• الفهرس
  • عدد النتائج:

__________________

ـ المصادر أن ـ عبد الله بن بديل كان ممن غزا أصبهان وفتحها ـ ، ففيه أيضا ، إشكال وذلك :

أولا : لأنّ عبد الله بن بديل قتل بصفّين ، وذكر هذا ابن سعد في «الطبقات الكبرى» ٤ / ٢٩٤ ، وخليفة في «تاريخه» ص ١٩٤ ، والطبري في «تاريخ الأمم والملوك» ٣ / ٢٤٦ ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٤ و ٦٣ ، والخطيب في «تاريخ بغداد» ١ / ٢٠٤ ، وابن الأثير في «الكامل» ٣ / ١٥٣ ، وابن كثير في «البداية» ٧ / ٢٦٥ ، والحموي في «معجم البلدان» ١ / ٢٠٩ ، والحافظ ابن حجر في «الإصابة» ١ / ١٤١ ، وفي «تهذيب التهذيب» ٥ / ١٥٥ ، «والتقريب» ص ١٦٨ ، فليس فيه خلاف أن عبد الله بن بديل قتل بصفّين ، كما ذكرت المصادر المذكورة.

وثانيا : ـ لأن هذه المصادر المذكورة ، لم تذكر جميعها عبد الله بن بديل الخزاعي في غزاة أصبهان ، إلا القليل منها ، وإنما ذكرت عبد الله بن ورقاء الرياحي ، وصرح بعضها بسن عبد الله بن بديل الخزاعي يوم قتله بصفين ، أنه كان ابن أربع وعشرين سنة ، مع الرد على أولئك الذين زعموا أن عبد الله الخزاعي كان أحد من غزا أصبهان ، فمن ذلك ما ذكره الطبري في «تاريخه» ٣ / ٢٤٦ ، أن عمر كتب إلى عبد الله بن عبد الله : أن سر من الكوفة حتى تنزل المدائن ، فاندبهم ولا تنتخبهم ، واكتب إليّ بذلك ، وعمر يريد توجيهه إلى أصبهان ، فانتدب له فيمن انتدب : عبد الله بن ورقاء الرياحي ، وعبد الله بن الحارث بن ورقاء الأسدي.

وقال بعد ذلك : والذين لا يعلمون ، يرون أن أحدهما عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، لذكر ورقاء ، وظنوا أنه نسب إلى جده ، وكان عبد الله بن بديل بن ورقاء يوم قتل بصفّين ابن أربع وعشرين سنة ، وهو أيام عمر رضي‌الله‌عنه صبي.

وهكذا ذكر ياقوت الحموي في «معجم البلدان» ١ / ٢٠٩ أن عمر بن الخطاب ، في سنة تسع عشرة بعد فتح نهاوند بعث عبد الله بن عبد الله بن عتبان الأنصاري ، وعلى مقدمته عبد الله ابن ورقاء الرّياحي ، وعلى مجنبته عبد الله بن ورقاء الأسدي ، ثم ذكر الحموي عن سيف (هو ابن عمر الإخباري) قوله : (والذين لا يعلمون ، يرون أن أحدهما ..) إلى آخره بمثل ما عند الطبري ، وهكذا ذكر أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٤ و ٦٣ هذا الكلام ، فتبين إذا أن الذي اشترك في فتح أصبهان عبد الله بن ورقاء الرياحي ، وعبد الله بن الحارث بن ورقاء الأسدي ، كما ذكر الطبري وأبو نعيم ١ / ٢٤ و ٦٣ وابن الأثير في «الكامل» ٣ / ٨ و ٩ ، حيث قال : وبعث عمر إلى أصبهان عبد الله بن عبد الله ، وكان شجاعا ، وأمده بأبي موسى ، وجعل على مجنبته عبد الله بن ورقاء الرّياحي ، وعصمة بن عبد الله ، وسار عبد الله فيمن كان معه ومن تبعه من جند النعمان بنهاوند نحو أصبهان ، فالتقى المسلمون ومقدمة المشركين برستاق لأصبهان ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، ودعا الشيخ إلى البراز ، فبرز له عبد الله بن ورقاء الرّياحي ، فقتله ، وانهزم أهل أصبهان ، ثم سار عبد الله بن ورقاء الرياحي إلى جيّ ، فحاصرها وقاتلها ... الخ.

هذا ما ظهر لي ، والله أعلم بالصواب.