، المكتبة العتيقة ، تونس ،
١٩٧٠م.
١٤
ـ الحجج المبينة في التفضيل بين مكّة والمدينة :
السيوطي ، جلال الدين ، تحقيق : محمّد زينهم محمّد عرب ، دار الأمين ، القاهرة ١٩٩٣م.
١٥
ـ حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر :
لعبد الرزّاق البيطار (ت ١٣٣٥هـ/ ١٩١٧م).
١٦
ـ الحياة العلمية والاجتماعية في مكّة :
العبيكان ، طرفة عبد العزيز ، مكتبة الملك فهد الوطنية ، الرياض ١٩٩٦م.
١٧
ـ خاتمة مستدرك الوسائل :
النوري ، الميرزا حسين ، تحقيق : رحمة الله الرحمتي الأراكي ، مؤسّسة النشر الإسلامي
، ط١ ، قم ١٤٣٤هـ.
١٨
ـ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر :
المحبّي ، محمّد أمين (ت ١١١١هـ/١٦٩٩م) ، دار الكتب العلمية ،ط١ ، بيروت ٢٠٠٦م.
١٩
ـ خواطر السنين (سيرة معماري ويوميّات محلّة بغدادية) :
مكّية ، محمّد ، دار الساقي ، بيروت ٢٠٠٥م.
٢٠
ـ دائرة المعارف الإسلامية الشيعية
: الأمين ، حسن ، دار التعارف للمطبوعات ، ط٦ ، بيروت ٢٠٠١م.
٢١
ـ الدرر السنية في الأنساب الحسنية والحسينية :
البرادعي ، أحمد بن محمّد ، ط ٢ ، ١٣٤٩هـ.
٢٢
ـ الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة :
لابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي (ت ٨٥٢هـ/١٤٤٨م).
٢٣
ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة :
الطهراني ، آقا بزرك (ت ١٣٨٩هـ/ ١٩٧٠م) ، دار الأضواء ، بيروت ، د. ت.
٢٤
ـ الرجال : النجاشي ، أحمد بن علي
، تحقيق : موسى الشبيري الزنجاني ، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين
، قم.
٢٥
ـ الرحلات المغربية والأندلسية :
عواطف محمّد يوسف ، الرياض ١٩٩٦م.
٢٦
ـ رحلة ابن بطّوطة المسمّاة تحفة النظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار :
ابن بطّوطة ، أبو عبد الله اللواتي الطنجي (ت٧٧٩هـ/ ١٣٧٧م) ، تحقيق : عبد الهادي التازي
، المغرب ١٩٩٧م.
٢٧
ـ رحلة ابن معصوم أو (سلوة الغريب وأسوة الأريب) :
لابن معصوم ، علي خان ، تحقيق : شاكر هادي شكر ، عالم الكتب ، مكتبة النهضة العربية
، ط١ ، بيروت ١٩٨٨م.
٢٨
ـ الرحلة الحجازية : لولي النعم الحاج عبّاس
حلمي باشا الثاني ، خديوي البتنوني ، محمّد لبيب ، مصر ، مطبعة مدرسة والده عبّاس الأوّل
، ط١ ، القاهرة ١٣٢٧هـ.
٢٩
ـ رياض السالكين في شرح صحيفة سيّد الساجدين الإمام علي بن الحسين
عليهالسلام
: لابن معصوم ، علي خان ، تحقيق : محسن الحسيني الأميني ، مؤسّسة النشر الإسلامي ،
ط٤ ، قم ١٤٢٥هـ.
٣٠
ـ رياض العلماء وحياض الفضلاء :
الأفندي ، الميرزا عبد الله الإصفهاني (ت ١١٣٠هـ/١٧١٨م) ، تحقيق : أحمد الحسيني ، مؤسّسة
التاريخ العربي ، ط١ ، بيروت ٢٠١٠م.
٣١
ـ رياض المسائل : للسيّد علي الطباطبائي
(ت ١٢٣١هـ) ، تحقيق ونشر : مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، ط١ ،
قم المشرّفة ١٤١٢هـ.
٣٢
ـ سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر :
لمحمّد خليل المرادي (ت ١٢٠٦هـ/ ١٧٩٢م).
٣٣
ـ شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام :
الفاسي ، محمّد بن أحمد المكّي المالكي (ت ٨٣٢ هـ/١٤٢٩م) ، دار الكتب العلمية ، بيروت
، بدون تاريخ.
٣٤
ـ شيخ آقا بزرك تهراني :
صفري ، علي أكبر ، مؤسّسة تراث الشيعة ، قم ١٣٩٠ ش.
٣٥
ـ شيخ الباحثين آقا بزرك الطهراني حياته وآثاره :
عبد الرحيم محمّد علي ، مطبعة النعمان ، ط١ ، النجف الأشرف١٣٩٠هـ.
٣٦
ـ شؤون الحرمين الشريفين في العهد العثماني في ضوء الوثائق التركية العثمانية :
هريدي ، محمّد عبد اللطيف ، دار الزهراء للنشر ، ط١ ، القاهرة ١٩٨٩م.
٣٧
ـ صناعة المخطوطات في نجد :
المنيف ، عبد الله بن محمّد ، أروقة للدراسات والنشر ، ط١ ، عمّان ٢٠١٤م.
٣٨
ـ الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة
: لأبن حجر الهيتمي ، أحمد بن محمّد (ت ٩٧٣هـ/ ١٥٦٦م) ، تحقيق : عبدالرحمن التركي وكامل
محمّد الخرّاط ، دار الوطن ، الرياض ، دون تاريخ.
٣٩
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع :
للسخاوي ، شمس الدين محمّد بن عبدالرحمن (ت ٩٠٢ هـ/ ١٤٩٧م).
٤٠
ـ طبقات أعلام الشيعة : آقا بزرك الطهراني ،
دار إحياء التراث العربي ط١ ، بيروت ٢٠٠٩م ، الجزء الثامن ، القرن الحادي عشر.
٤١
ـ العلاقات بين مصر والحجاز زمن الفاطميّين والأيوبيّين :
صبحي عبد المنعم ، العربي للنشر والتوزيع ، دون تاريخ.
٤٢
ـ على هامش الذريعة : الأشكوريّ ، أحمد الحسينيّ
نسخة بژوهى ، العدد ٢ ، ص ٢٩٨.
٤٣
ـ عين على الذريعة : الحلّي ، أحمد مجيد ،
مقال منشور في مجلّة مخطوطاتنا الصادرة عن العتبة العلوية ، العدد ٣ ـ ٤ ، ٢٠١٥م /
١٤٣٦هـ.
٤٤
ـ فرحة الأنام في تأسيس بيت الله الحرام :
الحسيني الكاشاني ، زين العابدين بن نور الدين ، تحقيق : عمّار نصّار ، حيدر لفتة مال
الله ، مشعر ، طهران ١٤٢٨هـ.
٤٥
ـ في أدب العصور المتأخّرة :
رشيد ، ناظم ، جامعة الموصل ـ كلّية الآداب ، مكتبة بسّام ، ١٩٨٥م.
٤٦
ـ قصّة الأشراف وآل سعود :
الوردي ، علي ، دار الورّاق للنشر ، ط٣ ، بيروت ٢٠١٣م.
٤٧
ـ كامل الزيارات : القمّي ، جعفر ابن
قولويه ، دار المرتضى ، ط١ ، بيروت ٢٠٠٨م.
٤٨
ـ الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة :
لمحمّد نجم الدين الغزّي (ت ١٠٦١هـ/ ١٦٥١م).
٤٩
ـ المجتمع الحجازي في العصر المملوكي :
صبحي عبد المنعم ، المكتبة التاريخية ، العربي للنشر والتوزيع ، ط١ ، ١٩٩٧م.
٥٠
ـ المدينة المنوّرة في العصر الأيّوبي :
حرب ، جميل ، دار تهامة ، ط١ ، جدّة ١٩٨٥م.
٥١
ـ مظاهر الحياة الاجتماعية في مكّة والمدينة إبّان القرن الثامن الهجري من خلال كتب
الرحّالة : شبني ، أحمد هاشم أحمد
بدر ، مجلّة مركز البحوث ودراسات المدينة المنوّرة ، العدد الرابع عشر والخامس عشر.
٥٢
ـ معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء :
حرز الدين ، محمّد ، تحقيق : محمّد حسين حرز الدين ، نشر : مكتبة المرعشي ، قم ١٤٠٥هـ.
٥٣
ـ معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي :
محمّد أحمد دهمان ، دار الفكر ، ط ١ ، دمشق ١٩٩٠م.
٥٤
ـ معجم البلدان : الحموي ، ياقوت ، دار
إحياء الثراث العربي ، بيروت ١٩٧٩م.
٥٥
ـ معجم مؤرّخي الشيعة : عبد الحميد ، صائب ،
مؤسّسة دائرة معارف الفقه الإسلامي ، ط١ ، قم المقدّسة ٢٠٠٤م.
٥٦
ـ مكّة المكرّمة في عيون رحّالة نصارى :
رالي ، أغسطس ، ترجمة : حسن سعيد غزالة ، دارة الملك عبدالعزيز ، الرياض ١٤٣٠هـ.
٥٧
ـ ميزان الاعتدال : الذهبي ، شمس الدين محمّد
بن أحمد ، (ت٧٤٨هـ/ ١٣٤٧م) ، دار الرسالة العالمية ، ط١ ، دمشق ٢٠٠٩م.
٥٨
ـ نشر العرف لنبلاء اليمن بعد الألف إلى سنة (١٣٥٧هـ) :
الصنعاني ، محمّد ابن محمّد ابن زبارة الحسني ، مصر ١٣٥٩ ـ ١٣٧٦هـ.
٥٩
ـ نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة :
المحبّي ، محمّد أمين (ت ١١١١هـ/ ١٦٩٩م) ، دار الكتب العلمية ، ط١ ، بيروت ٢٠٠٥م.
تراجم علماء
البحرين وكتبهم ومكتباتهم
من كتاب (الفوائد
الطريفة)
للعلاّمة عبد الله
الأفندي الأصفهاني
(١٠٦٧هـ ـ ١١٣١هـ)
(٢)
|
|
عبد العزيز علي آل
عبد العال القطيفي
لقد قلنا في القسم الأوّل من مقالتنا هذه
أنّ العلاّمة عبد الله الأفندي (١٠٦٧هـ ـ ١١٣١هـ) كتب كتابه هذا فيما يبدو في مراحل
زمنية مختلفة، لعلّ آخرها هو ما أشار إليه في الصفحة (٥٨١) وهو سنة (١١٣١هـ) ، وقد
اهتمّ فيه بالحديث عن الكتب الفريدة ، والنسخ العزيزة ، والتصحيح على الأخطاء التي
وقع فيها المؤلّفون في نسبة الكتب ، وكذلك التعريف بالأعلام ، وذكر الإجازات ، وهذا
الكتاب عبارة عن مسوَّدة لم تخرج إلى التبييض لذلك لم تذكره المصادر ولم تنتشر نسخه
، ولم يعْطِ مؤلّفه له اسماً ، واسمه هذا (الفوائد الطريفة)
انتخبه المحقّق السيّد مهدي الرجائي استطراداً لما هو المستفاد من مجموع الكتاب ، وقد
طبع من قبل مكتبة آية الله المرعشي النجفي الطبعة الأولى (١٤٢٧هـ) ، وهي طبعة كثيرة
التصحيف ، مليئة بالأخطاء المطبعية.
في القسم الأوّل من هذه المقالة تناولنا
تراجم علماء البحرين ونستأنف البحث في تكملة تلك التراجم.
٣٤ ـ حسين بن محمّد بن حسين بن محمّد بن
إبراهيم بن سلطان بن عبد المحسن القطيفي : طالع في سنة ستّ وستّين وتسع مئة نسخة من
كتاب النهاية
للشيخ الطوسي من أوّله إلى آخره. وهي نسخة فريدة رآها الأفندي في البحرين وقد كتبت
سنة ثلاث وأربعين وستّ مئة ، وهي بخطّ فضل بن جعفر بن علي بن أبي قائد البحراني الأوالي
، وعلى هذه النسخة حواشي وفوائد من المحقّق وغيره.
٣٥ ـ حسين بن مفلح بن حسن بن راشد الصيمري
ثمّ البحراني ، كان من فضلاء عصره مثل والده ، وكان معاصراً للشيخ علي الكركي رضياللهعنه وتلميذاً له ، وله أسئلة
من الشيخ علي المذكور ، وله مؤلّفات وفتاوي ورسائل ، ورأى الأفندي شطراً منها ، وحواشي
وتعليقات على أكثر كتب الفقه والحديث. وله رحمهالله
تلامذة فضلاء ، منهم : ولده الشيخ عبد الله بن الحسين. ومنهم السيّد إبراهيم [!] ،
فلاحظ أحواله. وكان من تلامذة الشيخ علي أيضاً
، وذكر الأفندي فائدة مأخوذة من خطّ بعض أفاضل البحرين من تلامذة جمع من العلماء ،
منهم الشيخ محمّد [!] عن السيّد إبراهيم [!] ، وهو يروي عن الشيخ حسين والظاهر أنّه
ابن مفلح الصيمري ، وهو يروي عن الشيخ علي
__________________
الكركي أيضاً.
له أبيات في مدح شرح
الموجز لابن فهد الحلّي من تأليف والده الشيخ مفلح
بن حسن الصيمري الذي مدح هذا الشرح بأبيات ، وكذلك جماعة من علماء عصره.
٣٦ ـ داوود بن أبى شافين البحراني : انتخب
الأفندي هذه الترجمة من كتاب سلافة
العصر للسيّد علي خان المدني ، فقال : البحر العجاج
، إلاّ أنّه العذب لا الأجاج ، والبدر الوهّاج ، إلاّ أنّه الأسد المهاج ، رتبته في
الإنافة شهيرة ، ورفعته أسمى من شمس الظهيرة ، ولم يكن في مصره وعصره من يدانيه في
مدّه وقصره ، وهو في العلم فاضل لا يسامى ، وفي الأدب فاصل لم يكلّ الدهر له حساماً
، إن شهر طبق ، وإن نشر عبق ، وشعره أبهى من شفّ البرود ، وأشهى من رشف الثغر البرود
، وموشّحاته الوشّاح المفصل ، بل الصباح التي فرع حسنها واصل.
٣٧ ـ راشد بن إبراهيم بن إسحاق بن محمّد
البحراني : رأى الأفندي في البحرين نسخة من كتاب النهاية
للشيخ الطوسي ، عتيقة جدّاً كتبت سنة ثلاث وأربعين وستّ مئة ، بخطّ فضل بن جعفر بن
علي بن أبي قائد البحراني الأوالي ، وقد قرأت على المحقّق الحلّي ، وعلى طرفي النسخة
مسائل جيّدة وإفادات قدماء العلماء ، وعلى الهوامش فوائد ومؤاخذات وحواشي كثيرة من
__________________
العلماء ، منها من المحقّق
، ومنها من الشيخ ناصر الدين أبي إبراهيم راشد البحراني ، وقد كتب في أوائل ظهر النسخة
هكذا : فما وجدت بخطّ الشيخ الإمام كمال الدين أبي جعفر أحمد بن علي بن سعيد بن سعادة
البحراني ـ تغمّده الله برحمته ـ وهو ممّا وجد بخطّ الشيخ الإمام ناصر الدين أبي إبراهيم
راشد بن إبراهيم بن إسحاق بن محمّد البحراني على أوّل كتاب النهاية
الذي له ـ تغمّده الله برحمته ـ ما هكذا حكايته إلخ.
٣٨ ـ سالم العالي : ورد اسمه في نهاية رسالة
مشايخ
آل بابويه التي ألّفها الشيخ سليمان الماحوزي ، والتي
أوردها الأفندي بتمامها ، حيث جاء في آخرها : إلى هنا انتهى كلام المؤلّف ، أدام الله
فوائده ، وقد تمّ كتابته في قرية العالي من قرى بحرين ، في بيت الشيخ السالم ، في يوم
الثلاثاء غرّة شهر جمادى الأوّل ، سنة ثمان عشرة ومئة وألف من الهجرة النبوية (.
٣٩ ـ سليمان بن عبد الله بن علي بن عمّار
البحراني الماحوزي : نسبة إلى الماحوز : بالحاء المهملة والزاي المعجمة ، وهي قرية
عظيمة من قرى البحرين ، وهي ثلاث محال : الدونج : بالدال المهملة المفتوحة فالواو الساكنة
فالنون المفتوحة فالجيم ، وهي محلّته ، وهلتي : بالتاء المثنّاة من فوق والقصر ، والغريفة
: بالغين المعجمة المضمومة والراء المهملة المفتوحة على
__________________
زنة التصغير.
[لم أجد له ترجمة في كتابه رياض
العلماء الذي كتبه الأفندي ولا أدري ما سبب ذلك
، بالرغم من أنّه كانت له علقة قويّة من خلال ما رصده عنه في هذا الكتاب وهوما سيتوضّح
فيما بعد]. نسبه على ما رآه الأفندي في آخر بعض مصنّفاته : أبو الحسن سليمان بن عبدالله
بن علي بن حسين بن أحمد بن يوسف بن عمّار البحراني الماحوزي.
وصفه الأفندي بالشيخ الفاضل الجليل.
وشيخنا المعاصر الشيخ الأكمل سليمان البحراني.
وبالشيخ الجليل ، وقال : إنّه قرأ على الشيخ سليمان بن علي بن سليمان الشاخوري.
وسماعه ونقله عن جماعة من مشايخه ومنهم شيخه العلاّمة الشيخ سليمان بن علي بن سليمان.
الذي وصفه بشيخنا الأعظم ، وأستاذنا المعظّم ، ساحب ذيل الفخر على سحبان ، الشيخ سليمان
بن علي بن سليمان.
ويصفه بشيخنا العلاّمة (.
وسماعه ونقله عن جماعة من مشايخه ومنهم سمع ومنهم والده الشيخ عبد الله.
وحضر درس الشيخ أحمد بن
__________________
محمّد بن يوسف بن صالح
الخطّي المقابي.
وكانت له معه مناظراتسجّلها
في كتابه أزهار الرياض وأحال إليها.
كما قرأ في حداثة سنّه على الشيخ المحقّق المدقّق محمّد بن أحمد بن ناصر البحراني الحجري
كتاب منهاج
الهداية في تفسير آيات الأحكام للشيخ أحمد بن عبد
الله بن متوّج.
وقال الماحوزي عن نفسه : بأنّه زار مدينة شيراز وأقام بها فترة من الزمن.
والتقى في جهرم من نواحي إيران بالشيخ أحمد بن صالح بن عصفور ، الذي أصبحت بينه وبينه
صداقة ومودّة ومراسلات ومكاتبات.
وأشار إلى بعض آرائه الفقهية في كتابه جواهر البحرين
، كرأيه في مسألة الطلاق البذلي بأنّه أعمّ من الخلع والمباراة ، وقال : إنّه بسط الكلام
فيها في رسالة مفردة (.
وكمناقشة لمسألة بذل الأجنبي للفدية في الثلاث.
وكتقويته لرأي الشيخ شاذان بن جبريل القمّي في تحديد قبلة أهل القطيف والأحساء والبحرين
ومن والاهنّ ، بجعل الجذي محاذياً لطرف الأذن اليمنى ، وأنّ هذا الرأي
__________________
أقوى للاعتبار لأنّه الذي
يقتضيه النظر حسب أطوال البلاد وأعراضها.
ولأنّه كان رجاليّاً اهتمّ بكتب الرجال ، فقد أورد في ترجمة الشيخ أحمد بن علي بن
حسين العسكري الشاطري بأنّ له كتاباً في الرجال اسمه الدرّة النقية
رآه وتتبّعه ووصفه بأنّه حسن مليح.
وسيأتي في تعداد كتبه كتاب المعراج والبلغة وهما في الرجال.
أورد له الأفندي رسالتان في كتابه هذا الفوائد الطريفة
وهما : رسالة
مشايخ آل بابويه ، فرغ من تأليفها سنة
(١١٧ هـ).
ورسالة
جواهر البحرين في علماء البحرين.
وهذه الرسالة ناقصة غير تامّة ، قال الأفندي : لابدّ من مطالبة بقية هذه الرسالة من
البحرين ليتمّها الشيخ سليمان ، وإلاّ فلا بدّ من التماس إتمامها ثمّ إرسالها إن شاء
الله. وقال الأفندي عند ذكره
لإجازة الشيخ محمّد بن الحسن بن أحمد بن فرج الأوالي البحراني التي وجدها بخطّ تلميذه
الشيخ علي بن محمّد بن يوسف بن سعيد المقشاعي الأوالي البحراني والتي كتبت في سنة خمس
وسبعين وتسع مئة في نسخة من آخر إرشاد العلاّمة في القطيف ، قال : لم يذكره الشيخ سليمان
في جملة ما كتبه لي من أسامي علماء البحرين.
__________________
أورد الأفندي فهرساً بمؤلّفاته
، وهي :
١ ـ الأربعون حديثاً من كتب العامّة في إمامة
أمير المؤمنين عليهالسلام.
٢ ـ كتاب أزهار الرياض على نهج الكشكول للشيخ
البهائي ، ثلاث مجلّدات.
٣ ـ كتاب مجمع المناقب في فضائل أمير المؤمنين
والأئمّة عليهمالسلام
، جيّد الفوائد ، ألّفه باسم سلطان العصر الشاه السلطان حسين الصفوي.
٤ ـ كتاب مخائل الإعجاز في المعمّى والألغاز
، لم يتمّه ، وقد رآه الأفندي.
٥ ـ كتاب الذخيرة ليوم المحشر ، عليه تعليقات
منه.
٦ ـ رسالة العشرة الكاملة في مسألة الاجتهاد
والتقليد وما يتعلّق بذلك ، وهي رسالة طويلة الذيل.
٧ ـ رسالة غير منقوطة الحروف ، في المحاكمة
بين الصوفية والمتشرّعة ، غريب الوضع.
٨ ـ كتاب الفوائد النجفية ، وهو كتاب مبسوط
في مطالب كثيرة متفرّقة من تفسير الآيات ، وشرح الروايات المشكلة ، وتوضيح مشكل العبارات
، والمسائل المعضلة في الفقهيّات.
٩ ـ رسالة في العدالة.
١٠ ـ حواشي الأربعين.
__________________
١١ ـ رسالة ضوء النهار في معاملة الجبّار.
١٢ ـ رسالة إغاثة الدليل على صحّة قول الحسن
بن [أبي] عقيل في عدم انفعال القليل.
١٣ ـ رسالة في عدم جواز السهو على النبي
والإمام عليهالسلام.
١٤ ـ رسالة فصل الخطاب في نجاسة أهل الكتاب
والنصاب.
١٥ ـ رسالة في أن الإستغاثة في بدع الثلاثة
ليس للشيخ ابن ميثم البحراني.
١٦ ـ رسالة في واجبات الصلاة وشرائطها وأحكامها
، جيّدة الفوائد.
١٧ ـ رسالة في أسامي أولاد آل بابويه ، وسلسلة
الصدوق.
١٨ ـ رسالة في ذكر أسامي علماء البحرين وأحوالهم
إلى زمن المؤلّف.
١٩ ـ رسالة البلغة وحواشيها.
٢٠ ـ رسالة أنّ جواز أخذ ما تبذله المرأة
لأجل الطلاق منوط فيه كراهة الزوجة وإن لم يكن بصيغة الخلع.
٢١ ـ رسالة في المعاملات.
٢٢ ـ رسالة في أنّ غسل الجنابة أيضاً واجب
لغيره ، وكذا الوضوء والتيمّم.
٢٣ ـ رسالة المعراج. [وهو كتاب معراج أهل
الكمال في شرح كتاب الفهرست للشيخ الطوسي].
٢٤ ـ رسالة في نجاسة أبوال الدوابّ.
٢٥ ـ رسالة كشف القناع عن حقيقة الإجماع.
٢٦ ـ رسالة في حكم الزباد والمسك ونجاستهما
وطهارتهما.
وله تعليقات على بعض الكتب أيضاً ، منها
:
٢٧ ـ حواشي على خلاصة العلاّمة.
٢٨ ـ حواشي على المعالم في الأصول.
٢٩ ـ حواشي على تهذيب الحديث.
٣٠ ـ حواشي على مشرق الشمسين للشيخ البهائي.
٣١ ـ حواشي على الأربعين للشيخ البهائي.
٣٢ ـ حواشي في شرح اللمعة.
وله أيّده الله جواب أسئلة جماعة كثيرة في
مسائل عزيزة أيضاً ، منها :
٣٣ ـ جواب أسئلة الشيخ ناصر بن محمّد الخطّي
في مسائل متفرّقة.
٣٤ ـ جواب أسئلة ناصر وزير سعدان في مسائل
عديدة.
٣٥ ـ جواب أسئلة الشيخ ناصر بن محمّد الخطّي
في جواز سهو النبي والإمام عليهالسلام.
ولأنّ الشيخ سليمان خبير ومتتبّع في الكتب
والرسائل ومكان تواجدها ، فقد اعتمد عليه الأفندي في تحديد اسم مؤلّف كتاب شرح تهذيب الأصول
، وهو الكتاب المسمّى منية
اللبيب في شرح التهذيب للعلاّمة في أصول الفقه
، «وكان المتداول بين الخاصّ والعامّ أنّه للسيّد عميد الدين عبد المطّلب ابن
الأعرج الحسيني ابن أخت العلاّمة ، لذلك يعرف بشرح العميدي على
التهذيب
، لكنّه خطأ ، فإنّ الشيخ سليمان [الماحوزي] البحراني المعاصر زيدت فضائله ، حكى لي
أنّه قد رأى عدّة نسخ عتيقة جدّاً منه ، قد كتب في آخرها أنّها تأليف السيّد ضياء الدين
عبد الله ابن الأعرج الحسيني [أخو عميد الدين] ، وهو من أجلّة علماء عصره ، ثمّ السيّد
عميد الدين المذكور له أيضاً شرح
على التهذيب ، لكن لم نره إلى الآن
، إلاّ أنّ الشهيد ألّف جامع
البين من فوائد الشرحين ، وقد جمع فيه بين الشرحين
المذكورين».
وكذا اعتماده عليه في تحديد مكان كتاب شرح كتاب النهاية
للشيخ الطوسي ، والذي شرحه ولده الشيخ أبو علي ، وشرحه كان موجوداً عند المولى غلام
علي كتاب فروش في أصفهان ، وقد رآه الشيخ سلمان البحراني المعاصر أيّده الله تعالى
عنده. وتأكيده على مكانة الشيخ
أحمد بن فهد الحلّي الذي كان من مشاهير العلماء وأنّه سمع من الشيخ سليمان [الماحوزي]
المعاصر أنّه رأى خطّه مراراً شتّى.
كما أنّه أنس ببعض آرائه الفقهية ومنها ما نقله عنه من فائدة في تحقيق الزباد وجواز
استعمال طيبه والصلاة مع ذلك الطيب ، والزباد : حيوان ممّا لا يؤكل لحمه ولكنّه طاهر
، حسب القواعد الكلّية التي تقتضي ظاهراً جواز استعمال طيبه ، ولكن في جواز الصلاة
معه هل من حيث أن طيبه فضلة حيوان لا يؤكل لحمه ، ولا يجوز الصلاة مع فضلة ما لا يؤكل
__________________
لحمه إلاّ الخزّ والسنجاب
، على القول المعروف بين الأصحاب. ولم أجد بخصوص هذا أيضاً في كتب الأخبار ، ولا صحف
علمائنا الأخيار ، ثمّ قد تعرّض لذلك شيخنا المعاصر الشيخ الأكمل سليمان البحراني في
جواب بعض مسائله.
وكما استفاد من بعض فتاوى الشيخ سليمان بأنّ نسبة كتاب الحاوي
للشيخ عبد النبي بن سعد الجزائري لعلّ المراد به كتاب الرجال له.
وفي إشارات الشيخ سليمان بوجود بعض الكتب
عنده ، ككتاب مختصر
التذكرة للعلاّمة أحمد بن عبدالله بن متوّج ، الذي
كان عنده منه مجلّد عتيق مقروء عليه من قبل الشيخ أحمد بن فهد بن إدريس الأحسائي.
وقد أشار الأفندي
بأنّه رآه عنده البحرين. وكتاب مجمع
الغرائب للعلاّمة ابن متوّج أيضاً ، فقد كان يملك
منه مجلّداً.
وأشار الأفندي بأنّ الشيخ كان عنده بعض الكتب المهمّة ، منها : كتاب أنموذج اللبيب في خواصّ
الحبيب للسيوطي ، وكتاب حسن الاقتصاص
للدماميني ، وهما في خواصّ (خصائص) النبي (صلى الله عليه وآله) وهو ينقل عنهما في جواب
سؤال الشيخ ناصر وزير سعدان ، في جواز سهو النبي (صلى الله عليه وآله).
وأنّه رأى عنده بالبحرين مجموعة من الكتب النفيسة
__________________
في جملة كتبه كان منها
: نسخة عتيقة جدّاً من كتاب تلخيص
تذكرة الفقهاء للعلاّمة ، تأليف ابن
المتوّج البحراني تلميذ الشيخ فخر الدين ولد العلاّمة إلى آخر كتاب الفقه ، وقد قرأت
على مؤلّفه ، وعليها خطّه الشريف وبلغاته.
ونسخة عتيقة جدّاً صحيحة من كتاب تلخيص الشافي
للمرتضى تأليف الشيخ الطوسي ، وكان تاريخها سنة خمس وتسعين وأربع مئة ، وعلى ظهرها
خطّ الشيخ عبد الجبّار المقرىء تلميذ الشيخ الطوسي المؤلّف ، وقد كتبت لبعض
تلامذته الذي قرأها عليه.
وكتاب تفسير
سورة الفاتحة المعروف بإعجاز البيان في أمّ القرآن
للقنوي الصوفي المصري تلميذ محي الدين ابن
عربي ، فسّرها على طريقة الصوفية ، وهو كتاب طويل الذيل جدّاً.
ونسخة عتيقة جدّاً في مجلّد من كتاب المغني
للقطب الراوندي في شرح كتاب النهاية
للشيخ الطوسي.
ونسخة عتيقة من كتاب نكت
النهاية شرح الشيخ أبي القاسم الحلّي صاحب الشرائع
لكتاب النهاية
للشيخ الطوسي ، وهذه النسخة تلفت في قصّة نهب البحرين [ولعلّ المقصود هنا هو سنة (١١٣٠هـ)
كما أشار إلى ذلك الشيخ يوسف في اللؤلؤة] .
ونسخة عتيقة صحيحة محشّاة من البيان للشهيد [الأوّل] في آخرها إنهاء كتبه الشيخ محمّد
بن حسن بن أحمد
__________________
ابن فرج الأوالي في السادس
عشر من شهر ربيع الأوّل سنة سبعين وتسع مئة للشيخ علي بن محمّد بن يوسف بن سعيد.
ورأى نسخة الخلاصة
للعلاّمة ، كتب في آخر هذه النسخة إنهاء قراءة ومقابلة كتبه الشيخ علي بن أحمد
الجامعي العاملي الحارثي في جمادى الأولى من السنة الحادية عشرة بعد الألف ، وفي آخر
القسم الأوّل منها إنهاء وإجازة للشيخ خميس بن عبد مناف
الحويزاوي من قبل الشيخ حسين بن كمال الدين الأبزر الحسيني الحلّي في السنة التاسعة
والأربعين بعد الألف من الهجرة في بلدة الحويزة ، وقد كتب هذان الفاضلان بهذين المضمونين
أيضاً في آخر القسم الثاني منه.
وذكر الأفندي في ذكر نبذة من الآثار القيّمة ، منها : كتاب الفتوحات
للسيّد الشريف الجرجاني في الكلام ، وقال : ينقل عنه الشيخ سليمان في الفوائد النجفية
. إحالته لمواضيع ذكرها
في كتابه أزهار
الرياض كما في ترجمة السيّد أحمد بن عبد الصمد
آل أبي شبانة .
وكمناظراته مع الشيخ أحمد بن محمّد بن يوسف بن صالح الخطّي المقابي.
٤٠ ـ سليمان بن علي بن سليمان بن راشد بن
محمّد البحراني الشاخوري ، والشاخوري : وهي بالخاء المعجمة ، والراء المهملة ، نسبة
إلى
__________________
قرية الشاخوراء [الشاخورة]
من قرى البحرين ، ونسبه هذا وجده الأفندي بخطّ ولده الشيخ أحمد على كتابه عقد اللآل في مناقب الآل
، وقال : كان مجتهداً من أفاضل علماء عصره بالبحرين ، وعليه قرأ جماعة من علمائها كان
منهم الشيخ سليمان الماحوزي.
الذي ذكره في رسالته جواهر
البحرين فقال : شيخنا الأعظم ، وأستاذنا المعظّم
، ساحب ذيل الفخر على سحبان ، الشيخ سليمان بن علي بن سليمان.
ويصفه بشيخنا العلاّمة .
وعنه ينقل بعض مرويّاته كما في خبر الشيخ أحمد بن المتوّج والشهيد الأوّل من
مناظرات وحوارات.
له رسالة
في تحريم صلاة الجمعة نقضها الشيخ أحمد
ابن محمّد بن يوسف الخطّي [المقابي] .
له رسالة
في حلّية التتن والبن (القهوة) ، رآهما الأفندي
بالبحرين.
٤١ ـ صلاح الدين [ابن الشيخ علي بن سلمان
بن حاتم القدمي] : ذكره الشيخ سليمان الماحوزي في رسالته جواهر البحرين
، ضمن ترجمة الشيخ أحمد بن محمّد بن عطية الرويسي ، فقال : وقفت له على رسالة بديعة
، طبّقت المفصّل في البلاغة ، وأصاب المحز في الفصاحة والبراعة ، أرسلها إلى
__________________
تلميذه الشيخ صلاح الدين
، إرسال الأمثال ، وحلاها في بوتقة الإبداع ففاق الأمثال. ولم يزد عمّا ذكره شيء.
٤٢ ـ السيّد عبد الرؤوف بن [حسين بن أحمد]
بن عبد الرؤوف بن حسين بن محمّد الحسيني الموسوي : ذكره الأفندي ضمن ترجمة السيّد
جعفر بن عبد الرؤوف بن حسين بن محمّد الحسيني الموسوي قاضي البحرين ، ووصفه بالمرحوم
المعاصر ، وقال : بأنّ السيّد جعفر جدّه.
والصحيح أنّه عمد لأبيه إلاّ إذا قلنا بأنّه جدّه من جهة الأمّ. وقال الأفندي إنّه
رأى في كتبه نسخة عتيقة من الشرائع
تاريخها سنة ست وثلاثين وسبع مئة ، عليها بلغات العلماء وخطوطهم ، ومنهم : الشيخ نصر
بن أبي البركات.
٤٣ ـ السيّد عبد الله بن حسين البحراني :
انتخب الأفندي هذه الترجمة من كتاب سلافة العصر
للسيّد علي خان المدني ، فقال : أديب من أفراد الأعيان ، الممثّلين فرائد البيان للعيان
، ينظم شعراً جزلاً ، فيجيد جدّاً وهزلاً ، ويزيل به عن المسامع أزلاً ، ونثره أحسن
مغنى ، وأتقن لفظاً ومعنى ، وكان صحبني سنيناً ، وما زلت بفراقه ضنينا ، حتّى فرّق
الدهر بيننا ، وقدّر القضاء بيننا ، ينجل ساحة رافع قواعدها ، ساطع آيات الكمال ، وتقبل
راحة جامع فوائدها ، بالغ غايات الفضيلة والإفضال ، من نيط بهمته الرفيعة نياط النجوم
،
__________________
فمتى يشاكل أو يماثل ،
وميط بعزمته المنيعة بساط الهموم ، فمتى يساحل أو يساجل ، الحائز قصبات السبق ، فلا
يدرك شأوه وإن أرخى العنان ، والفائز بوصلات الحقّ فاستنارت آراؤه بشموس البيان ، المحدّد
لجهات مكارم الأخلاق ، المجدّد لسمات المفاخر على الاطلاق ، الحاوي لعلوم آبائه الأكابر
وراثة كابر عن كابر ، برج سعادة الإقبال ، أوج سيادة الإقبال ، مطلع شمس العلوم والمعادن
، مجمع مجرى العلوم والعوارف ، من أوقفت نفسي بأعتابه موقف الأرقّاء ، فارتقيت عن حضيض
الامتهان غاية الارتقاء ، كيف لا وهي كهف اللائذ ، ورقيم العائذ ، وصفا الصفاء ، ومروّة
المروءة والوفاء ، عرفات العرفان ، ومنى المنى ، ومظنّة الإحسان ، لازالت منهلاً للواردين
