شكر وتقدير

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، نبينا محمد الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد ...

فإنني أشكر الله تعالى قبل كل شيء الذي بفضله وعونه تتم الصالحات ، وتحل المشكلات ، وتزول العقبات ، والذي امتن عليّ بإنجاز هذه الرسالة ، وهي تحقيق ودراسة الجزء الأول والثاني من «طبقات المحدثين بأصبهان» ، والواردين عليها ، لأبي الشيخ الأنصاري ، على أحسن وجه وأتمه ، الذي أرجو أن يقبله مني ، ويجعله خالصا لوجهه الكريم.

ثم أتوجه بخالص شكري لأولئك الذين ساهموا معي في إنجاز هذه الرسالة ، وذلك لما ثبت عن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فيما رواه أبو هريرة ، وأبو سعيد ، وغيرهما ـ رضي‌الله‌عنهم ـ عنه ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنه قال : «من لا يشكر الناس لا يشكر الله». وفي رواية بلفظ : «من لم يشكر الناس لم يشكر الله» (١).

__________________

(١) أخرجه أبو داود في «سننه» ٤ / ٣٠٤ الأدب ، والترمذي في «سننه» ٣ / ٢٢٨ البر والصلة كلاهما عن أبي هريرة مرفوعا ، وقال الترمذي : «حديث صحيح» ، وكذا أخرجه الترمذي عن أبي سعيد وقال : حسن ، وفي الباب عن الأشعث بن قيس ، والنعمان بن بشير ، وكذا أخرجه أحمد في «مسنده» ٢ / ٢٥٨ و ٢٩٥ و ٣٠٣ و ٣٨٨ و ٤٦١ و ٤٩٢ من حديث أبي هريرة.


فمن هنا أرى من الواجب علي أن أخص بخالص شكري ، وغاية تقديري فضيلة المشرف على الرسالة / الدكتور محمود أحمد ميره ـ حفظه الله تعالى ـ الذي فتح لي مجال الاستفادة ليلا ونهارا في بيته وخارجه بدون تحديد بزمن ، ولا يدخر جهدا ، فكان يرافقني بإرشاداته القيمة ، ودلالاته السديدة على المصادر ، وتوجيهاته الرشيدة في إصلاح العبارات وتحسينها ، وكان يجهد نفسه معي في تصحيح النصوص ، وحل المشاكل التي كانت تواجهني ، ووجدته مخلصا في هذا كله.

فجزاه الله تعالى مني أحسن الجزاء ، وشكر له سعيه ، كما أتقدم بخالص شكري لأستاذي الدكتور أكرم ضياء العمري ، حفظه الله تعالى ، حيث يعود إليه الفضل في اختياري هذا الموضوع ، وسأوضح ذلك فيما سيأتي في سبب اختيار هذا الموضوع.

ولأستاذي فضيلة الشيخ حماد الأنصاري ، حيث أفادني فيما كنت أسأله ، ولجميع أصدقائي وزملائي الذين شاركوني ، أو قدموا لي أية مساعدة في إنجاز هذه الرسالة ، وأخص منهم الصديق الفاضل رضا زنكنه الأصفهاني ، الذي وفر لي بعض المراجع من أصفهان ، وأرسلها لي بالبريد واستزارني في أصفهان ، فزرته في العام الذي مضى (١٤٠٠ ه‍) ، فاستقبلني أحسن استقبال ، وأكرم وأحسن ضيافتي ، وقدم لي كل ما أحتاجه من مساعدة وعون ، وكان يتجول معي بسيارته إلى جميع الأماكن التاريخية والآثار القديمة ، فجزاه الله خير الجزاء ، وعظم له أجره.

كما أنني لا أنسى جهود القائمين على الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وعلى رأسهم الدكتور عبد الله بن عبد الله بن زايد ، حفظه الله تعالى.

وإنني إذ أسجّل شكري الجزيل لهؤلاء ، فإنني أسأل الله تعالى أن يكتب لهم المثوبة من عنده ، ويجزل لهم الأجر ، وأن يجعل هذه الخدمة المتواضعة خالصة له ، ونافعة لعامة المسلمين ، وهو ولي ذلك والقادر عليه.


بسم الله الرّحمن الرّحيم

تقديم

بقلم : الأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد ...

فان كتاب (طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها) لأبي الشيخ الأنصاري المتوفى عام ٣٦٩ ه‍ ، هو أقدم ما وصل إلينا من تواريخ أصبهان وقد سلك فيه مؤلفه مسلك المحدثين فسرد الروايات والأحاديث بالاسانيد ، ورتب التراجم على الطبقات ، وقد استعمل الطبقة للدلالة على الجيل ، وهو يلتقي في هذا الاستعمال مع معاصره ابن حبان البستي (ت ٣٥٤ ه‍) في كتابيه «الثقات» و «مشاهير علماء الامصار» ولو قسمنا الفترة الزمنية التي تناول أبو الشيخ الانصاري تراجم علمائها على عدد الطبقات في كتابه وهي إحدى عشرة طبقة لتبين أن الطبقة عنده تساوي ثلاثين عاما تقريبا ، ولكن الطبقات تتداخل في العادة لأنها تقوم على اللقيا بين المحدثين ، وهؤلاء فيهم أصحاب الاسانيد العالية ، وهم يحوزونها إما بسبب طول أعمارهم أو مبادرتهم الطلب المبكر ، بحيث يلحق المتأخر بالمتقدم في الأخذ عن نفس الشيوخ. والحق أن أخذ المؤلف بهذا النظام هو أقوى مبرر لنشر كتابه بعد أن استوعبه أبو نعيم الاصبهاني ـ أو كاد ـ في مؤلفه (ذكر أخبار أصبهان) ـ وهو مطبوع ـ إضافة إلى خدمة الدكتور عبد الغفور


البلوشي لكتاب أبي الشيخ من حيث التعريف برجال الاسانيد وتخريج الاحاديث والحكم عليها ، وهو جهد لازم لنيل مرتبة الماجستير في تخصص «السنة النبوية» وإن كان ليس بلازم لتحقيق الكتاب تحقيقا علميا في نظر عامة المحققين الذين يرون في ذلك إثقالا للحواشي ولا مفر من قيام طلبة الدراسات العليا من تحويل رسائلهم من تحقيق الكتب إلى دراسة أحاديث كتاب مخصوص دفعا للاعتراض المذكور.

وإضافة لذلك فقد قدم الشيخ عبد الغفور دراسة مستفيضة للمؤلف وبيئته العلمية ، حيث لم يسبق إلى دراسته من قبل الباحثين المحدثين. وقد تمكن من تجلية جوانب ثقافته والتعريف بمؤلفاته ومصادر معلوماته ، وإن كانت دراسة موارد كتابه لا زالت بحاجة إلى تجلية وتفصيل.

وتجدر الاشارة هنا إلى أن أبا الشيخ استفاد من مؤلفات مفقودة وأحيانا تعتبر اقتباساته عنها هي كل ما بقي منها في مكتبتنا التراثية الهائلة ، ولعل هذا الوصف ينطبق خاصة على كتاب (تاريخ أصبهان) لمحمد بن يحيى بن منده (ت ٣١٠ ه‍) وهو أقدم مؤلف في تاريخ أصبهان وقد فقد ـ للأسف ـ ، وتوضح اقتباسات أبي الشيخ الكثيرة من هذا التاريخ أنه من تواريخ المحدثين.

إن تجلية مثل هذه المعلومات الدقيقة الغامضة تخدم دراساتنا التراثية وتضيف جديدا إلى «علمنا».

لقد هيأ أبو الشيخ الأنصاري ببناء كتابه على نظام الطبقات الفرصة أمامنا للتعرف على تطور الحركة الفكرية في مدينة أصبهان خلال القرون الأربعة الاولى من تاريخ الاسلام حيث يمكن معرفة أعداد العلماء في كل قرن من هذه القرون ، مما يوضح ازدهار الحركة الفكرية ونشاط الرواية في أصبهان في القرن الثالث الهجري ثم تعاظم الازدهار والنشاط في القرن الرابع الهجري حيث يسجل أبو الشيخ الانصاري تضاعف أعداد المحدثين خلاله. وهذا يتفق مع وقت ازدهار الحركة الفكرية في العالم الاسلامي عامّة.


وقد خالفني المحقق في اعتبار تقسيم الكتاب إلى احدى عشرة طبقة ، ولا زلت أعتقد بأن أبا الشيخ لم يقم بالتقسيم إلى احدى عشرة طبقة ما دام قد خلط تراجم الطبقتين العاشرة والحادية عشر ولم يفصلهما ـ كما صرح ـ ، وربما وقفت أمامه عقبات فنية في عصر شيوخه وشيوخهم أو أصابه الارهاق فأبقاهم طبقة واحدة.

كذلك يجدر التنبيه إلى أن نسخة الظاهرية التي اعتمد عليها المحقق الفاضل يرجع تاريخها إلى النصف الأول من القرن السابع الهجري وكان الحافظ يوسف بن خليل الدمشقي (ت ٦٤٨ ه‍) قد تملك حق روايتها بالسماع وأثبت تاريخ سماعه عليها سنة ٦٣٥ ه‍ ، وهذه النسخة نقلت من نسخة أقدم عليها تملك وسماع يوسف بن خليل نفسه بتاريخ ٥٩٢ ه‍.

وقد اشتهر الحافظ يوسف بن خليل بكثرة سماعاته للكتب واحتفاظه بنسخها الدقيقة كما تدل سماعاته وتملكاته المدونة على العديد من نسخ المخطوطات في دار الكتب الظاهرية. ويبدو أن الدراسات المتعلقة بالمخطوطات لا زالت لا تحظى بالعناية الكافية من المحققين رغم أهمية ذلك في توثيق النسخ ، ولا شك أن التقدم العلمي للعالم العربي الاسلامي كفيل في المستقبل بمعالجة هذه الثغرة بإيجاد المعامل والمتخصصين اللازمين لمعالجة أنواع الورق والحبر والخطوط وتحديد تواريخها.

إن حركة النشر لكتب التراث نشيطة هذه الايام ولكن تقف أمامها عقبات أبرزها عدم الالتزام بقواعد النشر العلمية ، وضعف الارشاد الاكاديمي في الاعم الاغلب ، وتراجع الذوق اللغوي بتراجع تعليم اللغة العربية من حيث المستوى والنوع رغم اتساعه أفقيا. وأخيرا عدم الانتقاء للنصوص الاكثر أهمية وإعطائها الأولوية في النشر.

إن النشر العلمي الجيد وحده هو الذي يخدم واقعنا الثقافي عندما تبنى دراساتنا التراثية على نصوص موثقة توثيقا علميا ينأى عن خطأ الفهم وانحراف


المعنى ، وإن دراسة التراث والاستقاء منه لتصور الماضي ودفع عجلة الحاضر تتوقف على سلامة حركة التحقيق ومن هنا لا بد أن تسعى جامعاتنا ومؤسساتنا الاكاديمية الأخرى إلى معالجة النقص والقصور في هذا الجانب الهام.

وفي الختام أدعو الله تعالى للدكتور الفاضل عبد الغفور البلوشي بالتوفيق لمزيد من الاعمال الصالحة في نشر النصوص النافعة من تراث الاسلام بعد أن قوي عوده وأفاد من تجاربه الاولى في الدراسات العليا والله يقول الحق وهو يهدي إلى سواء السبيل.

المدينة المنورة في ١٣ / ٧ / ١٤٠٥ ه‍.


المقدمة

الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستهديه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله ، وصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

فأود أن ألمّح إلى دوافع اختياري للتخصص في السنة. لما كانت السنة وعلومها من أجل العلوم وأشرفها بعد كتاب الله تعالى ، وبما أن رحى الشريعة الإسلامية تدور على قاعدتين أساسيتين ، هما : كتاب الله ، وسنة رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ولم يستغن الكتاب عن السنة فهي لازمة له ، ومفسرة لمجمله ، ومبينة لمشكله ومعانيه ، ومقيدة لمطلقه.

فمن هنا دفعني الشوق والرغبة لاختيار شعبة السنة ، وإن كانت صلتي ودراستي في الفقه أكثر.

وثانيا : رغبة شديدة مني للإسهام في إحياء تراث علماء السلف من أهل السنة بإيران ، الذين لم يدخروا جهدا في خدمة السنة المشرفة رجالها ومتونها ، وقد امّحت معظم آثارهم ، ولم تجد لهم خلفا يعتنون بآثارهم ، فيا حبذا لو قام رجال اعتنوا بإحياء خدمة السلف للعناية بالسنة مرة أخرى ، فأسأل الله تعالى أن يهيء رجالا لهذا ، وهو عليه هين ، فرغبتي في هذا الشأن كانت تتطلب مني الخوض في هذا الموضوع بعد التمكن منه ليسهل السير عليه.


وثالثا : رجاء أن أحظى حينما أختار هذا القسم ، بما ورد من الفضل والشرف لأصحاب الحديث ؛ وذلك لأنهم محظوظون بتكثير الصلاة والسلام على صاحب الرسالة والسنة ، محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ القائل : «من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه عشرا» (١).

فيجري ذلك على لسانهم ويكرره قلمهم.

أما سبب اختيار تحقيق هذا الكتاب ـ «طبقات المحدثين بأصبهان» لأبي الشيخ الأصفهاني الأنصاري ـ بالذات فلأمور :

أولا : يعود الفضل في ذلك إلى فضيلة أستاذي الدكتور أكرم ضياء العمري ـ حفظه الله تعالى ـ الذي أرشدني إلى هذا الكتاب ، ودلّني على أهميته ، وذلك في خلال محاضرة من محاضراته التي كان يلقيها علينا في الفصل حينما كان يذكر لنا أهمية الطبقات ، إذا به يتحدث عن أهمية هذا الكتاب ـ أعني : «طبقات المحدثين» لأبي الشيخ ـ ويشجعنا بأن مثل هذا الكتاب يجب أن يحقق وينشر ، كي لا تضيع جهود علمائنا السلف.

فسرعان ما وقع توجيهه هذا في قلبي ، فقررت أن أقوم بهذا العمل ولم يثن عزمي هذا كبر حجم الكتاب ، وصفوته الخوض فيه ، مع أنه تراجع عليه قسم من زملائي الذين تشوقوا لتحقيقه.

وكان لتشجيع فضيلة أستاذنا الدكتور أكرم ضياء العمري ـ حفظه الله ـ أثر كبير في إقدامي ، ومتابعة سيري ، فجزاه الله عني كل خير.

وإخراج هذا الكتاب المهم لأحد علماء السلف بأصفهان ، هو إحياء لتراث

__________________

(١) رواه مسلم في «صحيحه» ١ / ٣٠٦ الصلاة باب فضل الصلاة على النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حديث ٤٠٨ ، وأبو داود في «سننه» ٢ / ١٨٤ الوتر ، والنسائي في الافتتاح باب فضل الصلاة على النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حديث ١٢٩٧ ، والترمذي في «سننه» أيضا ، في الصلاة باب فضل الصلاة على النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حديث ٤٨٥ ، وقال : حسن صحيح ، واللفظ لمسلم.


هؤلاء العلماء العظماء ، وكون المؤلف من إيران ، جعل لي الأفضلية في هذا المقام ، لأنه من بلدي ، وقديما قالوا : أهل مكة أدرى بشعابها.

فمن هنا ، عزمت على تحقيق هذا الكتاب العظيم المهم ، على ضوء ما أشار إليه فضيلة الأستاذ الدكتور أكرم ، حفظه الله.

وكان هذا كله قبل تعيين مشرف على الرسالة ، ثم أسند الإشراف إلى فضيلة الأستاذ الدكتور محمود أحمد ميره ـ حفظه الله تعالى ـ فاتصلت به ، وعرضت عليه خطتي السابقة ، فلم يقتنع بها ـ لأني لم أضع في الخطة تخريج الأحاديث والآثار ـ قائلا : كيف يصلح لطالب متخصص في الحديث أن يمر على الأحاديث وأسانيدها بدون دراسة وبحث ، فكنت أعرض عليه كبر حجم الكتاب وضيق المجال ، وأن مثل هذا العمل لكتاب كبير نحو هذا يتطلب سنوات عديدة ، فلم يزل يشجعني حتى اقتنعت وغيرت خطة العمل إلى ما هو أحسن وأتم كما ستقرؤه في منهج التحقيق فيما بعد ، فاستمريت على هذا المنهج حتى قضيت سنتين ولم أنجز منه إلا ثلثه تقريبا فقط ، فبدا لي أن العمل على هذه الطريقة لتحقيق جميع هذا الكتاب يستغرق ست سنوات تقريبا ، فاستشرت فضيلة المشرف ـ حفظه الله تعالى ـ في ذلك ، وعرضت عليه حذف الجزء الثالث منه ، فوافقني على ذلك بل قال لي : لو حذفت أكثر لكان أحسن ـ جزاه الله خيرا ، فتقدمت إلى رئاسة القسم بحذف الجزء الثالث من الرسالة فقط ، فتمت الموافقة على ذلك ، وصار بذلك القسم المحقق من الكتاب لرسالة الماجستير هو الجزء الأول والثاني من «طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها» ، لأبي الشيخ الأنصاري الأصفهاني ، فما في تحقيقه من حسن وجمال ، فيعود الفضل في ذلك إلى الله تعالى أوّلا بحسن توفيقه ، ثم إلى المشرف على الرسالة الدكتور محمود ميره حفظه الله تعالى ثانيا ، وما فيه من الهفوات والأخطاء فمني ومن الشيطان.

فكان هذا هو السبب الأول لاختياري هذا الكتاب.

وأما السبب الثاني : فلما ذكرت من حرصي ورغبتي في إحياء تراث علماء السلف في إيران.


والسبب الثالث : تقديم دراسة وافية مستقلة عن محدث ومفسر ومؤرخ ، مثل أبي الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر ، المتوفى سنة ٣٦٩ ه‍ ، الذي لم يحظ بترجمة عنه وافية ، ودراسة شافية ، فترجمت له ترجمة متسعة حسب الإمكان ، وأظهرت في ذلك جوانب شخصيته ، وأبرزت معالم نبوغه.

وأرجو أن أكون قد وفقت فيما تناولته ، وأظن أني قد قدمت جوانب لم أسبق إليها ، والفضل لله أوّلا وآخرا.

ورابعا : كنت راغبا في تحقيق كتاب يتضمن كمية من الأحاديث تتنوع في موضوعها لأستفيد أكثر ، وقد حقق الله رغبتي في الكتاب المذكور.

وخامسا : لما وجدت من أهمية هذا الكتاب ، ومكانة مؤلفه ، واتساع جوانب ثقافته ، وتخصصه ، فقوله في النقد حجة ، وكتابه مرجع لمن بعده (١).

والهدف من هذا كله هو إخراج هذا الكتاب محققا بصورة صحيحة ليتيسر نشره ، والانتفاع به بسهولة.

وقسمت عملي في خدمة هذا الكتاب إلى قسمين :

قسم يتعلق بخدمة نصوص متن الكتاب من تصحيح ، وتخريج ، وشرح لمشكلاته ، وتثبيت لفروقه ، واستدراك لفواته ، فيما أمكن ومطموسه كما نبهت في مواضع على كثير من الأوهام التي وقع فيها بعض المحدثين ، مما يتعلق بتصحيح حديث أو توثيق راو ضعيف مكان ثقة ، أو عكسه في أثناء تخريجي الأحاديث ، كما ستراه في أثناء التحقيق.

وقسم آخر يتعلق بمقدمة وافية للكتاب.

وكانت رغبتي في البداية أن أتناول فيها موضوعين : أحدهما : دراسة عن حياة المؤلف ، وثانيهما : دراسة عن كتب الطبقات ، وكتب الرجال المحلية ،

__________________

(١) انظر ما سيأتي من مبحث اقتباس العلماء ، وبيان أهمية الكتاب في الباب الثاني من مقدمتي.


باعتبار تاريخ تدوينها ، وأسس تنظيمها ، وفوائدها ، ولكني لما قرأت ما كتبه أستاذي الدكتور أكرم ضياء العمري ـ حفظه الله تعالى ـ في هذا الموضوع وتوسعه فيه ، فرأيت أنه قد خدم هذا البحث خدمة جيدة ، ووفّى الموضوع حقّه. ولا أرى بعدئذ كبير فائدة في إعادة ما سبقني إليه مع ضيق الوقت.

فاكتفيت بما كتبه فضيلة الدكتور ، وأود أن أحيل القارىء الكريم إلى ما كتبه في هذا الموضوع في كتبه الآتية :

«مقدمته على طبقات خليفة بن خياط» (١) ، و «موارد الخطيب في تاريخ بغداد» (٢) ، و «بحوث في تاريخ السنة المشرفة» (٣).

واخترت مكان هذا الموضوع دراسة مفصلة عن أصبهان تبين موقعها جغرافيا ، وحدودها ، ومساحتها ، وأهميتها ، ومكانتها الثقافية ، ومميزاتها ، ونشاطات أهلها ، والفتح الإسلامي لها ، مع محاولة جمع المؤلفات التي تتعلق بأصبهان وأهلها عبر القرون الإسلامية قديما وحديثا ومذهب أهلها عبر القرون.

وقد أثبت أن أصفهان كانت من القرون الأولى الإسلامية مهاجر العلماء لطلب الحديث ، ومحط رحالهم ، حتى كانت تضاهي بغداد في العلو والكثرة ، كما قال السخاوي(٤).

ولكن الآن مع الأسف عدم علم الأثر والحديث وخدامه ، فلم تعد تجد فيها أثرا لهم ، بل عمّ هذا كل المدن المشتهرة بخدمة السنة المطهرة في إيران ، وذلك من مطلع القرن التاسع.

فقد قال السخاوي : «وأمّا اليوم ، فقد كاد يعدم علم الأثر من العراق وفارس وأذربيجان ، بل لا يوجد بأرّان وجيلان وأرمينية والجبال وخراسان التي كانت دار

__________________

(١) انظر ص ٤١ وما بعدها من المقدمة.

(٢) انظر ص ٢٥٩ ـ ٣٠٥ ـ ٣٨٥ ـ ٣٩٥ عن الطبقات والرجال المحلية.

(٣) انظر ص ٧٢ ـ ٨١.

(٤) انظر «الإعلان بالتوبيخ» ص ١٤٣.


الآثار ، بل وأصفهان التي كانت تضاهي بغداد في العلو والكثرة ... (١)».

فهذا هو الذي دفعني ، ولفت نظري إلى هذا الموضوع ؛ لأثبت للقارىء الكريم مكانة هذه المدينة ، ونشاط أهلها في خدمة السنة في القرون الأولى ، وما هي عليه الآن.

وقد اشتملت المقدمة على موضوعين رئيسيين تخللها بعض الإشارات الهامة ، أحدهما : دراسة عن أصبهان : ـ مكانتها ، وأهميتها ، ومميزاتها ، وبعض نشاطات أهلها ، ومذهب أهلها ، وجعلته الباب الأول ، وفيه فصلان ، وفي الفصل الأول مبحثان.

وثانيهما : دراسة عن حياة المؤلف وكتابه «الطبقات» ، وجعلته الباب الثاني ، وفيه فصول ، وفي الفصول مباحث.

بعض المشاكل التي واجهتني أثناء التحقيق

قد واجهتني بعض المشاكل منها :

أن نسخة الكتاب كانت فريدة في أصلها ، ومهملة من النقط في غالب الحروف ، وزاد الصعوبة بأن النسخة الفرعية المنقولة عنها قد تصرف فيها ناسخها ، وبدا لي أنه لا صلة له بالعلم ، فنقط الحروف باجتهاده ، وحرف النصوص وصحفها ، وقد كلّفني هذا جهدا ومشقة في مراجعة الكتب المعنية لكل ما يتطلب ذلك ، لتصحيح النصوص وأسماء رواة الأسانيد وضبطها ، وكلّ ذلك لأقدم نصّا صحيحا بقدر الإمكان.

ومنها : فقد لقيت عناء شديدا في تراجم بعض رجال الأسانيد ، وذلك لأنّ كثيرا من رجال أسانيد المؤلف لم أجد لهم تراجم في رجال الستة ، وقد تعبت كثيرا في معرفة من كان يختصر المؤلف أسماءهم ، فيذكر اسم الراوي فقط ، أو كنيته ، وكان هذا يتطلب مني البحث عن اسمه أولا ، ثم عن ترجمته ثانيا ؛

__________________

(١) انظر نفس المصدر السابق.


لأتأكد منه وأجزم أنه المذكور الذي عناه المؤلف وترجمت له ، وقد لا يتبين لي تعيينه حتى أجزم به ، ففي مثل هذا الحال أترجم له بالاحتمال ، فأقول : لعلّه فلان أو فلان ، وقد لا أقف على ترجمته أحيانا بعد البحث والفحص.

ثالثا : وهو أهم مما مضى ـ ما لقيته وتحملته في تخريج الأحاديث ، وتتبع طرقها ، والبحث عن مظانها ، وذلك لأن المؤلف قد اهتم بإخراج حديث غريب أو أكثر من أحاديث المترجم له مما تفرد به ، ومثل هذه الأحاديث قلما توجد في الكتب المشهورة المعروفة المتداولة حتى يكون الوصول إليها سهلا باستعمال المعجم وغيره.

ورابعا : بما أن الأحاديث الواردة في الكتاب متنوعة الموضوع ، فقد وجدت صعوبة في تحديد موضوع بعضها ، فلم أصل إليها إلّا بعد جهد كبير ويأس أحيانا ، وبعضها لم يتيسر لي الوقوف عليها أصلا ، ومثل هذا قليل جدّا.

وخامسا : كثرة الأحاديث المسندة في الكتاب ، حيث بلغ عدد الأحاديث المخرجة اثنين وأربعين وأربع مئة حديث في القسم المحقق لرسالة الماجستير ، وإلّا عدد الأحاديث في كل الكتاب أكبر من هذا بكثير حيث يتجاوز الألف.

هذه بعض العقبات التي واجهتني خلال أعداد البحث ، وقد تغلبت على كثير منها بفضل الله تعالى ثم بمساعدة المشرف ، حفظه الله تعالى.



الباب الأوّل



الفصل الأوّل

وفيه مبحثان

المبحث الأول

في أسماء أصفهان قديما وحديثا وضبطها

كانت هذه البقعة التي سميت أصبهان فيما بعد ـ تسمى إيرانشهر (١) ، وبعد أن عمرت سميت «جيّ» وهي بالفتح ثم التشديد ـ فكانت المدينة تعرف بها (٢).

وجيّ معناه الطاهر ، وكانت تسمى بالعجمية في القديم كابا أو كي (٣).

وقيل : إن جيّ نسبة إلى ملوك الجيان ... وهي جي أفرام بن آزاد ، وكانوا يعتقدونه رسولا ، وجي معناه الطاهر ـ كما تقدم ـ (٤).

ثم تغير بمرور الزمان ـ فصار الفرس يطلقون عليها «أسپهان» وأسپاهان ، وبعد أن فتحها المسلمون العرب واستولوا عليها وغلب التعريب على ألسنة الناس فعربوها ، فقالوا : أصبهان ، أصفاهان ، أصفهان (٥) ، كما جاء في كتب

__________________

(١) انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٣٥.

(٢) انظر «تقويم البلدان» لأبي الفداء ١ / ١١ ، «ونصف جهان في تعريف أصفهان» لمحمد مهدي ص ١٤٤ ، والضبط من «معجم البلدان» ٢ / ٢٠٢.

(٣) انظر كتاب «أصفهان» ص ٦٠ للدكتور لطف الله ، «وتاريخ أصفهان» ص ٣ لميرزا حسن جابري.

(٤) انظر المصدر السابق لميرزا حسن جابري ، و «اقتصاد شهر أصفهان» ص ٣٤ لعلي كلباسي.

(٥) انظر «بلدان الخلافة الشرقية» ص ٢٣٨ ، و «نصف جهان» ص ١٦٢ لمحمد مهدي.


التاريخ ، وقالوا : لاسمها القديم ـ كي أو كابا ـ ، جيّ ، وقيل : أول ما بني في البقعة المذكورة سارويه (١).

ضبطها :

وأصفهان : بكسر الهمزة ـ قلت : وبهاء وبالفاء ينطقها أهلها اليوم ـ وفتحها وسكون الصاد المهملة وفتح الباء الموحدة ، ويقال : بالفاء وفتح الهاء وبعد الالف نون (٢).

أما وجه تسميتها بهذا الاسم ففيه أقوال :

ذكر المؤلف في مقدمة «الطبقات» (٣) ، وأبو نعيم في مقدمة كتابه.

أ ـ أخبار أصبهان (٤) سبب تسميتها بهذا الاسم فقالا :

«عن وهب بن منبه أنه قال : لما تأبى نمرود وجحد قدرة الرب تعالى بعث إلى أهل النواحي يحشرهم لمحاربة رب العزة ، فتفرقوا وصاروا في جبال أصبهان ، وقالوا : كلا لا نجحد قدرة الرب رب السماء فأنبت الله في تربتها الزعفران وفي جبالها الشهد ، فبها سمي أصبهان(٤).

ب ـ قيل : إن أصبهان مأخوذ من أصت بهان ، أي : سمنت المليحة سميت بها لحسن هوائها وعذوبة مائها وكثرة فواكهها فخففت ، وقال صاحب «القاموس» : والصواب أنها أعجمية (٥).

ج ـ قيل : إنما سمّي بهذا الاسم لأنها تسمى بالعجمية «سپاهان» وسپاه : العسكر ، وهان : الجمع ، وكانت جموع عساكر الأكاسرة تجتمع إذا

__________________

(١) انظر المصدر السابق لمحمد مهدي / ١٣٩ ، ١٤٤ وقد ذكر أن طهورث هو الذي بناها.

(٢) السمعاني : في «الأنساب» ١ / ٢٧٤ ، وياقوت بن عبد الله الحموي في «معجم البلدان» ١ / ٢٠٦ ، وابن خلكان في «وفيات الأعيان» ١ / ٩٢ ، والقمي في «الكنى والألقاب» ١ / ١٣٣.

(٣) انظر ق ٢ من «الطبقات».

(٤) انظر ١ / ٣٩ وكذا ذكر هذا الوجه فيروز آبادي في «القاموس» ٢ / ٢٩٤.

(٤) انظر ١ / ٣٩ وكذا ذكر هذا الوجه فيروز آبادي في «القاموس» ٢ / ٢٩٤.

(٥) انظر المصدر السابق للفيروز آبادي.


وقعت لهم واقعة في هذا الموضع ، مثل عسكر فارس وكرمان ... فعرب فقيل : أصبهان (١).

قال ياقوت الحموي :

لهم في تسميتها بهذا الاسم خلاف.

قال أصحاب السير :

د ـ سميت بأصبهان بن فلوج بن لنطي بن يونان بن يافث.

ه ـ وقال ابن الكلبي : سميت بأصبهان بن فوج بن سام بن نوح عليه‌السلام.

و ـ قال ابن دريد : أصبهان اسم مركب لأنّ الأصب «البلد» بلسان الفرس ، وهان اسم الفارس ، فكأنه يقال : بلاد الفرسان.

قال عبد الله المستجير بعفوه : «المعروف أن الأصب بلغة الفرس هو الفرس ، وهان كأنه دليل الجمع» ، فمعناه الفرسان فيعنون بكلمة الأصبهاني : «الفارس» (٢).

ز ـ قال حمزة بن الحسن الأصبهاني : أصبهان اسم مشتق من الجندية ، وذلك أن لفظ أصبهان إذا رد إلى اسمه بالفارسية كان أسپاهان ، وهي جمع أسپاه ، وأسپاه اسم للجند والكلب ، وكذلك سك اسم للجند والكلب لأن أفعالهما الحراسة ، فالكلب يسمى في لغة سك وفي لغة أسپاه وتخفف ويقال : أسپه ، فعلى هذا جمعوا هذين الاسمين وسموا بهما بلدين كانا معدن الجند الأساورة فقالوا : لأصبهان (أسپاهان) ولسجستان ، سكان أو سكستان (٣).

__________________

(١) السمعاني : في «الأنساب» ١ / ٢٨٤ ، وابن خلكان ، «وفيات الأعيان» ١ / ٩٢ ، وعباس القمى في «الكنى والألقاب» ١ / ١٣٣.

(٢) انظر «معجم البلدان» ١ / ٢٠٧.

(٣) انظر المصدر السابق.


ط ـ وذكر ابن حمزة في اشتقاق أصبهان حديثا يلهج به عوام الناس وهوامهم ، قال : أصله «أسپاه آن» ، أي : هم جند الله (١).

ي ـ والأقرب في وجه تسميتها ما ذكر محمد مهدي وغيره ـ فقال :

إن ملك فريدون بعد أن غلب على خصمه الضحاك بمساعدة كاوه الحداد وأهل أصبهان ، أعجب الملك شجاعتهم وجرأتهم ، فأخذ في مدحهم وبالغ وأطنب في تعريفهم بخصوص كاوه الحداد وأهل أصبهان حتى قال في أثناء كلامه : هذا البلد «أسپاهان» (٢) ، أي : محل السپاه ويقصد به أن أهله كلهم من أهل الحرب الشجعان الأبطال ، فلما جرى هذا الكلام على لسان الملك في مقام المدح والإطراء ، كرّروه على ألسنتهم وافتخروا به حتى انتشر واشتهر واستقر ، فأصبح علما عليها ونسي اسمها القديم «جيّ» أو «إيرانشهر» أو «سارويه» ـ وحل محله هذا الاسم (٣).

__________________

(١) انظر «معجم البلدان» ١ / ٢٠٧.

(٢) يزاد الألف والنون في اللغة الفارسية في آخر الكلمة لمعنى المكان والزمان ، نحو «كيلان» ، أي : مكان طائفة كيل. «بهاران» وقت الربيع ولإفادة معنى النسبة ، ولكن كان هذا الاستعمال في القديم ـ انظر «نصف جهان في تعريف أصبهان» ص ١٦١.

(٣) انظر المصدر السابق.


المبحث الثاني

في موقع أصبهان ومساحتها وإنشائها

وتاريخ فتحها ومكانتها

أما موقع أصبهان :

فلا تسأل عن حسن موقعها جغرافيا وطبيعيّا ، فإنها تقع في وسط إيران ، وتميل إلى غربها أكثر ، وهي في جنوب العاصمة ـ طهران ـ وتبعد عنها ٤١٤ كيلا أو ٤٢٠ ، فما ذكره فريد وجدي (١) أنها تبعد بنحو (٣٣٥) كيلا ليس بصحيح ، والدقيق ما ذكرته (٢).

ومما يزيد في حسنها ، أن عرضها شمالي ، وطولها شرقي ، ودرجتها من خط الاستواء ٣٢ و ٣٨ دقيقة (٣).

وقد فاقت بجودة تربتها واستعدادها للزراعة وعذوبة مائها وطيب هوائها على أكثر المدن الإيرانية ، ومما زاد في حسن موقعها وجمالها أنها تقع على ضفة النهر المشهور بزاينده رود ـ يقال له : زرندرود وزرين زود (٤) أيضا ، وهو يجري اليوم داخلها ، ومن هنا كان كثير من الملوك والأمراء يؤثرون أصبهان على غيرها من المدن عاصمة للبلاد.

فقد سجل المؤلف هذا في مقدمة «الطبقات» ، فقال : «وكانت ملوك الفرس لا تؤثر على أصبهان شيئا من بلدان مملكتها ، لطيب هوائها ، ونمير

__________________

(١) انظر «دائرة معارف القرن العشرين» ١ / ٣٨٤.

(٢) انظر كتاب «أصفهان» آخره حيث ذكر مسافة أصفهان مع أهم المدن الإيرانية ، و «اقتصاد شهر أصفهان» ص ٧.

(٣) محمد مهدي في «نصف جهان في تعريف أصفهان» ص ٦.

(٤) انظر «بلدان الخلافة الشرقية» ص ٢٤١.


مائها ، ونسيم تربتها» (١).

وذكر في كتاب «جغرافيا إيران» (٢) : «أن أصبهان كانت عاصمة إيران في عهد آل بويه والسلاجقة والصفويين (٣)».

وذكر فريد وجدي «أنها كانت ـ أي : هذه المدينة قديما ـ عاصمة البلاد الفارسية» (٤) ويقول لسترنج : «إن في الطرف الجنوبي الشرقي من أقليم الجبال ليس ببعيد عن شفير المفازة الكبرى مدينة أصفهان ... وكانت منذ أقدم الأزمنة موضعا جليل القدر لعظم خيراتها ووفرة مياهها الآتية من زاينده رود ، وتقوم اليوم أصبهان وأرباضها على ضفاف هذا النهر»(٥).

وكانت أصبهان وما زالت يضرب المثل بطيب مائها وصفاء هوائها ، وتبارى الكتاب والشعراء في إبراز ذلك (٦).

أما حدود أصبهان ومساحتها مع توابعها قديما وحديثا ، فيقول أبو القاسم ابن خرداذبه : «وكور أصفهان ثمانون فرسخا في ثمانين فرسخا ، وهي سبعة عشر رستاقا ، في كل رستاق ثلاث مئة وخمس وستون قرية قديمة سوى المحدثة ، وخراجها سبعة آلاف ألف درهم ...» (٧).

وكذا ذكر المؤلف وأبو نعيم في مقدمتي كتابيهما مساحتها القديمة ، وكانت رقعتها وسيعة جدا.

قال ميرزا حسن الأنصاري : إن أصبهان كانت رقعتها وسيعة ، حتى كان

__________________

(١) انظر «الطبقات» ١١ / ١.

(٢) هذا الكتاب كان مقررا في السنة الثانية من الثانوية الحكومية في إيران.

(٣) انظر ص ٨٥ من المصدر السابق.

(٤) انظر «دائرة المعارف للقرن العشرين» ١ / ٣٨٤.

(٥) انظر «بلدان الخلافة الشرقية» ص ٢٣٨.

(٦) انظر الفصل الثاني ، «أهمية أصفهان ومميزاتها».

(٧) «انظر «المسالك والممالك» ٢٠ ـ ٢١ لابن حرداذبه عبيد الله بن عبد الله ، وذكر اليعقوبي خراجها عشرة آلاف ألف درهم. أنظر «البلدان» لليعقوبي ص ٢٧٥.


جوشقان ونطنز وكاسان وكمره ومحلات ودليجان إلى حدود قم من جهة الشمال ، وكان من الجنوب إلى ايزدخواست بفارس ، وشرقا إلى يزد وابرقو ، وغربا إلى قرب سيلا خور وخوانسار وكلبايكان (١).

أما حدود أصفهان ومساحتها اليوم ، فهو كالتالي :

يحيط بها من الشمال أردستان ونواحي كاشان وكلبايكان ، ومن الجنوب شهرضا ومدينة آبازه وبهبهان ، ومن الشرق مدينة يزد ونائين ، ومن الغرب نواحي بختياري وحدود منطقة خوزستان (٢).

وقد تقدم قول ابن خرداذبه في مساحتها : بأنها ثمانون فرسخا في مثلها وهكذا ذكر ياقوت الحموي. غير أنه قال : وهي ستة عشر رستاقا ، وكل رستاق ثلاث مئة وستون قرية قديمة سوى المحدثة (٣) ...

وذكر الدكتور لطف الله أن طولها من زرد كوه ـ الجبل الأصفر ـ في أرض بختياري التي فيها مفيض نهر زاينده رود إلى بحيرة كاوخواني حوالي ٣٠٠ كيلا ، وعرضها من جبال قهرود التي في حدها الشمالي إلى قرية أمين آباد التي هي حدها الجنوبي الواقعة في أرض فارس أربعون ومئتا كيل ، فتكون مساحتها مع جهار محل وبختياري ٣ ، ٤٠ ، ١٩٧ كيلا مربعا (٤).

فلا شك أن أصفهان ثالثة مدن إيران بعد العاصمة وتبريز.

وإليك الخرائط التالية : إحداها توضح حدود أصفهان ، والثانية تبين المدن والقرى التابعة لها ، والثالثة تبين المسافة بينها وبين أهم المدن الإيرانية (٥).

__________________

(١) انظر «تاريخ أصفهان» ـ ورى ـ ص ٢٠.

(٢) انظر «كتاب أصفهان» ص ١ ـ ٣ للدكتور لطف الله هنرفر ، «وجغرافيا إيران» / ٨٦ المقرر للسنة الثانية في الثانوية الحكومية.

(٣) انظر «معجم البلدان» ١ / ٢٠٧.

(٤) انظر المصدر السابق للدكتور لطف الله.

(٥) الأولى مأخوذة من كتاب «جغرافيا إيران» ، والثانية والثالثة من كتاب «أصفهان» للدكتور لطف الله.




أصفهان ـ بندر عباس

أصفهان ـ شيراز

أصفهان ـ بوشهر

أصفهان ـ اهواز

أصفهان ـ يزد

أصفهان ـ كرمان

أصفهان ـ زاهدان

أصفهان ـ قم

أصفهان ـ تهران (از راه قم)

أصفهان ـ نهران (از راه ساوه)

أصفهان ـ خرم آباد

أصفهان ـ كرمانشاه

أصفهان ـ كوهرنك

أصفهان ـ سد شاه عباس كبير

أصفهان ـ سد شاه اسمعيل

أصفهان ـ كارخانه ذوب آهن

طول راههاي آسفالته

طول راههاي شنى

طول راههاي خاكي

١١٤٩ كيلومتر

٢٩٥ كيلومتر

٧٨٥ كيلومتر

٨٣١ كيلومتر

٣٢٩ كيلومتر

٧١٤ كيلومتر

١٢٧٥ كيلومتر

٢٤٠ كيلومتر

٢٢٢ كيلومتر

٢٣٩ كيلومتر

٢١٧ كيلومتر

٥٨٨ كيلومتر

٢١٢ كيلومتر

١١٠ كيلومتر

١١٤ كيلومتر

٢٣ كيلومتر

١٠٠٠ كيلومتر

١٢٠٠ كيلومتر

٧٥٠ كيلومتر

هذه القائمة تبين مساحة اصفهان مع أهم المدن الإيرانية

بالكيلومتر


أما تاريخ إنشاء أصبهان ، فقد ذكر المؤلف في مقدمة «الطبقات» (١) ، وكذا أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢) وغيرهما ، أن أول من بنى مدينة أصبهان الإسكندر الرومي (٣) ، واستتمّها كسرى أنوشروان ، وذلك بعد أن طلب الخبراء والحكماء من دولة الروم العارفين بطبيعة الأرض وخصائصها ، ليختاروا له أرضا معتدلة في هوائها ، وصالحة في تربتها ، وجيدة في عذوبة مائها ، فجالوا البلاد ونفضوا أرضها وتربتها وفحصوها ، فما وجدوا أرضا جامعة لهذه الأوصاف إلا أرض أصبهان ، فهي من المدن القديمة المهمة ، وقد أطال المؤلف في تعريفها ، وذكر خصائصها ، وسيأتي ذلك ، كما تناول تاريخ فتحها الإسلامي ومن اشترك فيه من الصحابة ، مع بيان القول : هل كان فتحها صلحا أو عنوة ، وذكر الراجح منهما في نظره.

والذي يهمني ذكره ، هو ما قيل في تاريخ فتحها في الإسلام من الأقوال ، والمعتمد منها عند أهل التاريخ ، وذكر من تولى قيادة فتح أصبهان ، هل هم أهل الكوفة كما يدعون أم أهل البصرة حسب دعواهم؟ ومن القائد للجيش من الصحابة لفتحها؟.

فإنه قيل : عبد الله بن عبد الله الأنصاري ، وقيل : أبو موسى الأشعري ، وقيل : النعمان بن مقرن ، وقيل : غير ذلك ، وسنذكر الراجح منها ، فأقول وبالله التوفيق :

لا خلاف في أن أصفهان فتحت بعد وقعة نهاوند ، ولكن اختلفت الأقوال في تحديد السنة التي فتحت فيها نهاوند (٤) ، وأرجح الأقوال :

__________________

(١) انظر ق ٦ من الاصل.

(٢) ١ / ١٥.

(٣) قد اختلفت التواريخ في أول بانيها ، وذكرت الراجح منها ، وانظر التفصيل إن شئت في المصدر السابق لأبي نعيم ، «ومحاسن أصفهان» ص ١٦ المترجم إلى الفارسية ، و «تاريخ أصفهان» ص ٣. لميرزا حسن ، و «نصف جهان في تعريف أصبهان» ص ١٣٩ وما بعدها ، و «أصفهان» ص ٥٩ وما بعدها للدكتور لطف الله هنرفر.

(٤) انظر للتفصيل واستعراض الأقوال ما ذكره البلاذري في «فتوح البلدان» ص ٣٠٠ فما بعدها ، ـ


أنها فتحت سنة إحدى وعشرين للهجرة ، وتلاها في نفس السنة على الراجح فتح أصبهان ، وذلك لأن عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه استشار الهرمزان لفتح أصبهان وفارس وأذربيجان قبل أن يسير الجيش إلى نهاوند فقال لهرمزان : ما ترى؟ أبدأ بفارس أم بأذربيجان أم بأصبهان ، فقال ، إن فارس وأذربيجان الجناحان وأصبهان الرأس ، فإن قطعت أحد الجناحين قام الجناح الآخر : فإن قطعت الرأس وقع الجناحان ، فابدأ بالرأس ، فدخل عمر المسجد والنعمان بن مقرن يصلي ، فقعد إلى جنبه ، فلما قضى صلاته قال : إني أريد أن أستعملك ، قال : أما جابيا فلا ، ولكن غازيا ، قال : فأنت غاز ... الخ (١). فيبدو أن عمر ولاه أولا قيادة جيش نهاوند وبعدها قيادة جيش أصبهان أيضا ، ولكن قدر الله أن يستشهد النعمان في وقعة نهاوند ، فلما بلغ عمر الخبر بشهادته ، كتب إلى عبد الله بن عبد الله بن عتبان الأنصاري ـ وكان بطلا شجاعا من وجوه الأنصار ـ : أن سر إلى أصبهان ، فخرج من نهاوند فيمن كان معه ، ومن انصرف معه من جند النعمان نحو جند قد اجتمع له من أهل أصبهان (٢) ...

فما قيل : إن النعمان تولى قيادة جيش أصبهان وقتل بها ، ليس بصحيح ، فقد رده البلاذري وابن كثير (٣) ، بل قد ذكر معظم كتب التاريخ استشهاده في نهاوند وهو الصحيح.

__________________

ـ وخليفة في «تاريخه» / ١٤٧ ، ١٦١ ، وابن جرير في «تاريخه» ٤ / ٢٤٧ ، وابن الأثير في «الكامل» ٣ / ٢ ، وابن كثير في «البداية» ٧ / ١٢.

وأبعد الأقوال ما ذكره خليفة من أن فتح نهاوند كان في سنة ٢١ ه‍ وأصبهان في سنة تسع وعشرين وهذا مغاير لكل من ذكر تاريخ فتح أصبهان ، ويمكن حمل كلامه على فتح أصفهان ثانية بعد أن نقض أهلها العهد ـ والله أعلم ـ وانظر «دائرة المعارف» لوجدي ٢ / ٢٥٨.

(١) انظر تمام القصة في «تاريخ الطبري» ٤ / ٢٤٨ «وتاريخ خليفة» ص ١٤٧ وصرح الطبري أنه وجهه إلى أصبهان.

(٢) كذا ذكر المؤلف في مقدمة «الطبقات» ، والطبري في المصدر السابق ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٤.

(٣) انظر «فتوح البلدان» ص ٣١٠ «والبداية والنهاية» ٧ / ١١٢.


من الذي فتح أصبهان :

لما لفتح أصبهان من أهمية ، ادّعى فتحها كل من البصريين والكوفيين ، وذهب كل منهم إلى تأييد دعواه بنقول (١).

ويمكن الجمع بين الأقوال إجمالا بأن البصريين والكوفيين كانوا يشكلون مادة الجيش الأساسية وعدته ، لذلك ادّعى الفتح كل منهم.

والثابت من الروايات ، أن الذي باشر فتح أصبهان : عبد الله بن عبد الله ابن عتبان الأنصاري ، وقد كان أمير الجيش ، وعبد الله بن ورقاء الرياحي الذي كان على مقدمة الجيش ، وعبد الله بن ورقاء الأسدي الذي كان على مجنبة الجيش كما هو مصرح في كتاب عمر ـ رضي‌الله‌عنه ـ إلى عبد الله بن عبد الله الأنصاري (٢).

وكان عمر ـ رضي‌الله‌عنه ـ قد أمدّ عبد الله بن عبد الله بأبي موسى الأشعري من البصرة ، فقدم عليه أبو موسى من الأهواز ، وكان قد فتح قم وقاشان ، وقد صالح الفاذوسفان ـ الحاكم ـ عبد الله ، فدخل أبو موسى وعبد الله المدينة ـ جيّ ـ (٣). وتولى بعد ذلك بعض السرايا فتح بعض المدن والقرى التابعة لأصبهان. فمن هنا نستطيع أن نقول :

إن الذين تولوا فتح أصبهان وشاركوا فيها هم عدد من الصحابة من جيش البصرة والكوفة ، فكانوا إمّا أمراء لجيش أو لمقدمته أو لمجنبته ، أو أمراء سراياه. وأحب أن أسوق ما ذكره المؤلف في مقدمة «الطبقات» (٤) ، وأبو نعيم

__________________

(١) ذكر هذا الخلاف والنقول أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان ١ / ٢٧ ، فقال : و «أهل الكوفة وأهل البصرة مختلفون في فتحها ، فادّعى الكوفيون فتحها بجند الكوفة ، وادّعى البصريون فتحها بجند البصرة ، وروى كل واحد رواية يصحح بها دعواه ، ثم ساق أدلة الطرفين ، فراجعه إن شئت وانظر «دائرة المعارف الإسلامية» ٢ / ٢٥٨.

(٢) انظر «تاريخ الطبري» ٤ / ٢٤٨ ، «وأخبار أصبهان» ١ / ٢٤ ـ ٢٥.

(٣) انظر المصدرين السابقين وانظر «فتوح البلدان» ص ٣٠٩.

(٤) اترك فراغ.


في «أخبار أصبهان» (١) ، وهو يوضح ما ذكرناه ، فقالا ، نقلا عن المدائني : «إنه ذكر أن أبا مسلم (٢) قال لأبي بكر الهذلي : خبرني عن الذي فتح بلدنا أصبهان ، فقد اختلف علينا في ذلك ، فقال أبو بكر الهذلي :

تولى فتح بلدكم العبادلة : عبد الله بن عبد الله بن عتبان الأنصاري ، وعبد الله بن ورقاء بن الحارث الأسدي ، وعبد الله بن ورقاء الرياحي ، وعبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري ، وعبد الله بن عامر بن كريز القرشي ، وعبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي (٣) ، وكل هؤلاء قد حضروا فتحها وفتح أطرافها ، ومنهم من كان أمير الجيش ، ومنهم من كان رئيس سرية أو صاحب مقدمة».

__________________

(١) أنظر ١ / ٢٤.

(٢) هو الخراساني.

(٣) وقد وضحت الراجح في قيادة عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي جيش أصبهان في تعليقي على ترجمة رقم ٨ ، راجعه هناك إن شئت.


الفصل الثّاني

في أهمّيّة أصفهان

ومميّزاتها وبعض نشاطات أهلها ومذهبهم

مميزّاتها

تقدم معنا الكلام في وصف موقعها ، وتاريخ فتحها وتبيين بعض أهميتها ، وأحب الآن أن أستعرض بعض مميزاتها ، فهي تمتاز من الناحية الطبيعية في عذوبة مائها ونقاء هوائها واعتداله ، يقول محمد مهدي : «أما هواء أصفهان فمعتدل في الصيف والشتاء ، وكامل في الرقة والصفاء» (١).

وكذا وصفها الدكتور لطف الله والدكتور علي كلباسي (٢).

وهي تمتاز باحتوائها على آثار عادية قديمة وفريدة ، قلّ أن تساويها أو تدانيها بلد من بلدان العالم.

يقول الباحث أندره مالرو الكاتب الفرنسي ، وكذا هنرشناس الفرنسي أيضا : «إن أصفهان لا يدانيها بلد في العالم إلا فلورانسا وپكن» (٣).

__________________

(١) انظر «نصف جهان في تعريف أصفهان» ص ٨٨ باللغة الفارسية ، والمأخوذ مترجم عنه.

(٢) انظر «كتاب أصفهان» ص ١٨١ للدكتور لطف الله ، و «اقتصاد شهر أصفهان» ص ٨ للدكتور كلباسي.

(٣) انظر المصدر السابق للدكتور لطف الله. وفلورنسا مدينة في إيطاليا. أنظر «الموسوعة العربية الميسرة» / ١٣١٣. ويكن : معروفة وهي عاصمة الصين الشعبية الآن.

راجع لمعرفة الآثار التاريخية القديمة بأصبهان كتابي الدكتور لطف الله هنرفر كنجييه «آثار ـ


ويختص أهلها بالإبداع لبعض الصناعات اليدوية المحلية الدقيقة ، منها تطعيم الأواني المعدنية بالنقوش الفنية المذهبة الجميلة (١) ، والنسيج الممتاز ، وصنع الأكواز في غاية الدقة والرقة ، وغير ذلك من الصناعات اليدوية ، وشهد لهم بذلك كثيرون ، ومنهم القزويني ، حيث قال : «ولصناعها يد باسطة في تدقيق الصناعات ، لا ترى خطوطا كخطوط أهل أصفهان ، ولا تزويقا كتزويقهم ، وهكذا صنّاعهم في كل فن ، فاقوا جميع الصنّاع ، حتى إن نساجها ينسج خمارا من القطن أربعة أذرع وزنها أربعة مثاقيل ، والفخاري يعمل كوزا وزنه أربعة مثاقيل يسع ثمانية أرطال ماء ، وقس على هذا جميع صناعاتهم» (٢).

وكذا يقول القزويني : «كل شيء استقصى صناع أصفهان في تحسينه ، فأعجزوا عنها صناع جميع البلدان» (٢).

وأهميتها من حيث موقعها ، أنها تقع على الطريق التجارية الممتدة إلى أهم المدن الإيرانية ، وبالأخص العاصمة طهران ، مشهد وأهواز وخرمشهر وعبادان وشيراز ، وكرمان ، وبهذا أصبحت مركزا تجاريا في إقليم الجبال هامّا (٣).

يقول لسترنج : «وكانت أصفهان مركزا تجاريّا في إقليم الجبال ، يرتفع منها العتابي ـ نوع من الثياب ـ وسائر ثياب القطن ويجود ، تجلب منها إلى سائر النواحي ... وهي أخصب مدن الجبال وأوسعها عرضة وأكثرها ماء وتجارة» (٤).

__________________

ـ تاريخي أصفهان» ، وهو أكبر وأوسع كتاب في هذا الموضوع في أكثر من ألف صفحة ، «وكتاب أصفهان» ص ١٥٨ ـ ١٧٠ ، وقد صور معظم الآثار في كتابه الأول.

(١) وقد رأيتها في سفري إلى أصفهان في بيت صديق لي تعرفت عليه بالمدينة وهو يعرف هذا الصنع ، وأراني بعض ما صنعه.

(٢) انظر «آثار البلاد» ص ٢٩٦ وانظر لمعرفة الصناعات مفصلا كتاب «اقتصاد شهر أصفهان» ص ٩٨ ـ ١٣٠ و «أصفهان» ص ١٨٢ ـ ١٩٥ ، «ونصف جهان في تعريف أصفهان» ص ١٢٣ وما بعدها.

(٢) انظر «آثار البلاد» ص ٢٩٦ وانظر لمعرفة الصناعات مفصلا كتاب «اقتصاد شهر أصفهان» ص ٩٨ ـ ١٣٠ و «أصفهان» ص ١٨٢ ـ ١٩٥ ، «ونصف جهان في تعريف أصفهان» ص ١٢٣ وما بعدها.

(٣) انظر كتاب «اقتصاد شهر أصفهان» ص ١٨٢ ذكر الأشياء الواردة بأصفهان والصادرة عنها عن طريق العاصمة إلى الخارج.

(٤) انظر «بلدان الخلافة الشرقية» ص ٢٣٨ ، وذكر جميع هذه المميزات الدكتور لطف الله في كتابه «أصفهان» ص ١٨١ ، وانظر «نصف جهان» أيضا / ١٢٤ ـ ١٢٦.


أهميّة أصفهان

إليكم بعض النقول المبينة أهمية أصفهان على وجه عام :

قال ياقوت الحموي : «أصبهان مدينة عظيمة مشهورة ، من أعلام المدن وأعيانها ، ويسرفون في وصف عظمها ، حتى يتجاوزوا حد الاقتصاد إلى غاية الإسراف» (١).

وقال القزويني : «أصبهان مدينة عظيمة ، من أعلى المدن ومشاهيرها ، جامعة لأشتات الأوصاف الحميدة ، من طيب التربة ، وصحة الهواء ، وعذوبة الماء ، وصفاء الجو ، وصحة الأبدان ، وحسن صورة أهلها ، وحذقهم في العلوم والصناعات ، قال الشاعر :

لست آسى من أصفهان على شيء

سوى مائها الرحيق الزلال

ونسيم الصبا ومنخرق الري

ح وجو صاف على كل حال (٢)

وقد أطال المافروخي في وصف أصبهان في كتابه «محاسن أصفهان» (٣) وذكر ابن بطوطة في رحلاته حين سافر إلى أصفهان سنة ٧٢٦ ه‍ فقال :

«أصبهان من كبار المدن وحسانها ، إلّا أنّها الآن قد خرب أكثرها بسبب الفتنة التي بين أهل السنة والروافض ... إلى أن وصف أهل أصفهان فقال : وأهلها حسان الصور ، وألوانهم بيض ظاهرة مشوبة بالحمرة ، والغالب عليهم الشجاعة والنجدة ، وفيهم كرم وتنافس عظيم فيما بينهم» (٤).

قال شواليه شاردن : «أحسب أن عظمة أصفهان في آسيا كعظمة لندن في أوربا» ، وقال أيضا : «إن عدد سكان أصبهان في عهد الشاه عباس الكبير كعدد

__________________

(١) انظر «معجم البلدان» ١ / ٢٠٦.

(٢) انظر «آثار البلاد وأخبار العباد» ص ٢٩٦.

(٣) كما ذكر محمد مهدي في «نصف جهان» ص ٤.

(٤) انظر «رحلة ابن بطوطة» ٢ / ١٩٩ ـ ٢٠٠.


سكان لندن» (١).

وقد بالغ بعض ، فقالوا : «أصفهان نصف جهان» (٢) ، أي : أصفهان نصف الدنيا ، وسمى بعض المؤلفين تأليفاتهم بهذا الاسم «نصف جهان» (٣).

أما عموم أهل أصفهان ، فهكذا يعتقدون ويزعمون أن بلدهم أحسن بلدان العالم من جميع النواحي (٤).

ويقول أوزن فلاند (٥) : «إن أصبهان من إحدى أكبر بلدان العالم بدون أي مبالغة ، ومساحتها تزيد على أربعين كيلا».

رغبة النّاس بالهجرة إلى أصفهان

نظرا لما تقدم من أهميتها ، وتبيين مميزاتها ، أصبحت أصفهان محطّ أنظار الناس ومثار إعجابهم ، فكثرت الرغبة في الانتقال إليها واستيطانها ، وقد شجع على هذا ، استتباب الأمن فيها بعد أن أخضعها المسلمون لسلطانهم ، فعلت بهذا منزلتها ، وزادت أهميتها ، واحتلت مكانا عليّا بين بقية المدن المجاورة لها ، وظهر هذا الأثر بكثرة فيمن خرّجت من العلماء الأئمة ، والصناع المهرة ، والتجار الحاذقين. قال ميرزا حسن الأنصاري : «نظرا لأهمية أصفهان ، هاجرت قبائل من العرب إليها من بني ثقيف وبني تميم وخزاعة وعبد القيس وبني ضبة» (٦).

__________________

(١) انظر «دانشمندان وبرزكان» «أصفهان» ص ٣٩ و «كتاب أصفهان» ص ٣.

(٢) انظر نفس المصدر السابق.

(٣) انظر قائمة المؤلفات في أصفهان.

(٤) انظر «اقتصاد شهر أصفهان» ص ٣٩ علي كلباسي ، وقد لا حظت ذلك منهم عند سفري إليها.

(٥) هو السائح الفرنسي الذي زار أصفهان في سنة ١٢٥٥ ه‍ ـ ١٨٤٠ م. انظر «كتاب أصفهان» ص ٤.

(٦) انظر «تاريخ أصفهان» ص ١٣ ويعلل المؤلف ميرزا حسن وجود النواصب فيها ، للجوء بني ضبة بعد موقعة الجمل ، وكانوا قد اجتمعوا حول هودج عائشة ـ رضي‌الله‌عنها ـ إليها واستقرارهم فيها ، وانظر «البلدان» لليعقوبي ص ٤٧٤ المترجم إلى الفارسية.


بل كان بعض التابعين يتمنى أن يكون من أهل أصفهان ، فهذا سعيد ابن المسيب التابعي الجليل يقول : «لو لم أكن رجلا من قريش لأحببت أن أكون من أهل فارس أو أصبهان» وفي رواية أخرى لأبي نعيم يقول : «لو تمنيت أن أكون من أهل بلد لتمنيت أن أكون من أهل أصبهان» (١).

ما ورد من الفضل لأهل هذه البلاد

فكيف لا يتمنى هو ولا يقبل أهل أصفهان على الدين والعلوم الإسلامية ، وقد صح عن الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فيما رواه عنه أبو هريرة رضي‌الله‌عنه أنه قال : «لو كان الدين عند الثريا لذهب به رجل من فارس ، أو قال : من أبناء فارس».

وفي رواية ثانية قال أبو هريرة : «كنا جلوسا عند النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إذ نزلت عليه سورة الجمعة ، فلما قرأ : (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ)(٢). قال رجل : من هؤلاء يا رسول الله؟ فلم يراجعه النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حتى سأله مرة أو مرتين أو ثلاثا قال : وفينا سلمان الفارسي ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : فوضع النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يده على سلمان ، ثم قال : «لو كان الإيمان بالثّريا لناله رجال من هؤلاء» (٣) هذا لفظ مسلم. ولفظ الترمذي : «والذي نفسي بيده ، لو كان الإيمان بالثريا ، لتناوله رجال من هؤلاء» (٤).

وفي رواية لأحمد بلفظ : «لو كان العلم بالثريا لتناوله أناس من أبناء فارس» (٥).

__________________

(١) انظر مقدمة «الطبقات» لأبي الشيخ ص ٣ «وأخبار أصفهان» ١ / ٣٩ ، وإسناده حسن.

(٢) سورة الجمعة الآية : ٣.

(٣) انظر «صحيح مسلم» ١٦ / ١٠٠ ـ ١٠١ مع «شرح النووي».

(٤) انظر «سنن الترمذي» ٥ / ٦٠ ، ٨٦ ، ٣٨٢ ، وقد حسنه في موضع ، وضعفه في موضع آخر ، ورواية الترمذي وأحمد ـ مع ضعف أسانيدهما ـ تتقوى بمجموع الطرق وتتأيد برواية مسلم.

(٥) وانظر «مسند أحمد» ٢ / ٣٩٧ ، ٣٠٩ ، ٤٢٠ ، ٤٢٢ ، ٤٦٩ ، وفي سنده شهر بن حوشب ، وهو صدوق كثير الأوهام ، ويحسن بمجموع الطرق كما قلت سابقا.


بدء التحديث بأصفهان

وبالإضافة إلى ذلك فقد حل بأصبهان عدد من الصحابة عند فتحها ، ومنهم الصحابي الجليل المحدث الكبير الذي طبقت شهرته الآفاق ، وهو يقف محدّثا بأصبهان (١) ، ويصلي بهم هناك صلاة الخوف ، وليس بهم كبير خوف ، ولكن ليعلمهم دينهم (٢) ، وليريهم كيف كان يصلي بهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلاة الخوف يخلف بعده بأصبهان السائب بن الأقرع (٣) ، وله صحبة ، وقيل : إنه توفي بها. ومن عقبه بأصبهان : المغيرة وعصام ومحمد بنو الفيض .. وتناسلوا بأصبهان (٤) ، فكان السائب يتولى أمور المسلمين بها ويؤمهم ويعلمهم أحكام دينهم ، وهكذا كان الصحابة يتولون الأمور بها واحدا بعد الآخر ، ويعلمون أهلها السنن والفرائض.

ذكر أبو نعيم : «أنه كان رجل بأصفهان من بني سليم من أصحاب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وكان في جملة الدهاقين يعلم أهلها الفرائض والسنن» (٥).

وهكذا كان خالد بن غلاب عاملا على أصبهان من قبل الخليفة عثمان رضي‌الله‌عنه (٦).

واستعمل علي بن أبي طالب ـ رضي‌الله‌عنه ـ على أصبهان «مخنف بن سليم ، ثم عمرو بن سلمة ، ثم الحارث بن عبد الله بن عوف بن أصرم ، وكذا سيره معاوية إلى أصبهان»(٧).

__________________

(١) انظر ت ٤ وقد عنون المؤلف بقوله «ذكر ما حدث بأصبهان بعد افتتاحه».

(٢) انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٥٨ ـ ٥٩.

(٣) انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥ ، ٢٦ ، ٧٥.

(٤) نفس المصدر ١ / ٧٥.

(٥) نفس المصدر ١ / ٧٥.

(٦ ، ٧) المصدر السابق ١ / ٧٢ ، ٧٣.

(٦ ، ٧) المصدر السابق ١ / ٧٢ ، ٧٣.


نشاط العلماء بأصبهان

فلا عجب إذا أن تصبح أصبهان دار السنة فيما بعد ومهاجر العلماء ومحطّ رحلهم ، وكان المساجد والمدارس محل نشاط العلماء ، وقد بنى نظام الملك في القرن الخامس عدة مدارس في عدة مدن ، منها : أصفهان ، وبغداد ، وبصرة ، وهراة ، ونيسابور (١).

يقول السيد مصلح الدين مهدوي : «إنّ أصبهان كانت من القرون الأولية الإسلامية مركز العلم والعرفان ، ونبغ فيها جماعة من العلماء والعرفاء والحكماء والشعراء والمحدثين والخطباء والوعاظ ، وكانوا يرحلون لأخذ العلم وطلب الحديث من بلد إلى بلد ، ويحضرون مجلس العلماء والمحدثين» (٢).

وقد نبغ منها العلماء في كل فن ، فكم من مهاجر إليها ، وكم من قادم عليها لطلب العلم وأخذ الحديث بالأخص.

عناية العلماء بتاريخ أصفهان

واهتمام العلماء بتاريخ أصبهان ورجالها العلماء والمحدثين والشعراء دليل على ذلك نحو «التاريخ الكبير» لحمزة بن الحسين الأصبهاني (ت ٣٦٠ ه‍) ، و «الطبقات» للمؤلف ، الذي تضمن التعريف المطول لنحو ستمائة وستين علما ، و «ذكر أخبار أصبهان» الذي تضمن التعريف لنحو ألفي شخص من محدثي أصبهان والقادمين عليها ، وغير ذلك من المؤلفات خير شاهد على نشاط الحركة الفكرية فيها.

يقول السمعاني : «خرج منها جماعة من العلماء في كل فن قديما وحديثا ، وصنف في تاريخها كتب عدة قديما وحديثا» (٣).

__________________

(١) انظر «كنجينه آثار تاريخي أصفهان» ٥٩ ، ٦٢ «وتاريخ أصفهان» ص ٢١٦ ، و «وتاريخچه أوقاف أصفهان» ص ٣٣.

(٢) انظر «تذكرة القبور أو دانشمندان وبرزكان أصفهان» / المقدمة ، والمأخوذ مترجم عن الفارسية.

(٣) انظر «الأنساب» ١ / ٢٨٤ ، وانظر قائمة المؤلفات في أصبهان.


يقول ياقوت الحموي : «خرج من أصبهان من العلماء والأئمة في كل فنّ ما لم يخرج من مدينة من المدن ، وعلى الخصوص علو الإسناد ، فإن أعمار أهلها تطول ، ولهم مع ذلك عناية وافرة بسماع الحديث ، وبها من الحفاظ خلق لا يحصون ، ولها عدة تواريخ .. ومن نسب إلى أصبهان من العلماء لا يحصون» (١).

قال القزويني : «أما أرباب العلوم كالفقهاء والأدباء والمنجمين والأطباء ، فأكثر من أهل كل مدينة ، سيّما فحول الشعراء وأصحاب الدواوين فاقوا غيرهم بلطافة الكلام وحسن المعاني وعجيب التشبيه وبديع الاقتراح» (٢).

بلغ نشاط العلماء بأصبهان إلى حد يتفاخر به أهلها وينكر وجود العلماء في غيرها.

ولنستمع إلى أبي عبد الله المقرىء محمد بن عيسى (ت ٢٤١ ه‍) هو أصله من أصبهان ونشأ في الريّ ، ومع ذلك يخاطب أهل الري فيقول : «يا أهل الري من الذي أفلح منكم؟.

إن كان ابن الأصبهاني فمنّا ، وإن كان إبراهيم بن موسى فمنّا ، وإن كان جرير فمنّا ، وإن كان الخط فجدي علمكم ، ما أفلح منكم إلا رجل واحد ، ولن أقول لكم حتى تموتوا كمدا» (٣).

نشاط التحديث في قرى أصفهان

لا شكّ أن الحركة العلمية في أصبهان أثرت على المدن والقرى المجاورة التابعة لها ، حيث لم تجد قرية من قرى أصبهان في القرن الثالث وما بعدها إلا

__________________

(١) انظر «معجم البلدان» ١ / ٢٠٩ ، ٢١٠.

(٢) انظر «آثار البلاد وأخبار العباد» ص ٢٩٧ ، وعد أسماء عدد من أصحاب الدواوين ، ثم قال :فهؤلاء أصحاب الدواوين الكبار لا نظير لهم في غير أصبهان.

(٣) انظر «طبقات المحدثين» ١٠٥ / ٢ لأبي الشيخ ابن حيان.


وخرج منها جماعة من العلماء والمحدثين ، يقول ياقوت الحموي : «وكذلك الأمر في رساتيقها وقراها التي كل واحدة منها كالمدينة» (١).

وإليك ذكر بعض المدن والقرى التابعة لها ، وقس الباقية عليها مما ذكرها السمعاني والحموي والقزويني ، فقال السمعاني في قرية الأسواري : إنها قرية من قرى أصبهان ، خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين ، منهم أبو علي الحسين بن زيد الأسواري ، ثم ذكر أسماء عدة منهم (٢) ، وهكذا ذكر ياقوت الحموي أسماء عدد من المحدثين ، ثم قال : «فهؤلاء منسوبون إلى قرية بأصبهان كما ذكرنا» (٣).

وذكر السمعاني تحت كلمة جورجير ـ بضم الجيم والراء الساكنة بعد الواو ـ أنها محلة كبيرة معروفة بأصبهان ، بها الجامع الحسن ويعرف بها ، وكان بها جماعة من المحدثين قديما وحديثا ، وقال السمعاني : وسمعت من جماعة منهم ، ثم ذكر مترجما أسماء عدد من المحدثين (٤) من أهلها.

وكذا ذكر ياقوت الحموي أنه كان بها جماعة من الأئمة قديما وحديثا (٥).

وهكذا ذكر الحموي في محلة جوباره : أنها محلة بأصبهان ، قال أبو الفضل المقدسي : «حدثنا من أهلها جماعة ، ونسب بعضهم إلى المحلة ، ثم ترجم لعدد كبير منهم» (٦).

وذكر السمعاني في نسبة الجوزداني ـ بضم الجيم ـ نسبة إلى جوزدان ويقال لها كوزدان ، وهي قرية على باب أصبهان كبيرة وكثيرة الخير ، بتّ بها ليلة وسمعت بها الحديث ، ثم ذكر أسماء عدد من المحدثين المنسوبين إليها ، وذكر

__________________

(١) انظر «معجم البلدان» ١ / ١١٠.

(٢) انظر «الأنساب» ١ / ٢٤٧.

(٣) انظر «معجم البلدان» ١ / ١٩٠ ـ ١٩١.

(٤) انظر «الأنساب» ٢ / ٣٩٣.

(٥) انظر «معجم البلدان» ٢ / ١٨٠.

(٦) نفس المصدر السابق ٢ / ١٧٥ ـ ١٧٦.


من جملتهم أبا عبد الله محمد بن هارون بن عبد الله الجوزداني ، وقال : «وذكر أبو الشيخ (١) أنه كان يختلف معه إلى البزار» (٢).

وكذا قال ياقوت : «إنه ينسب إليها جماعة من الرواة» (٣).

وأيضا ذكر السمعاني والحموي في نسبة الجيراني ـ بفتح الجيم ـ : هي نسبة إلى جيران ، وهي من قرى أصبهان على فرسخين منها فيما أظن ، ثم ذكر أسماء المشهورين منها(٤).

فكيف لا تبقى أصبهان خلال التاريخ الإسلامي مورد عناية العلماء ، وهي مركز أهل الحديث ومبعث نشاط الرواة ، حيث بلغ إلى حد كان العلماء يرحلون إليها ويستوطنونها ، وكتاب المؤلف ـ «طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها» ـ وكذا «ذكر أخبار أصبهان» أكبر شاهد على ما تقدم.

فمن مشاهير المحدثين الحفاظ الذين قدموا إلى أصبهان واستوطنوها : أبو مسعود الرازي الذي أقام بأصبهان ٤٥ سنة ، ثم ارتحل إلى العراق ، ورجع منها إلى أصفهان واستوطنها ، وقد صنف المسند والكتب (٥).

وأحمد بن مهدي بن رستم أبو جعفر المديني ، توفي ٢٧٢ ه‍ ولم يحدث في وقته من الأصبهانيين أوثق منه وأكثر حديثا ، صنف المسند ، كتب بالشام ومصر والعراق (٦).

وقد أقام الطبراني بأصبهان ستين سنة يحدث بها واستوطنها أخيرا ، وتوفي

__________________

(١) أبو الشيخ هو عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان صاحب «الطبقات» هذا. والنص موجود فيه ٢١٦ / ٢.

(٢) انظر «الأنساب» ٢ / ٤٠٢.

(٣) انظر «معجم البلدان» ٢ / ١٨٣.

(٤) نفس المصدر ٢ / ١٩٧ ـ ١٩٨.

(٥) انظر ترجمة رقم ١٦٨ من «الطبقات» للمؤلف «وأخبار أصبهان» ١ / ٨٢.

(٦) انظر ترجمة رقم ٢٥٣ من «الطبقات» للمؤلف و «أخبار أصبهان» ١ / ٨٥.


بها ، ودفن سنة ٣٦٠ عند قبر حممة بن أبي حممة الصحابي عند باب مدينة جيّ (١).

وكذا الحافظ أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني ، قدم أصبهان فقال : «حدثت من حفظي بأصبهان ستة وثلاثين ألفا ألزموني الوهم فيها في سبعة أحاديث ، فلما انصرفت ، وجدت في كتابي خمسة منها على ما كنت حدثتهم به» (٢). وتوفي سنة ٣١٦ ه‍. فهذا يدل على اهتمام الأصفهانيين بالحديث.

وكذا أبو داود الطيالسي سليمان بن داود بن الجارود مولى قريش قدم أصبهان ، وحدث بها مرات (٣) وهو صاحب المسند وغيرهم كثير.

الحركة الفكرية في مدن المشرق

ومما يدل على نشاط الحركة الفكرية في مدن المشرق ، وخاصة أصبهان : عناية العلماء واهتمامهم الفائق بالتصنيف لتعريف رجالها ، حيث صنفوا كتبا كثيرة لم يصنف لبلد مّا بهذا المقدار ، فهذا أبو أحمد الحاكم يقول : «اعلم بأن خراسان وما وراء النهر لكل بلد تاريخ صنفه عالم منها» (٤).

ويقول الأستاذ الدكتور أكرم العمري : «وقد أحصيت لمدن المشرق ٢٨ مؤلفا من مجموع ٤٨ مؤلفا ألّفها علماء المسلمين في تاريخ الرجال المحلية حتى نهاية عصر الخطيب البغدادي ـ أي القرن الخامس ـ ويأتي نصيب العراق بالمرتبة الثانية ، حيث يبلغ عدد المؤلفات الخاصة برجال مدنه ٧ مؤلفات ..» (٥).

والمؤلفات المذكورة في مدن المشرق تناولت عشر مدن فقط ، وفاقت

__________________

(١) انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣٥ وانظر «تذكرة الحفاظ» ٣ / ٩١٥.

(٢) انظر «تذكرة الحفاظ» ٣ / ٩١٥.

(٣) انظر ترجمة رقم ٩٣ من «الطبقات» للمؤلف و «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣٢.

(٤) الذهبي في «تذكرة الحفاظ» ٣ / ١٠٤١.

(٥) انظر «موارد الخطيب» / ٢٦١ له.


أصبهان في حظها على جميع المدن كما يذكر لنا الأستاذ أكرم ضياء العمري بعد أن ذكر خمسة مؤلفات لتاريخ أصبهان في الموارد ، وزاد مؤلفا آخر في البحوث ، فقال : «هكذا فإن حظ أصبهان من التواريخ كبير ، مما يوضح نشاط الحركة الفكرية فيها في القرنين الرابع والخامس الهجريين» (١).

قلت لقد عني علماء المسلمين بأصبهان واهتموا اهتماما تامّا في التصنيف والتأليف في جوانب شتى في خلال التاريخ الإسلامي ، فمنهم من اهتم بتاريخ أصبهان كمدينة ، ومنهم من اهتم بتاريخها باعتبار سكانها أكثر ، ومنهم من خصها باعتبار محدثيها والواردين عليها ، ومنهم من أفرد تأليفه لشعراء أصفهان ، ومنهم من قصره على الناحية الجغرافية ، وعرج على بقية النواحي وخص بعضهم الناحية الاقتصادية بالإضافة إلى اختصاص بعض تصانيفهم بمحاسن أصفهان ، وأغمضوا بقية النواحي ، وهكذا.

ولا نغفل أن هناك عددا من الباحثين الأجانب ، والسائحين والسياسيين الأوروبيين ممن اهتموا ، فجمعوا معلومات عن مدن إيران ، وألفوا فيها ، وخصوا أصبهان بمزيد من العناية (٢).

إليكم الكتب المؤلفة في أصبهان قديما وحديثا عبر القرون الإسلامية ، حسبما وقفت عليه ، أو ذكرته المصادر.

لقد أرخ لأصفهان عدد كبير من علمائها وغيرها ، فأول من وقفت عليه أنه أرخ لها : هو أبو عبد الله محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني (ت ٣١٠ ه‍) ، باسم :

١ ـ «تاريخ أصبهان» (٣).

ثم أبو بكر محمد بن علي بن الجارود الأصبهاني (ت ٣٢٥ ه‍) ، باسم :

__________________

(١) انظر «موارد الخطيب» ص ٢٧٩ و «بحوث في تاريخ السنة المشرفة» ١٤٠ ـ ١٤٢.

(٢) كما سيأتي في مبحث الكتب المؤلفة في أصبهان.

(٣) ذكره ابن خلكان في «وفيات الأعيان» ٤ / ٢٨٩ وأكثر عنه الرواية أبو الشيخ في «الطبقات» ، ولم يذكر اسم كتابه ، ويبدو أنه مفقود ، والله أعلم.


٢ ـ «فوائد الأصبهانيين» (١).

ثم أبو عبد الله حمزة بن الحسين المؤدب الأصبهاني المعروف بحمزة الأصبهاني (ت قبل ٣٦٠ ه‍) ، قال السمعاني : كان صاحب.

٣ ـ «التاريخ الكبير لأصفهان» (٢) ، وكذا ذكر له المافروخي كتابا باسم :

٤ ـ «رسالة أصفهان» في مصادر كتابه «محاسن أصفهان» (٣) ، فلعله اختصرها من كتابه السابق ، والله أعلم.

وخص حمزة تأليفا مستقلا باسم :

٥ ـ «شعراء أصفهان» (٤) ، مفقود ، أفاد منه الحموي.

ثم أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأنصاري (ت ٣٦٩ ه‍) ألّف :

٦ ـ كتابه «طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها» (٥) وهو كتابنا هذا ،

٧ ـ وكتابه «فوائد الأصبهانيين» ، يوجد منه ٤ أوراق بالظاهرية (٦).

__________________

(١) ذكره أبو الشيخ في «طبقات المحدثين» ٢٢١ / ٣. لم يصل إلينا.

(٢) انظر «الأنساب» ١ / ٢٨٤ وكذا ذكره أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠٠ ، وابن النديم في «الفهرست» ص ١٩٩ ، وياقوت في «إرشاد الأريب» ، وأفاد منه في ١ / ١٢٩ ، ١٣١ ومواضع ، وذكره السخاوي في «الإعلان» ص ١٢٢ وذكر بعض الاقتباسات بروكلمان في «تاريخ الأدب العربي» ٣ / ٦١ ـ ٦٢ ، وروزنتال في «علم التاريخ عند المسلمين» ص ٦١٦ ، وفؤاد سزكين في «تاريخ التراث» ص ٥٤١.

(٣) انظر «نصف جهان في تعريف أصفهان» ص ٥ لمحمد مهدي.

(٤) ياقوت الحموي في «إرشاد الأريب» ٦ / ٢٨٩ ـ ٢٩٢ ، وفؤاد سزكين في «تاريخ التراث» / ٥٤١.

(٥) سيأتي الكلام عليه في الباب الثاني ، إن شاء الله تعالى.

(٦) وذكره أبو الشيخ نفسه في «الطبقات» (انظر ت رقم ١٠٢) ، وتلميذه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦ يوجد ٤ أوراق في مجموعة ٣٨ من ٥٥ ـ ٥٩ برقم ٥٤٦ بالمكتبة الظاهرية وتصويرها موجود بقسم المخطوطات بالجامعة الإسلامية ، وكذا ذكره ابن حجر بسنده في معجم المفهرس ٥٦ / ٢ أن أبا الشيخ أخبره الجزء الثالث من «فوائد الأصم» ... وكذا الجزء الثاني بنفس السند ، وقال : أخبرنا الأصم بالفوائد له في اثني عشر مجلدا.


يبدو مما ذكره ابن حجر أنه جمع فيه بعض مرويات محدثي أصفهان ، فإنّه قال : «أول الجزء الثالث : حديث تميم الداري في النهي عن خمس وآخره : أغروا النساء يلزمن الحجاب» (١). وقال أبو الشيخ نفسه بعد أن ذكر في الطبقات أحاديث خرجتها في فوائد الأصبهانيين (٢).

ثم أبو الفتح عثمان بن جني النحوي المشهور بابن جني (ت ٣٩٢ ه‍) ألف كتابه المسمى :

٨ ـ «بالتذكرة الأصبهانية». «لم أقف عليه ، فلعله في النحو (٣) ، والله أعلم».

ثم أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي الحافظ (ت ٣٩٦ ه‍) ، ألف كتابا باسم :

٩ ـ «تاريخ أصفهان» (٤).

ثم أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه (ت ٤١٠ ه‍) ، ألّف :

١٠ ـ كتابه «تاريخ أصفهان» (٥).

ثم أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني (ت ٤٣٠ ه‍) ألّف كتابه :

__________________

(١) انظر المصدر الأخير السابق لابن حجر.

(٢) انظر ت ١٠٢ من «الطبقات».

(٣) ابن خلكان في «وفيات الأعيان» ٣ / ٢٤٧.

(٤) السخاوي في «الإعلان» ص / ١٢٢ ، والكتاني في «الرسالة المستطرفة» ص ١٣١ ، وهو مفقود ، نسب «تاريخ أصبهان» لعدد من آل مندة ، ورجحت أن كل من ذكرته ألف في تاريخها ، وإلى هذا مال الكتاني.

(٥) اقتبس منه السمعاني في «الأنساب» ١ / ٦٨ ، ١٦٠ ، ١٦٤ ، ٢٥٩ ، ومواضع.

وذكره ياقوت في «معجم البلدان» ٢ / ١٥٥.

وابن الأثير في «اللباب» ١ / ٢٨٧ ، ٢ / ٣٥٩.

واقتبس منه الذهبي في «تذكرة الحفاظ» ٢ / ٨٨٦ ، ٨٨٧ ، ٩٤٦ ، ٩٧٤ وذكره الداودي في «طبقات المفسرين» ١ / ٩٣.

وكذا السخاوي في «الإعلان» / ١٢٢ ، وابن حجر في «اللسان» ١ / ١١٧ والكتاني في «الرسالة المستطرفة» / ١٣١.


١١ ـ «ذكر أخبار أصفهان» ، وهو كتاب جامع ، استدرك ما فات المؤلفين السابقين ، حتى بلغ عدد المترجمين فيه حوالي ألفي علم (١).

ثم أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مندة (ت ٤٧٠ ه‍) ألّف :

١٢ ـ كتابه «تاريخ أصبهان» (٢).

١٣ ـ ثم علي بن حمزة بن عمارة في كتابه «قلائد الشرف» ألفه في محاسن أصفهان (٣).

ثم مفضل بن سعد بن الحسين المافروخي الأصبهاني (ت في آخر القرن الخامس) ألف :

١٤ ـ كتابه «محاسن أصفهان» (٤).

وقد ترجمه إلى الفارسية حسين بن محمد الأصفهاني العلوي في القرن الثامن الهجري مع إضافات كثيرة بذيله (٥).

ثم أبو بكر محمد بن أبي علي أحمد بن عبد الرحيم المعدل (ت) ، ألّف كتابه :

__________________

(١) طبع في ليدن في مجلدين طبعة جيدة استدركت بعض الأخطاء في قائمة آخر الجزء الثاني ، وقد اعتمدت عليه كثيرا في مقابلة النصوص وتخريجها.

(٢) الكتاني في «الرسالة المستطرفة» / ١٣١ ، مفقود ولم يصل إلينا.

(٣) ذكره محمد مهدي في «نصف جهان» ص ٤ من جملة مصادر مافروخي في كتابه «محاسن أصفهان» لم أقف عليه.

(٤) طبع في إيران ـ طهران ـ سنة ١٣٥٢ ه‍.

(٥) انظر كتاب «كنجينه آثار تاريخي أصفهان» ص ٤٣ للدكتور لطف الله هنرفر «ونصف جهان» ص ٥ ، وذكر مؤلفه محمد مهدي أن الأصل والمترجم عنه كلاهما عنده وطبعا في طهران ، وقد بحثت عن هذا الكتاب في سفري إلى إيران في هذا العام (١٤٠٠ ه‍) وبقيت أسبوعا في طهران وأربعة أيام في أصفهان ، ولكن لم أوفق في الحصول عليهما.


١٥ ـ «تاريخ أصبهان» (١).

ثم أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده (ت ٥١١ ه‍) ألف.

١٦ ـ كتابه «تاريخ أصفهان» (٢). يوجد منه قطعة من (ق ٢٢٨ ـ ٢٣٥) بالظاهرية (٣).

وأبو طاهر السلفي أحمد بن محمد بن أحمد الأصفهاني الجرواني (ت ٥٧٦ ه‍) ، له كتاب ألفه في مشيخته الأصفهانية في مجلد سماه :

١٧ ـ «مشيخة أصبهان» أو «السفينة الأصبهانية» (٤).

وقد أضاف حسين بن محمد أبي الرضا العلوي الذي ترجم «محاسن أصفهان» للمافروخي سنة ٧٢٩ ه‍ إلى ذيل الكتاب المذكور ـ وهو أصفهاني ـ معلومات كثيرة ومن جملة ما ذكره :

١٨ ـ وصف مدرسة نظام الملك بأصبهان (٥) فيعد هذا تأليفا مستقلا.

ثم في مطلع القرن التاسع ، ألف محمد مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي (ت ٨١٧ ه‍) صاحب «القاموس المحيط» كتابا في تاريخ أصفهان ، وسماه :

__________________

(١) السخاوي في «الإعلان بالتوبيخ» ص ١٢٢ مفقود.

(٢) السمعاني في «الأنساب» ق / ٦٠٣ ، وياقوت الحموي في «معجم البلدان» ٢ / ٥٤٥ ، وابن خلكان في «وفيات الأعيان» ٤ / ٤٤٥ ، والسخاوي في «الإعلان بالتوبيخ» / ١٢٢ ، والكتاني في «الرسالة المستطرفة» ص ١٣١.

(٣) انظر «فهرس المخطوطات الظاهرية» ١ / ١١٩ وهو برقم ٢٣٦ حديث.

(٤) السخاوي في «الإعلان بالتوبيخ» ص ١١٩ باسم «معجم أصفهان» ـ والكتاني في «الرسالة المستطرفة» ص ١٣٧ باسم «مشيخة اصفهان» ـ في مجلد ، والزركلي في «الأعلام» ١ / ٢٠٩ ، وانظر مقدمة «سؤالات السلفي» ص ١٤ ـ لم أقف عليه.

(٥) انظر «كنجينه آثار تاريخي أصفهان» ص ٦٢.


١٩ ـ «نزهة الأذهان في تاريخ أصفهان» (١).

وقد اهتم عدد كبير بعد الألف من الهجرة في القرون الثلاثة بالتأليف في أصفهان ، فألّف حاكم أصفهان ميرزا حسين خان بن محمد إبراهيم خان في سنة ١٢٩٤ ه‍ :

٢٠ ـ كتابه «جغرافيا أصفهان» (٢).

٢١ ـ ومحمد مهدي أرباب ، ألف كتابه «نصف جهان في تعريف أصفهان» ، في سنة ١٣٠٣ ه‍ (٣).

وكذا ألف المفكر الفريد السيد جلال الدين طهراني كتابه :

٢٢ ـ «أصفهان نصف جهان» يقصد أن أصفهان نصف العالم (٤).

٢٣ ـ ألّف ملا عبد الكريم آخوند جزي كتابه «رجال أصفهان» ، ولكنّه لم يذكر من علماء أهل السنة إلا عددا ضئيلا جدا ، وترجم للمتأخرين من علماء الشيعة ، ثم زاد عليه واستدرك السيد المفكر مصلح الدين المهدوي ، فألف عليه

٢٤ ـ وسماه : «تذكرة القبور أو دانشمندان وبرزكان أصفهان» ، تضمن أكثر من ألفي شخص كلهم من رجال الشيعة ، اللهم إلا رجلا من أهل السنة ، حسبه شيعيا أو نادرا(٥).

٢٥ ـ «تاريخ أصفهان وريّ» ألفه الحاج ميرزا حسن خان الأنصاري ، وجعله في

__________________

(١) كذا ذكره حاجي خليفة في «كشف الظنون» ٢ / ١٩٣٩ ، وروزنتال في «علم التاريخ عند المسلمين» ص ٥١٦ ، والزركلي في «الأعلام» ٨ / ١٩ ، وميرزا حسن الأنصاري في «تاريخ أصفهان» ص ٩. لم أقف عليه ، يبدو أنه مفقود.

(٢) انظر «كنجينه آثار تاريخي أصفهان» ص ٤٣ ، لم يتيسر لي الحصول عليه.

(٣) وهو موجود عندي ، واستفدت منه في المقدمة. طبع في طهران بتحقيق الدكتور منوجهر ستوده سنة ١٣٤٠ ش ه.

(٤) انظر «كنجينه آثار تاريخي أصفهان» ص ٤٤.

(٥) هذا الكتاب موجود عندي ، استفدت منه في المقدمة.


قسمين : قسم لتاريخ أصبهان ، وهو في ثلاثة أجزاء ، وطبع الجزء الأول من قسم أصفهان فقط (١). ولم يطبع بقية الكتاب.

٢٦ ـ «تاريخ أصفهان» المعروف «بالأصفهان» تأليف الحاج مير سيد علي جناب ابن مير محمد باقر ، وهو كتاب كبير في عشرة مجلدات ، لم يطبع إلا الجزء الأول سنة ١٣٤٩ ه‍ (٢).

٢٧ ـ «تذكرة شعراء أصفهان» ، تأليف الشيخ الفاضل السيد مصلح الدين المهدوي (٣).

٢٨ ـ «تاريخ مقابر أصفهان» ، تأليف المفكر السيد عبد الحجة بلاغي (٤).

٢٩ ـ «أصفهان» تأليف الشيخ حسين نور صادقي ، وهو يتضمن على ذكر تاريخ أصفهان وموقعها وآثارها وكتّابها وشعرائها (٥).

٣٠ ـ «آثار تاريخي أصفهان» في مجلدين ، تأليف آندره كذار ، ألفه المؤلف بالفرنسية ، ثم ترجمه السيد محمد تقي مصطفوي مدير الآثار التاريخية بأصفهان ، ونشرته الإدارة العلمية لمعرفة الآثار (٦).

٣١ ـ «رهبر مسافر أصفهان» ، ألفه السيد محمد تقي مصطفوي مدير الآثار التاريخية بأصفهان.

٣٢ ـ «تاريخچة أبنية تاريخي أصفهان» ، تأليف كريم نيكزاد أمير حسني.

٣٣ ـ «آثار تاريخي أصفهان» في ضمن كتاب آخر بمديريت محمد باقر نجفي.

__________________

(١) وهذا الجزء موجود عندي ، واستفدت منه.

(٢) انظر «كنجينه آثار تاريخي أصفهان» ص ٤٥.

(٣) طبع بأصبهان سنة ١٣٣٤ ش ه.

(٤) انظر «كنجينه آثار تاريخي أصفهان» ص ٤٥.

(٥) نفس المصدر السابق.

(٦) انظر «كنجينه آثار تاريخي أصفهان» ص ٤٥.


٣٤ ـ «راهنما مختصر آثار تاريخي أصفهان» تأليف جواد مجد زاده بالإنجليزية.

٣٥ ـ «راهنما أصفهان» تأليف ـ رضا عطاء پور ـ.

٣٦ ـ «از أصفهان ديدن كنيد» أي : «زوروا أصفهان» ـ تأليف الدكتور لطف الله هنرفر ، نشرته إدارة بلدية مدينة أصفهان.

٣٧ ـ «أبنية تاريخي أصفهان» للمؤلف المذكور بالفارسية.

٣٨ ـ «آثار تاريخي أصفهان» للمؤلف المذكور بالإنجليزية.

٣٩ ـ «تاريخ أصفهان الكبير» ، في سبع مجلدات ، صنفه الأستاذ المفكر المحقق جلال الدين همائي ، الأستاذ بجامعة طهران ، وترجم فيه لأكثر من عشرة آلاف شخص ، ولم يطبع حتى الآن (١).

٤٠ ـ «كنجينه آثار تاريخي أصفهان» ، تأليف الدكتور لطف الله هنرفر. كتاب في غاية الدقة في معلوماته ، وهو أوسع وأكبر كتاب في موضوعه ، ونال به شهادة الدكتوراه مع حيازه بجائزة من سلطنة إيران (٢).

٤١ ـ «أصفهان» ، للمؤلف المذكور. اختصره من كتابه السابق.

٤٢ ـ «اقتصاد شهر أصفهان» (٣) ، رسالة دكتوراه قدمها علي كلباسي لكلية الاقتصاد بجامعة طهران (٤).

٤٣ ـ «تاريخية مسجد جمعة أصفهان» (٥).

__________________

(١) كذا وصفه الدكتور لطف الله هنرفر في «كنجينه آثار تاريخي أصفهان» ص ٤٥.

(٢) هذا الكتاب نادر جدا ، وقد هيّأه لي أحد الإخوان الأصبهانيين ، وقد تعارفت معه بالمدينة المنورة ، وهو موجود عندي واستفدت منه كثيرا.

(٣) وهو موجود عندي وهيأه لي الشخص المذكور ، وأرسله لي بالبريد.

(٤) وهو موجود عندي أهدانيه شخص آخر بأصفهان عند سفري إليها.

(٥) ذكره ميرزا حسن خان الأنصاري صاحب كتاب «تاريخ أصفهان وريّ» ص ١٤.


٤٤ ـ «معماري مسجد جامع أصفهان» ، رسالة ماجستير قدمها الطالب حسن صدر الدّين حاج سيد جوادي بجامعة الملك عبد العزيز بمكة في العام الماضي (١٤٠٠ ه‍).

٤٥ ـ Isfahan Real Of Persia «أصفهان درة إيران» تأليف ديل فريد بلانت بالإنجليزية.

٤٦ ـ «جغرافيا تاريخي أصفهان» تأليف سرلشكر علي رزم آراء (١).

٤٧ ـ «أصفهان برزك» أي : أصفهان عظيم ، في ١١ مجلد من مركز آمار إيران(٢).

٤٨ ـ «أصفهان از لحاظ اقتصادي واجتماعي» أي الأصفهان من الناحية الاقتصادية والاجتماعية ، تأليف السيد مهندس حسن عابدي.

٤٩ ـ «تاريخچه أوقاف أصفهان» تأليف عبد الحسين سپنتا (٣).

بالإضافة إلى ذلك ، فقد حصل في القرن الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر رحلات عديدة من السائحين الأجانب الأوربيين والسياسيين ، حتى أقام بعض منهم بأصبهان سنين ، نحو شاردن الفرنسي وتاورنيه الفرنسي وغيرهما ، فسجلوا في رحلاتهم دواوين ، وترجم هذه الدواوين إلى الفارسية.

وإليكم بيان هذه الرحلات :

٥٠ ـ «رحلة تاورينه» السياح الفرنسي سنة (١٠٤١ ـ ١٠٧٨ ه‍) (٤).

__________________

(١) ذكره الدكتور لطف الله هنرفر في مصادر كتابه (أصفهان).

(٢) ذكره علي كلباسي في مصادر كتابه «اقتصاد شهر أصفهان».

(٣) وهو موجود عندي ، واستفدت منه. نشرته إدارة أوقاف أصفهان سنة ١٣٤٦ ش ه.

(٤) انظر «كنجينه آثار تاريخي أصفهان» ص ٨٤٣ ـ ٨٤٤ ، وترجمه إلى الفارسية أبو تراب نوري ، وطبع مرتين والثاني بأصفهان سنة ١٣٣٦ ش ه.


٥١ ـ «رحلة شاردن» سنة ١٠٧٤ ه‍. المترجم إلى الفارسية (١).

٥٢ ـ «رحلة أوزن فلاند» السياح الفرنسي الرسام سنة ١٢٥٥ ه‍ ، وترجمت إلى الفارسية ، وعاش مدة بأصبهان (٢).

٥٣ ـ «رحلة مارسل ومادام ديولافوا» سنة ١٢٩٨ ه‍ ، ومكث مدة بأصبهان(٣).

٥٤ ـ «رحلة هانري رنه دالماني» سنة ١٣٢٤ ه‍ ، المترجم إلى الفارسية باسم «أز خراسان تا بختياري» (٤).

٥٥ ـ «رحلة يبير لوتي» سنة ١٣٢١ ه‍ ، باسم «بسوي أصفهان» المترجم إلى الفارسية (٥).

مذهب أهل أصبهان قديما وحديثا

ذكر مؤرخو المذاهب والأديان أن أهل أصفهان في القديم انقسموا إلى ثلاث فرق :

فرقة اتبعت الزرتشتية المجوسية ، وفرقة اتبعت الديانة النصرانية المسيحية ، كما هو مصرح في قصة إسلام سلمان الفارسي (٦).

وفرقة اتبعت الديانة اليهودية ، وهم بقايا اليهود الذين أتى بهم بختنصر بعد استيلائه على بيت المقدس ، فاختاروا أصبهان لمشابهتها لبلادهم في المناخ والهواء والماء ، فاستقروا بها ، وسميت المحلة التي استوطنوها في أصبهان

__________________

(١) ترجمه السيد حسين عريضي ، وطبع ، وشاردن السياح الفرنسي زار أصفهان في رحلته سنة ١٠٧٤ ـ ١٠٨٠ ه‍ ، ثم عاد مرة أخرى سنة ١٠٨١ ه‍ ، وبقي في أصفهان أكثر من ٢٦ سنة ، كما ذكره الدكتور لطف الله هنرفر في كتابه «كنجينه آثار تاريخي أصفهان» ص ٨٤٣.

(٢) انظر المصدر السابق ص ٨٤٤ وطبع في فرنسا.

(٣) انظر نفس المصدر ، وترجمت إلى الفارسية.

(٤) انظر نفس المصدر ، وترجمه إلى الفارسية همايون.

(٥) نفس المصدر السابق ٨٤٠ وترجمه إلى الفارسية السيد بدر الدين كتابي. طبع أكثر من مرة.

(٦) انظر حديث رقم ٩ و ١٠ ، وذكرت مصادر هذه القصة هناك.


باليهودية (١) ، وانتشروا في جهات أخرى ، منها : محلة جوبارة ، ودردشت ، الواقعتان في طرفي المدينة الشرقي والغربي (٢).

والمجوسية كانت المذهب الرسمي للأصبهانيين ، فعبدوا النار ، وقدموها ، وبنوا لها البيوت في أماكن بارزة ومتعددة ، ويعد أبو الشيخ وأبو نعيم سلمان الفارسي الأصبهاني من مفاخر أصبهان ويذكران أن والديه كانا من عباد النار (٣) ، ولم تزل بعض آثار بيوت النار باقية حتى اليوم (٤).

وفتح المسلمون أصبهان ، وحولوا بعض بيوت النار إلى مساجد فيما بعد (٥) ، وما بقي منها غيّرها الإسماعيليون إلى قلاع في فترة استيلائهم على أصبهان (٦).

وانتشر الدين الإسلامي بأصبهان وما حولها ، وسارع المسلمون فأسّسوا المساجد بها. وأول مسجد أسّس بها : هو مسجد خشينان (٧).

__________________

(١ ، ٢) انظر «أخبار أصبهان» ١ / ١٦ ، و «معجم البلدان» ١ / ٢٠٨ ، و «آثار البلاد وأخبار العباد» ص ٢٩٦ ، و «تاريخ أصبهان» ص ١٢ لميرزا حسن الأنصاري ، و «اقتصاد شهر أصفهان» ص ١٩٩ ، و «نصف جهان» ص ١٢٦.

(١ ، ٢) انظر «أخبار أصبهان» ١ / ١٦ ، و «معجم البلدان» ١ / ٢٠٨ ، و «آثار البلاد وأخبار العباد» ص ٢٩٦ ، و «تاريخ أصبهان» ص ١٢ لميرزا حسن الأنصاري ، و «اقتصاد شهر أصفهان» ص ١٩٩ ، و «نصف جهان» ص ١٢٦.

(٣) انظر ترجمة ٣ من «طبقات أبي الشيخ» ، و «أخبار أصبهان» ١ / ٤٩ ، وفيهما يقول سلمان في قصة إسلامه : وكنت قد اجتهدت في المجوسية حتى كنت قاطن النار ، أوقدها ولا أتركها تخبو ساعة ، اجتهادا في ديني «وذكر حمزة الأصفهاني أن كي أردشير ، وهو يهمن اسفنديار كشتاسب» بنى بأصفهان في يوم واحد ثلاث بيوت النار انظر «كنجينه آثار تاريخي أصفهان» ص ٧ للدكتور لطف الله هنرفر.

(٤) انظر «اقتصاد شهر أصفهان» ص ٢٠٠ ، و «كنجينه آثار تاريخي أصفهان» ص ٦ ، وصور في المصدر الأخير واحدة منها ، والمأخوذ مترجم عن الفارسية في الجميع.

(٥) انظر «اقتصاد شهر أصفهان» ص ٢٠٠ ، «وتاريخ أصفهان وريّ» ص ١٤.

(٦) انظر نفس المصادر.

(٧) هناك خلاف حول أول مسجد أسس بأصبهان ، فمنهم من يقول : مسجد محلة باذانة بيهودية أصبهان ، الذي ينسب إلى الوليد بن ثمامة الذي كان أميرا على أصبهان أول مسجد أسّس بها ، والصحيح ما ذكرته ، وقد أسسه أبو خناس مولى عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه ، في خلافة علي ابن أبي طالب ، وهذا ما رجحه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ١٧ ، وانظر «مجمل التواريخ» ص ٥٢٤.


واستمر الحال على هذا إلى أن استقام أمر أهل السنة فيها ، وقوي أمرهم واشتد ، إلى أن لجأ إليها الخوارج في عهد بني أمية ، ولكن عتّاب بن ورقاء واليها من قبل مصعب بن الزبير أخرجهم منها ، فلجأوا إلى الأهواز ، وعادت القوة فيها لأهل السنة ، ويغلب عليهم المذهب الشافعي والحنفي ، ويتولى زعامة الشافعية فيها أسرة الخجنديين ، وزعامة الأحناف أسرة الصاعديين ، واستمر الأمر على هذا ، سوى ما كان من ظهور الشيعة والزيدية بين الفينة والفينة (١) ، لكن الصبغة العامة كانت غلبة أهل السنة والجماعة.

وحاول الإسماعيليون إثارة الفتن عدة مرات لتنغيص هدوء المدينة واستقرارها ، وكاد يستفحل أمرهم ، لكن فتوى قتلهم التي أصدرها الفقيه الشافعي أبو القاسم الخجندي ، ساعدت على القضاء عليهم وإخراجهم منها ، وعادت الغلبة إلى أهل السنة ، إلى أن جاءت فتنة المغول ، فاستغلوا الخلاف بين الشافعية والحنفية الذي أضعف أهلها ، وجعلهم لقمة سائغة لخصومهم ، سهلت احتلالهم واختلال أحوالهم (٢).

وفي سنة ٩٠٨ ه‍ ، استولى الشاه إسماعيل الصفوي ، أول داع متعصب ومروج لمذهب التشيع على أصبهان وغيرها من المدن الإيرانية ، فأجبر أهل السنة على اتباع مذهب الشيعة ، مستعملا أسلوب الرغبة والرهبة ، وحل محل الشافعية والحنفية ، اختلاف الشيعة الحيدرية والنعمتية (٣).

يقول الدكتور علي كلباسي : «ففي عهد الصفوية ، صار مذهب الشيعة المذهب الرسمي لأهم المدن الإيرانية ، ومنها أصفهان ، وهذا البلد الذي كان

__________________

(١) انظر «اقتصاد شهر أصفهان» ص ٢٠٠ ، ومنها ظهور البويهيين في القرن الرابع الهجري.

(٢) علي كلباسي في : «اقتصاد شهر أصفهان» ص ٢٠١.

(٣) انظر كتاب «أصفهان» ص ٩٨ للدكتور لطف الله ، والمصدر السابق لعلي كلباسي ، «وتاريخ أصفهان» ص ٣٨ لميرزا حسن الأنصاري. والحيدرية والنعمتية : فرقتان من سلسلة التصوف عند الشيعة ، إحداهما تنسب إلى الشيخ الكبير ـ عندهم ـ السيد حيدر. والثانية تنسب إلى الشاه نعمة الله ولي ماهاني. كذا في المصدر السابق الأخير.


مركزا مهما لأهل السنة والجماعة ، صار الآن مركزا مهما للتشيع ، ومن أواسط دور الصفوية إلى الآن لا يوجد من أهل السنة بأصفهان وتوابعها حتى الآن ولا شخص واحد (١).

وأترك للقارىء الكريم حرية المقارنة ، ليرى موقف الشيعة من بلد انتشر فيه مذهب أهل السنة والجماعة ، وعم واستقر ، كيف عاشوه وما هو موقفهم منه.

بلد أنجب عددا كبيرا من الأئمة الفقهاء والمحدثين واللغويين وغيرهم ، وارتفعت فيه راية أهل السنة ، وكان في يوم من الأيام قاعدة من قواعد أهل السنة ليرى كيف أحالوه بالقهر والغلبة والتسلط إلى بلد شيعي ، ونسخوا وجود أي مسلم سني ، وقضوا على حضارتهم وآثارهم.

وقد اعترف بهذا الدكتور علي كلباسي ، كما تقدم ، وكاتبهم ومؤرخهم ميرزا حسن الأنصاري (٢) فقال :

«إن مذهب أهل السنة والجماعة كان هو المذهب الرسمي السائد في أصفهان إلى بداية القرن العاشر الهجري سنة ٩١٠ ه‍ ، وإن كان البويهيون قد ادّعوا مذهب التشيع ، فإن بعضهم كانوا من الزيدية ، فقد حكموا باسم الخلفاء العباسيين والإسماعيليون في زمن السلاجقة نفّروا الناس عن مذهب التشيع ، وهاتان الفترتان لم تؤثرا على الكلمة التي كانت لأهل السنة ، فسيطرة أهل السنة على أصبهان كانت هي الغالبة في جميع هذه الفترة.

ثم قال : «في سنة ٩٠٦ ه‍ ، فتح الشاه إسماعيل الصفوي العراق ، وجعل أهل السنة شيعة علنا ، وارتفع اختلاف الشافعية والحنفية منذ ذلك التاريخ ، ولكن حل محله اختلاف الفرقة الحيدرية والنعمتية ، كما تقدم» (٣).

__________________

(١) انظر «اقتصاد شهر أصفهان» ص ٢٠١.

(٢) في كتابه «تاريخ أصفهان» ١ / ٣٨.

(٣) من المصدر السابق ، وأصل عبارته بالفارسية ، وما ذكرته مترجم عنها.


فأهل أصفهان اليوم كلهم شيعة اثنا عشرية ، وقليل من اليهود والنصارى ، ويسكن النصارى على بعد نصف فرسخ من المدينة ، ويقال لهم : جماعة الحاكة (١).

وذكر الدكتور لطف الله هنرفر أن أصفهان اليوم تضم ٩٥% من الشيعة الاثنا عشرية ، و ٢% من اليهود ، و ٢% من النصارى (٢).

__________________

(١) انظر «نصف جهان في تعريف أصفهان» ص ١٢٦.

(٢) انظر كتاب «أصفهان» ص ٦ ، وفيه أن المسيحيين أتوا أصفهان في سنة ١٠١٣ ه‍ ، بأمر من الشاه عباس الأول من جلفاي أذربيجان ، وعددهم لا يزيد عن خمسة آلاف شخص ، وعدد اليهود بأصفهان نحو ٣٥٠٠ شخص.



الباب الثّاني



الفصل الأوّل

في ترجمة المؤلف

٢٧٤ ـ ٣٦٩ ه‍ ـ ٨٨٧ ـ ٩٧٩ م

اسمه ونسبه (*)

هو عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأنصاري الحياني أبو محمد

__________________

(*) ترجم له المصادر الأتية :

أبو نعيم : في «أخبار أصبهان» ٢ / ٩٠ ، الخطيب البغدادي في «الكفاية» ص ٣١٣ ، السمعاني في «في «الأنساب» ٤ / ٣٢٢ ، وابن الأثير في «اللباب» ١ / ٣٣١ ، ياقوت الحموي في «معجم البلدان» ١ / ٥٤٧ ، طبع أوربا ، وشمس الدين محمد بن عبدالهادي في «مختصر طبقات علماء الحديث» ٣٢٥ ـ ٣٢٤ / ٢ ، والذهبي في «تذكرة الحفاظ» ٣ / ٩٤٥ ـ ٩٤٧ ، وفي «سير أعلام النبلاء» ٢١٦ ـ ٢١٥ / ١٠ ، وفي «العبر» ٢ / ٣٥١ ـ ٣٥٢ ، وفي كتاب «دول الإسلام» ١ / ٢٢٨ بإيجاز ، وفي «المشتبه» ١ / ١٢٩ أيضا بإيجاز ، وابن شاكر الكتبي في «عيون التواريخ» ٢ / ١٨٦ ، والجزري في «غاية النهاية» ١ / ٤٤٧ ، وابن حجر في وتبصير المنتبه» ١ / ٢٩٠ ، وابن تغري بردي في «النجوم الزاهرة» ٤ / ١٣٧ ، والزبيدي شارح «القاموس» في تاج العروس» ٩ / ١٨٨ ، في مادة حسين ، والعراقي في «شرح ألفيته» ٣ / ١٢٠ ، والسيوطي في «طبقات الحفاظ» ص ٣٢٩ ، وبهامش «شرح ألفيته العراقي ، والتبصرة والتذكرة» ٣ / ١٢٠ ، والداودي في «طيقات المفسرين» ١ / ٢٤٠ ـ ٢٤١ ، حاجي خليفة في «كشف الظنون» ٢ / ١٤٠٦ ـ ١٤٠٧ ، وابن العماد في «شذرات الذهب» ٣ / ٩٦ ، والكتاني في «الرسالة المستطرفة» ص ٣٨ ، وعمر رضا كحاله في «معجم المؤلفين» ٦ / ١١٤ ، والبغدادي في «هدية العارفين «١ / ٤٤٧ ، والزرگلي في «الأعلام» ٤ / ٢٦٤ ، ويوسف العش في «فهرس المخطوطات الظاهرية ص ١٦٥ ، وسيد في «فهرس المخطوطات المصورة» ٢ / ٦٧ و ١٠١ ، وبروكلمان في تاريخ الأدب العربي ١ / ٣٤٧ ، وفؤاد سزكين في «تاريخ التراث العربي» ١ / ٤٩٦.


الوزان ، المعروف بأبي الشيخ الحافظ (١).

الحيّاني نسبة إلى جده (٢).

وأبو الشيخ لقب له ، فقال ابن الصلاح في النوع الثالث الذين لقبوا بالكنى ، ولهم غير ذلك كنى وأسماء : مثاله أبو الشيخ الأصبهاني ، كنيته أبو محمد ، وأبو الشيخ لقب (٣).

وقال العراقي في ألفيته :

ثم كنى الألقاب والتعدد

نحو أبي الشيخ أبي محمد

فقال السخاوي : فهو لقب للحافظ الشهير عبد الله بن محمد بن جعفر الأصبهاني(٤).

أما وجه تلقيبه بهذا اللقب ، فلم تذكره المصادر ، فلعله لشهرته أو لكبر سنه فإنه عاش ٩٥ ، وقيل : ٩٦ سنة ، والله أعلم.

__________________

(١) انظر «أخبار أصبهان» لأبي نعيم ٢ / ٩٠ ، و «الأنسبا» للسمعاني ٢ / ٣٢٢ ، و «تذكرة الحفاظ» ٣ / ٩٤٥ ، «وسير النبلاء» ١٦ / ٢٧٦ ، و «تاج العروس» ٩ / ١٨٨ ، وفي «هدية العارفين» ١ / ٤٤٧ زيادة الوزان بعد كنيته.

(٢) الحياني : بفتح الحاء المهملة ، وتشديد الياء المنقوطة باثنتين من تحتها ، وفي آخرها النون ، نسبة إلى جده حيان المذكور.

السمعاني المصدر السابق ، والذهبي : «المشتبه» ١ / ١٢٩ ، و «تبصير المنتبه» ١ / ٢٩٠ لابن حجر.

(٣) انظر : «مقدمة ابن الصلاح مع محاسن الاصطلاح» ص ٥١٢.

(٤) انظر : «ألفية العراقي مع التبصرة والتذكرة» ٣ / ١١٥.

انظر «فتح المغيث» ٣ / ٢٠٣.


ولادته ونشأته :

ولد أبو الشيخ الحافظ قبل بداية الربع الأخير من القرن الثالث الهجري سنة ٢٧٤ ه‍ (١) في أزهى عصور السنة وأسعدها ، وفيه ازدهر الحديث وعلومه ، وبلغ الذروة ، وبدأت الحركة العلمية الواسعة في تدوين الحديث وعلومه حفظا له ودفاعا عنه ، حتى تميز الصحيح منه عن غيره ، وبذلك حق هذا القرن بأن يسمى القرن الذهبي لخدمة السّنّة وتدوينها ، ففتح أبو الشيخ عينيه في الجزء الأخير من هذا القرن في بيئة علمية مليئة بالمحدثين وآثارهم ، ألا وهي مدينة أصفهان ، وليست هي وحدها ، بل كانت ـ مدن المشرق خاصة ـ معظمها من المراكز الرئيسية لرواية الحديث ، ولا سيما منطقة خراسان الواسعة التي كانت تشمل على : بست ، وهرات ، ونسا ، وبلخ ، وبخارى ، وسمرقند ، ومرو ، وجرجان ، ونيسابور ، وأضف إلى ذلك : الرّيّ ، وطوس ، وغيرها ، فكانت هذه المدن دار الآثار ، وكان لأهلها اليد الطولى في تدوين الحديث وعلومه ، بل فاقوا وسبقوا غيرهم في جميع العالم الإسلامي بلا استثناء في القرن المذكور.

فلو استعرضنا المدونات في الحديث وعلومه ، لرأينا أن معظم كتب السنة وكتب الرجال يعود الفضل في تأليفها إلى علماء هذه المناطق.

فصحيحا البخاري ومسلم ـ وهما أصح الكتب بعد كتاب الله ـ والسنن الأربعة ، وصحيحا ابن خزيمة وابن حبان ، ومعاجم الطبراني وغير ذلك من الكتب من آثار أولئك الجهابذة العلماء ، وفي هذا دليل واضح على سعة ثقافتهم العلمية التي انتشرت وعمّت في تلك البلاد ، ولم يتوقف نشاطها العلمي ، بل اقتفى الخلف آثار السلف في القرن الذي يليه ، وذلك لأنّ الجو كان معدّا ومهيّئا لتلقي العلوم ، وبالأخصّ سماع الحديث. فمنهم أبو الشيخ الذي سيتبع هذه الآثار ، وفي هذا الجو العلمي يولد أبو الشيخ ، فيولد ويستقبل عصر العلم وقرن تدوين الحديث الذهبي ، الذي يسهل له طلب العلم ، ويشوقه ويساعده فيما

__________________

(١) انظر «مختصر طبقات علماء الحديث» لابن عبد الهادي ٣٢٤ / ٢ ، و «تذكرة الحفاظ» ٣ / ٩٤٥ ، «وسير النبلاء» ٢١٥ / ١٠ ، و «طبقات المفسرين» للداودي ١ / ٢٤٠.


بعد ، وبالإضافة إلى ذلك ، هناك بواعث أخرى لإقباله على طلب العلوم والحديث بالأخص ، وهو أنه يتربى في بيت علم وبيئة علمية عريقة ، فوالده عالم محدث ، وكان عنده كتب الحسين بن حفص ، و «مسند يونس بن حبيب» ، وعنده الحديث ـ عن أحمد بن يونس ، وأحمد بن عاصم ، وعامة الأصبهانيين (١) ، فهذا كله يدفعه لعنايته بالحديث.

وكذا جده من قبل أمه ، محمود بن الفرج ، وخاله أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمود بن الفرج ، من العلماء المحدثين ، وأبو عبد الرحمن من المكثرين رويا عن الأصبهانيين وغيرهم(٢).

فمن الطبيعي إذا ـ بعد أن ينشأ في أسرة علمية ـ أن يعتنقه الشوق والرغبة ، ويرافقه الجد في طلب العلم ، وهو صغير جدا ، فيذكر لنا الذهبي أنه «طلب الحديث من الصغر ، واعتنى به الجد ، فسمع من جده محمود بن الفرج الزاهد» (٣).

وسمع إسحاق بن إسماعيل الرملي في سنة ٢٨٤ ه‍ ، أي حين لم يتجاوز سنه عشر سنوات (٤).

وليس هذا أول سماعه في هذه السنة ، بل سمع قبله من إبراهيم بن سعدان ، وأبي بكر بن أبي عاصم وآخرين في طبقتهما (٥).

فلا شك أن الفضل في نبوغه هذا يعود إلى والده أيضا ، حيث كان يعتني به كثيرا ، ويهتم في إحضاره مجالس العلماء المحدثين ، فكان كثيرا يختلف مع والده في مجالسهم حرصا منهم على حصول الحديث ، كما يذكر لنا هو بنفسه في ترجمة حاتم بن عبد الله النمري ، أنه لم يسمع منه ، ولكن لقي شيخا يقال

__________________

(١) انظر «طبقات المحدثين» ٢٩٩ / ٣ للمؤلف ، «وأخبار أصبهان» ٢ / ٢٧١ لأبي نعيم.

(٢) انظر نفس المصدرين السابقين ٢١١ / ٣ ، ٢ / ٧٤.

(٣) انظر «سير النبلاء» ٢١٥ / ١٠ ، و «النجوم الزاهرة» ٤ / ١٣٦ لابن تغري بردي.

(٤) انظر «سير النبلاء» ٢١٥ / ١٠.

(٥) انظر «العبر في خبر من غبر» ٢ / ٣٥١ للذهبي ، و «شذرات الذهب» ٣ / ٦٩ لابن العماد.


له موسى بن خازم ، وكان عنده جزء عنه ، فصرت إليه غير مرة مع والدي ، فلم يخرج إلينا كتابه (١).

فهذه القصة تعطينا نموذجا عن شدة حرصهما في طلب الحديث.

وهكذا ذكر في ترجمة الحسن بن محمد بن بوية : سمعته يحدث ، وكان صديق والدي ، وكنا نختلف إليه الكثير (٢).

وكذا قال في ترجمة محمد بن يوسف بن معدان الثقفي الذي توفي سنة ٢٨٦ ه‍ : زرته مع والدي مرارا كثيرة (٣).

ومثل هذا كثير في كتابه «الطبقات» ، وما ذكرته للنموذج فقط.

وكذا كان ممن شجع أبا الشيخ لأخذ الحديث ، هو أن رئيس أصفهان محمد بن عبد الله بن الحسن الهمداني في وقته ، كان من المحدثين ، يعتني بالحديث ، فيثق به أبو الشيخ ، ويحدث عنه (٤).

وكذا كان لعامل أصفهان أبي علي أحمد بن محمد بن رستم سهم في تشجيع المحدثين ، فيكرمهم ويحسن إليهم ، كما فعل مع الطبراني عند قدمته الثانية ٣١٠ ه‍ بأصفهان ، فسهل له البقاء بها ، بتعيين معونة معلومة من دار الخراج ، فكان يقبضه إلى حين وفاته بها(٥).

رحلاته :

كان أبو الشيخ يتلقى العلوم ـ وبالأخص الحديث ـ من مشايخ بلده والقادمين إليه ـ وهم كثيرون ـ لما كان لأصبهان من مكانة علمية مرموقة ، بحيث

__________________

(١) انظر «طبقات المحدثين» للمؤلف ت رقم ١٤٣.

(٢) انظر نفس المصدر للمؤلف ت ٢٢٠.

(٣) انظر نفس المصدر السابق ٢٢٠ / ٣ من أه.

(٤) انظر «سير النبلاء» ٢١٥ / ١٠.

(٥) المصدر السابق ٣٤٧ / ١٠.


صارت مقصد القاصي والداني ، ولا سيما بعد ما استوطنها عدد من كبار الحفاظ المحدثين(١).

حتى أثرت رحلة بعض الحفاظ إليها ، وصيرتها دار هجرة ، كما ذكر لنا أبو النعمان عارم ، بعد ما أخبر بعودة أبي حفص الفلاسي من أصبهان ، فقال : «وقدم أبو حفص من أصبهان ، وحمل خمسة آلاف درهم ، فقال : هاجر أبو داود ـ الطيالسي ـ إلى أصبهان ، وصيرها دار هجرة» (٢).

وقال السخاوي : «كانت أصفهان تضاهي بغداد في العلو والكثرة» (٣).

فصارت حقا دار هجرة للعلماء ، ومحط نشاطهم ، حتى أقبل بعض الرؤساء والعمال يتنشطون ، إما في تلقي الحديث أو إكرام المحدثين.

فهذا رئيس أصفهان ، محمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص الهمداني من المحدثين الذين اطمأنّ إليهم أبو الشيخ ، فتلقى منهم الحديث ، وروى عنهم (٤).

وهذا عامل أصفهان ، أبو علي أحمد بن محمد بن رستم ، شغفه حب العلماء ، فيستقبل الطبراني عند قدومه المرة الثانية سنة ٣١٠ ه‍ ويسهل له البقاء بأصبهان ، فيكرمه بتعيين معونة معلومة يقبضها من دار الخراج ، وتستمر حتى حين وفاته بها (٥).

وهذا الذي ذكرناه من نشاط التحديث والرواية بأصبهان ، قرب له الحصول ، فهو يبذل جهده في طلب الحديث من علماء بلده أولا ، وهذا هو

__________________

(١) مثل أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي ، والطبراني ، وغيرهما. انظر ما تقدم من تفصيل في مبحث مكانة أصفهان العلمية.

(٢) انظر «طبقات المؤلف أبي الشيخ» ١١٠ ، ١١٩ / ٢.

(٣) انظر «الإعلان بالتوبيخ» ص ١٤٣.

(٤) انظر «سير النبلاء» ٢١٥ / ١٠ للذهبي.

(٥) الذهبي : «سير النبلاء» ٣٤٧ / ١٠.


دأب المحدثين السلف ، فيرون من الضروري أن يتلقى الطالب أولا من علماء بلده ، لقربهم ومعرفته بهم (١).

ولذا ، اعتبر صالح بن أحمد التميمي الحافظ ـ صاحب «طبقات الهمذانيين» ـ التعرف على شيوخ البلدة ومروياتهم ، من أول ما تجب معرفته على طالب الحديث في ذلك البلد (٢).

فاستجاب محدثنا لهذا ، فأكب على سماع الحديث والتلقي من مشايخ بلده وعمره لم يتجاوز عشر سنوات ، واستمر على هذا إلى أن قضى عمره ستا وعشرين سنة في بلده ، وهو يتجول مع والده ويختلف معه في طلب الحديث ، حتى رأى أنه حصّل أكثر ما في بلده ، وقد حان وقت رحلته ، فيبدأ رحلته في ازدياد العلم ، والتعرف على علماء غير بلده ، وذلك في حدود الثلاث مئة عندما يكون عمره ٢٦ سنة ، فيرحل إلى البلاد المشهورة بالعلماء المعنية بهذا الشأن : قريبها وبعيدها ، نحو : الريّ ، والأهواز ، والعراق ، والبصرة ، والموصل ، وواسط ، وبغداد ، وحران ، وبلاد الحجاز (٣).

قال الذهبي : «ورحل في حدود الثلاث مئة ، وروى عن أبي خليفة الجمحيّ وأمثاله بالموصل وحران والحجاز والعراق» (٤).

وقال الذهبي أيضا ، وهو يعد جملة من شيوخه الذين سمع منهم في جولاته ورحلاته : «وسمع في ارتحاله من خلق كثير ... إلى أن قال في الآخر : وأمم سواهم (٥)».

وهذا العدد الكبير من مشايخه مما يكبر شأنه ، وقد ذكر المؤلف نفسه ما

__________________

(١) انظر «تاريخ بغداد» ١ / ٢١٤.

(٢) اكرم ضياء العمري : «موارد الخطيب» ص ٢٦٠ ، نقلا عن المصدر السابق للخطيب.

(٣) انظر مبحث شيوخه.

(٤) انظر : «العبر في خبر من غبر» ٢ / ٣٥١ ، و «شذرات الذهب» ٣ / ٦٩ ، لابن العماد الحنبلي.

(٥) انظر «سير النبلاء» ٢١٥ / ١٠ ، وسيأتي ذكرهم بالتفصيل في مبحث شيوخه.


استفاد في بعض رحلاته ، فقال : «رأيت هذا الحديث في فوائد أبي بكر البرديجي ببغداد»(١).

وقد كان بعض علماء بغداد يستفيدون منه ، فيسألونه عن أشخاص من المحدثين لا علم لهم بهم ، كما ذكر أبو الشيخ نفسه ، وأبو نعيم نقلا عنه ، فقال : سألني عنه ـ أي عن محمد بن العباس بن أيوب الاخرم ـ ببغداد هشيم الدوري ، وقاسم المطرز ، والبرديجي(٢).

وذكر أبو نعيم أيضا في ترجمة محمد بن الحسن بن علي بن معاذ ، أنه كان جارنا ، صحب أبا محمد بن حيان أبا الشيخ ، وخرج معه إلى الريّ (٣).

وذكر الذهبي عن أبي بكر بن علي أنه قال : «كان ابن المقرىء ـ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي الأصبهاني ـ يقول : كنت أنا والطبراني وأبو الشيخ بالمدينة المنورة ، فضاق بنا الوقت ، فواصلنا ذلك اليوم ، فلما كان وقت العشاء ، حضرت القبر ، وشكوت إلى الله الجوع ، فقال لي الطبراني : اجلس. إما أن يكون الرزق أو الموت ، فقمت أنا وأبو الشيخ ، فحضر الباب علوي ، ففتحنا له ، فإذا معه غلامان بقفتين فيهما شيء كثير ، وقال : شكوتموني إلى النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ رأيته في النوم ، فأمرني بحمل شيء إليكم» (٤).

فهذه القصة تخبرنا عن رحلته إلى الحجاز ، ويمكننا أيضا أن نستنبط منها أن أبا الشيخ كان يرافق في رحلاته كبار الحفاظ المحدثين مما يساعدوه في مذاكرة الحديث (٥).

__________________

(١) انظر : «طبقات المحدثين» للمؤلف ١٨٢ / ٣ من أ. ه ...

(٢) انظر «طبقات المحدثين» للمؤلف ٢٢٢ / ٣ ، و «أخبار أصفهان» لأبي نعيم ص ٢ / ٢٢٤.

(٣) انظر المصدر السابق لأبي نعيم ٢ / ٢٩٣.

(٤) «تذكرة الحفاظ» ٣ / ٩٧٣ ببعض التصرف.

(٥) كالطبراني الذي سمع منه أربعين ألف حديث ، وابن المقري الذي سمع من نحو خمسين مدينة ، وكان من أقرانه. أنظر مبحث ثقافته الآتي بعد قليل.


ثقافته ونبوغه :

كان أبو الشيخ عالما ، حافظا ، وسيع العلم ، غزير الحفظ ، ذا ثقافة واسعة ، وشهد على ذلك كبار العلماء الحفاظ ، وهو صاحب المصنفات الكثيرة السائرة ، فقال ابن عبد الهادي : «حافظ أصبهان ، ومسند زمانه الإمام صاحب المصنفات ... كتب العالي والنازل ، وكان واسع العلم» (١).

وقال الذهبي : «كان مع سعة علمه وغزارة حفظه ، أحد الأعلام ، لقي الكبار»(٢). وكذا وصفه السيوطي (٣).

فقد ساعده في نبوغه وثقافته : أولا : اعتناء والده به كما ذكرت ، وثانيا : كثرة العلماء في بلده ، واستمرار العلماء القادمين إليه ، وثالثا : رحلته إلى البلدان المشهورة العلمية ، فلو نظرنا إلى كثرة شيوخه الذين أحصاهم في معجمه وطبقاته ، لرأينا فيهم المحدثين ، والقراء ، والمفسرين ، والفقهاء ، والمؤرخين ، وإن كان معظمهم من المحدثين ، ومنهم المشاهير والحفاظ (٤).

فكان يتثقف على أيدي هؤلاء المشاهير وغيرهم من المفسرين والمؤرخين من مشايخه ، مع عناية واهتمام كامل من والده ، حتى نبغ هذا النبوغ في التفسير والحديث والتاريخ ، ومصنفاته السائرة في مختلف الفنون تحدد لنا مدى ثقافته وعلومه ، وما نبغ فيه ، كما تبيّن تقدّمه وتمكّنه في التفسير والحديث والتاريخ.

وإليكم مجملا عن ثقافته في العلوم المختلفة ، فأبدأ بثقافته في التفسير ثم الحديث وعلومه ، والفقه ، ثم التاريخ.

فأقول :

أبو الشيخ والتفسير :

وقد نبغ أبو الشيخ وبرز في خدمة القرآن ، كخدمته للسنة والتاريخ ، فها

__________________

(١) انظر «مختصر طبقات علماء الحديث» ٣٢٤ / ٢.

(٢) انظر «تذكرة الحفاظ» ٣ / ٩٤٥.

(٣) انظر «طبقات الحفاظ» ص ٣٢٩.

(٤) انظر مبحث شيوخه.


هو لم ينس قسم التفسير في كتابه «الطبقات» المختصة بالرجال ، حيث أدخل فيه قسما من الآيات وتفسيرها (١).

وأكبر شاهد على ذلك : اهتمامه البالغ في التفسير ، حتى بلغ إلى حد استطاع أن يقوم بتفسير القرآن في مصنف خاص ، فبذلك استحق أن يترجم له الداودي في «طبقات المفسرين» (٢).

وكتابه «التفسير» دليل واضح على سعة علمه في التفسير ، فهذا الكتاب وإن كان مفقودا إلّا أن النقول عنه في متون الكتب موجودة (٣) ، وبالأخص «الدر المنثور» ، حيث لا تخلو صفحة منه في الغالب من النقول عن أبي الشيخ ، وهو ينهج نهج المحدثين في عزو الأقوال والآثار ، ويسوقها بالسند.

أبو الشيخ وعلم القراءات :

فقد عني أبو الشيخ بعلم القراءات والتجويد ، حتى صار عالما فيه وراويا له ، فمن هنا أدخله الجزري في «طبقات القراء» ، فقال :

«إنه روى القراءة عن أبي حامد أحمد بن محمد بن الصباح الخزاعي ، وروى القراءة عنه أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد الأصبهاني» (٤).

قلت : وبالإضافة إلى ذلك ، فقد تتلمذ على شيوخ آخرين من القراء الكبار ، فمنهم محمد بن عبد الله بن مصعب الخطيب ، وصفه المؤلف بقوله : «كان من القراء الكبار ، يؤم في مسجد الجامع ـ أي بأصبهان ، حسن الصوت بالقرآن» (٥). وهو من شيوخه.

كما تتلمذ عليه عدد من كبار العلماء القراء (٦).

__________________

(١) انظر فهرس الآيات المفسرة.

(٢) انظر ١ / ٢٤٠.

(٣) ونقل عن تفسيره ابن حجر في «الإصابة» أيضا ١ / ١٣٩.

(٤) انظر «غاية النهاية في طبقات القراء» ١ / ٤٤٧.

(٥) انظر «طبقات المحدثين» للمؤلف ٢١٨ / ٣.

(٦) انظر مبحث شيوخه وتلاميذه.


أبو الشيخ والحديث :

تقدم أن عرفنا في نشأة أبي الشيخ أنه أخذه الشوق والجد لسماع الحديث وهو صغير لم يتجاوز عمره عشر سنوات ، وبدأ رحلته مبكرا في طلب الحديث ، وكان عمره إذ ذاك ٢٦ سنة ، وكتب العالي والنازل ، وصنف المصنفات العديدة في الحديث والرجال ، وبرز ونبغ ولقي الكبار من المحدثين وغيرهم من العلماء.

فكتابه «السنن» ، من أكبر مؤلفاته في الحديث ، قال الذهبي عنه : وكتابه «السنن» في عدة مجلدات. وكتاب «الثواب للأعمال الزكية» في خمس مجلدات (١) ، وكذا كتاب «خطب النبي» ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، وكتاب «الأدب» ، «وكتاب أخلاق النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وآدابه». وغير ذلك من مؤلفاته في الرجال ، نحو كتابنا هذا ، و «معجم الشيوخ وروايات الأقران بعضهم عن بعض» (٢) ، وبالإضافة إلى ذلك ، فقد سمع عن بعض مشايخه وأكثر في الأخذ ، كما ذكر الذهبي قول سليمان بن إبراهيم الحافظ أنه قال :

قال أبو أحمد العسال ـ محمد بن أحمد بن إبراهيم القاضي ـ : «إذا سمعت من الطبراني عشرين ألف حديث ، وسمع منه أبو إسحاق بن حمزة ثلاثين ألفا وسمع منه أبو الشيخ أربعين ألفا كملنا» (٣) ، قال الذهبي : «هؤلاء كانوا شيوخ أصبهان مع الطبراني».

ومما يدل على سعة علم أبي الشيخ في الحديث ، هو أنه يحكم كثيرا على الحديث بأنه لا يروى إلا بهذا الإسناد ، أو يذكر الراوي ، ويقول : له حديث لم يحدث به غيره (٤) ، فمثل هذا الحكم لا يمكن أن يصدر إلا من عالم محدث حافظ ، وسيع العلم بطرق الأحاديث ورواتها.

__________________

(١) انظر «سير النبلاء» ١٢٥ / ١٠.

(٢) انظر مبحث آثار المؤلف.

(٣) انظر «سير النبلاء» ٣٤٧ / ١٠.

(٤) انظر ت ١٩ ح ٣٤ وت ٢٤ ح ٣٧ ، ت ٢٣ ، ت ١٢ ح ٢٧ من «طبقات المؤلف» ، وغير ذلك كثير ، وسيأتي بتفصيل أكثر عند مبحث منهج المؤلف في كتابه «الطبقات».


أبو الشيخ والمصطلح :

وكان أبو الشيخ ممن له رأي في المصطلح ، ويعتمد عليه فيها ، وينقل في كتب القواعد الحديثية رأيه ، بل كتابه «الأقران ورواية بعضهم عن بعض» الأكابر عن الأصاغر وبالعكس ، وكتاب «العوالي» ، وكتابه «الناسخ والمنسوخ من الحديث» ، وكتابه «الإجازة» (١) من باب المصطلح أيضا. كل هذه الكتب خير دليل على كونه عالما بالقواعد وحافظا لها.

فمن هنا نرى الخطيب ينقل مسلكه في الإجازة نقلا عن شيخه أبي نعيم الحافظ ، وتلميذ أبي الشيخ ، فقال : «قال أبو نعيم : ما أدركت أحدا من شيوخنا إلا وهو يرى الإجازة ويستعملها ، سوى أبي الشيخ ، فإنه لا يعدها شيئا» (٢).

وكذا نقل عنه ابن الصلاح مسلكه في الإجازة ، فقال : «قال بإبطالها جماعة من الشافعية ومن الحنفية .. ، وممن أبطلها من أهل الحديث الإمام إبراهيم بن إسحاق الحربي ، وأبو محمد عبد الله بن محمد الأصبهاني الملقب بأبي الشيخ ، والسجزي» (٣).

وكذا قال العراقي في ألفيته (٤) :

مذهب القاضي الحسين منعا

وصاحب الحاوي به قد قطعا

وعن أبي الشيخ مع الحربي

إبطالها كذاك للسجزي

هكذا نقلت عنه المصادر رأيه في الإجازة ، وقد روى في طبقاته بالإجازة (٥) ، ولعل ذلك كان في بدء طلبه. والله أعلم.

__________________

(١) انظر قائمة مؤلفاته وآثاره.

(٢) انظر «الكفاية في علم الرواية» : ص ٣١٣ للخطيب.

(٣) انظر «مقدمة ابن الصلاح مع محاسن الاصطلاح» ص ٢٦٣.

(٤) انظر «ألفيته مع شرحه التبصرة والتذكرة» ٢ / ٦٠.

(٥) انظر ت ١٣ ح ٣٠ ، فقال : فيما كتب إلي محمد بن عبدان إجازة. وكذا ذكر في ت ١٦ ح ٣٢ ومواضع.


أبو الشيخ وعلو الإسناد :

لا شك أن لعلو السند أهمية كبيرة ، حتى كان أحد أسباب رحلة المحدثين سماع الحديث عاليا.

يذكر أستاذنا الدكتور أكرم ضياء العمري أن «في جيل التابعين يبرز عامل جديد يحفز طلاب الحديث إلى الرحلة ، ذلك هو طلب الإسناد العالي ، فهو أخصر طرق الحديث المتصلة» (١) ، وقد ضرب أمثلة لرحلات عدد من المحدثين في هذا الشأن (٢).

والذي نحن بصدده هو علو إسناد المؤلف ، وليس هذا من خصائص المؤلف فقط ، بل هو ميزة معظم محدثي ذاك الزمان ، وبالأخص أهل أصبهان ، لأن أعمار أهلها تطول. ولنستمع إلى ما ذكره ياقوت ، فقال : «قد خرج من أصبهان العلماء والأئمة في كل فن ما لم يخرج من مدينة من المدن ، وعلى الخصوص علو الإسناد ، فإنّ أعمار أهلها تطول» (٣).

