• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الفهارس العامة

  • لتأمين الوضع ، ولم تعوّل على جيشها وحده دائما. وإنما كان أمراء العشائر يظهرون الاخلاص ، وكذا الصدور منهم يذهبون إلى الفيلق ويبدون الطاعة ، والحضور في المعارك التي يطلب حضورهم فيها ، أو يقومون بمقاومة العشائر المناوئة ، وصد الغوائل. وهذا تجلى لنا بصورة واضحة من الديوان المذكور وبعض حوادثه ، وسياسة العشائر للدول وان كانت مكتومة ، ولا يبوح بها أحد إلا أن الوقائع كشفت عنها وأبانت مكنونها ...

    ويهمنا أن لا نستغرق في مباحث كهذه ، وأن نعود إلى أصل موضوعنا عشيرة بني أسد فانها تسكن اليوم في أراضي الجبايش المعروفة بالجزائر أو البطائح في قضاء سوق الشيوخ وما جاوره حتى سوق الشيوخ والقرنة والعمارة ، وبين بني مالك ، وبني خيكان ، وألبو محمد ، ونخوتها لا تزال (عامرا). وممن يمت إلى العامرية هناك (السودان) العشيرة المعروفة في أنحاء العمارة. والآن لا يتجاوزون العشرة آلاف. ووقائعهم وحروبهم للدولة العثمانية كثيرة.

    والقزويني لم يقطع في تعيين أسد ربيعة ، وأسد خزيمة ... وإنما أبهم في القول ... وان السيد رشيد ابن السيد داود السعدي بيّن عن أسد خزيمة ما نصه :

    «قبيلة بني أسد ... بعد الفتوحات الاسلامية سكن كثير منها في نواحي بغداد في الجانب الغربي منها ، وعند تسلّط الاتراك على الدولة العباسية ملكوا الحلة والكوفة وما يليهما ، وملكوا الجزيرة أيضا ، ولهم وقعات عظيمة مع الاتراك ، واستقامت دولتهم مائتي سنة ، وبعد انقراض دولتهم سكنوا على شاطىء نهر الفرات بين القرنة والمجر ، وهم في غاية القوة والكثرة والشجاعة والكرم والجود ... وكان شيخهم محيي الخيون وقد أدركته ، وبعده صار شيخهم أخوه حسن الخيون» ا ه. وهذا هو والد الشيخ سالم (١).

    __________________

    (١) غاية المراد في الخيل الجياد ص ٣٠.