، ولا برحت مؤلاً للقاصدين ، حمية الذمار ، آبية عن الوصم والعار ، ولافتأت كعبتها
معمورة محروسة ، وندوة أنديتها بالفيض مغمورة مأنوسة ، بمنّه وإحسانه ، وكرمه وامتنانه.
٤٤ ـ عبد الله بن حسين بن مفلح الصيمري :
عبد الله بن حسين بن مفلح بن حسن بن راشد الصيمري البحراني ، كان أبوه من فضلاء عصره
، معاصراً للشيخ علي الكركي رضياللهعنه
وتلميذاً له. وولده الشيخ عبد الله من تلامذته الفضلاء.
٤٥ ـ عبد الله بن محمّد [!] : لعلّه بحراني
لكن ليس في أيدينا ما يثبت
__________________
ذلك فاسمه ورد هكذا دون
نسبة ، ممّا ساهم في صعوبة الحصول على معلومات عنه سوى ما أورده الأفندي من أنّه من
مشاهير تلامذة العلاّمة فخر الدين أحمد بن عبد الله بن متوّج ، ولاحتمالية أن يكون
بحرانيّاً أوردت اسمه.
٤٦ ـ عبد الله بن علي بن الحسن الماحوزي
: الشيخ عبد الله بن علي ابن حسن بن أحمد بن يوسف بن عمّار البحراني الماحوزي.
والد الشيخ سليمان الماحوزي الذي ذكره مرّتان في رسالته جواهر البحرين
ضمن ترجمة العلاّمة جمال الدين أحمد بن عبد الله بن متوّج
، وضمن ترجمة الشيخ أحمد بن عبد الله الماحوزي
، فقد سمع ونقل عنه ضمن من سمع من مشايخه.
وكان متوفّى وقت تأليف ابنه رسالته جواهر البحرين.
٤٧ ـ علي بن إبراهيم بن حسن بن إبراهيم بن
أبي جمهور الأحسائي : هو والد الشيخ محمّد بن أبي جمهور صاحب عوالي اللئالي
، ذكره ولده هذا في مفتتح الطريق الأوّل من أسناده ورواياته لما أورده من أحاديث وروايات
في كتاب عوالي اللئالي ، ووصف طريقه إليه بقوله : عن شيخي وأستاذي ،
__________________
ووالدي النسبي والمعنوي
، وهو الشيخ الزاهد العابد ، العامل الكامل ، زين الملّة والدين ، أبو الحسن علي ابن
الشيخ المولى الفاضل المتّقي من بين أنسابه وأحزابه ، حسام الدين إبراهيم ابن المرحوم
حسن بن إبراهيم بن أبي جمهور الأحسائي ، تغمّده الله برضوانه ، وأسكنه بحبوحة جنانه
، عن شيخه العالم النحرير ، قاضي قضاة الإسلام ، ناصر الدين الشهير بابن نزار ، عن
أستاذه الشيخ التقي الزاهد جمال الدين حسن ، الشهير بالمطوع الجرواني الأحسائي.
وذكره في الطريق الثالث من الطريق السابع أيضاً من هذا الكتاب تحت ما رواه بالأسناد
المتّصل ، المذكور إسناده عن طريق العنعنة ، ممّا لا يدخل فيه الإجازة والمناولة ،
فقال : حدّثني أبي وأستاذي الشيخ العالم الزاهد الورع ، زين الدين أبو الحسن علي ابن
الشيخ العلاّمة المحقّق المرحوم المغفور ، حسام الدين إبراهيم بن حسن بن أبي جمهور
الأحسائي رضوان الله عليهم ، عن شيخه الزاهد الفقيه ، قاضي قضاة الإسلام ، ناصر الدين
ابن نزار ، عن شيخه وأستاذه الشيخ الفقيه الزاهد حسن الشهير بالمطوّع الجرواني.
٤٨ ـ علي بن جعفر بن علي بن سليمان البحراني
: رأى الأفندي في جملة كتبه مجموعة فيها فوائد وفتاوي كثيرة من الشيخ علي الكركي وغيره
من العلماء.
وسيأتي ما في هذه المجموعة في محلّه. في ما رآه في مكتبته
__________________
في البحرين.
٤٩ ـ علي بن حريز بن أحمد بن يحيى بن كمال
الماحوزي البحراني : رأى الأفندي في البحرين مجموعة فيها كتاب غاية البادي في شرح المبادىء
في الأصول للعلاّمة الحلّي والشارح المولى ركن الدين محمّد بن علي الجرجاني الجدّ الأمّي
للشيخ مقداد السيوري ، وقد فرغ من الشرح سنة سبع وتسعين وستّ مئة ، والكاتب للنسخة
هو الشيخ علي بن حريز بن أحمد بن يحيى بن كمال الماحوزي البحراني ، في سنة ست وسبعين
وتسع مئة ، وقد كان مقروءاً على بعض سادات الفضلاء المتأخّرين بالبحرين ، وعليه بلغاته
وإجازته بخطّه ، وهذه صورة ما كتبه في آخره : أنهاه قراءة وبحثاً ـ زيد فضله وهداه
، وأصلح أمور دينه ودنياه ، ودام توفيقه لما يحبّه ويرضاه ـ في ضحوة اليوم الثامن من
شهر جمادى الثاني ، من سنة أربع وثمانين وستّ مئة [وتسع مئة] ، وكتبه فقير الله تعالى
، بل الأفقر إلى مالكه الغني ، عبده الأحقر علي بن سليمان بن علي بن ناصر الحسيني ،
تاب الله عليهم ، وغفر لهم ولجميع المؤمنين والمؤمنات ، إنّه غفور رحيم. قال الأفندي
: لعلّ الناسخ هو القارىء.
٥٠ ـ علي بن حسن بن [يوسف بن حسن] البلادي
: ذكره الأفندي بعد أبيه في وصفه لمجموعة عتيقة كان فيها نسخة من شرح النهاية
للشيخ الطوسي ولم يسمه لمن في كتب والده في البلاد القديم ، قد سقط من أوّلها
__________________
بعض الأجزاء.
٥١ ـ علي بن حسين بن محمود بن سعيد بن علي
بن جعفر الشاطري : ذكره الشيخ سليمان الماحوزي في رسالته جواهر البحرين ضمن ترجمة ولده
الشيخ أحمد ، وقال : الشيخ الفقيه النبيه الألمعي الشيخ علي ، وبأنّ ولده هذا
تتلمذ على يدي أبيه الفقيه ، ولم يزد عمّا ذكره شيء.
٥٢ ـ علي بن سليمان بن علي بن ناصر الحسيني
: من سادات الفضلاء المتأخّرين بالبحرين ، كتب إنهاء للشيخ علي بن حريز بن أحمد بن
يحيى بن كمال الماحوزي البحراني في آخر نسخة من مجموعة رآها الأفندي في البحرين فيها
كتاب غاية
البادي في شرح المبادىء في الأصول للعلاّمة
الحلّي ، والشارح هو المولى ركن الدين محمّد بن علي الجرجاني ، الجدّ الأمّي للشيخ
مقداد السيوري ، الذي فرغ من الشرح سنة سبع وتسعين وست مئة ، والكاتب للنسخة هو الشيخ
علي بن حريز بن أحمد بن يحيى بن كمال الماحوزي البحراني ، في سنة ستّ وسبعين وتسع مئة
، وهذه صورة ما كتبه من بلغاته وإجازته بخطّه في آخره : أنهاه قراءةً وبحثاً ـ زيد
فضله وهداه ، وأصلح أمور دينه ودنياه ، ودام توفيقه لما يحبّه ويرضاه ـ ضحوة اليوم
الثامن من شهر جمادى الثاني ، من سنة أربع وثمانين وستّ مئة [وتسع مئة] ، وكتبه
فقير الله تعالى ، بل الأفقر إلى مالكه الغني ، عبده الأحقر علي بن سليمان بن
__________________
علي بن ناصر الحسيني ،
تاب الله عليهم ، وغفر لهم ولجميع المؤمنين والمؤمنات ، إنّه غفور رحيم. قال الأفندي
: لعلّ الناسخ هو القارىء.
وكذلك له بلغات بخطّه الشريف على نسخة مقروءة عليه من كتاب العقود
للشيخ علي الكركي في تلك المجموعة.
٥٣ ـ علي بن سليمان بن [حسن بن سليمان بن
درويش بن حاتم القدمي] البحراني : ذكره الشيخ سليمان الماحوزي في رسالته جواهر البحرين
فقال : الشيخ الحجّة القدوة علي بن سليمان.
قال الأفندي : الشيخ علي بن سليمان البحراني
المتأخّر ، كان من فضلاء تلامذة الشيخ البهائي ، وقد رأى له إجازة من الشيخ البهائي
بخطّه الشريف على تهذيب
الحديث في البحرين ، وكان من جملة تلك الإجازة
هكذا : وبعد : فقد أجزت للشيخ الأجلّ ، زبدة الفضلاء ، وعمدة الأتقياء ، ذي الطبع
الألمعي النقّاد ، والدين اللوذعي الوقّاد ، المحلّى بمزايا السمات ، ومعالي
الخصال ، البالغ درجة الاستنباط والاستدلال ، الشيخ زين الدين علي البحراني ، وفّقه
الله سبحانه لارتقاء أرفع معارج الكمال ، أن يروي عنّي الأصول الأربعة التي عليها مدار
علماء الفرقة الناجية الإمامية الخ. وساق الكلام إلى أن قال : والشيخ الأجلّ المشار
إليه ، مجاز في رواية ذلك ، أنّ له لياقة تلك المسالك. وكذلك أجزتـ [ـه] ـ سلّمه الله
ـ أن يروي جميع
__________________
مؤلّفاتي ، وهي وإن لم
تكن من هذه الدرج ، لكن قد ينظم اللؤلؤ السبـ [ج]. ثمّ ساق الكلام إلى أن قال : وكتب
هذه الأحرف بيده الفانية الجانية ، أقلّ الأنام ، محمّد المشتهر ببهاء الدين العاملي
، في أوائل العشرة الأولى من شهر رمضان المبارك سنة ثلاثين بعد الألف. قال الأفندي
: وهذه السنة هي سنة وفاة الشيخ البهائي.
وله ولد اسمه الشيخ إبراهيم ذكره الشيخ سليمان الماحوزي في رسالته جواهر البحرين
، وقال : إنّه فاضل صالح توفّي في دار العلم شيراز حيث زار قبره هناك.
٥٤ ـ علي بن سليمان البحراني : له كتاب الإشارات
وقد شرحه تلميذه الشيخ ميثم بن علي بن ميثم البحراني ، وقد رأى الأفندي هذا الشرح في
جملة كتب الشيخ سليمان الماحوزي في البحرين.
يروي عنه الشيخ كمال الملّة والدين ، ميثم بن علي البحراني ، وهو بطريقه يروي عن الشيخ
كمال الدين بن سعادة البحراني ، فقد أورد الأفندي فائدة من درر اللئالي العمادية
في الأحاديث الفقهية للشيخ محمّد بن علي بن
أبي جمهور الأحسائي يذكر فيها طرق روايات أستاذه حسن بن عبد الكريم الفتّال الذي تنتهي
طرقه لجمال المحقّقين حسن بن المطهّر الحلّي رحمهالله
، الذي له في ذلك طرق ، ومنها : أنّه يروي عن العالم الكامل ، محقّق العلوم للمتقدّمين
، والمتأخّرين ، ومكمّل
__________________
مباحث الحكماء والمتكلّمين
، منهاج السالكين ، ومعراج الواصلين ، الشيخ كمال الملّة والدين ، ميثم بن علي البحراني
، عن الشيخ المتبحّر علي بن سليمان البحراني ، عن الشيخ كمال الدين بن سعادة البحراني
، عن نجيب الدين السوراوي ، عن ابن رطبة ، عن أبي علي ، عن أبيه الشيخ أبي جعفر.
وذكر ذلك الشيخ محمّد بن أبي جمهور الأحسائي مرّة أخرى في الطريق السابع من أسناده
ورواياته لما أورده من أحاديث وروايات في كتاب عوالي اللئالي
، بأنّه يروي عن المولى رضي الدين عبد الملك بن شمس الدين إسحاق بن رضي الدين عبد الملك
بن شمس الدين إسحاق بن رضي الدين عبد الملك بن محمّد الواعظ القمّي ، الذي ينتهي طريقه
لجمال المحقّقين العلاّمة حسن بن المطهّر الحلّي رحمهالله
والتي منها : أنّه رحمه الله يروي عن الشيخ العالم الكامل ، محقّق علوم المتقدّمين
والمتأخّرين ، ومكمّل علوم الحكماء والمتكلّمين ، الشيخ كمال الدين ميثم بن علي البحراني
، عن الشيخ علي بن سليمان البحراني ، عن الشيخ كمال الدين بن سعادة البحراني ، عن الشيخ
نجيب الدين محمّد السوراوي ، عن ابن رطبة ، عن أبي علي ، عن أبيه الشيخ أبي جعفر.
٥٥ ـ علي السندي البحراني : ذكره الأفندي
ضمن أسانيد جمع من الأعلام ، وقال : الشيخ الثقة يروي عنه الشيخ محمّد باقر المجلسي
، وعن
__________________
السيّد نور الدين علي
بن علي بن الحسين بن أبي الحسن العاملي ثمّ المكّي أخو صاحب المدارك
، بالمراسلة في مكّة المعظّمة ، والسيّد نور الدين المذكور يروي عن أخيه صاحب المدارك
، وعن الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني إلى آخر أسانيدهما.
٥٦ ـ علي بن فضّال بن علي المجاشعي القيرواني
التميمي الفرزدقي : الشيخ أبي الحسن المفسّر النحرير صاحب التصانيف الفائقة ، مولده
هجر ، ثمّ طوّف في الأرض حتّى وصل غزنة ، فأقبل عليه أكابرها ، واختصّ به الوزير
الأعظم الفاضل الكامل ، نظام الملك ، ملاذ العلماء ، وقبلة الحكماء ، له كتاب البرهان في علوم القرآن
وهذا الكتاب يقع في عشرين مجلّداً ، رأى الأفندي المجلّد الثالث منه في البحرين ، وكان
تاريخ النسخة المذكورة سنة خمسين وستّ مئة ، وقد كتبت للخزانة الصاحبية الصدرية العمادية
، وهي نسخة عتيقة جدّاً صحيحة معرّبة ، جيّدة الخطّ ، وطريقته تقرب من طريقة تفسير
مجمع
البيان للطبرسي من أصحابنا ، فإنّه يقول فيه : قوله
تعالى : القول على الإعراب ، القول على اللغة ، القول على المعنى ، ونحو ذلك. وكان
على ظهر هذه النسخة بعد إيراد نسبه : مولده هجر ، ثمّ طوّف في الأرض حتّى وصل غزنة
، فأقبل عليه أكابرها ، واختصّ به الوزير الأعظم الفاضل الكامل ، نظام الملك ، ملاذ
العلماء ، وقبلة الحكماء. من تصانيفه : كتاب الإكسير في علم
التفسير
خمسة وثلاثون مجلّداً ، وكتاب في النحو وضعه للإمام أبي المعالي
__________________
الجويني إمام الحرمين
شيخ الشافعية ، بسعي الإمام في ذلك ، وعدّة مجلّدات سمّاها إكسير الذهب في صناعة
الأدب ، وكتاب النكت
في القراءات ، وكتاب البسملة
وشرحها ، وكتاب العوامل والهوامل في الحروف
، وكتاب الفصول
في معرفة الأصول ، وكتاب الإشارة في تحسين العبارة
، وشرح عنوان
الإعراب ، وكتاب العروض
، وكتاب معاني
الحروف ، وكتاب الدو
[...] من التاريخ وهو كبير ، وجد منه ثلاثون مجلّداً ، وكتاب عجمة في معرفة أئمّة الأدب
، وكتاب معارف
الأدب ، وغير ذلك.
وله شعر فائق ، ومنه :
وإخوانٌ حسبتهم دروعاً
|
|
فكانوا ولكن للأعادي
|
وخلتهم سهاماً ماضيات
|
|
فكانوا ولكن في فؤادي
|
وقالوا قد صفت منّا قلوبٌ
|
|
لقد صدقوا ولكن عن ودادي
|
انتهى ما وجده على تلك النسخة (.
٥٧ ـ علي بن محمّد بن يوسف بن سعيد المقشاعي
الأوالي البحراني : تتلمذ على الشيخ محمّد بن حسن بن أحمد بن فرج الأوالي الذي كتب
له إنهاء وإجازة ، الإنهاء في آخر نسخة عتيقة صحيحة محشّاة من البيان للشهيد
الأوّل رآها الأفندي في مكتبة الشيخ سليمان الماحوزي في البحرين ، وجاء في آخرها :
أنهى هذا الكتاب الموسوم بالبيان الشيخ العالم العامل الفاضل الكامل التقي النقي الصالح
، الملازم لطاعة ربّه الكريم المجيد ، الشيخ علي بن
__________________
محمّد بن يوسف بن سعيد
، عليَّ قراءةً وبحثاً في مجالس متعدّدة ، وأوقات متبدّدة ، قراءةً تشهد بفطنته ، وجودة
قريحته ، فأخذته في ذلك على حسب طاقتي ، مع قلّة علمي ، وقصور فهمي ، وكان وقت الانتهاء
يوم السادس عشر من شهر ربيع الأوّل سنة سبعين وتسع مئة ، وأنا الفقير الواثق بربّه
المهيمن المتعالي ، محمّد بن حسن بن أحمد بن فرج الأوالي ، عفى الله عنهم وعن
المنهى المشار إليه ، وعن والديه ، وعن جميع المؤمنين والمؤمنات ، والحمد لله أوّلاً
وآخراً ، والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد وآله الطاهرين باطناً وظاهراً وسلّم.
وقال الأفندي : إنّه رأى إجازة من الشيخ محمّد بن الحسن بن أحمد ابن فرج الأوالي البحراني
بخطّ تلميذه الشيخ الفاضل العالم العامل التقي النقي الشيخ علي ابن الشيخ المرحوم المغفور
محمّد بن يوسف بن سعيد المقشاعي الأوالي البحراني كتبت في سنة خمس وسبعين وتسع مئة
في نسخة من آخر إرشاد العلاّمة في القطيف.
قال الأفندي : لم يذكره [أحدهما : أمّا الشيخ محمّد بن الحسن بن أحمد بن فرج أو الشيخ
علي بن محمّد بن يوسف بن سعيد المقشاعي] الشيخ سليمان في جملة ما كتبه لي من أسامي
علماء البحرين.
٥٨ ـ عيسى بن علي بن حسن بن عميرة : لم أعثر
له بحسب المصادر
__________________
التي لديّ على ترجمة ،
لعلّه بحراني. تتلمذ على الشيخ ناصر بن أحمد بن عبد الله بن متوّج البحراني ، وأجازه
بعد أن قرأ على يديه كتاب الشرائع
، وقد كتبت الإجازة سنة أربع وأربعين وثمان مئة ، بيد الشيخ ناصر وخطّه متوسّط ،
على الجزء الأوّل من نسخة عتيقة من الشرائع
كتبت سنة تسع وثمانين وستّ مئة ، وقد محيت بعض مواضع الإجازة ، وبعضها لرداءة الخطّ
لا يمكن قراءتها ، وقد بذل الأفندي مجهوداً في قراءتها وكتابتها وبقي بَعْدُ بعض منها
لم يكتب ، وهذه هي صورتها : قرأ عَلَيَّ المولى الفقيه ، الفاضل العالم الورع
الكامل ، قدوة الفقهاء المتورّعين ، جمال الملّة والدين ، عيسى بن علي بن حسن بن عميرة
ـ أيّده الله تعالى ـ هذا الكتاب الموسوم بشرائع الأحكام في معرفة الحلال والحرام
، الذي هذا آخره من أوّله إلى تاليه ، قراءة بحث وتحقيق ، وضبط وتدقيق ، قراءة مرضية
تشهد له بالذكاء والإتقان ، والتبريز على الأقران ، وسأل في أثناء قراءته عَلَيَّ عمّا
أشكل عليه من غوامضه ، فدللته عليه ، وهديته إليه ، حسبما انتهت إليه معرفتي ، ووسعه
جهدي وطاقتي ، على ما أنا عليه من تشويش البال ، واضطراب الأحوال ، وما أنا متّصف به
من قلّة البضاعة ، وقصور الباع في هذه الصناعة ، بالطريق التي لي إلى مصنّفه ، تغمّده
الله برحمته وأسكنه جنّته. وأجرت له روايته عنّي عن شيخي الإمام العامل العالم الفاضل
الكامل ، الزاهد العابد الماهر الماجد ، نادرة الزمان ، وعلامة الدهر المبرّز على كافّة
الأقران ، المكمّل للرئاستين ، المبرّأ من كلّ نقص وشين ، إمام الشيعة ، ومفتي الشريعة
، أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن فهد
الحلّي ، أعلى الله شأنه
، ورفع في الجنان مكانه. عن شيخه الإمام المغفور ، المقدّس المحبور ، نظام الملّة والدين
، علي بن عبد الحميد النيلي. عن شيخه فخر المحقّقين أبي طالب محمّد بن الحسن المطهّر.
عن أبيه أبي منصور الإمام العلاّمة ، مفتي الفرائق ، ومحقّق الحقائق ، ومظهر النكات
الدقائق ، جمال الملّة والحق والحقيقة والدين ، الحسن بن يوسف بن علي المطهّر. بالطرق
التي له إلى أهل بيت النبوّة ، ومعدن الرسالة ، ومكان الفتوّة ، منال الإسلام ومنار
الأنام ، ومشكاة النور في الظلام ، المحفوظين بالعصمة ، المنزّهين عن كلّ دحمة ، الكاشفين
غياهب الغمّة ، المكمّل بولايتهم الدين وتمام النعمة ، سلالة الرسول (صلى الله
عليه وآله) ، وأبناء الزهراء البتول عليهاالسلام
بالطريق التي لهم إلى أبيهم الإمام العلاّم ، والأسد الضرغام ، بحر العلوم والأحكام
، الفاتح بسيفه الإسلام ، النازل باجتهاده آيات القرآن ، المختوم بولايته شريعة الإيمان
، أمير المؤمنين ، ووصي رسول ربّ العالمين ، المشار إليه في التنزيل ، المستخدم
للروح الأمين جبرئيل ، حين افتخر بخدمته ميكائيل وإسرافيل ، فيه كثير المناقب ، محمود
المذاهب ، أبي الحسنين علي بن أبي طالب عليهالسلام.
عن ابن عمّه خاتم الأنبياء وإمام العلماء ، العارج إلى الروح الأعلى ، المخصوص
بمرتبة قاب قوسين أو أدنا ، الرسول المؤيّد ، والنبي المسدّد ، أبي القاسم محمّد بن
عبد الله بن عبد المطّلب ، صلوات الله عليه وعلى آله أولي الحجى ، عن الروح الأمين
جبرئيل ، [عن واجب] وجود كلّ موجود. فليرو ذلك عنّي لمن شاء وأحبّ. حرّره العبد الضعيف
ناصر بن أحمد بن متوّج أصلح الله
عواقبه ، في شهر ربيع
الآخر ، سنة أربع وأربعين وثمان مئة الهجرية (.
٥٩ ـ فضل بن جعفر بن علي بن أبي قائد البحراني
الأوالي : كتب بخطّه سنة ثلاث وأربعين وست مئة نسخة من كتاب النهاية
للشيخ الطوسي من أوّله إلى آخره ، وهي نسخة عتيقة جدّاً ، فريدة ، حسنة الخطّ ، قرأت
على المحقّق وعلى ظهرها إجازة بخطّه الشريف ، رآها الأفندي في البحرين ، وعلى طرفي
النسخة إفادات من قدماء العلماء حواشي وفوائد من المحقّق وغيره ستأتي في مكانها.
٦٠ ـ السيّد ماجد بن هاشم البحراني : قال
الشيخ المجلسي : المحقّق البحراني [السيّد ماجد ابن السيّد هاشم البحراني] من أجلّة
العلماء ومشاهيرهم ، وكتاباه في نهاية الاشتهار.
وقد ترجم السيّد ماجد كتاب التحصين
للشيخ الزاهد العارف أحمد بن فهد الحلّي إلى الفارسية بأصبهان ، وأهداه إلى الشاه سليمان.
ويروي عنه المولى محمّد محسن الكاشاني.
والسيّد يروي عن جماعة ، منهم : الشيخ البهائي مع علوّ درجة هذا السيّد ، ومنهم : الشيخ
محمّد بن أحمد بن نعمة الله ابن خاتون المجاور بمكّة المعظّمة ، وهو يروي عن أبيه ،
عن جدّه ، عن
__________________
الشيخ علي الكركي.
وأورد الأفندي نقلاً عن إجازات البحار
، إجازة السيّد السند المحقّق العلاّمة سيّدنا السيّد ماجد بن هاشم البحراني ، للسيّد
الأجلّ الأمجد الأمير فضل الله دست غيب المكتوبة على ظهر كتاب التهذيب.
٦١ ـ مالك القطيفي : ورد اسمه في طريق ولده
أبي بكر الذي يروي عنه بعض الكتب ، وقد أوردها ابن شهرآشوب في المناقب
تحت عنوان ما صحّ له أسناده من بعض الكتب من طريق الخاصّة والعامّة ، وقد نقلها عنه
الشيخ المجلسي في أوائل البحار
، ومنها أخذت ما رواه أبوه مالك القطيفي ، ومنها :
أ ـ غريب القرآن : أسناده عن القطيفي ، عن
أبيه ، عن أبي بكر محمّد ابن عزيز العزيزي السجستاني.
ب ـ قوت القلوب : أسناده عن القطيفي ، عن
أبيه ، عن أبي القاسم الحسن بن محمّد ، عن أبي يعقوب يوسف بن منصور السياري.
٦٢ ـ الشيخ محمّد [!] : لم يذكر الأفندي
اسمه أو لقبه أومنطقته ، وكلّ ما ذكره عنه أنّه رأى فائدة مأخوذة من خطّ بعض أفاضل
البحرين من تلامذة جمع من العلماء ، منهم الشيخ [!] ، عن السيّد إبراهيم [!] ، وهو
يروي عن الشيخ حسين ، والظاهر أنّه ابن مفلح الصيمري ، وهو يروي عن الشيخ علي
__________________
الكركي أيضاً.
ولاحتمالية أن يكون بحرانيّاً ذكرته هنا ، ولعلّه صاحب الترجمة الآتية.
٦٣ ـ السيّد محمّد بن أحمد بن محمّد الموسوي
الحسيني الأحسائي : وجد الأفندي نسبه على نسخة من كتب الدروس
الذي عليه ثلاث إجازات من أستاذه الشيخ يوسف بن أُبَي ، ونسبه هو : السيّد محمّد بن
أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن محمّد بن جعفر بن علي بن محمّد ابن إبراهيم
بن عبد الله بن أحمد بن موسى بن حسين بن إبراهيم بن حسن ابن أحمد بن محمّد بن أحمد
بن موسى بن محمّد بن أحمد بن موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام
يحتمل كثيراً أنّه ابن عمّ السيّد محمّد بن موسى ابن محمّد الحسيني الأحسائي الآتي
ترجمته بعد قليل لأنّهما يحملان نفس اسم الجدّ والعائلة ، ولأنّ الشيخ يوسف بن أُبَي
أجازهما معاً على نسخة من كتاب الدروس
في عبارة واحدة ثمّ أعقبها بإجازة للشيخ شمس الدين محمّد ابن خميس بن راشد وكان ذلك
في الثاني من محرّم سنة ستّين وثمان مئة ، وسوف تأتي في ترجمة الشيخ يوسف بن أُبَي
كما ستأتي إجازة ابن عمّه السيّد محمّد بن موسى بن محمّد الحسيني له على نفس الكتاب
في الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وستّين وثمان مئة في ترجمته.
ذكره الشيخ محمّد بن أبي جمهور الأحسائي
في الطريق الرابع من
__________________
أسناده ورواياته لما أورده
من أحاديث وروايات في كتاب عوالي
اللئالي ، فقال بأنّه يروي : عن السيّد العالم الفاضل
، قاضي قضاة الإسلام ، والفارق بميامن همّته بين الحلال والحرام ، شمس المعالي والفقه
والدين ، محمّد ابن السيّد المرحوم المغفور العالم الكامل ، شهاب الدين أحمد الموسوي
الحسيني ، عن شيخه وأستاذه العلاّمة صاحب الفنون ، كريم الدين يوسف الشهير بابن أُبَي
القطيفي ، عن شيخه العلاّمة البحر القمقام رضي الدين حسين الشهير بابن راشد القطيفي
، الذي يروي عن مشايخ عدّة ، أشهرهم الشيخ أبو العبّاس أحمد بن فهد الحلّي.
ووصفه الأفندي بالشيخ الفقيه الورع شمس الدين محمّد بن أحمد الأحسائي ، فقد رأى له
أبياتاً في مدح شرح الموجز لابن فهد الحلّي من تأليف الشيخ مفلح بن حسن الصيمري الذي
مدح هو بنفسه هذا الشرح بأبيات ، وكذلك جماعة من علماء عصره.
ولعلّ وصفه بالشيخ اشتباه من الأفندي. وقد أجازه الشيخ يوسف على كتاب الدروس
بثلاث إجازات ، إثنتان لوحده ، وواحدة مع اثنين من تلامذته ، [كما سيأتي في ترجمة أستاذه
الشيخ يوسف بن حسين بن أُبَي في إجازاته لتلامذته].
٦٤ ـ محمّد بن أحمد بن ناصر الحجري : ذكره
الشيخ سليمان الماحوزي في رسالته جواهر البحرين
فقال : الشيخ المحقّق المدقّق محمّد بن
__________________
أحمد بن ناصر البحراني
الحجري ، قدّس الله لطيفه وأجزل تشريفه.
وقال : إنّه قرأ عليه في حداثة سنه كتاب منهاج الهداية
في تفسير آيات الأحكام للعلاّمة أحمد بن عبد الله بن متوّج البحراني.
٦٥ ـ محمّد بن حريز بن حسن بن حرز بن حسن
البحراني : كتب نسخة من شرح
كتاب مبادىء الأصول للعلاّمة
الحلّي والشرح للشيخ ركن الدين محمّد بن علي الجرجاني الجدّ الأمّي للشيخ مقداد السيوري
، وهذه النسخة رآها الأفندي في البحرين وعليها بلغات بعض العلماء ، وكانت مقروءة على
بعض المشايخ أيضاً ، وقد كتبها كاتبها من خطّ الشيخ مقداد سبط الشارح ، وقابلها بنسخة
الأصل أيضاً ، وتاريخ كتابة الشيخ مقداد سنة ثمان وثمانين وسبع مئة ، وتاريخ مقابلتها
بنسخة الأصل سنة إحدى وتسعين وسبع مئة ، وفي آخره : كتب ذلك سبطه العبد الفقير إلى
الربِّ القدير ، المقداد ابن عبد الله بن محمّد بن حسين بن محمّد ابن السيوري ، وكاتب
النسخة محمّد بن حريز بن حسن بن حرز بن حسن البحراني ، ثمّ على هذه النسخة حواشي كثير
من الفضلاء ، وتعليقات منها من الشيخ مقداد المذكور.
٦٦ ـ محمّد بن خميس بن راشد : [لعلّه بحراني]
إذ ليس في يديَّ ما يثبت ذلك أو ينفيه سوى الإسم الذي يشمّ منه ذلك مضافاً للتتلمذ
على يدي
__________________
عالم قطيفي. تتلمذ على
الشيخ يوسف بن حسين بن أُبَي القطيفي وكتب له إجازة على ظهر كتاب اختصار التذكرة
للعلاّمة ، تأليف الشيخ ابن متوّج البحراني ، وقد كتبها الشيخ يوسف بخطّ يده ، وخطّه
رديء ، وسيأتي نصّها ونصّ إجازة أخرى له وللسيّدين محمّد بن أحمد بن محمّد الحسيني
، والسيّد محمّد بن موسى بن محمّد الحسيني على كتاب الدروس الشرعية في
ترجمة أستاذه الشيخ يوسف بن أُبَي.
٦٧ ـ الشيخ محمّد بن الحسن بن أحمد بن فرج
الأوالي البحراني : كتب إنهاء وإجازة لتلميذه الشيخ علي بن محمّد بن يوسف بن سعيد المقشاعي
البحراني ، الإنهاء في آخر نسخة عتيقة صحيحة محشّاة من البيان
للشهيد الأوّل رآها الأفندي في مكتبة الشيخ سليمان الماحوزي في البحرين ، وجاء في آخرها
: أنهى هذا الكتاب الموسوم بالبيان
الشيخ العالم الفاضل الكامل التقي النقي الصالح ، الملازم لطاعة ربّه الكريم المجيد
، الشيخ علي بن محمّد ابن يوسف بن سعيد ، عليَّ قراءةً وبحثاً في مجالس متعدّدة ، وأوقات
متبدّدة ، قراءةً تشهد بفطنته ، وجودة قريحته ، فأخذته في ذلك على حسب طاقتي ، مع قلّة
علمي ، وقصور فهمي ، وكان وقت الانتهاء يوم السادس عشر من شهر ربيع الأوّل سنة سبعين
وتسع مئة ، وأنا الفقير الواثق بربّه المهيمن المتعالي ، محمّد بن حسن بن أحمد بن فرج
الأوالي ، عفى الله عنهم وعن المنهى المشار إليه ، وعن والديه ، وعن جميع المؤمنين
والمؤمنات ، والحمد
__________________
لله أوّلاً وآخراً ، والصلاة
والسلام على نبيّنا محمّد وآله الطاهرين باطناً وظاهراً وسلّم.
وله إجازة كتبها للمقشاعي سنة خمس وسبعين وتسع مئة ، وقد كتبت بخطّ التلميذ على نسخة
من كتاب الإرشاد للعلاّمة كانت في القطيف. وقد نبّه الأفندي بأنّ الشيخ سليمان الماحوزي
لم يذكره [إمّا الشيخ محمّد بن الحسن بن أحمد بن فرج أو الشيخ علي بن محمّد بن يوسف
بن المقشاعي] فيما كتب له من أسامي علماء البحرين.
وللبحث صلة ...
__________________
دراسات في نسخ
واعتبار كتاب
(كامل الزيارات)
(٢)
|
|
الشيخ محمّد عليّ
العريبيّ
لقد وضّحنا في القسم الأوّل من مقالتنا هذه
بأنّ هذه المقالة عبارة عن دراسة تفصيلية في نسخ واعتبار الكتاب المتداول المعروف
بكامل الزيارات.
والبحث إ جمالاً في فصلين
وخاتمة
الفصل الأوّل : في توصيف
الكتاب ونسخه وتقييمها
الفصل الثاني : في مضامين
الكتاب وأسانيده ومتنه
الخاتمة : في تعيين المؤلّف
والاحتمالات فيه ، وبعض الملاحظات
وقد تناولنا في العدد السابق نسخ الكتاب
ونستأنف البحث هنا.
الثانية : نسخة المجلسي
رحمهالله ، سنة (١٠٦٨هـ) :
وهي ضمن مخطوطات مجلس الشورى الإيراني
، وتعدّ من نفائس
__________________
المخطوطات وعليها حواشي
المحدّث الشيخ محمّد باقر المجلسي رحمهالله
وتصحيحه.

