• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • القسم الاول

  • اتصال الحجج والأنبياء من آدم الى محمد (ص)
  • القسم الثاني

  • من سيدنا محمد (ص) حتى ولادة المهدي (ع)
  • من خيفته الفرائص يوم الجلاد ، مناقبه معروفة ، وفضائله مشهورة ، هزبر دفاع ، شديد مناع ، مقدام كرّار ، مصدّق غير فرّار ، أحمش الساقين ، غليظ الساعدين ، عريض المنكبين ، رحب الذراعين ، شرّفه الله بأمينه ، واختصه لدينه ، واستودعه سرّه ، واستحفظه علمه ، عماد دينه ، ومظهر شريعته ، يصول على الملحدين ، ويغيظ الله به المنافقين ، ينال شرف الخيرات ، ويبلغ معالي الدرجات ، يجاهد بغير شكّ ، ويؤمن من غير شرك ، له بهذا الرسول وصلة منيعة ، ومنزلة رفيعة ، يزوّجه ابنته ، ويكون من صلبه ذرّيته ، يقوم بسنّته ، ويتولّى دفنه في حفرته ، قائد جيشه ، والساقي من حوضه ، والمهاجر معه عن وطنه الباذل دونه دمه ، سيصح لك ما ذكرت من دلالته إذا رزقتيه ، وترين ما قلته فيه عيانا كما صح لي دلائل محمّد المحمود بالله ، ان ما وصفته من امرهما موجود مذكور في الأسفار والزبور ، وصحف إبراهيم وموسى ، ثم أنشأ يقول :

    لا تعجبي من مقالي سوف تختبري

    عمّا قليل ترين القول قد وضحا

    أما النبي الذي قد كنت أذكره

    فالله يعلم ما قولي له مزحا

    يأوي الرشاد إليه مثل ما سكنت

    أمّ الى ولد إذ صادفت نجحا

    ثم المؤازر والموصى إليه اذا

    تتابع الصيد من أطرافه كلحا

    فأحمد المصطفى يعطيه رايته

    يحبوه بابنته يا خير ما منحا

    بذاك أخبرنا في الكتب اولنا

    والجن تسترق الأسماع متّضحا

    قالت فاطمة : فجعلت أفكر في قوله ، فلما كان بعد ليال رأيت في منامي كأن جبال الشام قد أقبلت تدبّ على عراقبها ، وعليها جلابيب حديد وهي تصيح من صدورها بصوت مهول فأسرعت نحوها جبال مكّة وأجابتها بمثل صياحها وأهول وهي تنضح كالشرر المجمر ، وجبل أبي قبيس ينتفض كالفرس المسربل بالعدّة وفصاله تسقط عن يمينه وشماله ، والناس يلتقطون تلك النصول ، فلقطت معهم أربعة أسياف وبيضة حديد مذهبة ، فأوّل ما دخلت مكّة سقط منها سيف في ماء فعبر ، وطار الثاني في الجو فانثمر وسقط الثالث الى الأرض فانكسر ، وبقي الرابع في يدي مسلولا ، فبينما أنا به أصول إذ صار السيف شبلا أتبينه ثم صار ليثا مستأسدا فخرج عن يدي ومر نحو تلك الجبال