بل وقد اشتهر وبلغ أبو نعيم التلميذ البارز للمؤلف والمكثر عنه إلى حد في علو الإسناد ، وصفه المحدثون ـ فيما ذكره حمزة بن العباس العلوي ـ بأن أصحاب الحديث كانوا يقولون : «بقي أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير ، لا يوجد شرقا ولا غربا أعلى إسنادا منه ، ولا أحفظ منه» (٤).

فأبو الشيخ كذلك ، يحظى بعلو الإسناد ، ذلك لأنه بكّر في سماع الحديث ، فلقي الكبار ، وعاش ٩٦ سنة ، فتهيأ له من ذلك كتابة العالي والنازل ، واللقيا ، كما ذكر ابن عبد الهادي والذهبي أنه «كتب العالي والنازل ، ولقي الكبار» (٥).

__________________

(١) انظر «بحوث في تاريخ السنة المشرفة» ص ٢١٠.

(٢) انظر نفس المصدر ٢١١ ـ ٢١٢.

(٣) انظر «معجم البلدان» ١ / ٢٠٦ ـ ٢١٠.

(٤) انظر «طبقات الشافعية الكبرى» ٤ / ٢١ ، و «تذكرة الحفاظ» ٣ / ١٠٩٤.

(٥) انظر «مختصر طبقات علماء الحديث» ٣٢٤ / ٢ ، و «تذكرة الحفاظ» ٣ / ٩٤٥.


فبذلك يوجد في كتابه «الطبقات» (١) الرباعيات ، مما يدل على غاية العلو بالنسبة إليه.

هذا بالإضافة إلى تأليف خاصّ باسم «عوالي أبي الشيخ» الذي يدل على علو إسناده ، وهو دليل واضح على ما ذكرناه (٢).

أبو الشيخ والنقد (٣) :

لم يكن أبو الشيخ راويا بحتا ومحدثا يسند الحديث ويطلقه ، بل كان ناقدا بصيرا في الرجال. وعلل الحديث ، ولا يتمكن في هذا الفن إلا الأذكياء الحفاظ المهرة بطرق الحديث وأحوال الرجال ، وكان أبو الشيخ منهم ، واستطاع أن يدخل في هذا الميدان بجدارة ، ويحكم على الحديث ، ويبين العلل فيه ، وينقد الرجال. وكتابه «الطبقات» المختص بالرجال ، برزت فيه هذه الجوانب بوضوح تام ، وأذكر نموذجا لبعض أقواله في نقد الرّجال وعلل الحديث من كتابه «الطبقات».

حسب ما ذكرت أن أبا الشيخ واحد من النقاد الذين يؤخذ بقولهم ، ويوثق بهم ، فلقد انتشرت أقواله في كتب نقد الرجال (٤).

وها أنا أذكر نموذجا من أقواله من كتابه «الطبقات» (٥) في التوثيق والتضعيف أولا ، ونقد الحديث ثانيا.

__________________

(١) انظر ت ١١ ح ٢٥ ، ح ٢٦ ، ت ٣٢ ح ٤٥ وكذا ح ٤٨ ، ٤٩ حيث رواها بأربع وسائط.

(٢) انظر قائمة مؤلفاته.

(٣) احب أن أذكر طبقته في النقد حسب ما ذكره السخاوي ، وقد جعل النقاد ست طبقات ، وذكر أبا الشيخ في الطبقة السادسه ، وبدأ هذه الطبقة بعبد الرحمن بن أبي حاتم ، وختمها بالدارقطني ، وقال : وبه ختم معرفة العلل ، وأبو الشيخ هو الشخص العاشر من النقاد في هذه الطبقة. أنظر «الإعلان بالتوبيخ» ص ١٦٥ ، وكذا ذكره السبكي في «طبقات الشافعية الكبرى» ١ / ٣١٧.

(٤) انظر مبحث استفادة العلماء من كتابه «الطبقات».

(٥) وسيأتي التفصيل عند بيان منهج المؤلف إن شاء الله.


أقواله في التوثيق والتجريح :

ألفاظه في التوثيق :

«كان ثبتا متقنا صدوقا». قاله في العباس بن حمدان الحنفي ٢٤٥ / ٣.

«كان ثبتا متقنا». قاله في علي بن رستم بن علي ٢٤٣ / ٢.

«شيخ ثقة صدوق». قاله في عامر بن عقبة بن خالد ٢٤٢ / ٣.

«كان ثقة صدوقا». قاله في عبد الله بن سندة بن الوليد ٢٣٨ / ٢.

«شيخ ثقة». قاله في القاسم بن فورك ٢٤٥ / ٣ وفي آخرين كثيرين.

«ثقة مأمون صاحب أصول». قاله في الفضل بن العباس بن مهران ٢٤١ / ٣.

«كان شيخا ثقة صاحب كتاب». قاله في مسلم بن عصام بن مسلم ٢٣٤ / ٣.

«كان صحيح الحديث ، صاحب معرفة» «كان حسن الحديث كثير الحديث» قاله في علي بن الحسن بن مسلم ٢٤١ / ٣.

«صحيح الكتب والسماع». قاله في عبد الرحمن بن الحسن بن موسى ٢٤٠ / ٣.

«كان مقبول القول». قاله في عبد الرحمن بن محمد بن سالم ٢٣٩ / ٢.

«شيخ جليل ، كثير الحديث» قاله في عبد الله بن أحمد بن أسيد ٢٣٧ / ٣.

«كان مقبول القول ، له محل كبير» ـ قاله في عبد الله بن محمد بن الحسن ٢٣٦ / ٣.

«من عباد الله الصالحين». قاله في عبد الله بن عبد السلام أبي أحمد ٢٣٥ / ٣.


«من الحفاظ الكبار متقدما في الحفظ» قاله في محمد بن العباس الأخرم ٢٢٢ / ٣.

وكذا يقول : «كان خيرا فاضلا أو كان إمام أهل زمانه ، أو صدوق ، أحد الواعين» (١).

ألفاظه في الجرح :

«ضعيف ، كانوا يضعفونه ، منكر الحديث ، كان يرمى بالإرجاء ، ولم يكن بالقوي في حديثه» قاله في محمد بن أحمد بن يزيد الزهري ٢٤١ / ٣.

«ليس بالقوي ، وغرائب حديثه تكثر ، وله مناكير عن الثقات ، متروك الحديث ، وكان يحدث بالبواطل متروك الحديث» (٢).

أما نموذج النقد في الحديث فهو كالآتي :

فقد ذكر في ت ٨٣ حديث «لا يغرنكم من سحوركم ...» بسنده : عن غياث ، عن عبيد الله بن عمر ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر .. فقال : هكذا رواه ، وهو عند الناس ، عن عبيد الله ، عن نافع (بدل ابن دينار) ، عن ابن عمرو ، عن القاسم ، عن عائشة (٣).

وقد يصرح بالخطأ ويعقبه بالصواب ، كما فعل في حديث رواه عبد الوهاب بن المندلث ، أن هذا خطأ ، والصواب ما حدثنا محمد بن عبد الله بن رسته ، فساقه به (٤).

وكذا صرح في حديث رواه عبيد الله عن عطاء ، فقال : والصواب عبد الملك ، عن عطاء (٥).

__________________

(١) انظر ترجمة محمد بن يعلى زنبور ، وترجمة رقم ١٣٦ ، وترجمة رقم ١٤٥ ، وترجمة رقم ٨١ ، وترجمة أحمد بن الخليل ٣٠٣ / ٣.

(٢) انظر ت ٣٥ ، ت ٢٠٤ من «الطبقات».

(٣) انظر ت ٨٣ عبد الرحمن بن عمر رسته.

(٤) انظر ت ٢٣٥ ومن المخطوط ١٥٣ / ٢.

(٥) انظر ت ١٥٣ / ٢.


وكذا بين علة حديث رواه محمد بن أبان ، عن سفيان ، عن أبي نضرة ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد ، فقال : «هكذا رواه ، وهو عند الناس عن سفيان عن أبي هارون ، عن أبي سعيد ، يعني بدون واسطة أبي نضرة» (١).

وقد يبين غرابة الحديث من الراوي ، كما قال في حديث رواه حمزة الزيات : «هذا حديث غريب من حديث حمزة الزيات» (٢).

وقد يبين تفرد الراوي ومخالفته الناس عما رووه ، فذكر حديث «ولكن لحوقا بي» ، عن المترجم له من طريق إسماعيل ، عن الشعبي ، وقال : «وهو تفرد في روايته عن إسماعيل ، عن الشعبي» ، ورواه الناس عن مجالد عن الشعبي (٣).

وقد يبين تفرد الراوي برفع الحديث ، كما ذكر في حديث رواه محمد بن معاوية ، عن وبرة ، عن ابن مسعود ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال :

«هكذا رواه ورفعه ، ورواه الناس عن عبد الله بن مسعود من قوله ـ يعني موقوفا»(٤).

وقد يسوق للحديث طريقين ، ويذكر بأن الطريق الأول خطأ ، والصواب ما حدثنا فلان ، فيسوقه بطريق الثاني الصحيح.

كما فعل في حديث ٣٢٨ ، ٣٢٩ ، فقال في الأول : هو خطأ ، والصحيح ما حدثنا ... (٥).

وكذا صرح ببيان الخطأ والصواب بعد ما ساق حديثا من طريقين ، فقال : «هذا هو الصحيح ، وحديث عامر عن يعقوب القمي خطأ» (٦).

ومثل هذا كثير (٧) ، وفيما ذكرته كفاية للنموذج في نقده.

__________________

(١) انظر ت ٨٥ ح ١٠٤ من «الطبقات» ، وكذا انظر ت ١٠٢ حيث ذكر علة نحو المذكور.

(٢) انظر ت ١٠٠ ح ١٣٥.

(٣) انظر ت ١٤٠ ح ١٨٤.

(٤) انظر ت ١٤١.

(٥) انظر ت ٢٣٥.

(٦) انظر ت ٣٦.

(٧) انظر حديث ٥٢ ، ٥٣ وغير ذلك.


أبو الشيخ والفقه :

فلا غرو أن يكون أبو الشيخ عالما بالأحكام ، وهو محدث كبير حافظ ، وكان يصنف في الأحكام كما قال تلميذه ابن مردويه :

«صنف ... الكتب الكثيرة في الأحكام» (١). قلت : فكتابه «الأموال» ، وكتابه «السبق والرمي» ، وكتاب «الضحايا والعقيقة» ، وكتاب «الفرائض والوصايا» ، وكتاب «القطع والسرقة» ، وكتاب «السواك» ، وكتاب «النكاح» ، وغيرها من مصنفاته ، تشهد على عنايته بالأحكام الفقهية ، وتبين مقدار نصيبه في الفقه» (٢).

وقال تلميذه البارز المكثر عنه أبو نعيم الحافظ : «أحد الثقات والأعلام ، صنف الأحكام ...» (٣).

أبو الشيخ والتاريخ :

لم يكن أبو الشيخ محدثا ومفسرا فقط ، بل أخذ حظه ونصيبه الوافر من علم التاريخ أيضا ، وليس ذلك إلا لغزارة حفظه واهتمامه بالعلوم المفيدة ، فكان يحفظ الوقائع والحوادث ، ويحفظ أحوال الرجال ، فأخذ يدونها ، واستمر في ذلك فترة طويلة ، يصنف ويؤلف ، كما قال ابن المديني : «مع ما ذكر من عبادته ، كان ما يكتبه كل يوم وينتخبه كاغدا ، لأنه كان يورق ويصنف» (٤).

وكان يبذل جهدا كبيرا في الإفادة عن الشيوخ وأحوالهم ، والتصنيف فيهم ، فقد عني بهذا الشأن عناية فائقة ، فقضى في ذلك ستين سنة ، كما يقول تلميذه البارز أبو نعيم عنه:

«كان أحد الأعلام ، صنف الأحكام ، والتفسير ، وكان يفيد عن الشيوخ

__________________

(١) انظر «مختصر طبقات علماء الحديث» ٣٢٤ / ٢ ، و «سير النبلاء» ١٦ / ٢٧٨.

(٢) انظر الآثار العلمية للمؤلف.

(٣) انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٩٠.

(٤) انظر «سير النبلاء» ١٦ / ٢٧٨ للذهبي ، وفيه كان يكتب كل يوم ....


ويصنف لهم ستين سنة» (١).

وبالإضافة إلى عنايته بالشيوخ ، فقد اعتنى أيضا بالتاريخ العام ، وألّف في ذلك مؤلفات كما ذكرت لنا المصادر. من آثاره : كتابه «التاريخ على السنين» وكتاب «البلدان أو الأمصار» وكتاب «معجم شيوخه» وكتابه «الطبقات» هذا الذي بين أيدينا (٢).

ولم يصل إلينا منها فيما علمت سوى كتابه «الطبقات».

ومن خلال احتواء كتابه «الطبقات» على معلومات كبيرة تاريخية من : أحوال الرواة والقضاة والولاة ، وتاريخ قدوم القادمين وترحالهم ووفياتهم ، بالإضافة إلى بيان تاريخ أصفهان وإنشائها ، وتاريخ فتحها الإسلامي ، كمقدمة للكتاب ، نستطيع أن نحكم بأن أبا الشيخ كان مؤرخا خبيرا في التاريخ (٣).

شيوخه :

قد تتلمذ أبو الشيخ على معظم محدثي بلده ، واستفاد منهم ، وعلى علماء من القادمين إلى بلده ، ومن غيرهم في رحلاته التي قام بها ، وبذلك كثر عدد شيوخه ، حيث ألف فيهم معجما خاصا (٤).

وقد ترجم لأكثر من خمسين ومائتي شيخ في كتابه «الطبقات» في الطبقة العاشرة والحادية عشرة ، فلا أرى حاجة لتكرارها. وأنا أذكر عددا من مشايخه الذين لم يترجم لهم في «الطبقات» ، وقد روى عن بعضهم فيها أيضا ، ورتبهم على حروف المعجم.

__________________

(١) انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٩٠.

(٢) انظر قائمة مؤلفاته.

(٣) انظر لاطلاع أكثر : منهج المؤلف ومبحث محتويات كتابه.

(٤) لم يصل إلينا ـ انظر قائمة مؤلفاته.


أسماء شيوخه :

١ ـ إبراهيم بن شريك بن الفضل أبو إسحاق الأسدي الكوفي. ثقة ، مات سنة إحدى أو اثنتين وثلاثمائة (١).

٢ ـ إبراهيم بن علي العمري (٢).

٣ ـ إبراهيم بن نائلة (٣).

٤ ـ أحمد بن الحسن الصوفي المتوفى سنة ٣٠٦ ه‍ ، وثّقه الدارقطني (٤).

٥ ـ أحمد بن سعيد بن عبد الله أبو الحسن الدمشقي ، نزل بغداد. المتوفى سنة ٣٠٦ ه‍ ، وكان صدوقا (٥).

٦ ـ أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلى ، الحافظ الثقة ، صاحب «المسند الكبير». ترجمت له كما سيأتي (في ت ٣ ح ٥) (٦).

٧ ـ أحمد بن محمد بن علي المافروخي أبو العباس الأصبهاني الجرواءاني (٧).

٨ ـ أحمد بن المساور بن سهل أبو جعفر الضبي ، شيخ ثقة (٨).

٩ ـ أحمد بن مكرم بن خالد البرتي ـ بكسر الموحدة وسكون الراء ـ أبو الحسن.

حدث عنه أبو الشيخ في معجمه (٩).

__________________

(١) انظر : «تاريخ بغداد» ٦ / ١٠٢ للخطيب ، لترجمته كاملا.

(٢) ذكره الذهبي في «سير النبلاء» ١٦ / ٢٧٧.

(٣) روى عنه المؤلف في «الطبقات» ت ١١٥ وترجم له أبو نعيم في أخبار أصبهان (١ / ١٨٨).

(٤) انظر «الميزان» ١ / ٩١ ، و «اللسان» ١ / ١٥١.

(٥) انظر «تاريخ بغداد» ٤ / ١٧١ ـ ١٧٢.

(٦) انظر «تذكرة الحفاظ» ٢ / ٧٠٧ ـ ٧٠٨.

(٧) انظر ترجمته في «أخبار أصبهان» ١ / ١٣٤.

(٨) روى عنه في «الطبقات» وترجمت له في ت ١٣٣.

(٩) انظر «معجم البلدان» ١ / ٥٤٧.


١٠ ـ أحمد بن يحيى بن زهير (١).

١١ ـ إسحاق بن أحمد الفارسي (٢).

١٢ ـ إسحاق بن أحمد بن علي بن إبراهيم أبو يعقوب ، التاجر المتوفى ٣٦٨ ه‍(٣).

١٣ ـ إسحاق بن إسماعيل بن عبد الله بن زكريا أبو يعقوب ، قدم أصفهان سنة ٢٨٨ ه‍ (٤).

١٤ ـ إسحاق بن حكيم (٥).

١٥ ـ أبو بكر بن مكرم (٦). وأبو بكر بن أحمد المؤدب (٧).

١٦ ـ جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي ـ بكسر الفاء وسكون الراء ـ أبو بكر العلامة الحافظ شيخ الوقت ، وكان في مجلسه نحو عشرة آلاف شخص ، وكان ثقة مأمونا. مات سنة ٣٠١ ه‍ (٨).

١٧ ـ حامد بن محمد بن شعيب. ثقة (٩).

١٨ ـ الحسن بن إبراهيم بن بشار القرشي (١٠).

١٩ ـ الحسن بن أحمد المالكي (١١).

__________________

(١) انظر «سير أعلام النبلاء» ١٦ / ٢٧٧.

(٢) روى عنه في بداية كتابه «الطبقات».

(٣) انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٢٢١.

(٤) انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٢١٧ لأبي نعيم.

(٥) روى عنه في «الطبقات» انظر ت ٣.

(٦) روى عنه في «الطبقات» في ت ٢٥.

(٧) روى عنه المؤلف في «الطبقات» ت ٣ ح ١٤.

(٨) انظر «تذكرة الحفاظ» ٢ / ٦٩٣ ، وح ١٤ من «الطبقات» للمؤلف.

(٩) روى عنه في «الطبقات» ت ١٢ ح ٢٨ ، وترجمت له هناك.

(١٠) روى عنه في «الطبقات» ت ٤٩ وترجمت له هناك.

(١١) روى عنه في «الطبقات» ت ١٢٩ وترجمت له هناك.


٢٠ ـ حسين بن عمر بن أبي الأحوص (١).

٢١ ـ عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي أبو محمد صاحب «التفسير المسند» ، و «الجرح والتعديل» ، وغير ذلك (٢).

٢٢ ـ عبدان الأهوازي عبد الله بن أحمد بن موسى ، ثقة حافظ (٣).

٢٣ ـ عبد الرحمن بن زيد أبو بكر. ثقة (٤).

٢٤ ـ عبد الرحمن بن محمد بن حماد (٥).

٢٥ ـ عبد الله بن بندار بن إبراهيم الضبي (٦).

٢٦ ـ علي بن سعيد الرازي (٧).

٢٧ ـ عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي (٨).

٢٨ ـ عمر بن عبد الرحمن السلمي أبو حفص (٩).

٢٩ ـ الفضل بن حباب أبو خليفة الجمحي ، الامام المحدث الثقة (١٠).

٣٠ ـ قاسم بن زكريا بن يحيى البغدادي المطرز أبو بكر ، المقرىء الحافظ الثقة. توفي سنة ٣٠٥ ه‍ (١١).

__________________

(١) روى عنه في «الطبقات» ت ٢ ح ٣ وترجمت له هناك.

(٢) روى عنه في «الطبقات» ت ٣٨ وترجمت له هناك وانظر «طبقات الشافعية» ٣ / ٣٢٤ للسبكي ، و «طبقات المفسرين» ١ / ٢٧٩ للداودي.

(٣) روى عنه المؤلف في الطبقات ت ٩ وترجمت له هناك.

(٤) روى عنه المؤلف في «الطبقات» ت ١٢٨ ، وترجمت له هناك.

(٥) روى عنه في «الطبقات» ت ٤٥ ح ٥٧.

(٦) روى عنه المؤلف في «الطبقات» ت ٩٥.

(٧) ذكره الذهبي في «سير النبلاء» ١٦ / ٢٧٧.

(٨) روى عنه المؤلف في «الطبقات» ت ٤.

(٩) روى عنه المؤلف في «الطبقات» ت ٤ ح ١٩.

(١٠) روى عنه المؤلف في «الطبقات» ت ٦٢ ، وترجمت له هناك.

(١١) انظر «تذكرة الحفاظ» ٢ / ٧١٧.


٣١ ـ محمد بن إبراهيم بن علي الأصبهاني أبو بكر بن المقرىء ، محدث أصفهان من أقرانه ، الإمام الرحال الحافظ الثقة ، صاحب «المعجم الكبير» ، «والأربعين حديثا» ، وسمع في نحو من خمسين مدينة ، وعاش ٩٦ سنة. مات سنة ٣٨١ ه‍ (١).

٣٢ ـ محمد بن الحسن بن علي بن بحر (٢).

٣٣ ـ محمد بن خالد بن خداش ، المتوفى سنة ٢٩٣ ه‍ (٣).

٣٤ ـ محمد بن عبد الرحيم بن شبيب الأسدي الكوفي. ثقة (٤).

٣٥ ـ محمد بن نصر بن عبد الله بن أبان الأصبهاني ، المتوفى سنة ٣٠٥ ه‍ (٥).

٣٦ ـ محمد بن يحيى المروزي (٦).

٣٧ ـ محمود بن محمد الواسطي (٧).

٣٨ ـ المفضل بن محمد الجندي (٨).

٣٩ ـ أبو عروبة الحراني الحسين بن محمد بن أبي معشر مودود السلمي ، صاحب «التاريخ» ، كان من نبلاء الثقات. مات سنة ٣١٨ ه‍ (٩).

٤٠ ـ أبو القاسم البغوي عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، الحافظ الثقة الكبير ، مسند العالم توفي سنة ٣١٧ ه‍ (١٠).

__________________

(١) انظر المصدر السابق ٣ / ٩٧٣.

(٢) ذكره الذهبي في «سير النبلاء» ١٦ / ٢٧٧.

(٣) انظر «معجم البلدان» ٢ / ٧٠٣.

(٤) روى عنه المؤلف في «الطبقات» ت ١٢٨ ، وترجمت له هناك.

(٥) ذكره الذهبي في «المشتبه» ١ / ٢٦٥.

(٦ ، ٧ ، ٨) ذكره الذهبي في «سير النبلاء» ١٦ / ٢٧٧.

(٦ ، ٧ ، ٨) ذكره الذهبي في «سير النبلاء» ١٦ / ٢٧٧.

(٦ ، ٧ ، ٨) ذكره الذهبي في «سير النبلاء» ١٦ / ٢٧٧.

(٩) انظر «تذكرة الحفاظ» ٣ / ٧٧٤.

(١٠) روى عنه المؤلف في «الطبقات» في ت ١ ح ٢ ، وترجمت له هناك.


ثناء العلماء عليه وتوثيقه :

استحق أبو الشيخ أن ينال من العلماء الثناء المجيد ، والتوثيق الجدير ، فقد أثنى عليه تلميذه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، بقوله : «ثقة مأمون ...» (١).

وقال تلميذه البارز أبو نعيم عنه : «أحد الثقات والأعلام ، صنف الأحكام والتفسير والشيوخ ... كان يفيد عن الشيوخ ، ويصنف لهم ستين سنة» (٢).

وقال أبو بكر الخطيب : «كان أبو الشيخ حافظا ثبتا متقنا». (٣).

وقال أبو القاسم السّوذرجاني : «هو أحد عباد الله الصالحين ، ثقة مأمون» (٤).

وقال السمعاني : «حافظ كبير ثقة ، صنف التصانيف الكثيرة» (٥).

وقال ابن عبد الهادي : «أبو الشيخ الأصبهاني ، حافظ أصفهان ، ومسند زمانه ... الإمام صاحب المصنفات .. كتب العالي والنازل ... وكان واسع العلم ، صدوقا قانتا لله»(٦).

وقال الذهبي : «الإمام الحافظ الصادق ، محدث أصفهان ، صاحب التصانيف ...».

وقال أيضا : «فلقد كان أبو الشيخ من العلماء العاملين ، صاحب سنة

__________________

(١) انظر «مختصر طبقات علماء الحديث» ٣٢٤ / ٢ لابن عبد الهادي ، و «العبر» للذهبي ٢ / ٣٥٢ ، و «سير النبلاء» ٢١٥ / ١٠ ، و «طبقات المفسرين» للداودي ١ / ٢٤٠.

(٢) انظر «أخبار أصفهان» ٢ / ٩٠.

(٣) انظر المصدر السابق لابن عبد الهادي ، و «تذكرة الحفاظ» ٣ / ٩٤٥ ، و «السير في نفس الموضع المذكور» و «طبقات المفسرين» نفس الصفحة المذكورة.

(٤) انظر «سير النبلاء» ١٦ / ٢٧٨.

(٥) انظر «الأنساب» ٤ / ٣٢٢.

(٦) انظر «مختصر طبقات علماء الحديث» ٣٢٤ / ٢.


واتباع ... (١)».

وقال أيضا : «حافظ أصفهان ومسند زمانه ، الإمام ... صاحب المصنفات السائرة ... ، كتب العالي والنازل ، ولقي الكبار ... ، وكان مع سعة علمه وغزارة حفظه ، صالحا خيّرا قانتا لله صدوقا» (٢).

وكذا وصفه السيوطي بما وصفه الذهبي ، وزاد عليه : كان أحد الأعلام ... مأمونا ثقة متقنا (٣).

وقال الداودي : «الإمام الحافظ ، مسند زمانه ...» (٤).

وذكره ابن العماد فقال : «الإمام الحافظ ، الثبت الثقة .. ، صاحب التصانيف»(٥).

وذكره الزركلي فقال : «من حفاظ الحديث العلماء برجاله» (٦).

تلاميذه :

قد ذاع صيته واشتهر في الآفاق بالحفظ والنبوغ ، حتى صار يقصده القاصي والداني ، فترى في تلاميذه الأندلسي ، والهروي ، والأهوازي والشيرازي ، والبغدادي ، وغيرهم ، وأيضا ترى آثار نبوغ المؤلف وثقافته أثرت على تلاميذه ، فتجد فيهم المحدثين ، والمفسرين ، والقراء ، والمؤرخين.

إليكم أسماء من وقفت عليه من تلاميذه مرتبا على الحروف :

__________________

(١) انظر «سير النبلاء» ٢١٥ ـ ٢١٦ / ١٠.

(٢) انظر «تذكرة الحفاظ» ٣ / ٩٤٥.

(٣) انظر «طبقات الحفاظ» ٣٢٩.

(٤) انظر «طبقات المفسرين» ١ / ٢٤٠.

(٥) انظر «شذرات الذهب» ٣ / ٦٩.

(٦) انظر «الأعلام» ٤ / ٢٦٤.


١ ـ أحمد بن عبد الرحمن أبو بكر الشيرازي. كان صدوقا حافظا ، يحسن هذا الشأن جيدا. مات سنة ٤٠٧ ه‍ ، وقيل : ٤١١ ه‍ (١).

٢ ـ أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني أبو نعيم ، الحافظ الثقة ، المتميّز بعلو الأسانيد ، والمكثر عن المؤلف. مات سنة ٤٣٠ ه‍ (٢).

٣ ـ أحمد بن علي الساماني (٣) ـ أبو العباس الصحّاف (٤).

٤ ـ أحمد بن علي بن عبدوس أبو نصر الجصاص. المعدل الأهوازي. كان ثقة ثبتا. مات سنة ٤٢٣ ه‍ (٥).

٥ ـ أحمد بن علي بن يزداد أبو بكر القارىء الأعور البغدادي. سمع أبا الشيخ بن حيان بأصبهان ، وكان ثقة فاضلا ديّنا عالما بحروف القرآن. مات سنة ٤١٠ ه‍ (٦).

٦ ـ أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر اليزدي (٧).

٧ ـ أحمد بن محمد بن الحارث (٨).

٨ ـ أحمد بن محمد بن الحسين بن البزده ـ بالباء الموحدة والزاي ـ أبو عبد الله المقرىء ، وكان من المعمرين ، توفي سنة ٤٣٧ ه‍ (٩).

__________________

(١) انظر «تذكرة الحفاظ» ٣ / ١٠٦٥ للذهبي.

(٢) انظر المصدر السابق ٣ / ١٠٩٢ للذهبي ، و «طبقات الشافعية الكبرى» ٤ / ١٨ للسبكي.

(٣) نسبة إلى سامان : محلة بأصبهان ـ أنظر «معجم البلدان» ٣ / ١٧٢ لياقوت الحموي.

(٤) انظر المصدر السابق للحموي ، و «المشتبه» للذهبي ٢ / ٣٨٥.

(٥) انظر «تاريخ بغداد» ٤ / ٣٢٣ للخطيب البغدادي.

(٦) انظر «تاريخ بغداد» ٤ / ٣٢١ ـ ٣٢٢ للخطيب.

(٧) ذكره «الذهبي» في المصدر السابق.

(٨) ذكره البيهقي في «السنن الكبرى» ٢ / ٣٠ ، والجوزقاني في «الأباطيل» ق ٨ و ٢٨.

(٩) انظر «معجم البلدان» ٥ / ١٩٥ ، و «المشتبه» ٢ / ٦١٢ للذهبي ، و «غاية النهاية» ١ / ١١٠ للجزري.


٩ ـ أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك أبو بكر ، الحافظ الثبت العلامة الأصبهاني ، صاحب «التفسير» ، و «التاريخ» ، وكان قيّما بمعرفة هذا الشأن ، بصيرا بالرجال ، طويل الباع ، مليح التصانيف ، توفي في رمضان سنة ٤١٠ ه‍ (١).

١٠ ـ الأصبغ عبد العزيز بن عبد الملك بن نصر الأندلسي ، الحافظ الأموي مولاهم ... سمع الحديث ببلاد المغرب والمشرق ، وسمع بأصبهان أبا محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الحافظ (٢).

١١ ـ سليمان بن حسنكويه (٣).

١٢ ـ عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن زنجويه الأبهري أبو منصور الأديب (٤).

١٣ ـ عبد الرزاق بن عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ابن المؤلف ، وسمع منه أبوه أيضا. توفي في منصرفه من الحج سنة نيف وخمسين وثلاث مئة (٥).

١٤ ـ عبد الله بن محمد بن أحمد أبو القاسم العطار ، المقرىء ، شيخ أصبهان. صدوق ضابط (٦).

١٥ ـ عبد الكريم بن عبد الواحد الصوفي (٧).

١٦ ـ عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن يحيى الأسواري أبو القاسم الأصبهاني.

حدث عن أبي الشيخ الحافظ ، وعنه قتيبة بن سعيد البغلاني قاله يحيى بن منده (٨).

__________________

(١) انظر «المنتظم» ٧ / ٢٩٤ لابن الجوزي ، و «تذكرة الحفاظ» ٣ / ١٠٥٠ للذهبي بالتصرف منه.

(٢) انظر «الأنساب» للسمعاني ورق ٥١.

(٣) ذكره الذهبي في «سير النبلاء» ٢١٦ / ١٠.

(٤) ذكره ياقوت الحموي في «معجم البلدان» ١ / ٨٤.

(٥) انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ١٣٦ لأبي نعيم.

(٦) انظر «غاية النهاية» ١ / ٤٤٧ للجزري.

(٧) ذكره الذهبي في المصدر السابق.

(٨) انظر المصدر السابق لياقوت ١ / ١٩٠.


١٧ ـ الفضل بن أحمد القصار (١).

١٨ ـ الفضل بن محمد القاساني (٢).

١٩ ـ محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان الأصبهاني أبو بكر بن المقرىء ، محدث أصبهان ، الإمام الرحال الحافظ الثقة ، وهو من أقرانه.

تقدم (٣).

٢٠ ـ محمد بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم الصالحاني أبو ذر ، الواعظ. توفي سنة ٤٤٠ ه‍ (٤).

٢١ ـ محمد بن أحمد بن إبراهيم الصالحاني أبو العلاء (٥).

٢٢ ـ محمد بن أحمد بن عبد الرحمن أبو بكر الصفار (٦).

٢٣ ـ محمد بن أحمد بن عبد الرحيم ، الكاتب بأصفهان ، وهو آخر من روى عنه ، وهو أحد رواة مؤلفات أبي الشيخ (٧) ، مات سنة ٤٤٥ ه‍.

٢٤ ـ محمد بن أحمد بن عبد الله بن إسحاق المقرىء البيضاوي ، أحد قراء فارس ، ثقة. مات سنة ٣٩٣ ه‍ (٨).

٢٥ ـ محمد بن أحمد أبو الحسين الكناني (٩).

٢٦ ـ محمد بن أحمد بن محمد أبو طاهر الأصبهاني (١٠).

__________________

(١) ذكره الذهبي في المصدر السابق.

(٢) ذكره الداودي في «طبقات المفسرين» ١ / ٢٤٠.

(٣) انظر قائمة شيوخه.

(٤) انظر «اللباب» ٢ / ٢٣٠ لابن الأثير الجزري.

(٥) ذكره الذهبي في «سير النبلاء» ٢١٦ / ١٠.

(٦) ذكره الذهبي في نفس المصدر السابق.

(٧) انظر «الأنساب» ٤ / ٣٢٢ ، و «تاج العروس» ٩ / ١٨٨ للزبيدي ، و «العبر» للذهبي ٣ / ٢٠٩.

(٨) انظر «معجم البلدان» ١ / ٥٢٩ للحموي.

(٩) المصدر السابق لياقوت ٢ / ٣٤١.

(١٠) ذكره الجزري في «غاية النهاية» ١ / ٤٤٧.


٢٧ ـ محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين أبو الحسن الأصبهاني ، سمع من أبي الشيخ سنة ٣٦٩ ه‍ ، أي سنة وفاته (١).

٢٨ ـ محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمدان ، المعروف بالعجلي أبو عبد الله الخاني ـ نسبة إلى خان لبخان محلة بأصبهان ـ مات سنة ٤٢٣ ه‍ (٢).

٢٩ ـ محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة ، الإمام الحافظ الجوّال ، أبو عبد الله ، محدث العصر ، وهو من أقرانه ، قال الذهبي : «عدة شيوخه الذين سمع وأخذ عنهم ألف وسبع مئة شيخ. ولما رجع من الرحلة الطويلة ، كانت كتبه عدة أحمال ، حتى قيل : إنها كانت أربعين حملا ، وما بلغنا أن أحدا من هذه الأمة سمع ما سمع ، ولا جمع ما جمع ، وكان ختام الرحالين ، وفرد المكثرين مع الحفظ والمعرفة والصدق وكثرة التصانيف». مات ابن منده في ذي القعدة سنة ٣٩٥ ه‍ (٣).

٣٠ ـ حفيده محمد بن عبد الرزاق بن عبد الله أبو الفتح الحياني (٤).

٣١ ـ محمد بن عبد الله بن أحمد التبان (٥).

٣٢ ـ محمد بن عبد الله بن الحسين أبو بكر الصالحاني (٦).

٣٣ ـ محمد بن علي بن بهروزمرد (٧).

٣٤ ـ محمد بن علي بن محمد السيويه المؤدب أبو أحمد (٨).

__________________

(١) الحموي في المصدر السابق ٥ / ٢٤٢.

(٢) المصدر السابق لياقوت ٢ / ٣٤١.

(٣) انظر : «تذكرة الحفاظ» ٣ / ١٠٣٢.

(٤) ذكره الذهبي في «المشتبه» ١ / ١٢٩.

وابن حجر في «تبصير المنتبه» ١ / ١٢٩.

(٥) ذكره الذهبي في «سير النبلاء» ٢١٦ / ١٠.

(٦) ذكره الذهبي في نفس المصدر السابق.

(٧) ذكره الذهبي في «سير النبلاء» ١٦ / ٢٧٧.

(٨) ذكره الذهبي في «المشتبه» ٢ / ٣٩٠ ، والسمعاني في «التحبير» ١ / ١٩٠ و «الأنساب» ق ٣٢٤.


٣٥ ـ أبو جعفر بن زيرك البزي (١).

٣٦ ـ أبو سعد الماليني أحمد بن محمد بن أحمد الأنصاري الهروي ، الحافظ الإمام الزاهد ، يعرف بطاووس الفقراء ، وجمع وحصل من المسانيد الكبار شيئا كثيرا ، وكان ثقة متقنا صاحب حديث ، ورحل رحلات كثيرة إلى أصبهان. (توفي سنة ٤٠٩ ه‍) (٢).

٣٧ ـ أبو سعيد النقاش محمد بن علي بن عمرو بن مهدي الأصبهاني الحنبلي ، جمع وصنف وأملى وروى الكثير مع الصدق والديانة والجلالة. توفي سنة ٤١٤ ه‍ عن نيف وثمانين عاما (٣).

عقيدته ومذهبه :

لم أجد تصريحا عنه في مذهبه وعقيدته ، ولا عن غيره ، والذي يظهر لي من خلال دراسة كتابه : «الطبقات» والنظر في بقية مصنفاته ، أنّ عقيدته عقيدة السلف ، ومذهبه هو مذهب المحدثين ، فكان يسلك مسلكهم ، ولم يتبع مذهبا خاصا من المذاهب الفقهية المعروفة ، وقد كان المذهب السائد بأصبهان في ذاك الوقت بل في إيران ، مذهب الشافعية والأحناف من أهل السنة ، وقد شغلهم التعصب الشديد فيما بينهم (٤).

ولم أجد له ترجمة في الكتب المعنية بتراجم رجال المذاهب ، فمن هنا أستطيع أن أقول:

إن أبا الشيخ كان يتبع السنة ويعمل بها ، قال الذهبي : «فلقد كان أبو الشيخ من العلماء العاملين ، صاحب سنة واتباع» (٥). ومما يرشدنا أن عقيدته

__________________

(١) البيهقي في «الأسماء والصفات» ٢٨٢.

(٢) انظر «تذكرة الحفاظ» ٣ / ١٠٧٠.

(٣) انظر نفس المصدر ٣ / ١٠٥٩.

(٤) انظر «معجم البلدان» ١ / ٢٠٩ لياقوت ، وكتاب «اقتصاد شهر أصفهان» ص ٢١٠ للدكتور علي كلباسي.

(٥) انظر «سير النبلاء» ٢١٦ / ١٠.


عقيدة السلف الصالح ، كتابه في العقيدة ، وهو كتاب السّنّة. كما ألف عدد من علماء السلف مؤلفات بهذا الاسم ، كأحمد ، وأبي داود ، والطبراني ، وابن أبي عاصم ، واللالكائي ، والمروزي ، وغيرهم (١).

صلاحه وعبادته :

ذكر ابن عبد الهادي : «أنه كان واسع العلم ، صدوقا ، قانتا لله».

وقال بعض العلماء : «ما دخلت على الطبراني إلّا وهو يمزح أو يضحك ، وما دخلنا على أبي الشيخ إلّا وهو يصلي» (٢).

وقال الحافظ يوسف بن خليل : «رأيت في النوم كأني دخلت مسجد الكوفة ، فرأيت شيخا طوالا لم أر شيخا أحسن منه ، فقيل لي : هذا أبو محمد ابن حيان ، فتبعته ، وقلت له : أنت أبو محمد بن حيان. قال : نعم. قلت : أليس قد متّ؟ قال : بلى ، قلت : فبالله ما فعل الله بك؟ قال : «الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين» (٣). فقلت : أنا يوسف بن خليل جئت لأسمع حديثك وأحصّل كتبك ، فقال : سلمك الله ، وفقك الله ، ثمّ صافحته ، فلم أر شيئا قط ألين من كفه ، فقبلتها ووضعتها على عيني» (٤).

وقال أبو القاسم السوذرجاني : «هو أحد عباد الله الصالحين ، ثقة مأمون» (٥).

قال أبو موسى المديني : «مع ما ذكر من عبادته ، كان ما يكتبه كل يوم

__________________

(١) انظر «الرسالة المستطرفة» ص ٣٧ ـ ٣٨.

(٢) انظر «مختصر طبقات علماء الحديث» ٢٣٥ / ٢ ، و «طبقات المفسرين» للداودي ١ / ٢٤١.

(٣) سورة الزمر آية ٧٤.

(٤) «مختصر طبقات علماء الحديث» ٢٣٥ / ٢ ، و «طبقات المفسرين» ١ / ٢٤١ للداودي.

(٥) انظر «سير النبلاء» ٢١٦ / ١٠ للذهبي.


وينتخبه كاغدا ، لأنّه كان يورق ويصنف». ويروى عنه أنه قال : ما عملت فيه ـ في «كتاب الثواب» ـ حديثا إلا بعد أن استعملته (١).

وفيه أيضا : وعن بعض الطلبة قال : «ما دخلت على أبي القاسم الطبراني إلّا وهو يمزح أو يضحك ، وما دخلت على أبي الشيخ إلّا وهو يصلي» (٢).

وقال الذهبي أيضا : «فلقد كان أبو الشيخ من العلماء العاملين».

وقال : «وكان مع سعة علمه وغزارة حفظه ، صالحا خيّرا قانتا لله صدوقا» (٣).

وفاته وما قيل بعد وفاته :

قال أبو نعيم : «توفي سلخ المحرم سنة تسع وستين وثلاثمائة وله ست وتسعون سنة»(٤).

وذكر ابن العماد (٥) وابن تغري بردي (٦) أن وفاته كانت عن ٩٥ سنة ؛ وذلك لأنهما قالا : ولد سنة ٢٧٤ ه‍ ، فلا يزيد إذا عمره عما ذكرنا.

ويمكن التوفيق بين القولين ، بأن أبا نعيم أضاف المحرم من سنة تسع وستين ، فحسبه سنة ، وهما لم يضيفا هذه السنة باعتبار أنه توفي في أولها.

ذكر الذهبي (٧) في ترجمة محمد بن أحمد القاضي العسال أن أبا جعفر

__________________

(١) كذا في المصدر السابق.

(٢) كذا في «تذكرة الحفاظ» ٣ / ٩٤٥.

(٣) كذا في المصدر السابق.

(٤) انظر «أخبار أصفهان» ٢ / ٩٠.

(٥) «شذرات الذهب» ٣ / ٦٩.

(٦) انظر «النجوم الزاهرة» ٤ / ١٣٧.

(٧) في «سير النبلاء» ٢٨٢ / ١٠.


معمر بن أحمد الزاهد ، قال أبياتا ، منها :

لقد مات من يرعى الأنام بعلمه

وكان له ذكر وصيت فينفع

وقد مات حفاظ الحديث وأهله

وممن رأينا ، وهو في الناس منبع

أبو أحمد القاضي (١) ، وقد كان حافظ

ا ولم يك من أهل الضلالة يتبع

وكان أبو إسحاق (٢) ممن شهرته

يدرس أخبار الرسول (ص) ويوسع

وثالثهم : قطب الزمان وعصره

أبو القاسم (٣) اللخمي قد كان يبدع

ورابعهم : كان ابن حيان (٤) آخرا

ومات ، فكيف الآن بالعلم يطمع؟

آثاره العلمية :

لقد خلف أبو الشيخ آثارا تحيي ذكره ، وتنفع من بعده ، وإن كانت مع الأسف معظم آثاره لم تصل إلينا ، فيما علمت بعد البحث والتتبع إلا أنه كان معظم هذه الكتب موجودة إلى القرن الثامن الهجري عند بعض العلماء.

قال الذهبي : «ووقع لنا الكثير من كتب أبي الشيخ» (٥).

وكذا روى السمعاني عددا كبيرا بالإجازة بسند شيوخه (٦).

وكذا ذكر ابن حجر بسنده في كتابه : «المعجم المفهرس» عددا كبيرا من

__________________

(١) أبو أحمد القاضي ، هو محمد بن أحمد العسال القاضي الأصبهاني ـ انظر المصدر السابق ٢٨٢ / ١٠.

(٢) وأبو إسحاق : هو إبراهيم بن محمد بن حمزة الأصبهاني الحافظ ، توفي سنة ٣٥٣ ه‍. نفس المصدر.

(٣) هو الطبراني سليمان بن أحمد بن أيوب الحافظ ، مات سنة ٣٦٠ ه‍. عن مائة سنة. نفس المصدر ، وانظر ترجمته كاملا في ق ١٧٢ ـ ١٧٧ / ١٠.

(٤) وابن حيان : هو أبو الشيخ الحافظ صاحب الترجمة.

(٥) انظر : «تذكرة الحفاظ» ٣ / ٩٤٥.

(٦) انظر : ««التحبير في المعجم الكبير» (١ / ١٦١ ، ١٦٤ ، ١٩٠ ، ٣٥١ ، ٣٥٦) و (٢ / ١٤ ، ٧١ ، ٨٢ ، ١٤١ ، ١٨٦).


مصنفات أبي الشيخ (١) ، وسأذكر في قائمة مصنفاته جميع ما نسب إليه من الكتب ، سواء كان مفقودا أم موجودا ، مع ذكر مكان وجوده إن عرف ـ إن شاء الله ـ وأرتبها على حروف المعجم ، وهي كالآتي :

١ ـ كتاب «الإجازة» (٢) ، لم يصل إلينا.

٢ ـ «أحاديث أبي الزبير ، عن غير جابر بن عبد الله» موجود منها من ق ٩ ـ ٢٤ في الظاهرية (٣).

٣ ـ «أحاديث اختارها أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه» ـ تلميذه.

(ت ٤١٠ ه‍). موجود منها بعض الأوراق بالظاهرية (٤). مجموع ٨ (٦١ أ ـ ٦٨ أ ، ٧٨٤ ه‍) ، ٨٢ / ١ (ا أ ـ ٢٣ أمن القرن الهجري السابع ، ٩٣ (٢١ أ ـ ٣٧ ، ٥٩٢ ه‍).

٤ ـ «أحاديث أبي عمير وبكر بن بكار» ، الموجود جزء منها بالظاهرية من ق ٦٥ ـ ٧٢ (٥).

٥ ـ «أحاديثه» ، موجودة بالظاهرية من ق ١ ـ ٢٣ ، وفيه أحاديث مما في «العوالي» ، فلعلها جزء من كتابه «العوالي» الذي سيأتي التعريف به (٦).

٦ ـ أحاديث طلحة بن مصرف وزبيد اليامي (٧).

__________________

(١) سيأتي تحديد موضعها في المعجم عند ذكر الكتاب الذي رواه بسنده عنه.

(٢) ابن حجر في «المعجم المفهرس» ٤٥٨ / ١.

(٣) انظر : «فهرس مخطوطات الظاهرية» ص ١٦٥ كتاب رقم ٥٩٩ ، وانظر : تاريخ التراث العربي» ١ / ٣٢٨ ، ٩ أ ـ ٢٦ ب في القرن السابع الهجري.

وذكره ابن حجر في «المعجم المفهرس» بسنده ٢٨٣ / ٢ ، وكذا السمعاني في «التحبير» (٢ / ١٨٢).

(٤) انظر : «تاريخ التراث» ١ / ٣٢٨ ، وكذا ذكره السمعاني في المصدر السابق (١ / ١٦٤).

(٥) انظر : «فهرس مخطوطات الظاهرية» ١٦٦ ، وهو في مجموع ٣٣.

(٦) انظر : «نفس المصدر السابق ، مجموع ٢٧.

(٧) انظر : «التحبير» (١ / ١٦١) للسمعاني.


٧ ـ كتاب «أخلاق النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وآدابه». طبع مرتين : بمطبعة السعادة بالقاهرة ، باهتمام من مكتبة النهضة المصرية ١٣٧٨ ه‍ ، والثانية في ١٣٩٢ ه‍ طبعت محققة ، وكتب عليها حواش أحمد محمد مرسي ، ولم يخرّج الأحاديث ، ولم يترجم الأعلام ورجال السند إلا نادرا ، ولكن له فضل في إخراج الكتاب مصححا إلى حيز النفع.

٨ ـ «الأدب» ، هو الأخذ بمكارم الأخلاق واستعمال ما يحمد قولا وفعلا (١).

٩ ـ «كتاب الأذان» (٢) : وهو مفقود ، ولعله جزء من «كتاب السنن».

١٠ ـ «كتاب الأمثال الخاصة بالنبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم» ـ مخطوط في ٨٣ ورقة ، موجود في امبروزيانا كوداتشي ٢٩ ، ومنه نقول في «الإصابة» ١ / ٣٠٥ ، (٢ / ١٢٥٩) (٣).

١١ ـ كتاب «الأمصار» (٤). مفقود ، وسماه الديلمي باسم : «كتاب البلدان» (٥) ويبدو لي أنه هو ، والله أعلم.

١٢ ـ كتاب «الأموال» (٦). هو مفقود.

١٣ ـ كتاب «البر والصلة» (٧) ـ ذكره السمعاني بسنده.

١٤ ـ كتاب «بر الوالدين» (٨) ـ كذا ذكره السمعاني.

__________________

(١) الكتاني : في «الرسالة المستطرفة» ص ٥٣ ، لم يصل إلينا.

(٢) انظر : «سير النبلاء» ١٦ / ٢٧٨ ، «ونصب الراية» ٢ / ٣٢ للزيلعي ، «والمعجم المفهرس» ص ١٣٦ ، و «تلخيص الحبير» ١ / ٢١٦ ، ٢٢٣ كلاهما لابن حجر ، والسخاوي في «المقاصد» ص ٣٤٨ ، والسيوطي في «الجامع الصغير» ١ / ١٥٩ ، ولكنه ذكره باسم «كتاب الأذان والإقامة» والكتاني في المصدر السابق ص ٤٦.

(٣) انظر : «تاريخ الأدب العربي» ١ / ٣٤٧ الملحق رقم ٥ ، و «تاريخ التراث العربي» ١ / ٢٣٦.

(٤) ابن عراق في «تنزيه الشريعة» ٢ / ٣٢.

(٥) انظر : «زهر الفردوس» ١٧ / ١ / ج ٢.

(٦) «الكتاني في «الرسالة المستطرفة» ص ٤٧.

(٧) انظر : «التحبير» للسمعاني (١ / ٣٥١).

(٨) المصدر السابق (١ / ٤٥٦) ، (٢ / ١٤).


١٥ ـ كتاب «التاريخ على السنين» ـ وذكره بعض باسم «التاريخ» (١).

١٦ ـ كتاب «الترهيب» (٢) ـ لم أقف عليه.

١٧ ـ كتاب «التفسير» (٣) ـ لم يصل إلينا.

١٨ ـ كتاب «التوبيخ» (٤) ـ لم يصل إلينا.

١٩ ـ «ثواب الأعمال الزكية» (٥) ـ ذكره الذهبي ، فقال : «هو في خمس مجلدات (٦). وذكر أيضا أن أبا الشيخ عرض كتابه «ثواب الأعمال» على

__________________

(١) انظر : «الإصابة» ٢ / ٨١٧ لابن حجر ، «والمعجم المفهرس» ٥٣٤ / ١ ، و «النجوم الزاهرة» ٤ / ١٣٦ ، قال : هو صاحب تاريخ بلده ـ يبدو أنه هو «الطبقات» ـ «والتاريخ على السنين» لابن تغري بردي ، و «معجم المؤلفين» ٦ / ١١٤ ، وذكره باسم «التاريخ على السنين» لعمر رضا كحالة ، «والزركلي» في الأعلام ٤ / ٢٦٤ ، وذكر البغدادي في «هدية العارفين» ١ / ٤٤٧ له «تاريخ أصفهان أو طبقات أهله» ، فهذا هو «الطبقات» ذكره بعض باسم «التاريخ» وبعض «بالطبقات» ومما يثبت له كتاب «التاريخ على السنين» ما نقله عنه الخطيب في «تاريخ بغداد» (٩ / ٣٧٣) قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن جعفر ابن حيان يقول : سنة خمس وثمانين ومائتين فيها مات أبو طالب عبد الله بن أحمد بن سوادة البغدادي بطرسوس».

(٢) انظر : «تلخيص التحبير» ٣ / ١٨٨ لابن حجر.

(٣) أبو نعيم : «أخبار أصبهان» ٢ / ٩٠ ، ابن حجر : «الإصابة» ١ / ١٧٢ ، و «المعجم المفهرس» ٣٣٢ / ١ ابن مردويه ، كما في «طبقات المفسرين» ١ / ٢٤٠ للداودي ، وابن العماد في «شذرات الذهب» ٣ / ٦٩ ، عمر رضا كحالة : «معجم المؤلفين» ٢ / ١١٤ ، والكتاني : «الرسالة المستطرفة» ٧٦ ، والسمعاني في «التحبير» (١ / ٥١٢) بسنده.

(٤) ابن حجر في «الفتح» ١٣ / ٥٣ ، المنذري في «الترغيب» ٣ / ٥٠٩ ، ٥١٧ ، والسيوطي في «الجامع الصغير» ٣ / ٣٠٦ ، ٣٠٨ ، ٣٢٩ ، وحاجي خليفة في «كشف الظنون» ٢ / ١٤٠٦ ، والكتاني «الرسالة المستطرفة» ص ١٥.

(٥) الذهبي في «سير النبلاء» ٢١٥ / ١٠ ، والعراقي في تخريج أحاديث الإحياء» ٣ / ٣ ، والمنذري في «الترغيب» ١ / ٥٣٩ ، ٢ / ٦٣ ، ٤ / ٢٦٧ ، والسخاوي في «المقاصد» ص ٩٥ ، ٣٩٥ ، ٤١١ ، وحاجي خليفة «كشف الظنون» ٢ / ١٤٠٦ ، وعمر رضا كحالة في «معجم المؤلفين» ٢ / ١١٤ ، والكتاني في «الرسالة المستطرفة» ص ٥٧ ، والسيوطي في الجامع الصغير ٣ / ٣٩٣ ، وكذا السمعاني في التحبير (١ / ١٩٠ ، ١٧٩)

(٦) انظر : «سير النبلاء» ٢١٦ ـ ٢١٥ / ١٠.


الطبراني فاستحسنه».

ونقل أيضا أنه يروى عنه ـ أي عن أبي الشيخ ـ أنه قال : «ما عملت فيه حديثا إلا بعد أن استعملته» (١).

٢٠ ـ جزء فيه اثنان وعشرون مجلسا من أمالي أبي الشيخ (٢).

٢١ ـ حديث أيوب السختياني جمع أبي الشيخ (٣).

٢٢ ـ «خطب النبي» ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لم يصل إلينا (٤).

٢٣ ـ «دلائل النبوة» (٥) ـ وهو مفقود.

٢٤ ـ «ذكر الأقران ورواياتهم عن بعضهم بعضا ، والأكابر عن الأصاغر والأصاغر عن الأكابر» ـ موجودة منها ٢٧ ورقة (٦) بدار الكتب بالقاهرة ، مصطلح ٢٢١ ، وبالظاهرية نسخة ناقصة من أولها ، مجموع ٥٣ (ق ١ ـ ٥) أول حديث فيه ذكر موت أبي طالب ومواراته في الأرض.

٢٥ ـ «ذكر المسكر» (٧).

٢٦ ـ «كتاب السبق والرمي» (٨) ـ لم يصل إلينا ، فلعله جزء من كتابه السنن.

__________________

(١) «سير النبلاء» ١٦ / ٢٧٨.

(٢) انظر : «التحبير» (٢ / ١٠) وذكره بسنده.

(٣) نفس المصدر (٢ / ١٤) رواه بسنده.

(٤) السخاوي : في «الإعلان بالتوبيخ» ص ٩١.

(٥) السخاوي : في «الإعلان بالتوبيخ» ص ٩١ ، فقال : جمع دلائل النبوة كثيرون ، منهم : أبو الشيخ بن حيان ، وكذا ذكره أحمد صقر في مقدمة تحقيق «دلائل النبوة» للبيهقي ص ٩).

(٦) انظر : «فهرست المصطلح» ١ / ٢٢٢ ، «وفهرست معهد المخطوطات» ص ٢ رقم ٦٦٩ ، «وفهرس مخطوطات الظاهرية» ص ١٦٦ مجموع ٥٣ (١ ـ ٦) ب القرن السابع الهجري ، والسمعاني في «التحبير» (١ / ١٦١).

(٧) رواه السمعاني بسنده في «التحبير» (١ / ١٩٠) ولم يصل إلينا.

(٨) ابن حجر في المعجم المفهرس ٢١٢ / ١ ، والسخاوي في «المقاصد الحسنة» ص ١٦٣ ، والكتاني في «الرسالة المستطرفة» ص ٤٨ ، والسمعاني في المصدر السابق.


٢٧ ـ «كتاب السنن» في عدة مجلدات ، قاله الذهبي ، وقال أيضا : وقع لنا منه كتاب الأذان وكتاب الفرائض (١) ـ وهو مفقود.

٢٨ ـ «كتاب السنة» قال الذهبي : في مجلد (٢) ، وسماه ابن حجر : «السنة الواضحة» ـ وهو مفقود.

٢٩ ـ كتاب «السواك» (٣) ـ وهو مفقود.

٣٠ ـ «كتاب السيرة» (٤) ـ وهو مفقود.

٣١ ـ «شروط الذمة» (٥).

٣٢ ـ «كتاب الضحايا والعقيقة» ـ لم يصل إلينا (٦).

٣٣ ـ «طبقات المحدثين بأصبهان» ـ وهو كتابنا هذا ، وسيأتي الكلام عنه عند توثيق نسبة الكتاب مفصلا ، وذكره بعض باسم «تاريخ أصبهان» أو «تاريخ بلده».

٣٤ ـ كتاب «الطهارة» ـ رواه السمعاني بسنده (٧).

__________________

(١) انظر : «سير النبلاء» ٢١٥ / ١٠ ، وذكره البغدادي في «هدية العارفين» ١ / ٤٤٧ باسم «كتاب السنن المعظمة والأخلاق النبوية» ، فلعله هو كتاب آخر ، والله أعلم.

(٢) الذهبي : «سير النبلاء» ٢١٥ / ١٠ ، وابن حجر في «المعجم المفهرس» ١١٣ / ١ ، والسخاوي في «المقاصد» ص ٩٧ ، ٤١١ ، وابن تغري بردي في «النجوم الزاهرة» ٤ / ١٣٦ ـ ١٣٧ ، وابن عراق في «تنزيه الشريعة» ١ / ٩٧ ، والكتاني في «الرسالة المستطرفة ص ٣٨ ، والزركلي في «الأعلام» ٤ / ٢٦٤ ، وكذا السمعاني في «التحبير» (١ / ١٦١ ، ١٩٠ ، ٣٥١).

(٣) السيوطي : في «جمع الجوامع» ١ / ٥٨٩.

(٤) السخاوي في «الإعلان» ص ٨٩.

(٥) السمعاني في «التحبير» (١ / ١٦١) بسنده.

(٦) ابن حجر : «الفتح» ١٢ / ٤ ط ـ ح ، ولكن بدون ذكر الضحايا ، وفي «المعجم المفهرس» ٢١١ / ١ كاملا ، والكتاني في الرسالة المستطرفة ص ٤٨ ، والسمعاني في «التحبير» (١ / ١٦١).

(٧) انظر : «التحبير للسمعاني» (٢ / ١٨٦).


٣٥ ـ كتاب «العتق والمدبر والمكاتب» ـ رواه السمعاني بسنده (١).

٣٦ ـ كتاب «العظمة» في مجلد ، ذكر فؤاد سزكين : «أنه كتاب صوفي» ، يعتمد على الصحابي عبد الله بن سلام ، زاعما أن كتب النبي ـ دانيال قد وصلت إليه (٢).

قلت : سأذكر بعض ما احتواه الجزء الحادي عشر ، والثاني عشر فيما بعد ، حتى يتبين لنا محتواه.

وعرّفه غيره :

فقد قال حاجي خليفة : «وهو على طريقة المحدثين بالتحديث والإسناد ، ذكر فيه عظمة الله تعالى ، وعجائب الملكوت العلوية ، والأخبار النوادر ، ـ وهو كما قال : ـ أوله «الحمد لله العظيم الوكيل ...» في مجلد (٣) ، وذكره عمر رضا كحالة باسم «كتاب عظمة الله ومخلوقاته» وقال : ذكر فيه عظمة الله ، وعجائب الملكوت العلوية (٤).

يوجد منها مصور الجزء الحادي عشر ، والثاني عشر ، عن الأصل الموجود «بمخطوطات الظاهرية» مجموع ٤٢ علم التاريخ رقم ٣١٥ ـ ٣١٦ ـ بمخطوطات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الجزء الحادي عشر في ١٤ ، والثاني عشر في ١٦ ورقة (٥) ، وعليه سماع من سبطه أبي الفتح محمد بن عبد الرزاق.

__________________

(١) المصدر السابق (١ / ١٦١ ، ٢ / ٧١).

(٢) انظر : «تاريخ التراث» ١ / ٣٢٦.

(٣) انظر : «كشف الظنون» ٢ / ١٤٣٩.

(٤) انظر : «معجم المؤلفين» ص ١١٤.

(٥) يوجد هذا الكتاب في أماكن مختلفة ناقصة وكاملة ، في برلين / ٦١٥٩. ٣٧ ورقة تاريخ نسخها ١١٤٩ وفي بلدية الإسكندرية ٢٠٥٤ ـ ٦٢ ورقة من القرن الحادي عشر الهجري».

وفي الفاتيكان فيدا ١٤٨٠ (الأوراق ٣٦ ـ ٨٥ ـ ٩٧٢ ه‍) ـ وباريس ٤٦٠٥ (٣٥ ورقة ، ١٠٥٢ ه‍) كوبريلي ٢ : ١٣٨ / ٢ (من ١٤ ـ ١٨ أ ـ القرن التاسع الهجري) ، والزيتونية بتونس ٣ / ٣٤٣ رقم ٧١١ (١٢٥٥ ه‍ وسراي مدينة ـ تركيه ـ ٣٢٩ ، ٢٥٥ ورقة ، ١١٤٨ ه‍». ـ


فذكر من أول الجزء الحادي عشر قصة ذي القرنين ، ثم عنون بقوله : «ذكر جبل قاف المحيطة بالأرضين ، فذكر ما ورد في ذلك من الروايات ، ثم عنون بقوله : (ذكر نمروذ ، وعظم سلطانه ، وعتوه ، وتمرده ، وتسليط الله عزوجل ضعف خلقه عليه ، احتقارا له ، وتهاونا بشأنه) ، «ثم ذكر قصة أصحاب موسى الذين حرم عليهم أن يدخلوا الأرض المقدسة ، وما حظوا به من عظيم قدرة الله وعجيب شأنه». ق ٤.

وعنون في ق ٢٠ بقوله : «ذكر لطف حكمة الله تعالى ، وحسن تقديره ، وعجيب صنعه ، وحسن تركيب خلقه» ، ثم ساق فيه روايات ، وفي ٢٣ عنون بقوله : (ذكر الجن وخلقهن) ، فساق بعض الأحاديث الواردة في ذلك ، وهكذا.

ثم عنون بقوله : (قصة عوج وعظم خلقه وبيان سنه) ، ثم عنون بقوله : «صفة العماليق والجبارين وعظم أجسامهم وثمارهم» ثم عنون بقوله : «ذكر المائدة وصفتها» ، وقس على هذا المنوال.

فيستنبط مما ذكرت محتوى الكتاب ، وأن الجانب التاريخي غالب عليه.

٢٨ ـ «عوالي أبي الشيخ». يوجد الجزء الأول والثاني بدار الكتب الظاهرية مجموع ٩٣ (ق ٢١ ـ ٣٦) ، ومنه نسخة ثانية بخط الضياء المقدسي.

الجزء الأول رقم عام ٣٦٣٧ (ق ٥٧ ـ ٦٥) (١).

__________________

ـ انظر «تاريخ التراث العربي» ١ / ٣٢٦ ، و «فهرس معهد المخطوطات» بالقاهرة ١ / ١٣٥ ، و «فهرس مخطوطات الظاهرية» ص ١٦٦ ، وأنظر العش «فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية» علم التاريخ ٣١٥ ـ ٣١٦ ، وفي الظاهرية نسخة أخرى من ق ١ ـ ٨٣ ، ولكنها محذوفة الأسانيد ، فهي إذن مختصر كتاب «العظمة» الرقم العام ٦٤٠٢.

وكذا ذكر الكتاب الذهبي في «سير النبلاء» ١٦ / ٢٧٨ وابن حجر في «معجم المفهرس» ١١٨ / ١ ، وابن تغري في «النجوم» ٤ / ١٣٦ وابن عراق في «التنزيه» ٢ / ٣٠٥ ، والبغدادي في «هدية العارفين» ١ / ٤٤٧ ، والزركلي في «الأعلام» ٤ / ٢٦٤ ، «والكتاني في الرسالة» ص ٥٣.

(١) انظر : «فهرس مخطوطات الظاهرية» ١٦٧.


وفي دار الكتب بالقاهرة ٢ ، (١ / ١٠٧) حديث ١٥٥٩ من ١٠ أ ـ ١٤ من القرن الثامن الهجري (٩ ورقات) (١). وذكر ابن حجر أيضا جزءين من عواليه فقال : «أوله حديث أبي هريرة في ذم من أخذ من الطريق بغير حقه ، وآخره : عن عمر بن الخطاب» (٢).

٣٨ ـ «كتاب العيدين» ، رواه السمعاني بسنده إجازة (٣).

٣٩ ـ كتاب «الفتن» ـ لم يصل إلينا (٤).

٤٠ ـ كتاب «الفرائض والوصايا» ـ لم يصل إلينا (٥).

٤١ ـ كتاب «فضائل القرآن» ـ لم يصل إلينا (٦).

٤٢ ـ «الفوائد أو فوائد الأصبهانيين» ـ يوجد منه ٤ أوراق في مجموعة رقم ٣٨ من ٥٥ ـ ٥٩ في قسم المخطوطات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وهي مصورة عن الأصل المحفوظ بدار الكتب الظاهرية ، رقم ٥٤٦ ، مجموعة ٣٨ ، وحديث ٣٥٧ (ق ٥٧ ـ ٦٥) (٧).

وقال ابن حجر : «وأول الجزء الثالث : حديث تميم الداري في النهي عن خمس ، وآخره ... أغروا النساء يلزمن الحجاب» ، وساق بسنده ،

__________________

(١) انظر : «فهرست المخطوطات بدار الكتب بالقاهرة» ١ / ٢١٣ ، ٢٠٢٤ ، وأنظر «تاريخ التراث العربي» ١ / ٣٢٧.

(٢) انظر «المعجم المفهرس» ٣٤٨ / ٢.

(٣) انظر «التحبير في المعجم الكبير» ٢ / ٨٢.

(٤) ابن عراق في «تنزيه الشريعة» ٢ / ٣٢ ، والسيوطي في «الجامع الصغير» ٢ / ٥٣٥ مع «الفيض» والشوكاني في «الفوائد» المجموعة ٤١٦ ، والكتاني في «الرسالة» ص ٤٩.

(٥) ابن حجر بسنده في «المعجم المفهرس» ١٧٣ / ٢ ، والكتاني في «الرسالة المستطرفة» ص ٤٩ ، وذكره الذهبي في «السير» ٢١٥ / ١٠ ـ بقوله : ووقع لنا منه. أي من «السنن» ـ كتاب الفرائض ، فلعله هذا الكتاب جزء من السنن ، والله أعلم.

(٦) ابن حجر في «تلخيص التحبير» ٢ / ١١٠.

(٧) ذكره المؤلف نفسه في «الطبقات» له ، أنظر : ترجمة ١٠٢ ، و «أخبار أصبهان» ١ / ٦.


فقال : أخبرنا الأصم بالفوائد له في اثني عشر مجلدا (١).

٤٣ ـ «فوائد العراقيين» ـ رواه السمعاني بسنده (٢).

٤٤ ـ كتاب «القطع والسرقة» ـ لم يصل إلينا (٣).

٤٥ ـ «مجلسان من أمالي أبي الشيخ» ـ ذكرهما ابن حجر ، فقال : في آخره من رواية السلفي ، عن الحداد ، وآخره من بني اسرائيل (٤).

«ومجلس آخر من حديثه» ـ قال ابن حجر : «أكثره في ذم اللواط» (٥). ويوجد مجلس من حديثه بدار الكتب الظاهرية ، مجموع ٧٥ (ق ٦١ ـ ٦٧) (٦) ، فلعله هو المذكور عند ابن حجر.

٤٦ ـ «المسند المنتخب على الأبواب المستخرج من كتاب مسلم بن الحجاج»(٧).

٤٧ ـ «المعجم» ـ لم يصل إلينا (٨). وهو كتاب في معجم شيوخه.

٤٨ ـ كتاب «المواقيت» ـ لم يصل إلينا (٩).

__________________

(١) انظر : «المعجم المفهرس» ٥٦ / ٢.

(٢) انظر : «التحبير في المعجم الكبير» (١ / ١١٦ ، ١٩٠).

(٣) الكتاني : في «الرسالة المستطرفة» ص ٤٩ ، والسمعاني في «التحبير» (١ / ١٦١) ، رواه بسنده.

(٤) انظر : «المعجم المفهرس» ٣٥٠ / ٢.

(٥) نفس المصدر.

(٦) انظر : «فهرس مخطوطات الظاهرية» ص ١٦٧.

(٧) رواه السمعاني بسنده إجازة. انظر : «التحبير» (٢ / ١٤١).

(٨) أبو نعيم في «أخبار أصفهان» ١ / ٢٨٠ ، ٣٣٥ ، ٢ / ٢٥٥ ، وياقوت الحموي في «معجم البلدان» ١ / ٥٤٧ ، والسخاوي في «الإعلان بالتوبيخ» ، ص ١١٩.

(٩) الكتاني في «الرسالة» ص ٤٦ ، فلعل هذا الكتاب جزء من كتابه «السنن» ، والله أعلم ، والسمعاني في «التحبير» (١ / ١٦٠).


٤٩ ـ كتاب «الناسخ والمنسوخ من الحديث» ـ لم يصل إلينا (١).

٥٠ ـ كتاب «النكاح». قال ابن حجر : «في تسعة أجزاء» ، روي بعضها سماعا وبعضها إجازة (٢).

٥١ ـ كتاب «النوادر والنتف». قال فؤاد سزكين : «يضم أقوال الصحابة (٣) والتابعين. قال ابن حجر : «قرأت منه جزءا على أبي الفضل بن الحسين وأبي الحسين بن أبي بكر الهيثمي ، وآخر الجزء : أثر طاووس «خير العبادة آخرها» (٤).

يوجد منه نسخة مصورة في مكتبة خاصة بالمغرب ، ٥١ ورقة ، تاريخ نسخها : ٨٧٨ ه‍ (٥).

__________________

(١) السخاوي في «المقاصد الحسنة» ١٧٣ ، ٤٧٣ ، والعجلوني في «كشف الخفاء» ٢ / ٣٧٩ ، والكتاني في «الرسالة المستطرفة» ص ٨٠.

(٢) ابن حجر في المعجم المفهرس ١٧٦ / ١ ، وفي «الإصابة» ٤ / ٤٧ ، والكتاني في المصدر السابق ص ٤٨.

(٣) انظر : «تاريخ التراث» ١ / ٣٢٧ ، وكذا ذكره السمعاني في «التحبير» ١ / ١٦١.

(٤) انظر : «المعجم المفهرس» ٣٥١ / ١.

(٥) في ميونيخ (١٥٨) القرن الحادي عشر الهجري ، وأنظر «فهرست المخطوطات بدار الكتب بالقاهرة» ٣ / ١٨١ ـ ١٨٢ رقم ٣٠٥٠ خ. قد يكون «في حكايات في الظاهرية مجموع ٢٠ ، ١٨٧ أ ـ ١٩٣ ب في القرن السادس الهجري.



الفصل الثاني

في توثيق نسبة الكتاب

إلى المؤلف ، وبيان محتواه ، وموارده ، ومنهجه :

المبحث الأول

اسم الكتاب كما جاء عند المؤلف ، أو ذكره غيره :

فقد ذكره المؤلف نفسه في بداية مقدمة كتابه ، فيما رواه عنه بسنده أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي ، فقال : «ثنا الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ، المعروف بأبي الشيخ ـ رحمه‌الله ـ قال : هذا كتاب «طبقات أسماء المحدثين ممن قدم أصبهان من الصحابة والتابعين ومن كان بها من وقت فتحها إلى زماننا هذا».

وعلى وجه الورقة الأولى من المخطوطتين ، ذكر باسم : «طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها».

وجاء في السماعات الموجودة في أواخر الأجزاء الثلاثة مختصرا باسم : «طبقات المحدثين» ، وقد جاء عند بعض من نقل عنه ، أو اهتم بذكر المؤلفات هكذا مختصرا (١) ، أو مسمى باسم «التاريخ» (٢) ، أو «طبقات أهله» ـ أي :

__________________

(١) انظر : «الأعلام» للزركلي ٤ / ٢٦٤ ، «ومعجم المؤلفين» ٦ / ١١٤ لعمر رضا كحالة.

(٢) ابن تغري بردي في «النجوم الزاهرة» ٤ / ١٣٧ ، ذكره بقوله : هو صاحب «تاريخ بلده».

والبغدادي : ذكره بقوله هو صاحب «تاريخ أصفهان ، أو طبقات أهله» في «هدية العارفين» ١ / ٤٤٧.


أهل بلده (١) ، أو «طبقات الأصبهانيين» (٢) ، أو «كتاب أصبهان» ، أو «طبقات أصبهان» ، أو كتاب «الطبقات» (٣).

توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف :

نستطيع أن نجزم في صحة نسبة الكتاب إلى المؤلف للأمور الآتية :

أولا : وجود سند رواية الكتاب في بدء النسختين إلى المؤلف (٤) ، ووجود السماعات عليه.

ثانيا : من خلال دراسة الكتاب وطبيعة الأسانيد (٥).

ثالثا : من تصريح المحدثين باسم الكتاب ونسبته إليه.

رابعا : من النقول الموجودة في متون الكتب الأخرى ، وهي مطابقة تماما لما في الكتاب.

إليكم من صرح باسمه عند نقله منه :

أمّا تصريح المقتبسين من الكتاب باسمه ، فقد صرح به عدد منهم عند النقل منه.

فمنهم : تلميذه البارز المكثر عنه ، أبو نعيم الحافظ ، فقد ذكر حكايتين عن المؤلف في ترجمة أحمد بن عبيد الخزاعي ، وختمهما بقوله : «ذكرهما عنه

__________________

(١) انظر المصدر السابق الأخير.

(٢) انظر : «الإصابة» (٢ / ٦٢) ، «والتهذيب» (١ / ١٦٥ و ٣ / ٣٢١) ، و «اللسان» (٢ / ٣٠٧) الجميع لابن حجر ، و «المقاصد الحسنة» ص ١٢١ للسخاوي ، و «الرسالة المستطرفة» ص ١٤٠ للكتاني.

(٣) انظر : «أخبار أصبهان» (١ / ٧٧) ، «واللسان» (١ / ٤٢٦ و ٤٤٤) ، وسيأتي مفصلا في توثيق نسبة الكتاب ، ومن صرح باسمه.

(٤) انظر مبحث دراسة رواية الكتاب.

(٥) انظر دراسة منهج المؤلف ، وكذا ما ذكرناه في نشأته ، من النقول في تجواله مع والده.


أبو محمد بن حيان في كتاب «الطبقات» في الطبقة الخامسة من كتاب أصفهان ، ولم يذكر إسنادهما» (١). وهما موجودتان فيه حرفيا (٢).

وكذا نقل عنه بقوله : «وذكر شيخنا أبو محمد بن حيان في «كتابه» عن علي ابن مجاهد قال : افتتحت أصفهان في خلافة عمر سنة إحدى وعشرين ... (٣)». وهو موجود في كتابه «الطبقات» (٤) بنصها ، مما يدل على أنه يقصد كتابه المذكور ، وكذا نقل في ١ / ٣١١ بعد أن ساق حديثا عن المؤلف ، فقال : «وحدثناه في كتابه في الطبقة السادسة» (٥) ، وهو موجود فيه في الطبقة الثانية في ترجمة سليمان الأصبهاني ، فلعل السادسة محرف عنها. والله أعلم.

وقد صرح ابن حجر في أكثر من موضع عند اقتباسه منه في كتبه الآتية ، مرة بقوله : «ذكر» ، أو قال أبو الشيخ في «طبقات الأصبهانيين».

انظر : «الإصابة» (٢ / ٦٢) (٦) ، و «التهذيب» (١ / ٣٢١ و ٣ / ١٦٥) (٧) ، و «اللسان» ٢ / ٣٠٧ (٨).

وهكذا به صرح السخاوي في «المقاصد الحسنة» ص ١٢١ (٩) :

ومرة ذكره بقوله : «قال أبو الشيخ في «الطبقات» ، أو في «طبقات أصبهان». انظر «اللسان» (١ / ٤٢٦ و ٤٤) (١٠) ، ومرة بقوله : ذكر أبو الشيخ في

__________________

(١) انظر : «أخبار أصفهان» ١ / ٧٧.

(٢) انظر : «طبقات المحدثين» ١١٠.

(٣) المصدر السابق لأبي نعيم ١ / ٦٢.

(٤) انظر ت ٨ من «الطبقات» ٢٥ / ١.

(٥) انظر ت رقم ٤٤ من «الطبقات».

(٦) في ترجمة سلمان الفارسي رقم ٣ ، وقارن بينهما.

(٧) في ترجمة إسماعيل بن عمرو البجلي رقم ٩٨ ، والخليل بن أحمد.

(٨) في ت ١٥٠ من «الطبقات» ، الحسين بن الفرج الخياط.

(٩) في حديث عزاه إليه رواه أبو هريرة أن «الكذب ينقص الرزق».

(١٠) في ترجمة إسماعيل بن عمرو البجلي ، وإسماعيل بن يزيد بن حريث ، أنظر : ترجمة ٩٨ ت ١٧٠ من «الطبقات» للمؤلف ، وقارن بينهما.


«تاريخه» ، فقال : «قال أهل التاريخ : كان عبد الله بن عتبان من أصحاب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم» ـ. وهو موجود فيه ، فلعله يقصد كتابه «الطبقات» (١).

ولا يجزم به ، فإنّ له تآليفا في التاريخ على السنين ، انظر «الإصابة» ٢ / ٣٧٧. وذكره مرة بقوله : في كتاب أبي الشيخ والمنقول (٢) موجود فيه.

مما يبدو أنه يقصد كتابه «الطبقات» ، والله أعلم. انظر «اللسان» ١ / ١٨. هذا ، وقد تقدم ذكر بعض المؤلفين الذين ذكروا نسبة الكتاب إلى المؤلف في بداية هذا الفصل ، وبالإضافة إلى ذلك ، فقد وجدت نقولا كثيرة معزوة إلى المؤلف ، وهي موجودة في كتابه «الطبقات» ، مما تؤيد صحة نسبة الكتاب إليه (٣).

__________________

(١) قارن بين «الطبقات» ت ١٥ وبين «الإصابة».

(٢) في ترجمة إبراهيم بن عيسى الزاهد برقم ٢٠٧. قارن بينهما.

(٣) كما سيأتي تفصيل ذلك في مبحث اقتباس المحدثين عنه.


المبحث الثاني

أهمية الكتاب وثقة العلماء فيه والاستفادة منه

مما يدل على أهمية كتابنا هذا ، كونه المرجع الوحيد الذي وصل إلينا في موضوعه ، فهو أول مرجع لمحدثي أصبهان والقادمين إليها ، بعد فقد تاريخ أبي عبد الله ابن منده ، وحمزة بن الحسين الأصبهاني.

ويأتي بعده مما وصل إلينا : «أخبار أصبهان» لأبي نعيم ، ولا شك أن له مزية الاستدراك والتفضيل ، إلا أنّه قد اعتمد على كتاب «الطبقات» لأبي الشيخ اعتمادا تاما ، بحيث اتخذه مصدرا أساسيا لمادة كتابه ، فقد أكثر النقل عنه (١) ، والفضل للمتقدم.

ومما يزيد أيضا في أهمية الكتاب : سوق النصوص والأقوال مسندة ، وهو مهم غاية الأهمية للمحدث ، فقلما تجد فيه النقول من الكتب ، وإنما يروي بالسند ، وأيضا فقد انفرد كتابنا المذكور بتراجم لم أعثر عليها في كتاب آخر ، سوى كتاب أبي نعيم ، وهو قد اعتمد عليه في ذلك ، وبأحاديث ساقها بسنده ، ولم أستطع الحصول عليهما عند غيره من طريقه وسنده فيها قد اعتمده كل من جاء بعده ، وقد لا تجد لها سندا صحيحا إلا بسند المؤلف(٢).

ولا ريب أيضا أن أهمية الكتاب مرتبطة بشخصية المؤلف وشهرته ، وقد عرفنا شخصية أبي الشيخ سابقا ، ومكانته العلمية ، وثناء العلماء عليه ، وثقتهم فيه ، ووزن قوله عندهم ، وقيمته ، فبذلك حظي كتابه بالأهمية ، بحيث استحق أن ينقل عنه ، ويوثق به ، وإليك عددا من المحدثين الحفاظ وغيرهم الذين

__________________

(١) انظر : مبحث نقول العلماء عنه.

(٢) انظر : حديث رقم ١٩٩ في ت ١٥٢ صحيح بسند المؤلف.


اعتمدوا على كتابه «الطبقات» ، واستفادوا منه ، ونقلوا كلامه ، واقتبسوا من نصوصه.

فقد أكثر أبو نعيم عنه النقل من كتابه «الطبقات» في «أخبار أصبهان» ، ونقل عنه في «الحلية» ، ولكنه أقل (١).

وذكر الأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري أن الخطيب اقتبس في «تاريخ بغداد» ٥٥ نصا ، بواسطة شيخه أبي نعيم الحافظ عن أبي الشيخ (٢) ، وتجد منها في «الطبقات» ، وأشرت إليها في التحقيق في أماكنها.

وابن الأثير في «أسد الغابة» ٣ / ١٩٩ ، بواسطة أبي موسى الحافظ ، عن أبي الشيخ في ترجمة عبد الله بن عبد الله الأنصاري ، وما نقله موجود في «الطبقات» بنصه(٣).

وكذا نقل المزي عنه في ترجمة عائذ بن عمرو المزني ، وكذا في ترجمة سهل بن عثمان بن فارس. والنصان موجودان في «الطبقات» (٤).

وقد استفاد الذهبي في عشرة مواضع في كتبه من «الطبقات» لأبي الشيخ ، حسب ما وقفت عليه : في «سير النبلاء» ق ١٣٧ / ١٠ في موضع (٥) ، وفي «تجريد أسماء الصحابة» ١ / ٣٢٨ (٦) ، وفي «المغني» في موضع ٢ / ٦٤٣ (٧) ، وفي «ديوان الضعفاء» في موضع / ٢١٩ (٧) ، وفي «تذكرة

__________________

(١) تجد كثيرا من هذه النقول في تحقيق نص الكتاب ، وقلما تجد ترجمة عند المؤلف ، إلا وتجد النقول عنه عند أبي نعيم ، وقد تتبعت «أخبار اصبهان» لأبي نعيم من أولها إلى آخرها ، وأحصيت ما صرح بالنقل عنه بسنده ، فبلغ مجموع النصوص المنقولة أو المعزوة إليه (٤٥٥) نصا.

(٢) انظر «موارد الخطيب» ص ٥٢٧.

(٣) قارن بين «الطبقات» ت ١٥ ، وبين «أسد الغابة».

(٤) قارن بترجمة ١٠ و ١٢٤ من «طبقات» المؤلف ، و «تهذيب الكمال» ق ٢٢٤ / ٤ و ٢٨٠ / ٣.

(٥ ، ٦) قارن «بالطبقات» ٣٠٣ / ٣ ، وت ١٥ منه.

(٥ ، ٦) قارن «بالطبقات» ٣٠٣ / ٣ ، وت ١٥ منه.

(٥ ، ٦) قارن «بالطبقات» ٣٠٣ / ٣ ، وت ١٥ منه.

(٧) قارن «بالطبقات» ت ٢٣١ ، وت ١٢٩.


الحفاظ» في موضعين ٢ / ٤٥٢ و ٥٦٦ : في ترجمة سهل بن عثمان بن فارس العسكري ، وفي ترجمة سمويه إسماعيل بن عبد الله بن مسعود (١) ، وفي «الميزان» في أربعة مواضع ١ / ٢٦ و ٨٠ و ٣ / ١١٦ و ٤ / ٦٤ (٢).

وكذا ابن الجوزي في «المنتظم» ٦ / ٢٢٥ في ترجمة أحمد بن مهدي بن رستم (٣).

والسيوطي في «طبقات الحفاظ» ٣١٣ في ترجمة أبي عبد الله محمد بن يحيى بن مندة(٤).

والخزرجي في «الخلاصة» ٩٥ و ٤٠٩ في ترجمة هريم بن عبد الأعلى الأسدي ، وترجمة حميد بن مسعدة ، وما نقله موجود في «الطبقات» كاملا (٥).

وكذا ابن العماد في «شذرات الذهب» ٢ / ١٥٢ في ترجمة سمويه إسماعيل بن عبد الله بن مسعود ، والنص موجود في «الطبقات» كاملا (٦).

وقد استفاد ابن حجر من «طبقات» المؤلف في ٤٢ موضعا في كتبه الآتية : في «التهذيب» : سبعة وعشرين موضعا (٧).

__________________

(١) قارن «بالطبقات» ت ١٢٤ ، وت ٢٥٤.

(٢) قارن «بالطبقات» ٢٠١ / ١ ، وبترجمة ١٢٩ وت ٢٣١.

(٣) قارن «بالطبقات» ت ٢٥٣ ، و «بالمنتظم» ٦ / ٢٢٥ ، والذي ذكرته للنموذج فقط.

(٤) قارن «بالطبقات» ٢٢١ / ٣.

(٥) قارن «بالطبقات» ت ١٤٩ ، و ١٣٤.

(٦) قارن «بالطبقات» ت ٢٥٤.

(٧) قارن بين «الطبقات» / وبين «التهذيب».

ت ١٦٨ ، ت ٩٨ ت ٥٢ ، ت ١٩ ، ت ٣٦ / ١ / ٦٦ ، ٣٢٠ ، ٣٢١ ، ٣٨٠ ، ٢ / ٦٢ ،

/ ١٠٨ ، ٣ / ١٦٥ نقله في ترجمة الخليل بن أحمد.

/ لم أقف عليه ، ولم يترجم له ، فلعله من كتاب

/ آخر ، أو في ضمن ترجمة أخرى.

ت ٢٢ ، ت ١٢٤ ، ت ٨٩ / و ٤ / ١٣ ، ١٣٨ ، ٢٥٦ ، ٣٧٥. ـ

/ ما فاتك من المشايخ).

ت ٣٨ / ١١ / ٢٩٥.


في «اللسان» : في أحد عشر موضعا (١).

وفي «الإصابة» : في ثلاثة مواضع ٢ / ٦٢ ، ٢٦٢ ، ٣٣٦ ، والنصوص المنقولة موجودة في «الطبقات» بتمامها (قارن بترجمة رقم ٣ ، ١٠ ، ١٥).

وفي «التقريب» في موضع ص ١٦٢ ، والنص موجود في «الطبقات» (قارن بترجمة رقم ١٠).

__________________

ـ ت ١٠ / ٥ / ٤٣ ، ٨٩

ت ٦٨ ، ت ٢٢١ ، ت ١٢٤ ، / ٦ / ٣٩ ، ٢٣٥

ت ١٤٨ ، / ٨ / ٨١ ، ٢٢٥ في ترجمة عيسى بن أبي الحناط ، / لم أجد فيه ترجمة بهذا الاسم.

ت ٩١ / ٩ / ٢٠١ ، ٥٣٣ في ترجمة محمد بن يعلى السلمي / أبو علي.

ت ٨١ / ١٠ / ٤٥٤

ت ١٣٤. / ١١ / ٣٠ ، ٣٨٧ في ترجمة يعقوب بن سفيان / جوان الفارسي ، قال أبو الشيخ : (قال لي أبي :

(١) قارن بين «الطبقات» / وبين «اللسان».

ت ١٧٥ وت ٢٠٧ / ١ / ٧٨ و ٨٨.

ت ٢٩٣ وت ٩٨ / ١ / ٩٢ و ٤٢٦.

ت ١٥٠ / ٢ / ٣٠٧.

ت ١٢٥ وت ٢٩٤ / ٣ / ٨٧ و ٣٣٦.


محتوى كتاب «الطبقات»

ذكر المؤلف إجمالا في المقدمة محتوى كتابه فقال :

«هذا كتاب طبقات أسماء المحدثين ممن قدم أصبهان من الصحابة والتابعين ، ومن كان بها من وقت فتحها إلى زماننا هذا ، مع ذكر كل من تفرد به واحد منهم بذلك الحديث ، ولم يروه غيره بذلك الإسناد ، أو حديث من حديثه ، وذكر أنسابهم وأساميهم وموتهم على ما روي لنا ، وذكر ـ والله الموفق ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ـ. وقال أيضا :

وأول ما نذكر في كتابنا هذا : ما روي في فضل بلدنا ، من دعوة إبراهيم الخليل عليه‌السلام ، وما قيل في ذلك (١).

وذكر أيضا بعد انتهاء المقدمة ، فقال :

«ثم نذكر أسامي من قدم بلدنا من الصحابة ـ رضي‌الله‌عنهم ـ والتابعين طبقة طبقة ـ نسأل الله السداد والرشاد ، وحسن التوفيق برحمته» (٢).

فهذا مجمل منهج المؤلف ومحتوى «الطبقات» ، كما صرح به المؤلف نفسه ، ولمساعدة القارىء أحب أن أوضح له الصورة باختصار ، ليكون على بصيرة من أمره ، فأقول :

إن الكتاب يحتوي على مقدمة وإحدى عشرة طبقة ، من الصحابة إلى عصر المؤلف من المحدثين.

__________________

(١) المقدمة ق ١.

(٢) انظر ق ٩.


أما المقدمة فقد استغرقت ١٦ ورقة ذات وجه واحد ، تحدث فيها أولا عما ورد أو قيل في فضل أصبهان ، وعن وجه تسميتها ، وكثرة خيراتها ، وكيفية إنشائها ، وانتقاء أرضها ، مع ذكر بانيها ، كما تناول خصائصها وعجائبها ، وأطال في ذلك ، بالإضافة إلى ذكر مساحتها ، وطولها ، وعرضها ، وقصباتها ، ومساحة مسجد الجامع بيهودية أصبهان ، ثم ختمها بالحديث عن فتح أصبهان ، ولم يكتف بذلك ، بل ساق اختلاف الروايات في فتح أصبهان ، أكان عنوة أم صلحا ، ثم رجح أنه كان صلحا ، ولكن ساق من الروايات في طبقة الصحابة.

أما في بقية الكتاب ، فقد ذكر إحدى عشرة طبقة ، استغرقت ـ بقية الصفحات من الكتاب ، وقد رتبها حسب اللقيا ، فذكر أولا طبقة الصحابة وعددهم خمسة عشر صحابيا الذين ترجم لهم ، وسرد أسماء ثلاثة آخرين ، بلغ معهم عددهم ثمانية عشر شخصا ، ابتدأهم بذكر الحسن بن علي ، وختمهم بعبد الله بن عبد الله الأنصاري ، وتميزت ترجمة سلمان الفارسي بطولها ، حتى استغرقت نصف ما خصصه لهذه الطبقة (١).

ثم طبقة التابعين ، وعددهم ستة وعشرون شخصا ، ابتدأهم بالأحنف بن قيس ، وختمهم بيزيد الأودي. ثم طبقة صغار التابعين وكبار الأتباع في الثالثة ، وعددهم ثلاثة عشر شخصا ، ابتدأهم بعبد الرحمن بن سليمان بن الأصبهاني ، وختمهم بإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى ، وهكذا في الطبقة الرابعة وعددهم سبعة وعشرون شخصا : أولهم مبارك بن فضالة ، وآخرهم الزحاف بن أبي الزحاف.

ثم ذكر الطبقة الخامسة ، وعددهم ٦٤ علما ، وابتدأ هذه الطبقة بالنعمان ابن عبد السلام ، وختمها بعبيد الله بن يزيد القطان.

ثم السادسة وعددها ١٤ ، أولها محمد بن النعمان بن عبد السلام ، وآخرها العباس بن يزيد البحراني.

__________________

(١) فقد استغرقت ترجمته ٩ صفحات من ١٨ ـ ٢٧ عندما استغرقت بقية تراجم جميع هذه الطبقة ٩ صفحات.


ثم السابعة ، وعددها ٢٣ شخصا ، ابتدأهم بأبي مسعود أحمد بن الفرات ، وختمهم بإبراهيم بن الحجاج الأبهري.

ثم الطبقة الثامنة ، وعددها ٥١ شخصا ، وأولها محمد بن عامر ، وآخرها علي بن عاصم.

ثم الطبقة التاسعة ، وعددها ١٥٩ مترجما ، ذكر أحمد بن عاصم على رأس هذه الطبقة ، وختمها بمحمد بن نوح أبي عبد الله الجرواءاني.

ثم خلط الطبقة العاشرة والحادية عشرة وأهلهما من معاصريه وشيوخه ، وعددهما ٢٨٨ ، وابتدأهما بترجمة أحمد بن إبراهيم بن كيسان ، وختمهما بموسى بن إبراهيم الأعرج ، وبه ختم الكتاب. وقد طول في تراجم هاتين الطبقتين ووثقهم في الغالب ، لأنهم من مشايخه ومن عاصرهم.

فبذلك بلغ عدد المترجمين ستمائة وتسعين شخصا ، في ضمنهم عدد لم يترجم لهم سوى المؤلف ، ونقل تراجمهم أبو نعيم عنه مع بعض الإضافات عليه أحيانا ، ولم تجد بيان مرتبتهم إلا عنده ، واعتمد المتأخرون عليه في نقل قوله فيهم.

موارده

قد استفاد المؤلف في كتابه هذا من بعض الكتب المؤلفة قبله ، نحو : كتابي خليفة بن خياط من «تاريخه» ، و «طبقاته» ، وكذا من «التاريخ الكبير» للبخاري و «فوائد البرديجي» ، ومن أقوال الأئمة المشاهير ، نحو : أبي حاتم ، وأحمد بن حنبل ، وابن أبي خيثمة والبخاري ، ومالك وغيرهم.

فقد استفاد في ترجمة نافع بن أبي نعيم ، رقم ٤٧ من كتاب «الطبقات» ص ٢٧٣ لخليفة ، وفي ترجمة إسماعيل السدي في تاريخ وفاته عن كتابه المذكور ص ١٦٣ ، «وتاريخه» ص ٣٧٨. قارن «بالطبقات» لأبي الشيخ ترجمة ٢٧.


كما استفاد بواسطة إسحاق بن أحمد الفارسي عن البخاري من «التاريخ الكبير» له في ترجمة إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى. قارن بين «التاريخ الكبير» ١ / ٣٢٣ ، وترجمة رقم ٥٣ من «الطبقات» لأبي الشيخ.

وكذا في ت ٧٨ ، حميد بن أبي غنية ، عن «التاريخ الكبير» ٢ / ٣٥٦ ، بقوله : قال البخاري : «هو أصبهاني ، لما فتحها أبو موسى انتسبوا إليها».

ومن ابن أبي خيثمة ، حيث قال أبو الشيخ في ترجمة عبد العزيز بن الماجشون رقم ٥٩ : ـ حكى ابن أبي خيثمة ، قال : «كان الماجشون من أصبهان ، فنزل المدينة ...» الخ.

وكذا استفاد في ترجمة خطاب بن جعفر ، عن أبي حاتم ، انظر ت ٦٧.

وكذا استفاد عن محمد بن عاصم كثيرا ، حيث يقول كثيرا : روى محمد ابن عاصم ، أو ذكر محمد بن عاصم .. انظر ت ٦٧.

وعن أحمد بن حنبل ، في ترجمة أبي داود الطيالسي رقم ٩٣.

وأيضا استفاد من فوائد البرديجي ، حيث قال : «رأيت هذا الحديث في فوائد أبي بكر البرديجي ببغداد».

وقد استفاد عن أبي بكر بن أبي شيبة بالواسطة في ترجمة حماد بن أبي سليمان في تاريخ وفاته. انظر ت ٢٥.

منهج المؤلف في كتابه «الطبقات»

أوجز المؤلف بيان منهجه في مقدمة كتابه المذكور ، فقد قال : «هذا «كتاب طبقات أسماء المحدثين» ، من قدم أصبهان من الصحابة والتابعين ، ومن كان بها من وقت فتحها إلى زماننا هذا ، مع ذكر الحديث الذي يتفرد به واحد منهم ، ولا يرويه غيره بذلك الإسناد ، أو حديث من حديثه ، وذكر أنسابهم ، وأساميهم ، وموتهم ، على ما روي لنا وذكر».


وقد أوفى المؤلف بما ذكره ووعده في بداية كتابه في الغالب ، فقد اهتم بذكر اسم المترجم له واسم والده ، ثم أتبعه بذكر نسبه وكنيته ، ثم تعيين قبيلته ، مع ذكر بلده.

ثم يذكر بعض شيوخه وتلاميذه ، وقد يذكر تاريخ ولادته ، ويهتم بذكر وفاته كثيرا ، وقد يذكر مكان موته ، ودفنه ، ومن صلى عليه ، أما إذا كان من القادمين ، فيذكر تاريخ قدومه ، وعدد المرات التي قدم فيها إلى أصفهان ، وتاريخ خروجه ، والبلد الذي توجه إليه ، وقد يتابع سيره في عودته إلى أن يحدد مكان موته أيضا في بعض الأحيان (١).

ويذكر في الغالب وظيفته بأنه كان واليا لبلد كذا ، أو كان قاضيا بأصبهان أو إمام مسجد كذا ، أو مؤذنه في زمن كذا ، وقد يطول في أخباره أحيانا ، وقد يذكر بعض الوقائع التي حدثت في حياته ، ويهتم بسوق حديث أو أكثر في الغالب مما يتفرد به ، ويقتضب حدثنا ب «ثنا» ، وهو الذي يستعمله كثيرا ، وأخبرنا ب «أنا» ، على عادة المحدثين ، وحدثني ب «ثني» وهكذا.

ويشير في بداية ترجمته إلى ما تفرد به بقوله : «كثير الغرائب» ، أو له حديث غريب ، لم يروه غيره ، أو هذا الحديث من غرائب حديثه ، أو له أحاديث مناكير ، وغير ذلك(٢).

وقلما تخلو التراجم من حديث أو قصة من قصصه ، وقد يذكر للمترجم له بعض النصائح والأقوال الحكيمة ، أو تفسير آيات ، وقد يحدد مكان سماع المترجم له من مشايخه وتاريخه (٣).

وقد يطوّل في نسب المترجم له ، حتى يبلغ إلى ١٣ جدا أو أكثر ، ومثل

__________________

(١) انظر للنموذج ت ١٢٤ و ٣٠٥.

(٢) انظر ت ١٠٢ و ١٢٤ و ١٣٦ وت ٢٣ وت ١٢ ح ٢٧ وح ٨٥ و ١٠٤ و ١٣٥ و ١٨٤ وت ٢٣٩ ومواضع كثيرة.

(٣) انظر ت ٣٥ وت ١٤٥.


هذا يكثر في طبقة الصحابة والتابعين.

وقد يذكر اختلاف الأقوال في كنية الراوي المترجم له ، أو في تاريخ وفاته ، ويذكر كثيرا أولاد المترجم له ، أو إخوانه وبعض أقاربه أحيانا ، وقد يذكر المترجم له ، لمجرد أن أصله كان من أصفهان ، وإن كان ولد وعاش ونشأ خارج أصفهان (١).

وقد يتوسع في جمع المعلومات وتسجيلها عن المترجم القادم إلى أصفهان ، حتى يسجل ما خفى من أمره في البداية ، وما كشف من أمره فيما بعد ، وذلك بالاستفسار عنه من أهل بلده أو بإدراك كذبه (٢).

وقد يحدد أحيانا تاريخ وفاة المحدث أو قدومه ، بقوله : «مات في ولاية فلان ، أو وسط ولايته» (٣) ، وقد يذكر أن عداده في البصريين (٤) ، وقد يسوق الحديث أحيانا عن أكثر من شيخ ، حتى يصل إلى خمسة شيوخ (٥).

وأعلى سند له في كتابه رباعي ، كما تقدم (٦) ، وقد ينزل إلى تسعة ، وقد يسوق حديثا أو أكثر من غير طريق المترجم له ، وهو يتعلق به (٧) ، وقد يثني على المترجم له بقوله : «هو أرفع من روى عن فلان من الأصبهانيين» (٨) ، وقد يتعرض لبيان عقيدة المترجم له أو ما رمي به (٩).

وقد يحكم على الأحاديث التي يذكرها عن المترجم له بالغرابة أو النكارة أو التحسين ، بقوله : «ومن غرائب حديثه : ما حدثنا ... ، أو له مناكير ، منها :

__________________

(١) كترجمته لمحمد بن عيسى أبي عبد الله المقرىء انظر ت ١٣٨.

(٢) انظر ت ٢٢ / ٣ من أ ـ ه وانظر / ٢٠٥ و ٢٩٤.

(٣) انظر ت ٢٢ و ٤١.

(٤) انظر ت ٢٣.

(٥) انظر ح ١٥٩ و ٢٩١.

(٦) في مبحث أبي الشيخ وعلو الإسناد.

(٧) كما ساق ح ٢ في ترجمة الحسن بن علي من طريق البراء ، وكذا في ت ٢ وت ٣.

(٨) انظر ت ٨١.

(٩) انظر ت ٧١ وت ٨٥ وت ١٢٧.


ما حدثنا ، أو من حسان حديثه : ما حدثنا ...» ، فيسوق حديثا أو أكثر من هذا القبيل(١).

وقد يسوق بإسناد واحد أكثر من حديث (٢).

وقد يجمع المتون المختلفة من الأحاديث إذا كان سندها واحدا ، ويسوقها مرة واحدة(٣).

وقد يذكر أحيانا متن الحديث قبل سوق إسناده ، وقد يعيده مع السند ، وقد لا يعيده (٤).

وقد يسوق الإسناد بدون ذكر المتن ، إذا كان متن الحديث مثل أو نحو الحديث الذي سبق ذكره.

وقد يذكر أول الحديث فقط ، وقد يلخص ويقتضب الحديث بعد سوق إسناده ، بقوله : قصة المسح ، أو قصة الخوارج ، أو : عن فلان في القنوت ، وهكذا (٥).

وقد يبين المطلق في السند نادرا ، كما ذكر في ت ٢٣٩ في حديث رواه من طريق شقيق ، فقال : «شقيق هذا : هو البلخي الزاهد ، لا نعلم له غير هذا الحديث».

وقد يبين العلل في الحديث ، ويذكر الخطأ والصواب ، كما أنه يبين اختلاف الرواة في رفع الحديث أو وقفه ، مع ذكر الراجح ، وبيان تفرد الراوي الذي تفرد برفعه ، أو وقفه منبها أنه خالف الناس (٦).

__________________

(١) انظر ت ١٠٢ و ١٢٤ و ١٣٦ وت ١٢٩ و ٢٣١ وت ١٢٦ و ١٣٥.

(٢) انظر ح ٣١ و ٣٢.

(٣) انظر ح ٢٩٢ و ٢٩٣ و ٢٩٤.

(٤) انظر ح في ت ٣.

(٥) انظر ح ٣٨ و ١٧٩ وح في ت ٣٥ وت ١٦٤.

(٦) انظر ح ٣٧ و ٥٢ و ٥٣ و ٨٥ و ١٠٤ و ١٨٤ ، وأنظر ٦٣ وت ٢٣٥ ومواضع ، وقد تقدم في مبحث أبي الشيخ والنقد أمثلة كثيرة لهذا النوع من التفصيل.


وغالبا ما يذكر مرتبة المترجم له جرحا وتعديلا ، وقد ينقل أقوال الأئمة النقاد في المترجم له جرحا وتعديلا (١) ، وأولى الطبقة العاشرة والحادية عشرة عناية فائقة ، فذكر مراتبهم بالتفصيل ، وذلك لأنه عاش معهم وعرفهم عن قرب ، ولذا توسع في تراجمهم واستقصى (٢).

وثبت لي من خلال دراستي لهذا الكتاب أن المؤلف محتاط في استعمال الألفاظ جرحا وتعديلا في الرواة ، فترى راويا قد حكم عليه جملة من النقاد ، فقالوا : هو متروك ، فيقول : كان يضعف ، أو تكلموا فيه ، أو متروك الحديث (٣).

بعض الملاحظات على المؤلف وكتابه

لا ينكر سعة علم المؤلف وفضله وغزارة حفظه ، ولكنه مع ذلك يلاحظ عليه أنه يسوق في سائر مؤلفاته الغث والسمين ، والرطب واليابس ، والصحيح والسقيم ، والواهيات ، وقد فعل هذا في كتابه «الطبقات» ، ولم ينبه على ذلك (٤).

وإلى هذا أشار الذهبي ، فقال : «فلقد كان أبو الشيخ من العلماء العاملين صاحب سنة واتباع ، لو لا ما يملأ تصانيفه بالواهيات» (٥).

وقد ذكر قصصا لا ينبغي أن يذكرها ، كما ذكر في وصف خلقة فرعون (٦) ، وأخبارا عن الخنفساء في ترجمة الكسائي.

__________________

(١) كما ذكر في ترجمة بكر بن بكار رقم ٩٤ قول أبي عاصم النبيل وأشهل ابن أبي حاتم في توثيقه ، وهو ضعيف متكلم فيه ، وكذا نقل في ت ١٢٥ الشاذكوني ، وانظر ت ٩٣ ـ وت ١٢٩ و ١٣١.

(٢) انظر مبحث أبو الشيخ والنقد ، لمعرفة ألفاظ التوثيق والجرح عنده.

(٣) انظر ت ٣٥ و ١٢٥ و ١٢٩ و ١٣١ وت ١٣٦.

(٤) انظر ح ٩٩ وح ١٦٠ و ١٧٠ وغيرها.

(٥) انظر «سير النبلاء» ٢١٦ / ١٠.

(٦) انظر ترجمة ٩٩ و ١٠٦.


كما أنه يؤخذ عليه تركه عددا من مشاهير العلماء والأدباء ، مثل سلمان أبي عبد الله الأغر ، مولى جهينة ، أصله من أصبهان ، تابعي (١) ، وداود بن علي الظاهري ، صاحب مذهب أهل الظاهر المتوفى سنة ٢٧٠ ه‍ وابنه أبو بكر محمد ابن داود بن علي المتوفى ٢٩٧ ه‍ انظر ترجمته في «تاريخ بغداد» (٥ / ٢٥٦ ـ ٢٦٣). وأبي مسلم الخراساني عبد الرحمن بن مسلم المتوفى سنة ١٣٧ ه‍ ، وكان من أدباء أصبهان (٢). وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ، المتوفى سنة ٣٢٧ ه‍ ، وقد قدم أصبهان مرات ، وأبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصفهاني ، المتوفى سنة ٣٥٦ ه‍. وسليمان بن أحمد اللخمي الطبراني ، صاحب المعاجم ، وقد مكث في أصفهان ستين سنة يحدث بها إلى أن مات بها سنة ٣٦٠ ه‍.

وكذا محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو عبد الله الأصبهاني ، المتوفى سنة ٣٦٠ ه‍. كان من الثقات (٣).

وكذا مما يؤخذ عليه : إدخال بعض الصحابة في طبقة التابعين (٤).

وثانيا : لم يذكر كل الصحابة الذين دخلوا أصبهان ، كعتبة بن فرقد (٥) وأهبان بن أوس الأسلمي مكلم الذئب ، وأبي إبراهيم مولى أم سلمة وعتيقها ، والمرأة الصحابية التي ذكر سلمان الفارسي أنها سبقته إلى الإسلام ، وهي أصبهانية ، وقيل : اسمها أمة الله ـ رضي‌الله‌عنهم ـ (٦).

__________________

(١) انظر «التهذيب» ٤ / ١٣٩.

(٢) ميرزا حسن الأنصاري في «تاريخ أصفهان» ص ١٩.

(٣) انظر «المنتظم» لابن الجوزي ٧ / ٥٤ ، ولعل له العذر في ترك تراجم أمثال هؤلاء المشاهير الأعلام لانتشار أخبارهم ، ووضوح أمرهم ، أو اكتفى بذكر نماذج منهم ، واستغنى بهم عن غيرهم ؛ لأنّه ـ والله أعلم ـ كان عازما على كتاب مستقل يفردهم فيه بالذكر.

(٤) انظر ت ١٧.

(٥) ذكره أبو نعيم في «أخبار أصفهان» ١ / ٤٤ ، ولكنه لعله لم يثبت عند المؤلف أبي الشيخ قدومه ، إلى أصفهان ، والله أعلم.

(٦) ذكر الجميع أبو نعيم في المصدر السابق.


وكذا عدّ بعضا من الصحابة الذين لم يشتركوا في فتح أصبهان منهم ، والصواب عدم اشتراكهم ، بل عدم دخولهم أصفهان (١). والله أعلم.

وقد وهم في حديث أخرجه في ترجمة عبيد الله بن أبي بكرة ، زاعما أنه من حديثه ، لأنّه جاء في سند الحديث عن ابن أبي بكرة ، فوهم فيه ، وظنّ أن ابن أبي بكرة هو عبيد الله بن أبي بكرة ، والصحيح أنّ راوي الحديث هو مسلم ابن أبي بكرة (٢).

وأهمل أمورا استدركت بعضها ، منها : قول المؤلف في ترجمة حبيب بن الزبير إن أبا حاتم قال : «لا أعلم أحدا حدث عنه غير شعبة» ، ولم يزد عليه شيئا ، مع أنه قد سمع منه أيضا عمر بن فروخ بياع الأقتاب (٣) ، وعمارة (٤) ، وشريك (٥).

وكذا استدركت عليه في قوله في شقيق البلخي بعد أن روى من طريقه حديثا «لا نعلم له غير هذا الحديث» ، وله أكثر من حديث (٦).

وصف النسختين الخطيتين اللتين

اعتمدت عليهما في الإخراج

استطعت الحصول على نسختين مصورتين : الأولى مصورة عن نسخة في المكتبة الظاهرية بدمشق ، والأخرى من المكتبة الآصفية بحيدر آباد الهند ، وكلتاهما موجودتان بالمكتبة المركزية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، الأولى : برقم عام ٤٧٦ ، والثانية : برقم عام ٨٧٣.

__________________

(١) انظر ت ٨ بديل بن ورقاء ، وكذا في قيادة ابنه عبد الله بن بديل نظر كما أشرت في محله.

(٢) انظر ت ٢٩ ح ٤٢.

(٣) انظر «التهذيب» ٢ / ١٨٣.

(٤) انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٢٩٤.

(٥) انظر «الجرح والتعديل» ٣ / ١٠٠.

(٦) انظر ترجمة ٢٣٩ ، وتعليقي على قوله المذكور.


نسخة الظاهرية التي اعتمدت عليها في النسخ ، هي بخط واضح ، نسخي قديم ، قليل الأخطاء ، وقلما تجد فيه طمسا أو بياضا ، ولكنها مهملة النقط في غالب الحروف ، وهي ثلاثة أجزاء في ١٦٤ ورقة ، وفي كل صفحة ٢١ سطرا وفي كل سطر ١٣ أو ١٤ كلمة تقريبا ، ومقاسها ٢٥* ٢٢ سم.

والنسخة كاملة ، فقد صرح الناسخ في ختامها بقوله : آخر الكتاب ، الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على نبيه محمد وآله ، وبعد.

وابتدأت النسخة بالسماع للجزء الأول والثاني ، وختمت بالسماع للجزء الثالث ، ثم السماعات لجميع أجزاء الكتاب.

ويوجد بهامشها تصحيحات ولحق ، وكلاهما يثبت أن النسخة قرئت ، وقوبلت ، واعتني بتصحيحها ، واستدرك ما سقط منها ، وقد أثبت كل ذلك في هوامشها من بدئها إلى نهايتها ، وقد وجد التصريح في مواضع بالهامش بلفظ ، بلغ معارضتها وفي آخر الكتاب ، بقوله : «بلغ معارضتها بالأصل».

فهذا يعطي الدليل على العناية بمقابلتها ومعارضتها على الأصل المنقول منه.

وما ذكره فؤاد سزكين وبروكلمان أن هذا «قد يكون النصف الأول فقط» ١٧٩ ورقة (١).

وما ذكره الزركلي من أنها في جزئين (٢) ، وكذا ما ذكر أستاذنا الدكتور أكرم ضياء العمري أن أبا الشيخ جعل كتابه «طبقات المحدثين» إحدى عشرة طبقة ، ولكنه لم يذكر سوى عشر طبقات (٣).

__________________

(١) انظر «تاريخ التراث» ١ / ٣٢٧ ، و «تاريخ الأدب العربي» ١ / ٣٤٧.

(٢) انظر «الأعلام» ٤ / ٢٦٤ ، ولعله استنبط ما ذكره من السماعات على وجه الورقة الأولى ، فإنه ذكر «سمع على جميع هذا الجزء من الأول والثاني من طبقات المحدثين». فظنّ الكتاب في جزئين ، وإنما هو في ثلاثة أجزاء.

(٣) انظر «بحوث في تاريخ السنة المشرفة» ص ١٤٥.


أثبت التحقيق أن كل هذه الأقوال متأثرة ببعضها ، وقلد فيها المتأخر من سبقه ، فالنسخة كاملة كما ذكرت في ثلاثة أجزاء ، مستوفية إحدى عشرة طبقة ، ولعلّ الوهم جاء من أن المؤلف قد خلط الطبقة العاشرة والحادية عشرة ، وقد صرح بذلك المؤلف بقوله : «الطبقة العاشرة والحادية عشرة مختلطتان لم أفصلهما» (١) ، ولكن كل من تقدم فيما يظهر لي أنهم لم يطلعوا على تصريح المؤلف هذا ، أو اكتفوا بقراءة العنوان على غلاف النسختين ، وما على الظاهرية من السماعات.

أما النسخة الثانية : فهي نسخة الآصفية من الهند ، وهي نسخة كاملة أيضا ، وتقع في ١٥٩ ورقة ، وقد رقّمت صفحاتها ، فبلغت ٣١٨ صفحة ، وفي كل صفحة ٢٢ سطرا ، وفي كل سطر بين ١٤ أو ١٥ كلمة ، ومقاسها ٥ ، ٢٧* ٢٥ سم ، ورسم خطها فارسي ، والناسخ خطاط جيد ، ولكنه يبدو أنه لا صلة له بالعلم ، حيث حرّف وصحّف معظم النصوص ، ولا تخلو صفحة من أغلاط وتحريفات صريحة ، وقد بين في آخر الجزء الأول سبب ذلك ، فقال : «انتهى هذا الجزء من نسخة قديمة ، فمن رأى خللا فليحرره ، ويعذر الناسخ ، لكون النسخة مهملة قديمة الكتابة ، كما هي عليها أكثر الخطوط الصعبة» (٢).

وأثبت بالمقارنة أن هذه النسخة فرع عن النسخة الظاهرية ، فهي توافقها موافقة تامة إلا ما يقع فيه الناسخ عادة من تحريف لبعض الكلمات ، وسببها ضعفه ، أو عدم وضوحها بالأصل ، فلذا لم أعتمد عليها كثيرا في تصحيح النصوص ، وإنما اعتمدت على «أخبار أصبهان» لأبي نعيم ، «والحلية» في ترجيح تصحيح النصوص وبيان الفروق ، ومن مظان تخريج النصوص أيضا.

وقد أهمل الناسخ نقل السماعات في هذه النسخة ، مع أنها موجودة ومثبتة في نسخة الظاهرية ، وقد وضع الشيخ أبو الوفا الأفغاني لهذه النسخة فهرسا

__________________

(١) انظر «طبقات المحدثين» للمؤلف ٢٠١ / ٣.

(٢) انظر «طبقات المحدثين» للمؤلف ٩٣ / ١.


لأسماء المترجمين مرتبا على الحروف ، وكذا آخر على «الطبقات» ، جزاه الله خيرا.

ولا شك أن اهتمام العلماء بسماع الكتاب ، يعطي الدارس صورة مطمئنة ، تدل على العناية بالكتاب ، وسلامة النقل ، وكذا يستوثق بها في صحة نسبة الكتاب إلى المؤلف ، كما أنها قد تحدد تاريخ نسخ المخطوط عند إهمال الناسخ التاريخ ، فتوصلت من السماعات الموجودة على نسخة الظاهرية ، أن هذه النسخة قد نسخت في أوائل القرن السادس.

رواة طبقات المحدثين بأصبهان

١ ـ رواية أبي القاسم (١) بن أبي بكر بن أبي علي الذكواني (٢) عنه.

٢ ـ رواية أبي طاهر (٣) اسحاق بن أحمد بن جعفر الراشتيناني (٤) ، وأبي الفضل (٥) جعفر بن عبد الواحد بن محمد الثقفي عنه.

__________________

(١) أبو القاسم : هو عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن أبي علي أحمد الذكواني ، أفاد أباه أبا بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الذكواني عن جماعة من الثقات ، وكذا ذكره السمعاني في «التحبير» ١ / ١٥٩ ، وروى من طريقه عدة كتب لأبي الشيخ ومن جملتها «الطبقات».

انظر : «الأنساب» للسمعاني ٦ / ٧.

(٢) الذكواني ـ بفتح الذال المعجمة ، وسكون الكاف ، وفتح الواو ـ هذه النسبة منسوب لبعض أجداد المنتسب إليه ، وذكوان : اسم لأحد أجداده ، والمعروف بها أبو بكر بن أبي علي الأصبهاني.

انظر : المصدر السابق.

(٣) جاء في «معجم البلدان» بزيادة محمد بين أحمد وجعفر. انظر : ٣ / ١٤.

(٤) الراشتيناني ـ بالشين المعجمة ، ثم التاء المثناة من فوقها وياء ، وآخر الحروف ساكنة ، ونونين بينهما ألف ـ : قرية من قرى أصبهان ، ينسب إليها أبو طاهر المذكور.

انظر : المصدر السابق ، «والأنساب» ٦ / ٣٩. تعليق رقم ٤.

(٥) ترجم له السمعاني فقال : «كان شيخا صالحا سديدا معروفا من بيت الحديث وأهله. عمّر العمر الطويل ، ولد سنة ٤٣٤ بأصبهان ، وتوفي بها سنة ٥٢٣ ه‍». انظر : «التحبير» (١ / ١٥٩).

وكذا ذكر روايته «الطبقات» ، عن الذكواني المذكور هنا ، عن المؤلف وترجم له الذهبي في «العبر» (٤ / ٥٤) أيضا.


ورواية أبي عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد (*) الكراني (١) ، عن أبي طاهر الراشتيناني.

ورواية أبي المحاسن (٢) محمد بن الحسن بن الحسين بن الأصفهبد (٣) ، عن جعفر الثقفي.

رواية شيخنا أبي الحجاج يوسف (٤) بن خليل بن عبد الله الدمشقي ، عنهما سماع الفقير الى الله تعالى ، عبيد الله بن عمر بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن العجمي.

__________________

(*) في ـ ه ـ «أحمد» ، والصحيح ما أثبته كما في الأصل.

(١) ترجم له الذهبي ، فقال : «المسند الكبير ... الأصبهاني الخباز ، وله مائة سنة كاملة ، توفي سنة سبع وتسعين وخمسمائة» ، والكراني ـ بفتح أولها والراء المشددة ـ هذه النسبة إلى كران ، وهي محلة بأصبهان ، ينسب إليها جماعة من العلماء.

انظر : «تذكرة الحفاظ» ٤ / ١٣٤٧.

(٢) ذكره الذهبي بقوله (المسند .... الأصبهاني التاجر المعروف بالأصفهيد ، توفي سنة إحدى وتسعين وخمسمائة ، وقد قارب الثمانين).

انظر : «تذكرة الحفاظ» ٤ / ١٣٧٢.

(٣) ذكره ياقوت الحموي والبلاذري «بالبائين الموحدتني ـ وبينهما هاء ـ الأصبهبد» والصحيح ما ذكره الذهبي وما أثبته ، لأن أصبهبد : لقب لحافظ الجيوش عند الفرس ، وهم ينطقونها بالباء المنقوطة بثلاث نقط من تحت ـ بسبهبد ـ ، فما ذكر معرب عنه.

انظر : «معجم البلدان» ٤ / ١٥ ، و «فتوح البلدان» ص ٣٣٢.

(٤) ترجم له الذهبي ، فقال : «الحافظ المفيد ، الامام الرّحال ، مسند الشام ... ، محدث حلب ... ، طيّب الأخلاق ، مرضيّ الطريقة ، متقن ثقة حافظ». وقال أيضا : «إنه يدخل في شرط الصحيح ، توفي سنة ثمان وأربعين وستمائة عن ثلاث وتسعين سنة».

انظر : «تذكرة الحفاظ» ٤ / ١٤١٠.


السماعات الموجودة للجزء الأول والثاني (*)

على وجه الورقة الأولى من نسخة الظاهرية

سمع علي جميع هذا الجزء فيه الأول والثاني من «طبقات المحدثين» تأليف «أبي محمد بن حيان» بسماعي المنقول فيه ، بقراءة الإمام كمال الدين أبي الفضل عباس بن بزوان (١) بن طرخان الموصلي ، صاحبه الإمام العالم شهاب الدين أبو صالح عبيد الله بن الفقيه ، الإمام العالم الأوحد ، كمال الدين أبي القاسم عمر بن عبد الرحيم بن العجمي.

وأبو الحسن علي بن فائد بن ماجد ، وابن أخته ، عمر بن مكي بن محلي الجردجان ، وأبو العباس أحمد بن محمد بن أمية العدوي ، وأبو عبد الله محمد بن علي بن محمد أيدغدي ، عرف بابن المؤيد الموصلي.

وأبو الحسن علي بن محمد بن العقاب الأسدي.

وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن سلمان البغدادي ، والعفيف أبو الفضل جعفر بن أبي حامد بن سلمان الخازن ، وأبو بكر طرخان بن بزوان الموصلي ، وأبو بكر بن معمر بن عمر الحظيري ، ومحمد بن فلك سبردق بن عبد الله الطاهري ، وعلي ومحمد ابنا عبد الواحد بن علي بن غنام الجرانيان ، وإبراهيم بن عمر بن رضوان الموصلي ، وآخرون ، بفوات

__________________

(*) مكتوب فوق الورقة الأولى : «وقف الشيخ علي الموصلي (عمريه) وكذا يوجد بعض العبارات الأخرى لم يتضح لي قراءتها ، ومنها علق منه محمد بن أبي بكر عبد الله عفا الله عنهما.

(١) قال الذهبي : «بموحدة وزاي ساكنة ، محدث معروف. انظر «المشتبه» ١ / ١٢٢ ، وفي «كتاب ابن نقطة» عباس بن بزوان الموصلي : شاب حسن ، رأيته بالموصل في سنة أربع عشرة يطلب الحديث : انظر : تعليق المعلمي على «الإكمال» ١ / ٢٦١.


أسمائهم على الأصل ، فالجزء الأول في مجلسين : آخرهما ، يوم السبت سابع عشر من ذي الحجة والثاني في مجلسين آخرهما يوم الاثنين تاسع عشر ذي الحجة من سنة خمس وثلاثين وستمائة (١) ، وكتب يوسف بن خليل.

__________________

(١) وكذا تكرر هذا السماع في آخر الجزء الثالث ، وهو آخر الكتاب.


تكرر السماع التالي

في آخر جميع الأجزاء الثلاثة (١)

سمع جميع هذا الجزء على أبي عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد الكراني ، بسماعه من أبي طاهر الراشتيناني ، عن أبي القاسم بن أبي بكر الذكواني ، عن المصنف ، بقراءة صاحبه أبي الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي وجماعة ، منهم : أبو رشيد محمد بن أبي بكر بن أبي القاسم ابن محمد الغزال ، وهذا خطه (٢).

وذلك في شهر جمادى الآخرة ، سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.

نقله مختصرا عبيد الله بن عمر بن عبد الرحيم بن العجمي.

__________________

(١) انظر : ق ٤٨ ص ٩٥ من «الطبقات» آخر الجزء الأول من الأصل.

وانظر ق ٩٠ ص ١٨٠ من «الطبقات» آخر الجزء الثاني ، وزاد فيه وصحح لهم ذلك.

وانظر ق ١٦٤ ص ٣٢٧ من «الطبقات» آخر الجزء الثالث ، وزاد فيه وصحح لهم ذلك ...

(٢) تقدم تراجمهم في تراجم رواة الكتاب.







منهج التحقيق

أ ـ اعتمدتّ في النسخ على نسخة الظاهرية ، وعبرت عنها بالأصل في بيان الفروق ، ورمزت للنسخة الآصفية الهندية ب : أ ـ ه.

وقابلت النسختين الخطيتين اللتين حصلت عليهما مقابلة دقيقة ، وأثبتّ المغايرة في الحاشية ، ورجحت ما تعارض ، وأشرت إلى ذلك في الحاشية ، واستعملت الحروف الأبجدية في بيان الفروق ، وجعلتها بعد انتهاء المتن مباشرة ، ووضعت بينهما خطا فاصلا.

ب ـ وثّقت نصوص الكتاب بما جاء من النصوص المنقولة عن المؤلف ، ووجدت كثيرا منها عند أبي نعيم ، التلميذ البارز للمؤلف في «أخبار أصبهان» ، وفي «الحلية».

وأثبتّ الفرق في موضعه في الحواشي ، كما قارنتها بالنصوص المنقولة عند غير أبي نعيم ، وثبّتّ الاختلاف في الحاشية إن وجد.

ج ـ قارنت تراجم الرجال المترجمين عند المؤلف بالكتب المعنية بتراجم الرجال ، وذكرت أكثر المصادر التي ترجمت لهم عند بدء الترجمة في الحاشية بعد بيان الفروق.

وبذلت الجهد في ضبط الأسماء ، وتصحيح ما حرّف وصحّف منها.

د ـ وضعت رموز «التقريب» ، و «التهذيب» قبل اسم المترجم له إذا كان


روى عنه أصحاب الستة في كتبهم ، واعتمدت فيها على «التهذيب» ، و «التقريب» ، وقابلت الرموز عند الاختلاف على «الميزان» ، و «الكاشف» ، و «الخلاصة».

ه ـ رقّمت للتراجم رقما تسلسليا ، وجعلته على اليمين ، ورقما داخل الطبقة فجعلته فوق ، ورقم الطبقة تحت ، هكذا : (٢٤٠ / ٣) ، فرقم (أربعون) للتسلسل ، ورقم (اثنان) هو الثاني ممن ترجم لهم داخل الطبقة ، ورقم (٣) هو للطبقة ، فيكون المترجم بهذا الرقم هو الأربعون من تسلسل التراجم في الكتاب ، وهو الثاني من الطبقة الثالثة.

و ـ خرجت الأحاديث ورقمتها ، وطريقتي في تخريجها : هي أني أخرّج طريق المؤلف ، وأدرس سنده ، وأبين العلل إن وجدت فيه ، وأثبت من وافقه في التخريج بنفس طريقه ، ثم التزمت الترتيب في الستة ، هكذا : البخاري ، ثم مسلما ، ثم أبا داود ، ثم الترمذي ، ثم النّسائي ، ثم ابن ماجه ، واعتبرت ترتيب غيرهم على الوفيات عند عدم الموافقة مع المؤلف ، وتقديم المتابعات على الشواهد ، إلا إذا دعت ضرورة الاختصار ، أو مصلحة أخرى يقتضيها النص أو سياق الكلام.

ز ـ بيّنت موضع الآيات في القرآن بذكر اسم السورة ورقم الآية فيها.

ح ـ خرجت الآثار ، مع دراسة أسانيدها ، والأشعار ، والنصوص أيضا.

ط ـ عرّفت بالأماكن التي وردت في نصوص الكتاب.

ي ـ شرحت المفردات اللغوية والجمل التي تحتاج إلى شرح وإيضاح.

ك ـ استدركت مواضع السقط أو البياض أو المطموس مع قلته من المصادر الأخرى ، كما أنّي أضفت بعض ما يقتضيه السياق ، وزدت بعض العناوين ، مع الإشارة إلى ذلك في الحاشية ، وجعلت ذلك كله بين معقوفتين ، هكذا : [ ]

. ل ـ حذفت ما وجدته مكررا بدون فائدة من الكلمات ، أو التراجم مع


الإشارة إلى موضعه الأول في الحاشية (١).

م ـ تعقبت المؤلف فيما رأيت أنه خالف فيه الصواب ، وأشرت إلى ذلك.

ن ـ استخدمت علامات الترقيم مقدار جهدي ، وحصرت الآيات بين قوسين ، هكذا : ( ).

س ـ استعملت ـ للإحالة على ترجمة الراوي حرف «ت» وللإحالة على الأحاديث حرف «ح» اختصارا ، فكثيرا ما أقول تقدم في ت كذا وح كذا.

أعني أنه تقدم في ترجمة كذا وحديث كذا.

وقد أنشأت للكتاب عدة فهارس تسهيلا لاستفادة القاريء.

__________________

(١) وقد حصل هذا في بعض النصوص ، وفي ترجمة واحدة. انظر ترجمة رقم ٢١٢ حيث كررها بعد ترجمة ٣٠٢ بدون أي تغيير ، فحذفتها وأشرت إلى موضعها السابق.


شرح الرموز والمصطلحات

وضعت على الجهة اليمنى من اسم صاحب الترجمة ـ عند المؤلف ـ رموز «التقريب» لابن حجر ، إذا كان قد وردت له ترجمة فيه.

إليك شرح الرموز التي فيه (١).

خ ـ لمن أخرج له البخاري في «الصحيح».

خت ـ لمن أخرج له البخاري في «الصحيح» معلّقا.

بخ ـ لمن أخرج له البخاري في «الأدب المفرد».

عخ ـ لمن أخرج له البخاري في «خلق أفعال العباد».

ز ـ لمن أخرج له البخاري في «جزء القراءة».

ي ـ لمن أخرج له البخاري في «رفع اليدين».

م ـ لمن أخرج له مسلم في «صحيحه».

د ـ لمن أخرج له أبو داود في «سننه».

مد ـ لمن أخرج له أبو داود في «المراسيل».

__________________

(١) ملاحظة : لم أستعمل بعض هذه الرموز المذكورة.


صد ـ لمن أخرج له أبو داود في «فضائل الأنصار».

خد ـ لمن أخرج له أبو داود في «الناسخ».

قد ـ لمن أخرج له أبو داود في «القدر».

ف ـ لمن أخرج له أبو داود في «التفرد».

ل ـ لمن أخرج له أبو داود في «المسائل».

كد ـ لمن أخرج له أبو داود في «مسند مالك».

ت ـ لمن أخرج له الترمذي في «السنن».

تم ـ لمن أخرج له الترمذي في «الشمائل».

س ـ لمن أخرج له النسائي في «السنن».

عس ـ لمن أخرج له النسائي في «مسند علي».

كن ـ لمن أخرج له النسائي في «مسند مالك».

ق ـ لمن أخرج له ابن ماجه القزويني في «السنن».

فق ـ لمن أخرج له ابن ماجه القزويني في «التفسير».

ع ـ لمن أخرج له الجماعة ـ أصحاب الستة.

٤ ـ لمن أخرج له الأربعة سوى الشيخين.

وقد استعملت في خلال التحقيق بعض الرموز والمصطلحات ، وهي كالتالي :

«الأصل» أعني نسخة الظاهرية التي اعتمدت عليها في النسخ.

«ن ـ أ ـ ه» أعني بها الآصفية الهندية.

واختصرت «فتح الباري» لابن حجر «بالفتح» ، وقد تجد أحيانا بعده


حرف «ط ـ ح ـ أو ط ـ س» ، أعني بالأول طبع الحلبي ، وبالثاني السلفي ، و «تقريب التهذيب» «بالتقريب» ، «وتهذيب التهذيب» «بالتهذيب» ، و «شرح النووي» بالنووي أحيانا ، فأقول : «صحيح مسلم مع النووي» ، «ومجمع الزوائد» للهيثمي «بالمجمع» ، و «ميزان الاعتدال» «بالميزان» ، وهكذا ، وتجد في تراجم الرواة قولي : لم أعرفه ، أقصد جهالة حاله.

ولتمييز المخطوطات من المطبوعات ، جعلت رقم الجزء في المخطوطات على اليسار ، ورقم الصفحة على اليمين ، عكس ما فعلته في المطبوعات.

وهذا ما أحببت أن أنبه عليه ، والله الموفق ...

وكذا في المترجمين ، استعملت اصطلاح ابن حجر في طبقات الرّواة في «التقريب».


رواية أبي القاسم بن أبي بكر بن أبي علي الذكواني عنه ، رواية أبي طاهر إسحاق بن أحمد بن جعفر الراشتيناني وأبي الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد الثقفي كليهما عنه.

رواية أبي عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد الكراني ، عن أبي طاهر الراشتيناني.

ورواية أبي المحاسن محمد بن الحسن بن الحسين بن الأصفهبد عن جعفر الثقفي.

رواية شيخنا أبي الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي عنهما سماع الفقير إلى الله تعالى عبيد الله بن عمر بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن ابن العجمي.



الجزء الأوّل



الحمد لله حق حمده ، وصلّى الله على محمّد النّبيّ ، وعلى آله وسلّم كثيرا.

أخبرنا شيخنا أبو الحجاج يوسف (١) بن خليل بن عبد الله الدمشقي ، قال : أبنا أبو عبد الله محمد بن أبي زيد الكراني ، قال : أبنا أبو طاهر إسحاق (٢) ابن أحمد بن جعفر الراشتيناتي ، قال شيخنا : وأبنا أبو المحاسن محمد بن الحسن بن الحسين بن الأصفهبد (٣) ، وقال : أبنا أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي ، قالا : أبنا أبو القاسم بن أبي بكر ابن أبي علي الذكواني قال : أبنا الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان المعروف بأبي الشيخ ـ رحمه‌الله ـ قال : هذا كتاب «طبقات أسماء المحدثين ممن قدم أصبهان» (٤) ،

__________________

(١) انظر المقدمة ص ١٢٨ لرواة سند الكتاب.

(٢) إسحاق غير واضحة في الأصل ، واستدركتها من السند الموجود على الغلاف ، ومن ن ـ أ ـ ه.

(٣) هو لقب حافظ الجيوش عند الفرس ، وذكر ياقوت عند كلامه على طبرستان ، فقال : «وكانت ملوك الفرس يولونها ـ أي طبرستان ـ رجلا ، ويسمونه الأصبهبد ، فإذا عقدوا له عليها : لم يعزلوه عنها حتى يموت ، فإذا مات أقاموا مكانه ولده إن كان له ولد ، وإلا وجهوا أصبهبدا آخر». انظر «معجم البلدان» ٤ / ١٥. ويستعمل هذا اللقب حتى اليوم ، المحقق.

(٤) انظر مقدمتي لتعريف أصبهان وتحديدها ، وسيذكر المؤلف بعد قليل من أسّسها ومن فتحها في الإسلام ومتى فتحت. وهي بفتح الهمزة وهو الأكثر وبكسرها ـ قلت : وبالكسر ينطقها أهل إيران اليوم ـ وبالفاء بدل الباء ـ «انظر «معجم البلدان» ١ / ٢٠٦.


من الصحابة والتابعين ، ومن كان بها وقت فتحها إلى زماننا هذا ، مع ذكر كل من تفرّد به واحد منهم بذلك الحديث ولم يروه غيره بذلك الإسناد ، أو حديث من حديثه ، وذكر أنسابهم (١) وأساميهم وموتهم على ما روي لنا وذكر. والله الموفق ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وأول ما نذكر في كتابنا هذا : ما روي لنا في فضل بلدنا من دعوة إبراهيم (٢) الخليل عليه‌السلام ، وما قيل في ذلك.

(بيان ما ورد في فضل أصبهان) (٣) :

سمعت (٤) من حكى عن إبراهيم بن محمد النحوي قال : خرج قوم من أهل أصبهان إلى ذي الرياستين (٥) في حوائج لهم ، فقال ذو الرياستين : من أين أنتم؟ قالوا : من أهل أصبهان ، قال : أنتم من الذين لا يزال فيهم ثلاثون رجلا مستجابي الدعاء ، قالوا : وكيف ذلك؟ قال :

__________________

(١) في أ ـ ه ـ : (أنبائهم).

(٢) هو أبو الانبياء ، وخليل الله ، وأحد أولو العزم «من الرسل عليهم‌السلام ، وقد عرّفه القرآن لنا تعريفا وافيا ، وهو في غنى عن التعريف».

انظر «الكامل لابن الأثير» ١ / ٥٣ إن شئت.

(٣) العنوان غير موجود في نسختي المخطوطة ، وقد اخترت ذكره بين الحاجزين ، مع التنبيه عليه وعلى ما يأتي من العناوين ، تسهيلا للقارىء والتزاما بأصول التحقيق.

(٤) لا صحة لهذا الخبر من ناحية الصناعة الحديثية ، لأنّ فيه راويا مبهما ، ولم أعرف النحوي ، وهو يرويه بالقول المحتمل للسماع وغيره ، فمثله لا يقبل عند المحدّثين.

(٥) هذا لقب وزير المأمون ، سمّاه به المأمون لأنّه دبّر له أمر السيف والقلم ، وولي رياسة الجيوش والدواوين ، واسمه الفضل بن سهل ، وكان نصرانيا أسلم على يده ، وذكر السمعاني «أن اسمه الحسن بن سهل ، فنقم عليه المأمون وقتله بسرخس في توجهه إلى العراق. «قلت : الصواب أن اسمه الفضل ، وهو الذي قتله المأمون ، وأما الحسن بن سهل ، فإنه عاش بعد المأمون كثيرا ، ويؤيد ما ذكرته : ما ذكره ابن الأثير الجرزي في «اللباب» ١ / ٥٣٣ ، والبيهقي في «تاريخه» ص ١٤٩ ، واليعقوبي في «تاريخه» ، والثعالبي في «ثمار القلوب» ص ٢٩٢ ، وقال : «إن ذا الرياستين وزير المأمون اسمه الفضل بن سهل ، وهو الذي قتله المأمون ، والله أعلم».


إن نمروذ (١) بن كنعان لما أراد أن يصعد إلى السماء ، كتب في البلدان يدعوهم إلى محاربة رب العالمين ، فأجابوه كلهم إلّا أهل أصبهان ، فحمل منهم ثلاثين رجلا مقيدين ، فلما أن نظروا في وجه إبراهيم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ آمنوا به ، فقال إبراهيم :

اللهم اجعل أبدا بأصبهان ثلاثين رجلا تستجيب دعاءهم ، فلا يزال أبدا بأصبهان ثلاثون (٢) رجلا يستجاب دعاؤهم (٣).

وحدثنا إسحاق بن أحمد الفارسي ، ثني أبو صالح محمد بن إسماعيل ، قال : ثنا محمد بن أيوب الضراب الأصبهاني ، قال : ثنا نعيم بن حماد ، عن رجل ذكره ، عن خصيب بن جحدر ، عن وهب بن منبه (٤) ، قال :

لما تأبى (٥) نمروذ ، وجحد قدرة الرب عزوجل ، بعث إلى أهل النواحي

__________________

(١) هو الملك الجبار الذي حاجّ إبراهيم الخليل ـ عليه‌السلام ـ في ربه ، وهو الذي ألقاه في النار.