وعلى أوّلها الإشارة لكونها من تصحيحات وهوامش
المجلسي رحمهالله
:



ويظهر آخرها خطّ المجلسي وخاتمه رحمهالله مع تصريحه بمقابلتها
بنسخ عديدة لا تخلو من سقم واختلال ، وصورته :

ولا تختلف اختلافاً مؤثّراً عن النسخة المتداولة
إلاّ ما نشير إليه في طيّات البحث.
نسخة سنة (١٠٨٧هـ) :
مطابقة للمتداولة وتضمّنت مواضع الزيادة
، نعرضها تمثيلاً للمطابق من بين نسخ القرن الحادي عشر.


وموضع الزيادة:


نسخة الشيخ أحمد بن زين
الدين الأحسائي (١١٦٦ ـ ١٢٤١ هـ) :
ووصفها الفهرستي موافق للمتداول من كتاب
كامل الزيارات
، وهي مثال لنسخ القرن الثالث عشر.
نسخة ((١٣٠٧هـ)
:
__________________
مطابقة للمتداول من كتاب كامل الزيارات
، وهي مثال لنسخ القرن الرابع عشر.

__________________


نسخة الأرموي النجفي سنة (١٣٥١هـ) :
وهي من أفضل ما وقفنا عليه من النسخ مقابلة
وتصحيحاً
، ذكر أنّه قابلها على عدّة نسخ عتيقة وعلى أصحّ النسخ وهي نسخة السيّد الصدر ، ولم
أقف إلى هذا الوقت على هذه الأخيرة ، وستكون هذه النسخة إضافة لنسخة سنة ١٠٣٦ هـ ونسخة
المجلسي ونسخة الأردوبادي بمقدّمة الأميني مرجعاً وعوناً على دراسة الكتاب إن شاء الله.
__________________
أوّلها :

وآخرها :

وقد تنبّه إلى وجود اختلاف في أوّل الكتاب
وتكرار أخبار في بعض النسخ ، كما أشرنا إليه عند دراسة نسخة (١٠٣٦هـ)، قال في الهامش
كما في الصورة ص٢٣ :

وذكر الزيادات الأربع التي صرّح بأنّها زيدت
على الكتاب :
الأولى والثانية في ب ٨٢ ـ صفحة ٢٦٥ :

والثالثة في ص٢٧٠ ذكر الباب ٨٨ الذي فيه
التصرف :

والرابعة في ب٩٠ (أنّ الحائر من المواضع
التي يحبّ الله أن يدعى فيها) ص ٢٨٣ والزيادة في ص٢٨٤ :

نسخة الأردوبادي بتقديم
الأميني المطبوعة في النجف سنة (١٣٩٧هـ) :
مقابلة على نسخة القرن التاسع ـ وقد أغنانا
ذلك عن مراجعتها وطلبها مع أنّ النظر فيها أولى من الاعتماد على النقل منها فإنّه لا
راء كمن سمعا ـ وهي التي صحّحها الأردوبادي بمقدّمة العلاّمة الأميني واعتمدها المعاصرون
، وذكر رحمهالله
أنّه قابلها على عدّة نسخ ، أقدمها نسخة ترجع لأوائل القرن التاسع الهجري ، والإنصاف
أنّ نسخة الأرموي السابقة (سنة ١٣٥١ هـ) أكثر ضبطاً ودقّة منها ، قال رحمهالله :
«لقد تحرّينا غاية الصحّة في طبع هذا الكتاب
القيّم بمقابلته مع نسخ عريقة في الصّحة ، منها نسخة عتيقة مصحّحة بتصحيح العلاّمة
ثقة الإسلام النوري ، نسخة أخرى مكتوبة في أوائل القرن التاسع وغيرهما من النسخ التي
وقفنا عليها في العراق وإيران ، ولم يقنعنا ذلك حتّى راجعنا في تصحيح جميع ما في الكتاب
من الأحاديث متناً وإسناداً إلى الكتب المتأخّرة الناقلة عن الكتاب كالوسائل والبحار والمستدرك
وإلى كتب الرجال المعتبرة لأصحابنا رضوان الله عليهم وعلّقنا عليه ما لا غنية عنه للباحث
، والحمد لله ربّ العالمين أوّلاً وآخراً».
ولعلّها هي النسخة التي تقدّم ذكر أنّها
أقدم النسخ الموجودة اليوم من مخطوطات مكتبة الخونساري ، ولم يوفّق الله للحصول
عليها حتّى كتابة هذا الكتاب.

الحاصل من دراسة نسخ كتاب
كامل الزيارات :
أنّ النسخ تكاد تكون متّفقة المطلع والختام
ومواضع الزيادة والتصرّف ـ ويأتي البحث في نسخة الحسن بن سليمان الحلّي في المقارنة
بين متون الكتاب المتداول ومن نقل عن كتاب ابن قولويه في الزيارات ـ إلاّ نسخة
فريدة مغفول عنها ، وهي نسخة سنة (١٠٣٦هـ)، غايرت الأخريات في أوّلها وأوائل أبوابها
ورسم بعض عناوينها ، بل في اسم الكتاب الذي حكته عن قول المصنّف وهو ابن قولويه في
أوّلها ، وهي مع احتمال التصرّف والاختصار من النسّاخ المتعدّدين ووجود مواضع الزيادة
والإشكال فيها أيضاً تؤيّد احتمال كون الكتاب من تأليف غير ابن قولويه بالزيادة والتحرير
غالباً ، وفي عين الحال تمنع تلك الشواهد من الاعتماد عليها لاتّخاذ رأي حتّى تجد
لها مؤيّداً من نسخ أو قرائن في كلمات المصنّفين والرواة.
والمؤسف أنّه ليس من بين كلّ النسخ التي
عرضناها وأخرى أشحنا عن ذكرها أيّ شاهد على اتصال مناولة أو قراءة لمتقدّم أو إجازة
تثبت نقلاً صحيحاً للكتاب عبر الأيدي المتعاقبة منذ زمن الشيخ محمّد بن جعفر بن
قولويه رحمهالله
، هذا بالنسبة لنسخ الكتاب ، أمّا قرائن صحّة نسبة الروايات إلى ابن قولويه أو غيره
ممّن قارب زمنه فهي كثيرة نبحثها في الموضع الآتي عند دراسة متن الكتاب ، وستكون أربع
نسخ حاضرة تعيننا في دراسة الكتاب والمقارنة ، وهي نسخة سنة (١٠٣٦هـ) المختلفة ، ونسخة
المجلسي سنة
(١٠٦٨هـ) ، ونسخة الأرموي
سنة (١٣٥١هـ) ، ونسخة الأردوبادي بمقدّمة الأميني المطبوعة سنة (١٣٩٧هـ) ، كما أنّ
الطبعة المحقّقة بجهد مبارك من الشيخ القيّومي سنشير لها في بعض المواضع.
وللبحث صلة ...
من ذخائر الترّاث
حاشية القاضي نور
الله التستري
(الشهيد سنة ١٠١٩
هجرية)
على شرح تجريد
الاعتقاد
(المقصد الخامس في
الإمامة)
لعلاء الدين القوشجي
(المتوفّى سنة ٨٧٩ هجرية)
تحقيق
الشيخ عبد الحليم عوض
الحلّي
مقـدّمة التحقيـق
بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمدُ لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام
على خير الورى أجمعين ، محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.
للمباحث الكلامية الأثر العظيم في سيرة الإنسان
وحياته ، فالإنسان تحرّكه عقائده ، فتوجب عليه أفعالاً معيّنة ، وتحتّم عليه أن يسير
بسيرة معيّنة ، وأنت عندما ترى هذا الإنسان يعمل عملاً ويصرّ عليه ، وذاك يترك نفس
العمل ولا يبالي به ولا يهتمّ به ، فإنّ ذلك كلّه معلول العقيدة التي يحملها هذا
الإنسان أو ذاك.
واستناداً إلى هذا ترى أنّ المباحث الكلاميّة
كانت نشطة ولا زالت على مرّ العصور ، وكثر المتكلّمون ، فترى أنّ العالم المتخصّص بعلم
الكلام يدّعي أمراً ما ، ويأتي الذي بعده يؤيده ويزيد في أدلّته ، أو بشرحه ويبسط كيفية
استدلاله ، ثمّ يأتي بعده شخص ينقض المدّعى والاستدلال بأدلّة بنظره هي
الأدلّة المجزية الكافية
، ويأتي على النقض نقضٌ وهكذا ، ونتائج هذه المباحث لها الأثر الكبير في كيفية الصلاة
والصيام والزكاة و ... الإنسان المسلم ، بل في اعتناق المذهب.
ومن الأمثلة الواضحة على ما قلناه ترى أنّ
العلاّمة الخواجة نصير الدين الطوسي المتوفّى سنة (٦٧٢ هجرية) قد كتب كتباً عديدة في
مجال الاعتقادات ، ومن جملتها كتاب تجريد الاعتقاد
، وقد صار هذا الكتاب محطّ أنظار طلاّب العلم والفضيلة ، فصار مورداً للمدارسة والشرح
والتوضيح والنقد ، وأوّل الشروح عليه شرح العلاّمة الحلّي المتوفّى سنة (٧٢٦ هجرية)
، واسمه كشف
المراد في شرح تجريد الاعتقاد
، وتبعه جماعة ، ومن جملة من وقف على كتاب تجريد الاعتقاد
علاء الدين القوشجي ، فشرحه شرحاً مفصّلاً ، وكتب عليه حاشية.
وهذا الشرح أيضاً صار محلاًّ للنقد والنقض
والإبرام ، فوضعت عليه حواش كثيرة ، ومن جملة من كتب حاشية على شرح التجريد
للقوشجي العلم العلاّمة القاضي نور الله التستري المستشهد سنة (١١٠٩ هجرية) ،
وبحمد الله وقعت مصوّرة نسخة الكتاب الفريدة تحت أيدينا.
هذا وقد اقترح علينا الأستاذ السيّد أحمد
رضا معين شهيدي تحقيق (المطلب الخامس في الإمامة) من هذا الكتاب وإخراجه إلى النور
، حفظاً لتراث اُمّتنا الإسلامية المجيدة ، وبركة لطلاّب العلم والفضيلة ورحمة يترحّم
بها على روح الشيخ الشهيد القاضي نور الله التستري ، آملاً من الله العلي
القدير أن يوجّه همّتنا
إلى تحقيق الكتاب وإخراجه إلى النور بأكمله ، آمين يا ربّ العالمين.
وقبل أن ندخل في أصل الكتاب لا بأس ببيان
مختصر عن الخواجة نصير الدين الطوسي وعلاء الدين القوشجي والقاضي الشهيد نور الله
التستري ، فأقول بعد التوكّل على الله تعالى.
الأوّل : الخواجة نصير
الدين الطوسي
هو محمّد بن محمّد بن الحسن نصير الدين أبو
عبد الله الطوسي ، الفيلسوف صاحب علوم الرياضي والرصد.
ابتنى بمدينة مراغة قبّةً ورصداً عظيماً
، واتّخذ في ذلك خزانة عظيمة فسيحة الأرجاء ، وملأها من الكتب التي نقلت من بغداد والشام
والجزيرة ، حتّى تجمّع فيها زيادة على ألف مجلّد ، وقرّر بالرصد المنجّمين والفلاسفة
والفضلاء ، وكان حسن الصورة سمحاً كريماً جواداً حليماً حسن العشرة غزير الفضائل ،
جليل القدر داهية.
حكي أنّه لمّا أراد العمل للرصد رأى هولاكو
ما ينصرف عليه ، فقال له : هذا العلم المتعلّق بالنجوم ما فائدته؟ أيدفع ما قُدِّر
أن يكون؟ فقال : أنا أضرب لمنفعته مثالاً ؛ فأمر من يطلع إلى أعلى هذا المكان ويدعه
يرمي من أعلاه طست نحاس كبير من غير أن يعلم به أحد ، ففعل ذلك ، فلمّا وقع ذلك كانت
له وقعة عظيمة هائلة ، روّعت كلّ من هناك ، وكاد بعضهم يصعق ،
وأمّا هو وهولاكو فإنّهما
ما تغيّر عليهما شيء ، لعلمهما بأنّ ذلك يقع ، فقال له : هذا العلم النجومي له هذه
الفائدة ، يعلم المتحدّث فيه ما يحدث ، فلا يحصل له من الروعة والاكتراث ما يحصل للذاهل
الغافل عنه ، فقال : لا بأس بهذا وأمره بالشروع فيه.
توفّي الشيخ الخواجة نصير الدين الطوسي سنة
(٦٧٢ هجرية).
الثاني : القوشجي
هو علي بن محمّد القوشجي ، علاء الدين :
فلكي رياضي ، من فقهاء الحنفية ، أصله من سمرقند ، كان أبوه من خدّام الأمير (ألغ بك)
ملك ما وراء النهر ، يحفظ له البزاة ، ومعنى القوشجي في لغتهم حافظ البازي ، وقرأ علي
القوشجي على الأمير (ألغ بك) ـ وكان ماهراً في العلوم الرياضية ـ ثمّ ذهب إلى بلاد
كرمان فقرأ على علمائها ، وصنّف فيها شرح التجريد للطوسي
، وعاد ، وكان (ألغ بك) قد بنى رصداً بسمرقند ، ولم يكمل ، فأكمله القوشجي.
ثمّ رحل إلى تبريز فأكرمه سلطانها الأمير
حسن الطويل ، وأرسله في سفارة إلى السلطان محمّد خان (سلطان بلاد الروم) ليصلح بينهما
، فاستبقاه محمّد خان عنده ، فألّف له رسالة في الحساب سمّاها المحمّدية ـ خ
أجاد فيها ، ورسالة في علم الهيئة سمّاها الفتحية ـ خ
فأعطاه محمّد خان مدرسة (أيا صوفية) فأقام بالآستانة ، وتوفّي فيها سنة (٨٧٩ هجرية)
الموافق لسنة
(١٤٧٤ ميلادية).
وله حاشية على أوائل حواشي الكشّاف
للتفتازاني وعنقود الزواهر
ـ ط في الصرف ، وحاشية على شرح السمرقندي
على الرسالة العضدية ـ ط
في الوضع ، وكتب أخرى بالعربية والفارسية.
الثالث : نور الله التستري
هو القاضي نور الله بن عبد الله ، بن نور
الله ، بن محمّد المرعشـي ، التستري (الشوشتري) مجتهد من علماء الإمامية ، وينعت بالقاضي
ضياء الدين ، من أهل تستر. رحل إلى الهند ، فولاّه السلطان أكبر شاه قضاء القضاة
بـ : لاهور ، واشترط عليه ألاّ يخرج في أحكامه عن المذاهب الأربعة ، فاستمرّ إلى أن
أظهر غير ذلك ، فقتل تحت السياط في مدينة أكبر أباد سنة (١٠١٩ هجرية) الموافق لسنة
(١٦١٠ ميلادية).
من تصانيفه الكثيرة : إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل
، مجالس المؤمنين في مشاهير رجال الشيعة ، مصائب النواصب ، حاشية على تفسير البيضاوي
، والحسن والقبيح ، وحاشية هذه على شرح التجريد للقوشجي.
النسخة المعتمدة في التحقيق
اعتمدنا في تحقيق هذا الكتاب على نسخة فريدة
بخطّ الشهيد القاضي نور الله بن شريف الحسيني المرعشي التستري ، كما صرّح في أوّل الكتاب
،
والنسخة موجودة في مدينة قم المقدّسة ، في
مؤسّسة المرحوم آية الله البروجردي.
تحت رقم : ٣٧٣.
قفسه : و.
رديف : ٢.
نوع الخط : نستعليق خوب.
ف : ١ـ ٧٥.
عدد الأسطر في كلّ صفحة : ٢٠.
عدد صفحات مبحث الإمامة : ١٩ صفحه من ص ٧٠٤
ـ ص ٧٥٨.
وعليها حواشي القاضي نور الله برموز متعدّدة
مثل : ١٢ ، ١٢ نور ، ١٢ نور الله ، هه ، مع رموز أخرى.
طريقة التحقيق :
ذكرنا سابقاً أنّنا اعتمدنا في تحقيق هذا
الكتاب على نسخة فريدة بخطّ المصنّف القاضي نور الله التستري رضياللهعنه وقد مرّ العمل بهذا الكتاب
وإخراجه بمراحل عديدة إليك توضيحها.
__________________
١ ـ تنضيد متن كتاب الخواجة نصير الدين الطوسي
وشرح القوشجي بالآلة الكاتبة.
٢ ـ تلافياً للأخطاء الإملائية والسقطات
قابلنا المكتوب بالآلة الكاتبة مع ما خطّه القاضي نور الله بيمينه.
٣ ـ قارنّا بين نسخة شرح تجريد الاعتقاد
المكتوبة بخطّ القاضي نور الله وبين النسخة القديمة الحجرية وأثبتنا الاختلافات المرجوحة
في الهامش.
٤ ـ استنساخ حواشي القاضي نور الله باليد
ثمّ إلحاق كلّ حاشية بمحلّها في النسخة المنضّدة.
٥ ـ تخريج الآيات والروايات الواردة في المتن
متّبعين في ذلك البحث عن المصدر الأقدم فالأقدم.
٦ ـ مراجعة المراحل السابقة ، وإتمام ما
نقص وزاغ عن البصر.
وفي الختام أسأله سبحانه أن يوفّقنا لإتمامه
بأحسن صورة ، راجين شفاعة من عقدت هذه المباحث لإظهار حقّه ، أعني أميرالمؤمنين علي
بن أبي طالب عليهالسلام.


