• الفهرس
  • عدد النتائج:
📷

المبدأ المتقدم ، أي الظنّ والاستبعاد ، ولم يكن لديهم أي دليل أو برهان ( بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ * قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَٰذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) (١) .

ومن هنا جاءت الآيات الكريمة لتردّ عليهم إنكارهم وتجيب عن شبهاتهم في ثلاثة اتجاهات :

الأوّل : إقامة البراهين التي تناشد العقل والوجدان ، وتثبت ضرورة المعاد ، وحتمية تحقق الوعد الإلهي ، لازالة الاستبعاد عن أذهان المنكرين ، وإقامة الحجة الواضحة عليهم ، ومن تلك البراهين برهان المماثلة ، والقدرة ، والحكمة ، والعدالة ، وقد ذكرناها مع الأمثلة في أدلة المعاد .

الثاني : بيان حقيقة الانسان ، ذلك لأنّ مشركي الجاهلية كانوا ينكرون المعاد الجسماني ، كما هو ظاهر من صور إنكارهم التي عرضها الكتاب الكريم ( يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ * أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً * قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ) (٢) ، ( وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا ) (٣) ، ( وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ) (٤) ، وقد اُجيب عنه في كلامه تعالى ببيان حقيقة الإنسان المتمثلة

__________________________

١) سورة المؤمنون : ٢٣ / ٨١ ـ ٨٣ .

٢) سورة النازعات : ٧٩ / ١٠ ـ ١٢ .

٣) سورة الاسراء : ١٧ / ٤٩ و ٩٨ .

٤) سورة السجدة : ٣٢ / ١٠ .