وقيل : إنه هو أول من ملك من الملوك الذين ملكوا الدنيا شرقا وغربا ، والله أعلم.

انظر : «الكامل» ١ / ٦٥ و ٦٦ لابن الأثير. و «أخبار أصبهان» ١ / ٤٠.

(٢) في الأصل (ثلاثين) ، والصواب ما أثبتّه من أ ـ ه ، «وأخبار أصبهان» ١ / ٤٠.

(٣) كذا ذكره أبو نعيم في المصدر السابق من طريقه مثله ، وقد تقدم في بداية السند الكلام عليه.

(٤) تراجم الرواة :

إسحاق بن أحمد الفارسي : لم أقف عليه. وأبو صالح محمد بن إسماعيل : لم أهتد إليه.

ومحمد بن أيوب الضراب : ترجم له أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٩٨ ، وقال : روى عن نعيم بن حماد ... وسكت عنه.

ونعيم بن حماد بن معاوية الخزاعي أبو عبد الله المروزي ، نزيل مصر ، صدوق ، يخطىء كثيرا. مات سنة ثمان وعشرين ومائتين. انظر «التهذيب» ١٠ / ٤٥٨ ، و «التقريب» ص ٣٥٩.

وخصيب بن جحدر : كذّبه شعبة والقطان وابن معين والبخاري. انظر «الميزان» ١ / ٦٥٣.

ووهب بن منبه : هو أبو عبد الله أخو همام بن منبه الأبنادي ـ بفتح الهمزة وسكون الموحدة بعدها نون ـ التابعي الجليل ، المشهور بمعرفة الكتب الماضية ، ثقة بالاتفاق ، توفي سنة ١١٤ ه‍.

انظر «التقريب» ص ٣٧٢ ، «وتهذيب الأسماء» ٢ / ١٤٩ للنووي.

(٥) في الأصل غير واضحة ، وما أثبتّه من «أخبار أصبهان» ١ / ٣٩ ، وفي أ ـ ه (تاه) ، والأول أنسب بالمقام ، لأن معناه استعصى عليه وامتنع وأنكر ، انظر «لسان العرب» ١٤ / ٤ ، «ومختار الصحاح» ص ٣ ، «ومعجم الوسيط» ١ / ٤.


يحشرهم لمحاربة رب العزة ، فتفرقوا وصاروا في جبال أصبهان ، وقالوا : كلا ، لا نجحد قدرة الربّ ، ربّ السماء ، فأنبت الله في تربتها الزعفران وألقى في جبالها الشهد (١) ، فبها سمّي «أصبهان» (٢) أي : وأصبه آن نه كه (٣) كافربند (٤).

قال إسحاق (٥) : وحدثنا ما ربين يوشع بن نون ، وذلك أنه يقال : كان يجول في الدنيا ، فدخل أصبهان ، فنزل الموضع الذي يدعي ماربين ، وإنما سمّي «ماربين» ، لأنهم بصروا بحية ارتفعت من الأرض ، فقيل ليوشع : ماربين ، أي : انظر إلى الحية ، فسمّي ماربين بها (٦).

حدثنا محمد بن محمد بن فورك ، قال : ثنا علي بن عاصم ، قال : ثنا شاذة بن المسور ، قال : ثنا نصير بن الأزهر ، قال : ثنا أبو عبيد محمد بن أحمد ، قال : ثنا محمد بن يحيى الناجي (٧) ، قال : وجدت في بعض الكتب عن وهب بن منبه : «زعم بأن نمروذ بن كنعان كتب في البلاد يستمدهم لمحاربة ربه تبارك وتعالى ، فأجابوه كلهم إلّا أهل أصبهان ، فإنّهم قالوا : نحن لا طاقة لنا

__________________

(١) الشهد : العسل. انظر : «القاموس» ١ / ٣٠٦.

(٢) اختلف العلماء في وجه تسمية أصبهان بأصبهان. ذكر ياقوت الحموي في «معجم البلدان» ١ / ٢٠٦ أن هناك خلافا في وجه تسميتها ، وذكر عدة أقوال في وجه تسميتها ، منها : أن أصبهان اسم رجل سمّي البلد باسمه ، ومنها أنه اسم مركب «الأصب» : بمعنى البلد بلغة الفرس ، و «هان» اسم الفارس ، فإذا ، معناه بلد الفرسان ، قلت : المعروف أن الأصب بلغة الفرس : «الفرس» ، وهان دليل الجمع ، ومعناه : «مجمع الفرسان» ، وقيل غير ذلك. انظر التفصيل في مقدمة المحقق.

(٣) في الأصل : «أي أصبه». العبارة فيها نقص ، والصحيح ما أثبته واستدركته من «القاموس» ٢ / ٢٩٤ ، حيث ذكر هذا الوجه في تسميتها ، ومعناه أن هذا الجند ليس ممن يحارب الله. انظر عبارة «القاموس» الفارسية في القاموس.

(٤) في إسناده رجل لم يسم ، ونعيم بن حماد صدوق يخطيء كثيرا. وخصيب بن جحدر متروك ، كذّبه جمع من العلماء. وأيضا فيه انقطاع ، حيث لم يذكر وهب من روى له هذه القصة ، وهي من الإسرائيليات ، فلا يعتمد عليه ، وكذا هو في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٩ به مثله.

(٥) هو إسحاق بن أحمد الفارسي المتقدم سابقا.

(٦) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٩ ، ومار بين قرية في شرق أصبهان ، ولم تزل بهذا الاسم. انظر خريطة أصبهان في كتاب «أصبهان» ص ٨ للدكتور لطف الله هنرفر.

(٧) في الأصل غير واضح ، وما أثبتّه من أ ـ ه.


بمحاربة رب العالمين ، أو قال : رب السماء ، قال : فشكر الله ذلك لهم ، فطيب ماءهم وطيب فواكههم وطيب هواءهم» (١).

حدثنا علي بن رستم ، قال : ثنا محمد بن برعورسته (٢) ، قال : ثنا أبو علي بن أخت خالد بن الحارث الهجيمي (٣) ، قال : ثنا إسحاق بن حميد بن أخي عروة ، فذكر نحوه.

سمعت بعض أهل العلم يقول : سار ذو القرنين (٤) في طلب ماء الحيوان ، فطاف الدنيا بشرقها وغربها ، فأخذ على البر ، ثم رجع على البحر ، فبلغنا ـ والله أعلم ـ أنه لم يدع مدينة إلا دخلها عنوة أو صلحا ، حتى انتهى إلى أصبهان ، ودخل مدينتها ، فلم ينزل فيها ، وخرج عنها حتى بلغ بابها الشرقي ثم دعا الفعلة (٥) ، فقال : احفروا في هذا الموضع حفرة ، حتى تبلغوا (إلى) (٦) الماء. فحفروا خارج الباب حفرة حتى بلغوا الماء في ساعة ، وهو واقف على دابته ، فقالوا : قد بلغنا الماء. فقال : اكبسوها ، وردّوا ما أخرجتم منها في موضعه حتى تعيدوها كما كان ، ففعلوا ذلك فلم يرم (٧) ما أخرج ، واحتاج إلى

__________________

(١) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٤٠ لأبي نعيم.

(٢) هكذا في النسختين لعلّ الصواب محمد بن عمر رسته ، وهو سيأتي.

(٣) الهجيمي ، بضم الهاء وفتح الجيم والياء الساكنة وفي آخرها الميم ، هذه النسبة إلى محلة بالبصرة نزلها بنو هجيم ، فنسب المحلة إليهم ، انظر «الأنساب» ١ / ٥٨٨ للسمعاني.

(٤) هذا لقب الإسكندر الرومي ، وقيل : اليوناني ، لقب به لأنه بلغ الشرق والغرب ، وقيل : لأنه كان له في رأسه شبه القرنين ، وقال وهب بن منبه : كان له قرنان من نحاس في رأسه ـ وهذا ضعيف ـ وقيل : لأنه ملك فارس والروم ، وقيل غير ذلك. اختلف في اسمه ، قيل : عبد الله بن الضحاك ابن معد ، وقيل : مصعب بن عبد الله ، قيل : كان نبيا ، وقيل : كان رسولا ، قال ابن كثير : الصحيح أنه كان ملكا من الملوك العادلين ، انظر «البداية» ٢ / ١٠٣ و ١٠٤ لابن كثير ، و «اللباب» للجزري ١ / ٥٣٣.

(٥) الفعلة : صفة غالبة على عملة الطين والحفرة ونحوهما ، انظر «لسان العرب» ١١ / ٥٢٨ لابن منظور الإفريقي المصري.

(٦) بين الحاجزين من أ ـ ه.

(٧) في الأصل (يرمي). الصحيح بدون الياء حسب مقتضى القواعد.

وجاء في «أخبار أصبهان» ١ / ٤٢ (فلم يبق) ، وهو صحيح أيضا.


زيادة ، فقالوا : أيها الملك ، قد رددنا ما حفرنا منه إلى الموضع ، فلم تستو (١) الحفرة ، ولا رجعت إلى ما كانت عليه ، فقال :

هذه مدينة قحطية لا تخلو من قحط المطر والسعر (الغالي) (٢) ، ثم ارتحل عنها من ساعته ومضى (٣).

وسمعت الطحان (٤) يحكي (مرارا كثيرة) (٥) ، قال : «قال لي ابن زغبه (٦) (بمصر) (٧) ، بلغني يا أهل أصبهان أن سهلكم (٨) زعفران ، وجبلكم عسل ، ولكم في كل دار (٩) ، عين ماء عذب. فقلت : كذلك بلدنا ، فقال : لا أصدّق هذا. هذه الجنة بعينها» (١٠).

وذكر أن الحجاج (١١) بن يوسف ولّى على أصبهان وهزاذ بن يزداد

__________________

(١) اثبتت الياء في الأصل ، وهو خطأ ، والتصحيح من المصدر السابق.

(٢) بين الحاجزين من المصدر السابق لأبي نعيم.

(٣) كذا في المصدر السابق.

(٤) الطحان : هو محمد بن عبدوس الفقيه ترجم له أبو الشيخ في «الطبقات» ٣ / ٢٢٧ من أ ـ ه ، وقال : «كان يتفقه ، دخل مصر ، وجالس المزني ، وسمع ابن زغبة».

(٥) بين الحاجزين ليس في أ ـ ه.

(٦) هو عيسى بن حماد بن مسلم أبو موسى المصري ، ثقة ، مات سنة ٢٤٨ ه‍. انظر «التهذيب» ٨ / ٢٠٩.

(٧) بين الحاجزين من «أخبار أصبهان».

(٨) في أ ـ ه (سمطكم) ، والصواب ما في الأصل ، والسهل من الأرض نقيض الحزن ، ويقال : أرض سهلة ، انظر «لسان العرب» ١١ / ٣٤٩.

(٩) في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٨ في كل ذراعين كلاهما لا يخلو من المبالغة.

(١٠) كذا ذكر أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٨.

(١١) هو الحجاج بن يوسف بن أبي عقيل الثقفي ، الأمير الشهير ، الظالم المبير ، ولي إمرة العراق عشرين سنة ، وقال ابن حجر : ليس بأهل أن يروى عنه. مات سنة خمس وتسعين ، انظر «الكامل» ٤ / ١٣٢ لابن الأثير ، «والتهذيب» ٢ / ٢١٠ ، «والتقريب» ص ٦٥. كلاهما لابن حجر.


الأنباري وكان ابن عم لكاتبه (١) ، فكتب في بعض أوقات مقامه بأصبهان إلى الحجاج كتابا وصف فيه اختلال حال أصبهان ، ويسأله ... نظرا لهم (٢) ببعض خراجهم. فكتب إليه الحجاج : «بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد : فإنّي استعملتك يا وهزاذ على أصبهان ، أوسع المملكة رقعة (٣) وعملا ، وأكثرها خراجا بعد فارس (٤) والأهواز ، وأزكاها أرضا ، حشيشها الزعفران والورد (٥) ، وجبالها الإثمد والفضة ، وأشجارها الجوز واللوز والكروم الكريمة والفواكه العذبة ، طيرها عوامل العسل ، وماؤها فرات ، وخيلها الماذيانات الجياد ، أنظف بلاد الله طعاما ، وألطفها شرابا ، وأصحّها ترابا ، وأوفقها هواء وأرخصها لحما ، وأطوعها أهلا ، وأكثرها صيدا. فأنخت يا وهزاذ عليها بكلكل (٦) اضطر أهلها إلى مسألتك ما سألت لهم لتفوز بما يوضع عنهم ، فإن كان ذلك باطلا ـ ولا أبعدك عن ظن السوء ـ فسترد فتعلم ، وإن صدقت في بعضه ، فقد أخربت البلد. أتظن يا وهزاذ أنا ننفذ لك ما موهت وسحرت من القول ، وقعدت تشير علينا (٧) به. فعض يا وهزاذ ، على (غرلة) (٨) أير أبيك ، ومص بظر أمك ، فأيم الله ، لتبعثن إليّ بخراج أصبهان كله ، أو لأجعلنك طوابيق على أبواب مدينتها. فاختر لنفسك أوفق الأمرين لها ، أو ذر (والسلام) (٩)(١٠).

__________________

(١) هو زاذان فروخ المجوسي ، كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٧.

(٢) كذا في الأصل ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٣٧ وفي ن ـ أ ـ ه تغيرا.

(٣) في الأصل (وقعة) والتصحيح من المصدر السابق.

(٤) سيأتي بيانهما فيما بعد إن شاء الله تعالى ، وتقدم في مقدمتي في الباب الأول مقدار خراج أصفهان. راجعه إن شئت.

(٥) في ن ـ أ ـ ه : الأترج بدل الورد.

(٦) الكلكل : الصدر من كل شيء ، وقيل : هو ما بين الترقوتين.

راجع «لسان العرب» ١١ / ٥٩٦.

(٧) كذا في الأصل ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٣٧ وفي أ ـ ه : عليها بدل علينا ، والصواب ما أثبتّه.

(٨) الزيادة بين الحاجزين من المصدر السابق ، ومن أ ـ ه.

(٩) هكذا عند أبي نعيم «أخبار أصبهان» ١ / ٣٧.

(١٠) ذكره أبو نعيم بقوله : روى صاحب كتاب «أصبهان» : وحدثينه أبو محمد بن حيان ، ولم يذكر إسناده عن بعض أهل السير. راجع ١ / ٣٦ ـ ٣٧.


ووجد في كتاب الأوائل ، قال : فانتفضوا بلاد المملكة وبقاعها ، فلم يجدوا تحت أديم السماء بلدا أجمع لما طلبوا من الفنون التي يختارونها من الأشياء من بقاع الأرض وبلدان الإقليم ، أصحها تربة ، وأقلها عفونة وأبعدها من الزلازل والخسوف ، وأعلكها طينا ، وأبقاها على الدهر بناء ، فلم يجدوا تحت أديم السماء بلدا أجمع لهذه الأوصاف من أصبهان ، ثم فتشوا عن بقاع هذا البلد ، فلم يجدوا فيها أفضل من رستاق (١) جي (٢) ، ولا وجدوا في رستاق جي أجمع لما راموه من مدينة جيّ (٣).

أخبرنا أبو خليفة (٤) ، قال : حدثنا أبو الوليد (٤) ، ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن أسامة بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ـ رحمه‌الله ـ قال :

لو لم أكن رجلا من قريش ، لأحببت أن أكون من أهل فارس ، أو من أصبهان (٥). سمعت عبد الله بن عمر المذكر (٦) قال : سمعت أبا العباس الدقاق (٧) قال : سمعت بعض المحدثين يقول : دخل أيوب (٨) بن زياد

__________________

(١) يجمع على رساتيق. فارسي معرب ، أصله (رسته) ، ويعني السطر من النخيل ، والصف من الناس ، ويقال : رزداق ورسداق : وتعني ، القرية أو السواد ، أو البيوت المجتمعة. انظر «لسان العرب» ١٠ / ١١٦.

(٢) جي بالفتح ثم التشديد : وهي كانت محلة أصبهان القديمة بإيران ، وهي بلد سلمان الفارسي ، وسيأتي بعض الكلام هناك إن شاء الله. انظر «معجم البلدان» ٢ / ٢٠٢.

(٣) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٧ و ٣٩.

(٤) أبو خليفة : هو الفضل بن الحباب الجمحي ، وأبو الوليد : هو الطيالسي هشام بن عبد الملك الباهلي ، كلاهما ثقتان ، تأخر الاول إلى ٣٠٥ ه‍ ، والثاني توفي سنة ٢٢٧ ه‍ ، وله ٩٤ سنة.

انظر «الميزان» ٣ / ٣٥٠ ، «والتهذيب» ١١ / ٤٥.

(٤) أبو خليفة : هو الفضل بن الحباب الجمحي ، وأبو الوليد : هو الطيالسي هشام بن عبد الملك الباهلي ، كلاهما ثقتان ، تأخر الاول إلى ٣٠٥ ه‍ ، والثاني توفي سنة ٢٢٧ ه‍ ، وله ٩٤ سنة.

انظر «الميزان» ٣ / ٣٥٠ ، «والتهذيب» ١١ / ٤٥.

(٥) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٧ و ٣٩ ، من طريق أبي الشيخ وأبي معشر وغيره ، وسنده جيد.

(٦) بضم الميم وفتح الذال وكسر الكاف المشددة ، يقال هذا للواعظ الذي يذكر الناس. انظر «اللباب» ٣ / ١٨٧ ، «ولب اللباب» للأسيوطي ١ / ٢٤٠.

(٧) الدقاق : بفتح الدال المهملة ، وتشديد القاف ، وبعدها ألف ، ثم قاف أخرى ، نسبة إلى الدقيق وعمله ، واشتهر بهذه النسبة جماعة. انظر «اللباب» ١ / ٥٠٤.

(٨) وكان واليا على أصبهان من قبل أبي جعفر المنصور سنة ١٥١ ه‍ ، وهو الذي بنى المسجد والسوق ، ويعرف المسجد بمسجد أيوب بن زياد انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٣٨.


الأصبهاني على المأمون ، أمير المؤمنين (١) ، فقال : يا أيوب صف لي أصبهان وأوجز ، فقال : يا أمير المؤمنين : هواؤها طيب ، وماؤها عذب ، وحشيشها الزعفران ، وجبالها العسل ، غير أنها لا تخلو (٢) من خلال أربع : جور سلطان (٣) ، وغلاء السعر (٤) ، وقلة المطر (٥) ، وفقد مياه ، فأطرق المأمون ساعة وبيده قضيب ينكت (٦) به الأرض ، فرفع رأسه ، فقال : يا أيوب : لعل قراءها منافقون ثنّاءها (٧) شربة خمور ، وتجارها مربون ، وفي أطرافها لا يصلون (٨).

ذكر الأشياء التي خصت بها أصبهان (٩) :

ذكروا أن بوادي أصبهان زرنروذ (١٠) مفيض ، يسمى هنام ، ليس في الأرض

__________________

(١) هو عبد الله المأمون بن هارون الرشيد ، بويع سنة ١٩٨ ، وقيل قبله في ١٩٦ ه‍. بايع عامة أهل البلد ، وتولى الخلافة ٢٢ سنة ، وتوفي في رجب سنة ٢١٨ ه‍ ، وله ثمان وأربعون سنة وبضعة أشهر. انظر «تاريخ بغداد» ١٠ / ١٨٣ ، «وتاريخ اليعقوبي» ٢ / ٤٧٠.

(٢) أثبتت الألف في الأصل ، والصواب بدونها ، وكذا عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٨.

(٣) في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٨ : (السلطان).

(٤) في المصدر السابق : وغلاء الاسعار.

(٥) في المصدر السابق : الأمطار.

(٦) في المصدر السابق : بزيادة (في).

(٧) تنّاؤها : أي مقيموها ، يقال : تنأ فهو تانىء ، إذا أقام في البلد وغيره ، ومنه حديث (ليس للتانئة شيء) انظر «النهاية» ١ / ١٩٨ ، لابن الأثير ، «ولسان العرب» ١ / ٤٠. لابن منظور الأفريقي.

(٨) كذا هو عند أبي نعيم بطريق المؤلف ، ولكن وهم فيه عبد الله بن عمر المذكر ، أو بعض المحدثين الذين رواه عنهم الدقاق في هذا الخبر ، وذلك لأن أيوب بن زياد الذي كان عاملا على أصبهان ، إنما كان واليا على أصبهان من قبل أبي جعفر المنصور سنة ١٥١ ه‍ كما تقدم قريبا ، ولم يدرك خلافة المأمون على أن في السند من لم يسمّ ، وقد نبه عليه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٨.

(٩) في أ ـ ه (هيام) ، والصواب ما أثبته كما في الأصل ، و «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠.

(١٠) بفتح أوله وثانيه ، ونون ساكنة ، ثم راء مهملة ، وآخره ذال المعجمة ، قلت : ويسمى الآن زائنده رود ، وهكذا ينطقونها أهل البلد ـ وهو اسم لنهر أصبهان الموصوف بعذوبة الماء والصحة ولطافته ، مخرجه من قرية يقال لها : بناكان ، انظر «معجم البلدان» ٣ / ١٣٩ لياقوت ، و «آثار البلاد» ص ٢٩٩ للقزويني.


مفيض أعجب منه.

وذلك أن الأودية الكبار مصبها إلى البحار ، ووادي زرنروذ ينصب في هذا المفيض ، وهو ثمانية عشر فرسخا في فرسخين ، لا يرتفع الماء في حافاته عن المقدار المعهود ، ولا ينقص ، أسرف المدّ أم قصد ، ويفرخ فيه طير الماء ، فأما غير الطير فلا يقدر أن يقربه ؛ لأنه يغوص فيه حتى لا يرى منه شيء ، وبين يدي هذا المفيض ميدان ممتد إلى كرمان (١) ، كسطر (٢) ممدود لا يزيد عرضه على عرض الميدان ، ينبت (٣) القلام (٤) والطّرفاء ، في جانب منه جبل من طين ممدود ، فزيادة مياه كرمان في أيام الربيع يكون من وادي زرنروذ ، وبقرية (٥) دزيه (٦) من رستاق رويدشت (٧) رمال كأنها جبال لا تتحرك أصلا ، ولو دام هبوب الرياح العاصفة عليها أياما ، ولا يدخل الزروع منها شيء ، وبقاشان (٨) في شق دارم قرية يقال لها : هذا سكان من آبرون ، على نصف فرسخ ، فيها حصن ،

__________________

(١) كرمان : بفتح أوله وسكون ثانيه كما ذكر ياقوت ، وقال : وربما كسرت ، والفتح أشهر بالصحة.

قلت : أهل البلد ينطقونها بكسر أوله وهو المعروف الآن ، وهي مدينة كبيرة مشهورة في جنوب إيران ، تبعد عن العاصمة تهران ١١١٧ كم. شرقها مكران ، وغربها فارس ، وشمالها خراسان ، تنسب إلى كرمان بن فارس بن طهمورث. انظر «معجم البلدان» ٤ / ٤٥٤ ، «وآثار البلاد» ص ٢٤٧.

(٢) في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠ : (كخط).

(٣) في المصدر السابق : لا يزيد نباته الطرفاء والقلام.

(٤) القلام : بالتشديد ، ضرب من الحمض ، يذكر ويؤنث ، وقيل : هي القاقلي ، والطرفاء : من الحمض ، والحمض كل نبات مالح أو حامض تقوم على سوق ولا أصل له. انظر «لسان العرب» ٩ / ٢٢٠ و ٧ / ١٣٨ و ١٢ / ٤٩١.

(٥) في أ ـ ه : (تفرد ربه) ، وهو خطأ ، والصواب ما أثبته كما في الأصل والمصدر السابق.

(٦) دزيه : اسم قرية برستاق رويدشت بأصبهان كما ذكر أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣١.

(٧) رويدشت : بضم أوله وفتح ثانيه ، ثم ياء مثناة ، قلت : هي رود دشت ، يعني وادي الفلاة ، قرية من قرى أصبهان ، وتغير هذا الاسم.

انظر «نصف جهان في تعريف أصبهان» ص ٢١ ، و «معجم البلدان» ٣ / ١٠٥.

(٨) قاشان ـ بالشين المعجمة وآخره نون. قلت : هي مدينة كبيرة في شمال أصبهان تبعد ثلاث مراحل. ينطق بالكاف (كاشان) عند أهل البلد ومعروف به ، انظر «معجم البلدان» ٤ / ٢٩٦ ، و «كتاب أصفهان» ص ٨ للدكتور لطف الله.


عليها خندق (١) ، ويطيف بهذا الخندق رمال كالجبال سائلة تنتقل حوالي الخندق من بقعة إلى بقعة ، ولا يدخل الخندق منها شيء ولا حبة واحدة ، فإن ذهب إنسان فأخذ من هذا الرمل قبضة ، فرمى بها في هذا الخندق ، هبت من وقتها ريح فرفعت ذلك الرمل في الهواء إلى فوق ، حتى تكسح (٢) أرض الخندق منه ، وعلى هذه القرية صحراء يقال له : (فأس) (٣) ، مسافتها فرسخ في فرسخ ، هي بين هذه الرمال ، ومزدرع (٤) هذه القرية فيها سبيل هذا الصحراء في نتو (٥) الرمل (و) فيها سبيل الخندق ، وفي هذا الصحراء أعجوبة أخرى ، وهي أن مواشي هذه القرية تخرج إليها للرعي ، فتختلط السباع بها مقبلة من البر ، ولا تتعرض لشيء منها ، ويدعي أهل هذه القرية ـ ويشهد لهم بصدق دعواهم أهل القرى المجاورة لهم ـ أن ديكا في قريتهم استوحش منذ سنيات ، فعدل إلى هذا الصحراء فبقي بها أربع سنين لا يتعرض له ثعلب ولا غيره ، فيدّعي أهل هذه القرية أنها مطلسمة (٦) وبقاشان (٧) من جانب أردها (٨) على عشرة (٩) فراسخ من آبرون ، قرية يقال لها : قالهر (١٠) ، وفيها جبل جانب منه عين يرشح الماء رشحا

__________________

(١) عند أبي نعيم في المصدر السابق : (يحوط).

(٢) الكسح : الكنس : كسح البيت ، كنسه ، انظر «لسان العرب» ٢ / ٥٧١.

(٣) في أ ـ ه (أفاس) : بالهمزة ، والصحيح بدونها كما في الأصل ، وفي «أخبار أصبهان» ص ٣١.

(٤) في أ ـ ه : (من درع) بدل مزدرع.

(٥) في ن ـ أ ـ ه : متو بدل نتو ، وما في الأصل هو المناسب ، لأن معنى النتو الورم ، فالرمل على ظهر الأرض كالورم في العضو ، وأما المتو : فمعناه : المطو : وهي الجد والنجاء في السير ، وكذلك يأتي بمعنى مدّ ، يقال : متوت في ارض ، أي : مطوت. انظر «لسان العرب» ١٥ / ٣٠٣ ، ٢٧١ ، ٢٨٤.

(٦) الطلسم : هي الرموز التي يستعملها السحرة ، ويقال : طلسم الرجل ، أي كره وجهه وقطبه ، انظر «لسان العرب» ١٢ / ٣٦٩ وفرهنك فارسي كاوه.

(٧) قاشان : تقدم تحديده قريبا.

(٨) في ن ـ أ ـ ه : أزركان ، والصواب ما في الأصل ، وهكذا ذكره أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣١. قلت : تغير هذا الاسم الآن.

(٩) في الأصل : بدون الهاء المربوطة ، وما أثبتّه بين الحاجزين من أ ـ ه ، ومن «أخبار أصبهان» ١ / ٣١.

(١٠) في أ ـ ه : قالهم ، والصواب ما في الأصل كما أثبتّه ، وكذا في المصدر السابق لأبي نعيم. لم تبق بهذا الاسم الآن.


كرشح الأبدان للعرق ، من غير أن يسيل ذلك الندى أو يسقط إلى القرار ، فإذا كان ماه (١) تير روز تير منه من كل سنة ، اجتمع هناك أهل الرستاق وسائر الرساتيق المصافية (٢) له ، ومع كل انسان آنية ، فيدنو الواحد بعد الواحد من ذلك الجبل الندي ، ويقرعه بفهر (٣) في يده ، ويقول بالفارسية كلاما معناه (٤) : بيدخت (٥) أسقني من مائك ، فإني أريده لكذا وكذا ، ويذكر في خطابه العلة التي يريد مداواتها ، فيجتمع ذلك الرشح من تلك الأماكن المتفرقة إلى مكان واحد ، فيسيل قطرا في آنية (٦) المستشفى ، وكذلك من إلى جنبه ومن هو بالبعد منه ، فتمتليء تلك الأواني فيستشفون بذلك الماء طول سنتهم ، فيشفون.

وبقاشان (٧) ثمّ قرية آبرون قناتها التي تسمى أسفذاب. منها شرب أهل آبرون ، وصحاريها والقرى التي حولها ومفيضها بقرية فين (٨).

__________________

(١) هذه جملة فارسية ، ماه بمعنى الشهر ، وتير اسم للشهر الرابع ، وروز : هو اليوم ، فمعناه : إذا كان يوم تير من شهر تير ... اجتمع هناك.

(٢) في أ ـ ه : صافية.

(٣) الفهر : الحجر ملء الكف ، وقيل : الحجر مطلقا ، انظر «النهاية» ٣ / ٤٨١ لابن الأثير.

(٤) بين الحاجزين من أ ـ ه : والمصدر السابق لأبي نعيم.

(٥) بيدخت ، معناه بالفارسية : من لا بنت له ، وأيضا اسم للكوكب المعروف (بزهرة) ، والمراد هنا المكان الذي يجتمع فيه الماء ، ولم تزل قرية بهذا الاسم حتى الآن في إيران ، وانظر «فرهنك فارسي كاوه» ص ٧٠.

(٦) عند أبي نعيم في «ذكر أخبار أصبهان» ١ / ٣١ المستسقى ، وما أثبته هو المناسب بدليل آخر القصة. والله أعلم.

(٧) في أ ـ ه : بالشين المعجمة ، وهكذا ينطق الآن ، وعند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» بالسين المهملة ١ / ٣١ ، والصحيح أنه بالشين كما ذكر ياقوت الحموي في «معجم البلدان» ٤ / ٢٩٦ ، أن «قاشان» : بالشين المعجمة ، وآخره نون ، مدينة قرب أصبهان.

(٨) في أ ـ ه : قين بالقاف ، والصواب ما أثبته كما في الأصل ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٣١ ، وهكذا ذكره الحموي في «معجم البلدان» ٤ / ٢٨٦ ، فقال : فين بالكسر وآخره نون ، من قرى قاشان قلت : تقع في غرب قاشان ، قريب منها جدا ، وهي من نواحي أصفهان ، تقع في شمالها ، وما زالت حتى الآن بهذا الاسم.

انظر كتاب «أصفهان» / ٨ د. لطف الله.


فمن الخواص التي في هذه القناة ، أن من يلقى (١) فيها الماء أمكنه السير إلى أن ينتهي إلى موضع فيها محدود معروف عند أهل الناحية ، فإن رام تجاوز ذلك الموضع لم يمكنه لانبهار (٢) يقع عليه ، وانتظام نفس يعتريه ، فإن لم يرجع القهقري ، وقع صريعا.

ومن خواصها أيضا : أنه لم ينفق عليها (في عمارتها) (٣) قط درهم ، ولا دخل إليها مذ كانت قنّاء (٤) ، فإن انهار فيها من جوانبها شيء قل أم كثر ، زاد ماؤها.

ولما ورد عمرو (٥) بن الليث أصبهان رام أن يطمّها (٦) ، فجمع عليها أهل الرستاق ، وكانوا يطرحون الكبس (٧) فيها أياما ، وكان الماء كل يوم يزيد ويصير إلى الزيادة ، حتى رجعوا عنها عجزا منهم بها.

ومن الخواص التي بأصبهان : خرزات في قرى بعينها (٨) برستاقي قاشان (٩) ورويدشت ، فإذا غشيت تلك القرى سحابة فيها برد ، أبرزوا تلك

__________________

(١) في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢ «أن المتلقي».

(٢) والبهر : انقطاع النفس من الإعياء ـ لانبهار ، أي لغلبة تقع عليه. راجع «لسان العرب» ٤ / ٨٢.

(٣) الزيادة بين الحاجزين من «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢.

(٤) قناء : هو الخبير بحفر آبار القناة التي تحفر في الأرض متتابعة ليستخرج ماؤها. راجع «لسان العرب» ١٥ / ٢٠٤.

(٥) هو عمرو بن الليث الصفار الذي تولى الحكم في خراسان ، وفارس وكرمان ، وخوزستان ، وبعض العراق ، بعد أخيه يعقوب. فوقعت بينه وبين إسماعيل الساماني حرب أسر فيها عمرو ، فلم يفلح بعد ذلك ، وحمل إلى بغداد ، وطيف به على فالج ، ومات.

راجع «معجم البلدان» ٤ / ٣٣٣ ـ ٣٣٤.

(٦) الطم : هو طم البئر بالتراب ، وهو الكبس. طم البئر : أي كبسها. راجع ص ١٨١ وغيره.

المرجع المذكور ٦ / ١٩٠.

(٧) الكبس : طمسك حفرة بتراب ، كبس الحفرة كبسا : طواها بالتراب وغيره. المرجع المذكور ٦ / ١٩٠.

(٨) في المصدر السابق (معنية).

(٩) تقدم تحديد قاشان ورود دشت قريبا.


الخرز ، وعلقوها من شرف (١) الحصن ، فتنقشع (٢) السحابة عن القرية وعن صحرائها من ساعتها ، وتسمى هذه الخرزة بالفارسية : «مهره بزرك (٣)».

ومن خواص أصبهان : أن قرية من قرى أصبهان من رستاق قاشان (٤) يقال لها قهروزذ (٥) ، (بها) (٦) نبات يبسط على وجه الأرض ، فيصير زجاجا أبيض صافيا براقا ، وقد حمل (٧) ذلك الزجاج إلى كثير من الناس أقطاع مشكلة على هيئات ضروب من النبات ، وأهل (٨) تلك الناحية يستعملون ذلك الزجاج في ألوان من الأدوية (٩).

ومن خواص أصبهان : مرج (١٠) بقريتي جكاذه (١١) ، وجورجرد (١٢) من رستاق قهستان (١٣) ، فيها حيات تنتشر في حافات ذلك المرج وعلى الطريق الشارع ، طول الواحد منها ما بين الذراع إلى خمس (١٤) (ة) أذرع ، فيتلاعب الصبيان بها ، ويلوونها على أيديهم وأبدانهم ، فلا تلسع (١٥).

__________________

(١) شرف : جمع شرفة ، وهي أعلى الشيء ، وما يوضع على أعالي القصور والمدن ، انظر «لسان العرب» ٩ / ١٧٠ ، ١٧١.

(٢) أي تنكشف القشع ، والقشع : السحاب الذاهب المتقشع عن وجه السماء. انظر «لسان العرب» ٨ / ٢٧٤.

(٣) في الأصل : (أندزك) ، والتصحيح من المصدر السابق ، ومن أ ـ ه.

(٤) في النسختين : بزيادة (قرية) ، أسقطته لما فيه من التكرار.

(٥) هي قرية بين أصبهان وطهران ، تقع في شمالي أصبهان وجنوب طهران (من خريطة إيران).

(٦) بين الحاجزين : زدته لإتمام النص.

(٧) في أ ـ ه (يحمل).

(٨) في الأصل : (أهلك) ، والتصحيح من أ ـ ه «وأخبار أصبهان» ١ / ٣٢.

(٩) في الأصل : (الأودية) ، والتصحيح من المصدرين السابقين.

(١٠) المرج : مرعى الدواب. انظر «مختار الصحاح» ص ٦٢٠.

(١١) لم أقف على اسم هذه القرية ، فيبدو أنها تغير اسمها. والله أعلم.

(١٢) فلعلها محرفة عن جور كبير ، وهي محلة لم تزل بهذا الاسم في أصبهان ، والله أعلم.

(١٣) هي مدينة كبيرة في شرق إيران وجنوب خراسان.

(١٤) في الأصل : (خمس) ، والتصحيح من مقتضى القواعد ، وكذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢.

(١٥) أي لا تلدغهم ، كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢ ، وهو الأنسب ، لأنّ اللدغ بالفم واللسع لذوات الإبر ، فتناسب الحية اللدغ. انظر «القاموس» ٣ / ٨١.


ومن خواص أصبهان برستاق قهستان : معدن فضة ، ومعدن صفر ، والفضة تخرج (١) منها ثمانية مثاقيل (٢) ، وبرستاق التيمرة (٣) الكبرى معدن فضة ، وبالتيمرة الصغرى معدن ذهب ، وآثار هذه المعادن وآبارها (باقية) (٤) بادية للعيون ، وبرستاق الدار (٥) طسوج (٦) جانان في قرية يقال لها : ماثة دويبة (٧) في خلقتها (٨) الخنفساء ، صغيرة في جرم ذباب ، تدب في الليلة المظلمة ، فيتقد من ظهرها (مثل) السراج (٩) ، ومن أخذ واحدة منها ليلا فأبصرها نهارا ، رأى (١٠) لون ظهرها الذي يضيء شبيها بلون الطاووس ، خضرة في حمرة في صفرة ، وتسمى هذه الدويبة براة (١١).

وفي هذه الناحية ، حجارة شبه السكر (١٢) ، محبب الوجه ، يؤخذ منها قطعتان ، ويضرب بعضها ببعض ، فتخرج النار من بينهما ، كما تخرج مما بين الحجر والحديد. ومن خواص أصبهان : رستاق قاشان في قرية يقال لها :

__________________

(١) في النسختين : (خرج) ، وما أثبتّه من «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢.

(٢) المثقال : وزن مقداره درهم وثلاثة أسباع درهم.

انظر «المعجم الوسيط» ١ / ٩٨.

(٣) جعل أبو نعيم معدن الذهب بالتيمرة الكبرى ، ومعدن الفضة بالصغرى ، والتيمرة بضم الميم قرية برساتيق أصبهان.

انظر «معجم البلدان» ٢ / ٦٧.

(٤) بين الحاجزين من المصدر السابق. قلت : تغيرت هذه الأسماء ، ولم تذكرها الكتب الحديثة المعنية بهذا ، والله أعلم.

(٥) عند أبي نعيم : (الراء بطسوج جانان في جبال قرية ١ / ٣٢).

(٦) الطسوج : الناحية ، ومقدار من الوزن معرب.

انظر «لسان العرب» ٢ / ٣١٧.

(٧) في ن ـ أ ـ ه مائية ، وما أثبته من الأصل ، ومن «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢. قلت : ولا ذكر لأحد منهما في أسماء المدن والقرى الموجودة في خرائط إيران والكتب المعنية بها.

(٨) في الأصل : (خلقته) ، والتصحيح من المصدر السابق.

(٩) ما بين الحاجزين من المصدر السابق.

(١٠) في المصدر السابق : (يرى).

(١١) في أ ـ ه (براعة) ، وما أثبته من الأصل ، وكذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢.

(١٢) في المصدر السابق : ١ / ٣٣ بالسكر.


كرمند (١) (فيها) (٢) معين يخرج منه ماء غزير ، ويسقى منه زروع القرية ويشربه الناس والبهائم ، وما يفضل منه ، ينصب إلى جدول (٣) فيتحول حجارة.

ومن خواصها : كهف في جبل من رستاق قهستان بقرية يقال لها : فازة (٤) ، يقطر من قلته (٥) ماء فإذا استقر في الأرض تحول حجرا.

ومن خواصها : عين برستاق قهستان ، في موضع تسمى : بوذم ، ينبع منها ماء صاف مريء لا يشربه (٦) من الناس والدواب شيء قد علق العلق (٧) بحلقه ، إلا سقط من حلقه ، ومات مكانه.

ومن خواصها : الخشاية (٨) ، وهي شجرة تأخذ أغصانها من الهواء أكثر من مقدار جريب (٩) أرض ، مستديرة ، ملتفة الأغصان ، مكتثرة (١٠) الأوراق ، ظلها أثخن من ظل الجبل ، وتحمل كل سنة خرائط (١١) (مدورة) مملوءة بقا (١٢).

__________________

(١) لم أقف على قرية بهذا الاسم.

(٢) بين الحاجزين : من «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢.

(٣) من الأصل : (جدور) ، وما أثبته من أ ـ ه ، ومن «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣ هو الصواب ، والجدول بالفتح ، وأجاز بعض الكسر ، وهي النهر الصغير. انظر «لسان العرب» ١١ / ١٠٦.

(٤) الفازة : بناء من خرق وغيرها ، تبنى في العساكر ، فلعل القرية سميت بها بهذه المناسبة ، والله أعلم. انظر «لسان العرب» ٥ / ٣٩٣.

(٥) قلة الشيء : رأسه.

(٦) عند أبي نعيم في المصدر السابق بزيادة : (أحد).

(٧) العلق : دود أسود في الماء معروف ، الواحدة علقة ، يقال : علق الدابة علقا ، انظر «لسان العرب» ١٠ / ٢٦٧.

(٨) في الأصل : (الخشاة) وبدا لي أن الصحيح ما أثبته ، ومعناه طيب الظل ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣ : (الچترسايه) ، ومعنى هذا : الشجرة التي كالمظلة.

(٩) جريب : مقياس معلوم لمساحة الأرض بقدر أربعة أقفزة ، نحو ثلاثة آلاف وستمائة ذراع ، انظر «تاج العروس» ١ / ١٧٩.

(١٠) في أ ـ ه : مكترة ، وهو تصحيف ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣ كثيرة.

(١١) جمع خريطة ـ بالفتح ـ : وعاء من أدم وغيره ، انظر «لسان العرب» ٧ / ٢٨٦.

(١٢) البقة : البعوضة ، ودويبة مفرطحة حمراء منتنة انظر القاموس المحيط ٣ / ٢١٤.


ومما لا يوجد منه إلا بأصبهان : الجاوشير (١) ، والسكنبيج (٢).

ومن خواص أصبهان : عين بقرية قزائن (٣) من رستاق القامزاذ ، في صحرائها يكون مستدراتها ثلاثة أرماح ، تبرز بالماء كل سنة في أيام الربيع سبعين يوما محصاة ، فيخرج منها في مدة هذه الأيام السمك الذي بظهره عقر (٤) ، فإذا تمت مدة هذه السبعين (٥) اليوم ، خرج من نقرة العين حية سوداء عظيمة ، فكما تخرج تعود في مكانها ، وينقطع ذلك الماء ، فلا تراه العيون إلى السنة القابلة.

وبرستاق القامزاذ ، ثم بطسوج الفيشو (٦) ، كان قرية يقال لها : هناء (٧) بين قرية سميرم (٨) وقلعة ابن بهانزاذ ، إلى جانبها تل كبير (٩) كأنه صبيب دراهم (١٠) ، يقال له : تل جم (١١) ، وذلك الصبيب هو دراهم من حجارة بيض

__________________

(١) جاوه شير : نبات فارسي معرب عن كاوه شير ، ومعناه : حليب البقر لبياضه ، وهو شجر يطول فوق ذراع ، خشن مزغب ، وورقه كورق الزيتون ، وله أكاليل كالشبت يخلف ظهرا أصفر ويذرا يقارب الأنيسون.

انظر «تذكرة داود» ١ / ٩٠.

(٢) السكنبيج : بالمهملة ، يليها الكاف ، فالنون ، فالباء الموحدة ، فالياء المثناة من تحت ، فالجيم ، وقد تجعل الباء التحتية بعد الكاف والنون مكانها ، صمغ شجرة بفارس ، لا نفع فيها سوى هذا الصمغ ، ويخرج منها في حزيران عند الورق ، وقيل بالشرط ، وأجوده الأبيض الظاهر ، والأحمر الباطن ، فالأصفر ظاهرا ، والأبيض باطنا.

المصدر السابق ١ / ١٧٢.

(٣) في أ ـ ه ، (قزائز) ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣.

(٤) في أ ـ ه : (عقد) ، وما أثبته من الأصل ، ومن المصدر السابق لأبي نعيم.

(٥) في المصدر السابق لأبي نعيم : (هذه الأيام) ، بدون ذكر السبعين.

(٦) في أ ـ ه : (الفيسوكان) ، بالسين المهملة.

(٧) هنا قرية قرب سميرم ، تقع في جنوبها ، وما زالت بهذا الاسم كما في خريطة أصبهان الحديثة.

(٨) في أ ـ ه : (سميرة). هذا خطأ ، والصواب ما في الأصل ، وكذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣ ، وفي «معجم البلدان» ٣ / ٢٥٧ ، وفيه : بضم أوله ، وفتح ثانيه ، وسكون الياء المثناة من تحت ، وهي بلدة في جنوب أصبهان ، ولم تزل بهذا الاسم كما في خريطة أصبهان.

(٩) في أ ـ ه (كله) ، وهو خطأ ، والصواب ما في الأصل ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣.

(١٠) في المصدر السابق : (صبيب الدراهم).

(١١) جم : اختصار جمشد ، وهو أحد ملوك الفرس. انظر «فرهنك فارسي كاوه» ص ١٢٠.


براقة ، إذا صبت في كيس ، وجد لها صليل (١) ، كصليل الدراهم ، على وجهي كل حجر دائرتان متجاورتان ، ويبلغ من كثرته ، أنه لو رام سلطان نقلها من مكان إلى مكان يقرب منه (٢) بمائة جمل ، يوقر في كل يوم مرات ، لبقوا في نقلها شهورا ، وهذا شيء لا خفاء به.

وأعجوبة أخرى هناك وهو أن من سكن قلعة ابن بهانزاذ في أيام الربيع يرى طول ليلته نيرانا تشتعل من ذروة حيطان القلعة ، وإذا قرب منها ، لم يجدها شيئا ، وكذلك يرون إذا نظر بعضهم إلى رؤوس بعض ، فكلما كان الربيع أكثر أمطارا ، كانت تلك النار أكثر اشتعالا.

وكانت ملوك الفرس لا تؤثر على أصبهان شيئا من بلدان مملكتها ، لطيب هوائها ، ونمير مائها ، ونسيم تربتها. والشاهد على ذلك ما هو موجود في رواياتهم المودعة بطون الكتب. فمن ذلك ما يأثره (٣) أهل بيت النوشجان (٤) وإسحاق (٥) ابني عبد المسيح ، من أخبار جدهم المنتقل من أرض الروم إلى أصبهان ، حتى استوطنها وتناسل بها.

حدثني النوشجان عن عمه يعقوب (٦) النصراني أن فيروز بن يزد (٧) جرد

__________________

(١) الصلصلة : صوت الحديد إذا حرك ، والصلصلة أشد من الصليل. انظر «لسان العرب» ١١ / ٣٨٢.

(٢) في أ ـ ه : سنة ، وهو تصحيف ، والصواب ما في الأصل.

(٣) في أ ـ ه يؤثره ، والصحيح ما في الأصل ، لأنّ الأثر (بمعنى الخبر) من أثر يأثر ويأثر أثرا. (لا من الإيثار).

انظر «لسان العرب» ٤ / ٦.

(٤) لم أقف عليه.

(٥) لم أقف عليه.

(٦) لم أقف عليه.

(٧) هو أحد ملوك الفرس ، وهو الذي بنى قرية فيروز آباد المنسوب إليه (بإيران) ، وقرية نسا وغيرها.

انظر «آثار البلاد وأخبار العباد» ص ٣٢٧ ، ٤٦٥ للقزويني.

وذكر البلاذري أنه وقع فيما يزعمون إلى الترك (بعد مقتل أبيه يزد جرد) ، فزوجوه وأقام عندهم. انظر «فتوح البلدان» ص ٣١٣ ، وذكر ابن الأثير في «الكامل» ١ / ٢٣٨ قصته ، وذكر ـ


(الملك) (١) كتب إلى ملك من ملوك الروم قد نسيت اسمه ، يستهديه رجلا من كبار حكمائه وحذاق أطبائه ، فأنفذ إليه رجلا اختاره من بلدان مملكته ، فلّما وفد عليه ، قال له : أيها الحكيم ، إنما أنهضناك من أرضك إلى أرضنا ؛ لتختار لنا من بلدان مملكتنا بلدا يصح فيه هذه الأركان (الأربعة) (٢) الكبار ، التي بسلامتها يطول بقاء الحيوان ، وباعتدالها تصحب أجسام الحيوان الصحة ، وتفارقها العلة. يعني (٣) : الأرض والماء والهواء ، والنار ، فقال : أيها الملك وكيف لي بإدراك ذلك؟ فقال : استقرىء بلدان مملكتنا ، وأي موضع وقع اختيارك عليه فأقم به ، واكتب إلي منه ، لأتقدم (٤) في الزيادة في عمارته ، وأتحول إليه ، فأجعله دار المملكة ، فانتدب الرومي لما أمره ، وطاف في بلدان المملكة ، فوقع اختياره على أصبهان ، فأقام بها ، وكتب إلى الملك فيروز أني جلت في مملكتك ، حتى انتهيت إلى بلد لا يشوب شيئا من أركانه فساد ، وقد نزلت أنا منه فيما بين حصني قرية يوان (٥) ، فإن رأى الملك أن يقطعني ما بين الحصنين من أرض يوان ، ويطلق لي بأن أبني فيها كنيسة ودارا ، فلما ورد كتابه إلى فيروز ، أطلق له ما سأل ، فبنى بإزاء الحصنين من أرضي (٦) يوان داره ، ورفع (٧) رقعتها في الموضع الذي فيه دار النوشجان وإسحاق من يوان إلى الساعة ، وبنى بإزاء الحصن الآخر البيعة ، وبنى بالحصن الآخر موضع رقعة

__________________

ـ أنه سقط في الخندق الذي حفره اخشتوار لما أراد مقاتلته ، فسقط فيه بعسكره ، وكان عمقه عشرون ذراعا ، (وقضى عليه) ، وكان ملك فيروز ستا وعشرين سنة ، وقيل إحدى وعشرين سنة. انتهى.

(١) بين الحاجزين : ساقط من ن ـ أ ـ ه.

(٢) بين الحاجزين : من «أخبار أصبهان» ١ / ٣٤ لأبي نعيم.

(٣) في المصدر السابق بزيادة : بالأركان بعد يعني.

(٤) في المصدر السابق (بالزيادة).

(٥) في الأصل : (بوان) ، والصواب ما أثبته من أ ـ ه ، ومن «أخبار أصبهان» ١ / ٣٤. وكذا ذكره ياقوت في «معجم البلدان» ٥ / ٤٥٢ تحت باب الياء والواو ، بقوله : (يوان) آخره نون ، وأوله مفتوح : قرية على باب مدينة أصبهان.

(٦) جمع أرض ، كما قال ابن مالك : وأرضون شذ ، وحذفت النون للإضافة.

(٧) في المصدر السابق لأبي نعيم : «ووقعت».


المسجد الجامع (اليوم) (١) ؛ لأنه كان في الأصل حصنان من حصون قرية يوان ، ووقع (٢) (ت) رقعة موضع البيعة عند المسجد الذي على طرف ميدان سليمان ، وبناؤه باق إلى الساعة (٣).

وتقدم فيروز من فوره ذلك إلى آذر شابور (٤) بن آذرمانان الأصفهاني ، وكان مقيما بالحضرة (٥) بالمبارزة إلى أصبهان ، لإتمام بناء سور مدينة جيّ (٦) وتغليق أبوابها (٧) ، فلما استقر قباذ (٨) في المملكة ، أمر الرومي أن يختار له بلدا معتدل الهواء في الأزمنة (٩) الأربعة ، المتوسط في حال اللدونة والرطوبة واليبوسة ، الذي نسيمه خفيف رقيق مضيء ، تستروح إليه القلوب ، وتنفسح له الأبصار ، ويختار له من الأحطاب أطنها صوتا وأطيبها رائحة ، الذي يلهب نيرانها صاف ، وحرها متوسط ، ودخانها مع قلته عذي (١٠) ، ويختار لهم من المياه ، الفرات (١١)

__________________

(١) بين الحاجزين من المصدر السابق.

(٢) كذا من نفس المصدر.

(٣) قلت : وإلى اليوم باق ضمن الآثار التاريخية ، وقد رأيته.

(٤) في ن ـ أ ـ ه : أرد سابور ، وهكذا عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٤.

(٥) في أ ـ ه : (المبادرة).

(٦) كانت مركز أصبهان في القديم ، وهي الآن كالخراب ، واليهودية هي التي يقال لها «الأصبهان» ، والمسافة بين جي والأصبهان الحالي نحو ميلين. انظر «معجم البلدان» ٢ / ٢٠٣. قلت : توسع العمران. قد خلت جي واليهوية كجزء من المدينة ، وإن تغيرت الأسماء ، ولكن ما زالت معروفة بين الناس بأسمائها القديمة ، ولم يزل شارع كبير باسم جي إلى اليوم.

(٧) عند أبي نعيم بعد الكلمة المذكورة : «فعزم فيروز على التحول من العراق إلى أصبهان ، ثم انتقض عزمه بخروجه إلى أرض الهياطلة وهلاكه هناك ، ثم ولي الأمر قباذ. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٣٤ ـ ٣٥.

(٨) قباذ : هو ابن فيروز بن يزد جرد ، تولى الملك بعد أخيه بلاش ابن فيروز ، وكان ملك قباذ سبعا وثلاثين سنة ، وهو الذي فتح مدينة آمد ، وبني مدينة أرجان وحلوان ، ثم مات وملك ابنه أنو شيروان كسرى. انظر «الكامل في التاريخ» ١ / ٢٤١ ـ ٢٤٣ لابن الأثير.

(٩) أعني : الشتاء والصيف والربيع والخريف.

(١٠) في أ ـ ه : (غذي) ، والصحيح : ما أثبته من الأصل ، وكذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٥ ، والعذي : الأرض الطيبة الكريمة ، والعذي اسم للموضع الذي ينبت في الشتاء والصيف من غير نبع ماء.

انظر «لسان العرب» ١٥ / ٤٤ ، و «مقاييس اللغة» ٤ / ٢٥٨.

(١١) الفرات : أشد الماء عذوبة وحلوا. انظر «لسان العرب» ٢ / ٦٥.


الزلال ، الصافي العذب ، الخفيف الوزن ، السريع الامتزاج بالحر والبرد ، البعيد عن الينبوع ، المنحرف من الغرب ، إلى الشرق ، الشديد الجرية ، الدائم الإقبال (١) للمطالع ، فلا يشوبه طعم كريه ، ولا رائحة منكرة ، ولا غالب البياض ، ولا ناصع الخضرة ، ولا أورق القتمة (٢) ، الطيب (٣) التربة. وأن يختار لهم من البلدان أطيبها تربة ، وأسطعها (٤) رائحة ، وأصفاها هواء ، وأنقاها جوا ، وأزهرها (٥) كواكبا وأوضحها ضياء ، التي لا عيون الكبريت بقربها ، وإذا احتفر فيها آبار لم يحتج إلى طمها (٦) ، القريبة اللينة المعتدلة الحر والبرد في الأزمنة الأربعة ، لا قريبة من الفلك ولا بعيدة منه ، لا مرتفعة صعودا ولا منخفضة هبوطا ، ولا متدانية ولا متباينة من البحار ، موازية لوسط الأرض ، وحيث يقل فيها هبوب الرياح العواصف ، جازها (٧) نهر عظيم. فوجدت أيها الملك أكثر هذه الأوصاف التي يفوتها القليل منها في «إيرانشهر» وهو أصبهان.

ووجدنا أخصب بقاع المملكة (المملك) (٨) عشرة مواضع :

__________________

(١) عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٥ : «الاقتبال».

(٢) في ن ـ أ ـ ه : (القيمة) ، والصواب ما أثبته من الأصل ، وكذا في المصدر السابق. والقتمة : «السواد». قال ابن الفارس : القتم ، أصل صحيح يدل على غبرة وسواد ، وكل لون يعلوه سواد فهو أقتم.

انظر «معجم مقاييس اللغة» ٥ / ٥٨. والأورق : الأسمر ، والورقة : السمرة «النهاية» لابن الأثير ٥ / ١٧٥.

(٣) في «أخبار أصبهان» لأبي نعيم : الطيبة ، هذا أنسب ١ / ٣٥.

(٤) يقال : سطع الغبار وسطعت الرائحة ، إذا ارتفعت. والسطع ارتفاع صوت الشيء إذا ضرب عليه شيئا. «معجم مقاييس اللغة» ٣ / ٧٠ لابن فارس.

(٥) أي أحسنها وأصفاها. قال ابن الفارس في المصدر السابق ٣ / ٣١ : الزاء والهاء والراء ، أصل واحد يدل على حسن وضياء وصفاء.

(٦) أي إلى الكبس والتطوية ، وقد تقدمت هذه الكلمة وشرحها قريبا.

(٧) في أ ـ ه جارها بالراء بدل الزاي المعجمة ، وفي الأصل مهمل ، وما أثبته من «أخبار أصبهان» ١ / ٣٥.

(٨) هذه الكلمة بين الحاجزين غير موجودة في أ ـ ه.


أصبهان (١) ، (و) (٢) أرمينية (٣) ، وآذربيجان (٤) ودسنين (٥) ، وماه دينار (٦) ، وماه نهاوند (٧) (و) (٨) ماه كران (٩) ، وكرمان (١٠) ، وقومس (١١) ،

__________________

(١) تقدم تعريفها في مقدمة المحقق مفصلا.

(٢) زيادة الواو هنا وفيما بعد من «أخبار أصبهان» ١ / ٣٥.

(٣) أرمينية بكسر أوله ، وبفتح وكسر الميم والنون ، وياء مفتوحة ـ : ناحية بين أذربيجان والروم ، وهي بلاد متسعة الأكناف مقتسمة بين الروسيا والعجم وتركيا ، في غرب آسيا ـ تحدها غربا آسيا الصغرى ، وشرقا هضبة أذربيجان والشاطيء الجنوبي من بحر الخزر ، ومن الشمال البلاد الواقعة على شواطيء بحر بنطش. تسمى الآن : (جانيق ولازستان).

انظر «معجم البلدان» ١ / ١٥٩ ، «وآثار البلاد» للقزويني ص ٤٩٥ ، «ودائرة المعارف القرن العشرين» ١ / ٢٠٩ لفريد وجدي ، «ودائرة المعارف الإسلامية» ١ / ٦٣٧.

(٤) بالفتح ، ثم السكون ، وفتح الراء ، وكسر الباء الموحدة ، وياء ساكنة ، وجيم وهي إقليم من بلاد الفرس ، قلت : المعروف اليوم بآذربيجان : هي الإقليم الواقع في الشمال الغربي من إيران ، يتاخم بلاد الترك والقوقاز الروسية ، وتسمى الآن أذربيجان.

انظر «معجم البلدان» ١ / ١٢٨ ، «ودائرة المعارف الإسلامية» ١ / ٥٦٣ ، «وخريطة إيران» ، وجغرافيا المقررة للسنة الثانية المتوسطة» ص ٤٤.

(٥) لم أقف على هذا الاسم.

(٦ ، ٧) ماه دينار : أهل البصرة يسمون القصبة بماه ، حيث يقولون : ماه البصرة ، وماه الكوفة ، وهي مدينة نهاوند ، سميت به بعد صلح المسلمين الفاتحين مع دينار بأدائه الجزية ، فنسب البلد إليه ، ونهاوند مدينة عظيمة في منطقة همذان الواقعة غربي العاصمة طهران.

انظر «معجم البلدان» ٥ / ٤٩ ، ٣١٣ «وخريطة إيران».

(٦ ، ٧) ماه دينار : أهل البصرة يسمون القصبة بماه ، حيث يقولون : ماه البصرة ، وماه الكوفة ، وهي مدينة نهاوند ، سميت به بعد صلح المسلمين الفاتحين مع دينار بأدائه الجزية ، فنسب البلد إليه ، ونهاوند مدينة عظيمة في منطقة همذان الواقعة غربي العاصمة طهران.

انظر «معجم البلدان» ٥ / ٤٩ ، ٣١٣ «وخريطة إيران».

(٨) الواو : من «أخبار أصبهان» ١ / ٣٥ ، هنا وما بعدها.

(٩) ماه كران : قيل هو الذي اختصروه ، فقالوا : مكران ـ وهي منطقة كبيرة في جنوب إيران ـ وقال حمزة الأصبهاني : قد أضيفت نواح إلى القمر ، لأنّ القمر هو المؤثر في الخصب ، فكل مدينة ذات خصب أضيفت إليه ـ أي إلى ماه ، ومعناه القمر ـ انظر «معجم البلدان» ٥ / ٤٩ ، ١٧٩.

(١٠) كرمان ـ بالفتح ثم السكون ، وآخره نون ، وربما يكسر الكاف ، قلت : وهو المستعمل الآن ـ وهي ولاية مشهورة ، وناحية كبيرة معمورة ، ذات بلاد وقرى ومدن واسعة ، قلت : هي ما زالت بهذا الاسم ، وهي منطقة بين بلوجستان وفارس ، تقع جنوبي إيران ، انظر المصدر السابق ٤ / ٤١٤ ، و «جغرافيا المقرر في الصف الثانى من المتوسطة» ص ٩٢ ، «وخريطة إيران».

(١١) قومس : بالضم ، ثم السكون وكسر الميم ، وسين مهملة ، وهي تعريب كومس : وهي كورة كبيرة واسعة في ذيل جبال طبرستان.

انظر «معجم البلدان» ٤ / ٤١٤.


وطبرستان (١).

ووجدنا أخف بقاع مملكته ماء عشرة مواضع : زرنرود (٢) أصبهان ، ودجلة (٣) والفرات (٤) ، وماه سوران (٥) ، وعين (٦) بقرميسين (٧) ، وماه ذات المطامير (٨).

__________________

(١) بفتح أوله وثانيه ، وكسر الراء ـ ومعنى الطبر بالفارسية : الفأس وأستان : الموضع ـ يعني : ناحية الطبر وتسمى الآن ـ بمازندران ـ وهي في شمالي إيران ، قرب العاصمة طهران ، وذكر القزويني أن العجم يقولون لبلاد طبرستان : مازندران ، وهي بين الري وقومس وبحر خزر ، انظر المصدر السابق ٤ / ١٣ ، «وآثار البلاد» ص ٤٠٣ للقزويني ، «وجغرافيا المذكور» ص ٣٥ ، «ودائرة المعارف الإسلامية» ١٥ / ١٤٨.

(٢) زرندروذ ، ويقال أيضا : زرين روذ ـ ويسمى الآن زايند رود ـ وهو النهر الوحيد في جنوب غربي أصبهان ، ومفيضه من جبال البختياري معروف بعذوبة الماء. انظر «كتاب جغرافيا المذكور» ص ٧٩ ، و «معجم البلدان» ٣ / ١٣٩.

(٣) دجلة : هي نهر معروف في العراق. قال ياقوت : نهر بغداد ، وله اسمان آخران : أحدهما : آرنك روذ ، وثانيهما : كودك دريا ، أي البحر الصغير ، انظر «معجم البلدان» ٢ / ٤٤٠. ومعروف في البابلية باسم دكنت أو دكلت ، ويبلغ طول المجرى الجوفي لدجلة نحو ميل تقريبا. انظر التفصيل في «دائرة المعارف الإسلامية» ٩ / ١٥٨.

(٤) الفرات : بالضم ثم التخفيف ، وآخره تاء مثناة من فوق : نهر معروف في العراق بجانب دجلة ، وله اسم آخر وهو فالاذروذ ، والفرات في كلام العرب أعذب المياه. انظر «معجم البلدان» ٤ / ٢٤١.

(٥) الماه : إنه إما بمعنى القصبة ، أو بمعنى القمر. لم أجد ذكر ماه سوران في الكتب المعنية بها.

(٦) في أ ـ ه (قرسينسين) ، والصواب ما أثبته ، كما في الأصل ، وانظر حاشية ٦.

(٧) قرميسين : بالفتح ثم السكون ، وكسر الميم ، وياء مثناة من تحت ، وسين مهملة مكسورة ، وياء أخرى ساكنة ونون ، وسيأتي قريبا عند المؤلف بلفظ : «قرماسين» ، وهما تعريب كرمان شاهان ، وسيذكر المؤلف قريبا وجه تسميته بكرمان شاهان ، وهي بلد معروف ، بينه وبين همذان ثلاثون فرسخا ، وهي بين همذان وحلوان. قلت : هي ما زالت بهذا الاسم ، وهي منطقة كبيرة في إيران ، تقع في الغرب منها.

انظر «معجم البلدان» ٤ / ٣٣٠ ، و «خريطة إيران».

(٨) ماه ذات المطامير : قال ياقوت الحموي : المطامير جمع مطمورة ، وهي حفرة أو مكان تحت الأرض وقد هيء خفيا ، يطمر فيه الطعام أو المال ، واسم قرية بحلوان العراق ، وذات المطامير بلد بالثغور الشامية ، انظر المصدر السابق ٥ / ١٤٨.


وماه سبذان (١) ، وماه جند يسابور (٢) ، وماه (٣) بلخ (٤) ، وماه سمرقند (٥) ، ومن الدليل على ما ذكره الفرس ، أن أخف المياه ماء رزنروذ أن الموفق (٦) بعد وروده أصبهان ، لم يشرب غير ماء رزنروذ (وكان) (٧) ينقل إليه مطبوخا إلى أن مات. ووجدنا أسرى (٨) بقاع مملكته فواكه سبع مواضع ، أصبهان والمدائن (٩)

__________________

(١) بفتح السين والباء الموحدة والذال المعجمة ، وآخره نون وأصله ماه سبدان ، وهي مدينة مشهورة بقرب السيروان ، ومنها إلى الري عشرة فراسخ ـ وري تابعة لعاصمة إيران طهران. انظر «معجم البلدان» ٥ / ٤١ ، و «آثار البلاد» للقزويني ص ٢٦٠ ، و «دائرة معارف القرن العشرين» ٨ / ٤١٢ لفريد وجدي.

(٢) بضم أوله ، وتسكين ثانيه ، وفتح الدال ، وياء ساكنة ، وسين مهملة. قلت : وأهل البلد ينطقون بالشين المعجمة ـ وهي مدينة بخوزستان بناها سابور بن أردشير ، فنسبت إليه وأسكنها سبي الروم وطائفة من جنده ، انظر «معجم البلدان» ٢ / ١٧٠ ، وقال الحموي : قد اجتزت منه مرات ، ولم يبق منها عين ولا أثر.

(٣) زيادة الواو من «أخبار أصبهان» ١ / ٣٥.

(٤) بلخ مدينة مشهورة ، كانت من أعمال خراسان ، في بلاد فارس ، وكانت من أجل مدن خراسان ، وأذكرها وأكثرها خيرا وغلة ، وبينها وبين نهر جيحون نحو عشرة فراسخ. قلت : مع الأسف ، قد اغتصبتها الروسيا ، وهي الآن تحت سيطرتهم. والله المستعان.

انظر «معجم البلدان» ١ / ٤٧٩ ، «ودائرة معارف القرن العشرين» ٢ / ٣٣٠.

(٥) وهي مدينة مشهورة معروفة ، ويقال لها بالعربية : ـ سمران ـ في بلاد ماوراء النهر ـ وهي أيضا تحت سيطرة الروسيا الآن ـ قيل : إنه من أبنية ذي القرنين بماوراء النهر ، انظر التفصيل في «معجم البلدان» ٣ / ٢٤٦ ، وما بعدها.

(٦) الموفق هو أبو أحمد طلحة بن جعفر المتوكل ، وكان للمتوكل ثلاثة أبناء ، وهو أصغرهم ، جعله المعتمد أخوه ولي عهده بعده ، فمات من علة صعبة به قبل المعتمد سنة ٢٧٨ ه‍. انظر «الثقات» لابن حبان ٢ / ٣٣٢ ، «والكامل في التاريخ» لابن الأثير ٦ / ٦٧.

(٧) بين الحاجزين : من المصدر السابق.

(٨) السري : الرفيع ... والمختار ، انظر «لسان العرب» ١٤ / ٣٧٨.

(٩) المدائن : بفتح الميم ـ جمع المدينة ـ كانت سبع مدن من بناء الأكاسرة على طرف دجلة ، ولكن المسمى الآن بالمدائن بليدة شبيهة بقرية في الجانب الغربي من دجلة بالعراق.

انظر «معجم البلدان» ٥ / ٧٤ ، «وآثار البلاد وأخبار العباد» ص ٤٥٣ للقزويني.


وحلوان (١) ، ماه سبدان (٢) ، نهاوند (٣) ، والري (٤) ، نيسابور (٥).

ووجدنا أقحط بقاع مملكته ميسان (٦) ، دشت ميسان (٧) ، كلبانية (٨) ، بادرايا (٩) ، باكسايا (١٠) ، ماه سبذان.

ووجدنا أوبأ بقاع مملكته ، النوبندجان (١١) ، سابورخواست (١٢) ،

__________________

(١) حلوان : بالضم ثم السكون ، مدينة بين همذان وبغداد ، وأيضا بليدة بقوهستان نيسابور ، وهي آخر حدود خراسان مما يلي أصبهان ـ لم يتبين لي يقصد أي واحد منهما ، ولكن المشهور الأول.

انظر المصدرين السابقين ٢ / ٢٩٠ ، ٢٩٤ ، و ٣٥٧.

(٢) تقدم قريبا تحديده.

(٣) نهاوند : تقدم تحديده أيضا.

(٤) الري : بفتح أوله وتشديد ثانيه ، وهي مدينة مشهورة من أمهات البلاد وأعلام المدن ، كثير الفواكه والخيرات. قلت : هي التي تعرف بتهران عاصمة ايران ، ولم تزل محلة باسم الري جنوب غربي تهران.

انظر «معجم البلدان» ٣ / ١١٦ ، «وآثار البلاد» للقزويني ص ٣٧٥.

(٥) نيسابور : بفتح أوله ، مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة ، معدن الفضلاء ومنبع العلماء ، تبعد عن الري مائة وستين فرسخا.

انظر المصدر السابق ٥ / ٣٣١ للحموي. قلت : وأهلها اليوم ينطقونها بالشين «نيسابور».

(٦) منطقة كثيرة القرى والنخيل بين البصرة وواسط ، أهلها شيعة طغاة ، بها مشهد عزير النبي عليه‌السلام.

انظر المصدر السابق ٥ / ٢٤٢ ، و «آثار البلاد» ص ٤٦٤.

(٧) دشت : لغة فارسية معناها الصحراء ، يعني صحراء ميسان.

انظر «فرهنك فارسي كاوه» ص ١٥٧.

(٨) كلبانيه : لم أقف على تحديده.

(٩ ، ١٠) بادرايا : بليدة بقرب باكسايا ، بين البندنيجين ونواحي واسط. وباكسايا بضم الكاف ، وبين الألفين ياء ، بلدة قرب البندنيجين وبادرايا ، بين بغداد وواسط ، من الجانب الشرقي في أقصى النهروان.

انظر «معجم البلدان» ١ / ٣١٦ ، ٣٢٧.

(٩ ، ١٠) بادرايا : بليدة بقرب باكسايا ، بين البندنيجين ونواحي واسط. وباكسايا بضم الكاف ، وبين الألفين ياء ، بلدة قرب البندنيجين وبادرايا ، بين بغداد وواسط ، من الجانب الشرقي في أقصى النهروان.

انظر «معجم البلدان» ١ / ٣١٦ ، ٣٢٧.

(١١) بضم النون ، ثم السكون ، وباء موحدة مفتوحة ، ونون ساكنة ودال مفتوحة وجيم وآخره نون ، مدينة من أرض فارس من كورة سابور.

انظر «معجم البلدان» ٥ / ٣٠٧ ، «وآثار البلاد» ص ٢٠٩.

(١٢) مدينة بأرض فارس بناها سابور بن أردشير ، وخواست كلمة فارسية معناها الطلب. انظر معجم البلدان ٣ / ١٦٧ ، «وآثار البلاد» ص ٢٠٠.


جرجان (١) ، حلوان ، برذعة (٢) ، إصطخر (٣) زنجان (٤).

ووجدنا أعقل أهل مملكته أصبهان ، فارس (٥) ، الري ، جرجان ، همذان (٦) ، نهاوند ، ماه دينار ، الحيرة (٧).

ووجدنا أجهل أهل مملكته أصبهان : الحيرة ، المدائن ، ماه دينار ، نيسابور ، اصطخر ، الري ، طبرستان ، ونشوي (٨).

ووجدنا أمكن أهل مملكته ماسبذان ، مهرجان (٩) ، خوزستان (١٠) ،

__________________

(١) بالضم وآخره نون ، ـ وينطقها أهل البلد كركان ـ مدينة مشهورة عظيمة بين طبرستان وخراسان ، بناها يزيد بن المهلب بن أبي صفرة.

انظر المصدرين السابقين ٢ / ١١٩ ، ص ٣٤٨.

(٢) بلد في أقصى أذربيجان ، أنشأه الملك قباد. انظر نفس المصدرين السابقين ١ / ٣٧٩ ، وص ٥١٢.

(٣) بالكسر وسكون الخاء المعجمة : مدينة بأرض فارس ، قديمة لا يدرى من بناها. انظر نفس المصدرين ١ / ٢١١ ، وص ١٤٧.

(٤) بفتح أوله وسكون ثانيه ، ثم جيم ، وآخره نون : بلد كبير مشهور من نواحي الجبال ، قريبة من أبهر وقزوين ، وهي عاصمة محافظة زنجان ، تقع في شمال غربي إيران. انظر «معجم البلدان» ٣ / ١٥٢ ، «وآثار البلاد» ص ٣٨٣.

(٥) هي الناحية المشهورة التي يحيط من شرقها كرمان ، ومن غربها خوزستان ، ومن شمالها مفازة خراسان ، ومن جنوبها البحر. سميت بفارس ابن الأسود ، تقع في جنوب غربي إيران. انظر نفس المصدرين ٤ / ٢٢٦ ، وص ٢٣٢.

(٦) همذان : بالتحريك والذال المعجمة ـ أهلها ينطقون اليوم بالدال ـ وآخره نون ، منسوب إلى همذان ابن فلوج بن سام بن نوح الذي بناها ، وهي مدينة مشهورة من مدن الجبال ، تقع في غرب إيران.

نفس المصدرين ٥ / ٤١٠ ص ٤٨٣.

(٧) بالكسر ثم السكون وراء ، بلدة قديمة ، كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على الموضع. المعروف الذي يقال له نجف. المصادر المذكورة ٢ / ٣٢٨ ، وص ١٨٦.

(٨) نشوي : بفتح أوله وثانيه وثالثه : مدينة بأذربيجان ويقال : هي من مدن أران ، تلاصق أرمينية ، وهي المعروفة بين العامة بنخجوان في شمال غربي إيران. انظر «معجم البلدان» ٥ / ٢٨٦.

(٩) بكسر أوله وسكون ثانيه ثم راء : ـ قرية بأسفرايين ، لقّبها بها كسرى قباذ ، والد أنوشيروان ؛ لحسنها وخضرتها : لأنّ مهر كلمة فارسية بمعنى المحبة ، وجان الروح أو النفس ، أي محبوب النفس.

انظر المصدر السابق ٥ / ٢٣٣ ، «وفرهنك فارسي كاوه» ص ١١٥ ، ص ٥٨٨.

(١٠) خوزستان بضم أوله ، وبعد الواو الساكنة زاي وسين مهملة وتاء مثناة من فوق ، وآخره نون ، وهو اسم لجميع بلاد الخوز ، وهي منطقة كبيرة تقع في غرب إيران. انظر نفس المصدر السابق ٢ / ٤٠٤.


الري ، الرويان (١) ، أذربيجان ، أرمينية ، الموصل (٢) ، شهرزور (٣) ، والصامغان (٤).

ووجدنا أنصر أهل مملكته بالخراج أصبهان ، كسكر (٥) ، عبرتا (٦) ، حلوان ، ماسبذان ، وهرمشير (٧).

ووجدنا أعلم أهل مملكته بالسلاح : أصبهان ، همذان ، الري ، وسجستان (٨).

ووجدنا أبخل أهل مملكته : مرو (٩) ، اصطخر ، دارابجرد (١٠) ،

__________________

(١) الرويان : بضم أوله ، وسكون ثانيه وياء مثناة من تحت ، وآخره نون : مدينة كبيرة من جبال طبرستان ـ تقع بين طبرستان وبحر الخزر من بلاد مازندران ـ الواقعة في شمالي إيران. انظر نفس المصدرين ٣ / ١٠٤ ، «وآثار البلاد» ص ٣٧٤.

(٢) الموصل : بفتح أوله وكسر الصاد : المدينة المشهورة العظيمة ، إحدى قواعد بلاد الإسلام .. ، وهي مدينة قديمة الأسس على طرف دجلة ، ومقابلها من الجانب الغربي ـ شمالي عراق ـ انظر «معجم البلدان» ٥ / ٢٢٣ ، «وآثار البلاد» ص ٤٦١.

(٣) بالفتح ثم السكون وراء مفتوحة بعدها زاء ، وهي اسم مركب من الشهر ، وهي المدينة ، وزور وهو اسم من أحدثها ، وهو زور بن الضحاك ، معناه مدينة زور ، وهي كورة واسعة في الجبال بين أربك وهمذان ، وأهلها أكراد ، انظر نفس المصدرين ٣ / ٣٧٥ ، وص ٣٩٧.

(٤) بفتح الميم والغين المعجمة وآخره نون : كورة من كور الجبل في حدود طبرستان ، واسمها بالفارسية بميان ، انظر «معجم البلدان» ٣ / ٣٩٠.

(٥) بالفتح ، ثم السكون وكاف أخرى وراء : معناه عامل الزراع ، ناحية بين واسط والبصرة. انظر «معجم البلدان» ٤ / ٤٦١.

(٦) بفتح أوله وثانيه ، وسكون الراء ، وتاء مثناة من فوق ، وهو اسم عجمي ، وهي قرية كبيرة من أعمال بغداد من نواحي نهروان بين بغداد وواسط. المصدر السابق ٤ / ٧٧.

(٧) هو تعريب هرمز أردشير ، وهو اسم سوق الاهواز الواقعة في منطقة خوزستان بغرب إيران. نفس المصدر السابق ٥ / ٤٠٣.

(٨) سجستان بكسر أوله وثانيه وسين أخرى مهملة ، وهي ناحية كبيرة وولاية واسعة ، بينها وبين هراة ...

ثمانون فرسخا ، تقع جنوب شرقي إيران. نفس المصدر ٣ / ١٩٠ ، «وآثار البلاد» ص ٢٠١.

(٩) مرو : من أشهر مدن خراسان وأقدمها ، وأكثرها خيرا ، وأحسنها منظرا ، بينها وبين نيسابور سبعون فرسخا. انظر المصدرين السابقين ٥ / ١١٢ ، وص ٤٥٦.

(١٠) دارابجرد : بعد الألف الثانية باء موحدة ، ثم جيم ، ثم راء ودال مهملة : ولاية بفارس ، وقرية بإصطخر ، وبها معدن زيبق ، أيضا موضع بنيسابور ، والأول عمرها داراب بن فارس. نفس المصدرين ٢ / ٤١٩ ، وص ١٨٨.


خوزستان ، ماسبذان ، دبيل (١) ، ماه دينار ، وحلوان.

ووجدنا أسفل أهل مملكته : البنديجان ، بادرايا ، باكسايا ، بهندف (٢) ، وفهور ، خوزستان.

ووجدنا أقل أهل مملكته نظرا في العواقب : طبرستان ، أرمينية ، قومسن ، كوشان (٣) ، هراة (٤) ، كرمان ، ماه كران ، شهرزور.

فلما نظر قباذ فيما تقدم من ذكر ما قاله من البلدان ، ميز ما بين المدائن إلى نهر بلخ ، ومن النواحي كلها ، وعرف البقاع ، ومسح البلاد ، فلم يجد ترابا (٥) أنزه ولا أعذب ماء ولا ألذّ نسيما مما بين قرماسين إلى عقبة همذان ، فأنشأ قرماسين ، وبنى فيها بناء لنفسه ، بناء معمدا على ألف كرم ، فلما فرغ له من البناء قال : «كردم مان شاهان» ، فسمي «كردمانشاهان» ، ثم عرّب ، فقيل : قرماسين ، ومعناه قد بنيت مسكن الملوك.

فلما ميز قباذ مملكته ، وعرف البقاع ، ومسح البلاد ، وعد الفراسخ ، نقل

__________________

(١) دبيل بفتح أوله وكسر ثانيه بوزن زبيل ، ومعناه كثيب الرمل ، اسم مدينة بأرمينية تتاخم أران ، كان ثغرا فتحه حبيب بن مسلمة ، وأيضا اسم لقرية من قرى الرملة بفلسطين. انظر «معجم البلدان» ٣ / ٦٩.

(٢) بفتحتين ونون ساكنة ، وبفتح الدال المهملة ، وتكسر ، وفاء : بليدة من نواحي بغداد في آخر أعمال النهروان ، بين بادرايا وواسط.

انظر «معجم البلدان» ١ / ٥١٦.

(٣) كوشان : مدينة في أقصى بلاد الترك ، وأهلها كانوا أشد الناس شوكة ، وملكهم أعظم ملوك الترك المصدر السابق ٤ / ٤٨٩.

(٤) بالفتح ، مدينة عظيمة مشهورة ، من أمهات مدن خراسان ، وهي الآن تابعة لدولة أفغانستان المظلومة ، محشوة بالعلماء وأهل الفضل. وذكر القزويني أنه ما كان بخراسان مدينة أجلّ ولا أعمر ولا أحصن ولا أكثر خيرا منها.

انظر نفس المصدر السابق ٥ / ٣٩٦ ، و «آثار البلاد» / ٤٨١.

(٥) في الأصل : «شراكا» ، وما أثبتّه من أ ـ ه ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٣٦ «بقعة» ، وهي أنسب.


الأشراف من فارس وخراسان وأصبهان والري وهمذان وماء نهاوند وماء دينار ، فأسكنهم حافتي دجلة ، ثم أنزل من كان دون هؤلاء على النهروانات (١) ، ثم أنزل أهل الصناعات بطن جوخي (٢) ، وأنزل التجار هرمشير ، والأطباء جند يسابور (٣) ، والحاكة السوس (٤) وتستر (٥) ، والحجامين بادرايا وباكسايا.

ذكر بناء مدينة أصبهان وبانيها ومساحتها وقدرها :

ذكر العلماء بذلك أنه بناها الإسكندر (٦) الرومي ، واستتمها كسرى أنوشيروان (٧)

__________________

(١) جمع نهروان ، وهي التي تقع في شرقي دجلة. كورة واسعة بين بغداد وواسط ، كما في «آثار البلاد» ص ٤٧٢.

(٢) في ن أ ـ ه : جوضي ، بالضاد بدل الخاء المعجمة ، والصحيح بالخاء كما في الأصل ، وهكذا عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٦ ، وذكر ياقوت الحموي : أنها بالضم ، والقصر وقد يفتح اسم نهر ، عليه كورة واسعة في سواد بغداد. راجع «معجم البلدان» ص ٢ / ١٧٩.

(٣) بضم أوله وتسكين ثانيه ، وفتح الدال وياء ساكنة ، وسين مهملة ، وألف ، وياء موحدة مضمومة ، وواو ساكنة وراء : مدينة بخوزستان بناها سابور بن أردشير ... وأسكنها سبي الروم وطائفة من جنده ، فنسبت إليه بذلك ، وتقع في غرب إيران. راجع «معجم البلدان» ٢ / ١٧٠.

(٤) بضم أوله ، وسكون ثانيه ، وسين مهملة أخرى : بلدة بخوزستان ، فيها قبر النبي دانيال عليه‌السلام. (وهي معرب الشوش بالشين المنقوطة ، ومعناه الحسن والنزه والطيب ، تقع في شمال غربي خوزستان. راجع «معجم البلدان» ٣ / ٢٨٠.

(٥) بالضم ثم السكون ، وفتح التاء الأخرى ، وراء : أعظم مدينة (بشمال) خوزستان ، وهو تعريب شوشتر ، نسب إلى الشخص الذي فتحها وهو تستر بن نون. راجع «معجم البلدان» ٢ / ٢٩ ، و «آثار البلاد وأخبار العباد» ص ١٧٠.

(٦) هو الإسكندر بن فيلبس ، وقيل : فيلبوس بن مطريوس ، وهو الذي هزم ملك الفرس دارا وقتله ، وهو الذي ملك الشرق والغرب والشمال والجنوب ... ، وهو الذي بنى اثنتي عشرة مدينة منها أصبهان ، وهي التي يقال لها : جي.

انظر : «الكامل» ١ / ١٥٩ ـ ١٦٢ لابن الأثير.

(٧) هو أنوشيروان بن قباذ بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور ، وهو الذي قتل المزدك ومائة ألف زنديق وصلبهم ، وسمي يومئذ أنوشيروان ، وكان مولد رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في آخر ملكه ، حيث قيل : ولد رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ سنة اثنتين وأربعين من ملكه ، وكان ملكه ثمانيا وأربعين سنة ، وقيل : ٧٤ سنة.

انظر نفس المصدر ١ / ٢٥٥ ـ ٢٥٨ ، «وتاريخ الملوك والأمم» للطبري ١ / ٩١.


(على) يدي آذرشابور ، ومساحتها ألفا جريب (١) ، ويحيط بالمدينة ألف قصبة تكون ستة آلاف (٢) ذراع ، وهو نصف فرسخ ، لأنّ الفرسخ اثنا عشر ألف ذراع ، وقطرها ثلاثمائة وعشرون قصبة ، وإذا ضربت نصف قطرها في نصف استدارتها ، كان ثمانين ألف قصبة هو ألفا جريب.

وفي سور المدينة مائة (٣) قصر ، وقد حجب عن السور الغار بطلسم ، ومن باب خور إلى باب يهودية الصغرى ألف ومائة ذراع ، وبينهما ثمانية وعشرون (٤) برجا ، ومنه إلى باب طيره (٤) ألف ومائة ذراع ، وبينهما ثلاثة وعشرون (٤) برجا ، من هذا الباب إلى باب اسبنج (٤) ألف وثلاثمائة ذراع ، وبينهما أربعة وعشرون برجا ، ومنه ، إلى باب خور ألف وأربعمائة ذراع ، وبينهما خمسة وثلاثون برجا.

__________________

(١) الجريب من الطعام والأرض : مقدار معلوم ، وفي الأرض مكيال قدر أربعة أقفزة ، نحو ثلاثة آلاف ذراع ، وقال بعض : يختلف باختلاف البلدان ، كالرطل والمد والذراع.

انظر «تاج العروس من جواهر القاموس» ١ / ١٧٩ للزبيدي ، و «مختار الصحاح» لمحمد الرازي ص ٩٨. وفي «فرهنك عميد الفارسي» ص ٤٤٩ : جريب مساحة من الأرض بقدر عشرة آلاف متر مربع.

(٢) في الأصل ألف ، والتصويب من أ ـ ه ، ومن مقتضى القواعد.

(٣) في «أخبار أصبهان» ١ / ١٦ : مائة وأربعة قصور.

(٤) عند أبي نعيم ١ / ١٦ : ثمانية عشر برجا ، بدل عشرون ، وبالتاء عنده ، بدل الطاء وعنده : ثلاثة وثلاثون ، وعنده اسفيبس ، وذكر أبو نعيم : أن آذر سابور هو الذي أتم بناء سور مدينة جي (أصبهان) ، وركب فيه الشرف ، وهي مواقف المقاتلة على أعلاه ، وعلق أربعة أبواب في أربعة مواضع من السور ، في أربعة أيام ، في كل يوم بابا ، علق الباب الذي وجهه إلى ميدان السوق في روز خور ، فسماه «باب خور» ، وروز خور الذي يقع عليه الشمس ، وعلق من غده «ماه بر» ، وماه عندهم : القمر ، وهو الذي يسمى «باب اسفيبس» ، ثم علق من غده الباب الثالث ، وسماه «تيربر» ، ومعناه : «باب عطارد» وهو المسمى «بباب تيره» وعلق من غده الباب الرابع ، وسماه «كوش بر» ، وهو المسمى «بباب اليهودية».

راجع «أخبار أصبهان» ١ / ١٥.


ذكر طول مدينتها :

حكي عن أبي عمرو بن حكيم ، قال : يقال إن طول (١) مدينة أصبهان ألف وسبعمائة (٢) واثنتين وخمسين ذراعا ، في عرض ألف وخمسمائة ذراع ، يكون ألفي ألف وستمائة وثمانية وعشرين ألف ذراع ، يكون بالدهقان (٣) ألف وثمان مائة وخمسة وعشرون جريبا.

ودوران المدينة سبعون (٤) ألف ومائة ذراع ، يكون ألفا ومئة وثلاثا وثمانين قصبة (٥) وثلثا.

مساحة مسجد الجامع بيهودية (٦) أصبهان :

__________________

(١) جعل أبو نعيم في ذكر «أخبار أصبهان» ١ / ١٦ ، مساحة الطول المذكورة هنا للعرض ، ومساحة العرض للطول ، والصواب الأول ؛ لأنّ الطول في الغالب يكون أكثر مساحة من العرض ، وهنا على العكس ، ويؤيد ما قلت ما في «معجم البلدان» ١ / ٢٠٦ ، حيث ذكر أن طولها ست وثمانون درجة ، وعرضها ست وثلاثون درجة. فجعل الطول أكثر من العرض.

(٢) الصحيح : اثنان وخمسون ، وهكذا في ن ـ أ ـ ه ، «وأخبار أصبهان» ١ / ١٦.

(٣) الدهقان : بالكسر والضم : القوي على التعرف مع حدة ، والتاجر ، وزعيم فلاحي العجم ، ورئيس الإقليم : معرب ، والمراد هنا زعيم الفلاحين ؛ لأن الجريب كما تقدم شرحه سابقا اصطلاح خاص لهم. انظر «القاموس المحيط» للفيروز آبادي ٤ / ٢٢٤ ، «ومختار الصحاح» لمحمد الرازي ص ٢١٣.

(٤) عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ١٦ سبعة آلاف ومائة ذراع ، وبذراع اليد (عشرة) آلاف وستمائة وخمسون ذراعا ، وذكر أبو نعيم أخيرا أن هذه المساحة على ما ذكر تولاها محمد بن كره الحاسب. ذكر ياقوت الحموي : أنه كانت مساحة أصبهان ثمانين فرسخا في مثلها ، وستة عشر رستاقا ... «معجم البلدان» ١ / ٢٠٧. قلت : كانت هذه مساحة أصبهان في القديم ، أما مساحة أصفهان الحالي وتفصيل ذلك : انظر مقدمتي الباب الأول.

(٥) القصبة ، نصف فرسخ بقدر ستة آلاف ذراع ، كما مر قريبا ، والقصبة أيضا : البئر الحديثة الحفر ، والقصر أو جوفه ، والمدينة أو معظم المدن ، القرية .. راجع «القاموس المحيط» للفيروزآبادي ١ / ١١٧.

(٦) إنما سميت المحلة : بيهودية أصبهان ؛ لأنّ بخت نصر لما أخذ بيت المقدس وسبى أهلها ، فأخذ يهودها وأنزلهم أصبهان ، فبنوا لهم في طرف مدينة «جي» ـ الأصبهان ـ محلة ونزلوها ، فسميت ـ


اثنا (١) عشر جريبا ، وله سبعة وعشرون بابا ، وفيه تسعة وخمسون طاقا ، وفيه من الاسطوانات مائتان وست وثمانون اسطوانة ، وطوله خمس مائة آجرة ، وعرضه ثلاثمائة آجرة يكون مائة وخمسين ألف آجرة يسع كل أربع آجرات رجل ، يكون تسعة وثلاثين ألفا وخمس مائة رجل.

ذكر فتوح أصبهان ومشاورة عمر (٢) بن الخطاب ـ رضي‌الله‌عنه ـ أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ على رسوله فيها وأجوبتهم له وذكر المبعوثين إليها :

حدثنا محمد بن أحمد بن عمرو ، قال : ثنا (٣) رسته ، عن عبد الرحمن بن

__________________

ـ اليهودية ، وكانت تسمى في أيام مملكة الفرس «كوچه يهودان» يعني سكة اليهود ، وبعد أن مضت على ذلك الأعوام ، فخربت جي ـ المكان المعروف بأصبهان ـ وعمرت اليهودية ، فمدينة أصبهان هي اليهودية.

قلت : كان هذا في القديم ، وأما الآن ، فقد دخلت جي واليهودية كلتاهما في العمران ، ولم تزل ثار مسجد الجامع موجودة إلى الآن تزار.

انظر «معجم البلدان» ١ / ٢٠٨ ، «وآثار البلاد» ص ٢٩٦ ، «وأخبار أصبهان» ١ / ١٦ ، «وأصبهان» ص ١٧١ للدكتور لطف الله ، و «نصف جهان في تعريف أصبهان» ص ٦.

(١) في أ ـ ه «اثني ،» والصواب ما في الأصل.

(٢) هو ثاني الخلفاء الراشدة ، وأفضل الأمة بعد نبيها وأبي بكر. تولى الخلافة بعد أبي بكر عشر سنين وستة أشهر وبضعة أيام ، قتل يوم الاربعاء سنة ٢٣ ه‍ ، عن ٦٣ سنة. انظر «تاريخ خليفة بن خياط» ص ١٥٢ ، «والإصابة» ٢ / ٥١٨.

(٣) في أ ـ ه (بفارسته) ، بدل ثنا رسته ، والصواب : ما أثبته من الأصل ؛ لأنّ محمد بن أحمد يروي عن رسته ، وهو عبد الرحمن بن عمر ، وأيضا يؤيد ما قلت : ما جاء في «أخبار أصبهان». انظر ١ / ٣٠.

تراجم الرواة :

محمد بن أحمد : هو أبو عبد الله الأبهري الأصبهاني ، ترجم له أبو الشيخ في «الطبقات» ٢٨١ / ٣ من أ ـ ه ، وقال : «شيخ ثقة ، كتب بأصبهان عن رسته والأصبهانيين» ، وكذا ترجم له أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٥٧ ، وقال : توفي سنة ٣١٥ ه‍.

ورسته ـ بضم الراء ، وسكون المهملة ، وفتح المثناة ـ لقبه ، واسمه عبد الرحمن بن عمر بن يزيد. ثقة ، له غرائب ، ترجم له أبو الشيخ. انظر ت رقم ٢٢١.

عبد الرحمن بن مهدي بن حسان الغبري ، مولاهم أبو سعيد البصري ثقة ، ثبت ، حافظ ، عارف ـ


مهدي ، قال : حدثني حماد بن سلمة (*) ، عن أبي عمران الجوني (**) ، عن علقمة بن عبد الله المزني ، عن معقل بن يسار ، أن عمر بن الخطاب شاور الهرمزان (في أصبهان (١) ، وفارس (٢) ، وآذربيجان (٣) بأيهن يبدأ ، فقال له الهرمزان : يا أمير المؤمنين «أصبهان الرأس ، (وفارس) (٤) ، وآذربيجان الجناحان ، فإن قطعت إحدى الجناحين ، مال الرأس بالجناح ، وإن قطعت الرأس ، وقع الجناحان ، فدخل عمر المسجد ، فإذا هو بالنعمان (٥) بن مقرن قائم يصلي (٦) ، فانتظره حتى قضى صلاته ، ثم قال :

__________________

ـ بالرجال والحديث ، قال ابن المديني : ما رأيت أعلم منه ، مات سنة ١٩٨ ه‍ وهو ابن ٧٣ سنة. انظر «التقريب» ص ٢١٠ ، «والتهذيب» ٦ / ٢٧٩.

(*) هو حماد بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة ، ثقة عابد ، أثبت الناس في ثابت ، وتغير حفظه بأخرة. مات سنة ١٦٧ ه‍. انظر المصدرين السابقين ص ٨٢ ، و ٣ / ١١.

(**) وأبو عمران الجوني ـ وهو بفتح الجيم ، وسكون الواو ، وكسر النون ـ هذه النسبة إلى جون بطن من الأزد ... واسم أبي عمران : عبد الملك بن حبيب البصري ، مشهور بكنيته. ثقة ، مات ١٢٨ ه‍. انظر «الأنساب» ٣ / ٤٢٠ للسمعاني ، «والتقريب» ص ٢١٨.

علقمة بن عبد الله المزني ، بضم الميم ، وفتح الزاي ، وفي آخرها نون ، نسبة إلى قبيلة مزينة ـ (ابن سنان البصري) وقيل : اسم جده عمرو ، ثقة. مات سنة مائة ، انظر «التقريب» ص ٢٤٣ ، «والتهذيب» ٧ / ٢٧٥.

معقل بن يسار أبو علي المزني : صحابي ممن بايع تحت الشجرة. توفي بعد الستين. انظر «التقريب» ص ٣٤٣ ، «وتهذيب الأسماء» ١ / ١٠٦ ، للنووي ـ عمر رضي‌الله‌عنه ـ تقدم قريبا.

والهرمزان ـ بضم الهاء والميم ـ وهو اسم لبعض أكابر الفرس ، وهو دهقانهم الأصغر الذي قاتل المسلمين برامهرمز ثم تستر ، فهزم ، وأسره أبو موسى الأشعري ، وبعثه إلى عمر ، ثم ترك سراحه ، فأسلم. انظر «الكامل» ٢ / ٣٨٣ ، «وتهذيب الأسماء» ٢ / ١٣٥.

(١) بين الحاجزين من الأصل غير موجود في أ ـ ه ، يبدو أنه سقط من الناسخ والله أعلم.

(٢ ، ٣) تقدمتا قريبا قبل صفحات.

(٢ ، ٣) تقدمتا قريبا قبل صفحات.

(٤) بين الحاجزين من «أخبار أصبهان» ١ / ١٦ ، «وتاريخ خليفة» ص ١٤٨.

(٥) النعمان بن مقرن أبو عمرو ، أو أبو الحكيم المزني : صحابي مشهور ، استشهد بنهاوند سنة ٢١ ه‍.

انظر «الإصابة» ٣ / ٥٦٥ ، قال ابن حجر : «وهو الذي فتح أصبهان واستشهد بنهاوند». انظر «التهذيب» ١٠ / ٤٥٦. قلت : الصحيح أنه لم يشترك في فتحها كما أثبتّ ذلك في مقدمتي الباب الاول.

(٦) في أ ـ ه ، (قائما) ، والصواب ما أثبته كما في الأصل.


إني مستعملك ، فقال : أما جابيا (١) فلا ، ولكن غازيا. فقال عمر : فإنك غاز ، وسرحه ، وبعث إلى (أهل) (٢) الكوفة أن يمدوه ، فذهبوا ومعه حذيفة بن اليمان (٣) ، والزبير بن العوام (٤) ، والمغيرة بن شعبة (٥) ، والأشعث بن قيس (٦) ، وعمرو بن معد يكرب (٧) ، وابن عمر (٨) ، حتى أتوا نهاوند ، فأتاهم النعمان بن مقرن ، وبينهم وبينه نهر ، فبعث إليهم المغيرة بن شعبة (رسولا) (٩) ، فذكر القصة (١٠).

__________________

(١) جبي الخراج : أي جمعه ، فالجابي هو الذي يجمع الخراج وغيره. انظر «لسان العرب» ١٤ / ١٢٨.

(٢) بين الحاجزين من «تاريخ خليفة بن خياط» ص ١٤٨ ، ومن «أخبار أصبهان» ١ / ٢١.

(٣) حذيفة بن اليمان ، واسم اليمان : حسيل ـ مصغرا ـ ويقال : حسل بكسر ، ثم سكون ، العبسي ـ بالموحدة ـ : صحابي جليل من السابقين. مات في أول خلافة علي سنة ٣٦ ه‍. انظر «التقريب» ص ٦٦ ، والإصابة ١ / ٣١٧.

(٤) والزبير بن العوام بن خويلد أبو عبد الله القرشي الأسدي : أحد العشرة المشهود لهم بالجنة. قتل سنة ٣٦ ه‍ بعد منصرفه من وقعة الجمل ، انظر المصدر السابق ص ١٠٦ ، وانظر «الإصابة» ١ / ٥٤٥.

(٥) والمغيرة بن شعبة : هو أبو عيسى وقيل : أبو محمد الثقفي : صحابي مشهور ، أسلم قبل الحديبية ، وولي إمرة البصرة ثم الكوفة ، مات سنة خمسين على الصحيح ، انظر «التقريب» ص ٣٤٥ ، «والتهذيب» ١٠ / ٢٦٢.

(٦) والأشعث بن قيس : هو أبو محمد الكندي الصحابي ، نزل الكوفة. مات سنة ٤٠ أو ٤١ ه‍ ، وقيل ٤٦ ه‍. نظر «تاريخ خليفة» ص ١٩٩ ، والمصدرين السابقين ص ٣٨ و ١ / ٣٥٩.

(٧) هو أبو ثور الزبيدي الشاعر الفارس ، له صحبة. مات بالقادسية ، وهو ابن مائة وست ، وقيل : مائة وخمسين. انظر «الإصابة» ٣ / ١٨ ، «والاستيعاب» ٢ / ٥٢٠ بهامش «الإصابة».

(٨) هو عبد الله بن عمر العدوي أبو عبد الرحمن ... وهو أحد المكثرين من الصحابة والعبادلة ، مات سنة ثلاث وسبعين عن سبع وثمانين سنة. انظر «الإصابة» ٢ / ٣٤٧ ، «والتهذيب» ٥ / ٣٢٨ ، «والتقريب» ص ١٨٢.

(٩) بين الحاجزين من «أخبار أصبهان» ١ / ٢١.

(١٠) مرتبة الإسناد المذكور : رجاله كلهم ثقات ، وأسنده خليفة بن خياط في «تاريخه» ص ١٤٨ ، والبلاذري في «فتوح البلدان» ص ٣٠١ ، وابن جرير في «تاريخه» ٤ / ٢٤٨ ، وابن حبان في «الثقات» ٢ / ٢٢٤ ، ساقه بدون السند ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢١ ، كلهم من طريق حماد بن سلمة به ، وكذا ذكره ابن كثير في «البداية ٧ / ١٠٦ وابن الأثير في «الكامل» ٣ / ٥ ذكر القصة بطولها.


حدثنا محمد بن عمر بن حفص ، قال : ثنا اسحاق بن إبراهيم شاذان ، قال : ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : ثني النهاس بن قهم القيسي ، عن القاسم بن عوف ، عن أبيه (١) ، أو عن رجل ، عن السائب (٢) بن الأقرع ، قال : نبّىء عمر بن الخطاب (٣) بزحف لم يزحف بمثله قط ، زحف لهم أهل أصبهان ، وأهل ماه ، وأهل همذان ، وأهل الري ، وأهل قومس ، وأهل آذربيجان ، وأهل نهاوند ، قال : فجاء الخبر إلى عمر بن الخطاب ، فجمع الناس ، وحمد الله ، وأثنى عليه ، وقال : إنه قد زحف للمسلمين زحف لم يزحف لهم بمثله قط ، فقوموا فتكلموا وأوجزوا ولا تطنبوا ، فتفشغ (٤) بنا الأمور ، فلا ندري بأيها نأخذ.

(قال) (٥) : فقام طلحة (٦) بن عبيد الله ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، فهذا يوم له ما بعده من الأيام ، وأنت يا أمير المؤمنين أفضلنا رأيا ، وأعلمنا ، ثم سكت. ثم قام الزبير (٧) بن العوام ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، وتكلم بنحو من كلام صاحبه ، ثم جلس. ثم قام عثمان (٨) بن عفان ،

__________________

(١) جاء عند خليفة بن خياط العصفري بدون ـ أو ـ الشك : يعني : عن أبيه ، عن رجل ، وجاء عند البلاذري بدون عن رجل ، ولكن أتى بالشك في السائب بن الأقرع ، أو عمر بن السائب ، فقال : «عن القاسم بن عوف ، عن أبيه عن السائب بن الأقرع ، أو عن عمر بن السائب ، عن أبيه». فورد الشك من محمد بن الأنصاري في السائب أو عمر بن السائب عن أبيه. انظر «تاريخ خليفة بن خياط» ص ١٤٧ ، «وفتوح البلدان» ص ٣٠٢.

(٢) السائب بن الأقرع بن عوف الثقفي : مسح النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأسه. ترجم له المؤلف. انظر (ت ١٧).

(٣) في الأصل (زحف) بدون الباء الموحدة ، والتصويب من أ ـ ه.

(٤) ذكر ابن فارس بأن الفاء والشين والغين : أصل. يدل على الانتشار. يقال : انفشغ الشيء وتفشغ ، إذا انتشر ، انظر «معجم مقاييس اللغة» ٤ / ٥٠٥.

(٥) بين الحاجزين من «أخبار أصبهان» ١ / ١٩.

(٦) هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن معد يكرب ... التيمي أبو محمد المدني ، أحد العشرة ، مشهور ، واستشهد يوم الجمل سنة ست وثلاثين وهو ابن ثلاث وستين. انظر «الإصابة» ٢ / ٢٢٩ ، «والتهذيب» ٥ / ٢٠ ، «والتقريب» ص ١٥٧.

(٧) تقدم قريبا.

(٨) هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية ... الأموي أمير المؤمنين ، ذو النورين ، أحد السابقين ـ


فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، فإن هذا يوم له ما بعده من الأيام ، وإني أرى من الرأي يا أمير المؤمنين أن تسير بنفسك. وبأهل الحجاز ، وبأهل الشام ، وأهل العراق ، حتى تلقاهم بنفسك ، فإنك أبعد العرب صوتا ، وأعظمهم منزلة. ثم قام علي (١) بن أبي طالب ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، وقال : أما بعد ، فهذا يوم له ما بعده من الأيام ، وإني لا أرى يا أمير المؤمنين ما رأى هؤلاء أن تسير بنفسك ، ولا بأهل الحجاز ، ولا بأهل الشام ، ولا بأهل العراق ، فإن القوم إنما جاءوا بعبادة الشيطان ، والله أشد تغييرا لما أنكر ، ولكن أرى أن تبعث إلى أهل الكوفة ، فتسير ثلثيهم (٢) ، وتدع في حفظ ذراريهم ، وجمع جزيتهم ، وتبعث إلى أهل البصرة فيوروا ببعث ، فإن القوم إنما جاءوا بعبادة الشيطان ، والله أشد تغييرا لما أنكر. فقال : أشيروا علي من أستعمل عليهم؟ قالوا : يا أمير المؤمنين ، أنت أفضلنا رأيا وأعلمنا بأهلك. قال : لأستعملن عليهم رجلا يكون أول (٣) أسنة يلقاها ، اذهب بكتابي هذا يا سائب بن الأقرع إلى النعمان (٤) بن مقرن ، فليسر (٥) بثلثي أهل الكوفة ويدع ثلثا في حفظ ذراريهم

__________________

ـ الأولين ، وثالث الخلفاء الراشدين ، وأحد العشرة المبشرين ، استشهد في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ، وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة ، وعمره ثمانون ، وقيل : أكثر ، وقيل : أقل. انظر «التقريب» ص ٢٣٥ ، «والكاشف» للذهبي ٢ / ٢٥٤ ، «والإصابة» لابن حجر ٢ / ٤٦٢.

(١) هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي ، ابن عم رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وزوج ابنته ، (وهو رابع الخلفاء الراشدين). من السابقين الأولين ، أحد العشرة المبشرة ، وأول من أسلم من الصبيان ، مات في رمضان سنة أربعين وله ثلاث وستون سنة على الراجح.

(٢) في الأصل : ثلثاهم ، والصواب ما أثبته.

انظر : «الإصابة» ٢ / ٥٠٧ ، لابن حجر ، «الكاشف» للذهبي ٢ / ٢٨٧ ، «وتقريب التهذيب» ص ٢٤٦.

(٣) عند خليفة بن خياط لأول أسنة وعند البلاذري هكذا (لأستعملن رجلا يكون لأول ما يلقاه من الأسنة).

انظر «تاريخ خليفة» ص ١٤٨ «وفتوح البلدان» ص ٣٠٠.

(٤) عند البلاذري أنه كتب إل النعمان بن عمرو بن مقرن ، والصحيح أنه كتب إلى النعمان بن مقرن ، وهو الذي استشهد بنهاوند ، وهو صحابي مشهور ، لا نعمان بن عمرو ، فإنه تابعي وهو ابن أخيه كما في «التقريب» ص ٣٥٩ ، «والتهذيب» ١٠ / ٤٥٦. انظر المصدر السابق للبلاذري ، وقال ابن عبد

(٥) في الأصل : أثبتت الياء ، والصواب بدونها كما أثبته. ـ


وجمع جزيتهم ، وليبعث إلى أهل البصرة فليوروا ببعث ، فإن قتل النعمان فحذيفة ، فإن قتل حذيفة فجرير (١) ، فإن قتل ذلك الجيش فلا أزيد (٢) ، وأنت على ما أصابوا من الغنيمة ، فلا يرفعن إلي باطلا ولا يحبسن حقا عن أحد هو له قال : فأقبلت بكتاب عمر إلى النعمان بن مقرن ، فسار بثلثي أهل الكوفة وترك ثلثا في حفظ ذراريهم وجمع جزيتهم ، وبعث إلى أهل البصرة (٣) ، فوروا ببعثهم ، ثم سار حتى التقوا بنهاوند ، فالتقوا يوم الأربعاء ، فكان في المجنبة اليمنى انكشاف ، وثبتت المجنبة اليسرى ، وثبت الصف ، ثم التقوا يوم الخميس ، فكان في المجنبة اليسرى انكشاف ، وثبتت المجنبة اليمنى ، وثبت الصف ، ثم التقوا يوم الجمعة ، فأقبل النعمان بن مقرن على بريذين (٤) له ، أحوى (٥) قريب من الأرض ، يقف على (٦) كل أهل راية فيخطبهم ويحضهم (٧) ، ويقول : إن هؤلاء القوم قد أخطروا لكم خطرا ، وأخطرتم لهم خطرا عظيما :

__________________

ـ البر : السائب بن الأقرع : هو الذي شهد فتح نهاوند مع النعمان بن مقرن ، وكان بعثه عمر بكتابه إلى النعمان بن مقرن ، ثم استعمله عمر على المدائن ، وقال ابن حجر : أخرجه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح في قصته. انظر «الاستيعاب» ٢ / ١٠٤ بهامش «الإصابة». والإصابة» ٢ / ٨.

(١) عدّد النعمان بن مقرن سبعة أنفار آخرهم المغيرة بن شعبة عند خطبته التحريضية لجيشه ، كما في «الكامل» ٣ / ٥ لابن الأثير. وجرير : هو ابن عبد الله بن جابر البجلي ، صحابي مشهور ، مات سنة إحدى وخمسين ، وقيل بعدها. انظر «التقريب» ص ٥٤ ، و «الإصابة» ١ / ٣٣٢.

(٢) زاد ابن جرير الطبري (إن هذا الجيش أصيب ، فاذهب في سواد الأرض ، فبطن الأرض خير من ظهرها).

انظر «الكامل في التاريخ» ٤ / ١١٦.

(٣) ورى تورية : أي أخفاه وستره. انظر «مختار الصحاح» ص ١٤٨.

(٤) في أ ـ ه (برذون) ، وما في الأصل تصغيره ، وكذا في «تاريخ خليفة» ص ١٤٨ ، و «الكامل» ٣ / ٥ لابن الأثير على فرس له.

(٥) أي : أسود. يقال للبعير الذي خالط خضرته سواد وصفرة : بعير أحوى ، وهكذا الفرس ، «مختار الصحاح» ص ١٦٤.

(٦) عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠ : عند ، وما أثبته من الأصل أنسب ، وهكذا ذكره خليفة ابن خياط في «تاريخه» ص ١٤٨.

(٧) في الأصل : يحضضهم ، وفي أ ـ ه يخفضهم ، وهو تصحيف والصواب ما أثبته ، وكذا في المصدر السابق ص ١٤٨.


أخطروا لكم (١) جواليق (٢) ورثة ، وأخطرتم (٣) لهم الإسلام وذراريكم ، فلا أعرفن رجلا (منكم) (٤) وكل قرنه (٥) إلى قرن صاحبه ، فإن ذلك لؤم ، ولكن شغل كل رجل منكم قرنه ، ثم إني هاز الدابة ، فيرم (كل) (٦) رجل من ضيعته وتيسر ، ثم هاز الثانية ، فليقف كل رجل منكم موقفه ، ثم هازها الثالثة ، فأحمل (٧) ، فاحملوا على بركة الله ، ولا يلتفتن منكم أحد ، قال : فحملوا ، فكان النعمان أول مقتول ، قال : وأخذ حذيفة الراية ، ففتح الله (٨) لهم ، قال : (٩) وجمعت تلك المغانم ، فقسمتها بين المسلمين ، فلم أرفع باطلا ، ولم أحبس عن أحد حقا هو له (١٠). قال : ثم أتاني ذو العينين (١١) ، فقال : إن كنز

__________________

(١) الجوالق بكسر الجيم واللام ، وبضم الجيم ، وفتح اللام وكسرها : وعاء. انظر «القاموس» ٣ / ٢١٨.

(٢) في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠ بدون الواو (جوالق رثة) أي بالية. الرث : البالي ، والسقط من المتاع. انظر «القاموس» ١ / ١٦٧.

(٣) الخطر والخاطر ، الهاجس ، وتخاطروا ، تراهنوا ، وأخطر جعل نفسه خطرا لقرنه فبارزه.

المقصود : أنهم أعدوا لكم وأعددتم لهم الإسلام. انظر المصدر السابق ٢ / ٢٢.

(٤) بين الحاجزين من «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠.

(٥) القرن : بكسر القاف والتخفيف ، الكفؤ ، والنظير في الحرب ، والشجاعة. انظر المصدر السابق ٤ / ٢٥٨.

(٦) بين الحاجزين من «تاريخ خليفة بن خياط» ص ١٤٨.

(٧) عند أبي نعيم / محامل ، وكذا عند خليفة ص ١٤٩ ، وانظر «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠.

(٨) في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠ ، (عليه).

(٩) أي السائب بن الأقرع.

(١٠) ذكره أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ١٩ من أوله إلى هنا ، وكذا خليفة في «تاريخه» ص ١٤٧ ، ولكن إلى قوله : (ففتح الله عليهم) ، ولم يذكر الجزء الأخير ، كما أن أبا نعيم ذكره عن القاسم ، عن أبيه ، عن السائب ، يعني : بدون عن رجل ، كما عند خليفة ، وبدون (أو) الموجود في الأصل المخطوط ، حيث قال : عن القاسم عن أبيه أو عن رجل ، وذكره ابن الأثير في «الكامل» ٣ / ٢ ـ ٦ بالتفصيل مع اختلاف في اللفظ ولكن بدون ذكر السند.

(١١) في «الكامل» : فأتاهم الهربذ صاحب بيت النار على أمان ، فأبلغ حذيفة ، فقال : أتؤمنني ومن شئت ، على أن أخرج لك ذخيرة لكسرى تركت عندي لنوائب الزمان؟ قال : نعم ، فأحضر جوهرا نفيسا في سفطين ... قال السائب : فلما فتح الله على المسلمين ، وأحضر الفارس السفطين اللذين أودعهما عنده النخيرجان ، فإذا فيهما اللؤلؤ والزبرجد والياقوت ، فلما فرغت من القسمة ـ


النخيرجان (١) في القلعة ، قال : فصعدت ، فإذا بسفطين (٢) من جوهر لم أر مثلهما قط ، فلم أرهما فيئا فأقسمهما بينهم ، ولم أجدهما بجزية ، قال : ثم أقبلت إلى عمر بن الخطاب وقد راث (٣) عليه الخبر ، وهو يتطوف المدينة (٤) يسأل ، قال : فأقبلت على راحلتي ، فلما رآني ، قال لي : ويلك يا ابن مليكة ، ما وراءك؟ ويلك يا ابن مليكة ، ما عندك؟ ويلك يا ابن مليكة ، ماذا جئتني به؟ قلت : يا أمير المؤمنين ، الذي تحب ، قال : فلله الحمد (قال : (٥) والله ما أتت علي ليلة منذ اندفعت من عندي أطول علي من هذه الليلة ، وما جعلت النوم فيها إلا تقديرا) قال : قلت : يا أمير المؤمنين انطلقت بكتابك (٦) إلى النعمان بن مقرن ، فسار بثلثي أهل الكوفة ، وترك ثلثا في حفظ ذراريهم وجمع جزيتهم ، وبعث إلى أهل البصرة فورّوا ببعث ، ثم سار حتى التقوا بنهاوند ، فالتقوا يوم الأربعاء ، فكان في المجنبة اليمنى انكشاف ، وثبتت المجنبة اليسرى ، وثبت الصف ، ثم التقوا يوم الخميس ، فكان في المجنبة اليسرى انكشاف ، وثبتت المجنبة اليمنى ، وثبت الصف ، ثم التقوا يوم الجمعة ، فسار النعمان بن مقرن على برذون له أحوى قريب من الأرض يخطبهم ويحضهم (٧) ويقول لهم ما فعل ، وقصصته فكان النعمان أول مقتول ، فقال :

__________________

ـ احتملتهما معي وقدمت على عمر ـ الخ. وانظر التفصيل في «الكامل» لابن الأثير ٣ / ٢ ـ ٧.

(١) في أ ـ ه : الجرجان ، الصواب : ما في الأصل ، وهكذا في «الكامل» ٣ / ٦ لابن الأثير.

(٢) السفط محركة : كالجوالق ، أو كالقفة ، جمع أسفاط ، انظر «القاموس» ٢ / ٣٦٤.

(٣) في «فتوح البلدان» ص ٣٠٢ : عنه بدل عليه ، يصح كلاهما. ومعنى راث : أبطأ ، انظر «مختار الصحاح» ص ٢٦٥.

(٤) في أ ـ ه : بسك ، والصواب ما في الأصل.

(٥) العبارة بين القوسين مكررة ، تأتي بعد ثلاث صفحات ، وأرى أن وقوعها هنا في غير محلها أيضا ؛ لأن هذا الكلام حصل عند عودته مرة ثانية بإرسال عمر البريد وراءه ، فبعد ما وصل جرى بينهما هذا الكلام ، لا في البداية وهو يسأله عما جرى ، فقص السائب ما جرى من الأول إلى الآخر.

أنظر للتأكد ـ «البداية والنهاية» لابن كثير ٧ / ١١١ ـ ١١٢ ، و «الكامل» لابن الأثير ٣ / ٤ ـ ٥ ، «وفتوح البلدان» للبلاذري ٣٠١ ـ ٣٠٢.

(٦) في أ ـ ه : بكتاب عمر ، والأولى ما في الأصل كما أثبته.

(٧) في أ ـ ه : يحفضهم ، وفي الأصل : يحضضهم ، والصواب : يحضهم بمعنى يحرضهم.


ـ رحمه‌الله ـ هي له الشهادة التي ساقه الله إليها وأكرمه بها ، قال : ثم مه؟ قلت : ثم أخذ حذيفة الراية ، ففتح الله لهم ، ثم لم (١) يقتل أحد من المسلمين (أحد) (٢) تعرفه. قال : لا أم لك! ما تصنعون بمعرفة ابن أم عمر؟ لكن يعرفهم من هو خير لهم منه ، معرفة من ساق إليهم الشهادة وأكرمهم بها. قال : وجعل يبكي ويكررها ، ويحادر الدموع على خديه ولحيته حتى وددت أن الأرض انشقت عني فسخت (٣) فيها ، ثم أقلع ولم يكد ، فقلت : يا أمير المؤمنين : قد قسمت الفيء بينهم ، فلم أرفع باطلا ولم أحبس حقا عن أحد هو له. قال : فقام ، فقلت : يا أمير المؤمنين رويدك. إن لي إليك حاجة. قال : وما هي؟ أليس قد قسمت كما زعمت؟ قلت : بلى ولكن حاجة لا بد من أن تنظر فيها. قال : فقعد ، فقلت : إنه أتاني ذو العينين فأخبرني أن كنز النخيرجان (٤) في القلعة ، (٥) فصعدت فوجدت هذين السفطين ، فلم أجدهما فيئا فأقسمهما بينهم ، ولم أجدهما بجزية. قال : فبعث (٦) إلى علي بن أبي طالب وعثمان

__________________

(١) وجاء في «البداية والنهاية» لابن كثير ٧ / ١١١ : أن عمر لما أخبر بمقتل النعمان بكى ، وسأل السائب عمن قتل من المسلمين ، فقال : فلان وفلان وفلان ، لأعيان الناس وأشرافهم ، ثم قال : وآخرون من أفناد الناس ممن لا يعرفهم أمير المؤمنين ، فجعل يبكي ويقول : ما ضرهم أن لا يعرفهم أمير المؤمنين؟ ولكن الله يعرفهم ، وقد أكرمهم بالشهادة ، وما يصنعون بمعرفة عمر ..؟

(٢) ما بين الحاجزين غير موجود في أ ـ ه ، وهو أولى لما فيه من التكرار.

(٣) ساخ سيخا وسيخانا : وسخ الأرض بهم سيوخا وسؤوخا وسوخانا : انخسفت ، انظر «القاموس» ١ / ٢٦٢.

(٤) في أ ـ ه : الجرجان ، والصواب ما في الأصل ، وهكذا ذكره الآخرون من أهل التاريخ كما تقدم قريبا.

(٥) في أ ـ ه : بدون هذه الكلمة ، وفي «البداية» ٧ / ١١ أن الرجل المخبر بالسفطين «جاء بسفطين مملوءتين جوهرا ثمينا» يجوز أن يذهبا معه.

(٦) في «البداية» بدون ذكر الأسماء والختم ، بل فيها : أنه حملت ذانك السفطان إلى منزل عمر (يجوز أن يوضعا في بيته ، ثم ختم عليهما وأدخلا في بيت الخزانة) ، ولكن هنا ملاحظة أخرى ، وهي أنه جاء في فتوح البلدان ص ٣٠٢ ، ونسبه المعلق على «الكامل» لابن الأثير إلى الطبري أيضا ، فوجدته مخالفا كما نسبه إليه : أن عمر رد السفطين من أول الأمر بعد أن أخبره السائب بشأنهما ، فقال : اذهب بهما فبعهما ثم اقسم ثمنهما بين المسلمين ، فباعهما بالكوفة بألفي ألف ، ثم بيعا بأربعة آلاف ألف ، والذي معنا في المخطوطة وكذا ما ورد فى «الكامل» ٣ / ٥ ، وفي «البداية» ٧ / ١١٣ ، ـ


وزيد ، فختموا عليه ثم وضعه في بيت الخزانة ، ثم ردني إلى الكوفة ، فلما قدمتها إذا راكب قد أقبل يصوت (١) : كتاب من عمر. إن كنت قاعدا ، فقم ولا (٢) تقعد حتى تشد الراحلة بكورها (٣) ، ثم تقبل ، وإن كنت قائما فلا تقعد حتى تشد الراحلة بكورها ، ثم تقبل. قال : ففعلت ، ثم أقبلت إليه ، فلما رآني ، قال لي : ويلك يا ابن مليكة : ماذا جئتني به؟ يا ابن مليكة ما صنعت بي؟ ويلك يا ابن مليكة ماذا أوقعتني فيه؟ قال : قلت يا أمير المؤمنين : إن مثلك لا يقتل مثلي غما (٤) ، فما هو؟ قال : أخبرني خبر هذين السفطين. قلت : والله ما أنا بزائدك على ما قلت (٥) لك شيئا ، ولا منقصك منه شيئا ، وإن الحديث لكما حدثتك ، قال : فويلك ، فو الله ما هو إلا أن اندفعت من عندي فأوقد عليهما (٦) حتى صارا نارا ، فأخذت لأكوى بهما حتى عاهدتهم أن أردهما من حيث جيء بهما ، فاذهب بهما إلى الكوفة فبعهما ، إن جاءنا بدرهم أو أقل من ذلك أو أكثر ، واقسمه بينهم. قال : فأقبلت بهما إلى الكوفة فأتاني شاب من قريش يقال له : عمرو (٧) بن حريث ، فاشتراهما مني ، فأعطيته (٨) الذرية

__________________

ـ وفي «تاريخ الطبري» ٤ / ١١٦ ، أنه أمره ببيعهما في المرة الثانية بعد أن طلبه من الكوفة ، وجرى بينهما الكلام ، ثم قال له : فخذهما عني .. فبعهما في أعطية المسلمين وأرزاقهم. ويمكن أن البلاذري لخصه وأوجز الكلام وذكر ما تم في شأنهما ، والله أعلم.

(١) في أ ـ ه : يصوب ، وكذا في الأصل غير واضح ، لعله يصوت ، والله أعلم.

(٢) في أ ـ ه : بدون لا ، والصواب معها ، كما أثبته من الأصل.

(٣) الكور بالضم الرحل أو بأداته ، جمعه (أكوار وأكور وكيران ...) انظر «القاموس» ٢ / ١٢٩.

(٤) هكذا في أ ـ ه.

(٥) في أ ـ ه : (تلك). والصواب ما أثبته من الأصل.

(٦) في أ ـ ه : (فاقد عليهما) ، والصواب ما في الأصل كما أثبته.

(٧) في أ ـ ه. خربث بالخاء المعجمة ، والباء الموحدة ، وهو تصحيف ، والصواب بالحاء المهملة ، والياء المثناة من تحت ، هكذا ذكره البلاذري في «فتوح البلدان» ص ٣٠٢ ، وابن كثير في «البداية» ٧ / ١١٢ ، وهو عمرو بن حريث المخزومي ، صحابي صغير ، مات سنة خمس وثمانين ، هذا ما ذكره الحافظ في «التقريب» ص ٢٥٨ ، وذكر الخليفة أنه توفي سنة ثمان وسبعين. انظر «تاريخ خليفة» ص ٢٧٧. وولاه عبد الملك الكوفة والبصرة مدة ، المراجع المذكورة.

(٨) في ن ـ أ ـ ه : فأعقبه ، الذرية والمقابلة. وهذا تصحيف ، والصواب ما في الأصل ، وفي ـ


والمقاتلة ، ثم انطلق بأحديهما إلى الحيرة ، فباعه بما اشتراها مني ، وكانت أول لهوة (١) مال أصابها (٢).

ذكر أحمد بن الحسن الأنصاري ، عن أحمد بن سعيد ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا غياث بن إبراهيم ، قال : ثنا مجالد (٣) ، عن الشعبي (٤) ، قال : كتب عمر بن الخطاب إلى عبد الله بن بديل (٥) بن ورقاء الخزاعي ، أن يسر إلى فارس بأهل البصرة إلى أصبهان ، وفيها يومئذ ملك من ملوك العجم ، يقال له : فاذوسبان (٦). (الشيخ) (٧) ، فسار ، فحاصره حصارا شديدا ، وخذل أهل أصبهان ملكهم ، فلما رأى تخاذلهم ، قال الملك : إني خارج ، ولا حق بكرمان ، وبكرمان يومئذ خورد بن شيرويه ، فخرج إلى كرمان في ثلاثين فارسا

__________________

ـ «الثقات» ٢ / ٢٣٣ (بعطية) ، وفي «فتوح البلدان» ص ٣٠٢ ، (بأعطية الذرية والمقاتلة) ، وكلها صحيحة.

(١) في ن ـ أ ـ ه : بهوة : هو تصحيف ، والصواب ما في الأصل. واللهوة بالضم : العطية دراهم كانت أو غيرها ، والجمع : اللها. انظر «مختار الصحاح» ص ٦٠٧.

(٢) انظر المصادر السابقة ، «والكامل» لابن الأثير ٣ / ٢ ـ ٦ ، «وتاريخ الطبري» ٤ / ١١٤ ، وكتاب «الثقات» لابن حبان ٢ / ٢٢٤ ـ ٢٣٣ ، وانظر «الأموال» لأبي عبيد ص ٢٥٢ ، إنما أتى المؤلف وقعة نهاوند ، لما حصل المشورة لفتح أصبهان بعد نهاوند.

(٣) مجالد : هو ابن سعيد بن عمير الهمداني أبو عمرو ، ويقال : أبو سعيد الكوفي. انظر ترجمته في «التهذيب» ١٠ / ٣٩.

(٤) هو عامر بن شراحيل الحميري ، تابعي جليل. انظر ترجمته في «التهذيب» ٥ / ٦٥.

(٥) في النسختين : عبد الله بن يزيد بن ورقاء. لم أجد أحدا بهذا الاسم ، فتبين لي بعد البحث ، أن هذا تصحيف من عبد الله بن بديل بن ورقاء كما سيأتي بعد السطور ، وترجم له أبو نعيم في ١ / ٦٢ من «أخبار أصبهان».

قد جعل المؤلف بديل بن ورقاء ممن اشترك في فتح أصبهان ، كما سيأتي في طبقة الصحابة عندما جعل أبو نعيم عبد الله بن بديل بن ورقاء ـ كما في هذه الرواية عند المؤلف ـ بدل بديل بن ورقاء ، وبينت الراجح ، هناك في ت ٨.

(٦) في أ ـ ه : فادوسفان ، وهكذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥.

(٧) جاء في النسختين هكذا ، والصواب عدمه ؛ لأن الشيخ كان لقب شهر برازجاذويه الذي قتله المسلمون ، وسموا الرستاق باسمه بعد فتحه واشتهر برستاق الشيخ ، راجع «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥.


من أهل المدينة ، فأخبر عبد الله بن بديل (١) ، فخرج في طلبهم ، فلحق (٢) شيخا كبيرا ، فلما رآهم الفادوسبان قال : يا هذا لا تقتل أصحابي ، فإن أصحابي لا يقع لهم سهم ، ولكن ابرز إلي ، فقال عبد الله بن بديل : قد أنصفت ، فبرز له الشيخ فحمل ، فقال له الملك : هل لك في المعاودة؟ فقال عبد الله : نعم فقال له الملك : ما أحب أن أقاتلك. إني أراك رجلا كاملا ، ولكن هل لك في خير. أن أرجع معك فأصالحك وأفتح لك المدينة على أن أعطيك الخراج وتحل عني. فقال : نعم. ففتح له المدينة على صلح ، فلم يزل عبد الله بن بديل أميرا عليها ، عاملا لعمر حتى قتل ، واستخلف عثمان بن عفان ، وعزله عثمان لأنه ضرب أخوين من بني حنيفة في الخمر فماتا ، فبلغ ذلك خبرهما ، فكبر عليه خبرهم ، فكتب إليه عثمان : إن أصحاب رسول الله كانوا أعلم بالحدود منك. لا تلي لي عملا أبدا ، ثم عزله وأسلم إلى عبد الله (٣) بن علي بن يزيد.

__________________

(١) والذي في المراجع ، وهكذا عند أبي نعيم ١ / ٢٥ ـ ٢٦ أن الذي أخبروا برز إلى الشيخ فقتله هو عبد الله بن ورقاء الرياحي ، وسأبينه في محله ـ إن شاء الله ـ وإن هذا هو الصحيح.

(٢) في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٤ ـ ٢٥» وخرج عبد الله من نهاوند فيمن كان معه ومن انصرف من جند النعمان نحو جند قد اجتمع له من أهل أصبهان عليهم الاستندار ، وعلى مقدمته شهر برازجاذويه ، شيخ كبير في جمع ، فالتقى المسلمون ومقدمة المشركين برستاق من رساتيق أصبهان ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، فدعا الشيخ إلى البراز ، فبرز له عبد الله بن ورقاء ، فقتله وانهزم أهل أصبهان ، وسمى المسلمون ذلك الرستاق ، رستاق الشيخ ، فهو اسمه إلى اليوم ، ودعا عبد الله بن عبد الله من يليه ، فسارع الاستندار إلى الصلح ، فصالحهم. فهذا أول رستاق أخذ وصالح ، ثم سار عبد الله من رستاق الشيخ نحو جيّ لا يجد فيها أحدا ، حتى انتهى إلى جيّ ، والملك بأصبهان يومئذ الفادوسبان ، وقد أخذ بها ، فنزل بالناس على جيّ ، فحاصرهم فخرجوا إليه .. ، فلما التقوا قال الفادوسفان لعبد الله : لا تقتل أصحابي ، ولا أقتل أصحابك ، ولكن ابرز ، فإن قتلتك رجع أصحابك ... الخ. فتبين أن أول لقائهم كان مع شهر براز الشيخ ، وبعد قتله ، فقدم إلى جي ، وبرز عبد الله بن عبد الله بفادوسبان ، وحصل ما حصل.

راجع «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥ ، «والكامل في التاريخ» لابن الأثير ٣ / ٨ ـ ٩.

(٣) لعله عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة ، وربما نسب إلى جده. روى عن أبيه ، عن جده ، وعنه الزبير بن سعيد الهاشمي. ذكره ابن حبان في «ثقات التابعين» ، ولم أجد في الصحابة أحدا بهذا الاسم.

انظر «التهذيب» ٥ / ٣٢٥ ، «والتاريخ الكبير» للبخاري ٥ / ١٤٧.


ثم نذكر أسامي من قدم بلدنا من الصحابة ـ رضي‌الله‌عنهم ـ و (من) التابعين (١) طبقة طبقة. نسأل الله السداد والرشاد ، وحسن التوفيق برحمته.

__________________

(١) في النسختين : بالواو ، والصواب : التابعين.


الطبقة الأولى (١)

ذكر أسامي الصحابة رضوان الله عليهم

الذين قدموا أصبهان

(١ ١ / ١ خت ٤ الحسن بن علي بن أبي طالب) (*) :

فممّن دخله (٢) فيما ثنا أبو بشر (٣) عن بعض مشايخه (٤) أن الحسن بن علي (ابن أبي طالب ، وابن الزبير (٥) قدما غازيين إلى جرجان ، ويكنى الحسن (٦) بن علي) أبا محمد. ولد في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث (٧) من الهجرة ،

__________________

(١) العنوان الأول من هامش أ ـ ه ـ لعله ـ من الناسخ ـ والثاني من عندي مع الأقام والرموز وقد بينتها في المقدمة.

(*) له ترجمة في «تاريخ اليعقوبي» ٢ / ٢١٤ ، وفي «الثقات» لابن حبان ٣ / ٦٧ وفي «أخبار أصبهان» ، ١ / ٤٤ وفي «الحلية» ٢ / ٣٥ ، وفي «الاستيعاب» ١ / ٣٦٩ وفي «تاريخ بغداد» ١ / ١٣٨ وفي «صفة الصفوة» ١ / ٧٥٨ وفي «أسد الغابة» ٢ / ٩ وفي «تهذيب الأسماء واللغات» ١ / ١٥٨ للنووي وفي «النبلاء» ٣ / ١٦٤ للذهبي وفي «الإصابة» ١ / ٣٢٨ وفي «التهذيب» ٢ / ٢٩٥ وفي «الأعلام» ٢ / ٢١٤ للزركلي.

(٢) في أ ـ ه (فمن) والصواب ما أثبته من الأصل.

(٣) أبو البشر هو أحمد بن محمد المروزي. ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٨٠ / ٣ من أ ـ ه وقال أبو الشيخ : ثم بعد ذلك رأينا من رآه بخراسان ينكر أمره ويقع فيه. في سنده انقطاع مع من لم يسمّ.

(٤) في أ ـ ه (أصحابه).

(٥) هو عبد الله بن الزبير. سيأتي قريبا في ت ٢ بعد الحسن بن علي.

(٦) ما بين الحاجزين من الأصل سقط من أ ـ ه.

(٧) وقال أبو نعيم الأصبهاني ، مولده سنة خمس ، وقيل : .. ثلاث من الهجرة ، وتوفي وهو ابن ثمان وخمسين بالمدينة. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٤٤.


وتوفي سنة تسع وأربعين ، ودفن بالبقيع (١) ، وصلى عليه سعيد (٢) بن العاص.

قال أبو نعيم (٣) : مات الحسن سنة ثمان وخمسين.

__________________

(١) البقيع : مقبرة أهل المدينة.

(٢) هو سعيد بن العاص بن أمية الأموي ، قتل أبوه ببدر وكان لسعيد عند موت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ تسع سنين .. مات سنة ثمان وخمسين ، وقيل : غير ذلك. انظر «التقريب» : ١٢٣.

(٣) أبو نعيم هو الفضل بن دكين الملائي ، كما ذكره الذهبي في «سير النبلاء» ٣ / ١٨٦ وقال : وغلط أبو نعيم الملائي ـ حيث ـ قال : مات الحسن سنة ثمان وخمسين ، إنّما مات سنة تسع وأربعين» كما ذكر المؤلف ، وذكر الحافظ بن حجر «أنّه توفي على الأصح في حدود الخمسين. أمّا قول من قال : توفي سنة تسع وخمسين ، فليس بجيد ، لأنّ أبا هريرة حضر موت الحسن. وأبو هريرة توفي قبل السنة المذكورة ، وأمّا قول بعض الحفاظ إن قول ثمان وخمسين غلط فغير جيد لأن له مخرجا حيث ورد أنه مات وله ثمان وخمسون سنة. انظر «التهذيب» ٢ / ٣٠١.

تراجم الرواة ؛

هو محمد بن إبراهيم بن عامر بن إبراهيم ، لم أقف عليه.

وأبوه إبراهيم بن عامر بن إبراهيم أبو إسحاق المؤذّن الأشعري كان خيرا فاضلا ترجم له المؤلف ، انظر (ت ١٧٢).

وعمه هو محمد بن عامر بن إبراهيم ترجم له المؤلف ، انظر (ت ١٩٦) ، وكان عنده فنون العلم.

وأبوهما هو عامر بن إبراهيم بن واقد ترجم له المؤلف كما سيأتي في رقم ت ١٠٣ ، وهو ثقة.

وأبو غالب الأصبهاني كذا ترجم له المؤلف انظر ت ٣٤ وهو مجهول.

ومحمد بن عبد الوهاب لم يتبين لي وترجم ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» ٨ / ١٢ ـ ١٣ ، لعدة أشخاص بهذا الاسم ، وليس فيهم ما يجزم به أنه هو. والله أعلم.

تخريجه : فيه من لم أعرفه وكذا أبو غالب النضر بن عبد الله الأزدي نزيل أصبهان. قال الذهبي : هذا شيخ ليس بعمدة. وقال ابن حجر مجهول ، انظر «الميزان» ٤ / ٢٦١ «والتقريب» ص ٣٥٧ والحديث صحيح من غير هذا الطريق ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٤٤ و ٤٥ من طريق المؤلف به مثله وبسنده عن يزيد بن أبي مريم ، عن أبي الحوراء ، عن الحسن بن علي مرفوعا ، ورجاله ثقات ، ومن هذا الطريق الترمذي في «سننه» ٤ / ٦٦٨ بطريقين ح ٢٥١٨ مع زيادة في آخره ، وهي : «فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة» وقال عقب كل : «هذا حديث حسن صحيح» والدارمي في «سننه» ٢ / ٢٤٥ ـ قلت : ورجاله ثقات. والحاكم في «المستدرك» ٢ / ١٣ بطريقين ، وصححه ووافقه الذهبي ، وبطريق آخر في ٤ / ٩٩ وقال الذهبي : سنده قوي. ـ


(١) وحدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر قال : ثنا أبي وعمي قالا : ثنا أبي قال : ثنا أبو غالب النضر بن عبد الله الأزدي ـ كوفي قدم أصبهان ـ قال : ثنا محمد بن عبد الوهاب ، عن الحسن بن علي بن أبي طالب قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك».

وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال : ثنا زياد بن أيوب قال : ثنا محمد بن ربيعة ، عن المغيرة بن زياد ، عن ابن (أبي) (١) نجيح ، أن الحسن بن علي ـ رضي‌الله‌عنه ـ حجّ خمسا وعشرين حجّة ماشيا ، وقد قاسم الله ماله مرتين (٢).

__________________

ـ قلت : وقع عند الدارمي والحاكم يزيد بن أبي مريم عن أبي الجوزاء الأول بالياء المثناة والثاني بالجيم والزاي المعجمتين ، وإنما الصواب : بريد ، بباء موحدة ، عن أبي الحوراء ، بالحاء والراء المهملتين ، كما تقدم ، وهكذا ضبطه ابن ماكولا في «الإكمال» ١ / ٢٢٧ و ٣ / ١٦٦.

شواهده : وله شاهد من حديث ابن عمر أخرجه البخاري في «صحيحه» ٥ / ١٩٦ مع «الفتح» ط ـ ح تعليقا بصيغة الجزم عن حسان بن أبي حسان ، وقال الحافظ بن حجر : وصله أحمد في «الزهد» وهو عنده في ص ١٩٢ ورجاله ثقات ، والطبراني في «الصغير» كما في «المجمع» ١٠ / ٢٩٤ وقال الهيثمي : فيه عبد الله بن أبي رومان وهو ضعيف. وأبو نعيم في «الحلية» ١ / ٤٥ و ٢٢٣ و ٦ / ٣٥٢ و ٨ / ٢٨٤ ، بطرق مع تفاوت في اللفظ في بعض الطرق.

ومن حديث ابن مسعود أخرجه النسائي في «سننه» ٨ / ٢٣٠ في القضاء في حديث طويل قال : «هذا الحديث جيد جيد».

ومن حديث أنس عند أحمد في «مسنده» ٣ / ١٥٣ ومن حديث وابصة بن معبد عند الطبراني في «الكبير» كما في «المجمع» ١٠ / ٢٩٤ وقال الهيثمي : «رجال أحد إسنادي الطبراني ثقات وقد أورد الذهبي في «سير النبلاء» ٣ / ١٦٥ بعدة طرق.

(١) في النسختين «ابن نجيح» والتصويب من «الحلية» ٢ / ٣٧ لأبي نعيم وهو عبد الله بن أبي نجيح يسار المكي أبو يسار الثقفي مولاهم ، ثقة رمي بالقدر وربما دلس ، مات سنة ١٣١ ه‍. انظر «التقريب» ص ١٩١.

(٢) كذا ذكره أبو نعيم في «الحلية» ٢ / ٣٧ من طريق شيخه به وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٤٤ بطريق آخر وأيضا من طريق خليفة بن خياط ، والذهبي في «سير النبلاء» ٣ / ١٧٦ ـ ١٧٧ قريبا منه وابن كثير أيضا في «البداية» ٨ / ٣٤ ـ ٣٥ ولكن عندهم جميعا : حج عشرين حجة. ـ


(٢) حدثنا أبو القاسم البغوي قال : ثنا علي بن الجعد قال : ثنا فضيل بن مرزوق ، عن عدي بن ثابت ، عن البراء ، أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال للحسن بن علي : «اللهم إني أحبّه فأحبّه وأحبّ من يحبّه».

__________________

ـ تراجم الرواة :

ـ أبو القاسم البغوي هو عبد الله بن محمد بن عبد العزيز وكان محدث العراق في عصره. ولد سنة ٢١٣ ه‍ ، وتوفي سنة ٣١٧ ه‍ وكان ثقة ، وقال الذهبي : الحافظ الثقة مسند العالم ، سمع علي بن جعد. انظر «اللباب» ١ / ١٦٤ لابن الأثير ، «وتذكرة الحفاظ» للذهبي ٢ / ٧٣٧.

ـ علي بن الجعد هو ابن عبيد الجوهري أبو الحسن البغدادي ثقة مات سنة ٢٣٠ ه‍. وقال الذهبي : الحافظ الثبت المسند شيخ بغداد. انظر «تذكرة الحفاظ» ١ / ٣٩٩ «والتهذيب» ٧ / ٢٨٩.

ـ فضيل بن مرزوق هو الأغر الرقاشي ، وثقه الثوري وابن عيينة وابن معين ، وقال الذهبي : ثقة ، وقال ابن حجر : صدوق رمي بالتشيع مات في حدود مئة وستين ه ، انظر «الكاشف» ٢ / ٣٨٦ «والتهذيب» ٨ / ٢٩٩ «والتقريب» ص ٢٧٧.

عدي بن ثابت هو الأنصاري الكوفي ثقة رمي بالتشيع ، مات سنة ١١٦ ه‍ ، انظر «التهذيب» ٧ / ١٦٥ «والتقريب» ص ٢٣٧.

والبراء هو ابن عازب بن الحارث الأنصاري الأوسي صحابي بن صحابي ، مات سنة ٧٢ ه‍ ، انظر المصدرين السابقين ١ / ٤٢٥ و ٤٢.

تخريجه : رجاله كلهم ثقات إلا فضيل ، ورجح الذهبي توثيقه كما تقدم أقوال العلماء فيه.

والحديث صحيح ، بل متفق عليه من غير هذا الطريق.

فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ٨ / ٩٥ مع «الفتح» ـ ط ـ ح ، ومسلم في «صحيحه» ١٥ / ١٩٢ ـ ١٩٣ مع شرح النووي كلاهما من طريق عدي بن ثابت به ، ومسلم بسنده عن أبي هريرة أيضا ، والترمذي في «سننه» ١٠ / ٢٨٥ ـ ٢٨٦ ، المناقب مع «تحفة الأحوذي» بطريقين أحدهما من طريق فضيل بن مرزوق به ، والثاني من طريق شعبة عن عدي به ، ولكن بدون الجزء الأخير «وأحبّ من يحبّه» وقال الترمذي : في الموضعين «هذا حديث حسن صحيح».

وأبو نعيم في «الحلية» ٢ / ٣٥ قلت : ورجاله ثقات ، والخطيب في «تاريخ بغداد» ١ / ١٣٩ و ١٢ / ٩ كلاهما من طريق عدي به مع تفاوت يسير.

وله شاهد صحيح من حديث أبي هريرة أخرجه مسلم كما تقدم وابن ماجه في «سننه» ١ / ٥١ المقدمة ، والحميدي في «مسنده» ٢ / ٤٥١ ، وأبو نعيم في المصدر السابق في نفس الموضع.

وأورده الذهبي بطرق عن البراء وأبي هريرة ، وأسامة بن زيد في «سير النبلاء» ٣ / ١٦٧ و ١٦٨ وابن كثير في «البداية» ٨ / ٣٤ ـ ٣٥ بطرق عن البراء وأبي هريرة وعائشة رضي‌الله‌عنهم.


(٢ ٢ / ١ ع عبد الله بن الزبير بن العوام (١)(*) :

وعبد الله بن الزبير يكنى أبا خبيب ، ويقال : أبو بكر (٢) ، وأمه أسماء بنت أبي بكر ، قتل بمكة سنة ثلاث وسبعين.

وحدثنا الحسين بن عمر بن أبي الأحوص ، قال : ثنا أحمد بن عبد الله

__________________

(١) العنوان من عندي لذا جعلته بين الحاجزين.

(*) له ترجمة في «تاريخ الطبري» ٧ / ٢٥٢ ، وفي «الثقات» ٣ / ٣١٢ لابن حبان ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٤٦ ـ ٤٧ ، وفي «الحلية» ١ / ٣٢٩ لأبي نعيم ، وفي «جمهرة أنساب العرب» ص ١١٣ ، وفي «الاستيعاب» ٢ / ٣٠٠ بهامش «الإصابة» وفي «أسد الغابة» ٣ / ١٦١ ، وفي «الجمع بين رجال الصحيحين» ص ٢٤٠ ، «وتهذيب تاريخ ابن عساكر» ٧ / ٣٩٦ ، وفي «صفة الصفوة» ١ / ٧٦٤ ـ ٧٧٢ ، وفي «تهذيب الأسماء واللغات» ١ / ٢٦٦ للنووي ، وفي «سير النبلاء» ٣ / ٢٤٤ ـ ٢٥٦ ، وفي «فوات الوفيات» ٢ / ١٧١ ـ ١٧٥ للكتبي ، وفي «البداية» ٨ / ٣٣٢ لابن كثير ، وفي «الإصابة» ٢ / ٣٠٩ وفي «التهذيب» ٥ / ٢١٣ وفي «الاعلام» للزركلي ٤ / ٢١٨.

(٢) رجح ابن عبد البر في المصدر السابق هذا فقال : الجمهور من أهل السير وأهل الأثر على أن كنيته أبو بكر.

تراجم الرواة :

الحسين بن عمر بن أبي الأحوص ، واسم أبي الأحوص إبراهيم مولى عروة بن مسعود الثقفي أبو عبد الله الكوفي ، نزيل بغداد ، وكان ثقة مات في رمضان سنة ثلاثمائة. انظر «تاريخ بغداد» ٨ / ٨١ ، وأحمد بن عبد الله بن يونس ثقة حافظ مات سنة ٢٢٧ ه‍ عن أربع وتسعين سنة. انظر «التهذيب» ١ / ٥٠ «والتقريب» ص ١٤.

ومندل : مثلث الميم ساكن الثاني هو ابن علي العنزي أبو عبد الله الكوفي ، ويقال : اسمه عمرو ، ومندل لقبه ، ضعيف من السابعة. انظر «التهذيب» ١٠ / ٢٩٨ «والتقريب» ص ٣٤٧.

وسيف أبو الهذيل روى عن ابن عمر وأبي وائل ، وقال البخاري : «رأى عمر توضأ ومسح أصبعيه» انظر «التاريخ الكبير» ٤ / ١٧٠ ، «والجرح والتعديل» ٤ / ٢٧٤.


ابن يونس ، قال : ثنا مندل (١) ، عن سيف أبي (٢) الهذيل ، قال : أقبلت مع عبد الله بن عمر (٣) حتى إذ دنوت من جذع ابن الزبير حدث (٤) (به) عنه فقال لي : ما هذا؟ قلت : جذع ابن الزبير قال : فأدنني منه قال : فأدنيته فقال : رحمك الله ـ فو الله ما علمت إن كنت لصواما قواما وإن أمّة أنت أشرهم لأمة (٥) صدق (٦).

(٣) وحدثنا الحسين ، قال : ثنا أحمد بن يونس ، قال : ثنا أبو المحياة (٧) ، عن أبيه ، قال : دخلت مكة بعد ما قتل ابن الزبير بثلاثة أيام وهو

__________________

(١) في الأصل «مبدل» بالباء الموحدة من تحت والتصويب من أ ـ ه ومن مصادر ترجمته.

(٢) في الأصل «أبو» التصويب من أ ـ ه.

(٣) تقدم في مقدمة المؤلف عند فتوح أصبهان.

(٤) بين الحاجزين من الأصل ليس في أ ـ ه.

(٥) في «صحيح مسلم» ١٦ / ٩٨ (الأمة خير).

(٦) في إسناده مندل وهو ضعيف ، وبقية رجاله ثقات ، والأثر صحيح بغير هذا الإسناد بمعناه فقد أخرجه مسلم في «صحيحه» ١٦ / ٩٨ بسنده عن أبي نوفل ، والطبراني كما في «المجتمع» ٧ / ٢٥٦ فذكر فيه قصة مرور بن عمرو ما قاله في ابن الزبير ، وقصة مجيء أسماء أمه ، وما قالت في ابنها ، وفي حقّ الحجاج ـ وذكره المؤلف في الرواية الثانية ـ وقال الهيثمي : ورجاله رجال الصحيح ، وكذا أورده ابن كثير في «البداية» ٨ / ٣٣٢ و ٣٤١.

(٧) في الأصل «المحناة» بالنون والتصويب من أ ـ ه ، ومن مصادر ترجمته كما سيأتي.

تراجم الرواة :

الحسين : هو ابن عمر بن أبي الأحوص.

وأحمد بن يونس ، هو أحمد بن عبد الله بن يونس ، تقدما في السند قبله ، وهما ثقتان.

وأبو المحيّاة : بضم الميم وفتح المهملة وتشديد التحتانية وآخرها هاء ـ هو يحيى بن يعلى بن الحرملة ثقة مات سنة ثمانين ومئة وهو ابن ست وتسعين سنة. انظر «التاريخ الكبير» ٨ / ٣١١ للبخاري ، «والتهذيب» ١١ / ٣٠٣ «والتقريب» ص ٣٨٠ ، «والجرح والتعديل» ٩ / ١٩٦ ، وأبوه هو يعلى بن حرملة التيمي ، وترجم له البخاري في المصدر السابق ٤ / ٤١٦ ، وسكت عنه كعادته.


مصلوب ، فجاءت أمّه (١) عوراء (٢) طويلة مكفوفة فقالت للحجاج (٣) : أما آن (٤) (ل) (٤) هذا الراكب أن يبرك (٥)؟ فقال الحجاج : المنافق. فقالت : لا ، والله ما كان منافقا ، إن كان لصواما قواما برا ، فقال : انصرفي فقد خرفت. فقالت : لا ، والله ما خرفت مذ سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : «إنّ في ثقيف (٦) كذابا (٧) ومبيرا (٨)» فأمّا الكذاب فقد رأيته ـ يعني المختار ـ (٩) وأما المبير فأنت.

__________________

(١) في أ ـ ه ، والصواب ما أثبته من الأصل.

(٢) في «الاستيعاب» ٢ / ٣٠٥ لابن عبد البر فجاءت أمه امرأة عجوز طويلة مكفوفة ، (أمه هي أسماء بنت أبي بكر). انظر ترجمتها في الإصابة ، ٤ / ٢٢٩ عاشت إلى أوائل سنة ٧٤ ه‍ ، وقيل عاشت بعد ابنها عشرين يوما ، وقيل غير ذلك.

(٣) حجاج هو ابن يوسف بن أبي عقيل الثقفي الأمير الشهير الظالم المبير ـ تقدم في صفحة ١٥٢.

(٤) في الأصل (بال) ، والتصويب من أ ـ ه ، وزيادة اللام بين الحاجزين من أ ـ ه ، ومن مصادر التخريج.

(٤) في الأصل (بال) ، والتصويب من أ ـ ه ، وزيادة اللام بين الحاجزين من أ ـ ه ، ومن مصادر التخريج.

(٥) في «الاستيعاب» ٢ / ٣٠٥ لابن عبد البر بهامش «الإصابة» «والمجمع» ٧ / ٢٥٦ للهيثمي «أن ينزل».

(٦) ثقيف : كأمير وهو أبو قبيلة من هوازن ، واسمه قسي بن منبه بن بكر نزلوا الطائف ، وانتشروا في البلاد في الإسلام ، انظر «اللباب» ١ / ٢٤٠ لابن الأثير.

(٧) في الأصل «كذاب» والتصويب من أ ـ ه.

(٨) مبير : أي مهلك يسرف في إهلاك الناس يقال : بار الرجل يبور بورا فهو بائر ، وأبار غيره فهو مبير.

انظر «النهاية» ١ / ١٦١ لابن الأثير.

(٩) والمختار هو ابن أبي عبيد الثقفي الكذاب ، قال الذهبي : لا ينبغي أن يروى عنه شيء لأنه ضال مضلّ ، كان يزعم أن جبريل ينزل عليه وهو شر من الحجاج ، أو مثله. انظر «الميزان» ٤ / ٨٠.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : رجاله ثقات سوى يعلى بن حرملة ، وترجم له البخاري ، وسكت عنه كما تقدم ، والحديث صحيح رواه الطبراني بسند آخر ، ورجاله رجال الصحيح كما سيأتي تخريجه.

تخريجه :

أخرجه الحميدي في «مسنده» ، ١ / ١٥٦ ـ ١٥٧ والبخاري في «التاريخ الكبير» ٤ / ٤١٦ ، تحت ترجمة يعلى بن حرملة ، والطبراني بطريقين كما في «المجمع» للهيثمي ٧ / ٢٥٦ ، كلهم من طريق أبي المحياة يحيى بن يعلى ، عن أبيه به ، سوى طريق الطبراني. غير أنه وقع عند الحميدي عن أبي المحياة ، عن أمه ـ وقد نبه المحقق على أنه خطأ ـ ولفظهم متقارب ولفظ ـ


وحدثنا ابن أبي الأحوص ، قال : ثنا أحمد بن يونس ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان ، قال : كان أهل الشام يعيرون (١) ابن الزبير ، يقولون له : يا ابن ذات النطاقين ، فقالت له أسماء : يا بني إنهم ليعيرونك بالنطاقين ، وإنما كانت نطاقي شققته بنصفين فجعلته في سفرة رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أحدهما ، وأوكيت قربته بالأخرى. قال : وكانوا بعد إذا عيّروه بالنطاقين قال : إنّها وربّ الكعبة.

تلك شكاة ظاهر عنك عارها (٢)

__________________

ـ الحميدي (قال : لما قتل الحجاج بن يوسف عبد الله بن الزبير دخل الحجاج على أسماء بنت أبي بكر فقال لها : يا أمه ، إن أمير المؤمنين أوصاني بك فهل لك من حاجة؟ قالت : ما لي من حاجة ولست لك بأم ، ولكني أم المصلوب على رأس الثنية ، ولكن انتظر أحدثك ما سمعت من رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : «يخرج من ثقيف ...» الحديث.

وقال الهيثمي في إحدى إسنادي الطبراني : رجاله رجال الصحيحي ، وقال في الثاني : فيه أبو المحياة وأبوه لم أعرفهما ، قلت : العجب منه ، وقد ذكرهما البخاري كما تقدما وابن أبي حاتم ، وأبو المحيّاة ترجم له ابن حجر في «التقريب» ص ٣٨٠ وقال : ثقة وذكر القصة ابن عبد البر تعليقا بقوله قال : يعلى بن حرملة ... إلخ .. انظر «الاستيعاب» ٢ / ٣٠٥ ، وله شاهد من حديث ابن عمر أخرجه الترمذي في «سننه» ٦ / ٢٧٤ ، وفي ٨ / ٤٤٣ بطرق قال في الموضع الأول : «هذا حديث حسن غريب» من حديث ابن عمر لا نعرفه إلا من حديث شريك ، وقال في الثاني : حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك. وقال : وفي الباب عن أسماء بنت أبي بكر.

وذكر بسنده في ٤٦٨ عن هشام بن حسان أنّه قال : «أحصوا ما قتل الحجاج صبرا فبلغ مئة ألف وعشرين ألف قتيل. والله أعلم.

(١) في أ ـ ه ، ويعبرون ، وهو تصحيف ، والصواب ما في الأصل. وانظر مصادر تخريجه.

(٢) في أ ـ ه ، شقاة ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل ومن مصادر تخريجه ، وصدره.

«عيرني الواشون أني أحبها ـ وتلك شكاة. وانطر «البداية» ٨ / ٣٤٥ و «الكامل» ٤ / ٢٤.

تراجم الرواة :

ابن أبي الأحوص هو الحسين بن عمر بن أبي الأحوص ، تقدم هو وأحمد بن يونس قبل ح ٣ قريبا في هذه الترجمة ، وأبو معاوية هو محمد بن خازم ـ بالمعجمتين ـ الضرير الكوفي ، عمي وهو صغير ، ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش ، وقد يهم في حديث غيره ، مات سنة ١٩٥ ه‍ ، انظر «التهذيب» ٩ / ١٣٧ ، «والتقريب» ص ٢٩٥.

هشام بن عروة هو ابن الزبير بن العوام الأسدي ، ثقة فقيه ، ربما دلّس ، مات سنة ١٢٥ ه‍ ، ـ


(٤) (١) أنبأنا أبو القاسم البغوي ، قال : ثنا علي بن الجعد ، قال : أنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عمّن حدّثه ، عن أبي بكر الصدّيق : أنّه طاف بعبد الله بن الزبير في خرقة ، وهو أول مولود ولد في الإسلام.

__________________

ـ أو ١٢٦ ه‍. انظر المصدرين السابقين ١١ / ٤٨ ، و «التقريب» ص ٣٦٤.

وهب بن كيسان هو القرشي مولاهم أبو نعيم المدني المعلم ، ثقة ، مات سنة سبع وعشرين ومئة. نفس المصدرين ١١ / ١٦٦ و ٣٧٢.

مرتبة الإسناد وحكم الحديث وتخريجه : رجال الإسناد كلهم ثقات ، والحديث صحيح ، فقد أخرجه أبو نعيم في «الحلية» من طريق أحمد بن يونس به ، مثله ، والبخاري في «صحيحه» ٥ / ٧٨ في هجرة النبي ، وفي ٧ / ٩١ مع «الفتح» عن وهب بن كيسان به ، نحوه ، ومسلم في «صحيحه» ١٦ / ٩٨ ـ ١٠٠ مع النووي ، مع تفاوت ، في ضمن حديث طويل ، والطبراني كما في «المجمع» ٧ / ٢٥٦ ، وقال الهيثمي : رجاله ثقات ، وأبو نعيم في «الحلية» ٢ / ٥٥ قصة النطاقين ، وانظر «الكامل» ٤ / ٢٤ ، «والبداية» ٨ / ٣٤٥ ، و «الإصابة» ٤ / ٢٢٩ ، مع تفاوت في ألفاظهم.

(١) إنّما رقمت له في المرفوع ، لأنه جاء في بعض طرقه : أنه أتي به النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فحنكه ، وبرك عليه ، انظر مصادر تخريجه.

تراجم الرواة :

أبو القاسم البغوي : هو عبد الله بن محمد بن عبد العزيز تقدم في رجال «ح» ٢ تحت ت ١ ، وهو الحافظ الثقة.

وعلي بن الجعد هو أبو الحسن الهاشمي تقدم في ح ٢ تحت ت ١ وهو ثقة حافظ ، وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق الهمداني ، أبو يوسف الكوفي ، ثقة ، تكلم فيه بلا حجة ، مات سنة ١٦٠ ه‍ ، وقيل بعدها ، انظر «التهذيب» ١ / ٢٦١ ، «والتقريب» ص ٣١.

أبو إسحاق : هو عمرو بن عبد الله السبيعي ـ بفتح المهملة ، وكسر الموحدة ـ ترجم له المؤلف كما سيأتي في ت ٢٨ ، وهو ثقة عابد ولكنه اختلط بآخره ، وسمع إسرائيل عنه بآخرة ، وفي حديثه عنه لين ، انظر «الجرح والتعديل» ٢ / ٣٣١.

وأبو بكر الصديق : هو عبد الله بن عثمان بن عامر التيمي ، أفضل الأمة بعد نبيّها ، خليفة رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مات سنة ١٣ ه‍ ، وله ٦٣ سنة ، انظر «التقريب» ص ١٨١.

مرتبة الإسناد : في إسناده من لم يسمّ وبقية رجاله ثقات ، إلا أنّ إسرائيل في حديثه عن أبي إسحاق لين ، إنما سمع منه بآخرة.

فالحديث ضعيف بهذا السند واللفظ ، وصحيح بغير هذا الإسناد واللفظ ، فقد أورده ابن حجر في «الإصابة» ٢ / ٣٠٩ ، وقال : رواه البغوي في «الجعديات» ـ وهي ما جمعه أبو القاسم ـ


حدثنا حاجب بن أبي بكر ، قال : ثنا أحمد الدورقي ، قال : ثنا بهز بن أسد ، عن يزيد بن إبراهيم عن عمرو بن دينار ، قال :

__________________

ـ البغوي في اثني عشر جزءا لشيخ بغداد علي بن الجعد ـ وتقدم ترجمتهما ـ عن شيوخه مع تراجمهم وتراجم شيوخهم ، وهو المعروف بالجعديات ـ ، من طريق إسرائيل به ، وظاهر لفظه أيضا يدل على عدم صحته.

ولذا أنكره الواقدي ، وجعل ابن حجر إنكاره وجيها ، كما سأذكر بعد قليل :

والحديث بغير هذا الإسناد ، واللفظ أخرجه البخاري في «صحيحه» ٥ / ٩٧ مع «الفتح» في هجرة النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، وفي العقيقة ٧ / ١٠٨ عن أسماء بنت أبي بكر ، أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة قالت : فخرجت وأنا متم ، فأتيت المدينة فنزلت بقباء ، فولدته ، ثم أتيت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إلى قولها : ثم حنكه بالتمرة ، ثم دعا له وبرك عليه ، وكان أول مولود ولد في الإسلام ففرحوا به فرحا شديدا ، لأنهم قيل لهم : إن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم. وأيضا أخرجه عن عائشة بدون ذكر أول القصة في ٥ / ٧٩ مع «الفتح» في هجرة النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، ومسلم في «صحيحه» ١٤ / ١٢٦ مع النووي ، بلفظ : أول مولود ولد في الإسلام عبد الله بن الزبير ، أتوا به النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، الحديث. قلت : المقصود منه بعد الهجرة بالمدينة ، كما روى ابن عبد البر بسنده في «الاستيعاب» ٢ / ١٠٨ بهامش «الإصابة» عن أسماء نحو ما تقدم وزاد بعد قوله : أول مولود ولد في الإسلام «للمهاجرين بالمدينة» ، ولأنه قد ثبت أن عبد الله بن عمر أول مولود في الإسلام قبل الهجرة ، كما ذكر العسكري في «الأوائل» ص ١٧٧ ـ ١٧٨ ، وعبد الله بن الزبير أول مولود ولد بعد الهجرة بالمدينة.

أما الرواية التي ذكرها المؤلف مع ضعف سنده فإن طرفه الأول يعني «طاف به أبو بكر» لا يستقيم مع ما ذكرنا ، ولذلك نقل ابن حجر في «الإصابة» ٢ / ٣١٠ قول ابن سعد عن الواقدي أنه أنكره وقال : هذا غلط بين فلا اختلاف بين المسلمين أنه أول مولود ولد بعد الهجرة ، ومكة يومئذ حرب لم يدخلها النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ولا أحد من المسلمين. انتهى. اللهم إلا أن يقال : إنه طاف به ، مشى به من مكان إلى مكان ، وكذا علّق ابن حجر على كلام الواقدي بعد أن سلم أن قوله متجه : إلا أن يحمل قوله طاف به : مشى به ... لأن أبا بكر لم يدخل مكة من حين هاجر إلا مع النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في عمرة القضية ، ولم يكن ابن الزبير معه.

وكذا قال ابن كثير : إن من قال : إن الصديق طاف به حول الكعبة وهو في خرقة فهو واهم ، وإنما طاف الصديق به في المدينة ليشتهر أمر ميلاده على خلاف ما زعمت اليهود. انظر «البداية» ٨ / ٣٣٣ قلت : هذا التأويل موقوف على صحة هذه الرواية.

تراجم الرواة :

هو حاجب بن أبي بكر مالك بن أركين الفرغاني ، كان ثقة مات سنة ست وثلاثمائة. انظر «أخبار اصبهان» ١ / ٢. «وتاريخ بغداد» ٨ / ٢٧١ ، «والطبقات» ٢٣٣ / ٣ ، من أ ـ ه ، المؤلف.


كان ابن الزبير إذا قام في الصلاة أرخى يديه ، فلقد جاء حجر منجنيق فذهب طائفة من ثوبه فلم ينفتل.

حدثنا حاجب ، قال : ثنا أحمد الدورقي ، قال : ثنا جرير عن منصور ، عن مجاهد ، قال :

كان ابن الزبير إذا صلى كأنه عمود منصوب ، يعني من الخشوع ، قال : وحدث أن أبا بكر كان كذلك.

__________________

ـ وأحمد الدورقي : هو ابن إبراهيم بن كثير النكري ـ بضم النون ـ البغدادي ، ثقة ، حافظ ، مات ٢٤٦ وانظر «تاريخ بغداد» ٤ / ٦ و «التقريب» ص ١١.

وذكر الخطيب أنه إنما نسب إلى الدورقي لأنهم كانوا في ذلك الزمان يسمّون المتنسك دورقيا وكان أبوه ناسكا ، وقيل إنما نسب إليه للبسهم القلانس الطوال الدورقية مع التصرف.

بهز بن أسد أبو الأسود العمي ، الحافظ المتقن الإمام الحجة ، ثقة ثبت ، مات بعد المائتين. انظر «تذكرة الحفاظ» ١ / ٣٤١ ، و «الكاشف» ١ / ١٦٤ «والتقريب» ص ٤٨.

ويزيد بن إبراهيم التستري أبو سعيد ثقة ثبت ، توفي سنة ١٦٢ ه‍ انظر المصادر السابقة ١ / ٢٠٠ و «الكاشف» ٣ / ٢٧٤ و ٣٨١ وعمرو بن دينار هو أبو محمد المكي الأثرم ثقة ثبت من رجال الجماعة مات سنة ١٢٦ ه‍ انظر «التهذيب» ٨ / ٢٩.

مرتبة الإسناد والخبر وتخريجه : رجاله كلهم ثقات ، والخبر صحيح فقد رواه أبو نعيم في «الحلية» ١ / ٣٣٥ ، وأورد ابن كثير أيضا آخر القصة أنّ المنجنيق ، يقع هاهنا. وها هنا ، قال سفيان : ـ وهو الراوي كأنه لا يبالي به ولا يعده شيئا. انظر «البداية» ٨ / ٣٣٤ وكذا ذكر الذهبي من طريق عمرو بن دينار وابن المنكدر. انظر «سير النبلاء» ٣ / ٢٤٨.

تراجم الرواة :

حاجب وأحمد تقدما في السند قبله.

وجرير هو ابن عبد الحميد القاضي الضبي ، ترجم له المؤلف كما سيأتي برقم ت ٦١ وهو ثقة صحيح الكتاب.

ومنصور هو ابن المعتمر بن عبد الله السلمي أبو عثاب ـ بمثلثة ثقيلة ـ ثم الموحدة ، الكوفي ، ثقة ثبت من رجال الجماعة ، مات سنة ١٣٢ ه‍ ، انظر «التقريب» ص ٣٤٨ ، و «التهذيب» ١٠ / ٣١٢.

ومجاهد : هو ابن جبر ـ بفتح الجيم وسكون الموحدة ـ أبو الحجاج المخزومي مولاهم المكي ، ثقة إمام في التفسير وفي العلم ، مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث أو أربع ومئة. انظر المصدرين السابقين ١٠ / ٤٢ و «التقريب» ٣٢٨. ـ


وحدثنا أبو العباس الجمال ، قال : ثنا أبو صالح الطائي ، قال : ثنا هشيم قال : أنا مغيرة ، عن قطن بن عبد الله ، قال : رأيت ابن الزبير وهو يواصل من الجمعة إلى الجمعة ، فلما كان عند إفطاره من الليلة المقبلة من ليلة الجمعة يدعو بقدح يقال له : الغمر (١) ، ثم يدعو بكعب (١) من سمن ، ثم يأمر بلبن فيحلب عليه ، ويدعو بشيء من صبر فيذره عليه ثم يشربه ، فأما اللبن فيقيمه (٢) ، وأما السمن فيقطع عنه العطش ، وأما الصبر فيفتق أمعاءه.

__________________

ـ مرتبة الإسناد والخبر وتخريجه :

رجاله كلهم ثقات ، والخبر صحيح فقد أخرجه أبو نعيم في «الحلية» ١ / ٣٣٥ ، وأورده الذهبي في «سير النبلاء» ٣ / ٢٤٧ ، وابن كثير في «البداية» ٨ / ٣٣٣ بمعناه ، وذكره الحافظ ابن حجر في «الإصابة» وقال : أخرجه أبو نعيم بسند صحيح. انظر ٢ / ٣١٠.

(١) في أ ـ ه (القمر وبكعب) وهو الصواب ، وفي الأصل هكذا (بلعب) مهمل. انظر شرح الكلمة.

(١) في أ ـ ه (القمر وبكعب) وهو الصواب ، وفي الأصل هكذا (بلعب) مهمل. انظر شرح الكلمة.

(٢) في «البداية» ٨ / ٣٣٤ : فيعصمه.

تراجم الرواة :

أبو العباس الجمال ـ بفتح الجيم والميم المشددة ـ هذه النسبة إلى حفظ الجمال وإكرائها للناس في الطرق ـ هو أحمد بن محمد بن عبد الله توفي في طريق الحج سنة ٣٠١ ه‍ ، أحد العلماء والفقهاء مفت يرجع إلى العلم بالشروط.

انظر «أخبار أصبهان» ١ / ١٢٥ «والطبقات» ٣٠ / ٣ للمؤلف من أ ـ ه و «اللباب» ١ / ٢٩٠.

أبو صالح الطائي لم أعرفه.

هشيم : هو ابن بشير بن القاسم أبو معاوية بن أبي حازم الواسطي ، ثقة ثبت من رجال الجماعة ، إلا أنه كثير التدليس والإرسال الخفي ، ـ وزالت شبهة التدليس بتصريحه ـ انظر «التهذيب» ١١ / ٥٩ ، و «التقريب» ص ٣٦٥.

والمغيرة : هو ابن مقسم ـ بكسر الميم ـ الضبي مولاهم أبو هشام الكوفي الأعمى ، ثقة متقن إلا أنه كان يدلس ولا سيما عن إبراهيم ، مات سنة ١٣٦ ه‍ على الصحيح. انظر المصدرين السابقين ١٠ / ٢٦٩ و «التقريب» ص ٣٤٥.

قطن بن عبد الله ترجم له البخاري في «التاريخ الكبير» ٧ / ١٨٩ ، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» ٧ / ١٣٧ فقالا : روى عن ابن الزبير وروى عنه مغيرة بن مقسم وسكتا عنه. ـ


(٣ ٣ / ١ ع (١) سلمان الفارسي (*)):

ومما زين الله به أصبهان وأهلها ، أن جعل سلمان الفارسي منها ، ورزقه صحبة نبينا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حتى قال فيه : ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «سلمان منّا أهل البيت (٢)».

__________________

ـ مرتبة الإسناد والخبر وتخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في «المصنف» ٣ / ٨٤ ، والبخاري في «التاريخ» ٧ / ١٨٩ ، وأورده ابن كثير في «البداية» ٨ / ٣٣٤ ، بإسناد زبير بن بكار نحوه ، وأبو نعيم في «الحلية» ١ / ٣٣٥ ، والذهبي في «سير النبلاء» ٣ / ٢٤٧ فقط طرفه الأول.

قوله الغمر : وهو القدح الصغير ... لعله تسمى به لصغره. والله أعلم. انظر «لسان العرب» ٥ / ٣١.

والكعب : الكتلة من السمن ، الصبة منه ، انظر المصدر السابق ١ / ٧١٩.

والصبر : بفتح الصاد وكسر الموحدة ككتف : عصارة شجر مر ، الدواء المر. انظر «القاموس

(١) العنوان مع الرموز والأرقام من عندي ، لذا جعلته بين الحاجزين.

(*) له ترجمة في المصادر الآتية ، وانظر مصادر قصة إسلامه وستأتي قريبا ، في «سيرة ابن إسحاق» ، ١ / ٦٦ ، «وسيرة ابن هشام» ، ١ / ١٩٨ ، وفي «الطبقات» لابن سعد ٤ / ٧٥ ـ ٩٣ ، و «مروج الذهب» ١ / ٣٢٠ للمسعودي ، «والثقات» ١ / ٢٤٩ ـ ٢٥٧ لابن حبان ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٤٩ ـ ٥٠ ، وفي «الحلية» ١ / ١٨٥ ـ ٢٠٨ ، وفي «دلائل النبوة» ١ / ٨٧ ، الثلاثة لأبي نعيم ، وفي «الاستيعاب» ٢ / ٥٦ ـ ٦١ بهامش «الإصابة» ، وفي «تاريخ بغداد» ١ / ١٦٣ للخطيب ، «محاسن أصبهان» للمافروخي ، و «تهذيب تاريخ ابن عساكر» ٦ / ١٨٨ ، وفي «أسد الغابة» ٢ / ٣٢٨ لابن الأثير ، وفي «صفة الصفوة» ١ / ٢١٠ ، وفي «تهذيب الأسماء واللغات» ١ / ٢٢٦ للنووي ، والذهبي في «سير النبلاء» ١ / ٣٦٢ ـ ٤٠٥ ، وفي «فوات الوفيات» ١ / ٢١٠ للكتبي ، وفي «الإصابة» ٢ / ٦٢ ـ ٦٣ ، وفي «التهذيب» ٤ / ١٣٨.

المحيط» ٢ / ٣٣٤.

(٢) سيأتي تخريجه في السند التالي.


(٥) حدثنا بذلك أبو يعلى ، قال : ثنا الحسن بن عمر بن شقيق قال : ثنا جعفر بن سليمان ، عن النضر بن حميد ، عن سعد الإسكاف ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، أنّ النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «سلمان منّا أهل البيت».

__________________

ـ تراجم الرواة :

أبو يعلى هو أحمد بن علي بن المثنى الموصلي الحافظ الثقة محدث الجزيرة التميمي صاحب «المسند الكبير» ، ولد سنة ٢١٠ ، وتوفي سنة ٣٠٥ ، انظر «تذكرة الحفاظ» ٢ / ٧٠٧ ، والحسن بن عمر بن شقيق الجرمي التاجر بالري ، وثق توفي سنة ٢٣٢ ، وقال ابن حجر : صدوق.

انظر «التهذيب» : ٢ / ٣٠٨ ، و «التقريب» ص ٧١ ، «وتاريخ بغداد» ٧ / ٣٥٥.

جعفر بن سليمان هو الضبعي ـ بضم الضاد المعجمة ، وفتح الموحدة ـ أبو سليمان البصري ، صدوق زاهد ، لكنه كان يتشيع ، مات سنة ثمان وسبعين ومئة. انظر «الميزان» ١ / ٤٠٨ ، «والتقريب» ص ٥٦.

والنضر بن حميد هو أبو الجارود الكندي ، قال أبو حاتم : متروك الحديث. وقال البخاري : منكر الحديث. انظر «الجرح والتعديل» ٨ / ٤٧٠ ، «والميزان» ٤ / ٢٥٦.

وسعد الإسكاف هو ابن طريف الحنظلي الكوفي ، قال ابن معين : «لا يحل لأحد أن يروي عنه» قلت : هو مجمع على ضعفه ، واتهمه ابن حبان ، انظر «الميزان» ٢ / ١٢٢ «والمغني في الضعفاء» ١ / ٢٥٥ ، ومحمد بن علي هو ابن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو جعفر الباقر ، ثقة فاضل ، مات سنة بضع عشرة ومئة. انظر «التقريب» ص ٣١١ وأبوه هو علي بن الحسين ، وكان ثقة مأمونا عاليا رفيعا من تابعي أهل المدينة. انظر «التهذيب» ٧ / ٣٠٤.

وجده هو الحسين بن علي صحابي جليل ، سبط رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو سيد شباب أهل الجنة ، قتل ـ رضي‌الله‌عنه ـ يوم عاشوراء سنة ٦١ ه‍. انظر «الإصابة» ١ / ٣٣٢.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده متروك وهو النضر ، ومجمع على ضعفه بل اتهمه بعضهم وهو الإسكاف ، فهو ضعيف جدا بهذا السند ، أخرجه أبو يعلى والبزار في مسنديهما كما في «إتحاف المهرة» ٥٤ / ٣ ـ وضعف البوصيري إسناده لضعف سعد الإسكاف ، وهو في «المطالب العالية» ٤ / ٨٣ وضعف المحقق سنده أيضا بالإسكاف وغيره ـ وهو كما قال ، وعزاه إلى أبي يعلى فقط. وله شاهد من حديث عمرو بن عوف ، أخرجه ابن سعد في «الطبقات» ٤ / ٨٣ والحاكم في «المستدرك» ٣ / ٥٩٨ وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٤ وابن الجوزي في «صفة الصفوة» ١ / ٥٣٥ كلهم من طريق كثير بن عبد الله ، عن أبيه ، عن جده بلفظ ـ وهو لابن سعد ـ «أن رسول الله ـ صلى ـ


(٦) وهو ما حدثنا محمد بن العباس بن أيوب ، قال : ثنا الفضل بن موسى ، ثنا محمد بن خالد بن عثمة ، عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «سلمان منّا أهل البيت وإنّ الجنة تشتاق إلى أربعة» (١).

__________________

ـ الله عليه وسلم ـ خط الخندق ـ إلى قوله ـ فاحتج المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي وكان رجلا قويا ، فقال المهاجرون : سلمان منا ، وقالت الأنصار : لا بل سلمان منا ، فقال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «سلمان منا أهل البيت» ومن الطريق المذكور أخرجه المؤلف بعد هذا الحديث.

قلت : سنده أيضا ضعيف ، فيه كثير بن عبد الله ، وسيأتي الكلام عليه بعد هذا الحديث في رجال ح ٦ ، وسكت عليه الحاكم بعد إخراجه الحديث ، وقال الذهبي : سنده ضعيف. قلت : مع هذا التصريح بضعفه قال محقق «صفة الصفوة» رواس قلعة جي : أنه صحيح أخرجه الطبراني والحاكم ، عن عمرو بن عوف فهو تساهل منه.

وقد جاء من قول علي ، أخرجه ابن سعد في «الطبقات» ٤ / ٨٦ ، وأبو نعيم في «الحلية» ١ / ١٨٧ ، وابن عبد البر في «الاستيعاب» ٢ / ٥٩ بهامش «الإصابة» كلهم من طريق ابن جريج عن زاذان الكندي ، عن علي من قوله ، ورجال ابن سعد ثقات سوى زاذان ، وهو صدوق يرسل وفيه شيعية : وكذا ابن جريج مدلس وقد عنعن.

(١) زاد أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (علي وسلمان وعمار والمقداد). انظر ١ / ٤٩.

تراجم الرواة :

محمد بن العباس ، وترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٢٢ / ٣ وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٢٤ وهو أبو جعفر الأخرم مولى لقريش ، كان من الحفاظ مقدما فيهم شديدا على أهل الزيغ والبدعة ، وقطع عن التحديث بعد اختلاطه ٢٩٦ ه‍ وتوفي سنة ٣٠١ ه‍.

الفضل بن موسى لعله البصري أو السيناني إذا كان هو فهو ثقة كما في «الجرح» ٧ / ٦٨ ، «والتقريب» ص ٢٧٦ ، ولكنّه بعيد أن يكون هو أي السيناني لأنه توفي سنة ١٩٢ ه‍ ، ومحمد الذي روى عنه توفي ٣٠١ ه‍ وترجم للبصري الخطيب في «تاريخ بغداد» ١٢ / ٣٦٦.

ومحمد بن خالد بن عثمة ـ بمثلثة ساكنة قبلها فتحة ـ وعثمة اسم أمه ـ وهو صدوق يخطىء من العاشرة. انظر «التهذيب» ٩ / ١٤٢ «والتقريب» ص ٢٩٥.

وكثير بن عبد الله هو المزني المدني : ضعيف ، منهم من اتهمه من السابعة. انظر المصدرين السابقين ٨ / ٤٢٢ و ٢٨٥.

وعبد الله بن عمرو أبوه ذكره ابن حبان في «الثقات» وقال ابن حجر : مقبول من الثالثة. انظر المصدرين السابقين ٥ / ٣٣٩ و ١٨٣.

وعمرو بن عوف بن زيد أبو عبد الله المزني صحابي مات في ولاية معاوية. انظر «التقريب» ص ١٦١. ـ


(٧) حدثنا بذلك أبو القاسم الرازي ، قال : ثنا أبو زرعة ، قال : ثنا أبو نعيم ، ثنا الحسن بن صالح ، عن أبي ربيعة البصري ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك ، عن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

__________________

ـ مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده كثير ، وهو ضعيف وعبد الله بن عمرو مقبول كما تقدم ، فهو ضعيف بهذا السياق والسند ، وقد أخرجه أبو يعلى كما تقدم في حديث ٥ وسنده ضعيف جدا ، ولكن عنده أنّ الجنة تشتاق إلى ثلاثة ، لم يذكر المقداد ، ولطرفي الحديث شواهد وتقدم طرفه الأول في ح ٥ قريبا ، وقد خرجته وأما الطرف الثاني ، فقد أخرجه الترمذي في «سننه» ٥ / ٣٣٢ ، مناقب سلمان ، وابن حبان في «المجروحين» ١ / ١٢١ ، والطبراني كما في «المجمع» ٩ / ٣٤٤ ، والمؤلف أيضا في الحديث بعده ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٤٩ ، وابن الجوزي في «العلل» ١ / ٢٨٣ ، والذهبي في «النبلاء» ١ / ٢٥٥ ، وفي «الميزان» ١ / ٢٥٠ ، كلهم من طريق أبي ربيعة الإيادي ، عن الحسن بن صالح ، عن أنس مرفوعا بلفظ : «إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة : علي وسلمان وعمار». وعند البعض «ثلاثة تشتاق إليهم الحور العين» ولم يذكر الذهبي في «النبلاء» سلمان بل ذكر المقداد بدله.

وقال ابن الجوزي : هذا حديث لا يصح ، وأبو ربيعة اسمه زيد بن عوف ، ولقبه فهد ، قال ابن المديني : ذاهب الحديث ، وقال الفلاس : ومسلم بن الحجاج : متروك. انتهى.

قلت : قد وهم ابن الجوزي في الإيادي ليس هو ذاك المتروك إنما هو أبو ربيعة عمر بن ربيعة ، وقد وثقه ابن معين ، وحسن الترمذي حديثه ، وقال أبو حاتم : منكر الحديث.

انظر «التهذيب» ١٢ / ٩٤ ، «والجرح» ٣ / ١٠٩. فقوله : هذا حديث لا يصح ، لا يصح ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن صالح ، وقال الهيثمي : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي ربيعة وقد حسن الترمذي حديثه.

وأخرجه أبو نعيم في المصدر السابق بطريق آخر ، عن سلمة الأبرش ، عن عمران الطائي ، عن أنس مرفوعا مثله ، وكذا في «الحلية» ١ / ١٩٠ به ، وأخرجه المؤلف بطريق آخر عن قنبر عن علي مرفوعا ، وجعل الرابع أبا ذر بدل عمار كما سيأتي في ت ٧٢ ح ٨٤ ، ومن هذا الطريق أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٢٨ ولكن سنده ضعيف جدا فيه نهشل وهو ساقط. انظر رجال ح ٨٤.

الخلاصة : إن الطرف الأول ضعيف وطرفه الثاني يحسن بطرقه. والله أعلم ...

تراجم الرواة :

أبو القاسم الرازي : هو عبد الله بن محمد بن عبد الكريم من أهل الري ، كان ثقة كثير الحديث صاحب أصول ، وأكثر عنه أهل أصبهان. وتوفي بها سنة ٣٢٠ ه‍. انظر «الأنساب» للسمعاني ٦ / ٣٦. ـ


وسئل علي عن سلمان فقال : أوتي العلم الأول والآخر (١).

أخبرناه إسحاق بن جميل ، قال : أنا أحمد بن منيع ، قال : ثنا أبو أحمد ، عن مسعر ، عن عمرو بن مسرة ، عن أبي البختري ، قال : سئل علي عن سلمان.

__________________

ـ وأبو زرعة : هو عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد الرازي الإمام حافظ العصر من جهابذة النقاد ، وكان من أفراد الدهر حفظا وذكاء ودينا وإخلاصا وعلما وعملا توفي سنة ٢٦٤ ه‍. انظر «مقدمة الجرح والتعديل» ١ / ٣٢٨ وبعدها ، و «تذكرة الحفاظ» ٢ / ٥٥٧.

وأبو نعيم : هو الفضل بن دكين الملائي تقدم في ت ١ ، وهو ثقة.

والحسن بن صالح بن حي الثوري ثقة فقيه عابد رمي بالتشيع مات سنة ١٩٩ ه‍ ، وكان مولده سنة مئة ، انظر «التهذيب» ٢ / ٢٨٥ ، و «التقريب» ص ٢٠.

وأبو ربيعة البصري : هو عمر بن ربيعة الإيادي ، وثقه ابن معين وقال أبو حاتم : منكر الحديث ، وقال ابن حجر : مقبول من السادسة ، انظر «الجرح والتعديل» ٣ / ١٠٩ ، والمصدرين السابقين ١٢ / ٩٤ ، «والتقريب» ص ٤٠٥.

والحسن : هو ابن أبي الحسن يسار البصري ، ثقة فقيه فاضل مشهور ، ولكنه كان يرسل كثيرا ويدلس ، وقال الذهبي : الإمام شيخ الإسلام وهو مدلس فلا يحتج بقوله عن من لم يدركه ، ولكنه حافظ علامة من بحور العلم فقيه النفس كبير الشأن.

انظر «تذكرة الحفاظ» ١ / ٧١ ، «والتهذيب» ٢ / ٢٦٣.

وأنس بن مالك : هو ابن النضر الأنصاري الخزرجي خادم رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عشر سنين صحابي مشهور مات سنة ٩٢ ه‍ ، وقيل : ٩٣ ه‍ ، وقد جاوز المئة. انظر «التقريب» ص ٣٩.

مرتبة الإسناد : رجاله ثقات غير أن الحسن البصري مدلس ، وقد عنعن وأبو ربيعة وثقه ابن معين وحسن الترمذي حديثه ، وقال ابن حجر : مقبول كما تقدم.

(١) سيأتي تخريجه قريبا.

تراجم الرواة :

إسحاق بن جميل ترجم له أبو الشيخ في «الطبقات» فقال : هو إسحاق بن إبراهيم بن جميل أبو يعقوب ، شيخ صدوق صاحب أصول من المعمرين ، كان قد قارب المئة ، عنده ، «المسند» عن أحمد بن منيع ، كثير الغرائب ، مات سنة ٣١٠ ه‍ انظر ٢٥٧ / ٣ من أ ـ ه. ـ


(٨) حدثنا محمد بن عبد الله بن رسته ، قال : ثنا أبو أيوب سليمان ،

__________________

ـ أحمد بن منيع : هو ابن عبد الرحمن أبو جعفر البغوي نزيل بغداد ، ثقة حافظ مات سنة ٢٤٤ ه‍ وله أربع وثمانون سنة ، انظر «التهذيب» ١ / ٨٤ ، و «التقريب» ١١٧.

أبو أحمد : هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي ، مولاهم أبو أحمد الزبيري الكوفي ، روى عن مسعر وعنه أحمد بن منيع ، ثقة ثبت إلا أنه قد يخطىء في حديث الثوري ، مات سنة ثلاث ومئتين. انظر المصدرين السابقين ٩ / ٢٥٤ و ٣٠٤.

مسعر : هو ابن كدام بكسر أوله وتخفيف ثانيه ابن ظهير الهلالي العامري الرواسبي أبو سلمة الكوفي ، ثقة ثبت فاضل مات سنة ١٥٥ ه‍ ، انظر المصدرين السابقين ١٠ / ١١٣ و ٣٣٤.

عمرو بن مرة بن عبد الله الجملي المرادي أبو عبد الله الكوفي الأعمى ثقة عابد ، كان لا يدلس ورمي بالإرجاء ، مات ١١٨ ه‍. المصدرين السابقين ٨ / ١٠٢ و ٢٦٢.

أبو البختري ـ بفتح الموحدة والمثناة بينهما معجمة ساكنة ـ : وهو سعيد بن فيروز الطائي ـ مولاهم الكوفي ، ثقة ثبت ، فيه تشيع قليل ، كثير الإرسال ، مات سنة ٨٣ ه‍ انظر «التقريب» ص ١٢٥.

علي بن أبي طالب تقدم في المقدمة عند فتوح أصبهان.

مرتبة الإسناد : رجاله ثقات سوى إسحاق ، وهو شيخ صدوق صاحب أصول.

حكم الأثر وتخريجه : حسن بهذا الإسناد وقد أخرجه ابن سعد في «الطبقات» ٤ / ٨٥ بسندين أحدهما من طريق أبي البختري به ، وزاد في آخره : لا يدرك ما عنده ، والثاني من طريق زاذان قال : سئل علي عن سلمان ... وفيه «من لكم بمثل لقمان الحكيم ... وقرأ الكتاب الأول وقرأ الكتاب الآخر وكان بحرا لا ينز».

وأخرجه أبو نعيم في «الحلية» ١ / ١٨٧ عن زاذان كما تقدم ومن طريق مسعر ، عن عمرو بن مرة به ، وكذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٤ بلفظ تابع العلم الأول والعلم الآخر لا يدري ما عنده.

وقد أخرج الترمذي في «سننه» ٥ / ٣٣٦ ، المناقب وابن سعد في «الطبقات» ٤ / ٨٥ ، وأحمد في «مسنده» ، ٥ / ٢٤٣ بأسانيد هم عن يزيد بن عميرة ـ وكان تلميذا لمعاذ بن جبل ـ عن معاذ ـ ما يدل على تبحره في العلم ـ وفيه أن معاذا أمر تلميذه ـ المذكور ـ أن يطلب العلم من أربعة : أحدهم سلمان الفارسي ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب.

تراجم الرواة : محمد بن عبد الله بن رستة بن الحسن ، ترجم له المؤلف فقال : أبو عبد الله الضبي المديني آمن الناس توفي سنة ٣٠١ ه‍ انظر «الطبقات» ـ للمؤلف ٢٢٥ / ٣ ، «وأخبار أصبهان» ٢ / ٢٢٥. ـ


قال : ثنا ابن وهب ، قال : ثنا معاوية بن صالح ، عن ربيعة بن يزيد ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن يزيد بن عميرة الكلبي ، عن معاذ بن جبل ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : «سلمان عاشر عشرة في الجنّة».

(٩) حدثنا محمد بن العباس ، قال : ثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال : ثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق ، قال : حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، عن محمود بن لبيد ، عن ابن عباس ، قال : حدثني سلمان الفارسي قال : كنت رجلا من أهل فارس ، من أهل أصبهان ، من قرية يقال لها : جي ، وكان أبي دهقان أرضه ، وكان يحبني حبا شديدا لم يحبه شيئا (١) من ماله ولا ولده ، فما زال به حبه إيايّ حتى أجلسني في البيت ، كما تجلس الجارية ، فاجتهدت في المجوسية حتى كنت (٢) قطن النار الذي يوقدها ، لا يتركها ساعة ، فكنت كذلك لا أعلم من أمر الناس شيئا ، إلا ما أنا فيه حتى بنى أبي بنيانا له ، وكانت له ضيعة فيها بعض العمل ، فدعاني أبي فقال : أي بني إنه قد شغلني ما نرى من بنياني عن ضيعتي هذه ، ولا بدّ لي من إطلاعها فانطلق إليها فمرهم بكذا وكذا ، ولا تحبس عليّ (٣) ، فإنك إن احتسبت علي شغلتني عن كل شيء ، فخرجت أريد

__________________

(١) في الأصل (شيء) والتصويب من أ ـ ه.

(٢) هكذا في النسختين ، وجاء عند ابن سعد في «الطبقات» ٤ / ٧٥ ، قاطن النار التي نوقدها لا نتركها تخبو ، وورد الإثنان في المراجع ، ومعناه كنت خادمها الذي يخدمها ويمنعها من أن تخبو لتعظيمهم إياها.

(٣) في أ ـ ه : لا تحتبس ، والصواب ما في الأصل ، وهكذا عند ابن سعد في «الطبقات» ٤ / ٧٦.

أبو أيوب : هو سليمان بن داود بن بشر المنقري الشاذكوني البصري الحافظ ، فيه نظر. وسيأتي بترجمة رقم ١٢٥.

وابن وهب : هو عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد المصري الفقيه ثقة حافظ مات سنة سبع وتسعين ومئة ، انظر «التهذيب» ٦ / ٧١ ، «والتقريب» ص ١٩٣.

معاوية بن صالح : هو ابن حدير ـ بالمهملة مصغرا ـ الحضرمي أبو عمرو وقيل أبو عبد الرحمن ، صدوق له أوهام ، مات سنة ١٥٨ ه‍ ، وقيل بعد السبعين والمئة. انظر «التهذيب» ـ


__________________

ـ ١٠ / ٢٠٩ «والتقريب» ٣٤١ وربيعة بن يزيد : هو أبو شعيب الإيادي القصير الدمشقي ، ثقة عابد مات سنة إحدى أو ثلاث وعشرين ومئة. انظر المصدرين السابقين ٣ / ٢٦٤ وص ١٠٢.

أبو إدريس الخولاني : هو عائذ بن عبد الله العوذي ـ وعائذ بتحتانية ومعجمة ـ ولد في حياة النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يوم حنين ، تابعي مخضرم ثقة ، مات سنة ثمانين. انظر «التاريخ الكبير» ٩ / ٨٧ ـ للبخاري ، و «التهذيب» ٥ / ٨٥ ، «والتقريب» ص ١٦٢.

ويزيد بن عميرة ـ بفتح العين ـ الحمصي الزبيدي أو الكندي ، وقيل غير ذلك ، ثقة من الثانية نزل الكوفة ، «التهذيب» ١١ / ٣٥١ ، «والتقريب» ص ٣٨٤

ومعاذ بن جبل بن عمرو الأنصاري الخزرجي : أبو عبد الرحمن من أعيان الصحابة ، وشهد بدرا وما بعدها ، مات بالشام سنة ١٨ ه‍ ، انظر «التقريب» ص ٣٤٠.

مرتبة الإسناد : في إسناده ضعيف ، بل متهم عند البعض ، ومعاوية صدوق له أوهام ، فهو ضعيف جدا إن لم يكن موضوعا ، ولم أجده بهذا اللفظ في المصادر التي وقفت عليها ، والذي وجدته أخرجه أحمد في «مسنده» ٥ / ٢٤٣ والترمذي في «سننه» ٥ / ٣٣٦ بسندهما ، عن يزيد بن عميرة ، عن معاذ ، قال : سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : «إنه ـ أي عبد الله بن السلام ـ عاشر عشرة في الجنة».

وقال الترمذي : حسن غريب ، وفي الباب عن سعد فجعل ابن سلام عاشر عشرة. والله أعلم ...

تراجم الرواة :

محمد بن العباس الأصبهاني ، تقدم في ح ٦ وكان فقيها حافظا.

وأحمد بن عبد الجبار : هو أبو عمر التميمي الكوفي ، روى عن يونس بن بكير وغيره ضعيف ، مات سنة ٢٥٢ ه‍ ، وله ٩٥ سنة انظر «التهذيب» ١ / ٥١ ، «والتقريب» ١٤.

ويونس بن بكير بن واصل الشيباني : أبو بكر الكوفي الحافظ ، صدوق يخطىء ، مات سنة ١٩٩ ه‍ ، انظر المصدرين السابقين ١١ / ٤٣٤.

محمد بن إسحاق بن يسار : أبو بكر المطلبي ويقال أبو بكر مولاهم المدني ، نزيل العراق إمام المغازي ، صدوق يدلس ، ورمي بالتشيع والقدر ، مات سنة ١٥٠ ه‍ ، انظر «التهذيب» ٩ / ٣٨ ، «والتقريب» ص ٢٩٠.

عاصم بن عمر بن قتادة الأوسي الأنصاري : أبو عمر المدني ، ثقة عالم بالمغازي ، مات بعد العشرين ومئة ، انظر «التقريب» ص ١٥٩.

محمود بن لبيد بن عقبة الأوسي الأنصاري : الأشهلي أبو نعيم المدني صحابي صغير وجل ، روايته عن الصحابة مات سنة ٩٧ ه‍ وله ٩٩ سنة ، انظر المصدر السابق ص ٣٣٠ ، و «التهذيب» ١٠ / ٦٥ ، سيأتي في آخر القصة. حكم الحديث وتخريجه.


ضيعته فمررت بكنيسة (١) النصارى ، فسمعت أصواتهم فيها فقلت ما هذا؟ فقالوا : هؤلاء النصارى يصلون ، فدخلت أنظر فأعجبني ما رأيت من حالهم (٢) ، فوالله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس ، فبعث أبي في طلبي من كل وجه ، حتى جئته حين أمسيت ، ولم أذهب إلى ضيعته ، فقال لي أبي : يا بني ، أين كنت؟ ألم أكن قلت لك؟ فقلت : يا أبتاه مررت بأناس يقال لهم النصارى فأعجبني كلامهم ودعاؤهم ، فجلست أنظر إليهم كيف يفعلون فقال : أي بنيّ دينك ودين آبائك خير من دينهم. فقلت : لا والله ما هو بخير من دينهم ، هؤلاء قوم يعبدون الله ويدعونه ويصلون له ، ونحن إنما نعبد نارا نوقدها بأيدينا ، إذا تركناها ماتت ، فخافني فجعل في رجليّ حديدا وحبسني في بيت عنده ، فبعثت إلى النصارى فقلت لهم : أين أصل هذا الدين الذي أراكم عليه؟ قالوا : بالشام. قلت : فإذا قدم عليكم من هناك ناس ، فآذوني به قالوا : نفعل فقدم عليهم ناس من تجارهم ، فبعثوا إلي أنه قدم علينا تجار من تجارنا ، فبعثت إليهم إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الخروج ، فآذنوني به قالوا : نفعل. فلما قضوا حوائجهم وأرادوا الرحيل ، بعثوا إلي بذلك ، فطرحت الحديد الذي في رجليّ ، ولحقت بهم ، فانطلقت معهم حتى قدمت الشام ، فلما قدمتها قلت : من أفضل من (٣) هذا الدين؟ ، قالوا : الأسقف (٤) صاحب الكنيسة. فجئته فقلت : إني قد أحببت أن أكون معك في كنيستك ، وأعبد الله معك فيها ، وأتعلم منك الخير ، قال : فكن معي ، فكنت معه ، وكان رجل سوء (٥) ، كان يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها ، فإذا جمعوها إليه اكتنزها ، ولم يعطها المساكين ، فأبغضته بغضا شديدا لما رأيت من حاله ، فلم ينشب أن مات ، فلما جاؤوا ليدفنوه قلت لهم : إن هذا

__________________

(١) هي متعبد النصارى (كالمسجد للمسلمين) كما في القاموس ٢ / ٢٤٧ ، والكنيسة متعبد اليهود أو النصارى أو الكفار ، وفي مختار الصحاح ص ٥٨٠ ، الكنيسة للنصارى.

(٢) في أ ـ ه : من أحوالهم وعند ابن سعد في نفس المصدر من صلاتهم.

(٣) في أ ـ ه بزيادة (أهل) ولكنه زاده بين القوسين مما يدل على أنه ليس في الأصل. والأنسب «في».

(٤) الأسقف وجمعه أساقفة وأساقف : وهو رئيس للنصارى في الدين أو الملك المتخاشع في مشيته أو العالم ... انظر «القاموس» ٣ / ١٥٣ أو «مختار الصحاح» ص ٣٠٥.

(٥) وزاد ابن سعد في «الطبقات» ٤ / ٧٦ (في دينه).


رجل سوء ، كان يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها حتى إذا جمعتموها إليه اكتنزها ولم يعطها المساكين ، قالوا : وما علامة ذلك؟ قلت : أنا أخرج لكم كنزه قالوا : فهاته ، فأخرجت لهم سبع قلال (١) مملوءة ذهبا وورقا ، فلما رأوا ذلك ، قالوا : والله لا يدفن أبدا ، فصلبوه على خشبة ، ورموه بالحجارة ، وجاؤا برجل آخر فجعلوه مكانه ، فلا والله يا ابن عباس : ما رأيت رجلا قط يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه ، أشد اجتهادا ولا أزهد في الدنيا ولا أدأب ليلا ولا نهارا منه ، ما أعلمني أحببت شيئا قط قبله حبّه ، فلم أزل معه حتى حضرته الوفاة فقلت : يا فلان قد حضرك ما ترى من أمر الله ، وإني والله ما أحببت شيئا قطّ حبّك فإلى من تأمرني ، إلى من توصيني قال : إني والله ما أعلمه إلا رجل (٢) بالموصل (٣) ، فأته فإنك تجده على مثل حالي ، فلما مات وغيب لحقت بالموصل ، فأتيت صاحبها فوجدته على مثل حاله من الاجتهاد والزهادة في الدنيا ، فقلت له : يا فلان إن فلانا أوصاني أن آتيك فأكون معك قال : فأقم أي بني ، فأقمت عنده على مثل أمر صاحبه ، حتى حضرته الوفاة فقلت له : إن فلانا قد أوصاني إليك ، وقد حضرك من أمر الله ما ترى فإلى من؟ قال : والله ما أعلمه أي بني إلا رجلا بنصيبين (٤) ، هو على مثل ما نحن عليه فالحق به ، فلما دفناه لحقت بالآخر ، فقلت له : إن فلانا أوصاني إليك قال : فأقم يا بني فأقمت عنده على مثل حالهم حتى حضرته الوفاة ، فقلت له : يا فلان إنه قد حضرك من أمر الله ما ترى ، وقد كان فلان أوصاني إلى فلان ، وأوصى فلان إلى فلان ، وأوصاني فلان إليك ، فإلى من؟ قال : والله أي بني ما أعلم أحدا على مثل ما نحن عليه إلا رجلا

__________________

(١) جمع القلة وهي إناء للعرب كالجرة الكبيرة ، وقد يجمع على قلل. انظر «مختار الصحاح» ص ٥٤٩.

(٢) هكذا في النسختين ، الظاهر : رجلا كما سيأتي في الصفحة التي تليها.

(٣) مر تحديده في مقدمة الكتاب وهو بفتح الميم وكسر الصاد.

(٤) بالفتح ثم الكسر ثم ياء علامة الجمع الصحيح ، وهي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام (بينها وبين الموصل ستة أيام) بقرب سبخار ، كثيرة المياه والأشجار والبساتين.

انظر «معجم البلدان» ٥ / ٢٨٨ ، «وآثار البلاد» للقزويني ص ٤٦٧.


بعمورية (١) من أرض الروم ، فإنه ستجده على ما كنا عليه فلما واريته خرجت ، حتى قدمت على صاحب عمورية فوجدته على مثل حالهم ، فأقمت عنده واكتسبت حتى كانت لي غنيمة وبقرا ثم حضرته الوفاة فقلت : يا فلان إن فلانا كان أوصاني إلى فلان فإلى من توصيني قال : يا بني والله ما أعلمه بقي أحد على مثل ما كنا عليه آمرك أن تأتيه ، ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث من الحرم ، مهاجرته بين حرتين (٢) ، إلى أرض سبخة (٣) ، ذات نخل وإن فيه علامات لا تخفى ، بين كتفيه خاتم النبوة ، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ، فلو استطعت أن تخلص إلى تلك البلاد فافعل ، فإنه قد أظلك زمانه فلما واريناه أقمت حتى مرّ بي رجال من تجار العرب من كلب (٤) ، فقلت لهم تحملوني معكم حتى تقدموا بي أرض العرب وأعطيكم غنمي هذه وبقراتي هذه ، فأعطيتهم إياها وحملوني ، حتى إذا جاوزوا بي وادي القرى (٥) ظلموني فباعوني من رجل يهودي بوادي القرى ، فو الله لقد رأيت النخل وطمعت أن يكون البلد الذي نعت لي صاحبي ، وما حقت مني (٦) حتى قدم رجل (٧) من بني قريظة من يهود وادي القرى فابتاعني من صاحبي الذي كنت عنده ، فخرج بي حتى قدم المدينة ، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفت نعتها ، فأقمت في رقي مع صاحبي ، فبعث الله رسوله بمكة لا يذكر لي من أمره شيء مع ما أنا فيه من الرق ، (حتى) (٨) قدم رسول الله

__________________

(١) بفتح أوله ، وتشديد ثانيه ، بلد من بلاد الروم ، وهي التي فتحها المعتصم في سنة ٢٢٣ ه‍. انظر «معجم البلدان» ٤ / ١٥٨ وسميت باسم امرأة اسمها عمورية بنت الروم بن اليغز بن سام بن نوح. المرجع المذكور.

(٢) الحرة : أرض ذات حجارة سود ، نخرات كأنها أحرقت بالنار ، والجمع : حرات وحرر. انظر «لسان العرب» ٤ / ١٧٩ لابن منظور الأفريقي.

(٣) السبخة : أرض ذات ملح ونزو وجمعها سباخ. انظر المرجع المذكور ٣ / ٢٤ ، قلت : المراد منها المدينة المنورة حيث وقعت هجرة الرسول إليها وهي المتصفة بما نعتها الراهب.

(٤) أي قبيلة كلب ، وينسب إلى كلب قبائل ، منها كلب اليمن وغير ذلك. انظر «اللباب» ٣ / ١٠٤.

(٥) وهو واد بين المدينة والشام من أعمال المدينة كثير القرى ، فتحها النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ سنة سبع عنوة ، ثم صولحوا على الجزية ، انظر «معجم البلدان» ٥ / ٣٤٥.

(٦) عند ابن سعد في «الطبقات» ٤ / ٧٨ (لي بدل مني).

(٧) هو عثمان بن الأشهل اليهودي القرضي ، سيأتي ذكره في رجال ح ١٣.

(٨) الزيادة من أ ـ ه.


ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قباء (١) وأنا أعمل لصاحبي في نخل له ، فو الله إني لفيها إذ جاءني عم له (٢) ، فقال فلان : قاتل الله بني قيلة (٣) والله إنهم الآن لفي قباء مجتمعون على رجل جاء من مكة يزعمون أنه نبي ، فوالله ما هو إلا أن سمعتها وأخذتنى العرواء (٤) : يقول (٥) : الرعدة ، حتى ظننت لأسقطن على صاحبي ، فنزلت (٦) أقول ما هذا الخبر؟ ما هو؟ فرفع مولاي يده فلطمني لطمة شديدة فيقول : (فقال) (٧) : ما لك ولهذا؟ أقبل قبل (٨) عملك فقلت : لا شيء إنما سمعت خبرا فأحببت أن أعلمه ، فلما أمسيت وكان عندي شيء من طعام فحملته فذهبت إلى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو بقباء فقلت : إنه بلغني أنك رجل صالح ، وأن معك أصحابك (٩) غرباء وقد كان عندي شيء (١٠) من الصدقة ،

__________________

(١) قباء : بالضم أصله اسم بئر عرفت القرية بها ، وهي مساكن بني عمرو بن عوف من الأنصار (وتقع جنوب المدينة على بعد ٣ كم يعني ميلين من المدينة المنورة على يسار القاصد لمكة).

انظر «معجم البلدان» ٤ / ٣٠١.

(٢) أي عم لصاحبه وسيده.

(٣) قيلة : هي بنت كاهل بن عذرة بن سعد .. انظر «سيرة ابن هشام» ١ / ٢٠١.

(٤) العرواء ، الرعدة ، مثل الغلواء ، وهي قرة الحمى ومسها في أول ما تأخذه بالرعدة. انظر «لسان

(٥) عند ابن سعد في «الطبقات» ٤ / ٧٨ : فرجعت النخلة حتى ... الخ.

(٦) في المصدر السابق : فنزلت سريعا.

(٧) بين القوسين من الأصل غير موجود في أ ـ ه.

(٨) عند ابن سعد : (على) وهكذا في ن ـ أ ـ ه.

(٩) في ن ـ أ ـ ه ، أصحابا.

العرب» ٢٥ / ٤٥.

(١٠) وهكذا عند أحمد ولكن عند الترمذي في الشمائل ص ٣٧ جاء سلمان إلى النبي بمائدة عليها رطب ... الخ. ولا يعارضه ما ورد أن عليها تمر لأن رواية التمر ضعيفة ، هكذا ذكر الباجوري في شرحه على الشمائل ، ثم قال أيضا لا يعارضه ما رواه أحمد والبزار بسند جيد عن سلمان ، قال : فاحتطبت حطبا فبعته ... الخ. وما رواه الطبراني بسند جيد فاشتريت لحم جزور بدرهم ثم طبخته .. الخ لاحتمال تعدد الواقعة ـ أو أن المائدة كانت تشتمل على الرطب والتمر ـ واللحم وخصّ الرطب لكونه أعظم.

انظر «شرح الباجوري» على الشمائل ص ٣٥.


فرأيتكم أحقّ مني بهذه فكل منه فأمسك يده فقال لأصحابه : كلوا (١) كلوا ولم يأكله فقلت في نفسي : هذه خلة مما وصف صاحبي ، ثم رجعت فتحول رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إلى المدينة فجمعت شيئا كان عندي ثم جئته فقلت : إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة ، وهذه هدية وكرامة ليست بصدقة ، فأكل رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو يتتبع خياره (٢) ، وعلى شملتان (٣) لي وهو في أصحابه ، فاستدرت أنظر إلى الخاتم في ظهره ، فلما رآني أستدبرته (٤) عرف أني قد استثبت شيئا قد وصف لي فرفع رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم بين كتفيه كما وصف لي صاحبي ، فأكببت عليه أقبله وأبكي فقال : تحول يا سلمان هكذا ، فتحولت فجلست بين يديه (٥) ، وأحب أن يسمع أصحابه حديثي عنه فحدثته يا ابن عباس كما حدثتك فلما فرغت (٦) ، قلت : يا رسول الله قد كاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة (٧) أحييها له وأربعين أوقية فأعانني أصحاب رسول

__________________

(١) هكذا في الأصل وفي ن ـ أ ـ ه : كلوا مرة واحدة.

(٢) هكذا في النسختين (يتتبع خياره) وجاء عند ابن سعد ، فأكل وأكل أصحابه ، قال : قلت في نفسي : هذه أخرى ، قال : ثم رجعت فمكثت ما شاء الله ثم أتيته ، فوجدته في بقيع الغرقد وقد تبع جنازة وحوله أصحابه وعليه شملتان. مؤتزرا بواحدة مرتديا بالأخرى. انظر «الطبقات» ٤ / ٧٩ وكذا ورد عند أحمد في مسنده ٥ / ٤٤٣ وهكذا ذكره ابن الجوزي في «صفة الصفوة» ١ / ٥٣١ : أن عليه شملتان أي على النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لا على سلمان وورد في سيرة «ابن هشام» ١ / ٢٠٢ ، «وتاريخ بغداد» ١ / ١٦٩ كما هو هنا : أي على شملتان لي وهو في أصحابه ، وليس بينهما تعارض لأنه يمكن أن يكون على كل منهما شملتان أو يرجح ما ورد عند أحمد لأنه أصح ما ورد ـ والله أعلم.

(٣) الشملة : بفتح الشين المعجمة : كساء دون القطيفة يشتمل به كالمشملة. انظر «القاموس» ٣ / ٤١٤.

(٤) في أ ـ ه : «فاستدرت وورد أيضا أستدير به».

(٥) عند ابن سعد : بعد هذه الجملة فحدثته حديثي كما حدثتك يا ابن عباس ، فأعجبه ذلك ، فأحب أن يسمعه أصحابه ، ثم أسلمت وشغلني الرّق ، وما كنت فيه حتى فاتني بدر وأحد ، ثم قال لي رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : كاتب ، فسألت صاحبي ذلك فلم أزل حتى كاتبني. انظر «الطبقات» لابن سعد ٤ / ٧٩.

(٦) في «صحيح البخاري» ٥ / ٣١٥ مع الفتح أنّ النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال لسلمان : كاتب ـ فأخبره بأنه قد كاتبت».

(٧) في الأصل نخل والتصحيح من «سيرة ابن هشام» ١ / ٢٠٢.


الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بالنخل ثلاثين ودية (١) ، وعشرين ودية ، وعشر ، كل رجل منهم على قدر ما عنده ، فقال لي رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فقر (٢) لها ، فإذا فرغت فآذني حتى أكون أنا الذي أضعها بيدي ، فقرها فأعانني أصحابي يقول : ففقرت لها حيث توضع حتى فرغنا منها ، ثم جئت إلى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : فقلت : يا رسول الله قد فرغنا (منها) (٣) ، فخرج معي حتى جاءها فكنّا نحمل إليه الودي فيضعه بيده ويسوي عليه ، فوالله الذي بعثه بالحق ، ما ماتت منه ودية (٤) واحدة وبقيت على الدراهم ، فأتاه رجل من بعض المعادن بمثل البيضة من الذهب ، فقال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : أين الفارسي المسلم المكاتب؟ فدعيت له فقال : خذ هذه يا سلمان فأدّها عنك (٥) ، فقلت : يا رسول الله وأين تقع هذه مما علي؟.

__________________

(١) الودية واحدة الودي وهي صغار الفسيل والفسيل النخلة الصغيرة. انظر «القاموس» ٤ / ٢٩ و ٣٩٩.

(٢) في المصدر السابق ١ / ٢٠٢ ، فقر ففقرت لها والفقر : الحفر انظر «القاموس» ٢ / ١١٥.

(٣) ما بين القوسين من الأصل.

(٤) جاء عند الترمذي في الشمائل ، وسيأتي في مصادر تخريجه أنّ النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ غرس الكل إلا نخلة واحدة غرسها عمر ، فحملت جميع النخلة إلا هذه فنزعها الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وغرسها فحملت ... الخ ولم يذكر غرس النخلة إلا في رواية الترمذي حسب اطلاعي ـ والله أعلم.

(٥) في الأصل (عليك) والتصويب من أ ـ ه ومن «الطبقات» ٤ / ٨٠ لابن سعد.

مرتبة الإسناد : سنده ضعيف ، فيه أحمد بن عبد الجبار التميمي الكوفي وهو ضعيف كما تقدم في التراجم فالحديث ضعيف بهذا السند ، ويكون حسنا بأسانيد أخرى كما سيأتي قريبا.

تخريجه :

فقد أخرجه ابن إسحاق في «سيرته» ١ / ٦٦ ، عن عاصم بن عمر به ومن طريقة ابن هشام في «سيرته» ١ / ١٩٨ ـ ٢٠٤ ، وابن سعد في «الطبقات» ٤ / ٧٥ ـ ٩٣ ، وأحمد في «مسنده» ٥ / ٤٣٨ والبخاري جزءا معلقا في «صحيحه» ٥ / ٣١٥ ، والترمذي في «الشمائل» ص ٣٤ ـ ٣٧ مع «شرح الباجوري» جزءا منها والبزار كما في «المجمع» ٩ / ٣٣٤ و ٣٣٧ ، وقال الهيثمي ـ


فقال : «إنّ الله سيؤديها عنك» فو الذي نفس سلمان بيده لقد وزنت لهم منها أربعين أوقية ، فأديت إليهم وعتق سلمان ، وكان الرق قد حبسني حتى فاتني مع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بدر وأحد ثم عتقت فشهدت الخندق ثم لم يفتني معه مشهد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

__________________

ـ رجاله رجال الصحيح. وابن حبان في «الثقات» ١ / ٢٤٩ والطبراني كما في «المجمع» ٩ / ٣٣٧ ـ ٣٤٠.

وقال الهيثمي : رواه أحمد والطبراني في الكبير بأسانيد واسناد الرواية الأولى عند أحمد والطبراني رجالهما رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وقد صرح بالسماع ـ فزالت عنه شبهة التدليس ، ورجال الرواية الثانية أنفرد بها أحمد ورجالها رجال الصحيح غير عمرو بن أبي قرة الكندي وهو ثقة.

وأخرجه الحاكم في «المستدرك» ٣ / ٥٩٩ ـ ٦٠٢ بطريقين من غير طريق محمد بن إسحاق قال في الأول : هذا حديث صحيح عال في ذكر إسلام سلمان ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي بقوله مجمع على ضعفه.

وقال في الثاني : صحيح الإسناد ، وتعقبه الذهبي بأن فيه ابن عبد القدوس وهو ساقط.

وأبو نعيم في «الحلية» ١ / ١٨٥ ـ ٢٠٨ ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٤٩ ـ ٥١ باختصار ، وفي «دلائل النبوة» ١ / ٨٧.

والخطيب في «تاريخ بغداد» ١ / ١٦٥ ، وما بعدها مطولا ومختصرا بأسانيد كلاهما من طريق ابن إسحاق بعضها ضعيفة فيه أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، وهو ضعيف وبعضها حسنة.

وأورده ابن سيد الناس بسند ابن إسحاق في «عيون الأثر» ١ / ٦٠ ، وبعدها والذهبي بسنده بطرق عن محمد بن إسحاق بإسناده مثله في «سير النبلاء» ١ / ٣٦٢.

قلت : إسناد ابن إسحاق وابن سعد وأحمد والبزار والطبراني وطريق للخطيب حسن.

وقال ابن حجر : «ورويت قصة سلمان من طرق كثيرة من أصحها ما أخرجه أحمد من حديث نفسه وأخرجها الحاكم من وجه آخر عنه أيضا ـ قلت : وهو ضعيف كما تقدم ـ. وأخرجه من حديث بريدة وعلّق البخاري طرفا منها ـ قلت : في (٥ / ٣١٥) باب شراء المملوك من الحربى ـ وفي سياق قصته في إسلامه إختلاف يتعسر الجمع فيه». انظر «الإصابة» ٢ / ٦٢.

قلت : يرجح سياق محمد بن إسحاق في إسلامه الذي رواه من طريقه ابن سعد وأحمد وغيرهما ، وهو أصح ما ورد في قصة إسلامه. والله أعلم. ـ


(١٠) حدثنا القاسم بن فورك ، قال : ثنا عبد الله بن أبي زياد ، قال : ثنا سيار بن حاتم العنزي (١) ، قال : ثنا موسى بن سعيد الراسبي ، قال : ثنا أبو معاذ ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن سلمان الفارسي ، قال : إني كنت ممن ولد برامهرمز (٢) وبها نشأت ، وأما أبي فمن أهل أصبهان ، وكانت أمي لها غنى وعيش ، فأسلمتني أمي إلى الكتّاب ، فكنت أنطلق مع غلمان من قريتنا إلى أن دنا مني فراغ من كتّاب الفارسية ، ولم يكن في الغلمان أكبر مني ، ولا

__________________

ـ تراجم الرواة :

القاسم بن فورك : هو ابن سليمان أبو محمد الكنيزكي ، شيخ ثقة. توفي سنة ٣٠١ ه‍ ، انظر «الطبقات» ٢٤٥ / ٣ من أ ـ ه ، «وأخبار أصبهان» ٢ / ١٦١.

عبد الله : هو ابن الحكم بن أبي زياد سليمان القطواني ـ بفتح القاف والطاء المهملة ـ أبو عبد الرحمن الكوفي الدهقان ، ذكره ابن حبان في «الثقات» ، وقال ابن حجر : صدوق. مات سنة خمس وخمسين ومائتين. انظر «التهذيب» ٥ / ١٩٠ ، و «التقريب» ص ١٧١.

وسيار بن حاتم العنزي بفتح المهملة والنون ـ أبو سلمة البصري ، صدوق له أوهام. مات سنة مائتين أو قبلها ، انظر المصدرين السابقين ٤ / ٢٩٠ وص ١٤٢.

موسى بن سعيد الراسبي ـ بفتح الراء ، وسكون الألف ، وكسر السين المهملة ، وفي آخرها باء موحدة ـ نسبة إلى بني راسب ، وهي قبيلة نزلت البصرة كما في «اللباب» ٢ / ٦ ، لم أعرفه ، وأبو معاذ. لم يتبين لي. أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني : قيل : اسمه عبد الله ، وقيل : إسماعيل. قال ابن سعد : كان ثقة فقيها كثير الحديث. قال الحافظ ابن حجر : ثقة مكثر ، مات سنة ٩٤ ه‍ ، بالمدينة في خلافة الوليد. انظر «الطبقات» لابن سعد ٥ / ١٥٧ ، «والتقريب» ص ٤٠٩.

(١) في أ ـ ه ، (العيري) ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل ومن «أخبار أصبهان» ١ / ٥٠ ، والعنزي بفتح وسكون النون ، وفي آخرها زاي. هذه النسبة إلى عنز بن وائل. انظر «اللباب» ٢ / ٣٦٢.

(٢) بفتح الراء والميم وضم الهاء والميم الثانية ، وهي مدينة في مقاطعة خوزستان ، تقع غربي أصبهان بإيران ، وهذه الرواية تجمع بين الروايات التي روت أنه قال : كنت رجلا من أهل جيّ ، أو كنت فارسيا من أهل أصبهان من قرية جيّ وبين قوله أنا من رامهرمز وهذه الرواية في «صحيح البخاري» ٥ / ١٧ ، وفي «تاريخ بغداد» ١ / ١٦٤ ، وكما هنا عند المؤلف جاء عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٠ ، فهي تجمع بين الأقوال ، والذي جاء عند ابن عبد البر في «الاستيعاب» ٢ / ٥٦ بهامش «الإصابة» أن سلمان كان أصله من فارس من رامهرمز من قرية يقال لها : جيّ ، ويقال : بل كان أصله من أصبهان ، «فيحمل على هذا ، ولكن في كلامه إيهام ، ـ


أطول ، وكان ثم جبل فيه كهف في طريقنا ، فمررت ذات يوم وحدي ، فإذا أنا فيه برجل طويل عليه ثياب شعر ، نعلاه (١) من شعر ، فأشار إلي فدنوت منه ، فقال : يا غلام ؛ تعرف عيسى بن مريم؟ فقلت : لا ، ولا سمعت به ، فقال : أتدري من عيسى بن مريم؟ هو رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ آمن بعيسى. إنه رسول الله ، وبرسول يأتي من بعده اسمه أحمد ، أخرجه الله من غم الدنيا إلى روح الآخرة ونعيمها. قلت : ما نعيم الآخرة؟ قال : نعيمها لا يفنى ، وهوانها لا يفنى ، فرأيت الحلاوة والنور يخرج من شفتيه ، فعلقه فؤادي (٢) وفارقت أصحابي ، وجعلت لا أذهب ولا أجيء إلا وحدي وكانت أمي ترسلني إلى الكتّاب فأنقطع دونه ، وكان أول ما علمني شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن عيسى بن مريم رسول الله ، ومحمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بعده رسول الله ، والإيمان بالبعث بعد الموت فأعطيته ذلك ، وعلمني القيام في الصلاة ، وكان يقول : إذا قمت (٣) في الصلاة فاستقبلت القبلة فإن احتوشتك النار فلا تلتفت (٤) ، وإن دعتك أمك وأبوك في الصلاة الفريضة لا تلتفت ، إلا أن يدعوك رسول من رسل الله ، فإن دعاك وأنت في فريضة فاقطعها ، فإنه لا يدعوك إلا بوحي من الله ، وأمرني بطول القنوت ، وزعم أنّ عيسى بن مريم قال : طول القنوت الأمان على الصراط ، وأمرني بطول السجود ، وزعم أن ثواب طول السجود الأمان من عذاب القبر ، وقال : لا تكونن مازحا ولا حادا (٥) تسلم عليك ملائكة الله أجمعين ، وقال : لا تعصين في

__________________

ـ حيث يدل على المغايرة بين جيّ وأصبهان ، مع أن جيّا كانت في القديم ـ هي أصبهان» ، فالتعبير الأولى فيه أن يقال : إن أصله من فارس من رامهرمز ، ويقال : من أصبهان من قرية جيّ. والله أعلم.

(١) في النسختين : نعليه ، والصواب نعلاه كما أثبته.

(٢) في أ ـ ه : (فرادي) ، والصواب ما أثبته من الأصل.

(٣) في النسختين (قمتم) ، والتصحيح من سياق العبارة.

(٤) أي أحاطت بك النار وأفزعتك ونفرتك ، انظر «القاموس» ٢ / ٢٧١.

(٥) أي شديد الغضب. قال في «لسان العرب» : والحدة ما يعتري الإنسان بالنزق والغضب. انظر ١ / ٥٨٤.


طبع (١) ولا عبث (حتى) (٢) لا تحجب عن الجنة طرفة عين ، ثم قال : إذا أدركت (٣) محمد بن عبد الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ الذي يخرج من جبال تهامة (٤) ، فآمن به واقرأ عليه‌السلام (٥) مني ، فإنه بلغني أن عيسى قال : من سلم على محمد بن عبد الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ رآه أو لم يره كان له محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ شافعا ومصافحا ، فدخل حلاوة الإنجيل في صدري وجعلت أزداد قوة فأقام في مكانه (٦) حولها ، ثمّ قال : أي بني إنك قد أحببتني (٧) وأحببتك؟ وإنما قدمت بلادكم هذه أنه كان لي بها قريب فمات ، فأحببت أن أكون قريبا من قبره أصلي عليه (وأسلم (٨) عليه) بما عظم الله علينا في الإنجيل من حق القرابة ، قلت : فما حق القرابة في الإنجيل؟ قال : يقول الله : من وصل قرابته فقد وصلني ، ومن قطع قرابته فقد قطعني ، وإنه قد بدا (٩) لي الشخوص (١٠) من هذا المكان ، فإن كنت تريد أن تصحبني فأنا طوع يديك ، قال : قلت : عظمت حق القرابة ، وها هنا والدتي وقرابتي ، قال : إن كنت تريد أن تهاجر مهاجرة إبراهيم (١١) ، فذكر الحديث بطوله ...

__________________

(١) هكذا في النسختين ، وعند أبي نعيم ١ / ٥١ : طمع وعبث.

(٢) ما بين الحاجزين من «أخبار أصبهان» ١ / ٥١.

(٣) في أ ـ ه : إن ، والصواب ما في الأصل.

(٤) والتهامة : بالكسر ، وهي ما بين نجد والحجاز ، وبه سمي الحجاز حجازا لأنه حجز بينهما ، وإنما سميت لشدة حرّها وركود ريحها ، يقال : تهم الحر ، إذا اشتد. انظر «معجم البلدان» ٢ / ٦٣.

(٥) إلى هنا ذكره أبو نعيم ، وقال في الباقي ... وذكر إسلامه بطوله. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٥١.

(٦) في ن ـ أ ـ ه : مقامه.

(٧) في أ ـ ه : أجبتني وأجبتك.

(٨) بين القوسين من الأصل ليس في أ ـ ه.

(٩) في الأصل (إلى) وما أثبته من أ ـ ه ، وهو أنسب.

(١٠) الشخوص : هو الذهاب من بلد إلى بلد. انظر «مختار الصحاح» ص ٣٣٢ ، و «لسان العرب» ٧ / ٤٦.

(١١) هو خليل الله إبراهيم النبي عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.

مرتبة الإسناد :

في إسناده من لم أعرفه ، وسيار العنزي صدوق له أوهام ، وأخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥١ من طريق المؤلف ، ومن طريق شيخه عبد الله بن يعقوب به ، ولكن ذكر لفظه إلى قوله : وأقرئه مني السلام ، ثم قال وذكر إسلامه بطوله. ـ


(١١) حدثنا أبو بكر البزار ، قال : ثنا عباس بن جعفر البغدادي ، قال : ثنا يحيى بن إسحاق ، قال : ثنا شريك ، عن عبيد المكتب ، عن أبي الطفيل ، عن سلمان قال :

أعطاني رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مثل هذه ـ يصغرها بيده ـ

__________________

ـ تراجم الرواة :

أبو بكر البزار هو أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري الحافظ ، قدم أصبهان مرتين ، القدمة الثانية سنة ٢٨٦ ه‍ ، وقال الذهبي : الحافظ العلامة ... صاحب «المسند الكبير المعلل». روى عنه ابن القانع وأبو الشيخ وخلق كثير ، توفي بالرملة سنة ٢٩٢ ه‍. انظر «الطبقات» للمؤلف ٢٠٩ / ٣ ، و «أخبار أصبهان» ١ / ١٠٤ ، «وتذكرة الحفاظ» ٢ / ٦٥٣ وعباس هو ابن عبد الله بن الزبرقان البغدادي أبو محمد ، أصله واسطي ، صدوق. مات سنة ٢٨٥ ه‍.

انظر «التهذيب» ٥ / ١١٥ ، «والتقريب» ص ١٦٥.

يحيى بن إسحاق : هو الحافظ الثقة الرحال أبو زكريا البجلي. قال ابن سعد : «كان ثقة حافظا لحديثه». قال أحمد : «شيخ صالح ثقة» مات سنة ٢١٠ ه‍. انظر «تذكرة الحفاظ» ١ / ٣٧٦ ، «والتهذيب» ١١ / ١٧٦.

وشريك : هو ابن عبد الله القاضي الكوفي أبو عبد الله ، صدوق ، يخطيء كثيرا. تغير حفظه منذ ولي القضاء. مات سنة سبع أو ثمان ومائة. انظر «التقريب» ص ١٤٥.

وعبيد : هو ابن مهران الكوفي المكتب ، ثقة ، روى عن أبي الطفيل ، وعنه جرير وشريك من الخامسة. انظر «التهذيب» ٧ / ٧٤ ، «والتقريب» ص ٢٢٩.

أبو الطفيل : وعامر بن واثلة بن عبد الله الليثي ، وربما سمّي عمرا. ولد عام أحد وعمّر إلى أن مات ١١٠ ه‍ ، على الصحيح. وهو آخر من مات من الصحابة قاله مسلم. انظر «التهذيب» ٥ / ٨٢ ، «والتقريب» ص ١٦٢.

مرتبة الاسناد والحديث وتخريجه :

ضعيف ، فيه شريك القاضي ، وهو يخطىء كثيرا. تغير حفظه منذ ولي القضاء ، وأصل الحديث حسن بغير هذا الإسناد. أخرجه البزار وأحمد في «مسنده» ٥ / ٤٤٤ ، والطبراني كما في «المجمع» ٩ / ٣٣٦ ، من طريق محمد بن إسحاق نحوه ، وقال الهيثمي : إسناد الرواية الأولى عند أحمد والطبراني رجالها رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق ، وقد صرح بالسماع ، ورجال الرواية الثانية انفرد بها أحمد ، ورجالها رجال الصحيح ، غير عمرو بن أبي قرة الكندي ، وهو ثقة ، وكذا هو عند ابن هشام في «سيرته» ١ / ٢٠٣ ، ولكن فيه راو لم يسم. انظر حديث ٩. وفي آخره معنى الحديث وإسناده حسن ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٤ ، عن شيخه أبي محمد بن حيان المؤلف ، وبطريق آخر نحوه ، وفي الأول عبد الله بن عبد القدوس ، وهو ضعيف ، وفي الثاني شريك القاضي. ـ


ليؤدي مكاتبتي ، فصارت في يدي مثل هذه يعني فأضعفت فأديت مكاتبتي.

(١٢) حدثنا إبراهيم بن محمد بن مالك القطان ، قال : ثنا ابن حميد قال : ثنا عبد الله بن عبد القدوس ، قال : ثنا عبيد المكتب ، عن أبي الطفيل ، عن سلمان ، قال : كنت رجلا من أهل جي وكانوا يعبدون الخيل البلق (١) ، وكنت أعلم أنهم ليسوا على شيء فكنت أطلب الدين فذكر القصة بطولها (٢) ، قال : فأتيت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وحملت معي تمرا (٣) أزديا فوضعته بين يديه ، فقال : ما هذا؟ قلت : هدية فأكل منها وقال : كلوا. ثم سألته وأخبرته خبري فقال : اذهب فاشتر نفسك ، فأتيت صاحبي ، فقلت : بعني نفسي ، فقال : أبيعك نفسك بأن تغرس مئة (٤) نخلة ، فإذا نبتت أعطيتني وزن نواة ذهب ، فأتيت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فأخبرته فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : أعطه ما شاء لك وانظر الشن (٥) الذي يسقي منه ذلك النخل ،

__________________

ـ تراجم الرواة :

إبراهيم بن محمد بن مالك القطان أبو إسحاق ، يعرف بابن ماهويه. ثقة ، مات ٣٠٤ ه‍. انظر «الطبقات» للمؤلف ٢٦٨ / ٣ ، و «أخبار أصبهان» ١ / ١٩١.

وابن حميد هو محمد بن حميد بن حيان التميمي الحافظ ، أبو عبد الله الرازي ، حافظ ضعيف ، وكان ابن معين حسن الرأي فيه. مات سنة ٢٤٨ ه‍. انظر «التهذيب» ٩ / ١٢٧ ، و «التقريب» ص ٢٩٥.

عبد الله بن عبد القدوس هو التميمي السعدي الكوفي ، صدوق ، رمي بالرفض ، وكان يخطيء ، وقال الذهبي : ضعفوه ، انظر «المغني في الضعفاء» ١ / ٣٤٦ ، «والتقريب» ص ١٨٠. وقال في «التلخيص على المستدرك» ٣ / ٣٠٤ ساقط. وعبيد وأبو الطفيل تقدما في السند قبله.

(١) البلق : محركة سواد وبياض كالبلقة بالضم ، انظر «القاموس» ٣ / ٢١٤.

(٢) في النسختين : (بطوله) ، والصواب ما أثبته.

(٣) في أ ـ ه ، رديا ، وعند الحاكم في «المستدرك» جيدا ٣ / ٦٠٤ ، وهكذا في «المجمع» ٩ / ٣٣٨.

(٤) والصحيح أنه كاتبه على ثلاثمائة نخلة ، وسند هذه الرواية المذكورة هنا ضعيف كما سيأتي.

(٥) الشن والشنة : القربة الخلق ، ويقال للسقاء : شن ، وللقربة شن. انظر «لسان العرب» ١٣ / ٢٤١ ، «ومختار الصحاح» ص ٣٤٨.


فجئني منه بدلو من ماء فابتعت منه لنفسي ، ثم جئت بدلو من ماء من الشن الذي يسقي به النخل ، فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : صبّه فيها ، فلما (١) نبت وحسن نباته أتيت النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فأمر لي بقطعة من ذهب ، فأتيت بها إلى الرجل ، فوضعتها في كفة الميزان ، ثم وضع النواة في الجانب الآخر ، فما استقلت من الأرض.

حدثنا محمد بن الفضل بن الخطاب قال : ثنا محمد بن الوليد العسكري (٢) قال : ثنا موسى بن إسماعيل قال : ثنا عباد بن العوام ، عن هارون

__________________

(١) في أ ـ ه : «ثبت وحسن مائة» ، والصواب ما أثبته من الأصل.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في اسناده عبد الله بن عبد القدوس ، وهو ضعيف كما تقدم.

وأخرجه الطبراني كما في «المجمع» ٩ / ٣٣٩ والحاكم في «المستدرك» ٣ / ٦٠٤. وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٠ ، وفي «الحلية» ١ / ١٩٠ ـ ١٩٣ ـ ١٩٥. مختصرا ومطولا ، كلهم من طريق ابن عبد القدوس ، وقال الحاكم : صحيح الإسناد ، وتعقبه الذهبي ، فقال : فيه ابن عبد القدوس ، وهو ساقط ، وقال الهيثمي في المصدر السابق : «المجمع» ـ رواه الطبراني ، وفيه ابن عبد القدوس ، ضعفه أحمد والجمهور ، ووثقه ابن حبان ، وقال : ربما أغرب ، وبقية رجاله ثقات.

قلت : قد تابع ابن عبد القدوس عن عبيد الثوري كما قال أبو نعيم في «الحلية» ، رواه الثوري عن عبيد المكتب مختصرا ، ورواه السلم بن الصلت العبدي عن أبي الطفيل مطولا ، ثم ساقه مطولا من طريق السلم به ، وانظر ح ٩.

(٢) في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٤ (العنزي) لم يتبين لي لا هذا ولا ذاك.

تراجم الرواة :

محمد بن الفضل بن الخطاب : هو أبو عبد الله الغبري ، شيخ ثقة من أهل مازيانان ، صاحب أصول جياد ، كثير الحديث ، ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٨٧ / ٣ من أ ـ ه.

محمد بن الوليد العسكري : لم أعرفه.

وموسى بن إسماعيل يبدو أنه هو التبوذكي المنقري ، أبو سلمة البصري الحافظ الحجة ، أحد الأعلام ، ثقة تكلموا فيه. مات سنة ٢٢٣ ه‍. انظر «الميزان» ٤ / ٢٠٠ وانظر «التهذيب» ١٠ / ٣٣٣.

عباد بن العوام هو ابن عمر الكلابي ، مولاهم أبو سهل الواسطي ، ثقة. مات سنة ١٨٥ ه‍ ، ـ


الأعور ، عن قتادة في قوله تعالى (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ)(١) قال : سلمان.

حدثنا محمد بن العباس ، قال : ثنا يعقوب الدورقي قال : ثنا معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي عثمان ، عن سلمان ، قال : كنا (٢) لا نفقه كلامه من شدة عجمته ، وكان يسمّي الخشب خشبان.

(١٣) حدثنا عبد الله بن محمد بن الحجاج ، قال : ثنا عبد الرحمن بن

__________________

ـ أو بعدها. انظر «التهذيب» ٥ / ٩٩ ، «والتقريب» ص ١٦٣.

هارون : هو ابن موسى الأزدي العتكي ، مولاهم أبو عبد الله الأعور صاحب القراءات. ثقة مقرىء ، إلا أنه رمي بالقدر من السابعة. انظر «التهذيب» ١١ / ٣٦٢ ، «والتقريب» ص ٣٦٢.

وقتادة هو ابن دعامة السدوسي ، وكان يكنى أبا الخطاب ، ثقة ، مأمون ، حجة في الحديث ، رمي بشيء من القدر ، توفي سنة ١١٨ أو ١١٧ ه‍. انظر «الطبقات» ٧ / ٢٢٩ لابن سعد ، «والتقريب» ص ٢٨٨.

(١) سورة الرعد ـ الآية : ٤٣.

مرتبة الإسناد والأثر وتخريجه : في إسناده محمد بن الوليد : لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات.

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٤ مثله ، وأخرج ابن جرير في تفسير الآية : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) بسنده عن قتادة قال : كان منهم عبد الله بن سلام ، وسلمان الفارسي ، وتميم الداري وعزاه السيوطي في «الدر» ٤ / ٦٩ أيضا إلى عبد الرزاق ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن قتادة ، قال : كان من أهل الكتاب قوم يشهدون بالحق ويعرفونه ، عدّ منهم سلمان الفارسي ، قرأ الآية بعض بكسر الميم ، أي (مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) أي من عند الله. انظر التفصيل في «تفسير ابن جرير» آخر سورة الرعد (١٣ / ١٧٦) ، «وتفسير ابن كثير» ٢ / ٥٢١.

(٢) هكذا في النسختين ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٥٥ و «كان لا يفقه كلامه». هذا واضح. لعلّ الصواب في المخطوطة هكذا : «عن أبي عثمان قال عن سلمان : كنا لا نفقه».

تراجم الرواة :

محمد بن العباس : تقدم في ت ٣ ح ٦ ، وكان من الحفاظ شديدا على أهل البدع.

يعقوب : هو ابن إبراهيم أبو يوسف الدروقي الحافظ الثقة. مات سنة ٢٥٢ ه‍. انظر «التهذيب» ١١ / ٣٨١ ، «والتقريب» ص ٣٨٦. ـ


أحمد بن عباد عبدوس ، قال : ثنا قطن بن إبراهيم النيسابوري قال : ثنا وهب بن كثير بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سلمان الفارسي ، قال : حدثتني أمي عن

__________________

ـ معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي أبو محمد البصري ، روى عن أبيه. ثقة ، مات سنة ١٨٧ ه‍ ، وقد جاوز الثمانين ، انظر «التهذيب» ١٠ / ٢٢٧ ، «والتقريب» ص ٣٤٢.

وأبوه هو سليمان بن طرخان أبو المعتمر البصري : ثقة عابد ، مات سنة ١٤٣ ه‍ ، وهو ابن سبع وتسعين ، انظر المصدرين السابقين ٤ / ٢٠١ وص ١٣٤. وأبو عثمان هو عبد الرحمن بن مل ـ بلام ثقيلة ، والميم مثلثة ـ النّهدي ، مشهور بكنيته ، مخضرم ثقة ثبت عابد ، مات سنة ٩٥ ه‍ ، وقيل : بعدها ، وعاش مائة وثلاثين سنة ، وقيل : أكثر. انظر المصادر السابقة ٦ / ٢٧٧ ، ٢١٠ ، و «الإصابة» ٣ / ٩٩.

مرتبة الإسناد والخبر وتخريجه :

رجاله ثقات سوى محمد بن العباس ، وهو كان حافظا شديدا على أهل البدع ، وأخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٥ به مثله ، وأورده ابن قتيبة في «غريب الحديث» ٢ / ٢٦٨ ، وقال :

أنا أنكر هذا الحديث ؛ لأنه وصف شدّة عجمة سلمان ، وأنه لم يكن يفقه كلامه ، وقد قدّمنا من كلامه ما يضارع كلام فصحاء العرب ، وذلك في ٢٦٢ وما بعدها ـ ، فإن كان إنّما استدلّ على عجميّته بقوله للخشب خشبان ، فهذا في اللغة صحيح جيد ، وله مخرجان ، أحدهما : أن تجعله جمعا للخشب ، فيكون جمع الجمع ، حمل وحملان ... وبطن وبطنان.

والثاني : أن تجمع خشبة فنقول : خشب ساكنة الشين ، ثم تزيد الألف والنون فتقول : خشبان ، كما تقول : سود وسودان وحمر ... وحمران ... وكذا.

أورده ابن الأثير في «النهاية» ٢ / ٣٢ ، والزمخشري في «الفائق» ١ / ٣٧٢ ، وقالا : قد أنكر هذا الحديث.

تراجم الرواة :

عبد الله بن محمد بن الحجّاج بن يوسف ، فقيه مقبول القول ، ثقة ، كتب عن المصريّين والشاميّين ، انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٨١ ، وترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٣٧ / ٣ من أ ـ ه.

وعبد الرحمن بن أحمد عبدوس الثقفي الحافظ المجوّد أبو محمد. روى عنه عامة أهل الحديث ببلده ، وكان يحسن هذا الشأن. ثقة متقن ، مات سنة إحدى أو اثنتي عشرة وثلاثمائة انظر «تذكرة الحفاظ» ٢ / ٧٧٣.

قطن بن إبراهيم النيسابوري القشيري. قال الذهبي : شيخ صدوق ، أعرض مسلم عن ـ


أبي كثير بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سلمان الفارسي ، عن أبيه ، عن جده أن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أملى هذا الكتاب على علي (١) بن أبي طالب : هذا ما فادى محمد بن عبد الله رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فدى سلمان الفارسي من عثمان بن الأشهل اليهودي ثم القرظي بغرس ثلاثمائة نخلة وأربعين أوقية ذهبا ، فقد برىء محمد بن عبد الله رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لثمن سلمان الفارسي ، وولاؤه لمحمد بن عبد الله رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأهل بيته ، فليس لأحد على سلمان سبيل.

شهد على ذلك أبو بكر الصديق (٢) ، وعمر بن الخطاب (٢) ، وعلي بن أبي طالب ، وحذيفة (٣) بن اليمان ، وأبو ذرّ الغفاري (٤) ، والمقداد بن الأسود (٥) ،

__________________

ـ إخراج حديثه في الصحيح ، وخرّج عنه النّسائي ، وقال : فيه نظر. وقال ابن حبّان : يعتبر بحديثه إذا حدّث من كتابه ، مات سنة إحدى وستين ومائتين ، انظر «الميزان» ٣ / ٣٩٠.

وهب بن كثير بن عبد الرحمن لم أعرفه.

وكذا أمه لم أعرفها.

وأبوه كثير بن عبد الرحمن لم أعرفه.

(١) تقدم في المقدمة في بداية «فتوح أصبهان».

(٢) أبو بكر الصديق : تقدم في ت ٢ ح ٣.

(٢) أبو بكر الصديق : تقدم في ت ٢ ح ٣.

(٣) في النسختين : (حذيفة بن سعد بن اليمان) ، وهو خطأ ، ولم أجد أحدا بهذا الاسم والنسب ، والصواب ما أثبته من «أخبار أصبهان» ١ / ٥٢ ، ومن «الإصابة» ١ / ٣١٧ و ٣٣١ ، وفيه : حذيفة ابن اليمان حسيل مصغرا ، ويقال : حسل بن جابر بن ربيعة بن فروة ، المعروف بابن اليمان العبسي.

وعمر بن الخطاب : تقدم في المقدمة في بداية فتوح أصبهان ، وكذا علي بن أبي طالب.

(٤) أبو ذر الغفاري : هو جندب بن جنادة على الأصح ، تقدم إسلامه ، وتأخرت هجرته ، فلم يشهد بدرا. مات سنة ٣٢ في خلافة عثمان. انظر «الإصابة» ٤ / ٦٢ ، «والتقريب» ص ٤٠٥.

(٥) المقداد : هو ابن عمرو بن ثعلبة بن مالك ، المعروف : بالمقداد بن الأسود ، وإنما نسب إلى الأسود ؛ لأنّ المقداد حالفه ، فتبناه الأسود ، فنسب إليه ، وهو قديم الإسلام ، من السابقين ، مات في خلافة عثمان بالجرف ، وعمره سبعون سنة.

انظر «أسد الغابة» ٤ / ٤٠٩.


وبلال مولى (١) أبي بكر ، وعبد الرحمن بن عوف (٢) ، وكتب علي بن أبي طالب يوم الاثنين في جمادى الأولى مهاجر محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

(١٤) حدثني أبو بكر بن أحمد (٣) المؤدب ـ وكان ممن يختلف ويجالسني قال : ثنا عبدوس (٤) بهذا الحديث سواء.

قال عبد الله (٥) : ذكر هذا الحديث لأبي بكر (٦) بن أبي داود ، فقال :

__________________

(١) وبلال مولى أبي بكر : هو ابن رباح الحبشي ، مؤذن رسول الله ، اشتراه أبو بكر من المشركين وأعتقه. مناقبه كثيرة مشهورة ، مات سنة ٢٠ ه‍. انظر «الإصابة» ١ / ١٦٥.

(٢) عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف أبو محمد : من السابقين إلى الإسلام ، والمهاجرين الأوّلين ، وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها. أحد المشهود له بالجنة ، توفي سنة ٣١ بالمدينة. المصدر السابق ٣ / ٣١٣.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، وراو لم يسمّ ، وأخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٦ من طريق المؤلف به ، والخطيب في «تاريخ بغداد» ١ / ١٧٠ من طريق أبي نعيم به مثله. وقال الخطيب : «في هذا الحديث نظر ؛ وذلك لأن أول مشاهد سلمان مع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ غزوة الخندق ، وكانت في السنة الخامسة من الهجرة ، ولو كان يخلص سلمان من الرق في السنة الأولى من الهجرة ، لم يفته شيء من المغازي مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأيضا فإن التاريخ بالهجرة لم يكن في عهد رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأول من أرّخ بها عمر بن الخطاب في خلافته ، والله أعلم».

(٣) هكذا في النسختين ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٥٢ ، «وتاريخ بغداد» ١ / ١٧٠ ، أبو بكر محمد ابن عبد الله المؤدب ، وترجم أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٤٤ لشخصين باسم محمد بن أحمد أبو بكر المؤدب ، وليس فيه ما يجزم أنه هو المذكور عند المؤلف ، والله أعلم.

وترجم المؤلف نفسه في «الطبقات» ٣٠٥ / ٣ أيضا لشخصين بالاسم المذكور ، وكنيتهما أبو بكر ، ولم يذكر معهما المؤدّب ، ولا يجزم به أنّه هو ، والله أعلم.

(٤) هو عبد الرحمن بن أحمد بن عباد. تقدم في السند قبله.

(٥) وعبد الله : هو ابن محمد بن الحجاج. صرح به أبو نعيم في المصدر السابق ، وتقدم في السند قبله عند المؤلف.

(٦) أبو بكر : هو عبد الله بن أبي سليمان بن الأشعث السجستاني ، صاحب التصانيف ، وكان مقبولا عند أصحاب الحديث من الحفاظ ، وقال بعض : كان أحفظ من والده. مات سنة ٣١٦ ه‍. انظر «التذكرة» ٢ / ٦٧ وبعده.


لسلمان ثلاث بنات : بنت بأصبهان ، وزعم جماعة أنهم من ولدها ، وابنتان بمصر (١).

وحدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، قال : ثنا سعيد بن أبي زيدون قال : ثنا الفريابي ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الحجّاج الأزدي ، قال : لقيت سلمان بأصبهان ، وروى فطر (٢) بن خليفة ، عن أبي إسحاق ، عن

__________________

(١) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٢ ، «وتاريخ بغداد» ١ / ١٧٠ وفي الأصل «وثنتين».

(٢) في أ ـ ه : (قطر) بالقاف ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل ، وانظر ترجمته).

تراجم الرواة :

إبراهيم بن محمد ، أبو إسحاق الإمام ، يعرف بابن متويه. كان من العبّاد الفضلاء ، ويصوم الدهر. مات سنة ٣٠٢ ه‍. انظر «أخبار أصبهان «١ / ١٨٩ ، «والطبقات» ٢٢٤ / ٣ للمؤلف.

وسعيد بن أبي زيدون ، لم أعرفه.

والفريابي : بكسر الفاء ، وسكون الراء بعدها تحتانية ، هو محمد بن يوسف بن واقد الضبّي ، مولاهم ثقة فاضل ، يقال : أخطأ في حديث سفيان ، وهو مقدم فيه مع ذلك على عبد الرزاق. مات ٢١٢ ه‍. انظر «التذكرة» ١ / ٣٧٦ ، «والتهذيب» ٩ / ٥٣٥ ، «والتقريب» ص ٣٢٥.

وسفيان : هو ابن سعيد بن مسروق الثوري ـ ثور مضر لا ثور همدان ـ أبو عبد الله الإمام الكوفي ، ثقة ، حافظ ، فقيه ، عابد ، إمام ، حجة. مات سنة ١٦١ ه‍ وله أربع وستون سنة.

انظر «التذكرة» ١ / ٢٠٣ ، «والتقريب» ١٢٨.

أبو إسحاق : هو عمرو بن عبد الله السبيعي ، تقدم في ت ٢ ح ٣ ، وهو ثقة ، اختلط بآخره.

وأبو الحجاج الأزدي ، ذكره ابن سعد في «الطبقات» ٦ / ٢١٦ ، وقال : روى عن سلمان ، وروى عنه أبو إسحاق ، وكذا ترجم له أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٦٥ ، وسكت عنه.

وفطر بن خليفة المخزومي : مولاهم أبو بكر الحناط ـ بالمهملة والنون ـ صدوق ، رمي بالتشيع. مات بعد سنة خمسين ومائة. انظر «التهذيب» ٨ / ٣٠٠ ، و «التقريب» ص ٢٧٧.

السند وتخريج الحديث :

في إسناده سعيد بن أبي زيدون ، لم أعرفه ، وكذا أبو الحجاج الازدي ، لم أعرف حاله ، وأبو إسحاق السبيعي اختلط بأخرة.

فقد أخرأه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٥ بسنده عن أبي الحجاج ، قال : فقلت له : يا أبا عبد الله ، ألا تخبرني عن الإيمان بالقدر؟ كيف هو؟ قال : أن تعلم الحديث ، وزاد في آخره : ولا تقل : لو لا كذا لكان كذا. ـ


أبي الحجاج الأزدي قال : لقيت سلمان بأصبهان وكان في قريته وسألته عن القدر فقال : أن تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وما أصابك لم يكن ليخطئك. وفي هذا الخبر دليل على أن سلمان قدم أصبهان في أيام عمر بن الخطاب.

حدثنا إسحاق بن حكيم ، قال : ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد ، عن

__________________

ـ روى هذا الحديث عدد من الصحابة موقوفا ومرفوعا. أخرجه أبو داود في «سننه» ٥ / ٧٥ السنة ، والترمذي في «سننه» ٤ / ٤٥١ ، وابن ماجه في «سننه» ١ / ٢٩ المقدمة ، وأحمد في «مسنده» ٥ / ١٨٣ و ١٨٥ و ١٨٩ ، كلهم سوى الترمذي من طريق ابن الديملي ، عن أبي ، وابن مسعود ، وحذيفة موقوفا ، وعن زيد بن ثابت مرفوعا ، والترمذي عن جابر ، وقال : هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلّا من حديث عبد الله بن ميمون ، وهو منكر الحديث ، وأحمد أيضا عن عبادة موقوفا في ٥ / ٣١٧ ، وعن أبي الدرداء مرفوعا نحوه في ٦ / ٤٤١ ، وورد أيضا في ضمن حديث ابن عباس ، رواه مرفوعا (احفظ الله يحفظك. احفظ الله تجده تجاهك) الحديث في بعض طرقه هذه الزيادة غير رواية الترمذي. وقال ابن رجب : «كلها ضعيفة إلا طريق الترمذي ، فإنّه حسن جيد ، وليس فيه هذه الزيادة».

انظر «جامع العلوم والحكم» ص ١٧٤ لابن رجب الحنبلي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في «كتاب السنة» (١ / ١١٠) من حديث أبي الدّرداء مرفوعا بلفظ : «إن العبد لا يبلغ حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه» ، وبطريق آخر من حديث أنس مرفوعا ، وقال المحقق الألباني : حديث صحيح ، وفي الثاني : إسناده حسن.

تراجم الرواة :

إسحاق بن حكيم : لعله إسحاق بن محمد بن إبراهيم بن حكيم ، إذا كان هو ، فترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٦٠ / ٣ ، وإذا كان غيره فلم أعرفه.

وإسحاق بن إبراهيم بن عباد لم أعرفه.

وعبد الرزاق : هو ابن همام بن نافع الحميري. أبو بكر الصنعاني. ثقة ، حافظ ، مصنف شهير ، عمر وتغير في آخر عمره ، توفي سنة ٢١١ ه‍ ، انظر «التهذيب» ٦ / ٣١٠ ، «والتقريب» ص ٢١٣.

ابن التيمي : هو المعتمر بن سليمان بن طرخان. تقدم هو وأبوه في ت ٣ بعد ح ١٢.

تخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، ولكن الخبر صحيح.

فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ٧ / ٢٧٧ المناقب مع الفتح ـ س ـ من طريق المعتمر به ، ومن طريق أبي عثمان النهدي ، عن سلمان مثله. وأخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ـ


عبد الرزاق ، عن ابن التيمي ، عن أبيه ، قال : سمعت سلمان يذكر أنه تداوله بضعة عشر (١) ربّا من رب إلى رب.

وذكروا أنه مات بالمدائن سنة ثلاث وثلاثين (٢).

سمعت جعفر بن أحمد بن فارس يقول : سمعت العباس يقول لمحمد بن النعمان : يقول أهل العلم : عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة (*).

وذكر بعض من عني بهذا الشّأن ، أن لسلمان رهطا (٣) من ولد أخيه ماها

__________________

ـ ١ / ٥٥ ، وفي «الحلية» ١ / ١٩٥ ، والخطيب في «تاريخ بغداد» ١ / ١٦٤ ، كلهم من طريق أبي عثمان النهدي مثله.

(١) البضع بالكسر ، هو ما بين الثلاث إلى التسع ، وهو المشهور ، وقيل : ما بين الواحد إلى العشرة. والربّ : السيّد ، المالك ، والمدبر ، حصل هذا كله بعد ما هرب من دينه المجوسية ، وإلا فهو كان ابن أمير بلده ، كما تقدم في قصة إسلامه في رواية الحاكم وابن حيان ح ١٠ وهكذا قال الحافظ ابن حجر. انظر «النهاية» ١ / ١٣٣ و ٢ / ١٧٩ لابن الأثير ، «والفتح» ٧ / ٢٧٧.

(٢) كذا ذكره ابن سعد في «الطبقات» ٤ / ٩٣ ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٤٩ ، وكذا الخطيب في «تاريخ بغداد» ١ / ١٧١ ، حسب رواية يعقوب بن شيبة ، وابن حجر في «الإصابة» ٢ / ٦٣ : أنّه توفي في آخر خلافة عثمان سنة ٣٣ ه‍ ، بالمدائن ، وقبره هناك. أمّا على حسب ما ذكر خليفة في «تاريخه» ص ١٩١ ، والخطيب عن ابن قانع ، أنّه توفي بالمدائن سنة ٣٦ ه‍ ، فتكون وفاته في خلافة علي رضي‌الله‌عنه ، ولكنّ الصحيح القول الأول : أنه مات في آخر خلافة عثمان ، وذلك لأن ابن مسعود دخل على سلمان عند موته ، كما روى عبد الرزاق.

وابن مسعود توفي قبل سنة ٣٤ ه‍ ، باتفاق ، فكأنّ سلمان مات في ٣٣ ه‍ ، أو أقل ، وهو ما رجّحه ابن حجر بناء على رواية عبد الرزاق بسنده.

انظر «الإصابة» ٢ / ٦٣ ، «والتهذيب» ٤ / ١٣٨.

تراجم الرواة :

جعفر بن أحمد بن فارس أبو الفضل ، كتب الكثير بالبصرة ومكة ، وله مصنفات ، توفي بالكرج سنة ٢٨٩ ه‍. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٢٤٥ ، وترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٠٢ / ٣ من أ ـ ه.

والعباس : هو ابن يزيد البحراني. سيأتي برقم ت ٦٧ ، وهو محله الصدق.

ومحمد بن النعمان : هو ابن عبد السلام. سيأتي برقم ت ١٥٤. لم أعرف حاله.

(٣) في الأصل : (رهط) ، والتصويب من أ ـ ه ، ومن مقتضى القواعد. ـ


ذر (١) فروخ قد تفرقوا في البلدان ، فبمدينة شيراز (٢) من كور فارس جماعة منهم ، زعيمهم رجل يقال له : غسان بن زاذان بن شاذويه بن ماه بنداد بن ماها ذو فروخ أخي سلمان بن بدخشان ، ومعهم كتاب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بخط علي بن أبي طالب ، هو في يد غسان هذا مكتوب في أديم أبيض مختوم بخاتم النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وخاتم أبي بكر وعلي ـ رضي‌الله‌عنهما ـ ، وهذه (٣) نسخة العهد :

(١٥) بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ سأله سلمان وصية بأخيه ماها ذر فروخ ، وأهل بيته ، وعقبه من بعده ، ما تناسلوا من أسلم منهم ، وأقام على دينه ، سلام الله. أحمد إليك الذي أمرني أن أقول : لا إله إلّا الله وحده لا

__________________

(١) في أ ـ ه ، «وأخبار أصبهان» ١ / ٥٢ : ماه بندار.

(٢) وهي مدينة كبيرة ، عاصمة منطقة فارس الآن ، تقع جنوبي إيران ، تبعد عن طهران العاصمة ٨٩٥ كم.

(٣) في الأصل : (وهذا) ، والصواب ما أثبته.

مرتبة السند وتخريج الخبر :

في إسناده انقطاع ، ومن لم أعرفه ، وهو عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٤٨ من طريق المؤلف ، وعند الخطيب في «تاريخ بغداد» ١ / ١٦٤ عن شيخه أبي نعيم به ، وأورده الذهبي في «النبلاء» ١ / ٤٠٣ ، وابن حجر في «الإصابة» ٢ / ٦٢ فقال : روى أبو الشيخ في طبقات الأصبهانيين ، فذكره كما هنا ، إلّا أنهم زادوا جميعا في طريقه ، أما مائتين وخمسين فلا يشكون فيه. قلت : فيبدو أنه سقط من نسختنا هذه الجملة ، وقد صرّح ابن حجر أنه رواه في «الطبقات» والله أعلم.

قال الذهبي في المصدر السابق ص ٤٠٤ : قد فتشت فما ظفرت في سنّه بشيء ، سوى قول البحراني ـ العباس بن يزيد ـ ، وذلك منقطع لا إسناد له ، وقال بعد أسطر : ما أراه بلغ المائة.

وقال أيضا : قد ذكرت في «تاريخي الكبير» أنه عاش ٢٥٠ سنة ، وأنا الساعة لا أرتضيه ، ولا أصححه ، ونقل عنه ابن حجر أنه قال : وجدت الأقوال في سنة كلها دالة على أنه جاوز المائتين وخمسين ، والاختلاف إنما هو في الزائد. قال : ثم رجعت عن ذلك ، وظهر لي أنه ما زاد على الثمانين. وتعقبه ابن حجر بقوله : إن ثبت ما ذكروه ، يكون من خوارق العادات في حقه ، وما المانع من ذلك؟ فقد روى أبو الشيخ ، فذكر الرواية المذكورة ، قلت : سندها منقطع كما تقدم ، فلا يجزم به إذا ، وليس على تحديد سنه رواية صحيحة يعتمد عليها.


شريك له ، أقولها وآمر (١) الناس بها ، إنّ الخلق خلق الله ، والأمر كله لله ، خلقهم وأماتهم ، وهو ينشئهم ، وإليه المصير ، وإن كل أمر يزول ، وكل شيء يبيد ويفنى ، وكل نفس ذائقة الموت. من آمن بالله وبرسله كان له في الآخرة ترعة (٢) الفائزين ، ومن أقام على دينه تركناه ، ولا إكراه في الدين. هذا كتاب لأهل بيت سلمان ، أن لهم ذمة الله وذمتي ، على دمائهم وأموالهم في الأرض التي يقيمون فيها : سهلها وجبلها ، ومراعيها وعيونها ، غير مظلومين ، ولا مضيق عليهم ، فمن قرىء عليه كتابي هذا من المؤمنين والمؤمنات ، فعليه أن يحفظهم ويكرمهم ويبرهم ، ولا يتعرض لهم بالأذى والمكروه ، وقد دفعت عنهم جز الناصية (٣) والجزية (٤) والحشر (٥) والعشر (٦) ، وسائر المؤن والكلف ، ثم إن سألوكم فأعطوهم ، وإن استغاثوكم فأغيثوهم ، وإن استجاروا بكم فأجيروهم ، وإن أساؤوا فاغفروا لهم ، وإن أسيء إليهم فامنعوا عنهم ، ولهم أن يعطوا من بيت مال المسلمين في كل سنة مائتي حلة (٧) في شهر رجب ، ومائة في الأضحية ، فقد استحق سلمان ذلك منا ، لأنّ الله تبارك وتعالى قد فضل سلمان على كثير من المؤمنين ، وأنزل عليّ في الوحي : أن الجنة إلى سلمان أشوق من سلمان إلى الجنة ، وهو ثقتي وأميني ، وتقي ونقي ، ناصح لرسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ والمؤمنين ، وسلمان منا أهل البيت ، فلا يخالفنّ أحد هذه الوصية فيما أمرت به من الحفظ والبر لأهل بيت سلمان

__________________

(١) في ن ـ أ ـ ه : آخر الناس ، وهو تصحيف.

(٢) التّرعة : في الأصل : الروضة ، وقيل : الدرجة ، وقيل : الباب ، والمناسب بالمقام الثاني ، انظر «النهاية» لابن الأثير ١ / ١٨٧.

(٣) الجز ، قطع الشعر والصوف ، ويستعمل لقطع الثمار والحصاد أيضا. «لسان العرب» ٥ / ٣٢١ ، «النهاية» لابن الأثير ١ / ٢٦٨.

(٤) الجزية : خراج الأرض ، والجزية ما يؤخذ من أهل الذمة ، وهي عبارة عن المال الذي يعقد للكتابي عليه الذمة ، وهي فعلة من الجزاء ، كأنها جزت عن قتله.

انظر «النهاية» لابن الأثير ١ / ٢٧١ ، «ولسان العرب» لابن منظور ١٤ / ١٤٦.

(٥) الحشر : هو الجلاء عن الأوطان. «النهاية» لابن الأثير ١ / ٣٨٨.

(٦) هو زكاة ما سقته السماء ، وعشر أموال أهل الذمة في التجارات. انظر «النهاية» ٣ / ٢٣٩.

(٧) الحلة : إزار ورداء ، ولا يسمّى حلة حتى تكون ثوبين. انظر «مختار الصحاح» ص ١٥١.


وذراريهم ، من أسلم منهم ، أو أقام على دينه ، ومن خالف هذه الوصية فقد خالف الله ورسوله ، وعليه اللّعنة إلى يوم الدين ، ومن أكرمهم فقد أكرمني ، وله من الله الثواب ، ومن آذاهم فقد آذاني ، وأنا خصيمه يوم القيامة ، جزاؤه جهنم (١) ، وبرئت منه ذمتي والسلام عليكم.

وكتب علي بن أبي طالب بأمر رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في رجب سنة تسع من الهجرة ، وحضر أبو بكر وعمر (٢) وعثمان (٣) وطلحة (٤) والزبير (٥) وعبد الرحمن وسعد وسعيد وسلمان وأبو ذر وعمار وصهيب وبلال

__________________

(١) في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٣ بزيادة (نار).

(٢) علي وأبو بكر وعمر تقدموا جميعا في ح ١٣ في ترجمة سلمان.

(٣) عثمان : هو ابن عفان أحد السابقين الأولين ، ذو النورين ، ثالث الخلفاء الراشدين ، أحد العشرة المبشرة ، استشهد في ذي الحجة سنة ٣٥ ه‍ ، وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة.

انظر «الإصابة» ٢ / ٤٦٢ ، «والتقريب» ص ٢٣٥.

(٤) وطلحة : هو ابن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب التيمي ، أبو محمد المدني ، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، استشهد يوم الجمل سنة ٣٦ ه‍ ، وهو ابن ثلاث وستين.

انظر «الإصابة» ٢ / ٢٢٩ ، «والتقريب» ص ١٥٧.

(٥) والزبير : هو ابن العوام تقدم في المقدمة عند فتوح أصبهان.

تراجم الأعلام :

عبد الرحمن : هو ابن عوف تقدم في ت ٣ ح ١٣.

وسعد : هو ابن مالك بن أهيب القرشي الزهري ، أبو إسحاق بن أبي وقاص ، أحد العشرة وآخرهم موتا ، وكان أول من رمى بسهم في سبيل الله. مات سنة ٥٥ ه‍ ، وقيل ثمان وخمسين.

انظر «الإصابة» ٢ / ٣٣.

وسعيد : هو ابن زيد بن عمرو بن نفيل ، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، أسلم قبل دخول رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ دار الأرقم ، وهاجر وشهد أحدا والمشاهد بعدها. مات سنة ٥٠ ه‍ ، وقيل : ٥١ ه‍. عاش بضعا وسبعين سنة. انظر المصدر السابق ٢ / ٤٦. سلمان هو المترجم له.

أبو ذر : تقدم في ح ١٣ قريبا.

وعمار : هو ابن ياسر بن عامر بن مالك العنسي ، أبو اليقظان ، كان من السابقين الأولين ، هو أبوه وكانوا ممن يعذّب في الله. هاجر إلى المدينة ، وشهد المشاهد كلها ، قتل مع علي بصفّين باتفاق سنة سبع وثلاثين عن ثلاث وتسعين. المصدر السابق ٢ / ٥١٢. ـ


والمقداد وجماعة أخر من المؤمنين.

حدثنا محمد بن حمزة ، قال : ثنا أحمد بن أبي خيثمة ، قال : أنا مصعب ابن عبد الله ، قال : سلمان الفارسي يكنى أبا عبد الله ، وهو من أهل رامهرمز من أهل أصبهان (١) ، من قرية يقال لها : جيّ ، وكان أبوه دهقان أرضه ، وكان على المجوسية ، ثم لحق بالنّصارى ، رغب عن المجوس ، ثم صار إلى المدينة ، وكان عبدا لرجل من اليهود ، فلما قدم النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مهاجرا إلى المدينة ، أتاه فأسلم ، وكاتب مولاه اليهودي ، فأعانه النبي ـ صلى

__________________

ـ وصهيب : هو ابن سنان بن مالك الرومي ، وكان من المستضعفين ممن يعذب في الله ، وهاجر إلى المدينة مع علي ، وشهد بدرا والمشاهد بعدها. مات سنة ٣٨ ه‍ ، عن سبعين سنة.

انظر المصدر السابق ٢ / ١٩٥.

بلال : هو مولى أبي بكر ، والمقداد : هو ابن الأسود تقدما في ح ١٣.

مرتبة السند والحديث وتخريجه :

سنده منقطع ، وثانيا ركاكة لفظه ، وأنّ التاريخ بالهجرة لم يكن مستعملا في عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأول من أرّخ بها عمر رضي‌الله‌عنه ـ مما يدل على عدم صحته ، وأخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٢ ـ ٥٣ بسنده عن أبي علي الحسين بن محمد بن عمرو الوثابي ، يقول : رأيت هذا السجل ـ يعني عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لسلمان الفارسي بشيراز عند سبط لغسان الحديث.

تراجم الرواة :

محمد بن حمزة : هو ابن عمارة ، أبو عبيد الله. كان من أهل الفقه والحديث ، وقال أبو الشيخ : «كتب وصنف ، وسمعنا منه حديثا كثيرا ، توفي سنة ٣٢١ ه‍. انظر «الطبقات» ٢٠٤ / ٣ ، «وأخبار أصبهان» ٢ / ٢٦٩. أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب الحافظ الحجة ، الإمام أبو بكر. ثقة مأمون. مات في جمادى سنة ٢٧٩ ه‍. انظر «تذكرة الحفاظ» ٢ / ٥٩٦.

ومصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت الأسدي ، أبو عبد الله الزبيري المدني. ثقة ثبت.

توفي سنة ست وثلاثين ومائتين ، وهو ابن ثمانين سنة. انظر «التهذيب» ١٠ / ١٦٢. سنده منقطع.

وأخرج الحاكم في المستدرك ٣ / ٥٩٨ بسنده عن مصعب بن عبد الله ، فذكر كنيته ، وقال : كان ولاؤه لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «سلمان منّا أهل البيت» ، سنده أيضا منقطع.

(١) يعني باعتبارين : ولادة ونشأة ، وأصلا كما تقدم.


الله عليه وسلم ـ والمسلمون حتى عتق ، وتوفي في ولاية عثمان بن عفان بالمدائن (١).

حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس قال : ثنا سهل بن عثمان قال : ثنا ابن أبي زائدة ، عن إسرائيل ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي البختري قال (٢) : غزا سلمان فقال : دعوني أدعوهم ، كما سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ دعا أهل الشرك ، فقال لهم : إنما كنت رجلا منكم ، فهداني الله ، فإن أنتم أسلمتم ، كان لكم ما لنا ، وعليكم ما علينا ، وإن أبيتم ، تركتكم على دينكم ،

__________________

(١) سنة ثلاث وثلاثين ، وقبر هناك كما ذكر قريبا قبل صفحات.

(٢) في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٦ بزيادة (لما) غزا.

تراجم الرواة : عبد الله بن محمد : هو أبو محمد السلمي. توفي سنة ٢٩٦ ه‍. صاحب أصول. انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٦٢ ، ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٠٦ / ٢.

وسهل بن عثمان سيأتي بترجمة رقم ١٢٤. وقال الذهبي : ثقة. وقال أبو حاتم : «صدوق».

وابن أبي زائدة هو : يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهمداني ـ بسكون الميم ـ أبو سعيد الكوفي. ثقة ، متقن. مات سنة بضع وثمانين ومائة ، وله ٩٣ سنة.

انظر «التهذيب» ١١ / ٢٠٨ ، «والتقريب» ص ٣٧٥.

إسرائيل هو ابن يونس السبيعي. تقدم في ت ٢ ح ٣ ، وهو ثقة.

وعطاء بن السائب بن مالك الثقفي الكوفي صدوق ، سيأتي بترجمة رقم ٤٢.

وأبو البختري : هو سعيد بن فيروز. تقدم في ت ٣ بعد ح ٧ ، وهو ثقة ثبت.

مرتبة السند والحديث وتخريجه : في سنده عبد الله بن محمد ، لم أعرفه ، وعطاء صدوق ، تغير بأخرة ، وبقية رجاله ثقات.

أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٥ به مثله ، وقال : رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، وساقه بسنده عن عطاء به ، وفي «الحلية» ١ / ١٨٩ به نحوه ، وقال في آخره : ورواه حمّاد ، وجرير ، وإسرائيل ، وعلي بن عاصم عن عطاء نحوه ، وأحمد في مسنده ٥ / ٤٤٠ و ٤٤١ و ٤٤٥ بطرق ثلاثة ، عن عطاء به ، وزاد في الطريقين : أنه كان يفعل بهم ذلك ثلاثة أيام ، فلما كان اليوم الرابع غدا الناس إليها ففتحوها ، وفي الطريق الثالث أتم منه ومما عند المؤلف.


وأعطيتم الجزية عن يد وأنتم صاغرون ، وإن أبيتم نابذتكم على سواء ، إن الله لا يحب الخائنين.

رواه زائدة عن عطاء ، فقال فيه : قالوا : ما الجزية؟ قال : «درم (١) وخاكت بسر».

__________________

(١) في أ ـ ه ، جلب ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل ومن المصدر السابق لأبي نعيم ، ومعنى الجملة «أن الجزية درهم يؤخذ مع ذلّتك ، وعلى رأسك التراب».


(٤ ١ / ٤ ع ذكر أبي (١) موسى الأشعري (*)):

عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب (٢) بن عامر بن عنز (٣) بن بكر بن عامر بن عذر (٤) بن وائل بن (ناجية) (٥) بن الجماهر (٦) بن الأشعر (٧).

__________________

(*) له ترجمة في «الطبقات» ٢ / ٣٤٤ و ٤ / ١٠٥ و ٦ / ١٦ لابن سعد ، وفي «طبقات خليفة» ٦٨ ، ١٨٢ ، وفي «الثقات» ٣ / ٢٢٣ لابن حبان ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٥٧ ، وفي «الحلية» ١ / ٢٥٦ ، وابن حزم في «الجمهرة» ص ٣٩٧ ، وابن عبد البر في «الاستيعاب» ٢ / ٣٧١ ، وابن الجوزي في «صفة الصفوة» ١ / ٢٢٥ ، والذهبي في «تاريخ الإسلام» ٢ / ٢٥٥ ، وفي «سير النبلاء» ٢ / ٣٨٠ ، وفي «تذكرة الحفاظ» ١ / ٢٣ ، وفي «غاية النهاية» ١ / ٤٤٢ للجزري ، وفي «الإصابة» ٢ / ٣٧١ ، وفي «التهذيب» ٥ / ٣٦٢ ، وفي «الأعلام» ٤ / ٢٥٤ للزركلي.

(١) في الأصل : (أبو) ، والتصويب من أ ـ ه ، ومن مقتضى القواعد.

(٢) في المستدرك ٣ / ٤٦٤ : (حريث) ، والصواب ما أثبته. انظر مصادر ترجمته.

(٣) هكذا في النسختين : (عنز) ، وكذا عند ابن سعد في «الطبقات» ٤ / ١٠٥ ، وعند ابن حجر في «التهذيب» ٥ / ٣٦٢ ، وجاء عند خليفة في «الطبقات» ص ٦٨ و ١٨٢ : (غنم) ، وهكذا عند ابن حزم في «الجمهرة» ص ٣٩٧ ، وعند ابن حجر في «الإصابة» ٢ / ٣٥٩ ، وجاء في «المستدرك» : (عدب) ، وعند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٧ (عتر) ؛ وهو تصحيف ؛ لأنه عزاه إلى خليفة ، وهو مخالف لما عنده.

(٤) وجاء في الطبقات ١٨٢ لخليفة (غزي) ، وفي الجمهرة ص ٣٩٧ (عدي) ، والصواب ما أثبته من النسختين ، وهكذا جاء في «طبقات خليفة» ص ٦٨ ، «وطبقات» ابن سعد ٤ / ١٠٥ ، «وأخبار أصبهان» ، و «التهذيب» ٥ / ٣٦٢ ، «والمستدرك» ٣ / ٤٦٤. والله أعلم.

(٥) بين الحاجزين من المصادر السابقة.

(٦) في المستدرك : (المهاجر) ، والصواب ما أثبته من المصادر السابقة.

(٧) في الأصل : الأشعري ، والتصويب من أ ـ ه ، ومن المصادر السابقة.

تراجم الرواة :

عمر بن أحمد بن إسحاق ، أبو حفص الأهوازي : أحد رواة الطبقات عن خليفة بن خياط ، ـ


حدثنا بنسبه عمر بن أحمد بن إسحاق قال : ثنا شباب. توفي (١) سنة أربع وأربعين.