المقصد الخامس
في الإمامة
[في تعريف الإمامة]
وهي رياسة عامّة في أمور
الدين والدنيا خلافةً عن النبي صلّى الله عليه وآله ، وبهذا القيد خرجت النبوّة ، وبقيد
العموم مثل القضاء والرياسة في بعض النواحي ، وكذا رياسة من جعله الإمام نائباً عنه
على الإطلاق ، فإنّها لا تعمّ الإمام.
[في نصب الإمام]
(الإمام لطف فيجب نصبه
على الله تعالى تحصيلاً للغرض)
اختلفوا في أنّ نصب الإمام بعد انقراض زمن
النبوّة هل يجب أم لا؟ وعلى تقدير وجوبه على الله أم علينا ، عقلاً أم سمعاً؟
__________________
فذهب أهل السنّة إلى أنّه واجب علينا سمعاً
، وقالت المعتزلة والزيديّة : بل عقلاً
، وذهبت الإماميّة إلى أنّه واجب على الله تعالى عقلاً
واختاره المصنّف رحمه الله ، وذهبت الخوارج إلى أنّه غير واجب مطلقاً
، وذهب أبو بكر الأصمّ من المعتزلة
إلى أنّه لا يجب مع الأمن لعدم الحاجة إليه ، وإنّما يجب عند الخوف وظهور الفتن
، وذهب الغوطيّ
وأتباعه إلى عكس ذلك ، أي يجب مع الأمن لإظهار
__________________
شعائر الشرع ، ولا يجب
عند ظهور الفتن ، لأنّ الظلمة ربّما لم يطيعوه وصار سبباً لزيادة الفتن
وتمسّك أهل السنّة بوجوه :
[أدلّة أهل السنّة على
مذهبهم]
الأوّل
: وهو العمدة
إجماع الصحابة
حتّى جعلوا ذلك أهمّ الواجبات
، واشتغلوا به عن دفن الرسول صلّى الله عليه وآله ، وكذا عقيب
__________________
موت كلّ إمام ، روي أنّه
لمّا توفّي النبيّ(صلى الله عليه وآله) خطب أبو بكر فقال : يا أيّها الناس من كان يعبد
محمّداً(صلى الله عليه وآله)
، فإنّ محمّداً قد مات ، ومن كان يعبد ربّ محمّد ، فإنّه حيٌّ لا يموت ، لابدّ لهذا
الأمر ممّن يقوم به ، فانظروا وهاتوا آراءكم رحمكم الله ، فتبادروا من كلّ جانب ، وقالوا
: صدقت لكنّا ننظر في هذا الأمر ، ولم يقل أحد أنّه لا حاجة إلى الإمام.
الثاني
: إنّ الشارع أمر بإقامة الحدود وسدّ الثغور وتجهيز الجيوش للجهاد ، وكثير من الاُمور
المتعلّقة بحفظ النظام ، وحماية بيضة الإسلام ممّا لا يتمّ إلاّ بالإمام ، وما لا يتمّ
الواجب المطلق
إلاّ به وكان مقدوراً فهو واجب
__________________
على ما مرّ.
الثالث
: إنّ في
نصب الإمام استجلاب منافع لا تحصى ، واستدفاع مضارٍّ لا تخفى ، وكلّ ما هو كذلك فهو
واجب ، أمّا الصغرى فتكاد
أن
__________________
تكون من الضروريّات ،
بل من المشاهدات ، وتعدّ من العيان الذي لا يحتاج إلى البيان ، ولهذا
اشتهر أنّ ما يزع السلطان أكثر ممّا يزع القرآن
وما يلتئم بالسنان لا ينتظم بالبرهان.
وذلك لأنّ الاجتماع المؤدّي إلى صلاح المعاش
والمعاد لا يتمّ بدون سلطان قاهر يدرأ المفاسد ويحفظ المصالح ، ويمنع ما تتسارع إليه
الطباع وتتنازع إليه الأطماع ، وكفاك شاهداً ما يشاهد من استيلاء الفتن والابتلاء
بالمِحَن بمجرّد هلاك من يقوم بحماية الحوزة ورعاية البيضة ، وإن لم يكن على ما ينبغي
من الصلاح والسداد ، ولم يخل عن شائبة شرّ وفساد.
ولهذا
لا ينتظم أمر أدنى اجتماع كرفقة طريق بدون رئيس لا
__________________
يصدرون
عن رأيه ومقتضى أمره ونهيه ، بل ربّما يجري مثل هذا فيما بين الحيوانات العُجْم ، كالنحل
لها عظيم يقوم مقام الرئيس ، ينتظم به أمرها ما دام فيها ، وإذا هلك انتشرت الأفراد
انتشار الجراد ، وشاع فيما بينهم الهلاك والفساد.
لا يقال : فغاية الأمر أنّه لابدّ في كلّ
اجتماع من رئيس مطاع منوط به النظام والانتظام ، لكن من أين يلزم عموم رياستها جميع
الناس وشمولها لأمر الدين والدنيا على ما هو المعتبر في الإمام.
لأنّا نقول : انتظام أمر عموم الناس على
وجه يؤدّي إلى صلاح الدين والدنيا يفتقر إلى رياسة عامة فيهما ، إذ لو تعدّد الرؤساء
في الأصقاع والبقاع
لأدّى إلى منازعات ومخاصمات موجبة لإخلال
أمر النظام.
ولو اقتصرت رياسته على أمر الدنيا لفات انتظام
أمر الدين الذي هو المقصد
الأهمّ والعمدة العظمى ، وأمّا الكبرى فبالإجماع.
__________________
[دليل المصنّف على مذهبه]
واحتجّ المصنّف بأنّ الإمام لطف
من الله في حقّ عباده ،
لأنّه إذا كان لهم رئيس يمنعهم من المحظورات ويحثّهم على الواجبات كانوا معه أقرب إلى
الطاعات وأبعد عن المعاصي منهم بدونه ، واللطف واجب عليه تعالى بناءً على أصلهم.
واعترض بأنّ نصب الإمام إنّما يكون لطفاً
إذا خلا عن المفاسد كلّها ، وهو ممنوع ، فإنّ أداء الواجب وترك الحرام مع عدم الإمام
أكثر ثواباً
، لكونهما أقرب إلى الإخلاص ، لانتفاء احتمال كونهما من خوف
الإمام ولو
__________________
ومنها
:
سلّم فإنّما يجب لو لم
يقم لطف آخر مقامه كالعصمة مثلاً
، لِمَ لا يجوز أن يكون زمان يكون الناس فيه معصومين مستغنين عن الإمام
، وأيضاً
إنّما يكون لطفاً إذا كان الإمام ظاهراً قاهراً
زاجراً عن القبائح قادراً على تنفيذ
__________________
الأحكام وإعلاء لواء علم
الإسلام ، وهذا ليس بلازم عندكم فالإمام الذي ادّعيتم وجوبه ليس بلطف والذي هو لطف
ليس بواجب والمصنّف أشار إلى الجواب :
عن الأوّل بقوله : (والمفاسد معلومة الانتفاء).
وعن الثاني بقوله : (وانحصار اللطف فيه معلوم
للعقلاء).
وظاهر أنّهما مجرّد دعوى.
وأشار إلى الجواب عن الثالث بقوله : (ووجوده لطف وتصرّفه لطف
آخر ، وعدمه منّاً) ؛ يعني أنّ وجود الإمام
لطف سواء تصرّف أو لم يتصرّف ، على ما
نقل عن علي عليه السلام ، أنّه قال : «لا تخلو الأرض عن قائم لله بحجّة ، إمّا ظاهراً
مشهوراً أو خائفاً مضموراً ، لئلاّ يبطل حجج الله وبيّناته»
وتصرّفه الظاهر لطف آخر ، وإنّما عدم تصرّفه
من جهة العباد
__________________
وسوء اختيارهم ، حيث أخافوه
وتركوا نصرته ، ففوّتوا اللطف على أنفسهم.
وردّ بأنّا لا نسلّم أنّ وجوده بدون التصرّف
لطف.
فإن
قيل : لأنّ المكلّف إذا اعتقد وجوده كان دائماً
يخاف ظهوره وتصرّفه ، فيمتنع من القبايح.
قلنا
: مجرّد الحكم بخلقه وإيجاده في وقت ما كاف في هذا المعنى ، فإنّ ساكن القرية (
إذا انزجر عن القبيح خوفاً من حاكم من قبل السلطان مختف في القرية بحيث لا أثر له كذلك
ينزجر خوفاّ من حاكم عَلِم أنّ السلطان يرسله إليها متى شاء ، وليس هذا خوفاً من المعدوم
، بل من موجود
__________________
مترقّب ، كما أنّ خوف
الأوّل من ظهور مترقّب.
[في لزوم عصمة الإمام]
ثمّ اختلفوا في أنّ الإمام هل يجب أن يكون
معصوماً أم لا؟ فذهب الإمامية والإسماعيلية إلى وجوبه ، واختاره المصنّف والباقون بخلافه.
واحتجّ المصنّف بوجوه :
الأوّل
: إنّه لو لم يجب عصمة الإمام لزم التسلسل.
وجه
اللزوم : أنّ الـمُحوّج إلى الإمام جواز الخطأ
على الأمّة في العلم والعمل ، فلو جاز الخطأ على الإمام أيضاً لوجب له إمام آخر ويتسلسل
، وإلى هذا الوجه أشار بقوله : (وامتناع
التسلسل يوجب عصمته).
وللأشاعرة أن يقولوا : لا نسلّم أنّ الحاجة
إلى الإمام لما ذكرتم ، بل لما ذكرنا في وجوب نصب الإمام ، ولا يلزم منه أن يكون معصوماً.
الثاني
: أنّ الإمام حافظ للشريعة ، فلو جاز الخطأ عليه لم يكن حافظاً لها
وإليه أشار بقوله : (ولأنّه
حافظ للشرع).
__________________
وأجيب
: بأنّه ليس حافظاً
لها بذاته ، بل بالكتاب
والسنّة وإجماع
__________________
الأمة واجتهاده الصحيح
، فإن أخطأ في اجتهاده فالمجتهدون
يردّونوالآمرون بالمعروف يصدّون
وإن لم يفعلوا
أيضاً ، فلا نقض للشريعة القويمة.
الثالث
: أنّه لو أقدم الإمام على المعصية لوجب إنكاره ، وهو مضادّ لوجوب إطاعته الثابت بقوله
تعالى :
(أَطيعُوا الله وَأَطيعُوا الرَسُولَ وَأُوْلِي
الأَمْرِ مِنْكُمْ)
، مُفوّت للغرض من نصبه ، أعني الامتثال لما أمر
به ، والاجتناب عمّا نهى عنه واتّباعه فيما يفعله ، وإلى هذا أشار بقوله : (ولوجوب الإنكار لو أقدم
على المعصية ، فيضادّ أمر الطاعة ويفوت الغرض من نصبه).
وأجيب
: بأنّ وجوب الطاعة إنّما هو فيما لا يخالف
الشرع ، وأمّا فيما
__________________
يخالفه ، فالردّ والإنكار
وإن لم يتيسّر فسكوت عن اضطرار.
الرابع
: أنّه لو أقدم على المعصية لكان أنزل
درجة من العوام ، لأنّه أعرف بمثالب المعاصي ومناقب الطاعات ، فصدور المعصية منه أقبح
من العوامّ ، وإليه أشار بقوله : (ولانحطاط درجته عن أقلّ العوامّ).
[في تمكّن المعصوم من
المعصية وعدمه]
ثمّ القائلون بالعصمة اختلفوا في أنّ المعصوم
هل يتمكّن من فعل
__________________
المعصية أم لا؟
واختار المصنّف أنّه قادر على المعصية (
، فقال : (ولا
ينافي العصمة القدرة) وإلاّ لما استحقّ الثواب
على الاجتناب عن المعاصي ، ولما كان مكلّفاً
[في أفضليّة الإمام من
رعيّته]
(وقبح تقديم المفضول معلوم
، ولا ترجيح في المساوي).
اختلفوا في أنّ الإمام هل يجب أن يكون أفضل
من رعيّته أم لا؟ فذهب أكثر أهل السنّة إلى أنّه لا يجب أن يكون أفضل من رعيّته.
وذهب الإمامية إلى أنّه يجب ، واختاره المصنّف
، واحتجّ عليه بأنّه لو لم يكن الإمام أفضل من رعيّته فلا يخلو إمّا أن يكون مساوياً
أو مفضولاً.
وتقديم المفضول على الفاضل قبيح عقلاً
، يدلّ عليه قوله تعالى : (أَفَمَن يَهْدِي إلى الْحَقِّ
أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى
فَمَا
__________________
لَكُمْ
كَيْفَ تَحْكُمُونَ)
والمساوي لا ترجيح له ، فيستحيل تقديمه ، لأنّه يفضي إلى الترجيح بلا مرجّح.
(والعصمة تقتضي النصّ
وسيرته عليه السلام)
يعني أنّ العصمة من الاُمور الخفية التي
لا يعلمها إلاّ عالم السرائر
، فيجب أن يكون الإمام منصوصاً من عند الله تعالى ، وسيرة نبيّنا صلّى الله عليه
وآله أيضاً تقتضي التنصيص بالإمام ، لأنّه أشفق بالأمة من الولد لولده ، ولهذا لم يقصّر
في إرشاد اُمور جزئية ، مثل ما يتعلّق بالاستنجاء وقضاء الحاجة ، فمن هو بهذه المثابة
من الإشفاق ، كيف يُهمِل أمرهم
فيما هو أهمّ الواجبات
، ولا يَنُصُّ على من يتولّى أمرهم بعده
وهما أي العصمة والتنصيص مختصّان بعليّ عليه السلام.
[في الإمام الحقّ بعد
رسول الله(صلى الله عليه وآله)]
اختلفوا في أنّ الإمام الحقّ بعد رسول الله
صلّى الله عليه وآله من هو؟
__________________
فذهب الإماميّة إلى أنّه
عليّ عليه السلام ، واختاره المصنّف ، وذهب الباقون إلى أنّه أبو بكر.
واحتجّ
المصنّف بأنّ العصمة والنصّ
كلاهما مختصّان بعليّ عليه السلام ، أي المعصوم والمنصوص عليه بالإمامة هو علي عليه
السلام دون أبي بكر ، فهو الإمام دونه.
أقول
: دعوى انحصار العصمة في عليّ عليه السلام ينافي ما تقدّم من أنّها خفيّة (
لا يعلمها إلاّ الله تعالى.
وما
قيل : من أنّهما مختصّان بعليّ عليه السلام
، لأنّ عليّاً أفضل الصحابة لما سيأتي ، والأفضل يجب أن يكون إماماً لما بيّنا أنّ
إمامة المفضول قبيحة ، وإذا كان إماماً يجب أن يكون معصوماً وأن يكون منصوصاً عليه
، لأنّ الإمامة مشروطة بالعصمة ، ولا تتحقّق العصمة (
بدون التنصيص
، ففيه
__________________
مصادرة لا يخفى
(والنصّ
الجلي
في
قوله) مخاطباً لأصحابه (سلّموا على عليّ بإمْرَة
المؤمنين)
والإمرة بالكسرة
الإمارة من أمّر الرجل إذا
صار أميراً ، وقوله صلّى الله عليه وآله مخاطباً
لعلي عليه السلام : (أنت
__________________
الخليفة
بعدي)
وغيرهما مثل قوله صلّى الله عليه وآله مشيراً إلى عليّ عليه السلام وآخذاً بيده :
«هذا خليفتي فيكم من بعدي ، فاستمعوا له
وأطيعوا».
وقوله صلّى الله عليه وآله وقد جمع بني عبد
المطّلب : «أيّكم يبايعني ويوازرني يكون أخي ووصيّي وخليفتي من بعدي ، فبايعه عليّ
عليه السلام».
وأجيب
بأنّه لو كان في مثل هذا الأمر الخطير المتعلّق بمصالح الدين والدنيا لعامّة الخلق
مثل هذه النصوص الجلية لتواتر نقله إلينا
واشتهر فيما
__________________
بين الصحابة ، ولم يتوقّفوا
في العمل بموجبه ، ولم يتردّدوا حين اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة لتعيين الإمام تردّدهم
، حيث قال الأنصار : منّا أمير ومنكم أمير
، ومال طائفة إلى أبي بكر ، وأخرى إلى العبّاس ، وأخرى إلى عليّ عليه السلام.
ولم يترك عليّ عليه السلام محاجّة الأصحاب
ومخاصمتهم
وادّعاء الأمر له والتمسّك بالنصّ عليه ، بل قام بأمره وطلب حقّه كما قام به حين
أفضى النوبة إليه ، وقاتل حتّى أفنى الخلق الكثير ، مع أنّ الخَطْب إذ ذاك أشدّ ،
وفي أوّل الأمر أسهل ، وعهدهم بالنبيّ صلّى الله عليه وآله أقرب ، وهممهم في تنفيذ
أحكامه أرغب.
وكيف يزعم من له أدنى مسكة أنّ أصحاب رسول
الله صلّى الله عليه وآله ـ مع أنّهم بذلوا مهجهم وذخايرهم وقتلوا أقاربهم وعشايرهم
في نصرة رسول الله صلّى الله عليه وآله وإقامة شريعته وانقياد أمره وإتباع طريقته ـ
أنّهم خالفوه قبل أن يدفنوه
مع وجود هذه النصوص القطعية الظاهرة الدالّة على
__________________
المراد ، بل ههنا روايات
وأمارات
ربّما تفيد باجتماعها القطع بعدم مثل تلك النصوص ، وهي أنّها لم تثبت عمّن يوثق به
من المحدّثين ، مع شدّة محبّتهم لأمير المؤمنين ، ونقلهم الأحاديث الكثيرة في مناقبه
وكمالاته في أمر الدنيا والدين ، ولم ينقل عنه في خطبه ورسائله
ومفاخراته ومخاصماته.
وعند تأخّره
عن البيعة
إشارة إلى تلك النصوص
، وجعل عمر الخلافة شورى بين ستّة ، ودخل عليّ عليه السلام في الشورى ، وقال عبّاس
__________________
لعلي عليه السلام : امدد
يدك أبايعك حتّى يقول الناس : هذا عمّ رسول الله بايع ابن عمّه ، فلا يختلف فيك اثنان.
وقال أبو بكر : وَددْت أنّي سألت النبي صلّى
الله عليه وآله عن هذا الأمر فيمن هو؟ وكنّا لا ننازعه ، وحاجّ عليّ عليه السلام معاوية
ببيعة الناس له
، لا بنصّ من النبيّ صلّى الله عليه وآله.
ولقوله تعالى : (إنَّمَا
وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ
الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)
وإنّما اجتمعت الأوصاف في عليّ
__________________
عليه السلام.
بيان
ذلك : أنّها نزلت باتّفاق المفسّرين في حقّ
عليّ بن أبي طالب عليه السلام حين أعطى السايل خاتمه ، وهو راكع في صلاته
وكلمة (إنّما) للحصر بشهادة النقل والاستعمال ، والولي كما جاء بمعنى الناصر فقد جاء
بمعنى المتصرّف في الاُمور
والأولى والأحقّ بذلك ، يقال : أخو المرأة وليّها ، والسلطان وليّ من لا وليّ له ،
وفلان وليّ الدّم ، وهذا هو المراد ههنا ، لأنّ الولاية بمعنى النصرة يعمّ جميع المؤمنين
، لقوله تعالى :
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَاءُ بَعْض)
فلا يصحّ حصرها في المؤمنين الموصوفين بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة حال الركوع ، والمتصرّف
من المؤمنين
__________________
في أمر الأمّة يكون هو
الإمام ، فتعيّن عليّ عليه السلام لذلك ، إذ لم توجد الصفات في غيره.
وأجيب
: بمنع كون الولي بمعنى المتصرّف في أمر الدين
والدنيا والأحقّ بذلك على ما هو خاصّة الإمام ، بل الناصر والمولى والمحبّ على ما
يناسب ما قبل الآية ، وهو قوله تعالى : (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء
بَعْضُهُمْ)
وولاية اليهود والنصارى المنهيّ عن اتّخاذها ليست محمولة على التصرّف والإمامة
، بل النصرة والمحبّة وما بعدها ، وهو قوله : (وَمَن يَتَوَلَّ الله
وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْغَالِبُونَ)
فإنّ التولّي ههنا بمعنى المحبّة والنصرة دون الإمامة ، فيجب أن يحمل ما بينهما أيضاً
على النصرة ، ليتلائم أجزاء الكلام ، على أنّ الحصر إنّما يكون نفياً لمّا وقع فيه
تردّد ونزاع
، ولا خفاء في أنّ ذلك
عند نزول الآية لم يكن في إمامة الأئمّة الثلاثة ، وأيضاً ظاهر الآية ثبوت الولاية
بالفعل في الحال ، ولا شبهة في أنّ إمامة عليّ عليه السلام إنّما كانت بعد النبي صلّى
الله
__________________
عليه وآله.
والقول بأنّه كانت له ولاية التصرّف في أمر
المسلمين في حياة النبي صلّى الله عليه وآله أيضاً مكابرة
، وصرف الآية إلى ما
يكون في المال دون الحال لا يستقيم في حقّ الله تعالى ورسوله ، وأيضاً والذين آمنوا
صيغة جمع ، فلا تصرّف إلى الواحد إلاّ بدليل.
وقول المفسّرين : إنّ الآية نزلت في حقّ
عليّ عليه السلام لا يقتضي اختصاصها واقتصارها عليه ، ودعوى انحصار الأوصاف فيه مبيّنة
على جعل وهم راكعون
حالاً من ضمير يؤتون وليس بلازم ، بل يحتمل العطف بمعنى أنّهم يركعون في صلاتهم لا
كصلاة اليهود خالية عن الركوع أو بمعنى أنّهم خاضعون.
(ولحديث الغدير المتواتر)
بيانه
أنّ النبي صلّى الله عليه وآله قد جمع الناس يوم غدير خمّ
اسم
__________________
موضع بين مكّة والمدينة
بالجحفة
وذلك بعد رجوعه عن حجّة الوداع
وجمع الرحال وصعد عليها ، وقال مخاطباً : «يا معشر المسلمين ألست أولى بكم من أنفسكم
، قالوا : بلى ، قال : فمن كنت مولاه ، فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من
عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله».
وهذا الحديث أورده علي عليه السلام يوم الشورى
عندما حاول ذكر فضائله
ولفظ المولى قد يراد به المعتِق والمعتَق ، والحليف والجار ، وابن العمّ والناصر والأولى
بالتصرّف.
وقال الله تعالى : (مَأْوَاكُمُ
النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ)
أي أولى بكم ، ذكره أبو عبيدة ، وقال النبي صلّى الله عليه وآله : «أيّما امرأةٌ نكحت
بغير إذن مولاها» ، أي الأولى بها ، والمالك لتدبير أمرها ، ومثله في الشعر كثير ،
وبالجملة استعمال المولى بمعنى المتولّي والمالك للأمر والأولى بالتصرّف
__________________
شائع في كلام العرب ،
منقول عن أئمّة اللّغة ، والمراد أنّه اسم لهذا المعنى لا صفة بمنزلة الأولى ، ليتعرّض
بأنّه ليس من صيغة اسم التفضيل ، وأنّه لا يستعمل استعماله ، وينبغي أن يكون المراد
به في الحديث هو هذا المعنى ، ليطابق صدر الحديث ، أعني قوله : ألست أولى بكم من أنفسكم.
ولأنّه لا وجه للخمسة الأوّل ، وهو ظاهر
، ولا للسادس لظهوره وعدم احتياجه إلى البيان ، وجمع الناس لأجله سيّما وقد قال الله
تعالى :
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَاءُ بَعْض)
ولا خفاء في أنّ الأولوية بالناس والتولّي والمالكيّة لتدبير أمرهم والتصرّف فيهم بمنزلة
النبي صلّى الله عليه وآله هو
معنى الإمامة.
وأجيب
: بأنّه غير متواتر ، بل هو خبر واحد في مقابله
الإجماع ، كيف وقد قدح في صحّته كثير من أهل الحديث ، ولم ينقله المحقّقون منهم
__________________
كالبخاري ومسلم والواقدي.
وأكثر من رواه لو يَروِ المقدّمة التي جعلت
دليلاً على أنّ المراد
بالمولى الأولى بالتصرّف
وبعد صحّة الرواية فمؤخّر الخبر ، أعني قوله : «اللهمّ وال من والاه»
يشعر بأنّ المراد بالمولى هو الناصر
والمحبّ ، بل
__________________
مجرّد احتمال ذلك كاف
في دفع الاستدلال ، وما ذكر من أنّ ذلك معلوم ظاهر
من قوله تعالى :
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَاء بَعْض)لا
يدفع الاحتمال ، لجواز أن يكون الغرض التنصيص على موالاته ونصرته ، ليكون أبعد عن التخصيص
الذي يحتمله أكثر العمومات ، وليكون أوفى بإفادة الشرف حيث قرن بموالاة النبي صلّى
الله عليه وآله.
ولو سلّم أنّ المراد بالمولى هو الأولى ،
فأين الدليل على أنّ المراد هو
__________________
الأولى بالتصرّف والتدبير
، بل يجوز أن يراد الأولى في الاختصاص به والقرب منه ، كما قال الله تعالى : (إنَّ
أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ)
وكما تقول التلامذة : نحن أولى بأستادنا ، والأتباع نحن أولى بسلطاننا ، ولا يريدون
الأولوية في التدبير
والتصرّف وحينئذ لا يدلّ الحديث على إمامته.
ولو سلّم فغايته الدلالة على استحقاق الإمامة
وثبوتها في المآل ، لكن من أين يلزم نفي إمامة الأئمّة الثلاثة قبله.
(ولحديث المنزلة المتواتر)
بيانه
أنّ المنزلة اسم جنس أضيف فيعمّ
كما إذا عرّف باللاّم بدليل
__________________
صحّة الاستثناء
، وإذا استثنى منها مرتبة النبوّة بقيت عامّة في باقي المنازل التي من جملتها كونه
خليفة له ومتولّياً في تدبير الأمر ، ومتصرّفاً في مصالح العامّة ، ورئيساً مفترض الطاعة
لو عاش بعده
، إذ لا يليق بمرتبة النبوّة (زوال
هذه المرتبة الرفيعة الثابتة في حياة موسى عليه السلام بوفاته
، وإذ قد صرّح بنفي النبوّة لم يكن ذلك
إلاّ بطريق الإمامة.
وأجيب
: بأنّه غير متواتر ، بل هو خبر واحد في مقابله
الإجماع ، وبمنع عموم المنازل ، بل غاية الاسم المفرد المضاف إلى العلم الإطلاق ، وربّما
يدعى كونه معهوداً معيّناً كغلام زيد ، وليس الاستثناء المذكور إخراجاً لبعض
__________________
أفراد المنزلة بمنزلة
قولك : «إلاّ النبوّة» بل منقطع بمعنى لكن ، فلا يدلّ على العموم ، كيف ومن منازله
الأخوّة ولم يثبت لعليّ عليه السلام ، اللّهمّ إلاّ أن يقال : إنّها بمنزلة (
المستثنى لظهور وانتفائها.
ولو سلّم العموم فليس من منازل هارون
الخلافة والتصرّف بطريق النيابة على ما هو مقتضى الإمامة ، لأنّه شريك له في النبوّة
، وقوله : «اخلفني» ليس استخلافاً بل مبالغة وتأكيد في القيام بأمر القوم ، ولو سلّم
فلا دلالة على بقائها بعد الموت
، وليس انتفاؤها بموت المستخلف عزلاً ولا نقصاً بل
__________________
ربّما تكون عوداً إلى
حالة أكمل هي الاستقلال بالنبوّة والتبليغ من الله تعالى ، وتصرّف هارون ونفاذ أمره
لو بقي بعد موسى إنّما يكون لنبوّته
، وقد انتفت النبوّة في حقّ عليّ عليه السلام فينتفي ما يبتني عليها ويتسبّب عنها.
وبعد اللتيّا والتي لا دلالة على نفي إمامة
الثلاثة قبل عليّ عليه السلام.
(ولاستخلافه على المدينة)
في غزوة تبوك وعدم عزله إلى زمان وفاته ، فيعمّ الأزمان والدهور.
