(حتّى) لا يقبل الإبطال والتعارض الحجاجي»(١).

ومن ورودها في الخطبة الفدكية(يكسر الأصنام ، وينكث الهام ، حتّى انهزم الجمع وولّوا الدبر ، حتّى تفرّى اللّيل عن صبحه ، وأسفر الحقّ عن محضه)(٢).

وقد وردت في هذين الموضعين لانتهاء الغاية ، وتكون مرادفة لـ(إلى) لكنّها أعمّ من (حتّى)(٣) ، ونتيجة لكسر الأصنام ، ونكث الهام ، (انهزم الجمع وولّوا الدبر) وكذلك (تفرّى اللّيل عن صبحه) و (أسفر الحقّ عن محضه).

فالانهزام ، وتولية الدبر ، وتفرّي اللّيل عن صبحه ، وإسفار الحقّ عن محضه ؛ تعدّ نتائج ، وهي في كلّ الأحوال تخدم نتيجة واحدة ، وتبقى الحجّة التي ترد بعد (حتّى) هي الأقوى حجاجيّاً(٤).

أقول : إنّ حقيقة مفهوم حتّى : إيصال الحكم السابق إلى مدخوله ، وهذا معنى حرفي غير مستقلّ سواء كان من الجارّة أو العاطفة ، والفرق بينهما من جهة المعنى : أنّ الحكم السابق يتعلَّق على ما بعده مستقلاًّ في العطف كما يتعلَّق على ما قبله ، وأمّا في الجرّ : فهو لإيصال الحكم إلى المجرور فقط وليس للحكم تعلَّق عليه مستقلاًّ.

ثمّ إنّ حتّى لإلحاق موضوع ضعيف بالنسبة إلى تعلَّق الحكم عليه إلى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) اللغة والحجاج : ٢٧.

(٢) الاحتجاج : ١/١٣٥ ، البحار : ٢٩/٢٢٤ ، ٢٦٤.دلائل الامامة : ١١٤.

(٣) ينظر : كتاب سيبويه : ٤/٢٣١.

(٤) الروابط الحجاجية في رسائل الإمام الحسن عليه السلام أ.د عبد الإله العرداوي : ٧.