قدم على النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بخيبر (٢) مع سفينة (٣) جعفر بن أبي طالب (٤).

وقيل : له ابن بأصبهان ، يقال : إن اسمه موسى (٥) ، قتل بفتح جاورسان (٦).

__________________

ـ وذكر المحقق للطبقات ـ أكرم ضياء العمري ، أنه لم يعثر على ترجمة له ، وكذا بحثت عنه ، فلم أقف على ترجمته. وشباب هو خليفة بن خياط العصفري ، أبو عمرو البصري الملقب بالشباب ، صاحب كتاب «الطبقات والتاريخ» ، وكان متقنا عالما بأيام الناس وأنسابهم ، صدوقا ربما أخطأ. انظر «التهذيب» ٣ / ١٦٠ ، «والتقريب» ص ٩٤.

(١) زاد أبو نعيم بعد شباب ، (قال) : توفي مما يدل أن الجملة بعده من قوله ، ولكن ليس في المخطوطة (قال) : وترك بعد شباب خلاء بقدر كلمة ـ كفاصلة ـ ، مما يدل أنه مستقل ، ومما يؤيد ذلك أن الشباب ذكر تاريخ وفاته في «الطبقات» ص ٦٨ ، وفي «التاريخ» ص ٢١١ ، خلاف المذكور هنا ، فقال : توفي سنة خمسين ، ويقال : إحدى وخمسين. وفي «التهذيب» ٥ / ٣٦٣ : قال أبو عبيدة وغيره : مات سنة ٤٢ ، وقال ابن أبي خيثمة عن المدائني : سنة ٦٣ ه‍.

(٢) في أ ـ ه : (بخبر) ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل ، وهي مدينة على طريق الشام ، تبعد عن المدينة المنورة حوالي ١٧٠ كم.

(٣) في أ ـ ه ، (شقيقه) ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل ، وكذا في «الطبقات» ٤ / ١٠٥ و ١٠٦ لابن سعد ، و «الإصابة» ٢ / ٢٥٩ ، يعني أنه كان مرافقا معه في السفينة ، كما في المصدرين السابقين.

(٤) جعفر : هو ابن أبي طالب الهاشمي ، ذو الجناحين ، الصحابي الجليل ، ابن عم رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، استشهد في غزوة موتة سنة ثمان من الهجرة. انظر «التقريب» ص ٥٦.

(٥) ترجم له أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٠. فقال : المستشهد بأصبهان ...

(٦) هي قرية كبيرة قديمة كان بها حصن فتحه أبو موسى الأشعري ، وذكر ياقوت الحموي أنه كان به والد أبي موسى الأشعري ، فقتل هناك شهيدا ، وقبره بهذه القرية. انظر «معجم البلدان» ٤ / ٤١٨ ، قلت : لعل هذا خطأ من الناسخ ، إنما الشهيد هناك ولده ، لا والده ، كما ذكر أبو الشيخ وأبو نعيم. ـ


رواه محمد بن عاصم بن يحيى عن يسار بن سمير قال : حدثني عتاب (١) ابن زهير بن ثعلبة ، قال : حدثني مرداس بن نمير عن أبيه ، قال :

كنت من حرس عبد الله بن قيس حين قدم أصبهان ، فقام على شرف الحصن علج (٢) ، فرمى ابنه بسهم ، فغرز السهم في عجزه (٣) ، فاستشهد وهو ساجد ، وجزع عليه أبوه جزعا شديدا ، حتى أغمي عليه ، فأفاق وظفرنا بالعلج فقتلناه ، ثم نزع عن ابنه الخف ، وصلى عليه ، ودفنه بكلمه (٤) وثيابه ، وسوى قبره ، ووكّل به جماعة يحفظون قبره حتى يأتيهم أمره.

قال مرداس بن نمير (٥) عن أبيه ، قال : كنت ممن حرس أبا موسى حين قدم أصبهان في موضع فيه ماء وأشجار على شط وادي (٦) ، فكنا نحرس العسكر

__________________

ـ تراجم الرواة :

محمد بن عاصم : هو أبو عبد الله ، كاتب القاضي ، صنف كتبا كثيرة ، توفي سنة تسع وتسعين ومائتين ، ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٣١ / ٣ ، وانظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٣٣.

ويسار بن سمير بن يسار العجلي ، سيأتي بترجمة رقم ٢٢٦ ، وكان من العبّاد الزّهاد.

عتاب بن زهير بن ثعلبة ، لم أعثر على ترجمة له مرداس بن نمير ، لم أعثر على ترجمة له.

ونمير بالتصغير : ـ هو ابن أوس الأشعري ، قاضي دمشق ، روى عن أبي موسى ، وعنه ابنه الوليد. ثقة. قال ابن حجر : ولا يصح له صحبة عندي. مات سنة ١٢٢ ه‍ ، وقيل قبلها.

انظر «التهذيب» ١٠ / ٤٧٥ «والتقريب» ص ٣٦٠.

في سنده من لم أعرفه ، وأيضا لم يصرّح أبو الشيخ سماعه عن محمد بن عاصم ، إنما قال : رواه محمد بن عاصم ، فلعله رآه في كتابه أو منقطع. والله أعلم. ومن طريقه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦١ مثله ، قلت : أورده المؤلف بقوله : (قيل له ابن ...) ، ثم عقبه بقوله : رواه محمد بن عاصم ، مما يدل على أنه لم يثبت عنده هذا الخبر. والله أعلم.

(١) في الأصل هكذا : (عاب) مهمل ، وما أثبته من أ ـ ه ، ومن «أخبار أصبهان» ١ / ٦١.

(٢) العجز : مثلثة العين ، مؤخر الشيء ويؤنث ، انظر «القاموس» ٣ / ١٨٠.

(٣) والعلج : بوزن العجل : الرجل من كفار العجم ، والجمع علوج وأعلاج. المصدر السابق ١ / ٢٠٠.

(٤) الكلم : يجمع على كلوم وكلام : وهو الجرح. المصدر السابق ٤ / ١٧٢.

(٥) في النسختين (زهير) ، والصواب ما أثبته كما تقدم ، وكذا عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦١.

(٦) في النسختين هكذا ، وعند أبي نعيم في المصدر السابق : (واد) ، ويصح الاثنان.


في كل ليلة مائة نفس فرسان ورجالة (١).

(١٦) حدثنا أحمد بن علي بن الجارود ، قال : ثنا أبو سعيد الأشجّ ، قال : ثنا حفص بن غياث ، عن بريد بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن أبي موسى ، قال : قدمنا على النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ زمن خيبر ، ونفر من الأشعريين بعدما افتتحها بثلاث ، فأسهم لهم مع الذين فتحوها.

__________________

(١) في أ ـ ه (رجال) ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن المصدر السابق لأبي نعيم ، ورجالة جمع راجل الذي ما عنده ظهر يركبه. انظر «القاموس» ٣ / ٣٨١.

تراجم الرواة :

أحمد بن علي بن الجارود. قال الذهبي : «الإمام الحافظ أبو جعفر الأصبهاني ، الرحال المصنف ، روى عنه أبو الشيخ ، توفي سنة تسع وتسعين ومائتين». وقال أبو الشيخ : من كبار مشايخنا ممن صنف المسند والشيوخ ، وعني به من الحفاظ ومن أهل المعرفة ، وممن عني بالحديث. انظر «التذكرة» ٢ / ٧٥١ ، «والطبقات» ٢ / ٢٤٧ للمؤلف ، وقال أبو نعيم : علّامة بالحديث ، متقن ، صحيح الكتابة. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ١١٧.

أبو سعيد الأشج : هو عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي الكوفي. ثقة ، مات سنة سبع وخمسين ومائتين. انظر «التهذيب» ٥ / ٢٣٦ ، «والتقريب» ص ١٧٥.

حفص بن غياث : هو ابن طلق النخعي ، أبو عمرو الكوفي. قال ابن سعد : كان ثقة مأمونا ، كثير الحديث ، وقال ابن حجر : ثقة ، فقيه ، تغير حفظه قليلا في الآخر. مات سنة ١٩٦ ه‍. قارب الثمانين. انظر المصدرين السابقين ٢ / ٤١٥ و ٧٨.

بريد ـ بموحدة وراء مصغرا ـ : هو ابن عبد الله بن أبي بردة الأشعري الكوفي. ثقة ، يخطىء قليلا من السادسة. انظر المصدرين السابقين ١ / ٤٣٢ وص ٤٣.

وأبو بردة : هو عامر ، وقيل : الحارث بن أبي موسى. ثقة ، مات سنة ١٠٤ ه‍ ، وقيل : غير ذلك ، وقد جاوز الثمانين ، انظر «التقريب» ص ٣٩٤.

مرتبة السند والحديث وتخريجه :

رجاله ثقات ، والحديث صحيح ؛ فقد أخرجه ابن سعد في «الطبقات» ٤ / ١٠٦ ، عن أبي موسى ، أتمّ منه نحوه ، ولكن سنده منقطع ، حيث قال : أخبرت عن أبي أسامة ـ حماد بن أسامة ابن زيد القرشي ـ وروى بسند متصل عن الواقدي ـ وهو متروك في الحديث ، وعمدة في الأخبار ـ عن أبي بكر بن أبي الجهم ـ وفيه أنه أسلم بمكة قديما ، ثم رجع إلى بلاد قومه ، فلم يزل بها حتى قدم هو وناس من الأشعريين على رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فوافق قدومهم قدوم ـ


ذكر صلاة أبي موسى بأصبهان :

حدثنا أحمد بن جعفر الجمال الرازي (١) ، قال : ثنا محمد بن مقاتل (٢) ، قال : ثنا حكام (٣) ، عن أبي جعفر الرازي ، عن قتادة ، عن أبي العالية ، قال : صلى بنا أبو موسى الأشعري بأصبهان صلاة الخوف ، وما كان كثير خوف ؛ ليرينا صلاة رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، فقام وكبر ، (وكبر) (٤) معه طائفة من القوم ، وطائفة بإزاء العدو ، وعليهم السلاح (٥) ، فصلى بهم ركعة وانصرفوا ،

__________________

ـ أهل السفينتين : جعفر وأصحابه من أرض الحبشة ، ووافقوا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بخيبر.

(١) في النسختين : (الدارمي) ، والتصويب من «اللّباب» ١ / ٢٩١.

(٢) زاد أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٩ : (الرازي).

(٣) في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٩ : (ابن سلم).

(٤) بين الحاجزين من المصدر السابق.

(٥) في أ ـ ه : السلام ، وهو تحريف ، والتصويب من الأصل ، ومن المصدر السابق.

تراجم الرواة :

أحمد بن جعفر بن نصر الجمال الرازي ، أبو العباس كذا ذكره في «اللباب» ١ / ٢٩١ ، وكذا السمعاني في «الأنساب» ق ١٣٤.

محمد بن مقاتل الرازي ، تكلّم فيه ولم يترك ، وقال ابن حجر : ضعيف من الحادية عشرة.

انظر «الميزان» ٤ / ٤٧ ، «والتهذيب» ٩ / ٤٦٩ ، «والتقريب» ص ٣١٩.

حكام ـ بفتح أوله والتشديد ، ـ ابن سلم ـ بسكون اللام ـ : أبو عبد الرحمن الرازي الكناني ـ بنونين ـ ثقة ، له غرائب. مات سنة تسعين ومائة. انظر «التهذيب» ٢ / ٤٢٢ ، «والتقريب» ص ٧٩.

أبو جعفر الرازي : هو عيسى بن أبي عيسى ، عبد الله بن ماهان ، مشهور بكنيته ، وثّقه أبو حاتم ، وابن المديني ، وابن معين مرة ، وقال مرة أخرى : صالح ، يكتب حديثه. قال النسائي والعجلي : ليس بالقوي ، قال ابن حجر : صدوق ، سيء الحفظ خصوصا عن مغيرة ، المصدرين السابقين ١٢ / ٥٦ و ٣٨١.

قتادة : هو ابن دعامة السدوسي. تقدم في ت ٣ بعيد ح ١٢ ، وهو ثقة. وأبو العالية : هو رفيع بن مهران. سيأتي بترجمة رقم ٢١ ، حيث ترجم له المؤلف ، وهو ثقة كثير الإرسال.


فقاموا مقام إخوانهم ، فجاءت الطائفة الأخرى ، فصلى بهم الركعة الأخرى ، ثمّ سلم ، فصلى كل قوم الركعة الباقية عليهم وحدانا.

حدثنا الفتح بن إدريس (١) ، قال : ثنا حميد بن مسعدة ، قال : ثنا يزيد بن زريع عن سعيد ، عن قتادة ، عن أبي العالية الريّاحي ، أن أبا موسى الأشعري ، وهو بالدار (٢) من أصبهان صلى بهم صلاة الخوف ، وما بهم يومئذ من كبير خوف ، ولكن أحب أن يعلمهم (٣) سنته وصلاته ، فصفهم صفين ، فتمت للإمام ركعتان في جماعة ، وللناس ركعة ركعة.

__________________

مرتبة الاسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده أحمد بن جعفر الجمال. لم أعرفه ، ومحمد بن مقاتل ، ضعيف ، فهو ضعيف به ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٩ من طريق المؤلف به ، وبسنده عن محمد ابن مقاتل مثله ، ولكن الحديث يكون حسنا بأسانيده الأخرى ، وأخرجه المؤلف بسند آخر ، سيأتي تخريجه قريبا بعد هذا الحديث ـ إن شاء الله تعالى. وأخرجه البيهقي أيضا في «سننه» ٣ / ٢٥٢ ، عن شيخه أبي بكر بن الحارث الفقيه ، عن المؤلف ـ أبي الشيخ ـ به مثله.

(١) في أ ـ ه : (البرنسي) ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن مصادر ترجمته.

(٢) جاء في «تاريخ خليفة» ص ١٣٩ : (دارا) ، فقال خليفة : ودارا من أرض الجزيرة بينها وبين نصيبين فراسخ ، «وعند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٩ كما هنا في موضع ، وفي آخر (دارك) ، ودارك ـ بعد الراء كاف ـ من قرى أصبهان» ، «كما في «معجم البلدان» ٢ / ٤٢٣ ، فلعله يحذف الكاف أحيانا ، ويقال : الدار ، ويحتمل أن أبا موسى صلى الخوف في دارا ، وفي الدار. والله أعلم.

(٣) في «أخبار أصبهان» ، وفي «المجمع» ٢ / ١٩٧ : يعلمهم (دينهم و) سنة (نبيهم).

تراجم الرواة :

الفتح بن إدريس : ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٤٦ / ٣. هذا ، وقال : يروي عن الرّمانيّ ، محمد بن يحيى ، وحميد بن مسعدة ، وأخرج إلينا أصوله العتيق ، وكذا أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٥٧ ، وقال : توفي في محرم سنة ٣١٥ ه‍ ، وسكت عنه.

وحميد بن مسعدة ، سيأتي بترجمة رقم ١٤٩ ، حيث ترجم له المؤلف ، وهو صدوق.

يزيد بن زريع ـ بتقديم الزاي مصغرا ـ : هو أبو معاوية التميمي ، البصري ، الحافظ ، ثقة ثبت. مات سنة ١٨٢ ه‍.

انظر «التهذيب» ١١ / ٣٢٥ ، «والتقريب» ص ٣٨٢. ـ


ذكر ما حدث بأصبهان بعد افتتاحه

(١٧) حدثنا الحسن بن علي بن يونس ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا أبو حرة وابن فضالة ، عن الحسن ، عن أسيد ـ أحسبه (١) ـ

__________________

ـ وسعيد : هو ابن أبي عروبة ، مهران ، أبو النّصر ، الإمام الحافظ ، أحد الأعلام ، ثقة ، له تصانيف ، لكنه كثير التدليس ، وكان من أثبت الناس في قتادة. مات سنة ٦ أو ١٥٧ ه‍. انظر «التذكرة» ١ / ١٧٧ للذهبي ، «والتهذيب» ٤ / ٦٣.

قتادة وأبو العالية ، تقدما في السند قبله.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده الفتح بن إدريس ، ولم أعرف حاله ، وبقية رجاله ثقات ، سوى حميد ، وهو صدوق ، وسعيد ثقة مدلس ، وقد عنعن ، ولا يضر ذلك ، وهو من أثبت الناس في قتادة ، وقد تابعه عنه أبو عوانة ، وسليمان التيمي ، وأبو جعفر الرازي ، وهم ثقات عند أبي نعيم وغيره ، فلا يقل الحديث عن درجة الحسن بطرقه ، وقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٨ و ٥٩ بطريقين : أحدهما عن أبي محمد بن حيان ، ولكن بغير الإسناد الذي عندنا ، وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في «مسنده» ، كما في «المطالب» ١ / ١٨٢ ، وقال ابن حجر : «فيه انقطاع» ، وفي «مصنفه» ٢ / ٤٦٢ ، وقال البوصيري : كما نقل محقق «المطالب» رجاله ثقات إلا أنه منقطع ، وأخرجه خليفه في «تاريخه» ص ١٣٩ باختصار عن معاذ بن هشام ، عن أبيه ، عن قتادة ، عن يونس بن جبير ، أن أبا موسى صلى بدارا صلاة الخوف ، وأخرجه الطبراني في «الكبير» و «الأوسط» كما في «المجمع» ٢ / ١٩٧ ، وقال الهيثمي : ورجال الكبير رجال الصحيح.

(١) في أ ـ ه أمية ، وهو تصحيف.

تراجم الرواة :

الحسن بن علي بن يونس بن أبان التميمي ، أبو علي ، قال أبو الشيخ : كان شيخا فاضلا ، يحدث عن أبيه ، وعن رستة ، قال أبو نعيم : توفي سنة ثمان وثلاثمائة. انظر «الطبقات» ٢٥٥ / ٣ ، و «أخبار أصبهان» ١ / ٢٦٥.

وأبوه : علي بن يونس التميمي ، سيأتي بترجمة ٢٢٣ ، ثقة.

وأبو داود : هو الطيالسي ، سيأتي بترجمة ٩٣ ، وهو ثقة حافظ.

أبو حرّة ـ بضم المهملة وتشديد الراء ـ هو واصل بن عبد الرحمن البصري ، صدوق عابد ، وكان يدلس عن الحسن ، مات سنة ١٥٢ ه‍. انظر «التهذيب» ١١ / ١٠٤ ، «والتقريب» ص ٣٦٨.

وابن فضالة ـ بفتح الفاء وتخفيف المعجمة ـ هو مبارك بن فضالة ، أبو فضالة البصري ، سيأتي ـ حيث ترجم له المؤلف ـ بترجمة ٥٤ ، صدوق ، يدلس ويسوي. ـ


ابن المتشمّس قال : أفلنا مع أبي موسى الأشعري من أصبهان حين افتتحناها ، فنزلنا منزلا ، فإذا بعقيلة جارية أم ولد أبي موسى ، فقال : ألا رجل يقوم فينزل كنته (١) ، فقمت فأنزلتها ، ورجعت إلى مجلسي ، فقال الأشعري :

ألا أحدثكم (٢) حديثا حدثنا محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ؟ قلنا (٣) : بلى ـ يرحمك الله ـ فقال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : إن بين يدي الساعة الهرج ، قلنا : وما الهرج؟ قال : القتل ، قلنا للأشعري : أكثر مما نقتل. فوالله إنّا لنقتل (٤) في السنة أكثر من مائة ألف من المشركين. [فقال : إنه ليس بقتلكم المشركين](٥) ، ولكنه قتل يكون بينكم معشر الإسلام ، حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه ، ويقتل أخاه ، قال : فأبلسنا (٦) ، حتى ما منا أحد يبدي عن واضحة (٧). قال : وجعل بعضنا ينظر في وجوه بعض من المودة التي بيننا يومئذ ، إن الرجل ليفارق أخاه فيطول عليه ليلة حتى يلقاه ، لو لا أنه يستحي من الناس للثمه (٨). قال : وعلمنا أن صاحبنا لم يكذبنا قلنا : وفينا كتاب الله؟ قال : نعم ، وفيكم كتاب الله ، قلنا : واحدة نسألك عنها؟ أخبرنا عن عقولنا

__________________

ـ والحسن : هو ابن أبي الحسن البصري. تقدم في ح ٧ ، وهو ثقة.

وأسيد ـ بفتح الهمزة ـ ابن المتشمّس ـ بضم الميم ، وفتح المثناة والمعجمة ، وتشديد الميم المكسورة بعدها مهملة ـ ترجم له المؤلف ، وسيأتي برقم ت ١٨ ، وهو ثقة.

(١) الكنّة : بالفتح ـ امرأة الابن أو الأخ ، والجمع كنائن. انظر «لسان العرب» ١٣ / ٣٦٢.

(٢) في الأصل : (أحدكم) ، والتصويب من أ ـ ه.

(٣) في أ ـ ه : (فقلنا).

(٤) في أ ـ ه : (بالتقتيل) ، والصواب : ما أثبته من الأصل.

(٥) بين القوسين من الأصل.

(٦) الإبلاس : الحيرة ، والمبلس : الساكت من الحزن أو الخوف. انظر «النهاية» ١ / ١٥٢ لابن الأثير.

(٧) الوضح : البياض من كل شيء. وورد في الحديث ، عن ابن عمر : «صوموا من الوضح إلى الوضح ـ يعني من الضوء إلى الضوء ـ منه» أمره بصوم الأواضح ، أي الأيام البيض ، جمع واضحة ، والمقصود هنا أنهم امتنعوا عن الكلام بإطباق شفاههم واجمعين.

انظر المصدر السابق ٥ / ١٩٥.

(٨) واللثم : القبلة ، لثمها ولثمها لثما ، قبلها. انظر «لسان العرب» ١٢ / ٥٣٤.


اليوم ، أهي معنا يومئذ؟ قال : لا. إنه تنزع عقول عامة أهل الأرض ذلكم الزمان ، ويخلف (١) له هباء (٢) من الناس ، يرى أكثرهم أنهم على شيء ، وايم الله ، لقد خشيت أن يدركني وإياكم. فإن أدركني وإياكم ، ما لنا مخرج فيها ، عهد إلينا نبينا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إلا أن نخرج منها كما ولجنا فيها.

قال الحسن : يعني سالمين.

(١٨) حدثنا أبو يعلى ، قال : ثنا عبد الواحد بن غياث ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن الحسن ، قال : حدث أبو موسى ، وهو بالدار (٣)

__________________

(١) في أ ـ ه : ويحلف له ههنا الناس ، وهو تصحيف ، والتصويب من الأصل ، ومن «سنن ابن ماجة» و «مسند أحمد». انظر تخريجه.

(٢) زاد ابن ماجه : (لا عقول لهم).

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده عدد من المدلسين ، وقد عنعنوا. وأخرجه ابن ماجه في «سننه» ٢ / ١٣٠٩ ح ٣٩٥٩ ، من طريق محمد بن بشار. قال : ثنا محمد بن جعفر ، ثنا عوف ، عن الحسن ، ثنا أسيد بن المتشمس ، قال : ثنا أبو موسى ، قال : ثنا رسول الله ، فذكر الحديث ، وليس فيه أول القصة ، وليس فيه تحديد مائة ألف ، بل عنده : أنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا ، وزاد في آخره : (ذا قرابته) ، فزالت شبهة التدليس عن أسيد ، حيث صرح بالتحديث ، ورجاله ثقات ، وكذا أحمد في «مسنده» ٤ / ٣٩١ ، بلفظ قريب من لفظ المؤلف.

قلت : أصل الحديث المرفوع بدون الزيادة في أوله وآخره متفق عليه ، من غير هذا الإسناد من حديث أبي موسى ، وابن مسعود ، وأبي هريرة أيضا ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ١٠ / ٤٥٦ و ١٣ / ١٣ في كتابي العلم والفتن ، باب ظهور الفتن ، ومسلم في «صحيحه» ١٦ / ٢٢١ ـ ٢٢٣ مع النووي العلم ، وأبو داود في «سننه» ٤ / ٤٥٤ الفتن ، باب ذكر الفتن ودلائلها ، عن أبي هريرة مرفوعا نحوه ، والترمذي في «سننه» الفتن ، باب في الهرج ح ٢٢٠٠ ، عن أبي موسى ، وقال : صحيح ، وابن ماجه بحديث ٤٠٥٠ و ٤٠٥١ ، عن أبي موسى ، وابن مسعود ، وأحمد في «مسنده» ١ / ٣٨٩ و ٤٥٠ ، عن أبي موسى وعبد الله بن مسعود في ٢ / ٢٥٧ ، ومواضع عن أبي هريرة ، وفي ٤ / ٣٩١ و ٣٩٢ و ٤٠٥ و ٤٠٦ و ٤١٤ ، عن أبي موسى ، ولفظ البخاري : (إن بين يدي الساعة لأيّاما ، ينزل فيها الجهل ، ويرفع فيها العلم ، ويكثر فيها الهرج. والهرج : القتل).

(٣) في النسختين : (بالري) ، والتصويب مما سبق ، ومما يوضح تصحيفه أن الري ليست بأصبهان ، ـ


بأصبهان ، عن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فذكر نحوه.

حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، قال : ثنا سعيد بن أبي زيدون ، قال : ثنا آدم ، قال : ثنا مبارك بن فضالة ، عن الحسن ، قال : غزونا مع أبي موسى إلى أصبهان.

__________________

ـ وهي قرب العاصمة طهران ، وتابعة لها ببعد ثلاثة أميال تقريبا منها ، والمسافة بين العاصمة وأصبهان ٤١٤ كم ، والذي يبدو لي أن الدار أو الدارك ، مكان واحد على بعد فرسخ من أصبهان ، كما سيأتي في ترجمة ٨.

تراجم الرواة :

أبو يعلى : هو أحمد بن علي بن المثنى ، تقدم في ح ٥ ت ٣ ، وهو حافظ ثقة.

وعبد الواحد بن غياث بمعجمة ومثلثة ـ البصري ، أبو بحر الصيرفي ، صدوق. مات سنة ٢٤٠ ه‍. انظر «التهذيب» ٦ / ٤٣٨ ، «والتقريب» ص ٣٦٩.

أبو عوانة ـ بفتح أوله وثانيه ـ : هو الوضاح ـ بتشديد المعجمة ، ثم مهملة ـ ابن عبد الله اليشكري ـ بالمعجمة ـ الواسطي البزار ، مشهور بكنيته ، ثقة ، ثبت. مات سنة خمس أو ست وسبعين ومائة ، انظر المصدرين السابقين ١١ / ١١٦ و ٣٦٩.

قتادة : هو ابن دعامة السدوسي. تقدم في ت ٣ بعد ح ١٢.

والحسن : هو البصري ، تقدم في السند قبله.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

منقطع ، حيث قال الحسن : حدث أبو موسى ، والحسن معروف بالإرسال ، وقد صرح ابن المديني أن الحسن لم يسمع من أبي موسى ، بل قال أبو حاتم وأبو زرعة : لم يره ـ كما في «التهذيب» ٢ / ٢٦٧ ، وقد جاء في الرواية قبله ذكر الواسطة الذي سمعه منه ، وهو أسيد. كذا جاء عند ابن ماجه.

تراجم الرواة :

إبراهيم بن محمد بن الحسن. تقدم في ت ٣ بعد ح ١٤ ، وكان فاضلا خيّرا.

وسعيد بن أبي زيدون ، تقدم في نفس الموضع ، ولم أعثر على ترجمة له.

وآدم : لعله ابن أبي إياس ، عبد الرحمن بن محمد ، إذا كان هو ، فهو ثقة. مات سنة ٢٢٠ ، أو آدم بن سليمان القرشي الكوفي ، وهو أيضا ثقة. روى عنه مسلم حديثا واحدا متابعة ، وليس فيهما ما يجزم أنه هو ، والله أعلم. انظر «التهذيب» ١ / ١٩٦.

ومبارك والحسن ، تقدما في السند قبله.

هذا السند أيضا منقطع حسب قول أبي حاتم وأبي زرعة ، وأيضا في سنده من لم أعرفه ، ومبارك مدلس ، وقد عنعن. ـ


(١٩) وحدثنا أبو حفص عمر بن عبد الرحمن السلمي ، قال : ثنا أبو الربيع الزهراني ، قال : ثنا الحارث بن عبيد الإيادي (١) ، عن أبي عمران الجوني قال : بينما أبو موسى مصافّ العدو بأصبهان ، فقال : سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف».

فقام إليه شاب قد خرق (٢) الظهور كميّ مباه ، فقال : كيف قلت؟ فأعاد عليه الحديث ، فالتفت إلى أصحابه ، فسلم عليهم ، ثم دخل تحتها.

__________________

ـ تراجم رواة ح ١٩ :

أبو حفص عمر بن عبد الرحمن السلمي ـ لم أعثر له على ترجمة.

أبو الربيع الزهراني : هو سليمان بن داود العتكي البصري ، نزيل بغداد. ثقة لم يتكلم أحد فيه بحجة ، مات سنة ٢٣٤ ه‍. انظر «التهذيب» ٤ / ١٩٠ ، و «التقريب» ص ١٣٣.

الحارث بن عبيد : هو أبو قدامة الإيادي البصري ، كان شيخا صالحا ، ممن كثر وهمه ، حتى خرج عن جملة من يحتج بهم إذا انفردوا ، وورد عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال : كان من شيوخنا ، وما رأيت إلّا خيرا ، وسئل ابن معين ، فقال : ضعيف. انظر «المجروحين» ١ / ٢٢٤ ، و «الميزان» ١ / ٤٣٨.

أبو عمران الجوني : تقدم في المقدمة في بداية فتح أصبهان ـ واسمه عبد الملك بن حبيب. ثقة.

(١) في أ ـ ه : (الإيامي) ، وهو خطأ ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن مصادر ترجمته.

(٢) في أ ـ ه : (قد حذف الطهور كمن ماه) وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في السند انقطاع ، حيث لم يسمعه الجوني عن أبي موسى ، إنما سمعه عن ابنه أبي بكر بن أبي موسى ، كما رواه مسلم والترمذي ، وسيأتي. وأيضا في إسناده من لم أعرفه ، والحارث بن عبيد ضعيف ، فلا يصح بهذا السند.

ولكن الجزء المرفوع من الحديث صحيح ، أخرجه الشيخان البخاري في «صحيحه» ٦ / ٣٧٤ و ٤٦٠ و ٤٩٥ (مع الفتح) الجهاد بسنده عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله ، أن عبد الله بن أبي أوفى كتب إليه ـ أي إلى عمر بن عبيد الله ـ فقرأته ـ وهو حديث طويل ، وفي آخره هذا الحديث ـ فقال : «واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف» ، وكذا مسلم في «صحيحه» ١٢ / ٤٦ مع النووي عن أبي النضر به ، وعن أبي عمران الجوني ، عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري به ، وكذا الترمذي في «سننه» ٤ / ١٨٦ به ، وقال : هذا حديث صحيح غريب لا ـ


ذكر أبناء أبي موسى الأشعري (١) :

وكان لأبي موسى الأشعري خمسة من البنين :

إبراهيم (٢) ، وأبو بردة (٣) ، وأبو بكر (٤) ، وموسى (٥) ، ومحمد (٦) ، بنو أبي موسى. وأبو بردة أكثرهم (٧) رواية عن أبي موسى ، وروى أبو بردة عن علي بن أبي طالب ، وابن عمر ، وعائشة ، ومعاوية.

فأما إبراهيم بن أبي موسى ، فروى عنه الشعبي وعمارة بن عمير.

__________________

ـ نعرفه إلّا من حديث جعفر بن سليمان الضبعي ، وهو عند أبي داود في «سننه» ٣ / ٩٥ الجهاد ، من طريق أبي النضر كما تقدم. هذا الحديث من الأحاديث التي تتبعها الدارقطني على الشيخين ، وصرح بصحته ، حيث قال في «التتبعات» ص ٤٢٦ بتحقيق مقبل بن هادي : «وأخرجا جميعا حديث موسى بن عقبة ، عن أبي النضر مولى عمر. قال : كتب إليه ابن أبي أوفى ... الخ. ثم قال : «هو صحيح حجة في جواز الإجازة والمكاتبة ، لأن أبا النضر لم يسمع من ابن أبي أوفى ، وإنما رواه في كتابه».

وقال النووي : وبه قال جماهير العلماء من أهل الحديث والأصول والفقه ، ومنعت طائفة الرواية بها ، وهذا غلط. انظر شرح النووي على «صحيح مسلم» ١٢ / ٤٧ ، «والإلماع» ص ٨٣ للقاضي عياض ، «والكفاية» للخطيب ٣١١ / ٣٣٤ ، «ومقدمة الفتح» ص ٣٦١.

(١) العنوان من عندي.

(٢) هو إبراهيم بن أبي موسى الأشعري ، له رؤية ـ وهو الذي حنكه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسماه إبراهيم ـ لم يثبت له سماع إلا من بعض الصحابة ، ووثقه العجلي ، مات في حدود السبعين. انظر «التهذيب» ١ / ١٣٥ ، و «التقريب» ص ٢١.

(٣) أبو بردة : هو عامر ، وقيل : الحارث. تقدم في ح ١٦ من ت ٤.

(٤) أبو بكر بن أبي موسى الأشعري : اسمه عمرو ، أو عامر ، ثقة. مات سنة ست ومائة. كان أسن من أخيه أبي بردة ، وقال ابن سعد : كان قليل الحديث يستضعف ... انظر «الطبقات» ٦ / ٢٦٩ ، «والتقريب» ص ٣٩٦.

(٥) موسى : تقدم في بداية ت ٤ ، وانظر المصدر السابق لابن سعد.

(٦) محمد بن أبي موسى : ذكره ابن حبان في «الثقات» ، وذكر البخاري ثلاثة أشخاص بهذا الاسم ، وقال الحافظ ابن حجر : مستور من الرابعة.

انظر «التاريخ الكبير» ١ / ٢٣٦ ، «والتهذيب» ٩ / ٤٨٣ ، «والتقريب» ص ٣٢١.

(٧) في الأصل : (أكبرهم) ، والتصويب من أ ـ ه ، ومن «أخبار أصبهان» ١ / ٦١.


(٢٠) حدثنا إسحاق بن أحمد قال : ثنا أبو كريب قال : ثنا أبو أسامة ، قال : ثنا بريد (١) بن عبد الله بن أبي بردة ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى قال : ولد لي غلام ، فأتيت به النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فسماه إبراهيم ، وحنكه بتمرة ، ودعا له بالبركة ، ودفعه إلي.

أخبرنا عبد الغفار الحمصي ، قال : ثنا المسيب بن واضح ، قال : ثنا

__________________

تراجم الرواة :

إسحاق بن أحمد : هو الفارسي ، تقدم في بداية المقدمة ، ولم أعرفه.

وأبو كريب ـ مصغرا ـ هو محمد بن العلاء الهمداني الكوفي الحافظ الثقة ، مشهور بكنيته ، توفي سنة ٢٤٨ ه‍ ، عن سبع وثمانين سنة.

انظر «التهذيب» ٩ / ٣٨٦ ، «والتقريب» ص ٣١٤.

أبو أسامة : هو حماد بن أسامة بن زيد القرشي مولاهم الكوفي ، ثقة ، توفي سنة ٢٠١ ه‍ وهو ابن ثمانين سنة فيما قيل ، وقال ابن حجر : مشهور بكنيته ، ثقة ثبت ، ربما دلس. انظر «التهذيب» ٣ / ٢ ، «والتقريب» ص ٨.

بريد ـ بالتصغير ـ بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أبو بردة الكوفي ، ثقة ، يخطىء قليلا من السادسة. انظر المصدرين السابقين ١ / ٤٣١ و ٤٣.

أبو بردة : هو عامر بن أبي موسى. تقدم في ح ١٦ ، وهو ثقة.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

رجاله ثقات ، سوى إسحاق بن أحمد ، لم أعثر على ترجمة له.

والحديث متفق عليه من غير طريق إسحاق ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ١٢ / ٤ العقيقة وفي الأدب ١٣ / ٢٠٠ (مع الفتح) ، ومسلم في «صحيحه» ١٤ / ١٢٥ الآداب مع النووي ، وابن سعد في «الطبقات» ٤ / ١٠٧ لم يذكر له سندا مستقلا ، وإذا كان ساقه بالسند المتقدم قبله ، فهو منقطع ، فإنّه قال : أخبرت عن أبي أسامة ... الخ ، وأحمد في «مسنده» ٤ / ٣٩٩ في حديث طويل ، أوله هذا الحديث بلفظه ، كلهم من طريق أبي أسامة به مثله.

(١) في الأصل : (يزيد) بالياء المثناة من تحت ، وبالزاي المعجمة ، وهو تصحيف ، والصواب من أ ـ ه ، ومن مصادر ترجمته ، وسيأتي قريبا.

تراجم الرواة :

عبد الغفار الحمصي ـ بكسر الحاء وسكون الميم وبالصاد المهملة ـ نسبة إلى حمص ، بلد بالشام. هو ابن أحمد أبو الفوارس. ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٤٣ / ٣ ، وأبو نعيم ، ـ


محمد الثقفي (١) ، عن أبي العلاء ، عن ابن حلبس ، عن أبي إدريس ، عن أبي موسى الأشعري ، أنه صام حتى صار كأنه خلال (٢) ، فقيل له : يا أبا موسى ، لو أجممت (٣) نفسك قال : إجمامها أريد ، أرأيتم السوابق من الخيل ليس تضمر؟ (٤) قال : وكان إذا خرج من بيته ، يلتفت إلى أم موسى فيقول : يا أم موسى ، شدّي رحلك ، فإنه ليس على جسر جهنم معبرة.

__________________

ـ فقال : «قدم علينا سنة خمس وتسعين ومائتين ، ورجع إلى حمص ، ومات بها». انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ١٣٢.

المسيب بن واضح : هو السلمي التلمنسي الحمصي. قال أبو حاتم : صدوق ، يخطيء كثيرا فإذا قيل له لم يقبل ، قال ابن عدي : كان النسائي حسن الرأي فيه ، ويقول : «الناس يؤذننا فيه» ، وقال أيضا : «هو ممن يكتب حديثه» ، وضعفه الدارقطني في أماكن من «سننه» ، مات سنة ٢٤٠ ه‍ ، انظر «الميزان» ٤ / ١١٦.

محمد الثقفي لم يتبين لي.

وأبو العلاء : هكذا في النسختين ، ولم أجد أحدا بهذه الكنية يروي عن ابن حلبس ، بل الذي وجدته يروي عنه هو ابن العلا ، كما جاء في «التهذيب» ١١ / ٤٤٨ ، فلعله صحف ، والله أعلم.

وابن العلاء : هو عبد الله بن العلاء بن زبر ـ بفتح الزاي المعجمة وسكون الموحدة ـ الدمشقي. ثقة. مات سنة ١٦٤ ه‍.

انظر «التقريب» ص ١٨٤ ، «والتهذيب» ٥ / ٣٥٠.

وابن حلبس ـ بمهملتين في طرفيه وموحدة ـ وزن جعفر ـ هو يونس بن ميسرة بن حلبس الدمشقي الأعمى ، وقد ينسب بجده. ثقة ، عابد ، معمّر ، مات سنة ١٣٢ ه‍ ، انظر «التهذيب» ١١ / ٤٤٨ ، «والتقريب» ص ٣٩٠.

وأبو إدريس : هو عائذ بن عبد الله الخولاني. تقدم في ح ٨ ت ٣ ، وهو ثقة.

(١) في أ ـ ه : (ابن المثقفي) ، وهو تصحيف ، ولم أعثر على ترجمة له.

(٢) أي صار مهزولا كالخلال. انظر «لسان العرب» ١١ / ٢١٤.

(٣) الإجمام : الراحة ، وأخذ النشاط والصلاح. انظر «النهاية» ١ / ٣٠١.

(٤) الضمر ـ بالضم وبضمتين ـ : الهزال ، ولحاق البطن ، وضمّر الخيل تضميرا : أعلفها القوت بعد السمن. انظر «القاموس» ٢ / ٧٦.


٥ ١ / ٥ ع رافع بن خديج الأنصاري (*)(١) :

قدم أصبهان في خلافة عمر ، فأصاب بها عشرة أعبد.

وحدثناه محمد بن عبد الله بن رستة ، قال : ثنا عبد الله بن عمران ، قال : ثنا أبو داود (٢) ، قال : ثنا صيفي بن سالم ، عن عبد الحميد الأنصاري ،

__________________

(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» ٣ / ٢٩٩ للبخاري ، وفي «الثقات» لابن حبان ٣ / ١٢١ ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٦٧ ، وفي «الاستيعاب» ١ / ٤٩٥ ، وفي «أسد الغابة» ٢ / ١٥١ ، وفي «تجريد أسماء الصحابة» ١ / ١٧٣ ، وفي «تاريخ الإسلام» ٣ / ١٥٣ ، وفي «سير النبلاء» ٣ / ١٨١ ـ وفيه : استصغر يوم بدر ، وشهد أحدا والمشاهد كلها ، وفي «الإصابة» ١ / ٤٩٥ ، وفي «التهذيب» ٣ / ٢٢٩ ، والخزرجي في «الخلاصة» ص ٩٨.

وخديج ـ بمعجمة مفتوحة ـ كما في «تبصير المنتبه» ١ / ٤١٨ يكنى أبا عبد الله ، أو أبا خديج.

(١) على هامش الأصل ، بجوار اسم رافع هذه العبارة : (من هنا سمع عمر وصاحباه).

(٢) في أ ـ ه : (داود) ، والتصويب من الأصل ، ومن «أخبار أصبهان» ١ / ٦٧ ، وهو الطيالسي.

تراجم الرواة :

محمد بن عبد الله بن رسته ، تقدم في ح ٨ ت ٣. لم يوثق ، ولم يجرح. وعبد الله بن عمران ـ سيأتي بترجمة رقم ٣٥ ـ صدوق.

أبو داود : وهو الطيالسي ، صاحب «المسند» ترجم له المؤلف. سيأتي برقم ٩٣.

صيفي بن سالم : لم أعثر له على ترجمة.

عبد الحميد : هو ابن رافع بن خديج الأنصاري الحارثي ، روى عن جدته.

قال ابن إدريس : وعن شعبة : كذا في «التاريخ الكبير» ٦ / ٤٤ ، وجدّته لم أعرفها.

وعثمان : هو ابن عفان الخليفة الثالث ، تقدم في ح ١٤ ت ١٣.


عن جدته ، قالت : لما حصر عثمان عطش ، فقال : واعطشاه ، فقام رافع بن خديج ، هو وابناه عبد الله (١) وعبيد الله (٢) وغلمان أصابهم بأصبهان حين فتحوها ، فتسلح وتسلحوا ، فقال : والله لا أرجع حتى أصل إليه (٣).

حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر ، قال : ثنا عمرو بن علي ، قال : مات رافع بن خديج سنة أربع وسبعين ، ومات قبل ابن عمر ، شهده ابن عمر (٤).

__________________

(١) عبد الله بن رافع : قال ابن سعد : روى عن أبيه ، وكان ثقة قليل الحديث. انظر «الطبقات» ٥ / ٢٥٦.

(٢) عبيد الله بن رافع كذا ، روى عن أبيه ، وكان قليل الحديث. توفي بالمدينة سنة ١١١ ه‍ ، وهو ابن خمس وثمانين سنة. انظر نفس المصدر السابق.

(٣) في إسناده من لم أعرفه ، وراو لم يسمّ ، وهو جدّ عبد الحميد الأنصاري ، وبه أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٧ ـ ٦٨ مثله وأتم منه.

تراجم الرواة :

محمد بن الحسن بن علي بن بحر. لم أقف عليه.

عمرو بن علي : هو أبو حفص الفلاس ، سيأتي بترجمة رقم ١٤٨ ، وهو ثقة.

(٤) في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٧ : فصلى عليه ، وكذا ذكر ابن حجر في «الإصابة» ١ / ٤٩٦ : أنه قد ثبت أن ابن عمر صلى عليه. وقال الذهبي : «توفي سنة أربع أو ثلاث وسبعين ، وله ست وثمانون سنة» ، وذكر البخاري أنه مات قبل ابن عمر ، وقال الواقدي : مات في أول سنة ٧٤ ه‍.

انظر «سير النبلاء» ٣ / ١٨٣ ، «والتاريخ الكبير» ٣ / ٢٩٩ ، «والاستيعاب» ١ / ٤٩٥.

وابن عمر : هو عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي ، أبو عبد الرحمن ، هو أحد المكثرين من الصحابة والعباد ، وأشد الناس اتباعا للأثر ، مات سنة ٧٣ ه‍. انظر «التقريب» ص ١٨٢.


٦ ١ / ٦ ع عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري (*)(١) :

من أصحاب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قدم أصبهان (٢).

رواه جرير بن عبد الحميد ، عن منصور عن أبي إسحاق ، قال : خرج الناس منهم عبد الله بن أبي أرقم ، وزيد بن أرقم ، وأميرهم عبد الله بن يزيد (٣) ،

__________________

(*) الخطمي ـ بفتح المعجمة وسكون المهملة ، وفي آخرها ميم ـ هذه النسبة لبطن من الأنصار ، وهم بنو خطمة بن جشم ، واسمه عبد الله وسمي به ، لأنه خطم رجلا بسيفه على خطمه. انظر «اللباب» ١ / ٤٥٣ ، «وأخبار أصبهان» ١ / ٦٦.

له ترجمة في «الطبقات» ٦ / ١٠ لابن سعد ، وفي «الثقات» ٣ / ٢٢٥ ، وفي المصدر السابق لأبي نعيم ، وفي «الاستيعاب» ٢ / ٣٩١ ، وفي «أسد الغابة» ٣ / ٢٧٤ ، وفي «تجريد أسماء الصحابة» ١ / ٣٤١ ، وفي «التاريخ» ٣ / ٤٠ ، وفي «سير النبلاء» ٣ / ١٩٧ ، كلها للذهبي وفي «الإصابة» ٢ / ٣٨٢ ، وفي «التهذيب» ٦ / ٧٨ ، وفي «الخلاصة» ١٨٥ ، وهو أبو موسى الأمير العالم الأكمل ، أحد من بايع بيعة الرضوان ، وكان عمره يومئذ سبع عشرة سنة ، ومات قبل السبعين ، وله نحو من ثمانين سنة ـ رضي‌الله‌عنه ـ.

(١) على هامش الأصل ، بجوار اسم عبد الله بن يزيد : «بلغ علي بن مسعود في الأول».

(٢) زاد أبو نعيم ـ قدم أصبهان ـ على غير ولاية قدمها لاحتياز تركة مولى له ، توفي فيها. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٦٦.

تراجم الرواة :

جرير بن عبد الحميد : ترجم له المؤلف. انظر ت ٦١. ثقة.

ومنصور : هو ابن المعتمر ، تقدم في ت ٢ ، وهو ثقة ثبت.

وأبو إسحاق : هو عمرو بن عبد الله السبيعي. تقدم في ح ٣ ت ٢. ثقة تغير بأخرة.

(٣) رجاله ثقات ، غير أنه رواه المؤلف تعليقا ، وقد وصله الفسوي في «المعرفة والتاريخ» ٢ / ٦٣٠ بسنده عن أبي إسحاق ، وفيه : «أن عبد الله بن الزبير بعث إلى عبد الله بن يزيد الخطمي ، أن استسق بالناس ، فخرج ، وخرج الناس معه ، وفيهم زيد بن أرقم ، والبراء بن عازب ، وأبو نعيم ، وسيأتي قريبا. ـ


ورواه سفيان ، عن منصور والأعمش ، عن موسى بن عبد الله بن يزيد ، قال : خرج مملوك لنا إلى أصبهان ، ومعه أربعة آلاف (درهم) (١) ، (فمات وخلف عشرين (٢) ألفا) ، فخرج أبي ليحمله ، فقيل : إنه كان يقارف (٣) الربا ، فأخذ أبي الأربعة الآلاف وترك الباقي.

__________________

ـ عبد الله بن أبي أرقم : هو عبد الله بن الأرقم بن أبي الأرقم ، صحابي أسلم يوم الفتح ، انظر «الإصابة» ٢ / ٢٧٣.

وزيد بن أرقم : صحابي مشهور ، توفي سنة ست أو ثمان وستين. انظر «التقريب» ص ١١١.

(١) بين الحاجزين من «أخبار أصبهان» ١ / ٦٦.

(٢) في المصدر السابق : (أربعين ألفا) ، في رواية المحاربي ، عن الأعمش ، عن موسى بن عبد الله.

(٣) في أ ـ ه ، (مصارف) ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن «أخبار أصبهان» لأبي نعيم.

تراجم الرواة :

سفيان : هو الثوري ، صرح به أبو نعيم في المصدر السابق ، وقد تقدم في ترجمة ٣.

والأعمش : هو سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي ، أبو محمد الكوفي ، ثقة حافظ ، عارف بالقراءة ، ورع ، ولكنه يدلس ، توفي سنة ١٤٨ ه‍ انظر «الطبقات» ٦ / ٣١٣ لابن سعد ، «والتقريب» ص ١٣٦.

وموسى بن عبد الله بن يزيد الأوسي الأنصاري الخطمي ، ثقة من الرابعة. انظر «التاريخ الكبير» ٧ / ٢٨٧ ، «والتهذيب» ١٠ / ٣٥٣ ، «والتقريب» ص ٣٥١. رجاله ثقات ، إلا أنه معلّق.

ورواه أبو نعيم بسنده موصولا إلى الأعمش ، عن موسى به نحوه ، وفيه : أنه دفع إلى غلام له أربعة آلاف درهم ، يتّجر بها بأصبهان ، قال : فلبث ما شاء الله (أن يلبث) ، ثم كتب إليه : إن غلامك قد مات ، وترك أربعين ألفا ، قال : فركب إليهم ، فسألهم عن تجارته ، فأخبروه أنه (كان) يقارف الربا ... الخ. وأشار أبو نعيم إلى ما رواه الثوري عن منصور والأعمش ، وقال : عشرين ألفا.

وقال أبو نعيم أيضا : رواه أبو نعيم ـ الملائي ـ عن عمر بن موسى الأنصاري ، عن موسى بن عبد الله بن يزيد نحوه. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٦٦.


٧ ١ / ٧ عبد الله بن عامر (*) :

ابن كريز (١) بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب ، يكنى بأبي عبد الرحمن ، وابنه عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز (٢).

وكان عثمان ولّى عبد الله بن عامر البصرة ، وسار منها إلى أصبهان غازيا ، وعلى مقدمته عبد الله بن بديل ، فأتى أصبهان ، وخلف على البصرة زيادا (٣) ، فصالحه أهل أصبهان أن يؤدوا إليه كما يؤدي أهل فارس (٤).

وتوفي النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ (٥) وعبد الله بن عامر ابن ثلاث عشرة (٦) سنة (٧).

__________________

(*) له ترجمة في «الطبقات» ٥ / ٤٤ ـ ٤٩ لابن سعد ، وفي «أخبار أصبهان» ، ١ / ٦٢ ، وفي «الاستيعاب» ٢ / ٣٥٩ ، وفي «أسد الغابة» ٣ / ١٩١ ، وفي «الكامل» ٣ / ٢٠٦ لابن الأثير ، وفي «سير النبلاء» ٣ / ١٨ ، «وتاريخ الإسلام» ٢ / ٢٦٦ ، وفي «البداية» ٨ / ٨٨ لابن كثير ، وفي «الإصابة» ٢ / ٦٠ ـ ٦١ ، وفي «التهذيب» ٥ / ٢٧٢ ، وتوفي عبد الله بن عامر سنة ٦٠ ه‍ ، وقيل ٥٩ ه‍ ، وكان جوادا سمحا.

(١) في أ ـ ه : (زكريا) ، وهو خطأ. والصواب ما أثبته من الأصل ومن مصادر ترجمته.

(٢) قال الحافظ بن حجر : عبد الأعلى ـ الكريزي ـ البصري ، مقبول من الخامسة. انظر «التقريب» ص ١٩٥.

(٣) في الأصل : بدون الألف ، (زياد) ، والتصويب من أ ـ ه.

(٤) كذا في «أخبار أصبهان» ، وذكره الذهبي معزوّا الى ابن منده في «سير النبلاء» ٣ / ١٩ ـ ٢٠ وانظر «تاريخ خليفة» ص ١٦١.

(٥) في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٢ : بزيادة (كان).

(٦ ، ٧) في النسختين : بدون التاء المربوطة ، والتصويب من المصدر السابق ، ومن مقتضى القواعد.


روى شباب العصفري قال : ثنا الوليد بن هشام ، بن قحذم ، عن أبيه ، عن جده ، (عن الحسن) (١) ، قال : قال أبو موسى الأشعري :

يقدم عليكم غلام كريم الجدات والعمات ، قال : فقدم علينا عبد الله بن عامر ، وهو (٢) ابن أربع وعشرين سنة ، قال :

فغزا (٣) أصبهان ، وعلى مقدمته عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي (٤).

وقد روى عبد الله بن عامر عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أحاديث.

__________________

تراجم الرواة :

شباب العصفري ـ بضم العين ، وسكون الصاد ، وضم الفاء ، وفي آخرها راء ـ : هذه النسبة إلى العصفر ، وبيعه وشرائه ، وهو ما تصبغ به الثياب حمرا ـ ينسب إليه جماعة منهم خليفة بن خياط البصري المعروف بالشباب ـ تقدم في ترجمة ٣. وانظر «اللباب» ٢ / ٣٤٤.

وليد بن هشام القحذمي بصري قال الذهبي : ثقة ، انظر «التاريخ الكبير» ٨ / ١٥٧ ، «والميزان» ٤ / ٣٤٩.

وأبو هشام بن قحذم بن سليمان بن ذكوان. قال البخاري : سمع الوليد بن سريع ويزيد بن أبي كبشة ، روى عنه يعقوب وابنه الوليد. انظر «التاريخ الكبير» ٨ / ٢٠٠.

وجده هو قحذم بن سليمان ، مولى أبي بكرة ، سبي من أصبهان ، كان كاتبا في أيام يوسف بن عمر الثقفي. انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ١٦٥ ، وانظر نسبه في المصدر السابق للبخاري.

والحسن : هو البصري تقدم قريبا أنه لم يسمع من أبي موسى.

السند منقطع ، وكذا أخرجه خليفة في «تاريخه» ١٦١ ، ولكن عنده في السند بواسطة الحسن ، عن أبي موسى ، وأيضا بزيادة : (أو خمس) ، وذكره أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦١ بسند العصفري ، كما هنا عند المؤلف ، وذكره الذهبي في «سير النبلاء» ٣ / ١٨ بمعناه من رواية الزبير بن بكار ، وفيه كريم الأمهات والعمات والخالات ، أما كونه كريم الخالات ؛ لأنه ابن خال عثمان ، وكريم الأمهات والجدات ؛ لأنّ أباه عامر ابن عمة رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهي البيضاء بنت عبد المطلب. المصدر السابق.

(١) بين الحاجزين من «تاريخ خليفة» ص ١٦١.

(٢) في أ ـ ه : (هي) ، وهو تصحيف واضح.

(٣) في أ ـ ه : فقرأ ، وهو خطأ ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن «تاريخ خليفة» ص ١٦١.

(٤) الخزاعي : تقدم في المقدمة في بداية فتوح أصبهان.


(٢١) أخبرنا (١) أبو يعلى الموصلي قال : ثنا مصعب بن عبد الله الزبيري ، قال : ثنا أبي ، عن مصعب بن ثابت ، عن حنظلة بن قيس الزرقي ، عن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن (عامر بن) (٢) كريز ، أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : قال : «من قتل دون ماله فهو شهيد».

__________________

(١) في أ ـ ه : (أنبأنا) ، والمعروف في المصطلح أن (أنا) اختصار أخبرنا ، وأنبا اختصار أنبأنا ، كما في كتب المصطلح.

(٢) بين الحاجزين ، من «أخبار أصبهان» ١ / ٦٢.

تراجم الرواة :

أبو يعلى : هو أحمد بن علي بن المثنى. تقدم في ح ٥ ت ٣ ، وهو ثقة.

مصعب : هو أبو عبد الله ، من أهل المدينة ، وثقه جمع من الأئمة ، وقال الذهبي : ثقة ، غمز للوقف ـ أي في خلق القرآن ـ مات سنة ٢٣٦ ه‍ عن ثمانين سنة. انظر «الكاشف» ٣ / ١٤٨ ، «والتّهذيب» ١٠ / ١٦٣.

وأبوه : هو عبد الله بن مصعب بن ثابت القرشي الأسدي ، أبو بكر ، ولي المدينة لهارون الرشيد ، وقال أبو حاتم : شيخ ، وضعّفه ابن معين. مات بالرّقة ١٨٤ ه‍ ، وهو ابن تسع وستين سنة. انظر «الطبقات» ٥ / ٤٣٤ لابن سعد ، «والجرح والتعديل» ٥ / ١٧٨ ، «والميزان» ٢ / ٥٠٥.

ومصعب بن ثابت : هو ابن عبد الله بن الزبير الأسدي ، ضعف ، وكان عابدا. وقال الذهبي : لين لغلطه ، وقال ابن حجر : لين الحديث. توفي سنة ١٥٧ ه‍ ، عن ٧١ سنة. انظر «الكاشف» ٣ / ١٤٧ ، «والتهذيب» ١٠ / ١٨٥ ، «والتقريب» ص ٣٣٨.

وحنظلة بن قيس الزرقي ـ بضم الزاي ، وفتح الراء ، وفي آخرها القاف ـ هذه النسبة إلى بني زريق ، بطن من الأنصار ، وكان ثقة قليل الحديث ، وقيل : له رؤية ، انظر «الطبقات» ٥ / ٧٣ لابن سعد ، «والتقريب» ص ٨٦. وعبد الله بن الزبير : تقدم برقم ترجمة ٢.

مرتبة الاسناد والحديث وتخريجه :

ضعيف بهذا الإسناد ، فيه عبد الله بن مصعب ، وهو لين الحديث ، وبه مثله أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٢ ، وبنحوه في سند آخر. والحديث متفق عليه بغير هذا الإسناد ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ٦ / ٤٨ مع الفتح ، ومسلم في «صحيحه» ١ / ١٦٣ ـ ١٦٤ مع النووي ، كلاهما عن عبد الله بن عمرو مرفوعا بلفظه ، وفيه قصة ، ومسلم عن أبي هريرة أيضا نحوه ، وأبو داود في «سننه» ٤ / ٢٤٦ في السنة ، والترمذي في «سننه» ٤ / ٢٨ ـ ٣٠ ، والنسائي في «سننه» ٧ / ١٠٥ و ١٠٦ و ١٠٧ وابن ماجه في «سننه» ٢ / ٨٦١ كلهم عن سعيد بن زيد الثلاثة ، سوى ابن ماجه ، وهو عن عبد الله بن عمرو والنسائي ، عن بريدة أيضا ، وابن ماجه ، ـ


ومن ولده (١) سعيد بن عثمان بن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر الكريزي (٢).

قدم أصبهان ، وحدّث بها ، وحدّثنا عنه يوسف بن محمد المؤذن ، يروي عن حفص بن غياث ، وابن إدريس ، وأبي معاوية ، ويحيى القطان.

نخرج حديثه في موضعه.

__________________

ـ عن ابن عمر. وقال الترمذي : وفي الباب عن علي ، وسعيد ، وأبي هريرة ، وابن عمر ، وابن عباس ، وجابر.

وأحمد في «مسنده» ١ / ٧٩ ، عن زيد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، وعن عبد الله بن عمرو في ٢ / ١٦٣ ـ ٢٠٦ ، وعن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده في ص ٢١٧. وعن سعيد بن زيد في ١ / ١٨٧ مع زيادة : «من ظلم من الأرض شبرا طوقه من سبع أرضين» ، وفي ص ١٨٨ و ١٨٩ و ١٩٠ عنه ، وفيه زيادة : «دون أهله .. ، ودون دينه ... ، ودون دمه ... ، وفي ١ / ٣٠٥ عن ابن عباس ، وانظر ٢ / ١٩٣ و ١٩٤ و ٢١٠ و ٢١٥ ، وعن قابوس بن الخارق ، عن أبيه في ٥ / ٢٩٤ بمعناه ، والبزار في «مسنده» كما في «مختصر زوائد البزار» ص ٢٥٥ ، عن عائشة بنت سعد ، عن أبيها ، وعن عبد الله كلاهما مرفوعا مثله ، وعن أنس مرفوعا أيضا بلفظ : «المقتول دون ماله شهيد». قال : ضعيف ، وعن عبد الله بن الزبير مرفوعا مثله ، وقال البزار : لا نعلمه عنه مرفوعا إلا بهذا الإسناد ، والطبراني في «الكبير» ١ / ١١٥ ح ٣٥٢ و ٣٥٣ و ٣٥٤ ، عن سعيد ابن زيد ، وأبو نعيم في «الحلية» ٣ / ٣٥٣ و ٥ / ٢٣ ، عن ابن عمر ، وقال أبو نعيم : صوابه عبد الله بن عمرو ، عن ابن مسعود مرفوعا مثله ، والخطيب في «تاريخه» ٢ / ٣٢٩ ، عن أبي هريرة ، وفي ٦ / ١٤١ عن ابن عمر ، وفي ١٠ / ٨١ ، عن سعيد بن زيد ، وفي ١١ / ٢١٧ عن جابر ، وفي ١٤ / ٢٦ و ٢٧٣ ، عن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، وعن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، والقضاعي في «مسند الشهاب» ق ٤٦ / ١ عن أبي هريرة ، وسعيد ، وانظر «مجمع الزوائد» ٦ / ٢٤٤ ـ ٢٤٥ ، والحديث من الأحاديث المتواترة ، ذكره السيوطي عن ثلاثة عشر نفسا من الصحابة ، وزاد الكتاني على ذلك ثلاثة أشخاص ، وهم : بريدة ، وابن عمر ، وسعيد بن زيد ، وصرح المناوي بتواتره أيضا. انظر «نظم المتناثر» ص ٩٦ ، إنما ذكره أبو الشيخ بهذا الطريق ـ الضعيف ـ لأنه لم يرو من طريق صحيح إلى عبد الله بن عامر.

(١) في الأصل : بدون الضمير ، أضفته من أه ، ومن مقتضى العبارة.

(٢) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢٦ ، وفيه روى عن حفص ، ويحيى القطان ... وغندر بمناكير ، وسيأتي ترجمته برقم ٢٣٣ ، وخرج حديثه في المكان المذكور.


٨ ١ / ٨ بديل (١) بن (عامر بن) (٢) ورقاء بن عمرو بن (*) ربيعة بن عبد العزي بن ربيعة بن جزي بن عامر بن مازن الخزاعي (٣) :

ذكر علي بن مجاهد (٤) قال : افتتحت أصبهان في خلافة عمر ، سنة إحدى وعشرين ، لما قتل النعمان (٥) بنهاوند (٦) ، وولي حذيفة (٧) ، وفتح الله على يده (بعد (٨) حذيفة) الجبل ، فبعث (٩) بديل بن ورقاء ، ومجاشع بن مسعود ،

__________________

(*) له ترجمة في «الطبقات» ٤ / ٢٩٤ ، ٥ / ٤٥٩ لابن سعد ، «والاستيعاب» ١ / ١٦٥ ، «وأسد الغابة» ١ / ١٧٠ ، وفي «الكامل» ٣ / ١٦٥ ، وفي «الإصابة» ١ / ١٤١.

(١) عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٢ : (عبد الله بن بديل بن ورقاء) ، وسيأتي الكلام قريبا.

(٢) ما بين الحاجزين : من الأصل.

(٣) بضم الخاء المعجمة ، وفتح الزّاي ، وبعد الألف عين مهملة ، هذه نسبة إلى جد المنتسب إليه.

انظر «اللباب» ١ / ٤٣٩.

(٤) علي بن مجاهد : لم يتبين لي بالجزم من هو؟ والذي وجدته بهذا الاسم ، هو علي بن مجاهد الكابلي ، يروي عن ابن إسحاق ، كذبه يحيى بن ضريس ومشاه غيره ، ووثّق ، وقال ابن معين : كان يضع الحديث ، انظر «الميزان» ٣ / ١٥٢ ، تقدم تفصيل فتح أصبهان وتاريخ فتحها في المقدمة عند فتوح أصبهان.

(٥) النعمان : هو ابن مقرن ، تقدم في المقدمة في بداية فتوح أصبهان.

(٦) تقدم في المقدمة ، عند بيان خصائص أصبهان.

(٧) حذيفة : تقدم في ت ٣ ح ١٣ ، وهو ابن اليمان.

(٨) في أ ـ ه : (خليفته) ، وهو تصحيف ، وما أثبته من الأصل ، وعند أبي نعيم ، بغير هاتين الكلمتين لم يتبين لي معنى هذه الكلمة.

(٩) قلت : بعث عمر بديلا نحو فتح أصبهان ، واشتراكه في فتحها محل نظر ، وذلك : لأنه مخالف لما ساقه المؤلف في المقدمة ، عند بيان فتوح أصبهان ، حيث ذكر هناك أنه بعث عبد الله بن بديل بن ورقاء ، وهذا هو الذي ذكره أبو نعيم وغيره كما سيأتي ـ ولنا فيه مقال أيضا ـ وباستطاعتي أن أقول ـ وبالله التوفيق ـ : إنه لم تذكر الكتب التاريخية المعتبرة التي اطلعت عليها ، أن بديل بن ورقاء كان ممن انتدب نحو فتح أصفهان ، أو اشترك فيه ، وكذلك لم تذكر المصادر المعتبرة ، أنه ـ


__________________

ـ قتل بصفين ، غير «الطبقات» لأبي الشيخ ، وأبي نعيم نقلا عنه ، بل الذي جزم به الحافظ في «الإصابة» ١ / ١٤١ ، بعد ذكره هذا القول بصيغة التمريض بقوله : ويقال : إنه قتل بصفين ... «قلت : المقتول بصفين : ابنه عبد الله» وهو الذي تذكره المراجع ، وسأذكره فيما بعد. وهكذا ذكر أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٣ أن المقتول بصفين ابنه ، وعقبه بقوله : وقيل إن بديلا توفي قبل النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وذكر الحافظ بن حجر في «الإصابة» ١ / ١٤١ رواية رواها ابن مندة ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن سعيد ، عن عبد الرحمن بن الحكم ، عن بشر ، أنه سئل عن بديل بن ورقاء ، فقال : مات قبل النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وذكر الحافظ رواية أخرى تؤيد هذه الرواية ، من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن بديل ، عن أبيه ، قال : سمعت بديل بن ورقاء ، قال : لما كان يوم الفتح ـ وكان إسلام بديل يوم الفتح ، وقيل : قبله ـ قال لي رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : ورأى بمعارضي سوادا «كم سنوك»؟ قلت : سبع وتسعون فقال : «زادك الله جمالا وسوادا» ، الحديث ، وفي رواية أخرى عن عبد الله بن بديل عن أبيه قال : سمعت بديل بن ورقاء يقول : إن العباس أقامه بين يدي النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقال : هذا بديل بن ورقاء ، فقال له : «كم سنوك» .. الخ. «الإصابة» ١ / ١٤١ و ١٤٢ ، فهذه الرواية تدل على عجز بديل من القيام ، من كبر سنه ، حيث أقامه العباس بين يدي النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، فكيف اشترك في فتح أصبهان ، أو في وقعة الصّفين التي وقعت في سنة سبع وثلاثين من الهجرة ، وبلغ من العمر عند موقعة الصفّين (١٢٦ سنة) ، فالقول بوفاته قبل النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : هو الذي أرجّحه ، وكذا ذكر وفاته ابن الأثير في «أسد الغابة» ، وثانيا : لأنّ القول المذكور غير مسند ، وإذا كان من جملة ما ذكره علي بن مجاهد ، أنه افتتحت أصبهان ... الخ ، فعلي بن مجاهد لم يذكر سنده أولا ، ثم لم يعرف من هو بالضبط؟.

وإذا كان علي بن مجاهد الكابلي ، الذي يروي عن ابن إسحاق ، فكذبه يحيى بن الضريس ، ومشاه غيره ، ووثّق ، وقال ابن معين : كان يضع الحديث ، كما تقدم في ترجمته ، فاتصح إذا رجحان القول الأول ، ونتج عنه ، أن بديل بن ورقاء لم يكن من غزاة أصبهان ، وثالثا : لم تذكر المراجع التي قرأتها بديلا في قتلى الصفين ، وإنما ذكرت ابنيه بأنهما قتلا بصفين. والله أعلم.

والذي ثبت لديّ ، أن الذي اشترك في فتح أصبهان ، ليس بديل بن ورقاء الخزاعي ، كما ذكرت وأما ابنه عبد الله بن بديل الخزاعي ، الذي ذكره بعض المصادر ، مثل «تاريخ خليفة بن خياط» ص ١٦١ ، حيث ذكر أن ابن عامر غزا وعلى مقدمته عبد الله بن بديل الخزاعي ، فأتى أصبهان ، وهكذا ذكر البلاذري في «فتوح البلدان» ص ٣٠٨ ، أن عمر بن الخطاب وجه عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي إلى أصبهان ، سنة ثلاث وعشرين ، ثم قال : ففتح عبد الله بن بديل جيّ صلحا ، وسار ابن بديل في نواحي أصبهان ، فغلب عليها ، وعاملهم في الخراج ، وقال البلاذري أيضا : وكان فتح أصبهان بعض سنة ثلاث وعشرين ، أو أربع وعشرين ، وفي «تهذيب التهذيب» ٥ / ١٥٥ : هو الذي صالح أهل أصبهان مع عبد الله بن عامر ، فتذكر هذه ـ


__________________

ـ المصادر أن ـ عبد الله بن بديل كان ممن غزا أصبهان وفتحها ـ ، ففيه أيضا ، إشكال وذلك :

أولا : لأنّ عبد الله بن بديل قتل بصفّين ، وذكر هذا ابن سعد في «الطبقات الكبرى» ٤ / ٢٩٤ ، وخليفة في «تاريخه» ص ١٩٤ ، والطبري في «تاريخ الأمم والملوك» ٣ / ٢٤٦ ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٤ و ٦٣ ، والخطيب في «تاريخ بغداد» ١ / ٢٠٤ ، وابن الأثير في «الكامل» ٣ / ١٥٣ ، وابن كثير في «البداية» ٧ / ٢٦٥ ، والحموي في «معجم البلدان» ١ / ٢٠٩ ، والحافظ ابن حجر في «الإصابة» ١ / ١٤١ ، وفي «تهذيب التهذيب» ٥ / ١٥٥ ، «والتقريب» ص ١٦٨ ، فليس فيه خلاف أن عبد الله بن بديل قتل بصفّين ، كما ذكرت المصادر المذكورة.

وثانيا : ـ لأن هذه المصادر المذكورة ، لم تذكر جميعها عبد الله بن بديل الخزاعي في غزاة أصبهان ، إلا القليل منها ، وإنما ذكرت عبد الله بن ورقاء الرياحي ، وصرح بعضها بسن عبد الله بن بديل الخزاعي يوم قتله بصفين ، أنه كان ابن أربع وعشرين سنة ، مع الرد على أولئك الذين زعموا أن عبد الله الخزاعي كان أحد من غزا أصبهان ، فمن ذلك ما ذكره الطبري في «تاريخه» ٣ / ٢٤٦ ، أن عمر كتب إلى عبد الله بن عبد الله : أن سر من الكوفة حتى تنزل المدائن ، فاندبهم ولا تنتخبهم ، واكتب إليّ بذلك ، وعمر يريد توجيهه إلى أصبهان ، فانتدب له فيمن انتدب : عبد الله بن ورقاء الرياحي ، وعبد الله بن الحارث بن ورقاء الأسدي.

وقال بعد ذلك : والذين لا يعلمون ، يرون أن أحدهما عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، لذكر ورقاء ، وظنوا أنه نسب إلى جده ، وكان عبد الله بن بديل بن ورقاء يوم قتل بصفّين ابن أربع وعشرين سنة ، وهو أيام عمر رضي‌الله‌عنه صبي.

وهكذا ذكر ياقوت الحموي في «معجم البلدان» ١ / ٢٠٩ أن عمر بن الخطاب ، في سنة تسع عشرة بعد فتح نهاوند بعث عبد الله بن عبد الله بن عتبان الأنصاري ، وعلى مقدمته عبد الله ابن ورقاء الرّياحي ، وعلى مجنبته عبد الله بن ورقاء الأسدي ، ثم ذكر الحموي عن سيف (هو ابن عمر الإخباري) قوله : (والذين لا يعلمون ، يرون أن أحدهما ..) إلى آخره بمثل ما عند الطبري ، وهكذا ذكر أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٤ و ٦٣ هذا الكلام ، فتبين إذا أن الذي اشترك في فتح أصبهان عبد الله بن ورقاء الرياحي ، وعبد الله بن الحارث بن ورقاء الأسدي ، كما ذكر الطبري وأبو نعيم ١ / ٢٤ و ٦٣ وابن الأثير في «الكامل» ٣ / ٨ و ٩ ، حيث قال : وبعث عمر إلى أصبهان عبد الله بن عبد الله ، وكان شجاعا ، وأمده بأبي موسى ، وجعل على مجنبته عبد الله بن ورقاء الرّياحي ، وعصمة بن عبد الله ، وسار عبد الله فيمن كان معه ومن تبعه من جند النعمان بنهاوند نحو أصبهان ، فالتقى المسلمون ومقدمة المشركين برستاق لأصبهان ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، ودعا الشيخ إلى البراز ، فبرز له عبد الله بن ورقاء الرّياحي ، فقتله ، وانهزم أهل أصبهان ، ثم سار عبد الله بن ورقاء الرياحي إلى جيّ ، فحاصرها وقاتلها ... الخ.

هذا ما ظهر لي ، والله أعلم بالصواب.


فتوجها نحو أصبهان ، فعدلا عن مدينتها ، فأخذ بديل إلى الطبسين (١) ، وفتحهما (٢) ، ثم خرج يريد قهستان من أرض خراسان (٣) ، وأقبل مجاشع إلى قاشان ، ففتح القاشانين (٤) ، وأتى حصن أبروذ (٥) ، فحاصر من فيه ، فقتل المقاتلة ، وسبى الذّرّية ، وكان أبو موسى أمير البصرة ، فخرج أبو موسى يريد ما يليه من الأرض ، فوافى أبو موسى من قبل الأهواز (٦) يريد أصبهان ، وسار مجاشع ، فنزل الرّاوند جرم قاشان (٧) ، فصالحهم ، ومضى حتى نزل شق التيمرة ، فصالحهم ، وسار أبو موسى حتى نزل بجبال جي مدينة أصبهان ، فنزل على فرسخ منها بمكان يقال له : «دارك» (٨) ، فحصر أهلها ، وقتل ، وبلغ ذلك أهل جيّ فصالحوا على نصف جيّ ، وفتح أبو موسى نصفها عنوة ، وصلّى أبو موسى بأصبهان صلاة الخوف. وقتل بديل بن ورقاء يوم الصّفّين سنة سبع وثلاثين (٩).

__________________

(١) الطبستان : بفتح أوله وثانيه : هو تثنية طبس ، وهي عجمية فارسية ، وفي العربية الطبس : الأسود من كل شيء ، وهي قصبة بين نيسابور وأصبهان ، تسمى قهستان قاين ، وهما بلدتان كل واحدة منهما يقال لها : طبس ، أحدهما طبس العناب ، والأخرى طبس التمر ـ تقعان في شمال شرقي أصبهان ـ انظر «معجم البلدان» ٤ / ٢٠.

(٢) في الأصل : (فتح) ، والتصويب : من أ ـ ه.

(٣) قهستان : تقدم في المقدمة عند بيان خصائص أصبهان ، وخراسان : بلاد واسعة ، أول حدودها مما يلي العراق .. ، وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان ، وغزنة ، وسجستان ، وكرمان ، وتشمل أمهات من البلاد ، نحو : نيسابور وهرات وهي في أفغانستان الآن ، ومرو : وهي كانت قصبتها ، وبلخ ، وطالقان ، ونسا ، وغير ذلك ـ وخراسان الحديث تقع في شمال شرقي إيران ـ انظر «معجم البلدان» ٢ / ٣٥٠.

(٤) تقدم في المقدمة عند بيان خصائص أصبهان.

(٥) هو أبرويز بن هرمز بن أنوشروان ، انظر «فتوح البلدان» ص ٣١١.

(٦) هي مدينة كبيرة تابعة لمنطقة خوزستان ، تقع في غربي إيران ، مأخوذ من خريطة إيران ١.

(٧) الراوند : بفتح الراء المهملة والواو بينهما ألف وسكون النون ، وثم دال مهملة : من القرى المشهورة بنواحي أصبهان ، قرب قاشان ، انظر «معجم البلدان» ٣ / ١٩ ، «وتقويم البلدان» ١ / ٤١٠.

(٨) وقد تقدمت الإشارة إليه سابقا في ح ١٨ ، أن أبا موسى صلى صلاة الخوف بالدار أو دارك ، كما جاء عند أبي نعيم ، وذكرت في ترجمة أبي موسى ـ ٤ ـ أن دارك محلة بأصبهان.

(٩) قد ذكرت قريبا ، أن الراجح في وفاته ما ذكره ابن الأثير في «أسد الغابة» ، وابن حجر في «الإصابة» ، وأبو نعيم ، وغيرهم ، انظر بداية ترجمته ، حاشية ٦.


وبديل : هو الذي بعثه النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ينادي أيام منى (١) ، أنها أيام أكل وشرب.

(٢٢) حدثنا أبو جعفر ، محمد بن العباس بن أيوب ، قال : ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ، قال : ثنا مفضل بن صالح ، قال : ثنا عمرو بن دينار ، عن ابن عباس ، أنّ النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أمر بديل بن ورقاء ـ يعني أيّام التشريق ـ أن لا تصوموا في هذه الأيّام ، فإنّها أيّام أكل وشرب.

__________________

(١) أي : أيام التشريق ، ومنى بكسر الميم ، ويصرف ـ ولا يصرف ـ وكثير من الناس ينطقونها بضم الميم ، وهو خطأ ـ وهي على بعد ثلاثة أميال من مكة ، انظر «تهذيب الأسماء واللغات» ٢ / ١٥٧ للنووي.

تراجم الرواة :

أبو جعفر محمد بن العباس : تقدم في ت ٣ ح ٢ ، وهو إمام ، حافظ ، محدث ، فقيه.

محمد بن إسماعيل : هو ابن سمرة الأحمسي ـ بفتح الألف وسكون الحاء المهملة وفتح الميم ـ نسبة إلى أحمس ، طائفة من بجيلة نزلوا الكوفة ـ قال ابن أبي حاتم : سمعت منه مع أبي ، وهو صدوق ثقة وقال أبوه أبو حاتم : «صدوق» مات سنة ٢٦٠ ه‍. انظر «الجرح والتعديل» ٧ / ١٩٠ ، «والتهذيب» ٩ / ٥٨ ، «واللباب» ١ / ٣٢.

مفضل بن صالح : هو الأسدي النخاس ـ بالخاء المعجمة ـ الكوفي ، ضعيف ، قال البخاري وغيره : منكر الحديث ، وساق له في «الميزان» ٤ / ١٦٧ الحديث المذكور هنا من طريق محمد ابن الوليد ، وسكت عنه الذهبي ، انظر «التقريب» ص ٣٤٦ ، والمصدر السابق.

عمرو بن دينار : ـ تقدم في ت ٢ ، وهو ثقة.

ابن عباس : هو عبد الله ، الصحابي المشهور ، تقدم في ت ٣ ح ٩.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

ضعيف بهذا الإسناد ، فيه مفضل بن صالح الأسدي ، وهو ضعيف ، منكر الحديث ، ومن طريق مفضل ، أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٣ به مثله ، وأخرجه الطبراني في «الكبير» و «الأوسط» كما في «المجمع» ٣ / ٢٠٢ عن ابن عباس مرفوعا في رواية بلفظ «أنّ النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أرسل صائحا يصيح .. الحديث». وقال الهيثمي : إسناده حسن ، وليس فيه تصريح باسم بديل ، وفي الثاني : أنّ النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بعث بديل بن ورقاء ، فذكر الحديث.

وأورده الذهبي في «الميزان» ٤ / ١٦٧ بسند محمد بن عمر بن الوليد ، عن المفضل به مثله ، وسكت عنه ، وقال ابن عدي : ـ في المفضل ـ وأنكر ما رأيت له : حديث الحسن بن علي ، وسائره أرجو أن يكون مستقيما ، وتعقبه الذهبي بقوله : قلت : وحديث سفينة نوح أنكر ـ


__________________

ـ وأنكر ، وهو : «إنّما مثل أهل بيتي ، مثل سفينة نوح».

وأورده ابن حجر في «الإصابة» ١ / ١٤١ ، وقال رواه ابن السكن من طريق مفضل بن صالح ، عن عمرو ، عن ابن عباس ـ مثله. قلت : مفضل ضعيف ، كما تقدم.

وأخرجه ابن سعد في «الطبقات» ٢ / ١٨٧ بسنده ، عن محمد بن علي ، عن بديل ، قال : أمرني رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أيّام التشريق .. الحديث.

وأخرجه المؤلف بسند آخر بعد هذا من طريق ابن جريج ، ورجاله بين ثقة وصدوق ، غير أنّ ابن جريج مدلس ، وقد عنعن ، وأخرجه الطبراني في «الكبير» كما في «المجمع» ٣ / ٢٠٢ ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٢٧ ، وأخرجه ابن الأثير في «أسد الغابة» ٥ / ٥٧١ ، بسنده من طريق هشام بن عمار به مثله ، وأورده ابن حجر ، وعزاه إلى أبي نعيم والبغوي من طريق ضرار ابن صرد ، وهو ضعيف.

ولكن أصل الحديث بغير هذا الإسناد ، وقصة بعث بديل صحيح. أخرجه الشيخان : البخاري في «صحيحه» ٥ / ١٤٦ مع «الفتح» ، عن عائشة وابن عباس بمعناه ، ومسلم في «صحيحه» ٨ / ١٧ مع النووي عن نبيشة الهذلي ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «أيام التشريق أيام أكل وشرب» ، وعن كعب بن مالك مرفوعا مثله ، مع زيادة في أوله.

وأخرجه أبو داود في «سننه» ٢ / ٨٠٤ ، عن أبي مرة مولى أم هانىء ، أنه دخل مع عبد الله ابن عمرو ، إلى قوله : عن عمرو بن العاص فذكر مثله ، والترمذي في «سننه» ٣ / ١٤٣ الصوم عن عقبة بن عامر نحوه ، وقال : وفي الباب عن عليّ ، وسعد ، وأبي هريرة ، وجابر ونبيشة ، وبشر ابن سحيم ، وعبد الله بن حذافة ، وأنس ، وحمزة بن عمرو الأسلمي ، وكعب بن مالك وعائشة ، وعمرو بن العاص ، وبعد الله بن عمرو ، ثم قال : وحديث عقبة حديث حسن صحيح.

وابن ماجه في «سننه» ١ / ٥٤٨ ، في النهي عن صيام أيّام التّشريق عن أبي هريرة ، وبشر بن سحيم نحوه ، وإسناده أيضا صحيح ، وأخرجه مالك في الموطأ ص ٢٤٦ عن عمرو بن العاص ، وعن عقبة بن عامر ، وابن سعد في «الطبقات» ٢ / ١٨٧ ، عن الزهري مرسلا ، ومن حديث علي ، وعن عبد الله بن حذافة في ٣ / ٤٦٠ ، أنّ النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أمره أن ينادي ... الحديث ، وأحمد أيضا في «مسنده» ١ / ٧٦ و ٩٢ من حديث عليّ في ١ / ١٧٤ ، وعن سعد بن أبي وقاص ، قال : أمرني رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أن أنادي ... الحديث ، قال الهيثمي في المجمع ٣ / ٢٠٢ : رواه أحمد ... والبزار ، ورجال الجميع رجال الصّحيح.

وأحمد في ٢ / ٢٢٩ و ٥١٣ و ٥٣٥ عن أبي هريرة ، وعن حمزة الأسلمي في ٣ / ٤٩٤ ، وعن يونس بن شداد في ٤ / ٧٧ ، وقال الهيثمي في المجمع ٣ / ٢٠٢ : رواه عبد الله بن أحمد ، والبزار ، وقال : لا نعلم أسند يونس إلا هذا الحديث ، وفيه سعيد بن بشير ، وهو ثقة ، ولكنه اختلط.

ورواه أحمد في ٥ / ٧٥ عن نبيشة أيضا ، وأخرجه الدارمي في «سننه» ٢ / ٢٣ ، عن بشر بن سحيم وعمرو بن العاص نحوه ، وأخرج الطبراني في «الكبير» كما في «المجمع» ٣ / ٢٠٣ ، عن معمر بن عبد الله العدوي ، قال : بعثني رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أيّام التشريق ، ـ


(٢٣) حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي ، قال : ثنا هشام بن عمّار ، قال : ثنا شعيب بن إسحاق ، قال : ثنا ابن جريج ، عن محمد بن يحيى ، عن أم الحارث بنت عياش بن أبي ربيعة ، أنّها رأت بديل بن ورقاء يطوف على جمل أورق بمنى ، يقول : إنّ رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ينهي عن صوم هذه الأيّام ، ويقول : «إنّها أيام أكل وشرب» (١).

__________________

ـ أنادي ... الحديث ، وقال الهيثمي : إسناده حسن ، وفي «الأوسط» أيضا ، عن عمر بن الخطاب مثله.

والحديث من الأحاديث المتواترة : أورده السيوطي من ستة عشر نفسا من الصحابة ، وزاد عليه الكتاني حمزة الأسلمي. انظر «نظم المتناثر» ص ٩٠.

(١) بعد الحديث مباشرة في صلب النسختين ، (آخر الجزء الأول من نسخة الإمام أبي موسى).

تراجم الرواة :

أحمد بن سعيد : هو ابن عبد الله أبو الحسن الدمشقي. نزل بغداد ، وحدث بها عن هشام ابن عمار وطبقته ، وكان صدوقا. توفي سنة ست وثلاثمائة. انظر «تاريخ بغداد» ٤ / ١٧١.

هشام بن عمار : هو الإمام أبو الوليد السلمي ، خطيب دمشق. ومقرؤها ، ومحدثها ، وعالمها. صدوق ، مكثر ، له ما ينكر ، وقال ابن معين : ثقة. وقال أيضا : كيس كيس ، وقال الدارقطني : صدوق. كبير المحل.

كبر فصار يتلقى ، فحديثه القديم أصح. توفي سنة ٢٤٥ ه‍. انظر «الميزان» ٤ / ٣٠٤ ، «والتقريب» ص ٣٦٤.

شعيب بن إسحاق : هو ابن عبد الرحمن الدمشقي الأموي ، أصله من البصرة. ثقة. توفي سنة ١٨٩ ه‍ ، وقال ابن حجر : ثقة. رمي بالإرجاء. انظر «التهذيب» ٤ / ٣٤٧ ، «والتقريب» ص ١٤٦.

ابن جريج : هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج. ثقة ، فقيه ، فاضل. مات سنة خمسين ومائة ، وكان يدلس ويرسل ، انظر المصدرين السابقين ، ٦ / ٤٠٢ و ٢١٩.

محمد بن يحيى : هو ابن حبان ـ بفتح المهملة ، وتشديد الموحدة ـ الأنصاري المدني.

ثقة ، فقيه. مات سنة ١٢١ ه‍ عن أربع وسبعين سنة. انظر المصدرين السابقين ٩ / ٥٠٨ ، ص ٣٢٣.

وأم الحارث بنت عياش بن أبي ربيعة : هي المخزومية ، ولها رؤية من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وساق ابن الأثير من طريقها الحديث المذكور هنا ، وابن حجر أيضا بسند ابن أبي عاصم في كتابه «الوحدان» من طريق ابن جريج. انظر «أسد الغابة» ٥ / ٥٧١ ، «والإصابة» ٤ / ٤٣٩.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

إسناده حسن ، إلّا أنّ ابن جريج مدلس ، وقد عنعن ، وقد تقدم تخريجه في ح ٢٢ قريبا.


٩ ١ / ٩ خ ـ م ـ د ـ ق مجاشع بن مسعود السلمي (*) :

من أصحاب رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وله أخ يقال له : مجالد بن مسعود (١).

وقتل مجاشع يوم الجمل سنة ست وثلاثين ، ودفن في داره في بني سدوس بالبصرة ، وهو من المهاجرين ، وله روايات.

حدثنا محمد بن عبد الله بن رسته ، قال : ثنا أبو كامل الفضيل (٢) بن

__________________

(*) لمجاشع ـ وهو بضم الميم ، وتخفيف الجيم ، وبشين معجمة مكسورة ـ ترجمة في : «الطبقات» ٧ / ٣٠ لابن سعد ، وفي «العقد الفريد» ٢ / ٦٦ لابن عبد ربّه ، وفي «الثقات» لابن حبان ٣ / ٤٠٠ ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٧٠ ، وفي «الاستيعاب» ٣ / ٥٢٠ ، وفي «الجمع بين رجال الصحيحين» ص ٥١٥ للقيسراني ، وفي «أسد الغابة» ٤ / ٣٠٠ ، وفي «تجريد أسماء الصحابة» ٢ / ٥١ ، وفي «الإصابة» ٣ / ٣٦٢ ، وفي «التهذيب» ١٠ / ٣٨ ، وفي «التقريب» ص ٣٢٨ ، وفي «الأعلام» للزركلي ٦ / ١٦٠.

(١) مجالد بن مسعود السلمي ، يكنى أبا معبد. سكن البصرة ، وكان إسلامه بعد إسلام أخيه مجاشع بعد الفتح ، انظر «أسد الغابة» ٤ / ٣٠١.

(٢) في النسختين : (الفضل) ، والتصويب من «التهذيب» ٨ / ٢٩٠ و ١١ / ١١٧. وفضيل : هو الذي يروي عن أبي عوانة.

تراجم الرواة :

محمد بن عبد الله بن رستة : تقدم في ت ٣ ح ٨.

أبو كامل : هو الفضيل بن الحسين بن طلحة البصري الجحدري ، ثقة متقن حافظ ، توفي سنة سبع وثلاثين ومئتين. انظر «التهذيب» ٨ / ٢٩٠ ، «والتقريب» ص ٢٧٦.

أبو عوانة : هو الوضاح بن عبد الله اليشكري البزار ، تقدم في ت ٤ ح ١٨.

عبد الملك بن عمير : هو ابن سويد اللخمي الكوفي ، ثقة فقيه ، تغير حفظه قبل موته ، ـ


الحسين ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن عبد الملك بن عمير ، قال : قيل لمجاشع ابن مسعود : ألا تختط (١)؟ قال : ليس بهذا أمرنا ، ولا لهذا بعثنا ، أمرنا أن نقاتل أهل الحرب ، ثم يكونوا لنا قوة.

حدثنا الحسن بن علي بن يونس ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا قرة ، عن الحسن ، قال : قيل لمجاشع بن مسعود السلمي لمّا قدم البصرة : ألا تختط؟ قال : ما لهذا هاجرنا.

__________________

ـ وربما دلّس ، توفي سنة ١٣٦ ه‍ ، وله مائة وثلاث سنين. انظر المصدرين السابقين ٦ / ٤٠٩ و ٢١٩.

(١) في النسختين : (ألا تحدث) ، وهو خطأ ، والتصويب من الروايتين الآتيتين بعدها ، ومعناه : ألا تبني ، يقال : خط الأرض لنفسه خطا واختطها ، بأن يعلم عليها علامة ويخط عليها خطا ، ليعلم أنه قد احتازها ، ليبني عليها دارا. والجمع الخطط ، انظر «القاموس» ٢ / ٣٥٨ ، «ولسان العرب» ٧ / ٢٢٨.

مرتبة الإسناد والخبر وتخريجه : رجاله ثقات ، سوى محمد بن عبد الله بن رستة ، لم أعرف حاله ، وعبد الملك ثقة ، ولكن تغيّر حفظه ، وأخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٠ من طريق المؤلف ، والبخاري في «التاريخ» ٨ / ٢٧ بسنده عن قرة ، عن الحسن بلفظه وسكت عنه ، وأخرجه المؤلف بطريقين آخرين ، ولكن سند الجميع منقطع سوى طريق عبد الملك ، كما سيأتي بيانه في السند التالي.

تراجم الرواة :

الحسن بن علي بن يونس وأبوه : تقدما في ت ٤ ح ١٧ ، والأوّل كان شيخا فاضلا ، والثاني ثقة.

أبو داود : هو الطيالسي ، سيأتي بترجمة رقم ٩٣ ، وهو ثقة حافظ.

قرة : هو ابن خالد السدوسي. ثقة ثبت ضابط. توفي سنة ١٥٤ ه‍. انظر «التهذيب» ٨ / ٣٧١ ، «والتقريب» ص ٢٨٢.

والحسن : هو البصري. تقدم في ت ٣ ، ح ٧.

مرتبة الإسناد :

رجاله ثقات ، سوى الحسن بن علي ، وهو كان شيخا فاضلا ، ولكن السند منقطع ، حيث لم يسمع الحسن من مجاشع كما ذكر الفسوي في «المعرفة والتاريخ» ، نقلا عن علي بن المديني ، انظر ٢ / ٥٢. وممّا يؤيد هذا : ما في السند الآتي ، فإنّ الحسن قال : (قال الناس لمجاشع) مما يدل على أنه لم يسمعه منه.


حدثنا عبدان ، قال : ثنا إسحاق بن الضيف (١) ، قال : ثنا روح ، عن قرة (٢) ، عن الحسن ، قال : قال الناس لمجاشع بن مسعود : ألا تختط؟ فقال : والله ما لهذا هاجرنا.

(٢٤) حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك ، قال : ثنا المخرّمي ، قال : ثنا أبو عامر ، قال : ثنا قرة بن خالد ، عن مجاشع بن عبد الملك بن مجاشع ،

__________________

(١) في أ ـ ه : (الصيف) ، والصواب بالضاد المعجمة ، والتصويب من مصادر ترجمته.

(٢) في أ ـ ه : (مرة) ، وهو خطأ ، والصواب ما أثبته من الأصل ومن مصادر ترجمته.

تراجم الرواة :

عبدان : هو عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي ، كان أحد الحفاظ الأثبات ، جمع المشايخ والأبواب ، صاحب التصانيف. قال أبو علي : كان يحفظ مائة ألف حديث. مات سنة ٣٠٦ ه‍ عن تسعين سنة. انظر «تاريخ بغداد» ٩ / ٣٧٨.

إسحاق بن الضيف ـ بالضاد المعجمة ـ ويقال : إسحاق بن إبراهيم بن الضيف الباهلي أبو يعقوب العسكري البصري ، نزل مصر ، صدوق ، يخطىء ، من الحادية عشرة. انظر «التهذيب» ١ / ٢٣٨ ، «والتقريب» ص ٢٨.

وروح : هو ابن عبادة بن العلاء القيسي أبو محمد البصري ، كان ثقة مأمونا فاضلا ، له تصانيف. مات سنة خمس أو سبع ومائتين ، انظر «التهذيب» ٣ / ٢٩٣ ، «والتقريب» ص ١٠٤.

قرة : هو ابن خالد. والحسن : هو البصري. تقدما في السند قبله.

تراجم رواة حديث ٢٤ :

أحمد بن الحسن بن عبد الملك : هو أبو العباس المعدل ، مقبول الحديث ، كثير الحديث ، وحسن الحديث. توفي سنة أربع وثلاثمائة. ترجم له المؤلف في ٢٧٢ / ٣ من «الطبقات» ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ١١٦.

المخرمي ـ بالخاء المعجمة الساكنة والراء المفتوحة ـ : هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة الزهري البصري ، وثّقه النسائي والدارقطني وابن حبان. قال ابن حجر : صدوق. مات سنة ٢٥٦ ه‍ ، انظر «التهذيب» ٦ / ١١ ، «والتقريب» ص ١٨٨ و «الكاشف» ٢ / ١٢٦.

أبو عامر : هو عبد الملك بن عمرو القيسي العقدي ـ بفتح المهملة والقاف ـ ثقة ، مات سنة أربع أو خمس ومئتين. انظر «التهذيب» ٦ / ٤١١ ، «والتقريب» ص ٢١٩. ـ


قال : جاء مجاشع بأخيه مجالد زمن الفتح إلى النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : يا رسول الله : هذا مجالد يبايع على الهجرة. فأعرض عنه ، ثم قال : أين الذي جاء يبايع على الهجرة؟.

قال مجالد : أنا يا رسول الله. قال : أما الهجرة فقد مضت ، ولكن الجهاد والعمل الصالح ، وكان مجالد يشهد على نفسه بهذا بالبصرة.

__________________

ـ قرة بن خالد : تقدم في السند قبله ، وهو ثقة.

مجاشع بن عبد الملك : روى عن جده مجاشع بن مسعود ، روى عنه قرة بن خالد ، كذا ذكره البخاري في «التاريخ الكبير» ٨ / ٢٧ وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» ٨ / ٣٨٩.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

رجاله بين ثقة وصدوق ، سوى مجاشع بن عبد الملك ، وقد ترجم له البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عنه ، وقد جاء الحديث من غير طريق مجاشع بن عبد الملك ، عن مجاشع بن مسعود فقد أخرجه الشيخان وغيرهما : البخاري في «صحيحه» ٦ / ٥٣٠ مع الفتح ، باب لا هجرة بعد الفتح ، وفي ٤ / ٤١٨ و ٦ / ٣٤٤ و ٣٧٨ و ٥٣٠ مع الفتح ، ومسلم في «صحيحه» ١٣ / ٦ مع النووي ، كلاهما عن مجاشع بن مسعود نحوه : وأيضا بمعناه عن عائشة وابن عباس ، وأحمد في «مسنده» ٣ / ٤٦٨ و ٤٦٩ و ٥ / ٢٧١ ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٠ و ٧١ ، كلاهما بطرق عن مجاشع نحوه ، وقد حصل نحو قصة مجاشع لغيره أيضا ، انظر «سنن النسائي» ٧ / ١٢٧ ، ١٢٩ ، «ومسند أحمد» ٤ / ٢٢٣ ، ولمعناه شاهد من حديث ابن عباس ، أخرجه أبو داود في «سننه» ، والترمذي في «سننه» ٤ / ١٤٨ بتحقيق أحمد شاكر ، وقال : حسن صحيح ، والنسائي في المكان المذكور من «سننه» ، وأحمد في «مسنده» ١ / ٢٦٦ و ٣٥٥ ، والدارمي في «سننه» ٢ / ٢٣٩.


١٠ ١ / ١٠ خ ـ م ـ س ، وعائذ بن عمرو المزني (*) :

وهو ابن عمرو بن هلال بن عبيد بن يزيد بن رواحة بن زبيد بن عدي بن عامر ، وأخوه رافع بن عمرو ، وهم من مزينة.

ذكر محمد بن عاصم عن يسار بن سمير ، قال : ثنا عتّاب بن زهير بن ثعلبة ، قال : ثني مرداس ، عن أبيه ، قال : خرج أبو موسى الأشعري من أصبهان ، وولّى عائذ بن عمرو المزني في جماعة من أهل الكوفة وأهل البصرة ، وعائذ بن عمرو : أخو رافع بن عمرو ، وكان من أصحاب رسول الله ـ صلى الله

__________________

(*) له ترجمه في «الطبقات ، ٧ / ٣١ لابن سعد وفي «الثقات ، ٣ / ٣١٣ لابن جبّان ، وفيه : من أصحاب الشجرة ، وفي اصبهان» ١ / ٦٥ ، وفي «الاستيعاب ، ٣ / ١٥٢ و ، في «تهذيب الكمال» في ٢٢٤ / ٤ ، وفي «تجريد أسماء الصحابة» ١ / ٣٩٠ ، وفي الاصابة» ٢ / ٢٦٢ ، وفيه : أنّه كان ممّن بايع تحت الشجرة ، وثبت ذلك في «البخاري» ، في البخاري» ، وفي «التهذيب» ٥ / ٨٩.

تراجم الرواة :

تقدم رجال السند في ترجمه رقم ٤.

وفيه عتاب بن زهير : لم أعرفه ، ذكره أبو نعيم في «أخبارأصبهان» بسند شيخه أبي محمد ابن حيان ، عن محمد بن عاصم يلفظه ، وأيضا ذكر ابن حجر في «تهذيب» ٥ / ٨٩ طرفا منه ، وعزاء إلى أبي الشيخ ، ولكن جاء عنده : أنه مات في ولاية عبدالملك بن زياد ، فلعل هذا من تصرف الناسخ ، وهو خطاء ؛ لأن الموجود في أصل المرجع عبيدالله ، وهكذا نقله عن أبي الشيخ تلميذه أبو نعيم ، والمزي ، وصرح ابن حجرفي «التقريب ، ص ١٦٢ أيضا أنه توفي في ولاية عببدالله ، وكذا ابن عبد البر في «الاستيعاب» ٣ / ١٥٢ ، وابن الأثير وغيرهم ، ولم أعرف لزيادة أبنا بهذا الاسم ، والنص الذي يلي هذا يؤيد ما لاهبت إليه.


عليه وسلم ـ مات بالبصرة وقبره في شارع المربد
(١) عند المنارة ، ومات عائذ في ولاية عبيد الله بن زياد (٢). يكنى أبا هبيرة.

أخبرنا أبو يعلى ، قال : ثنا شيبان ، قال : ثنا جرير بن حازم ، قال : ثنا الحسن أنّ عائذ بن عمرو دخل على عبيد الله بن زياد.

وحدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا بندار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا قرة بن خالد ، قال : سمعت الحسن ، قال : قال عائذ بن عمرو لابن زياد : أيها الأمير ، إن شر الرعاء الحطمة ، فانظر أن لا تكون منهم. فقال : اسكت. إنما

__________________

(١) المربد : بكسر الميم ، وسكون الراء ، وفتح الموحدة ، موضع بالبصرة. انظر «اللباب» ٣ / ١٩٢.

(٢) وعبيد الله بن زياد بن أبي سفيان أبو أحمد : ولد سنة ٣٣ ه‍ ، وكان أميرا بالكوفة والبصرة وخراسان لمعاوية ولابنه يزيد. مات سنة ٦٦ ه‍. انظر «تعجيل المنفعة» ص ١٨٠.

تراجم الرواة :

أبو يعلى : هو أحمد بن علي بن المثنى. تقدم (في ت ٣ ح ٥) ، وهو حافظ ثقة.

وشيبان : هو ابن فروخ أبي شيبة الحبطي ـ بمهملة وموحدة مفتوحتين ـ أبو محمد. صدوق ، يهم ، ورمي بالقدر. وقال أحمد : ثقة ، وقال أبو الشيخ : «شيبان أثبت عندهم من هدب».

توفي سنة ست أو خمس وثلاثين ومائتين. انظر «التهذيب» ٤ / ٣٧٥ ، «والتقريب» ص ١٤٨.

جرير بن حازم : هو ابن زيد الأزدي أبو النضر ، وثّقه الجمهور ، وقال ابن حجر : ثقة ، لكن في حديثه عن قتادة ضعف ، وله أوهام إذا حدّث من حفظه ، مات سنة ١٧٥ ه‍ ، انظر المصدرين السابقين ٣ / ٧٠ ، «والتقريب» ص ٥٤.

والحسن : هو البصري. تقدم قريبا.

محمد بن يحيى بن منده أبو عبد الله الأصبهاني : حافظ حديث الثوري ، وقال أبو حاتم : صدوق ، ثقة ، من الحفاظ ، وقال أبو نعيم : مات سنة إحدى وثلاثمائة. انظر «الجرح والتعديل» ٨ / ١٢٥ ، و «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٢٢ ، «والطبقات» للمؤلف ٢٢١ / ٣.

بندار : هو محمد بن بشار بن عثمان العبدي البصري أبو بكر ، ثقة ، كثير الحديث ، مات سنة ٢٥٢ ه‍. انظر «التهذيب» ٩ / ٧٠ ، «والتقريب» ص ٢٩١.

عبد الرحمن : هو ابن مهدي ، تقدم في المقدمة ، في بداية فتح أصبهان.

قرة بن خالد : تقدم قريبا.

والحسن : هو البصري. ـ


أنت من نخالة أصحاب محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : وكانت لهم نخالة؟!

__________________

ـ مرتبة الإسناد والخبر وتخريجه :

رجال السند الأوّل رجال الحسن ، ورجال الثاني رجال الصحيح ، سوى محمد بن يحيى ، وهو ثقة حافظ كما تقدم ، إلا أنّ الحسن لم يسمع من عائذ كما في «المراسيل» لابن أبي حاتم ص ٤٣ ، فالسند منقطع ، والله أعلم ، والخبر صحيح بسند مسلم وغيره.

فقد أخرجه مسلم في «صحيحه» ١٢ / ٢١٥ باب الإمارة مع النووي من طريق شيبان به نحوه ، وفيه أن عائذا دخل على عبيد الله بن زياد ، فقال : «أي بني ، إني سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : إنّ شرّ ... ، فإيّاك أن تكون منهم» ، فقال له : اجلس ، فإنما أنت ... إلى قوله : «إنما كانت النخالة بعدهم في غيرهم».

وكذا أخرجه أحمد في «مسنده» ٥ / ٦٤ من طريق الحسن أيضا ، وأورده الحافظ في «الإصابة» ٢ / ٢٦٢ من رواية مسلم.

الحطمة : هو العنيف برعاية الإبل في السّوق والإيراد والإصدار ، لا يرفق بها في سوقها ومرعاها ، بل يحطمها ، ومنه سميت النار : «الحطمة» ، لأنها تحطم كل شيء.

انظر «النهاية» ١ / ٤٠٢ لابن الأثير ، «وشرح صحيح مسلم» للنووي ، ١٢ / ٢١٦.

والنخالة : في الأصل قشور الدقيق ، وكذا الحثالة ، والحقالة ، بمعنى واحد ، وهنا استعارة لهذا المعنى ، يعني : أنت من سقطهم ، ولست من فضلائهم وعلمائهم وأهل المراتب منهم ، فرد عليه عائذ كلامه ، وقال : «إنّما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم» ، قلت : وقد صدق ، وهذا الذي ينقاد له كل مسلم ، فإنّ الصحابة رضي‌الله‌عنهم كلهم هم صفوة الناس ، وسادات الأمة ، وأفضل ممن بعدهم ، وكلهم عدول قدوة لا نخالة فيهم ، وإنما جاء التخليط ممن بعدهم ، وفيمن بعدهم. من «شرح صحيح مسلم» السابق بالتصرف.


١١ ١ / ١١ النابغة الجعدي (*)(١) :

واسمه قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة بن جعدة (٢) بن كعب بن عامر ابن صعصعة ، وهو الشاعر ، يكنى أبا ليلى.

وقدم أصبهان مع الحارث بن عبد الله بن عبد عوف بن أصرم (٣) ، وكان سيّره معاوية إلى أصبهان ، وكان الحارث واليا عليها من قبل عليّ ، ثم من قبل معاوية ، ومات النابغة بأصبهان (٤) ، وله غير حديث.

__________________

(*) النابغة الجعدي : ـ بفتح الجيم وسكون العين المهملة ، نسبة إلى جده جعدة بن كعب ـ وإنما قيل له النابغة ، لأنه قال الشعر ، ثم بقي ثلاثين سنة لا يقوله ، ثم نبغ فيه ، فسمّي النابغة ، كما في مصادر تراجمه. وقد ترجم له ابن قتيبة في «الشعر والشعراء» ص ١٥٨ ، وابن جرير في «ذيل المذيل» ١٢ / ٥٠ ، وفي «الأغاني» ٤ / ١٢٦ لأبي الفرج ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٣ ، وفي «الاستيعاب» ٣ / ٥٨١ بهامش «الإصابة» ، وفي «مختار الأغاني» ٢ / ٤٢٢ ، و «تجريد الأغاني» ٢ / ٦١٣ ، وفي «أسد الغابة» ٥ / ٢ ، وفي «اللباب» ١ / ٢٨٢ ، وفي «تهذيب الأسماء» ٢ / ١٢٠ للنووي ، وفي «تاريخ الإسلام» ٣ / ٨٧ ، و «سير النبلاء» ٣ / ١١٩ ـ ١٢٠ ، «وتجريد أسماء الصحابة» ٢ / ١٠٠ ، وفي «الإصابة» ٣ / ٥٣٧ ، وفي «المطالب العالية» ٤ / ١٠٠ ، وفي «الأعلام» ٦ / ٥٨ للزركلي.

(١) على هامش الأصل بجوار اسم النابغة : (بلغ).

(٢) في أ ـ ه : (جعد) ، بدون الهاء المربوطة والتصويب من الأصل ، ومن «أخبار أصبهان» ١ / ٧٣.

(٣) في أ ـ ه ، (أحزم) ، وهو خطأ ، والتصويب من الأصل ، ومن المصدر السابق ، ومن «الإصابة» ٣ / ٥٤٠.

وفي المصادر المذكورة ، أنه طال عمره ، فقيل : عاش مائة وثمانين سنة ، وقيل : مائتين وأربعين سنة.

(٤) كذا هو في «أخبار أصبهان» ، «والإصابة».


(٢٥) وحدثنا أحمد بن إسحاق الجوهري (١) ، قال : ثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة ، قال : ثنا يعلى بن الأشدق العقيليّ ، قال : سمعت نابغة بن جعدة يقول : أتيت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فأنشدته :

بلغنا السماء مجدنا وثراؤنا (٢)

وإنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا

فقال : «إلى أين المظهر يا أبا ليلى؟».

فقلت : إلى الجنة ، فقال : «أجل إن شاء الله» (٣).

ولا خير في جهل (٤) إذا لم يكن له

حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا

__________________

(١) في الأصل : (الجوهر) ، والتصويب من «أخبار أصبهان» ١ / ١١٥ ، وكذا في أ ـ ه ، هذه النسبة إلى بيع الجوهر ، كما في «اللباب» ١ / ٣١٣.

(٢) في أ ـ ه : (بشرانا) ، وهو خطأ ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن «أخبار أصبهان».

وجاء عند ابن عبد البر في «الاستيعاب» ٣ / ٥٨٣ (سناؤنا) ، وفي رواية عبد الله بن جراد : «علونا على طرّ العباد تكرما». وجاء في «ديوان النابغة» ص ٥١ «مجدنا وجدودنا» ، وكذا في «الشعر والشعراء» ، «ومختار الأغاني» ، و «تجريد الأغاني» إلا أن فيهما سمّي النابغة حبان بن قيس ، وجاء في «جمهرة أشعار العرب» ٢٧٥ و ٢٨١ لأبي زيد القرشي ، وفيه «بلغنا السما مجدا وجودا وسؤددا» ، والمعتمد ما في أصل ديوانه.

(٣) زاد عبد الله بن جراد في روايته بعد قوله أجل : .. أنشدني من قولك ، فأنشدته ، «ولا خير في جهل ... ولا خير في حلم». البيتين.

(٤) في النسختين : (في حلم) ، وهو خطأ ، والتصويب من شعر النابغة ص ٦٩ ، وكذا من «أخبار أصبهان» ١ / ٧٣ ، «والاستيعاب» ٣ / ٥٨٣ و (في حلم) ، هذا في شطر بيت آخر هكذا نظمه :

ولا خير في حلم إذا لم يكن له

بوادر تحمي صفوه أن يكدّرا

تراجم الرواة :

أحمد بن إسحاق الجوهري أبو العبّاس ، يعرف بحمّويه الثقفي ، توفي سنة ثلاثمائة ، نزل المدينة ، ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٦٣ / ٣ ، وانظر «أخبار أصبهان» ١ / ١١٥.

إسماعيل بن عبد الله بن زرارة أبو الحسن الرقي : صدوق ، تكلم فيه الأزدي بلا حجة.

مات سنة ٢٢٩ ه‍. انظر «التهذيب» ١ / ٣٠٨ «والتقريب» ص ٣٤.

يعلى بن الأشدق العقيلي : شيخ كان بالرقة. قال ابن عدي : روى عن عمه عبد الله بن جراد ، وزعم أن لعمه صحبة ، فذكر له أحاديث كثيرة منكرة ، وهو وعمه غير معروفين. قال البخاري : لا يكتب حديثه. وقال أبو زرعة ليس بشيء ، لا يصدق. وكان ابن ١٢٠ سنة. انظر ـ


فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

«لا يفضض الله فاك». قال : فلقد رأيته وقد أتى عليه مائة سنة ونيف وما سقط له سن.

__________________

ـ «المجروحين» ٣ / ١٤١ ، «والميزان» ٤ / ٤٥٦.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

ضعيف به ، فيه يعلى بن الأشدق ، وقد تقدم الكلام عليه ، وسيأتي تخريجه قريبا ، أما الأبيات ، فانظر «شعر النابغة الجعدي» ص ٥١ وص ٦٨ وص ٦٩ في قصيدة طويلة وانظر «الشعر والشعراء» ص ١٥٨ لابن قتيبة الدينوري ، و «جمهرة أشعار العرب» ٢٨١ و ٢٨٥ لابن أبي الخطاب القرشي ، «والعقد الفريد» ١ / ٢٥٦ لابن عبد ربه ، وانظر «مختار الأغاني» ٢ / ١٥٨ ، «وتجريد الأغاني» ٢ / ٤٢٢.

تخريج الحديث :

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٣ و ٧٤ من طريق يعلى بن الأشدق مثله ، وأورده ابن حجر في «الإصابة» ٣ / ٥٣٩ ، فقال : أخرجه البزار والحسن بن سفيان في «مسنديهما» ، وأبو نعيم ... والشيرازي في «الألقاب» ، كلهم من رواية يعلى بن الأشدق ، قال : وهو ساقط.

قال أبو نعيم : رواه عن يعلى جماعة ، منهم : هاشم بن القاسم الحراني ، وأبو بكر الباهلي ، وعروة العرقي ، وداود بن رشيد ، وزاد : «ولا خير في حلم ... البيت». ومن طريقة أخرجه المؤلف أيضا بعد هذا الطريق ، ولكن في طريقهم جميعا يعلى ، وهو متكلّم فيه ، وقد أخرجه بسند آخر الحارث في «مسنده». كما في «المطالب العالية» ٤ / ١٠٠ ، وابن عبد البر في «الاستيعاب» ٣ / ٥٨٣ و ٥٨٤ بسنديهما من طريق الحسن بن عبيد الله العنبري ، قال : حدثني من سمع النابغة ... الخ. ففي سنديهما من لم يسمّ ، وقال ابن عبد البر : قد روينا هذا الخبر من وجوه كثيرة عن النابغة الجعدي من طريق يعلى بن الأشدق وغيره ، وذكر له ابن حجر في المصدر السابق أن يعلى توبع ، فقال :

فقد وقعت لنا قصيدته في «غريب الحديث» للخطابي ، وفي «كتاب العلم» للمرحبي وغيرهما ، من طريق مهاجر بن سليم عن عبد الله بن جراد ، وقال سمعت نابغة بني جعدة يقول : أنشدت النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قولي علونا السماء ... البيت فغضب فقال : «أين المظهر يا أبا ليلى»؟ قلت : الجنة. قال : «أجل إن شاء الله» ، ثم قال : «أنشدني من قولك». فأنشدته : ولا خير في حلم ولا خير في جهل. البيتين.

قلت : أما قول ابن حجر في يعلى أنه توبع مع أنه قال عنه ساقط : ففيه نوع من التساهل ، والساقط لا ينفعه المتابعة ، وثانيا أن في السند المتابع الذي ساقه عبد الله بن جراد. قال ـ


(٢٦) حدثنا أبو العباس البزّار ، قال : ثنا داود بن رشيد ، قال : سمعت يعلى بن الأشدق ؛ قال : سمعت النابغة يقول : أنشدت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فذكر مثله ، فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «أجدت. لا يفضض الله فاك».

__________________

ـ الذهبي : مجهول ، لا يصح خبره ؛ لأنه من رواية يعلى بن الأشدق الكذاب عنه ، وقال أبو حاتم : لا يعرف ولا يصح خبره : انظر «الميزان» ٢ / ٤٠٠.

وذكر أيضا أنّه رويناها مسلسلة بالشعراء من رواية دعبل بن علي الشاعر ، عن أبي نواس ، عن والبة بن الحباب ، عن الفرزدق ، عن الطرماح ، عن النابغة ، قلت : هذا السند أيضا لا يحتج به. فيه دعبل وغيره. قال الخطيب : وكان خبيث اللسان ، قبيح الهجاء ، وقد روى عنه أحاديث مسندة عن مالك وعن غيره ، وكلها باطلة ، نراها من وضع ابن أخيه إسماعيل بن علي الدعبلي ، فإنّها لا تعرف إلا من جهته. انظر «تاريخ بغداد» ٨ / ٣٨٢.

وكذا والبة بن الحباب ، قال الخطيب : وكان من الفتيان الخلعاء المجان. انظر المصدر السابق ١٣ / ٤٤٨.

والخلاصة : أنه لا يصح ، والله أعلم.

تراجم الرواة :

أبو العباس البزار : هو أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله. ثقة ، روى عن داود بن رشيد ، توفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين.

انظر «الطبقات» ٢١٤ / ٣ ، و «أخبار أصبهان» ١ / ١٠٥.

داود بن رشيد ـ بالتصغير ـ هو أبو الفضل الهاشمي مولاهم الخوارزمي ـ نزيل بغداد ـ ثقة.

مات سنة ٢٣٩ ه‍.

انظر «تاريخ بغداد» ٨ / ٣٦٧ «والتهذيب» ٣ / ١٨٤.

يعلى بن الأشدق : تقدم في السند قبله ، وهو ساقط متهم ، وذكره الذهبي في «النبلاء» ٣ / ١١٩ ، وفي «تاريخ الإسلام» ٣ / ٨٧ وقال : لا يصح.

مرتبة الإسناد : ضعيف جدا. تقدم تخريجه في الحديث ٢٥.

وقوله : لا يفضض الله فاك : أي لا يسقط الله أسنانك ، فعاش مائة وعشرين سنة لم تسقط له سن حسب قول الرّاوي ، وفضّه : كسره.

انظر «النهاية» ٣ / ٤٥٣ لابن الأثير.


١٢ ١ / ١٢ ٤ ومخنف بن سليم بن الحارث (*) :

ابن عوف بن ثعلبة بن عامر بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة بن الدول ابن سعد.

ولاه عليّ بن أبي طالب (١) ـ رضي‌الله‌عنه ـ أصبهان بعدما هلك يزيد بن قيس (٢).

حدثنا الحسن (بن) (٣) محمد ، قال : ثنا أبو زرعة ، قال : ثنا محمد بن العلاء أبو كريب ، قال : ثنا عمرو بن يحيى (بن عمرو) (٣) بن سلمة ، قال :

__________________

(*) مخنف ـ بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وبنون مفتوحة ـ ابن سليم بالتصغير له ترجمة : في «الطبقات» ٦ / ٣٥ لابن سعد وفي «ذيل المذيل» لابن جرير الطبري ٦ / ٣٦ ، وفي «الثقات» ٣ / ٤٠٥ لابن حبان ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٧٢ ـ ٧٣ ، وفي «الاستيعاب» ٣ / ٥٠٣ بهامش «الإصابة» وفي «أسد الغابة» ٤ / ٣٣٩ ، وفي «تجريد أسماء الصحابة» ١ / ١٩١ ، وفي «الإصابة» ٣ / ٣٩٢ ، وفي «التهذيب» ١٠ / ٧٨ ، وفي «الخلاصة» للخزرجي ص ٣٩٥ ، وفي «الأعلام» ٨ / ٧٥ للزركلي.

(١) تقدم في المقدمة عند فتوح أصبهان.

(٢) يزيد بن قيس : ترجم له المؤلف كما سيأتي بترجمة رقم ٢٠ ، وكذا هو في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٢ ، وفيه سكن الكوفة ، وله بها دار.

(٣) بين الحاجزين سقط من الأصل في الموضعين ، واستدركته من أ ـ ه ومن «أخبار أصبهان» ١ / ٧٢ و ٢ / ٣٤٣ ، ومن آخر الكلام ، حيث قال عمرو : سمعت أبي يحدث عن أبيه عمرو.

تراجم الرواة :

الحسن بن محمد بن الحسن الداركي : يروي عن الرازيين ، ثقة صدوق ، صاحب أصول.

مات سنة ٣١٧ ه‍. انظر «الطبقات» ٢٨٥ / ٣ للمؤلف «وأخبار أصبهان» ١ / ٢٦٨.

أبو زرعة : هو الرازي كما صرح به في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٢ ، وهو عبيد الله بن عبد ـ


سمعت أبي يحدث عن أبيه عمرو ، قال : كان عليّ بن أبي طالب استعمل يزيد ابن قيس على الريّ ، ثم استعمل مخنف بن سليم على أصبهان.

واستعمل على أصبهان عمرو بن سلمة ، فلما انفتل (١) عمرو بن سلمة ، عرض له الخوارج (٢) ، فتحصن في حلوان (٣) ومعه الخراج والهدية ، فلما انصرف عنه الخوارج ، أقبل بالهدية وخلف الخراج (٤) بحلوان ، فلما قدم عمرو ابن سلمة على عليّ رضي‌الله‌عنه أمره فليضعها في الرحبة (٥) ، ويضع عليها أمناءه حتى يقسمها بين المسلمين ، فبعثت (٦) إليه أم كلثوم بنت عليّ : أرسل

__________________

ـ الكريم. تقدم في ت ٣ ح ٧. ثقة ، من النقاد.

محمد بن العلاء : تقدم أيضا في ت ٤ ح ٢٠ ، ثقة حافظ.

عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة بن الحارث الهمداني الكوفي ، روى عن أبيه ، ثقة. انظر «التاريخ الكبير» ٦ / ٣٨٢ «والجرح والتعديل» ٩ / ٢٦٩.

أبوه : هو يحيى بن عمرو بن سلمة الكندي ، روى عن أبيه ، وعنه الثوري وشعبة وعاصم الأحول. انظر «التاريخ الكبير» ٨ / ٢٩٢ ، «والجرح والتعديل» ٩ / ١٦٧.

وعمرو : هو ابن سلمة بن الحارث الهمداني ، ويقال : الكندي ، ثقة.

قال ابن سعد : كان ثقة قليل الحديث. مات سنة ٨٥ ه‍. انظر «الطبقات» ٦ / ١٧١ لابن سعد ، «والتهذيب» ٨ / ٤٢ ، «والتقريب» ص ٢٦٠.

(٢) والخوارج : هم طائفة من أهل الأهواء ، يعتقدون إكفار علي وعثمان والحكمين وأصحاب الجمل وكل من رضي بتحكيم الحكمين ، والخروج على الإمام الجائر ، ولزمهم هذا الاسم لخروجهم عن الناس.

انظر «الفرق بين الفرق» ص ٥٥ لعبد القادر البغدادي ، «ولسان العرب» ٢ / ٢٥١.

(٣) تقدم تحديده في المقدمة عند خصائص أصبهان.

(٤) والخراج : مقدار معلوم يخرجه القوم في السنة مما تنتجه الأراضي المفتوحة صلحا ، وهم موظفون بها ، انظر «لسان العرب» ٢ / ٢٥٢.

(٥) الرحب ـ بالضم ـ : السعة ، وبالفتح الواسع ، والرحبة ، الساحة. يقال : رحبة المسجد أي ساحته. الجمع رحب ورحبات ، انظر «مختار الصحاح» ص ٢٣٧.

(٦) في الأصل : (فبعث) ، وهو خطأ ، والتصحيح من «أخبار أصبهان» ١ / ٧٢ ، ومن مقتضى القواعد.


إلينا (١) من هذا العسل الذي معك ، فبعث إليها بزقين (٢) من عسل وزقين من سمن ، فلما أن خرج عليّ إلى الصلاة عدها ، فوجدها تنقص زقين ، فدعاه فسأله عنهما ، فقال : يا أمير المؤمنين ، لا تسألني عنهما (٣) ، ثم تأتي بزقين مكانهما. قال : عزمت عليك لتخبرني ما قضيتهما (٤)؟.

قال : بعثت إليّ أم كلثوم فأرسلت بهما إليها ، قال أمرتك أن تقسم فيء (٥) المسلمين بينهم ، ثم بعث إلى أم كلثوم أن ردّي الزقين ، فأتي بهما (مع) (٦) ما نقص منهما ، فبعث إلى التجّار قوموهما مملوءتين وناقصتين ، فوجدوا فيهما نقص ثلاثة دراهم وشيئا ، فأرسل إليها أن أرسلي إلينا بالدراهم ، ثم أمر بالزقاق فقسمت بين المسلمين.

وقد روي عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حديثا لم يروه غيره.

(٢٧) حدثنا أبو يعلى ، قال : ثنا غسّان بن الربيع ، عن ثابت بن يزيد ،

__________________

(١) في أ ـ ه : (علينا) ، والصواب ما أثبته من الأصل.

(٢) الزق بالكسر : السقاء ، أو جلد يجزّ ولا ينتف للشراب وغيره ، نحو السمن والعسل ، يجمع على أزقاق وزقاق. انظر «القاموس» ٣ / ٢٤١.

(٣) في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٢ (فإنا).

(٤) في المصدر السابق ما قصتهما.

(٥) في أ ـ ه : (في) ، وهكذا عند أبي نعيم في المصدر السابق ، وفي الأصل غير واضح ، فلعل الصواب ما أثبته ، والله أعلم.

(٦) بين الحاجزين من المصدر السابق لأبي نعيم.

مرتبة الإسناد والخبر وتخريجه :

رجاله ثقات ، سوى يحيى بن عمرو بن سلمة ، سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم ، وقد ترجما له كما تقدم ، وروى عنه الأئمة : الثوري ، وشعبة ، وعاصم الأحول ، وغيرهم.

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٢ من طريق المؤلف وغيره مثله ، وقال في آخره : ورواه أحمد بن علي بن الجارود ، قال : ثنا أبو كريب ، سمعت عمرو بن يحيى بن سلمة الأرحبي ، فذكر نحوه.

تراجم الرواة :

أبو يعلى : هو أحمد بن علي بن المثنى. تقدم في ت ٣ ح ٥ ، وهو ثقة حافظ. ـ


عن ابن عون ، عن أبي رملة ، عن مخنف بن سليم ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«على كل أهل بيت في كل عام أضحية وعتيرة». وأبو رملة : اسمه عامر.

__________________

ـ غسان بن الربيع : هو الأزدي الموصلي ، قال الذهبي : «وكان صالحا ورعا ، ليس بحجة في الحديث» ، قال الدارقطني : ضعيف. وقال مرة : صالح. مات سنة ست وعشرين ومئتين.

انظر «الميزان» ٣ / ٣٣٤.

وثابت بن يزيد : لم يتبين لي ، هل هو الأودي ، أو الأحول البصري. أبو زيد؟ إذا كان الأول : فضعيف ، وإذا كان الثاني : فهو ثقة. توفي سنة ١٦٩ ه‍. الأول أيضا من الثامنة ، انظر «الميزان» ١ / ٣٦٨ ، «والتهذيب» ٢ / ١٨.

ابن عون : هو عبد الله بن عون بن أرطبان المزني ، مولاهم أبو عون البصري. كان ثقة ثبتا فاضلا ورعا ، كثير الحديث. مات سنة ١٥١ ه‍. انظر «التهذيب» ٥ / ٣٤٦ ، «والتقريب» ص ١٨٤.

أبو رملة : هو عامر : وقال ابن حجر : شيخ لابن عون ، لا يعرف. وقال الخطابي : مجهول ، والحديث ضعيف المخرج ، انظر «التهذيب» ٥ / ٨٤ ، «والتقريب» ص ١٦٢ ، «ومعالم السنن على سنن أبي داود» ٣ / ٢٢٦.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

ضعيف ، فيه أبو رملة عامر ، وهو مجهول. فالحديث ضعيف ، فقد أخرجه أصحاب السنن الأربعة : أبو داود في ٣ / ٢٢٦ في الضحايا ، والترمذي في ٥ / ١١٠ مع «التحفة» ، وقال : حسن غريب. والنسائي في «سننه» ٧ / ١٦٧ ، وابن ماجه في ٢ / ١٠٤٥. كلهم من طريق أبي رملة ، وزاد بعضهم «هل تدرون ما العتيرة؟ هي التي تسمونها الرجبيّة» ومن طريقه أحمد في «مسنده» ٥ / ٧٦ ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٣ ، وقال : رواه يزيد بن زريع ، ومعاذ بن معاذ ، وابن علية ، وأبو أسامة ، وثابت بن يزيد في آخرين ـ عن أبي رملة ـ ورواه ابن جريج ، عن حبيب بن مخنف ، عن أبيه ، وأخرجه أحمد في «مسنده» ٥ / ٧٦ ، من هذا الوجه ومن طريق عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن عبد الكريم ، عن حبيب بن مخنف ، قال : انتهيت إلى النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ .. وذكر الزيليعي في «نصب الراية» ٤ / ٢١٠ أنه رواه أحمد ، وابن أبي شيبة ، والبزار ، وأبو يعلى الموصلي في «مسانيدهم» ، والبيهقي في «سننه» ٩ / ٢٦٠ ، والطبراني في «معجمه» من طريق عبد الرزاق ، وقال ابن عبد البر في «الاستيعاب» ١ / ٥٠٤ : «لا أحفظ لمخنف بن سليم عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إلا حديث الأضحى ـ


(٢٨) وأخبرنا حامد بن شعيب ، قال : ثنا سريج بن يونس ، قال : ثنا ابن عليه ، عن ابن عون عن أبي رملة ، عن مخنف بن سليم أنّ النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال بعرفة :

«يا أيّها النّاس ، إن على كل أهل بيت أضحية وعتيرة».

__________________

ـ والعتيرة» ، وقال أيضا تحت ترجمة حبيب بن مخنف : حديثه عند عبد الكريم بن أبي المخارق لا يصح ، وذكر أيضا عن عبد الرزاق أنّه قال : لا أدري أعن أبيه أم لا؟ قلت : رجح ابن حجر في «الإصابة» ١ / ٣٠٩ عن أبيه بقوله : «والصواب ما رواه عبد الرزاق وغيره عن حبيب بن مخنف عن أبيه» ، وهكذا ذكره في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٣ ، وحديث مخنف هذا ذكره ابن حجر في «الفتح» ١٢ / ١٥ ط ـ ح وقال : ضعفه الخطابي ، ولكنه حسنّه الترمذي ، وجاء من وجه آخر عن عبد الكريم عن حبيب بن مخنف عن أبيه نحوه. «قلت : طريق حبيب عن أبيه أيضا ضعيف ، فيه عبد الكريم بن أبي المخارق ، وهو ضعيف كما في «التقريب» ص ٢١٧.

فالخلاصة : أنّ الحديث ضعيف. ضعفه الخطابي ، كما تقدم قوله ، وقول ابن عبد البر أنه لا يصح. وذكر الزيلعي أيضا في «نصب الراية» ٤ / ٢٠٨ قول عبد الحق فيه أنه قال : إسناده ضعيف ، وقال : علته الجهل بحال أبي رملة ، وقال ابن الجوزي : «وهذا متروك الظاهر ، إذ لا يسن العتيرة أصلا» انتهى.

وذكر الشوكاني في «نيل الأوطار» ٥ / ١٥٧ قول أبي بكر المعافري أن حديث مخنف بن سليم لا يحتج به «وله شاهد عند البيهقي في «سننه» ٩ / ٣٦٠ عن وفد قدموا على النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ نحوه ، ولكن في «مسنده» مبهمان» والله أعلم.

تراجم الرواة :

حامد بن شعيب : هو حامد بن محمد بن شعيب بن زهير أبو العباس البلخي ، ثقة ، روى عن سريج بن يونس ، مات سنة تسع وثلاثمائة.

انظر «تاريخ بغداد» ٨ / ١٦٩.

سريج بن يونس : هو ابن إبراهيم البغدادي أبو الحارث العابد. ثقة ، مات سنة ٢٣٥ ه‍.

انظر «التهذيب» ٣ / ٤٥٧ ، «والتقريب» ص ١١٧.

ابن علية : هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي ، مولاهم أبو بشر البصري المعروف بابن علية ، ريحانة الفقهاء ، وسيد المحدثين ، ثقة حافظ. توفي سنة ١٩٤ ه‍.

انظر المصدرين السابقين ١ / ٢٧٩ و ٣٢.

بقية الرواة تقدموا في السند قبله. تقدم تخريجه.


(٢٩) حدثنا محمد بن عبد الله بن رستة ، قال : ثنا سعيد بن عنبسه ، قال : ثنا ابن علية ومعاذ بن معاذ ، عن ابن عون ، قال : ثنا أبو رملة ، عن مخنف بن سليم ، قال : سمعت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : إنّ على كلّ مسلم في كل عام أضحية وعتيرة.

__________________

تراجم الرواة :

محمد بن عبد الله بن رستة : تقدم في ت ٣ ح ٨.

سعيد بن عنبسة : ترجم في «الميزان» لثلاثة أشخاص ، وزاد في «اللسان» شخصا آخر بهذا الاسم ، ولم يتبين لي من هو منهم. ولكن اثنان منهم من المجاهيل ، والثالث ضعيف جدا ، والرابع لم يطعن فيه بشيء. انظر «الميزان» ٢ / ١٥٤ ، «واللسان» ٣ / ٣٩.

معاذ بن معاذ : هو ابن نصر العنبري أبو المثنى البصري القاضي. ثقة متقن. مات سنة ست وتسعين ومائة.

انظر «التهذيب» ١٠ / ١٩٣ ، «والتقريب» ص ٣٤٠.

بقية الرواة تقدموا.

مرتبة الإسنادين :

كلاهما ضعيفان في الإسنادين. أبو رملة عامر وهو مجهول ، تقدم تخريجه في ح رقم ٢٧.


١٣ ١ / ١٣ وخالد بن غلاب الطائفي القرشي (*) :

من عمّال عثمان (١) على أصبهان ، وهو جد الغلابيين الذين هم بالبصرة. وفيما كتب إليّ محمد بن عبدان إجازة (٢) ، قال : ثنا الأحوص بن المفضل بن غسان ، بن خالد بن معاوية بن عمرو بن خالد بن غلاب ، قال : ثني محمد بن غسان ، قال : ثني خالد بن عمرو ، عن أبيه عمرو بن معاوية ، عن أبيه معاوية

__________________

(*) خالد بن غلاب ـ بفتح الغين المعجمة ، وتخفيف اللام ، وآخره موحدة ، كذا في «الإصابة» ١ / ٤١١ ، وزاد في «تبصير المنتبه» ٣ / ١٠٤٨ أن غلاب اسم أمه ، وضبطه ابن الأثير في «اللباب» ٢ / ٣٩٥ أنه بفتح المعجمة ، وتشديد اللام ، وأنه اسم والد خالد ، ثم قال : قد ذكر في هذه الترجمة غلاب بالتشديد اسم امرأة ، ولا يعرف إلّا بالتخفيف والبناء على الكسر ، مثل «قطام». قلت : فلا منافاة بين ضبطيهما ، فضبطه ابن الأثير على أنه اسم والده ، والحافظ ابن حجر على أنه اسم أمه ، أو اسم امرأة ، كذا ذكره أبو نعيم أنه اسم امرأة يقال : إنها أمه ، وأبوه الحارث. وقال المؤلف ـ كما سيأتي ـ : إنّ غلاب اسم امرأة.

وترجم له في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٩ ، وفي «أسد الغابة» ٢ / ٩٠ ـ ٩١ ، وفي «اللباب» ٢ / ٣٩٥ ، وفي «الإصابة» ١ / ٤١١.

(١) عثمان : هو ابن عفان الخليفة الثالث. تقدم في ت ٣ ح ١٤.

(٢) الإجازة : هي أن يأذن الشيخ لغيره أن يروي عنه مروياته أو مؤلفاته ، وفيها خلاف ، والمؤلف ممن يبطل العمل بها كما هو منقول عنه في كتب المصطلح ، ولا أدري كيف سوغه هنا ، وقد بيّنت ذلك في المقدمة ص ٧٤ من هذا الجزء في مبحث «أبو الشّيخ والمصطلح». انظر «الكفاية» ٣١١ ـ ٣٢٥ للخطيب ، «واختصار علوم الحديث» ١١٩ ـ ١٢٦ لابن كثير ، «وتوضيح الأفكار» ٢ / ٣١٠ للصنعاني.

تراجم الرواة :

محمد بن عبدان بن أحمد.

الأحوص بن المفضل : هو أبو أمية ، يروي عن أبيه «كتاب التاريخ» ، ولي قضاء البصرة ، وكان تاجرا ، ومات محبوسا في سجن البصرة سنة ثلاثمائة ، انظر «اللباب» ٢ / ٢٩٦. ـ


ابن عمرو ، عن أبيه عمرو بن خالد ، قال :

لما حصر الناس عثمان بن عفان ، خرج أبي يريد نصره ، وكان يتولى أصبهان ، فخرج من أصبهان ، فاتصل به قتله ، فانصرف إلى منزله بالطائف ، وقدمت في ثقل (١) أبي ، فصادفت وقعة الجمل (٢) ، فسمعت قوما من أهل الكوفة يقولون : إن أمير المؤمنين يقسم فينا نساءهم ، فأتيت الأحنف (٣) ، فقلت :

يا أعرابي سمعت كذا وكذا ، فقال : امض بنا إلى أمير المؤمنين ، فدخلنا على علي بن أبي طالب ، فقال : إن ابن أخي أخبرني كذا وكذا ، فقال : معاذ الله يا أحنف! ثم قال : من هذا؟ قال : عمرو بن خالد. قال : ابن غلاب؟ قال : نعم ، قال : أشهد ، لرأيت أباه بين يدي رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وذكر الفتن ، فقال : يا رسول الله .. أدع الله أن يكفيني الفتن ، فقال :

«اللهم اكفه الفتن ، ما ظهر منها وما بطن».

وقيل في ذلك :

كفي فتن الدنيا بدعوة أحمد

ففاز بها في الناس ما ناله خسر

__________________

ـ محمد بن غسان : ذكره الحافظ ابن حجر في «تبصيره المنتبه» ٣ / ١٠٣٦ ، ولم يزد على قوله : روى عنه أخوه المفضل.

خالد بن عمرو : لم أعثر له على ترجمة.

عمرو بن معاوية : لم أعثر له على ترجمة.

معاوية بن عمرو : وقد ينسب إلى جدّ أبيه ، يعني غلاب ، وهكذا نسبه في «التبصير» ٣ / ١٠٤٨ ثقة. انظر «التهذيب» ١٠ / ٢١٥ ، «والتقريب» ص ٣٤٢.

عمرو بن خالد بن غلاب : لم أعثر له على ترجمة.

(١) ثقل بفتحتين ، متاع المسافر وحشمه. انظر «مختار الصحاح» ص ٨٥.

(٢) وقعة الجمل : معركة وقعت بين علي وعائشة سنة ٣٦ ه‍ ، بالبصرة. انظر التفصيل ـ إن شئت ـ في «تاريخ خليفة» ١٨١ ـ ١٨٣ ، و «تاريخ الطبري» ٥ / ١٩٩ ـ ٢٢٢.

(٣) الأحنف : هو ابن قيس ، سيأتي بترجمة رقم ١٦ ، وهو ثقة مخضرم.