(للإجماع)
على عدم الفصل ، بل الحاجة إلى الخليفة بعد الوفاة أشدّ منه حال الغيبة.
وأجيب
: بأنّه على تقدير صحّته لا يدلّ على بقائه
خليفة بعد وفاته دلالة قطعية ، مع وقوع الإجماع على خلافه.
(ولقوله صلّى الله عليه وآله : «أنت أخي ووصيّي
وخليفتي من بعدي وقاضي ديني»
بكسر
الدال).
وأجيب
: بأنّه خبر واحد في مقابلة الإجماع ، ولو
صحّ لما خفي على
__________________
الصحابة والتابعين والمهرة
المتّقين من المحدّثين
سيّما علي وأولاده الطاهرين ، ولو سلّم فغايته إثبات خلافته ، لا نفي خلافة الآخرين.
(ولأنّه أفضل)
من غيره من الأئمّة لما سيأتي ، (وإمامة المفضول قبيحة عقلاً).
وأجيب بمنع المقدّمات.
(ولظهور المعجزة)
يعني الكرامة على يده (كقلع
باب خيبر) وعجز عن إعادته سبعون رجلاً من الأقوياء.
(ومخاطبة الثعبان)
على منبر الكوفة فسُئل عنه عليه السلام ، فقال : إنّه من حكّام الجنّ أشكل عليه مسألة
فأجَبتُه
عنها.
(ورفع الصخرة العظيمة عن القليب)
روي أنّه عليه السلام لمّا توجّه إلى صفّين مع أصحابه أصابهم عطش عظيم ، فأمرهم أن
يحفروا بقرب دير ، فوجدوا صخرة عظيمة عجزوا عن نقلها ، فنزل عليّ عليه السلام فأقلعها
__________________
ورمى بها مسافة بعيدة
، فظهر قليب فيه ماء فشربوا منها
، ثمّ أعادها ، ولمّا رأى ذلك صاحب الدير أسلم.
(ومحاربة الجنّ)
روي أنّ جماعة من الجنّ أرادوا وقوع الضرر بالنبي صلّى الله عليه وآله حين مسيره إلى
بني المصطلق ، فحارب عليّ عليه السلام معهم ، وقتل منهم جماعة كثيرة .
(وردّ الشمس
وغير
ذلك) من الوقائع التي نقلت عنه.
(وادّعى الإمامة فيكون صادقاً)
يعني أنّه عليه السلام ادّعى الإمامة ، وظهر على وفق دعواه أمور خارقة للعادة ، فيكون
صادقاً في دعواه.
__________________
وأجيب
: بأنّا لا نمنع أنّه ادّعى الإمامة قبل أبي بكر
، ولو سلّم فلا تمنع ظهور تلك الاُمور في مقام التحدّي ثمّ أراد أن يثبت إمامة عليّ
عليه السلام
بأنّ يبيّن عدم صلوح غيره للإمامة حتّى يثبت إمامته ضرورة ، فذكر
__________________
أوّلاً دلائل عامّة يتناولهم
بأسرهم ، ثمّ ذكر مطاعن لواحد واحد.
أمّا الدلائل العامّة فمنها ما أشار إليه
بقوله :
(ولسبق كفر غيره فلا يصلح للإمامة غيره فتعيّن
هو عليه السلام)
ذلك لأنّ النبي صلّى الله عليه وآله حين
بعث لم يكن عليّ عليه السلام بالغاً سنّ التكليف ، فلم يكن كافراً بخلاف من عداه من
الأئمّة ، فإنّهم كانوا بالغين فكانوا كافرين ، والكافر ظالم لقوله تعالى : (وَالْكَافِرُونَ
هُمُ الظَّالِمُونَ).
والظّالم لا يصلح للإمامة لقوله تعالى : (لاَ
يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)
في جواب إبراهيم عليه السلام حين طلب الإمامة لذرّيته.
__________________
وأجيب
: بأنّ غاية الأمر ثبوت التنافي بين الظلم والإمامة (
، ولا محذور إذا لم يجتمعا.
ومنها
: ما أشار إليه بقوله : ولقوله تعالى : (وَكُوْنُوا
مَعَ الصّادِقِيْنَ).
مضمون الآية الكريمة هو الأمر بمتابعة المعصومين
، لأنّ الصادقين هم المعصومون ، وغير عليّ عليه السلام من الصحابة ليس بمعصوم بالاتّفاق
، فالمأمور بمتابعته إنّما هو عليّ عليه السلام.
وأجيب
: بمنع المقدّمات.
__________________
ومنها : ما أشار إليه بقوله : (ولقوله تعالى
:
(أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ
الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ))
أمر بإطاعة المعصومين ، لأنّ اُولي الأمر منكم
لا يكونون إلاّ معصومين ، لأنّ تفويض اُمور المسلمين إلى غير المعصومين
قبيح عقلاً
، وغير عليّ عليه السلام غير معصوم بالاتّفاق ، فالأمر بإطاعته لا غير.
وأجيب
: بمنع المقدّمات.
(ولأنّ الجماعة غير عليّ عليه السلام غير
صالح للإمامة ، لظلمهم بتقدّم كفرهم)
هذا تكرار لما سبق آنفاً
، فكأنّه من طغيان القلم.
__________________
[ما ورد في أبي بكر]
وأمّا ... أبي بكر :
فمنها
: (أنّه
خالف أبو بكر كتاب الله تعالى في منع إرث رسول الله صلّى الله عليه وآله بخبر رواه
هو) وهو : نحن معاشر الأنبياء لانوَرّث ،
فما تركناه صدقة ، وتخصيص الكتاب إنّما يجوز بالخبر المتواتر دون الآحاد.
وأجيب
: بأنّ خبر الآحاد وإن كان ظنّيّ المتن فقد
يكون قطعيّ الدلالة ، فيخصّص به عام الكتاب
لكونه ظنّيّ الدلالة (
، وإن كان قطعيّ
__________________
المتن جمعاً بين الدليلين.
وتمام تحقيق ذلك في أصول الفقه ، على أنّ الخبر المسموع
من فيّ رسول الله صلّى الله عليه وآله
إن لم يكن فوق المتواتر فلا خفاء في كونه بمنزلته ، فيجوز للسامع المجتهد أن يخصّص
به عامّ الكتاب.
ومنها
: أنّه (منع فاطمة عليها السلام فدكا)
؛ وهي قرية بخيبر ، (مع
__________________
ادّعاء
النحلة لها ، وشهد بذلك عليّ عليه السلام واُمّ أيمن)
فلم يصدّقهم
، (وصدّق
الأزواج) أي أزواج النبي صلّى الله عليه وآله ،
(في
ادّعاء الحجرة لهنّ من غير شاهد)
ومثل هذا الجور والميل لا يليق بالإمام ، (ولهذا ردّها عمر بن عبد العزيز)
، أي فدك إلى أولاد فاطمة عليها السلام (وأوصت فاطمة عليها السلام أن لا يصلّي عليها
أبو بكر ، فدفنت ليلاً).
__________________
فإنّ هذين الأمرين أعني ردّ عمر بن عبد العزيز
فدكاً إلى أولاد فاطمة ، ووصيّتها حين احتضرت أن لايصلّي عليها أبو بكر يدلاّن على
أنّه ظلم فاطمة عليها السلام.
وأجيب
: بأنّه لو سلّم صحّة ما ذكر فليس على الحاكم
أن يحكم بشهادة رجل وامرأة ، وإن فرض عصمة المدّعي والشاهد ، وله الحكم بما علمه يقيناً
وإن لم يشهد به شاهد.
ومنها
: ما أشار إليه بقوله : (ولقوله أقيلوني فلست
بخيركم ، وعليٌّ فيكم).
بيان
ذلك : أنّه إن كان صادقاً في هذا الكلام لم
يصلح للإمامة ، وإن كان كاذباً لم يصلح أيضاً لاشتراط العصمة في الإمامة.
ومنها
: ما أشار إليه بقوله : (ولقوله أنّ له شيطاناً
يعتريه).
يعني أنّه قال : إنّ لي شيطاناً يعتريني
، فإن استقمت فأعينوني ، وإن عصيت جنّبوني.
وبيانه
: كما في المتقدّم من أنّه إن كان صادقاً لم يصلح للإمامة ، وإن
__________________
كان كاذباً لم يصلح أيضاً
لانتفاء العصمة.
وأجيب
: بأنّه على تقدير صحّته قصد به التواضع
، وهضم النفس ، وقد ورد في الحديث : أنّ كلّ مولود له شيطان ، وقوله : «إن عصيت» شرطية
لا يقتضي صدقها وقوع الطرفين.
ومنها
: ما أشار إليه بقوله : (ولقول عمر : كانت بيعة
أبي بكر فلتةً وقى الله شرّها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه).
يعني أنّها كانت فجأةً وبغتة
عن خطأ لا عن تدبير
وابتناء على أصل.
وأجيب
: بأنّ المعنى أنّها كانت فجأةً وبغتةً وقى
الله شرّ الخلاف الذي كاد يظهر عندها
، فمن عاد إلى مثل تلك المخالفة الموجبة لتبديل الكلمة فاقتلوه ، وكيف يتصوّر منه القدح
في إمامة أبي بكر مع ما علم من مبالغته في تعظيمه ، وفي انعقاد البيعة
له ومن صيرورته خليفة باستخلافه.
__________________
ومنها
: أنّه (شكّ
عند موته في استحقاقه للإمامة).
حيث
قال : وددت أنّي سألت رسول الله صلّى الله عليه
وآله عن هذا الأمر فيمن هو؟ وكنّا لا ننازع أهله.
وأجيب
: بمنع صحّة الخبر ، وعلى تقدير صحّته أراد
به المبالغة في طلب الحقّ ونفي الاحتمال البعيد.
ومنها
: (أنّه خالف رسول الله صلّى الله عليه
وآله)
في
الاستخلاف
عندهم)
والرسول صلّى الله عليه وآله مع أنّه أعرف بالمصالح والمفاسد
__________________
وأوفر شفقةً على الاُمّة
لم يستخلف أحداً.
وأجيب
: بأنّه لا نمنع أنّه لم يستخلف أحداً ، بل
استخلف إجماعاً ، أمّا عند الأشاعرة فأبا بكر ، وأمّا عند الشيعة فعليّاً عليه السلام.
ومنها
: (أنّه خالف الرسول صلّى الله عليه وآله في
تولية من عزله)
فإنّه ولّى عمر جميع اُمور المسلمين ، مع
أنّ النبي صلّى الله عليه وآله عزله بعد ما ولاّه أمر الصدقات.
وأجيب
: بأنّا لا نمنع أنّه عزل عمر ، بل انقضى
توليته بانقضاء شغله ، كما إذا ولّيت أحداً عملاً ، فأتمّه ، فلم يبق عاملاً ، فإنّه
ليس من العزل في شيء.
وأيضاً لا نمنع أنّ مجرّد فعل ما لم يفعله
النبي صلّى الله عليه وآله مخالفة له ، وترك لاتباعه ، وإنّما المخالفة إذا فعل ما
نهى عنه أو ترك ما أمر به.
ومنها
: (أنّه خالف رسول الله صلّى الله عليه وآله
في التخلّف عن جيش اُسامة مع علمهم بقصد التبعيد).
__________________
أَمَرَ النبي صلّى الله عليه وآله أبا بكر
وعمر وعثمان في أن ينفّذوا جيش أسامة ، فإنّه قال صلّى الله عليه وآله في مرضه الذي
قضى فيه نحبه : نفّذوا جيش أسامة وكان الثلاثة في جيشه
، وفي جملة من يجب عليه النفوذ معه ولم ينفذوا معه
ولم يفعلوا ذلك ، مع أنّهم عرفوا قصد النبي صلّى الله عليه وآله ، لأنّ غرضه من التنفيذ
من المدينة بُعد الثلاثة عنها
، بحيث لا يتواثبوا على الإمامة بعد موت النبي صلّى الله عليه وآله ، ولهذا جعل الثلاثة
في الجيش ولم يجعل عليّاً عليه السلام.
__________________
وأجيب
: بمنع صحّة ذلك.
(وولّى
أسامة عليهم ، فهو أفضل وعليّ عليه السلام لم يولّ عليه أحداً ، وهو أفضل من أسامة)
يعني في تولية أسامة عليهم دليل على تفضيله عليهم ، ولا شكّ لأحد في أنّ عليّاً عليه
السلام أفضل من أسامة ، فعليّ عليه السلام أفضل منهم ، فهو المتعيّن للإمامة.
وأجيب
: بأنّ توليته أسامة عليهم لو ثبت فلعلّه
لغرض غير الأفضليّة (
، مثل كونه أعلم بقيادة الجيش.
__________________
ومنها
: (أنّ
أبا بكر لم يتولّ عملاً في زمانه عليه السلام ، وبعثه النبي صلّى الله عليه وآله إلى
مكّة ، وأعطاه سورة برائة ليقرأ على الناس فنزل جبرئيل عليه السلام وأمر بردّه ، وأخذ
السورة منه ، وأن لايقرأها إلاّ هو أو واحد من أهله ، فبعث بها عليّاً عليه السلام)
، وأمره أن يأخذ منه السورة ويقرأها على أهل مكّة.
وأجيب
: بأنّا لانمنع أنّه لم يتولّ عملاً في حياة
النبي صلّى الله عليه وآله ، فإنّه أمّره على الحجيج في سنة تسع من الهجرة ، واستخلفه
في الصلاة في مرضه ، وصلّى خلفه ، وأيضاً لا نمنع أنّه عزله عن قراءة سورة براءة ،
بل المروي أنّه ولاّه الحجّ ، وأردفه بعليّ عليه السلام لقراءة سورة براءة ، وقال :
لا يؤدّي عنّي إلاّ رجل منّي ، وذلك لأنّ عادة العرب أنّهم إذا أخذوا المواثيق والعهود
(كان
لا يفعل ذلك إلاّ صاحب العهد أو رجل من بني أعمامه)
، فجرى رسول الله صلّى الله عليه وآله على سابق عهدهم.
__________________
ومنها
: (أنّه لم يكن عارفاً بالأحكام
حتّى قطع يسار سارق ، وأحرق بالنار فجاءة)
السلمي ، وقد نهى النبي صلّى الله عليه وآله عن ذلك ، وقال : لايعذّب بالنار إلاّ ربّ
النّار.
(ولم
يعرف الكلالة)
وهي مَنْ لا والد له ولا ولد ، وكلّ وارث ليس بوالد ولا ولد ، فإنّه سئل عنها فلم يقل
فيها ، ثمّ قال : أقول في الكلالة برأيي ، فإن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فمن الشيطان.
(ولا
ميراث الجدّة)
سألته جدّة عن ميراثها ، فقال : لا أجد لك شيئاً في كتاب الله ، ولا سنّة نبيّه ، فأخبره
المغيرة ومحمّد بن سلمة أنّ النبي صلّى الله عليه وآله أعطاها السدس.
(واضطرب
في كثير من أحكامه) وكان يستفتي الصحابة
، وهذا دليل واضح على قصور علمه ، فلم يصلح للإمامة.
وأجيب
عنه : بأنّه إن اُريد به أنّه ما كان جميع أحكام
الشرع حاضرة عنده على سبيل التفصيل فهو مسلّم ، ولكن ليس هذا
من خواصّ أبي بكر ، بل جميع الصحابة مشاركون في هذا المعنى ، ولا يقدح ذلك
في استحقاق
__________________
الإمامة ، وإن اُريد به
أنّه لم يكن من أهل الاجتهاد في المسائل الشرعية والقدرة على معرفتها واستنباطها من
مداركها فهو ممنوع.
وقطع يسار سارق
لعلّه من غلط الجلاّد ، واُضيف إليه : لأنّ أصل القطع كان بأمره ، ويحتمل أنّه كان
ذلك في المرّة الثانية
على ما هو رأي أكثر الفقهاء.
وإحراقه فجأة
بالنار من غلطه في اجتهاده ، فكم مثله للمجتهدين.
وأمّا مسألة الكلالة والجدّة فليس بدعاً
للمجتهدين ، إذ يبحثون عن مدارك الأحكام ، ويسألون من
أحاط بها علماً ، ولهذا رجع عليّ عليه السلام
في بيع أمّهات الأولاد إلى قول عمر
وذلك لا يدلّ على عدم
__________________
علمه بأحكام الشرع.
ومنها
: (أنّه لم يحدّ خالداً
ولا اقتصّ منه) حيث قتل مالك بن نويرة (
، وهو مسلّم طمعاً في التزويج بامرأته لجمالها ، ولذلك تزوّج بها من ليلته
، وضاجعها. فأشار عليه عمر بقتله قصاصاً ، فقال : لا أُغمد سيفاً شهره الله تعالى على
الكفّار ، وأنكر عمر عليه ذلك ، وقال لخالد : لإن ولّيت الأمر لأقيدنّك به.
واُجيب
عنه : بأنّا لا نمنع أنّه وجب على خالد الحدّ
والقصاص ، فإنّه قد قيل : إنّ خالداً إنّما قتل مالكاً لأنّه تحقّق منه الردّة وتزوّج
بامرأته في دار الحرب ، لأنّه من المسائل المجتهد فيها بين أهل العلم.
وقد
قيل : إنّ خالداً لم يقتل مالكاً ، بل قتله
بعض الصحابة خطأ ، لظنّه
__________________
أنّه ارتدّ ، وكانت زوجته
مطلّقة منه ، وقد انقضت عدّتها ، وإنكار عمر عليه لا يدلّ على قدحه في إمامة أبي بكر
، ولا على قصده إلى القدح فيها ، بل إنّما أنكر كما ينكر بعض المجتهدين على بعض.
ومنها
: (أنّه دفن في بيت رسول الله صلّى الله عليه
وآله
وقد
نهى الله تعالى عن دخوله في حياته)
بغير إذن النبي صلّى الله عليه وآله.
واُجيب عنه : بأنّ الحجرة كانت
ملكاً لعايشة
، وقد دفن فيهابإذنها
، والمنع عن دخول المؤمنين بيت النبي صلّى الله عليه وآله بغير إذنه حال حياته لا يقتضي
عدم دفن أبي بكر في بيته إذا كان ملكاً لغيره.
ومنها
: (أنّه بعث
إلى
بيت أمير المؤمنين عليه السلام لمّا امتنع من البيعة ، فاضرم فيه النار ، وفيه فاطمة
وجماعة من بني هاشم
__________________
وأخرجوا
عليّاً وضربوا فاطمة عليها السلام فألقت فيه جنيناً).
واُجيب
عنه : بأنّ تأخّر عليّ عليه السلام عن بيعة
أبي بكر لم يكن عن شقاق ومخالفة ، وإنّما كان لعذر وطروِّ أمر ، ولهذا اقتدى به ، وأخذ
من عطائه ، وكان منقاداً له في جميع أوامره ونواهيه ، معتقداً صلاحيّته للإمامة وصحّة
بيعته ، وقال : خير هذه الأمّة بعد النبي صلّى الله عليه وآله أبو بكر وعمر.
ومنها
: (أنّه
ردّ عليه الحسنان لمّا بويع)
روي أنّه لمّا صعد أبو بكر المنبر بعد البيعة ليخطب الناس جاء الحسن والحسين عليهما
السلام وقالا : هذا مقام جدّنا ولست
له أهلاً.
وأجيب
: بمنع صحّة الرواية.
ومنها
: (أنّه
ندم على كشف بيت فاطمة عليها السلام)
وقال : «ليتني تركت بيت فاطمة فلم أكشفه».
وهذا يدلّ على خطائه في ذلك.
__________________
وأُجيب
عنه : بأنّه لم يثبت الكشف عن الثقات.
[ما ورد في عمر]
وأما ... عمر :
فمنها
: (أنّه
أمر عمر برجم إمرأة حاملة واُخرى مجنونة ، فنهاه عليّ عليه السلام)
، وقال في الأوّل : «إن كان لك عليها سبيل فلا سبيل على حملها».
وقال في الثاني : «القلم مرفوع عن المجنونة».
(فقال
عمر : لولا عليّ لهلك عمر).
وأُجيب
عنه
: بأنّه لم يعلم الحمل
والجنون ، وقوله : لولا عليّ لهلك عمر باعتبار عدم مبالغته في البحث عن حالهما ، يعني
لو لم ينبّه عليّ
__________________
عليه السلام على
تلك الحالة ورُجِمَتا لكان يناله من الأسف على ترك المبالغة في البحث عن حالهما هو
أفزع من حالة الهلاك.
ومنها
: (أنّه شكّ
في
موت النبي صلّى الله عليه وآله)
حين قبض ، فقال : والله ما مات محمّد
، ولا يتركون هذا
القول حتّى يقطع أيدي رجال وأرجلهم ، ولم يسكن إلى موت النبي صلّى الله عليه وآله (حتّى
تلا عليه أبو بكر إنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ).
فقال
: كانّي لم أسمع هذه الآية).
واُجيب عنه
: بأنّ قصّته في حال
موت النبي صلّى الله عليه وآله لا
__________________
يدلّ على جهله بالقرآن
، فإنّ تلك الحالة كانت حالة تشويش البال ، واضطراب الأحوال والذهول عن الجليّات والغفلة
عن الواضحات حتّى أنّه قيل : إنّ بعض الصحابة في تلك الحالة طرأ عليه الجنون ، وبعضهم
صار أعمى ، وبعضهم صار أخرس ، وبعضهم هام على وجهه ، وبعضهم صار مقعداً لا يقدر على
القيام.
وفي
قوله : كأنّي لم أسمع هذه الآية ، دلالة على
أنّه سمعها وعلمها ، لكن ذهل عنها ، ويحتمل أنّه فهم من قوله تعالى : (هُوَ
الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ على الدِّينِ
كُلِّهِ)
وقوله تعالى :
(لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأرْضِ)
أنّه يبقى إلى تمام هذه الاُمور وظهورها غاية الظهور.
ومنها
: (أنّه قال : كلّ الناس أفقه من عمر حتّى
المخدّرات في الحجال لمّا منع من المغالاة في الصداق).
__________________
روي أنّه قال يوماً في خطبته : من غالى في
صداق ابنته جعلته في بيت المال. فقالت له إمرأة : كيف تمنعنا أما أحلّه الله في كتابه
بقوله تعالى :
(وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا)
، فقال هذا القول.
وأجيب
: بأنّه لم ينه نهي تحريم ، بل إنّما نهاه
على معنى أنّه وإن كان جايزاً شرعاً فتركه أولى ، نظراً إلى أمر المعاش.
وقوله : كلّ الناس أفقه من عمر ، فعلى طريق
التواضع وكسر النفس.
ومنها
: (أنّه أعطى أزواج النبي صلّى الله عليه وآله
وأفرض ومنع فاطمة وأهل البيت من خمسهم).
ومنها
: (أنّه قضى في الحدّ بمائة قضية).
ومنها
: (أنّه فضّل في القسمة)
والعطاء المهاجرين على الأنصار ، والأنصار على غيرهم ، والعرب على العجم ، ولم يكن
ذلك في زمن النبي صلّى الله عليه وآله.
ومنها
: (أنّه منع المتعتين)
فإنّه صعد على
المنبر وقال : أيّها الناس ثلاث كنّ على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله أنا أنهى
عنهنّ
__________________
وأُحرّمهنّ وأُعاقب عليهنّ
، وهي متعة النساء ، ومتعة الحجّ ، وحىّ على خير العمل.
وأُجيب عن الوجوه الأربعة : بأنّ ذلك ليس
ممّا يوجب قدحاً فيه ، فإنّ مخالفة المجتهد لغيره في المسائل الاجتهادية ليس ببدع.
ومنها
: (أنّه حكم في الشورى بضدّ الصواب)
، فإنّه خالف النبي صلّى الله عليه وآله ، حيث لم يفوّض تعيين الإمام إلى اختيار الناس
، وخالف أبا بكر ، حيث لم ينصّ على الإمامة واحد معيّن ، فاختار الشورى وجعل
الإمامة في ستة نفر.
وأجيب
: بأنّ ذلك ليس من مخالفة في شيء ، كما
مرّ من أنّ
__________________
تنصيص أبي بكر على واحد
معيّن ليس مخالفة للنبيّ صلّى الله عليه وآله.
ومنها
: (أنّه خرق كتاب فاطمة عليها السلام)
على ما روي من أنّ فاطمة عليها السلام لمّا طالت المنازعة بينها وبين أبي بكر ، ردّ
أبو بكر عليها فدك ، وكتب لها بذلك كتاباً ، فخرجت والكتاب في يدها
، فلقيها عمر ، فسألها عن شأنها ، فقصّت قصّتها ، فأخذ منها الكتاب وخرقه ، ودخل على
أبي بكر وعاتبه على
ذلك ، واتّفقا على منعها عن فدك.
وأُجيب
عنه : بمنع صحّة هذا الخبر ، كيف ولم يروه أحد
من الثقات.
[ما ورد في عثمان]
وأمّا ... عثمان :
فمنها
: (أنّه
ولّى عثمان من ظَهَرَ فسقه حتّى أحدثوا في أمر المسلمين ما أحدثوا)
فإنّه ولّى الوليد بن عتبة ، وظهر منه شرب الخمر ، وصلّى بالناس وهو سكران.
واستعمل
سعيد بن العاص على الكوفة ، وظهر
منه ما أخرجه به
__________________
أهل الكوفة عنها.
وولّى عبد الله بن أبي سرح مصراً فأساء التدبير ، فشكاه أهلها وتظلّموا منه ، وولّى
معاوية الشام ، فظهر منه الفتن العظيمة (.
وأُجيب عنه : بأنّه إنّما ولّى من ولاّه
لظنّه أنّه من أهل الولاية ، ولا اطّلاع له على السرائر ، وإنّما عليه الأخذ بالظاهر
، والعزل عند تحقّق الفسق ، ومعاوية كان على الشام في زمن عمر أيضاً ، وإنّما ظهر منه
الفتن في زمان علي عليه السلام.
ومنها
: (أنّه آثر أهله وأقاربه بالأموال العظيمة)
وفرّقها عليهم مبذّراً في التفريق
حتّى نقل أنّه دفع إلى أربعة نفر منهم أربعمائة ألف دينار.
وأجيب
: بأنّها لم تكن من بيت المال ، بل من خاصّة
نفسه ، وتموّله وثروته مشهور ، وإيثار أقاربه بأموال خاصّته مستحسن شرعاً وعرفاً.
ومنها
: (أنّه حمى الحمى لنفسه عن المؤمنين)
وذلك خلاف الشرع ، لأنّ النبي صلّى الله عليه وآله جعل الناس في الماء والكلاء شرعاً.
__________________
وأجيب
: بأنّ أخذ الحمى لم يكن لنفسه ، بل لتعمّ الصدقة والجزية والضوالّ ، وكان في ذلك في
زمن الشيخين أيضاً ، إلا أنّه زاد في عهد عثمان لازدياد شوكة الإسلام.
ومنها
: (أنّه وقع منه أشياء منكرة في حقّ الصحابة ، فضرب ابن مسعود حتّى مات ، وأحرق مصحفه
، وضرب عمّار حتّى أصابه فتق ، وضرب أبا ذر ونفاه إلى الربذة).
وأجيب
: بأنّ ضرب ابن مسعود إن صحّ فقد قيل : إنّه
لما أراد عثمان أن يجمع الناس على مصحف واحد ويرفع الاختلاف من بينهم في كتاب الله
طلب مصحفه منه
، فأبى ذلك ، مع ما كان فيه من الزيادة والنقصان ، ولم يرض أن يجعله موافقاً لما اتّفق
عليه أجلّة الصحابة ، فأدّبه عثمان لينقاد ، ولا نمنع أنّه مات من ذلك.
وضَرْبُ عمّار كان لما روي أنّه دخل عليه
وأساء عليه
الأدب وأغلظ له في القول بما لا يجوز له الاجتراء بمثله على الأئمّة ، وللإمام التأديب
لمن أساء الأدب عليه ، وإن أفضى ذلك إلى هلاكه ، فلا إثمّ عليه ، لأنّه وقع من
ضرورة فعل ما هو جايز له ، كيف وإنّ ما ذكره لازم على الشيعة ، حيث رووا
__________________
أنّ عليّاً عليه السلام
قتل أكثر الصحابة في حربه ، فإذا جاز القتل لمفسدة جاز التأديب بالطريق الأولى.
وضَرْبُ أبا ذر لأنّه قد بلغه أنّه كان في
الشام إذا صلّى الجمعة وأخذ الناس في مناقب الشيخين يقول لهم : أرأيتم ما أحدث الناس
بعدهما شيّدوا البنيان ، ولبسوا الناعم ، وركبوا الخيل ، وأكلوا الطيّبات ، وكاد يفسد
بأقواله الاُمور ، ويشوّش الأحوال ، فاستدعاه من الشام ، وكان إذا رأى عثمان قال :
(يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْها فِي نَارِ جَهَنَّمَ
