• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • العلم والتّعليم
  • الملاحم والمغيّبات الّتي اخبر عنها الإمام
  • عفّان ، ولكنّه سرعان ما نكث بيعته ، فقد انضمّ إلى حزب عائشة التي أعلنت التمرّد على حكومة الإمام.

    إنّ مروان لم يتمتّع بأيّة نزعة كريمة ، فقد انغمس في الباطل والموبقات ، وقد لعنه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو في صلب أبيه ، فقد

    روت عائشة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعن أبا مروان ومروان فى صلبه (١) وجيء به بعد ولادته إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال :

    « هو الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون » (٢).

    واجتاز الحكم على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال :

    « ويل لامّتي ممّا في صلب هذا » (٣).

    لقد استشفّ النبيّ من وراء الغيب ما تعانيه الامّة الإسلامية من الأحداث الجسام من مروان وأبنائه فلعنهم وتبرّأ منهم.

    ٢ ـ أنّ الإمام عليه‌السلام أخبر عن قصر المدّة التي يحكم فيها مروان ، وشبّهها بلعقة الكلب أنفه ، وهو كناية عن قذارة حكمه ، وسوء سلطانه ... وكان سبب هلاكه أنّه عيّر خالد بن يزيد بن معاوية بامّه التي هي زوجته ، ففزع إلى امّه يبكي ، فتألّمت ، وسارعت مع جواريها إلى اغتياله ، وبذلك انتهت صفحة من صفحات الخزي والعار ، وانطوى ملف من ملفات الخيانة والإثم.

    ٣ ـ أنّ الإمام عليه‌السلام أخبر عمّا تعانيه الامّة في عهده وعهد أبنائه من الكوارث والخطوب ، وقد جرى ذلك ، فقد تجرّع العالم الإسلامي ألوانا قاسية ومريرة من المحن الشاقّة ، والتي كان منها أنّ عبد الملك بن مروان ولّى على الامّة أشرّ خلق الله ، وهو الحجّاج الثقفي الذي جهد على ظلم الناس ، وارغامهم على ما يكرهون.

    __________________

    (١) تفسير القرطبي ١٦ : ١٩٧. تفسير الرازي ٧ : ٤٩٧. اسد الغابة ٢ : ١٣٤.

    (٢) مستدرك الحاكم ٤ : ٤٩٧.

    (٣) اسد الغابة ٢ : ٣٤.