ظواهرها جمعا وباطنها معا

فصح له في أمره السر والجهر

رواه علي المرتضى عن محمد

ففي مثل هذا ما يطيب (١) به النشر

ومن ولده معاوية بن عمرو بن غلاب ـ وغلاب امرأة ـ ومحمد بن غسان ، وغسان بن الفضل ، والمفضل بن غسان الغلابي (٢)(٣).

__________________

(١) في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٩ : (له).

(٢) في المصدر السابق : (الغلابيون).

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٩ من طريق المؤلف مثله ، وأورده ابن الأثير في «أسد الغابة» ٢ / ٩٠ من طريق أولاد خالد بن غلاب بلفظه ، وقال : هذا الحديث غريب تفرد به أولاده ، وكذا أورده ابن حجر في «الإصابة» ١ / ٤١١ بإسناد ابن منده بمثل لفظ المذكور هنا ، ونقل عنه أنه قال : «غريب تفرد به أولاده».

(٣) والخبر عند أبي نعيم في المصدر السابق.


١٤ ١ / ١٤ وحممة الدوسي (*) :

من أصحاب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مات بأصبهان مبطونا.

(٣١) حدثنا أبو بكر الجارودي وأبو عبد الرحمن المقرىء ، قال : ثنا يونس بن حبيب ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن داود الأودي ،

__________________

(*) حممة : هو ابن أبي حممة الدوسي ـ بفتح المهملة ، وسكون الواو. نسبة إلى دوس بن عدنان ، بطن من الازد ـ مات بأصبهان مبطونا وقبره بباب المدىينة باب تيره ، فشهد له ابو موسى أنه سمع الني ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن حممة يموت شهيدا ، وذكر له الامام أحمد في «الزهد» ص ٢٣١ قصة مع تلميذه هرم بن حيان من طريق مطر الوراق ، قال : بات هرم بن حيان العبدي عند حممة صاحب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : فبات حممة يبكي ليلة كلها ، حتى أصبح ، فلما أصبح ، قال له هرم : يا حممة ما أبكاك؟ قال : ذكرت ليلة صبيحتها تبعثر القبور ، فيخرج من فيها. قال : وبات حممة عند هرم : فبات ليلته حتى أصبح ، فسأله حين أصبح : ما الذي أبكاك؟ قال : ذكرت ليله صبيحتها تناثر النجوم السماء ، فأبكاني ذلك. قال : وكانا يصطحبان أحيانا بالنهار ، فيأتيان سوق الريحان ، فيسألان الله الجنة ويدعوان ، ثم يأتيان الحدادين ، فيعوذان من النار ، ثم يتفرقان الى منازلهما. وترجم له في «أخبار أصبهان» ١ / ٧١ ، وفي «الاستيعاب» ١ / ٣٩٢ ، وفي «أسد الغابة «٢ / ٥٣ ، وفي «تجريد أسماء الصحابة «٣ / ٩٧ ، وفي «المجتمع» ٢ / ٣١٧ و ٩ / ٤٠٠ ، وفي «الإصابة» ١ / ٣٥٥.

تراجم الرواة :

أبو بكر الجارودي : هو محمد بن علي بن الجارود ، ثقة. توفي سنة ٣٢٥ هـ. ترجم له المؤلف في «٢٤٧ / ٣ ، وانظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٤٩.

أبو عبد الرحمن المقري : هوعبدالله بن محمد بن عيسى ، كثير الحديث ، حسن المعرفة ، توفي سنة ست وثلاثمائة ، انظر «أخبارأصبهان» ٢ / ٦٧.

يونس بن حبيب : سيأتي بترجمة رقم ٢٤٩ ، وهو ثقة.

وأبو داود : هو الطيالسي ، سيأتي بترجمة رقم ٩٣ ، وهو حافظ ثقة.

أبو عوانة : هو الوضاح بن عبدالله اليشكري ، تقدم في ت ٤ ح ١٨ ، وهو ثقة ثبت. ـ


عن حميد بن عبد الرحمن الحميري ، عن حممة رجل من أصحاب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ غزا أصبهان مع الأشعري ، وفتحت أصبهان في زمن عمر ، فقال : أللهم إن حممة يزعم أنه يحب لقاءك ، أللهم إن كان صادقا فاعزم له بصدقه ، وإن كان كاذبا فاحمل عليه ، وإن كره ، أللهم لا ترجع حممة من سفره هذا (١). فمات بأصبهان ، فقام الأشعري ، فقال : يا أيها الناس ، إنّا والله ما

__________________

ـ داود الأودي : هو داود بن عبدالله ابو العلاء الكوفي. قال أحمد : شيخ ثقة قديم ، وهو غير عم ابن إدريس ، وعن يحيى ، ثقة ، وروى عباس الدوري عن يحيى : ليس بشيء. قال : فيحرر هذا لأن هذا في ـ داود بن يزيد ـ وهو ضعيف ـ هذا ما ذكره الذهبي في «الميزان» ٢ / ١٠ ، ووافقه ابن حجر ، حيث قال : (إن قول ابن معين «ليس بشيء في حق ابن يزيد لا في حق داوود الأودي). وقال : إن أبا العلاء الأودي ثقة ، انظر «التهذيب» ٣ / ١٩١ ،» والتقريب» ص ٩٦.

(١) في «أخبار أصبهان» ١ / ٧١ : (فأخذه الموت) ، وفي «كتاب الجهاد» ص ١١٤ : (فأخذه بطنه) ، وعند أحمد والطبراني فأخذه البطن ، فمات بأصبهان.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

فقد أخرجه ابن المبارك في «كتاب الجهاد» ص ١١٤ ، وأبو داود الطيالسي في «مسنده» ٢ / ١٤٢ ، بترتيب الساعاتي ، وأحمد في «مسنده» ٤ / ٤٠٨ ، والطبراني في «الكبير» (٤ / ٦١) حديث ٣٦١٠ ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٧١ ، وابن عبد البر في «الاستيعاب» ١ / ٣٩٢ ، وابن الأثير في «أسد الغاية» ٢ / ٥٣ ، وابن حجر في «الإصابة» ١ / ٣٥٥ ، وقال : رواه أبو داود ومسدد والحارث في «مسانيدهم» قلت : كلهم من طريق أبي عوانة ، عن داود الأودي ، عن حميد بن عبد الرحمن به.

وقال الهيثمي في «المجمع» ٩ / ٤٠٠ بعد أن عزاه إلى أحمد : رجاله رجال الصحيح ، غير داود بن عبد الله الأودي ، وهو ثقة ، فيه خلاف ، وقال ٢ / ٣١٧ بعد أن عزاه إلى «الكبير» : رجاله رجال الصحيح ، وفيه داود الأودي ، وثّقه ابن معين في رواية وضعّفه في أخرى.

قلت : قد أشرت في ترجمة الأودي أن الذهبي وابن حجر قد صرّحا أن قول ابن معين في تضعيف داود ـ بأنه ليس بشيء ـ ليس في حق داود الأودي ، إنما هو في داود بن يزيد ، فالأودي ثقة بلا خلاف كما تقدم ، فالحديث صحيح. ـ


سمعنا ، فما سمعنا من نبيكم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ولا مبلغ علمنا ، إلّا أن حممة شهيد.

__________________

ـ فائدة :

جاء في رواية ابن المبارك : داود بن عبد الرحمن ، وهو خطأ ، إنما هو عبد الله كما تقدم ، وثانيا : لأنه هو الذي روى عنه أبو عوانة ، ويروي عنه حميد بن عبد الرحمن.

وجاء عند ابن عبد البر : داود بن عبد الله الأزدي ، وهو خطأ ، وإنما هو الأودي كما تقدم في مصادر ترجمته ، والله أعلم ...


١٥ ١ / ١٥ عبد الله بن عبد الله بن عتبان الأنصاري (*) :

من عمال عمر (١).

وذكر محمد بن عاصم عن أبي الحسن بن حمويه قال : حدثني أبي ، قال : ثنا عبد الله بن مصعب بن الزبير ، قال : لما قدم عمار (٢) الكوفة ، كتب عمر بن الخطاب إلى عبد الله بن عبد الله بن عتبان أن سر إلى أصبهان ، فخرج حتى لحق بأصبهان ، وكان أول من لقي الاستندار (٣) فقتله وسمي ذلك الرستاق : رستاق الشيخ.

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٤ ، وفي «أسد الغابة» ٣ / ١٩٩ ، وفي «تجريد أسماء الصحابة» ١ / ٣٢١ ، وفي «الإصابة» ٢ / ٣٣٦ ـ ٣٣٧.

(١) هو ابن الخطاب الخليفة الثاني ، تقدم في المقدمة في بداية فتوح أصبهان.

(٢) في «أخبار أصبهان» : بزيادة (أميرا).

(٣) والاستندار : وهو أمير المحافظة والمنطقة ، ولم يزل يستعمل إلى الآن في إيران بهذا المعنى.

والرستاق : يطلق على كل موضع ذات قرى دون المدن.

انظر «معجم البلدان» ١ / ٣٨. قلت : متروك استعماله الآن.

تراجم الرواة :

محمد بن عاصم : سيأتي بترجمة رقم ١٦٩ ، وهو صاحب الجزء العالي. أبو الحسن بن حمويه : لم أعثر عليه ، وكذا أبوه.

عبد الله بن مصعب : هو ابن ثابت بن عبد الله بن الزبير ، تقدم في ت ٣ ح ١٤.

عمار : هو ابن ياسر ، تقدم أيضا في ترجمة ٣ ح ١٤.

مرتبة الإسناد وتخريجه :

في إسناده من لم أعرفه. وانظر «تاريخ الأمم والملوك» ٤ / ٢٤٧ ، «وأخبار أصبهان» ١ / ٢٤ ، و ٦٤ «والكامل» لابن الأثير ٣ / ٨ ، «ومعجم البلدان» ١ / ٢٠٩ ، و «البداية» ٧ / ١٠٦.


قال أهل التاريخ : عبد الله بن عبد الله بن عتبان : أنصاري من أصحاب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو الذي كتب الصلح بينه وبين أهل مدينة جيّ (١).

قال محمد بن عاصم : حدثني ابن أخي هناد ، عن شعيب بن إبراهيم ، عن سيف ، عن محمد (٢) والمهلب وطلحة وعمر وسعد (٣) ، قال : لما رأى عمر ابن الخطاب (٤) يبعث عليه في كل عام حربا (٥) ، وجه الأمراء من أهل البصرة بعد فتح نهاوند.

وكان بين عمل عمار بن ياسر أميران ، أحدهما عبد الله بن عبد الله بن

__________________

(١) النص في «أسد الغابة» ٣ / ١٩٩ نقلا عن المؤلف ، وكذا في «الإصابة» ٢ / ٣٣٦ ، وانظر «البداية» ٧ / ١١٢ ، وفيه : والصحيح أنه هو الذي فتح أصبهان وصالح أهلها ، وقيل : النعمان ابن مقرن». قلت : هو مرجوح ؛ لأنه استشهد على الصحيح بنهاوند.

(٢) في النسختين : بزيادة (بن) بين محمد والمهلب ، وهو خطأ ، والتصويب : من «تاريخ الطبري» ٤ / ٢٤٨ ، «وأخبار أصبهان» ١ / ٦٤ ، ومحمد : هو ابن عبد الله بن سوادة ، والمهلب : هو ابن عقبة ، كما في المصدر السابق لأبي نعيم.

(٣) في النسختين هكذا ـ سعد ـ وجاء عند الطبري وأبي نعيم في المصدرين السابقين (سعيد). لم يتبين لي الصواب.

(٤) زاد أبو نعيم في المصدر السابق (أن يزدجرد) يبعث. انظر ١ / ٢٣.

(٥) وزاد أبو نعيم بعد «حربا». «وقيل له : لا يزال هذا الدأب حتى يخرج من مملكته إذن للناس في الانسياح في أرض العجم حتى يغلبوا يزدجرد على ما كان في يد كسرى ، فوجه الأمراء ..».

تراجم الرواة :

ابن أخي هناد : لم أعرفه.

شعيب بن إبراهيم : هو راوية كتب سيف عنه ، وهو كوفي فيه جهالة. انظر «الميزان» ٢ / ٢٧٥.

سيف : هو ابن عمر التميمي الكوفي ، صاحب كتاب «الردة والفتوح» ، ضعيف في الحديث ، عمدة في التاريخ. انظر «التقريب» ص ١٤٢.

ومحمد : هو ابن إسحاق بن يسار. تقدم في ت ٣ ح ٩.

محمد والمهلب : تقدما.

وطلحة : هو ابن الأعلم. وعمر : هو ابن محمد بن تمام ، كما في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٤.


عتبان ، وفي زمانه كانت وقعة نهاوند ، وزياد بن حنظلة ، وكان من المهاجرين ، فعمل قليلا واستعفى فأعفي ، وولي عمار بن ياسر بعد زياد ، وكان مكانه ، وأمدّ أهل البصرة بعبد (١) الله بن عبد الله ، وأمدّ أهل الكوفة بأبي موسى ، وبعث إلى عبد الله بلواء ، وأمره أن يسير إلى أصبهان ، وكان شجاعا بطلا من وجوه الصحابة من وجوه الأنصار (٢) ، فخرج ومعه من جند النعمان (٣) نحو جند قد اجتمع له من أصبهان ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، ودعا الشيخ (٤) إلى البراز ، فبرز له عبد الله بن ورقاء ، فقتله وانهزم أهل أصبهان ، فسار الاستندار إلى الصلح (٥) ، ودخل أبو موسى وعبد الله مدينة جيّ ، وكتب بذلك إلى عمر واغتبط ، وقدم كتاب عمر إلى عبد الله ، أن سر حتى تقدم على سهل بن عدي ، فتجامعه على قتال من بكرمان ، فخرج واستخلف على أصبهان السائب بن الأقرع (٦) ، وهذا كتاب الصلح :

«بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب من عبد الله للفاذوسفان وأهل (٧) أصبهان وحواليها :

أنكم آمنون ما أديتم الجزية ، وعليكم الجزية على قدر طاقتكم ، في كل سنة تؤدونها إلى الذي (٨) يلي بلادكم على كل حالم ، ودلالة المسلم ، وإصلاح

__________________

(١) في أ ـ ه : (بعد عبد الله ..) ، وهو خطأ ، والتصويب من الأصل.

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٤ ، مع تفاوت ، وفي ٢٤ و ١٥ أيضا ، «وتاريخ الطبري» ٤ / ٢٤٦ و ٢٤٧ ، وجاء عندهم مفصلا.

(٣) هو النعمان بن مقرن ، تقدم في المقدمة في بداية فتوح أصبهان.

(٤) وهو شهر براز جاذويه ، شيخ كبير لهم ، كما في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥.

(٥) في أ ـ ه : (في) بدل (إلى) ، وما أثبته من الأصل هو الصواب.

(٦) انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥ ، «وتاريخ الطبري» ٤ / ٢٤٦ ـ ٢٤٨ ، و «الكامل» لابن الأثير ٣ / ٨ ـ ٩ بإيجاز. ولكن إسنادهم ضعيف من حيث الصناعة الحديثية ؛ لأنه من طريق شعيب بن إبراهيم ، وهو راويه. كتب سيف بن عمر عنه ، قال الذهبي : فيه جهالة ، انظر «الميزان» ٢ / ٢٧٥ ، وكذلك شيخه سيف بن عمر الضبي التميمي. ضعيف في الحديث إلّا أنه عمدة في التاريخ ، كما قال الحافظ في «التقريب» ص ١٤٢.

(٧) في النسختين ، (من) ، والتصحيح من «تاريخ الطبري» ٤ / ٢٤٨ ، و «أخبار أصبهان» ١ / ٢٦.

(٨) في النسختين : (في) ، وما أثبته من المصدرين السابقين.


طريقه ، وقراه يومه وليلته ، وحملان الراجل إلى مرحلة. لا تستطيلوا (١) على مسلم للمسلمين نصحكم وأداء ما عليكم ، ولكم الأمان ما فعلتم. فإن غيرتم (٢) شيئا ، أو غيره مغير منكم لم تسلموه ، فلا أمان لكم ، ومن سب مسلما بلغ منه ، ومن ضربه (٢) قتلناه. وكتب شهد عبد الله (٣) بن قيس ، وعصمة بن عبد الله ، وعبد الله بن ورقاء (٤).

عدد من دخل من الصحابة أصبهان.

عدد من دخل أصبهان من أصحاب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ثمانية عشر رجلا (٥) : ١ ـ الحسن بن علي ، ٢ ـ وابن الزبير ـ ٣ ـ وسلمان ، ٤ ـ وأبو موسى ، ٥ ـ وابنه موسى ، ٦ ـ وعبد الله بن عامر ، ٧ ـ وعبد الله بن بديل بن ورقاء ، ٨ ـ وبديل بن ورقاء (٦) ، ٩ ـ وعبد الله بن عبد الله بن عتبان ، ١٠ ـ وخالد بن غلاب ، ١١ ـ ومخنف بن سليم ، ١٢ ـ والنابغة ، ١٣ ـ وعايذ بن عمرو ، ١٤ ـ وحممة ١٥ ـ ومجاشع بن مسعود ، ١٦ ـ ورجل من بني سلم ،

__________________

(١) هكذا في النسختين ، وجاء في المصدرين السابقين ، «ومعجم البلدان» ١ / ٢١٠ (لا تسلطوا).

(٢) في «تاريخ الطبري» ٤ / ٢٤٨ ، (فإذا غيرتم) وفيه (فإن ضربه) بدل (من ضربه).

(٢) في «تاريخ الطبري» ٤ / ٢٤٨ ، (فإذا غيرتم) وفيه (فإن ضربه) بدل (من ضربه).

(٣) عبد الله بن قيس : هو أبو موسى الأشعري ، وعصمة هو ابن عبد الله بن عبيدة بن سيف بن الحارث. من «أخبار أصبهان» ١ / ٢٤. وعبد الله بن ورقاء : هو الرياحى.

(٤) ذكره الطبري في «تاريخ الأمم» ٤ / ٢٤٨ ، عن شعيب ، عن سيف ، عن محمد وطلحة والمهلب وعمرو وسعيد ، قالوا : كتاب صلح أصبهان بسم الله .. الخ ، وبه مثله أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٦ وذكره الحموي في «معجم البلدان» ١ / ٢٠٩ و ٢١٠ مثله ، وذكر ابن كثير في «البداية» ٧ / ١١٢ أن عبد الله بن عبد الله كتب لهم كتاب أمان وصلح ، ولم يذكر نص الصلح ، وساقه الجميع من طريق شعيب بن إبراهيم ، وهو فيه جهالة كما تقدم ..

(٥) في أ ـ ه بزيادة : حدثنيه موسى ، وهكذا في هامش الأصل.

(٦) الراجح كما ذكرت سابقا أنه توفي قبل النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهكذا ذكره ابن الأثير (قولا واحدا) في «أسد الغابة» ١ / ١٧٠ أنه توفي قبل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.


١٧ ـ وعبد الله بن يزيد الخطمي ، ١٨ ـ ورافع بن خديج (١).

ما ذكر من أمر أصبهان الصلح منها.

حدثنا أبو علي بن إبراهيم ، قال : ثنا أسيد ، قال : سمعت أبا سفيان ، يقول : سمعت عصام بن يزيد ، قال : سمعت سفيان ، يقول : أصبهان صلح.

قال أبو الحسين : حدثني ابن ممكان ، وقال لي : أحمل إليك حط جدي يعني أبا سفيان ، فحمله إلي وإذا فيه مكتوب سمعت جبرا يقول : سمعت سفيان الثوري يقول : أصبهان صلح. أخذ صلحها عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب (٢).

حدثنا محمد بن محمد بن فورك ، قال : ثنا علي بن عاصم أخو محمد بن عاصم ، قال : سألنا الأنصاري عن أصبهان صلحا أو عنوة؟ فقال : ما أراها إلا عنوة. قال أبو الحسين : وسئل أبو عمرو الضرير عنه ، فقال : عنوة إلا قلاعا منها.

وثنا محمد ، قال : ثنا علي ، قال : ثنا أبو سفيان في إسناد له ، قال : إذا

__________________

(١) وفاته أسماء بعض الصحابة الذين دخلوا أصبهان. انظر مبحث المؤاخذات على المؤلف في مقدمة المحقق ص ١٢٢.

(٢) قلت : الثابت أن الذي أخذ الصلح ، هو عبد الله بن عبد الله الأنصاري كما تقدم ، ويمكن أن يقال : نسب إليهم لموافقتهم إياه بعد أن كتب الصلح وأخبرهم به ، والله أعلم.

تراجم الرواة :

أبو علي : هو أحمد بن محمد بن إبراهيم. ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٣١٢ / ٣ ، وقال : شيخ ثقة.

وأسيد : هو ابن عاصم بن عبد الله ، سيأتي بترجمة رقم ٢٤٣ ، وهو ثقة.

أبو سفيان : هو صالح بن مهران ، سيأتي بترجمة رقم ١٥٥ ، وهو ثقة.

عصام بن يزيد : هو ابن عجلان ، سيأتي بترجمة رقم ١٢٠.

سفيان : هو الثوري ، تقدم في ترجمة ٣.

أبو الحسين وابن ممكان : لم أعرفهما.

وجبر : هو عصام بن يزيد المذكور ، يعرف بجبر. ـ


اختلط الصلح بالعنوة كان صلحا كله.

حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى ، قال : ثنا محمد بن عصام بن يزيد ، قال : ثنا أبي ، عن سفيان الثوري ، قال : أصبهان صلح.

حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا محمد بن عصام (١) ، قال : ثنا أبو سفيان ، ثنا النعمان ، عن سفيان الثوري ، قال : أصبهان صلح (٢).

وحدثنا أبو صالح بن المهلب ، قال : سمعت أحمد بن مهدي يقول : مما يدل على أن أصبهان صلح ، أن بيوت النيران حين تركت على حالتها ، فلم تؤخذ ، ولم تهدم دليل على أنها صلح ، ولو كانت عنوة لاختاروا لأنفسهم ، ولم

__________________

تراجم الرواة :

محمد بن محمد بن فورك بن عطاء بن سمرة أبو عبد الله راوية عن الأصبهانيين عن محمد بن جبر وغيره. وقد تقدّمت ترجمته.

علي بن عاصم : ترجم له المؤلف وسيأتي بترجمة رقم ٢٤٧.

الأنصاري يبدو أنه محمد بن عبد الله بن المثنى أبو عبد الله البصري القاضي ثقة روى عنه سمويه الأصبهاني وغيره. مات سنة ٢١٥ ه‍. انظر التهذيب ٩ / ٢٧٤.

أبو الحسن : لم يتبين لي.

أبو عمر الضرير هو حفص بن عمر الأكبر البصري صدوق عالم بالحساب وأيام الناس ، قيل ولد أعمى. مات سنة ٢٢٠ ه‍ ، وقد جاوز السبعين وذكر آخرون بهذا اللقب والكنية. انظر «التقريب ٧٨.

محمد بن يحيى هو ابن مندة. تقدم في ت ١٠ ، وهو ثقة حافظ.

محمد بن عصام هو ابن يزيد ، سيأتي بترجمة ١٢٢.

وبقية الرواة تقدموا في السند قبله. والنعمان هو ابن عبد السلام ، سيأتي بترجمة رقم ٨١ وهو ثقة فقيه زاهد.

(١) في النسختين «بن عاصم» وهو خطأ والتصويب مما تقدم وهو الذي يروى عن أبي سفيان لا ابن عاصم.

(٢) وذكر أبو نعيم بسنده من طريق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الفايزاني العقيلي (قال) : سمعت عمي إسحاق بن إبراهيم يقول : سألت أحمد بن حنبل عن أصبهان ، فقال : هي صلح.


يتركوها ليعصوا الله فيها ويعبدون من دون الله ما قد روينا مع ساير الآثار صلح (١).

__________________

(١) قلت : الراجح أن بعضها فتح عنوة ، وبعضها صلحا ، ومما فتح صلحا مدينة جيّ (أصبهان) وشقها ، ومما فتح عنوة : شق التيمرة من أصبهان ورستاق الشيخ ورستاق بزخوار ورستاق جرم قاشان ، وسيأتي في بداية الطبقة الثانية رواية تؤيد ما قلت.

وذكرها أبو نعيم أيضا من طريق سعيد بن عبيد وعبد الله بن الوليد المري عن أشياخهم ... إلخ. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٢٩. اللهم إلا أن يقال : ـ حسب ما روى أبو سفيان صالح بن مهران ـ إذا اختلط الصلح بالعنوة كان صلحا كله ، وهذا الذي رجحه أبو الشيخ ، فاعتبره صلحا. والله أعلم.

تراجم الرواة :

أبو صالح بن مهلب : هو محمد بن الحسن بن المهلب ، سيأتي في ت ١٦٨.

أحمد بن مهدي : هو أبو جعفر ، سيأتي بترجمة رقم ٢٥٣ ، وهو ثقة.


الطبقة الثانية

١٦ ٢ / ١ ع الأحنف بن قيس (*) :

من بني تميم ، ثم من مضر.

روى عن عمر ، وعثمان ، وعلي ، والعباس بن عبد المطلب. يقال : صخر بن قيس أبو بحر ، ويقال : الضحاك بن قيس ، أدرك زمان رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ولم يلقه.

حكى أبو عبد الله محمد بن يحيى ، عن محمد بن نصر بن عبدة ، عن يحيى بن أبي بكير (١) ، عن سعيد بن عبيد ، قال : ثنا أشياخنا أن التيمرة وجرم قاشان افتتحهما الأحنف بن قيس عنوة ، ومنه سبى وثاب مولى ابن عباس.

__________________

(*) الأحنف بن قيس : هو ابن معاوية بن حصين بن عباد بن النزال السعدي التميمي ، الأحنف لقبه ، واختلف في اسمه. فقال البخاري في «التاريخ الكبير» ٢ / ٥٠ : اسمه «الضّحّاك» ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٢٤ مختلف في اسمه ، فقيل : صخر ، وقيل : الضّحّاك ، وهو مخضرم ، ولذا ذكره ابن حجر في القسم الثالث.

له ترجمة في «الطبقات» ٧ / ٩٣ ـ ٩٧ لابن سعد ، وفي «طبقات خليفة» ص ١٩٥ ، وفي «الزهد» ٢٣٤ ـ ٢٣٥ لأحمد ، وفي «التاريخ الكبير» ٢ / ٥٠ ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٢٤ ، وفي «المستدرك» ٣ / ٦١٤ ، وفي «الاستيعاب» ١ / ١٢٦ ، وفي «أسد الغابة» ١ / ٥٥ ، وفي «المجمع» ١٠ / ٢ ، وفي «البداية» ٧ / ١٢٧ ، لابن كثير ، وفي «الإصابة» ١ / ١٠٠ ، وفي «التهذيب» ١ / ١٩١.

(١) في النسختين : «بكر» ، والتصويب : من «أخبار أصبهان» ١ / ٢٢٥.


(٣٢) دعا له النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فيما كتب إلينا محمد بن عبدان ، وأجازه لنا ، قال : ثنا إسماعيل بن إسحاق ، قال : ثنا حجاج ، عن حماد بإسناد له (١) أن كتاب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ جاء إلى بني تميم ، فقال الأحنف : إلى ما يدعو؟ فقيل : إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فقال : قول حسن ، قال : فأخبر النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فدعا له.

__________________

تراجم الرواة :

أبو عبد الله محمد بن يحيى بن مندة. تقدم في ت ١٠ ، وهو ثقة حافظ.

محمد بن نصر بن عبده : سيأتي بترجمة رقم ٢٧٣ ، وهو ثقة.

ويحيى بن أبي بكير ، واسمه نسر ـ بفتح النون وسكون المهملة ـ.

الكرماني : كوفي الأصل ، نزل بغداد ، ثقة ، مات سنة ثمان أو تسع ومائتين. انظر «التهذيب» ١١ / ١٩٠.

سعيد بن عبيد : يبدو أنه أبو الهذيل الكوفي ـ والله أعلم ـ ثقة.

روى عنه الثوري وابن المبارك وغيرهما. انظر «التهذيب» ٤ / ٦٢.

مرتبة الإسناد وتخريج الخبر :

في إسناده من لم يسمّ. كذا أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٩ بسنده من طريق سعيد بن عبيد ، وعبد الله بن الوليد المري ، ومن طريق المؤلف في ١ / ٢٢٥ ، وزاد بعد قوله : مولى ابن عباس «والد يحيى» ، وفي الجميع راو لم يسمّ.

وثاب وابنه يحيى سيأتيان بترجمة رقم ٣٧ ، ٣٨.

(١) في أ ـ ه : «بإسناده» وسيأتي ذكر إسناده عند تخريج الحديث.

تراجم الرواة :

محمد بن عبدان : تقدم في ت ١٣ ح ٣٠.

إسماعيل بن إسحاق : ترجم في «الميزان» لشخصين بهذا الاسم :

أحدهما : كوفي ، والثاني : جرجاني. الكوفي منكر الحديث ، والجرجاني كان يضع الحديث. قاله أبو زرعة : انظر «الميزان» ١ / ٢٢١.

حجاج : هو ابن المنهال الأنماطي أبو محمد السلمي ، مولاهم البصري. ثقة ، مات سنة ٢١٦ أو ٢١٧ ه‍. انظر «التقريب» ص ٦٥.

حماد : هو ابن سلمة بن دينار ، تقدم في بداية المقدمة ، وهو ثقة. ورواه حماد عن علي ابن زيد ، عن الحسن ، عن الأحنف ، وعلي بن زيد ضعيف ، وسيأتي التفصيل في موضعه إن شاء الله.


حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر ، قال : ثنا عمرو بن علي ، قال : الأحنف بن قيس أبو بحر : اسمه صخر بن قيس (١).

حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر ، قال : ثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا معتمر ، قال : حدثني بعض أصحابي (عن أبي) (٢) ، عن

__________________

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده محمد بن عبدان : لم أعرفه ، وإسماعيل بن إسحاق ، وعلي بن زيد : فيه ضعف ، وقد حسّن بعض العلماء حديثه ، وله شاهد عند أحمد في «الزهد» كما سيأتي ، ورجاله ثقات سوى ، جبير بن حبيب ، لم أعثر له على ترجمة.

فقد أخرجه ابن سعد في «الطبقات» ٧ / ٩٣ ، والبخاري في «التاريخ الكبير» ١ / ٥٠ ، وأحمد في «مسنده» ٥ / ٣٧٢ ، والطبراني ، كما في «المجمع» ١٠ / ٢ ، وعزاه إلى أحمد أيضا ، وقال الهيثمي : «ورجال أحمد رجال الصحيح غير علي بن زيد ، وهو حسن الحديث».

والحاكم في «المستدرك» ٣ / ٦١٤ ، وسكت عنه الذهبي ، وابن عبد البر في «الاستيعاب» ١ / ١٢٧ ، وقال : «كان قد أدرك النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ولم يره ، ودعا له ، فمن هناك ذكرناه في الصحابة» ، ثم ساق الحديث بسنده عن حماد. وأخرجه ابن الأثير في «أسد الغابة» ١ / ٥٥ ، وأورده الحافظ ابن حجر في «الإصابة» ١ / ١٠٠ ، وابن كثير في «البداية» ٨ / ٣٢٦.

كلهم من طريق حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن الحسن ، عن الأحنف ، ولفظهم متقارب ، وهي : «قال الأحنف : بينما أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان ، إذ أخذ رجل من بني ليث بيدي ، فقال : ألا أبشّرك؟ قلت : بلى. قال : أتذكر إذ بعثني رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إلى قومك ، فجعلت أعرض عليهم الإسلام وأدعو إليه ، وقلت أنت : إنك لتدعونا إلى خير ، وتأمر به ، وإنه ليدعو إلى الخير ، فبلغ ذلك النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : اللهم اغفر للأحنف. فكان الأحنف يقول : فما شيء من عملي أرجى عندي من ذلك.

قال ابن حجر في المصدر السابق : تفرد به علي بن زيد ، وفيه ضعف ، وكذا أورده في «التهذيب» ١ / ١٩١ ، فقال : ويروى بسند لين أن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ دعا له.

قلت : له شاهد ، وذكره ابن حجر أيضا ، أخرجه أحمد في «الزهد» ص ٢٣٤ قال : ثنا أبو عبيدة الحداد ، ثنا عبد الملك بن معن ، عن جبير بن حبيب أن الأحنف بلغه رجلان دعاء النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فسجد. رجاله ثقات سوى جبير لم أعرفه.

تراجم الرواة :

تقدموا في ت ٥.

(١) وقد ذكرت الاختلاف في اسمه في بداية ذكر مصادر ترجمته.

(٢) بين الحاجزين من الأصل سقط من أ ـ ه.


الأحنف بن قيس ، قال : فيّ خلال ثلاث ، ما أذكرها (١) إلّا أن يعتبر رجل بخلق صالح :

ما أتيت باب سلطان قطّ إلا أن دعا ، ولا دخلت بين اثنين قطّ إلا أن يأمرانّي ، ولا خلفت (٢) أحدا بعده بسوء قطّ.

حدثنا أبو العبّاس الجمّال ، قال : ثنا الهيثم بن خالد ، قال : ثنا أبو السكيّن ، سمعته من أبي الحسن المدائني بفم (٣) الصلح في عسكر الحسن بن سهل سنة اثنتين ومئتين ، قال : قال الأحنف بن قيس : ثمانية إن أهينوا ، فلا يلوموا إلّا أنفسهم :

الآتي طعاما لم يدع (٤) إليه ، والمتآمر على ربّ البيت في بيته ، وطالب الفضل من أعدائه ، وراجي الخير من اللئام ، والمقبل بحديثه على من لا

__________________

(١) في أ ـ ه : (ذكرها) ، وهو خطأ.

(٢) في أ ـ ه : (خلقت) ، والصواب ما أثبته من الأصل.

تراجم الرواة :

محمد بن عبد الأعلى : لم أعثر له على ترجمة.

معتمر : هو ابن سليمان بن طرخان ، تقدم في ترجمة ٣ ، ثقة.

وأبوه سليمان أيضا. تقدم في ترجمة ٣ ، ثقة.

في إسناده راو لم يسمّ ومن لم أعرفه ، وذكر ابن كثير في «البداية» ٨ / ٣٢٧ الخلتين الأوليين بتفاوت يسير في اللفظ.

تراجم الرواة :

أبو العباس الجمال : هو أحمد بن محمد بن عبد الله ، تقدم في ت ٢ والهيثم بن خالد.

أبو السكّين : ـ بضم المهملة ـ مصغرا ـ : هو زكريا بن يحيى بن عمر الطائي الكوفي ، صدوق ، له أوهام ، وبها ليّنه الدارقطني. مات سنة ٢٥١ ه‍. انظر «التهذيب» ٣ / ٣٣٧ ، «والتقريب» ص ١٠٨.

أبو الحسن المدائني.

(٣) فم الصلح : هو اسم لنهر كبير فوق واسط ، بينها وبين جبل عليه عدة قرى ، وفيه كانت دار الحسن ابن سهل وزير المأمون. انظر «معجم البلدان» ٤ / ٢٧٦ ، «ومراصد الاطلاع» ٣ / ١٠٤٤.

(٤) في الأصل : «لم يدعى» والتصويب من أ ـ ه : ومن مقتضى القواعد.


يسمعه ، والجالس في المجلس الذي لا يستأهله ، والداخل بين اثنين في حديثهما من غير أن يدخلاه ، والمتقدم بالدّالة (١) على السلطان (٢).

حدثنا أبو العباس الجمال ، قال : ثنا أبو صالح الطائي ، قال : ثنا إسماعيل بن عليّة ، عن أيوب ، عن محمد ، قال : نبّئت أن عمر ذكر بني تميم ، فذمّهم ، فقام الأحنف ، فقال : يا أمير المؤمنين ائذن لي فلأتكلم ، قال : إنك ذكرت بني تميم بالذّم ، وإنما هم من الناس ، فيهم (٣) الصالح والطالح. فقال : صدقت ، فقفا بقول حسن ، فقام (٤) رجل كان يناوىء الأحنف ، فقال : يا أمير المؤمنين : ائذن لي فلأتكلم ، فقال : اجلس ، فقد كفاكم سيدكم الأحنف.

حدثنا أبو العباس ، قال ثنا أبو غسان ، قال : ثنا الأصمعي ، قال : فاخر

__________________

(١) أي المتقدم بالوسطاء ، والدلّ عبارة عن الحالة التي يكون عليها الإنسان من السكينة والوقار ، وحسن السيرة والطريقة ، واستقامة المنظر والهيئة ، انظر «النهاية» ٢ / ١٣١ لابن الأثير.

(٢) ذكر ابن عبد البر وابن الأثير أن الأحنف : كان أحد الجلّة الحلماء الدهاة الحكماء العقلاء. انظر «الاستيعاب» ١ / ١٢٨ ، «وأسد الغابة» ١ / ٥٥.

(٣) في «طبقات ابن سعد» ٧ / ٩٤ : فمنهم .. فعفا بقول حسن.

(٤) في المصدر السابق : فقام الحتات ، وكان يناوئه.

تراجم الرواة :

أبو العباس : تقدم قريبا.

أبو صالح الطائي : تقدم في ترجمة رقم ٢.

إسماعيل : هو ابن إبراهيم بن مقسم ، المعروف بابن عليّة : تقدم في ت ١٢ ح ٢٨.

وأيوب : هو ابن أبي تميمة السّختياني ـ بفتح المهملة ـ ثقة ثبت. مات سنة ١٣١ ه‍ ، انظر «التقريب» ص ٤١.

محمد : لعله ابن إسحاق بن يسار. تقدم في ت ٣ ح ٩ ، وهو صدوق ، إلّا أنه مدلس ، أو ابن سيرين ، وهو ثقة يروي عنه أيوب ، والله أعلم.

في إسناده انقطاع. أخرجه ابن سعد في «الطبقات» ٧ / ٩٤ من طريق أيوب ، عن محمد ، قال : نبئت فذكره مثله ، فهو منقطع أيضا.

تراجم الرواة :

أبو غسان : لم يتبين لي.

الأصمعي : هو عبد الملك بن قريب بن عبد الملك أبو سعيد الباهلي الأصمعي البصري ، ـ


رجل من بني تميم رجلا من قريش ، فقال : فينا أحلم العرب : الأحنف بن قيس (١).

حدثنا أبو علي بن إبراهيم ، قال : ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي ، قال : ثنا ابن عفير ، قال : ثنا عبد الرحمن بن القاسم ، صاحب مالك ، عن عبد الرحمن بن عمارة بن عقبة بن أبي معيط ، قال :

كنت فيمن حضر الأحنف بن قيس ، ومات بالكوفة ، فلما وضعناه في قبره ، وسوّينا عليه ، سقط قلنسوتي فأهويت لآخذها ، وإذا هو في فسح في قبره مد بصره (٢).

__________________

ـ صدوق ، سنيّ. مات سنة ٢١٦ ه‍ وقد قارب التسعين. انظر «التهذيب» ٦ / ٤١٥ ، «والتقريب» ص ٢٢٠. سنده منقطع.

(١) ذكر الحاكم في «المستدرك» ٣ / ٦١٤ أنه كان أحلم العرب ، وقال ابن كثير : وكان يضرب بحلمه المثل ، وله أخبار في حلمه سارت به الركبان.

قال الأحنف : وجدت الحلم أنصر لي من الرجال ، وقد انتهى إليه الحلم والسؤدد. انظر «البداية» ٨ / ٣٢٧.

تراجم الرواة :

أبو علي بن إبراهيم : تقدم في بداية المقدمة.

أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي : روى عن سعيد بن عفير ، وكان من الثقات الحفاظ. مات سنة تسع وسبعين ومائتين. انظر «تاريخ بغداد» ٣ / ٣٦٢ ، و ٣٦٣.

ابن عفير : هو سعيد بن كثير بن عفير ـ بالمهملة والفاء مصغرا ـ الأنصاري ، وقد ينسب إلى جده ـ كما هنا ـ صدوق ، عالم بالأنساب وغيرها. مات سنة ٢٢٦ ه‍. انظر «التهذيب» ٤ / ٧٤ ، «والتقريب» ص ١٢٥.

عبد الرحمن بن القاسم : هو ابن جنادة أبو عبد الله البصري الفقيه ، صاحب مالك ، ثقة.

مات سنة ١٩١ ه‍. انظر «التقريب» ص ٢٠٨.

عبد الرحمن بن عمارة : ـ لم أعثر له على ترجمة ـ.

(٢) قال ابن كثير : توفي الأحنف بالكوفة ، وصلى عليه مصعب بن الزبير ، ومشى في جنازته. انظر «البداية» ٨ / ٣٢٨ ، وكذا ذكر ابن الأثير في «أسد الغابة» ١ / ٥٥ ، وقال : توفي سنة سبع وستين.


١٧ ٢ / ٢ السائب بن الأقرع (*) :

(ابن عوف) (١) بن جابر بن سفيان بن سالم بن مالك بن حطيط بن جشم ابن ثقيف.

استخلفه عبد الله بن بديل على أصبهان ، وهو ابن عم عثمان بن أبي العاص الثقفي ، وكان ولّاه عمر بن الخطاب قسمة الغنائم بنهاوند ، وينسب إلى السائب من أهل أصبهان : الفضيل بن السائب ، وولده مصعب بن الفضيل ، وولده فيض بن مصعب. وكان للفيض سبعة عشر ابنا ، فمن ولده : المغيرة بن فيض ، وعصام بن الفيض ، وولده المكنّى : بأبي (٢) عمر بن عصام. وكانوا وجوه بلدنا ورؤسائها (٣).

__________________

(*) السائب : من الصحابة ، فكان من حقه أن يذكره المؤلف في الطبقة الأولى ـ الصحابة ـ لعله لم يثبت عنده صحته ، والله أعلم ولكن الراجح أنه صحابي ، ممن صرح بصحبته : البخاري في «التاريخ الكبير» ٤ / ١٥١ ، فقال : «له صحبة. أدرك النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ومسح برأسه» ، وكذا صرح به ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» ٤ / ٢٤٠ ، وابن الأثير ، وابن حجر ، وذكره في القسم الأول ، وله ترجمة في «الطبقات» ٧ / ١٠٢ لابن سعد ، والبخاري في المصدر السابق ، وابن أبي حاتم أيضا في المصدر السابق ، وابن حبان في «الثقات» ٣ / ١٧٣ ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٥ ، و ٣٤٢ ، والخطيب في «تاريخ بغداد» ١ / ٣٠٢ ، وفي «الاستيعاب» ٢ / ١٠٤ ، وفي «أسد الغابة» ٢ / ٢٤٩ ، وفي «تجريد أسماء الصحابة» ١ / ٢٠٤ ، وفي «الإصابة» ٢ / ٨.

(١) بين الحاجزين سقط من النسختين ، استدركته من مصادر ترجمته.

(٢) في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٥ : بأبي عمران عصام ، وهو خطأ ، والصواب ما أثبته من النسختين ، وهكذا جاء في المصدر السابق ١ / ٣٤٢.

فقال : وولده المكنى بأبي عمر بن عصام.

(٣) كذا في «أخبار أصبهان» وغيره ، من المصادر السابقة إجمالا وتفصيلا.


وحكي أنّ عبد الله بن معاوية (١) سأل الفضيل حاجة ، فلم يقضها ، فأنشأ يقول :

رأيت فضيلا كان شيئا ملففا

فكشفه (٢) التمحيص لما بدا ليا

أأنت أخي ما لم تكن لي حاجة

فإن عرضت أيقنت أن لا أخا ليا

كلانا غني عن أخيه حياته

ونحن إذا متنا أشد تغانيا (٣)

يقال : إن أبا عمر الجرمي (٤) قدم على الفيض بن محمد ، فأدّب أولاده ، فأعطاه عشرة آلاف ، وكان المحدثون (٥) يقدمون عليهم ، فيرجعون عنهم راضين (٦).

وحدثنا أحمد بن علي بن الجارود ، قال : ثنا أبو سعيد الأشج ، قال : ثنا

__________________

(١) هو عبد الله بن معاوية بن جعفر ، هكذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٦.

(٢) في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٦ : فأبرزه.

(٣) كذا ذكرها أبو نعيم في المصدر السابق ١ / ٧٦ ، وابن عبد البر في «بهجة المجالس» ١ / ٧٠٩ ، وهي ستة أبيات. انظر «عيون الأخبار» ٣ / ٧٥ ، لابن قتيبة ، «والكامل» ١ / ١٢٥ للمبرد ، «وزهر الآداب» ١ / ١٢٥.

(٤) أبو عمر الجرمي : هو صالح بن إسحاق النحوي ، سيأتي بترجمة رقم ١٥١.

(٥) في الأصل : (المحدثين) ، والتصويب من أ ـ ه ، ومن مقتضى القواعد.

(٦) كذا ذكره أبو نعيم ، فقال : فأعطاه عشرة آلاف درهم ، وكان من يقدم من المحدثين بأصبهان يصدرون عنه شاكرين راضين ، هذا ما ذكره في ١ / ٧٦ ، وأعاده في ١ / ٣٤٢ بلفظ المؤلف بعينه.

تراجم الرواة :

أحمد بن علي : تقدم في ت ٤ ح ١٦. ثقة من الحفاظ.

أبو سعيد الأشجّ : هو عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي. تقدم في نفس الترجمة والحديث السابق ١٦ ، وهو ثقة.

وكذا حفص بن غياث ، في نفس المكان ، وهو ثقة مأمون.

الشيباني : هو سليمان بن أبي سليمان فيروز ، ثقة حجة ، مات سنة ١٤٢ ه‍. انظر «التهذيب» ٤ / ١٩٧ ، «والتقريب» ص ١٣٤.

أبو عون الثقفي : هو محمد بن عبيد الله بن أبي سعيد الثقفي الكوفي الأعور. ثقة من الرابعة. انظر «التقريب» ص ٣٠٩. ـ


حفص بن غياث ، عن الشيباني ، عن أبي عون الثقفي ، عن السائب بن الأقرع ، أنه كان جالسا في إيوان كسرى ، فنظر إلى (١) تمثال يشير بأصبعه إلى موضع ، فوقع في روعي أنه يشير إلى كنز ، قال : فحفر ذلك المكان ، فاستخرج منه كنزا عظيما ، فكتبت إلى عمر (٢) ، فقال : اقسمه بين المسلمين.

__________________

ـ مرتبة الإسناد وتخريجه والخبر :

رجاله ثقات.

أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٤٢ من طريق المؤلف بلفظه ، والخطيب في «تاريخ بغداد» ١ / ٢٠٣ من طريق حفص به ، وابن حجر في «الإصابة» ٢ / ٨ ، وفيه عن الشعبي أن السائب شهد فتح مهرجان ، ودخل دار الهرمزان ، فرأى فيها ظبيا من حصن ، مادا يده ، فقال السائب : «أقسم بالله إنه يشير إلى شيء ، فنظر فإذا فيه خبيئة للهرمزان ، فيها سفط من جوهر» وقال ابن حجر : وروى ابن أبي شيبة من طريق الشيباني عن السائب نحوه.

(١) في «تاريخ بغداد» ١ / ٢٠٣ ، «فنظرت إلى إنسان».

(٢) في المصدر السابق : «فكتبت إلى عمر أخبره أن هذا شيء أفاء الله علي دون المسلمين ، فكتب إليّ عمر أن اقسمه» القصة ....


١٨ ٢ / ٣ أسيد بن المتشمس بن معاوية (*) :

(ابن) (١) عم الأحنف بن قيس ، قدم أصبهان غازيا مع أبي موسى الأشعري.

(٣٣) وروي عنه حديثا حدثناه أبو عبد الله محمد بن يحيى ، قال :

__________________

(*) أسيد بفتح الهمزة ـ وكسر المهملة ـ بن المتشمّس ـ بضم الميم ، وفتح المثناة والمعجمة ، وتشديد الميم المكسورة ، وبعدها مهملة ـ ثقة ، له ترجمة في «طبقات خليفة» ص ١٩٥ ، وجاء عنده ابن الملتمس ، وهو خطأ ، وفي «التاريخ الكبير» ٢ / ١٢ للبخاري ، «وأخبار أصبهان» ١ / ٢٢٦ ، وفي «الميزان» ١ / ٢٥٨ ، وفي «التهذيب» ١ / ٣٤٧ ، وفي «التقريب» ص ٣٦ ، و «الخلاصة» ص ٣٨.

(١) بين الحاجزين سقط من النسختين ، استدركته من مصادر ترجمته.

تراجم الرواة :

أبو عبد الله محمد بن يحيى بن مندة. تقدم في ترجمة ١٠ ، وهو ثقة.

مؤمل بن هشام : هو اليشكري بتحتانية أبو هشام البصري ، روى عن إسماعيل بن علية ، ثقة ، مات سنة ٢٥٣ ه‍. انظر «التهذيب» ١١ / ٣٨٣ «والتقريب» ص ٣٥٣.

إسماعيل بن علية : تقدم في ت ١٢ ح ٢٨ ، وهو ثقة ثبت.

يونس : هو ابن عبيد بن دينار العبدي أبو عبيد البصري ، ثقة ثبت فاضل. مات سنة تسع وثلاثين ومائة. انظر المصدرين السابقين ١١ / ٤٤٢ وص ٣٩٠.

الحسن : هو البصري ، تقدم في ت ٣ ح ٧ ، وهو ثقة مدلس ، إلا أنه جاء منه التصريح عند ابن ماجه ، وتقدم في ح ١٧.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

رجاله ثقات ، والحديث صحيح ، تقدم تخريجه في ح ١٧ و ١٨ ، وأخرجه البخاري في «التاريخ» ٢ / ١٢ ، وكذا أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٢٦ ، كلاهما بطرق عن الحسن ، عن أسيد به.


ثنا مؤمل بن هشام ، قال : ثنا إسماعيل بن علية ، عن يونس ، عن الحسن ، عن أسيد بن المتشمس ، قال : أقبلنا مع أبي موسى الأشعري من أصبهان ، فقال أبو موسى : ألا أحدثكم حديثا كان النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يحدثنا؟ قلنا : بلى ـ يرحمك الله ـ قال : فإن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كان يحدثنا أن بين يدي الساعة الهرج. قلنا : وما الهرج؟ قال : القتل .. ، فذكر الحديث.


١٩ ٢ / ٣ خ ٤ جبير بن حية بن مسعود (*) :

ابن معتب (١) بن مالك (بن كعب) (٢) بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف ، وكان يسكن الطائف (٣) ، وكان معلم كتاب ، ثم قدم العراق ، فصار من كتبة الديوان ، فلما ولي زياد أكرمه وعظمه وقربه ، فعظم شأنه ، وولاه أصبهان. وله بالبصرة أولاد ، منهم عاصم بن جبير بن حية ، وزياد بن جبير بن حية ، ولزياد بن جبير أحاديث مسندة.

(٣٤) حدثنا أبو أمية سلم بن عصام ، قال : ثنا بشر بن آدم ، قال : ثنا

__________________

(*) جبير بن حية ـ بمهملة ـ وتحتانية ثقيلة ـ له ترجمة في «التاريخ الكبير» ٢ / ٢٢٤ ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥٢ ـ ٢٥٣ ، وفيه يكنى أبا فراس الثقفي ، وفي «التهذيب» ٢ / ٦٢ ، وفي «التقريب» ص ٥٤ ، وفيه : ثقة جليل ، مات في خلافة عبد الملك بن مروان.

(١) في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥٢ : قعنب ، وهو خطأ ، والصواب ما أثبته من النسختين ، ومن مصادر ترجمته.

(٢) بين الحاجزين : سقط من النسختين ، استدركته من مصادر ترجمته.

(٣) الطائف ـ بعد الألف همزة في صورة الياء ـ هو وادي وج ، وهو بلاد ثقيف ، بينها وبين مكة اثنا عشر فرسخا. انظر «معجم البلدان» ٤ / ٩.

تراجم الرواة :

أبو أمية سلم بن عصام بن سالم : كان شيخا صدوقا صاحب كتاب ، توفي سنة ثمان وثلاثمائة. كذا ذكره المؤلف في «الطبقات» ٢٣٤ / ٣.

بشر بن آدم ـ بكسر أوله وسكون المعجمة ـ يبدو أنه ابن يزيد البصري الأصغر أبو عبد الرحمن ، صدوق ، فيه لين. مات سنة ٢٥٤ ه‍.

انظر «التهذيب» ١ / ٤٤٢ ، «والتقريب» ص ٤٤.


إسماعيل بن سعيد بن عبيد الله (١) الجبري (٢) ، قال : سمعت أبي يحدث عن زياد بن جبير بن حية ، عن أبيه ، عن المغيرة بن شعبة ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال :

«الراكب خلف الجنازة ، والماشي حيث شاء منها ، والطفل يصلّى عليه».

لا يروى هذا المتن إلا بهذا الإسناد.

(٣٥) حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد الثقفي ، قال : ثنا عباس بن يزيد

__________________

(١) في أ ـ ه : (عبد الله) ، والصواب ما أثبته من الأصل ومن مصادر ترجمته.

(٢) في أ ـ ه : (الجبيري) ، والصواب ما أثبته من الأصل ومن «التقريب». ص ١٢٤ ، وفيه : الجبري بضم الجيم والموحدة.

إسماعيل بن سعيد : قال أبو حاتم : شيخ أدركته ولم أكتب عنه ، وذكره ابن حبان في «الثقات». قال ابن حجر : صدوق ، وصحح الترمذي حديثه ، انظر «التهذيب» ١ / ٣٠٣ ، «والتقريب» ص ٣٣.

سعيد بن عبيد الله الجبري : بصري صدوق ، ربما وهم ، وقال أحمد وابن معين وأبو زرعة : ثقة. وقال النسائي : لا بأس به ، انظر المصدرين السابقين ٤ / ٦١ ، وص ١٢٤.

زياد بن جبير بن حية : قال أحمد : من الثقات ، وقال مرة : رجل معروف. قال ابن معين وأبو زرعة والنسائي : ثقة ، وكان يرسل. انظر «التهذيب» ٣ / ٣٥٨.

وأبوه جبير بن حية : هو المترجم له ، ثقة.

المغيرة بن شعبة تقدم في المقدمة في بداية فتوح أصبهان.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

إسناده حسن ، فهو حسن به ، فقد أخرجه الترمذي في «سننه» ٢ / ٢٤٨ به مثله ، وقال : «حسن صحيح» ـ وروى إسرائيل وغير واحد ، عن سعيد بن عبيد الله ، وكذا النسائي في «سننه» ٤ / ٥٦ من طريق بشر به وبطريق آخر في ٤ / ٥٥ ، وابن ماجه في «سننه» ١ / ٤٧٥ أيضا من طريق سعيد بن عبيد الله به ، ولكن بدون زيادة : (والطفل يصلى عليه) ، إلا أنه أخرج هذا الجزء بسند مستقل في ١ / ٤٨٣.

وأخرجه أحمد في مسنده ٤ / ٢٤٧ و ٢٥٢ بسنده عن سعيد ومنه به.


البحراني ، قال : ثنا إسماعيل بن سعيد بن عبيد الله الجبري ، قال : سمعت أبي سعيد بن عبيد الله يحدث عن زياد بن جبير ، عن أبيه ، عن المغيرة بن شعبة ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ (قال) (١) : «الخيل معقود في

__________________

(١) بين الحاجزين سقط من الأصل ، واستدركته من أ ـ ه.

تراجم الرواة :

محمد بن أحمد الثقفي : ترجم له المؤلف ، فقال : «من أهل المدينة ، كان من أولاد الملوك ، وكان أحد الثقات ، وكتبنا عنه» انظر ٢٣٢ / ٣ ، وقال أبو نعيم : «ثقة أمين». انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٤٤.

عباس بن يزيد البحراني : ـ بالموحدة والمهملة ـ منسوب إلى البحرين ، سيأتي بترجمة ١٦٧ ، وهو ثقة ، ومحله الصدق عند أبي حاتم ـ كما قاله عنه ـ بقية الرواة.

تقدموا في السند قبله.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

حسن بهذا الإسناد ، ومتفق عليه بغيره وبدون الزيادة الأخيرة : (وأهلها معانون عليها).

فقد أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» ٢ / ٢٢٤ ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥٣ ، كلاهما من طريق إسماعيل بن سعيد به مثله ، ولكن بدون الزيادة الأخيرة.

وأخرجه أبو يعلى في «مسنده» كما في «المطالب العالية» ٢ / ١٥٩ ، عن المغيرة بلفظ المؤلف مثله.

وأخرجه الشيخان : البخاري في «صحيحه». ٦ / ٣٩٤ ـ ٣٩٥ مع «الفتح» ، ومسلم في «صحيحه» ١٣ / ١٦ و ١٧ و ١٨ مع النووي ، اتفقا عن عروة بن أبي الجعد ، وابن عمر ، وأنس ، ومسلم ، عن جرير بن عبد الله أيضا. وأخرجه أبو داود في «سننه» ٣ / ٤٦ بسنده عن عتبة بن عبد السلمي في حديث طويل في آخره هذا الجزء ، ولكن في سنده راو مبهم.

وأخرجه الترمذي في «سننه» ٥ / ٢٦٣ مع تحفة الأحوذي ، عن أبي هريرة نحوه ، وفي الجهاد ٥ / ٣٤٤ عن عروة البارقي ، وقال في الاثنين : «حسن صحيح» ، وقال : وفي الباب عن ابن عمرو أبي سعيد ، وجرير وأبي هريرة ، وأسماء بنت يزيد ، والمغيرة بن شعبة ، وجابر بن عبد الله.

والنسائي في «سننه» (٦ / ١٨٣ و ١٨٤) ، عن أنس ، وابن عمر ، وجرير ، وعروة البارقي.

وابن ماجه في «سننه» ٢ / ٩٣٢ أيضا عن عروة ، وابن عمر ، وأبي هريرة.

وأخرجه مالك في «الموطأ» ص ٢٨٩ وأبو داود الطيالسي في «مسنده» ١ / ١٧٢ و ٢٤١ و ٢٤٢ كلاهما عن ابن عمر ، والطيالسي عن عروة البارقي ، وعن أبي هريرة. ـ


نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، وأهلها معانون عليها».

__________________

ـ وأحمد في مسنده ٢ / ١٣ و ٢٨ و ٥٧ و ١٠١ و ١١٢ عن ابن عمر ، وفي ٣ / ٣٩ عن أبي سعيد ، ولكن في سنده عطية العوفي ، وهو ضعيف ، وفي ٣ / ١١٤ و ١٢٧ و ١٧١ عن أنس ، وفي ٣ / ٣٥٢ عن جابر بن عبد الله ، وقال الهيثمي في «المجمع» ٥ / ٢٥٩ : رجاله ثقات ، وفي ٦ / ٤٥٥ عن أسماء بنت يزيد مرفوعا نحوه.

وقال الهيثمي ٥ / ٢٦١ : فيه شهر بن حوشب وهو ضعيف ، وأخرجه أحمد أيضا عن أبي ذر في ٥ / ١٨١ ، وقال الهيثمي في سنده أبو الأسود ، وهو ضعيف ، وأخرجه في ٤ / ١٠٤ و ٣٦١ و ٣٧٥ عن سلمة بن فضيل ، وعتبة بن عبد السلمي ، وجرير بن عبد الله.

وأخرجه الدارمي في «سننه» ٢ / ٢١٢ عن عروة ، وقال الهيثمي : في المجمع ٥ / ٢٥٩ ورواه أبو يعلى والطبراني في «الأوسط» ، ورجاله رجال الصحيح ، ورواه البزار عن حذيفة في ضمن حديث ، وفي سنده الحسن بن عمارة ، وهو ضعيف ، ورواه أيضا عن سوادة بن الربيع في ضمن حديث آخر ، وقال الهيثمي : رجاله ثقات.

وأخرجه الطبراني كما في «المجمع» ٥ / ٢٥٩ عن أبي كبشة بلفظ المؤلف مثله مع زيادة في آخره ، وقال الهيثمي : رجاله ثقات.

قلت : هذا الحديث من الأحاديث التي عدّ في المتواتر ، فقد أورده السيوطي عن ثمانية عشر نفسا ، وزاد عليه الكتاني شخصا آخر ، فصار مرويا عن ١٩ نفسا ، وقد جمع الدمياطي طرقه في «كتاب الخيل» ، ولخصه ابن حجر في جزء لطيف ، وزاد عليه ، انظر «نظم المتناثر من الحديث المتواتر» ص ٩٣.


٢٠ ٢ / ٥ يزيد بن قيس (*) :

ولّاه علي بن أبي طالب أصبهان والري وهمذان (١) ، فلمّا مات يزيد فرّقه (٢) على ثلاثة نفر ، فجعل أصبهان إلى مخنف بن سليم ، وعمرو بن سلمة (٣) إلى همذان ، وآخر إلى الري (٤).

حدثنا الحسن بن محمد الداركي ، قال : ثنا أبو زرعة ، قال : ثنا محمد ابن العلاء ، قال : ثنا عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة ، (قال : سمعت أبي

__________________

(*) له ترجمة في «وقعة صفين» ص ١١ و ١٩٨ و ٢٤٧ للمنقري ، وفي «الطبقات الكبرى» ٦ / ٢٣٥ لابن سعد ، وفي «الجرح والتعديل» ٩ / ٢٨٤.

وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٤٣ ، «والإصابة» ٣ / ٦٧٥ ، ذكره في القسم الثالث ، وقال : «كان له إدراك» ، وفي «الأعلام» ٩ / ٢٤١ للزركلي.

(١) كذا في «وقعة الصفين» ص ١١ ، ولكنه لم يذكر الري ، «وأخبار أصبهان» ، و «الإصابة» و «الأعلام».

(٢) في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٤٣ : (فرق عمله).

(٣) في أ ـ ه : (سالم) ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن المصدر السابق ، وقد تقدم في ترجمة مخنف برقم ١٢ ، أنه عمرو بن سلمة ، وأنه ولي أصبهان.

(٤) كذا هو في «أخبار أصبهان» ، ولم يسمّ النفر الثالث ، ولم أقف على اسمه ، ومخنف بن سليم ، ترجمته برقم ١٢ ، وعمرو بن سلمة في ت ١٢.

تراجم الرواة :

الحسن بن محمد بن الحسن الداركي : تقدم في ترجمة ١٢ ، وهو ثقة ، صاحب أصول.

أبو زرعة : هو عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، تقدم في ت ٣ ح ٧ ، ثقة ، من النقاد.

محمد بن العلاء أبو كريب : تقدم في ت ٤ ح ٢٠ ، وهو ثقة حافظ.

عمرو بن يحيى : تقدم هو ـ وهو ثقة ـ وأبوه وجده في ت ١٢ ، وأبوه لم أعرف حاله.


يحدث عن أبيه عمرو بن سلمة) (١) ، عن علي بن أبي طالب ، أنه استعمل يزيد ابن قيس على الري وهمذان وأصبهان ، فلما هلك ، فرّق عمله بين ثلاثة نفر ، فاستعمل عمرو بن سلمة على همذان ، ومخنف بن سليم على أصبهان.

__________________

(١) العبارة بين الحاجزين سقطت من النسختين ، استدركتها من المصدر السابق لأبي نعيم.

مرتبة الإسناد والخبر وتخريجه :

في إسناده يحيى بن عمرو ، لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات. كذا أسنده أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٤٣ ، بسند المؤلف بلفظه.


٢١ ٢ / ٦ أبو العالية رفيع الرياحي (*) :

روي عن أبي موسى ، أنه خطبهم بأصبهان ، وكان ممن شهدها ، وقرأ القرآن بعد وفاة النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بعشر سنين (١).

وروى عن أبي بكر ، وعمر ، وأبيّ بن كعب ، وغيرهم ، وأدرك الجاهلية والإسلام ، وروى عن أبي بكر حديثا لم يروه غيره.

(٣٦) أخبرنا إسحاق بن أحمد ، قال : ثنا ابن (٢) حميد ، قال : ثنا حكام

__________________

(*) رفيع ـ بضم الراء مصغرا ـ ابن مهران الرّياحي ـ بكسر الراء ـ مولاهم البصري ، أسلم بعد وفاة النبي بسنتين ـ وله ترجمة : في «الطبقات الكبرى» ٧ / ١١٣ لابن سعد ، وفي «التاريخ الكبير» ٣ / ٣٢٦ ، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» ٣ / ٥١٠ قال أبو زرعة : «بصري ثقة».

وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٣١٤ ، وفي «الحلية» ٢ / ٢١٧ ـ ٢٢٤ ، وفي «أسد الغابة» ٢ / ١٨٦ ، وفي «تذكرة الحفاظ» ١ / ٦١ ، و «تجريد أسماء الصحابة» ١ / ١٨٥ ، وفيه أدرك زمن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وفي «الإصابة» ١ / ٥٢٨ ، «والتهذيب» ٣ / ٢٨٤ ، «والتقريب» ص ١٠٤.

(١) كذا ذكر ابن سعد في المصدر السابق ، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» ١ / ٢٣٧ ، والذهبي في «التذكرة» ١ / ٦١.

(٢) في النسختين : «أبو» ، والتصويب من مصادر ترجمته ، ومن «الحلية» ٢ / ٢٢٢.

تراجم الرواة :

إسحاق بن أحمد : هو الفارسي ، تقدم في بداية المقدمة.

ابن حميد : هو محمد بن حميد بن حيان التميمي الحافظ أبو عبد الله ، روى عن حكام بن سلم ، حافظ ضعيف ، تقدم في ت ٣ ح ١٢.

حكّام ـ بفتح أوله والتشديد ـ ابن سلم بسكون اللام ـ أبو عبد الرحمن الرازي ، تقدم في ت ٤ ح ١٦ وهو ثقة ، وله غرائب.


ابن سلم ، قال : ثنا عنبسة بن سعيد ، عن عثمان ، عن أبي العالية ، قال : خطبنا أبو بكر ، فقال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «للمقيم أربع ، وللظاعن ركعتان (١) حتى يرجع ، مهاجري بالمدينة ، ومولدي بمكة ، فإذا خرجت (٢) من ذي الحليفة ، صليت ركعتين حتى أرجع إليها».

__________________

(١) في النسختين : «ركعتين» ، والتصويب من مقتضى القواعد.

(٢) في «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٢٢ ، بزيادة مصعدا.

بقية الرواة :

عنبسة بن سعيد : هو ابن الضريس الأسدي الكوفي ، تقدم في ت ١٢ ح ٢٩ وهو ثقة.

عثمان : هو الطويل ، روى عن أبي العالية ، فقال أبو حاتم : شيخ. انظر «الجرح والتعديل» ٦ / ١٧٣.

أبو العالية : هو رفيع المترجم له.

أبو بكر : هو الصّدّيق ، خليفة رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ تقدم في ت ٢ ح ٣.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

ضعيف ، فيه ابن حميد الحافظ ، وهو ضعيف. فقد أخرجه أبو نعيم في «الحلية» ٢ / ٢٢٢ من طريق محمد بن حميد به مثله ، إلا أنه قدم «مولدي بمكة» ـ على «مهاجري بالمدينة» ـ ولم يذكر قوله «حتى أرجع إليها».

وقال أبو نعيم : هذا حديث غريب ، تفرد به عنبسة بن سعيد من حديث رفيع ، قلت : فقد أخرجه أحمد بن علي المروزي في «مسند أبي بكر» ص ١٦٩ ح ١٣٥ ، بسنده إلى حكام ، ومنه به ، ورجاله بين ثقة وصدوق ، سوى عثمان الطويل ، وهو شيخ كما قال أبو حاتم : يصلح للاعتبار.

وللظاعن : أي المسافر ، يقال «ظعن ظعنا وطعنا بالتحريك ظعونا» ذهب وسار ، ويقال : أظاعن أنت أم مقيم؟ انظر «لسان العرب» ١٣ / ٢٧٠ وبعده.


٢٢ ٢ / ٧ أبو محمد سعيد بن جبير (*) :

قدم (١) أصبهان أيام الحجاج (٢) ، وروى عنه من الأصبهانيين جماعة ، منهم : جعفر بن أبي المغيرة ، وحجر الأصبهاني ، ويزيد بن هزاري ، والقاسم ابن أبي أيوب.

ومات سنة خمس وتسعين ، قتله الحجاج صبرا ، وله ثلاث بنين : عبد الله ، ومحمد ، وعبد الملك ، وكان فيما ذكر نازلا سنبلان (٣) ، ومصلاه في المسجد المعروف بجلجلة بن بديل التميمي.

أخبرنا إسحاق بن أحمد الفارسي ، قال : ثنا سهل بن زياد ، قال : ثنا

__________________

(*) له ترجمة في «الطبقات» ٦ / ٢٥٦ ـ ٢٦٧ لابن سعد ، وفي «التاريخ الكبير» ٣ / ٤٦١ ، وفي «المعرفة والتاريخ» ١ / ٧١٢ للفسوي ، والطبري في «تاريخه» ٨ / ٩٤ ـ ٩٥ ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢٤ ـ ٣٢٥ ، وفي «الحلية» ٤ / ٢٧٢ ، و ٣٠٩ ، وفي «الكامل» ٤ / ١٣٠ لابن الأثير ، وفي «تذكرة الحفاظ» ١ / ٧٦ ، «والبداية» ٩ / ٩٨ ـ ٩٩ ، «والتهذيب» ٤ / ١١ ـ ١٤ ، وسعيد بن جبير ثقة ثبت فقيه ، وروايته عن أبي موسى وعائشة ونحوهما مرسلة ، كما في «التقريب» ص ١٢٠.

(١) في أ ـ ه : (فقدم).

(٢) هو الحجاج بن يوسف الأمير الشهير ، الظالم المبير ، تقدم في ت ٢ ح ٣.

(٣) سنبلان بلفظ تثنية ـ سنبل الزرع ـ محلة بأصبهان ، انظر «معجم البلدان» ٣ / ٢٦١.

تراجم الرواة :

إسحاق بن أحمد الفارسي : تقدم في بداية المقدمة.

سهل بن زياد : قد ترجم في «الميزان» ٢ / ٢٣٧ لشخصين وفي «اللسان» ٣ / ١٨ لثلاثة أشخاص بهذا الاسم ، ولم يتبين لي من هو منهم ، أو لعله شخص آخر ، والله أعلم.


عمرو بن حمران (١) ، عن عمر (١) بن حبيب ، قال : كان سعيد بن جبير بأصبهان لا يحدث ، ثم رجع إلى الكوفة ، فجعل يحدث ، فقلنا له : كنت بأصبهان لا تحدث ، وتحدث بالكوفة ، فقال :

«انشر بزك حيث تعرف» (٢).

سمعت الحسن بن محمد بن بوبة (٣) يحدث ـ وكان صديق والدي وكنا نختلف إليه الكثير ـ قال : ثنا أبي ، قال : ثنا أبي الحسين ، قال : ثنا أبي يزيد ، قال : كنت جالسا ، فقيل : إن سعيد بن جبير كان ها هنا وهو يريد الخروج ، قال : فالتفت فإذا رفقة ، فقيل : هو ذاك سعيد بن جبير لم يخرج ، قال : فبادرت إليه فانتهيت إلى الرفقة ، فسألتهم : فيكم سعيد بن جبير؟ فأهوى إلى رجل ، فانتهيت إليه وسلمت عليه ، فقلت : ـ رحمك الله ـ كنت ها هنا ، فلم يقض (٤) لي أن ألقاك فإن رأيت أن تفيدني مما عندك. قال : فحبس راحلته ، فقال : قال لي ابن عباس : احفظ عني ثلاثا :

__________________

(١) في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢٤ (حمدان) و (محمد بن حبيب).

(١) في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢٤ (حمدان) و (محمد بن حبيب).

(٢) كذا هو في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢٤ به مثله.

(٣) في أ ـ ه (ثوبة) ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن المصدر السابق ، وفيه يعرف بابن بوبة.

ومن «الإكمال» ١ / ٣٧٠.

(٤) في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٤٣ : بزيادة «لبثك».

بقية الرواة : عمرو بن حمران البصري : سكن الرّيّ. قال أبو حاتم : «صالح الحديث». انظر «الجرح والتعديل» ٦ / ٢٢٧.

عمر بن حبيب : لم أقف عليه.

الرواة :

الحسن بن محمد بن الحسين الأشعري أبو علي : يعرف بابن بوبة ، توفي سنة ٣١٢ ه‍ ، انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٢٦٨.

أبوه : هو محمد بن الحسين بن يزيد بن هزاري ، وأبوه هو الحسين بن يزيد ، ويزيد هو ابن هزاري الأشعري الفايزاني ، سمع من سعيد بن جبير بأصبهان ، كما في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٤٣.


إيّاك والنظر في النجوم ، فإنه يدعو إلى الكهانة (١) ، وإيّاك والنظر في القدر ، فإنه يدعو إلى الزندقة (١) ، وإيّاك وشتم أصحاب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فيكبك الله (٢) على وجهك يوم القيامة.

حدثنا محمد بن الحسن ، قال : ثنا عمرو بن علي ، قال : قتل سعيد بن جبير في سنة أربع وتسعين ، وهو ابن خمسين سنة إلا نصف سنة.

ويكنى أبا عبد الله ، وهو مولى لبني والبة ، حي من بني أسد (٣).

حدثنا أبو العباس الجمال ، قال : ثنا عبد الله بن محمد ، قال : ثنا يحيى ابن أبي بكير ، قال : ثنا جرير عن (٤) عطاء بن السائب ، قال : كان سعيد بن جبير

__________________

(١) في النسختين : وقع مع النجوم الزندقة ، ومع القدر الكهانة ، والصواب عكسه ، كما أثبتّه من مصدر تخريجه.

(٢) في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢٤ : (في النار).

في إسناده من لم أعرفه.

تخريجه : فقد أخرجه أبو نعيم في المصدر السابق ١ / ٣٢٤ ، به نحوه موقوفا ، وفي ٢ / ٣٤٣ من طريق الحسن بن محمد بن مرفوعا.

تراجم الرواة :

محمد بن الحسن : تقدم في السند قبله.

عمرو بن علي : هو الفلاس ، ثقة إمام ، سيأتي بترجمة ١٤٨. سنده منقطع.

كذا ذكره ابن سعد في «الطبقات» ٦ / ٢٦٦ من طريق الواقدي ، وفيه أنه «كان يومئذ ابن تسع وأربعين سنة ، وفيه أيضا عن ميمون بن مهران ، قال : لقد مات سعيد بن جبير ، وما على ظهر الأرض رجل إلّا يحتاج إلى سعيد .. انتهى».

وهكذا ذكر وفاته ابن كثير في «البداية» ٩ / ٩٨.

(٣) كذا في المصدر السابق لابن سعد ٦ / ٢٥٦.

(٤) في النسختين : (جرير بن عطاء) ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من «الحلية» ٤ / ٢٧٢.

تراجم الرواة :

أبو العباس الجمّال : هو أحمد بن محمد بن عبد الله ، تقدم في ترجمة ٢ ، وكان صاحب علم.

عبد الله بن محمد : هو ابن يحيى بن أبي بكير ، سيأتي بترجمة ٢٠٨ ، وكان صدوقا. ـ


يبكينا ، ثم عسى أن لا يقوم حتى يضحكنا (١).

حدثنا محمد بن إسحاق بن الوليد ، قال : ثنا عبد الله بن عمر ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن سفيان ، عن عطاء بن السائب ، قال : كان سعيد بن جبير بفارس ، وكان يتحزّن ، يقول : ليس أحد يسألني عن شيء (٢).

حدثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنا يحيى بن سعيد وابن مهدي ، قالا : ثنا شعبة ، قال : ثنا القاسم الأعرج ، قال : كان سعيد بن جبير بأصبهان ، وكان غلام مجوسي يخدمه ، وكان يأتيه بالمصحف في غلافه.

حدثنا مسلمة بن الهيصم (٣) ، قال : ثنا مؤمل بن هشام ، قال : ثنا ابن

__________________

ـ يحيى بن أبي بكير نسر : تقدم في ترجمة ١٦ ، ثقة.

جرير : هو ابن عبد الحميد الضبي الأصبهاني ، سيأتي بترجمة ٦١.

وعطاء بن السائب : سيأتي بترجمة ٤٢.

(١) وهو في «الحلية» ٤ / ٢٧٢.

تراجم الرواة :

محمد بن إسحاق بن الوليد أبو عبد الله الثقفي يروي عن عبد الله بن عمر أخي رستة ، انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٥٢.

عبد الله بن عمر : هو ابن يزيد الزهري ، أخو رستة ، سيأتي بترجمة ٢٢٢.

أبو عاصم : هو الضحاك بن مخلد بن الضحاك النبيل ، ثقة ثبت من رجال الجماعة ، روى عن الثوري وغيره. مات سنة ٢١٢ ه‍ ، وقيل : بعدها. انظر «التهذيب» ٤ / ٤٥٠.

وسفيان : هو الثوري. تقدم في ت ٣.

(٢) كذا ذكره ابن سعد في «الطبقات» ٦ / ٢٥٩ ، عن عطاء بن السائب بنحوه ، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» ١ / ٧١٢ ، وذكر ابن كثير في «البداية» ٩ / ٩٨ «أنه كان في خراسان لا يتحدث ، لأنه كان لا يسأله أحد عن شيء من العلم هناك ، وكان يقول : إن مما يهمني ما عندي من العلم ، وددت أن الناس أخذوه .. انتهى.

(٣) في أ ـ ه : (الهيثم) ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن مصادر ترجمته.

تراجم الرواة :

محمد بن إسحاق وعبد الله ، وهو ابن عمر بن يزيد ـ تقدما في السند قبله.

يحيى بن سعيد : هو ابن فروخ التميمي أبو سعيد القطان البصري. ثقة ، متقن ، حافظ ، ـ


عليّة ، عن شعبة ، عن القاسم الأعرج ، قال :

كان سعيد بن جبير في قريتنا بأصبهان (١).

__________________

ـ إمام ، قدوة ، مات سنة ثمان وتسعين ومائة ، انظر «التقريب» ص ٣٧٥.

وابن مهدي : هو عبد الرحمن بن مهدي أبو سعيد البصري ، تقدم في المقدمة في بداية فتوح أصبهان ، وهو ثقة ، ثبت ، إمام ، حافظ.

شعبة : هو ابن الحجاج بن الورد أبو بسطام الواسطي ، ثم البصري ، ثقة ، حافظ ، متقن ، مات سنة ١٦٠ ه‍ ، انظر «التقريب» ص ١٤٥.

القاسم الأعرج : هو ابن أبي أيوب حيان ، الأصبهاني الأصل ، الواسطي ، سيأتي بترجمة رقم ٦٢. ثقة.

مسلمة بن الهيصم بن مسلمة أبو محمد العبدي ، حسن المنظر والخلقة. انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٢٣ ، وترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٨٥ / ٣ ، فقال : كان من أجلّاء الناس وكبرائهم.

مؤمل بن هشام : هو اليشكري البصري ، تقدم في ت ١٨ ، ح ٣٣. ثقة.

ابن علية : هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم ، تقدم في ت ١٢ ح ٢٨. ثقة ثبت.

(١) به أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢٤.


٢٣ ٢ / ٨ حسان بن عبد (١) الرحمن الضبعي (*) :

وعداده في البصريين ، قدم أصبهان مع أبي موسى ، وله حديث لم يحدّث به غيره.

حدثني أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم ، قال : ثنا أحمد بن يحيى ، قال : ثنا محمد بن عبد الله الرقاشي ، قال : ثنا جعفر بن سليمان الضبعي ، عن شبيل بن عزرة الضبعي ، عن حسان بن عبد الرحمن الضبعي ، عن أبيه

__________________

(١) في النسختين وقع (عبد الله) ، والتصحيح من «أخبار أصبهان» ١ / ٢٨٧. ومن السند التالي.

(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» ٣ / ٣١ للبخاري. وفي «الجرح والتعديل» ٣ / ٢٣٦ ، ولكن وقع عنده حسان بن عبد الله ، وقال المحقق : وصوابه ابن عبد الرحمن ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٨٧ وفي «أسد الغابة» ٢ / ٨ ، وفي «تجريد أسماء الصحابة» ١ / ١٣٠ ، وفيه أنه تابعي ، وترجم له الحافظ ابن حجر في القسم الرابع من «الإصابة» ١ / ٣٩٤.

تراجم الرواة :

أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم : شيخ كثير الحديث عن العراقيين والأصبهانيين ـ «ثقة إمام». قاله أبو الشيخ في «الطبقات» ٣١٢ / ٣ ، وتقدم باسم أبو علي بن إبراهيم في المقدمة.

أحمد بن يحيى : يبدو أنه ابن المنذر المكتب. سيأتي بترجمة ٢٦٢. ثقة ، مات سنة ٢٧٣ ه‍.

محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك الرقاشي أبو عبد الله البصري ، ثقة ثبت ، توفي سنة ٢١٩ ه‍ ، انظر «التهذيب» ٩ / ٢٧٧.

جعفر بن سليمان الضبعي ـ بضم المعجمة ، وفتح الموحدة ـ تقدم في ت ٣ ح ٥ ، صدوق ، كان يتشيع.

شبيل ـ بالتصغير ـ ابن عزرة بن عمير الضبعيّ : صدوق ، يهم من الخامسة. انظر «التقريب» ص ١٤٣.

حسان : هو المترجم له ، وأبوه عبد الرحمن الضبعي ، لعله صحابي.


قال : لما افتتحنا أصبهان ، وكان بين عسكرنا وبين اليهودية (١) فرسخ. فكنا نمتاز من اليهودية ، قال : فأتيتهم يوما فإذا اليهود يلعبون ويزفنون (٢) ، قال : فقلت : ما لكم تريدون أن تنتزعوا يدا من طاعة؟ قالوا : لا ، ولكن ملكنا الذي نستفتح به على العرب يدخل غدا. قلت : ملككم الذي تستفتحون به على العرب يدخل غدا؟ قالوا : نعم. قال : فقلت لصديق لي منهم : أبيت عندك الليلة. قال : وخشيت أن أقتطع دون العسكر. قال : فبتّ على ظهر بيت له ، حتى صليت الغداة ، فإذا الرهج (٣) يجيء من قبل عسكرنا ، فإذا أنا برجل قاعد في منبر عليه من ريحان ، وإذا اليهود حوله يزفنون ويلعبون ، فنظرت فإذا ابن صائد (٤) ، فدخل المدينة ، ولم ير (٥) بعد ذلك (٦).

__________________

(١) اليهودية : محلة بأصبهان ، وتقدم تحديدها في المقدمة.

(٢) زفن يزفن : رقص ، والزفن بكسر الزّاي : ظلة يتخذونها فوق سطوحهم تقيهم من حر البحر ونداه.

انظر «القاموس» ٤ / ٢٣١.

(٣) الرهج : بالسكون ويحرك : الغبار والسحاب بلا ماء ، والواحدة رهجة. انظر «القاموس» ١ / ١٩١.

(٤) هو عبد الله بن صياد أو صائد ، وكان الناس يحسبونه الدجال ، وما كان يرافقه أحد ، وقصة إسلامه وملاقاة النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ له معروف في الصحيحين والسنن وانظر «مسند أحمد» ٣ / ٧٩.

(٥) عند أبي نعيم : ولم نره بعد ذلك ١ / ٢٨٨.

(٦) أخرجه أبو نعيم بسنده إلى الرقاشي ، ومنه إلى آخر السند به مثله ، وأشار أيضا إلى سند أبي الشيخ من الرقاشي ، وقال : ثنا به.

«أخبار أصبهان» ١ / ٣٢ ـ ٣٣ و ٢٨٧ ـ ٢٨٨ و ٢ / ١٠٧.


٢٤ ٢ / ٩ د ـ س قطن بن قبيصة الهلالي (*) :

وهو قطن بن قبيصة بن مخارق بن عبد الله بن شداد بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة ، يكنى أبا سهلة. كان ولّاه معاوية بن أبي سفيان ، ويقال : عبد الملك (١) بن مروان ، أصبهان ، فأقام بها ، ثم خرج إلى خراسان ، وولى البراء بن قبيصة (٢) (وأبوه قبيصة) (٣). رأى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وروى عنه.

(٣٧) أخبرنا أبو يعلى ، قال : ثنا إبراهيم بن الحجاج السامي (٤) ، قال : ثنا حماد (٥) بن سلمة ، عن عوف بن حيان أبي العلاء ، عن قطن بن قبيصة بن

__________________

(*) له ترجمة في «طبقات خليفة بن خياط» ص ١٩٦ ، وفي «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم ٧ / ١٣٧ ، «والتاريخ الكبير» ج ٤ م ٧ / ١٩٠ للبخاري ، و «أخبار أصبهان» ٢ / ١٥٨ لأبي نعيم ، «وتهذيب التهذيب» ٨ / ٣٨١ ، «والتقريب» ص ٢٨٢ ، وفيه : كان صدوقا.

(١) هو عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي ، أبو الوليد المدني ، ثم الدمشقي. كان طالب علم قبل الخلافة ، ثم اشتغل بها فتغير حاله ، ملك ثلاث عشر سنة استقلالا ، وقبلها منازعا لابن الزبير تسع سنين ، ومات سنة ست وثمانين ، وقد جاوز الستين. انظر «التقريب» ص ٢٢٠.

(٢) كذا في «أخبار لأصبهان» ٢ / ١٥٨.

(٣) ما بين الحاجزين من الأصل ساقط من ـ أ ـ ه.

(٤) في أ ـ ه : (الشامي) بالمعجمة ، والصواب بالمهملة كما أثبته من الأصل ، ومن «التقريب» ص ١٩ ، «واللباب» ٢ / ٩٥ ، وفيه «بفتح السين المهملة وسكون الألف ، وفي آخرها الميم ، نسبة إلى سامة بن لؤي ابن غالب ...» انتهى.

(٥) في أ ـ ه : (كماد) ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل.

تراجم الرواة :

أبو يعلى : هو أحمد بن علي بن المثنى ، صاحب «المسند». تقدم في ت ٣ ح ٥. ثقة إمام. ـ


مخارق ، أن أباه قال :

سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : «العيافة والطرق من الجبت».

هذا المتن لم يروه غيره.

__________________

ـ إبراهيم بن الحجاج : هو ابن زيد أبو إسحاق السامي البصري ، ثقة ، يهم قليلا ، مات سنة ٢٣١ ه‍ ، وقيل بعدها. انظر «التقريب» ص ١٩.

حماد بن سلمة : تقدم في بداية المقدمة ، وهو ثقة.

عوف : هو ابن أبي جميلة العبدي الهجري أبو سهل البصري ، المعروف بالأعرابي : ثقة ، رمي بالقدر والتشيع. مات سنة ١٤٦ ه‍ ، وقيل : ١٤٧ ه‍ ، وله ست وثمانون سنة. انظر «التهذيب» ٨ / ١٦٧ ، «والتقريب» ص ٢٦٧.

حيان أبو العلاء ، وقيل : ابن العلاء ، وقيل ابن مخارق : يروي عن قطن ابن قبيصة ، عن أبيه ، حديث العيافة .... وعنه عوف الأعرابي. مقبول من السادسة. انظر «التقريب» ص ٨٦ ، «والتهذيب» ٣ / ٦٨.

قطن بن قبيصة : هو المترجم له. صدوق.

وأبوه : هو قبيصة بن المخارق ـ بضم الميم وتخفيف المعجمة ـ ابن عبد الله الهلالي : صحابي سكن البصرة. انظر «التقريب» ص ٢٨١.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده حيان ، وهو مقبول حيث يتابع ، وبقية رجاله ثقات ، سوى قطن ، وهو صدوق.

فقد أخرجه أبو داود في «سننه» ٤ / ٢٢٨ الطب ، وأحمد في «مسنده» ٣ / ٤٧٧ ، والبخاري في «التاريخ الكبير» ٧ / ١٧٣ ، ولكن عنده بدون ذكر العيافة والطرق ، بل قال : «الطيرة من الجبت» ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٥٨ ، كلهم من طريق عوف الأعرابي عن حيان. به ذكر المناوي في «الفيض» ٤ / ٣٩٦ بعد عزو السيوطي الحديث إلى أبي داود ، وتصحيحه له أن النووي قال : ـ بعد أن عزاه إلى أبي داود ـ «إسناده حسن» ، قلت : في تحسينه نظر ، وهو تساهل منه ، وتساهل السيوطي أشد في تصحيحه ، وتفرد برواية هذا المتن قطن بن قبيصة ، وعنه حيان كما صرح به أبو الشيخ.

العيافة بالكسر : زجر الطير ، والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها. انظر «النهاية» ٣ / ٣٣٠ لابن الأثير.

الطرق : في الأصل : الدق ، وهنا الضرب بالحصى ، والخط بالرمل. انظر المصدر السابق ٣ / ١٢١. ـ


(٣٨) وأخبرنا إبراهيم بن شريك الأسدي ، قال : ثنا شهاب بن عباد ، قال : ثنا حماد بن زيد ، عن هارون بن رئاب (١) ، عن كنانة بن نعيم ، عن قبيصة

__________________

ـ قوله من الجبت : أي من أعمال السحر ، فكما أن السحر حرام ، فكذا هذه الأشياء ، أو مماثل عبادة الجبت في الحرمة. مأخوذ من «معالم السنن على سنن أبي داود» ٤ / ٢٢٨ ، و «فيض القدير» ٤ / ٣٩٥ للمناوي ، «وعون المعبود» ٤ / ٢٣ شرح «سنن أبي داود».

(١) في أ ـ ه : (رباب) ، والصواب ما أثبته كما في «التقريب» ص ٣٦١ ، وغيره.

تراجم الرواة :

إبراهيم بن شريك بن الفضل أبو إسحاق الأسدي الكوفي. قال الدارقطني : كوفي ثقة ، كذا قال ابن عبادة. مات سنة إحدى وثلاثمائة ، وقيل ٣٠٢ انظر «تاريخ بغداد» ٦ / ١٠٢.

شهاب بن عباد العبدي أبو عمر الكوفي قال العجلي : كوفي ثقة ، وقال أبو حاتم : ثقة ، مات سنة ٢٢٤ ه‍ انظر «التهذيب» ٤ / ٣٦٧. والتقريب ص ١٤٧.

حماد بن زيد بن درهم الأزدي أبو إسماعيل البصري الأزرق ، قال ابن سعد : كان عثمانيا ، وكان ثقة ، ثبتا حجة ، كثير الحديث. توفي سنة ١٧٩ ه‍. انظر «الطبقات الكبرى» ٧ / ٢٨٦ ، «والتهذيب» ٣ / ١٠.

هارون بن رئاب ـ بكسر الراء والتحتانية مهموز ـ التميمي الأسيدي أبو بكر ، ويقال : أبو الحسن العابدي البصري. ثقة ، من أجلّ أهل البصرة ، انظر «التهذيب» ١١ / ٤.

كنانة بن نعيم العدوي أبو بكر البصري ، قال العجلي : بصري تابعي ثقة ، انظر المصدر السابق ٨ / ٤٤٩.

قبيصة : صحابي ، تقدم في السند قبله.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

رجاله ثقات ، والحديث صحيح ، فقد أخرجه مسلم في «صحيحه» ٧ / ١٣٣ ، والنسائي في «سننه» ٥ / ٨٨ ـ ٨٩ الزكاة ، وأحمد في «مسنده» ٣ / ٤٧٧ ، كلهم من طريق حماد بن زيد ، عن هارون بن رئاب به ، والنسائي عن أيوب ، عن هارون أيضا به مثله ، ولفظ الحديث كما عند مسلم بتمامه ، هو أنه قال :

«تحملت حمالة فأتيت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أسأله فيها ، فقال : أقم حتى تأتينا الصدقة ، فنأمر لك بها» ، قال : ثم قال : «يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلّا لأحد ثلاثة : رجل تحمّل حمالة ، فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله ، فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش ، أو قال : سدادا من عيش ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه : لقد أصابت فلانا فاقة ، فحلت له المسألة ، حتى يصيب قواما من عيش ، أو قال : سدادا من عيش. فما سواهن من المسألة يا قبيصة : سحتا يأكلها صاحبها سحتا». ـ


ابن مخارق ، قال : تحملت حمالة ، فأتيت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أسأله ، فذكر الحديث بطوله.

__________________

ـ والحمالة : بفتح الحاء المهملة : ما يتحمله الإنسان عن غيره من دية ، أو غرامة لإصلاح ذات البين ، كالإصلاح بين قبيلتين وقعت بينهما حرب ، أو نحو ذلك. انظر «النهاية» ١ / ٢٤٢ لابن الأثير «وشرح النووي على صحيح مسلم» ٧ / ١٣٣.


٢٥ ٢ / ١٠ بخ م ٤ أبو إسماعيل حماد بن أبي سليمان الفقيه (*) :

مولى إبراهيم بن أبي موسى الأشعري.

حدثنا عبدان بن أحمد ، قال : سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول : مات حماد بن أبي سليمان سنة عشرين ومائة (١).

حكى محمد بن يحيى بن مندة ، قال : حماد بن أبي سليمان من أهل برخوار (٢).

__________________

(*) له ترجمة في «الطبقات الكبرى» ٦ / ٣٣٢ ـ ٣٣٣ لابن سعد ، وفي «طبقات خليفة» ص ١٦٢ ، وفي «التاريخ الكبير» ٣ / ١٨ للبخاري ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٨٨ ـ ٢٩٠ ، وفي «الميزان» ١ / ٥٩٥ ، وقال الذهبي : لو لا ذكر ابن عدي له في «كامله» لما أوردته ، وفي «التهذيب» ٣ / ١٦ ، وفي «الكاشف» ١ / ٢٥٢ ، وقال الذهبي : ثقة ، إمام مجتهد ، وكريم جواد.

تراجم الرواة :

عبدان بن أحمد : هو الأهوازي. تقدم في ترجمة ٩ ـ ثقة.

أبو بكر بن أبي شيبة : هو عبد الله بن محمد بن إبراهيم الواسطي ، ثقة ، حافظ ، صاحب تصانيف. مات سنة ٢٣٥ ه‍. انظر «التقريب» ص ١٨٧.

محمد بن يحيى بن منده أبو عبد الله : تقدم في ترجمة ١٠ ثقة حافظ.

(١) كذا في «التهذيب» ٣ / ١٧ ، «والطبقات» لابن سعد ٦ / ٣٣٣ ، وقال ابن سعد : «وأجمعوا جميعا على أن حماد بن أبي سليمان توفي سنة عشرين ومائة.

(٢) برخوار ـ بالضم ، ثم السكون ، وخاء معجمة مضمومة ، وواو وألف وراء ـ : من نواحي أصبهان ، تشتمل على عدة قرى. قلت : تقع شمالي أصبهان ، كما في خريطة إيران ـ انظر «معجم البلدان» ١ / ٣٧٤.


حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسن (١) بن هارون بن سليمان بن يحيى بن سليمان بن أبي سليمان ـ وكان (٢) حماد بن أبي سليمان ـ ثنا ، قال : سمعت أبي ، عن جدي ، عن أبيه ، قال : اسم أبي سليمان ، مسلم بن يزيد بن عمرو ، قال : وسمعت أبي وابن خاله قال : قالت لي جدتي : كانت كنيته «أبو إسماعيل» ، فقال له أبي (٣) : حدثني أبي عن أبيه ، أنه كان يكنى بأبي بكر.

حدثنا أحمد بن الحسن ، قال : سمعت أبي ، عن أبيه ، قال : وجّه عمر ابن الخطاب أبا موسى الأشعري إلى فارس وإصطخر وأصبهان وغيرها ، فقاتل (إلى) (٤) السجستان وأبو عمرة (٥) ، وفتح بلادهم ، فخرج مسلم بن يزيد إليه (٦) ، فأسلم على يديه ، وكان ابن ملكها (٧) ومدبر أمرها ، وحمله معه إلى عمر ابن الخطاب ، فأعاد له إسلامه ، وخط له عمر خطة بالكوفة ، فهي باقية إلى الساعة.

حدثنا أبو العباس الجمال ، قال : حدثنا عباس الدوري ، قال : ثنا يحيى

__________________

(١) أبو بكر أحمد بن الحسن الخزاز البغدادي : ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٣٠٩ / ٣ ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ١٣٠.

(٢) لم يتبين لي مناسبة هذه العبارة هنا ، فلعل فيه سقطا ، والله أعلم.

(٣) يعني الحسن ، عن أبيه هارون ، عن أبيه سليمان.

(٤) بين الحاجزين من أ ـ ه.

(٥) أبو عمرة : لم أهتد إليه.

(٦) أي : إلى أبي موسى ، وأسلم على يديه ، وذكر أبو نعيم «أن أباه أبا سليمان من العبيد العشرة الذين أهداهم معاوية إلى أبي موسى».

وذكر خليفة : ومن سبي أصبهان : حماد بن أبي سليمان الفقيه.

انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٢٨٨ ، «وتاريخ خليفة» ص ١٦٢.

(٧) أي : ابن ملك أصبهان.

تراجم الرواة :

أبو العباس الجمال : ـ تقدم في ترجمة ٢.

عباس الدوري : هو ابن محمد بن حاتم أبو الفضل البغدادي ، خوارزمي الأصل ، ثقة ، حافظ. مات سنة ٢٧١ ه‍ ، وله ٨٨ سنة. انظر «التهذيب» ٥ / ١٢٩ ، «والتقريب» ص ١٣٠.

يحيى بن معين : الإمام المشهور في الجرح والتعديل ، والناقد البصير ، ثقة ، حافظ. مات سنة ٢٣٣ ه‍ ، وله بضع وسبعون سنة. المصدرين السابقين ١١ / ٢٨٠ و/ ٣٧٩.


ابن معين ، قال : ثنا ابن إدريس ، عن أبيه ، قال : سمعت ابن شبرمة يقول : ما أحد أمن علي بعلم من حماد بن أبي سليمان (١).

وحدث عن الشعبي ، عن إبراهيم بن أبي موسى بحديث.

(٣٩) حدثنا محمد بن أحمد بن معدان ، قال : ثنا عبد الرحمن ابن عبد الصّمد ، قال : ثنا جدي ، عن أبي حنيفة ، عن حماد ، عن الشعبي ، عن إبراهيم بن أبي موسى ، عن المغيرة بن (٢) شعبة ، أنه خرج مع رسول الله ـ صلى

__________________

(١) رجاله ثقات ، سوى الجمال ، وهو يحسّن حديثه ، وكذا ذكره في «التهذيب» ٣ / ١٦.

(٢) في أ ـ ه : (المغيرة بن أبي شعبة) ، وهو خطأ ، والصواب بدون أبي ، كما هو في الأصل ، وهكذا جاء في جميع الطرق عند الشيخين وغيرهما.

بقية التراجم :

ابن إدريس : هو عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي الزعافري أبو محمد الكوفي ، ثقة ، مأمون ، كثير الحديث ، حجة ، صاحب سنة. مات سنة ١٩٢ ه‍ ، انظر «التهذيب» ٥ / ١٤٤.

وأبوه إدريس بن يزيد الأودي : ثقة أيضا ، من السبابعة ـ انظر «التقريب» ص ٢٥.

ابن شبرمة : هو عبد الله بن شبرمة ـ بضم المعجمة ، وسكون الموحدة وضم الراء ـ الضبي القاضي ، ثقة ، فقيه. مات سنة ١٤٤ ه‍. انظر المصدر السابق ص ١٧٦ ، «والتهذيب» ٥ / ٢٥٠.

تراجم الرواة :

محمد بن أحمد بن راشد بن معدان : ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٣ / ٣ ، وقال الذهبي : الحافظ الرجال المصنف : قال المؤلف وأبو نعيم : كثير التصانيف والحديث ، محدث ابن محدث ـ انظر تذكرة الحفاظ ٣ / ٨١٤ وأخبار أصبهان ٢ / ٢٤٣.

عبد الرحمن بن عبد الصمد ، وكذا جده لم أعثر عليهما.

أبو حنيفة : هو النعمان بن ثابت الكوفي الإمام الفقيه المشهور ، وقال الذهبي : كان إماما ، ورعا ، عالما ، عاملا ، متعبدا ، كبير الشأن .. مات سنة ١٥٠ ه‍. انظر «تذكرة الحفاظ» ١ / ١٦٨ ، «والتقريب» ص ٣٥٧.

حماد : هو المترجم له.

والشعبي ـ بفتح المعجمة ـ : هو عامر بن شراحيل أبو عمرو ، ثقة ، مشهور. فقيه ، فاضل ، مات بعد المائة ، وله ثمانون سنة. انظر «التقريب» ص ١٦١.

إبراهيم بن أبي موسى : تقدم في ترجمة ٤ ، والمغيرة بن شعبة : في المقدمة ، في بداية فتوح أصبهان.


الله عليه وسلم ـ في مسير له (١) ، فانطلق يقضي حاجته ، ثم رجع وعليه جبة رومية (٢) ضيقة الكمين ، وضعها رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من ضيق كمه. قال المغيرة : فجعلت أصب عليه الماء من إداوة (٣) معي ، فتوضأ وضوءه للصلاة ، ومسح على خفيه ، ولم ينزعهما ، وقام فصلى.

حدثنا أبو بكر بن مكرم ، قال : ثنا محمود بن غيلان ، قال : ثنا عبد

__________________

(١) جاء تعيين المسير في رواية البخاري ومالك وأحمد وغيرهم ، أنه كان في غزوة تبوك ، وأنه حصل ذلك عند صلاة الفجر. انظر مصادر تخريجه.

(٢) والذي في الروايات عند البخاري وغيره : «جبة شامية» ، وزاد أحمد في «مسنده» : وكان في يدي الجبّة ضيق ، وعند مسلم في «صحيحه» : «فضاق كم الجبة ، فأخرج يده من تحت الجبة ، وألقى الجبة على منكبيه». انظر مصادر تخريجه.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، والحديث متفق عليه بغير هذا الإسناد عن المغيرة ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ١ / ٢٩٧ مع الفتح في باب الرجل يوضىء صاحبه ، ولكن ليس فيه ذكر الجبة ووضعها والإداوة ، وجاء في باب المسح على الخفين ١ / ٣١٨ بطريق آخر ، وفيه ذكر الإداوة ، وأنه توضأ ومسح على الخفين ، وأخرجه في الجهاد أيضا ، ومسلم في «صحيحه» ٣ / ١٦٨ ـ ١٧٢ مع النووي بطرق متعددة ، كلاهما من طريق عروة بن المغيرة ، عن أبيه ، ومسلم أيضا من طريق الأسود ، ومن طريق مسروق كلاهما عن المغيرة مرفوعا نحوه ، وفي رواية لمسلم عن المغيرة ، قال : تخلف رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وتخلفت معه ، وفيه : ثم ركب وركبت ، فانتهينا إلى القوم وقد قاموا في الصلاة ، يصلي بهم عبد الرحمن بن عوف ، وقد ركع بهم ركعة ، فلما أحس بالنبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ذهب يتأخر فأومأ إليه ، فصلى بهم ، فلما سلّمّ ، قام النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقمت فركعنا الركعة التي سبقتنا.

والحديث مخرّج في السنن ، وأخرجه مالك في «الموطأ» ص ٤٨ من طريق زياد بن المغيرة ، عن أبيه ، وأحمد في «مسنده» ٤ / ٢٤٤ ، وقال الهيثمي في «المجمع» ٥ / ٢٥٥ : رجاله رجال الصحيح ، وأيضا في ٤ / ٢٤٧ و ٢٤٨ و ٢٥٠ و ٢٥١ من طريق عمرو بن وهب ، وأبي الضحى ، وزياد بن المغيرة ، وقبيصة بن بزمه ، وأبي سلمة ، ومسروق ، وعروة ، كلهم عن المغيرة. وذكر الحافظ في «الفتح» ١ / ٣١٩ أن حديث المغيرة هذا ، ذكر البزار أنه رواه عنه ستون رجلا ، وقد لخّص مقاصد طرقه الصحيحة. راجعه إن شئت.

(٣) الإداوة : بالكسر ، إناء صغير من جلد يتخذ للماء كالسطيحة ونحوها جمعها أداوى. انظر «النهاية» ١ / ٣٣.


الرزاق ، عن معمر ، قال : رأيت حماد بن أبي سليمان يصرع ، فإذا أفاق توضأ (١).

حدثنا أحمد بن الحسن ، قال : سمعت ابن خالي عبيد بن موسى يقول : سمعت جدتي تقول عن جدتها الكبرى عاتكة أخت حماد بن أبي سليمان ، قالت : كان النعمان (٢) ببابنا يندف قطننا ، ويشري لبننا وبقلنا ما أشبه ذلك ، فكان إذا جاء الرجل يسأله عن المسألة ، قال : ما مسألتك؟ قال : كذا وكذا. قال : الجواب فيها كذا ، ثم يقول : على رسلك ، فيدخل إلى حماد ، فيقول له : جاء رجل فسأل عن كذا ، فأجبته بكذا ، فما تقول أنت؟ فقال : حدثونا بكذا ، وقال أصحابنا : كذا ، وقال إبراهيم : كذا ، فيقول : فأرويه عنك؟ فيقول : نعم ، فيخرج فيقول : قال حماد : كذا.

حدثنا أحمد ، قال : سمعت أبي يقول : ثني أبي عن جدي ، قال : وجّه إبراهيم النخعي حمادا يوما يشتري له لحما بدرهم في زنبيل ، فلقيه أبوه راكبا دابة ، وشدّ حماد الزنبيل ، فزجره ورمى به من يده ، فلما مات إبراهيم جاء أصحاب الحديث والخراسانية (٣) يدقون على باب مسلم بن يزيد ، فخرج إليهم في الليل بالشمع ، فقالوا : لسنا نريدك ، نريد ابنك حمادا ، فدخل إليه ، فقال : يا بني : قم إلى هؤلاء ، فقد علمت أن الزنبيل أدى بك إلى هؤلاء.

__________________

(١) كذا ذكره الذهبي في «الميزان» ١ / ٥٩٥ بسند عبد الرزاق مثله.

(٢) يبدو أن النعمان بن ثابت أبو حنيفة الإمام ، وقد تقدم في ح ٣٩ والله أعلم.

الرواة :

أحمد : هو ابن الحسن ، وأبوه : هو الحسن بن هارون ، روى عن أبيه هارون بن سليمان ، وهو عن جده ، وهو يحيى بن سليمان بن أبي سليمان ، ومسلم بن يزيد : هو اسم أبي سلمان والد حماد.

(٣) في أ ـ ه : «الخراسانية» : لم يتبين لي معناه ، لعله يريد بها الحرس الذين يحرسونه. والله أعلم.


٢٦ ٢ / ١١ د ـ ت عبد الرحمن أبو إسماعيل السدي (*) :

من أهل أصبهان ، روى عنه ابنه ، وهو ابن أبي كريمة مولى بني هاشم ، مولى زينب بنت قيس بن مخرمة.

روى أسباط عن السدي ، عن أبيه ، قال : كاتبتني زينب بنت قيس بن مخرمة على عشرة آلاف درهم ، فتركت لي ألفا ، وكانت زينب قد صلت مع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

__________________

(*) عبد الرحمن : هو ابن ب کرمة السدي ـ بضم المهملة وتشديد الدال نسبة إلى سدة مسجد الكوفة ، له ترجمة في : «الجرح والتعديل» ٥ / ٣٠٤ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ١٠٦ ، وفي «الميزان» ٢ / ٥٨٤ ، وفي «المغني ، ٢ / ٣٩٠ ، وفيه لا يعرف وخبره باطل ، وفي «التهذيب» ٦ / ٢٥٨ ، وفي «التقريب» ص ٢٠٨ ، وقال ابن حجر : مجهول الحال من الثالثة.

تراجم الرواة :

أسباط : هو ابن نصر الهمداني أبو يوسف ، ويقال :أبو نصر. تكلموا فيه. قال الحافظ ابن حجر : صدوق كثير الخطاء ، يغرب من الثالثة. انظر «التهذيب» ١ / ٢١٢ ، «والتقريب» ص ٢٦.

أبوه : هو عبدالرحمن المترجم له ، وهولا يعرف.

زينب : بنت قيس بن مخرمة بن المطلب الفرشية المطلبية ، صلت القبلتين جميعا.

معلق وضعيف إسناده ، فقد أورده به أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٠٦ وابن الاثير في «أسد الغابة» ٥ / ٤٦٩ من طريق أسباط به ، وابن حجر في «الإصابة» ٤ / ٣١٨ ، وعزاء إلى الطبراني وابن منده.


٢٧ ٢ / ١٢ م ٤ وابنه السدي إسماعيل بن عبد الرحمن (*) :

كان عظيما من عظماء أهل أصبهان ، ومات سنة سبع وعشرين ومائة في ولاية بني (١) مروان ، ويكنى أبا محمد (٢).

وحدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا موسى بن عبد الرحمن ، قال : حدثني إسماعيل بن موسى ، قال : حدثتني أمي ، قالت : كان السدي من أهل أصبهان.

__________________

(*) له ترجمة في «تاريخ خليفة» ص ٣٧٨ ، وفي «الطبقات» ص ١٦٣ له ، وفي «التاريخ الكبير» ١ / ٣٦١ ، وفي «الجرح والتعديل» ٢ / ١٨٥ ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠٤ ، وفي «الميزان» ١ / ٢٣٦ ـ ٢٣٨ ، وفي «التهذيب» ١ / ٣١٣.

(١) هكذا في النسختين : بني مروان وأولى وأدق بدون بني كما سيأتي بدونه في آخر ترجمة إسماعيل ، وهكذا جاء عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠٤ ، وعند خليفة في «الطبقات» ص ١٦٣ ، ومروان هذا : هو ابن محمد بن مروان بن الحكم ، بويع في صفر سنة سبع وعشرين ومائة ، فلم يستقر له حال إلى أن قتل سنة ١٣٢ ه‍ ، فكانت ولايته خمس سنين وشهرا ، وله ست وتسعون سنة. انظر «أسماء الخلفاء والولاة» ص ٣٦٥ لابن حزم.

(٢) زاد أبو نعيم في المصدر السابق (الأعور يعرف بالسّدي ، صاحب التفسير ، وسمّي السّدي ، لأنه نزل السدة).

تراجم الرواة :

محمد بن يحيى : هو ابن منده ، تقدم في ترجمة رقم ١٠.

موسى بن عبد الرحمن : هو الخزاز. ترجم له المؤلف كما سيأتي بترجمة رقم ٢٦٣.

إسماعيل بن موسى : هو ابن بنت السّدي ، صدوق ، يخطىء ، ورمي بالرفض. مات سنة ٢٤٥ ه‍. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠٩ ، «والتقريب» ص ٣٥.

في سنده راو مبهم. ـ


حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثني محمد بن نصر ، عن يحيى بن أبي بكير ، عن هياج بن بسطام ، عن سعيد بن عبيد ، قال : وأما أصبهان فيما ثنا أشياخنا ، أن برخوار عنوة ، ومنه سبي أبو سليمان أبو حماد بن أبي سليمان ، فقيه الكوفة وجرم قاسان عنوة ، منه سبي وثاب مولى ابن عباس.

حدثنا محمد بن العباس بن أيوب ، قال : ثنا عمر بن محمد بن التل ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا محمد بن أبان ، عن السدي ، قال : أدركت نفرا من أصحاب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ منهم : أبو سعيد الخدري ، وأبو هريرة ، وابن عمر. كانوا يرون أنه ليس أحد منهم على الحال الذي فارق عليه محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إلا عبد الله بن عمر.

__________________

تراجم الرواة للسند الثاني :

محمد : تقدم قريبا.

محمد بن نصر : هو ابن عبدة الخرجاني سيأتي بترجمة رقم ٢٧٣.

يحيى بن أبي بكير نسر : تقدم في ترجمة ١٦. ثقة.

هياج بن بسطام : هو البرجمي الحنظلي ، أبو خالد الخراساني ، ضعيف ،

روى عنه ابنه خالد منكرات شديدة ، مات سنة ١٧٧ ه‍. انظر «التهذيب» ١١ / ٨٨ ، «والتقريب» ص ٣٦٧.

سعيد بن عبيد : ترجم لعدة أشخاص بهذا الاسم ، لم أميّز من هو.

أبو سليمان : هو والد حماد ، واسمه مسلم بن يزيد. تقدم في ترجمة ٢٥.

في سنده راو لم يسمّ. وهياج : ضعيف. تقدم هذا النص في ترجمة حماد بن أبي سليمان ، وفي المقدمة في آخر فتوح اصبهان ، وذكره أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٩ ، ٣٠.

تراجم الرواة :

محمد بن العباس بن أيوب : تقدم في ت ٣ ح ٢ ، وهو من الحفاظ المقدمين.

عمر بن محمد بن الحسن المعروف بابن التل ـ بفتح المثناة ، وبعدها لام مشددة ـ الأسدي : صدوق ، ربما وهم ، مات سنة خمس ومائتين. انظر «التقريب» ص ٢٥٦.

وأبوه : هو محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي الكوفي ، لقبه التل. صدوق ، فيه لين.

مات سنة مائتين. المصدر السابق ص ٢٩٤.

محمد بن أبان : ترجم بهذا الاسم لعدد من الرواة ما استطعت أن أجزم بتعيينه منهم. ـ


(٤٠) حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا أبو كريب ، قال : ثنا يونس بن بكير ، قال : ثنا أسباط عن السدي ، عن ابن عباس ، قال :

صالح النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أهل نجران على ألفي حلة : ألف في صفر ، وألف في رجب يؤدونها إلى المسلمين.

قال أبو عبد الله : السدي لا ينكر له (١) ابن عباس ، قد رأى سعد بن أبي

__________________

ـ والسّدي : هو إسماعيل المترجم له.

في إسناده لين ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠٥. من طريق أبي محمد ابن حيان ، ومن طريق أبي حامد بن جبلة ، عن محمد بن إسحاق ، ومنه به مثله ، وأخرج أحمد في كتاب «الزهد» ص ١٩٤ نحوه ، وذكر الذهبي في «سير النبلاء» ٣ / ١٤١ قريبا منه «أن ابن عمر كان يتبع أمر رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وآثاره ، وحاله ، ويهتم به».

أبو سعيد : هو سعد بن مالك بن سنان الأنصاري الخدري ، صحابي شهد المشاهد ما بعد أحد. مات سنة بضع وستين ، وقيل : بعدها. انظر «التقريب» ص ١١٩.

أبو هريرة : هو عبد الرحمن بن صخر ـ على الراجح في اسمه ـ صحابي حافظ مكثر. مات سنة بضع وخمسين عن ثمان وسبعين سنة. المصدر السابق ص ٤٣١.

ابن عمر : تقدم في ترجمة ٦.

(١) في أ ـ ه : (هل) بدل له ، وهو تحريف ، واضح ، كما هو ظاهر من السياق والمعنى ، وسأوضح معناه الصحيح قريبا.

تراجم الرواة :

محمد بن يحيى : هو أبو عبد الله بن مندة ، تقدم في ترجمة ١٠ ، ثقة حافظ.

أبو كريب : وهو محمد بن العلاء بن كريب ، تقدم في ترجمة ٤ ح ٢٠. ثقة حافظ.

يونس بن بكير : هو ابن واصل ، تقدم في ت ٣ ح ٩. صدوق ، يخطىء.

أسباط : هو ابن نصر الهمداني ، تقدم في ت ٢٦. صدوق ، كثير الخطأ. يغرب.

السّدّي : هو المترجم له ، وابن عباس : صحابي مشهور. تقدم في ت ٣ ح ٩.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده أسباط : وهو كثير الخطأ ، كذا يونس صدوق ، يخطىء. والسدي يهم ، ورمي بالتشيع ، وسماعه من ابن عباس غير مصرح ، وقيل : إنه رآه ، وإلى هذا أشار أبو عبد الله أنه لا ينكر له ـ رؤية ـ ابن عباس ، وقد رأى سعد بن أبي وقاص المتقدم عنه ، وكذا قال أبو العباس ابن الأخرم بلفظه انظر «التهذيب» ١ / ٣١٤. ـ


وقاص. حكى عبدان (١) ، قال : كان السدي من أصبهان عظيما من عظمائهم ، وكان إذا قعد غطى لحيته صدره (٢).

حدثنا عمر بن أحمد بن إسحاق ، قال : ثنا شباب ، قال : توفي إسماعيل السدي سنة سبع وعشرين ومائة في ولاية مروان (٣).

__________________

ـ والحديث أخرجه أبو داود في «سننه» ٣ / ٤٢٩ ـ ٤٣٠ من طريق يونس بن بكير به مثله ، مع زيادة في آخره ، فهو ضعيف به.

وأهل نجران : هم قوم من النصارى كانوا يسكنون نجران ، وهي موضع في مخاليف اليمن ناحية مكة ، صالحوا النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بعد أن وفدوا عليه ، وامتنعوا عن المباهلة معه ، فكتب لهم كتابا ، فلما ولي أبو بكر أنفذ لهم ذلك ، فلما ولي عمر أجلاهم بحديث : «أخرجوا أهل نجران من جزيرة العرب».

انظر «معجم البلدان» ٥ / ٢٦٦ و ٢٦٩.

أبو عبد الله : كنية محمد بن يحيى بن منده المذكور في أول السند.

وأخرجه أبو عبيد في كتاب «الأموال» ٢٧٢ حديث رقم ٥٠٢. بطريقين : مرسلا في الأول عبيد الله بن أبي حميد ، وهو متروك كما في «التقريب» وإسناد الثاني حسن ، إلّا أنه مرسل ، وكذا ابن سعد في «الطبقات» ١ / ٢ / ٣٥ ـ ٣٦ ، وأبو يوسف في «كتاب الخراج» ص ٧٢ ، وأيضا ابن القيم في «زاد المعاد» ٣ / ٤٠.

(١) عبدان هذا هو شيخه عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي ، إذا كان هو ، فقد تقدم في ترجمة ٩ ، والملقب به أيضا عبد الله بن عثمان بن جبلة أبو عبد الرحمن المروزي ، الحافظ ، الثقة. توفي سنة ٢٢١ ه‍ ، كما في «التهذيب» ٥ / ٣٠٤.

(٢) وهو في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠٤.

(٣) انظر «تاريخ خليفة» ص ٣٧٨ ، «والطبقات» له ص ١٦٣ ـ ومروان : هو ابن محمد بن مروان ابن الحكم ، تقدمت ترجمته في بداية ترجمة السّدّي.

تراجم الرواة :

عمر بن أحمد بن إسحاق : هو أبو حفص الأهوازي ، تقدم في ترجمة ٤ ، ولم أعثر له على ترجمة.

شباب : هو خليفة بن خياط ، المعروف بشباب العصفري. تقدم في ترجمة ٣.


٢٨ ٢ / ١٣ أبو إسحاق السبيعي (*) :

عمرو بن عبد الله الهمداني ، قدم أصبهان مجتازا إلى خراسان.

(٤١) حدثنا (أبو) (١) أيوب الفقيه ـ وأخرج إلينا كتب جده الحكم بن أيوب ، فكتبنا منه ، وقرأناه عليه ـ ثنا الحكم ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، قال : ثنا أبو الوداك ونحن بأصبهان ، قال : ثنا أبو سعيد الخدري قال : أصبنا سبايا ، وذكر الحديث.

__________________

(*) أبو إسحاق السبيعي ـ بفتح المهملة ، وكسر الموحدة ـ له ترجمة : في «الطبقات الكبرى» ٦ / ٣١٣ لابن سعد ، وفي «طبقات خليفة» ص ١٦٢ ، وفي «التاريخ الكبير» ٦ / ٣٤٧ ، وفي «المعرفة والتاريخ» ٢ / ٦٢١ للفسوي ، وفي «الجرح والتعديل» ٦ / ٢٤٢ لابن أبي حاتم ، وفي «الحلية» لأبي نعيم ٤ / ٣٣٨ ـ ٣٥٠ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٦ ، وفي «تذكرة الحفاظ» ١ / ١١٤ ، وفي «التهذيب» ٨ / ٦٣.

مكثر ، ثقة ، عابد ، اختلط بأخرة ، مات سنة تسع وعشرين ومائة ، وقيل قبله.

(١) بين الحاجزين من الأصل سقط من أ ـ ه.

تراجم الرواة :

أبو أيوب الفقيه : هو أحمد بن محمد بن الحكم بن أيوب ، كما في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٩٨.

والحكم : هو ابن أيوب بن أبي بحر ، سيأتي بترجمة رقم ١١٢ ، ولم يذكر فيه جرح ولا تعديل.

إسرائيل : هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ، تقدم في ت ٢ ح ٣. ثقة ، تكلم فيه بلا حجة.

أبو الودّاك : ـ بفتح الواو ، وتشديد الدال ، وآخره كاف ـ وهو جبر بن نوف ـ بفتح النون وآخره فاء ـ الهمداني بسكون الميم ، كوفي ، صدوق ، يهم من الرابعة. انظر «التقريب» ص ٥٣ ، «والتهذيب» ٢ / ٦٠.


قال أبو نعيم (١) : روى أبو إسحاق عن واحد (٢) وعشرين رجلا من أصحاب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ورأى عليا ، وأسامة بن زيد ، وابن عباس ، والبراء ، وزيد بن أرقم ، وروى عنه الزهري ومنصور بن المعتمر.

حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا سلم بن جنادة ، قال : ثنا ابن

__________________

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، وأبو الوداك صدوق يهم ، وأبو إسحاق اختلط بأخرة ، والحديث صحيح بغير هذا السند. رواه الشيخان وغيرهما كما سيأتي.

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٦ به مثله ، ولم يذكر تمام الحديث ، وأحمد في «مسنده» ٣ / ٨٢ من طريق فضل بن دكين ، عن يونس ، عن أبي الودّاك ، عن أبي سعيد ، قال : أصبنا سبايا يوم حنين ، فكنا نعزل عنهن ، نلتمس أن نفاديهن من أهلهن ، فقال بعضنا لبعض : تفعلون هذا وفيكم رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ. ائتوه فاسألوه ، فأتيانه أو ذكرنا ذلك. قال : ما من كل الماء يكون الولد. إذا قضى الله أمرا كان. ومررنا بالقدور وهي تغلي ، فقال لنا : ما هذا اللحم؟ فقلنا لحم حمر. فقال لنا : أهلية أو وحشية؟ فقلنا له : بل أهلية.

قال : فقال لنا : اكفؤوها. قال : فكفأناها وإنّا لجياع نشتهيه ، قال : وكنا نؤمر أن نوكى الأسقية».

وأخرجه البخاري في «صحيحه» في النكاح ١١ / ٢١٨ مع الفتح من طريق مالك بن أنس ، وفي التوحيد ١٧ / ١٦٣ من طريق موسى بن عقبة ، عن أبي سعيد ، قال : أصبنا سبايا ، وفي رواية سبيا. ومسلم أيضا في «صحيحه» ١٠ / ١٠ في النكاح وفي الرضاع ١٠ / ٣٤ ـ ٣٥ بطرق متعددة عن أبي سعيد نحوه ، والحديث مخرّج في السنن الأربعة سوى «سنن ابن ماجه».

(١) أبو نعيم : هو فضل بن دكين الملائي ، تقدم في ترجمة ١ ، وجاء في «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٦ أنه روى عن أربعة وثلاثين نفسا من الصحابة. وفي «الحلية» ٤ / ٣٤١ أنه أسند عن ثلاثة وعشرين من الصحابة ، وفي ٤ / ٣٣٨ من «الحلية» ذكر أنه روى عن أربعة أو ثلاثة وعشرين من أصحاب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، ورأى عليا ، وسمع منه ، ومن سعيد بن زيد ، وابن عمرو ، وأسامة بن زيد ، وعبد الله بن الزبير ، وأكثر الرواية عن البراء بن عازب ، وزيد بن أرقم ، والنعمان بن بشير ، وحارثة ابن وهب ... وعد آخرين من أسامي الصحابة. وسمى ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» ٦ / ٢٤٢ خمسا وعشرين من الصحابة. وقال الذهبي : «إنه سمع من ثمانية وثلاثين صحابيا». انظر «تذكرة الحفاظ» ١ / ١١٤.

(٢) في النسختين : (أحد) ، والتصويب من مقتضى القواعد.

تراجم الرواة :

محمد بن يحيى : هو أبو عبد الله بن مندة ، تقدم في ترجمة ١٠. ـ


إدريس ، قال : سمعت شعبة ، يقول : هلك أبو إسحاق السبيعي سنة تسع وعشرين ومائة ، وصلى عليه الصقر بن عبد الله ، عامل ابن هبيرة (١).

__________________

ـ سلم بن جنادة : هو ابن سلم السوائي العامري أبو السائب الكوفي. ثقة ، ربما خالف.

مات سنة ٢٥٤ ه‍. انظر «التقريب» ١٢٩ ، «والتهذيب» ٤ / ١٢٨.

ابن إدريس : هو عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي ، تقدم في ت ٢٥ ، ثقة ، حافظ.

شعبة : هو ابن الحجاج العتكي ، تقدم في ت ٢٢ ، ثقة ، متقن ، حافظ.

رجاله ثقات ، كذا ذكر أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٦ ، وفيه أن وفاته سنة سبع ، وقيل : ثمان ، وقيل : تسع وعشرين ومائة ، توفي وهو ابن تسعين سنة.

(١) وابن هبيرة : هو يزيد بن عمر بن هبيرة ، كان واليا لمروان على العراق ، وجهه سنة ١٢٨ ه‍. انظر «تاريخ خليفة» ص ٣٨٢.


٢٩ ٢ / ١٤ عبيد الله بن أبي بكرة (*) :

واسم أبي بكرة : نفيع بن الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة (١) عبد العزيز بن غيرة بن عوف بن ثقيف (٢).

يقال : ولاه معاوية بن أبي سفيان (٣) اطفاء النيران ، فقدم أصبهان ، وأخذ إلى سجستان ، فأصاب أربعين ألف ألف ، فحال عليه الحول وعليه دين.

ولي أصبهان أيام يوسف بن عمر (٤) سنة عشرين ومائة (٥). وله بأصبهان حديث غريب.

(٤٢) حدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر ، عن عمه ، عن أبيه ، قال : ثنا

__________________

(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» ٥ / ٣٧٥ ، وفي «الطبقات الكبرى» ٧ / ١٩٠ لابن سعد ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ٩٩ ـ ١٠٠.

(١) في النسختين بإثبات (ابن) بين أبي سلمة وعبد العزيز ، والصواب بدونه ؛ وذلك لأن عبد العزيز اسم أبي سلمة لا ابنه ، كما في «التهذيب» ١٠ / ٤٦٩ ، وغيره.

(٢) في المصدر السابق (عوف بن قيس وهو ثقيف).

(٣) معاوية بن أبي سفيان : صخر بن حرب بن أمية الأموي أبو عبد الرحمن. صحابي أسلم قبل الفتح ، وكتب الوحي ، وصار خليفة مدة طويلة. مات سنة ستين ، وقد قارب الثمانين. انظر «التقريب» ص ٣٤١.

(٤) يوسف بن عمر : هو الذي ولّاه هشام بن عبد الملك سنة ١٢٠ ه‍ العراق ، ثم عزله يزيد بعد قتل الوليد ، واستعمل منصور بن جمهور.

انظر «تاريخ الطبري» ٧ / ١٧٩ ، و «الكامل» لابن الأثير ٤ / ٢٣٩ ـ ٢٧١.

(٥) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ٩٩.

تراجم الرواة :

محمد بن إبراهيم بن عامر : تقدم في ترجمة ١. ـ


حميد بن وهب ، قال : ثنا يحيى بن زياد بن عبد الرحمن الكاتب ، عن ابن أبي بكرة ، قال : سمعني أبي : أبو بكرة ، وأنا أدعو : «اللهم إني أسألك بوجهك الكريم وأمرك العظيم أن تجيرني من النار والكفر والفقر». فقال : يا بني!. من علّمك هذا؟ فقلت : سمعته منك. قال : الزمه يا بني. فإني سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يدعو به.

__________________

ـ عمه : هو محمد بن عامر بن إبراهيم ـ جاء هكذا التصريح باسمه في «أخبار أصبهان» ، وقد تقدم في ترجمة ١.

وأبوه عامر : سيأتي بترجمة رقم ١٠٣. ثقة.

حميد بن وهب : هو أبو وهب ، سيأتي بترجمة رقم ٦٥ ، وهو لين الحديث.

يحيى بن زياد بن عبد الرحمن الكاتب : ترجم لهذا الاسم ابن حبان في «المجروحين» ٣ / ١١٢ ، وكنّاه أبا سفيان الثقفي ، ولكنه لم يذكر لقبه المذكور ـ الكاتب ـ وقال : منكر الحديث ... لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد ـ كذا «في «الميزان» ٤ / ٣٧٧ ، فلا أدري هل هو أم غيره؟ والله أعلم.

ابن أبي بكرة : هو عبيد الله ، كما زعمه المؤلف ، حيث ساق الحديث تحت ترجمته ، ولكن جاء الحديث عند الترمذي والنسائي ـ كما سيأتي تخريجه ـ عن مسلم بن أبي بكرة ، قال : سمعت أبي وأنا أقول ... الخ. وهو ثقة ، مات بعد الثمانين ، وقبل التسعين ، كما في «التهذيب» ١٠ / ١٢٣ ، فيبدو أن المؤلف حسب أن ابن أبي بكرة هو عبيد الله ، فساقه في ترجمته.

أبوه أبو بكرة : اسمه نفيع بن الحارث بن كلدة ، صحابي مشهور بكنيته. أسلم بالطائف ، ثم نزل البصرة ، ومات بها سنة إحدى أو اثنتين وخمسين. انظر «التقريب» ص ٣٥٩.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، وحميد بن وهب لين الحديث ، ويحيى بن زياد إذا كان هو الثقفي ، فهو منكر الحديث ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٠٠ به مثله ، والترمذي في «سننه» ٥ / ١٩٠ ، والنسائي أيضا في «سننه» ٨ / ٣٦٢ كلاهما من طريق عثمان الشّحّام عن مسلم بن أبي بكرة ـ ولفظ النسائي أقرب إلى لفظ المؤلف ـ نحوه. وقال الترمذي : «هذا حديث حسن غريب». قلت : هو كما قال ، وكذا سند النسائي حسن ، رجالهما ثقات سوى عثمان الشّحّام وهو صدوق ، لا بأس به.


٣٠ ٢ / ١٥ عبد الله بن أبي بكرة الثقفي (*) :

ولي أصبهان.

ذكر النسابة (١) ، قال : دخلت سنة عشرين ومائة. فولي عبد الله بن عبيد الله (٢) بن أبي بكرة.

(٤٣) حدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر ، عن أبيه ، عن جده ، قال : ثنا شعبة بن عمران أبو رافع الأصبهاني ، عن سعيد بن جمهان ، عن عبد الله بن أبي بكرة ، عن أبيه ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٣.

(١) لعله أبو اليقطان النسابة ، واسمه عامر بن حفص ، وقد عاش بالبصرة في القرن الثاني الهجري.

مات سنة ١٩٠ ه‍. انظر «الفهرست» ص ٩٤ لابن النديم ، ومقدمة أكرم ضياء العمري على «طبقات خليفة» ص ١٥.

(٢) يبدو أن عبيد الله وقع خطأ ، كما هو غير موجود في عنوان الترجمة ولا في السند التالي ـ والله أعلم. أو غير المترجم له ، وكذا وقع في «أخبار أصبهان».

تراجم الرواة :

محمد بن إبراهيم بن عامر : تقدم هو وأبوه وجده قريبا في ترجمة ٢٩.

شعبة بن عمران الأصبهاني : سيأتي بترجمة ٩٦ ، ولم أعرف حاله.

سعيد بن جهمان ـ بضم الجيم ، وإسكان الميم ـ الأسلمي أبو حفص البصري ، صدوق ، له إفراد. مات سنة ١٣٠ ه‍. انظر «التقريب» ص ١٢٠ ، و «الميزان» ٢ / ١٣١.

عبد الله بن أبي بكرة : هو المترجم له ، وأبوه صحابي تقدم.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده محمد بن إبراهيم ، وشعبة بن عمران الأصبهاني ، وكذا عبد الله ، ترجم لهم المؤلف وأبو نعيم ، ولم يذكرا فيهم جرحا ولا تعديلا ، وأيضا سعيد بن جمهان ، صدوق ، ـ


«تنزل طائفة من أمتي أرضا يقال لها البصرة».

__________________

ـ صاحب إفراد ، والحديث أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٣ من طريق شيخه به مثله ، وأخرجه أبو داود في «سننه» ٤ / ٤٨٨ من طريق سعيد بن جمهان ، عن مسلم بن أبي بكرة ، قال : سمعت أبي يحدث أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة» .. الحديث ، وذكره بكامله. إسناده حسن ، تفرد به سعيد. والغائط : البطن المطمئن من الأرض. قاله الخطابي في تعليقه على «سنن أبي داود» ، ويؤيده ما عنده من حديث أنس في ٤ / ٤٨٩. قال له النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «يا أنس ، إن الناس يمصرون أمصارا ، وإنّ مصرا منها يقال لها البصرة أو البصيرة ، فإن أنت مررت بها أو دخلتها فإياك وسباخها وكلاءها ...» الحديث.

وأخرجه ابن الجوزي في «الموضوعات» ٢ / ٦٠ ، وقال : لا يصح ، وتعقبه السيوطي في «اللآليء» ٢ / ٤٦٨ ، ووافقه ابن عراق في «التنزيه» ٢١ / ٥١ ، ونقل قول الحافظ العلائي إنه قال : إسناده ـ أي إسناد أبي داود ـ من رجال الصحيح كلهم. قلت : لم يجزم الراوي عند أبي داود بل قال : حدثنا موسى الحناط ـ لا أعلمه إلا ذكره عن موسى بن أنس ـ عن أنس ، فهو محل نظر ـ والله أعلم ـ.

وانظر «الفوائد المجموعة» ص ٤٣٤ للشوكاني.


٣١ ٢ / ١٦ مرداس الأصبهاني قيم الجامع (*) :

روى عن أنس بن مالك.

(٤٤) حدث عقيل بن يحيى ، قال : ثنا العلاء بن أبي العلاء قيم الجامع ، قال : ثني جدي مرداس ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «لا بد للناس من عريف ، والعريف في النار».

__________________

(*) له ترجة في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣١٧.

تراجم الرواة :

عقيل بن يحيي : هو الطهراني ، سيأتي بترجمة ٢٣٢٨.

والعلاء بن أبي العلاء ـ قيم الجامع بأصبهان ـ الموذن ، روى عن جده مرداس ، وعنه عقيل ابن يحيى وسمويه. انظر «أخبار أصبهان ، ٢ / ١٤٨.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

رواه المؤلف معلقا ، وممن علقه عنه إلى آخر السند ـ سوى الصحابي ـ لم أعرفهم. وأوصله أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٤٨ ، فقال : ثنا عبدالله بن جعفر ، قال : ثنا إسماعيل بن فلحا. لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة. لابد للناس من العريف ، والعريف في النار». الحديث.

وأخرجه أبو داود في «سننه» ٣ / ٣٤٨ في ضمن حديث من طريق غالب القطان ، عن رجل ، عن أبيه ، عن جده ، في آخره هذا الحديث بلفظ : «إن العرافة حق ، ولابد للناس من العرفاء ، ولكن العرفاء في النار». قلت : في سنده رواة لم يسمعوا. فالحديث «ضعيف» بأسانيده المذكورة. والله أعلم.

قال الخطابي : «العريف : القيم بأمر القبيلة والمحلة ، يلي أمورهم ، ويتعرف الأمير منهم أحوالهم.

ومعنى قوله : «العريف في النار» : التحذير من التعرض للرياسة والتآمر على الناس ، لما في ذلك من المحنة ، وأنه إذا لم يقم بحقه ، ولم يؤد الأمانة فيه ، أثم واستحق من الله العقوبه ، وخيف عليه دخول النار. انظر«معالم السنن على سنن أبي داوود» ٣ / ٣٤٧.


٣٢ ٢ / ١٧ الصباح بن عاصم الأصبهاني (*) :

روى عن أنس بن مالك.

(٤٥) حدثنا أحمد بن محمود بن صبيح ، قال : ثنا الحجاج بن يوسف ابن قتيبة ، قال : ثنا الصباح بن عاصم الأصبهاني ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

«صاحب الأربعين ، يصرف عنه أنواع البلاء ، والأمراض ، والجذام ، والبرص ، وما أشبهه ، وصاحب السبعين يحبه الله والملائكة في السماء ، وصاحب الثمانين تكتب حسناته ولا تكتب سيئاته ، وصاحب التسعين أسير الله في الأرض ، يشفع في نفسه وفي أهل بيته.

__________________

(*) له ترجة في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٤٦.

ترجم الرواة :

أحمد بن محمود بن صبيح الوذنكاباذي. قال أبو الشيخ : شيخ ثقة ... شيخ أصبهان. صاحب أصول ، توفي سنة عشر وثلاثمائة.

انظر «الطبقات ، ٢٥٩ / ٣ له ، وكذا في «أخبار أصبهان» ١ / ١٢٩.

الحجاج بن يوسف بن قتيبة الهمداني : سيأتي بترجمة ١٥٧ ، وهو مجهول.

الصباح بن عاصم الأصبهاني : هو المترجم له.

مرتبة الاستاد والحديث وتخريجه :

في إسناده الحجاج الهمداني ، والصباح بن عاصم. لم أعرفهما.

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان»١ / ٣٤٦ به مثله ، وأبو الشيخ نفسه في «فوائد الاصبهانيين» من وجه آخر، عن عبد الرحمن بن سليمان الأنصاري ، وهو مجهول. انظر«اللالي ، «١ / ١٤٥.

وأخرجه أحمد في «مسنده ، ٢ / ٨٩ عن أنس موقوقاً ، وقال اليثمي : وفيه من لم أعرفه ـ


__________________

ـ وف ٣ / ٢١٨ بسنده عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أنس مرفوعا ، ورجاله ثقات سوى يوسف بن أبي ذرة ، وهو ليس بشيء ، كما قال ابن معين ، وقال ابن حبان : لا يحوز الاحتجاج به بحال ، كما في  «المجروحين» ٣ / ١٣١. وأخرجه البزار بطريقين ، وأبو يعلي بطرق في «مسنديهما» ، كما في «المجمع» ١٠ / ٢٠٤ و ٢٠٥ ، وقال الهيثمي : رجال ـ أحد طريقي البزار ثقات ، وطرق أبي يعلي كلها ضعيفة جداً ـ بالتصرف ، واخرجه ابن حبان في «المجروحين» ٣ / ١٣١ ، والخطيب في «تاريخ بغداد» ٣ / ٧٠ ، عن أنس نحوه ، وأورده الذهبي في «الميزان» ٤ / ٤٦٤ أيضا. والبغوي في «معجمة» كما في «اللالي» ١ / ١٣٩.

قلت : وله شاهد من حديث ابن عمرو ، وعثمان بن عفان ، وعبدالله بن أبي بكر ، وأبي هريرة ، وحديث ابن عمرعند أحمد في «مسنده» ٢ / ٨٩ ، وقال الهيثمي : رجاله وثقوا عليي ضعف في بعضهم كثير ، وحديث عثمان أخرجه أبويعلي ، وحديث عبدالله بن بي بكر : الطبراني كما في «المجمع» ١٠ / ٢٠٥ ، وقال الهيثمي : في إسناد أبي يعلي عزرة بن قيس الأزدي وهو ضعيف ، وقال في إسناد الطبراني : ولم يدرك عبدالله بن عمرو بن عثمان عبدالله بن أبي بكر.