فَتُكْوَى بِها جِبَاهُهُم وَجُنُوْبُهُم وَظُهُوْرُهُم)
فضربه عثمان بالسوط على ذلك تأديباً ، وللإمام ذلك بالنسبة إلى كلّ من أساء الأدب عليه
، وإن أفضى ذلك
إلى هلاكه ، ثمّ قال له : إمّا أنْ تكفّ ، وإمّا أن تخرج إلى حيث شئت. فخرج إلى الربذة
غير منفي ومات بها.
ومنها
: (أنّه أسقط القود عن ابن عمر).
ومنها
: (أنّه أسقط الحدّ عن الوليد مع وجوبهما عليهما).
أمّا وجوب القود على عبد الله بن عمر فلأنّه قتل الهرمزان ملك الأهواز. وقد أسلم بعد
ما اُسر في فتح أهواز. وأمّا وجوب الحدّ على الوليد بن عتبة فلأنّه شرب الخمر.
__________________
وأجيب
عن الأوّل : بأنّه اجتهد ورأى أنّه لا يلزمه حكم هذا
القتل ، لأنّه قد وقع قبل عقد الإمامة له. وعن الثاني بأنّه أخّر الحدّ ليكون على ثقة
من شربه الخمر ، وقبل أن يتيقّن قضى نحبه ، وآل الأمر إلى عليّ عليه السلام فحدّه هو.
ومنها
: (أنّه خذلته الصحابة حتّى قُتِل ، وقال أمير
المؤمنين عليّ عليه السلام : قتله الله
ولم
يدفن إلى ثلاث) ، يعني أنّ الصحابة
خذلوه ، وقد كان يمكنهم الدفع عنه ، فلولا عملهم باستحقاقه لذلك لما ساغ لهم تأخير
نصرته ، سيّما الخذلان.
وقول عليّ عليه السلام : «قتله الله» يشعر بأنّ قتله كان بحقّ ، وعدم دفنهم إلى ثلاثة
أيّام دليل على شدّة غيظهم عليه.
وما ذلك إلاّ لسلوك طريقة غير مرضية (.
وأجيب
عنه : بأنّ حديث خذلان الصحابة ، وتركهم دفنه
من غير عذر
، لو صحّ لكان قدحاً فيهم لا فيه
، ونحن لا نظنّ بالمهاجرين و
__________________
الأنصار عموماً وبعلي
عليه السلام خصوصاً أن يرضوا بقتل مظلوم
في دارهم وترك
دفن ميّت في جوارهم ، سيّما من هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً وعاكفاً
طول النهار ، وذاكراً وصائماً ، شرّفه رسول الله صلّى الله عليه
__________________
وآله بابنتيه ، وبشّره
بالجنّة وأثنى عليه.
وكيف يخذلونه ، وقد كان من زمرتهم وطول العمر
في نصرتهم ، وعلموا سابقته في الإسلام ، وخاتمته إلى دار السلام ، لكنّه لم يأذن لهم
في المحاربة ، ولم يرض بما حاولوا من المدافعة تجانباً
عن إراقة الدماء ، ورضى بسابق القضاء ، ومع ذلك لم يدع الحسن والحسين عليهما السلام
في الدفع عنه مقدوراً ، وكان أمر الله قدراً مقدوراً.
ومنها
: (أنّه لم يحضر المشاهد الثلاثة ، وإليه أشار
بقوله : وعابوا غيبته عن بدر وأُحد والبيعة)
، أي بيعة الرضوان
وذلك نقصٌ بيّن في
__________________
حقّه.
وأُجيب
: بأنّ غيبته كانت بأمر النبي صلّى الله عليه
وآله ، وكفى به منقبة أنّه صلّى الله عليه وآله أقام يده في البيعة مقام يده.
[علي عليه السلام أفضل
الصحابة]
(وعليّ
عليه السلام أفضل الصحابة لكثرة جهاده ، وعظم بلائه في وقائع النبي صلّى الله عليه
وآله بأجمعها ، ولم يبلغ أحد درجته في غزاة بدر)
، وهي أوّل حرب في الإسلام
امتحن بها المؤمنون لقلّتهم وكثرة المشركين ، فقتل عليّ عليه السلام الوليد بن عتبة
بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ثمّ العاص بن سعيد بن العاص
ثمّ حنظلة بن أبي سفيان ثمّ طعيمة
بن عدي ، ثمّ نوفل بن خويلد.
ولم يزل يقاتل حتّى قتل نصف المشركين ، والباقي
من المسلمين
__________________
وثلاثة آلاف من الملائكة
المسوّمين
، قتلوا نصف الآخر
ومع ذلك كانت الراية في يد عليّ عليه السلام.
(وفي
غزاة أُحد) جمع له الرسول صلّى الله
عليه وآله بين اللواء والراية ، وكانت راية المشركين مع طلحة بن أبي طلحة ، وكان يُسمّى
كبش الكتيبة ، فقتله عليّ عليه السلام ، فأخذ الراية غيره ، فقتله عليّ عليه السلام
، ولم يزل يقتل واحداً بعد واحد ، حتّى قتل تسعة نفر ، فانهزم المشركون ، واشتغل المسلمون
بالغنائم.
فحمل خالد بن الوليد بأصحابه على النبي صلّى
الله عليه وآله ، فضربوه بالسيوف والرماح والحجر حتّى غشي عليه ، فانهزم الناس عنه
سوى عليّ عليه السلام ، فنظر إليه النبي صلّى الله عليه وآله بعد إفاقته ، وقال له
: اكفني هؤلاء ، فهزمهم عليّ عنه
، وكان أكثر المقتولين منه عليه السلام.
(وفي
يوم الأحزاب) وقد بالغ في هذا اليوم
في قتل المشركين ، وقتل
__________________
عمرو بن عبد ودّ وكان
بطل المشركين ودعا إلى البراز
مراراً ، فامتنع عنه المسلمون ، وعليّ عليه السلام يروم مبارزته ، والنبي صلّى الله
عليه وآله يمنعه من ذلك ، لينظر صنيع المؤمنين
، فلمّا رأى امتناعهم أذن له وعمّمه بعمامته
ودعا له.
قال حذيفة : لمّا دعا عمرو إلى المبارزة
أحجم المسلمون عنه كافّةً ما خلا عليّاً عليه السلام ، فإنّه برز إليه فقتله الله تعالى
على يديه
والذي نفس حذيفة بيده ، لَعَمَلُه في ذلك اليوم أعظمُ أجراً من عمل
أصحاب محمّد صلّى الله عليه وآله إلى يوم القيامة ، وكان الفتح في ذلك اليوم على يد
عليّ عليه السلام وقال النبي صلّى الله عليه وآله : لَضَرْبَة عليّ خير من عبادة
الثقلين.
(وفي
غزاة خيبر) واشتهار جهاده فيها غير
خفي ، وفتح الله تعالى على يديه
، فإنّ النبي صلّى الله عليه وآله حصر حصنهم بضعة عشر يوماً ،
__________________
وكانت الراية بيد عليّ
عليه السلام ، فأصابه رمد ، فسلّم النبي صلّى الله عليه وآله الراية إلى أبي بكر ،
وانصرف مع جماعة ، فرجعوا منهزمين
خائفين ، فدفعها من الغد إلى عمر ، ففعل مثل ذلك.
فقال صلّى الله عليه وآله : لأسلّمنّ الراية
غداً إلى رجل يحبّه الله تعالى
ورسوله ، ويحبّ الله تعالى ورسوله ، كرّاراً غير فرّار ، إيتوني بعليّ عليه السلام
فقيل : به رمد ، فتفل في عينيه
ودفع الراية إليه ، فقتل مرحباً
، فانهزم أصحابه ، وغلّقوا الأبواب ، ففتح عليّ الباب ، وأقلعه وجعله جسراً على الخندق
، وعبروا وظفروا ، فلمّا انصرفوا ، أخذه بيمينه ورماهأذرعاً
، وكان يغلقه عشرون رجلاً
، وعجز المسلمون عن نقله حتّى نقله
__________________
سبعون رجلاً.
وقال عليّ
عليه السلام : «ما قلعت باب خيبر بقوّة جسمانية ولكن قلعته بقوّة ربّانية».
__________________
(وفي
غزاة حنين) وقد سار النبي صلّى الله
عليه وآله في عشرة آلاف من المسلمين ، فتعجّب أبو بكر من كثرتهم ، وقال : لن نغلب اليوم
لقلّة ، فانهزموا بأجمعهم ، ولم يبق مع النبي صلّى الله عليه وآله سوى تسعة نفر ،
عليّ عليه السلام والعبّاس وابنه الفضل ، وأبوسفيان بن الحرث ، ونوفل بن الحرث ، وربيعة
بن حرث ، وعبد الله بن زبير ، وعتبة ومصعب ابنا أبي لهب. فخرج أبو جرول وقتله عليّ
عليه السلام ، فانهزم المشركون.
وأقبل النبي صلّى الله عليه وآله وصادفوا
العدوّ ، فقتل علي عليه السلام منهم
أربعين وانهزم الباقون ، وغنمهم
المسلمون.
(وغير
ذلك من الوقائع المأثورة)
والغزوات المشهورة التي نقلها أرباب السير ، فيكون علي أفضل لقوله تعالى : (فَضَّلَ
الله الْمُجَاهِدِينَ
__________________
على
الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً).
(ولأنّه
أعلم لقوّة حدسه وشدّة ملازمته للرسول صلّى الله عليه وآله)
لأنّه في صغره كان في حجره ، وفي كبره كان خُتَناً له يدخله كلّ وقت وكثرة استفادته
منه ، لأنّ النبي صلّى الله عليه وآله كان في غاية الحرص على إرشاده ، وقد قال حين
نزل قوله تعالى :
(وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ)
اللهمّ اجعلها اُذن عليّ عليه السلام.
وقال عليّ عليه السلام : ما نسيت بعد ذلك
شيئاً ؛ وقال : علّمني رسول الله صلّى الله عليه وآله ألْف باب من العلم ، فانفتح لي
من كلّ باب ألْف باب من العلم.
(ورجعت الصحابة إليه في أكثر الوقائع
بعد
غلطهم وقال النبي صلّى الله عليه وآله : أقضاكم عليّ
واستند
الفضلاء في جميع العلوم
__________________
إليه)
كالاُصول الكلاميّة ، والفروع الفقهية ، وعلم التفسير ، وعلم الصرف ، وعلم النحو ،
وغيرها ، فإنّ خرقة المشايخ تنتهي إليه ، وابن العبّاس رئيس المفسّرين تلميذه ، وأبو
الأسود الدؤلي دوّن النحو بتعليمه وإرشاده.
(وأخبر
هو بذلك) حيث قال : والله لو كُسِرَت لي الوسادة
لحكمتُبين أهل التوراة بتوراتهم
، وبين أهل الزبور بزبورهم ، وبين أهل الإنجيل بإنجليهم ، وبين أهل الفرقان بفرقانهم
، والله ما نزلت من آية في برّ أو بحر ، أو سهل أو جبل ، أو سماء أو أرض ، أو ليل أو
نهار ، إلاّ أنا أعلم فيمن نزلت ، وفي أىّ شيء نزلت.
وإذا كان أعلم يكون أفضل.
__________________
ولقوله تعالى : (وَأَنفُسَنَا
وأَنفُسَكُمْ)
ليس المراد به نفسه ، لأنّ أحداً لا يدعو نفسه ، كما لا يأمر نفسه ، وليس المراد به
فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، لأنّهم اندرجوا في قوله تعالى (أَبْناءَنَا
وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنا وَنِسَاءَكُم)
، فلا بدّ أن يكون شخصاً آخر غير نفسه وغير فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وليس
غير عليّ عليه السلام بالاجماع فتعيّن أن يكون عليّاً.
__________________
وبيان دلالته على كونه أفضل الصحابة أنّ
دعاءه للمباهلة (
يدلّ على أنّه في غاية الشفقة والمحبّة لعلي عليه السلام ، وإلاّ
لقال المنافقون : إنّ الرسول صلّى الله عليه وآله لم يدع للمباهلة من يحبّه ويحذّر
عليه من
__________________
العذاب.
(ولكثرة
سخائه على غيره) يدلّ على ذلك ما اشتهر
عنه من إيثار المحاويج على نفسه وأهل بيته حتّى أنّه جاد بقوته وبقوت عياله ، وبات
طاوياً هو وإيّاهم ثلاثة أيّام
حتّى أنزل الله تعالى في حقّهم (وَيُطْعِمُونَ
الطَّعَامَ على حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيرًا).
وتصدّق في الصلاة بخاتمه
ونزل في شأنه (إنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ
وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ
رَاكِعُونَ).
(وكان
أزهد الناس بعد النبي صلّى الله عليه وآله)
لما تواتر من إعراضه عن لذّات الدنيا مع اقتداره عليها ، لاتّساع أبواب الدنيا عليه
، ولهذا قال : «يا دنيا يا دنيا إليك عنّي أبي تعرّضتِ أم إليّ تشوّقتِ ، لا حان حينكِ
، هيهات هيهات ، غرّي غيري لا حاجة لي فيكِ ، قد طلّقتكِ ثلاثاً لا رجعة فيها ، فعيشكِ
قصير ، وخطركِ كثير ، وأهل ملكك حقير».
وقال : «والله لدنياكم هذه أهون في عيني
من عراق خنزير في يد
__________________
مجذوم»
، وكان أخشن الناس مأكلاً وملبساً ، ولم يشبع من طعام قطّ.
قال أبو عبد الله بن رافع : دخلت عليه
يوماً فقدّم
جراباً مختوماً ، فوجدنا فيه خبز شعير يابساً مرضوضاً ، فأكلنا منه ، فقلت : يا أمير
المؤمنين لم ختمته؟
فقال : خفت
هذين الولدين يلتّانه بزيت أو سمن ، وهذا شيء اختصّ به عليّ عليه السلام ، ولم يشاركه
فيه غيره ، ولم ينل أحد بعض درجته ، وكان نعلاه من ليف ، ويرقّع قميصه بجلد تارة ،
وبليف أُخرى. وقلّ أن يأتدم ، فإن فعل فبالملح أو الخلّ ، فإن زاد
فبنبات الأرض ، فإن ترقّى فبلبن ، وكان لا يأكل اللّحم إلاّ قليلاً. ويقول : لا تجعلوا
بطونكم مقابر الحيوان.
(وأعبدهم)
حتّى روي أنّ جبهته صارت كركبة البعير ، لطول سجودهوكان
يحافظ على النوافل ، وكانوا يستخرجون النصول من جسده وقت
__________________
الصلاة لالتفاته بالكلّية
إلى الله تعالى ، واستغراقه في المناجاة معه تعالى.
(وأحلمهم)
حتّى ترك عبد الرحمن بن ملجم في دياره وجواره ويعطيه العطاء ، مع علمه بحاله ، وعفى
عن مروان حين أخذ يوم الجمل مع شدّة عداوته له ، وقوله صلّى الله عليه وآله فيه : ستلقي
الأمّة منه ومن ولده يوماً أحمر.
وعفى عن سعيد بن العاص ، وكان عدوّاً له غاية العداوة (.
ولمّا حارب معاوية سبق أصحاب معاوية إلى
الشريعة فمنعوه الماء ، فلمّا اشتدّ عطش أصحابه حمل عليهم ، فهزمهم
وملك الشريعة ، فأراد أصحابه أن يفعلوا ذلك بهم فنهاهم عن ذلك ، وقال : افسحوا لهم
عن بعض الشريعة ، ففي حدّ السيف ما يغني عن ذلك.
(وأشرفهم خلقا
وأطلقهم
وجهاً)
حتّى نسب إلى الدعابة ، مع شدّة بأسه وهيبته. وقال صعصعة بن صوحان : كان فينا كأحدنا
في لين من جانبه ، وشدّة تواضعه ، وسهولة قياده ، وكنّا نهابه مهابة الأسير المربوط
__________________
للسيّاف الواقف على رأسه.
(وأقدمهم
إيماناً)
يدلّ على ذلك ما روي أنّ النبي صلّى الله عليه وآله قال : بعثت يوم الإثنين وأسلم عليّ
عليه السلام يوم الثلاثاء
، ولا أقرب من هذه المدّة (.
وقوله صلّى الله عليه وآله : «أوّلكم إسلاماً عليّ بن أبي طالب عليه السلام».
__________________
__________________
وما روي عن عليّ عليه السلام أنّه كان يقول
: أنا أوّل من صلّى وأوّلمن
آمن بالله
ورسوله ، ولايسبقني إلى الصلاة إلاّ نبي الله.
وكان قوله مشهوراً بين الصحابة ، ولم ينكر عليه منكر ، فدلّ على صدقه ، وإذا ثبت أنّه
أقدم إيماناً من الصحابة
، كان أفضل منهم لقوله تعالى :
(وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ
الْمُقَرَّبُونَ).
وروي أنّه قال عليه السلام
على المنبر بمشهد من الصحابة : أنا الصدّيق الأكبر ، آمنت قبل إيمان أبي بكر ، وأسلمت
قبل أن أسلم ، ولم ينكر عليه منكر ، فيكون أفضل من أبي بكر.
(وأفصحهم
لساناً) على ما يشهد به كتاب نهج البلاغة
، وقال البلغاء :
__________________
إنّ كلامه دون كلام الخالق
، وفوق كلام المخلوق.
(وأسدّهم رأياً
وأكثرهم
حرصاً على إقامة حدود الله تعالى).
ولم يتساهل في ذلك أصلاً ، ولم يلتفت إلى
القرابة والمحبّة.
(وأحفظهم
لكتاب الله تعالى العزيز)
فإنّ أكثر أئمّة القرائة
كأبي عمرو وعاصم وغيرهما يسندون قراءتهم إليه ، فإنّهم تلامذة أبي عبد الرحمن
السلمي ، وهو تلميذ عليّ عليه السلام.
(ولإخباره
بالغيب)
، وذلك كإخباره بقتل ذي الثدية
، ولمّا لم يجده أصحابه بين القتلى ، قال : والله ما كذبت فاعتبر القتلى حتّى وجده
وشقّ
__________________
قميصه ووجد على كتفه صلعة
كثدي المرأة ، عليها شعر ينجذب كتفه مع جذبها ، ويرجع مع تركها.
وقال أصحابه : إنّ أهل النهروان قد عبروا
، فقال عليه السلام : لم يعبروا ، فأخبره مرّة ثانية ، فقال : لم يعبروا ، فقال جندب
بن عبد الله الأزدي في نفسه : إن وجدت القوم قد عبروا كنت أوّل من يقاتله ، قال : فلمّا
وصلنا النهر لم نجدهم عبروا ، فقال عليه السلام : يا أخا الأزديّ أتبيّن لك الأمر؟
وذلك يدلّ على اطّلاعه على ما في ضميره ، وأخبر عليه السلام بقتل نفسه في شهر رمضان.
وقيل له : قد مات خالد بن عويطة بوادي القرى
، فقال : لم يمت ولا يموت حتّى يقود جيش ضلالة صاحب لوائه حبيب بن جماز.
فقام رجل من تحت المنبر ، وقال : والله إنّي لك لمحبّ وأنا حبيب
، قال : إيّاك أن تحملها ولتحملنّها ، فتدخل بها من هذا الباب ، وأومأ إلى باب الفيل
، فلما بعث ابن زياد عمر بن سعد إلى الحسين عليه السلام جعل على مقدّمته خالداً
وحبيب صاحب رايته ، فسار بها حتّى دخل المسجد من باب
__________________
الفيل.
(واستجابة
دعائه)
، فإنّه لغاية شهرته غنيٌّ عن البيان.
(وظهور المعجزات
عنه)
وقد أشرنا
إلى ذلك فيما تقدّم
،
__________________
(واختصاصه
بالقرابة والاُخوّة) ، فإنّه صلّى الله عليه
وآله لمّا آخى بين الصحابة (
اتّخذ عليّاً عليه السلام أخاً لنفسه.
(ووجوب
المحبّة) ، فإنّه عليه السلام كان من اُولي القربة
ومحبّة اُولي القربة واجبة لقوله تعالى : (قُل
لاّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرَاً إلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى).
(والنصرة)
لرسول الله صلّى الله عليه وآله يدلّ عليه قوله تعالى في حقّ النبي صلّى الله عليه
وآله : (فإنّ اللهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيْلُ
وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِيْن)
والمراد بصالح المؤمنين عليّ عليه السلام على ما صرّح به المفسّرون
، والمراد بالمولى هو الناصر.
(ومساواة
الأنبياء)
يدلّ على ذلك قوله صلّى الله عليه وآله : «من أراد
__________________
أن ينظر إلى آدم في علمه
، وإلى نوح في تقواه ، وإلى إبراهيم في خلّته
، وإلى موسى في هيبته ، وإلى عيسى في عبادته ، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام».
أوجب مساواته للأنبياء في صفاتهم ، والأنبياء أفضل من باقي الصحابة ، فكان عليّ أفضل
من باقي
الصحابة ، لأنّ المساوي للأفضل أفضل.
__________________
(وخبر
الطائر) أهدي إلى النبي صلّى الله عليه وآله طائر
مشوي ، فقال صلّى الله عليه وآله : «اللهمّ آتيني بأحبّ خلقك إليك حتّى يأكل معي» ،
فجاء عليّ عليه السلام ، وأكل
والأحبّ إلى الله تعالى أفضل.
(وخبر
المنزلة وخبر الغدير)
، وقد مرّ ذكرهما ، وغيره من الأخبار التي تقدّم ذكر بعضها.
(ولانتفاء
سبق كفره) فإنّه لم يكفر بالله قطّ ، بل هو من حين
بلوغه كان مسلماً مؤمناً
، بخلاف باقي الصحابة ، فإنّهم كانوا قبل بعثة النبي صلّى الله عليه وآله كفرة.
__________________
()
(ولكثرة
الانتفاع به) يعني
انتفاع المسلمين به أكثر من انتفاعهم بغيره ، يدلّ على ذلك كثرة حروبه ، وشدّة بلائه
، وقوّة شوكة الإسلام به.
(وتميّزه
بالكمالات النفسانية) كالعلم والسخاوة ، والشجاعة
وحسن الخلق ، (والبدنية)
كمزيد القوّة ، وشدّة البأس ، (والخارجية)
من كونه ابن عمّ رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وزوج البتول وأبا السبطين ، إلى غير
ذلك.
وأجيب
: بأنّه لا كلام في عموم مناقبه ، ووفور فضائله
، واتّصافه بالكمالات واختصاصه بالكرامات
، إلا أنّه لايدلّ على الأفضلية ، بمعنى زيادة الثواب والكرامة
عند الله تعالى بعد ما ثبت من الاتفاق الجاري
__________________
مجرى الإجماع
على أفضلية أبي بكر ثمّ عمر
ودلالة الكتاب والسنّة
__________________
والآثار والأمارات على
ذلك.
أمّا
الكتاب : فقوله تعالى
: (وَسَيُجَنَّبُها الأَتْقَى
الَّذِي
يُؤْتِي مَالَهُ
__________________
يَتَزَكّى
وَمَا لأَحَد عِنْدَهُ مِن نِّعْمَة تُجْزَى)
، فالجمهور على أنّها نزلت في حقّ
أبي بكر والأتقى
الأكرم ، لقوله تعالى :
(إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ
أَتْقَاكُمْ)
، ولا نعني
بالأفضل إلاّ الأكرم ، وليس المراد به عليّاً عليه السلام
، لأنّ النبي صلّى الله عليه وآله عنده نعمة تجزى ، وهي نعمة التربية.
__________________
()
وأمّا
السنّة : فقوله صلّى الله عليه وآله : «اقتدوا
بالذين من بعدي
أبي
__________________
بكر وعمر»
، ودخل في الخطاب عليّ عليه السلام ، فيكون مأموراً بالاقتداء ، ولا يؤمر الأفضل ولا
المساوي بالاقتداء ، سيّما عند الشيعة.
وقوله صلّى الله عليه وآله لأبي بكر وعمر
: «هما سيّدا كهول أهل الجنّة
__________________
ما خلا النبيّين والمرسلين».
وقوله صلّى الله عليه وآله : «خير اُمّتي أبو بكر ثمّ عمر».
وقوله صلّى الله عليه وآله : «ما ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يتقدّم عليه غيره».
وقوله صلّى الله عليه وآله : «لو كنت متّخذاً خليلاً دون ربّي لاتخّذت أبا بكر خليلاً
لكن هو شريكي في ديني وصاحبي الذي أوجبت له صحبتي في الغار وخليفتي في اُمّتي».
وقوله صلّى الله عليه وآله : «وأين مثل أبي
بكر كذّبني الناس وهو صدّقني ، وآمن بي وزوّجني ابنته وجهّزني بماله
، وواساني بنفسه ، وجاهد معي ساعة الخوف».
__________________
وقوله صلّى الله عليه وآله لأبي درداء حين
كان يمشي أمام أبي بكر : «أتمشي أمام من هو خير منك ، والله ما طلعت شمس ولاغربت بعد
النبيّين والمرسلين على أحد أفضل من أبي بكر».
ومثل هذا الكلام وإن كان ظاهره نفي أفضلية
الغير ، لكن إنّما يساق لإثبات أفضلية المذكور ، ولهذا أفاد أنّ أبا بكر أفضل من أبي
الدرداء ، والسرّ في ذلك أنّ الغالب من حال كلّ اثنين هو التفاضل دون التساوي ، فإذا
نفى أفضلية أحدهما ثبت أفضلية الآخر.
وعن عمرو بن العاص قال : قلت للرسول صلّى
الله عليه وآله : «أيّ الناس أحبّ إليك؟ قال : عائشة. قلت : من الرجال؟
قال : أبوها ، ثمّ قلت : ثمّ من؟ قال : عمر».
وقال النبي صلّى الله عليه وآله : «لو كان
بعدي نبيٌّ لكان عمر»
، وعن عبد الله بن حنطب أنّ النبي صلّى الله عليه وآله رأى أبا بكر وعمر ، فقال :
«هذان السمع والبصر».
__________________
وأمّا الأثر فعن ابن عمر ، كنّا نقول ورسول
الله صلّى الله عليه وآله حاضر
حىّ : «أفضل اُمّة النبي صلّى الله عليه وآله بعد النبي
أبو بكر ، ثمّ عمر ، ثمّ عثمان».
وعن محمّد بن الحنفية قلت لأبي : «أيّ الناس
أفضل بعد النبي صلّى الله عليه وآله؟ قال : أبو بكر. قلت : ثمّ من؟ قال عمر وخشيت أن
أقول ثمّ من؟ فيقول : عثمان ، قلت ثمّ أنت؟ قال : ما أنا إلاّ رجل من المسلمين».
وعن عليّ عليه السلام : «خير الناس بعد النبيّين
أبو بكر ثمّ عمر
ثمّ الله أعلم».
وعنه عليه السلام لمّا قيل له : «أما توصي؟
فقال عليه السلام : ما أوصى رسول الله صلّى الله عليه وآله حتّى أُوصي ، ولكن إن أراد
الله بالناس خيراً جمعهم على خيرهم ، كما جمعهم بعد نبيّهم على خيرهم».
وأمّا
الأمارات : فما تواتر في أيّام أبي بكر من اجتماع
الكلمة ، وتألّف القلوب ، وتتابع الفتوح ، وقهر أهل الردّة ، وتطهير جزيرة العرب عن
الشرك ، وإجلاء الروم عن الشام وأطرافها ، وطرد فارس عن حدود السواد وأطراف العراق
مع قوّتهم وشوكتهم ووفور أموالهم وانتظام أحوالهم.
__________________
وفي أيّام عمر من فتح جانب المشرق إلى أقصى
خراسان ، وقطع دولة العجم ، وثلّ
عرشهم الراسي البنيان الثابت الأركان ، ومن ترتيب الاُمور وسياسة الجمهور وإفاضة العدل
وتقوية الضعفاء ، ومن إعراضه عن متاع الدنيا وطيّباتها وملاذّها وشهواتها.
وفي أيّام عثمان من فتح البلاد ، وإعلاء
لواء الإسلام ، وجمع الناس
على مصحف واحد ، مع ما كان له من الورع والتقوى ، وتجهيز جيوش المسلمين ، والإنفاق
في نصرة الدين ، والمهاجرة هجرتين ، وكونه ختناً للنبي
صلّى الله عليه وآله على ابنتين ، والاستحياء
من أدنى شين
، وتشرّفه بقوله صلّى الله عليه وآله : عثمان أخي ورفيقي في الجنّة. وقوله صلّى الله
عليه وآله : «ألا أستحيي ممّن تستحي منه ملائكة السماء». وقوله صلّى الله عليه
وآله : «إنّه يدخل الجنّة بغير الحساب».
[في إمامة الإثني عشر]
(والنقل المتواتر على إمامة الأحد عشر
ولوجوب
العصمة وانتفائها من غيرهم ، ووجود الكمالات فيهم).
ذهب الإماميّة إلى أنّ الإمام الحقّ بعد
رسول الله صلّى الله عليه وآله اثنا
__________________
عشر نفراً عليّ بن أبي
طالب ، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ، ثمّ ابنه زين العابدين ، ثمّ ابنه محمّد الباقر ،
ثمّ ابنه جعفر الصادق ، ثمّ ابنه موسى الكاظم ، ثمّ ابنه عليّ بن موسى الرضا ، ثمّ
ابنه محمّد الجواد ، ثمّ ابنه عليّ الزكي ، ثمّ ابنه الحسن العسكري ، ثمّ ابنه محمّد
القائم المنتظر المهدي صلوات الله عليهم أجمعين ، ويدّعون أنّه ثبت بالتواتر نصّ كلّ
مِن السابقين على من بعده ، ويروون عن النبي صلّى الله عليه وآله أنّه قال للحسين عليه
السلام : «ابني هذا إمام بن إمام ، أخو إمام ، أبو أئمّة تسعة ، تاسعهم قائمهم».
وعن مسروق أنّه قال : «بينا نحن عند عبد
الله بن مسعود ، إذ يقول لنا شاب : هل عهد إليكم نبيّكم كم يكون من بعده خليفة؟ قال
: إنّك لحديث السنّ ، وإنّ
هذا شيء ما سألني أحد عنه
، نعم عهد إلينا نبيّنا صلّى الله عليه وآله أن يكون بعده اثنا عشر خليفة عدد نقباء
بني إسرائيل».
ويتشبّثون تارة بأنّه يجب أن يكون
في الإمام العصمة (
، وغير هؤلاء
__________________
ليسوا معصومين إجماعاً
فتعيّنت العصمة لهم ، وإلاّ لزم خلوّ الزمان عن المعصوم.
وقد بينّا استحالته ، وأخرى بأنّ الكمالات
النفسانية
والبدنية بأجمعها موجودة في كلّ واحد منهم ، فهو أفضل أهل
زمانه فتعيّن للإمامة
، لأنّه
__________________
عليهمالسلام
يقبح عقلاً رياسة المفضول
على الفاضل ، ولا يخفى على المتأمّل ما فيه بعد الاطّلاع على ما سبق (ومحاربوا عليّ عليه السلام
كفرة)
لقوله صلّى الله عليه وآله : حربك حربي يا علي ، ولا شكّ أنّ محارب رسول الله صلّى
الله عليه وآله كافر
، (ومخالفوه
فسقة) لأنّ حقّية إمامته واضحة ، فمتابعته
واجبة ، فمن خالفه يكون مخالفاً لسبيل المؤمنين
(وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُوْلَ مِنْ بَعْدِ
مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَمَنْ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيْلِ الْمُؤْمِنِيْنَ نُوَلِّهِ
مَا تَوَلّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيْرَاً).
والحقّ أنّ محارب عليّ عليه السلام يكون
مخطئاً ظاهراً ، فيكون من الفئة الباغية إن كانت محاربته عن شبهة وكذا محارب كلّ واحد
من الخلفاء
__________________
الراشدين ، وأمّا مخالفته
فلا يخلو إمّا أن يكون عن اجتهاد أولا ، فإن كان الأوّل فظاهر أنّ خطأه لا ينتهي إلى
التفسيق
، لأنّه مجتهد ، والمخطي في الاجتهاد لا يكون فاسقاً ، وإن كان الثاني فلا شكّ في فسقه
، وكذا مخالفة ساير الخلفاء الراشدين المعصومين لا غير.
__________________
المصادر
١
ـ القرآن الكريم ونهج البلاغة والصحيفة السجادية.
٢
ـ أبكار الأفكار : للآمدي ، (ت ٦٢٣ هـ)
، نشر دار الكتب في القاهرة.
٣
ـ الإتقان : للسيوطي (ت ٩١١ هـ) ،
نشر دار الفكر ، لبنان.
٤
ـ الإحتجاج : للطبرسي ، (ت ٥٦٠ هـ)
، طبع في دار الأسوة ، قم.
٥
ـ أحكام القرآن : للجصّاص (ت ٣٧٠ هـ) طبع
في دار الكتب العلمية ، بيروت.
٦
ـ أحكام القرآن : لابن عربي (ت ٥٠٤
هـ) ، نشر دار المعرفة ، بيروت.
٧
ـ الاختصاص : للشيخ المفيد ، (ت
٤١٣ هـ) ، طبع في مكتبة بصيرتي ، قم.
٨
ـ الأربعون : لمحمّد طاهر القمّي الشيرازي
، (ت ١٠٩٨ هـ) ، طبع ونشر المحقّق ، قم.
٩
ـ إرشاد القلوب : للشيخ حسن بن أبي الحسن
الديلمي ، (ق ٨ هـ) ، طبع في مؤسّسة آل البيت ، بيروت.
١٠
ـ الإرشاد : للشيخ المفيد ، (ت
٤١٣ هـ) ، طبع في مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام
لإحياء التراث قم.
١١
ـ الاستبصار : للشيخ الطوسي ، (ت
٤٦٠ هـ) ، طبع في دار الكتب الإسلامية
طهران.
١٢
ـ الاستذكار : لابن عبد البر (ت
٤٦٣ هـ) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت.
١٣
ـ الاستيعاب : لابن عبد البرّ ، (ت
٤٦٣ هـ) ، طبع في دار الكتب العلمية بيروت.
١٤
ـ أُسد الغابة : لابن الأثير ، (ت
٦٣٠ هـ) ، طبع دار إحياء التراث العربي ، بيروت.
١٥
ـ إشارة السبق : لعلاء الدين الحلبي ،
(ق ٦ هـ) ، نشر مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم.
١٦
ـ الإصابة : لابن حجر العسقلاني ،
(ت ٨٥٢ هـ) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت.
١٧
ـ أعلام الدين : للحسن بن أبي الحسن الديلمي
، (ق ٨ هـ) ، طبع في مؤسّسة آل البيت ، بيروت.
١٨
ـ إعلام : للطبرسي ، (ق ٦ هـ) ، طبع في مطبعة ستاره
، قم.
١٩
ـ الإقتصاد : للشيخ الطوسي ، (ت
٤٦٠ هـ) ، نشر مكتبة جامع جهل ستون ، طهران.
٢٠
ـ إكمال الدين : للشيخ الصدوق ، (ت
٣٨١ هـ) ، نشر جماعة المدرّسين ، قم.
٢١
ـ أمالي الصدوق : للشيخ الصدوق ، (ت
٣٨١ هـ) ، طبع في مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت.
٢٢
ـ أمالي الطوسي : للشيخ الطوسي ، (ت
٤٦٠ هـ) ، طبع في مؤسّسة الوفاء ، بيروت.
٢٣
ـ أمالي المرتضى : للمرتض ، (ت ٤٣٦ هـ)
، من منشورات مكتبة آية الله العظمى
المرعشي النجفي.
٢٤
ـ أمالي المفيد : للشيخ المفيد ، (ت
٤١٣ هـ) ، طبع في دار المفيد ، بيروت.
٢٥
ـ بحار الأنوار : للمجلسي ، (ت ١١١١ هـ)
، طبع في مؤسّسة الوفاء ، بيروت ، وطبعة أخرى في دار الكتب الإسلامية ، طهران.
٢٦
ـ البداية والنهاية : لابن كثير (ت ٧٧٤ هـ)
، طبع في دار إحياء التراث العربي ، بيروت.
٢٧
ـ بشارة المصطفى : للطبري ، من علماء القرن
السادس الهجري ، من منشورات المكتبة الحيدرية النجف.
٢٨
ـ بصائر الدرجات : لمحمّد بن الحسن الصفّار
(ت ٢٩٠ هـ) ، طبع في مؤسّسة الأعلمي ، طهران.
٢٩
ـ تاج العروس : لمحمّد مرتضى الزبيدي
، تحقيق عبد السّتّار أحمد فرّاج ، مطبعة حكومة الكويت وطبعة مكتبة الحياة ، بيروت.
٣٠
ـ تاريخ الإسلام : للذهبي ، (ت ٧٤٨ هـ)
، طبع في دار الكتاب العربي ، بيروت.
٣١
ـ تاريخ بغداد : للخطيب البغدادي ، (ت
٤٦٣ هـ) ، طبع في دار الكتب العلمية ، بيروت.
٣٢
ـ تاريخ الطبري : لابن جرير الطبري ، (ت
٣١٠ هـ) ، طبع في مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت.
٣٣
ـ تاريخ دمشق : لابن عساكر ، (ت ٥٧١
هـ) ، طبع في دار الفكر ، بيروت.
٣٤
ـ تاريخ اليعقوبي : لليعقوبي ، (ت ٢٩٢ هـ)
، منشورات مؤسّسة الأعلمي ،
بيروت.
٣٥
ـ تأويل الآيات الباهرات :
للسيّد شرف الدين علي الحسيني ، (ت ٩٦٥ هـ) ، طبع في مدرسة الإمام المهدي (عج) ، قم.
٣٦
ـ تفسير التبيان : للشيخ الطوسي ، (ت
٤٦٠ هـ) ، طبع في دار إحياء التراث العربي ، بيروت.
٣٧
ـ تفسير ابن العربي : لمحيي الدين (ت ٦٣٨ هـ)
، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت.
٣٨
ـ تفسير البغوي : للبغوي (ت ٥١٠ هـ) ،
نشر دار المعرفة ، بيروت.
٣٩
ـ تفسير أبي الفتوح : لأبي الفتوح الرازي (ق
٦ هـ) ، طبع ونشر مكتبة السيّد المرعشي ، قم.
٤٠
ـ تفسير الثعالبي (الجواهر الحسان) :
للثعالبي ، (ت ٨٧٥ هـ) ، طبع دار إحياء التراث العربي ، بيروت.
٤١
ـ تفسير الدرّ المنثور :
للسيوطي ، (ت ٩١١ هـ) ، طبع في دار الفكر ، بيروت.
٤٢
ـ تفسير الثعلبي : للثعلبي (ت ٤٢٧ هـ) ،
نشر دار إحياء التراث العربي في بيروت.
٤٣
ـ تفسير السلمي : للسلمي (ت ٤١٢ هـ) ،
نشر دار الكتب العلمية في بيروت.
٤٤
ـ تفسير السمعاني : للسمعاني (ت ٤٨٩ هـ)
، نشر دار الوطن في الرياض.
٤٥
ـ تفسير السمرقندي : لأبي ليث السمرقندي (ت
٣٨٣ هـ) ، نشر دار الفكر في بيروت.
٤٦
ـ تفسير الصافي : للفيض الكاشاني ، (ت
١٠٩١ هـ) ، طبع في مؤسّسة الهادي ،
قم.
٤٧
ـ تفسير الصنعاني : للصنعاني(ت ٢١١ هـ) ،
نشر مكتبة الرشد ، الرياض.
٤٨
ـ تفسير العزّ بن عبد السلام :
للعزّ السلمي الدمشقي الشافعي ، (ت ٦٦٠ هـ) ، نشر دار ابن حازم في بيروت.
٤٩
ـ تفسير العياشي : للعيّاشي (ت ٣٢٠ هـ)
، طبع في مؤسّسة الأعلمي ، بيروت.
٥٠
ـ تفسير الفخر الرازي : لمحمّد الرازي ، (ت
٦٠٤ هـ) ، طبع في دار الفكر ، بيروت.
٥١
ـ تفسير فرات الكوفّي : لفرات الكوفي ، من أعلام
الغيبة الصغرى ، طبع في مؤسّسة النعمان ، بيروت.
٥٢
ـ تفسير القرطبي : للقرطبي ، (ت٦٧١هـ) ،
طبع في دار الكتاب العربي ، القاهرة.
٥٣
ـ تفسير القمّي : لعلي بن إبراهيم القمّي
، (ق ٣ و ٤ هـ) ، طبع في مؤسّسة دار الكتاب للطباعة والنشر ، قم.
٥٤
ـ تفسير الكشّاف : للزمخشري (ت ٥٣٨ هـ)
، نشر شركة مصطفى البابي الحلبي في مصر.
٥٥
ـ تفسير مجمع البيان : للطبرسي ، (ت ٥٦٠
هـ) ، طبع في دار المعرفة ، بيروت.
٥٦
ـ التمهيد : لابن عبد البرّ (ت
٤٦٣ هـ) ، نشر وزارة الأوقاف في المغرب.
٥٧
ـ التوحيد : لابن بابويه ، (ت
٣٨١ هـ) ، طبع في مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم.
٥٨
ـ جامع بيان العلم وفضله :
لابن جرير الطبري طبع في مطبعة بولاق ، وطبع بالأوفسيت في بيروت.
٥٩
ـ الجامع الصغير : للسيوطي (ت ٩١١ هـ) ،
طبع دار الفكر بيروت.
٦٠
ـ جوامع الجامع : للفضل بن الحسن الطبرسي
، (ت ٥٤٨ هـ) ، طبع في جامعة المدرسين ، قم.
٦١
ـ جواهر المطالب في مناقب الإمام عليّ عليه السلام :
لأبي البركات محمّد الدمشقي الشافعي (ت ٨٧١ هـ) ، نشر مجمع إحياء الثقافة الإسلامية
في قم.
٦٢
ـ الخصال : لابن بابويه ، (ت
٣٨١ هـ) ، طبع مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، قم.
٦٣
ـ خصائص الأئمّة : للشريف الرضي (ت ٤٣٦
هـ) طبع في مجمع البحوث الإسلامية ، مشهد المقدّسة.
٦٤
ـ الدرّ النظيم في خواصّ القرآن العظيم :
لأبي محمّد عبد الله بن أسعد اليمني ، طبع في دار المحجّة البيضاء ودار الرسول الأكرم
، بيروت ـ لبنان.
٦٥
ـ دعائم الإسلام وذكر الحلال والحرام :
لابن حيّون التميمي المغربي ، طبع في دار المعرفة ، القاهرة.
٦٦
ـ دلائل الإمامة : لابن جرير الطبري ، (ق
٥ هـ) ، نشر الشريف الرضي ، قم.
٦٧
ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة :
لآقا بزرگ الطهراني ، نشر دار الأضواء بيروت.
٦٨
ـ الرحلة في طلب الحديث :
٦٩
ـ الرسائل العشر : للشيخ الطوسي (ت ٤٦٠
هجري ، طبع مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم.
٧٠
ـ الرسالة السعدية : للعلاّمة الحلّي (ت
٧٢٦ هـ) ، نشر مكتبة السيّد المرعشي في
قم.
٧١
ـ رسائل السيّد المرتضى :
للشريف المرتضى قدّس سرّه ، (ت ٤٣٦ هـ) ، نشر دار القران ، مطبعة سيّد الشهداء ، قم.
٧٢
ـ الروضة في فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام :
لشاذان بن جبريل القمّي (ت ٦٦٠ هـ) ، تحقيق علي الشكرجي ، قم.
٧٣
ـ روضة الواعظين : للفتّال النيسابوري ،
(ت ٥٠٨ هـ) ، من منشورات الرضي ، قم.
٧٤
ـ زاد المسير : لابن الجوزي ، (ت٥٩٧
هـ) ، تحقيق محمّد بن عبد الرحمن نشر دار الفكر ، بيروت.
٧٥
ـ سفينة البحار : للشيخ عبّاس القمّي (ت
١٣٥٩ هـ).
٧٦
ـ سنن ابن ماجة : لمحمّد بن يزيد القزويني
(ت ٢٧٥ هـ) ، طبع دار الفكر بيروت.
٧٧
ـ سنن أبي داود : لسليمان بن الأشعث السجستاني
، (ت ٢٧٥ هـ) ، طبع في دار الجنان ، بيروت.
٧٨
ـ السنن الكبرى : للبيهقي ، (ت ٤٥٨ هـ)
، طبع في دار المعرفة ، بيروت.
٧٩
ـ سنن الترمذي : للترمذي (ت ٢٧٩ هـ) ،
طبع دار الفكر ، بيروت.
٨٠
ـ سنن النسائي : للنسائي (ت ٣٠٣ هـ) ،
نشر دار الفكر للطباعة في بيروت.
٨١
ـ السيرة الحلبية : لعلي بن إبراهيم الحلبي
، نشر المكتبة الإسلامية ـ بيروت.
٨٢
ـ شرح الأخبار : للقاضي النعمان المغربي
(ت ٣٦٣ هـ) طبع في مؤسّسة النشر
الإسلامي لجماعة المدرّسين
، قم.
٨٣
ـ شرح أصول الكافي : لمحمّد صالح المازندراني
(ت ١٠٨١ هـ) ، طبع دار إحياء التراث العربي ، بيروت.
٨٤
ـ شرح العقيدة الطحاوية :
لابن أبي العزّ الحنفي (ت ٧٩٢ هـ) ، نشر المكتب الإسلامي في بيروت.
٨٥
ـ شرح صحيح مسلم : للنووي ، (ت ٦٧٦هـ) ،
طبع في دار الكتاب العربي ، بيروت.
٨٦
ـ شرح كلمات أمير المؤمنين :
لعبد الوهّاب (توفّي ق ٦ هـ) ، نشر جماعة المدرّسين في قم.
٨٧
ـ الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية :
للجوهري (ت ٣٩٣ هـ) ، طبع دار العلم للملايين بيروت ـ لبنان.
٨٨
ـ شرح مائة كلمة لأمير المؤمنين عليه السلام :
لابن ميثم البحراني ، (ت ٦٩٩ هـ) ، تحقيق ونشر جلال الدين الأرموي.
٨٩
ـ شرح المقاصد : لسعد الدين التفتازاني
، (ت ٧٩١ هـ) ، نشر شريف الرضي ، قم.
٩٠
ـ شرح المواقف : للجرجاني ، (ت ٨١٦
هـ) ، نشر الشريف الرضي ، قم.
٩١
ـ شرح نهج البلاغة : لابن أبي الحديد (ت
٦٥٦ هـ) ، نشر دار إحياء الكتب العربية ، بيروت.
٩٢
ـ صحيح البخاري : لمحمّد بن إسماعيل الجعفي
، (ت ٢٥٦ هـ) ، طبع في دار
الجيل ، بيروت.
٩٣
ـ صحيح مسلم : لمسلم القُشيري النيسابوري
، (ت ٢٦١ هـ) ، طبع في دار الفكر ، بيروت.
٩٤
ـ الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم :
لابن يونس البيّاضي ، (ت ٨٧٧ هـ) ، نشر المكتبة المرتضوية ، تهران.
٩٥
ـ الصواعق المحرقة : لابن حجر الهيثمي ، (ت
٩٧٤ هـ) ، طبع المطبعة المينية بمصر سنة ١٣١٣ هـ ، وطبعة اُخرى بمكتبة القاهرة سنة
١٣٨٥ هـ.
٩٦
ـ الطبقات الكبرى : لمحمّد بن سعد الواقدي
، (ت ٢٣٠ هـ) ، نشر دار صادر ، بيروت.
٩٧
ـ الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف :
لابن طاووس (ت ٦٦٤ هـ) ، نشر مطبعة الخيّام ، قم.
٩٨
ـ علل الدار قطني : للدار قطني (ت ٣٨٥ هـ)
، نشر دار طيبة في الرياض.
٩٩
ـ علل الشرائع : لابن بابويه ، (ت
٣٨١ هـ) ، طبع في منشورات المكتبة الحيدرية في النجف.
١٠٠
ـ العلل : لابن حنبل (ت ٢٤١ هـ) ، نشر المكتب الإسلامي
في بيروت.
١٠١
ـ العمدة (عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار) :
لابن البطريق الأسدي الحلّي ، (ت ٦٠٠ هـ) ، طبع جامعة المدرّسين ، قم.
١٠٢
ـ عوالي اللآلي : لابن أبي جمهور (ت
٨٨٠ هـ) ، طبع دار سيّد الشهداء.
١٠٣
ـ عيون أخبار الرضا عليه السلام :
لابن بابويه ، (ت٣٨١ هـ) ، طبع في مؤسّسة
الأعلمي ، بيروت.
١٠٤
ـ الغارات أو الاستنفار والغارات :
لابن هلال الثقفي ، (ت ٢٨٣ هـ) ، طبع في دار الأضواء ، بيروت.
١٠٥
ـ غرر الخصائص الواضحة :
للوطواط (ت ٧١٨ هـ) ، نشر دار الكتب المصرية.
١٠٦
ـ فتح الباري لشرح صحيح البخاري :
لابن حجر العسقلاني ، (ت ٨٥٢ هـ) ، طبع في دار إحياء التراث العربي في بيروت.
١٠٧
ـ الفتوح : لأحمد بن أعثم الكوفي
(ت ٣١٤ هـ) ، نشر دار الأبواب في بيروت.
١٠٨
ـ الفتوحات المكّية : لابن العربي ، (ت
٦٣٨ هـ) ، طبع دار صادر في بيروت.
١٠٩
ـ الفصول المختارة : للمرتضى (ت ٤٣٦ هـ) ،
نشر دار المفيد للطباعة والنشر ، بيروت.
١١٠
ـ الفصول المهمّة في أصول الأئمّة :
لمحمّد بن الحسن العاملي (ت ١١٠٤ هـ) ، طبع مؤسّسة معارف إسلامي إمام رضا عليه السلام
، قم.
١١١
ـ من لا يحضره الفقيه : لابن بابويه ، (ت
٣٨١ هـ) ، نشر جامعة المدرّسين.
١١٢
ـ فيض القدير : لمحمّد المناوي ، (ت
١٣٣١ هـ) ، مطبعة دار الكتب العلمية ، بيروت.
١١٣
ـ قرب الإسناد : للحميري ، من أصحاب الإمام
العسكري(، طبع في مكتبة نينوى الحديثة ، طهران.
١١٤
ـ قصص الأنبياء : لقطب الدين الراوندي
، (ت ٥٧٣ هـ) ، نشر مؤسّسة الهادي ، قم.
١١٥
ـ الكافي : للكليني (ت ٣٢٩ هـ) ،
طبع دار الكتب الإسلامية طهران.
١١٦
ـ الكامل : لعبد الله بن عدي الجرجاني
(ت ٣٦٥ هـ) ، نشر دار الفكر في بيروت.
١١٧
ـ الكامل في التاريخ : لابن الأثير ، (ت
٦٣٠ هـ) ، طبع في دار الكتب العلمية ، بيروت.
١١٨
ـ كتاب السنّة : لعمرو بن أبي عاصم الضحّاك
، (ت ٢٨٧ هـ) ، مطبعة الكتب الإسلامية ، بيروت ـ لبنان.
١١٩
ـ كتاب العين : للفراهيدي (ت ١٧٠ هـ)
، نشر مؤسّسة دار الهجرة في قم.
١٢٠
ـ كتاب المجروحين : لابن حبّان (ت ٣٥٤ هـ)
، نشر دار الباز للتوزيع في مكّة.
١٢١
ـ كشف الغطاء : للشيخ جعفر الجناجي النجفي
، نشر دفتر تبليغات ، خراسان.
١٢٢
ـ كشف الغمّة : لأبي الفتح الأربلي ،
(ت ٦٩٣ هـ) ، نشر دار الأضواء ، بيروت.
١٢٣
ـ كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد :
للعلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ) ، استفدنا من طبعاته الثلاثة تحقيق الزنجاني والآملي والسبحاني.
١٢٤
ـ كشف اليقين : للعلاّمة الحلّي (ت
٧٢٦ هـ) ، نشر المحقّق حسين دركاهي.
١٢٥
ـ كنز العمّال : للمتّقي الهندي ، (ت
٩٧٥ هـ) ، طبع في مؤسّسة الرسالة ، بيروت.
١٢٦
ـ كنز الفوائد : للكراجكي ، (ت ٤٤٩ هـ)
، نشر مكتبة المصطفوي ، قم.
١٢٧
ـ الكنى والألقاب : للشيخ عبّاس القمّي ،
(ت ١٣٥٩ هـ) ، طبع في مكتبة الصدر ، طهران.
١٢٨
ـ لسان العرب : لابن منظور (ت ٧١١ هـ)
، طبع في دار صادر ، بيروت وطبعة اُخرى في دار إحياء التراث العربي ، بيروت.
١٢٩
ـ لسان الميزان : لابن حجر ، (ت ٨٥٢
هـ) ، طبع في مؤسّسة الأعلمي ، بيروت ـ لبنان.
١٣٠
ـ المبسوط : للسرخسي (ت ٤٨٣ هـ) ،
نشر دار المعرفة للطباعة في بيروت.
١٣١
ـ مجمع البحرين : للطريحي ، (ت ١٠٨٥ هـ)
، طبع مؤسّسة الوفاء بيروت ، واستفدنا من طبعة إيران.
١٣٢
ـ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد :
لعلي الهيثمي ، (ت ٨٠٧ هـ) ، طبع في مكتبة القدسي ، القاهرة ، وطبعة اُخرى في دار الكتب
العلمية ، بيروت
١٣٣
ـ المحصول : لفخر الدين الرازي ،
(ت ٦٠٦ هـ) ، نشر مؤسّسة الرسالة ، بيروت.
١٣٤
ـ المستدرك على الصحيحين :
للحاكم النيسابوري (ت ٤٠٥ هـ) ، نشر دار المعرفة في بيروت.
١٣٥
ـ مستدرك سفينة البحار :
للشيخ علي النمازي ، (ت ١٤٠٥ هـ) ، نشر مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم.
١٣٦
ـ مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل :
للميرزا حسين النوري (ت ١٣٢٠ هـ) ، طبع في مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام لإحياء التراث ، قم.
١٣٧
ـ المسترشد : لابن جرير الطبري ، (ق
٤ هـ) ، نشر مؤسّسة الثقافة الإسلامية لكوشانبور.
١٣٨
ـ المسلك في أصول الدين :
للمحقّق الحلّي ، (ت ٦٧٦ هـ) ، نشر الآستانة الرضوية ، مشهد.
١٣٩
ـ مسند أبي يعلى : لأبي يعلى الموصلي ،
(ت ٣٠٧ هـ) ، طبع في دار المأمون
للتراث.
١٤٠
ـ مسند أحمد : لأحمد بن حنبل ، (ت
٢٤١ هـ) ، طبع في دار الفكر ، بيروت.
١٤١
ـ مسند الحميدي : لعبد الله الحميدي ،
(ت ٢١٩ هـ) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت.
١٤٢
ـ مسند زيد بن علي : لزيد بن علي عليه السلام
، (ت ١٢٢ هـ) ، نشر دار الحياة ، بيروت.
١٤٣
ـ المصنّف : لابن أبي شيبة (ت
٢٣٥ هـ) نشر دار الفكر في بيروت.
١٤٤
ـ مصنّف عبد الرزّاق : لعبد الرزّاق الصنعاني
(ت ٢١١ هـ) ، طبع المكتب الإسلامي بيروت.
١٤٥
ـ مطالب السؤول في مناقب آل الرسول :
لمحمّد بن طلحة الشافعي (ت ٦٥٢ هـ) تحقيق ونشر ماجد العطية.
١٤٦
ـ معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول عليهم السلام :
للزرندي الشافعي (ت ٧٥٠ هـ) ، تحقيق ونشر ماجد العطية.
١٤٧
ـ معارج اليقين في أصول الدين :
للشيخ محمّد السبزواري (ق ٧ هـ) ، نشر مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام لإحياء التراث قم.
١٤٨
ـ معاني الأخبار : لابن بابويه ، (ت
٣٨١ هـ) ، طبع في مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم.
١٤٩
ـ معجم البلدان : لياقوت الحموي ، (ت
٦٢٦ هـ) ، طبع في دار إحياء التراث العربي ، بيروت.
١٥٠
ـ المعجم الأوسط : للطبراني ، (ت ٣٦٠ هـ)
، نشر دار الحرمين للطباعة والتوزيع.
١٥١
ـ المعجم الكبير : للطبراني ، (ت ٣٦٠ هـ).
١٥٢
ـ معجم مقاييس اللغة : لأحمد بن فارس (ت
٣٩٥ هـ) ، نشر مكتب الإعلام الإسلامي في قم.
١٥٣
ـ مفردات الراغب (المفردات في غريب القران) :
للراغب الأصفهاني ، (ت ٥٠٢ هـ) ، دفتر نشر الكتاب.
١٥٤
ـ الملل والنحل : للشهرستاني ، (ت ٥٤٨
هـ) ، طبع ونشر مكتبة الأنجلو مصرية.
١٥٥
ـ مناقب ابن شهرآشوب : لابن شهر آشوب (ت
٥٨٨ هـ) ، طبع في المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف.
١٥٦
ـ مناقب أمير المؤمنين عليه السلام :
لمحمّد بن سليمان الكوفي (ق ٣ هـ) طبع في مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ، قم.
١٥٧
ـ مناقب الخوارزمي : للحافظ الموفّق بن أحمد
الحنفي (ت ٥٦٨ هـ) ، إصدار مكتبة نينوى الحديثة ، ناصر خسرو مروي ، طهران.
١٥٨
ـ منهاج الكرامة : للعلاّمة الحلّي (ت
٧٢٦ هـ) ، نشر مؤسّسة تاسوعا ، مشهد.
١٥٩
ـ منار الهدى في إمامة الأئمّة الإثني عشر النجبى :
لعلي بن عبدالله البحراني ، الشهيد سنة ١٣٤٠ هـ ، نشر دار المنتظر ، بيروت.
١٦٠
ـ المواقف : للإيجي ، (ت ٧٥٦ هـ)
، نشر دار الجيل ، بيروت.
١٦١
ـ موطّأ مالك : لمالك بن أنس (ت ١٧٩
هـ) ، طبع دار الكتب العلمية ، ودار إحياء التراث العربي ، بيروت.
١٦٢
ـ ميزان الاعتدال : للذهبي (ت ٧٤٨ هـ) ،
نشر دار المعرفة في بيروت.
١٦٣
ـ النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر :
للعلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ) ، شرح الفاضل المقداد السيوري (ت ٧٢٦ هـ) ، نشر دار
الأضواء ، بيروت.
١٦٤
ـ النجاة في القيامة :