وحديث أبي هريرة أخرجه الحكيم الترمذي في «نوادر الاصول». انظر اللالي» ١ / ١٤٢ ، وساقه بسنده.

والحديث أخرجه ابن الجوزي في «الموضوعات ، ١ / ١٧٩ ـ ١٨١ بسنده من طريق أحمد بطريقية مرفوعا وموقوقاً ، ومن طريق الخطب ، ثم حكم بوضعه بقوله : هذا الحديث لا يصح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.

أعل الطريق الاول بيوسف بن أبي ذرة ناقلا قول ابن حبان فيه. أنه قال : يروي المناكير التي لا أصل لها من كلام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يحل الاحتجاج به بحال. وأعل الموقوف بفرج بن فضالة ، فقال : قال يحيى والنسائي : «هو ضعيف». وقال البخاري : «منكر الحديث». وقال ابن حبان : يقلب الاسانيد ، ويلرق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة. لا يحل الاحتجاج به.

وقال في طريق الخطيب : فيه عباد بن عباد المهلبي. قال ابن حيان : غلب عليه التقشف ، وكان يحدث بالتوهم ، فيأتي بالمناكير ،فاستحق الترك.

وأخرجه بطريق آخر عن الخطيب ، وأعله بعزرة بن قيس الاودي ، فقال : ضعفه يحيى ، وبأبي الحسن الكوفي ، بقوله مجهول. هذا ما ذكره ابن الجوزي ، وبالتصرف.

وقد نعقبه الحافظ ابن حجر في «القول المسدد» ص ٢٩ ، وبعدها في الحديث الخامس والسادس ، بأن له طرقا عن أنس وغيره يتعذر الحكم مع مجموعها على المتن بأنه موضوع ، فقد روينا من طريق أبي طوالة عبدالله بن عبدالرحمن بن معمر الأنصاري ، وزيد بن أسلم المدني ، وعبد الواحد بن راشد ، وعبيدالله بن أنس ، والصباح بن عاصم ، كلهم عن أنس ،


__________________

وروناه أايضا من حديث عثمان بن عفان ، وعبدالله بن أبي بكر الصديق ، وأبي هريرة وغيرهم ، عن النبي ، قال : وقد استوعيت طرقه في الجزء الذي سميته «معرفة الخصال المكفرة للذنوب المقدمة والمؤخرة» ومن أقوى طرقه ما اخرجه البيهقي في «الزهد» له ، عن الحاكم ، عن الاصم ، عن بكر بن سهل ، عن عبدالله بن محمد بن رمح ، عن عبدالله بن وهب ، عن حفص بن ميسرة ، عن زيد بم أسلم ، عن أنس ـ فذكر الحديث ، وقال ابن حجر : ورواته من ان وهب فصاعداَ من رجال الصحيح ، والبيهقي ، والحاكم ، والأصم لا يسأل عنهم ، وابن رمح ثقة ، وبكر بن سهل قواه جماعة ، وضعفه النسائي.

وقال مسلم : ضعفه بعضهم من أجل حديثه عن سعيد بن كثير ، عن مسلمة بن مخلد رفعه «اعرو النساء يلزمن الحجاب» ، يعني أنه غلط فيه ، ثم قال : مع هذا لم ينفرد به بكر ابن سهل ، ثم ساقه من طريق أبي بكر بن المقرىء عن أبي عروبة الحراني ، عن مخلد بن مالك الحراني ، عن حفص بن ميسرة ، به وبطريق أخر أيضاً ، وقال : مخلد أعلى شيخ لأبي عروبة ، وقد وثقة أبو زرعة الرازي ، ولا أعلم لاحد فيه جرحاً ، وباقي الإسناد إثبات ، فلو لم يكن لهذا الحديث سوى هذا الطريق لكان كافيا في الرد علي من حكم بوضعه ، فضلاً أن يكون له أسانيد أخرى.

منها ما اخرجه أحمد بن منيع في «مسند» عن عبّاد بن عبّاد المهلبي. قلت : قد تقدم ذكره ، حيث أعله ابن الجوزي بعباد ، وتعقبه ابن حجر بأنّ عبادا المهلبي من الثقات ، وثقه أحمد ابن حنبل ، ويحيى بن معين ، والعجلي ، وآخرون ، وذكره ابن حبان في «الثقات» ، وخبط ابن الجوزي في الكلام على هذا الحديث ، فنقل عن ابن حبان أنه قال في عبّاد بن عبّاد هذا إنه غلب عليه التقشف ، فكان يحدث بالتوهم ، فيأتي بالمنكر ، فاستحق الترك ، وهذا الكلام إنما قاله ابن حبان في عباد بن عباد الفارسي الخواص ... ماخوذ من «القول المسدد/ ٢٩ ـ ٣١ يتصرف يسير.

ذكر السيوطي في «اللالي» ١ / ١٤٠ أن الحافظ الزين العراقي أورد هذا الحديث في «أماليه» من طريق أحمد بن منيع ، وقال : هذا حديث له طرق ، وفي إسنادها مقال ... وقال أيضاً : رواه البزار من رواية أبن أخي الزهري عن أنس ، ورواه أيضاً بإسناد رجاله ثقات ... وقال في الأخير : والإسناد الذي رويناه هو أمثلها ـ يعني طريق أحمد بن منيع ـ انتهى.

وقد ساق السيوطي طرق هذا الحديث التي جمعها ابن حجر في كتابه «الخصال المفكرة للذتول ...» وقد لخصت أحسن الطرق من «القول المسدد ، كما تقدم ، ومن يريد معرفة مرتبة كل طريق فليراجع «اللالي ،» ١ / ١٤١ ـ ١٤٧.

قلت : الخلاصة أن الحديث ليس بموضوع كما قال الحافظ ابن حجر ، وإن كانت أسانيده لا تخلو كلها من المقال كما قال الحافظ العراقي ـ قلت : نكارة تنه تدل على أن الحديث ضعيف جداً ـ والله أعلم ...


٣٣ ٢ / ١٨ عبد الله بن الأسود الأصبهاني (*) :

رأى أنسا وسمع منه.

(٤٦) حدثنا أحمد بن محمد (بن) (١) مسقلة ، قال : ثنا أحمد بن يحيى السوسي ، قال : ثنا داود بن المحبر ، قال : ثنا عنبسة بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن الأسود الأصبهاني ، عن أنس بن مالك ، قال : «كان رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إذا استجدّ ثوبا لبسه يوم الجمعة».

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٢.

(١) بين الحاجزين سقط من الأصل استدركته من أ ـ ه ، «وأخبار أصبهان» ٢ / ١٢٨.

تراجم الرواة :

أحمد بن محمد بن مسقلة بن مسلم التيمي ، تيم الرباب أبو علي : كتب عن العراقيين والحجازيين. ثقة ، توفي سنة ست ، أو ثمان ، أو تسع وثلاثمائة. ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٥٦ / ٣ ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ١٢٨.

أحمد بن يحيى بن مالك السوسي : ينسب إلى السوس ، بلدة بخوزستان ـ في غربي إيران ـ قال أبو حاتم : صدوق ، انظر «الجرح والتعديل» ٢ / ٨٢ ، «ومعجم البلدان» ٣ / ٢٨٠.

داود بن المحبر ـ بمهملة وموحدة مشددة مفتوحة ـ الثقفي البكراوي أبو سليمان البصري ، نزيل بغداد. قال ابن حبان : كان يضع الحديث. وقال الذهبي : واه. وقال ابن حجر : متروك. انظر «المجروحين» ١ / ٢٩١ ، «والمغني في الضعفاء» ١ / ٢٢٠ ، و «التقريب» ص ٩٧.

عنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة القرشي الأموي : قال البخاري : تركوه. قال أبو حاتم : كان يضع الحديث وقال ابن معين : متروك. انظر «التاريخ الصغير» ص ٢٠٨ ، و «الكبير» ص ٧ / ٣٩ للبخاري ، «والجرح والتعديل» ٦ / ٤٠٢.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

واه جدا ، فقد أخرجه أبو الشيخ ـ المؤلف ـ في كتاب «أخلاق النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وآدابه» ص ١٠٤ و ٢٥٥ ، والخطيب في «تاريخ بغداد» ٤ / ١٣٧ ، وابن الجوزي من طريقه في «العلل المتناهية» ٢ / ١٩٣ كلهم من طريق عنبسة ، وقال ابن الجوزي : حديث لا يصح ، وعنبسة مجروح. قلت : بل متروك كما تقدم ، فالحديث واه جدا. وقال الذهبي في «تلخيص العلل» ٩٤٦ / ٢ بتحقيق محفوظ الرحمن : سنده مظلم ، وكذا أخرجه النجيرمي في «فوائده» ٦ / ٣٣ / ٢.


٣٤ ٢ / ١٩ بخ ـ د ـ ت ـ ق أبو غالب الأصبهاني (*) :

يحدث عن صاحبه أبي أمامة واسمه حزور.

(٤٧) حدثنا محمد بن يحيى بن مندة ، قال : ثنا إسماعيل بن موسى ، قال : ثنا شريك عن داود الحماني ، قال : ثنا أبو غالب (١) الأصبهاني ، عن أبي أمامة عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قصة الخوارج.

__________________

(*) أبو غالب حزور ، وقيل : سعيد بن الحزور ، وقيل : نافع. له ترجمة في «الميزان» ١ / ٤٧٦ و ٤ / ٥٦٠ ، وفي «الكاشف» ٣ / ٣٦٥ ، وفيه : صالح الحديث ، وصحح له الترمذي ، وفي «التهذيب» ١٢ / ١٩٧ ، وفي «الخلاصة» ص ٤٥٧.

قال ابن حجر : صدوق يخطئ من الخامسة ، انظر «التقريب» ص ٤٢١.

(١) وقع في الأصل «أبو غالب» مكررا ، فحذفته كما جاء مرة في أ ـ ه.

تراجم الرواة :

محمد بن يحيى بن مندة : تقدم في ترجمة ١٠ ثقة حافظ.

إسماعيل بن موسى بن بنت السدي : تقدم في ت ٢٧ ، صدوق ، يخطئ ، ورمي بالرّفض.

شريك : هو ابن عبد الله النخعي الكوفي القاضي أبو عبد الله. صدوق يخطئ.

داود الحمّاني ـ بكسر المهملة ـ وتشديد الميم ـ ابن أبي سليك ، ذكره ابن حبان في «الثقات» ، وقال الحافظ ابن حجر : مقبول من السابعة. انظر «التهذيب» ٣ / ١٨٦ ، «والتقريب» ص ٩٦.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده مقبول وصدوق ، يخطئ كثيرا مع تغير حفظه ، فقد أخرجه ابن ماجه في «سننه» ١ / ٦٢ عن سهل بن أبي سهل ، عن ابن عيينة ، عن أبي غالب به ، وعبد الرّزاق في «مصنفه» ١٠ / ١٥٢ ، والطبراني في «الصغير» ١ / ٢٠ ، من طريق الوليد بن مسلم ، عن خليد بن دعلج ، عن أبي غالب به ، وقال الطبراني : لم يروه عن خليد بن دعلج إلا ابن الوليد ، وقال الهيثمي في «المجمع» ٦ / ٢٣٤ : رواه الطبراني ، ورجاله ثقات ، وعنده أطول وأتمّ.

ولفظ الحديث كما هو عند ابن ماجه : عن أبي أمامة يقول : «شر قتلى قتلوا تحت أديم السماء ، وخير قتيل من قتلوا كلاب أهل النار. قد كان هؤلاء مسلمين ، فصاروا كفارا». قلت : يا أبا أمامة! هذا شيء تقوله؟ قال : بل سمعته من رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.


٣٥ ٢ / ٢٠ إبراهيم بن هدبة (*) :

يكنى أبا هدبة ، قدم أصبهان ، فحدث على المنبر عن أنس بن مالك ، فرفع ذلك إلى جرير (١) بن عبد الحميد ، وكان يصدقه ، وكان المأمون (٢) أيضا يصدقه (٣).

حكى ذلك المسوحي (٤) عن عبيد الله بن عمر

وسمع منه بأصبهان رستة (٥) ، والحجاج بن يوسف (٦) ، وحامد بن مسور (٧). وهو متروك (٨) الحديث.

__________________

(*) له ترجمة في «الضعفاء والمتروكين» ص ٢٨٣ ـ مع «التاريخ الصغير» ـ للنسائي ، وفيه : «متروك الحديث» ، وفي «الجرح والتعديل» ٢ / ١٤٣.

وقال أبو حاتم : «كذاب» ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ١٧٠ ، وفي «تاريخ بغداد» ٦ / ٢٠٠ ، وفي «الميزان» ١ / ٧١ ، وفي «المغني في الضعفاء» ١ / ٢٩ ، وفيه قال الذهبي : «متهم ساقط». وقال الدارقطني متروك ، وفي «الميزان» قال الذهبي : بقي إبراهيم بن هدبة إلى سنة مئتين.

(١) جرير بن عبد الحميد : هو ابن قرط الضبي ، سيأتي بترجمة ٦١.

(٢) المأمون : هو عبد الله المأمون بن هارون الرشيد الخليفة العباسي ، تقدم في بداية المقدمة.

(٣) كذا في «الميزان» ١ / ٧١ ، وعلّق عليه الذهبي بقوله : ـ قلت : «تصديقهما لا ينفعه ، فإنه مكشوف الحال».

(٤) المسوحي ـ بضم الميم والسين ، وسكون الواو ـ نسبة إلى المسوح ، وهو جمع مسح ، والمعروف به أبو علي أحمد بن أيوب المسوحي ، من كبار مشايخ الصوفية ، والثاني أبو علي الحسن بن علي المسوحي ، أحد فضلاء شيوخ الصوفية. لعله هو واحد منهم ، والله أعلم. انظر «اللباب» ٣ / ٢١٣.

(٥) رستة : هو عبد الرحمن بن عمر رستة ، سيأتي بترجمة ٢٢١.

(٦) والحجاج بن يوسف : هو ابن قتيبة الهمداني ، سيأتي بترجمة ١٥٧.

(٧) حامد بن المسور : هو أبو الحسن ، سيأتي بترجمة ٢٤٠.

(٨) أي إبراهيم بن هدبة المترجم له ، وقد تقدم أقوال العلماء في مصادر ترجمته.


(٤٨) حدثنا أحمد بن محمود ، قال : ثنا الحجاج بن يوسف ، قال : ثنا إبراهيم بن هدبة ، قال : ثنا أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «أشد الناس حبا لي ، لأناس يأتون من بعدي يود أحدهم لو رآني ففداني (١) بماله وأهله».

(٤٩) حدثنا أحمد بن محمود ، قال : ثنا الحجاج ، قال : ثنا إبراهيم بن

__________________

(١) في «مسند أحمد» ٥ / ١٥٦ (أعطى) أهله وماله. في «الجامع الصغير» ١ / ٥٢١ «فقد».

تراجم الرواة :

أحمد بن محمود : هو ابن صبيح ، شيخ أصبهان. تقدم في ت ٣٢ ح ٤٥ ، شيخ ثقة.

الحجاج بن يوسف : هو ابن قتيبة الهمداني أبو محمد ، كان من المعمرين. مات عن مائة وعشرين سنة في سنة ٢٦٠ ه‍ ، سيأتي بترجمة رقم ١٥٧ ، لم أعرفه.

إبراهيم بن هدبة : هو المترجم له ، متروك الحديث ، متهم.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

ضعيف جدا بهذا الإسناد ، ولم أقف عند غيره على هذا الطريق ، والحديث صحيح بشواهده فإنه أخرجه مسلم في «صحيحه» ١٧ / ١٧٠ ، كتاب الجنة ، عن أبي هريرة ، مرفوعا نحوه بلفظ أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «من أشد أمتي لي حبا : ناس يكونون بعدي ، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله». وأحمد في «مسنده» ٢ / ٤١٧ ، والبزار في «مسنده» كما في «المجمع» ١٠ / ٦٦ ، كلاهما عن أبي هريرة ، وقال الهيثمي : وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد ، وحديثه حسن ، وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه أحمد أيضا في «مسنده» ٥ / ١٥٦ و ١٧٠ من حديث أبي ذر بنحوه ، ولكن في سنده تابعي لم يسمّ ، وقال الهيثمي في «المجمع» ١٠ / ٦٦ : وبقية رجال أحد الطريقين رجال الصحيح.

تراجم الرواة :

تقدموا جميعا في السند قبله.

قال العراقي في تخريج أحاديث «الإحياء» ٣ / ١٣١ : رويناه في «ثمانيات النجيب» من رواية أبي هدبة ـ إبراهيم بن هدبة ـ أحد الهالكين عن أنس ـ فهو ضعيف به جدا.

أخرج أحمد في «الزهد» وابن أبي الدنيا في «الصمت» ، والبيهقي في «البعث» عن الحسن مرسلا بنحوه. انظر «الدر» ٦ / ٣٢٨ ، وكذا ذكره الغزالي في «الإحياء» ٣ / ١٣١ ، عن الحسن مرسلا ، وقال العراقي في تخريجه لأحاديث «الإحياء» : أخرجه ابن أبي الدنيا في «الصمت» عن الحسن مرسلا.


هدبة ، عن أنس بن مالك ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «إن المستهزئين بعباد الله ، يقال لهم يوم القيامة : تعالوا ادخلوا الجنة ، فإذا جاؤوا أغلق من دونهم الباب ، وهم آخر الناس حسابا».


٣٦ ٢ / ٢١ جعفر (١) بن أبي المغيرة القمّي (*) :

من التابعين ، روى عن عبد الرحمن بن أبزى ، ورأى ابن الزبير ، ودخل مكة أيام عبد الله بن عمر مع سعيد بن جبير (٢).

ذكر ابن (٣) عامر ، عن أبيه ، عن يعقوب (٤) ، عن جعفر ، قال : دخلت مع سعيد بن جبير (٥) ، فرأيت عبد الله بن الزبير مصلوبا (٦).

وذكر أيضا عن يعقوب ، عن جعفر ، حدثنا أبو يعلى ، قال : ثنا أبو

__________________

(١) في أ ـ ه «مغيرة بن أبي المغيرة» ، وهو تحريف ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن مصادر ترجمته.

(*) جعفر بن أبي المغيرة دينار القمّي ـ بضم القاف ، وتشديد الميم ـ نسبة إلى بلدة قمّ ، وهي بين أصبهان وطهران. العاصمة ـ كما في «اللباب» ٣ / ٥٥. وله ترجمة في «التاريخ الكبير» ٢ / ٢٠٠. للبخاري ، وفي «الجرح والتعديل» ٢ / ٤٩٠ لابن أبي حاتم ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٤١ ، وفي «التهذيب» ٢ / ١٠٨ ، وفي «الخلاصة» ص ٦٥ للخرزجي ، وفيه : «صدوق له أوهام».

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ، «والتهذيب» نقلا عن أبي الشيخ.

(٣) ابن عامر : هو إبراهيم بن عامر بن إبراهيم الأشعري ، سيأتي بترجمة رقم ١٧٢ ، وأبوه عامر سيأتي بترجمة رقم ١٠٣ ، وهو ثقة.

(٤) يعقوب : هو ابن عبد الله بن سعد الأشعري القمّي ، سيأتي بترجمة ٨٦. صدوق ، يهم.

(٥) سعيد بن جبير : تقدم بترجمة ٢٢ ، وكذا عبد الله بن الزبير : تقدم بترجمة ٢.

(٦) انظر «البداية» ٨ / ٣٣٢ و ٣٤٥ ، قصة قتل ابن الزبير وصلبه ، وسيأتي في آخر الترجمة تخطئة هذه الرواية.

أبو يعلى : هو أحمد بن علي بن المثنى ، صاحب «المسند». تقدم في ت ٣ ح ٥.

أبو الربيع : هو سليمان بن داود العتكي الزهراني ، تقدم في ت ٤ ح ١٩. ثقة ، لم يتكلم فيه أحد بحجة.


الربيع ، قال : ثنا يعقوب القمّي ، قال : ثنا جعفر ، عن سعيد بن عبد الرحمن ابن أبزي ، قال : أتاه رجل من الخوارج ، فقال له : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ، وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ، ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ)(١) أليس كذلك؟ قال : (نعم) (٢). قال : فانصرف عنه ، فقال له رجل من القوم : يا ابن أبزى : إن هذا أراد تفسير هذه الآية غير ما ترى. إنه رجل من الخوارج ، فقال : ردّوه علي ، فلما جاءه قال : تدري فيمن نزلت هذه الآية؟ قال : لا. قال : نزلت في أهل الكتاب ، فلا تضعها على غير حدها.

وأخبرنا أبو يعلى ، قال : ثنا أبو الربيع ، قال : ثنا يعقوب القمّي ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير ، قال : أقبلت مع ابن عمر من منى ونحن نريد أن نزور البيت ، فلما انتهينا إلى جمرة العقبة ، أخذت في بطن الوادي ، فقال : خذ بي (٣) على العقبة ، فقلت : إن الوادي أسهل علينا ، فقال : خذ بي على

__________________

(١) سورة الأنعام آية (١).

(٢) بين الحاجزين من الأصل سقط من أ ـ ه ، والصواب في جواب مثل هذا الاستفهام «بلى» ، وهكذا جاء في «تفسير ابن جرير» ٧ / ١٤٤.

(٣) في أ ـ ه (حدث) ، والصواب ما أثبته من الأصل.

بقية الرواة :

جعفر : هو ابن أبي المغيرة المترجم له ، صدوق ، له أوهام.

سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي مولاهم الكوفي : ثقة من الثالثة ، انظر «التقريب» ص ١٢٣.

إسناده حسن ، فقد أخرجه عبد بن حميد ، عن يعقوب القمّي به ، ومن طريقه ابن جرير في «تفسيره» ٧ / ١٤٤ ـ ١٤٥ مثله ، وعزاه السيوطي في «الدر» إلى ابن حميد ، وأبي الشيخ.

انظر ٣ / ٤ ، وفي نزول الآية قول آخر ، وهو أنها نزلت في المشركين ، كما في المصدر السابق لابن جرير.

أراد السائل تكفير أهل القبلة لرضاهم في التحكيم مع علي.

تراجم الرواة :

تقدموا جميعا في السند قبله ، سوى سعيد بن جبير ، وهو تقدم بترجمة رقم ٢٢. ثقة ، ثبت.

إسناده حسن تقدم تخريجه في ترجمة عبد الله بن الزبير رقم ٢.


العقبة ، فقلت : إنّ ابن الزبير مصلوب على العقبة ، فعسى تكره أن تراه ، فقال : خذ بي عليها ، فلما انتهينا إلى ابن الزبير ، وقف ثم قال :

«السلام عليكم ورحمة الله ، لئن كانتا علتاك ـ يعني رجليه ، وكان صلب منكوسا ـ لقد مشى عليها إلى المساجد ، وإن أمة أنت أشرّها لأمة صدق».

وهذا هو الصحيح ، وحديث عامر عن يعقوب خطأ (١).

__________________

(١) يعني حديثه الذي تقدم في بداية الترجمة ، حيث رواه يعقوب ، عن جعفر ـ أنه ـ قال : «دخلت مع سعيد بن جبير فرأيت عبد الله بن الزبير مصلوبا».

فهذا خطأ ، والصحيح ما ذكره هنا.


٣٧ ٢ / ٢٢ وثّاب أبو يحيى بن وثّاب (*) :

يقال : إن وثابا كان من أهل قاشان (١) ، فوقع (٢) إلى ابن عباس ، فأقام معه سنتين ، ثم استأذنه في الرجوع إلى قاشان ، فأذن له ، فرحل من الحجاز معه ابنه يحيى بن وثّاب ، فلما بلغ الكوفة قال لأبيه : إني مؤثر حظ العلم على حظ المال ، فأعطني الإذن في المقام ، فأذن له ، وخرج وثاب وأقام ...

__________________

(*) لوثّاب ـ بفتح الواو ، وتشديد المثلثة ـ ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٣٣.

(١) تقدم تعريفه في المقدمة.

(٢) في الأصل (فرفع) ، والتصويب من «أخبار أصبهان» ، «والتهذيب» ١١ / ٢٩٥.


٣٨ ٢ / ٢٣ يحيى بن وثاب (*) بالكوفة :

فصار إماما في القراءة ، وله أحاديث كثيرة (١).

حدثنا أبو محمد بن أبي حاتم ، قال : ثنا أحمد بن محمد بن يحيى (٢) ، قال : ثنا يحيى بن عيسى الرملي ، عن الأعمش ، قال : كان يحيى بن وثاب ، من أحسن الناس قراءة ، وربما اشتهيت أن أقبّل رأسه من حسن قراءته ، وكان إذا

__________________

(*) له ترجمة في «الطبقات الكبرى» ٦ / ٢٩٩ لابن سعد ، وفي «الجرح والتعديل» ٩ / ١٩٣ لابن أبي حاتم ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٣٣. و ٣٥٦ ، وفيه «أصبهاني الأصل ، مولده بالحجاز ، وسكن الكوفة. كان وثّاب من قاشان ، سباه مجاشع ، فاشتراه ابن عباس. وفي «تهذيب الأسماء» ٢ / ١٥٩ للنووي ، وفي «غاية النهاية» ٢ / ٣٨٠ للجزري ، وفي «التهذيب» ١١ / ٢٩٥ ، ونقل عن أبي الشيخ في ترجمته ، وفي «النجوم الزاهرة» ١ / ٢٥٢ للأتابكي ، وفي «الأعلام» ٩ / ٢٢٣ للزركلي.

(١) كذا هو في «أخبار أصبهان» بكامله.

(٢) وقع أحمد بن محمد بن يحيى مكررا في الأصل.

تراجم الرواة :

أبو محمد : هو عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس ، الحافظ ، الثقة ، صاحب التصانيف ، منها : «الجرح والتعديل» ، و «العلل» ، وغيرهما. توفي سنة ٣٢٧ ه‍. انظر «تذكرة الحفاظ» ٣ / ٨٢٩.

أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد أبو سعيد البصري : قال ابن أبي حاتم : «كتبنا عنه ، وكان صدوقا» ، وسئل أبي عنه ، فقال : «صدوق» انظر «الجرح والتعديل» ٢ / ٧٤.

بقية الرواة :

يحيى بن عيسى : هو التميمي النّهشلي الكوفي ، نزيل الرملة. صدوق. ، يخطئ ، ورمي بالتّشيّع. مات سنة إحد ومائتين. انظر «التقريب» ص ٣٧٨.

الأعمش : هو سليمان بن مهران ، تقدم في ترجمة ٦. ثقة ، ثبت.


قرأ لا يسمع في المسجد حركة ، وكأن ليس في المسجد أحد (١).

حدثنا أبو القاسم الرازي ، قال : ثنا أبو زرعة ، قال : ثنا عبيد بن جناد ، قال : سمعت عطاء بن مسلم يقول : كان الأعمش يقول : كنت إذا رأيت يحيى بن وثاب قد جثا (٢) ، قلت : هذا قد وقف للحساب ، فيقول : أي ربّ ، أذنبت كذا ، أذنبت كذا ، فعفوت عني ، فلا أعود ، ويا رب ، أذنبت كذا وكذا ، فعفوت عني ، فلا أعود ، فأقول : هذا لك يوم توقف للحساب (٣).

حدثنا أحمد بن عمرو ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا أبو نعيم ، قال : سمعت الأعمش يقول : كانوا يقرؤون على

__________________

(١) إسناده حسن ، وهو في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٣٣ ، وفي «التهذيب» ١١ / ٢٩٥ ، «وتهذيب الأسماء» ٢ / ١٥٩ ، «وغاية النهاية» ٢ / ٣٨٠.

تراجم الرواة :

أبو القاسم الرازي : هو عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ، تقدم في ت ٣ ح ٧ ثقة.

أبو زرعة : هو عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، تقدم في ت ٣ ح ٧. ثقة ، من النقاد.

عبيد بن جناد الحلبي : قال ابن أبي حاتم : سئل أبي عنه ، فقال : صدوق ، لم أكتب عنه.

انظر «الجرح والتعديل» ٥ / ٤٠٤.

عطاء بن مسلم : هو الخفاف أبو مخلد الكوفي ، نزيل حلب. صدوق ، يخطئ كثيرا.

مات سنة ١٩٠ ه‍. انظر «التقريب» ص ٢٣٩.

(٢) أي : جلس على ركبتيه. القاموس ٤ / ٣١١.

(٣) انظر «تهذيب الأسماء» ٢ / ١٥٩ ، «وغاية النهاية» ٢ / ٣٨٠ ، «والتهذيب» ١١ / ٢٩٥.

تراجم الرواة :

أحمد بن عمرو : هو ابن عبد الخالق البزّار صاحب «المسند الكبير المعلل» تقدم في ت ٣ ح ١١. ثقة حافظ ، يخطئ.

عبد الله بن أحمد بن حنبل الشيباني ، أبو عبد الرحمن ولد الإمام ، ثقة ، مات سنة ٢٩٠ ه‍ ، وله بضع وسبعون سنة. انظر «التقريب» ص ١٦٧.

وأبوه : هو الإمام المشهور ، أحمد بن محمد بن حنبل ، صاحب «المسند» ثقة ، حافظ ، فقيه ، حجة. مات سنة ٢٤١ ه‍ وله سبع وسبعون سنة.

المصدر السابق ص ١٦.

أبو نعيم : هو الفضل بن دكين الملائي. تقدم في ترجمة ١ ـ ثقة.


يحيى بن وثاب وأنا جالس ، فلما مات أحدقوا بي (١).

أخبرنا الطوسي ، قال : ثنا محمد بن عبد الكريم ، قال : ثنا الهيثم بن عدي ، قال : مات يحيى بن وثّاب الأسدي ـ من أهل الكوفة ـ سنة ثلاث ومائة (٢).

حكى لنا جعفر بن عبد الله بن الصباح (٣) قال : ثنا رسته ، قال : ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن يحيى بن وثّاب ـ وكان من فصحاء العرب ـ قال : يقال : يشمّت العاطس ، ويسمّت العاطس (٤).

__________________

(١) رجاله ثقات ، كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٣٣ ، وأحدقوا بي : أي أحاطوا بي.

تراجم الرواة :

الطوسي ـ نسبة إلى طوس ، هي مدينة بخراسان ، بينها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ ، كما في «معجم البلدان» ٤ / ٤٨ ، وهو الحسن بن علي بن نصر الطوسي ، حافظ ، يحمل عن بندار. قال أبو أحمد الحاكم ـ الكبير ـ : تكلموا في روايته ، لكتاب «النسب» عن الزبير بن بكار. انظر «الميزان» ١ / ٥٠٩.

محمد بن عبد الكريم : لعله المروزي ، إذا كان هو ، فكذّبه أبو حاتم الرازي ، كما في «الميزان» ٣ / ٦٣٠ ، وترجم لشخص آخر من هذه الطبقة ، وتكلم فيه ، ولم يترك.

الهيثم بن عدي : هو الطائي أبو عبد الرحمن الكوفي ، هو صاحب أخبار. قال ابن المديني : هو أوثق من الواقدي ، ولا أرضاه في شيء. قلت : ليس بثقة في الحديث ، انظر «الميزان» ٤ / ٣٢٤.

(٢) كذا ذكر تاريخ وفاة يحيى بن وثّاب في مصادر ترجمته.

(٣) جعفر بن عبد الله بن الصباح أبو الفضل : أحد الثقات ، كان رأسا في القراءة ، وعنده علوم القرآن. مات سنة ٢٩٤ ه‍. ذكره المؤلف في «الطبقات» ٢٧٤ / ٣.

رسته : هو عبد الرحمن بن عمر رسته ، سيأتي بترجمة ٢٢١. ثقة ، له غرائب.

وجرير : هو ابن عبد الحميد الضّبّي ، سيأتي بترجمة ٦١. ثقة.

الأعمش : تقدم قريبا.

(٤) رجاله ثقات ، وفي «النهاية» ٢ / ٤٩٩ لابن الأثير ، «ولسان العرب» ٢ / ٤٦ لابن منظور ، «التشميت بالشين والسين : الدعاء بالخير والبركة.


٣٩ ٢ / ٢٤ واقد مولى أبي موسى الأشعري (*) :

من أهل أصبهان ، ذكر ذلك محمد (١) بن إبراهيم بن عامر بن إبراهيم بن واقد ، قال : جدّي مولى أبي موسى الأشعري ، خلّفه أبو موسى بأصبهان على الأذان ، فلم يزل يتوارثونه إلى اليوم (٢).

قال النسابة (٣) : كان الإمام في مسجد الجامع حبيب (٤) بن الزبير بن مشكان الهلالي ، وكان قارئا ، فلما أن هلك حبيب ، التمسوا من يؤمّهم ، فلم يجدوا قارئا أقرأ من واقد مولى أبي موسى الأشعري ، فأقاموه في الجامع ، فهم يتوارثونه (٥) إلى اليوم (٦).

وقدم الحسن البصري مع أبي موسى. رواه المبارك بن فضالة عن الحسن. قد خرّجته في أخبار أبي موسى (٧).

وكذاك أبو عمران الجوني ، وقد خرّجته قبل هذا في أخبار أبي موسى.

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٣٤.

(١) تقدم في ترجمة (١).

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٣٤.

(٣) النّسّابة في المصدر السابق : هو «أبو بكر النّسّابة الأصبهاني» ، وتقدم.

(٤) سيأتي بترجمة رقم ٤٥.

(٥) في الأصل يتوارثوه والتصحيح من أ ـ ه.

(٦) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٣٤.

(٧) في ترجمة رقم ٤ ، وتقدم هناك ترجمة الحسن وأبي عمران الجوني.


٤٠ ٢ / ٢٥ يزيد الأودي (*) :

كان والي أصبهان أيام عمر بن عبد العزيز (١).

حدثنا عبد الله بن أبي بكر ، قال : ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، قال : حدثني أبي ، عن أبي حصين الرازي ، قال : ثنا عبد الله بن إدريس الأودي ، قال : ثنا أبي وعمي ، عن جدي أنهم كانوا ولاة بأصبهان في عهد عمر بن عبد العزيز ، قال :

فأمروا بحفر قناة. قال : فانحط لهم الحفر إلى باب كهف عليه صخرة عادية ، فعالجوها ، فدخلوا الكهف ، فإذا ثلاثة أسرّة : السرير الذي يلي صدر الغار عليه شيخ كأهيأ ما يكون من الرجال ، عليه سبع حلل منسوجة بالذهب ، مرصعة بالجوهر ، وعند رأسه لوح مكتوب فيه بالفارسية : مال لم رود (٢) ، فإذا

__________________

(*) هو يزيد بن يزيد الأودي ، له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٤٤.

(١) عمر بن عبد العزيز بن مروان : هو أمير المؤمنين. وأمه : أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب ، وولي إمرة المدينة للوليد ، ثم ولي الخلافة ، فعدّ مع الخلفاء الراشدين. مات سنة إحدى ومائة وله أربعون سنة ، ومدة خلافته سنتان ونصف. انظر «الكاشف» ٢ / ٣١٧ «والتقريب» ص ٢٥٥.

(٢) لم يتضح لي معنى هذه الجملة. لعلّها محرفة عن «قال نمرود» والله أعلم.

تراجم الرواة :

عبد الله بن أبي بكر بن أبي داود السجستاني ، ثقة ، تقدم.

عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس أبو محمد ، توفي سنة ٣٤٦ ، وقيل : ٣٤٥ ه‍. انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٨٠ ، وكذا ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٣٠٣ / ٣.

أبوه : جعفر بن أحمد بن فارس أبو الفضل ، له مصنفات حسان ، توفي بالكرخ سنة ٢٨٩ ه‍.

المؤلف في «الطبقات». ـ


فيه : ملكت أهل أصبهان ثلاثمائة عام غير شهرين ، ثم غزوت أهل فارس وكرمان ، فملكتهم أكثر من الأول ضعفان ، وكان يأتيني الزائر ما بين مكة إلى عمان ، وكان لي ألف وزير أصول بهم على أهل الزمان ضعفان ، (فمن رآني ، فلا يغرن بالملك وطول الزمان ، ومن قرأ ما في اللوح ، فليبح به علانية من غير كتمان ، فإنّ فيه عبرة (١) للكهول والشّبّان)(٢).

وإذا على السرير الذي يلي يمنة الغار شاب كأهيأ ما يكون من الرجال ، عليه سبع عشرة حلة منسوجة بالذهب مرصعة بالجوهر ، وعند رأسه لوح فيه مكتوب : أنا بهرام بن الملك (٣) ، نغّص (٤) الموت شبابي ، ولو قبل الموت فدائي لفديت.

وإذا على السرير الذي يسر الغار امرأة كأهيأ ما تكون من النساء ، عليها سبعون (٥) حلة منسوجة بالذهب مرصعة بالجوهر ، وعند رأسها لوح مكتوب فيه : أنا هند بنت الملك. الموت حم ، ولو خلد أحد لخلدنا.

__________________

ـ أبو الحصين الرازي : هو ابن يحيى بن سليمان الرازي. ثقة. انظر «التهذيب» ١٢ / ٧٥.

عبد الله بن إدريس : هو ابن يزيد الأودي ، ثقة. مات سنة ١٩٢ ه‍ ، انظر «التهذيب» ٥ / ١٤٤.

أبوه : هو إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي. ثقة من السابعة. «التقريب» ص ٢٥.

وعمه : هو داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي أبو يزيد. ضعيف ، مات سنة ١٥١ ه‍ ـ المصدر السابق ص ٩٧.

وجده : هو يزيد بن يزيد المترجم له.

(١) في الأصل (غيره) ، والتصحيح من أ ـ ه ، ومن سياق الكلام.

(٢) بين الحاجزين من الأصل سقط من أ ـ ه.

(٣) ذكر ابن جرير الطبري ، والمسعودي ، وابن الأثير «بهرام بن الملك بهرام ، ولم يذكروا القصة المذكورة هنا ، انظر «تاريخ الأمم والملوك». ٢ / ٦٤ ـ ٦٥ ، «ومروج الذهب» ١ / ٢٥٤ ، «والكامل» ١ / ٢٢٧ ـ ٢٢٨.

(٤) نغص نغصا : لم تتمّ له هناءته ، وقد نغّص عيشه تنغيصا : أي كدّره. انظر «لسان العرب» ٧ / ٩٩.

(٥) في الأصل : سبعين. والتصحيح من مقتضى القواعد ومن أ ـ ه.


الطبقة الثالثة

٤١ ٣ / ١ ع عبد الرحمن بن سليمان بن الأصبهاني (*) :

مات في ولاية خالد (١).

روى عن أبي صالح (٢) ، وأبي حازم (٣) ، وعكرمة ، وغيره.

نزل الكوفة : جهني ، كان يتّجر إلى أصبهان (٤) ، وله بالكوفة أولاد وأهل بيت. مات في وسط ولاية خالد.

حدثنا إبراهيم بن شريك الأسدي ، قال : ثنا أحمد بن عبد الله بن

__________________

(*) له ترجمة في «الجرح والتعديل» ٥ / ٢٣٩ باسم عبد الرحمن بن سليمان الأصبهاني ، وفي باب العين ٥ / ٢٥٥ باسم عبد الرحمن بن عبد الله الأصبهاني ، ورجح المحقق له (المعلمي) الثاني بأنه هو الصواب. قلت : هكذا جاء في أكثر المصادر المتأخرة ، وجاء عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٠٧ كما عند المؤلف ، وفي «التهذيب» ٦ / ٢١٧ ، وفي «التقريب» ص ٢٠٥ ، وفيه (ثقة) ، وفي «الكاشف» ٢ / ١٧٣ ، وفيه : «ثبت» ، وفي «الخلاصة» ص ٢٣٠. في الجميع عبد الرحمن بن عبد الله.

(١) هو خالد بن عبد الله بن يزيد أبو الهيثم البجلي القسري الدمشقي ، أمير مكة والحجاز للوليد ، ثم لسليمان ، وأمير العراقيين ـ العرب والعجم ـ لهشام خمس عشرة سنة. قتل سنة ١٢٦ ه‍ ، وهو ابن ستين سنة ، انظر «التهذيب» ٣ / ١٠١ ، «والبداية» ١٠ / ١٧ لابن كثير.

(٢) أبو صالح : هو ذكوان السّمّان ، كما في «التهذيب» ٦ / ٢١٧.

(٣) أبو حازم : هو سليمان الكوفي الأشجعي ، كما في المصدر السابق.

(٤) في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٠٧ : «وكان متجره إلى أصبهان».

تراجم الرواة :

إبراهيم بن شريك الأسدي : تقدم في ت ٢٤ ح ٣٨. كوفي ، ثقة. ـ أحمد بن عبد الله : تقدم في ت ٢ ح ٣ ، ثقة.


يونس ، قال : ثنا الحسن بن صالح ، عن ابن أبي ليلى ، عن عبد الرحمن الأصبهاني ، عن المختار بن عبد الله ، عن علي ، قال : من قرأ خلف الإمام فليس على الفطرة.

__________________

ـ أحمد بن عبدالله : تقدم في ت ٢ ح ٣ ، ثقة.

الحسن بن صالح بن صالح الثوري : تقدم في ت ٣ ح ٧ ، ثقة ، عابد.

ابن أبي ليلى : يبدو أنه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي. سيء الحفظ جدا. مات سنة ثمان وأربعين ومائة. انظر «التقريب» ص ٣٠٨. أو عبد الله بن أبي ليلى ، كما جاء في بعض الطرق ، فهو مجهول ، وجاء في بعض الطرق : عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وفي بعض آخر : المختار بن عبد الله بن أبي ليلى. والله أعلم.

عبد الرحمن : هو ابن سليمان ، أو عبد الله على الأصح ، المترجم له. المختار بن عبد الله ابن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن علي ، قال أبو حاتم : منكر الحديث. انظر «الميزان» ٤ / ٧٩.

مرتبة الإسناد والأثر وتخريجه :

ضعيف ، منكر ، منقطع ، فقد أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» ٢ / ١٣٧ عن ابن الأصبهاني ، عن عبد الله بن أبي ليلى ، قال : سمعت عليا. فذكر الحديث ، وكذا ابن أبي شيبة في «مصنفه» ١ / ٣٧٦ به نحوه ، وفي سنده محمد بن سليمان الأصبهاني ، ضعّفه النسائي وغيره ، وقال ابن حجر : «صدوق يخطىء». انظر «المغني في الضعفاء» ٢ / ٥٨٧ «والتقريب» ص ٣٠٠.

وأخرجه الدارقطني في «سننه» ١ / ٣٣١ ـ ٣٣٢ بطرق ، وقال : لا يصح : الأول من طريق علي بن صالح ، عن ابن الأصبهاني ، عن المختار بن عبد الله بن أبي ليلى ، عن أبيه ، قال : قال علي : مثله ، وقال الدارقطني : لا يصح إسناده. والثاني : عن قيس ، عن ابن الأصبهاني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : قال علي ... إلخ. قال الدارقطني : خالفه ابن أبي ليلى ، فقال : عن ابن الأصبهاني ، عن المختار ، عن علي ، ولا يصح ، لأنّ المختار منكر الحديث ، ولا يعرف أنه سمعه من أبيه أم لا ، وأبوه من علي من التعليق. «المغني» ١ / ٣٣٢ بالتصرف ، وبطريق ثالث ورابع أيضا ، كلها لا يصح ، وذكره ابن حبان في «المجروحين» ٢ / ٥ في ترجمة عبد الله بن أبي ليلى ، وقال : «هذا شيء لا أصل له عن علي ... ، وابن أبي ليلى هذا رجل مجهول ، ما أعلم له شيئا يرويه عن علي غير هذا الحرف المنكر الذي يشهد إجماع المسلمين قاطبة ببطلانه».

وقال البخاري في «التاريخ الكبير» ٥ / ٢٣٤ : ابن أبي ليلى له حديث عن علي لا يصح.

وذكر البيهقي في «السنن الكبرى» ٢ / ١٦٨ آثارا عن علي ، يحث ويأمر بالقراءة ، وقال بعد ـ


(٥٠) عن ابن الأصبهاني ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد ، وأبي هريرة ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال :

«من مات له ثلاثة من الولد ...».

(٥١) حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا أبو الربيع ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن ابن الأصبهاني ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا كانوا له جماما من النار».

__________________

ـ ذكرها : وفي كل ذلك دلالة على ضعف ما روي عن علي بخلافة بأسانيد لا تساوي ذكرا لضعفها. وقال ابن التركماني في «الجوهر النّقي على السنن» : لا يخلو سند هذا الأثر من الاضطراب. وهو كما لقال.

تراجم الرواة :

ابن الأصبهاني : هو المترجم له.

أبو صالح : هو ذكوان السمّان الزيات المدني. ثقة ، مات سنة ١٠١ ه‍. انظر «التهذيب» ٣ / ٢١٩.

أبو سعيد الخدري : هو سعد بن مالك بن سنان ، صحابي مشهور. تقدم في ترجمة ٢٧.

ذكره المؤلف تعليقا من هذا الطريق ، وساقه موصولا بعد هذا من طريق أبي حازم ، عن أبي هريرة ، وسيأتي تخريجه من طريق أبي صالح عن أبي هريرة ، وعن أبي سعيد ـ إن شاء الله ـ بعد قليل.

تراجم الرواة :

محمد بن يحيى : هو ابن منده أبو عبد الله ، الثقة الحافظ. تقدم في ترجمة ١٠.

أبو الربيع : هو سليمان بن داود العتكي الزهراني ، تقدم في ت ٤ ح ١٩ ـ ثقة.

أبو عوانة : هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. تقدم في ت ٤ ح ٨. ثقة ، ثبت.

ابن الأصبهاني : هو عبد الرحمن المترجم له. ثقة.

أبو حازم : هو سلمان الأشجعي الكوفي. ثقة. مات سنة المائة. انظر «التقريب» ص ١٣٠.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

إسناده صحيح ، فقد ذكره البخاري في «صحيحه» ٣ / ٤٨٧ مع الفتح تعليقا بصيغة الجزم ، حيث قال : قال أبو هريرة ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ـ «من مات له ثلاثة من الولد لم ـ


حدثنا ابن الجارود ، قال : سمعت أحمد بن محمد بن الحسين يقول : سمعت ابن الأصبهاني يقول : نحن من أهل سنبلان ، ومسجد البنائين مسجدنا وأمي سبي منها.

سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول : عبد الرحمن بن الأصبهاني من سبي أصبهان.

__________________

ـ يبلغوا الحنث ، كان له حجابا من النار ، أو دخل الجنة». قال ابن حجر في «الفتح» : لم أره موصولا من حديثه على هذا الوجه.

قلت : رواية أبي الشيخ من طريق أبي عوانة عن ابن الأصبهاني قريب من هذا الوجه ، وهو موصول صحيح. والله أعلم.

ومن حديث أبي سعيد ، أخرجه في كتاب العلم ١ / ٢٠٦ ، وفي الاعتصام ١٧ / ٥٥ مع الفتح ، ومن حديث أنس في ٣ / ٤٨٨ بلفظ : «ما من الناس مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث ، إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم «ومسلم في «صحيحه» ١٦ / ١٨٠ و ١٨١ و ١٨٢ البر والصلة من طريق ابن الأصبهاني ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، ومن طريق ابن الأصبهاني ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد مرفوعا ، ولكنه بغير سياق المؤلف.

والترمذي في «سننه» ٢ / ٢٦١ ، عن أبي هريرة ، وقال : حسن صحيح ، وفي الباب عن عمر ، ومعاذ ، وكعب بن مالك ، وعتبة بن عبد ، وأم سليم ، وجابر ، وأنس ، وأبي ذر ، وابن مسعود ، وأبي ثعلبة ، وابن عباس ، وعقبة بن عامر ، وأبي سعيد ، وقرة بن إياس المزني» ، وأخرجه النسائي في «سننه» ٤ / ٢٣ ـ ٢٦ ، بطرق عن أبي هريرة ، وأنس ، وأبي ذر. وابن ماجه في ١ / ٥٧ أيضا عن أنس ، وأبي هريرة ، وعتبة بن عبد السلمي ، وعبد الله ، ومالك في «الموطأ» ص ١٦٢ عن أبي هريرة ، وأبي النضر السلمي ، والطيالسي في «مسنده» ٢ / ٤٦ بترتيب الساعاتي ، عن معاذ ، وأبي هريرة. وابن سعد في «الطبقات» ٤ / ٢٣٣ ـ ٢٣٤ عن أبي ذر ، وفي ٨ / ٤٤٦ عن حبيبة ، وأحمد في «مسنده» عن عدد من الصحابة. انظر ١ / ٣٧٥ ـ ٤٢١ و ٢ / ٢٣٩ و ٢٧٦ و ٣٧٨ و ٣ / ١٤ و ٧٢ و ١٥٢ و ٣٠٦ و ٤ / ١٤٤ و ١٨٤ و ٢١٢ و ٣٨٦ و ٥ / ٨٣ و ١٥١ و ٢٣٧ و ٦ / ٣٧٦.

وعدّه السيوطي من الأحاديث المتواترة ، ووافقه الكتّاني في «نظم المتناثر» ص ٧٩ ح ١٠٤ ، وأورده عن ثلاثة وعشرين نفسا من الصحابة.

تراجم الرواة :

ابن الجارود : هو أحمد بن علي بن الجارود. تقدم في ت ٤ ح ١٦. ثقة ، حافظ ، رحّال.

أحمد بن محمد بن الحسين : سيأتي بترجمة ٢٥٥. ـ


حدثنا ابن الجارود ، قال : سمعت أحمد بن محمد بن الحسين يقول : سمعت محمد بن سعيد بن الأصبهاني يقول : جدّنا وجدّ حماد بن أبي سليمان (١) وجدّ يزيد بن مردانبة (٢) من سبي أصبهان.

__________________

ـ أبو بكر بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني : تقدم في ت ٣ ح ١٤ ، ثقة.

محمد بن سعيد بن الأصبهاني : هو محمد بن سعيد بن سليمان بن عبد الله بن الأصبهاني أبو جعفر ـ ثقة ، مات سنة ٢٢٠ ه‍. انظر «التهذيب» ٩ / ١٨٨.

(١) حماد بن أبي سليمان : تقدم بترجمة رقم ٢٥ ، وتقدم هناك أن جده من سبي أصبهان ، وكذا ذكره خليفة بن خياط في «تاريخه» ص ١٦٢.

(٢) يزيد بن مردانبة ـ بنون مضمومة بعد الألف ، وموحدة ـ القرشي مولى عمرو بن حريث الكوفي : أصله من أصبهان. ثقة. انظر «الجرح والتعديل» ٩ / ٢٨٩ لابن أبي حاتم ، «والكاشف» ٣ / ٢٨٦ ، «والتهذيب» ١١ / ٣٥٩ ، «والخلاصة» ص ٤٣٤.


٤٢ ٣ / ٢ ٤ خ متابعة عطاء بن السائب بن مالك الثقفي (*) :

يكنى أبا زيد. توفي سنة ثلاثين ومائة (١).

وروى عن أنس بن مالك وابن أبي أوفى ، وحدّث عن أبيه ، عن عبد الله ابن عمرو حديث التسبيح وغيره (٢).

روى أبو أحمد الزبيري ، عن سفيان ، عن عطاء بن السائب ، قال : دخلنا على سعيد بن جبير بأصبهان وهو يتحرك ، فقلنا مالك؟ فقال : ما سألني أحد عن شيء.

__________________

(*) له ترجمة في «الطبقات الكبرى» ٦ / ٣٣٨ لابن سعد ، وفي «التاريخ الكبير» ٦ / ٤٦٥ للبخاري ، وفي «الحرج والتعديل» ٦ / ٣٣٣ لابن أبي حاتم ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ١٤٧ ، وفي «الميزان» ٣ / ٧٠ ، «والمغني في الضعفاء» ٢ / ٤٣٤ ، وفي «التهذيب» ٧ / ٢٠٣ ، وفي «الخلاصة» ص ٢٦٦. وجاء في «التهذيب» : كنيته أبو السائب ، ويقال : أبو زيد ويقال : أبو يزيد ، ويقال : أبو محمد ، ثقة ، يحتج بأحاديثه قبل أن يتغير ، وتغير من آخر حياته.

(١) قيل : ١٣٣ ، وقيل : ١٣٤ ، وقيل : ١٣٦ ، وكذا في «التهذيب» ، وغيره من المصادر السابقة.

(٢) حديث التسبيح رواه أبو داود في «سننه» ٢ / ١٧٠ بسنده عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : رأيت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يعقد التسبيح. قال : محمد ابن قدامة بيمينه ، والترمذي في الدعوات باب عقد التسبيح باليد حديث ٣٤٨٢ ، وقال : «حسن غريب من هذا الوجه». والنسائي في الافتتاح من «سننه» ٣ / ٧٩ باب عقد التسبيح.

تراجم الرواة :

أبو أحمد الزبيري : هو محمد بن عبد الله بن الزبير. تقدم في ترجمة ٣. ثقة ، ثبت ، إلّا أنّه يخطئ في حديث الثوري.

سفيان : هو الثوري. تقدم في ترجمة ٣.

سعيد بن جبير : تقدم بترجمة رقم ٢٢ ، وتقدم هناك أنّه كان بفارس ، وهو عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٤٨ به مثله كما هنا ، وتقدم بعض تخريجه في ترجمة سعيد بن جبير.


٤٣ ٣ / ٣ فق حفص بن حميد أبو عبيد (*) :

من أهل قم ، روى عنه يعقوب القمّي وغيره.

(٥٢) حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا محمد بن عامر ، قال : ثنا أبي ، عن يعقوب ، عن أبي عبيد ، وهو حفص بن حميد ، عن شمر بن عطية ، عن شقيق بن سلمة ، عن أسامة بن زيد ، قال : لا أقول : إنّ أمراءكم خياركم

__________________

(*) له ترجمة في «الجرح والتعديل» ٣ / ١٧١ ، وفي «أخبارأصبهان» ١ / ٣٠٠ وفي «الميزان» ١ / ٥٥٧ ، وفي «التهذيب» ٢ / ٣٩٩ ، وفي «التقريب» ص ٧٧ ، وفيه القمي ـ بضم القاف.

وتشديد الميم ـ لا بأس به ، وفي «الخلاصة» ص ٨٧ ، وفيه : وثقة النسائي.

تراجم الرواة :

محمد بن يحيى : تقدم في ترجمة ١٠ ، ثقة ، حافظ.

محمد بن عامر بن إبراهيم : سيأتي بترجمة ١٩٦ ، وكان صاحب علوم وفنون.

وعامر بن إبراهيم : سيأتي بترجمة رقم ١٠٣ ثقة.

بعقوب : هو ابن عبدالله القمي : سيأتي بترجة ٨٦. صدوق ، يهم.

وذكره ابن حبان في «الثقات» وشمر ـ بكسر أوله وسكون الميم ـ وقال ابن حجر : صدةق. انظر «الميزان» ٢ / ٢٨٠ ، «والتقريب» ص ١٤٧.

وشقيق بن سلمة : هو أبو وائل الكوفي. أدرك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم يره ، ثقة ، مات سنة ٨٢ هـ. انظر «التهذيب» ٤ / ٣٦١.

أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي الأمير أبو محمد ، وأو زيد صحابي مشهور. مات سنة ٥٤ هـ. انظر «الكاشف» ١ / ١٠٤ ، «والتقريب» ص ٢٦.

سيأتي حكم السند وتخريجه في آخر الحديث ٥٤.


بعد شيء سمعت (١) من رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «الأمير الذي يعمل بمعاصي الله ، تتدافع أقتابه في النار ، تستديره كما يدور رحا الماء ، أو حمار الرحا. قال : فيمر عليه أصحابه ، فيقولون : بعدا أن بعدته غيرك (٢) ، فيقول : إني كنت آمركم بما لا أفعل ، وأخالفكم إلى ما أنهاكم عنه».

(٥٣) أخبرنا أبو يعلى ، قال : ثنا أبو الربيع الزهراني ، قال : ثنا يعقوب ، قال : ثنا حفص بن حميد ، عن شمر بن عطية ، عن أسامة بن زيد ، قال : لا أقول ، فذكر مثله ، ولم يذكر فيه شقيق بن سلمة.

(٥٤) وأخبرنا أبو يعلى ، قال : ثنا أبو الربيع ، قال : ثنا محمد بن خازم ، قال : ثنا الأعمش ، عن شقيق ، عن أسامة بن زيد مثله.

__________________

(١) في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠٠ ، سمعته.

(٢) في أ ـ ه «أن يعذبه غيرك» ، وفي المصدر السابق «أنك لتعذّب بعذاب ما يعذّب به غيرك».

تراجم الرواة :

أبو يعلى : هو أحمد بن علي بن المثنّى تقدم في ت ٣ ح ٥. صاحب «المسند». ثقة.

أبو الربيع الزهراني سليمان بن داود العتكي. تقدم في ت ٤ ح ١٩ ثقة.

محمد بن خازم ـ بمعجمتين ـ التميمي. تقدم في ت ٢ ثقة.

والأعمش : هو سليمان بن مهران. تقدم في ت ٦. ثقة.

بقية الرواة تقدموا في الحديث رقم ٥٢ قريبا.

مرتبة الإسنادين والحديثين وتخريجهما :

السند الأول : فيه محمد بن عامر. لم أعرف فيه جرحا ، وبقية رجاله بين ثقة وصدوق ، والسند الثاني : حسن ، والثالث : صحيح.

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠٠ من طريق الأوّل للمؤلف وبطريق آخر يلتقي في يعقوب القمي مثله.

والبخاري في صحيحه ٧ / ١٤٤ ، وفي ١٦ / ١٦١ مع الفتح في الفتن عن أبي وائل. قال : قيل لأسامة لو أتيت فلانا ـ عثمان ـ فذكر الحديث نحوه ، ومسلم في صحيحه ١٨ / ١١٧ و ١١٨ الزهد مع النووي من طريق الأعمش ، عن شقيق ، عن أسامة ، فذكر نحوه ، وفيه قيل لأسامة : ألا تدخل على عثمان؟ فتكلّمه. وأخرجه أحمد في لا مسنده» ٥ / ٢٠٥ و ٢٠٦ و ٢٠٧ و ٢٠٩ عن أسامة بطرق.


٤٤ ٣ / ٤ سليمان الأصبهاني (*) :

رأى علي بن أبي طالب.

حدثنا أحمد بن محمود بن صبيح ، قال : ثنا أحمد بن سعيد بن جرير ، قال : ثني إبراهيم بن جرير عمي ، وعبد الله بن زكريا بن بهرام ، وعبد العزيز

__________________

(*) كنية أبو داود ، وله ترجمة في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣٢.

تراجم الرواة :

أحمد بن محمود : تقدم في ت ٣٢ ح ٤٥ ، شيخ ثقة.

أحمد بن سعيد بن جرير : سيأتي بترجمة ١٨٦. ثقة.

إبراهيم بن جرير : هو ابن يزيد الأصبهاني ، يروي عن داود بن سليمان ، وعنه ابن أخيه أحمد. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ١٧٧.

عبدالله بن زكريا بن بهرام الاصبهاني : يروي عن داود بن سليمان صاحب علي. انظر «أخبارأصبهان» ٢ / ٥٤.

عبدالعزيز بن صبيح الاصبهاني : يروي عن داود بن سليمان صاحب علي. المصدر السابق ٢ / ١٢٥.

محمد بن واقد الاصبهاني : يروي عن داود بن سليمان صاحب علي المصدر بعينه ٢ / ١٨٣.

داود بن سليمان : من قرية سنبلان ، رأى علي بن أبي طالب ، ذكره حمزة في كتابه ، «تاريخ أصبهان». انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٣١١.

في إسناده من لم أعرفه ، فقد أسنده أبو نعيم من طريق المؤلف به في عدة مواضع من كتابه «أخبار أصبهان» ، مع وجود بعض التفاوت في بعض المواضع. انظر ١ / ١٧٧ ، و ٣١١ و ٣٣٢ ، و ٢ / ٥٤ و ١٢٥ و ١٨٣.


ابن صبيح ، وعبدة بن صالح ، ومحمد بن واقد ، قالوا : ثنا داود بن سليمان ، قال : كنت مع أبي في كناسة (١) الكوفة ، فإذا شيخ أصلع على بغلة له وردة (٢) ، يقال له دلدل ، قد احتوشه (٣) الناس ، فقلت : يا أبه! (٤) من هذا؟ قال : هذا شاهان (٥) شاه العرب. هذا علي بن أبي طالب.

__________________

(١) الكناسة ـ بضم الكاف : القمامة ، التي تكسح من وجه الأرض ، وهنا محلة بالكوفة. انظر «القاموس» ٢ / ٢٤٧ ، «ومعجم البلدان» ٤ / ٤٨١.

(٢) في الأصل (ورد) ، والتصحيح من «أخبار أصبهان» ٢ / ١٨٣.

(٣) أي أحاطوه ، وجعلوه وسطهم. المصدر السابق الأول ٢ / ٢٧٠.

(٤) وجاء في موضع من المصدر السابق ١ / ١٧٧ يا أبت.

(٥) الفرس هم الذين كانوا يستعملون هذا اللقب ، وإلى الآن كان يلقب به شاه إيران المنحّى ، ولكن قد ورد النهي عن هذا اللقب ، ومعناه : ملك الملوك ، وهو وصف لله سبحانه.


٤٥ ٣ / ٥ مد ـ ت حبيب بن الزبير بن مشكان (*) :

الهلالي الأصبهاني.

حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ، قال : سمعت أبا حاتم يقول : حبيب بن الزبير أصبهاني كتب عنه شعبة بأصبهان ، وهو جد يونس بن حبيب ، يحدث عن عكرمة ، وعن ابن أبي الهذيل ، ولا أعلم أحدا حدّث عنه غير شعبة (١) ، وطلبت من غير حديث شعبة فلم أصب. قلت : كيف حديثه؟ قال : مستقيم ، قال : وشعبة يسميه ، يقول : حبيب الأصبهاني (٢).

__________________

(*) لمشكان ـ هو بضم الميم وسكون المعجمة ـ الهلالي ترجمة في «التاريخ الكبير» ٢ / ٣١٧ ، وفي «الجرح والتعديل» ٣ / ١٠٠ و ١٠١ لابن أبي حاتم ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٩٤ ، وفي «الميزان» ١ / ٤٥٤ ، «والتهذيب» ٢ / ١٨٣ ، وفي «الخلاصة» ٧١ ، والضبط منه وقال : ثقة.

تراجم الرواة :

عبد الله بن محمد بن يعقوب : ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٣٧ / ٣ ، وقال توفي سنة ٣١٣ ه‍.

وأبو حاتم : هو محمد بن إدريس الرازي ، سيأتي بترجمة ٢٩.

(١) قلت : ذكر ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» ٣ / ١٠٠ أنه روى عنه ـ غير شعبة ـ : شريك ، وعمر بن فروخ العبدي الأقتاب ، والأخير ذكر في «التهذيب» ٢ / ١٨٣ ، وسيأتي عند المؤلف أيضا ، وزاد أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٩٤ «عمارة».

(٢) لم أجد قول أبي حاتم في «الجرح والتعديل» لابنه ـ في ترجمة حبيب ، إنما المذكور فيه من قوله كما نقله ابنه أن حبيب بن الزبير روى عن عبد الله بن أبي الهذيل وابن أبي بشر ، روى عنه شعبة وشريك كما في نسخة منه ـ صدوق ، صالح الحديث ، قلت : نقل في «التهذيب» ٢ / ١٨٣ خلاصة قول أبي حاتم الذي نقله المؤلف ، فقال : قال أبو حاتم : صدوق ، صالح الحديث ، لا أعلم أحدا حدّث عنه إلا شعبة ، وحديثه مستقيم.


ويقال : إن لحبيب بن الزبير بأصبهان أولادا يقال لهم : الزبيرية ، وحدّث من أولاده وأسباطه عدّة (١) بأصبهان ، منهم : حبيب بن هوذة بن حبيب ، وإبراهيم بن عبد العزيز ، ويونس بن حبيب ، ومحمد بن أحمد بن حبيب بن الزبير ، ودرهم بن مظاهر ، وعمران بن ناجية ، وأحمد بن إبراهيم بن عبد العزيز ، كل هؤلاء من أولاد حبيب بن الزبير ، وقد حدّث كل واحد منهم ، إلا

__________________

(١) في الأصل «عنده» ، والتصحيح من السياق ، ومن ا ـ ه.

تراجم الرواة :

محمد بن يحيى بن منده : تقدم في ترجمة ١٠ ، ثقة ، حافظ.

عمرو بن علي : هو الفلاس ، سيأتي بترجمة ١٤٨ ، ثقة ، حافظ.

وابن أبي زياد : هو عبد الله بن الحكم بن أبي زياد. تقدم في ت ٣ ح ١٠ ، صدوق.

أبو داود : هو الطيالسي ، سيأتي بترجمة ٩٣ ، صاحب «المسند» من كبار حفاظ الحديث ـ ثقة.

وشعبة : هو ابن الحجاج ، تقدم في ترجمة ٢٢ ، ثقة ، حافظ ، متقن.

أبو موسى : هو محمد بن المثنى البصري الحافظ ، المعروف بالزمن. ثقة ، حجة. مات سنة ٢٥٢ ه‍ ، انظر «التهذيب» ٩ / ٤٢٧.

محمد : هو ابن جعفر أبو عبد الله الهذلي البصري ـ ثقة ، توفي سنة ١٩٣ ه‍ ، المصدر السابق ٩ / ٦٩.

عبد الله بن أبي الهذيل : هو أبو المغيرة الكوفي. ثقة ، من الثانية. انظر «التقريب» ص ١٩٢.

عبد الرحمن بن أبزى : صحابي صغير ، كان على خراسان لعلي ، انظر «التقريب» ص ١٩٨.

عبد الله بن خباب بن الأرت ـ بتشديد التاء ـ ثقة ، من كبار التابعين ، قال أبو نعيم : أدرك النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مختلف في صحبته ، له رؤية. انظر «التهذيب» ٥ / ١٩٦.

أبيّ بن كعب بن قيس المدني ، سيّد القراء. صحابي مشهور. انظر المصدر السابق ١ / ١٨٧.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

إسناده صحيح.

فقد أخرجه أبو داود الطيالسي في «مسنده» ٢ / ٢١٢ بإسناد صحيح بترتيب الساعاتي ، ومن طريقه أحمد في «مسنده» ٥ / ١٢٣ و ١٢٤ ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٩٥ به مثله.

قوله : وحدثنا أبو موسى ، القائل هو محمد بن يحيى ؛ لأن أبا موسى توفي قبل ولادة أبي الشيخ ، والرواية الثانية تؤيد ما قلته.


أنّ يونس بن حبيب وإبراهيم بن عبد العزيز سبطي حبيب من ابنته. روى عنه شعبة ما.

(٥٥) حدثنا به محمد بن يحيى ، قال : ثنا عمرو بن علي ، وابن أبي زياد ، قالا : ثنا أبو داود ، قال : ثنا شعبة ، وحدثنا أبو موسى ، قال : ثنا محمد ، قال : ثنا شعبة ، عن حبيب بن الزبير ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، يحدّث عن عبد الرحمن بن أبزى ، عن عبد الله بن خباب ، عن أبي بن كعب ، عن النبي ـ أنه ذكر الدجال عنده ، فقال : «عينه (١) خضراء كالزجاجة ، فتعوذوا بالله من عذاب القبر».

(٥٦) حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا أبو موسى ، قال : ثنا محمد ،

__________________

(١) في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٩٥ ، ومسند «أحمد» ٥ / ١٢٣ (إحدى عينيه خضراء).

تراجم الرواة : تقدموا جميعا سوى عمرو بن العاص ، وهو ابن وائل السهمي الصحابي المشهور ، أسلم عام الحديبية ، ولي إمرة مصر مرتين ، وهو الذي فتحها. مات بمصر سنة نيف وأربعين ، وقيل بعد الخمسين. انظر «التقريب» ص ٢٦٠.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

إسناده صحيح ، فقد أخرجه أحمد في «مسنده» ٤ / ٢٠٣ من طريق محمد بن جعفر ، عن شعبة به مثله ، والترمذي أيضا في «سننه» ٣ / ٣٤٢ ، الفتن من طريق محمد بن الحسين البصري ، عن خالد بن الحارث ، عن شعبة بهذا الإسناد ، وفيه (لتنتهين قريش أو ليجعلنّ الله هذا الأمر في جمهور العرب غيرهم) ، وباقي الحديث مثله ، وقال الترمذي : وفي الباب عن ابن عمر ، وابن مسعود ، وجابر ، وحديث عمرو بن العاص «حسن صحيح غريب». وابن أبي عاصم في «السنة» ص ٥٢٧ (من طريق عبيد الله بن معاذ : عن أبيه ومن طريق نضر كلاهما عن شعبة به مثله. وانظر «الصحيحة» للألباني حديث رقم ١١٥٥). وله شواهد بمعناه ، وأخرجه البخاري في «صحيحه» ٧ / ٣٤١ و ٣٤٥ مع «الفتح» ، المناقب ، عن أبي هريرة ، وفي الأحكام ١٦ / ٢٣١ ـ ٢٣٤ باب الأمراء من قريش ، عن عبد الله بن عمرو ، وابن عمر مرفوعا ، ومسلم في «صحيحه» ١٢ / ١٩٩ ـ ٢٠٠ الإمارة ، باب الناس تبع لقريش ، والخلافة في قريش عن جابر ، وأبي هريرة ، ولفظ جابر «أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «الناس تبع لقريش في الخير والشر». وأخرجه أحمد أيضا من حديث أبي هريرة في ٢ / ٢٤٣ و ٢٦١ و ٣٩٥ و ٤٣٣.

ومعنى ولاة الناس في الخير والشر ، قال المناوي : في «الفيض» ٤ / ٥١٦ : «يعني في الجاهلية والإسلام» ، وقيل : مسلمي قريش قدوة غيرهم من المسلمين ، وكافروهم قدوة غيرهم من الكفار. والله أعلم.


عن شعبة ، عن حبيب بن الزبير ، قال : سمعت عبد الله بن أبي الهذيل قال : كان عمرو بن العاص يتخوّلنا ، فقال رجل من بكر بن وائل : إن لم تنته (١) قريش ليضعن هذا الأمر في جمهور من جماهير العرب سواهم ، فقال عمرو بن العاص : كذبت ، سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : «قريش ولاة الناس في الخير والشر إلى يوم القيامة».

(٥٧) حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن حمّاد ، قال : ثنا الحسين (٢) بن محمد بن شنبة الواسطي ، قال : ثنا يعقوب الحضرمي ، عن عمر بن فرّوخ ، عن حبيب بن الزبير ـ من أهل أصبهان ـ عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : نهى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أن تباع الثمرة حتى يتبين صلاحها ، أو يباع صوف على ظهر ، أو سمن في لبن ، أو لبن في ضرع.

هذا حديث ما كتبنا إلّا عنه ، ولا رأيته.

__________________

(١) في الأصل : «تنتهي» ، والتصحيح من «مسند أحمد» ٤ / ٢٠٣ ، ومن مقتضى القواعد.

(٢) في الأصل : (الحسن) ، والتصويب من مصادر ترجمته.

تراجم الرواة :

عبد الرحمن بن محمد بن حماد : لم أعثر له على ترجمة.

الحسين بن محمد بن شنبة الواسطي ـ شنبة بفتح المعجمة والنون والموحدة ـ أبو عبد الله البزار ، صدوق من الحادية عشرة ، انظر «التقريب» ص ٧٥ ، «والتهذيب» ٢ / ٣٤٩.

يعقوب : هو ابن إسحاق بن زيد الحضرمي ، مولاهم أبو محمد المقرىء النحوي البصري ، صدوق. مات سنة ٢٠٥. انظر «التهذيب» ١١ / ٣٨٢ ، «والتقريب» ص ٣٨٦.

عمر بن فروخ ـ بفتح الفاء ، وتشديد الراء المضمومة آخره معجمة ـ القتّاب ـ بقاف ومثناة ـ صدوق ، ربما وهم. انظر «التقريب» ص ٢٥٦ ، «والميزان» ٣ / ٢١٧.

عكرمة : هو ابن عبد الله ، مولى ابن عباس ، أصله بربري ، ثقة ثبت ، عالم بالتفسير. مات سنة سبع ومائة انظر «التقريب» ص ٢٤٢.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده عبد الرحمن ، لم أعثر له على ترجمة ، وبقية رجاله رجال الحسن ، سوى عكرمة وهو ثقة.

فقد أخرجه الطبراني في «الأوسط» كما في «المجمع» ٤ / ١٠٢ بسنده عن عمر بن فروخ به ، وقال الهيثمي : رجاله ثقات. وكذا الدارقطني في «سننه» ٣ / ١٤ ـ ١٥ ، والبيهقي أيضا في ـ


حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثني عبدة بن عبد الله ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : ثنا عمر بن فرّوخ ، عن حبيب بن الزبير ، عن عكرمة في قوله تعالى : (زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ)(١) قال : «زيتونة بأرض فلاة ، إذا أشرقت

__________________

ـ «سننه» ٥ / ٣٤٠ عنه به مرفوعا ، وقال البيهقي : تفرد برفعه عمر بن فرّوخ ، وليس بالقوي ، قلت : وثّقه ابن معين ، وأبو حاتم ، وأبو داود ، وقال ابن حجر : صدوق ، ربما وهم ، والذهبي في «الميزان» ٣ / ٢١٨ بسنده عن عمر به نحوه ، ولفظهم «نهى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أن تباع ثمرة حتى تطعم ، ولا يباع صوف على ظهر ، ولا لبن في ضرع» ولم يذكر «سمن في لبن».

قال الدارقطني في «سننه» ٣ / ١٥ : وأرسله وكيع عن عمر بن فروخ ورواها مرسلا أبو داود في «مراسليه» عن وكيع ، عن عمر ، عن عكرمة ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وكذا رواها ابن أبي شيبة في «مصنفه» البيوع به ، ثم قال : ووقفه غيره على ابن عباس ، وهو المحفوظ وهكذا قال البيهقي في سننه ٥ / ٣٤٠ بعد ما أسنده موقوفا على ابن عباس : «هذا هو المحفوظ» ، ثم قال : كذلك روي عن سليمان بن يسار ، عن ابن عباس ، ورواه الدارقطني أيضا في «سننه» ٣ / ١٥ موقوفا.

وانظر «نصب الراية» ٤ / ١١ ، «وتلخيص الحبير» ٣ / ٧. قلت : المرسل هو المحفوظ ؛ لأنّ وكيعا أحفظ ممن رفعه ، وقال ابن حجر : أخرجه الطبراني في «الأوسط» من رواية عمر المذكور ، وقال : لا يروى عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إلّا بهذا الإسناد.

أمّا الجزء الأوّل من الحديث ، فهو مخرّج في الصحيحين ، والسنن والمسانيد بغير هذا الإسناد ، انظر «صحيح البخاري» ٥ / ٣٠٠ ـ ٣٠١ ـ ٣٠٢ مع الفتح ، عن ابن عمر ، وأنس ، وجابر. وانظر «صحيح مسلم» ١٠ / ١٩٣ مع النووي ، «وسنن أبي داود» ٣ / ٦٦٣ ، «وسنن الترمذي» ٢ / ٣٤٨ عن ابن عمر ، وقال : وفي الباب عن أنس ، وعائشة ، وأبي هريرة ، وابن عباس ، وجابر ، وأبي سعيد ، وزيد بن ثابت. وانظر «سنن النسائي» ، البيوع حديث ٤٥٢٣ باب بيع الثمر قبل أن يبدو صلاحه ، «وسنن ابن ماجه» ٢ / ٧٤٦ ، «وموطأ مالك» ص ٣٨٢ ، «ومسند الطيالسي» ١ / ٢٦٥ بترتيب الساعاتي ، «ومسند أحمد» في مسانيد عدة من الصحابة.

انظر ١ / ١١٦ وما بعدها ، و ٢ / ٥ و ٣ / ١١٥ و ١٦١ ، ومواضع ٥ / ١٨٥ و ١٩٠ و ٦ / ٧٠ و ١٠٥ و ١٦٠.

(١) سورة النور ـ آية : ٣٥.

تراجم الرواة :

محمد بن يحيى : تقدم في ترجمة رقم ١٠.

عبدة بن عبد الله بن عبدة الخزاعي الصفّار أبو سهل البصري ، كوفي الأصل ـ ثقة ، توفي سنة ٢٥٨ ه‍. انظر «التهذيب» ٦ / ٤٦٠. ـ


الشمس أشرقت عليها ، وإذا غربت غربت عليها ، وذاك أصفى ما يكون من الزيت».

__________________

ـ يزيد بن هارون : يبدو أنه السلمي مولاهم أبو خالد الواسطي. ثقة ، متقن. مات سنة ست ومائتين ، وقد قارب التسعين. انظر «التهذيب» ١١ / ٣٦٦ ، «والتقريب» ص ٣٨٥.

عمر بن فروخ : تقدم في حديث ٧٥.

حبيب : هو المترجم له. ثقة.

وعكرمة : تقدم في ت ٤٥ وح ٥٧.

تخريجه :

أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» كما في «تفسير ابن كثير» ٣ / ٢٩٠ ، عن أبيه ، عن أبي نعيم ، عن عمر بن فروخ ، ومنه إلى آخر السند به مثله ، وروى ابن جرير في «تفسيره» ٩ / ١٤٢ روايتين من طريق سماك وعمارة عن عكرمة بنحوه.


٤٦ ٣ / ٦ ت ـ ق ـ عس إبراهيم بن محمد بن الحنفية (*) :

ابن علي بن أبي طالب.

روى عنه يعقوب القمّي (١) قدم عليهم قم ، رواه يعقوب القمّي ، وقال : ثنا إبراهيم بن محمد بن الحنفية ، وكان قدم علينا قم ـ في قول الله عزوجل (يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها)(٢) ، قال :

مستقرّها : في الصّلب ، ومستودعها في الرّحم (٣) ، وله أحاديث.

(٥٨) حدثنا سلم بن عصام ، قال : ثنا بشر بن آدم ، قال : ثنا عبد الله ابن رجاء ، قال : ثنا إسرائيل ، عن (٤) حماد بن عبد الرحمن ، عن إبراهيم بن

__________________

(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» ١ / ٣١٧ للبخاري ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ١٧٠ ، وفي «الجرح والتعديل» ٢ / ١٢٤ ، «والتهذيب» ١ / ١٥٧ ، وفي «التقريب» ص ٢٣ ، وفيه : صدوق من الخامسة.

(١) في أ ـ ه : «القمر» وهو تصحيف ، والصواب ما في الأصل ، وكذا في «أخبار أصبهان» ١ / ١٧٠ ، وتقدم قريبا.

(٢) سورة هود ـ آية ٦.

(٣) ذكر ابن كثير في «تفسيره» ٢ / ٤٣٦ عن مجاهد : مستقرّها في الرحم ، ومستودعها في الصلب ، وقال : كذا روي عن ابن عباس ، والضحاك ، وجماعة. وهكذا ذكر القرطبي في «الجامع لأحكام القرآن» ٩ / ٨.

(٤) في النسختين : بالواو بدل «عن» والتصحيح من «التهذيب» ٣ / ١٨ ، حيث صرح بالحديث المذكور في طواف القارن.

تراجم الرواة :

سلم بن عصام بن سلم أبو أمية : تقدم في ت ١٩ ح ٣٤ ، وكان شيخا صدوقا.

بشر بن آدم : تقدم في ت ١٩ ح ٣٤. ـ


محمد بن الحنفية ، قال : طفت مع أبي محمد ، وقد جمع بين الحج والعمرة ، وطاف لهما طوافين ، وسعى لهما سعيين ، وحدثني أن عليا فعل ذلك ، وحدّثه عليّ أنّ النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فعل ذلك.

(٥٩) وحدثنا سلم ، قال : ثنا ابن أخي هلال ، قال : ثنا أبو نعيم ،

__________________

ـ عبد الله بن رجاء : هو الغداني ـ بضم الغين المعجمة وفتح الدال ـ المدني. قال أبو حاتم : ثقة ، رضي. وقال ابن حجر : صدوق ، يهم قليلا. مات سنة ٢٢٠ ه‍. انظر «الجرح والتعديل» ٥ / ٥٥ ، «والتقريب» ص ١٧٣.

إسرائيل : هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. تقدم في ت ٢ ح ٣. ثقة.

حماد بن عبد الرّحمن الأنصاري الكوفي ، روى عن إبراهيم بن محمد ، وعنه إسرائيل بن يونس ، ذكره ابن حبان في «الثقات». وقال ابن حجر : «مقبول». انظر «التهذيب» ٣ / ١٨ ، «والتقريب» ص ٨٢.

إبراهيم : هو المترجم له.

وأبوه : محمد بن الحنفية المدني أبو القاسم ، ثقة ، عالم. مات بعد الثمانين. «التقريب» ص ٣١٢.

مرتبة الإسناد :

في إسناده حماد : ضعفه الأزدي ، وقال ابن حجر : «مقبول» حيث يتابع.

تخريجه :

فقد أخرجه النسائي في «مسند علي» كما في «نصب الراية» ٣ / ١١٠ من طريق حماد بن عبد الرحمن به مثله ، وله متابع رواه الدارقطني في «سننه» ٢ / ٢٦٣ بطرق ضعفها جميعا ، وذكر الزيلعي له شواهد لا يخلو أسانيدها من الضعف. انظر «نصب الراية» إن شئت التفصيل.

نعم ، قد صح عن علي وابن مسعود موقوفا. انظر «الجوهر النقي» ٥ / ١٠٨ بذيل «السنن الكبرى» للبيهقي.

تراجم الرواة :

سلم : هو ابن عصام ، تقدم في السند قبله.

ابن أخي هلال : لم أعرفه.

أبو نعيم : هو فضل بن دكين الملائي ، تقدم في ترجمة ١.

ياسين العجلي : هو ابن شيبان الكوفي ، قال ابن حبان : منكر الحديث مع قلة روايته ، وقال ابن حجر : لا بأس به ، انظر «المجروحين» ٤ / ٣٥٩ ، «والتقريب» ص ٣٧٣.

إبراهيم وأبوه : تقدما في السند قبله.


قال : ثنا ياسين العجلي ، عن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «المهدي منا أهل البيت».

__________________

مرتبة الإسناد :

في إسناده من لم أعرفه.

تخريج الحديث وحكمه :

أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» ١ / ٣١٧ عن أبي نعيم به مثله ، وقال : في إسناده نظر ، وأحمد في «مسنده» ١ / ٨٤ من طريق أبي نعيم به مثله ، وابن ماجه في «سننه» ٢ / ١٣٦٧ من طريق أبي داود الحضري عن ياسين ، ومنه به مثله. وكذا أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ١٧٠ من طريق أبي نعيم به مع زيادة في آخره ، وتابع ياسين عن إبراهيم عنده سالم بن أبي حفصة ، وأورده الذهبي في «الميزان» ٤ / ٣٥٩ من طريق أبي نعيم به نحوه ، وقال : «تابعه أبو داود الحفري عن ياسين». وقال ابن يمان : رأيت سفيان يسأل ياسين عن هذا الحديث ، وقال ابن عدي : هو يعرف بهذا الحديث. قلت : إنه قد ورد حديث «أن المهدي من أهل البيت ، أو منّي يواطىء اسمه اسمي» بسند صحيح في «سنن أبي داود» ٤ / ٣٧٣ و ٤٧٤ و ٤٧٥ بألفاظ مختلفة ، «وسنن الترمذي» ٣ / ٣٤٣ عن عبد الله ، وقال الترمذي : وفي الباب عن علي ، وأبي سعيد ، وأمّ سلمة ، وأبي هريرة ، وهذا ـ أي حديث عبد الله ـ حديث حسن صحيح ، وكذا رواه عنه بطريق آخر ، وحكم عليه بالصحة ، «ومسند أحمد» ١ / ٩٩ و ٣٧٦ و ٣٧٧ و ٤٤٨ و ٣ / ١٧ و ٣٦ عن عبد الله ، وأبي سعيد الخدري.


٤٧ ٣ / ٧ فق نافع بن أبي نعيم القاري (*) :

وهو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المقرىء والي أهل المدينة.

حدثنا أبو العباس الهروي ، قال : ثنا أبو حاتم ، قال : ثنا الأصمعي ، قال : قال نافع ابن أبي نعيم : أصلي من أصبهان (١).

سمعت علي بن سراج (٢) يقول : نافع بن أبي نعيم يكنى أبا رويم (٣).

__________________

(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» ٨ / ٨٧ ، وفي «الجرح والتعديل» ٨ / ٤٥٦ وفي «المشاهير» لابن حبان ص ١٤١ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٢٦ ـ ٣٢٧ ، وفي «وفيات الأعيان» لابن خلكان ٢ / ١٥١ ، وفي «الميزان» ٤ / ٢٤٢ ، وفي «غاية النهاية» ٢ / ٣٣٠ ـ ٣٣٤ ، وفي «التهذيب» ١٠ / ٤٠٧ ، «والتقريب» ص ٣٥٥ ، وفيه : صدوق ، ثبت في القراءة ، مات سنة ١٦٩ ه‍.

تراجم الرواة :

أبو العباس الهروي : هو محمد بن أحمد بن سليمان ، قال أبو نعيم : «فقيه ، محدث ، كثير المصنفات ، كتب عنه عامة شيوخنا». انظر أخبار أصبهان» ٢ / ٢١٩ ، وكذا ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢١٩ / ٣.

أبو حاتم : هو محمد بن إدريس الرازي ، سيأتي بترجمة ٢٩٠.

الأصمعي : هو عبد الملك بن قريب ـ بضم القاف ـ أبو سعيد الباهلي البصري ، صدوق ، سنّي. مات سنة ٢١٦ ه‍ ، وقد قارب التسعين ، انظر «التهذيب» ٦ / ٤١٥ ، «والتقريب» ص ٢٢٠.

(١) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٢٧ ، «والتهذيب» ١٠ / ٤٠٧ ، وفي «غاية النهاية» ٢ / ٣٣٠ ، وفيه : ثقة صالح ، أصله من أصبهان.

(٢) علي بن سراج : هو الحافظ الإمام أبو الحسن الحرشي مولاهم البصري.

قال الخطيب : كان عارفا بأيام الناس حافظا ، توفي سنة ٣٠٨ ه‍. انظر «تاريخ بغداد» ١١ / ٤٣١.

(٣) وقيل : يكنى أبا عبد الرحمن ويقال : أبو نعيم ، وأبو الحسن ، وأبو عبد الله ، وقد ينسب إلى جده ، كذا في «غاية النهاية» ٢ / ٣٣٠ ، «والتهذيب» ١٠ / ٤٠٧.


حدثنا عمر بن أحمد ، قال : ثنا شبّاب ، قال : ومن الطبقة السابعة نافع ابن أبي نعيم بن عبد الرحمن (١).

وحدثنا محمد بن أحمد بن أبي يحيى ، قال : ثنا أبو غسان ، قال : ثنا الأصمعي ، قال : قال نافع بن أبي نعيم مقرىء أهل المدينة : أصلي من أصبهان ، وقال ابن أبي الزّناد : أصلي من همذان.

(٦٠) حدثنا محمد بن زكريا ، قال : ثنا القعنبيّ ، قال : ثنا نافع بن عبد

__________________

تراجم الرواة :

عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي : راوي كتاب «الطبقات» عن خليفه. تقدم في ت ٤.

شباب : هو خليفة بن خياط العصفري ، تقدم في ترجمة ٣.

(١) انظر «الطبقات» له ص ٢٧٣.

أبو غسان هو أحمد بن إسحاق ، من ولد خالد بن فرز. كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٢٧.

الأصمعي : تقدم في السند قبله.

ابن أبي الزناد : هو عبد الرحمن بن أبي الزناد بن عبد الله ، هو أثبت الناس في هشام بن عروة. توفي سنة ١٧٤ ه‍. انظر «الكاشف» ٢ / ١٦٤ ، «والتهذيب» ٦ / ١٧٠.

تراجم الرواة :

محمد بن زكريا بن عبد الله أبو جعفر القرشي ، صاحب أصول جياد صحاح ، سمع البصريين ، انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٢١٦ ، وكذا ترجم له المؤلف في «الطبقات» في ٢٠٢ / ٢ من أ ـ ه.

القعنبي هو عبد الله بن مسلمة بن قعنب ، ثقة حجة ، من رجال الصحيحين ، توفي سنة ٢٢٠ ه‍. انظر «الكاشف» ٢ / ١٣١ ، «والتهذيب» ٦ / ٣١ ـ ٣٢.

نافع : هو المترجم له.

تراجم الرواة :

نافع هو أبو عبد الله المدني ، مولى ابن عمر. ثقة ، ثبت ، فقيه ، مشهور. مات سنة سبع عشرة ومائة ، أو بعد ذلك. قال البخاري : مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر أصح الأسانيد. انظر «التقريب» ص ٣٥٥ ، «والخلاصة» للخزرجي ص ٤٠٠.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده من لم أعرفه.

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٢٧ به مثله ، وابن سعد في «الطبقات» ـ


الرحمن ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «إنّ الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه».

__________________

ـ ٢ / ٣٣٥ من طريق نافع بن أبي نعيم به مثله ، وكذا أحمد في «مسنده» ٢ / ٥٣ ، والترمذي في «سننه» ٥ / ٢٨٠ من طريق خارجة الأنصاري ، عن نافع ، عن ابن عمر ، مثله ، وقال : حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه ، وقال أيضا : وفي الباب عن الفضل بن العباس ، وأبي ذر ، وأبي هريرة ، وبه أحمد في ١ / ٩٥ ، وله شاهد من حديث أبي ذر بنحوه ، أخرجه أبو داود في «سننه» ٣ / ٣٦٥ الخراج والإمارة ، وابن ماجه في «سننه» ـ المقدمة ١ / ٤٠ ، وابن سعد في المصدر السابق ، وأحمد في «مسنده» ٥ / ١٤٥ ـ ١٦٥ ، والحاكم في «المستدرك» ٣ / ٨٧ ، وصحّحه ، وقال الذهبي : إنّه على شرط مسلم ، ومن حديث عائشة ، وأيوب بن موسى عند ابن سعد في نفس المصدر مع زيادة في آخر الثاني ، ومن حديث أبي هريرة عند أحمد في ٢ / ٤٠١ ، والبزار ، والطبراني في «الأوسط» كما في «المجمع» ٩ / ٦٦ ـ ٦٧ ، وقال الهيثمي : رجال البزار رجال الصحيح غير الجهم بن أبي الجهم ، وهو ثقة.

ومن حديث عمر بن الخطاب عند الطبراني في «الأوسط» ، وقال الهيثمي : فيه علي بن سعيد المقرىء العكاوي ، ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح.

ومن حديث عائشة عند ابن سعد في المصدر السابق ، وعند الطبراني كما في «المجمع» ٩ / ٦٧ ، وقال الهيثمي : فيه عبد الرحمن بن أبي الزناد ، وهو لين الحديث.

ومن حديث بلال ، ومعاوية بن أبي سفيان عنده أيضا بأسانيد لا تخلو من الضعف.


٤٨ ٣ / ٨ بشر بن الحسين الأصبهاني (*) :

يحدث عن الزبير بن عدي ، توفي بعد المائتين من أهل المدينة (١) ، وذكر أنّه جاء إلى أبي داود (٢) ، فقال له : حدثني الزبير بن عدي ، فقال له : كذبت.

وكتب عنه يحيى بن أبي بكير ـ وهو مارّ إلى الرّي ، فكتب عنه ولم يعرفه.

حدثنا ابن الجارود ، ومحمد بن أحمد الزهري ، قالا : ثنا يونس ، قال :

__________________

(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» ٢ / ٧١ ، وقال البخاري : فيه نظر. وفي «الجرح والتعديل» ٢ / ٣٥٥ ، وفي «المجروحين» ١ / ١٩٠ ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٣٢ ، وفي «الميزان» ١ / ٣١٥ ـ ٣١٦ ، وفيه قال ابن عدي : «الزبير بن عدي ثقة ، وبشر ضعيف ، أحاديثه سوى نسخة حجاج عنه مستقيمة» ، وفي «لسان الميزان» ٢ / ٢١ ـ ٢٢ ، وفيه قال الدارقطني : «متروك».

(١) أي مدينة أصفهان.

(٢) أبو داود : هو الطيالسي صاحب السند ، صرح به في «اللسان» ١ / ٢٢ ، وذكر هذا النص ، وكذا هو في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٣٢.

تراجم الرواة :

ابن الجارود : هو محمد بن علي بن الجارود أبو بكر ، كثير الحديث ، صاحب أصول ، ثقة. توفي سنة ٣٢٥ ه‍. انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٤٩ ، وكذا ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٤٧ / ٣.

محمد بن أحمد بن يزيد الزهري أبو عبد الله الأصبهاني ، كثير الحديث والمصنفات ، قاله أبو نعيم ، وقال أبو الشيخ : لم يكن بالقوي في حديثه. انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٥٠ ، «والطبقات» ٢٤١ / ٣.

يونس : هو ابن حبيب بن عبد القاهر ، سيأتي بترجمة ٢٤٩ ، وهو ثقة.

وأبو داود : هو الطيالسي ، سيأتي بترجمة ٩٣.


قيل لأبي داود : إنّ بشر بن الحسين يروي عن الزبير بن عدي ، عن أنس أحاديث ، فقال : كذب ما نعرف للزبير بن عدي ، عن أنس إلّا حديثا واحدا (١) ومما رواه وحدّث عنه ...(٢).

(٦١) حدثنا محمد بن العباس بن أيّوب ، ومحمد بن يحيى بن منده ، قالا : ثنا الحجّاج بن يوسف ، قال : ثنا بشر بن الحسين ، عن الزبير بن عدي ، عن المعرور بن سويد ، عن عمر قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «الذهب بالذهب ، والفضة بالفضة والبّر بالبّر ، والشعير بالشعير ، والتمر

__________________

(١) كذا في «الميزان» ١ / ٣١٥ ، «والتهذيب» ٣ / ٣١٧ ، «واللسان» ٢ / ٢٢.

(٢) هنا كلمة لم يتبين لي قراءتها ، فلعلّها «ما».

تراجم الرواة :

محمد بن العباس : تقدم في ت ٣ ح ٢ ، وهو إمام حافظ ، محدث فقيه.

محمد بن يحيى بن منده : تقدم أيضا في ت ١٠. ثقة حافظ.

الحجاج بن يوسف بن قتيبة : سيأتي بترجمة ١٥٧ ، لا يعرف حاله.

بشر : هو المترجم له.

الزبير بن عدي : هو الهمداني اليامي ، أبو عدي الكوفي. ثقة ، توفي بالري سنة ١٣١ ه‍.

انظر «التهذيب» ٣ / ٣١٧.

معرور بن سويد الأسدي أبو أميّة الكوفي ، تابعيّ ، ثقة ، روى عن عمر. عاش مائة وعشرين سنة. انظر «التهذيب» ١٠ / ٣٣٠.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده بشر ، وهو ضعيف ، بل قال الدارقطني : متروك كما تقدم. وأيضا حجاج ، لا يعرف حاله ، ولكن الحديث متفق عليه بغير هذا الإسناد ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ٥ / ٢٨١ و ٢٨٣ مع الفتح ط ـ ح في أبواب : باب بيع التمر بالتمر ، وباب بيع الشعير بالشعير عن ابن عمر ، وفي باب بيع الذهب بالذهب ، وباب بيع الفضة بالفضة ، عن أبي بكرة مرفوعا مع اختصار ، ومسلم في «صحيحه» ١١ / ١٣ مع النووي ، عن عبادة بن الصامت ، وأبي سعيد ، وأبي هريرة بطرق نحوه ، وأخرجه أبو داود في «سننه» ٣ / ٦٤٣ و ٦٤٤ عن عمر بن الخطاب وعبادة ، وكذا النسائي في «سننه» ٧ / ٢٧٣ و ٢٧٤ و ٢٧٥ و ٢٧٧ ، عنهما ، وعن أبي سعيد الخدري ، والترمذي في «سننه» ٢ / ٣٥٤ ـ ٣٥٥ عن عبادة وقال حسن صحيح ، وابن ماجه في «سننه» ٢ / ٧٥٧ ـ ٧٥٨ والدارمي في «سننه» ٢ / ٢٥٩ ، وأحمد في «مسنده» (٥ / ٣١٤ و ٣٢٠) عن عبادة.


بالتمر ، والملح بالملح ، من زاد أو ازداد ، فقد أربى».

(٦٢) حدثنا محمد بن علي الجارود ، قال : ثنا محمد بن عامر ، عن أبيه ، عن بشر بن الحسين ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، عن هشام ابن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ لصاحب الحقّ يدا (١) ولسانا».

__________________

(١) في الأصل : بدون الألف ، والتصحيح من مقتضى القواعد ، ومن أ ـ ه.

تراجم الرواة :

محمد بن علي بن الجارود : تقدم في ت ٤٨. ثقة.

محمد بن عامر بن إبراهيم : سيأتي بترجمة ١٩٦ ، كان صاحب فنون العلم.

وأبوه : عامر بن إبراهيم بن واقد. سيأتي بترجمة ١٠٣ ، وهو ثقة.

بشر بن الحسين : هو المترجم له ، ضعيف.

عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار مولى ابن عمر ، صدوق ، يخطىء من السابعة. انظر «التقريب» ص ٢٠٤.

هشام بن عروة : تقدم في ت ٢. ثقة ، فقيه ، ربما دلّس.

عروة بن الزبير بن العوام الأسدي أبو عبد الله المدني : ثقة ، فقيه ، مشهور. مات سنة ٩٤ ه‍ على الصحيح. انظر «التقريب» ص ٢٣٨.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

إسناده ضعيف ، والمتن غريب بهذا اللفظ. لم أعثر من خرجه بهذا اللفظ ، والمشهور في لفظ هذا الحديث. «إن لصاحب الحق مقالا». وهذا هو الصحيح الثابت ، فقد أخرجه أحمد والبزار في «مسنديهما» عن عائشة مرفوعا ، كما في «المجمع» ٤ / ١٣٩ و ١٤٠ و ١٤١ ، وقال الهيثمي : إسناد أحمد صحيح ، والحديث متفق عليه من رواية أبي هريرة ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ٥ / ٣٨٩ مع «الفتح» ، الوكالة ، وفي الاستقراض ٥ / ٤٥٩ ، ومسلم في «صحيحه» ١١ / ٣٨ ـ المساقاة ، بنحو لفظ البخاري ، والترمذي أيضا في «سننه» ٢ / ٣٨٩ ـ ٣٩٠ ، وقال : حسن صحيح ، وابن ماجه في «سننه» ١ / ٨١٠ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه مرفوعا ، والطيالسي في «مسنده» ١ / ٢٧٢ بترتيب الساعاتي ، وأحمد في «مسنده» ٢ / ٤١٦ و ٤٥٦ كلاهما عن أبي هريرة مرفوعا ، ورواه الطبراني في «الكبير». و «الصغير» كما في «المجمع» ٤ / ١٤١ ، وقال الهيثمي : «رجاله رجال الصحيح».


٤٩ ٣ / ٩ جعفر بن ناجية الأصبهاني (*) :

كان منزله بشميكان (١) ، حدث عن عطاء بن أبي رباح.

حدثنا الحسن بن إبراهيم بن بشّار ، قال : ثنا أبو أيّوب الشاذكوني ، قال : ثنا النّعمان بن عبد السلام ، قال : ثنا جعفر بن ناجية ، قال : سألت عطاء بن أبي رباح عن أشياء من معاشنا بأصبهان ، فجعل يقول : مكروه ، فقلت : يا أبا محمد : كيف السبيل إلى ذاك؟ فقال : أكل الحجارة خير من علاج جهنّم (٢).

__________________

(*) له ترجمة في «الجرح والتعديل» ٢ / ٤٩١ ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٤٢.

(١) شيمكان ـ بالفتح ، ثم الكسر ، وبعد الياء كاف ، وآخره نون ـ : محلة بأصبهان. انظر «معجم البلدان» ٣ / ٣٦٦.

تراجم الرواة :

الحسن بن إبراهيم بن بشار : هو الفابزاني مولى قريش أبو علي. توفي سنة إحدى وثلاثمائة ، انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٢٦١.

أبو أيّوب : هو سليمان بن داود بن بشر الشاذكوني ، سيأتي بترجمة ١٢٥ ، ضعفوه.

النعمان بن عبد السلام : سيأتي بترجمة ٨١. من ثقات أهل الحديث.

عطاء بن أبي رباح ـ بفتح الراء والموحدة ـ أسلم القرشي ، مولاهم المكي. ثقة ، فقيه ، فاضل ، لكنه كثير الإرسال. مات سنة ١١٤ ه‍. انظر «التقريب» ص ٢٣٩.

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٤٢.


٥٠ ٣ / ١٠ عامر بن ناجية (*) :

حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن النعمان ، قال : ثنا محمد بن عامر ، قال : ثنا أبو سفيان ، قال : ثنا عامر بن ناجية الأصبهاني ، قال : كنت آتي مالك بن مغول ، فأقول عنده :

اللهم إنّي أسألك تمام نعمتك ، فقال : قل : والمزيد من فضلك (١).

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٥.

تراجم الرواة :

أحمد بن عبد الله أبو العباس : حدث عن محمد بن عامر. توفي سنة عشرين وثلاثمائة : انظر «أخبار أصبهان» ١ / ١٣٥ ، وكذا ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٩١ / ٣.

محمد بن عامر : سيأتي بترجمة رقم ١٩٦.

أبو سفيان : هو صالح بن مهران ، سيأتي بترجمة ١٥٥.

مالك بن مغول : هو ابن عاصم. ثقة ، توفي سنة ١٥٩. انظر التهذيب ١٠ / ٢٢.

(١) من طريقه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٥.


٥١ ٣ / ١١ د ـ تم ـ س ـ ق ـ محمد بن أبي يحيى الأسلمي (*) :

نزيل المدينة ، توفي سنة ست وأربعين ومائة ، واسم أبي يحيى سمعان.

روى عن أبيه ، عن أبي سعيد ، وروى (١) محمد ، عن عبد الله بن الزبير ، وعكرمة ، وهو أبو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى.

وحكى الحسين بن حفص ، عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى ، قال : نحن من رستاق الشيخ (٢) «براءان» ، وقد حدّث بغير حديث لم يروه غيره. منها : (٦٣) ما أخبرنا عبد الله بن محمد بن سوار الهاشمي ، قال : ثنا أبو بلال الأشعري ، قال : ثنا يحيى بن العلاء ، عن محمد بن أبي يحيى ، عن عكرمة ،

__________________

(*) له ترجمة في «طبقات خليفة» ص ٢٧١ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ١٦٨ ، وفي «الميزان» ٤ / ٦٦ ، وفيه مدني ثقة ، وفي «التهذيب» ٩ / ٥٢٢.

(١) في أ ـ ه : بزيادة «عن» بعد «روى» ، والصواب بدونها كما في الأصل.

تراجم الرواة :

الحسين بن حفص : سيأتي بترجمة رقم ٩٥.

إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى : سيأتي بترجمة رقم ٥٣ ، وهو متروك.

(٢) محلة تابعة لأصبهان قريبة منها. جاء عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٦٨ من رستاق براءان ، وقد تقدم تحديده.

تراجم الرواة :

عبد الله بن محمد بن سوار الهاشمي : لم أعثر له على ترجمة.

أبو بلال الأشعري : هو الكوفي. قيل : اسمه مرداس ، وقيل : محمد ، وقيل : عبد الله من نسل أبي موسى الأشعري ، ضعّفه الدارقطني ، يقال : توفي سنة ٢٢٢ ه‍. انظر «الميزان» ٤ / ٥٠٧ ، و «المغني في الضعفاء» ٢ / ٧٧٥ ، كلاهما للذهبي.


عن ابن عباس ، قال : رأيته اتّزر ، فأرسل إزاره من مقدّمه حتّى مسّت ظهر قدميه (١) ، ويلقيه من خلفه ، فقلت له : تأتزر هكذا ، فقال : هكذا رأيت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

(٦٤) أخبرنا أبو يعلى قال : ثنا أبو صالح محمد بن يحيى بن سعيد القطان ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا محمد بإسناده مثله ، قال : وربما رفعه ، وربما لم يرفعه.

__________________

(١) في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٠ : (وساقيه).

بقية الرواة :

يحيى بن العلاء : هو أبو سلمة البجلي ، ويقال : أبو عمرو الرازي ، قال أحمد : كذّاب ، يضع الحديث. وقال الفلاس ، والنسائي ، والدارقطني : متروك الحديث. انظر «الضعفاء والمتروكين» للنسائي ص ٣٠٦ مع «التاريخ الصغير» ، «والتهذيب» ١١ / ٢٦١.

محمد بن أبي يحيى : هو المترجم له ، صدوق.

عكرمة : هو مولى ابن عباس. تقدم في ت ٤٥ ح ٥٧.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده يحيى ، وهو متروك الحديث ، فهو ضعيف جدا من هذا الطريق ، ولكن له طريق صحيح غير هذا كما سنذكره قريبا.

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٦٩ به مثله ، وأبو داود في «سننه» ٤ / ٣٥٤ ، اللباس ، باب في قدر موضع الإزار من طريق مسدد عن يحيى بن سعيد القطان ، عن محمد بن أبي يحيى ، ومنه به نحوه ، وكذا رواه محمد بن معاوية الزعفراني ، عن محمد بن أبي يحيى ، فهذا السند صحيح.

وكذا سند الثاني للمؤلف من طريق أبي يعلى صحيح. رجاله ثقات وسيأتي.

تراجم الرواة :

أبو يعلى : هو أحمد بن علي بن المثنى ، صاحب «المسند الكبير». تقدم في ت ٣ ح ٥.

أبو صالح يحيى بن سعيد القطان : ثقة. توفي سنة ٢٣٣ ه‍ ، انظر «التهذيب» ١١ / ٢١٦.

يحيى بن سعيد القطان البصري : تقدم في ت ٢٢ ، وهو إمام ، ثقة ، متقن.

محمد : هو ابن أبي يحيى المترجم له.

مرتبة الإسناد :

رجاله ثقات ، وقد تقدم تخريجه في حديث رقم ٦٣.


(٦٥) وأخبرنا أبو يعلى ، قال : ثنا زهير بن حرب ، قال : يحيى بن سعيد ، عن ابن أبي يحيى ، عن أبيه ، عن أبي سعيد ، قال : لما كان يوم الحديبيّة ، قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم» ـ. «لا توقدنّ نار بليل» ، فلما كان بعد ذلك ، قال :

«أوقدوا واصطنعوا ، فإنه لن يدرك أحد بعدكم مدّكم ولا صاعكم» (١).

حدثنا أبو يعلى ، قال : ثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : ثنا حاتم بن إسماعيل ، عن محمد بن أبي يحيى ، عن أمّه ، قالت : دخلنا على سهل بن

__________________

تراجم الرواة :

زهير بن حرب أبو خيثمة النسائي الحافظ ، هو أثبت من أبي بكر بن أبي شيبة ، قاله يعقوب ابن شيبة ، وهو من رجال الصحيح ، توفي سنة ٢٣٤ ه‍ عن أربع وسبعين سنة. انظر «الكاشف» ١ / ٣٢٦.

ابن أبي يحيى : هو محمد ، وأبوه : هو سمعان الأسلمي ، مولاهم المدني لا بأس به. انظر «التقريب» ص ١٣٧.

أبو سعيد : هو سعد بن مالك الخدري ، صحابي مشهور. مات في حدود نيف وستين ، وقيل : سبعين. انظر «التقريب» ص ١١٩.

(١) مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

رجاله ثقات سوى محمد ، فإنه صدوق ، وأبوه ، وهو لا بأس به ، فقد أخرجه أحمد في «مسنده» ٣ / ٢٦ من طريق يحيى القطان ، عن محمد بن أبي يحيى بإسناده مثله ، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٦٩ بنحوه ، وإسنادهما حسن. وقال الهيثمي في «المجمع» ٦ / ١٤٥ بعد أن عزاه إلى أحمد : «ورجاله ثقات». قلت : سوى محمد وأبيه.

تراجم الرواة :

إسحاق بن إبراهيم : هو المعروف بابن راهويه. ثقة ، حافظ ، توفي سنة ٢٣٨.

انظر «الكاشف» ١ / ١٠٦ ، و «التقريب» ص ٢٧.

حاتم بن إسماعيل : هو أبو إسماعيل المدني الحارثي مولاهم ، ثقة ، توفي سنة ١٨٦ ه‍.

انظر «التهذيب» ٢ / ١٢٨.

أم يحيى : هي مبهمة في السند ، وجاء في طريق هشام بن عمار : عن أبيه بدل عن أمه ، كما سيأتي في تخريج الحديث ، وهكذا في طريق لأبي يعلى ، والسند هو هو كما في «المقصد العلي من زوائد مسند أبي يعلى الموصلي» ١ / ق ٥١ ، ويحتمل أن يرويه عن أمّه ، وعن أبيه ، ـ


سعد في نسوة ، فقال : إنّي أسقيكم من بئر بضاعة ، وقد سقيت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من مائها.

روى هذا الحديث الشافعي ، عن إبراهيم بن محمد ، عن أبيه ، عن أمه ، عن سهل.

__________________

ـ وعن أبيه عن أمه ، كما في رواية الشافعي. والله أعلم. ولكن في سنده إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى ، وهو متروك.

والشافعي : هو محمد بن إدريس أبو عبد الله ، الإمام الفقيه ، ناصر الحديث. ثقة ، مات سنة ٢٠٤ ه‍ انظر «الكاشف» ٣ / ١٧.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في سند أبي يعلى من لم يسمّ ، وفي سند الشافعي إبراهيم بن محمد ، وهو متروك ، فقد أخرجه أبو يعلى في «مسنده» كما في «المقصد العلي من زوائد مسند أبي يعلى الموصلي» ١ / ٥١ به مثله ، غير أنه ، قال : عن أبيه بدل عن أمه ، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٦٩ ، وقال : كذا حدثناه ... عن أمه ، ورواه هشام بن عمار فخالفه ، فقال : «عن أبيه» ، ثم ساقه من طريقه ، فقال :

حدثناه سليمان بن أحمد ، ثنا موسى بن سهل الجوني ، ثنا هشام ابن عمار ، ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا محمد بن أبي يحيى الأسلمي ، عن أبيه. فذكر الحديث.

فالحديث ضعيف بهذه الأسانيد.


٥٢ ٣ / ١٢ د ـ ت أنيس بن أبي يحيى (*) :

أخو محمد بن أبي يحيى. توفي سنة ست وأربعين ومائة.

(٦٦) روى إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى ، قال : ثني أبي (١) يحيى ، قال : ثني عمي أنيس بن أبي يحيى ، عن أبيه ، عن أبي سعيد ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في المسجد الذي أسّس على التقوى (٢).

وحدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا أبو همام الوليد بن شجاع ، قال : ثنا

__________________

(*) أنيس ـ بالتصغير ـ له ترجمة في «طبقات خليفة» ص ٢٧١ ، وفي «التاريخ الكبير» ٢ / ٤٢ ، وفي «الجرح والتعديل» ٢ / ٣٣٤ لابن أبي حاتم ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٢٩ ، وفي «الكاشف» ١ / ١٤١ ، وفيه : هو ثقة. مات سنة ١٤٦ ه‍. وفي «التهذيب» ١ / ٣٨٠ ، وفيه كنيته أبو يونس.

(١) هكذا في النسختين ، وهو غير واضح ، فلعل : «ثني أبي يحيى» زائد ، والعبارة هكذا : «روى إبراهيم ، قال : ثني عمي» والله أعلم.

(٢) تمام الحديث «هو مسجدكم هذا» (يعني مسجد المدينة).

رواه أبو الشيخ تعليقا ، ومن طريق إبراهيم ، وهو متروك كما سيأتي ترجمته برقم ٥٣.

والحديث صحيح بغير هذا الإسناد ، فقد أخرجه مسلم في «صحيحه» ٩ / ١٦٨ عن أبي سعيد مرفوعا بنحوه ، والترمذي في «سننه» ١ / ٢٠٣ من طريق قتيبة ، عن حاتم بن إسماعيل ، عن أنيس بن أبي يحيى ، بإسناده نحوه ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه في تفسير سورة التوبة من «سننه» ٤ / ٣٤٤ من غير هذا الوجه ، عن أبي سعيد مرفوعا ، وقال : «حسن صحيح» ، وبهذا الطريق أخرجه النسائي في «سننه» ٢ / ٣٦ من غير طريق أنيس بن أبي يحيى ، وأخرجه أحمد في «مسنده» ٣ / ٢٣ و ٢٤ و ٨٩ و ٩١ و ٥ / ٣٣١ و ٣٣٥ من طريق أنيس وغيره ، وعن أبيّ بن كعب مرفوعا بنحوه في ٥ / ١١٦ ، وأخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٢٩ من طريق أحمد ، عن أنيس بن أبي يحيى به. ـ


يحيى القطان ، عن أنيس بن أبي يحيى ، عن أبيه ، قال : رأيت ابن عمر وأصحاب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يجلسون قبل أن توضع الجنازة عن أعناق الرجال.

__________________

تراجم الرواة :

محمد بن يحيى بن منده : تقدم في ترجمة ١٠ ، ثقة حافظ.

أبو همام : هو الوليد بن شجاع بن الوليد السكوني. قال ابن معين والنسائي : لا بأس به ، وقال أبو حاتم : «صدوق لا يحتج به» توفي سنة ٢٤٣ ه‍. انظر «التهذيب» ١١ / ١٣٥ ، وقال ابن حجر : «ثقة». انظر «التقريب» ص ٣٧٠.

يحيى : هو ابن سعيد القطان. تقدم في ت ٢٢.

أنيس : هو المترجم له.

أبوه : هو سمعان الأسلمي. تقدم في ت ٥١.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

إسناده لا بأس به ، فقد أخرج ابن أبي شيبة في «مصنفه» ٣ / ٣٠٩ عن حاتم بن إسماعيل ، عن أنيس بن أبي يحيى ، عن أبيه بلفظ : «رأيت ابن عمر ورجلا آخر يجلسان قبل أن توضع الجنازة».


٥٣ ٣ / ١٣ ق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى (*) :

أبو إسحاق حدث عنه ابن جريج ، يقول مرة : ذا الأسلمي ، ومرة : ابن أبي يحيى ، ومرة : إبراهيم.

حدثنا عبدان ، قال : ثنا ابن أبي عاصم ، عن ابن كاسب ، قال : اجتمع جفينة ، وفلان ، وفلان ، فقالوا : تعالوا حتى نضع لإبراهيم ابن أبي يحيى حديثا ، فقالوا : اتق الله. لا تكن (١) مسندا عن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقالوا : إسماعيل بن أبي حكيم ، عن عمر بن عبد العزيز : «السبق للناظر حتى يحرزه المنظور» ، فجئنا إليه ، فقلنا له تحفظ حدثني (٢) ، فقال : ثنا إسماعيل بن حكيم ، عن عمر بن عبد العزيز ، ثنا ابن صبيح (٣) ، قال : ثنا إسماعيل بن يزيد القطان ، قال : سمعت الحسين بن حفص ، يقول سمعت إبراهيم بن أبي يحيى ، يقول : أنا من رستاق الشيخ. أنا من براءان (٤).

__________________

(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» ١ / ٣٢٣ ، وفي «الجرح والتعديل» ٢ / ١٢٥ ـ ١٢٦ ، وذكر بأسانيده أقوالا في كذبه وتركه ، وفي «المجروحين» ١ / ١٠٥ لابن حبان ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ١٧١ ، وفي «الميزان» ١ / ٥٧ ، وفيه : أحد العلماء الضعفاء ، وفي «تذكرة الحفاظ» ١ / ٢٤٦ ، وفي «ديوان الضعفاء والمتروكين» ص ١٢ ، وفي «المغني في الضعفاء» ١ / ٢٣ ، وفيه : تركه جماعة ، وضعفه آخرون للرفض والقدر ، وفي «التهذيب» ١ / ١٥٨ ، وفي «التقريب» ص ٢٣ ، وفيه : متروك. وفي «الأعلام» للزركلي ١ / ٥٥.

(١) في الأصل : «لا تكون» ، والتصحيح من مقتضى القواعد ، وما ذكرته هو الأظهر.

(٢) كذا في الأصل.

(٣) تقدم في ت ٥١.

(٤) تقدم تحديدها في المقدمة.


أنا إسحاق بن أحمد ، قال : حدثني إسحاق بن عاصم ، قال : ثنا أبو عمر القرمطي (١) ، قال : ثنا الأسدي ، قال : سمعت إبراهيم بن أبي يحيى يملي على رجل غريب ، فأملى عليه لأبي الحويرث (٢) عن نافع بن جبير ثلاثين حديثا فجاء بها من الحسن شيء عجب ، فقال ابن أبي يحيى للغريب : هذه ثلاثون حديثا قد حدثتك بها ، ولو ذهبت إلى ذاك الحمار ـ يعني مالكا (٣) ـ فحدثك بثلاثة ، لفرحت بها (٤).

أنا إسحاق بن أحمد الفارسي ، قال : سمعت البخاري يقول : إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى كذاب ، وهو أخو سحبل ، وسحبل صدوق ، ومحمد وعبد الله وأنيس بن أبي يحيى ، وهم أهل بيت علم.

ثنا عبدان (٥) ، قال : ثنا الجراح بن مخلد ، يقول سمعت سالم بن قتيبة يقول عن مالك بن أنس. قال : إبراهيم بن أبي يحيى كذّاب (٦).

__________________

(١) هو محمد بن عبد الرحمن القرمطي. انظر «الميزان» ١ / ٦٠.

(٢) هو عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث الأنصاري الزرقي أبو الحويرث المدني. صدوق ، سيىء الحفظ ، ورمي بالإرجاء ، توفي سنة ١٣٠ ه‍ «التهذيب» ٦ / ٢٧٢ ، «والتقريب» ص ٢١٠.

(٣) هو مالك بن أنس إمام دار الهجرة. ثقة ، من أئمة المحدثين. توفي سنة ١٧٩ ه‍. انظر ترجمته في «التهذيب» ١٠ / ٥ ـ ٩.

(٤) الذهبي في «الميزان» ١ / ٦٠ من طريق أحمد بن علي الأبّار ، عن أبي عمرو القرمطي بإسناده مثله.

(٥) هو عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي : ثقة ، تقدم في ترجمة ٩.

(٦) وورد عن يحيى بن معين أنه قال : كذاب ، وقال مرة : أشهد على إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى أنه يكذب. انظر «المجروحين» لابن حبان ١ / ١٠٥ ، «والميزان» للذهبي ١ / ٥٧ ، وأيضا في «المجروحين» أن مالكا وابن المبارك كانا ينهيان عنه.


الطبقة الرابعة

٥٤ ٤ / ١ خت د ـ ت ـ ق ـ مبارك بن فضالة (*) :

ابن أبي أمية بن كنانة ، مولى عمر بن الخطاب ، وكان جدّه مكاتبا لعمر ، واسمه عبد الرحمن ، يكنى أبا فضالة. مات سنة أربع وستين ومائة (١).

قدم أصبهان على أيوب (٢) بن زياد ، وكان واليا عليها من قبل أبي جعفر (٣) المنصور خمس سنين ، وروى عنه من أهل أصبهان : النعمان بن عبد السلام ، وعصام بن يزيد جبر ، وغالب بن فرقد ، وشعبة بن عمران ، وعامر بن إبراهيم ، وإبراهيم بن أيوب.

__________________

(*) له ترجمة في «الطبقات» لابن سعد ٧ / ٢٧٧ ، «والطبقات» لخليفة ص ٢٢٢ ، «وتاريخ خليفة» ص ٤٣٨ ، «والتاريخ الكبير» ٧ / ٤٢٦ ، «والجرح والتعديل» ٨ / ٣٣٨ ، «والمراسيل» ص ٢٢٣ لابن أبي حاتم ، «ومشاهير علماء الأمصار» ص ١٥٨ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ٣١٨ ، وفي «تاريخ بغداد» ١٣ / ٢١١ ـ ٢١٦ ، وفي «تذكرة الحفاظ» ١ / ٢٠٠ ـ ٢٠١ ، وفي «البداية» ١٠ / ١٤٧ لابن كثير ، وفي «التهذيب» ١٠ / ٢٨ ـ ٣١ ، وفي «الخلاصة» ص ٣٦٨ ، وفيه قال أبو زرعة : ثقة إذا قال : حدثنا ، وقال أبو داود : ثبت إذا قال : حدثنا ، وقال أحمد : ما روى عن الحسن يحتج به.

(١) انظر «طبقات خليفة» ص ٢٢٢ ، «وأخبار أصبهان» ٢ / ٣١٨ ، «والبداية» لابن كثير ١٠ / ١٤٧.

(٢) أيوب بن زياد الأصبهاني : تقدم في بداية المقدمة.

(٣) هو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله. ولي بعد أخيه أبي العباس ، وكانت ولايته ٢٢ سنة غير يوم ، وتوفي سنة ١٥٨ ه‍. انظر كتاب «الثقات» لابن حبان ٢ / ٣٢٤.


(٦٧) حدثنا عبد الرحمن بن الحسن ، قال : ثنا الحسين (١) بن الحسين المكتب ، قال : ثنا إبراهيم بن أيوب ، قال : ثنا مبارك بن فضالة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته».

وحدثنا إسحاق بن محمد بن حكيم ، قال : ثنا إبراهيم بن هاني ، قال : ثنا حجاج ، قال : ثنا مبارك بن فضالة ـ وكان من العابدين ، وتوفي سنة أربع وستين (٢).

__________________

(١) في الأصل : (الحسن) ، والتصويب من «أخبار أصبهان» ٢ / ٣١٨ ، وكذا ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٣ / ٢٩٤.

تراجم الرواة :

عبد الرحمن بن الحسن بن موسى أبو محمد الضراب : من كبار المحدثين وثقاتهم ، كتب الكثير. توفي سنة سبع وثلاثمائة. انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ١١٤ ، وكذا ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٤٠ / ٣.

الحسين بن الحسن بن مهران الخياط المكتب ، وكان صاحب غرائب. توفي سنة ثلاث أو أربع وخمسين ومائتين ، انظر المصدرين السابقين ١ / ٢٧٨ و ٢٩٤ / ٣.

إبراهيم بن أيوب : هو الفرساني ، سيأتي بترجمة رقم ٩٧.

مبارك : هو المترجم له. ونافع : تقدم في ت ٤٧ ح ٦٠.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، ومبارك مدلّس ، وقد عنعن. والحديث متفق عليه بغير هذا الإسناد ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣١٨ به مثله ، والبخاري في «صحيحه» ٣ / ٣١ ـ ٣٢ ، في الجمعة ، وفي الاستقراض ٥ / ٤٦٦ ، وفي العتق ٦ / ١٠٧ ، وفي الوصايا ٦ / ٣٠٨ ، وفي النكاح باب قوا أنفسكم ، وفي باب المرأة راعية ، وفي الأحكام في الباب الأول مع «الفتح» من طريق نافع عن ابن عمر مرفوعا. ومسلم في «صحيحه» ١٢ / ٢١٣ مع النووي في الإمارة ، وأبو داود في «سننه» ٣ / ٣٤٢ من طريق عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، والترمذي في «سننه» ٣ / ١٢٤ من طريق قتيبة ، عن الليث ، عن نافع به ، وقال : وفي الباب عن أبي هريرة ، وأنس ، وأبي موسى ، قال : حديث ابن عمر حديث حسن صحيح. وانظر «مجمع الزوائد» ٥ / ٢٠٧.

(٢) ومائة.


سمعت علي بن الصباح يقول : سمعت محمد بن أيوب بن الحسن يقول : ثنا أبي ، ثنا مبارك بن فضالة ، قدم علينا أصبهان ، وجسر بن فرقد (١) قدم أصبهان.

حدثنا بكر بن عبد الوهاب القزاز ، قال : ثنا إسماعيل بن قوهي ، قال : سمعت أبي يقول : ثنا مبارك بن فضالة أبو فضالة ، قال : رأيت الحسن (٢) ، وبكر المزني (٣) ، ومعاوية بن قرة (٤) ، ومحمد بن واسع (٥) ، وثابت البناني (٦).

ثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر ، قال : ثنا عمرو بن علي ، قال : سمعت يحيى بن سعيد ، وذكر مبارك فأحسن عليه الثناء (٧) ، سمعت عفان (٨) يقول : كان من النّسّاك (٨). حدثنا إسحاق بن حكيم ، قال : ثنا إبراهيم بن

__________________

تراجم الرواة :

إسحاق بن محمد بن إبراهيم بن حكيم أبو الحسن : شيخ ثبت صدوق ، عارف بالحديث. توفي سنة ٣١٢ ه‍. وانظر «أخبار أصبهان» ١ / ٢١٩ ، وترجم له المؤلف. انظر ٢٦٠ / ٣.

إبراهيم بن هانىء : قال ابن عدي : مجهول ، يأتي بالبواطيل ، انظر «الميزان» ١ / ٧٠.

حجاج : هو ابن محمد المصيصي. ثقة. مات سنة ٢٠٦ ه‍ ، انظر «الجرح والتعديل» ٨ / ٣٣٨ ، «والتهذيب» ٢ / ٢٠٥.

علي بن الصباح : هو ابن علي ، المعروف بابن زيدوس أبو الحسن. كان من الحفاظ ، انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ١٠ ، «والطبقات» للمؤلف ٣٤٢ / ٣.

محمد بن أيوب بن الحسن : تقدم في صفحة ١٤٩.

أيوب بن الحسن : لم أقف عليه.

(١) جسر بن فرقد : سيأتي بترجمة ٥٨.

(٢) هو الحسن بن أبي الحسن يسار. البصري. تقدم.

(٣) هو بكر بن عبد الله المزني. ثقة. انظر ترجمته في «التهذيب» ١ / ٤٨٤.

(٤) انظر ترجمته في «التهذيب» ١٠ / ٢١٦.

(٥) انظر ترجمته في «التهذيب» ٩ / ٤٩٩.

(٦) هو ثابت بن أسلم البناني أبو محمد البصري. انظر ترجمته في «التهذيب» ٢ / ٣٠٢.

(٧) انظر «الميزان» ٣ / ٤٣١ ، «والجرح والتعديل» ٨ / ٣٣٨ و ٣٣٩ ، «وتذكرة الحفاظ» ١ / ٢٠٠ ، «وتاريخ بغداد» ١٣ / ٢١٣.

(٨) في أ ـ ه ، غفارا ، والتصحيح من الأصل «والميزان» ٣ / ٤٣١ ، و «الجرح والتعديل» ٨ / ٣٣٨ ، وهو عفان بن مسلم الذي يروي عنه. انظر «تاريخ بغداد» ١٣ / ٢١٢.


هانىء ، قال : ثنا حجاج (١) ، قال : ثنا مبارك بن فضالة ، وكان من العابدين.

(٦٨) ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ، قال : ثنا أبو سيّار ، قال : ثنا محمد بن علي بن مقدم ، قال : ثنا محمد بن عرعرة ، قال : جاء شعبة بن الحجاج إلى المبارك بن فضالة ، فسأله عن حديث نصر بن راشد ، عن جابر أنّ النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ نهى أن يجصّص القبر أو يبنى عليه

__________________

(١) هو حجاج بن محمد المصيصي. تقدم قريبا.

تراجم الرواة :

محمد بن أحمد بن يزيد الزهري : تقدم في ت ٤٨. ليس بالقوي في حديثه.

أبو سيار : هو محمد بن عبد الله أبو بكر ، المعروف بأبي سيار. ثقة ، سيأتي بترجمة ٢٩١.

هو محمد بن عمر بن علي بن عطاء بن مقدم أبو عبد الله البصري. ثقة. انظر «التهذيب» ٩ / ٣٦١.

محمد بن عرعرة : هو السامي ـ بالمهملة ـ البصري ، ثقة. مات سنة ٢١٣ ه‍. انظر «التقريب» ص ٣١١.

شعبة بن الحجاج : تقدم في ت ٢٢.

ونصر بن راشد : ذكره ابن حبان في «الثقات» ، قال ابن حجر : غير مشهور. انظر «تعجيل المنفعة» ص ٢٧٩.

تخريجه :

فقد أخرجه أحمد في «مسنده» ٣ / ٣٩٩ من طريق عفان بن مسلم ثنا المبارك ، ثني نصر بن راشد ـ سنة مائة ـ عمن حدثه ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : نهانا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أن نجصّص القبور أو نبني عليها. والحديث ورد من غير طريق نصر بن راشد ، عن جابر في «صحيح مسلم» ٧ / ٣٧ الجنائز ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعا بلفظ : «نهى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أن يجصّص القبر ، وأن يقعد عليه ، وأن يبنى عليه» وكذا أبو داود في «سننه» ٣ / ٥٥٢ ، والترمذي أيضا في «سننه» ٢ / ٢٥٨ ، مع تفاوت. وقال : حديث حسن صحيح ، والنسائي في «سننه» ٤ / ٨٨ ، وابن ماجه في «سننه» ١ / ٤٩٨ نحوه ، وأخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» ١٣ / ٢١٢ ـ ٢١٣ بسنده إلى محمد بن عمر المقدمي ، ومنه إلى آخر السند به مثله ، ثم ساق له إسنادين آخرين من طريق مبارك بن فضالة ، عن نصر بن راشد ، عن جبار ، قال : نهى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عن تجصيص القبور ، أو يبنى عليها. وفي الرّواية الثانية : «نهى أن يجصّص القبر ويبنى عليه بناء»


وحكى عبدان ، عن عمرو بن العباس ، قال : سمعت ابن مهدي يقول : حللنا حبوة (١) الثوري (٢) لما أردنا غسله ، فإذا في حبوته رقاع ، يسأل المبارك بن فضالة عن حديث كذا.

__________________

تراجم الرواة :

عبدان : هو عبد الله بن أحمد بن موسى. تقدم في ت ٩. ثقة.

عمرو بن العباس : لم أقف عليه.

وابن مهدي : هو عبد الرحمن بن مهدي ، تقدم في بادية فتح أصبهان في المقدمة.

(١) الحبوة والحبوة : الثوب الذي يحتبى به ، والاحتباء : هو أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعها به مع ظهره ، ويشده عليها. انظر «لسان العرب» ١٤ / ١٦١.

(٢) المشهور به هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد الله. تقدم في ت ٣.


٥٥ ٤ / ٢ وابنه عبد الرحمن بن المبارك (*) :

حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : ثنا عبد الله بن عمر ، قال : ثنا عبد الرحمن بن المبارك بن فضالة ، عن أبيه ، قال : كان الحسن يحلف بالله أن محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قد رأى ربه تبارك وتعالى (١).

حدثنا محمد بن أحمد بن عمرو ، قال : ثنا رستة (٢) ، قال : ثني عبد الرحمن بن المبارك بن فضالة ، عن أبيه ، عن الحسن ، أنه كان يكره أن يزن الرجل بالشعير ؛ لأنّ بعضه يزيد على بعض ، وله أخوان : المفضل بن فضالة (٣) ، وعبيد الرحمن بن فضالة.

ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ، قال : ثنا أبو حاتم ، قال : ثنا عثمان

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٠٨.

(١) أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٠٨ به مثله ، وهكذا ذكر النووي عنه هذا القول بدون سند في شرح «صحيح مسلم» ٣ / ٤ ، فقد اختلف السلف والخلف في رؤية النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ربه ليلة الإسراء ، فمنهم من أنكرها ، ومنهم من أثبتها. فمن أنكرها : عائشة رضي‌الله‌عنها ، كما جاء في «صحيح مسلم» ٣ / ٤ عنها ، وجاء مثله عن أبي هريرة وجماعة ، وهو المشهور عن ابن مسعود ، وإليه ذهب جماعة من المحدثين والمتكلّمين.

وقد اختلف المثبتون : فمنهم من ادّعى أنّه رآه بعينه ، كما ورد عن ابن عباس ، وأبي ذر ، وكعب ، والحسن البصري ، وهو كان يحلف على ذلك.

ومنهم من قال : إنّه رآه بفؤاده ، ومنهم من توقف في ذلك.

انظر للتفصيل : «شرح النووي لصحيح مسلم» حيث جمع الأقوال والأدلّة مفصلا ٣ / ٤ ـ ١٤.

(٢) رستة : هو عبد الرحمن بن عمر رسته. ثقة ، سيأتي بترجمة ٢٢١.

(٣) انظر ترجمته في «التهذيب» ١٠ / ٣٧٣ ، «وتذكرة» ١ / ٢٥١.


ابن الهيثم ، قال : ثنا مبارك بن فضالة ، قال : كنت في مسجد أصحاب الساج ، إذ جاء أنس بن مالك والحسن وثابت ، وقد صلّوا العصر. فقيل لهم : إنّهم قد صلوا ، فأذّن ثابت وتقدم أنس بن مالك فصلى بهم.

(٦٩) حدثني عامر بن إبراهيم ، قال : ثنا عمي محمد ، قال : ثنا أبي ،

__________________

تراجم الرواة :

عبد الله بن محمد بن يعقوب : تقدّم في ت ٤٥. لا أعرفه.

أبو حاتم : هو محمد بن إدريس الرازي. سيأتي بترجمة ٢٩٠.

وعثمان بن الهيثم بن جهم العبدي أبو عمر البصري المؤذن. ثقة. تغيّر فصار يتلقى ، مات سنة ٢٢٠ ه‍ انظر «التقريب» ص ٢٣٦ «والتهذيب» ٧ / ١٥٧.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده من لم أعرفه.

قد أخرج ابن أبي شيبة في «مصنفه» ٢ / ٣٢١ و ٣٢٢ بنحوه في صلاة الغداة أنهم صلوا الغداة ، لم أجده من طريق المؤلف بلفظه.

تراجم الرواة :

عامر بن إبراهيم بن عامر أبو محمد : ـ ثقة. توفي سنة ٣٠٦ ه‍. انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٨.

محمد وأبوه عامر : تقدم الأول في ت ١ ، والثاني سيأتي في ت ١٠٣. ثقة.

هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي العمري المدني أبو عثمان ، أحد الفقهاء السبعة ـ ثقة. مات سنة سبع وأربعين ومائة ، انظر «تهذيب» ٧ / ٤٠.

نافع تقدم في ت ٤٧ ح ٦٠.

مرتبة الاسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، ومبارك مدلس ، وقد عنعن ، والحديث صحيح بشواهده ، ولم أجده من طريق المؤلف ، فقد أخرجه أحمد في «مسنده» ٢ / ٢٨٨ و ٣٥٤ و ٤٣١ عن أبي هريرة مرفوعا مثله ، وفي طريق بلفظ «الضّيافة ثلاثة أيام ، فما كان بعد ذلك» ، وفي رواية : فما سوى ذلك فهو صدقة» ، وفي ٣ / ٨ و ٢١ و ٣٧ و ٦٤ و ٨٤ عن أبي سعيد الخدري مرفوعا مثله. وأخرجه عن أبي الشريح الخزاعي في ٤ / ٣١ و ٦ / ٣٨٥ عنه أيضا نحوه ، وحديث أبي الشريح الخزاعي في «صحيح البخاري» ١٣ / ٤٩ و ٥٤ في «الأدب» وفي الرقاق ١٤ / ٩١ عن أبي الشريح مرفوعا بلفظ «الضيافة ثلاثة وجائزته قيل : وما جائزته؟ قال : يوم وليلة. قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه». ـ


عن مبارك بن فضالة ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «الضّيافة ثلاثة أيّام ، فما زاد فهو صدقة».

(٧٠) حدثنا محمد بن يحيى (١) ، قال : ثنا محمد بن عامر ، قال : ثنا أبي مثله.

__________________

ـ وأخرجه مسلم في «صحيحه» ١٢ / ٣٠ و ٣١ مع النووي عنه مرفوعا ، وأبو داود في «سننه» ٤ / ١٢٨ ، وفيه «الضيافة ثلاثة أيام ، وما بعد ذلك فهو صدقة». والترمذي في «سننه» ٣ / ٢٣٣ ، عن أبي الشريح أيضا بلفظ البخاري ، وفي رواية بلفظ : «الضّيافة ثلاثة أيام وجائزته يوم وليلة ، وما أنفق عليه بعد ذلك ، فهو صدقة ، ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه» ، وقال : وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة ، وهذا حديث حسن صحيح ، وابن ماجه في «سننه» ٢ / ١٢١٢ بلفظ الترمذي ، ومالك في «الموطأ» ص ٥٧٨ في صفة النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وكذا الدارمي في «سننه» ٢ / ٩٨ ، وأبو نعيم في «الحلية» ٣ / ٩٩ ، عن أبي سعيد مثله ، وذكر المنذري في «الترغيب والترهيب» ٣ / ٣٧٠ عن أبي هريرة بلفظ : ألا سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : «للضيف على من نزل به من الحق ، ثلاث. فما زاد فهو صدقة ، وعلى الضيف أن يرتحل لا يؤثم أهل المنزل». وقال : رواه أحمد ، وأبو يعلى ، والبزار ، ورواته ثقات سوى ليث بن أبي سليم.

وأورده أيضا عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : قال المنذري : رواه البزار ، ورواته ثقات.

لم أجده من طريق المؤلف فيما وقفت عليه.

(١) محمد بن يحيى بن منده : تقدم في ت ١٠ ، وبقية الرواة في السند قبله.


٥٦ ٤ / ٣ ع ليث بن سعد (*) :

يكنى أبا الحارث. من أهل أصبهان.

حدثني ابن صبيح (١) ، قال : ثنا إسماعيل بن يزيد ، قال : سمعت بعض أصحابنا يقول : كان ليث بن سعد من أهل أصبهان من ماربين (٢). وروى عنه من الأصبهانيين : قتيبة بن مهران بن عبد الرحمن الأزاداني ، وكان سبي من أصبهان ، ونزل فسطاط مصر ، وتبنّك (٣) بها ، واعتقد وحمل عنه علم كثير (٤).

سمعت أبا الحسن الطّحّان قال : سمعت ابن زغبة (٥) يقول : سمعت

__________________

(*) له ترجمة في «الطبقات الكبرى» لابن سعد ٧ / ٥١٧ ، وفي «طبقات خليفة» ص ٢٩٦ ، وفي «التاريخ الكبير» ٧ / ٢٤٦ ، وفي «المعرفة والتاريخ» ٢ / ٤٤١ ـ ٤٤٥ ، وفي «الجرح والتعديل» ٧ / ١٧٩ ، وفي «مروج الذهب» ٣ / ٣٤٩ ، وفي «مشاهير علماء الأمصار» ص ١٩١ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ١٦٨ ، وفي «الحلية» ٧ / ٣١٨ ، وفي «تاريخ بغداد» ١٣ / ٣ ـ ١٤ ، وفي «صفة الصفوة» ٤ / ٣٠٩ ـ ٣١٣ ، وفي «وفيات الأعيان» ٤ / ١٢٧ ، وفي «تذكرة الحفاظ» ١ / ٢٢٤ ، وفي «الميزان» ٣ / ٤٢٣ ، وفي «البداية» لابن كثير. ١٠ / ١٦٦ ، وفي «غاية النهاية» ٢ / ٣٤ ، وفي «التهذيب» ٨ / ٤٥٩ ، وفي «الجواهر المضيئة» ١ / ٤١٦ ، وفي «شذرات الذهب» ١ / ٢٨٥ ، وفي «الأعلام» ٦ / ١١٥.

(١) هو أحمد بن محمود بن صبيح. ثقة ، تقدم في ت ٣٢ ح ٤٥.

(٢) كذا في «المعرفة والتاريخ» ، و «أخبار أصبهان» ، و «الحلية». ومار بين : محلة بأصبهان ، تقدم تحديدها في المقدمة.

(٣) تبنّك بالمكان : أقام وتمكن. انظر «القاموس» ٣ / ٢٩٦ ، «والمعجم الوسيط» ١ / ٧١.

(٤) في الأصل : (علما كثيرا) والتصحيح من مقتضى القواعد.

(٥) هو عيسى بن حماد بن مسلم ، أبو موسى المصري. ثقة ، مات سنة ٢٤٨ ه‍. انظر «التهذيب» ٨ / ٢٠٩.


الليث بن سعد يقول : نحن من أهل أصبهان ، فاستوصوا بهم خيرا (١).

حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ، قال : ثنا أبو حاتم (٢) ، قال : ثنا ابن الطّبّاع (٣) ، قال : مات الليث بن سعد سنة ست أو سبع وسبعين ومائة.

حدثنا عبد الله ، عن ابن معين (٤) ، قال : ثنا ابن بكير (٥) ، قال : ومات الليث بن سعد يوم الخميس ، لأربع عشرة من شعبان ، سنة خمس وسبعين ومائة (٦).

سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول : ليث بن سعد من سبي أصبهان.

حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، عن الربيع (٧) ، عن الشافعي ، قال : كان الليث بن سعد أفقه من مالك بن أنس ، إلّا أنّه ضيعه أصحابه (٨).

__________________

(١) كذا في «الحلية» ٧ / ٣٢١ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ١٦٨ ، وفي «تاريخ بغداد» ١٣ / ٣.

(٢) هو محمد بن إدريس الرازي ، الإمام الناقد ، سيأتي بترجمة ٢٩٠.

(٣) ابن الطّباع : هو محمد بن عيسى بن نجيح أبو جعفر. ثقة. مات سنة ٢٢٤ ه‍. انظر «التهذيب» ٩ / ٣٩٣.

(٤) ابن معين : هو يحيى بن معين بن عون. تقدم في ت ٢٥. إمام ناقد.

(٥) ابن بكير هو يحيى بن عبد الله بن بكير أبو زكريا المصري الحافظ مات سنة ٢٣١ ه‍. انظر «التهذيب» ١١ / ٢٣٧.

(٦) وفي المصدر السابق ٨ / ٤٦٤ : عن يعقوب بن سفيان ، عن ابن بكير ، قال : ولد الليث سنة ٩٤ ه‍ ، ومات في يوم الجمعة ، نصف شعبان ، سنة خمس وسبعين ومائة ، وكذا ذكرت في تاريخ وفاته معظم المصادر المذكورة في ترجمة ليث.

(٧) الربيع : هو ابن سليمان بن عبد الجبار أبو محمد المصري ، صاحب الشافعي. انظر ترجمته في «التهذيب» ٣ / ٢٤٥.

(٨) كذا في «تذكرة الحفاظ» ١ / ٢٢٤ ، «والتهذيب» ٨ / ٤٦٣.


٥٧ ٤ / ٤ يونس الأصبهاني (*) :

روى عنه صغدي بن سنان ، قال : ثنا يونس الأصبهاني.

(٧١) حدثنا محمد بن جعفر (١) الشعيري (٢) ، قال : ثنا الوليد (٣) بن عمرو بن سفيان (٤) ، قال : ثنا صغدي بن سنان (٥) ، قال : ثنا يونس ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أتي بجفنة من ثريد وهو يريد صلاة المغرب ، فقال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «هذا رزق ساقه الله إليكم قبل صلاتكم ، فأكل رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ثم قام إلى الصّلاة ، ولم يمضمض ، ولم يغسل يده ، ومسح يده بالحائط».

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٤٥ ، وفيه «أنّه» قيل : ابن أبي عمر.

تراجم الرواة :

(١) محمد بن جعفر الشعيري : لم أعثر عليه ، وترجم المؤلف في الطبقات ٢٨٣ / ٣ لمحمد بن جعفر الأشعري ، فإذا كان هو ، فهو ثقة ، ومن شيوخ أبي الشيخ.

(٢) هكذا في النسختين : والذي يبدو أنه الأشعري ، وهو من شيوخ أبي الشيخ ، والله أعلم.

(٣) يبدو أنه الوليد بن عمرو بن سكين البصري أبو العباس. صدوق من الحادية عشرة. «التقريب» ص ٣٧٠ ، «والتهذيب» ١١ / ١٤٥.

(٤) كذا في النسختين ، وجاء عند أبي نعيم (سكين) ، ولهذا ترجمة في «التهذيب» ١١ / ١٤٥.

أما الوليد بن عمرو بن سفيان ، فلم أعثر له على ترجمة ، فيبدو أنه تصحيف. والله أعلم.

(٥) صغدي بن سنان أبو معاوية البصري. قال أبو حاتم : ضعيف. وقال ابن معين : ليس بشيء.

انظر «الميزان» ٢ / ٣١٦.

يونس : هو المترجم له ، وعطاء : هو ابن أبي رباح. تقدم في ت ٤٩. ثقة.

تخريج الحديث :

في إسناده صغدي ، وهو ضعيف. ويونس لا يعرف حاله.

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٤٥ من طريق شيخه أبي محمد بن حيان به مثله.


(٧٢) حدثنا محمّد ، قال : ثنا الوليد بن عمرو ، قال : ثنا صغدي ، قال : ثنا يونس ، عن عطاء ، عن ابن عباس رفعه إلى النّبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «من أحيا ما بين صلاتين ، غفر له ، وشفع له ملك ، وأمّن على دعائه» (١).

(٧٣) ثنا محمد ، قال : ثنا الوليد بن عمرو ، قال : ثنا صغدي ، قال : ثنا يونس ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : جاء رجل إلى النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : أين أبي؟ قال : «في النّار» ، ثم جاء آخر ، فقال : يا رسول ، الله الحجّ كل عام؟ فغضب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فحول وركه ، ودخل البيت ، ثم قال : «والذي نفسي بيده ، لو قلت ، لوجبت عليكم كلّ سنة أو كل عام ، ثمّ لكفرتم» ، فأنزل الله (٢) : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ

__________________

(١) تراجم الرواة :

تقدّموا في السند قبله جميعا.

تخريج الحديث :

فقد أخرجه أبو نعيم في المصدر السابق بسنده إلى صغدي بن سنان ، ومنه إلى آخر السند بإسناده ، كما هنا بلفظ : «من أحيا بين الصلاتين ، غفر له وشفع له ملكان ، وأمّنا على دعائه».

فهذا أيضا من طريق صغدي ، وهو ضعيف. ويونس لا يعرف.

(٢) تقدّم رجال السند بكامله.

تخريجه :

أورده السيوطي في «الدر المنثور» ٢ / ٣٢٣٥ ، وقال : أخرجه ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال : جاء رجل ... الحديث ، فذكره بمثله ، وأخرج ابن جرير في «تفسيره» ٧ / ٨١ ، وابن كثير في «تفسيره» من طريق ابن جرير ، عن أبي هريرة مرفوعا ، وفي أوله الجزء الأول من الحديث. بلفظ : قال : «خرج رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو غضبان محمار وجهه ، حتى جلس على المنبر ، فقام إليه رجل ، فقال : أين أبي؟ قال : في النار ، فقام آخر ، فقال : من أبي؟ قال : حذافة. فذكر الحديث إلى أن قال : فنزلت هذه الآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا ...) الخ وقال ابن كثير : إسناده جيد ، وقد ذكر هذه القصة مرسلة غير واحد من السلف. انتهى. والذي ذكره الشيخان في نزول الآية : «أنّه نزل في رجل قال : من أبي؟ قال : فلان ، فنزلت هذه الآية». يرجح هذه الرواية على الرواية التي من طريق صغدي ، وهو ضعيف. وعلى فرض صحته ، يمكن أن يجمع أنه حصل هذا وذلك ، فنزلت الآية. وقد أشار القرطبي إلى هذا. انظر «الجامع لأحكام القرآن» ٦ / ٣٣١. ـ


تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)(١).

__________________

ـ وأخرج أبو داود في «سننه» ٥ / ٩٠ من حديث ثابت ، عن أنس أنّ رجلا قال : يا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أين أبي؟ قال : «أبوك في النار» فلما قفى ، قال : «إنّ أبي وأباك في النار» وليس فيه ذكر لنزول الآية ، وكذا أخرجه مسلم في «صحيحه» في كتاب الإيمان حديث ٢٠٣ ، باب بيان أن من مات على الكفر دخل النار ، بدون ذكر نزول الآية ، فيظهر أن هذه قصة أخرى ، والله أعلم.

وجاء في «الفتح» ١ / ١٩٧ أنّ الشخص الذي قال : من أبي؟ قال أبوك حذافة ، والثاني الذي قام فقال : من أبي يا رسول الله؟ قال : أبوك سالم مولى شيبة ، هو سالم بن سعد ، كما ذكره ابن حجر عن ابن عبد البر ، وأخرجه مسلم في «صحيحه» ١٥ / ١١٦.

وذكر ابن حجر في الفتح رواية ابن جرير الطبري التي فيها «أن رجلا قال : أين أبي؟ قال : في النار ، فقام آخر ، فقال : من أبي؟ قال : حذافة .. إلخ».

وقال : هذا شاهد جيد لحديث موسى بن أنس ، عن أنس ـ وهو الذي فيه أن رجلا قال : من أبي؟ قال : فلان ، فنزلت الآية. الخ.

الخلاصة :

أنّ في نزول الآية ثلاث روايات : أنها نزلت في سؤال الرجل عن أبيه ، أو سؤالهم عن الحج : ألكل عام؟ أو عن البحيرة والسائبة ، كما وردت في بعض الروايات.

وقال الحافظ : لا مانع أن يكون الجميع سبب نزولها ، والله أعلم.

انظر «فتح الباري» للتفصيل ٩ / ٣٥٠ ، «وتفسير ابن كثير» ٢ / ١٠٥ و ١٠٦.

(١) سورة المائدة آية : ١٠١.


٥٨ ٤ / ٥ جسر بن فرقد (*) :

قدم أصبهان. سمعت علي بن الصباح يقول ، سمعت عقيل بن يحيى يقول : سمعت عامر بن إبراهيم يقول : قدم جسر القصاب أصبهان. حدّث عنه من الأصبهانيين : منخّل ، وشعبة بن عمران. ذكر إبراهيم بن السدي ، قال : ثنا إبراهيم بن المنخّل ، قال : سمعت جسر بن فرقد يقول : كنت أشتري اللحم للحسن (١) في كل يوم نصف درهم.

(٧٤) حدثنا ابن عامر ، قال : ثنا عمي ، عن أبيه ، قال : ثنا شعبة بن

__________________

(*) جسر ـ بكسر الجيم ، وبالسين المهملة ـ له ترجمة في «التاريخ الكبير» ٢ / ٢٤٦ ، وفيه أنه ليس بذاك ، وفي «الجرح والتعديل» ٢ / ٥٣٨ ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥١ ـ ٢٥٢ ، وفي «الإكمال» ٢ / ١٠٠ ، وفيه : كان ضعيفا. وفي «لسان الميزان» ٢ / ١٠٤ ، «والمغني في الضعفاء» ١ / ١٣٠ ، وفيه : «ضعفوه» ، و «ميزان الاعتدال» ١ / ٣٩٨ ـ ٣٩٩.

(١) فلعله الحسن البصري ـ والله أعلم ـ وهو الغالب كما سيأتي.

تراجم الرواة :

ابن عامر : هو محمد بن إبراهيم بن عامر ، وعمه محمد بن عامر ، وأبوه عامر تقدموا قريبا.

شعبة بن عمران : سيأتي بترجمة ٩٦ ، وجسر : هو المترجم له. ضعيف. والحسن : جاء التصريح في بعض الروايات ، أن الحسن : هو ابن دينار. سأل أبا برزة ، وهو ضعيف ، بل قال بعض العلماء : متروك. انظر «التهذيب» ٢ / ٢٧٥ ، «والمغني في الضعفاء» ١ / ١٥٩.

أبو برزة : هو نصله بن عبيد الأسلمي ، صحابي مشهور بكنيته ، أسلم قبل الفتح ، ومات بخراسان سنة خمس وستين على الصحيح. انظر «التقريب» ص ٣٥٨ ، «والتهذيب» ١٠ / ٤٤٦.


عمران ، قال : ثنا جسر بن فرقد ، عن الحسن ، عن أبي برزة (١) ، وسأله عن أشدّ آية على أهل النار ، فقال : سألنا عنها رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : هذه الآية : (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً)(٢).

__________________

(١) في أ ـ ه : «أبي بردة» ، وعند أبي نعيم ١ / ٢٥١ ، كما في الأصل «أي أبي برزة» ، وهو الصواب كما صرح السيوطي في «الدر المنثور» ٦ / ٣٠٨ ، فقال : أبي برزة الأسلمي ، «وبرزة بفتح أوّله وبالزاي». انظر «التقريب» ص ٣٩٤.

كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥.

(٢) سورة النبأ ـ آية : ٣٠.

تخريج الحديث :

سنده ضعيف ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥١ به مثله ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، عن الحسن بن دينار ، قال : سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية ... الحديث ، ولكنه ليس فيه : سألنا عنها رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ انظر «الدر» ٦ / ٣٠٨ ، وأيضا ذكر السيوطي في المصدر السابق أنه أخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن عبد الله بن عمرو بنحو هذا موقوفا ، وهذه الرواية عند ابن جرير في «تفسيره» ٣٠ / ١٧ ، وكذا ذكره ابن كثير في «تفسيره» ٤ / ٤٦٤ ، وذكر أيضا أن ابن أبي حاتم أخرجه ـ ثم ساقه بإسناده ، وفيه جسر بن فرقد عن الحسن ـ بلفظ : سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية ... الحديث ، قال ابن كثير : في آخر الحديث ، جسر بن فرقد ، ضعيف الحديث بالكلية. وذكر الهيثمي في المجمع ٧ / ١٣٣ عن مهدي بن ميمون ، قال : سمعت الحسن بن دينار سأل الحسن ، أيّ آية أشدّ على أهل النار ، فقال : سألت أبا برزة ، فقال : أشدّ آية نزلت : (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ ..) ، وقال : رواه الطبراني ، وفيه شعيب بن بيان ، وهو ضعيف ، قلت : الحسن بن دينار أضعف منه ، حيث تركه بعض العلماء.

يبدو من هذه الرواية ، أنّ السائل عن أبي برزة هو الحسن البصري ، وهو ثابت سماعه عن أبي برزة ، كما في «التهذيب» ٢ / ٢٦٥ ، ولم أعرف أحدا صرح بسماع ابن دينار عن أبي برزة فيما وقفت ، فالرّواية التي صرّح أن الحسن بن دينار سأل أبا برزة فيه انقطاع وثانيا : رواية المذكور عند المؤلف ، وكذا ذكره ابن كثير عن ابن أبي حاتم ، يبدو أن الحسن هو البصريّ ، لأنّ ابن كثير ضعّفه بجسر بن فرقد ، ولو كان الحسن هو ابن دينار الذي هو أشد ضعفا ، بل متروك متهم عند البعض لما سكت عنه.

الخلاصة :

أنّ الحديث ضعيف ، إما بسبب جسر ، أو بسبب الحسن بن دينار ، كما ورد من طريقه في بعض الروايات. والله أعلم.


٥٩ ٤ / ٦ ع عبد العزيز الماجشون (*) :

حكى ابن أبي خيثمة (١) ، قال : كان الماجشون من أهل أصبهان ، فنزل المدينة ، ووقع بها ، فكان يلقى الناس ، فيقول لهم : جوني جوني (٢).

__________________

(*) الماجشون : فارسي ، أصله «ماهكون» ، يعني لونه كالقمر ـ فعرّبه أهل المدينة ، فقالوا : الماجشون. كذا في «التهذيب» ٦ / ٣٤٤ ، وإنما سمّي به لأن وجنتيه كانتا حمراوين ، فسمّي بالماهكون فشبّه وجنتاه بالقمر ، له ترجمة في «الطبقات» لخليفة ص ١٧٥ ، وفي «التاريخ الكبير» ٦ / ١٣ ، وفي «الجرح والتعديل» ٥ / ٣٨٦ ، وفي «المشاهير» لابن حبان ص ١٤١ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ١٢٤ ، وفيه عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، وفي «تاريخ بغداد» ١٠ / ٤٣٦ ـ ٤٣٩ ، وفي «تذكرة الحفاظ» ١ / ٢٢٢ ، وفي «الميزان» ٢ / ٦٢٩ ، وفي «التهذيب» ٦ / ٣٤٣ ، وفي «الأعلام» ٤ / ١٤٥.

(١) ابن أبي خيثمة : هو أبو بكر أحمد بن زهير بن حرب ، الحافظ الحجة الإمام ، صاحب «التاريخ الكبير» ـ ثقة ، متقن ، مات سنة ٢٧٩ ه‍. انظر «تذكرة الحفاظ» ٢ / ٥٩٦.

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٢٤ ، وجوني جوني ، هكذا جاء في النسختين الخطيتين ، وهي كلمة فارسية «معناها» : كيف أنت؟ ويحتمل أن يكون بالخاء المعجمة : «خوبي خوبي» ، يعني : أنت طيب ، والله أعلم.


٦٠ ٤ / ٧ ع عبد العزيز الدّراوردي (*) :

ذكر الطبراني عن أحمد بن رشدين ، قال : سمعت أحمد بن صالح يقول : كان الدّراوردي من أهل أصبهان ، نزل بالمدينة ، فكان يقول للرجل إذا أراد أن يدخل ، قال : أندرون (١). فلقّبه أهل المدينة الدراوردي (٢).

__________________

(*) الدراوردي ـ بفتح الدال والراء ، وسكون الألف ، وفتح الواو ـ : وهو عبد العزيز بن محمد بن عبيد أبو محمد. له ترجمة في «طبقات خليفة» ٢٧٦ ، وفي «التاريخ الكبير» ٦ / ٢٥ ، وفي «الجرح والتعديل» ٥ / ٣٩٥ ، وفي «المشاهير» ص ١٤٢ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ١٢٥ ، وفي «معجم البلدان» ٢ / ٤٤٧ ، وفي «اللباب» ١ / ٤٩٦ ، وفي «تذكرة الحفاظ» ١ / ٢٦٩ ، «والميزان» ٢ / ٦٣٣ ، وفي «التهذيب» ٦ / ٣٥٣. وفي تاريخ وفاته أقوال.

(١) في النسختين : «أندرود» ، وعند أبي نعيم ٢ / ١٢٥ ، وفي «التهذيب» ٦ / ٣٥٣ «أندرون» هذا أقرب إلى الصواب ، ومعناه «تفضل» للداخل.

(٢) كذا في المصادر السابقة ، وفي وجه تلقيبه بهذا اللقب أقوال أخرى ، انظر مصادر ترجمته.


٦١ ٤ / ٨ ع جرير بن عبد الحميد (*) :

حدّثنا محمد بن أحمد بن يزيد ، قال : ثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، قال : ثنا محمد بن عمرو عن جرير ، قال : ولدت في آبة (١) ، من قرية أصبهان.

__________________

(*) لجرير ترجمة في «الطبقات الكبرى» لابن سعد ٧ / ٣٨١ ، وفي «التاريخ الكبير» ٢ / ٢١٤ ، وفي «الجرح والتعديل» ٢ / ٥٠٥ ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥٠ ، وفي «تاريخ بغداد» ٧ / ٢٥٣ ـ ٢٦١ ، وفي «تذكرة الحفاظ» ١ / ٢٧١ ، وفي «الميزان» ١ / ٣٩٤ ، وفي «غاية النهاية» ١ / ١٩٠ ، وفي «التهذيب» ٢ / ٧٥ ـ ٧٧ ، وفي «الأعلام» ٢ / ١١.

(١) في أ ـ ه ، «آية» وهو تصحيف والصواب ما أثبته من الأصل كما ضبطه ياقوت فقال : «آبة» بالباء الموحدة : قرية من قرى أصبهان.

انظر «معجم البلدان» ١ / ٥٠ ، وكذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥٠.


٦٢ ٤ / ٩ س فق القاسم بن (أبى) (١) أيوب (*) :

أصبهاني ، لقي سعيد بن جبير ، (وروى عنه) (٢) شعبة بن الحجاج ، قال : أخبرني القاسم بن أبي ايوب قال : كان سعيد بن جبير عندنا في قريتنا بأصبهان سنتين وكان معه غلام مجوسي يخدمه وكان يأتيه المصحف بعلاقته (٣)(٤).

__________________

(*) للقاسم ترجمة في «الطبقات» لابن سعد ٧ / ٣١١ ، وفيه أنّه كان ثقة قليل الحديث ، وفي «التاريخ الكبير» ٧ / ١٦٨ ، وفي «الجرح والتعديل» ٧ / ١٠٧ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ١٥٩ ، وفي «الميزان» ٣ / ٣٦٩ ، وفي «التهذيب» ٨ / ٣٠٩ ، وقد نسبه أبو نعيم ، فقال : القاسم بن أبي أيوب ، وهو ابن بهرام ، والصواب أن ابن بهرام غير القاسم بن أبي أيوب. الأوّل ضعيف ، والثاني ثقة ، وأشار ابن حجر في «التهذيب» إلى خطأ أبي نعيم في هذا القول. انظر «التهذيب» ٨ / ٣٠٩.

(١) بين الحاجزين سقط من الأصل ، استدركته من مصادر ترجمته ، ومن السندين التاليين أيضا.

(٢) بين الحاجزين من «أخبار أصبهان» ٢ / ١٥٩.

(٣) في المصدر السابق : «في غلافه».

(٤) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٥٩.

تراجم الرواة :

هو الفضل بن حباب الجمحيّ ، وكان مسند عصره في الحديث بالبصرة ، وقال الذهبي : «الإمام الثقة ، محدث البصرة». توفي سنة خمس وثلاثمائة. انظر «تذكرة الحفاظ» ٢ / ٦٧٠ ، «وأخبار أصبهان» ٢ / ١٥١.

هو علي بن عبد الله بن جعفر أبو الحسن بن المديني البصري ، صاحب التصانيف ، ثقة ، ثبت توفي سنة ٢٣٤ ه‍. انظر «التهذيب» ٧ / ٣٤٩ ، «والتقريب» ص ٢٤٧.

هو يزيد بن هارون بن زاذان.

ابو خالد الواسطي السلمي : ثقة ، متقن. تقدم في ت ٤٥. ـ


ثنا أبو خليفة ، قال : ثنا علي بن المديني ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : ثنا أصبغ بن زيد ، عن القاسم بن أبي أيوب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قصة القنوت بطوله.

__________________

ـ هو أصبغ بن زيد بن علي الجهني ، مولاهم أبو عبد الله الواسطي الوراق. وثقه ابن معين ، وأبو داود ، والدارقطني ، وقال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. مات سنة ١٥٧ ه‍. قال الذهبي في «الكاشف» ١ / ١٣٦ : صدوق ، وقال ابن حجر : صدوق ، يغرب. انظر «التهذيب» ١ / ٣٦١ ، «والتقريب» ص ٣٨. وسعيد بن جبير : تقدم بترجمة ٢٢ ، رجاله ثقات.

تخريجه :

فقد أخرج الدارقطني في «سننه» روايتين عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، إحداهما مرفوعا ولفظها : «قال : ما زال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقنت حتى فارق الدنيا» ، وقال الدارقطني : وخالفه ـ أي خالف أبان بن تغلب عن سعيد ـ إبراهيم بن أبي حرة ، عن سعيد.

والأخرى موقوفة على ابن عباس ، وفيها ضعف ؛ لأن في سنده عبد الله بن ميسرة أبو ليلى.

ضعّفه العلماء. انظر «الميزان» ٢ / ٥١١.

والرواية المرفوعة أيضا ضعيفة بالسند المذكور ، لأن فيه محمد بن مصبح ، وهو يروي عن أبيه. قال العظيم آبادي : كلاهما مجهولان. انظر «التعليق المغني على الدارقطني» بذيل «السنن» ٢ / ٤١.

وأيضا ذكر الذهبي تحت ترجمة أصبغ بن زيد. وقال : هو راوي حديث القنوت بطوله ، انظر «الميزان» ١ / ٢٧٠.

ورجال أبي الشيخ ثقات ، سوى أصبغ بن زيد ، وقد وثّقه جماعة كما ذكرت الأقوال في ترجمته.

وذكر الزيلعي في «نصب الراية» ٢ / ١٢٤ رواية عن ابن عباس في القنوت قبل الركوع ، وقال : أخرجه أبو نعيم في «الحلية» ، وهو في ٥ / ٦٢ ، ولكن عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ابن عباس ، قال : «أوتر النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بثلاث ، فقنت قبل الركوع». وقال أبو نعيم : غريب من حديث حبيب.

وأخرج «البيهقي» في «السنن الكبرى» ٢ / ٢١٤ ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أنّ القنوت في صلاة الصبح بدعة ، فإنّه لا يصحّ ، وأبو ليلى الكوفي متروك ـ وهو عبد الله بن ميسرة.


٦٣ ٤ / ١٠ ت ـ س ـ ق ـ محمد بن عبد الوهاب القنّاد (*)(١) :

كان أصله من أصبهان. كتب إلينا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا هارون ابن إسحاق ، قال : ثنا محمد بن عبد الوهاب القنّاد ، وكان من أفضل الناس ، وكان أصله من أصبهان ، يكنى أبا يحيى ، مات سنة اثنتي عشرة ومائتين (٢).

__________________

(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» ١ / ١٦٨ ، وفي «الجرح والتعديل» ٨ / ١٢ ، وفي «المشاهير» ص ١٧٤ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٧ ، وفي «التهذيب» ٩ / ٣٢٠ ـ ٣٢١ ، «والتقريب» ص ٣٠٩. وفيه : ثقة عابد.

(١) القناد : بالقاف والنون. انظر «التقريب» ص ٣٠٩ ، وهذا يقال لصاحب قوالب السكر ، ولذا يقال له : السكري أيضا ، والقند : لغة فارسية عبارة عن قالب السكر.

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٧ ، «والتهذيب» ٩ / ٣٢٠ ـ ٣٢١ ، «ومشاهير علماء الأمصار» ص ١٧٤ ، «والتاريخ الكبير» للبخاري ١ / ١٦٨.


٦٤ ٤ / ١١ خ ـ ت ـ س ـ ق (محمد (١) بن الصّلت) (*) :

قال محمد بن إسحاق :

وثنا الجوهري ، قال : محمد بن الصلت يكنى أبا جعفر كان أصبهانيا ، فصار إلى الكوفة فنزلها ، ومات سنة ثلاث عشرة ومائتين (٢).

__________________

(*) له ترجمة في «الطبقات» ٦ / ٤٠٩ لابن سعد ، وفي «التاريخ الكبير» ١ / ١١٨ ، وفي «الجرح والتعديل» ٧ / ٢٨٨ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٨ ، وفي «التهذيب» ٩ / ٢٣٢. وكان ثقة.

(١) العنوان بين القوسين من أ ـ ه.

(٢) «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٨ ، وفي سنة وفاته أقوال. قيل : مات سنة ٢١٨ و ٢١٩ و ٢٢٢ ه‍. والله أعلم.

انظر «التهذيب» ٩ / ٢٣٣.


٦٥ ٤ / ١٢ د ـ ق حميد بن وهب أبو وهب (*) :

روى عنه عامر بن إبراهيم ، يروي عن إسماعيل بن أبي خالد ، وهشام بن عروة.

(٧٥) حدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر ، عن عمه ، عن أبيه ، قال : ثنا حميد بن وهب أبو وهب ، قال : ثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي جحيفة ، قال : رأيت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وكان الحسن بن علي يشبهه ـ وقال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إنّ ابني هذا سيّد ، ومن أحبّني فليحبّ هذا في حجري».

__________________

(*) لحميد ترجمة في «التارخ الكبير «٢ / ٣٥٩ ، وفيه : منكر الحديث ، وفي «المجروحين» ١ / ٢٦٢ ، وفيه : أنه ممن خطى ، ولا يحتج به إذا انفرد ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٩١ ، وفي «الميزاان» ١ / ٦١٧ ، وفيه : أنه مقل صويلح ، وفي «التهذيب» ٣ / ٥٢.

تراجم الرواة :

محمد وعمه ، وهو محمد بن عامر. صرح به أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٥٧ ، وأبوه عامر ، تقدموا في ت ٥٦ ح ٧٤.

حميد : وهو لين الحديث كما قال الحافظ ، وعند البخاري منكر الحديث. انظر مصادر ترجمته تجد الأقوال فيه.

إسماعيل : هو الأحمسى مولاهم من رجال الجماعة. ثقة ، حجة. مات سنة ١٤١٦ هـ. انظر «التهذيب» ١ / ٢٩١.

أبو جحيفة : اسمه وهب بن عبدالله السوائي ، صحابي معروف ، ومشهور بكنيته ، وصحب عليا ، ومات سنة ٧٤ هـ. انظر «التقريب» ص ٣٧٢.

تخريجه :

في سنده حميد بن وهب ، وهو لين الحديث ، وقال ابن حبان : لا يحتج به إذا انفرد ـ


وحدثنا ابن عامر ، عن عمه ، عن أبيه ، قال : ثنا حميد بن وهب ، قال : ثنا مسعر بن كدام ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرحمن السلمي (١) أن حذيفة بن اليمان خطب يوم الجمعة ، فقال : اقتربت الساعة وانشق القمر ألا أنّ الساعة اقتربت ، وأنّ القمر قد انشقّ ، اليوم المضمار وغدا السباق ، والسابق من سبق إلى الجنة (٢) ، والغاية النار. قال : فقلت لأبي : يا

__________________

ـ وأخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٩١ به مثله ، ولم أجده بهذا السياق عند غيره ، وقى أخرج الترمذي في «سننه» ٥ / ٣٢٥ الجزء الأول من الحديث من طريق إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي جحيفة مرفوعا ، وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وفي الباب عن أبي بكر الصديق ، وابن عباس ، وابن الزبير ، وأخرجه ـ أيضا ـ أحمد في «مستدركه» ٣ / ١٦٨ ، عن أبي جحيفة مرفوها مثله ، وقال : هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، وأقره الذهبي في «التلخيص بذيل المستدرك». وقد ورد كون الحسن شبيها بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أنس ، وأبي بكر في «الصحيحين» وغيرهما. انظر «صحيح البخاري» ٨ / ٩٦ ـ ٩٩ مع الفتح ، «وصحيح مسلم» ١٥ / ١٩٢ مع النووي.

أما الجزء الثاني ، فلم أجد بسياقه ، ولكن كونه سيدا ومحبوبا للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد ثبت في «الصحيحين» ، وغيرهما من السنن والمسانيد.

انظر «صحيح البخاري» ٨ / ٩٦ ، «وصحيح مسلم «مسلم» ١٥ / ١٩٢ ، وأبو داود الطيالسي في «مسنده» ٢ / ١٩٣ مع «منحة المعبود» ، والترمذي في «سننه» ٥ / ٣٢٣ ، وقال بعد ذكره الحديث : حديث حسن صحيح ، وجاء في «المستدرك» بسند صحيح ٣ / ١٦٩ ، هن أبي هريرة مرفوها أن الحسن سيد ، وصححه الذهبي في «التلخيص» أيضا ، واخرج الطيالسي في «مسنده» ٢ / ١٩٣ مع «المنحة» ، عن البراء أنه قال : «رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واضعا الحسن عن عاتقه ، فقال : «من أحبني فليحبه». وهو في «صحيح البخاري» كما ذك صحيحه رت ، ولكن بلفظ «اللهم أني أحبه فاحبه». انظر ٨ / ٩٦. وزاد مسلم في «صحيحه» ١٥ / ١٩٢ : «واحبب من يحبه».

وقد جمع ابن كثير في «البداية» ٩ / ٣٣ معظم الروايات الواردة في فضل الحسن بن علي. راجع الصفحة المذكورة وما بعدها.

(١) في «الحلية» لأبي نعيم ١ / ٢٨١ ، بزيادة : قال : انطلقت إلى الجمعة مع أبي بالمدائن ، وبيننا وبينها فرسخ ، وحذيفة اليمان على المدائن ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : اقتربت ... الخ.

(٢) في «تفسير ابن كثير» ٤ / ٢٦١ من طريق ابن جرير «ألا وإنّ الغاية النار ، والسابق من سبق إلى الجنة».


أبة ، تجري الخيل غدا؟ قال : لا يا بني ولكن يقول : تعملون اليوم وتجزون غدا (١).

__________________

(١) أخرجه أبو نعيم في المصدر السابق بسنده إلى عطاء بن السائب ، ومنه إلى آخر السند به إلى قوله : «والسابق من سبق إلى الجنة» ، ثم قال أبو نعيم : رواه جماعة عن عطاء مثله ، وذكر السيوطي في «الدر المنثور» ٦ / ١٣٤ ، وقال : أخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وعبد الله ابن أحمد في «زوائد الزهد» ، وابن جرير ، وابن مردويه ، وأبو نعيم ، عن أبي عبد الرحمن السّلمي ، قال : خطبنا حذيفة بن اليمان بالمدائن ـ الحديث ، مع اختلاف يسير في اللفظ ، وإلى قوله : اليوم المضمار ، وغدا السباق ، وأورد ابن كثير في «تفسيره» ٤ / ٢٦١ من طريق ابن جرير بإسناده إلى عطاء ، ومنه إلى آخر السند به عن أبي عبد الرحمن السلمي ، قال : نزلنا المدائن ، فكنّا منها على فرسخ ، فجاءت الجمعة ، فحضر أبي ، وحضرت معه ، فخطبنا حذيفة ، فقال : ألا إنّ الله يقول : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ). ألا وإنّ الساعة قد اقتربت ، ألا وإنّ القمر قد انشق ، ألا وإنّ الدنيا قد آذنت بفراق ، ألا وإنّ اليوم المضمار وغدا السباق. فقلت لأبي : أيستبق الناس غدا؟ فقال : يا بنيّ ، إنّك لجاهل ، إنّما هو السباق بالأعمال ، ثم جاءت الجمعة الأخرى ، فحضرنا ، فخطب ، وفيه : ألا إنّ اليوم المضمار وغدا السباق ، وألا وإنّ الغاية النّار ، والسابق من سبق إلى الجنّة.

وأخرجه ابن جرير في «تفسيره» ٢٧ / ٨٦ بطرق ثلاثة بألفاظ متقاربة ، وفي طريق بلفظ : قد اقتربت الساعة وانشق القمر مرتين. اليوم المضمار وغدا السباق ، والسابق من سبق إلى الجنة ، والغاية النار ، قال : فقلت لأبي : غدا السباق؟ قال : فأخبره.


٦٦ ٤ / ١٣ حجر : رجل من أصبهان (*) :

يحدّث عنه عمارة بن أبي حفصة. حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن علي الخزاعي ، قال : ثنا حفص بن عمر الحوضي ، قال : ثنا شعبة (١) ، عن عمارة بن أبي حفصة ، قال : سمعت رجلا يقال له : حجر يحدّث بأصبهان ، يقول : سمعت سعيد بن جبير في هذه الآية (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ)(٢). قال: الشهداء ثنية الله (٣) حول العرش متقلدي السيوف.

__________________

(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» ٣ / ٧٣ ، وأشار إلى الحديث المذكور عنه ، وفي «الجرح والتعديل» ٣ / ٢٦٧ ، وفيه عن أبي زرعة لا أعرفه.

وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٨٦ ، وفيه حجر بن أبي العنبس الأصبهاني يعرف بالهجري.

(١) هو شعبة بن الحجاج. تقدم في ت ٢٢.

(٢) سورة الزمر آية : ٦٨ ، وتمام الآية : (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ).

(٣) قال ابن الأثير في «النهاية» ١ / ٢٢٥ في قوله : (الشهداء ثنية الله .. الخ) : الذين استثناهم الله من الصعق الشهداء ، وهم الأحياء المرزوقون.

تخريجه :

أخرجه أبو نعيم في المصدر السابق به مثله من طريق أبي الشيخ ، ومن طريقه إلى شعبة ، ومنه بإسناده إلى آخر السند مثله ، وبسند آخر إلى شعبة ، ومنه به مثله. وذكره السيوطي في «الدر المنثور» ٥ / ٣٣٦ ، وقال : أخرج سعيد بن منصور ، وهناد ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن سعيد بن جبير في قوله : (إلا من شاء الله) ، قال : «هم الشهداء ، ثنية الله ، متقلدي السيوف حول العرش» كما أنه ذكر عن أبي هريرة أيضا أنّه قال : هم الشهداء ، ثنية الله تعالى ، وقال : أخرجه سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وذكر السيوطي أيضا ، عن أبي هريرة رواية مرفوعة أنه قال : سئل جبرائيل عليه‌السلام عن هذه الآية(فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ ...) الخ.

من الذين لم يشأ الله أن يصعقهم؟ قال : هم الشهداء ، مقلدون بأسيافهم حول عرشه ، تتلقاهم ـ


رواه ابن أبي أيوب ، عن الحوضي ، فقال : رجل من أهل أصبهان ، وكذا آل سليمان بن حرب.

__________________

ـ الملائكة عليهم‌السلام ... الحديث.

وقال السيوطي : أخرجه أبو يعلى ، والدارقطني في «الأفراد» وابن المنذر ، والحاكم ، وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في البعث ، ولم أجده في تفسير سورة الزمر في «مستدرك» الحاكم.

وذكره ابن كثير من طريق أبي يعلى بإسناده مرفوعا عن أبي هريرة ، وقال : رجاله كلهم ثقات إلا شيخ إسماعيل بن عياش ، فإنه غير معروف ، والله تعالى سبحانه أعلم.

وذكره ابن حجر في «المطالب العالية» ٣ / ٣٦٥ ـ ٣٦٦ عن أبي هريرة مرفوعا كما مرّ ، وقال : لأبي يعلى ، ولم يذكره الهيثمي في تفسير سورة الزمر في «المجمع».

وذكر البخاري في «التاريخ الكبير» ٣ / ٧٣ حديث حجر عن سعيد بن جبير ، وسكت عنه.

وأخرج ابن جرير في «تفسيره» ٢٤ / ٣٠ بإسناده قول سعيد بن جبير المذكور بلفظه ، إلّا أن فيه متقلدين بالسيوف ، ثم ذكر ابن جرير أنّه قال آخرون : أعني بالاستثناء في الفزع : الشهداء ، وفي الصعق : جبريل ، وملك الموت ، وحملة العرش ، وذكر بإسناده رواية مرفوعة في ذلك ، وقال : هذا القول الذي روي في ذلك عن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أولى بالصحة ؛ لأنّ الصعقة في هذا الموضع : الموت ، والشهداء. وإن كانوا أحياء كما أخبر الله ـ فإنّهم ذاقوا الموت.

رجاله ثقات سوى حجر ، وقد ذكره أبو الشيخ وأبو نعيم وسكتا عنه.


٦٧ ٤ / ١٤ س خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة (*) :

روى عنه عامر (١) ، والحسين بن حفص. (ذكر أنه كان يقدم من قمّ (٢) إلى البلد ، وكان خراج قمّ (٣) حينئذ إلى البلد ، وسمع منه عامر ، والحسين بن حفص) (٤) وحكي أنّ أبا حاتم (٥) كتب إلى بعض إخوانه : مهما وقع عندكم من حديث الخطاب بن جعفر فاجمعوه لي ، وخذوا إليّ به إجازة (٦).

ومما كتبنا من حديثه. حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثني محمد بن عامر ، قال : ثني أبي ، قال : ثنا خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله تعالى : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) ، (قال : نعمتي على (٧) قريش) (٨)(إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ). قال : يشتون بمكة ، ويصيفون بالطائف. (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠٤ ، وفيه أنه حدث عن أبيه ، وعن السّدي ، وعطاء بن السائب ، وغيرهم ، وفي «التقريب» ص ٩٢ ، وفيه «أنه صدوق» ، وفي «التهذيب» ٣ / ١٤٥.

(١) هو عامر بن إبراهيم الأصبهاني. تقدم قريبا.

(٢) تقدم تحديده.

(٣) في الأصل : بزيادة «كان» ، وهو حشو ، فلذا حذفته.

(٤) ما بين الحاجزين من الأصل ، ليس في أ ـ ه.

(٥) هو محمد بن إدريس الرّازي. سيأتي بترجمة ٢٩٠.

(٦) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠٤ ، «والتهذيب» ٣ / ١٤٥.

(٧) في الأصل : عليه ، والتصحيح من «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠٤ ، وفيه زيادة.

(٨) بين الحاجزين من الأصل.


جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)(١) قال : من الجذام (٢).

قال محمد بن عامر : سمع الشاذكوني هذا الحديث من أبي.

(٧٦) حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا عبد الله بن داود ، قال : ثنا حسين بن حفص ، قال : ثنا خطاب بن جعفر ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، كان رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يطوف بنخل من نخل المدينة ، فجعل الناس يقولون : فيها صاع ، فيها وسق ، يحزرون ، فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «فيها كذا وكذا». فقالوا : صدق الله ورسوله.

__________________

(١) سورة قريش.

(٢) أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠٤ به مثله عن محمد بن عامر إلى آخر السند ، وذكر في «التهذيب» ٣ / ١٤٥ تحت ترجمة خطاب ابن جعفر أنّ له في «تفسير النسائي» حديثا واحدا في تفسير قوله تعالى : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ).

وذكره السيوطي في «الدر المنثور» ٦ / ٣٩٧ ، وقال : أخرجه ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والضياء في «المختارة». عن ابن عباس مثله ، كما ذكر عن الضحاك في تفسير(آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) قال : من الجذام ، وقال السيوطي : أخرجه الفريايي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وورد عن مجاهد في تفسير(آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) : من كل عدو في حرمهم ، وأخرج هذا ابن جرير ، والفريابي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه. انظر «تفسير ابن جرير» ٣٠ / ٣٠٦ ، فقد أخرج كما ذكره السيوطي من طريق خطاب بن جعفر بإسناده إلى ابن عباس في تفسيره قوله : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) وتفسير قوله : (وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) مثله ، كما أنه أخرج بإسناده عن مجاهد في قوله : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) ، قال : نعمتي على قريش ، وبطريق آخر عن مجاهد مثله ، وعنه في قوله : (وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ). قال : من كلّ عدو في حرمهم ، وكذا ذكر بإسناده ، عن قتادة ، وابن زيد نحوه.

وفسر «الخوف» بالجذام ، كما فسره ابن عباس ، وسفيان ، والضحاك ، ووكيع. كذا ذكر ابن جرير ، ثم قال : الصواب من القول في ذلك أن يقال : إنّ الله تعالى ذكره ، وأخبر أنّه آمنهم من خوف. والعدو مخوف منه ، والجذام مخوف منه ، ولم يخصّص الله الخبر عن أنه آمنهم من العدو دون الجذام ، ولا العكس ، والصواب أن يعمّ كما عمّ جل ثناؤه ، فيقال : آمنهم من المعنيين. انظر «تفسير ابن جرير» ٣٠ / ٣٠٩.

تراجم الرواة : هو محمد بن يحيى بن مندة. تقدم في ت ١٠ ، وهو ثقة حافظ.

عبد الله بن داود العابد المعروف بسنديلة. سيأتي بترجمة ٢٠٢ وكان من المتعبدين ، خيّرا فاضلا. ـ


فقال : «يا أيّها النّاس. إنّما أنا بشر. فما حدّثتكم به من عند الله ، فهو حقّ ، وما قلت فيه من قبل نفسي ، فإنّما أنا بشر أخطىء وأصيب» (١).

ثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا عبد الله بن داود ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا خطاب بن جعفر ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : من لعن صاحبه صعدت إلى السّماء ، ثم ترجع حتّى تقع على رأس الظالم (٢).

__________________

ـ حسين بن حفص بن الفضل : سيأتي بترجمة ٩٥ ، وهو صالح ، محله الصدق ، كما قاله أبو حاتم.

خطاب بن جعفر : هو المترجم له. صدوق. وأبوه جعفر بن أبي المغيرة دينار الخزاعي القمي ، صدوق ، له أوهام. تقدم بترجمة ٣٦.

وسعيد بن جبير أبو محمد. تقدم بترجمة ٢٢ ، وهو ثقة.

إسناده حسن.

(١) تخريجه :

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠٤ ـ ٣٠٥ بإسناده إلى الحسين بن حفص ، ومنه به كما هنا ، ومن طريق أبي الشيخ به مثله ، ولا بأس بسنده.

وقد أخرج مسلم في «صحيحه» ١٥ / ١١٦ ـ ١١٧ ، مع النووي ، باب وجوب امتثال ما قاله شرعا دون ما ذكره من معايش الدنيا على سبيل الرأي ، ما يؤيد معنى آخر الحديث من حديث طلحة ، ورافع بن خديج ، وأنس رضي‌الله‌عنهم.

(٢) إسناده حسن ، فقد أخرج أبو داود في «سننه» ٥ / ٢١٢ من حديث أبي العالية ، عن ابن عباس بلفظ : أن رجلا لعن الريح ، في رواية أن رجلا نازعته الريح رداءه على عهد النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فلعنها ، فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تلعنها ، فإنّها مأمورة ، وإنّه من لعن شيئا ليس له بأهل ، رجعت اللّعنة عليه». وأخرج الترمذي في «سننه» ٣ / ٢٣٦ ، عن ابن عباس مثل رواية أبي داود ، وقال : هذا حديث حسن غريب ، لا نعرف أحدا أسنده غير بشر بن عمر ، وأخرج أبو داود أيضا ٥ / ٢١٠ عن أم الدرداء ، قالت : سمعت أبا الدرداء يقول : قال رسول الله : ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «إنّ العبد إذا لعن شيئا صعدت اللّعنة إلى السّماء ، فتغلق أبواب السّماء دونها ، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ، ثم تأخذ يمينا وشمالا ، فإذا لم تجد مساغا ، رجعت إلى الذي لعن ، فإن كان لذلك أهلا ، وإلّا رجعت إلى قائلها» ، وأخرج أحمد في «مسنده» ١ / ٤٠٨ و ٤٢٥ عن ابن مسعود مرفوعا بما يؤيد معناه.


ثنا محمد بن يحيى ، قال : ثني عبد الله ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا خطاب بن جعفر ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ)(١) ، قال : بحساب ومنازل ، وفي (النَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ)(١) قال : النّجم : ما ليس له ساق ، والشجر كل شيء له ساق (٢)(٣).

ثنا محمد ، قال : ثني عبد الله ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا خطاب ،

__________________

(١) سورة الرحمن ـ آية ٤ ، ٥.

(١) سورة الرحمن ـ آية ٤ ، ٥.

(٢) سقطت هذه العبارة التي بين الحاجزين من أ ـ ه.

(٣) إسناده حسن ، فقد أخرجه ابن جرير في «تفسيره» ٢٧ / ١١٥ و ١١٧ بإسناده عن ابن عباس بلفظ بحساب ومنازل يرسلان ، وفي رواية يجريان بعدد وحساب ، وأخرج أيضا من قول أبي مالك ، قال : بحساب ومنازل ، وقوله : (النَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) ذكر ابن جرير عن سفيان ، وسعيد ، والسدي ، أن النّجم ما نجم من الأرض ، وليس له ساق ، وورد عن مجاهد ، وقتادة قالا : النّجم : نجم السماء ، ولكن الأولى بالصواب : القول الأول ، وأيضا ذكر السيوطي في «الدر المنثور» ٦ / ١٤٠ في قوله (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ) قول ابن عباس : «بحساب ومنازل يرسلان» ، وقال : أخرجه الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم ، وصححه في «مستدركه» ٢ / ٤٧٤ ، ووافقه الذهبي.

وفي قوله : (النَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) قال ابن عباس : (النجم ما انبسط على الأرض ، والشجر ما كان على ساق) وقال السيوطي : أخرجه ابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ في «العظمة» ، عن أبي رزين ، والحاكم ، وصححه عن ابن عباس ، وقال : وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير مثله ، وكذلك أخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ عن أبي رزين في قوله : (النَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) قال : النجم : ما ذهب فرشا على الأرض ، ليس له ساق ، والشجر : ما كان له ساق «يسجدان» ، قال : ظلهما سجودهما.

وأخرج الحاكم قول ابن عباس في قوله : (النَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) قال : النجم : ما أنجمت الأرض ، والشجر ما كان على ساق ، وقال صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ، وقال الذهبي : المنهال بن خليفة ضعفه ابن معين ، انظر «المستدرك» ٢ / ٤٧٤ ، وبذيله «التلخيص» للذهبي.

قال ابن جرير في تفسيره ٢٧ / ١١٧ : اختلف أهل التأويل في معنى النّجم بعد اجتماعهم على أن الشجر ما قام على ساق ، ثم قال : أولى في ذلك بالصواب : قول من قال : النجم ما نجم من الأرض من نبت ، لعطف الشجر عليه ، فكأنّ معناه : ما قام على ساق وما لا يقوم على ساق يسجدان لله ، ثم ذكر رواية عن أبي رزين ، وسعيد أن سجودهما ظلهما. والله أعلم.


عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، قال : سألت ابن عباس عن (العاديات) ، فقال : الخيل تصبح : (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) قال : لكفور (١)(٢).

ثنا محمد بن أحمد (٢) الزهري ، قال : ثنا الحسن بن عطاء ، قال : ثنا عامر بن إبراهيم ، قال : ثنا الخطاب ، قال : ثنا السّدي وحدثنا محمد ، قال : ثني عبد الله ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا خطاب ، عن السّدي ، قال : (ن وَالْقَلَمِ). قال : نون السّمكة التي عليها الأرضين ، والقلم : الذي خلقه الله

__________________

(١) في النسختين : «لفخور» ، ولم تذكر كتب اللغة أن الكنود يأتي بمعنى الفخور ، ولم أجد رواية في كتب التفسير بهذا المعنى ، لا عن ابن عباس ، ولا عن غيره ، إنّما الوارد عن ابن عباس ما أثبته في المتن وصحّحته.

(٢) أخرجه الحاكم في «المستدرك» ٢ / ٥٣٣ من طريق مجاهد ، عن ابن عباس ، وقال الذهبي : إنه على شرطهما. وفي «الدر المنثور» ٦ / ٣٨٤ ، وأخرج عبد بن حميد ، والحاكم ، وصححه ، وقد مر ذكره ، وجاء في تفسير العاديات قول آخر : أنّه الإبل ، وذكر ابن كثير هذه الرواية في تفسيرها ـ أي تفسير الآية ـ عن ابن أبي حاتم بإسناده ، عن إبراهيم ، عن عبد الله ، قال : العاديات : الإبل ، وقال علي : هي الإبل ، وقال ابن عباس : هي الخيل ، فبلغ عليا قول ابن عباس ، فقال : ما كانت لنا خيل يوم بدر. قال ابن عباس إنّما كان ذلك في سرية بعثت ، وذكر ابن كثير أيضا رواية أخرى من طريق ابن أبي حاتم ، وابن جرير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس حدّثه قال : بينا أنا في الحجر جالسا جاءني رجل فسألني عن العاديات ضبحا ، فقلت له : الخيل حين تغير في سبيل الله ... الحديث. ثم ذكر ابن كثير أنّه قال بقول عليّ : إنها الإبل جماعة ، منهم : إبراهيم ، وعبيد بن عمير ، وقال بقول ابن عباس : إنها الخيل جماعة ، منهم : مجاهد ، وعكرمة ، وعطاء ، وقتادة ، والضحاك ، واختاره ابن جرير ، وقال : الصواب : إنها الخيل حين تصبح. انظر «تفسير ابن جرير» ٣٠ / ٢٧٣ ، حيث قال : وأولى القولين عندي بالصواب ، قول من قال : عني بالعاديات الخيل ، وذلك أن الإبل لا تضبح.

وذكر ابن كثير أيضا في تفسير قوله : (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) لكنود : جحود ، وقال : قال ابن عباس ، ومجاهد ، وإبراهيم النخعي ، وأبو الجوزاء ، وأبو العالية ، وأبو الضحى ، وسعيد ابن جبير ، ومحمد بن قيس ، والضحاك ، والحسن ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، وابن زيد : الكنود : الكفور. انظر «تفسير ابن كثير» ٤ / ٥٤١ و ٥٤٢ ، وقد ذكر أقوالهم ابن جرير مسندة في «تفسيره» ٣٠ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨ ، ثم ذكر رواية مرفوعة بإسناده من حديث أبي أمامة قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : («إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) قال : «لكفور ، الذي يأكل وحده ، ويضرب عبده ويمنع رفده.


بيده. قال السدي : وقال القلم : ما أكتب؟ قال : أكتب القدر (١).

ثنا محمد بن يحيى ، قال : ثني عبد الله ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا خطاب ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، قال : جاء رجل إلى ابن عباس ، فسأله عن قول الله : (اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ)(٢) ما هو؟ فسكت عنه ابن عباس ، حتى إذا وقف الناس ، قال له الرجل : ما يمنعك أن تجيبني؟ قال : وما يؤمنك أن لو أخبرتك أن تكفر؟ قال : فأخبرني ، فأخبره ، تخريجه :

__________________

تخريجه :

(١) وذكر السيوطي في «الدر المنثور» ٦ / ٢٥٠ أن ابن مردويه أخرج عن ابن عباس ، قال : في (ن وَالْقَلَمِ) قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «النون : السمكة التي عليها قرار الأرضين ، والقلم : الذي خطّ به ربّنا عزوجل القدر خيره وشره ونفعه وضره» ، وأخرج ابن جرير في «تفسيره» ٢٩ / ١٤ ، وكذا ابن كثير في «تفسيره» ٤ / ٤٠٢ عن ابن عباس ، قال : إنّ أوّل ما خلق الله القلم ، فقال له : اكتب. فقال : وما ذا أكتب؟ قال : اكتب القدر ، فجرى بما يكون .. إلى قوله : «ثم خلق النون ، ورفع بخار الماء ، ففتقت منه السماء ، وبسطت الأرض على ظهر النون ، فمادت الأرض ، فأثبتت بالجبال ، فإنها لتفخر على الأرض».

وقد أخرج الرواية المذكورة عن ابن عباس ـ كما ذكر السيوطي في «الدر» ٦ / ٢٤٩ ـ عبد الرزاق ، والفريابي ، وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ـ وقد تقدم ـ وابن المنذر ، وابن مردويه ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ في «العظمة» ، والحاكم في «المستدرك» ٢ / ٤٩٨ ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي عليه ، والبيهقي في «الأسماء والصفات» والخطيب في «تاريخ بغداد» ١٣ / ٤٠ ، وأيضا في «المختارة» قلت : إنّ حديث : «أوّل ما خلق الله القلم فقال : اكتب فقال ما أكتب؟ قال : القدر ... إلخ». أخرجه أبو داود الطيالسي في «مسنده» ٢ / ٧٩ عن عبادة بن الصامت مرفوعا بلفظ : «إنّي سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : إنّ أوّل ما خلق الله القلم ، فقال : اكتب ، فقال : يا رب ما أكتب؟ قال : اكتب القدر ، وما كان ، وما هو كائن إلى الأبد».

وأخرجه من طريقه ابن أبي حاتم ، والترمذي في «سننه» ٥ / ٩٦ ، وقال : حسن صحيح غريب ، وفيه عن ابن عباس وأخرجه أبو داود السجستاني في «سننه» ٥ / ٧٦ بإسناده عن عبادة ـ رضي‌الله‌عنه ـ مرفوعا ، وكذا أخرجه أحمد في «مسنده» ٥ / ٣١٧ من طرق ، عن الوليد بن عبادة عن أبيه مرفوعا.

(٢) سورة الطلاق ـ آية : ١٢. وتمام الآية : (يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً).


قال : سماء تحت أرض ، وأرض فوق سماء مطويات بعضها فوق بعض ، يدور الأمر بينهن ، كما يدور بهذا الكردنا (١) الذي عليه الغزل (٢).

ثنا محمد ، قال : ثني عبد الله ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا خطاب ابن جعفر ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير (يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ)(٣) قال : فالظاهر من العلم أن يوحي الله إلى الملائكة

__________________

(١) يبدو أنه المغزل.

(٢) ذكر السيوطي في «الدر المنثور» ٦ / ٢٣٨ الرواية المذكورة مع تفاوت في اللفظ من طريق سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس بلفظ : أنه قال له رجل : (اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ) فقال ابن عباس للرجل : ما يؤمنك أن أخبرك بها فتكفر؟ وكذا رواه ابن جرير في «تفسيره» ٢٨ / ١٥٣ ، وأيضا ابن كثير في «تفسيره» ٤ / ٣٧٥ من طريق عبد بن حميد ، وإسناده عن والد خطاب ـ جعفر ـ عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس كما هو عند ابن جرير من هذا الطريق ، وأخرج ابن جرير ٢٨ / ١٥٣ ، وابن أبي حاتم ، والحاكم في «المستدرك» ٢ / ٤٩٣ ، وصححه ووافقه الذهبي ، وكذا رواه البيهقي في «الشعب» ، وفي «الأسماء والصفات» ، كما ذكر السيوطي ، وابن كثير في «تفسيره» ٤ / ٣٨٥ ، وقال ابن كثير : روى البيهقي هذا الأثر ـ الذي سأذكره ـ عن ابن عباس في كتاب «الأسماء والصفات» ، وقال : إسناد هذا عن ابن عباس صحيح ، إلا أنّه شاذ ، لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعا ، ولفظه كما ذكره الحاكم في «المستدرك» ٢ / ٤٩٣ عن أبي الضحى ، عن ابن عباس : أنه قال : (اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ) قال : (سبع أرضين ، في كل أرض نبي كنبيكم ، وآدم كآدم ، ونوح كنوح ، وإبراهيم كإبراهيم ، وعيسى كعيسى) ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه ، ووافقه الذهبي.

ومن طريق آخر «قال : في كل أرض نحو إبراهيم ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرّجاه ، وأقره الذهبي أيضا ، وكذا أخرجه ابن جرير في «تفسيره» ٢٨ / ١٥٣ مثله.

وأخرج ابن جرير أيضا عن ابن عباس قوله : لو حدثتكم تفسير هذه الآية لكفرتم ، وكفركم : تكذيبكم بها.

وذكر الهيثمي في «المجمع» ٧ / ١٢٨ عن ابن عباس مرفوعا بلفظ (قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إن أوّل ما خلق الله القلم والحوت» ، فقال : ما أكتب؟ قال : كل شيء كان إلى يوم القيامة ، ثم قرأ(ن وَالْقَلَمِ). قال : رواه الطبراني ، وقال : لم يرفعه عن حماد بن زيد إلا مؤمّل بن إسماعيل ، قال : ـ أي الهيثمي ـ قلت : مؤمل ثقة ، كثير الخطأ ، وقد وثّقه ابن معين وغيره ، وضعّفه البخاري وغيره ، وبقية رجاله ثقات.

(٣) سورة الروم ـ آية : ٧.


بأمره في أهل الأرض ، فيوحي الله إلى الملائكة كوقع السلسلة على الصفا ، فإذا سمعوا ذلك ، لم يبق ملك في السموات إلّا خر ساجدا ، ويندب إبليس الشياطين كل ليلة ، فيقول : من يجيز السماء؟ فيندب مردة الشياطين ، ويوضع لهم شياطين على ممرهم ، ويقفن الشياطين من الأرض ، حتى يلظ في السماء بالمكان الذين كانوا قبل ذلك يسترقون فيه السمع ، فسمع الله (كلام) (١) الملائكة ما قد أوحى إليهم في خلقه ، فيتبعه الشهاب ، فيمر على الذين قد وضعوا في ممره ، فيقول سمعت كذا وكذا ، وليس له منتهى إلا البحر ، فإن أدركه الشهاب قبل ذلك حرقه ، وإن أدركه البحر أخبله ، فلا يعود إلى السماء بعد ذلك ، فقال سعيد : إنّ الشّهاب لا يخطئه على حال. قال : فيوحي أولئك الذين سمعوا إلى أوليائهم من الإنس ، فيصدقون بما أوحى الله إلى خلقه ، ويزيدون سبعين كذبة (٢).

__________________

(١) هكذا جاء في النسختين يبدو أن هذه الكلمة زائدة وبدونها يستقيم النص.

(٢) أخرج ابن جرير من طريق ابن حميد ، عن يعقوب القمّي ، عن جعفر ، عن سعيد في الآية المذكورة «يعلمون ظاهر» الخ.

قال : تسترق الشياطين السمع ، فيسمعون الكلمة التي قد نزلت ينبغي لها أن تكون في الأرض ، قال : ويرمون بالشهب ، فلا ينجو أن يحترق ، أو يصيبه شرر منه ، قال : فيسقط ، فلا يعود أبدا ، قال : ويرمي بذاك الذي سمع إلى أوليائه من الإنس ، قال : فيحملون عليه ألف كذبة. قال : فما رأيت الناس يقولون : يكون كذا وكذا. قال : فيجيء الصحيح منه كما يقولون الذي سمعوه من السماء ، ويعقبه من الكذب الذي يخوضون فيه» لم أجده بلفظ المؤلف.

انظر «تفسير ابن جرير» ٢١ / ٢٣. سورة الروم.


٦٨ ٤ / ١٥ ز عبد الله بن معاوية (*) :

ابن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، قدم أصبهان ، وغلب عليها أيام مروان بن محمد (١) ، وأقام (٢) بها ، وبنى بها ، وله ميدان بجرواآن (٣) يقال له : ميدان عبد الله بن معاوية ، ويقال : خرج بالكوفة في خلافة مروان ، فبعث إليه مروان جندا ، فلحق بأصبهان ، فغلب (٤) عليها ، وما زال يتنقل من موضع إلى

__________________

(*) له ترجمة في :

«تاريخ الطبري» ٩ / ٤٨ و ٥٢ و ٩٣ ـ ٩٥ ، وفي

«أخبار أصبهان» ٢ / ٤٢ ، وفي

«الأغاني» لأبي الفرج الأصبهاني ١١ / ٧١ ـ ٧٩ ،

«والمعارف» لابن قتيبة ص ٩٠ ،

«ومقاتل الطالبين» لأبي الفرج الأصبهاني ١٦١ ـ ١٦٩ ،

«والخطط» للمقريزي ٢ / ٣٥٣.

«وزهر الآداب» للحصري ١ / ١٢٤ ـ ١٢٦ ، وفي

«الكامل» لابن الأثير ٤ / ٢٨٤ ـ ٢٨٥ و ٣٠٦ ـ ٣٠٧.

«ولسان الميزان» لابن حجر ٣ / ٣٦٣ ـ ٣٦٤ ، وفي

«الأعلام» للزركلي ٤ / ٢٨٢ ـ ٢٨٣.

(١) هو مروان بن محمد بن مروان ، المعروف بالحمار ، بويع له سنة ١٢٧ ه‍ ، وقتل سنة ١٣٢ ه‍.

انظر «الكامل» ٤ / ٢٨٣ ، و ٣٣٠.

(٢) في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٢ ، «والأعلام» ٤ / ٢٨٢ سنة ثمان وعشرين ومائة. وانظر «مقاتل الطالبيين» ص ١٦٧ ، «وتاريخ الطبري» ٩ / ٩٣ «والكامل» ٤ / ٢٨٥ و ٣٠٦.

(٣) بالضّم ، ثم السكون ، وواو وألفين بينهما همزة ، وآخره نون ، محلّة كبيرة بأصبهان ، يقال لها بالعجمية : كرواءان. انظر «معجم البلدان» ٢ / ١٣٠.

(٤) انظر «تاريخ الطبري» ٩ / ٤٩ و ٩٣ ، «ولسان الميزان» ٣ / ٣٦٤ ، «والكامل» ٤ / ٢٨٥ و ٣٠٦ لابن الأثير.


موضع ، حتى لحق بخراسان ، وأبو مسلم (١) يدعو إلى ولد العباس ، فبلغه مكانه ، فحبسه في السجن ، حتى مات سنة إحدى وثلاثين ومائة (٢).

ومما حدث : ما حدثنا به الحسن بن محمد الدّاركي (٣) ، قال : ثنا أبو زرعة ، قال : ثنا محمد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جعفر ، قال : حدثني عمّي موسى بن جعفر ، عن صالح بن معاوية ، عن أخيه عبد الله بن معاوية ، عن أبيه معاوية (٤) بن عبد الله بن جعفر ، عن عبد الله بن جعفر (٥) ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه

__________________

(١) هو عبد الرحمن بن مسلم الخراساني. كان مولده بكرخ أصبهان ، وهو يعد مؤسس الدّولة العباسية.

قتله المنصور في آخر شعبان سنة سبع وثلاثين ومائة. انظر «الثقات» لابن حبان ٢ / ٣٢٥.

(٢) كذا أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٢ ، وذكر ابن الأثير في «الكامل» ٤ / ٣٠٧ غلبته ، وقتله في حوادث سنة ١٢٩ ه‍ ، وقال : قبره بهراه ، معروف يزار.

تراجم الرواة :

(٣) الحسن بن محمد الداركي : تقدم في ترجمة ١٢ ، وهو ثقة صدوق.

وأبو زرعة : هو عبيد الله بن عبد الكريم الرازي. ثقة ، من النقاد. تقدم في ت ٣ ح ٧.

محمد بن إسماعيل أبو القاسم : ذكره البخاري في «التاريخ الكبير» ١ / ٣٧ ، وقال : سمع عمه موسى بن جعفر.

وإسحاق بن جعفر ، وسفيان بن حمزة هو الهاشمي ، وفي «الجرح والتعديل» ٧ / ١٨٩ قال ابن أبي حاتم ، سألت عنه أبي ، فقال : «منكر الحديث ، يتكلمون فيه».

وموسى بن جعفر بن إبراهيم الجعفري ، قال العقيلي : في حديثه نظر. انظر «الميزان» ٤ / ٢٠١ ، «واللسان» ٦ / ١١٤.

صالح بن معاوية : لم أعثر له على ترجمة.

وعبد الله بن معاوية : هو المترجم له.

ذكر أبو الفرج في «الأغاني» ١١ / ٧١ ـ ٧٩ أنّه لم يكن محمود المذهب في دينه.

(٤) معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. قال العجلي : ثقة ، وذكره ابن حبان في «الثقات». انظر «التهذيب» ١٠ / ١١٢.

(٥) عبد الله بن جعفر : صحابي ، توفي سنة ثمانين ، وكان يوم توفي ابن تسعين سنة. المصدر السابق ٥ / ١٧٠ ـ ١٧١.


وسلم ـ : «عليّ أصلي ، وجعفر فرعي ، أو جعفر أصلي ، وعليّ فرعي» (١).

__________________

(١) في سنده محمد بن إسماعيل بن جعفر ، منكر الحديث كما قال أبو زرعة ، وكذلك موسى بن جعفر ، قال العقيلي : في حديثه نظر ، وكذلك عبد الله بن معاوية ، لم يكن محمود المذهب في دينه ، لاستيلاء من يتهم بالزندقة عليه ، فهو ضعيف بهذا ، بل يظهر أنه موضوع. والله أعلم. فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٣ بسنده ، ومن طريق شيخه أبي محمد بن حيان ، ويلتقيان في إسماعيل بن محمد ، وموسى بن جعفر من طريقهما مثله.

وذكره السيوطي في «الجامع الصغير» ٤ / ٣٥٦ مع «الفيض» ، وقال : رواه الطبراني ، والضياء ـ المقدسي ـ عن عبد الله بن جعفر ، وقال : ضعيف.

وذكر المناوي أن روايتهما من طريق محمد بن إسماعيل بن جعفر ، عن عمه موسى بن جعفر ، عن صالح بن معاوية ، عن أخيه عبد الله ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن جعفر ، وذكره الهيثمي في «المجمع» ٩ / ٢٧٣ ، وقال : رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفهم ، وقد عرفنا الضعاف في السند ، وفيه من لم أعرفه.


٦٩ ٤ / ١٦ أبو جعفر المنصور (*) :

عبد الله (١) بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب قدم أصبهان مع عبد الله بن معاوية ، وخرج منها إلى فارس (٢).

وحكى وشنة (٣) ، قال : كان أبو جعفر المنصور يجيء إلى عندنا إلى الحمام بيوان (٤) ، قال : فخرج أياما عن معسكر عبد الله بن معاوية قال : فرجع إلى العسكر ، وقد وضع الفأرة أدراصا (٥) في مخدته. قال : فتعجب ، فقال : هل ها هنا من يحسب؟ قالوا : نعم. قال : فحمل إليه يهودي (٦) يقال له ككية يحسب ، فقال : ما هذا؟ فقال : إنّ هذا لا يجوز إلّا لمن يملك

__________________

(*) أبو جعفر المنصور : له ترجمة في «تاريخ خليفة» ص ٤١٢ ، وفي «تاريخ اليعقوبي» ٣ / ١٠٠ ، وفي «تاريخ الأمم والملوك» ٩ / ٢٩٢ ـ ٣٢٢ ، وفي «مروج الذهب» ٢ / ١٨٠ ـ ١٩٤ ، وفي «الثقات» لابن حبان ٢ / ٣٢٤ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٣ ـ ٤٥ ، وفي «تاريخ بغداد» ١٠ / ٥٣ ، وفي «الكامل» لابن الأثير ٥ / ١٧٢ و ٦ / ٦ ، وفي «الأعلام» ٤ / ٢٥٩.

وفيه : أنه كان ولايته ٢٣ إلا ستة أيام ، وذكر لترجمته مصادر أخرى غير المذكور.

(١) عند أبي نعيم ٢ / ٤٣ : عبد الله بن محمد بن علي ، : ولعل أبا الشيخ نسبة إلى جده ، وما ذكره أبو نعيم هو الصحيح ، ويؤكد ما يأتي في السند الثاني صحة ما ذكره أبو نعيم.

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٢ و ٤٣.

(٣) في أ ـ ه : «رسته».

(٤) يوان : آخره نون ـ وأوله مفتوح : قرية على باب مدينة أصبهان. انظر «معجم البلدان» ٥ / ٤٥٢.

(٥) أدراصا : جمع الدّرص ، ويجمع على دروص ، والدرص : ولد الفأرة ، واليربوع ، والقنفذ ، والهرة ، والأرنب ، والكلبة ، والذئبة. انظر «القاموس» ٢ / ٣٠٢ ، «والمعجم الوسيط» ١ / ٢٧٩.

(٦) في الأصل : «يهوديا» والتصحيح من أ ـ ه.


الأرض ، فقال له : أخفه عني واسكت واتبعني إذا سمعت بي. قال : فخرج من ساعته إلى فارس ، وخاف أن يفشي ذلك ، فيسمع به عبد الله بن معاوية. قال : فلما كان من أمره ما كان ، وجعل له الخلافة خرج ككية إليه ، فأعطاه مالا ، فرجع ككية إلى البلد ، وكان يركب الحمر المصرية ، وقد حدّث المهدي عن أبيه المنصور (١).

(٧٨) ثنا أبو الحسن بن شنبوذ ، قال : ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا أبي ، عن محمد بن عبد الله بن علي بن عبد

__________________

(١) كذا ذكر أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٤ نقلا عن أبي الشيخ بلفظه.

تراجم الرواة :

أبو الحسن بن شنبوذ : هو محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت ، المعروف بابن شنبوذ ، مقرىء ، كثير الحديث ، من أهل بغداد ، نفاه ابن مقلة إلى المدائن. جال البلاد لطلب القراءات ، مع الثقة والخير والصلاح ، توفي سنة ٣٢٨ ه‍. انظر «تاريخ بغداد» ١ / ٢٨٠ و «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٦٠ و «غاية النهاية» ٢ / ٥٢ ـ ٥٦ ، و «معجم المؤلفين» ٨ / ٢٣٨.

وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة البتلهي الدمشقي ، عن أبيه ، له مناكير. قال أبو أحمد الحاكم : فيه نظر ، توفي سنة تسع وثمانين ومائتين. انظر «الميزان» ١ / ١٥١ ، «واللسان» ١ / ٢٩٥.

ومحمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي ، يروي عن أبيه ، روى عنه أهل الشام. قال ابن حبان في «الثقات» : هو ثقة في نفسه ، يتلقى من حديثه ما رواه عنه أحمد بن محمد (يعني ابنه) ، وأخوه عبيد فإنهما كانا يدخلان عليه كل شيء ، وكان قد اختلط. انظر «اللسان» ٥ / ٤٢٢.

ويحيى بن حمزة الدمشقي قاضي دمشق : صدوق ، عالم. قاله الدهبي ، وقال أبو حاتم : صدوق عن يحيى. كان يرمى بالقدر ، وقال ابن سعد : صالح الحديث. قال دحيم : هو ثقة عالم عالم ، وقال الحافظ ابن حجر : ثقة ، رمي بالقدر. مات سنة ١٨٣ ه‍ ، وله ثمانون سنة. انظر «الميزان» ٤ / ٣٦٩ ، «والتقريب» ص ٣٧٤.

ومحمد بن عبد الله بن محمد بن علي المهدي بن المنصور أبو عبد الله : تولى الحكم في اليوم الذي توفي أبوه ، وتوفي سنة ١٦٩ ه‍ ، وكان له من العمر ثلاث وأربعون سنة ، وكانت ولايته عشر سنين وشهرا وأربع عشرة ليلة. انظر «الثقات» لابن حبان ٢ / ٣٢٥.

وعبد الله بن محمد : وهو أبو جعفر المنصور ، هو المترجم له.

علي بن عبد الله بن العباس أبو محّمد ، ويقال : أبو عبد الله ، ويقال : أبو الفضل المدني. كان ثقة. توفي سنة ١١٨ ه‍ ، وقال ابن حجر : ثقة عابد ، من الثالثة. مات سنة ثمان عشرة على الصحيح. انظر «التهذيب» ٧ / ٣٥٧ ، «والكاشف» ٢ / ٨٩ ، «والتقريب» ص ٢٤٧.


الله بن عباس ، قال : ثني أبي ، عن جده ، عن ابن عباس ، أن النبي ـ صلى

__________________

تخريج الحديث :

في سنده أحمد بن محمد بن يحيى ، وهو له مناكير ، وقال أبو أحمد الحاكم ـ الكبير ـ فيه نظر ، وأيضا محمد بن يحيى أبوه ، وإن كان ثقة هو بنفسه ، كما قال ابن حبان إلّا أنّه قال : ويتقي من حديثه ما رواه عنه أحمد ، وهو ابنه ، وكذا عبيد ابنه ، مع أن محمدا قد اختلط.

فقد أخرجه أبو نعيم من طريق أحمد بن يحيى بن محمد بإسناده إلى آخر السند ، إلّا أن فيه بعد ما قال : ثني أبي ، عن أبيه ، ـ قال : صلى بنا المهدي ، فجهر «بسم الله الرحمن الرحيم» ، فقلت له في ذلك ، فقال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس ، أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.

وأخرجه الدارقطني في «سننه» ١ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤ بالسند المذكور عند أبي الشيخ عن أحمد بن محمد ، إلى آخره ، ومن طريق آخر عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس مثله ، ولكن في سنده أبو الصلت الهروي ، وهو ضعيف ، بل قال ابن عدي : متهم ، انظر «الميزان» ٢ / ٦١٦.

وذكره الهيثمي في «المجمع» ٢ / ١٠٩ ، عن ابن عباس مثله ، وفي آخره زيادة «في الصلاة» ، وقال : رواه البزار ، ورجاله موثقون. قلت : أخرجه الترمذي ، وأبو داود ، وغيرهما ـ كما سيأتي ـ بدون ذكر الجهر.

والترمذي من حديث ابن عباس ، قال : كان النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يفتتح صلاته «ببسم الله الرحمن الرحيم» ، وقال أبو عيسى : ليس إسناده بذاك ، وقد قال بها عدة من أهل العلم من أصحاب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

قلت : لفظ الحديث : يفتتح ، وهو محتمل بافتتاحه سرّا أو جهرا ، والروايات الواردة في عدم الجهر صريح ، كما ورد في «صحيح مسلم» ٦ / ١١٠ عن أنس ، وعند الترمذي في «سننه» ١ / ١٥٤ ، قال : كل واحد منهما صلّيت مع النبي (ص) وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، فلم أسمع أحدا منهم يقرأ(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، أي : جهرا ، وفي رواية لمسلم : فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين ، ولا يذكرون (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) في أول ولا في آخرها ، يعني : جهرا. وقال الترمذي : حديث عبد الله بن مغفل حديث حسن ، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم ، وفي رواية ثابت البناني ، عن أنس فلم أسمع أحدا منهم يجهر(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، وذكره الخطابي «بذيل سنن أبي داود» ١ / ٤٨٤ ، وفي رواية للنسائي ٢ / ١٣٥ عن أنس ، قال : صلّى بنا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فلم يسمعنا قراءة بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى بنا أبو بكر ، فلم نسمعها منهما ، وكذا له عن أنس ، قال : صلّيت خلف رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، فلم أسمع أحدا منهم يجهبر «ببسم الله الرحمن الرحيم» ، وكذا أخرج عن عبد الله ابن مغفل ، وأخرج حديث عدم الجهر بالبسملة الدارمي في «سننه» ١ / ٢٨٣ تحت باب كراهية الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم عن أنس كلفظ مسلم. ـ


الله عليه وسلم ـ جهر بسم الله الرحمن الرحيم. محمد بن عبد الله هو المهدي.

__________________

ـ وأخرج الدارقطني في «سننه» ١ / ٣٠٢ بطرق عن علي ، وعمار ، وعن ابن عباس بطريقين :

الأوّل : بإسناده إلى ابن عباس ، وفي سنده أبو الصلت الهروي ، وهو ضعيف ، بل قال ابن عدي متهم.

والثاني : من طريق أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة بإسناده إلى آخر السند ، كما عند أبي الشيخ ، وأحمد بن محمد المذكور له مناكير ، وفيه نظر ، قلت : قد ذكر الدارقطني في سننه ١ / ٣٠٢ ـ ٣١٣ في حدود أربعين حديثا من موقوف إلى مرفوع ، ومن صريح وغيره في الجهر «ببسم الله الرحمن الرحيم». ولكن لا تخلو الأسانيد المرفوعة المصرحة بالجهر عن راو ضعيف أو متروك ، وإن كان بعضها صحيحا ، ولكنها موقوفة ، أو غير مصرحة ، والله أعلم.

انظر «التعليق المغني بذيل السنن» ، والصواب أن أحاديث عدم الجهر أقوى إسنادا ، فيؤخذ بها وإن كان الجهر جائزا ، وقد طول الزيلعي في «نصب الراية» ١ / ٣٢٣ ـ ٣٦١ في تحقيق المسألة راجعها ، وانظر أيضا «الناسخ والمنسوخ» للحازمي ص ٨١. ـ


٧٠ ٤ / ١٧ عبد الله بن أبي مريم الأموي (*) :

قاضي أصبهان.

كان على القضاء أيام الحجاج (١) ، وكانوا ثلاثة إخوة : عبد الله ، وعبيد الله ، ويزيد ، وكان قاضيها أيّام الحجاج بن يوسف. ومن ولده : محمد بن المغيرة بن سالم بن عبد الله صاحب النعمان ، وعلي بن بشر بن عبد الملك بن عبيد الله بن أبي مريم (٢).

وحكى أبو أميّة سلم بن عصام ، وكان محمد بن المغيرة جده. قال : كان عبد الله على القضاء ، فعزله الحجاج ، وأخرجه إلى واسط (٣) ، وحبسه ، فلما مات الحجاج ، رجع إلى أصبهان ، فمات بها.

(٧٩) وقد حدث هؤلاء كلهم. حدثني سلم بن عصام بن سلم بن

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٥ ، وفي «التهذيب» ٦ / ٢٦ ، وذكر فيه أن ابن حبان ذكره في «الثقات» ، وقال : كنيته أبو خليفة ، ثم ذكر روايته المذكورة في الغيبة ، وقال : لا أدري هو هذا أو غيره ، ثم ذكر الحافظ قول علي بن المديني إنه مجهول ، والله أعلم.

(١) هو الحجاج بن يوسف الثقفي. تقدم في ت ٢ ح ٣.

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٥.

(٣) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٥.

تراجم الرواة :

سلم بن عصام : تقدم في ت ١٩ ح ٣٤ ، وكان شيخا صدوقا.

وإبراهيم بن بسطام أبو اسحاق الأصبهاني : نزل البصرة هو وأخوه ، وتوفي بها. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ١٨٦. ـ


المغيرة بن سالم بن عبد الله بن أبي مريم ، قال : ثنا إبراهيم بن بسطام ، قال : ثنا روح بن عبادة ، قال : ثنا ابن جريج ، قال : ثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم ، عن عبد الله بن أبي مريم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال

__________________

ـ وروح بن عبادة أبو محمد البصري : ثقة ، فاضل له تصانيف. تقدم في ت ٩.

وابن جريج : هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج. تقدم في ت ٨ ح ٢٢ ـ ثقة ، كان يدلس.

وأبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم : قال ابن سعد : كان كثير الحديث ضعيفا ، وقال الدارقطني : متروك ، وقال الحافظ ابن حجر : ضعيف. انظر «التهذيب» ١٢ / ٢٩ ـ ٣٠ ، «والتقريب» ٣٩٦ و «الكامل» لابن عدي ١ / ٣٣٦. وقد جاء في النّسختين : «عبد الرحمن» ، والمثبت من «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٥ ، و «التهذيب» ١٢ / ٢٨ ، فذكره وقال : روى عن أبيه ، ومن السّند التالي ، وهو الصّواب.

وعبد الله بن أبي مريم. قال ابن حجر نقلا عن علي بن المديني إنه مجهول. انظر «التهذيب» ٦ / ٢٦.

وأبو صالح : هو السمان ، واسمه ذكوان. تقدم في ت ٤١. الرّبالي بفتح الراء والباء وبعد الألف لام ـ هذه النسبة إلى ربال ، وهو جد أبي عمر حفص بن عمر بن ربال ثقة. توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين. انظر «اللباب» ٢ / ١٤ ، «والجرح والتعديل» ٣ / ١٨٥.

هو أبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد ، من رجال الجماعة. تقدم في ت ٢٢.

تخريج الحديث :

إسناده ضعيف ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٥ ، فقال : حدثنا محمد بن المظفر ، ثنا محمد بن محمد بن سليمان ، ثنا المسيب بن واضح ، ثنا حجاج بن محمد ، عن ابن جريج ، عن عبد الله بن أبي مريم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : فذكر مثله ، وقال أبو نعيم : ورواه روح ابن عبادة ، وأبو عاصم ، عن ابن جريج ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم ، عن عبد الله بن أبي مريم مثله.

ورواه هشام بن يوسف عن أبي بكر بن أبي سبرة ، عن مسلم بن أبي مريم ، عن أبي صالح مثله ، ولكن أبا بكر بن أبي سبرة ضعيف ، بل قال أحمد : كان يضع الحديث ، وقال النسائي : متروك.

انظر «الميزان» ٤ / ٥٠٣ ـ ٥٠٤ ، وذكره السيوطي في «الجامع الصغير» ٦ / ١٢٨ مع «الفيض» ، وقال : رواه الحاكم في «تاريخه» ـ يعني «تاريخ نيسابور» ـ ، عن أبي هريرة ، ورمز له بالضعف.

وذكر المناوي شارح «الجامع الصغير» أنّ في سنده أبا بكر بن أبي سبرة المدني. قال في ـ


النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من ذكر رجلا بما فيه فقد اغتابه ، ومن ذكره بغير ما فيه فقد بهته».

(٨٠) ثنا سلم قال : ثنا حفص الرّبالي ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج ، قال: ثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم ، عن عبد الله بن أبي مريم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مثله.

وقد حدّث علي بن بشر ، وأحمد بن علي بن بشر ، ومحمد بن أحمد بن علي بن بشر.

__________________

ـ «الميزان» ٤ / ٥٠٣ ـ ٥٠٤ : ضعفه البخاري وغيره ، وقال أحمد : «كان يضع الحديث» كما تقدم.

انظر «فيض القدير» ٦ / ١٢٩ ، ولكن معنى الحديث صحيح ثابت ، فقد أخرج مسلم في «صحيحه» ١٦ / ١٤٢ ، باب تحريم الغيبة عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «أتدرون ما الغيبة؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ذكرك أخاك بما يكره.

قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال : إن كان فيه ما تقول ، فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهتّه».

وأخرجه أبو داود في «سننه» ٥ / ١٩٢ ، في الأدب باب الغيبة ، والترمذي في «سننه» ٤ / ٣٢٩ في البر والصلة ، عن أبي هريرة ، وقال : هذا حديث صحيح ، وهو كما قال ، وقال في الباب عن أبي برزة ، وابن عمر وعبد الله بن عمرو ، وقال ابن الأثير في «جامع الأصول» ٨ / ٤٤٧ البهت : الكذب والافتراء على الإنسان.

ونسبه المنذري في «الترغيب» ٣ / ٥١٥ إلى النّسائي بالإضافة إلى المذكور ، وقال : فقد روى هذا الحديث من طرق كثيرة وعن جماعة من الصحابة.


٧١ ٤ / ١٨ مبشر بن ورقاء قاضي أصبهان (*) :

حدّث عنه محمد بن بكير ، وأبو حجر عمرو بن رافع ، وأحمد بن منيع ، وحكى أحمد بن يوسف ، قال : رأيت مبشر بن ورقاء يقضي في مسجد يعقوب ابن زياد (١).

(٨١) حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن جميل ، قال : ثنا أحمد بن منيع ، قال : ثنا مبشر بن ورقاء أبو الأسود السعدي الكوفي ، قال : ثنا الأعمش ، عن عمارة بن عمير ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن ابن مسعود ، قال : ما صلّى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أو ما رأيت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ صلى صلاة قط إلّا لوقتها ، إلا صلاتين المغرب والعشاء ، فإنّه جمع

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣١٨.

(١) عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣١٨ : أيوب بن زياد.

تراجم الرواة :

إسحاق بن إبراهيم بن جميل ، تقدم في ت ١ ، وكان كثير الغرائب.

وأحمد بن منيع بن عبد الرحمن البغوي أبو جعفر الأصم ، الحافظ ، الثقة. تقدم في ت ٣ بعد ح ٧.

والأعمش : هو سليمان بن مهران ، الثقة ، الثبت ، تقدم في ت ٦.

وعمارة بن عمير التيمي : كان ثقة خيارا. توفي في خلافة سليمان بن عبد الملك ٩٨ ه‍.

وقيل : ٨٢ ه‍. انظر «التهذيب» ٧ / ٤٢١.

عبد الرحمن بن يزيد النخعي : ذكر ابن سعد في الطبقات ٦ / ١٢٢ ، أنه كان ثقة له أحاديث. توفي في ولاية الحجاج قبل الجماجم ، وذكر ابن حبان أنهّ قتل في الجماجم ، سنة ٨٣ ه‍ ، انظر «التهذيب» ٦ / ٢٩٩.


بينهما بجمع وغلس بالفجر (١).

حدثنا أبو العباس الجمال (٢) ، قال : ثنا عبد الرحمن بن عمر ، قال : ثنا عامر بن إبراهيم ، قال : ثنا مبشر بن ورقاء قاضي أصبهان ، قال : ثنا الأعمش ، قال : قال عبد الملك بن أبجر (٣) ـ وكان من أطبّ الناس ـ اجتنب الدواء ما احتمل الداء (٤).

(٨٢) حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا أحمد بن منيع ، قال : ثنا مبشر ابن ورقاء السعدي الكوفي قاضي أصبهان ، عن الحجاج ، عن عطاء ، عن

__________________

(١) تخريجه :

في إسناده مبشر ، لم أعرف حاله ، وإسحاق أيضا كثير الغرائب ، وبقية رجاله ثقات ، وأخرج الحديث البخاري في «صحيحه» ٤ / ٢٧٨ مع الفتح من رواية عمر بن حفص بن غياث ، عن أبيه ، عن الأعمش ، ومنه به بلفظ قال : «ما رأيت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ صلى صلاة ـ زاد النسائي قط ـ لغير ميقاتها إلا صلاتين : جمع بين المغرب والعشاء ، وصلى الفجر قبل ميقاتها».

وأخرجه مسلم في «صحيحه» في الحج ٩ / ٣٦ ـ ٣٧ من طريق الأعمش بإسناده ، إلا أنه في آخره «وصلى يومئذ الفجر قبل ميقاتها» ، وفي رواية : «قبل وقتها بغلس».

وأخرجه أبو داود في «سننه» ٢ / ٤٧٧ ـ ٤٧٨ بإسناده إلى الأعمش ومنه به إلى آخر السند ، والنسائي في «سننه» ٥ / ٢٦٢ أيضا من طريق الأعمش به نحوه.

والطحاوي في «معاني الآثار» ١ / ٦٧ ، وانظر «نصب الراية» ٢ / ١٩٤ ، إن شئت التفصيل.

(٢) هو أحمد بن محمد بن عبد الله الجمال ـ تقدم في صفحة ٢٠٢.

(٣) هو عبد الملك بن سعيد بن حيان بن أبجر الهمداني ، ثقة ، ثبت. انظر «التهذيب» ٦ / ٣٩٥.

(٤) كذا في المصدر السابق.

تراجم الرواة :

محمد بن يحيى : هو ابن منده. تقدم في ت ١٠ ، وهو ثقة.

أحمد بن منيع. تقدم قريبا.

الحجاج : هو ابن أرطاة. النخعي القاضي ، أحد الفقهاء. صدوق ، كثير الخطأ والتدليس.

مات سنة ١٤٥ ه‍. انظر «التهذيب» ٢ / ١٩٦ ، «والتقريب» ص ٦٤.

وعطاء : هو ابن أبي رباح. تقدم في ت ٤٩. ثقة ، فقيه.


عائشة ، قالت : كنت أطيّب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قبل أن يطوف بالبيت.

__________________

تخريج الحديث :

في سنده مبشر ، لم أعرفه ، وكذا الحجاج ، كثير التدليس ، وقد عنعن. والحديث صحيح بغير هذا الإسناد واللفظ ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣١٨ به مثله ، وأخرجه البخاري في «صحيحه» ٣ / ٨٤٦ مع الفتح عن عائشة رضي‌الله‌عنها بلفظ «كنت أطيب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لإحرامه حين يحرم ، ولحلّه قبل أن يطوف ـ أي طواف الإفاضة ـ بالبيت» وأخرجه مسلم أيضا في «صحيحه» ٨ / ٩٨ مع شرح النووي من حديث عائشة ، وأبو داود في «سننه» ٢ / ٣٥٨ ، والنسائي في «سننه» ٥ / ١٣٧ ، في الحج ، والترمذي في «سننه» ٢ / ١٩٩ ، وقال : وفي الباب عن ابن عباس وحديث عائشة حديث حسن صحيح ، وابن ماجه في «سننه» ٢ / ٩٧٦ حديث (٢٩٢٦).


٧٢ ٤ / ١٩ ق نهشل بن سعيد الترمذي (*) :

يكنى بأبي سعيد الترمذي. قدم أصبهان ، وحدث عنه عامر بن إبراهيم نسخة عن الضحاك في التفسير وغيره ، وكتبنا من حديثه ما لم نكتب عن غيره.

(٨٣) ثنا محمد بن عامر ، عن أبيه ، عن جده ، عن نهشل بن سعيد ، عن سفيان ، عن باذام ، عن قنبر ، عن علي ، عن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «لا يحفظ منافق سورة هود وبراءة ويس والدخان وعم يتساءلون».

__________________

(*) نهشل بن سعيد الترمذي : له ترجمة في «الطبقات» لاين سعد ٧ / ٢٧٢ ، وفي «التارييخ الكبير» ٨ / ١١٥ ، وفي «الضعفاء الصغير «التاريه الصغير» ص ٢٧٨ ، الجميع البخاري ، وفي «الضعفاء والمتروكين» للنسائي ص ٣٠٥ ، بذيل «التاريخ الصغير» للبخاري.

وقال النسائي : متروك الحديث ، وفي «أخبار أصبهان» ٢/ ٣٢٨ ، وفي «ديوان الضعفاء» للذهبي ص ٣٢٠ ، وفيه أنه تركوه ، وفي «الميزان» له ٤ / ٢٧٥ ، وفي «المغني ، ٢ / ٧٠٢ ، وقال : بصري واه ، وقال ابن راهويه : كان كذابا ، وفي «التهذيب» ١٠ / ٤٧٩.

تراجم الرواة :

محمد ، وأبوه ، وجده ، تقدموا.

ونهشل : هو المترجم له ـ متروك ،

وسفيان : هو الثورى. تقدم في ت ٣.

وباذام ـ ويقال : باذان ـ هو أبو صالح ، مولى أم هانيء بنت أبي طالب ، ضعيف مدلس ، انظر «التقريب» ص ٤٢ ، التهذيب» ١ / ٤١٨ ، وانظر «الميزان» ١ / ٢٩٦.

وقنبر : هو مولى علي بن أبي طالب ، قال الذهبي : لم يثبت حديثه ، قال الأزدي : يقال : كبر حتى كان لا يدري ما يقول أو يروي. انظر الميزان» ٣ / ٣٩٢.

تخريج الحديث :

ضعيف جداً بالإسناد المذكور ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٢٨ به مثله ، ـ


(٨٤) ثنا محمد بن عامر ، عن أبيه ، عن جده ، عن نهشل ، عن الأعمش ، عن باذام ، عن قنبر ، عن علي ، عن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «ألا إن الجنة اشتاقت إلى أربعة من أصحابي ، فأحدهم : عليّ ، والثاني : المقداد ، والثالث : سلمان ، والرابع : أبو ذر الغفاري».

__________________

ـ وذکره السوط ف «الدر المنثور «٣ / ٢٠٨. وقال : أخرجه الطبراني في «الأوسط» ، عن علي مرفوعا ، فذكرمثله .. وانظر«المجتع للهيثمي ٧ / ١٥٧ ، وقال : رواه الطبراني في «الأوسط» ، وفيه نهشل ، وهو متروك.

تخريجه :

ضعيف جدا بهذا السند واللفظ ، ولكن مرّ تخريج الحديث في ترجمة سلمان الفارسي رقم ٣ بأسانيد لا بأس بها مع تفاوت في اللفظ.


٧٣ ٤ / ٢٠ غياث بن إبراهيم التميمي (*) :

روى عنه عامر بن إبراهيم ، وغالب بن فرقد الأصبهاني ، وروى عنه يحيى ابن أبي بكير.

(٨٥) حدثنا ابن عامر ، عن أبيه ، عن جده ، قال : حدثنا غياث ، عن عبيد الله بن عمر ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «لا يغرّنّكم من سحوركم ابن أمّ مكتوم». هكذا رواه وهو عند الناس عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمرو ، عن القاسم ، عن عائشة.

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٥٠ ، وفيه أنه كوفي ، قديم أصبهان.

تراجم الرواة :

ابن عامر : هو محمد بن عامر بن ابراهيم. تقدم قريبا.

غياث : هو ابن إبراهيم المترجم له ، لم أعرفه.

عبيدالله بن عمر بن حفص العدوى : تقدم في ت ٥٤ ح ٦٩. ثقة.

عبىالله بن دينار : هو العدوي ، مولى ابن عمر أبو عبدالرحمن المدني. ثقة. مات سنة سبع وعشرين ومائة ، انظر «التقريب» ص ١٧٢.

تخريج الخديث :

في سنده من لم أعرفه ، ولم أجده بهذا السياق عن ابن عمر، بل الذي أخرجه مسلم في «صحيحه» ٧ / ٢٠٢ و ٢٠٣ مع النووي عن ابن عمر مرفوعا أنه قال : (إنّ بلالا يوذن بليل فكلو واشربوا حتى تسمعوا تاذين ابن ام مكتوم» ، وفي رواية له : حتى تسمعوا؟ ابن ام مكتوم» ، وفي رواية : «حتي يوذن ابن مكتوم».

وأخرج أيضا عن سمرة بن جندب ، مثله ، كما أخرج عن سمرة : النسائي في «سننه» ٤ / ١٤٨ ، بلفظ «لا يغرنكم أذان بلال» ، ولفظ مسلم» لا يغرن أحدكم نداء بلال من السحور .. الحديث ورواه أحمد عن أنس ، وقال الهيثمي في «المجمع» ٣ / ١٥٣. رجال ـ


(٨٦) وحدثنا أبو يعلى ، قال : ثنا الأزرق بن علي ، قال : ثنا يحيى بن أبي بكير ، قال : ثنا غياث بن إبراهيم ، عن عثمان بن أبي سودة ، عن زياد بن أبي مريم ، عن عثمان بن عفان ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «عودوا المريض ، وأجيبوا الداعي ، وخير العيادة أخفّها ، والتّعزية مرة».

__________________

ـ رجال الصحح ، وكذا رواه ابو يعلي ، والبزار ، وقال الهيثمي : رجال الصحيح. والذي ورد عن عائشة هو أنها قالت : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ»كلوا واشربوا حتي يوذن بلال»

وقال :رواه ابو يعلي ، ورجاله ثقات ، فيظهر من هذه الروايات أن بلالاً وابن ام مكتوم كل واحد منهم كان يؤذن قبل الوقت ، لذا ورد في حق الاثنين أنه لا يغرنكم أذانهما عن السحور، ويؤيد هذا ما ذكره الهيثمي عن حبيب بن عبدالرحمن ، قال : سمعت عمتي تقول ـ وكانت حجت مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : «أن ابن ام مكتوم ينادي بليل ، فكلوت واشربوا حتى ينادي بلال ، وأن بلالاً ينادي بليل ، فكلوا وأشربوا حتى ينادي ابن ام مكتوم» ، وكان يصعد هذا ، وينزل هذا ، وفي رواية : «أذن ابن ام مكتوم ، فكلوا واشربوا من غير شك».

قال الهيثمي : رواه أحمد ، ورجاله الصحيح ، وكذا رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح. انظر «مجمع الزوائد» ٣ / ١٥٣ و ١٥٤.

تراجم رواة حديث ٨٦ :

أبو يعلي : هو صاحب «المسند». تقدم في ت ٣ ح ٥.

الأزرق : هو الأزرق بن علي بن مسلم الحنفي ، أبو الجهم ، ذكره ابن حبان في «الثقات» ، وقال : يغرب ، وأخرج له الحاكم في «المستدرك» وقال ابن حجر : صدوق ، يغرب ، من الحادية عشرة. انظر «التهذيب» ١ / ٢٠٠ ، «والتقريب» ص ٢٦.

يحيى بن أبي يكير نسر : تقدم في ت ١٦ ، ثقة.

عثمان بن أبي سودة المقدسي ، وكان أبوه مولى لعبدالله بن عمر ، وأمه لعبادة بن الصامت ، ثقة ، ثبت. انظر«التهذيب» ٧ / ١٢٠ ، و «التقريب» ص ٢٣٤.

تخريج الحديث :

في سنده غياث بن إبراهيم ، لم اعرف حاله ، وبقية رجاله ثقات ، سوى الأزرق ، وهو صدوق ، وذكره السيوطي في «الجامع الصغير» ٤ / ٤٦٦ مع «الفيض» ، بلفظ «عودا المريض ، واتبعوا الجنائز ، والعيادة غيا او ربعا إلا أن يكون مغلوبا ، فلا يعاد ، والتعزية مرة.

وقال : رواه البغوي في «مسند عثمان» ، ورمز له بالضعف.

قال المناوي في «الفيض» ٤ / ٤٦٦ : أخرجه البغوي ، وهو مجهول الإسناد.


٧٤ ٤ / ٢١ خت ـ د ـ س ـ إبراهيم (١) بن ميمون الصائغ (*) :

أصبهاني ، انتقل إلى خراسان (٢). سمعت أبا جعفر محمد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد الله بن محمود المروزي ، قال : سمعت إبراهيم بن يزيد البيوردي (٣) يقول : إبراهيم الصائغ ، أصله من أصبهان (٤).

__________________

(*) ابراهيم بن ميمون : له ترجمة في «الطبقات الكبرى» ٧ / ٣٧٠ لابن سعد ، وفي «التاريخ الصغير» للبخاري ص ١٥٢ ، وفي «الكثير» ١ / ٣٢٥ ، وفي «الجرح والتعديل» ٢ / ١٣٥ ، وفيه عن ابن معين : ثقة ، وفي «المشاهير» لابن حبان ص ١٩٥ ، وفي «الميزان» ١ / ٦٩ ، ورمز له الذهبي «بصح» الدال على رجحان توثيقه ، وفي «المغني في الضعفاء» ١ / ٢٨ ، وفي «ديوان الضعفاء» له ص ١٣ ، وفي «غاية النهاية» ١ / ٢٨ ، لاين الجزري ، وفي «التهذيب ، ١٧٢ ـ ١٧٣.

(١) يوجد بمقابل اسم إبراهيم بجهة اليمين هذه العبارة : بلغ علي بن مسعود في الثاني.

(٢) وزاد أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ١٧١ : «وقتله أبو مسلم مظلوما شهيدا سنة إحدى وثلاثين ومائة».

(٣) البيوردي : بكسر الباء الموحدة ، وسكون الياء المثناة ، وفتح الواو ، وسكون الراء ، وكسر الدال المهملة ـ هذه النسبة إلى أبيورد ـ وهي بلدة من بلاد خراسان. انظر «اللباب» ١ / ٢٠١.

(٤) أخبار أصبهان» ١ / ١٧٢ نقلا عن أبي الشيخ بلفظه.


٧٥ ٤ / ٢٢ زفر بن الهذيل بن قيس بن سالم (*) :

ابن قيس بن مكمل بن ذهل بن ذويب بن عمر ، ويكنى أبا الهذيل.

روى عنه النعمان (١) والحكم بن أيوب وغيرهم.

وكان متواضعا ، وكان أبوه الهذيل بن قيس مقيما (٢) بأصبهان في سنة ست وعشرين ومائة في خلافة (٣) يزيد بن الوليد بن عبد الملك ، وهو الذي كان يسمّى الناقص ، فلما قتل يزيد ، وبويع إبراهيم بن الوليد بقي سبعين يوما ، ثم خلع (٤) ، وثبت الهذيل على أصبهان ، فتولى أمرها باقي سنة ست وسبع ، فلمّا دخلت سنة ثمان قدم عبد الله (٥) بن معاوية بن جعفر ، فنزل باب القرطمان (٦) ،

__________________

(*) له ترجمة في «الطبقات» لابن سعد ٦ / ٣٨٧ ، وفي «الجرح والتعديل» ٢ / ٦٠٨ ـ ٦٠٩ ، وفيه نقل عن الملائي وابن معين قولهما فيه إنه كان ثقة مأمونا ، وفي «المشاهير» لابن حبان ص ١٧٠ ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٣١٧ ، وفي «الانتقاء» لابن عبد البر ص ١٧٣ ، وفي «الميزان» ٢ / ٧١ ، وفي «المغني» ١ / ٢٣٨ ، كلاهما للذهبي ، وفي «الجواهر المضيئة» ١ / ٢٤٣ و ٢ / ٥٣٤ لعبد القادر ، وفي «اللسان» ٢ / ٤٧٦ ، وفي «شذرات الذهب» ١ / ٢٤٣ لابن العماد ، وفي «الأعلام» ٣ / ٧٨ ، وفيه : فقيه كبير ، صاحب أبي حنيفة ، أصله من أصبهان.

(١) هو النعمان بن عبد السلام الأصبهاني أبو المنذر.

(٢) كذا في «الطبقات» لابن سعد ٦ / ٣٨٨ ، و «أخبار أصبهان» ١ / ٣١٧.

(٣) ولي الخلافة بعد قتل الوليد بن يزيد ، ومات لعشر بقين من ذي الحجة سنة ست وعشرين ومائة ، وكانت ولايته خمسة أشهر ، وإنما سميّ بالناقص ، لأنه نقص عطاء الجند عما زاده الوليد. وانظر «الثقات» لابن حبان ٢ / ٣٢١.

(٤) في سنة سبع وعشرين ومائة المصدر السابق ، وانظر ترجمته أيضا في نفس المصدر.

(٥) تقدم بترجمة رقم ٦٨.

(٦) لعلّها كانت محلة معروفة بهذا الاسم بأصبهان ، لم تذكرها المصادر التي وقفت عليها ، والله أعلم.


فخرج إليه الهذيل ، فالتقوا بها ، فانهزم الهذيل. وغلب عبد الله على البلد ، وكان للهذيل ثلاث بنين (١) : الكوثر ، وهو أكبرهم ، وكان ينزل بأصبهان قرية «براءان» ، وعليه قدم زفر بن الهذيل ، وهرثمة بن الهذيل ، وكان من أعرف الناس بالأنساب والأشعار ، وعنه أخذ حماد (٢) الرواية ، وزفر بن الهذيل ، وكان أفقههم ، وجالس أبا حنيفة ، ومن حديثه :

حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحرب ، قال : ثنا محمد بن المغيرة ، قال : ثنا النعمان (٣) ، عن زفر ، حكى ابن أبي عاصم (٤) ، قال : سمعت عبد الملك (٥) ابن مروان يقول : قال أبو عاصم (٦) : أمسك زفر عن الرأي قبل أن يموت بسنتين ، وأقبل على العبادة ، فرآه رجل في اليوم (٧) فقال : السنتين (٨).

__________________

(١) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣١٧.

(٢) هو حماد بن أبي ليلى ، واختلف في اسم أبيه ، فقيل : ميسرة ، وقيل : شابور ، وكان عالما بالنسب والشعر. توفي سنة ١٦٤ ه‍ ، وذكر صاحب «الأعلام» أنه توفي ببغداد ، وأرّخ ، وفاته بخمس وخمسين ومائة.

انظر «لسان الميزان» ٢ / ٣٥٢ ، «والأعلام» للزركلي ٢ / ٣٠١.

(٣) النعمان : هو ابن عبد السلام ، كما تقدم.

(٤) في أ ـ ه : أبي حاتم ، وهو خطأ ، والصواب ما في الأصل ، وهو أحمد بن عمرو بن أبي عاصم ، ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٠٨ / ٣.

(٥) عبد الملك : هو أبو مروان الأهوازي ، إمام مسجد أبي عاصم النبيل ، توفي سنة ٢٥٦ ه‍. انظر «التهذيب» ٦ / ٤٢٣.

(٦) أبو عاصم : هو النبيل الضّحّاك بن مخلد. تقدم في ت ٢٢.

(٧) في الأصل : «اليوم» ، والمثبت من أ ـ ه.

(٨) ومات في سنة ثمان وخمسين ومائة عن ثمان وأربعين سنة. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٣١٧ ، و «الميزان» ٢ / ٧١ ، «واللسان» ٢ / ٤٧٦.


٧٦ ٤ / ٢٣ س ـ ق خالد بن أبي كريمه (*) :

قالوا : هو من أصبهان من سنبلان (١).

(٨٧) حدثنا أحمد بن محمود بن صبيح ، قال : ثنا عامر بن أسيد

__________________

(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» ٣ / ١٦٨ ، وفي «الجرح والتعديل» ٣ / ٣٤٩ وفيه قال أحمد : كوفي ثقة ، وقال أبو حاتم : شيخ كوفي ، ليس بالقوي. وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠٥ ، وفي «تاريخ بغداد» ٨ / ٢٩٢ ـ ٢٩٣ ، وفيه أن أبا كريمة اسمه ميسرة ، وذكر عن يحيى مرة أنه قال : ثبت. ومرة قال : ثقة ، وكذا ذكر عن ابن المديني وأبي داود قولهما أنه ثقة ، وقال العجلي : لا بأس به ، «وفي «الميزان» ١ / ٦٣٨ ، وفي «المغني» ١ / ٢٠٥ ، وقال الذهبي : ثقة ، وقال ابن حجر : صدوق يخطىء ويرسل ، كما في «التقريب» ص ٩٠ ، وفي «التهذيب» ٣ / ١١٤.

(١) وزاد أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠٥ من محلة سنبلان ، وتقدم تحديه وتعريفه في المقدمة.

تراجم الرواة :

أحمد بن محمود : تقدم في ت ٣٢ ح ٤٥. شيخ ثقة.

عامر بن أسيد سيأتي بترجمة ٢٢٠.

وابن عيينة : هو سفيان بن عيينة الهلالي أبو محمد الكوفي ، ثم المكي ، ثقة ، حافظ ، فقيه ، مات سنة ١٩٨ ه‍. انظر «التقريب» ص ١٢٨.

وعبد الله بن المسور بن عون بن جعفر بن أبي طالب أبو جعفر الهاشمي المدائني ، قال الذهبي : ليس بثقة ، وقال أحمد وغيره : أحاديثه موضوعة ، قال النسائي ، والدارقطني : متروك.

ذكر البخاري في «الضعفاء الصغير» ص ٢٦٦ مع «التاريخ الصغير» قول جرير عن رقبة إنّه كان يضع الحديث. انظر «الضعفاء والمتروكين» ص ٢٩٥ ـ بذيل «التاريخ الصغير» ـ للنسائي ، والميزان «للذهبي» ٢ / ٥٠٤ وانظر «المجروحين» لابن حبان ٢ / ٢٤ ، وقال : لا يحتجّ بخبره ، وإن وافق الثقات ، وكان يحيى بن معين يكذبه. انظر «ديوان الضعفاء» للذهبي ص ١٧٨.


الواضحي ، عن ابن عيينة ، عن خالد بن أبي كريمه ـ وكان من أهل سنبلان ـ عن عبد الله بن المسور ، عن أبيه ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إذا دخل النّور القلب ، انفسح له وانشرح». قيل : يا رسول الله ، هل لذلك من علامة تعرف به؟ قال : «نعم ، الإنابة إلى دار الخلود ، والتّجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل نزول الموت (١) ، وتعرضوا للعرض الأكبر (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ)» (٢).

__________________

(١) عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠٥ : تزيّنوا للعرض الأكبر.

(٢) سورة الحاقة آية : ١٨.

تخريجه :

يفي إسناده عبد الله بن المسور ، وهو متروك ، بل قال أحمد وغيره : أحاديثه موضوعة ، كما تقدم في مصادر ترجمته ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠٥ به مثله ، وفي ٢ / ٣٨ باختصار به أيضا ، فالحديث ضعيف جدا إن لم يكن موضوعا بهذا السند ، وأخرجه ابن جرير في «تفسيره» ٨ / ٢٧ بسنده عن ابن عيينه ، ومنه به ، وكذا أخرجه عن ابن مسعود وأبي جعفر مرفوعا ، وكذا الحاكم في «المستدرك» ٤ / ٣١١ عن ابن مسعود قال : تلا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ) فقال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «إن النور إذا دخل الصدر انفسح ..» الحديث ، وسكت عنه الحاكم ، ولكن تعقّبه الذهبي في «التلخيص» بقوله : عدي بن المفضل ساقط ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» ٣ / ٤٤ ، فقال : أخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدّنيا وابن جرير ـ قلت : في «تفسيره» (٨ / ٢٧) ، وقد تقدم.

وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم في «المستدرك» ٤ / ٣١١ ، والبيهقي في «الشعب» من طريق ابن مسعود ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حين نزلت هذه الآية : (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ). قال : «إذا أدخل الله النّور القلب ..» الحديث ، وذكر أيضا من طريق عبد الله بن المسور ، قال : تلا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ هذه الآية(فَمَنْ يُرِدِ اللهُ ..) الخ قالوا : يا رسول الله ـ ما هذا الشرح؟ فذكر الحديث.

وقال السيوطي بعد ذكره : أخرجه سعيد بن منصور وابن جرير ، وقد تقدم.

وابن أبي حاتم ، والبيهقي في «الأسماء والصفات» عن عبد الله بن المسور. انظر «الدر المنثور» ٣ / ٤٤ ـ ٤٥.

وذكره ابن كثير في «تفسيره» (٢ / ١٧٤ ـ ١٧٥) من طريق عبد الرزاق ، عن أبي جعفر مرفوعا وبإسناد ابن جرير عن أبي جعفر مرفوعا ، وعن ابن مسعود أيضا مرفوعا ، ومن طريق ابن أبي حاتم ، عن أبي جعفر وابن مسعود مرفوعا أيضا ، فذكر الحديث ، ثم قال : فهذه طرق لهذا الحديث مرسلة ومتصلة يشد بعضها بعضا والله أعلم.


٧٧ ٤ / ٢٤ خ م د عس ق عمير بن سعيد النخعي (*) :

قدم أصبهان. قال : كنا بأصبهان نعطي الغنم بكذا وكذا جبنّة ، وكذا وكذا مصلة(١).

حدثنا إبراهيم بن محمد بن علي الرّازي ، قال : ثنا موسى بن نصر ، ثنا نصر بن باب ، عن الحجاج بن أرطأة ، عن عمير بن سعيد ، قال : كنا بأصبهان ، وكان منا من يدفع مائة شاة إلى رجل على أن يكفيه مؤنته ، فيعطيه في كل سنة كذا وكذا جبنة ، وكذا وكذا مصلة ، وكذا وكذا من السمن ، فسألت عن ذلك علقمة بن قيس ، ومسروق بن الأجدع ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، فكرهوه (٢).

__________________

(*) له ترجمة في «الطبقات» لخليفة ص ١٥٧ ، وفي «الطبقات» لابن سعد ٦ / ١٧٠ ، وقال : كان ثقة له أحاديث. وفي «التاريخ الكبير» ٦ / ٥٣٢ ، وفي «الجرح والتعديل» ٦ / ٣٧٦ ، وفي «المشاهير» ص ١٠٦ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٥ ، وفي «التهذيب» ٨ / ١٤٦ ، وفيه مات سنة ١٠٧ ه‍ ، وقيل بعده.

(١) كذا هو عند أبي نعيم في المصدر السابق ، وزاد (وكذا وكذا من السمن .. الخ).

مصل الشيء مصلا ومصولا : قطر واللبن مصلا ، أي وضعه في وعاء خوص أو خرق أو نحوه حتى يقطر ماؤه ، وكذا المصل والمصالة : ما سال من الأقط حين يطبخ ، ثم يعصر. «لسان العرب» ١١ / ٦٢٤ ، «ومعجم الوسيط» ٢ / ٨٨٠.

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٥ ، وذكره به بلفظه.


٧٨ ٤ / ٢٥ بخ حميد بن أبي غنيّة (*)(١) :

أبو عبد الملك بن حميد ، قال البخاري (٢) : هو أصبهاني ، لما فتحها أبو موسى انتسبوا إليه.

__________________

(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» ٢ / ٣٥٦ ، وفي «الجرح والتعديل» ٣ / ٢٢٧ ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٩١ ، وفيه : أنه سكن الكوفة وفي «الإكمال» لابن ماكولا ٦ / ١١٩ ، وقال : إنّ ابنه عبد الملك بن حميد ، وابن عبد الملك يحيى ، وحميد بن أبي غنية الأصبهاني ، كلّهم كوفيون ثقات. وفي «التهذيب» ٣ / ٤٦ ، وفي «التقريب» ص ٨٤ ، وفيه : صدوق.

(١) غنية ـ بفتح الغين المعجمة ، وكسر النون ، وتشديد التحتانية ، كذا ضبطه في «التقريب» ص ٨٤.

(٢) أي في «التاريخ الكبير» له ٢ / ٣٥٦ ، ونقله عنه ابن حجر في «التهذيب» ٣ / ٤٦ ، أيضا.


٧٩ ٥ / ٢٦ د ت س إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان الفقيه (*) :

جده حماد من أهل أصبهان ، حكى محمد بن يحيى (١) ، قال : كان جد حماد بن أبي سليمان من بزخوار (٢).

وروى عنه معتمر بن أبي سليمان ، وخالد الواسطي. روى وهب (٣) بن بقية ، قال : ثنا خالد بن عبد الله ، قال : ثنا إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله أنه كان يجيء كل خميس ، فيقوم قائما لا يجلس ، فيقول إنما هما اثنتان : فأحسن الحديث كتاب الله ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة (٤).

__________________

(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» للبخاري (١ / ٣٥١) ، وفي «الجرح والتعديل» (٢ / ١٦٤) ذكر ابن معين أنه قال : ثقة ، وعن أبي حاتم أنه قال : شيخ يكتب حديثه ، وفي «أخبار أصبهان» (١ / ٢٠٦) ، وفيه أنه أصبهاني الأصل ، وفي «الكاشف» (١ / ١٢٢) وفيه : صدوق ، وفي «الميزان» (١ / ٢٢٥) ، وفي «التهذيب» (١ / ٢٩٠).

(١) هو محمد بن يحيى بن مندة. تقدم في ت ١٠.

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠٦ ، وزاد من أصبهان من رستاق بزخوار ، وتقدم هذا النص عند ترجمة حماد بن أبي سليمان رقم ٢٥.

(٣) وهو المعروف بوهبان أبو محمد ، ثقة. مات سنة ٢٣٩ ه‍ ، كما في «التقريب».

(٤) رواه أبو الشيخ معلقا مع الانقطاع في السند ، والوقف على ابن مسعود ، أما كونه منقطعا ، لأن أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يصح سماعه عن أبيه على الراجح ، فرواياته عن أبيه مرسلة ، وتعليقه ظاهر ؛ لأن وهبا توفيّ قبل أن يولد أبو الشيخ ، فلا محالة بينهما واسطة ، اللهم إلا أن يرويه عن كتاب له ، والله أعلم.

وأصله صحيح ، أخرجه البخاري في صحيحه ١٧ / ٩ مع الفتح ط ـ ح ـ كتاب الاعتصام ، وفي الأدب باختصار من غير طريق المؤلف المذكور ، بل من طريق مرّة الهمداني بلفظ : قال : قال عبد الله : إنّ أحسن الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ


(٨٨) حدثنا ابن الناشىء ، قال : ثنا محمد بن الحسين الكابلي ، قال : ثنا إسماعيل بن حماد بن أبي (١) سليمان ، عن أبي قيس ، عن ابن سيرين ، عن حكيم بن حزام ، قال : نهاني النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أن أبيع ما ليس عندي (٢).

__________________

ـ وشر الأمور محدثاتها.

قال الحافظ في «الفتح» ١٧ / ٩ : ظاهر سياق هذا الحديث أنه موقوف ، لكن القدر الذي له حكم الرفع منه قوله : «وأحسن الهدي هدي محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فإن فيه إخبار عن صفة من صفاته ، وهو أحد أقسام المرفوع.

ثم قال : مع أن الحديث المذكور جاء عن ابن مسعود مصرحا بالرفع من وجه آخر أخرجه أصحاب السنن ، ولكن ليس هو على شرط البخاري ، وأخرجه مسلم من حديث جابر مرفوعا أيضا بزيادة فيه ، وليس هو على شرطه.

والزيادة هي : وكل بدعة ضلالة .. الحديث. انظر «صحيح مسلم» ٦ / ١٥٣ مع النووي ، وانظر «سنن ابن ماجه» ١ / ١٧ ـ ١٨ ، باب اجتناب البدع والجدل.

أخرجه عن جابر وابن مسعود أيضا مرفوعا بلفظ أنّ رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «إنّما هما اثنتان : الكلام ، والهدي. فأحسن الكلام كلام الله ، وأحسن الهدي هدي محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ألا وإيّاكم ومحدثات الأمور ، فإنّ شرّ الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ...» الحديث.

وقد أخرج أبو داود في «سننه» ٥ / ١٥ في حديث طويل عن العرباض في آخره : «وإيّاكم ومحدثات الأمور ، فإنّ كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة».

(١) في النسختين : ورد إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة ، إلّا أنه صحح بهامش ـ أ ـ ه ، ولا شك بأن هذا هو الصواب ، لأن قصد المؤلف إخراج الحديث عنه ، لا عن إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة ، فلذلك أثبت الصواب في المتن.

تراجم الرواة : ابن الناشىء : لم أقف عليه.

محمد بن الحسين الكابلي : لم أقف عليه وكذا أبو قيس محمد بن سيرين الأنصاري : من رجال الجماعة. ثقة ، إمام. تقدم في صفحة ٣٤٤.

حكيم بن حزام بن خويلد الأسدي : صحابي ، أسلم يوم الفتح ، توفي سنة ٥٤ ه‍ ، أو بعدها. انظر «التقريب» ص ٨٠ ، «والتهذيب» ٢ / ٤٤٧.

(٢) في سنده من لم أعثر له على ترجمة ، ومرسل من هذا الطريق أيضا ، لأن ابن سيرين لم يسمع من حكيم بن حزام ، وإينما رواه عن أيوب السخيتاني ، عن يوسف بن ماهك ، عن حكيم ، كما أسند الترمذي في ٢ / ٣٥٢ حديثه من هذا الطريق ، فذكر الحديث مثله ، وقال : عن ابن ـ


__________________

ـ سيرين ، عن حكيم ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ هذا حديث مرسل ، وقال : إنما رواه ابن سيرين ، عن أيوب السخيتاني ، عن يوسف بن ماهك ، عن حكيم بن حزام ، وقال : حديث حكيم بن حزام حديث حسن ، وأخرجه من غير طريق ابن سيرين ، وعن يوسف بن ماهك ، عن حكيم مرفوعا ، وقال : هذا حديث حسن صحيح. انظر ٢ / ٣٥١ ، وأخرجه أبو داود في «سننه» ٣ / ٧٦٨ في الإجارة ، باب الرجل يبيع ما ليس عنده ، والنسائي في «سننه» ٧ / ٢٨٩ في البيوع باب ما ليس عند البائع وكلهم عن حكيم بن حزام ، وابن ماجه في «سننه» حديث ٢١٨٧ (٢ / ٧٣٧) وعبد الرزاق في «مصنفه» (٨ / ٣٩). وأخرجه أبو داود الطيالسي في «مسنده» ١ / ٦٤ بترتيب الساعاتي عن حكيم بن حزام نحوه. وابن الجارود في «المنتقى» ح ٦٠٢ وابن أبي شيبة في «مصنفه» (٦ / ٣٦٥) ، والطحاوي في «معاني الآثار» (٤ / ٣٨) ، والطبراني في «الكبير» (٣ / ٢١٧ و ٢١٨ و ٢٢٠ و ٢٢٨ و ٢٣٠ و ٢٣١) وفي «الصغير» (٢ / ٤) وابن الأعرابي في «معجمه حديث» ٨٦٨ والبيهقي في «سننه» (٥ / ٢٦٧) ، وابن حزم في «المحلى» (٨ / ٥١٩) ، وأحمد في «مسنده» (٣ / ٤٠٢ و ٤٣٤) ، والدارقطني في «سننه» (٣ / ٨ و ٩). انظر : «تلخيص الحبير» (٣ / ٥) لابن حجر ، «والمحلى» لابن حزم ، حيث صححه ، و «إرواء الغليل» (٥ / ١٣٢) للألباني.


٨٠ ٤ / ٢٧ الزحاف بن أبي الزحاف الأصبهاني (*) :

يحدث عن ابن جريج ، والمثنى بن الصباح ، ومسلم بن خالد ، وله بأصبهان عقب ، روى عنه عقيل بن يحيى ، وذكر محمد بن عاصم أنه حدثه من كتب عن ابنه جعفر بن الزحاف ، عن أبيه ، عن ابن جريج أربعة آلاف (١) حديث (٢).

حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى ، قال : ثنا عقيل بن يحيى الحافظ ، قال : ثنا الزحاف أبو محمد الأصبهاني ، قال : ثنا ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : «عالم أشد على إبليس من ألف عابد».

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢١ ـ ٣٢٢.

(١) في النسختين ألف : والتصحيح من مقتضى القواعد.

تراجم الرواة :

أبو عبد الله : هو محمد بن يحيى بن مندة. تقدم في ت ١٠.

عقيل بن يحيى الطهراني أبو صالح ، كان ثبتا من الحفاظ ، سيأتي بترجمة ٢٣٨.

ابن جريج : هو عبد الملك بن عبد العزيز الفقيه. تقدم في ت ٨ ح ٢٣ ،.

عطاء : هو ابن أبي رباح. تقدم في ت ٤٩.

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢٢.

تخريج الحديث :

رجال الإسناد ثقات ، إلا الزحاف ، لم أعرف حاله ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢٢ من طريق أبي الشيخ مثله ، والترمذي في «سننه» ٤ / ١٥٢ ، وابن ماجه أيضا في «سننه» ١ / ٨١ المقدمة كلاهما من طريق روح بن جناج ، عن مجاهد ، عن ابن عباس مرفوعا بلفظ «قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «فقيه أشد على الشيطان من ألف عابد» ، وعند ابن ماجه بزيادة واحد أي فقيه واحد ... الخ. وقال الترمذي : هذا حديث ـ


__________________

ـ غريب ، ولا نعرفه إلا من هذا الوجه .. من حديث الوليد بن مسلم ، قلت : إن آفته ، من روح ابن الجناح ، لأنّه منكر الحديث ، بل ذكر في «التهذيب» ٣ / ٢٩٢ ، الحديث المذكور ، وقال : وروى له الترمذي ، وابن ماجه حديثا واحدا متنه : «فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد». قال الحافظ عقبه قلت : قال الساجي : «هو حديث منكر» ، وقال ابن حبّان : روح ابن جناح منكر الحديث جدا ، يروي عن الثقات ما إذا سمعه الإنسان شهد له بالوضع ، وقال أبو سعيد النقاش : يروي عن مجاهد أحاديث موضوعة. انظر : «التهذيب» ٣ / ٢٩٢ ـ ٢٩٣ ، وانظر «الميزان» ٢ / ٥٨. وقد أسند له الحديث المذكور. وقال ابن حجر : ضعيف ، اتهمه ابن حبان. انظر «التقريب» ص ١٠٤ ، وأخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» ٣ / ٣٠٨ به مثله ، وسكت عنه ، وابن حبان في «المجروحين» ١ / ٢٩٨ ، وابن عبد البر في «بيان العلم» ١ / ٢٦ ، والخطيب في «الفقيه والمتفقه» ١ / ٢٤ ، وأخرجه ابن الجوزي في «العلل» ١ / ١٢٦ ـ ١٢٧ ، وقال : لا يصح ، فيه متروك وضعيف.


فهرس الموضوعات

شكر وتقدير.................................................................... ٥

تقديم بقلم الأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري....................................... ٧

المقدمة.......................................................................... ١

الباب الأول................................................................... ١٩

الفصل الأول.................................................................. ٢١

المبحث الأول في أسماء أصفهان قديما وحديثا وضبطها............................... ٢١

المبحث الثاني في موقع أصفهان ومساحتها وإنشائها وتاريخ فتحها ومكانتها............. ٢٥

الفصل الثاني في أهمية أصفهان ومميزاتها............................................. ٣٥

رغبة الناس بالهجرة الى أصفهان................................................... ٣٨

ما ورد من الفضل لأهل هذه البلاد............................................... ٣٩

بدء التحديث بأصفهان......................................................... ٤٠

نشاط العلماء بتاريخ أصفهان.................................................... ٤١

عناية العلماء بتاريخ أصفهان..................................................... ٤١

نشاط التحديث في قرى أصفهان................................................. ٤٢

الحركة الفكرية في مدن المشرق.................................................... ٤٥

مذهب أهل أصفهان قديما وحديثا................................................ ٥٥

الباب الثاني.................................................................... ٦١

الفصل الأول في ترجمة المؤلف.................................................... ٦٣

اسمه ونسبه.................................................................... ٦٣

ولادته ونشأته.................................................................. ٦٥


رحلاته........................................................................ ٦٧

ثقافته ونبوغه.................................................................. ٧١

شيوخه........................................................................ ٨١

ثناء العلماء عليه وتوثيقه......................................................... ٨٦

تلاميذه....................................................................... ٨٧

عقيدته ومذهبه................................................................. ٩٢

صلاحه وعبادته................................................................ ٩٣

وفاته وما قيل بعد وفاته......................................................... ٩٤

آثاره العلمية................................................................... ٩٥

الفصل الثاني في توثيق نسبة الكتاب الى المؤلف................................... ١٠٧

المبحث الأول اسم الكتاب كما جاء عند المؤلف.................................. ١٠٧

المبحث الثاني أهمية الكتاب وثقة العلماء فيه والاستفادة منه......................... ١١١

محتوى كتاب الطبقات......................................................... ١١٥

موارده....................................................................... ١١٧

منهج المؤلف في كتابه الطبقات................................................. ١١٨

بعض الملاحظات على المؤلف وكتابه............................................. ١٢٢

وصف النسختين الخطيتين اللتين اعتمدت عليهما في الاخراج....................... ١٢٤

رواة طبقات المحدثين بأصبهان................................................... ١٢٧

السماعات الموجودة للجزء الأول والثاني.......................................... ١٢٩

منهج التحقيق................................................................ ١٣٧

شرح الرموز والمصطلحات...................................................... ١٤٠

أول كتاب طبقات المحدثين بأصبهان............................................. ١٤٣

الجزء الأول................................................................... ١٤٥

مقدمة المؤلف................................................................ ١٤٧

ذكر الأشياء التي خصت بها أصبهان............................................ ١٥٥

ذكر فتوح أصبهان ومشاورة عمر بن الخطاب..................................... ١٧٨

الطبقة الأولى ذكر أسامي الصحابة رضوان الله عليهم الذين قدموا أصبهان............ ١٩١

الحسن بن علي بن أبي طالب................................................... ١٩١

عبد الله بن الزبير بن العوام..................................................... ١٩٥


سلمان الفارسي............................................................... ٢٠٣

أبو موسى الأشعري........................................................... ٢٣٧

رافع بن خديج الأنصاري...................................................... ٢٥١

عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري.............................................. ٢٥٣

عبد الله بن عامر.............................................................. ٢٥٥

بديل بن عامر بن ورقاء........................................................ ٢٥٩

مجاشع بن مسعود السلمي..................................................... ٢٦٦

عائذ بن عمرو المزني........................................................... ٢٧٠

النابغة الجعدي................................................................ ٢٧٣

مخنف بن سليم بن الحارث..................................................... ٢٧٧

خالد بن غلاب الطائفي القرشي................................................ ٢٨٣

حممة الدوسي................................................................ ٢٨٦

عبد الله بن عبد الله بن عتبان الأنصاري......................................... ٢٨٩

الطبقة الثانية................................................................. ٢٩٦

الأحنف بن قيس............................................................. ٢٩٦

السائب بن الأقرع............................................................ ٣٠٢

أسيد بن المتشمس بن معاوية................................................... ٣٠٥

جبير بن حية بن مسعود....................................................... ٣٠٧

يزيد بن قيس................................................................. ٣١١

أبو العالية رفيع الرياحي........................................................ ٣١٣

أبو محمد سعيد بن جبير....................................................... ٣١٥

حسان بن عبد الرحمن الضبعي.................................................. ٣٢٠

قطن بن قبيصة الهلالي......................................................... ٣٢٢

أبو اسماعيل حماد بن أبي سليمان الفقيه.......................................... ٣٢٦

عبد الرحمن أبو اسماعيل السدي................................................. ٣٣١

السدي اسماعيل بن عبد الرحمن................................................. ٣٣٢

أبو إسحاق السبيعي.......................................................... ٣٣٦

عبيد الله بن أبي بكرة.......................................................... ٣٣٩

عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي.................................................... ٣٤١

مرداس الأصبهاني............................................................. ٣٤٣

الصباح بن عاصم الأصبهاني................................................... ٣٤٤


عبد الله بن الأسود الأصبهاني.................................................. ٣٤٧

أبو غالب الأصبهاني.......................................................... ٣٤٨

ابراهيم بن هدبة.............................................................. ٣٤٩

جعفر بن أبي المغيرة القمّي...................................................... ٣٥٢

وثاب أبو يحيى بن وثاب....................................................... ٣٥٥

يحيى بن وثاب................................................................ ٣٥٦

واقد مولى أبي موسى الأشعري.................................................. ٣٥٩

يزيد الأودي.................................................................. ٣٦٠

الطبقة الثالثة................................................................. ٣٦٢

عبد الرحمن بن سليمان بن الأصبهاني............................................ ٣٦٢

عطاء بن السائب بن مالك الثقفي.............................................. ٣٦٧

حفص بن حميد أبو عبيد...................................................... ٣٦٨

سليمان الأصبهاني............................................................ ٣٧٠

حبيب بن الزبير بن مشكان.................................................... ٣٧٢

ابراهيم بن محمد بن الحنفية..................................................... ٣٧٨

نافع بن أبي نعيم القاري....................................................... ٣٨١

بشر بن الحسين الأصبهاني..................................................... ٣٨٤

جعفر بن ناجية الأصبهاني..................................................... ٣٨٧

عامر بن ناجية............................................................... ٣٨٨

محمد بن أبي يحيى الأسلمي..................................................... ٣٨٩

أنيس بن أبي يحيى............................................................. ٣٩٣

ابراهيم بن محمد بن أبي يحيى.................................................... ٣٩٥

الطبقة الرابعة................................................................. ٣٩٧

مبارك بن فضالة.............................................................. ٣٩٧

عبد الرحمن بن المبارك.......................................................... ٤٠٢

ليث بن سعد................................................................ ٤٠٥

يونس الأصبهاني.............................................................. ٤٠٧

جسر بن فرقد................................................................ ٤١٠

عبد العزيز الماجشون.......................................................... ٤١٢


عبد العزيز الدراوردي.......................................................... ٤١٣

جرير بن عبد الحميد.......................................................... ٤١٤

القاسم بن أبي أيوب.......................................................... ٤١٥

محمد بن عبد الوهاب القناد.................................................... ٤١٧

محمد بن الصلت............................................................. ٤١٨

حميد بن وهب أبو وهب....................................................... ٤١٩

حجر : رجل من أصبهان...................................................... ٤٢٢

خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة.................................................. ٤٢٤

عبد الله بن معاوية............................................................ ٤٣٢

أبو جعفر المنصور............................................................. ٤٣٥

عبد الله بن أبي مريم الأموي.................................................... ٤٣٩

مبشر بن ورقاء................................................................ ٤٤٢

نهشل بن سعيد الترمذي....................................................... ٤٤٥

غياث بن ابراهيم التميمي...................................................... ٤٤٧

ابراهيم بن ميمون الصائغ...................................................... ٤٤٩

زفر بن الهذيل بن قيس بن سالم................................................. ٤٥٠

خالد بن أبي كريمة............................................................ ٤٥٢

عمير بن سعيد النخعي........................................................ ٤٥٤

حميد بن أبي غنية............................................................. ٤٥٥

اسماعيل بن حماد بن أبي سليمان الفقيه........................................... ٤٥٦

الزحاف بن أبي الزحاف الأصبهاني.............................................. ٤٥٩



فهرس الأعلام

ـ ابراهيم بن محمد بن الحنفية ٣٧٨.

ـ ابراهيم بن محمد بن أبي يحيى ٣٩٥.

ـ ابراهيم بن ميمون الصائغ ٤٤٩.

ـ ابراهيم بن هدبة ٣٤٩.

ـ الأحنف بن قيس ٢٩٦.

ـ أبو إسحاق السبيعي ٣٣٦.

ـ اسماعيل بن حماد بن أبي سليمان الفقيه

٤٥٦.

ـ أبو اسماعيل حماد بن أبي سليمان الفقيه

٣٢٦.

ـ أسيد بن المتشمس بن معاوية ٣٠٥.

ـ أنيس بن أبي يحيى ٣٩٣.

ـ بديل بن عامر بن ورقاء ٢٥٩.

ـ بشر بن الحسين الأصبهاني ٣٨٤.

ـ جبير بن حية بن مسعود ٣٠٧.

ـ جرير بن عبد الحميد ٤١٤.

جسر بن فرقد ٤١٠.

ـ جعفر بن أبي المغيرة القمي ٣٥٢.

ـ أبو جعفر المنصور ٤٣٥.

ـ جعفر بن ناجية الأصبهاني ٣٨٧.

ـ حبيب بن الزبير بن مشكان ٣٧٢.

ـ حجر ٤٢٢.

ـ حسان بن عبد الرحمن الضبعي ٣٢٠.

ـ الحسن بن علي بن أبي طالب ١٩١.

ـ حفص بن حميد أبو عبيد ٣٦٨.

ـ حممة الدوسي ٢٨٦.

ـ حميد بن أبي غنية ٤٥٥.

ـ حميد بن وهب أبو وهب ٤١٩.

ـ خالد بن أبي كريمة ٤٥٢.

ـ خالد بن غلاب الطائفي القرشي ٢٨٣.

ـ خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة ٤٢٤.

ـ رافع بن خديج الأنصاري ٢٥١.

ـ رفيع الرياحي ٣١٣.

ـ الزحاف بن أبي الزحاف الأصبهاني ٤٥٩.

ـ زفر بن الهذيل بن قيس بن سالم ٤٥٠.

ـ السائب بن الأقرع ٣٠٢.

ـ السدي اسماعيل بن عبد الرحمن ٣٣٢.

ـ سعيد بن جبير ٣١٥.

ـ سلمان الفارسي ٢٠٣.

ـ سليمان الأصبهاني ٣٧٠.

ـ الصباح بن عاصم الأصبهاني ٣٤٤.


ـ عائذ بن عمرو المزني ٢٧٠.

ـ عامر بن ناجية ٣٨٨.

ـ عبد الرحمن أبو اسماعيل السدي ٣٣١.

ـ عبد الرحمن بن سليمان بن الأصبهاني

٣٦٢.

ـ عبد الرحمن بن المبارك ٤٠٢.

ـ عبد العزيز الدراوردي ٤١٣.

ـ عبد العزيز الماجشون ٤١٢.

ـ عبد الله بن أبي مريم الأموي ٤٣٩.

ـ عبد الله بن الأسود الأصبهاني ٣٤٤.

ـ عبد الله بن الزبير بن العوام ١٩٥.

ـ عبد الله بن عامر ٢٥٥.

ـ عبد الله بن عبد الله بن عتبان الأنصاري

٢٨٩.

ـ عبد الله بن معاوية ٤٣٢.

ـ عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري ٢٥٣.

ـ عبيد الله بن أبي بكرة ٣٣٩.

ـ عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي ٣٤١.

ـ عطاء بن السائب بن مالك الثقفي ٣٦٧.

ـ عمير بن سعيد النخعي ٤٥٤.

ـ أبو غالب الأصبهاني ٣٤٨.

ـ غياث بن ابراهيم التميمي ٤٤٧.

ـ القاسم بن أبي أيوب ٤١٥.

ـ قطن بن قبيصة الهلالي ٣٢٢.

ـ ليث بن سعد ٤٠٥.

ـ مبارك بن فضالة ٣٩٧.

ـ مبشر بن ورقاء ٤٤٢.

ـ مجاشع بن مسعود السلمي ٢٦٦.

ـ محمد بن أبي يحيى الأسلمي ٣٨٩.

ـ محمد بن الصلت ٤١٨.

ـ محمد بن عبد الوهاب القناد ٤١٧.

ـ محنف بن سليم بن الحارث ٢٧٧

ـ مرداس الأصبهاني ٣٤٣.

ـ أبو موسى الأشعري ٢٣٧.

ـ النابغة الجعدي ٢٧٣.

ـ نافع بن أبي نعيم القاري ٣٨١.

ـ نهشل بن سعيد الترمذي ٤٤٥.

ـ واقد مولى أبي موسى الأشعري ٣٥٩.

ـ وثاب أبو يحيى بن وثاب ٣٥٥.

ـ يحيى بن وثاب ٣٥٦.

ـ يزيد الأودي ٣٦٠.

ـ يزيد بن قيس ٣١١.

ـ يونس الأصبهاني ٤٠٧.

طبقات المحدثين باصبهان - ١

المؤلف:
الصفحات: 468