١٦٥
ـ نظم درر السمطين : لجمال الدين الزرندي
، (ت ٧٥٠ هـ) ، نشر ١٦٦ ـ سلسلة مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين العامّة.
١٦٧
ـ النهاية في غريب الحديث :
لابن الأثير الجزري ، (ت ٦٠٦ هـ) ، نشر مؤسّسة إسماعيليان للطباعة ، قم.
١٦٨
ـ نهج الإيمان : لابن جبر ، (ق ٧ هـ)
، نشر مجمع الإمام الهادي عليه السلام ، في مشهد.
١٦٩
ـ نهج البلاغة : طبع في مؤسّسة الأعلمي
للمطبوعات ، بيروت.
١٧٠
ـ نيل الأوطار من أحاديث سيّد الأخيار :
للشوكاني (ت ١٢٥٥ هـ) ، نشر دار الجيل ، بيروت.
١٧١
ـ الهداية الكبرى : للحسين بن حمدان الخصيبي
، (ت ٣٣٤ ، مؤسّسة البلاغ للطباعة والنشر ، بيروت ـ لبنان.
١٧٢
ـ الوافي بالوفَيَات : للصفدي (ت ٧٦٤ هـ) ،
نشر دار إحياء التراث في بيروت.
١٧٣
ـ وسائل الشيعة : للحرّ العاملي (ت
١١٠٤ هـ) ، طبع في دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، واستفدنا أيضاً من الطبعة المحقّقة
في مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام
لإحياء التراث.
١٧٤
ـ وفَيَات الأعيان وأنباء أبناء الزمان :
لابن خلّكان ، (ت ٦٨١ هـ) ، طبع في دار الثقافة ، بيروت.
١٧٥
ـ وقعة صفّين : لنصر بن مزاحم المنقري
(ت ٢١٢ هـ) ، نشر المؤسّسة العربية الحديثة للطبع في القاهرة.
١٧٦
ـ ينابيع المودّة : للقندوزي (ت ١٢٩٤
هـ) ، نشر دار الأسوة للطباعة والنشر ، قم.
من أنبـاء التـراث
هيئة التحرير
كتب صدرت محقّقة
* الانتصار ج(١ ـ
٢).
تأليف
: الشريف المرتضى (علم الهدى ت ٤٣٦ هـ).
من
كتب الفقه المقارن ، ضمّ ثلاثمائة وتسع وعشرين مسألة من المسائل الفقهية في
أبواب الفقه المختلفة ، ابتداءً بكتاب الطهارة وانتهاءً بكتاب الفرائضومسائل
المواريث ، والتي وصفها المصنّف رحمهالله بقوله : «المسائل الفقهية التي
شُنِّعَ بها على الشيعة الإمامية ، وادُّعي عليهم
|
|
بمخالفة
الإجماع ، وأكثرها يوافق فيها الشيعة غيرهم من العلماء والفقهاء المتقدّمين أو
المتأخّرين ، وما ليس لهم فيه موافق من غيرهم فعليه من الأدلّة الواضحة والحُجَج
اللائحة ما يغني عن الموافق ، ولا يوحش معه خلاف المخالف».
وقد
امتاز هذا الكتاب بتوثيق أقوال العلماء الذين لم يذكرهم المصنّف دعماًلرأيه ،
كما امتاز بالتحقيق والتعليق العلمي ، وقد ألحق بالكتاب الفهارس الفنية.
تحقيق
: الشيخ محمّد مهدي نجف.
نشر
: المجمع العالمي للتقريب بين
|
المذاهب
الإسلامية ـ طهران ـ إيران.
* معجم شعراء
الشيعة ج(١ ـ ٦٥).
تأليف
: الشيخ عبد الرحيم الغرّاوي.
موسوعة
تاريخية أدبيّة منذ صدر الإسلام وحتّى سنة (١٤٣٧ هـ) قام بأعبائها المؤلّف لتكون
موسوعة تاريخية أدبية جاءت في عداد أعيان الشيعة والغدير وأدب الطفّ وشعراء
الغري والنجفيّات والبابليّات ، وقد حملت في طواياها البحر الخِضَمّ والعُبابَ
الأطَمّ والغَضرَ الجَمَّ والزلالَ الأَجمَّ من الثقل التاريخي والأدبي الشيعي
الثرّ ، وقد اشتمل الجزء الأوّل منه على ترجمة المؤلّف في سطور ، ومقدّمة
للدكتور كامل سلمان الجبوري ، وكلمة المؤلّف ، وتاريخ المعجم المشتمل على بدء
العمل به
|
|
ومنهجيّته
، وتقريض السيّد محمّد علي الحمّامي ، كما اشتمل على تاريخ النبي الأكرم (صلى
الله عليه وآله) وسائر المعصومين عليهمالسلام.
تحقيق
: الشيخ مهدي الغرّاوي والسيّد أسد آل العالم.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : أكثر من ٥٠٠ صفحة لكلّ جزء.
نشر
: مؤسّسة المواهب ـ بيروت ـ لبنان.
* الإمام الحسن بن
علي عليهماالسلام.
بحثٌ
استلّه المحقّق من موسوعة الغدير للعلاّمة الأميني رحمهالله ، وهو بحث تاريخي روائي أعدّه وحقّقه
وأفرده بشكل مستقلّ ليستفيد منه القاري في معرفةً الإمام الحسن السبط الأكبر عليهالسلام
من بين تلكم البحوث الجمّة التي احتوتها موسوعة الغدير الثرّة.
اشتمل
الكتاب على : وصايا رسول
|
الله
(صلى الله عليه وآله) فيه وبعض مناقبه عليهالسلام ، الظلم عليه عليهالسلام
، بعض كلماته عليهالسلام.
تحقيق
: محمّد حسن الشفيعي الشاهرودي.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ٩٦.
نشر
: مركز الإمام الحسن عليهالسلام للدراسات التخصّصية التابع للعتبة
الحسينية المقدّسة ـ النجف الأشرف ـ العراق.
* الصحابة الكرام
ج(١ ـ ٣).
تأليف
: الشيخ محمّد علي أحمديان النجف آبادي (ت ١٤١٧ هـ).
كتاب
تاريخي جاء على غرار الأبحاث التي أُلِّفت في عدالة الصحابة ، عرض فيه المصنّف
الثلّة الخالصة من الصحابة الكرام الذين استقاموا على النهج الرسالي فلم يبدّلوا
|
|
ولم
يغيّروا ولم يرتدّوا ارتداد كفر ، فكانت متابعة تراجمهم ودراسة سيرتهم تمثل سيرة
الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وتعرّف الباحث على خُلق ومبادىء الدين
الحنيف.
اشتمل
الكتاب على مقدّمة التحقيق ، محطّات في حياة المؤلّف ، مصوّرات النسخة الخطّية ،
مقدّمة المؤلّف ؛ ثمّ على تراجم الصحابة على ترتيب حروف الهجاء فالجزء الأوّل من
حرف (أ ـ س) والجزء الثاني من حرف (س ـ ق) والجزء الثالث من حرف (ك ـ ي).
تحقيق
: مركز إحياء التراث الإسلامي.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ٦٤٢ ، ٦٣٦ ، ٨١٢.
نشر
: المركز العالي للعلوم والثقافة الإسلامية ـ طهران ـ إيران.
|
* عدد المخرجين
لحرب الإمام الحسين عليهالسلام.
تأليف
: السيّد حسن الصدر (ت ١٣١٦ هـ).
كتاب
تاريخي يبحث فيه المصنّف عن عدد المخرجين إلى قتال الإمام الحسين عليهالسلام
، يكشف به عن واقع الجريمة النكراء التي ارتكبها الأمويّون ومدى تأثيرهم
الإعلامي على الأمّة آنذاك للتغطية على الواقع وقلب المجنّ على الحقيقة. وقد
اعتمد في بحثه العلمي المصادر التاريخية المعتبرة.
اشتمل
الكتاب على مقدّمة المؤسّسة ، مقدّمة التحقيق ، الفصل الأوّل : ترجمة مؤلّف
الرسالة ، الفصل الثاني : تحقيق بعض مواضيع الرسالة ، الفصل الثالث : نصّ
الرسالة.
تحقيق
: السيّد حسين آل وتوت.
الحجم
: وزيري.
|
|
عدد
الصفحات : ٢١٦.
نشر
: مؤسّسة وارث الأنبياء التابعة للعتبة الحسينية المقدّسة ـ قم ـ إيران.
* رسالة الوصية.
تأليف
: العلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦هـ).
هي
الرسالة التي كتبها الشيخ حسن ابن يوسف بن المطهّر الحلّي المعروف بـ : العلاّمة
الحلّي إلى ولده فخر المحقّقين ، احتوت على مواعظ وإرشادات تربوية يحثّ بها
العلاّمة نجله فخر المحقّقين على الالتزام بها من طلب العلم وحسن الخلق وطيب
المعاشرة وعبادة الباري عزّوجلّ التزاماً بصلاة الليل ، وقد ألحق بها قصيدة
للعلاّمة الحلّي في وعظ نجله وإرشاده.
اشتمل
الكتاب على مقدّمة التحقيق وثلاثة فصول في : أسرة آل المطهّر الحلّيين الأسديّين
، محمّد بن الحسن
|
ابن
يوسف بن المطهّر الأسدي الحلّي ، وصف النسخ الخطّية ، والوصية في القرآن الكريم
والسنّة النبوية وعند اللّغويّين.
تحقيق
: ثامر كاظم الخفاجي.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ١٤٤.
نشر
: منشورات الرافد ـ بغداد ـ العراق.
* المحقّق الحلّي
وكتابه تلخيص الفهرست.
تأليف
: المحقّق الحلّي (ت ٦٧٢ هـ).
الفهرست
كتاب رجالي يعدّ من تراث الحلّة الفيحاء حيث تمّ تلخيص فهرست الشيخ الطوسي على
يد أحد كبار علماء الطائفة ومحقّقيها أبي القاسم جعفر بن سعيد (المحقّق الحلّي)
(ت ٦٧٢ هـ) ، وقد احتوى
|
|
هذا
الكتاب على دراسة وتحقيق ، قدّم فيه المحقّق ترجمةً لحياة المحقّق الحلّي
ومسيرته العلمية ، وتحقيق نصّ كتاب تلخيص الفهرست في فصلين ، وقد ذكر منهج
دراسته وتحقيقه في مقدّمة الكتاب.
تحقيق
: الدكتور ثامر كاظم الخفاجي.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ١٩٨.
نشر
: الرافد للمطبوعات ـ بغداد ـ العراق.
* الإمام الحسين
وأصحابه ج(١ ـ ٤).
تأليف
: الشيخ فضل علي القزويني (ت ١٣٦٧ هـ).
كتاب
تاريخي عرض فيه المصنّف قصة الإمام الحسين بن علي عليهماالسلام منذ خروجه من المدينة وحتّى ملحمة
|
الطفّ
، وقد امتاز هذا الكتاب بمناقشة النصوص التاريخية دون الاكتفاء بسردها ، حيث وقف
عند كلّ واحد منها وقوف الباحث المتأمِّل تدقيقاً منه في الجزئيّات وضبطاً
للمفردات والمشتقّات اللغوية ، وقد انقسمت أبحاث الكتاب إلى ثلاثة أقسام ،
الأوّل : في أصحاب الإمام الحسين عليهالسلام ، والثاني : في مقتل سيد الشهداء عليهالسلام
، والثالث : من حضر الواقعة من نساء أهل البيت وغيرهن.
تحقيق
: السيّد أحمد الحسيني.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ٤٩٣ ، ٣٦٣ ، ٤٢٦ ، ٢٣٢.
نشر
: مجمع الإمام الحسين عليهالسلام التابع للعتبة الحسينية ـ كربلاء
المقدّسة ـ العراق.
* الحصون المنيعة
في طبقات
|
|
الشيعة
ج(١ ـ ٥).
تأليف
: العلاّمة الشيخ علي بن الشيخ محمّد رضا كاشف الغطاء (ت ١٣٥٠ هـ).
كتاب
تراجم يعدّ من مصنّفات علم الرجال دأب المصنّف فيه على تراجم رجال الطائفة رعاية
منه وحفظاً لتراث مدرسة أهل البيت عليهمالسلام الثرّ ومعرفةً بمدارسهم ومناهجهم
ومصنّفاتهم ومشايخهم وتلامذتهم وأحوالهم وسيرتهم ، وقد جاء هذا الكتاب على غرار
كتاب الدرجات الرفيعة للسيّد بن معصوم علي خان المدني (ت ١١٢٠ هـ) ، في اثني عشر
باب : الصحابة ، التابعين ، المحدّثين عن الأئمّة ، العلماء : محدّثين ومفسّرين
وفقهاء ، الحكماء والمتكلّمين ، علماء العربية ، السادة الصفوية ، الملوك
والسلاطين ، الأمراء ، الوزراء ، الشعراء ، النساء ، وذلك بتفصيل وتفريع أكثر
لما
|
وجده
رحمهالله
من نقص وفقدان حاصل في الدرجات الرفيعة مضمّناً ما تبقّى منه في كتابه هذا ، وقد
تمّ تحقيق هذا السّفر في مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام لإحياء التراث على يد ثلّة من
المحقّقين في النجف الأشرف وقد درجت أسماؤهم في مقدّمة التحقيق. وقد طبعت من هذه
الموسوعة إلى الآن خمس مجلّدات.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ٤٢٤ ، ٤١٢ ، ٤٤٩ ، ٤١١ ، ٤٢٢.
نشر
: مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام ـ قم ـ إيران.
* الدّرة الغرّاء
في وفاة الزهراء عليهاالسلام.
تأليف
: الشيخ حسين بن محمّد آل عصفور الدرازي البحراني (ت ١٢١٦ هـ).
كتاب
تاريخي تناول فيه المصنّف
|
|
حياة
بضعة الرسول الأعظم فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين عليهاالسلام
منذ مولدها الشريف وحتّى شهادتها ، ليعرض من خلال تاريخ حياتها تقلّب الأوضاع
على آل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله) وما داهمها من مصاب أدّى إلى استشهادها
، وقد اشتمل الكتاب على مقدّمة المجمع ، مقدّمة التحقيق ، ترجمة المؤلّف ،
منهجية التحقيق ، نماذج النسخ الخطّية ، مقدّمة المؤلّف.
وفصول
الكتاب في : ولادتها عليهاالسلام ، وتفضيلها ، والتحذير من إيذائها عليهاالسلام
، وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله) ، حزنها على أبيها ، رثائها لأبيها(صلى الله
عليه وآله) ، ... كما أُلحقت به الفهارس الفنّية.
تحقيق
: السيّد عبّاس هاشم الأعرجي.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ١٦٨.
نشر
: مجمع الإمام الحسين عليهالسلام العلمي لتحقيق تراث أهل البيت عليهمالسلام
|
التابع
للعتبة الحسينية ـ كربلاء المقدّسة ـ العراق.
* المنارات الظاهرة
في الاستخارات المأثورة عن العترة الطاهرة.
تأليف
: الشيخ سليمان الماحوزي البحراني (ت ١١٢١ هـ).
كتاب
من تراث البحرين كرّس فيه المصنّف همّته على جمع المأثور عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام
في الاستخارة ملتمساً في ذلك تعاليمهم الدالّة على مدى الإرتباط بالله والتوكّل
عليه عزّ وجلّ.
اشتمل
الكتاب على : كلمة المركز ، مقدّمة المحقّق ، موضوع الرسالة ، ترجمة المصنّف ،
النسخة المعتمدة ومنهجية التحقيق ، مقدّمة المصنّف ، آداب الاستخارة ، كيفية
الاستخارة ، دعوات الاستخارة ، خاتمة المؤلّف.
ويليه
كتاب النفحة العنبرية في
|
|
الاستخارة
بالقرعة الشرعية. المشتمل على المقدّمة وثلاثة فصول في : الإشارة إلى موارد
القرعة على وجه وجيز ، في آدابها ووظائفها المعقولة والمنقولة ، في صفة
الاستخارة بالقرعة.
تحقيق
: الشيخ جعفر بن الشيخ محمّد السعيد البحراني.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ٢٣٩.
نشر
: مركز الإمام الصادق عليهالسلام لإحياء تراث البحرين ـ قم ـ إيران.
كتب صدرت حديثاً
* جزئية الشهادة
الثالثة في الأذان والإقامة.
تأليف
: الشيخ موسى زين العابدين.
بحث
المؤلّف جزئية الشهادة الثالثة في الأذان والإقامة (أشهد أنّ عليّاً ولي
|
الله)
، معوّلاً على الشواهد التاريخية والروائية وما ذهب إليه علماء الشيعة من ضرورة
الإقرار والإجهار بالشهادة الثالثة ، وقد أردف بحثه رسالة في صحّة سند حديث
الكساء وقصيدة للسيّد عدنان الغريفي في حديث الكساء.
اشتمل
الكتاب على : المقدّمة ، وخمسة فصول في : بحث استطلاعي ، أقوال الأصحاب ،
الأدلّة الدالّة على الجزئية أو الاستحباب ، الروايات العامّة ، أقوال الأصحاب
بنحو التفصيل.
الحجم
: رقعي.
عدد
الصفحات : ١٥٠.
نشر
: باقيات ـ قم ـ إيران.
* آثار وبركات سورة
التوحيد في الدنيا والآخرة.
تأليف
: السيّد هاشم الناجي الموسوي الجزائري.
|
|
كتاب
من موسوعة آثار الأعمال التي تصدّى لها المؤلّف في جمع الروايات وسردها في
الموضوع المختصّ بها ، وقد جاء هذا الكتاب تحت عنوان آثار القرآن وخواصّ السور
والآيات ، تناول فيه الروايات الواردة عن المعصومين عليهمالسلام
في فضيلة سورة التوحيد وما يترتّب عليها من آثار معنوية.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ٢٠٠.
نشر
: ناجي الجزائري ـ قم ـ إيران.
* يس (صلى الله
عليه وآله) وآل ياسين عليهمالسلام
في القرآن الكريم.
تأليف
: السيّد هاشم الناجي الموسوي الجزائري.
كتاب
من موسوعة آثار الأعمال التي تصدّى إليها المؤلّف في جمع الروايات وسردها في
الموضوع المختصّ بها ، وقد جاء هذا الكتاب
|
تحت
عنوان تفسير كلمات القرآن الكريم ، وقد تناول فيه وجوه التفسير وروايات
المعصومين عليهمالسلام
في معنى (يس) و (آل يس) ، وبيان منزلة أهل بيت النبوّة عليهمالسلام
من خلال تلكم الروايات.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ١٠٣.
نشر
: ناجي الجزائري ـ قم ـ إيران.
* آثار وبركات سورة
يس في الدنيا والآخرة.
تأليف
: السيّد هاشم ناجي الموسوي الجزائري.
كتاب
من موسوعة آثار الأعمال التي تصدّى لها المؤلّف في جمع الروايات وسردها في
الموضوع المختصّ بها ، وقد جاء هذا الكتاب تحت عنوان آثار القرآن وخواصّ السور
والآيات ، تناول فيه الروايات الواردة عن المعصومين عليهمالسلام
في فضيلة
|
|
سورة
يس وما يترتّب عليها من آثار معنوية.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ٨٨.
نشر
: ناجي الجزائري ـ قم ـ إيران.
* زبدة البيان في
علوم القرآن ومناهج تفسيره.
تأليف
: الشيخ علاء المالكي.
دراسة
قرآنية استعرض المؤلّف من خلالها بعض المعالم الهامّة للتفسير ومنهجية المفسّرين
قديماً وحديثاً ، مشيراً في مقدّمته إلى عالمية القرآن الكريم ودوام حجّيّته ،
وانطباق قاعدة الجري ، وانطباق الأمثال في القرآن الكريم ، كما بيّن مدى أهميّة
القرآن ودوره الفعّال في تبليلغ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لشريعة
السماء ، كما تناول أهمّ الدراسات القرآنية مثل : حجيّة ظواهر الكتاب ، ومصادر
التشريع ، والآراء الكلامية في نزول القرآن
|
وجمعه
، وقد تطرّق إلى ما قيل في تحريف القرآن وآراء العلماء الإمامية فيه حيث كان
لمبحث النسخ ومن ثمّ مناهج التفسير أثرها في أهمّية البحث ، كما استعرض أهمّ
التفاسير.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ٤٣٤.
نشر
: العتبة الحسينية ـ كربلاء المقدّسة ـ العراق.
* أعلام الأعلام.
تأليف
: السيّد مرتضى الكشميري الغروي اللكنهوي (ت ١٣٢٣ هـ).
كتاب
تراجم رجالي ذكر فيه المصنّف أسماء جملة من العلماء والفقهاء والمشايخ بترتيب
المعجم على شكل الوجيزة ، وهذه النسخة هي مخطوطة مصوّرة ، والظاهر أنّها
مِسوّدات المؤلّف مشوّهة أوراقها وعليها تعاليق كثيرة ، وقد ذكر اسمها في (فهرس
مخطوطات مكتبة العتبة
|
|
العبّاسية
المقدّسة ١ ص٣٩٧).
الحجم
: رحلي.
عدد
الصفحات : ١٤٨.
نشر
: المدرسة المفتوحة ـ شيكاگو.
* المناظر الناضرة
في أحكام العترة الطاهرة ج(١ـ ١٠).
تأليف
: آية الله السيّد محمّد علي العلوي الحسيني الگرگاني.
موسوعة
فقهية في عشر مجلّدات اشتملت على مباحث فقهية من دراسات البحث الخارج لسماحة آية
الله العلوي الگرگاني ، حيث أدلى فيه بتعليقاته ومستنبطاته على متن كتاب شرائع
الإسلام للمحقّق الأوّل جعفر بن الحسن الحلّي (ت ٦٧٦ هـ) أعلى الله مقامه وذلك :
«لسهولة تناوله وكثرة التعليقات عليه من فقهائنا رضوان الله عليهم أجمعين» على
حدّ تعبيره.
الحجم
: وزيري.
|
عدد
الصفحات : أكثر من ٥٠٠ صفحة لكلّ جزء
نشر
: طه ـ قم ـ إيران.
* موسوعة وضوء
النبي (صلى الله عليه وآله) ج(١ ـ ٤).
تأليف
: السيّد علي الشهرستاني.
استعرض
المؤلّف مسألة وضوء النبي (صلى الله عليه وآله) متطرّقاً في ذلك أسباب الأختلاف
فيه بين المسلمين والسرُّ الكامن فيه منذ عهد خلافة عثمان بن عفّان ، متّخذاً في
دراسته أُسلوب النقد الدلالي للرّوايات ، ولم يكتفِ المؤلّف بدراسة أسانيد
الرواية بل أضفى عليها معرفة ملابسات الحكم تاريخيّاً وسياسيّاً لتعطي القاري
عند الوقوف على تاريخ التشريع وتطوّر الحكم وملابسات صدوره رؤيةً جديدةً وتفتح
أمامه آفاقاً واسعة ؛ فجاءت هذه الدراسة بجوانبها الأربعة : التاريخي ، الروائي
، القرآني ، والجانب الفقهي
|
|
واللغوي.
حيث اشتمل الجزء الأوّل على : تاريخ اختلاف المسلمين في الوضوء (أسبابه ودواعيه)
، والجزء الثاني والثالث على : مناقشة ما رواه الصحابة في صفة وضوء النبي (صلى
الله عليه وآله) (مرويّات عثمان ابن عفّان) (مرويّات سبعة آخرين من الصحابة) ،
والجزء الرابع على : آية الوضوء وإشكالية الدلالة (بين القراءة والنحو والمأثور).
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ٥٩١ ، ٥٤٤ ، ٧٠٣ ،٥٨٠.
نشر
: دار البراق ـ قم ـ إيران.
* الإمام الحسن
المجتبى عليهالسلام في مرآة الكتب.
تأليف
: محمّد باقر الأنصاري.
استقراء
قام به المؤلّف لإحصاء ما أُلّف في الإمام السبط الأكبر الحسن المجتبى عليهالسلام
ليبيّن من خلال كتابه هذا اهتمام واعتناء الباحثين والمحقّقين
|
بحياة
الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام وخاصّة المرحلة العصيبة من الفترة
الزمنية التي مرّ بها عليهالسلام بعد خلافة أبيه الإمام علي بن أبي
طالب عليهالسلام
التي أسفرت عن مضاضة صلحه عليهالسلام مع معاوية ومظلوميته وقتل شيعته
واستشهاده ، قدّم المؤلّف في مقدّمته المراحل الخمس لحياة الإمام السبط الأكبر عليهالسلام
ثمّ ذكر باكورة ما ألف حول الإمام المجتبى عليهالسلام وهو ما ألّفه سليم بن قيس الهلالي
الكوفي (ت ٧٦ هـ) ، ثمّ تناول ذكر اثنين وعشرين مصنّفاً ـ بدءاً بمقتل الإمام
الحسن بن علي عليهالسلام
لأبي مخنف ـ في نظرة تاريخية حول ما ألّف عنه ، ثمّ يعطي إحصائية متعلّقة بـ :
بما أُلّف حول الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام ، وهي احصائية للكتب العربية
والفارسية واللغات الأخرى غيرها كالإنجليزية والإسبانية والتركية والأردو ،
مزوّدة بالصور المأخوذة عنها ، والجدير
|
|
بالذكر
أنّ الكتاب جاء باللغة الفارسية وقد تمّ تعريبه على يد إسماعيل الضيغم.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ٦٢٣ صفحة.
نشر
: دار الكفيل ـ العتبة الحسينية المقدّسة ـ كربلاء ـ العراق.
ومركز
الإمام الحسن عليهالسلام
للدّراسات التخصّصية ـ النجف الأشرف ـ العراق.
* المعاهدة بين
الإمام الحسن عليهالسلام
ومعاوية بن أبي سفيان.
تأليف
: فاضل الفراتي.
دراسة
تاريخية يستعرض بها الأحداث التي داهمت الأمّة في عهد عثمان بن عفّان حتّى آل
الأمر إلى تمرّد معاوية بن أبي سفيان على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
ومحاربته له ، كما استعرض الأسباب التي أدّت إلى صلح الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام
مع معاوية بن
|
أبي
سفيان ، وقد جاءت هذه الدراسة من خلال قراءة في نصوص أهل السنّة ليكون الأمر
أسلم عقلاً وأنزه أسلوباً في معرفة الحقيقة وتقبّلها.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ١٤٠.
نشر
: مركز الإمام الحسن عليهالسلام للدراسات التخصّصية ـ النجف الأشرف ـ
العراق.
ودار
الكفيل ـ العتبة الحسينية ـ كربلاء المقدّسة ـ العراق.
* إنارات في رصد
المواقف الأخلاقية ج.
تأليف
: الشيخ غدير حمّودي.
كتاب
أخلاقي يتناول نقد ومعالجة السلوكيات والأخلاقيات العامّة للمجتمع الإيماني وما
ألمّت به من ابتلاءات أثّرت أثراً سلبيّاً على
|
|
أعمالهم
، يقدّم من خلاله توجّهات عامّة للإصلاح والتهذيب ، كما يخصّ بتوجيهاته المجتمع
الحوزوي الذي لا يخلو من انتقادات بسبب ما ابتلي به من سلوك ، وقد جاءت هذه
الدراسة مستندة إلى الكتاب والسنّة وإرشادات أهل بيت النبوة عليهمالسلام
وقد جاء الكتاب على شكل مواقف في ستّة عشر باب ، منها : ما يتعلّق بالأموال ، ما
يتعلّق بالرّغبات ؛ وبالاتّكال والتفضّل والتقصير ؛ والقضايا النفسية والمزاجية
؛ وازدواجية التصرّف ؛ واظهار القدرة وعدمها ، والاستشارة ؛ واحترام الآخرين ؛ و
... وقد صدر منه الجزء الأوّل وقد راجعه الشيخ محمّد آل عبد الرسول.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ٤٣٠.
نشر
: المؤلّف قم ـ إيران.
|
|